أخر الاخبار

العاصفة: الجزء ١ - الحلقة الحادية والعشرون حتي الحلقه الخامسه والعشرون بقلم الشيماء محمد كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات



 العاصفة: الجزء ١ - الحلقةالحاديه والعشرون حتي الحلقه الخامسه والعشرون

بقلم الشيماء محمد

رقية وقفت قدام نورهان اللي بتمسح دموعها وخالد اللي مش عارف هيقولها ايه وهي بتنقل نظراتها بينهم

رقية بإصرار : بقول في ايه هنا ! مالها البنت دي يا خالد ؟

خالد كان هيرد بس نورهان سبقته وابتسمت لرقية : مفيش يا فندم بس أنا بس كنت ببارك لحضرته وبقوله إننا مفتقدين الباشمهندسة في الشركة .. وبعتذرله عن الموقف اللي حصل بيني وبينها في أول يوم شغل ليا في الشركة ..

رقية هزت دماغها وبصت لجوزها : موقف ايه اللي حصل بينهم !

خالد اتنهد بغيظ : مفيش خبطوا في بعض الاتنين وماكانوش يعرفوا بعض فشدوا في الحوار مش أكتر وأنا بقول للباشمهندسة نورهان إن الموضوع مش مستاهل خلاص خلص ..

نورهان بزعل : أنا بس حبيت أتأكد إنه عدى لأني محتاجة شغلي ده فخفت تكون العروسة لسة زعلانة مني فقلت أباركلها وأتأسفلها .

رقية ابتسمت بتكلف : لا خلاص طالما خالد بيه قالك انتهى يبقى انتهى ما تخافيش على شغلك .. احنا عارفين إنكم بتحتاجوا الشغل علشان تعيشوا وبعدين طالما عرفتي غلطك فخلاص .

نورهان بصت لخالد اللي متضايق من كلام مراته

خالد اتدخل : المهم يا رقية كنتي بتدوري عليا ولا ايه !

نورهان استأذنت منهم : طيب بعد اذنكم أنا .. مبروك لحضراتكم وعقبال الفرح إن شاء الله بعد اذنكم .

انسحبت منهم وخالد متابعها بعينيه لحد ما خرجت ورجع مع رقية لضيوفه

وصلت بيتها ودخلت لأوضتها تجري وأخوها نادر شافها وكلمها بس ما ردتش عليه وراح وراها لأوضتها كانت رمت نفسها على السرير بتعيط

نادر بقلق : في ايه مالك !

نورهان ما ردتش وكملت عياط وهو زعق : طبعا أكيد زعلك ! أنا مش عارف أنتي هتفضلي متخلفة لحد امتى ! هتفضلي عايشة في وهم إنك هتطلعي للنور لحد امتى ؟ ما تزهقي بقى ! فوقي بقى ! ما بتسمعيش كلامي أبدا

عايشة كده على أمل صح ! بتقارني نفسك بيهم .. متخيلة ايه ! نفسي أفهم أنتي بتفكري ازاي ! إنك لما تشتغلي معاه في الشركة ايه اللي هيحصل ! ولا لما تروحي فرح بنته ايه اللي هيحصل ! هتقربي منه ! مستنية ايه ورا القرب ده ! هيحس بيكي ويقول اه خليني أطلعها للنور ! كفاية بقى ازهقي .

نورهان اتعدلت وبتمسح دموعها وزعقت : مش هزهق أبدا ! أنا هفضل وراه لحد ما أحقق اللي بحلم بيه .

نادر بغضب : مش هيحصل وهتضيعي حياتك في انتظار وهم وسراب .

نورهان بجمود بصت لبعيد : طيب حياتي أنا اللي هتضيع مش حياتك .. خليك أنت في حالك وسيبني في حالي ولو عايز ترجع لل USA ارجع أنت حر .

نادر بصلها بغضب وبعد ما كان هيرد سابلها الأوضة كلها وخرج ..

************************

عبدالله كان في المعرض بيراجع الفواتير قبل ما يروح بيته واتفاجأ بحد فوق راسه بصله واتفاجأ أكتر أو انصدم بوجود ميادة قدامه

وقف باستغراب : خير يا أم شريف ؟

ميادة قربت : أنا جاية وطمعانة في كرمك وطيبة قلبك يا أبو طه .

عبدالله كل اللي جه في دماغه إنها هتطلب ابنها يرجع لبنته .. أو تستسمحه تصالح سميرة ويرجعوا الود بينهم فبصلها : خير يا أم شريف فوتي في الموضوع على طول .

ميادة بتردد ومش عارفة تبدأ ازاي بس هي عارفة إن الشخص ده هو اللي في ايده جوازة سمر مش أبوها

عبدالله كرر بزهق : اتفضلي قولي الوقت اتأخر وأنا عايز أروح بيتي .

ميادة أخدت نفس طويل وبصتله : الموضوع يخص شريف ابني وحياته .

عبدالله مارضيش يتسرع وينطق وقال يسمع منها الأول : ماله ؟ خير !

ميادة بحرج : والله ما عارفة أقولك ايه بس حضرتك طبعا عارف إن الجواز قسمة ونصيب وربنا اللي بيكون كاتب عنده ومقدر مين يتجوز مين ! وكل واحد عشته ورزقه مع مين ؟ صح ؟

عبدالله بزهق : ونعم بالله وبعدين ؟

ميادة بصتله وبتردد : شريف ابني .....

سكتت ومش عارفة هل اللي بتعمله ده صح ولا هيجي على دماغها !

عبدالله بنرفزة : أنتي هتنقطيني بالكلام ولا ايه ! أنا مش فاضي يا أم شريف يا تتكلمي على طول يا تيجي في وقت تكوني مرتبة عايزة ايه !

ميادة رمت الكلمة : شريف ابني عايز يتجوز بنت أخوك سمر !

عبدالله اتصدم وبصلها بذهول ولوهلة تخيل بنته لما تسمع الخبر ده ! دي لسة ما فاقتش من اللي حصل تاخد خبطة تانية بالشكل ده !

ميادة كملت : بعدين أنتوا اللي سيبتو ابني مش هو اللي ساب فحرام بقى .

قاطعها عبدالله بضعف : ما تكلمينيش عن الحرام والحلال لأني عارفهم كويس أنتي جاية عندي أنا ليه ! ابنك عايز يتجوز سمر أنا مالي !

ميادة بزعل : أخوك مش موافق ورافض تماما والعيال عايزين بعض .. ابني بيحب سمر وهي بتحبه وحرام ندمر حياتهم !

عبدالله حس إنه عايز يقوم يضربها زي ما مراته كانت عايزة تعمل قبل كده بس تماسك وبصلها : حرام ندمر حياتهم ! وبنتي عادي حياتها تتدمر مش فارق معاكم صح !

ميادة كشرت : مراتك اللي فسخت الخطوبة مش ابني .

عبدالله بصرامة : طلبك كان غير مقبول ومش صح عايزاها تعمل ايه !

ميادة بغضب : ظروف بنتك اللي مش صح مش طلبي ! أنا أم ولازم أطمن على ابني وهي أم وخايفة على بنتها ليه مسموح لها هي تخاف على بنتها وكرامتها ومش مسموحلي أنا ! أنا طلبي كان طبيعي في ظروف بنتك .. أنت حقك تشوف بنتك ملاك لكن ما تطلبش مني أنا أشوفها ملاك .

عبدالله وقف بغضب : لو ما شوفتيهاش ملاك يبقى أخليها للي يشوفها ملاك ويستاهلها .

ميادة وقفت : وربنا يسهلها وهدعيلها ليل نهار تلاقي اللي أحسن من ابني الف مرة .

عبدالله بصلها بغيظ : أنا برضه مش عارف أنتي جايّالي أنا ليه ! عايزة مني ايه ! موافقتي مالهاش قيمة .

ميادة كشرت : أخوك مش هيوافق أبدا .

عبدالله بغضب : والله بنته وهو حر يجوزها زي ماهو عايز .

ميادة بصتله : أنت عارف إنه رافض بس علشان زعلك مش علشان حاجة تانية .. وأنت عارف إنه هيجي على بنته بسبب بنتك !أنت ترضاها بقى ! ترضى إنه يضحي بحياة بنته علشان بنتك ! وياريت التضحية بفايدة لكن أمل وشريف سككهم افترقت .. فليه نفرق دول برضه ؟

عبدالله بغضب : اديكي قلتي سككهم افترقت يبقى كلامك يكون مع المسئول عن سكتك مش أنا .. طلعيني برا الموضوع ده .. أنا ماليش علاقة بيه ولا هتدخل لا بحلو ولا بوحش .. بعد اذنك بقى ورايا شغل .

ميادة طلعت من عنده متضايقة ومش عارفة هل فعلا هيكلم أخوه ولا ممكن يقف أكتر ويعاند ويمنع أخوه يوافق ..

استغبت نفسها بعد خطوتها دي وروحت بيتها مخنوقة وخايفة تكون عمتها بدل ما تكحلها ..

عبدالله معرفش يركز في الفواتير اللي قدامه فقفلها وقام روح بيته ..

سميرة شافته داخل مهموم وسألته ما ردش عليها .. ودخل لأوضته يرتاح وهي دخلت وقعدت جنبه : في ايه يا أبو طه مالك بس ! في حاجة في الشغل ؟

عبدالله أخد نفس طويل وبصلها بتعب : مفيش أنا هقوم أغير هدومي .

قام وهي وراه : طيب أجهز العشا ؟

عبدالله بتعب : لا ماليش نفسي سيبني أرتاح شوية .

سابته بس قلقت عليه وطلعت اتصلت بابنها وسألته أبوه ماله ! بس قالها إنه سايبه كويس في المعرض وعادي بيهزر معاه وبيكلمه عن فرحه ..

دخلت عنده تاني كان بيصلي فقعدت على السرير منتظراه يخلص ..

أكتر من نص ساعة وهي منتظراه وهو بيصلي ويسجد ويطول في سجوده !

سميرة قلقت كانت فاكراه بيصلي العشا بس هو بيصلي في الجامع وده مش ميعاد قيام ليل .. امال ماله طيب ؟

قامت وقعدت قصاده أول ما سلم قبل ما يصلي تاني وقعدت قصاده : هتقولي في ايه دلوقتي ؟ مالك ؟ قلبي واكلني ؟ أمل فيها حاجة ؟ حد كلمك وقالك حاجة !

بتتكلم ودموعها بتلمع في عينيها من القلق والافتراضات فعبدالله بصلها بحزن : أمل كويسة وفي مدينتها .

سميرة كملت بارتياح : وطه لسة قافلة معاه ! وأنت اهو كويس قدامي امال في ايه ! مفيش حاجة في الدنيا دي كلها تهم تاني طالما كلنا بخير ..

عبدالله ابتسم بصعوبة : الحمد لله إننا بخير وربنا يديمها نعمة .

سميرة بقلق : امال أنت فيك ايه طيب ؟

عبدالله بزعل : أم شريف جتلي المعرض النهاردة .

سميرة كشرت بغضب : اوعى تقولي ابنها عايز يرجع لأمل قسما بالله ......

قاطعها عبدالله : من غير حلفانات ده كان نفس تفكيري لكن كنت غلطان .

سميرة استغربت اكتر : امال كانت جاية ليه عندك ؟

عبدالله بزعل بصلها : تستأذني أكلم محمد أخويا .

سميرة بعدم فهم : تكلم محمد أخوك في ايه بالظبط ؟ هي ليها ايه عند محمد ؟

عبدالله أخد نفس طويل وبصلها : عايزة تطلب ايد سمر لشريف ومحمد رافض وعايزاني أكلمه علشان يوافق .

سميرة شهقت وضربت بايدها على صدرها من الخضة والمفاجأة وبصت لجوزها برعب وهي بتتخيل أمل بنتها لما تعرف إن مش بس سمر عملت فيها كل ده دي كمان هتاخد خطيبها تتجوزه

عبدالله عارف تفكير مراته وتخيلاتها لأن ده كل اللي شاغله حاليا

الباب خبط عليهم ودخل طه مخضوض : في ايه ؟ بابا مالك ؟ أنا سايبك كويس ماما كلمتني ؟

طه لاحظ صدمة مامته راح قعد قصادهم وبص لأبوه : في ايه ماما مالها هي كمان ! كلموني !

عبدالله بصله وقاله طلب ميادة وطه اتنرفز وبصله : أنا قلتلك الواد ده عايز يتربى قلتلي معرفش ايه ؟ أنا هروح أضربه لحد ما أخليه محسوب على الرجالة بالاسم بس .

عبدالله زعق : بلطجي أنت ولا ايه ؟ هتضربه ليه ؟ ولا لما حد يسألك ضربته ليه هتقوله ايه ؟ علشان ساب أختي علشان فاكرها مُغتصبة ؟ هتقول كده ؟ ولا هتروح تبوس ايده يسيب سمر ويجي يكمل مع أختك .

طه زعق : هو ما يستاهلش أصلا ضفرها .. ما يستاهلهاش عارف هو يستاهل سمر .. قسما بالله يستاهلها .

سميرة بصت لجوزها : هي مستنية منك ايه بقى !

عبدالله : أكلم محمد وأقوله إني موافق علشان هو يوافق .

طه بنرفزة : يعني هو مش عارف يجي ياخد الاذن بنفسه !

عبدالله زعق : هو مش موافق أصلا ..

سميرة كملت : ده تخطيط بدرية .. ومش بعيد يكونوا عملوا كده في أمل من الأول علشان ياخدوا شريف منها .

عبدالله بصلها بذهول : لا يا شيخة ما توصلش لكده .

سميرة بصتله بغيظ : امال سمر ليه قفلت عليها الباب وحبستها ! ماهو بقالهم كام سنة رايحين جايين مع بعض وطول عمرها بتغير منها ! ليه السنة دي بس اللي اتمنت موتها ؟

طه بغيظ : والله لو مسكتها في ايدي ! هفرمها البت دي محتاجة تتأدب ..

عبدالله بهدوء : طيب دلوقتي هنعمل ايه !

طه زعق : احنا مالنا ما يتجوزوا ولا يغوروا في داهية مالناش فيه !

عبدالله بصله : عمك مش هيوافق ومش هيجي يكلمني .

سميرة بحرقة قلب : هو حر .. يعني هما يجوزوا بنتهم واحنا نتفرج على بنتنا وقلبها بيتحرق !

عبدالله حط ايده على كتفها : بنتنا قوية يا أم طه .

سميرة بدموع : ولحد امتى هتفضل قوية ! كل ما تحاول تقف من ضربة تاخد التانية وراها !

عبدالله بيحاول يطمنها ويطمن نفسه : دي عاصفة وزوبعة وهتعدي يا أم طه خلي عندك يقين في ربنا .. بعدين شريف مش كنا شايفينه كويس ودكتور ومحترم و و و ؟ اهو بان معدنه .. وساب الدهب الأصلي وعينيه اتزغللت بدهب قشرة .. ليه ما نحمدش ربنا إنه خلصها منه ! اديكي شوفتي تفكيره وشوفتي ثقته في بنتك مهزوزة ازاي وشوفتي ازاي باعها بسهولة وشوفتي أمه .. تخيلي لو كل ده حصل بعد ما اتجوزها ! مش دلوقتي أفضل ! مش نحمد ربنا إنها خلصت منه !

سميرة بعياط : حامدة ربنا بس قلبي واجعني على بنتي وصدمتها لما تعرف .. حتى لو مش بتحبه وحتى لو سابته برضه هتتوجع لما سمر تاخده منها بالشكل ده .. لثاني مرة سمر بتضربها في مقتل .. يارب خلصنا منها على خير .. يارب ارحمها وعوضها من عندك بأفضل عوض .

عبدالله اتنهد : يارب .. يارب .

طه وقف بغضب وعبدالله بصله : رايح فين !

طه بغيظ : هروح فين يعني دلوقتي ؟رايح أوضتي ..

عبدالله بتنبيه : ما تقلش لأختك حاجة ولا أنتي كمان تقوليلها ..

سميرة بصتله : امال أنت مش هتقولها ! عايزها تيجي تلاقي زيظة وهيصة وتسأل ايه يقولولها فرح بنت عمك على خطيبك !

عبدالله بحيرة : هنقولها احنا بس مش دلوقتي !! خليها تمتحن وتركز في امتحاناتها وبعدها نقولها كفاية صدمات قبل الامتحانات كده ..

سميرة بغيظ : ولو المزغودة اللي اسمها سمر قالتلها هناك علشان تكيدها ؟

عبدالله اتنرفز : أنا مش عارف يا سميرة مش عارف نعمل ايه خلاص ؟ بس مش هقدر أقولها وهي بعيدة كده ! لازم تكون قدامي ولازم اخدها في حضني وأعرفها إني معاها وفي ظهرها مش في التليفون أبدا .. أنتي تقدري تقوليلها في التليفون قوليلها أنتي حرة ده اللي عندي ..

سابهم وقام وطه راح لأوضته وهي فضلت قاعدة مكانها وعمالة تفكر تقوم لبدرية تضربها لحد ما تشفي غليلها منها ..

***********************

ميادة الصبح وبعد تردد كبير كلمت بدرية وحكتلها اللي حصل بينها وبين عبدالله وبدرية ابتسمت وفرحت بالحركة دي لأنها عارفة أخلاق عبدالله ..

عبدالله طالما عرف يبقى كده الموضوع هيتم .. فاضل هي تعمل حركتها ..

قفلت مع ميادة على إنهم يستنوا ويشوفوا الدنيا هترسي على ايه ..

وقررت تسيبه يومين يفكر ويقلب الموضوع في دماغه ..

عبدالله في المعرض مراقب محمد رايح وجاي وما فاتحهوش في أي حاجة بس لاحظ إنه متضايق و واخد جنب منه ..

حاسس بإحراجه وبزعله على مراته وبنته .. واحتار أكتر يعمل ايه !

************

كريم في الشركة ومعاه مؤمن بيتفقوا على حاجات في الشغل مؤمن المفروض يخلصها ..

قبل ما يخرج كريم وقفه : ماقلتليش ؟

مؤمن وقف وبصله باستغراب : ماقلتش ايه ؟

كريم ابتسم : نورهان ؟

مؤمن ابتسم باستغراب : مالها ؟

كريم ابتسم هو كمان : ايه أنا اللي بسألك مالها ؟

مؤمن كشر أكتر : أنت ذكرت اسمها ! مالها بتتكلم عنها ليه ؟

كريم كشر : عرضت توصلها .. وابتسمت أول ما شوفتها في الحفلة وخلعت مننا على عندها وماكنتش عايز تروح ! وصوت ضحكك كان واصل لآخر المجرة .. ايه بقي ؟

مؤمن سرح لحظات وبصله : مش عارف ايه ؟ ماعنديش إجابة دلوقتي .

كريم ابتسم : هتقبل دي إجابة حاليا بس منتظر إجابة تانية قريب .

مؤمن شاورله وخرج وهو بيفكر في نورهان .. هل فعلا في حاجة ؟

نورهان الصبح راحت على الشركة ودخلت مكتبها ولحظة وخالد جه وراها تجاهلته وقعدت على مكتبها

خالد بأسف : اعذريني يا نور بس أنتي عارفة الظروف كلها .. قلتلك بلاش تيجي الحفلة أنتي أصريتي .

نورهان بحزن : ودفعت تمن عنادي خلاص بقى انتهى الموضوع ..

خالد بزعل حط ايده على راسها : زعلك عندي بالدنيا كلها يا نور .. أرجوكي ما تطلبيش مني حاجة فوق طاقتي والله لو بايدي ما كنت هتردد لحظة بس غصب عني .. غصب عني وأنتي عارفه إن ايديا متربطة .

نورهان مسحت دموعها وبصتله وحاولت تبتسم : صدقني خلاص عادي كنت متأثرة مش أكتر بالحفلة والخطوبة ووقفتك جنبها والناس كلها بتباركلك .. اتمنيت أكون مكانها مش أكتر .

خالد مسح دموعها : معلش تتعوض .

نورهان ابتسمت : روح مكتبتك بقى أنت اهو اللي بتخالف القوانين ..

ابتسم وخرج وبعدها زعل إنه مش قادر الأيام بتعدي وكل يوم بيشبه اللي قبله .

كريم في دوامة شغله مفيش جديد

مؤمن أي مشوار فيه مرواح لشركة خالد بيعرض إنه يروح هو علشان يشوف نورهان ويتكلم معاها ..

أمل غرقت نفسها في مذاكرتها وبس لكن ملاحظة إن عمرو بيختلق أي سبب علشان يكلمها أو يظهر قدامها .. الكافيتريا بيجيب أكله في نفس الوقت اللي بيجيبوا فيه .. كل السكاشن بيحضر معاهم .. تقريبا بيحاول يكون قدامها معظم الوقت ..

سمر من وقت للتاني بتخرج مع عمرو بس وقت ما يكون زهقان بس لكن ملاحظة اهتمامه بأمل وأماكن وجودها فهي كمان بدأت تذاكر لأنها خافت تنزل وأمل تنجح ..

ملك أهملت شغلها نوعا ما ومعظم وقتها مع سليم خروج وسهر ولعب وبس

حياة فارغة تماما .. بترجع بالليل مهمومة وحاسة بالملل والفراغ .. طول اليوم برا وبمجرد ما تدخل اوضتها بتحس بالكآبة والضيق والخنقة .


بدرية انتظرت عبدالله ياخد أي خطوة مع أخوه بس ما أخدش وما اتكلمش

انتظرته وهو رايح الشغل وهي عاملة نفسها بتلم الغسيل من الجنينة ووقفته

عبدالله عرف هي هتتكلم في ايه بس وقف وأمره إلى الله : خير يا أم سمر .

بدرية بزعل : مش هلف وأدور يا حاج أنت عارف إني هتكلم عن سمر وشريف .

عبدالله بضيق : وأنا ماعنديش كلام أقوله أنتوا أحرار تجوزوا بنتكم للي عايزينه وشايفينه مناسب .

بدرية حطت سبت الغسيل من ايدها ووقفت قصاده : وأنت عارف كويس إن لا يمكن أخوك يوافق لو في ذرة زعل جواك .. أنت عارف إنه ممكن يدوس علينا كلنا علشان يرضيك .. احنا مالناش قيمة عنده أبدا ..

عبدالله بصلها بغيظ : أنتي عايزة ايه مني ! وبطلي كلام مالوش لازمة ! علشان بس دور المكسورة ده مش لايق عليكي ولا أنا باكل منه فقولي عايزة ايه وخلصيني ورايا شغل

بدرية بصراحة : تقول لأخوك إنك مش معترض ما هو شرع ربنا ما حرمش ده .. ده لو أختين بينفع ما بالك أولاد عم .. هو انفصل عن أمل لأي سبب وبعدها حب غيرها لا هو حرام ولا عيب علشان تمنعه أنت وأخوك وتلعبوا بحياة بنتي .

عبدالله بصلها بغيظ : أنا ما بلعبش بحياة حد .

بدرية : يبقى تقول لأخوك إنه يوافق أو تديه الأمان .. نفسي مرة تعتبر عيال أخوك زي عيالك وزي ما محمد بيعتبر عيالك هو ممكن يضحي بعمره علشان عيل من عيالك وعلشانك لكن أنت بتتفضل عليه لو عملت معاه حاجة عارف لو شريف كان خطيب سمر وسابها وقال على أمل قسما بالله لمحمد يروح يخطبهاله بنفسه لكن أنت بتحب نفسك وعيالك وبس .

عبدالله وجعه كلامها جدا وزعقلها : أنتي تعبان ومش عارف محمد قادر يستحمل سمك ازاي ؟! أنا مربي محمد ده زي ابني مش أخويا الصغير .. عياله نفس عيالي لحد ما بنتك حاولت تقتل بنتي .. كانت بنتي لحد ما حاولت تقتل أختها وتخلص منها .. كانت بنتي بس أنتي خليتيها تعبان زيك .. لا يحيق المكر السيء إلا بأهله .. وعلى رأي طه ابني سمر لايقة جدا على شريف وزي ما شريف باع بنتي في أول مشكلة بكرا هيرمي بنتك في أول مشكلة برضه .. حاضر يا بدرية هقول لمحمد إني موافق .. بس بعد رجوع البنات من الكلية ويخلصوا امتحانتهم وخلي بالك لو بنتك راحت وكلمت أمل كلمة واحدة عن الموضوع وأمل عرفت لأي سبب ايا كان قسما بالله ما هخليها تتجوز أصلا في حياتها كلها وأنا اللي هقف في وشك أنتي وأنا اللي هربييها من الأول وجديد .. نبهي على بنتك بقى تحط جزمة في بوقها لحد ما يجوا هنا وأنا اللي أبلغ أمل بنفسي .. واتقي شري يا بدرية أنا سايبك بمزاجي وسايبك تعمل حركات كيد النسا مع سميرة بمزاجي لأن هي قادرة تتعامل معاكي لكن هتيجي على عيالي هفرمك تماما وهرميكي برا البيت ده فاحترسي لأن غلطاتك كترت أوي .. وخلص الكلام ..

سابها ومشي وراح لشغله وهو محتار في اللي هيعمله مش عارف بنته هتعمل ايه لما تعرف الخبر ده ..

عدت الأيام وخلاص آخر أسبوع في الامتحانات بشكل نهائي ..

عمرو في بيته بيذاكر وأمه نادية جنبه مستغرباه جدا فقربت منه : أنت متغير صح !

عمرو ابتسم : عايز أخلص بقي زهقت من الكلية .

نادية بابتسامة : أيوة ماشي بس في حاجة تانية مغيراك .

عمرو ساب اللي في ايده وبصلها : في بنت مجنناني يا أمي .. بنت مختلفه تماما عن بنات اليومين دول .. جميلة ، مؤدبة ، ذكية ، أخلاقها عالية ، ما بتكلمش أي حد نهائي غير في الضرورة القصوى فقط ، أعتقد إنها ممكن تتعين معيدة لأنها على طول امتيازات والأولى على الدفعة .

نادية ضحكت : الأولى على الدفعة مرة واحدة وكانت فين دي من زمان كان زمانك متخرج من كام سنة .عمرو ضحك : ماهى الدفعة دي جديدة عليا مش أنا اللي أول سنة أكون معاهم .

نادية بتفكير : امممم وبعدين ؟

عمرو بص لأمه : هي ممكن تقبل بيا !

نادية بذهول : مين دي اللي ممكن ترفض عمرو العزيزي !

عمرو بتريقة : لا يا أختي دي ترفض دي ما بيهمهاش فلوس والكلام ده .. دي للأسف بتبص للأخلاق وللقيم وللأسف يا ماما أنا سمعتي سابقاني .

نادية ابتسمت : بس أنت مستعد تتغير هي ممكن تقبلك هي ما هتصدق تقبلك هي تطول يا ابني تتنقل النقلة دي أنت بس كلمها وقرب منها .

عمرو بص لأمه بغيظ : أكلمها وأقولها ايه ؟ بقولك ما بتتكلمش حد ! ما بتديش لحد فرصة يتنفس جنبها .. نوع مختلف عن كل الأشكال اللي تعرفيها .. تقوليلي كلمها ! هتديني باللي في رجلها أصلا لو قلتلها بحبك وتروح للأمن وتقولهم بيعاكسني وارموه برا والأمن هيصدقها طبعا .

نادية ضحكت على ابنها : الامتحانات هتخلص ومش هتروحوا الكلية تاني وهتنساها بعد يومين .

عمرو كشر : بعد الامتحانات في وشروع التخرج يا ماما بس المشكلة إنها مش من القاهرة يعني هتخلص و هتسافر أصلا .. ( بيفكر يعمل ايه ومره واحدة مسك ايد مامته ) ماما أنتي تيجي معايا بكرا وتكلميها وتطلبي منها عنوان بيتها وتقوليلها هنروح نزورهم .

نادية بصتله بذهول : لا طبعا ! بعدين نفترض ماعجبتناش ؟ نفترض أبوك رفض ! نفترض هي مش قد المقام !

عمرو باس ايدها : لا الحوارات دي ماليش فيها نهائي .. أنا عايزها وأنتي لو شوفتيها هتحبيها .. هي أصلا تتحب ..

نادية بتفكير : طيب أنا هجيلك بكرا الكلية وتوريهالي ولو عجبتني هكلم باباك الأول وأشوف هيقول ايه ؟

عمرو فضل يبوس في ايديها ومبسوط جدا من كلامها

نادية قامت وسابته يذاكر وآخر الليل قالت لأبوه عبدالرحمن العزيزي كل اللي دار بينها وبين ابنها

عبدالرحمن بتفكير : والله لو هي فعلا سبب تغيره وإنها عطته دفعة يكون راجل محترم علشانها تبقي كويسة .. روحي معاه زي ما قلتيله وشوفيها .

نادية بتفكير : ولو البنت رفضت ! هو بيقول إنها ممكن ترفض .

عبدالرحمن ضحك بتريقة : أصلا ابنك لو اتقدم لبنتي هرفضه بصياعته دي .

نادية ضحكت وخبطته في صدره : لا بجد ماهو هيتغير .

عبدالرحمن بجدية : هيتغير شيء في علم الغيب ما ممكن تكون نوع جديد عليه عايز يملكها مش عارف فبيحاول يوصلها بأي طريقة وبعدها يمل منها .. ابنك صراحة مايتضمنش بس على العموم شيء كويس إنه عايز يخلص امتحاناته ويبقى راجل بقى .. ده في حد ذاته كويس ..

تاني يوم بالجامعة بعد الامتحان عمرو طلع يدور على مامته لأنه قالها ما تتأخرش لأن أمل بتخلص وتروح بسرعة مش بتقعد في الكلية

شاف مامته وجري عليها أخدها وفضل يشاورلها على أمل ..

أمل وصحباتها راحوا يفطروا بعد الامتحان وعمرو انبسط إنهم ما روحوش .. أخد مامته وقعد بيها جنبهم

علشان مامته تشوفها كويس

أمل مع صحباتها بياكلوا

عايدة همست : بت يا أمل عمرو في الترابيزة اللي ورانا .

أمل بلا اهتمام : وايه الجديد يا عايدة طنشي .

مروة بتهمس هي كمان : تقريبا أمه معاه .

أمل بصتلهم باستغراب : أمه ! مين قالكم ! وبتعمل ايه هنا !

عايدة : ماهو ده اللي غريب .. وبعدين واحنا جايين كان بيشاورلها عليكي .

أمل كشرت : يشاورلها عليا أنا ! ليه طيب !

مروة ضحكت : بت شكله وقع في دباديبك وجايب أمه تعاينك .

أمل كشرت بضيق ورددت بضيق : والله ما ناقصة .. والله بجد ما ناقصة .. معادش كمان غير عمرو .. يا الله ارحمني بقى .. نفسي الأسبوع ده يختفي خليني أنا أختفي من هنا .. تعبت من الكلية والناس والدنيا كلها ..

مروة : خلاص يا بنتي اهدي وبعدين ما يمكن تكون جاياله لأي سبب يمكن تكون جاية تشوف سمر مش هي اللي معاه طول الوقت ! وشاور عليكي على أساس بنت عمها !

أمل اتنهدت : أيوة أكيد ده السبب .. بقولكم ايه أنا هجيب شاي حد يشرب .

رفضوا وهي قامت تجيب الشاي وعينين مامته معاها لحد ما راحت ورجعت

مروة : عينين الست كانت هتطلع وراكي في الرايحة والجاية .

أمل بضيق : لاحظت فعلا .. طيب يلا نهرب من هنا !

قبل ما يقوموا كانت نادية واقفة على ترابيزتهم مبتسمة . ينفع أقعد معاكم يا بنات ؟ أنا والدة عمرو وراح يصور ورق علشان مشروع التخرج باين ولا مش عارفة ايه ؟ وقلت أقعد معاكم دقيقتين لحد ما يرجع .. لو هكون تقيلة عليكم بلاش أرجع لوحدي .

اتحرجوا البنات وسمحولها تقعد معاهم

نادية ابتسمت : هو قالي إنكم معاه في نفس الدفعة طمنوني عملتوا ايه في الامتحان ؟ يارب ينجحكم .

ردوا عليها إلا أمل فهي بصتلها : وأنتي يا حبيبتي عملتي ايه ! عمرو قال إنك الأولى على الدفعة .

أمل ابتسمت بمجاملة : الحمد لله ربنا يسهل وتخلص السنة دي على خير .

ناديا ابتسمت : وهو أخدك قدوة ليه في المذاكرة والتعب والسهر لو تعرفي قد ايه اتغير في الفترة الأخيرة دي ! ده بقى إنسان جديد .من بعيد متابعاهم سمر وهي النار جواها بتولع وكل أحلامها إنها تكون سيدة القصر بتتبخر واحدة واحدة .. مش عارفة تعمل ليه ! تروح تتخانق مع أمل ؟ تروح تعمل فضيحة وتردحلها ! تمسك عمرو وتضربه ! ايه اللي ممكن تعمله ؟ كانت عمالة تطمن نفسها إنه اتغير علشان الامتحانات لكن مش علشان يوصل لدي ! لمحت عمرو واقف متابعهم من بعيد راحتله وشدته بعنف من قميصه وبتريقة : بتراقب مين كده !

عمرو ارتبك وفكر للحظة وبعدين ابتسم أكيد سمر ما تعرفش مامته فمش هيقولها ويتوهها ما يعرفش إنها متابعاه من ساعة ما خرج من اللجنة ..

بصلها : ولا حاجة مستني واحد هيصور ورق ..

سمر ابتسمت : طيب ما تيجي نروح .

عمرو كشر : بقولك مستني ورق .

سمر حطت ايدها على ياقة قميصه : أقصد بعد الورق .

زق ايدها بعيد بالراحة وبيفكر يقولها ايه علشان يتخلص منها : وقت تاني يا سمر بعد الامتحانات .

سمر بغيظ : أنت لسة بتحبني ؟

عمرو ابتسم : أكيد طبعا يا قلبي .

سمر ابتسمت : طيب هتعرفني على مامتك امتى ! مش أنت جايبها الكلية علشان تعرفها على زوجتك المستقبلية ! أنا جاهزة اهو .

عمرو بصلها بذهول ما تخيلش إنها شايفاها وعارفاها كمان

سمر بغيظ : فاكرني مش عارفة وشايفاها ! وبعدين شوفت صورها معاك في موبايلك كذا مرة ولا نسيت وعلى صفحتك على الفيس ! مامتك قاعدة مع أمل ليه ! ها!

عمرو بضيق : عادي يعني .

سمر بغلاسة : طيب هروح أتعرف عليها وبالمرة أقولها إن أمل اتعرضت للاغتصاب وكانت مخطوبة لدكتور والدكتور سابها علشان مش عايز واحدة ملطوطة ..

عمرو مسكها من دراعها بعنف وشدها بعيد شوية : قسما بالله لو نطقتي بحرف لأعمل فيكي اللي محدش عمله إلا أمل فاهمة .. اوعي تكوني مفكراني شريف الأهبل اللي ضحكتي عليه بكلمتين ! لا فوقي يا بت ده أنا عمرو العزيزي ..

سمر شدت دراعها وبغضب : أنا اللي المفروض تعرفها على مامتك مش هي ..أنا اللي هبقى مراتك مش هي !

عمرو بصلها بقرف : مين دي اللي تبقى مراتي ! أنتي ! اللي بكلمة قلعتي حجابك ! لابساه ليه لما هتقلعيه لكل من هب ودب ! أنتي تبقي مراتي ! طيب ليه ! ما كل اللي عايزه بطوله منك ! قلع ، لبس ، رقص ، مياعه ، قلة أدب ،دلع .. أتجوزك ليه بقى ؟ أعمل بيكي ايه ! اللي زيك دول بيكونوا لوقت ظريف مش أكتر فالزمي حدودك ..مش عارف أنتي ازاي فكرتي إنك هتطولي مني أكتر من كده ! أنتي مهمة اه زي السيجارة كده مهمة بس بمجرد ما بتخلص برميها تحت جزمتي .. وأنتي خلصتي .. معادش فيكي شيء مميز أصلا ..

سمر بتبلع ريقها بالعافية ومصدومة ومش قادرة حتى تعيط : أنا أجمل من أمل مليون مرة !

عمرو باستغراب : أجمل ازاي ؟ بالميكاب ! هي جمالها طبيعي تخيلي دي لو حطت ميكاب هيكون شكلها ايه ؟ بس هي لو هتحط هيكون لراجل واحد بس .. مش متاحة للكل .. أنتي ازاي أصلا تحطي نفسك في مقارنة معاها !

سمر بإصرار : هقول للكل إنها مغتصبة ! هفضحها .

عمرو ضحك : محدش هيصدقك أصلا وهيقولوا غيرانة منها علشان أحسن منها ..

سمر : شريف وأمه صدقوني .

عمرو : علشان ما يعرفوهاش لكن هنا الكل عارفها وعارف أخلاقها من بتاع الأمن اللي على الباب لحد عميد الكلية اللي بيكرمها كل سنة لما بتطلع الأولى ابعدي يا سمر .

سمر بصتله بعيون مليانة وعيد : مامتك ما تعرفهاش !

جت تبعد بس عمرو مسكها من طرحتها بعنف لدرجة إن شعرها تحت الطرحة وجعها : ما تخلينيش أتصرف معاكي تصرف مش حلو .

سمر بإصرار : هتعمل ايه أكتر من اللي عملته ؟

عمرو طلع موبايله وطلع صورة من صورها عريانة في حضنه و وراهالها : هبعت لأبوكي واحدة من دول .

سمر بصت للصورة بذهول وهو ابتسم : متخيلة إنك ناصحة ومسحتيهم ! غبية .. الصور هتفضل معايا لو فكرتي في مرة بس تبصي لأمل بصة ما تعجبنيش هنزلهم على الفيس والانستا وكله لمي نفسك كده وحلال عليكي شريف الأهبل .. أنا رايح عندهم واياك أشوف وشك تاني .

سابها واتحرك وهي مصدومة ومش قادرة تتحرك .. بقى بعد ده كله وكل تنازلاتها دي طلع وهم .. بعد ما أخدت منها شريف وهي بدون مجهود أخدت عمرو منها .. والصور اللي معاه ! هتجيبها ازاي ! نفترض فعلا بعتها لأبوها ! فضلت تضرب في نفسها بالأقلام وتعيط .. والكره زاد أكتر وأكتر ناحية أمل اللي بتاخد منها كل اللي بتتمناه ..

عمرو راح عند مامته وأول ما وصل عندهم

أمل وقفت : طيب بعد اذنكم أنا ورايا ورق مهم محتاجة أصوره فرصة سعيدة أوي يا طنط نورتي الكلية .

نادية ابتسمت : ميرسي يا حبيبتي بس مستعجلة أوي كده ليه ؟

أمل بابتسامة متكلفة : مواعدة بنت هتجيبلي ورق عند مكتبة التصوير ومش هينفع أسيبها تنتظر في الشارع كده .. اعذروني بعد اذنكم .

انسحبت قبل ما حد يرد عليها وصحباتها اعتذروا برضه من مامت عمرو وانسحبوا وراها ..

أمل ماشية بسرعة عمالة تستغفر في سرها .. يارب سامحني على الكدبة دي يارب سامحني .. وتردد فيها لحد ما وصلت المدينة أخيرا ..

عمرو اخد مامته ومروحين : ايه رأيك فيها ؟

نادية مبتسمة : هي كيوت أوي بس يا عمرو ما أعتقدش إنها هتوافق يا حبيبي هي كانت قاعدة بالعافية .

عمرو برجاء : هي زي ما قلتلك أخلاقها وكده لكن ممكن لما تعرف إني جاد تغير رأيها ..

نادية بصت لابنها : إلا صح مين سمر دي !

عمرو اتوتر وبصلها : جبتي منين اسم سمر ده !

نادية لاحظت توتره : أمل قالت لما أنت اتأخرت قالت إنك أكيد مع سمر لأنك على طول معاها !

عمرو نفخ بضيق : سمر دي نكرة .

نادية بصتله أوي : بالنسبالك لكن مش بالنسبة للي حواليك .

عمرو بصلها بانتباه : تقصدي ايه !

نادية باهتمام : يعني سمر دي بالنسبة لواحدة زي أمل تبقى حبيبتك أو مراتك المستقبلية لأنها مش هتفكر إن دي مجرد وقت ممتع بتقضيه ولو هي عرفت إنك عندك بنات فور فن مش أكتر برضه مش هتوافق عليك .. فمين سمر دي !

عمرو نفخ بضيق : سمر دي عملي الأسود في الدنيا .. والمصيبة إنها بنت عمها !

نادية شهقت : بنت عمها يا متخلف ! ومتخيل إنها هتوافق ! يعني دي لو ماعندهاش أخلاق أصلا برضه هتقول ده ماشي مع بنت عمي ما ينفعش ما بالك لو واحدة بأخلاق أمل .. أنت أهبل يلا .. شيلها من دماغك .

وصلوا البيت وهما بيتناقشوا وأمه مصرة إن أمل مش هتوافق وهو عنده أمل إنها توافق .. قابلوا أبوه بيسألهم ايه الأخبار ونادية بصتله : الأهبل ابنك ماشي مع بنت عمها وجاي دلوقتي يقولي إنه بيتسلى ببنت عمها ومتخيل إنها ممكن توافق عليه .. يا أهبل .

عمرو بدفاع : كنت ماشي معاها من ساعة ما حبيت أمل سيبتها !

نادية بإصرار : سيبتها ! بجد طيب أنا مصدقاك .. أمل هتصدقك !

عمرو بص لأبوه : بابا قول حاجة .

أحمد العزيزي : يا نادية ممكن فعلا توافق لو عرفت إنه جاد والثانية كانت مجرد ........

نادية قاطعته : مجرد ايه ؟ تسلية ؟ ببنت عمها ؟ متخيل أنت ؟

عمرو بغيظ : سمر دي أصلا حقودة وبتكره أمل جدا وبتحاول كل شوية تعمل فيها مصايب .. فامل مش هتعترض ومش هتفكر في سمر .

نادية بعدم اقتناع : عيش في الوهم بس أنا ماكنتش فاهمة هي ماكانتش طايقة تقعد ليه بس بعد ما عرفت حكايتك مع سمر فهمت دلوقتي .

عمرو مسك ايديها بترجي : روحي بس معايا يوم تسليم المشروع واطلبي منها نزورهم في بيت أبوها نطلب ايدها علشان خاطري

نادية بصتله بتعب : هروح معاك بس لو رفضت يبقى خلاص تفوق بقى لنفسك وتشوف هتشتغل ايه وتبدأ ترتب حياتك صح واديك اهو عرفت الفرق بين البنت المحترمة اللي تستاهل الواحد يبصلها وبين اللي يتمشي معاها يومين وتترمي يارب بقى تكون خلاص شبعت قرف وتفوق لمستقبلك اللي جاي قدامك ..

************************

أمل غيرت هدومها وصلت الظهر وقاعدة عايزة تبدأ مذاكرة بس مش عارفة متضايقة ومخنوقة ..

قامت خرجت من الأوضة وكلمت أمها وبعد ما رغت معاها شوية وامها كالعادة قررتها حكتلها عن مامت عمرو

سميرة ابتسمت : طيب يا أمل ايه رأيك فيه ؟

أمل بذهول تام : رأيي في مين يا ماما ! عمرو ؟ بتاع سمر ! وقبل سمر كان في الف قبلها ؟ ايه يا ماما !

سميرة بلهفة : مش بتقولي اتغير علشانك ؟ مش بتقولي التزم ! بيحضر كل المحاضرات ؟

أمل مش مصدقة : وعلشان حضر كام محاضرة أوافق عليه زوج يا ماما ! ده أنا رفضت باشمهندس أحمد اللي بعشرة من عينة عمرو اجي أوافق على ده !

سميرة بيأس : مش بتقولي غني وعنده .........

قاطعتها أمل : غني ؟ غني يا ماما ! أنتي مالك يا ماما النهاردة ! فيكي ايه ! أنتي عارفة إني مش عايزة أتجوز دلوقتي ومش عايزة أفكر أصلا في الارتباط بأي حد وأنتي بتقنعيني أوافق على واحد المفروض تقوليلي عنه أقلع جزمتي واديه فوق دماغه إنه فكر فيا أصلا بس بدل كده بتقوليلي وافقي أصله غني ! بعدين أنتي عارفة إنه كان ماشي مع سمر .. وكل يوم هى معاه .. طول الوقت معاه .. بتروح معاه الله أعلم بيروحوا فين بس بتمشي معاه يا ماما .. عايزاني أوافق أتجوزه وهو ماشي مع بنت عمي ! يعني مهما كان سمر وحشة بس مش لدرجة إني أوافق على واحد كان ماشي معاها ؟ هي وحشة اه لكن أنا مش وحشة .

سميرة دموعها نزلت وكان نفسها تصرخ وتقولها إن اللي عاملة حسابها دي متقدملها شريف ..

أمل : ماما أنتي مالك ؟ أنتي مش طبيعية

سميرة حاولت تكون طبيعية : مش عارفة يا أمل .. طيب عمرو أنتي رافضاه بس علشان سمر !

أمل برفض : لا يا ماما علشان ماعندوش دين ولا قيم ولا مباديء ماعندوش أي حاجة يا ماما .. مش علشان التزم يومين بمحاضراته أوافق عليه .. وغير كده مش طايقاه .. مش بحب أبدا الراجل اللي بيتفاخر بالبنات اللي بيمشي معاهم بحسه ناقص .. محسوب على الرجالة أصلا وهو مش راجل لأن الراجل اللي بيكون محترم بيحترم بنات الناس معاه .. بيكون عارف إن بنات الناس مش لعبة يعني حتى لو البنت وحشة ده مش مبرر أبدا إنه هو كمان يكون وحش معاها .. مش ده أبدا اللي بحلم أرتبط بيه يا ماما ..

سميرة ابتسمت غصبا عنها وقلبها موجوع : مش هقول غير ربنا يكملك بعقلك ويديكي على قد نيتك الطيبة مع الكل دي ..

أمل قفلت وهي قلقانة على مامتها لأنها أول مرة تحسها مختلفة كده ..

آخر يوم في تسليم المشروع الكل مبسوط والكل فرحان وبيهيص إن أخيرا خلصوا

أمل مع صحباتها بيضحكوا وفرحانين وزعلانين في نفس الوقت لأن محدش عارف فيهم هيتقابلوا تاني ولا لا !

قاطع فرحتهم مامت عمرو اللي بتسلم عليهم واستغربوا وجودها تاني ..

نادية بعد السلامات بصت لأمل : ينفع أتكلم معاكي كلمتين ؟

أمل بتوتر ابتسمت : اتفضلي ..

نادية بصت حواليها : مش بقدر أقف كتير لو ينفع نقعد ! اذا سمحتي .

أمل بصت لصحباتها اللي قالولها هينتظروها وهي مشيت مع نادية تقعد وعمرو مراقبهم وأمل لمحته من بعيد وبتجهز ازاي هترفضه بهدوء ..

نادية فضلت تتكلم كتير جدا عن ابنها وازاي هو اتغير واتحسن وهيشتغل مع باباه وهيكون راجل معتمد عليه

أمل قاطعتها : معلش على مقاطعتك بس حضرتك بتقوليلي الكلام ده كله ليه !

نادية ابتسمت : بوريكي إن عمرو فعلا اختلف بجد مش مجرد بيحضر محاضرات بس هنا .

أمل ابتسمت : طيب ده شيء كويس له ربنا يوفقه .

نادية مسكت ايدها وأمل استغربت جدا واتوترت أكتر ونادية كملت : ربنا هيوفقه أكتر لو معاه واحدة زيك .أمل بذهول بصتلها : واحدة زيي ازاي يعني !

نادية : زوجة

أمل مع إنها كانت متوقعة ده بس برضه الذهول سيطر على كل ملامحها ومش عارفة تقول ايه

نادية ابتسمت : بصي فكري واديني عنوان بلدكم وهكلمك قبل ما نيجي نطلب ايديكي رسمي من والدك .. خدي قرارك على مهلك .

أمل فكرت شوية وبصتلها : حضرتك إنسانة كويسة جدا وحبابة أوي بس أنا أسفة أنا فكرة الارتباط دي شايلاها تماما من قاموسي .

نادية : حبيبتي خدي وقتك في التفكير .

أمل مش عارفه ازاي تقنعها : أنا وعمرو مختلفين تماما هو بس حاسس إني لون مختلف عنه وعلشان كده مبهور بيا لكن لما يتخرج هينساني تماما .

نادية بإصرار : حبيبتي أنا عارفة ابني أكتر من أي حد وهو بيحبك .

أمل بهدوء : بس أنا ما بحبهوش .. اعذريني لو كنت صريحة زيادة .. عمرو كان مرتبط ببنت عمي ومازال كل يوم معاها .. فده لغاه تماما من أفكاري وده غير أصلا إني حاليا ضد فكرة الارتباط فأنا أسفة اعذريني .

نادية : يا بنتي ادي لنفسك فرصة للتفكير ! كلميه واعرفيه من قريب يمكن .......

أمل قاطعتها : يمكن ايه ! أحبه ! عمرو من الشخصيات اللي مختلفة عن النوع اللي ممكن أفكر فيه أو أحبه .. هو إنسان كويس لكن لشخص غيري .

نادية بتعب : يا بنتي ما تتعبينيش .

أمل بإصرار أكتر : أنا أسفة مش قصدي بس أنا مش هقدر .

نادية برضه متمسكة بيها : يا حبيبتي الناس بتتغير وربنا بيهدي ويمكن يكون جعلك أنتي سبب لهداية ابني .. هو بيحبك وعايزك واتغير علشانك .

أمل بصت لنادية بجمود : وأنا للأسف ما اتغيرتش ولسة بحب خطيبي وما تخطيتهوش !

نادية بذهول تام : خطيبك ؟

أمل ابتسمت باصطناع: هو عمرو ما قالكيش إني كنت مخطوبة ! اتخانقت أنا وخطيبي وحصل سوء تفاهم بس أنا كلي أمل إني لما أرجع نتكلم ونتفاهم ونرجع لبعض من تاني .. اعذريني أنا بعتبر نفسي مخطوبة .. أعتقد كده كلامنا خلص .. أنا أسفة لو ضايقتك .

أمل سابتها وقامت وعمرو جه بسرعة لأمه اللي متنرفزه وبلهفة : قالتلك ايه ؟

نادية بغضب : سيادتك كنت تعرف إنها مخطوبة !

عمرو باستغراب: كانت وفسخوا .

نادية بغيظ : هي لسة بتحب خطيبها ولما ترجع البلد هتحاول ترجعه لها .. اقفل بقى قصة أمل ..

قاطعهم وقوف حد قدامهم وعمرو بص كانت سمر : أهلا بحضرتك يا طنط الكلية كلها منورة .. أنا سمر حبيبة ابنك .

نادية بصتلها بذهول : أهلا بيكي بس ابني ماقاليش عنك حاجة

سمر ابتسمت : هو بس بيحب المفاجآت ..

نادية ما ارتاحتش أبدا لسمر وبصت لابنها اللي اتدخل : ايه اللي جابك يا سمر .. عايزة ايه ؟

سمر : جيت أسلم على مامتك ! ينفع تيجي الكلية ومانرحبش بيها ؟

عمرو بضيق : حلي عني يا سمر دلوقتي أنا مش ناقصك .. يلا يا ماما خليني أروحك .

نادية وقفت : لا يا حبيبي معايا السواق برا خليك أنت مع أصحابك .

انسحبت نادية وسمر بصت لعمرو بفرحة : رفضتك صح ! أنت ما ترتقيش لمستوى أمل يا ابني .

عمرو بغيظ : أيوة أنا فعلا ما أرتقيش لواحدة زيها لأني صايع فهل ده معناه إني أنفع ليكي أنتي بما إنك صايعة ؟

سمر بغيظ : أنا مش عارفة أنا ازاي حبيتك !

عمرو ضحك : كنتي حابة الفلوس والعربية والمنظر لكن ما حبيتينيش أنا وأعتقد يا سمر أنتي عمرك ولا عمرك هتحبي حد في يوم من الأيام .. أنتي بتحبي سمر وبس .

سمر ضحكت : أيوة أنا بحبني .. وأنت خسرتني .. لكن أنا ما خسرتش .

عمرو ضحك : لا خسرتي يا حلوة أمل رايحة البلد وناوية ترجع شريف لها تاني وتوريه هو خسر ايه ! فأنتي دوري على حد غيره ! باي يا حلوة .

سابها ومشي وهي بتتنفس بصوت عالي وبتتوعد لأمل إنها مش هتطول ظفر شريف حتى .. مسكت موبايلها واتصلت بشريف وأول ما رد : حبيبي وروح قلبي .. أخيرا يا شريف خلصت ، أخيرا راجعة البلد وهشوفك

أنت مش متصور أبدا أنت واحشني قد ايه !

شريف ابتسم بحب : وأنتي واحشاني جدا أنا هاين عليا كنت اجي بنفسي اخدك من عندك لولا باباكي خفت يزعل مني ..

سمر بزعل : بابا مش موافق يا شريف على ارتباطنا هنعمل ايه ؟

شريف بتفكير : هفضل وراه لحد ما يوافق وأول ما يوافق خلال أسبوع هنكون متجوزين ..

قفلت مع شريف ومروحة شافت أمل وقفت قصادها واتواجهوا مع بعض وسمر ابتسمت بانتصار : أنتي أخدتي حاجة وأنا أخدت حاجة متعادلين يا بنت عمي .

أمل باستغراب : مش فاهمة منك حاجة تقصدي ايه !


العاصفة: الجزء ١ - الحلقة ٢٢

سمر ابتسمت بانتصار : أنتي أخدتي حاجة وأنا أخدت حاجة متعادلين يا بنت عمي

أمل باستغراب : مش فاهمة منك حاجة تقصدي ايه !

سمر ابتسمت : بكرا تعرفي أقصد ايه لوحدك .. باي يا بنت عمي ..

سابتها ومشيت محتارة تفهم قصدها بس بعدها كبرت دماغها ومشيت مع أصحابها بيلموا حاجتهم وجه طه أخوها وراحوا قضوا اليوم عند خالهم وروحوا تاني يوم على البيت ..

أمل كانت مفتقدة بيتها جدا .. وحست بارتياح أول ما وصلت .. عندها حنين غريب لكل حاجة هنا .. مش مصدقة إنها خلاص اتخرجت وارتاحت بقى ..

عبدالله أبوها كان في المعرض محتار مش عارف يعمل ايه !

وهو قاعد على مكتبه سمع صوت طه بيزعق في حد وبيتخانق .. قام بسرعة يشوفه كان ماسك في شريف

عبدالله زعق : في ايه ! وبعدين !

طه بنرفزة : أنا مش عارف البني آدم ده جاي هنا يهبب ايه

شريف اتكلم وعينيه على عبدالله : أنا جاي لحضرتك في كلمتين اذا سمحت يا حاج أرجوك اسمعني .. أنا عارف إني غلطان بس طمعان في كرم أخلاقك ..

عبدالله بص لطه : سيبه يا طه وروح شوف وراك ايه

طه كان هيتكلم بس نظرة أبوه منعته وسابه بغيظ وشريف دخل مع عبدالله وقعد قصاده : خير عايز ايه ؟

شريف بتردد : أولا أنا بعتذر عن اللي حصل .. بعتذر عن تصرف والدتي بس نرجع ونقول إن الجواز قسمة ونصيب .

عبدالله بغيظ : وبعدين هات من الآخر مش عايز مقدمات طويلة !

شريف بصله : عمي أنا عايز أتجوز سمر وأخوك رافض بسبب حضرتك فاذا سمحت وافق إني أتجوزها .. والله عارف ومقدر إحساسك وعارف إنك متضايق علشان بنتك بس أنا ......

قاطعه عبدالله بغضب : أنا بنتي أنت مش في دماغها أصلا ولولا إن أنا أقنعتها بيك ماكانتش بصتلك .. وجوازك من سمر لا يعنيني ولا من قريب ولا من بعيد أنت حر ومحمد حر في اختياره لزوج بنته ..

شريف الكلام ضايقه جدا هل هو فعلا مش في دماغ أمل ؟ طيب ليه هو زعلان إنه خسرها وليه هي فارقة معاه جدا وليه إصراره على سمر علشان يثبت لنفسه إنه تخطاها ؟ سؤال لح عليه وقتها هل أمل حبته زي ما هو حبها ؟ لو كلام عبد الله صح وإنه مش في دماغها يبقى عمرها ما حبته الإجابة دي خنقته وصمم أكتر على جوازه من سمر على الأقل يضايقها زي ما هو متضايق حاليا .

فرد بضيق واضح : بس هو رافض علشانك .

عبد الله زعق : وليه ما يكنش رافضك أنت شخصيا ! ولا فاكر نفسك ما تترفضش ! اللي يبيع واحدة زي أمل في ظروف قهرية مالوش أمان أصلا فليه مش حاطط الافتراض ده في بالك ! إنه مش مطمن لواحد زيك في بيته ! واحد ماطلعش راجل يعتمد عليه ! واحد مالوش أمان لأنه بيهرب في أول مشكلة ! مالك مفترض إنك ما تتعايبش وأي بنت تتقدملها لازم أهلها يوافقوا ! محمد أيوة ممكن يعملي خاطر بس لو هو موافق عليك أنت شخصيا كان جه واستأذني وقدرني لكن هو ما كلمنيش نهائي فده معناه إنه رافض لأنه رافضك أنت كشخص ..

شريف بصله بذهول لأن الافتراض ده مجاش في دماغه أصلا وما فكرش فيه

عبدالله لمح محمد برا المعرض فقام ونادى عليه ومحمد دخل واستغرب وجود شريف ونقل نظراته بينهم

عبدالله : أنت ليه يا محمد مش موافق على شريف لسمر بنتك ؟

محمد اتوتر وبص لأخوه وبص لشريف

عبدالله كمل : عرف شريف ليه أنت رافض .. من حقه يعرف سبب رفضك .

محمد أخد نفس طويل : لسببين اتنين ومش هقول مين أهم ومين الأول لأن السببين في نفس المكانة بالنسبالي ..

سبب منهم إنه اتخلى عن خطيبته في ظرف كان المفروض يكون أول واحد يقف معاها ويدعمها وإنه ساب واحدة في جمال أمل وأخلاقها .. أمل دي الكل بيتمناها وهو قدر يسيبها لمجرد حادثة حصلت فهو طلع للأسف مش راجل قدامي فازاي هوافق عليه لبنتي !

عبدالله بص لشريف : والسبب الثاني ؟

محمد بحرج : أمل وسمر الاتنين بناتي يا عبدالله ومش هفضل واحدة عن الثانية .. لما يبيع واحدة ما ينفعش بعد ما يرميها اديله أختها .. ماهو شوية وهيرميها برضه .. مش هينفع أخليه يدخل بينا يا عبدالله ويفرقنا عن بعض

مش هرضي بنتي تكون مبسوطة على حساب بنتك .

عبدالله ابتسم لأخوه وبص لشريف : أعتقد سمعت بنفسك أسباب رفضه .. ياريت كلامك بعد كده يكون معاه هو علشان تقنعه هو يوافق عليك كزوج لبنته واهتم بيه هو وقلل من اهتمامك بيا أنا أو بموافقتي لأنه صدقني موافقتي مش هي الأساس .. أعتقد سمعت وقلت اللي عايز تقوله

شريف قام بصمت من غير ما ينطق مخنوق وحاسس إن الدنيا كلها ماشية معاه بالعكس ومشي من عندهم ..

محمد بص لأخوه : ما تقلقش يا عبدالله أنا لا يمكن أوافق عليه أبدا ولا يمكن أحط أمل في وضع زي ده أو وجع زي ده .. أمل دي في عينيا ما تخافش .

عبدالله ابتسم وحط ايده على كتف أخوه بحب : والله عارف يا محمد بس لو أنت عارف إن سمر هتكون مبسوطة معاه وافق .. ادبه شوية وعرفه أخطائه ووافق بعدها .. أمل صدقني تخطت شريف وبدل ما نتعس الباقيين وافق وبكرا أمل نصيبها هيجيلها .. شريف لو كان نصيبها كان فضل معاها .. فبلاش تأذي بنتك بنفسك .. ما تجيش عليها يا محمد .

محمد هز دماغه برفض : لا أمل برضه بنتي !

عبدالله : أمل لو كلمتها هتقولك نفس كلامي ده .

محمد بصله ومش عارف يقوله ايه : ربنا يقدم اللي فيه الخير وزي ما أنت قلت لو هو نصيبها هيصيبها الواحد هيروح من نصيبه فين !

عبدالله روح بيته ومحتار ودخل قعد مع أمل اللي مبسوطة وبتتكلم مع أمها

سميرة أول ما شافته عرفت إنه عايز يقولها وشاورتله لا بس عبدالله قعد قصاد أمل اللي لاحظت إن في توتر : في ايه ! في حاجة يا بابا ؟

عبدالله تجاهل إشارات مراته وبص لأمل : أيوة في .. عايزك تاخدي الموضوع ببساطة وتفكري دايما إن ربنا بيختارلنا الأفضل ولما شيء بيروح مننا فده لأن مالناش خير فيه !

أمل ابتسمت بتوتر : عارفة الكلام ده قول بقى في ايه على طول .

عبدالله : شريف جالي النهاردة المعرض و .......

أمل وقفت وقاطعت أبوها : مش هرجعله يا بابا فلو ده اللي عايز تقوله ريح نفسك أنا رافضاه .. اللي ما يثقش فيا ويتهمني ويتخلى عني في مصيبتي ما يلزمنيش في فرحي أبدا .. شريف قفلت صفحته تماما بلا رجعة .

عبدالله اتنهد وارتاح من كلامها بس برضه موجوع لتفكيرها إنها متخيلة إنه عايز يرجعلها مش باعها وعايز غيرها فكلمها بحزن : نعم الرأي يا بنتي بس للأسف شريف جاي يستأذني إنه يتجوز واحدة تانية .

أمل كشرت بصدمة : هو حر ما يعمل اللي هو عايزه احنا مالنا ؟!

سميرة بغيظ : هو حر فعلا بس هو عايز يتجوز سمر .

أمل لفت لأمها بحدة : سمر بتاعتنا دي ! سمر ! مالقاش غير سمر يتجوزها !

سميرة اتنهدت : بيقول بيحبوا بعض .

أمل اتصدمت من حقارة سمر دي لسة كانت مع عمرو عرفت شريف امتى ولا كانت حاطاه على دكة الاحتياط لو مجاش عمرو يجي شريف .. احتقرتها جدا ووجعها أوي إن دي اللي تكون بدلها لواحد كان بيتدعى إنه محترم

هزت دماغها برفض

عبدالله حط ايده على كتفها بحب : هو ما يستاهلكيش .

أمل وقفت وبصتله : طبعا ما يستاهلنيش يرفضني أنا علشان شك إنهم ...... وياخد سمر .. سمر اللي ........

فجأة ضحكت بوجع .. أبوها وأمها استغربوا ضحكها وللأسف ضحكها وجعهم جدا وهي بتضحك وبتتكلم : رفضني لمجرد إنه شك إنهم شافوني عريانة أو لمسوني ( بتضحك ) وعايز يتجوز سمر وبيحبها .. سمر اللي لسة امبارح بتتخانق مع عمرو علشان سابها .... تصدق يستاهل ..( عمالة تضحك ودموعها نزلت وهي بتضحك ) يستاهل يتجوز سمر ( بذهول اتكلمت وصوتها اتهز من العياط ) ده شك فيا أنا .. شك وأمه جت تطلب مني إني .. عايزة دليل على برائتي من حاجة لو كانت حصلت فعلا كانت هتبقى غصب عني .. ورايح ياخد واحدة بتعمل كل حاجة بمزاجها .. هو يستاهلها .. ( عيطت وقعدت وأمها ضمتها ) هو يستاهلها .. الاتنين يستاهلوا بعض .

سميرة وهي بتضمها : طيب بتعيطي ليه بس ! هما يستاهلوا بعض .

أمل بصت لأمها : مش بعيط علشانه أبدا لا.. بعيط علشاني أنا إني وافقت على واحد زيه يكون ماضي في حياتي .. هو أقل من إني أكون ذكرى في حياته .. بعيط علشان سمر اللي على طول عايزة تاخد اللي في ايدي وعلى طول كارهاني بالرغم من إني عمري ما أذيتها أبدا طيب هي بتأذيني ليه ! أنا واثقة تماما إنها ما بتحبش شريف أبدا .. هي بس عجبتها فكرة إنه سابني فعايزة تقول إنه سابني علشانها .. متخيلة إنها بكده هتكون أفضل مني أو أخدت حاجة مني .. ما تعرفش إنه نزل من نظري في اللحظة اللي قعد يستجوبني فيها .. في اللحظة اللي شك فيا فيها انتهى من حياتي .. غبية سمر وتستاهل شريف .. يستاهلوا بعض فعلا .

سابتهم وطلعت أوضتها مخنوقة من العالم كله .شريف رفض يصدق إن العيب في شخصيته هو وخصوصا مع كلام مامته اللي أقنعته إنه لازم يقول كده قدام أخوه علشان ما يزعلش منه ..

سمر فضلت هي وأمها يحاولوا يقنعوا محمد يوافق كمان شريف وأمه ..

محمد مع الضغط المستمر راح لأخوه وطلب يسمع من أمل نفسها إنها موافقة وقعد معاها وفضل يشرحلها الوضع من كل اللي حواليه

أمل بصت لعمها وأشفقت عليه لأنها حست بيه بين نارين : عمي الموضوع مش مستاهل كل زعلك ده .. أنا مش معترضة أبدا على جواز شريف وسمر براحتهم أنا الموضوع معادش فارق معايا نهائي لو هما عايزين بعض براحتهم .

محمد بزعل : شريف زي ما اتخلى عنك هيتخلى عنها في أول مطب .

أمل ابتسمت لعمها : الكلام ده تقوله لسمر مش ليا أنا .

محمد وكأنه بيفضفض معاها : قلتلها بس هي غبية .

أمل اتنهدت : هي فعلا غبية عمي فهمها إن شريف مش فارق معايا فهي لو بتعمل كده علشان تضايقني أنا مش فارق معايا نهائي فبلاش تضيع عمرها ونفسها علشان حاجة ما تستاهلش .

محمد بأسف : أنا مش عارف هي ليه ما طلعتش عاقلة زيك .. عارفة يا أمل أنتي ربنا بكرا هيعوضك بأحسن عوض وهتقولي عمي محمد قال .. اوعي يا أمل تزعلي ده محدش فيهم يستاهل زعلك أبدا .

أمل ابتسمت بحب لعمها لأنها عارفة إنه حبه صادق وإنه فعلا بيعزها : مش هزعل يا عمي ما تقلقش عليا ..

محمد بصلها أوي : يعني لو وافقت مش هتزعلي بجد ؟

أمل ابتسمت وطمنته : بجد مش هزعل روح واعمل فرح لبنتك وافرح بيها .. عمي أنت كويس أوي وأنا بحبك أوي وعمري ما هزعل منك أبدا .. أنت غلاوتك من غلاوة بابا وطول عمري بعتبرك أب تاني ليا مش مجرد عم .

محمد ضمها لحضنه : وربنا يعلم إنك غالية يا أمل .. غالية والله يا بنتي .

طه دخل عليهم وكان سامع حوارهم وشايف عمه طول الفترة اللي فاتت وهو مهموم وزعلان فدخل يهزر : ايه ده ايه ده ! وأنا ماليش في الحب ده جانب ولا ابن البطة السودا !

عمه ابتسم : ده أنت سيد الناس كلها هتتجوز امتى يا واد أنت .

طه كشر : أنا عارف بقى ! بس قريب الشهر الجاي وبعدين ما أنت عارف ؟

محمد ابتسم : ربنا يتمملك على خير .

طه قرب من عمه وبجدية : عمي وافق براحتك محدش فينا هيزعل منك أبدا .

محمد بص لولاد أخوه ومن جواه كان بيتمنى ولاد زيهم بس كان عارف وواثق إن الولاد دول من التربية الصح وهو عنده بدرية كتلة من الشر والحقد كان المفروض من زمان جدا حط حد لها مش ساب المركب تمشي وخلاص .. لأن الاختيار الغلط من الأول كل اللي بيتبني عليه بيكون غلط ..


شريف بمجرد موافقة محمد حدد ميعاد الفرح بسرعة ومحمد مالقاش داعي للاعتراض خليه يتجوز وياخد سمر ويروح بيته

جه ميعاد الفرح والكل بيهيص وبيزغرط

سميرة مراقبة بنتها اللي زعلانة على نفسها مش علي حد تاني ..

أمل بصت لأمها : مش هنروح الفرح نبارك يا ماما .

سميرة كشرت : ده أنا لو روحت هجيب سمر من على الكوشة وهفضل أضرب فيها لحد ما تطلع روحها في ايدي .

أمل ضحكت على تعبيرات أمها وسميرة بعدها ضحكت هي كمان وحضنتها وكملت : هي وبدرية القردة ومعاهم ميادة كمان .

أمل بضحك : أنتي بقيتي بلطجية يا ماما أوي .

سميرة بهزار : من يومي يا قلبي وأنا بلطجية بس محدش واخد باله .

دخل عبدالله وطه واستغربوا ضحكهم

طه بزهق لأبوه : عملنا الواجب اهو وحضرنا كتب الكتاب أظن مالهمش حاجة تاني ... ( بص لأمه ) أنتوا بتضحكوا على ايه كده !

امل بهزار : أمك هتعمل كات وومن وتروح تضرب كل اللي في الفرح .

طه ابتسم : خديني معاكي أعمل بات مان وأكمل على الباقي .

سميرة بغيظ : أنتوا فاكريني بهرج والله نفسي أعملها أضرب الثلاثة سمر وأمها وميادة .. أحط الثلاثة كده وأفضل أضرب فيهم .

عبدالله زعق : جرى ايه يا سميرة وايه اللي بتقوليه ده !! وبعدين أنتي المفروض تروحي وتباركي والناس تشوفك بدل ما يقولوا قاعدين يندوبوا حظهم في البيت .. أنا عايزك تروحي ولو دقيقتين أنتي وأمل وتباركوا وراسكم مرفوعة وترجعوا .

طه بضيق : مع إني مش طايق حد فيهم بس فعلا لازم نظهر هناك مش حابب فكرة إن الناس تقول يا عيني زعلانين .. ساب دي وراح لدي .. أمل معلش تعالي معايا واظهري وتماسكي ووري الكل إنه مش فارق معاكي حد .

أمل بهدوء : أنا فعلا مش فارق معايا حد وأنا لو زعلت فده زعل على نفسي مش علشانهم وبرضه لو روحت هروح لنفسي مش لأني خايفة من كلام حد وإني أصعب على حد .. أنا لسة كنت بقول لماما خلينا نروح ونبارك ونقوم بالواجب معاهم ..

راحوا كلهم الفرح وطه دخل الفرح وفي ايده أمل وفي الايد الثانية غادة والاتنين أحلى من بعض .كانت سمر وشريف قاعدين فى الكوشة

سمر لابسة فستان أكمامه لحد الكوع وتقريبا دراعها باين لأن الأكمام شفافة وطرحتها مخرجة نص شعرها والمكياچ جرئ ؛ اتضايقت أول ما شافت أمل داخلة في ايد طه واتضايقت أكتر لما شافت غادة واستغربت من امتى غادة دي بتعرف تلبس ولا تطلع حلوة كده ! طول عمرها مبهدلة امتى احلوت كده !

شريف شاف أمل اتوتر واتضايق إنه شايفها داخلة بتضحك مع أخوها وكأنه ما يعنيش أي شيء لها .. ليه متضايق من ضحكها ده ! ليه اتخنق إنها مش زعلانة عليه !

طه وقف قدامهم بالبنات وكلهم باركولهم

سمر وأمل بتباركلها همست في ودنها : أخدته منك يا أمل واديني اهو اتجوزت قبلك .. مين كان يصدق إن أنا أتجوز قبلك واخد أحسن واحد اللي أنتي كان نفسك فيه !

أمل بصت لسمر وابتسمت وقربت منها وهمست : تستاهليه يا سمر .. شريف أنا اللي سيبته مش هو وبعدين حتى لو سابني علشانك فتستاهليه يا قلبي وبعدين مش جديد عليكي تاخدي اللي أنا برميه .. طول عمرك بتاخدي الباقي بتاعي .. وللأسف بتفتكري إنك بتاخديها مني غصب وبتزعلني وعمرك ما فهمتي إن أنا اللي برميهالك مش أنتي اللي بتاخديها غصب .. بعدين ماهو عمرو كان معاكي بس يوم ما فكر يرتبط جالي يتمنى وأنا برضه اللي رميته .. مبروك عليكي شريف يا سمر اشبعي بيه ..

ابتسمت وبعدت في خطوات واثقة وكل اللي بيقابلها بتسلم عليه وما بتديش لأي حد فرصة يتكلم أو يسأل في حاجة ما تعنيلوش ..

سمر كانت هتولع من كلام أمل وحست إنها برضه بتتنصر عليها .. مهما تعمل برضه أمل بتتنصر دون أي مجهود .. كانت هتموت علي شريف بس ليه دلوقتي حاسة إنها ممكن تولع فيه ! حاسة إنها عايزة تجري وتسيب الفرح ده كله ..

سمر فضلت طول الوقت عينيها على أمل اللي مع غاده وأخوها وبتضحك مع الكل .. بدرية وجنبها أم شريف بتسلم على سميرة وسط الستات وبتريقة : معلش يا سميرة تبقى في بوقك وتقسم لغيرك يا قلبي .. الجواز قسمة ونصيب .

الستات كلهم بصوا لسميرة يستنوا ردها أو ضيقها بس سميرة ابتسمت : عندك حق يا قلبي فعلا كانت في بوقنا وقرفنا منها رميناها بس زي ما قلتي كله قسمة ونصيب ( قربت من منها ومن أم شريف وهمستلهم ) أما انتوا الاتنين فكرتوني بمشهد بمسرحية لما قال اتلم تنتن على تنتون واحد نتن والتاني أنتن ( بعدت وعلت صوتها تاني ) مبروك لسمر يا قلبي .. يلا خليني أروح أباركلها بنفسي ..

سابتها وطلعت لشريف وسمر وقفت قدامهم الاتين وابتسمت : جوز عصافير يا أخواتي .. مبروك يا عيال لايقين على بعض موت .. مش عارفة أقولكم قد ايه لايقين على بعض .. والله يا سمر أول مرة تعملي حاجة عدلة في حياتك .. مش عارفة أشكرك ازاي .. يعني لولا اللي عملتيه ماكناش شوفناه على حقيقته وعرفناه صح وتخيلي كانت أمل اتبلت بيه بس كويس أخدتيه أنتي وحميتيها .. أحمدك يارب وأشكر فضلك .. مبروك عليكم بعض .

سابتهم ونزلت والاتنين بصوا لبعض بغيظ وسمر : شايف اللي بيقولوه .. بكرا لما يشوفونا مبسوطين مع بعض يندموا .. بكرا يندموا .

شريف عينيه على أمل وتمتم : أو احنا اللي نندم .

سمر تابعت عينيه وشافت قدامها عمرو اللي كانت برضه عينيه طايرة على أمل ودلوقتي شريف عينيه طايرة عليها فزقته بعنف وهو التفتلها : في ايه !

سمر بغضب : لو شوفتك بتبصلها كده تاني مش هيحصل كويس .

شريف ابتسم ومسك ايدها باسها : حبيب قلبي غيران ولا ايه ! مفيش في قلبي غيرك أنتي يا قمر سيبك من الكل وتعالي نرقص نضايقهم كلهم ايه رأيك بقى ؟

قاموا مع بعض يرقصوا وأمل بصتلهم وتخيلت لو ده فرحها هل ممكن ترقص كده بالمياعة دي ! لا يمكن أبدا .. اشمئزت منهم وقاطع تفكيرها غادة بهزار : ادعيلي بقى أرقص أنا وأخوكي كده

امل ضحكت : هانت يا قلبي كلها أيام قليلة بس لو رقصتوا بالمياصة دي هتبرا منكم .

غادة كشرت : أنتي متخيلة أخوكي ممكن يرقص كده ! ده لو طال يلبسني نقاب في الفرح هيعملها .

أمل ابتسمت : بيغير عليكي وعايزك له لوحده حقه .. مش أحسن ما تكون الواحدة فرجة للي يسوى واللي ما يسواش .. ربنا يقربلكم البعيد يارب .

غاده بحب : يارب يا قلبي .

روحوا بيتهم وأمل طلعت أوضتها والكل قلقان عليها وعلى سكوتها ..

آخر الليل شريف أخد سمر وراحوا بيتهم ودخلوا أوضتهم وهو طلع بحجة إنه يسيبها تغير براحتها بس هو طلع يلوم نفسه ليه مش مبسوط ! ليه مش زي أي عريس بيتنطط وبيحلم بليلة فرحه ! ليه مش عايز أصلا يطلع فوق عند سمر ! مش كان هيموت ويكلمها كل يوم ليه دلوقتي في بيته وبيغصب على نفسه يطلع عندها !

سمر في أوضتها واقفة قدام المرايا وشايفة قدامها أمل ! شايفاها بتضحك ! شايفاها مبسوطة ! حبستها وكانت هتموت وبرضه رجعت ! أخدت منها شريف وبرضه بتضحك ! حتى عمرو سابها واتمناها هي ! تعمل ايه علشان تحس مرة واحدة بالرضا ! ليه مش زي أي عروسة فرحانة و بتتمنى عريسها ودلعه ليها ! دي تقريبا حاسة إنها مش طايقاه أصلا يدخل عندها !

*************

ملك وسليم قرب ميعاد فرحهم وهي نادرا ما بتروح الشركة بس لاحظت إن نورهان بتاخد مكانها في كل حاجة واتوعدت إنها أول ما تخلص من الفرح وتفوق هتمشيها برا الشركة خالص ..

راحت الشركة وطلبت المهندس حاتم فجالها بسرعة : خير يا افندم !

ملك بغيظ : هاتلي أوراق تعيين اللي اسمها نورهان دي ! هاتلي الملف بتاعها

حاتم استغرب : ليه يا فندم ؟

ملك زعقت : من غير ليه ! اتفضل !

حاتم كشر وطلع بسرعة نزل الإدارة وطلب الملف وساعتها الموظف استغرب وسأله ليه عايزه بلغه إن ملك عايزاه فالموظف استأذنه لحظة يجيبه

الموظف عطى الملف لحاتم اللي أخده واداه لملك وسابها

ملك قلبت في الملف وشافت كمية الكورسات والشهادات اللي واخدها واللي فعلا تأهلها تشتغل في شركة زي شركتهم .. الشهادة واخدها فعلا من أمريكا .. قرأت اسمها .. نورهان سيف الدين .. قفلت الملف وقامت راحت عند أبوها وحطت قدامه الملف

خالد بصلها بهدوء : ايه ده ؟

ملك بصاله أوي : مين نورهان دي ! في شهادات كتير لكن مفيش حاجة عنها هي ! مفيش أي معلومات خاصة ! مفيش عنوان ! مفيش أي حاجة خاصة

خالد بعد الملف من قدامه وبصلها : يهمني في نورهان كموظفة حياتها العملية أما الخاصة دي لا تعنيني بشيء .. أنا مش عارف أنتي ليه بقيتي سطحية أوي كده ! ولا أنتي من زمان كده وأنا كنت أعمى مش شايفك !

ملك اتنرفزت : ده رأيك فيا دلوقتي ! بقيت سطحية ! بعد ما جبت نورهان تمسك مكاني في كل حاجة دلوقتي أنا بقيت سطحية

خالد بصلها : تصرفاتك بتتكلم عنك يا ملك ! تصرفاتك يا حبيبتي ! ارجعي ملك بنتي العاقلة

ملك زعقت : مابقيتش عارفة أرجعلها ! مابقيتش لاقياها أصلا !

خالد قرب منها بحب : خلاص اعملي ملك جديدة .. ملك تصلح أخطاء ملك القديمة .. مش عيب أبدا إن الواحد يغلط لكن الإصرار علي الغلط هو اللي عيب .. صلحي يا ملك

ملك بعد ما كانت هتحن وترمي نفسها في حضن أبوها بعدت : ورايا حاجات كتيرة للفرح بعد اذنك ..يوم فرحها حسته يوم عادي ما يختلفش عن أي يوم .. مش متحمسة يمكن أقل من العادي كمان ..

قضت اليوم في الكوافير وأمها معاها

لبست ملك فستان كب وشعرها ملموم لفوق على شكل تسريحة ؛وسليم جه أخدها مبهور بيها وبجمالها وعمال يحضنها ويتنطط ونوعا ما ده ضايقها واستغربت ازاي كانت مبسوطة بيه قبل كده ! ليه اتمنت إن كريم يتنطط ويهيص زيه كده ! وليه دلوقتي لما ده حصل مش شايفاه شيء مثير ولا حلو بالعكس حسته تافه ! خفيف مش تقيل ..

قعدت في الكوشة معاه وكل أصحابها حواليها .. سليم نزل يرقص مع أصحابه وملك أصحابها جنبها وبيهزروا معاها

ممدوح أول ماشافها حضنها وباسها وباركلها وهو حاضنها همس : تخيلي لو كان كريم هو العريس كان ممكن يعلقني من رقبتي على باب القاعة علشان أكون عبرة لمن لا يعتبر .

ضحك هو وكوكي اللي كملت : اه والله ده كان عملك بوفتيك وحياتك ولا الفستان يا ملك .. كنتي تتخيلي إنك تلبسى فستان كب كده مع كريم !

ممدوح بتريقة : ده كان لبسها چاكيت البدلة بتاعته وحلف عليها يمين طلاق تلاتة ما تقلعها طول الفرح .

ضحكوا الاتنين ومش عارفين هما بيعملوا فيها ايه ! طيب مش ده كان سبب انفصالها ! ليه دلوقتي مفتقداه ؟

كريم دخل هو ومؤمن القاعة

كوكي خبطتها : كريم اهو يا بت .. يالهوووي عليه سوووو كيووووت .. أنا مش عارفة ازاي سيبتيه يا ملك !

كريم قرب منهم وبارك لملك اللي أول ما قرب بص لفستانها هز دماغه برفض وزعل عليها وهي كانت فاهمة نظرته كويس جدا فهمست : مش عاجبك فستاني ؟

كريم بصلها : أنا مش مهم المهم يكون عاجب اللي أنتي لابساه علشانه ..

ملك ابتسمت بتفاخر : بس مش بذمتك أنا جميلة فيه ؟ مش ندمان إنه مش أنت اللي جنبي النهاردة ؟

كريم بصلها باستغراب : لو ندمان يا ملك فندمان إني فشلت أخليكي تتغيري لكن غير كده بالعكس ما أتمناش أبدا أكون مكانه .. أعمل بجمالك ده ايه لو هيكون مشاركة بيني وبين الكل ! الزوجة بتكون زوجة لأنها خاصة ومملوكة لواحد بس هو من حقه يتمتع بجمالها مش ملكية عامة هي .. المهم مبروك عليكي وربنا يسعدك يا رب يا ملك .. ده أهم شيء

مؤمن قرب منهم : مبروك يا ملك وعقبال ما نشوف قطاقيط صغيرين ..

ردت عليهم والاتنين اندمجوا وسط الناس ..

شوية وجه سليم خد ملك عشان ترقص وسط أصحابه شباب وبنات كأنه عرض للكل

مؤمن عينيه بتدور وسط الناس كلها وكريم متابع معاه لحد ما زهق : مش موجودة ريح نفسك بقى .

مؤمن بصله باستغراب : ايه دي اللي مش موجوده !

كريم بصله بتريقة : اللي روشتني يمين وشمال بتدور عليها .

مؤمن كشر : مش بدور على حد على فكرة .

كريم بتريقة : صدقتك .

مؤمن كشر بجد : هي ماجتش ليه !

كريم ضحك وبصله : الله أعلم .. يمكن محدش دعاها ! يمكن ما بتحبش الأفراح ! ممكن أخوها منعها ! يعني في أسباب كتيرة الواحد ممكن ما يحضرش فرح بسببها .

مؤمن بزهق : طيب متخيل هتيجي ولا !

كريم باستغراب : ما سابتش جدول أعمالها معايا للأسف .

مؤمن خبطه في صدره : بطل غلاسة بقى .. بقول متخيل متخيل .. ما تعرفش تتخيل !

كريم ابتسم : حاضر هتخيل .. هتيجي وأول ما هتيجي هتجيلك تعتذرلك إنها اتأخرت .. وتاخدها وترقصوا سلو بدل العريس والعروسة

كريم لاحظ إن مؤمن بيسمعه وهو مبتسم وتقريبا بيتخيل اللي هو بيقوله فكمل بهزار : وأنتوا بترقصوا أنت تدوس على رجليها فتقوم ايه رازعاك بالقلم تقوم تفوق على طول من الحلم ده .

مؤمن كشر وبصله بغيظ : فصيل والله فصيل ! أنا غلطان أصلا إني جيت معاك !

كريم ضحك : أنت جاي معايا ! أنت بجد اللي جيت معايا ! امال أنا ليه عندي إحساس إنك جيبتني غصب عني !

مؤمن كشر : أنا رايح أشوف حاجة أشربها خليني أبلع كلامك اللي دمه تقيل ده .

كريم بغلاسة : أنا ماشي .

مؤمن بصله بتوعد : والله يا كريم ... هنستنى شوية وهنمشي مع بعض وبطل رخامة بقى .

كريم باستغراب : ما أنت بتشوفها في الشركة لما بتروح أو هي بتيجي لازمته ايه هنا ! ليه عايز تشوفها هنا ؟

مؤمن كشر : هنا مختلف عن جو الشغل ! نورهان برا الشركة بتكون مختلفة تماما عن الباشمهندسة نورهان بص مش هتفهم أصلا فريح دماغك .

كريم كشر : ليه إن شاء الله مش هفهم ! غشيم أنا ولا ايه !

مؤمن بتريقة : اه غشيم .. هنستنى شوية وهنمشي .

سابه ومشي يدور عليها موجودة في أي مكان ولا فعلا ماجتش

نورهان كانت في البيت جاهزة وبتحاول تقنع أخوها تنزل وأخوها رافض تماما

نورهان : علشان خاطري بقى يا نادر بطل رخامة

نادر بإصرار : مش هتروحي ريحي نفسك بقى .. تروحي وتقابليه وترجعي تعيطيلنا وأنا صراحة على آخري .نورهان بإصرار : ده كان زمان دلوقتي خلاص اتعودت على الوضع ده .. بعدين عايزة أروح أنت عارف إني بحب الأفراح جدا وأفراح مصر بتكون حلوة أوي وبعدين أصحابي كلهم هناك علشان خاطري بقى .. ماما قولي حاجة بقي .

مامتها نهلة بصتلهم : أخوكي عنده حق يا نور أنتي بتروحي وبترجعي تطلعيه على عينينا فبلاش .

نورهان بصتلهم الاتنين : بقولكم ايه أنتوا الاتنين أنا مش صغيرة وقلتلكم خلاص اتعودت على الوضع ده وعايزة أروح فاذا سمحتم أصحابي كلهم منتظريني .

وبعد محاولات كتيرة وافقوا أخيرا إنها تنزل بس نادر أصر يوصلها للفندق وهي داخلة : مش هتيجي معايا ؟

نادر مكشر : لا هستنى في الكافيه ده ولما تخلصي كلميني منتظرك .

نورهان كشرت : مش بحب أكون متقيدة بحد مستنيني .

نادر بصلها : اقعدي براحتك لحد ما تزهقي ووقت ما تحبي تمشي كلميني يلا روحي بقى .

دخلت وبتدعي جواها إن الليلة تعدي على خير بدون أي مشاكل زي المرة اللي فاتت وإلا نادر هيمنعها تماما من أي احتكاك مباشر تاني ..

مؤمن مع كريم في ايده عصير بيشربه وكريم مستغرب : هو أنت بتشرب ايه !

مؤمن بص للكوبايه في ايده : عصير مش عارف ايه هو بس طعمه وحش جدا !!

كريم ضحك : طيب بتشربه ليه ؟

مؤمن بغيظ : علشان متغاظ .. بقولك ايه يلا نروح نتعشى في أي مكان عدل وناكل أكلة معتبرة كده ..

كريم ضحك : ماشي موافق بس اللي يرجع في كلامه ؟

مؤمن بغيظ : مش هرجع يا عم يلا بينا .

كريم ابتسم : ماشي يلا واحنا ماشيين نعدي على نورهان نسلم عليها قبل ما نمشي طيب .

مؤمن اتعدل ووقف وبيبص حواليه وكريم ضحك جامد وهو بصله : ده أنت رخم أوي .. بتشتغلني صح ؟

كريم بيضحك ومؤمن حط من ايده الكوباية بعنف وهيمشي

كريم : على فكرة مش بشتغلك أنا مش برخامتك أنت أصلا .

مؤمن بصله ومش مصدق ومش راضي يبص وراه وكريم مبتسم ومؤمن مقتنع إنه بيشتغله : برضه مش هصدق .

كريم مبتسم : أنت حر ما تصدقش .

وقف كريم ومؤمن في وشه وابتسم وبيسلم : ازيك يا نور أخبارك ايه ؟

مؤمن بتريقة : برضه مش هصدق ومش هبص ورايا .

هنا مؤمن اتفاجأ بيها بترد : مش هتصدق ايه !

هنا عينيه وسعت ولف بسرعة وبصلها واتلجم وكريم ضحك وخبط على كتفه : اعتذر بقى منها علشان نروح نتعشى عشوة جامدة .

مؤمن زق ايد كريم من على كتفه وبصله : أنا ماليش نفس بالهنا أنت روح اتعشى ..

كريم كشر : أنت ياض لسة حالا .....

قاطعه مؤمن : لسة حالا كنت بقولك براحتك أنت مش مضطر تفضل هنا وعايز تمشي براحتك .

كريم رفع حاجبه باستغراب : أنت قلتلي كده ؟ وأنا قلتلك ايه ؟

مؤمن بصله بغيظ : قلتلي ( اتكلم بغيظ جامد وبيوجهله الكلام ) بطل رخامة بقى .

كريم ضحك وبص لنور : يلا أشوفك بعدين يا نور .

سلم عليها وانسحب وهي فضلت مع مؤمن اللي بصلها بغيظ : اتأخرتي كده ليه ! كنت همشي أصلا .

نورهان ابتسمت : وليه ما مشيتش ؟

مؤمن كشر وبصلها شوية : طيب ألحق أنا كريم قبل ما يتحرك .

ويدوب هيتحرك خطوة هي اتكلمت : يا رخم !

مؤمن ابتسم : بعض ما عندكم اتأخرتي كده ليه !

نور بضيق : نادر ماكانش عايزني اجي أصلا الفرح وأقنعته بالعافية .

مؤمن باستغراب : ليه ! ايه المشكلة ؟

نور بصتله : هتفضل تستجوب فيا كده كتير .. المهم كنتوا هتتعشوا فين !

مؤمن تقبل تغيرها للسؤال وبدأوا يرغوا الاتنين مع بعض وخالد مراقبهم من بعيد ونورهان ملاحظة نظراته وبتتجاهلها بتعمد ..

مؤمن موبايله رن وطلعه كان أبوه وبيفكر يرد ولا يطنش لبعد الحفلة !

نورهان استغربت تفكيره : ما ترد على باباك !

مؤمن بصلها وبص للموبايل ورد وبصلها : مش سامع هتكلم وأرجع بعد اذنك .

ابتسمتله وهو خرج وهنا التفتت لخالد اللي قريب منها فقرب أكتر : مش ملاحظة إنك مزوداها أوي مع مؤمن !

نورهان بصتله أوي وبغيظ : على فكرة ما ينفعش تلعب نص الدور والنص التاني لا.. يا تلعب الدور كله يا تعتذر عنه كله أما النص نص ده مش هينفع معايا .. بعد اذنك بقى لأحسن مؤمن جاي ومراتك بتدور عليك ..

قابلت مؤمن داخل وهي خارجة :أنتي رايحة فين !

نور بخنقة : اتخنقت من الجو هنا تعال نطلع في أي مكان مفتوح ..

طلعوا برا القاعة وراحوا ناحية البيسين وقعدوا الاتنين

مؤمن بصلها أوي واتمنى لو يعرف كل حاجة عنها ويصارحها بمشاعره بس مش عارف ليه حاسس إنه كل ما بيحاول يقرب منها أكتر هي بتصده .. مش قادر يفهمها هل هي بتعتبره صديق ولا ممكن فعلا تحبه ؟

نورهان جنبه بصتله وبتتمنى لو يفضل ساكت .. بس يقعد جنبها وما يتكلمش

عارفة إنه عنده الف سؤال بس للأسف هي ماعندهاش ولو إجابة واحدة لأنه لو سمع إجابة واحدة هيمشي ومش هيبص في وشها أبدا .. فياريت لو يفضل ساكت ..

مؤمن بصلها ومنتظرها تتكلم وهي عايزاه يفضل ساكت ..

مؤمن حاول يتكلم في أي حاجة : أعتقد لو انا هعمل فرحي هعمله في مكان مفتوح مش بحب القاعات المغلقة .

نور بصتله وكأنها بتحلم : على بيسين زي كده ! وتملاه كله بلالين و ورد .. والكل يهيص ويفرح وتعمل تورتة كبيرة من الأرض لمستواك .. وترقص مع عروستك طول الوقت ويكون أسعد يوم في حياتك إنك بتعلن قدام الكل إنها ملكك أنت وبس .. بتعلن شرعيتك قدام العالم كله .. بتقول للدنيا كلها العروسة دي مراتي وحبيبتي ودنيتي كلها ..

مؤمن بيسمع كل كلامها وعقله بيترجمه عليهم هما الاتنين .. هو شايف نفسه واقف معاها قدام الكل ايده في ايدها

شايف البيسين ده زي ماهي وصفت .. شايفها هي بأجمل فستان أبيض في العالم كله معمول علشانها هي وبس

نور همست : حلم حلو صح !مؤمن بيحتويها كلها بعينيه وهمس : وليه يفضل حلم يا نور ! أنتي ممكن تنوريه .

نور ابتسمت ودموعها لمعت لأنها عارفة إن ده مجرد حلم وهيفضل حلم .. وقفت مرة واحدة وهو وقف مستغرب مالها

نورهان بصتله : أنا اتأخرت على نادر هو طلب مني نص ساعة بالكتير وأنزله

مؤمن بعدم تصديق : كلميه وقليله هتقعدي شوية ! أنا هوصلك !

نورهان برفض : ماكانش عايزني اجي أقوم أقوله امشي أنت ! أنا أسفة يا مؤمن لازم أمشي بعد اذنك .

سابته وجريت من قدامه قبل ماهو يرد عليها .. استغرب هي ليه هربت منه كده ! ليه في لحظة بيحس إنها ملكه واللحظة اللي وراها بيلاقيها اختفت !!

نورهان اتصلت بأخوها اللي استغرب إنها بسرعة كلمته وجالها على طول لأنه حس إنها متضايقة وأول ما ركبت بصلها بغيظ

نورهان بصتله بتحدي : مفيش حد ضايقني ريح نفسك .

نادر بتريقة : صح ماهو باين على دموعك اللي بتهدد تنزل في أي وقت .

نورهان دورت وشها بعيد بغيظ : مفيش دموع ومفيش حد ضايقني .

مؤمن كان خارج وشافهم واتقابلت عينيهم ونادر كمان شافه : مش ده مؤمن خليني أنزل أسلم عليه .

نورهان بصتله : لا ما تنزلش واتحرك يلا .

نادر استغرب وبيبصلها أوي فكررت : اتحرك يا نادر بقى يلا .

نادر اتحرك بعربيته وشاور لمؤمن فشاورله هو كمان ونور باصة لبعيد

نادر بعد شوية : هو ضايقك في حاجة !

نورهان بخنقة : ما قلتلك محدش ضايقني يا نادر ..

نادر بحيرة : امال في ايه مالك !

نورهان بصتله : في إن عندك حق .. احنا بس من حقنا نحلم ونحلم لكن الحلم ده مش هيتحقق هنفضل على طول في الظلمة .. فالأفضل أعمل زيك وأبطل أحلم بدل ما بحلم وبتوجع .. أنت عندك حق .

سكتت وأخوها سكت بس كان نفسه يقولها تفضل تحلم وتحاول تحقق حلمها وبلاش تستلم لليأس زيه .. طول عمره بيحاول يخليها تبطل أوهام ليه دلوقتي لما هتسمع كلامه ده واجعه أوي .. ليه زعلان إنها هتبطل تحلم !

مؤمن روح البيت كان كريم قاعد لوحده فدخل وقعد جنبه بهدوء

كريم بعد فترة : تخيلت هتيجي مبسوط .

مؤمن استرخى في قعدته ورفع رجليه على الترابيزة الصغيرة قدامه وباصص للسقف وبحيرة : مابقيتش فاهم حاجة يا كريم في لحظة بحس إنها قريبة مني أوي وإني ممكن أقولها أي حاجة أو إني أقرب منها بس بعدها بلحظة تانية بلاقيها اختفت أصلا ومابقتش معايا .. أنا مش فاهم حاجة أصلا ! أنا موهوم ! هي فعلا مهتمة ! ولا مش في بالها أصلا ! طيب في حد تاني ! مش فاهم أي حاجة !

كريم بيسمعه وساكت لحد ما هو سكت : كان نفسك تحب أعتقد هو ده الحب .. الحيرة اللي أنت فيها تعريف للحب .

مؤمن اتعدل : الحيرة اللي أنا فيها دي حب من طرف واحد والنوع ده من الحب أنا مابحبوش أبدا ومش هتحمله أو أعيش جواه .. أنا طالع أنام سلام .

سابه وطلع وكريم قعد مكانه وباصص للسقف بيفتكر فرحة مؤمن بدخول نورهان وحزنه دلوقتي .. بيفتكر ملك اللي بترقص مع سليم واتنهد لأنه مش قادر يتخيل لو هو فعلا كان مكانه كان عمل ايه بس هو واثق إنه لا يمكن يكون مكانه .. مش دي أبدا اللي يتمنى أو يفكر حتى يكون جنبها ..

طيب ياترى امتى هيقابل اللي يتمنى يشاركها ليلة زي دي ! ولا ده مش هيحصل أبدا ؟!

*******************

الايام بتعدي شبه بعضها ومؤمن حسن إن نورهان بتتجنب تكون معاه أو تقابله ومابقاش فاهم ليه هي بتبعد ولا هو كان موهوم إنها بتقرب أصلا ! امال ليه ذكرى وصفها ل ليلة الفرح مش رايح من باله أبدا ولا رايح شكلها في ضو القمر من خياله ..

كريم في مكتبه تعب من الشغل وحاسس بملل كبير وبيفكر لو يسافر أي مكان يسترجع نشاطه دخل عنده مؤمن قعد حسسه بالزهق أكتر وأكتر

كريم بصله : مش متعود عليك كئيب كده يا عم الكئيب .

مؤمن بزهق : عايز ايه يا عم الفرفوش ؟

كريم بصله : ايه رأيك نسافر يومين نغير فيهم جو أنا مخنوق جدا من جو المكتب ده !

مؤمن بيفكر : تعال نروح البلد .. أبويا وأمي وحشوني .

كريم بتفكير : ممكن فعلا .

موبايله رن وابتسم تلقائيا ورد على طول : حبيبي ازيك .

طه بابتسامة : ازيك يا كريم أخبارك ايه يا ابني ؟

رحبوا ببعض كتير وسلموا على بعض

طه بابتسامة : بقولك بتصل علشان أعزمك على فرحي يوم الخميس الجاي فقلت أبلغك قبلها بأسبوع اهو علشان تجهز أمورك براحتك وما تقليش شغلي ومعرفتش اتصرف والحجج دي كلها .

كريم ابتسم : ربنا يتمملك على خير يا طه ربنا يسهل طيب والله لسة حالا أنا وابن خالي بقوله عايزين نسافر ..

طه ابتسم : خلاص يبقى تعال من دلوقتي ايه رأيك ؟ تساعدني في تجهيزات الفرح وتغيروا جو وتنوروني .

كريم ابتسم : ياريت والله ينفع ماكنتش أتأخر أبدا بس زي ما قلت لازم أظبط أموري في الشغل الأول .. على العموم هشوف الدنيا فيها ايه وأقولك .

طه بتأكيد : بس الفرح لازم هتيجي .

كريم ابتسم : بإذن الله وربنا يتمملك على خير يا طه يارب .. في رعاية الله .

قفل معاه وبص لمؤمن اللي باستغراب : مين ده اللي عايز تروحله وتجرني معاك لفرحه ؟

كريم ابتسم : ده طه

مؤمن بيحاول يفتكر : المفروض إني أعرفه يعني ؟

كريم بيفكره : طه أخو أمل ! عرفته .

مؤمن افتكره : أيوة أيوة عرفته .. بس أنت علاقتك بيهم مستمرة ؟ وقوية ؟

كريم بتفكير : مش قوية أوي بس علاقة كويسة يعني ..

مؤمن باستغراب : يعني كويسة لدرجة تروح قبل الفرح بأسبوع تساعد في تجهيزات الفرح !

كريم : لا لا طبعا أسبوع ايه هو يوم الفرح كويس ده اذا روحنا يعني !

مؤمن بتفكير : طيب تعال نروح البلد عندنا وبعدها يوم الفرح نطلع عندهم وبكده نغير جو ونقسم الطريق نصين

كريم بصله : فكرة حلوة خلينا طيب نبلغ جوز عمتك ونظبط أمور الشغل قبل ما نسافر احنا الاتنين .

مؤمن بهزار : تفتكر هيوافق احنا الاتنين نأجز مره واحدة ؟

كريم : لا طبعا مش هيوافق وهيقلب الدنيا بس في الآخر هيوافق .حسن فعلا اعترض إن الاتنين ياخدوا إجازة مع بعض بس بعد كده وافق لأنه عارف إنهم مرتبطين ببعض ولو واحد أخد إجازة لوحده مش هيعرف يقضيها فين لكن مع بعض هينبسطوا كمان مش عايز كريم يسافر لوحده أو مؤمن يسافر لوحده الاتنين مع بعض في ظهر بعض ..

طلعوا على البلد عند مؤمن وغيروا جو يومين ويوم الفرح قرروا يروحوا على الفرح على طول ما يروحوش بدري ..

أمل بتلبس فستانها الهادي والجميل وقعدت قدام مرايتها وطلعت علبة الميكاب الخاص بيها فتحتها .. حطت كريم مرطب على وشها وفكرت تحط ميكاب علشان تبقى جميلة ! بس ليه ! هي طول عمرها مقتنعة إن الجمال بينبع من جوا مش بالمساحيق دي أبدا ! قفلت العلبة ووقفت بثقة إنها جميلة في كل حالاتها .. هي في غنى عن أي جمال مصنوع .. جمالها الداخلي يكفيها جدا ..

طه لبس بدلته وحاسس إنه أسعد إنسان في العالم كله لأنه أخيرا هيتجمع هو وحبيبته في بيت واحد .. أخيرا هيكون مسئول عنها وهي مسئولة عنه .. إحساس جميل ماليه ومخليه طاير .. دعا من قلبه إن أخته تلاقي الإنسان اللي يحققلها السعادة اللي هو حاسس بيها دلوقتي ..

أبوه دخل عليه وكان فرحان بيه جدا وأمه أول ما شافته زغرطت وفضلت تحصن فيه وفرحانة بيه

طه بينادي : يا أمـــــــــل أخرتينا يلا غادة هتضربني .

نزلت أمل بسرعة وكلهم بصولها وهي مبتسمة : جاهزة اهو يلا بينا مش هآخرك يا سيدي .

طه بصلها أوي : أنتي متأكدة إنك جاهزة مش ناسية حاجة !

أمل مبتسمة : مش ناسية بإذن الله .. بس ماشاء الله عليك يا طه عريس زي القمر .. ربنا يسعدك يا حبيبي .

ضمها هو كمان بحب وبصلها : وأنتي كمان يا أجمل أمل في الدنيا ربنا يسعدك يا قلبي أنتي ..

عبدالله : مش يلا بقى ولا ايه ؟

طه بهزار : يلا هتضرب أنا .

خارجين وسميرة مسكت ايد بنتها أخرتها : اسبقونا .

خرجوا وهي بصت لبنتها : النهاردة فرح أخوكي .

أمل باستغراب : اه وبعدين !

سميرة بزعل : ليه ماحطيتيش حاجة في وشك حتى لو خفيف كده !

أمل ابتسمت لأمها : ليه عايزاني أحط ! ماما عمرك ما قلتيلي قبل كده أحط ميكاب بالعكس دايما تقولي إن الجمال الطبيعي أحلى مليون مرة من الميكاب ليه دلوقتي عايزاني أحط ! أنتي شايفاني وحشة كده !

سميرة مسكت وشها بايديها الاتنين : أنتي أجمل بنت في العالم ده كله !

أمل بحب مسكت ايدين مامتها : وأنا ماحستش إني محتاجة أكون جميلة في عينين حد .. لو هحط ميكاب في يوم هيكون علشان عايزة أكون جميلة لحد مميز وأكون جميلة له هو وبس ولحد ما الحد ده يظهر مش محتاجة أكون جميلة أو مميزة .

سميرة باستها : غصب عنك أنتي جميلة من غير أي حاجة أصلا ..

أمل بحب : يلا بقي طه هيضربنا .

خرجوا وراحوا جابوا غادة ورجعوا للقاعة وبدأ الفرح والكل فرحان ومبسوط ..


دخلت سمر الفرح مع شريف تبارك للعرسان وطه كان نفسه يطردها .. كانت لابسة فستان سواريه ضيق وميكاب أوفر جدا وكأنها بتوري للكل إنها مبسوطة وحلوة جدا مع جوزها .

شريف أخد جنب ومش عايز يختلط بحد لأنه حاسس إنه غير مرغوب فيه

سمر راحت لأمل وقفت جنبها وبدلع : عقبالك يا أمل ده الجواز حلو أوووووي

وشريف مدلعني أووووي

أمل بصتلها باستغراب من طريقة كلامها الفجة : ربنا يسعدك كمان وكمان .

سمر كشرت بتمثيل : زعلت عليكي بتحضري فرح ورا فرح وبتقعدي تتفرجي على العرسان .. معلش بكرا يجيلك يوم وتلاقي حد .

أمل هزت دماغها وبصتلها وكملت معاها لعبتها : وليكي عليا يا سمر هتكوني أول حد أعزمه بس اوعي ما تجيش .

سمر ابتسمت : لا ما اجيش ازاي ده أنا هكون أول المعازيم أتفرج ودي هتفوتني دي ..

أمل ابتسمت : خلاص اوعديني تيجي بس اوعي ترجعي في كلامك وما تجيش ؟ لأحسن أزعل .

سمر ابتسمت : لا وعد يا بنت عمي هاجي .. ياااه شريف بيشاورلي ما يقدرش يقف من غيري دقيقة واحدة طيب بعد اذنك يا أمول خليني أشوفه .

أمل بتريقة : روحي يا قلبي الحقيه بسرعة لقلبه يوجعه ..

سمر مشيت من قدامها بس ابتسامتها اختفت ومش قادرة تعرف ليه دايما متغاظة من أمل .. يعني هي حاطة أغلى أنواع الميكاب وجواها إحساس رهيب إن امل أجمل منها بكتير مع إنها واثقة إنها هي الأجمل .. بس عمرها ما قدرت تستمتع بإنها الأجمل ..

كريم وصل الفرح مع مؤمن اللي بيتفرج على كل اللي حواليه

طه لمح كريم فقام يستقبله ورحب بيه جامد ودخل بيه وبيدور بعينيه على أبوه اللي برضه رحب بيه جامد وأمل لمحتهم

كريم بصلها وابتسم جامد أول ما شافها وهي قربت عليهم مبتسمة مش مصدقة إنه جه يحضر فرح أخوها ..

العاصفة: الجزء ١ - الحلقة ٢٣

أمل قربت عليهم مبتسمة مش مصدقة إنه جه يحضر فرح أخوها ..

كريم ابتسم أول ما شافها : أمل ازيك ! أخبارك ايه ؟

أمل بابتسامة واسعة : أهلا ازيك يا كريم أنت ايه أخبارك ؟

كريم مبسوط : الحمد لله بخير .

بص لمؤمن جنبه : ده يا جماعة مؤمن ابن خالي

كلهم رحبوا بيهم جدا وسميرة قربت عليهم ورحبت بكريم وابن خاله جدا ..

قعدوا واستقروا وبيتفرجوا على الناس والدنيا حواليهم

مؤمن مبسوط : بحب أوي الأفراح البسيطة دي .. بص للناس يا كريم مفيش تزييف ولا مصالح .. الناس هنا بيودوا بعض للود نفسه مش زي عندنا في دنيا رجال الأعمال كل واحد له الف مصلحة عايزها منك .

كريم مبتسم : دي حقيقة فعلا عندنا لما بتعمل مناسبه كل اللي بيجي له غرض من مجيه عندك ونادرا ما بتلاقي حد بيجيلك علشان هو حابب يجيلك ..

مؤمن مبتسم : مش ملاحظ حاجة كمان ؟

كريم باستغراب بصله : ايه !

مؤمن مبتسم وبيبص حواليه : تقريبا مفيش ولا بنت مش محجبة ! كل البنات محجبات هنا .

كريم بيبص زيه وابتسم : تصدق فعلا عندك حق ..

مؤمن خبطه في كتفه : بس في واحدة هناك أم فستان أحمر دي شكلها اوفر أوي وبص واقفة ازاي مع الراجل اللي معاها ده .. شكلها أوفر أوي .

كريم بص ناحيتها واستغرب ومؤمن لاحظ استغرابه : مالك ! تعرفها ولا ايه !

كريم بصله : لا هعرفها منين ! بس أعرفه هو ! ده دكتور شريف خطيب أمل .. تلاقيها أخته !

مؤمن هز دماغه : ممكن فعلا بس مش باين عليها أخته ! وبعدين أمل مش واقفة معاه ليه ! وقاعدة جنب مامتها !

كريم بص ناحية أمل اللي كأنها مش موجودة أصلا في المكان واستغرب : مش عارف فعلا ليه مش معاه ؟

عبدالله جاب لهم ضيافة وقعد جنبهم يرحب بيهم ويتكلم معاهم .. وقام يقابل ضيوفه تاني ..

مؤمن خبط كريم في كتفه : أنت مش كنت جايب هدية ! مش هتقدمهالهم ؟

كريم كشر وبيفتكر : تصدق في تابلوه العربية ما تروح تجيبها ؟

مؤمن بغلاسة : ما تروح أنت ده أنت رخم صح ! أصحابك! هديتك! واجبك ! يبقى أنت اللي تروح ..

كريم كشر : أنت رخم كده ليه !

مؤمن ضحك : أنا برضه ؟ سبحان الله !

كريم راح يجيب الهدية من العربية وقفه عبدالله يطمن ليكون محتاج حاجة ..

أمل حست إنها مخنوقة من أسئلة كل اللي حواليها .. ليه انفصلتوا أنتي وشريف ! ليه سابك ؟ طيب مين ساب مين ؟ عقبالك ! ربنا يعوضك ! ما تزعليش .. كله قسمة ونصيب .. بكرا يجيلك عوضك .. تعبت من كل الناس دي ونظراتهم وشفقتهم ونظراتهم لسمر اللي بتعرض نفسها وكأنها بتقول للكل إنها أخدت شريف منها .. بس لو الناس يسيبوها في حالها !

وقفت وبصت لمامتها : أنا رايحة الحمام وجاية ! خلي شنطتي جنبك ! خلي بالك فيها شبكة طه ها!

سميرة بصتلها وحاسة بيها : روحي وما تقلقيش وما تهتميش لكلام حد .

أمل ابتسمت : ما تخافيش عليا أنا كويسة

سميرة ابتسمت بحب : أنا عارفة إنك كويسة وهتكوني دايما كويسة ..

راحت أمل و دخلت الحمام بسرعة وقفلت وراها الباب ووقفت قدام المرايا مخنوقة ! حاسة إن وشها تعبها من كتر ما هي مضطرة تبتسم في وش أسئلة الناس المستفزة .. حست إنها عايزة تعيط ! بتاخد أنفاس تقيلة .. بتحاول تكتم العياط جواها لأنه مش وقته وهيتفسر غلط جدا ..

استجمعت نفسها وجربت ابتسامتها قدام المرايا وأخدت نفس طويل وخارجة

فتحت الباب بس مارضيش يفتح ! جربت مرة واتنين ومش راضية الأوكرة تتحرك أصلا في ايدها ! اتوترت وبدأت تخبط بعنف ! الباب مش بيفتح نهائي .. لا مش هتتحبس في حمام تاني ! حاولت تطمن نفسها إن مامتها عارفة هي فين ولو اتأخرت هتقوم وتجيلها !

خبطت بس ازاي حد ممكن يسمع و صوت الأغاني والهيصة دي كلها ! اتلفتت حواليها مفيش أي مخرج !بصت في الحمامات وكانت قرفانة جدا ..

في حمام فيهم في شباك بس هتطوله ازاي !

وقفت على قعدة الحمام وفتحت الشباك بس عليه حديد .. بصت منه كان في عربيات كتير راكنة ! يمكن تلاقي حد طالع ولا جاي يركن عربيته .. أوف اتضايقت جدا وتعبت من الشعلقة دي نزلت .. خبطت تاني على الباب وبتدعي أمها تجيلها ..

فجأة سمعت صوت إنذار عربية لما حد بيدوس على الريموت بتاعها ! في حد هيفتح عربيته ..

قامت بسرعة وطلعت تاني على الشباك ومنتظرة اللي عمل الإشارة ده يظهر

وبالفعل لمحت حد فنادت : هااااي أنت ! أنت . لو سمحت

كريم كان رايح عربيته علشان يجيب هدية طه في ايده ريموت عربيته داس عليه فتحها ورايح ناحيتها وفجأة سمع صوت حد بينادي !

اتلفت حواليه مش مميز الصوت جاي منين لأن صوت الدي جي عالي !

أمل لما قرب من عربيته وفتح بابها ونور عرفت إنه كريم فنادت تاني عليه : كريم ! كريم أنا هنا !

كريم سمع الصوت تاني والمرة دي بينادي باسمه بعد عن عربيته خطوة وبيتلفت الصوت ده جاي منين !وخصوصا إن الدنيا ظلمة

أمل حست بارتياح جواها وراح الخوف والقلق تلقائيا .. بتشاور : هنا يا كريم بص لفوق

كريم لمح حد بيشاور وقرب من الحمامات وهنا شافها وقف وبصلها وحط ايديه في وسطه : بتعملي ايه عندك !

أمل كشرت : يعني هكون بعمل ايه ! تعال افتحلي الباب اتقفل عليا !

كريم فضل لحظات يبصلها وفجأة ضحك ! فضل يضحك شوية وهي كشرت أكتر : على فكرة أنا بقالي بتاع ربع ساعة هنا ومحبوسة والجو مش ظريف هنا ولا الريحة أصلا ظريفة وأنا متعلقة فوق الحمام كده ممكن سيادتك تبطل ضحك وتيجي تفتحلي الباب !

كريم وهو بيضحك : أنتي مصيبة من مصايب الزمن .. باب الحمام ده فين ؟

أمل مكشرة : من الناحية التانية .

كريم اتنهد : حاضر يا ستي .

هي نزلت وهو بص لعربيته وقفلها بالريموت اللي في ايده وراحلها بيحاول يفتح الباب

أمل بلهفة : افتح بقى !

كريم بيحاول يفتحه : ما تهدي بقى كده الباب أصلا مش عايز يتفتح ! مش عارف أنا ازاي باب في قاعة زي دي ما يتجددش ده مدة صلاحيته منتهية من يجي عشرين سنة

أمل بتريقة : ماعندناش للأسف فنادق فايف ستارز زي اللي سيادتك متعود عليهم

كريم وقف برا : ما تبطلي رخامة بقى أنا مش متعود على فنادق الفايف ستارز أو مش ده قصدي أقصد إن الباب بايظ ومحتاج يتصلح

بيحاول يلف الأوكرة أكتر فاتكسرت في ايده وأمل من جوا بتوتر : ايه الصوت ده ! كريم ايه الصوت ده !

كريم أخد نفس طويل : دى الأوكرة اتكسرت في ايدي ! وبتتريقي عليا لما بقول الباب محتاج صيانة !

أمل بصوت بدأ ينهار واتهز وتقريبا هتعيط : كريم أرجوك طلعني من هنا ! أنا مابقيتش قادرة ..

كريم قرب من الباب : أمل ما تخافيش أنا جنبك .. بصي هروح أشوف أي حد مسئول وأجيلك .

أمل صرخت بلهفة : لالا كريم اوعى تمشي وتسيبني هنا ! أنت ما تتحركش من هنا

كريم وقف وبص للباب : خلاص مش همشي أنا اهو ..

بص للباب كتير : أمل ابعدي عن الباب خالص

أمل باستغراب : ليه !

كريم بتفكير : الباب قديم ومفصلاته قديمة أعتقد من خبطة ممكن يتكسر ابعدي بس أنتي عن طريقه ما تقفيش وراه ليقع ولا حاجة .

أمل بعدت تماما عن الباب : كريم أنا بعيدة اهو

كريم زق الباب مرة واتنين وفي الثالثة خبطه بعنف برجله فالباب اتخلع كله ووقع كله على الأرض وكريم دخل وبص لأمل اللي بتبص للباب اللي في الأرض بذهول وبصتله : أنت خلعت الباب كله !

كريم بيتلفت حواليه : هنتضرب أنا وأنتي دلوقتي يلا من هنا الأول .

أخدها وطلعو يجروا الاتنين بعيد عن الباب لحد ما بعدوا تماما وقفوا ينهجوا ويضحكوا

كريم بصلها : أنتي يا بنتي بتقعي في المشاكل كده طول عمرك ولا جديد عليكي المواقف دي !

أمل بضحك : حد بيدعي عليا شكله تقريبا هبطل أدخل أي حمامات في أي مكان عام .

كريم ضحك : المفروض فعلا .

أمل بتضحك : تخيل لو أنت ماجتش لعربيتك ! ممكن أقضي فرح أخويا كله في الحمام والناس بيسألوني فرح أخوكي شكله ايه أقولهم معلش أصل كنت في الحمام !

بيضحكوا الاتنين بس كريم لاحظ إن صوتها وضحكتها بيتهزوا ولمس الوجع في ضحكتها ومتوقع انهيارها في أي لحظة وهي بتكمل كلامها وضحكها الموجوع : تخيل ما يحسوش بيا ويقولوا تلاقيها روحت ! ويجي حد من العمال يفتح الباب ويلاقيني و ساعتها هعيش تاني .....

صوتها بدأ يختلط بيه العياط ودموعها بتنزل وبتتنفس بالعافية أو بتنهج كريم وقفها : أمل أمل يا أمل ..سكتت وهو كمل : بصيلي

بصتله ودموعها نازلة وهو مش عارف يعمل ايه ! : أنتي بخير وكويسة

أمل بدموع : بابا وماما بيقولوا الكلمة دي كتير إني كويسة وهبقى كويسة بس مفيش حاجة كويسة .. أنا زي ما أنت قلت بصطاد المشاكل والمصايب .

كريم بزعل : ما تقوليش كده ! المصايب اللي بتقابلنا في حياتنا بتقوينا يا أمل ولما بنقع بنقوم أقوى .

أمل وهي بتحاول تمسح دموعها : بس أنا مش عارفة أقوم منها .. أنا اتعرضت لحادثة .......

قاطعها كريم : خرجتي منها كويسة جدا وأقوى كتير .

أمل بصت لعينيه : مين قالك إني خرجت منها ! أنا لسة محبوسة في العاصفة يا كريم وماخرجتش منها ..

كريم بيحاول يطمنها : احنا خرجنا من العاصفة دي .. أنا بالنسبالي العاصفة دي عصفت بحياتي كلها وغيرتها وفوقتني ورجعتلي حاجات كنت مفتقدها وظهرتلي معادن ناس حواليا .

أمل بتحاول تبتسم : خطيبتك كانت ماسكة ايدك طول الوقت في المستشفى وكانت قلقانة عليك كتير ! ( مسحت دموعها وحاولت تبتسم ) صح ماجيبتهاش معاك ليه !

كريم ابتسم : خطيبتي اتجوزت .

ةمل بصتله بذهول : اتجوزتوا يعني !

كريم ابتسم : بقول هي اتجوزت .. مش بقولك العاصفة فوقتني ! وغيرتني وبقيت شخص جديد .. شخص هي اعتبرته خنيق ومتحكم ومتطلب وماقدرتش تكمل معاه وحست إني بحد من حريتها وبحاول أغيرها فبالتالي شافت غيري يتماشى مع حريتها وانطلاقها المهم سيبك مني ! أنتي ليه مش مع شريف ! شوفته جوا بس لاحظت إن كل واحد فيكم في جنب ! متخانقين ولا ايه !

أمل ابتسمت وبصت للأرض : مش بقولك أنا لسة محبوسة جوا العاصفة .

كريم باستغراب : ازاي ؟

أمل بزعل : شريف صدق كلام حمادة اللي قاله واحنا في المديرية ومقتنع إنهم ...... يعني ماحبش يربط نفسه بواحدة زيي .

كريم بذهول تام : ايه الهبل ده ! واحدة زيك ! هو يطول أصلا واحدة زيك ! أمل أنا ممكن أفهمه اللي حصل وأقنعه .( بيفكر وايديه في وسطه ومتغاظ من شريف وبصلها ) أمل حتى لو هو ما صدقنيش أنا ممكن كمان أجيبله تقارير المستشفى وهو يقرأ حالتك كانت ايه بالظبط ويعرف إن محدش فيهم لمسك .

أمل بصتله دموعها نزلت وابتسمت بزعل : ولنفترض إنك جيبت التقارير وهو صدق هل المفروض أرجعله ! هو أنت شايف إني المفروض أجيب تقارير طبية للإنسان اللي هرتبط بيه طول عمري علشان يصدقني ! هو أنا المفروض أثبت برائتي قدامه !

كريم اتنهد وبص لبعيد : لا مش المفروض أبدا .. المفروض يكتفي بكلمة واحدة منك .. والمفروض أكتر إن حتى لو لاقدر الله حاجة زي دي حصلت يقف جنبك ويكون سندك ..

سكتوا شوية وهو بصلها : بس برضه أنا ممكن أثبت برائتك حتى لو مش هترجعوا لبعض .

أمل ابتسمت : لا يا كريم أنا مش محتاجة أثبت برائتي لحد .. بعدين هو اتجوز أصلا أنت ما شوفتش مراته جنبه دي حتى صعب الواحد ما يشوفهاش .

كريم مستغرب ومش مصدق : ما تقوليش إن الأراجوزة الحمرا اللي جنبه دي مراته !

أمل ضحكت غصبا عنها على وصفه لسمر : اه مراته .

كريم بيهز دماغه بعدم تصديق : قولي كلام غير ده ! بقى يسيبك أنتي علشان ..... ويروح ياخد دي ! بشكلها ده ! ايه التخلف ده ؟ بس عارفة أنتي ربنا بيحبك ! أصله طالما اتجوز واحدة زي دي يبقى هو ما يستاهلكيش أصلا .

أمل ابتسمت : أنا على فكرة مش زعلانة إن الموضوع انتهى .. أنت زعلان إن خطوبتك انتهت ؟

كريم ابتسم : لا.. ماكناش هنرتاح مع بعض والحادثة دي كشفت ده ووضحته .

أمل : أنت عندك حق العاصفة دي غيرت كتير وورتنا ناس كتير على حقيقتها

كريم بيحاول يغير الموضوع : إلا قليلي صح أخبار بنت عمك ايه ! كان اسمها ايه ! سمر صح ! لو هي موجودة وريني شكلها ايه ! أمي كانت مسمياها صفراوية .

أمل ضحكت : ايه الصفراوية دي !

كريم بتريقة : بتقول متخيلاها ضاربة شعرها بأكسجين وحاطة طبقات ميكاب على وشها وبلبانة في بوقها هي موجودة ؟

أمل بضحك : ماهي دي اللي اتجوزت شريف .

كريم مش مصدق : ايه كمية الصدمات دي ! يا الله دي مش غيرة بس لا دي تخطت ده بمراحل بتتجوز خطيبك ! أوووف منها .. بس عارفة هنغير اسمها من صفراوية لحمراوية .

أمل ضحكت معاه وفاجأهم الاتنين حد وراهم حط ايده على كتف كريم مرة واحدة : بتعلموا ايه !

الاتنين اتخضوا منه وكريم زق ايده من على كتفه وبص لأمل : أنا قلتلك إن ده ابن خالي .. الرخم .

مؤمن ضحك : أنا رخم ! أنا غلطان إني قمت أطمن عليك قلت جراله ايه عند العربية ده !

أمل ابتسمت : يلا هسيبكم أنا اتأخرت .

سابتهم ودخلت وحست بكلامها مع كريم إنها مرتاحة .. كانت مكبوته وبتهدد بالانفجار بس الكلام والعياط ريحوها شوية مابقتش مخنوقة زي الأول .

مؤمن بص لكريم : فين الهدية !كريم كشر : ماجيبتهاش في العربية .

مؤمن هنا بصله أوي : أنت عايز تقولي إنك من ساعتها واقف هنا مع أمل ! ايه ! لا بجد ايه !

كريم رايح ناحية العربية ومؤمن وراه : مفيش ايه كانت محبوسة في الحمام وخرجتها منه .

مؤمن وقف بذهول وكريم لاحظ إنه مش جنبه فبص وراه لقاه واقف وهو استغرب : أنت تنحت ليه !

مؤمن بذهول : محبوسة في الحمام ! تاني ! ايه ؟

كريم ابتسم بحزن : مش هتتخيل كمية الحزن اللي هي عايشاه وحبستها دي قلبت عليها كل المواجع !

مؤمن بانتباه : ليه خير ! ماهي كويسة اهيه ومخطوبة وخلصت جامعتها .

كريم كمل : وخطيبها سابها علشان الحادثة وراح اتجوز بنت عمها .

مؤمن عينيه وسعت : الأراجوزة الحمرا دي بنت عمها ! سبحان الله محدش يقول أبدا إن دي بنت عم دي ! ومالقتش غير خطيب بنت عمها تتجوزه ولا هي قصدت تتجوزه ! سبحان الله سيماهم في وجوههم .. بس عارف هو ما يستاهلهاش طالما بص لواحدة زي دي بعد ماكان خاطب دي ! أمل كتيرة عليه أوي فوقع في شر أعماله .

كريم ابتسم : قلتلها نفس الجملة دي .. المهم يلا نرجع الهدية جيبناها اهيه .

أمل دخلت القاعة ورجعت جنب مامتها اللي ابتسمت : كنت هقوم أدور عليكي .

أمل ابتسمت بزعل : وما دورتيش ليه ؟

سميرة بصتلها انتباه : حسيتك مخنوقة فقلت خليكي تغيري جو شوية وتهربي من مواجهة الناس المستفزة دي .

أمل بحزن : بس تاني مرة لما أتأخر واحنا برا البيت ابقي اسألي عليا .

سميرة انتبهت أوي مسكت ايديها : ايه اللي حصل ! حد ضايقك !

أمل بصت قدامها : بعدين يا ماما بلاش حد يلاحظ حاجة وما تقلقيش محدش ضايقني .

سميرة بتوتر : طيب قليلي ايه اللي حصل !

أمل بصت قدامها : بعدين يا ماما بلاش حد يلاحظ حاجة وما تقلقيش محدش ضايقني .

سميرة بتوتر : طيب قليلي ايه اللي حصل !

أمل ابتسمت وبصت لمامتها : زي ما أنتي قلتي كنت مخنوقة شوية بس فكيت فعلا في الهوا برا

سميرة سكتت بس قلبها من جوا مش مطمن ..

كريم دخل لطه وطلع هديته علشان يقدمهاله بس لقاه بيرقص سلو هو وعروسته ومندمجين قعد هو ومن يتفرجوا وبعدها يبقي يديله الهدية

أمل بتتفرج على أخوها وسعادته هو ومراته وفرحانة وبتدعي إن ربنا يسعدهم

أما سمر فهي الغيظ على وشها ومش طايقة غادة

خلصت الأغنية والدي جي فتح أغاني للرقص وطه أصحابه شدوه عشان يرقص معاهم وكذلك غادة اللي كانت فرحتها مش ساعياها جم بنات الجيران يشدوا أمل وهي رفضت بس صمموا إنها تقف تتفرج قامت وقفت بتصقف لقت أصحابها بيشدوها عشان ترقص رفضت رغم محايلاتهم وبعدها وقفت شوية وانسحبت تقعد في مكانها

كل ده تحت أنظار سمر اللي كرهها بيزيد كل شوية من مثالية أمل اللي بتحاول تظهرها ومن غادة اللي عاملة تضحك ومبسوطة

كريم ومؤمن بيتابعوا وكريم احترامه لأمل بيزيد كل شوية خصوصا لما رفضت ترقص رغم إنه فرح أخوها بس اكتفت بالمشاهدة

شوية وطه قعد هو وغادة وكريم راح يقدملهم هديته وطه فتح العلبة كان فيها كوليه دهب فخم جدا واسورة معاه بص لكريم : كتير أوي يا كريم !

كريم ابتسم : كتير على مراتك يعني ؟

طه ابتسم : لا مراتي الدنيا كلها قليلة عليها بس برضه كتير .

كريم حط ايده على كتفه : ولا كتير ولا حاجة مبروك وربنا يسعدكم يارب و.. بيقولوا ايه تاني ( بص لمؤمن ) في حاجة بتتقال للعرسان .

كلهم ضحكوا ومؤمن كمل : بالرفاه والبنين بيقولوا كده .

كريم ضحك : أيوة صح بالرفاه والبنين .

طه بضحك : عقبالكم ولا متجوزين ولا ايه ! ( بص لكريم ) أنت اتجوزت ؟

كريم ابتسم : لا ما اتجوزتش ولا هو متجوز .

طه ابتسم : يبقي عقبالكم . بس خطيبتك فين ! ماجبتهاش معاك !

كريم ابتسم : خطيبتي عملت نفس اللي عمله خطيب أختك مع اختلافات بسيطة المهم مبروك أنت وربنا يسعدك

طه بصله ومش عارف هو عرف منين اللي حصل مع أخته بس ماسألش عشان مش وقته

غادة برضه شكرت كريم ونزلوا قعدوا مكانهم وطه شاور لاخته جتله بسرعة عطاها العلبة : اديها لماما قليلها هدية كريم واسأليها ألبسها لغادة ولا أشيلها ولا ايه !

أمل ابتسمت واخدت العلبة وراحت لمامتها وكان عندها فضول تشوف ذوقه ايه وفيها ايه !

سميرة فتحت العلبة واتفاجأت : كتير أوي كده !

أمل ابتسمت : بس ذوقه حلو المهم طه بيقولك هنعمل ايه فيها ! تشيليها ولا تخليها ولا يلبسها لغادة ولا ايه !سميرة بتفكير : مش عارفة ! أصل لو واحدة من القرايب جابت حاجة بنلبسها للعروسة على طول لكن كريم هنعمل ايه ! نحطها جنب الشبكة أخوكي يلبسها بس ممكن الناس تفتكر إنها تبع الشبكة ودي حركة مش ظريفة مش عارفة والله !

أمل بتفكير : خلاص شيليها دلوقتي .

سميرة كشرت : هيقول خبوا الهدية علشان محدش يعرف شكلها بايخ برضه .

أمل بصت لأمها : على فكرة كريم مش هيقول حاجة وأصلا الناس دي الهدايا عندهم بياخدوها مش بيلبسوها زينا كتقدير في نفس الوقت .

سميرة كشرت : هشوف أبوكي يقول ايه

عبدالله قال إنها تتحط جنب الشبكة ويتقال إن دي هدية كريم زي ما بيقولوا على نقطة الفرح وبالفعل ده اللي تم والكل بص للهدية وبصوا لكريم اللي بيهادي بحاجة زي دي !

سمر كان عندها فضول رهيب تعرف مين ده ! وايه علاقته بطه ! أكيد علاقة قوية طالما دي هديته !

سمر لجوزها : تعال نسلم عليه

شريف باستغراب : نسلم على مين ؟

سمر وعينيها على كريم : على صاحب طه ده .

شريف بضيق : نسلم عليه ليه ؟ مالوش لازمة .

سمر استغربت رفض شريف وبصتله بفضول : ليه مالوش لازمة عادي يعني ؟ بعدين عايزة أعرف مين ده ؟

شريف بنرفزة : أنتي فضولية كده ليه ! اهو واحد وخلاص نروح نسلم عليه بتاع ايه ! وتعرفي ليه مين ده ؟

سمر بغيظ : واحد بيهادي هدية بالسعر ده طبيعي يكون عندي فضول أعرفه مين ده ! فيها ايه ؟ وبعدين أنت بتزعقلي كده ليه !

شريف اتنهد : آسف يا ستي ممكن بقى نمشي بدل نظرات الناس السخيفة دي ؟

سمر رفعت راسها : نظرات الناس دي غيرة وحسد وتمني وبيحسدوني إني اتجوزت أحلى واحد في البلد كلها .

شريف ابتسم : طيب ممكن نمشي بقى علشان خاطري ؟

سمر ابتسمت : نسلم عليهم وبعدها نمشي

شريف نفخ بضيق وسمر حطته في أمر واقع وراحت ناحيتهم فهو اضطر يروح وراها

سمر قربت منهم والاتنين بصولها : أهلا بيكم في بلدنا ! أنتوا من برا الوادي صح ؟

مؤمن باقتضاب : فعلا من برا .

سمر ابتسمت ومدت ايدها لمؤمن تسلم عليه ومؤمن اتحرج منها ومعرفش يعمل ايه فمد ايده : أنا سمر بنت عم العريس على فكرة .

مدت ايدها لكريم اللي بص لايدها وبصلها بتعالي شوية : ما بسلمش على بنات سوري .

سمر اتحرجت واتضايقت ورجعت ايدها ومؤمن ندم إنه ماعملش زيه بس معرفش يحرجها بالمنظر ده ..

شريف وقف ورا سمر وكريم بصله : دكتور شريف ازيك

سمر بصت لشريف بصدمة إنه يعرفه وبصت لكريم : أنتوا تعرفوا بعض !

شريف مد ايده لكريم : أهلا بيك يا كريم حمد الله على سلامتك .

كريم سلم عليه وعرفه على مؤمن

سمر بفضول : لا أنتوا لازم تقولولي تعرفوا بعض ازاي بقى ؟

كريم بصلها : اتعرفت عليه في القاهرة لما كان جاي مع طه وخطيبته أمل .

سمر كشرت ومسكت ايده بدلع : اه بس هو حاليا جوزي أنا مش خطيب أمل .

كريم بصلها بقرف : أخدت بالي .. وشوفت قد ايه هو محظوظ بواحدة زيك ( قال الجملة بتريقة وسمر حست بالإهانة من طريقته وخصوصا لما كمل ) بس تعرف يا شريف لايقين على بعض أوي صراحة أمل مش لايقة عليك خالص .

سمر بغيظ : فعلا الكل بيقول كده إن أمل ماكانتش لايقة عليه نهائي .

كريم ابتسم وبص لشريف باحتقار : عندهم حق لأنها كتير عليك أوي وأعلى منك بمراحل فماكانش ينفع تنزل للمستوى ده .. مبروك عليكم بعض .انسحب كريم ومؤمن اللي مذهول من أسلوب كريم اللي عمره ما شافه أهان حد بالشكل ده أبدا .

شريف بص لسمر : اديكي سلمتي عليهم يارب تكوني ارتاحتي .. أنا ماشي وأنتي حرة لو عايزة تفضلي هنا خليكي .. بعد اذنك .

خرج وهي اضطررت تجري وراه علشان تلحقه .

مؤمن بص لكريم : كل ده ايه ! أنت كان ناقص تديله قلمين ؟

كريم بغيظ : لما يتهم واحدة زي امل في شرفها ويتجوز دي ! قسما بالله دي آخرها ساعة في عربية أي كلب على المقطم ... ( نفخ بضيق ) أستغفر الله العظيم من كل ذنب .. يا أخي هتركبنا ذنوب علشان حد ما يستاهلش وتخلينا نخوض في أعراض الناس .. ربنا يهديهم ويصلح حالهم .. مش دي اللي تاخد من حسناتي وتقتص مني يوم القيامة علشان غتبتها يا مؤمن .. أستغفرك ربي وأتوب إليك .. ربنا يهديهم ويصلح حالهم ..

مؤمن بص لكريم باستغراب لأنه أول مرة يشوفه متنرفز كده ويهين حد كده

كريم لمح عم عبدالله مع كذا راجل بيتكلموا وكأن في حاجة حصلت وهو كشر وبيحاول يفهم في ايه ! فطلب من مؤمن يشوف الموضوع ومؤمن راح يعرف ورجع : بيقولوا باب الحمام مخلوع من مكانه .

كريم وقف وبصله : أنا اللي خلعته يا مؤمن .. تعال معايا .

راحوا لعم عبدالله وأخدوه على جنب وكريم قاله : عم عبدالله أنا سمعت إن في مشكلة بسبب باب الحمام .

عبدالله ابتسم : ما تقلقش أنت يا ابني روح انبسط انت .

كريم بجدية : عم عبدالله أنا اللي كسرت الباب ده .

عبدالله بصله بذهول مش مصدق : أنت كسرته ! ليه !

كريم بص حواليه : ماكنتش حابب أعمل قلق وقلت بعد الفرح هتعامل مع صاحب المكان فعرفني بيه وأنا هحل الموضوع كله .

عبدالله بإصرار : سيبك من تحل وماتحلش أنت ازاي كسرته ده باب الحمام الحريمي ؟ ولا لقيته مقفول وافتكرته الرجالي وخبطته فاتكسر !

كريم بهدوء : لا يا عمي كنت عارف إنه حريمي وكسرته .. بص مش وقته التفاصيل دي دلوقتي .. خليني أتعامل أنا مع صاحب القاعة بس .

عبدالله بإصرار : طيب الأول فهمني ايه اللي حصل !

كريم بتردد بص ناحية أمل وعبدالله بص كمان وكشر وبقلق : مالها أمل !

كريم كشر : اتقفل عليها الباب ولما طلعت أجيب الهدية سمعتها بتنادي فجيت أفتحلها الأوكرة اتخلعت وزقيت الباب اتكسر كله ووقع .

عبدالله بص لبنته بحزن وكريم لاحظ نظرته دي : عمي هي كويسة مالوش لازمة تعمل أي حاجة علشان طه ما يلاحظش وتعمل دربكة علشان كده قلتلك سيبني أتعامل .

عبدالله ما ردش على كريم بس راح لبنته وقف قدامها وسميرة استغربت لما مسك ايد أمل وهمس بتأثر : أنتي كويسة صح ؟

أمل استغربت أبوها بس لمحت كريم وشاورلها بايديه إنه مش بايده ف فهمت إنه عرف فابتسمت لأبوها : أنا كويسة مفيش حاجة .

عبدالله بإصرار : بجد كويسة ! تحبي نمشي من هنا ؟

سميرة بخوف : في ايه فهموني !

أمل بصت لأمها ولأبوها : أنا كويسة بطلوا بقى اذا سمحتوا طه هيلاحظ بابا أنا كويسة صدقني .

طه جه وراهم بقلق : في حاجة حصلت ؟ مالكم ؟

أمل وقفت وبصت لأخوها : مفيش يا حبيبي .. بابا بيقولي عقبالي للمرة المليون ! هو أنا باركلتك !

شدت أخوها وراحت ناحية غادة وهمستله : كويس إنك أنقذتني منهم .

طه بصلها أوي : في حاجة ؟

أمل بصتله وابتسمت : تعبت من سؤالهم كل شوية أنتي كويسة ولا لا متخيلين إني زعلانة علشان سمر وشريف وإنهم كانوا مع بعض قدامي ! علشان كده هربت منهم ما تجيش أنت كمان تستجوبني زيهم طيب أهرب فين بعد كده ؟

طه ضمها لحضنه وابتسم : اهربي دايما لحضن أخوكي ؟

أمل ابتسمت أوي : هيفضل موجود ليا يعني ... غادة مش هتاخده ليها لوحدها ؟

طه ضحك : هي هتاخده مش هنكر ده بس ده ما يمنعش أبدا إنه يكون مفتوح لروح قلبي الصغيرة .

أمل ضمته بحب : أنت أجمل وأحن أخ في الدنيا

كريم عينيه عليهم وبص لمؤمن : عاجباني علاقتهم ببعض .. كان نفسي يكون عندي أخوات .

مؤمن كشر وربع ايديه وكريم بصله : مالك فيك ايه ؟

مؤمن بغيظ : أنا أصلا واطي إني جيت معاك هنا وإني بشتغل معاك في الشركة وإني ....

كريم ضحك جامد وسابه يخلص وبعدها حط ايده على كتفه : يا غبي أقصد بنت أخت مش أخ ولد ..

مؤمن بتريقة : اه اضحك عليا بقى . ده أنا بقيت اخ ليك أكتر من أخواتي أنس ومعتز ..

كريم بضحك : والله عارف و ربنا يعلم إني فعلا بعتبرك أخويا مش ابن خالي بس .

مؤمن بتكشير : هعمل نفسي مصدقك .

سميرة مع عبدالله بتترجاه : قل لي ايه اللي حصل !

عبدالله بصلها : اتقفل عليها باب الحمام .

سميرة شهقت وافتكرت دموع بنتها اللي لمحتها وكذبت نفسها وهي بتقولها تاني مرة اسألي عليا لما أتأخر .

سميرة مسكت دراع جوزها : طلعت ازاي ؟

عبدالله بتأثر ابتسم : اللي طلعها أول مرة طلعها برضه تاني مرة .

سميرة التفتت ناحية كريم اللي بيضحك وضامم مؤمن لحضنه وبيهزروا وابتسمت : ربنا يحفظه لشبابه .. أنت عرفت ازاي ؟

عبدالله حكالها اللي حصل باختصار وهي بصت لجوزها وبتنبهه : اوعى توافقه وتخليه يدفع تمن تصليح الباب .

عبدالله بصلها بغيظ : يعني شايفاني أهبل يعني ولا عبيط ولا هدفع ضيف عندي تمن باب اتكسر وهو بينقذ بنتي !سميرة ضحكت غصبا عنها من أسلوب جوزها : بنبه عليك لتفوتك ولا هو يصر .

عبدالله بغيظ : لا يا ستي ما تنبهيش .

محمد جه لعبدالله : كله تمام ومشكلة الباب اتحلت خلاص ما تقلقش .

عبدالله : كويس طيب .. العشا أخباره ايه

محمد : كله تمام وهيبدأوا ينزلوا على الترابيزات ..

عبدالله :طيب أول حد تنزله العشا كريم وابن خاله مؤمن .

محمد بص ناحيتهم : هو مين دول يا عبدالله ! صحاب طه ؟

عبدالله ابتسم : ده اللي ردلي روحي يا محمد .. ده اللي أنقذ أمل ساعة العاصفة .. المهم نزلهم العشا بنفسك ولو حد سألك مين هما قلهم أصحاب طه وخصوصا مراتك .

محمد ابتسم : ما تقلقش منها وصح قبل ما أنسى أنا ماكنتش أعرف إن سمر هتيجي وماقلتلهاش تيجي ومارضيتش أجيب بدرية .

سميرة ابتسمت لمحمد : احنا عارفين الكلام ده يا أبو سحر مش محتاج تبرر قدامنا ..

محمد عمل زي ما أخوه قاله ونزل العشا لكريم ومؤمن ورحب بيهم جدا وقبل ما يتحرك كريم سأله : على فكرة حضرتك معرفتناش على نفسك .

محمد ابتسم : أنا عم العريس وعم أمل .

كريم استغرب جدا ومحمد لاحظ ده فابتسم : بعد اذنكم ولو احتاجتوا أي حاجة شاورولي .

انسحب من قدامهم وكريم مذهول : بقى الطيب ده أبو الحيزبونة دي ! سبحان الله . ولا عم تاني ؟

أكلوا والكل اتعشى ومؤمن بص لكريم : كريم أنا لسة جعان .

كريم ابتسم : لما نخرج من هنا نبقي نتعشى اسكت دلوقتي

********************

شريف دخل بيته بغيظ منها ومن اللي عملته وسمر دخلت وراه ورزعت الباب وراها : مين ده ؟

شريف زعق : يخربيت فضولك يا شيخة ! مش فاهم أنا أنتي ليه مهتمة أوي تعرفي مين ده ؟ اهو أي حد وخلاص ؟

سمر بغضب : الحد ده أحرجني وأهاني وأهانك .. مين ده ؟ ويعرف أمل منين ويعرفك أنت منين ؟ بيقول شافك في القاهرة ؟ شافك ليه ؟

شريف داخل أوضته وهي وراه مسكته من دراعه : رد عليا .

شريف زق ايدها : ده كريم يا ستي ارتاحتي كده ؟

سمر بغيظ : عرفته أنا كده يعني ؟

شريف بص للسقف : اللهم طولك يا روح .. ده يا ستي اللي أنقذ أمل في الحادثة لما العيال طلعوا عليها ؟ ده اللي أنتي قلتي عليه إنها ماشية معاه وبعدين ازاي عرفتي إنها ماشية معاه وازاي مش عارفاه ؟ امال كنتي بتكدبي وأنتي بتقولي إنها ماشية معاه ؟

سمر اتوترت واستغبت نفسها جدا وإنها وقعت نفسها في مصيدتها هي : لا ماكنتش بكذب طبعا .

شريف بصلها بانتباه : امال مش عارفاه ازاي ؟

سمر بتفكر بسرعة علشان تلاقي أي كدبة : أنا عارفة إنها بتخرج مع حد وبتقابله لكن ما شوفتهوش هو شخصيا .

شريف استغرب : امال ازاي قلتي إن يوم الحادثة هو كان عايز يوصلكم بنفسه وأنتي رفضتي تركبي معاهم ؟

سمر قلبها بيدق بسرعة : أيوة حصل هي جت وقالتلي وأنا في الميكروباص أنزل وأركب معاها بس أنا رفضت أنزل وأنت أكيد فاكر الجو كان عامل ازاي والمطر والتراب وآخر النهار ظلمة فما شوفتوش كويس وما اتقابلتش معاه وجها لوجه ولا مرة ؟ وبعدين أنت بتحقق معايا ولا ايه ؟ لا أنا مش أمل ومش هقبل أي إتهام من أي نوع ! بعد اذنك .

هربت من قدامه ودخلت أوضتها ورزعت الباب وراها وبتنهج وحست إنها ممكن بغبائها تكشف كدبها لازم تنتبه أكتر من كده ؟

أما هو اتنهد وردد كلمتها : أنتي فعلا مش أمل ولا عمرك هتكوني زيها !

افتكر كلمة كريم إن أمل كتيرة عليه أوي هو ازاي صدق في حقها كلمة وحشة ؟ ازاي فعلا استبدل أمل بسمر ! تصرفاتها ! لبسها ! الميكاب الأوفر ! ضحكها ! كل دي حاجات مضايقاه ازاي قبلها ؟ من هنا ورايح لازم يحط حد لتصرفات سمر بدل ما كل واحد يشوفها يقارن الفرح خلص والناس بدأت تروح وكريم بيسلم على عبدالله اللي مسك ايده : أنت متخيل إنك هتمشي دلوقتي وإني عادي هسمحلك ؟

كريم ابتسم : اعذرني يا عمي بس ....

عبدالله بصرامة : ريح نفسك مش هتمشي الليلة بس علشان ما نناهدش كتير قصاد بعض .

استمروا في النقاش شوية لحد ما سميرة وأمل جم عليهم وسميرة بصت لكريم : أنت عندك مكان في عربيتك ؟

كريم استغرب : أيوة عندي خير ؟

سميرة بصت لجوزها : أخويا ومراته و عياله هيركبوا معاك علشان اللي وصلهم مشي من بدري وأنا وأمل هنركب مع كريم خلاص

عبدالله ابتسم وبص لكريم : هتوصلهم ولا ايه ؟

كريم بتأكيد : طبعا هوصلهم ما تشغلش بال حضرتك .

عبدالله بص لسميرة : سيادته كان عايز يسافر دلوقتي .

كريم اتدخل : أنا هوصلكم وأسافر فعلا .

سميرة بصت لجوزها : ما تاخدش على كلامه .. يبقى يورينا هيمشي ازاي المهم يلا طه هيتجنن في العربية .

الكل اتحرك وسميرة ركبت هي وأمل مع كريم ومؤمن وطلبت منه يمشي ورا عربية طه ..

سميرة مبسوطة وبصت لكريم : أنا هعديلك كلام عمك عبدالله إنك تسافر دلوقتي دي .. مش عايزة أسمعها تاني .

كريم بصلها في المراية : يا ست الكل احنا مش قايلين ليهم في البلد إننا هنبات والتليفونات نازلة ترن كل شوية .

سميرة : والتليفونات اللي بترن قلهم الوقت اتأخر وهبات يومين كده أرتاح من الطريق

كريم ومؤمن ضحكوا ومؤمن بصلها : يومين بحالهم ! أصلا احنا راجعين القاهرة بكرا إن شاء الله حضرتك مش متخيلة والد كريم بيعمل فينا ايه علشان سبناه لوحده ونزلنا احنا الاتنين إجازة !

سميرة : يستحمل يوم كمان من غيركم .

مؤمن ابتسم : خليها وقت تاني .. بجد بقالنا كذا يوم عندي في البلد .

سميرة فضلت ترغي هي ومؤمن مع بعض وتفهم منه وأمل عينيها بتتقابل مع كريم في المرايا كل ما يبص فيها ..

كريم اتمنى لو يشيل الحزن اللي بيشوفه في عينيها وإحساسها بالكسرة

وصلوا كلهم البيت وكريم لاحظ عربية طه اللي نزل بمراته وجالهم

طه بص لأبوه وأمه : اوعي الواد ده يمشي زي ما بيقول ..

كريم بهزار : ما تاخد مراتك بقى وتمشي وتسيبنا احنا نحلها ودي مع بعض .. أنت بيتك فين أصلا ؟

طه شاورله : بص ده البيت الكبير بيت أبويا والصغننة اللي في الجنينة مستقلة بذاتها دي شقتي

كريم شاور على البيت الثاني لأن شقة طه في النص وطه بصله : ده بيت عم محمد ..

كريم باستغراب : أنتوا كلكم في بيت واحد ؟

طه ابتسم : دي حقيقة المهم هتبات اوك والصبح نتكلم .

كريم ضحك : الصبح هتيجي تتكلم معايا !

طه ضحك : يعني هو مش الصبح الصبح يعني .

كريم حط ايده على كتفه : روح يا ابني لمراتك والجايات كتير ما تقلقش .

طه أخد عروسته ودخل بيها وكل واحد راح لحاله وعبدالله شد كريم ومؤمن دخلهم بيته

سميرة رحبت بيهم : هجيبلكم هدوم من هدوم طه .

كريم بحرج : يا ست الكل ممكن ما تتعبيش نفسك ..

سميرة : أنت ليه بتتعامل كده هو احنا لو الوضع معكوس هتسيبنا نمشي من بيتك ! ولا أنت بخيل ولا ايه ؟

مؤمن بحرج : بس أنتوا خارجين من فرح وتعبانين ومحتاجين ترتاحوا مش تضايفوا حد .

عبدالله : وأنت مين قالك هنضايفك ؟ احنا اعتبرناكم عيالنا مش هنتكلم كتير هاتيلهم هدوم يغيروها وأنتي يا أمل حضري عشا يلا .

كريم بحرج : لا لا عشا ايه ! ارتاحوا بقى وإن كان على الهدوم معانا في العربية أنا مش بسافر من غير هدوم احتياطي .

سميرة : طيب عبدالله خدهم يرتاحوا ويغيروا هدومهم نكون حضرنا العشا .

كريم حاول يعتذر وسميرة بصت لمؤمن وكشرت : أنت مش جعان ! واوعى تكدب !

بصتله أوي لدرجة إنه خاف ورجع خطوة لورا واعترف : أنا على فكرة بعترف من أول قلم أنا ميت من الجوع .

كلهم ضحكوا عليه وحضروا العشا واتعشوا وكل واحد طلع مكانه يرتاح

سميرة دخلت لبنتها وقعدت جنبها : أنا آسفة .

أمل اتعدلت : آسفة على ايه وليه ؟

سميرة بزعل : إني ما دورتش عليكي لما اتأخرتي بس والله افتكرت إنك ......

أمل ضمتها منعتها تكمل : ماما خلاص أنا عارفة .. الموضوع انتهى بالعكس ده أنا كنت محتاجة الفاصل ده من الفرح .. وكريم طلعني وانتهى الموضوع .

سميرة بصتلها : ابن حلال كريم ده هو وابن خالة تحسيهم مؤدبين .

فضلوا يرغوا كتير وأمل حكتلها عن انفصاله عن خطيبته وإنه عرض عليها يبرئها قدام شريف ..

الصبح بعد الفطار كريم شكرهم جدا وأصر إنه يمشي .. وعبدالله كلم طه بلغه إنهم هيمشوا وطه طلع يسلم عليهم وهزر معاهم شوية

كريم باستغراب : أنت بجد طالع علشان تسلم علينا !

طه بضحك : اه لما يبقى بيتك مليان ناس فتطلع عادي .

مؤمن استغرب : مليان ناس ازاي يعني لا مؤاخذة ؟

طه ضحك : أهل مراتي جايبين الغذا وبيطمنوا عليها وكده يعني .

كريم باستغراب : وليه يجيبولها الغدا ؟هتغلبوا يعني في الأكل .

طه ضحك وبيهزر: سلو بلدنا .. دي عادتنا أهل العروسة يجيبوا للعروسة أكل لمدة يومين أسبوع يعني كل واحد وحسب مقدرته .

كريم ضحك : أنت محتاج حد يجيبلك الأكل !

طه بهزار : أنا مستعد آكل عيش حاف بس ما ينفعش ترفض حاجة زي دي .

كريم بهزار : ما ترفضش خدها طه ابتسم : برضه ما ينفعش أول يومين علشان العادات دي بس يومين يعدوا نستحملهم بالطول ولا بالعرض وهسافر بيها فعلا .

كريم ابتسم : عرفني قبلها وهظبطلك مكان حلو تقضوا فيه شهر عسل .

طه ابتسم : إن شاء الله .. بس هو كام يوم مش شهر .. مش هقدر أسيب الشغل كله على أبويا شهر .

مؤمن بهزار : أنا أسيب أبويا شهرين مش شهر لو اتجوزت ههههه .

كريم خبطه في كتفه : بطل رخامة وبعدين أنت مش بتشتغل مع أبوك أصلا أنت سايبه .. ووريني لما تتجوز مين هيسيبك أنت شهرين !

طه وقف معاهم شوية وبعدها اتحركوا لعربيتهم وكريم وهو بيركب شيء لا إرادي خلاه يبص للبيت مرة أخيرة ولمح أمل واقفة فوق في شباك بصلها وشاورلها بهدوء وهي ابتسمت وشاورتله

اتحركوا في طريقهم لشغلهم

مؤمن غمض عينيه : كان يوم ظريف وفرح جميل وناس محترمة ومش عارف بعد الأسبوع ده ازاي هصحي بدري وأروح الشغل أتسحل معاك فيه !

كريم ابتسم : عندك حق الواحد مش عارف ازاي هيروح الشغل !

سكتوا كتير ومؤمن مرة واحدة بص لكريم : كريم أنا عايز أتجوز .

كريم بصله باستغراب : نعم ! خير ؟

مؤمن بص لقدامه : عايز أقعد في كوشة وجنبي واحدة بحبها وتكون مسئولة مني .. واخدها بيتي .. عايز الإحساس ده .. يعني طه أنا معرفوش بس شوفته امبارح والنهاردة ! النهاردة حسيته مختلف .. باين عليه رضا داخلي وسعادة داخلية وارتياح رهيب أعتقد إنه بيحب مراته جدا .. يعني كان باين من نظراتهم لبعض امبارح من اللآخر أنا عايز أتجوز .

كريم بهدوء : اتجوز يا مؤمن .. اتجوز .

مؤمن غمض عينيه وسكت وأفكاره كلها انحصرت في نورهان وعلامة الاستفهام الكبيرة اللي محاوطاها ؟

رجعوا لأشغالهم تاني ولدوامة الحياة


مؤمن حاول يشوف نورهان بس بتهرب منه وده مجننه ومش عارف ليه !

كان عنده اجتماع مع خالد وكانت ملك موجودة مش نورهان واتضايق أكتر لأنه كان عنده أمل إنه يشوف نورهان مش ملك موجودة ..

ملك سألته بعد ما خلصوا : كريم أخباره ايه ؟ في جديد عنده ؟

مؤمن ابتسملها : كويس بخير وأنتي أخبارك ايه مع سليم ؟ مبسوطة ؟

ملك ابتسمت بسرعة : طبعا مبسوطة كتير عقبالكم يا مؤمن .

مؤمن شكرها وقام يرجع لشغله وقف قدام الأسانسير علشان ينزل وركب علشان ينزل وقبل ما الأسانسير يقفل حد بيوقفه : لحظة .

اتفاجأ بنورهان قدامه وهي اتفاجأت بيه ومعرفتش تعمل ايه ؟

مؤمن ابتسم : اتفضلي

نورهان رجعت خطوة لورا: لا شكرا هاخد اللي وراه اتفضل حضرتك .

مؤمن استغرب تصرفها ده جدا لأن ده معناه إنها فعلا بتتعمد بعدها عنه بعد ما الأسانسير كان هيقفل هو وقفه ونزل واتفاجأ بيها دخلت مكتبها وقفلت الباب فراح وراها وفتح الباب دون أي استئذان ودخل : ده ايه ده إن شاء الله ؟

العاصفة: الجزء ١ - الحلقة ٢٤

مؤمن لمح نورهان بتهرب منه وبتدخل مكتبها وتقفل الباب فاتنرفز وبدون تفكير مؤمن دخل وراها دون أي استئذان : ده ايه ده إن شاء الله ؟

نورهان ظهرها له بتحاول تتماسك وبصتله مبتسمة : خير في ايه ؟

مؤمن بنرفزة : فهميني في ايه ؟ ليه بقيتي بالشكل ده ! ليه بتتعمدي تبعدي ؟

نورهان باستغراب : أتعمد أبعد ؟ على أساس إني قبل كده كنت قريبة !

مؤمن بذهول من برودها : أيوة كنتي قريبة ! أيوة يا نور كنتي قريبة ماكنتيش بالبرود ده

نور ابتسمت وبصتله بهدوء: بيتهيألك ..

مؤمن زعق : لا مش بيتهيألي !! أنتي من ساعة الفرح وأنتي مرة واحدة بعدتي عني ! كنا بنشوف بعض وبنتكلم مع بعض وبنرتاح لبعض ؟

نورهان ابتسمت : كنت لسة راجعة من أمريكا وكنت متعودة على نظام هناك إن الناس بتفصل بين زمايل الشغل والعلاقات الخاصة بس نادر نبهني إن الوضع هنا مختلف وإني لازم أحط حدود في التعاملات بيني وبين أي شاب لأنه أقل اهتمام بيفسره غلط ومع إني ماكنتش مصدقة بس استغربت أول ما حطيت الحدود دي كمية الناس اللي استغربت تصرفي ده وازاي كل واحد تعاملت معاه سواء هنا في الشركة أو النادي باريحية شوية كان متخيل نفسه إنه مميز أو إن في حاجة اسبيشيال .. واديك اهو زيهم .

مؤمن اتنرفز جدا وبصلها بغضب : نعم ! أنتي واخدة بالك بتقولي ايه ؟

نورهان بصتله بفوقية : اه أنا عارفة كويس بقول ايه .. مؤمن أنت شاب جنتل كتير وأنا ماعنديش مانع نكون أصدقاء بيزنس بس أكتر من كده سوري .. قلت ايه ؟

مؤمن رجع خطوة لورا وبصلها بقرف : لا متشكر ماليش في قصة أصحاب البيزنس دي .. اتكرمي بيها للي يتقبلها واه أنتي مش مضطره تهربي من الأسانسير أو الشغل علشاني ما تقلقيش أنا ما بخلطش البيزنس بأي حاجة تانية .. بعد اذنك .

سابها ومشي وهي فضلت مكانها جامدة شوية وبعدها انهارت على أقرب كرسي تعيط عليه ..

مؤمن طول الطريق مش متخيل ازاي كان متخلف بالشكل ده ؟ معقول مقدرش يفرق بين زمالة وحب ؟ معقول تخيلها بتحبه ؟ ازاي كان بالغباء ده ؟ وصل الشركة وطلع عند كريم حط قدامه الملف وكريم لاحظ ضيقه وهو بيتكلم وبيشاورله على النقط المهمة في الملف

كريم قفل الملف وبص لمؤمن : في ايه مالك ؟ ايه اللي حصل ؟

مؤمن شد الملف وفتحه بغضب بصله : في نقط مهمة لازم أقولك عليها في الملف .

كريم شد الملف وحدفه بعيد : يولع الملف كله في ايه مالك ؟ مؤمن ايه اللي حصل ؟

مؤمن بغضب فضل رايح جاي في المكتب وكريم منتظر انفجاره في أي لحظة وقف من على كرسيه وقعد على طرف مكتبه منتظر انفجاره

مؤمن مرة واحدة : تخيل سيادتها بتهرب قال ايه علشان الناس اللي حواليها بيفتكروا نفسهم مميزين ؟ سيادتها بتقولي أنا سوري أصلي راجعه من أمريكا وواخدة على إن الشباب هناك بيفرقوا في المعاملة لكن هنا احنا متخلفين بنفكر نفسنا اسبيشيال .

كريم فهم إنه بيتكلم عن نورهان وسابه يزعق ويقول كل اللي جواه

كريم بعد ما مؤمن سكت : كلامك مش منطقي نهائي .. أنا اتعرفت كمان على نورهان وشوفتها واتكلمت معاها مش هي دي الشخصية اللي تقول كلامك ده !

مؤمن زعق : بس اهيه قالته .

كريم بهدوء : ليه مقالتهوش ليا أنا ؟ اديني يعتبر من أصدقاء البيزنس ؟

مؤمن بغضب : علشان سيادتك مش غبي زيي وروحت سألتها هي ليه متغيرة من ناحيتك !

كريم قرب منه : اهدا يا مؤمن أكيد في لبس في الموضوع أو في سبب خلاها تقول الكلام ده ! بس موضوع إنها راجعة من برا ده مش منطقي هي عندها سبب وسبب قهري كمان .. هنعرفه ما تقلقش اديها بس شوية وقت .

مؤمن بنرفزة : لا مفيش سبب .. في إني كنت غبي وبس ! مجرد شخص غبي .

كريم بإصرار : أنت لا عمرك كنت غبي ولا عمرك هتكون اهدا بس دلوقتي والأمور هتوضح ..

*************

ملك روحت على البيت كان سليم في البيت ومعاه أصحابه قاعدين كلهم عند البيسين في اللي جوا المياه وفي اللي برا المياه والبنات لابسين بكيني ..

سليم قاعد على كرسي وفي ايده كاس وقدامه بنتين لابسين بكيني بيضحكوا معاه .. أول ما شافها شاورلها بالكاس : تعالي يا حبي ! غيري بسرعة وتعالي يلا .

ملك قربت وبصت للبنات صحباته بقرف : ممكن أقعد مع جوزي لحظة !

البنتين ضحكوا ونزلوا المياه وسليم مسك ايدها باسها : قلبي أنا ما تقومي تلبسي أحلى مايوه وتيجي جنبي نلعب شوية في المياه ونتدلع شوية .

ملك بصتله باستغراب : قدام كل الناس دي ؟

سليم بصلها باستغراب : فيها ايه ؟ قومي قومي ..

قام وبص لأصحابه وبص لواحد واقف بعيد جنب جهاز دي جي : مزييييكااااا .

اشتغلت المزيكا والكل بيرقص وبيهيص وهو شاورلها تقوم وهي بتتفرج بقرف على الكل سليم جه وشد من ايدها شنطتها وشالها فوق كتفه وهي بتصرخ وبتتوعده بس هو رماها كلها في المياه

وهي بتبص لكل اللي حواليها بغضب

وطلعت من المياه وسليم بيضحك ومسك ايدها يوقفها فشدت ايدها بعنف : أنت تخطيت حدودك ..

سليم استغرب رد فعلها ده وهي طلعت لأوضتها غيرت هدومها وواقفة قدام المرايا مش طايقة أي حاجة ولا طايقة أي حد وفجأة بايديها رمت كل اللي على تسريحتها وكسرت المرايا وبتكسر كل حاجة

سليم كان طالع وراها وسمع صوت التكسير جري عندها وفتح الباب شافها بتعمل ده وهو مذهول : في ايه ؟ جري ايه لكل ده ؟ عشان وقعتك في المياه؟ بهزر معاكي .

بصتله بغضب وهي بتفكر ازاي ترد عليه .. تقوله ايه ؟ إن كريم كان أرجل منه الف مرة ؟ إنها مش شايفاه راجل ؟ تقوله إنها بتتمنى تحس بأنوثتها معاه ؟ تقوله إنها ندمت إنها اتجوزته !

سليم بغيظ : ما تردي عليا في ايه لكل ده !

ملك بصتله وهي متضايقة منه : أنا مش طايقة الناس اللي تحت دي كلها !

سليم استغرب : ليه بس دول صحابك وصحابي مفيش حد غريب يعني وكلهم بيهيصوا ولو قعدتي شوية هتلاقي نفسك فكيتي !

ملك زعقت : بقولك مش طايقة حد !

سليم كشر : وبعدين بقى يا ملك ! أنا سايبك براحتك ومش عايز أضغط عليكي بس سيادتك بتأفوريها أوي .

ملك بنرفزة : ماشي بأفورها سيبني في حالي بقى وانزل للي تحت دول

سليم بصلها بغيظ : أنا فعلا هنزلهم وأنتي لما تبقي تروقي ابقي انزلي أو ما تنزليش براحتك بقى .

سابها ونزل وهي كان نفسها تكمل تكسير البيت كله مش بس التسريحة باللي عليها ..

فضلت كتير رايحة جاية مخنوقة ومش عارفة ليه مخنوقة ! ليه كلام كريم كله بيرن في دماغها دلوقتي ! ماهو خيرها ! وده كان اختيارها ! ليه معادتش مبهورة بسليم ودلعه وتهريجه وسهره .. ليه زهدت من الحاجات دي دلوقتي ! ليه أصلا بتفكر في كريم !

اتخنقت من نفسها أكتر وأكتر فبجنون دخلت لبست بكيني وربطت ايشارب صغير على وسطها ونزلت ..

عمرها أبدا ما لبست بكيني قبل كده .. أبوها كان بيرفض تماما المايوهات كان ممكن تلبس مايوه بس حمالات وطويل عند ركبتها لكن بكيني دي أول مرة ..

هي عايزة تتخانق مع سليم ! عايزة تحس بغيرته زي كريم لما بيتنرفز كل ما بيشوفها لابسة ضيق أو عريان شوية ..

عايزه تحس الإحساس ده من تاني ..

سليم مش هيغير من اللبس العادي لكن البكيني مش هيقبله أبدا .. هيتخانق معاها ويشدها من قدام أصحابهم زي كريم أو يشد أقرب فوطة أو برنس ويخبيها بيهم ..

دخلت عند البيسين وراحت لجوزها و وقفت قدامه ..

سليم ابتسم ومسك ايدها : كنت عارف إنك هتنزلي .. أجمل وردة في العالم ..

بص لأصحابه كلهم وبصوته كله : ملك نزلت وهتشاركنا ..

كله هيص وهي بتبص لسليم بصدمة .. ده مفرقش معاه نهائي ولا اتكلم حتى بربع كلمة ..

سليم ايده على كتفها شدها عليه وباسها في رقبتها بسرعة : مبسوط إنك نزلتي ..

ملك بضيق : مبسوط ليه ! بعدين أنت ماعلقتش على المايوه بتاعي !

سليم بصلها واعتذر : آسف يا قلبي بس فرحتي بنزولك نستني أقولك قد ايه أنتي جميلة ومغرية بالبكيني .. لونه مثير جدا .. حاسس إني عايز أطلع بيكي فوق ..

ملك مصدومة فيه وبعدت عنه : انا عايزة أنزل المياه !

نزلت يمكن المياه تبرد النار اللي جواها شوية .. سليم حصلها وبيقرب منها وشدها على جنب ..

كل شوية يقرب منها أكتر وبيلمسها بشفايفه وهي متضايقة ومرة واحدة زقته بعيد

سليم بذهول : في ايه مالك ؟

ملك بضيق : أنت بتعمل ايه ؟

سليم باستغراب : بلمس مراتي ! حسستيني إني بتحرش بيكي !

ملك بخنقه : ده لا مكانه ولا وقته وبعدين الكل بيتفرجوا علينا !

سليم ضحك : غيرانين ! نفسهم يكونوا مكاني .. ما شوفتيش نظراتهم هتاكلك .. قد ايه أنا محظوظ بيكي !

ملك بصاله مش مستوعبة كلامه .. كريم كان نفسه يخبيها من نظرات الكل ويقولها بيغير حتى من اللي ماشي في الشارع وده جوزها مبسوط من نظرات أصحابه لها !

بدون ما تنطق أي حرف طلعت من المياه وشدت فوطة عليها وطلعت لأوضتها ..

وقفت تحت المياه في حمامها وكانت محتاجة تعيط .. تعيط يمكن تقلل شوية من الخنقة اللي هي فيها ..

************

كريم حاول يخرج مؤمن من حالته بس مش عارف يعمل ايه ! فكر يروح يكلم نورهان بنفسه بس هيقولها ايه ! ليه بعدتي !

اتصل بخالد وطلب منه ملفات وطلب نورهان تحديدا اللي توصلها لأنه عايز يتناقش معاها ..

خالد راح لنورهان لأنها اتغيرت من ساعة الفرح وبتتجنبه كتير .. دخل عندها وهي بصتله : خير في حاجة !

خالد قرب منها وقعد على طرف المكتب : وبعدين في بعدك ده !

نورهان بضيق : وبعدين في السؤال اللي الكل بيسأله ده ! أعتقد إني حرة في اللي أقرب منه واللي أبعد عنه .. أنا مرتاحة حاليا ومش عايزة قرب حد .

خالد بزعل : بس أنا مش حد يا نور فما تبعديش عني كده .

نورهان باصة للملفات قدامها :حضرتك جاي عايز ايه !

خالد بنرفزة : بصيلي يا نور وأنا بكلمك !

نورهان بصتله : افندم ! بصتلك اهو .

خالد بغضب : اتعدلي بقى كفاية كده واحشاني ضحكتك جدا !

نورهان بصتله للحظة : طيب واحشاك هتعمل ايه علشان واحشاك ؟

خالد وقف بغيظ : لو في ايدي حاجة ماكنتش انتظرتك تطلبي بنفسك .

نورهان بهدوء : هرجع تاني أسألك كنت جاي هنا ليه ؟

خالد اتنهد بتعب : خدي الملفات دي وديها شركة المرشدي .

نورهان كشرت : لا معلش شوف حد غيري ! أنا مش فاضية .

خالد كشر : أنا بقولك أنتي اهو روحي ودي الملفات دي كريم طالبك توديها! مش عارف ايه شوف حد تاني دي ، اتفضلي .

نورهان معرفتش تعترض لأن كريم اللي طلبها بنفسهراحت لعنده وابتسمت وقعدت قصاده وهو بدأ يتكلم معاها عن الملف اللي كان مؤمن جابه من عندهم..

الباب خبط ودخل مؤمن وأول ما شاف نورهان بص لكريم بضيق : هجيلك بعدين

نورهان بصت للأرض بتعب وإرهاق

كريم بص لمؤمن : لا ادخل دلوقتي عايزك باشمهندسة نور بتتناقش معايا في كام نقطة من الملف اللي أنت ناقشته هناك وأنت عارفه أكتر مني فمحتاجك تكون موجود .

مؤمن أخد نفس طويل وكريم شاورله يدخل وشجعه وهو دخل وقعد قصاد نور وبدأوا يتكلموا .. نور ماكانتش مركزة أوي ومتضايقة ومخنوقة وتعبانة ..

اعترضت على نقطه قالها مؤمن وبتتكلم : أنا مش متفقة في النقطة دي أنا شايفة إنه الأفضل .....

قاطعها مؤمن بمنتهى البرود : أنتي ايه ! أنتي مش متفقة معايا ! تطلعي ايه أنتي أصلا علشان تتفقي معايا أو ما تتفقيش !

كريم جاله ذهول من أسلوب مؤمن ونورهان كمان اللي اتلخبطت واتصدمت : أنا آسفة مش قصدي أنا أقصد .......

قاطعها تاني : لا تقصدي ولا ما تقصديش أنتي أصلا مالكيش رأي هنا علشان تقوليه ! أنتي يدوب بتوصلي الملف وتجاوبي على أسئلتنا وبس لكن مالكيش رأي

كريم اتدخل : مؤمن اهدا .. دي مش طريقة نقاش أصلا .

مؤمن وقف بنرفزة : وتطلع ايه هي علشان تتناقش أصلا ! دي عيلة متخرجة امبارح جاية تقول رأيها ! مش لما تتعلم الأول تبقى تقول رأيها ده اذا حد أصلا طلبه منها .

كريم وقف وخبط بايده على مكتبه : مؤمن أنت تخطيت حدودك في النقاش ده مش أسلوب .

نورهان وقفت وهي باصة للأض : أنا بكرر أسفي .. شوف حضرتك النقط اللي محتاجة تعديل وبلغنا بيها عن طريق الايميل وهتتعدل .. بعد اذنكم .

كريم وقفها : نورهان استني .

نور وقفت بدون ماتبص ناحيته : خير يا باشمهندس !

كريم كلمها بضيق من مؤمن اللي واقف في الشباك باصص لبعيد ومديهم ظهره : استني ما تمشيش بالمنظر ده

نورهان اعتذرت وخرجت بسرعة من عنده وبعدما قفلت الباب كريم راح لمؤمن مسكه من كتفه لفه بعنف : أنت اتهبلت ولا اتجننت ؟

مؤمن بغيظ : ليه إن شاء الله ؟ علشان الهانم ! خليها تخرج من الفقاعة اللي عايشة جواها .

كريم بيحاول يفهمه : يا ابني المفروض تحاول تقرب منها مش تبعدها عنك أكتر وأكتر .. أنت غبي يا مؤمن !

مؤمن لف وشه بعيد : غبي لما فكرت فيها أيوة.

كريم اتنهد بيأس : يا ابني ياحبيبي .. أنت مش ملاحظ شكلها ؟ البنت اللي كانت هنا مالهاش علاقة أبدا بنورهان اللي كانت في الحفلة سواء الخطوبة أو الفرح .. دي غير دي .

مؤمن بصله بانتباه : تقصد ايه ؟

كريم بيأس منه : أقصد إن نورهان اللي كانت في الحفلة كانت بنوتة فريش .. مقبله على الحياة .. بتضحك ، بتهزر ، بتتنطط ، كلها حيوية ونشاط .. غير البني آدمة اللي كانت هنا .. مكسورة ، ضعيفة ، منكسة راسها في الأرض ، محبطة ، البنت دي في حاجة وحاجة كبيرة كمان حاصلة في حياتها مغيراها بالشكل ده .. وسيادتك ياللي قربت منها بدل ما تكون دعم وسند وتطمنها إنك معاها بتتخانق بالأسلوب الهمجي ده وبتفرد عليها عضلاتك .مؤمن بصله بضيق : دعم ليها ؟ ما أنا حاولت أقرب وأفهم مالها كانت النتيجة ايه ! قالتلي أنت مش حد اسبيشيال اعرف حدودك .

كريم بغيظ : فانت بتردلها القلم ! حسيت بالإهانة فهنتها في أول فرصة .. الله على جمال الحب !

مؤمن دور وشه بغيظ : بالله مش ناقصك !

كريم بهدوء : أعتقد يا مؤمن إن اللي بيحب لما بيشوف حبيبه في مشكلة أو في ضيقة بيحاول يخرجه منها بأي شكل .

مؤمن زعق : هي رفضت .. هي رفضت .. سيادتها رفضت .. أنت ليه مش فاهم ده !

كريم زعق : يا غبي هي رفضتك كحبيب لأنها ما بتثقش فيك فممكن تكون جربت تيجي عليك كانت النتيجة إنك أهبل وغبي .. قالتلك أنا هوافق عليك زميل .. ليه رفضت ؟ ليه ما وريتهاش إنك جنبها بأي وضع و بأي مسمى ! هو يا حب يا بلاش ! هو الواحد ما ينفعش يقف جنب حد في مشكلة غير لو كان حبيب ! ما ينفعش تقف جنبها كراجل شهم وتساعدها في المشكلة اللي بتمر بيها ! يا تحبك يا تهزقها كل ما تشوفها ! ده ايه المنطق الغبي ده !

مؤمن كشر وبيفكر في كلام كريم

كريم حط ايده على كتفه : روح الحقها واعتذرلها وقلها إنك مخنوق لأي سبب والخنقة دي طلعت عليها .. بلاش تخسرها تماما .. مش يمكن تكون أزمة وتعدي ! وتشيلهالك إنك وقفت جنبها على الرغم من إنها طلبت منك تبعد !

مؤمن بص لكريم شوية وبعدها اتحرك يلحق نورهان .. نزل تحت جري علشان يحصلها ..

بتاع الأمن على الباب سأله : خير يا باشمهندس ! بتدور على حد ؟

مؤمن بصله : اه باشمهندسة نورهان المفروض إنها لسة خارجة

ظابط الأمن : تقريبا مشيت من هناك كده كانت ماشية على الرصيف ده .

مؤمن جري في الاتجاه اللي شاور عليه بتاع الأمن وخلص رصيف الشركة ولمحها مكملة الرصيف التاني وجري وراها كانت ماشية سرحانة لدرجة إن الرصيف خلص وهي مكملة في وشها بدون ما تلتفت للطريق ومؤمن وراها بينادي عليها .. بيجري علشان يحصلها وخصوصا إنها بتعدي الطريق بدون ما تبص ..

*************

سمر كانت زهقانة في البيت فلبست وخرجت شافتها ميادة : رايحة فين يا سمر بالشكل ده!

سمر باستغراب : ماله الشكل ده !

ميادة بصتلها من فوق لتحت : ضيق جدا ! البلوزة ضيقه على صدرك وقصيرة أوي وياريتك لابسة تحت چيبة كانت دارت شوية لكن بنطلون ضيق .. ما ينفعش لبس زي ده على طرحة أصلا .. الطرحة ليها احترامها برضه ده مش لبس بنت محجبة أبدا ! ومكياجك كمان زيادة أنتي مش رايحة فرح .. ده احنا حتى في النهار .

سمر بصتلها بضيق : ده لبسي وأنا مش هغيره غير كده جوزي موافق عليه وده المهم .. بعد اذنك يا طنط .

مياده مذهولة من ردها وطريقتها ووقفتها : استني هنا أنتي رايحة فين !

سمر بصتلها بنرفزة : أعتقد ده شيء ما يخصكيش

ميادة زعقت : لا يخصني ! طالما سيادتك عايشة في بيتي يبقى يخصني

سمر نفخت بضيق : جوزي عارف .

ميادة بضيق : كلميه قدامي وعرفيه إنك خارجة اتفضلي ! وإلا مش هتخرجي أصلا ..

سمر بصت لحماتها مش قادرة تصدق إنها تمنعها تخرج ! ايه ده هي هتخلص من تحكمات أبوها تطلعلها دي ولا ايه ! طيب شريف ايه ! لازم يقف قصاد أمه ويحطلها حد مش هتقدر هي تتقبل الوضع ده كتير !

سمر بصت لحماتها بتوعد : الأسلوب ده مش هينفع معايا .. ومش هعديه .

طلعت موبايلها بعنف واتصلت بشريف : شريف أنا خارجة ومامتك حابساني مش عايزاني أخرج .

سمر سمعت جوزها وادتها الموبايل وردت ميادة : أيوة يا ابني أيوة .. طالما سيادتها خارجة تستأذنك الأول أنت لازم تعلمها الأصول طالما هي مش عارفاها .. طيب خلاص هسيبها .

قفلت ميادة وعطتها الموبايل وسمر أخدته بغيظ وخرجت بسرعة ..

راحت لشريف المستشفى زي ما طلب منها وأول ما وصلت عنده قام يستقبلها بس وقف وبصلها من فوق لتحت بضيق : أمي عندها حق ! سيادتك لبسك أوفر أوي .

سمر زعقت : لا سيادتك مش هتتفق مع مامتك عليا .

شريف بنرفزة : محدش بيتفق عليكي بس سيادتك لبسك ضيق والبلوزة قصيرة على بنطلون ومكياجك أوفر أوي .. أنتي ماكنتيش كده قبل ما نتجوز ولا ده كان لبسك ..

سمر بغيظ : الواحدة لما بتتجوز لبسها بيتغير أكيد لأنها بقت مسئولة من راجل .

شريف بغيظ : والراجل ده المفروض بقى يسيبها تمشي براحتها وتلبس براحتها صح ! يبقى راجل ازاي سعادتك ! ها ! اتفضلي روحي على البيت غيري لبسك ده وما تخرجيش من البيت النهاردة .

سمر وقفت في وشه : لا يا شريف أنا مش رايحة البيت تاني .

شريف قرب منها ومسكها بعنف من دراعها وبغيظ قالها وهو بيكز على أسنانه : أنتي قلتي ايه ؟

سمر بصتله بذهول وفكرت إنه ممكن يتهور ويمد ايده عليها وبصاله مش مصدقة نفسها ومصدومة

شريف شايف نظراتها وصدمتها بس هو كمان مصدوم فيها وفي شكلها .. مش قادر يستوعب إنه على رأي كريم ساب أمل علشان دي ! كل ده علشان ايه ! كلمتين منها نخ بسرعة وجري وراها ؟ ليه كان متخلف بالشكل ده !

سمر شدت دراعها من ايده : أنا مش هسمحلك تعاملني بالأسلوب ده ! لا أنت ولا مامتك .

شريف بصلها وربع ايديه على صدره : وأنا مش هسمحلك تخرجي برا البيت بالمنظر ده !

سمر مش مصدقة أبدا إن ده شريف اللي كانت بتلعب بيه في التليفون طول الوقت ! هو ماله بقى كده ليه !بصتله بغضب : أنت مش هتتحكم فيا لا أنت ولا أمك ! ولا أنا هقبل الوضع ده .

شريف بصلها بغضب : اللي يريحك اعمليه يا سمر بس منظرك ده ولبسك ده أنا مش هقبله أصلا ! ولعلمك بقى أنا لو تخيلت إنه في يوم من الأيام أنتي هتلبسي القرف ده وتخرجي من البيت بالشكل ده كان لا يمكن أفكر فيكي زوجة في بيتي أصلا !

سمر بصاله بذهول : أنت مستوعب معنى كلامك ده يا شريف !

شريف بص لبعيد بغضب مكبوت جواه : مستوعبه كويس .. سيادتك بقى مستوعبة شكلك عامل ايه !

سمر هزت دماغها برفض : ماله شكلي ها ! أنت متجوزني وأنت عارف إني جميلة وبحب أكون جميلة دلوقتي بقى شوفت الجمال وعايز تخسفه تحت سابع أرض !

شريف برفض : لا لا يا سمر .. أنتي كنتي بتقابليني دايما بلبس غير كده .. لبسك كان محترم .. الميكاب اذا حطيتي يكاد يكون لا يذكر مش بالأوفر ده أبدا .. فاوعي تفتكري إني بعد الجواز هتغير ولا هطنش لا تبقي غلطانة .. ودلوقتي اتفضلي تطلعي من هنا على البيت عدل ولا يمين ولا شمال اتفضلي بقى .

سمر فكرت تقوله مش هتروح البيت بس فكرت في أبوها لو شريف كلمه وقاله إنه معترض على مكياجها ولبسها فهياخد صفه بدون تفكير ..

مشيت من قدامه بصمت خليها تفكر في هدوء هتعمل ايه !

بس حاليا لازم تحط شريف جوا جيبها زي ما كان قبل ما ترجع من الكلية .. كان بيتجنن لو يوم ما كلمهاش ..

كمان لازم تخلص من حماتها وتحكماتها ..

************

نورهان ماشية ومش مركزة قدامها وبتعدي الطريق بدون ما تلتفت للعربيات ومؤمن بيجري وراها لحد ما حصلها وشدها مرة واحدة من عربية كانت هتشيلها تماما ..

اتفاجأت نور باللي حصل وبصت حواليها للطريق ولمؤمن اللي لسة ماسكها فسحبت نفسها بسرعة وزعقت فيه : أنت ازاي تمسكني بالشكل ده ! ومين اداك الحق تعمل كده !

مؤمن بنرفزة : سيادتك عايزاني أشوفك بتنتحري وأسيبك يعني ولا ايه !

نورهان شهقت : أنتحر ! أنتحر ايه أنت اتجننت !

مؤمن بص حواليه بضيق وبيحاول يسيطر على أعصابه علشان ما يضربهاش اتكلم بهدوء بس بيتفاعل مع الكلام وصوته بيعلى شوية شوية : امال لو العربية دي كانت شالتك كان هيبقى اسمه ايه ! ( زعق ) لما سيادتك تعدي الطريق وأنت ولا بتبصي يمين ولا شمال ولا مهتمة أنتي ماشية ازاي ده اسمه ايه !

نورهان بتكابر لأنها غلطانة وهي عارفة إنها غلطانة بس مش هتقدر تعترف بده أبدا فبصتله : اسمه ما يخصكش .. مالكش فيه ! مالكش دعوة .. أي اسم يعجبك اختاره المهم تبعد عني !

مؤمن واقف وايديه في وسطه ومش عارف يعمل ايه أو يقولها ايه ! وفضل شوية ساكت وهي كمان لحد ما اتكلم : أنتي لحد امتى هتفضلي كده ! ( صوته حن ورق ) أنتي جرالك ايه يا نور ما تسمحيلي أساعدك .. مهما كان الوضع اللي أنتي فيه تقدري تبلغيني بيه ..

نورهان بتريقة : تساعدني ؟ أنت ؟ ياللي بس من دقيقتين كنت بتهزء فيا علشان جملة قلتها ماجتش على هواك ! ( بصتله بقرف ) أنت عارف أنتوا كلكم طينة واحدة ! كلكم تفكير واحد .. بتستنوا غلطة واحدة للبنت وتقيموا عليها الحد .. أنتوا تعملوا ما بدالكم لكن احنا لا .. احنا قدامنا قيود وشروط وينفع وما ينفعش ويصح وما يصحش ! أنتوا بتتحكموا في حياتنا زي ما أنتوا عايزين .. بتعملوا اللي يناسبكم وبس ! اللي يسعدكم وبس لكن اللي حواليكم يولعوا .. لازم يتحملوا علشانكم مش مهم خسارتهم المهم إنكم تكسبوا وبس ..

مؤمن مش عارف هي مالها وقصدها ايه بصيغة الجمع دي فبصلها : احنا اللي هو احنا مين ! شركة المرشيدي يعني ؟

نورهان بغضب : لا طبعا أقصد أنتوا .. أنتوا الرجالة .

مؤمن عينيه وسعت ومستغرب ومش فاهم أي حاجة وردد بذهول : احنا الرجالة ! أنتي بتتكلمي عن ايه يا نور ! مين ده اللي خسرك ومين جاي عليكي ! أكيد ما قصدتينيش أنا ولا ايه !

نورهان زعقت :أقصدكم كلكم ! كلكم عينة واحدة .. أنت اهو أقرب مثال لما كنت بضحك وبهزر كنت حلوة وكيوت بمجرد ما كشرت على طول جيت تهاجمني اتغيرتي ليه وفي ايه وليه وليه كل اللي يهمك إني أضحك في وشك وبس لكن ما يهمكش أنا ايه وحاسة بايه ! ودلوقتي بتزعق فيا علشان ... علشان ايه ! علشان قلتلك إنك مش استثنائي بالنسبالي ! هو ده اللي بقوله إنه يا ننفذ واحنا ساكتين يا نطلع مين احنا علشان نقول رأينا .. أنا تعبت .. تعبت منكم كلكم .

سابته وجت تمشي وهو وقفها تاني : طيب استني خليني أوصلك .

نورهان بغضب : كل اللي محتاجاه من حضرتك تسيبني في حالي .

مؤمن كشر : يا بنتي اهدي بقى .. أنا مش عارف أنتي فيكي ايه لكن أنتي مش طبيعية أبدا .

نورهان زعقت : ابعد عني .

مؤمن زعق هو كمان : مش هبعد ووريني هتعملي ايه !

نورهان بصت حواليها مش عارفة تعمله ايه ! بس مرة واحدة سابته ومشيت وهو وراها وقفت وبصتله : وبعدين !

مؤمن بجمود : هوصلك .

نورهان بغيظ : مش عايزة من حضرتك أي حاجة فاذا سمحت ابعد عني .

مؤمن غير لهجته : اذا سمحتي يا نور خليني أكون جنبك .

نورهان بغضب : أنت اتخليت عن الحق ده وقت ما قلتلي أطلع ايه أنا علشان أقول رأيي .. اللي جواك طلع .

مؤمن بحنية : اعذريني يا نور بس كنت متضايق منك أو متغاظ وده طلع عليكي بالشكل ده لكن أنتي عارفة كويس إنك مهمة بالنسبالي .

نورهان بصتله وغضبها بدأ يهدا لأنه مش هو فعلا سبب حالتها دي وبهدوء : طيب اذا سمحت يا مؤمن سيبني دلوقتي أروح ونبقى نتكلم بعدين

مؤمن وافق : طيب خليني أوقفلك تاكسي أو أروحك أنا

نور اتنهدت بتعب : وقفلي تاكسي .

وقفلها تاكسي وهي ركبت وقبل ما تمشي مؤمن من شباك التاكسي قالها : لينا كلام تاني يا نور ..

روحت وهو طلع الشركة وكريم كان منتظره بس مؤمن بضيق قاله يسيبه دلوقتي وهو سابه فعلا براحته ..آخر الليل شريف رجع البيت كانت مامته منتظراه وهو أول ما شافها نفخ بضيق لأنه عارف إنها هتتكلم عن سمر وهو حاليا مش قادر يسمع أي حاجة

بالفعل ميادة وقفت : أنت لازم تشوفلك حل ؟ أنا مش هتحمل الوضع ده !

شريف بضيق وتعب : خير يا أمي حل في ايه بس !

ميادة قربت منه : في مراتك ! أنا تقولي أنتي مالك بيا وهي خارجة ! وتقولي جوزي عارف اطلعي منها !

شريف بغيظ : طيب حقك عليا .

ميادة اتنرفزت أكتر من ابنها لأنها مش عايزة اعتذار منه هو فزعقت : هو ده اللي ربنا قدرك عليه ! أنت لازم تعمل حاجة ! لازم تتصرف .

شريف بصلها وقرب منها وبتريقة : أتصرف أعمل ايه بقى إن شاء الله ؟

ميادة بتفكر وبتقول أول حاجة خطرت على بالها : علمها الأدب من أول وجديد .. قلها مفيش لبس مقرف كده ولا مكياج بالشكل ده ! المفروض تكون محترمة وتحترم جوزها .

شريف علشان يريح دماغه ابتسم لأمه : حاضر هقولها وهعرفها .. حاجة تانية ؟

ميادة اتضايقت أكتر لأنها فاهمة ابنها كويس وعارفة إنه حاليا بياخدها على قد عقلها فزعقت : أنت بتعمل كده ليه !

شريف اتنرفز وزعق : عايزاني أعمل ايه ؟ ها ؟ أدخل أضربهالك علشان ترتاحي ؟ ايه اللي عايزاه مني ؟

ميادة زعقت : عايزاك تكون راجل مش خاتم في صباعها ؟ الصح صح والغلط غلط ؟ لازم تتعود من أولها تحترمك وتعملك حساب مش تدور على حل شعرها واللي يكلمها تقوله جوزي عارف ولا كأن جوزها ده شخشيخة في ايديها ؟ خليك راجل!

شريف بغضب : أنا راجل غصب عن أنف الكل وأنتي عارفه ده كويس .

ميادة بتريقة : أيوة أنا عارفة بس كل اللي هيشوفها بشكلها ده مش هيقول كده أبدا .. مفيش راجل محترم يقبل مراته تدور كده ! إلا لو كان مش راجل .

شريف بتعب : أنا طول النهار تعبان وكان عندي عمليات ومحتاج أرتاح ممكن .

ميادة اتراجعت : روح ارتاح بس برضه لازم تشوف حل وتشكمها شوية .

شريف بعد ماكان ماشي بصلها : دلوقتي أشوف حل ؟ هي مش سمر دي كانت اختيارك ؟ مش أنتي خليتيني أسيب أمل علشانها ؟ أنا مش عارف كنت أعمى ولا أهبل علشان أمشي ورا كلامك .. اشربي بقى من اللي اخترتيها مرات ابنك ! ولسة ياما هنشوف أنا وأنتي .. ذنب أمل مش هيعدي بالساهل أبدا .. خليتيني أشوف الملاك بصورة شيطان والشيطان خليتيها في عيني ملاك ودلوقتي أول واحدة بتشتكي ..

ميادة اتضايقت ورافضة تصدق كلامه ده ورافضة تشيل مسئولية اختيارها فهو واجهها : لسة يا أمي هنشرب أنا وأنتي وكل اللي عملناه لازم ندفع تمنه .

ميادة بتوتر وضعف : احنا ماعملناش حاجة غلط احنا طلبنا منها تبرأ نفسها وهي رفضت ..

شريف ابتسم بزعل : أنتي عارفة كويس أوي أنتي وأنا عملنا ايه فمش هنلف وندور على بعض .. تصبحي على خير يا أمي ..

سابها ودخل أوضته لسمر اللي عملت نفسها نايمة علشان ما تكلمهوش وهو ما صدق غير هدومه ورمى نفسه على السرير بتعب ..

ميادة قعدت مكانها وبتفتكر أمل .. معقولة ظلمتها ؟ معقولة فعلا سمر اللي عملت فيها كل ده هي وأمها وهي زي الغبية صدقتهم ! معقولة تكون بلت ابنها بالبلوة دي ! لا لا .. هي هتكلم سمر أكيد بس فرحانة بجوازها وعلشان هي عروسة جديدة بس يومين وهتهدا وتعقل .. أيوة يومين وهتعقل ..

************

أمل في بيت أبوها معظم وقتها لوحدها الأيام مملة وبطيئة .. نتيجتها ظهرت وأيوة ما طلعتش الأولي السنة دي بس محافظة علي تقديرها امتياز مع مرتبة الشرف وطلعت الرابعة بس التعيين بياخد أول تلاتة بس... لأول مرة ما تطلعش الأولي على دفعتها السنة دي .. أمها وأبوها بيهتموا بيها كتير جدا وده بدأ يضايقها أوي لأنها حاسة إنها متربطة

الأكل لازم تاكل .. مهما ترفض بيفضلوا يزنوا عليها علشان تاكل .. لو نامت شوية متأخر لازم يصحوها يطمنوا عليها ! حتى لو خرجت أسئلة الناس وتدخلهم في كل صغيرة وكبيرة بيخنقها .. وخصوصا ستات العيلة لما يسألوها عن سمر وشريف وليه سابها وليه ارتبط بسمر ؟

تعبت من كل حاجة والمصيبة إنها مش عارفة تهرب لأي مكان .. الفراغ قاتل لها .. مش عارفة ازاي تتصرف !

الحب والخوف اتحولوا لوسواس عند أبوها وأمها وبدل ما حبهم يساعد بنتهم بالعكس خنقها جدا ..

كانت قاعدة زهقانة في أوضتها موبايلها رن كانت عايدة صاحبتها وردت عليها بسرعة فرحانة .. اكتشفت إن عايدة ومروة وفاطمة الثلاثة مع بعض وكانت طايرة من الفرحة وهي بتكلمهم واستغربت من تجمعهم الثلاثة مع بعض بس قالولها سبب تجمعهم وقالولها على حاجة هتغير حياتها تماما وهتقضي على الزهق والملل اللي هي عايشة فيه !

انتظرت أبوها يجي وقعدوا يتعشوا وهي سرحانة معظم الوقت بتدور على طريقة تقول لأبوها وأمها الموضوع ..أمل بتردد : النهاردة كلموني صحباتي عايدة ومروة وفاطمة .

سميرة باستغراب : الثلاثة مع بعض ! هو مش كل واحدة من بلد ؟

أمل ابتسمت : فعلا بس متجمعين .

سميرة كشرت باستغراب وحست إن بنتها عايزة تروح لصحباتها !

أمل بصت لأبوها : هم عايزيني أروح لهم .

أبوها بصلها شوية وبيفكر : تنزلي القاهرة يعني ؟

أمل ابتسمت : مش بس أنزل كمان أقعد معاهم ..

سميرة بقلق : تقعدي معاهم ازاي يعني ؟ ويعني ايه أربع بنات يقعدوا لوحدهم وتقعدوا فين أصلا ؟

أمل بتوتر : ماما اسمعيني .. هم اتجمعوا مش لمجرد التجمع .. دول هيتدربوا في شركة كبيرة جدا .. الشركة طالبة ١٥ خريج جديد وهتدربهم لمدة شهرين وخلال الشهرين دول هتختار خمس مهندسين يتعينوا فيها .

عبدالله بتفكير : والباقيين ؟

أمل : الباقيين كفاية عليهم تدريبهم في شركة كبيرة بالشكل ده ! تدريبهم هيتحط في السي ڤي بتاعتهم وهتفرق معاهم يعني في كل الحالات محدش خسران ..

عبدالله بتفكير وقلق : وأنتي عايزة تروحي تقعدي معاهم الشهرين دول ؟ في القاهرة ! لوحدك ؟ تاني يا أمل ده أنا ما صدقت خلصتي الكلية ورجعتي لحضني عايزة تسافري تاني ؟

أمل بترجي : بابا الشركات الكبيرة دي فرصة محدش يضيعها أبدا .

عبدالله بعدم اقتناع : يا بنتي أنتي ولا هتعيشي في القاهرة ولا هنروح نقعد فيها تعملي بيه ايه التدريب هناك ! هتتعيني وتشتغلي وتعيشي لوحدك ؟ لا يا أمل ؟ مالوش لازمة عايزة تشتغلي يبقى هنا في بلدنا وقدام عيني ؟

أمل برجاء : طيب بس خليني أتدرب الشهرين دول ؟

عبدالله بصلها بعدم فهم : تعملي بيهم ايه طالما كده كده مش هتتعيني ؟ ما تسيبي الفرصة لحد يستفاد منها ! مش هتروحي وتاخدي مكان ؟ سيبيه لغيرك ؟

أمل وقفت بدموع : أسيبه ليه لغيري ؟ أنا طالبة ممتازة . ولولا الظروف اللي حصلتلي كنت اتعينت معيدة في جامعتي .

عبدالله زعل على بنته بس مش قادر يسيبها تاني تسافر وتبعد عنه : ما اتعينتيش معيدة خلاص بقى نفضل في بلدنا !

أمل بذهول من منطق أبوها اللي اتغير كتير جدا : أنت ازاي اتغيرت كده ؟ ده أنت طول عمرك تقولي أنا في ظهرك في أي حاجة تحبيها وأي تعليم أنتي عايزاه أنا معاكي فيه لآخر العمر ؟ فين كلامك ده ؟

سميرة اتدخلت : يا أمل أبوكي خايف عليكي وعلى سفرك تاني لوحدك .

أمل بصت لمامتها : خايفين أجيبلكم العار صح ! خلفه البنات ؟ البنت مكانها في البيت ؟ ما تخرجش .. ما تتدربش في شركة طالما بعيدة شوية ، تتدربي ليه طالما في الآخر مش هتتعيني .. طيب ما أتعينش ليه ! ما تسيبوني أعيش حياتي زي ما أنا عايزاها ؟

عبدالله وقف بغضب : أنا طول عمري سايبك براحتك وتعملي كل ما بدالك لكن سفر تاني لأ .. عايزة تشتغلي هنا ماعنديش مانع لكن سفر ورايح جاي تاني لا يا أمل .. لاسابهم وطلع لأوضته وهي قعدت مكانها دموعها نزلت بصمت

سميرة حطت ايدها على كتف بنتها : حبيبتي أبوكي بس خايف عليكي يا أمل احنا ما صدقنا رجعتي لحضننا وفي وسطنا ليه غاوية وجع القلب من تاني .. شيلي الموضوع ده من دماغك أرجوكي .

أمل وقفت بعياط : شيلته خلاص ارتاحتي كده ؟ شليته .

جريت على أوضتها وقفلت على نفسها وصوت عياطها واصل لمامتها اللي جريت وراها ومهما تخبط عليها إلا إن أمل رفضت تفتحلها : سيبوني في حالي بقى .. خلاص قلتوا شيلي الموضوع شيلته سيبوني في حالي بقى .


عدى تاني يوم وأمل رفضت تطلع من أوضتها لحد ما أبوها زعق : أسلوب لوي الدراع ده مش هينفع معايا يا أمل وما بحبوش .

خرجت أمل واتكلمت بصوت مهزوز : أنا مش بلوي دراع حد يا بابا .. أنا زعلانة على نفسي وعلى حالي .. ولا هو الزعل كمان ممنوع ! اذا سمحت يا بابا سيبني براحتي أتعامل مع مشاكلي .

انسحبت من قدام أبوها اللي مش عارف يعمل ايه بس مش قادر يخليها تسافر تاني !

سميرة كلمت طه يجي يشوف أخته ويحاول يقنعها تصرف نظرها عن السفر ده ..

طه طلع لأخته وقعد جنبها كانت في سريرها قاعدة وحاضنة ركبها ومسهمة وهو مهما يهزر إلا إنها ساكتة لحد ما زهق : وبعدين بقى معاكي !

أمل بزعل : انزل خلاص وقلهم كلمتها وعملت اللي عليك وروح لبيتك .

طه استغرب : أمل أنتي بتقولي ايه ؟ أنتي متخيلة إني جيت أتكلم معاكي لمجرد إن ماما طلبت مني ؟

أمل بزهق : اذا سمحت يا طه أنا مش حمل مناهدات ولا كلام .. تعبت خلاص ومش قادرة أتكلم وأبرر وأشرح فشوف اللي أنت عايز تقوله وتعمله اعمله .

طه قعد جنبها : أمل بصيلي أنا جيت علشان أتكلم معاكي وأسمع منك عن التدريب ده وأعرف ايه نظامه وبعدين من امتى بتتكلمي بالانهزام ده !

أمل دموعها نزلت : لأني اتهزمت خلاص .. وقعت ومابقيتش قادرة أقف تاني ؟ عاصفة وقفتني في الطريق ومش عارفة أخرج منها وهفضل العمر كله موصومة بيها ..

طه برفض : أنتي مش موصومة بحاجة وبلاش الكلام ده .

أمل بصوت عالي وغضب : تنكر إن لو ما اتعرضتش للعاصفة دي كان بابا مش هيتردد لحظة يرفض تدريبي ده ؟

تنكر إنه كان هيبقى أول واحد يقولي يلا روحي وشوفي مستقبلك ؟

طه اتنهد : تنكري أنتي إنه بيعمل ده خوفا عليكي وحبا ليكي يا أمل ؟

أمل دورت وشها بعيد : أنا ما أنكرتش حبهم أبدا بس أي شيء في العالم لما بيزيد عن حده بيتقلب لضده .. الحب في الحالة دي بيخنق يا طه .. لما يخافوا عليا من الخروج أو الدخول أو الشغل أو التدريب أو أي حاجة فيها احتمال ولو واحد في المية إنها تضرني ساعتها أنا بتخنق بالبطيء .. بموت يا طه بالبطيء .. الأيام كلها بقت شبه بعض .. هو أنا كنت بتعلم وبذاكر وبجتهد علشان في الآخر أقعد في البيت أستنى عدلي زي ما بتقولوا .. أنا تعبت كل ده علشان في الآخر أتجوز ! أنا لازم يكون ليا كيان خاص بيا .. لازم أكون أنا قبل أي حد تاني .. أنتوا بتحكموا عليا بالموت بالشكل ده .. وبرضه لما اعترضتوا قبلت بحكمكم وقاعدة اهو في أوضتي سيبوني بقى في حالي ..

طه أخد نفس طويل وعارف ومقتنع بكل حرف هي بتقوله .. فضل ساكت شوية بيحاول يوزن الأمور في دماغه ويفكر هيعمل ايه ؟

قرب منها : ايه نظام التدريب ده ؟ وأصحابك قاعدين فين ؟

أمل بصتله وانتعش أمل بسيط جواها إن ممكن أخوها يساعدها : التدريب في شركة برمجيات كبيرة تعتبر من أكبر الشركات أصلا لمدة شهرين .. والبنات بدل ما كل واحدة تقعد عند حد من قرايبها أخدوا شقة في بيت خال عايدة في القاهرة .. يعني هياخد منهم إيجار رمزي ..

طه بهدوء : الشركة اسمها ايه ؟

أمل بتحاول تفتكر وبعدها بصتله بحرج : مش عارفة نسيت أسألهم عن اسمها !

طه كشر : ايه يا أمل ده يعني عايزة تسافري للقاهرة علشان تتدربي في شركة حتى مش عارفة اسمها ؟

أمل كشرت وبصت لبعيد : البنات قالوا إنها شركة كبيرة وهم راحوها أصلا وأنا واثقة فيهم وفي اختيارهم الباقي مجرد شكليات مش أكتر ..

طه بصلها بغيظ : طيب ممكن تكلمي حد فيهم وتعرفي اسمها !

أمل بسرعة اتصلت بعايدة وقالتلها اسمها وهي بصت لأخوها : دي مجموعة مش شركة واحدة .

طه بفضول : أيوة ماشي اسمها ايه المجموعة دي !

أمل بتردد : المرشدي .. المرشدي جروب للبرمجيات .

طه بصلها كتير باستغراب : بتاعة كريم ؟



العاصفة: الجزء ١ - الحلقة ٢٥

الأول أحب أطمنكم على محمد ابني الحمد لله احسن كتير وتسلموا يارب على سؤالكم ودعائكم .. ربنا يرفع عنا جميعا البلاء ده والغمة دي ..


أمل بتردد : المرشدي .. المرشدي جروب للبرمجيات .

طه بصلها كتير : بتاعة كريم ؟

أمل وطه الاتنين بصوا لبعض وهو منتظر منها رد بس هي رفعت أكتافها : معرفش .

طه كشر باستغراب : هو في كذا شركة باسم المرشدي ! أعتقد هو .

أمل هزت دماغها : معرفش يا طه ومش مهتمة إني أعرف لأن صاحب الشركة مش هيفرق معايا في حاجة بعدين احنا متدربين يعني أصلا ولا هنشوفه ولا هيشوفنا ده ممكن أصلا ما يعرفش إن في متدربين في مجموعته .. بعدين عايدة بتقول إنها مجموعة وما يعرفوش لسة التدريب هيكون في أي مكان ..

طه طلع موبايله من جيبه ويادوب هيفتحه بس أمل مسكت ايده : أنت هتعمل ايه ؟

طه بصلها : هكلم كريم أفهم منه ايه الوضع بالظبط !

أمل هزت دماغها برفض : لا يا طه .

طه بصلها باستغراب . لا ليه يا أمل ؟

أمل دورت وشها بعيد عن أخوها : أنت لو كلمت كريم وطلع هو فعلا صاحب الشركة هيوافق بدون تفكير وأنا عايزه أتدرب زيي زي أي متدرب تاني بدون توصيات يا طه وبعدين هو نفسه ممكن ما يعرفش إني بتدرب عندهم ولو كده يبقي أفضل .. مش عايزة لو نجحت حد يقول إني نجحت لأني عارفة مدير الشركة .. مش عايزة ده .

طه بيفكر في كلامها واقتنع بمنطقها وهز دماغه : اوك يا أمل .. مش هكلم كريم ولا هعرفه حاجة .. خليني بقى أشوف ايه الوضع مع أبوكي .

نزل طه لأبوه ولأمه وقعد معاهم وكلهم منتظرينه يتكلم ويقول إنه أقنعها تلغي فكرة التدريب ده

طه بهدوء : أنا هاخدها بنفسي وأسافر بيها والبيت اللي .......

قاطعه أبوه : اهو يا ستي اتفضلي اللي جيبناه يعقلها .

طه بنرفزة : هي مش مجنونة يا بابا علشان أعقلها .. أنتوا ايه اللي جرالكم ! طول عمركم دعم لينا مش واقفين ضدنا ؟

عبدالله باستنكار : أنا مش واقف ضدها أنا خايف عليها .

طه وقف : خوفك لما يتحول بالشكل ده أصبح خنقة يا بابا مش خوف .. أنتوا بتهدوا ثقتها في نفسها .. بتحطموها بخوفكم ده .. بدل ما كانت أمل المهندسة الناجحة بقت أمل المنطوية .. أنتوا بتدمروها بالبطيء .

سميرة باعتراض: يعني المفروض ايه ! ما نخافش عليها ؟

طه بص لأمه : خافي عليها براحتك بس بدون ما تمنعيها من تحقيق أحلامها يا ماما تدريب في شركة كبيرة يعتبر حلم أي مهندس وهي بتقديرها ده هتتقبل وأنتوا بتمنعوها ليه ؟ علشان في يوم اتعرضت لحادثة ؟ بحجة إنكم خايفين عليها ؟ هتحبسوها علشان خايفين عليها ؟

سميرة بزعل : مش هقدر تبعد عني تاني يا طه .. مش هتحمل لو جرالها حاجة !

طه بهدوء : قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ... كان ربنا قال كل واحد يقعد في بيته وما يتحركش علشان ما يجرالوش حاجة .. خوفك مش مبرر ومش منطقي ..

عبدالله بص لابنه : أنت شايف إنها تسافر شهرين وتقعد في شقة لوحدها علشان تتدرب ده الصح !

طه قعد جنب أبوه : أولا مش هتقعد لوحدها هتقعد مع صحباتها .. ثانيا الشقة في بيت خال عايدة يعني مش لوحدهم .. ثالثا والأهم التدريب في شركات كريم .

هنا عبدالله وسميرة انتبهوا لطه وعبدالله : يعني هتتدرب عنده هو !

طه بتردد : مش عنده أوي .. أنت عارف يا بابا هو مدير الشركات والتدريب مش هيكون مسئوليته هو .

سميرة ابتسمت : طيب نكلمه نوصيه عليها .

طه بسرعة : هي رافضة تماما حتى نعرفه إنها موجودة .

سميرة باستغراب : بس لو زي ما بتقول مجموعة شركات وهو مديرهم ده ممكن ما يعرفش بيها أصلا !

طه ابتسم : بالظبط وهو ده المطلوب. . هي عايزة لو نجحت يبقى تنجح بمجهودها وبدون أي مساعدة أو تدخل من حد كمان مش عايزة حد من زمايلها أو الموظفين يقولوا إنها نجحت علشان عارفة المدير .

عبدالله كشر : وهي من امتى بيهمها رأي الناس !

طه بتريقة نوعا ما : أعتقد من ساعة ما أبوها وأمها حبسوها وقيدوها بالشكل ده .

عبدالله بغيظ : شوف برضه يقول حبسناها .

طه بضحك : امال بتسمي حبستها جنبك دي ايه يا حاج !

عبدالله بغيظ : مش هرد عليك أصلا

سميرة فكرت : طيب لو سافرت مش الأفضل تقعد عند خالها !

طه اتنهد : يعني تقعد عند خالها وتروح وتيجي لوحدها ولا تقعد مع أصحابها ويروحوا ويجوا مع بعض ! وما تتحركش وحدها ! ايه الأفضل !

عبدالله وقف واتنهد : ليقض الله أمرا كان مفعولا .. خليني أصلي استخارة وأشوف تصبحوا على خير .

سابهم وطلع لأوضته وهو داخل عدى على أمل شافها قاعدة في أوضتها ومسهمة وده ضايقه جدا ..

سميرة مع ابنها قعد جنبها وهي ابتسمت : قل لي بقى .

طه باستغراب : أقولك ايه ؟

سميرة بابتسامة : أخبارك ايه مع غادة ؟ مبسوطين يا حبيبي ؟ في حاجة ناقصاكم ؟ محتاج أي حاجة ؟ بتشبع ! بتعرف تعمل أكل ؟ احكيلي وطمني عنك .

طه ابتسم ومسك ايد مامته باسها : الحمد لله يا ست الكل احنا كويسين وتمام وعلى فكرة غادة بتطبخ أحسن منك .

سميرة شدت ايدها من ايد طه وشهقت وبغضب : نــــعم ! بتطبخ ايه ! صدق المثل ابنك هيفضل ابنك لحد ما يتجوز وبنتك هتفضل بنتك طول حياتها .. قوم يا أخويا روح لمراتك .

طه ضحك بصوته كله على مامته وكل ما بيمسك ايدها بتشدها وفضل يحايل فيها : والله بهزر .. بهزر يا أم طه ما تقفشيش بقى .. أكلك أنتي لا يعلى عليه أبدا !

سميرة مكشرة : قوم ياض من جنبي وروح لمراتك تعشيك أنا غلطانة قال وأنا اللي كنت شايلالك طبق محشي ..طه شهق : محشي مرة واحدة .. قومي هاتيه بقى وخليكي حلوة .

سميرة بصتله : ولا هتدوق صباع واحد .

طه ضحك : طيب ينفع كده ! أهون عليكي أنام جعان ونفسي في المحشي ؟

سميرة بتقلده وبتتريق : اه تهون يلا .. خلي غادة تعملك امشي .

طه بيضحك : طب والله بهزر مش هحلف كدب أنا .. غادة اه بتعرف تطبخ وأنا مش هكدب وأقولك مش بحب أكلها لا بحبه بس برضه يا ماما الأكل اللي من ايدك بيكون له طعم تاني .. أكل الأم لا يعلى عليه أبدا .. هو أنا اللي هقولك برضه الكلام ده يا ماما أنتي عارفة .. والله بجد كنت بهزر معاكي ولو أعرف إنك هتضايقي كده ماكنتش هزرت خلاص مش ههزر معاكي تاني أبدا .. بس ما تزعليش مني أنا ابنك لآخر يوم في عمري .. بتكلم بجد بقى .

سميرة ابتسمت وبصتله : وأنا بتكلم بجد أنا هكون مبسوطة وأسعد إنسانة في الدنيا لما مرات ابني تكون شاطرة وتعرف تسعد ابني .. أي أم في الدنيا سعادتها بتكون بسعادة عيالها ..

طه باس ايدها وخدها : طيب وبالنسبة لطبق المحشي اللي منتظرني جوا ايه مصيره !

سميرة اتنهدت ووقفت : هقوم أجيبه وأمري إلي الله .

طه بضحك قام معاها : ربنا ما يحرمني منك أبدا يا أم طه .

سميرة ابتسمت : بكش يا واد عليا .

جابت علبة وعطيتهاله : هتاكل هنا ؟

هي عارفة رده بس منتظرة تسمعه منه وهو بصلها ومش عارف يقول ايه ! خايف يقولها عايز ياخدها البيت ياكل هو وغادة تزعل وخايف يقعد ياكل مراته منتظراه وهو عارف ده كويس .. فضل دقيقة ساكت وباصص للعلبة في ايده وسميرة كاتمة ضحكتها لحد ماهو بصلها : مش عارف .

سميرة بضحك : مش عارف ايه ؟

طه بحيرة : مش عارف آكل هنا ولا في البيت ! أنتي قليلي أنتي عايزاني أعمل ايه ؟

سميرة ضحكت : طبعا تروح تاكل في بيتك مع مراتك مش محتاجة التفكير ده كله يا طه .

طه حط ايده على شعره بحرج : والله خوفت أقولك كده تزعلي تاني مني .

سميرة حطت ايدها على كتفه : أنا ما زعلتش أولاني علشان أزعل تاني حبيبي .. مكانك مع مراتك واكيد هي منتظراك وعادي جدا في أي مكان تقول مراتي منتظراني ولا غلط ولا عيب ولا يقلل منك .. واحد بيحب مراته ومش عايز ياكل من غيرها ده عادي .. دي اللقمة اللي تأكلها لمراتك بايدك صدقة يا حبيبي وبتسعد الواحدة فوق ما تتخيل .. روح يا حبيبي لمراتك واتعشوا وبالهنا يا قلبي .. ربنا يسعدكم يا قلبي ..

طه باس ايدها وخدها بحب : أنا بموت فيكي يا أم طه فوق ما تتخيلي .. المهم قبل ما أمشي اقنعي بابا يخلي أمل تسافر .

سميرة ابتسمت : هقنعه ما تقلقش ..

طه انسحب لبيته وراح لمراته يتعشوا مع بعض وأول ما دخل عليها كانت مكشرة

طه : الجميل مكشر ليه !

غادة مدياه ظهرها ومش عايزة ترد وهو حط العلبة من ايده وقرب منها : قلبي أنا زعلان .

غادة مشكرة : لو قلبك ماكنتش اتأخرت كل ده ! حتى رنيت عليك كنسلت عليا وماعبرتنيش تاني .

طه باس كتفها : حقك عليا يا قلبي .. بس ماما كلمتني في موضوع كده وطلبت مني أعدي عليها وصراحة لو كنت دخلت هنا الأول ماكنتش هعرف أخرج تاني من حضنك فقلت أشوفهم الأول وأجيلك .

غادة انتبهت وبصتله : خير في حاجة ! هم بخير صح ؟ أمل لسة زعلانة علشان التدريب !

طه كشر : يعني سيادتك عارفة بالتدريب وماقلتيليش يا غادة إنها زعلانة !

غادة قلقت لما زعق كده : ماهو حاجة ما تخصنيش تخص أمل وهي تعرفك بنفسها ماكانش ينفع أنا اللي أقولك .

طه كشر : لا يا غادة تاني مرة أي حاجة تخص بيتنا اذا سمحتي بلغيني بيها .

غادة كشرت باستغراب : يعني أنت عايزني أي حاجة أو أي كلمة تتقال قدامي أجي أنقلهالك ! ده قصدك يا طه ؟

طه كشر لأنه ما فكرش كده وده مش قصده أكيد اتنهد وبصلها : أنا أكيد مش قصدي تنقليلي الكلام بالصورة دي بس أقصد يا غادة لما أمل أو حد في بيتنا يحصل فيه حاجة زي كده أنا ممكن أتدخل وأساعد لكن مش قصدي أبدا تنقليلي كلام أنتي فهمتيني غلط يا حبيبتي ..

غادة ابتسمت : حصل خير المهم طمني أمل ايه أخبارها ! أنت أقنعت باباك تسافر ولا أنت كمان هتقف ضدها ؟

طه كشر : أنا لا يمكن أبدا أقف ضد أمل في أي يوم .. أنا حاولت مع بابا وحسيت إنه ممكن يوافق بس قال نسيبه للصبح يستخير ويشوف ..غادة بتعاطف : يارب يوافق دي حالتها بقت صعبة أوي وبحاول كتير أقولها تيجي تقعد معايا أو أروح أقعد معاها بس هي معظم الوقت حابسة نفسها .. طيب والله شريف ده ما يستاهل ظفرها .

طه كشر باستغراب : هي قالتلك إنها زعلانة على شريف ؟

غادة بتوتر : لا ماقالتش بس أنا خمنت .. يعني أكيد صعبة الواحدة خطيبها يسيبها ويروح يتجوز بنت عمها حتى لو ما بتحبوش هو فضل عليها واحدة تانية وده بيوجع أي ست مهما تكون بتكره البني آدم .. الحركة نفسها بتوجعها .

طه بتعب : أنا عارف إنها حركة مقرفة أصلا منه .. طلع واطي والله وعلى قد ما كنت بحترمه على قد ما نزل من عيني بعد جوازه من سمر .. يعني لو اتجوز أي واحدة كان فضل محتفظ بكرامته قدامي لكن سمر .. يسيب أمل علشان سمر ! ده ايه ده !

غادة حست بضيق طه فحاولت تلطف الجو : المهم ياحبيبي أجهز العشا بسرعة أنا ميتة من الجوع .

طه افتكر العلبة فقام : لا يا قلبي ماما عاملة محشي ومحشي ماما لا يعلى عليه أبدا أبدا .

غادة ابتسمت : طبعا أنت هتقولي أصلا أكلته كذا مرة عندكم كان بيبقى نفسي أقوم أجيب الحلة كلها وأقعد عليها .

طه ضحك : طيب ما قلتيش ليه كنت جيبتهالك أنا !

غادة بهزار وايديها في وسطها : أيوة علشان تقول عليا مفجوعة حضرتك .

طه بضحك : حبيبتي أنا قلت مفجوعة من زمان جدا ماجتش على الحلة يعني اللي نفسك فيها .

غادة ضيقت عينيها وبصتله بشر وهو اتراجع بسرعة : وحيااااااااة مين بهزر .

غادة بتقرب عليه : حياة مين بقى !

طه بضحك وهو بيتراجع : وحياتك أنتي طبعا ماعنديش أغلى منك أحلف بيه .

غادة بتريقة : كل بعقلي حلاوة .

طه مسك ايدها وشدها عليه وضمها وعينيه في عينيها : وإن ماكنتش آكل بعقلك أنتي حلاوة آكل بعقل مين ها ! حبيبة قلبي أنتي وروحي وعقلي وكل حاجة .

غادة بحرج بتهرب من عينيه : بجد أنا كل ده !

طه بحب : وأكتر من كده كمان !

غادة سحبت نفسها بحرج من بين ايديه : هحط الأكل في طبق .. لحظة واحدة .

راحت وفتحت العلبة كان فيها كذا نوع وكمان فراخ مشوية وابتسمت لحماتها الجميلة وحطت الأكل واتعشت هي وجوزها

**************

نورهان بدل ما ترجع للشركة روحت للبيت وحبست نفسها في أوضتها ومهما مامتها نهلة تحاول تكلمها إلا إنها رافضة تتكلم مع حد .. بالليل نادر رجع ومامته قالتله إن نور في أوضتها ماخرجتش منها فراح لعندها وخبط : افتحي يا نور .

نورهان فكرت ما تفتحش بس نادر مش هيسكت فقامت وفتحت ورجعت قعدت على سريرها وهو دخل وحط ايديه في وسطه : وبعدين ؟ ناوية على ايه سيادتك !

نور بصوت مخنوق : مش ناوية على حاجة، أنا بس مصدعة وهنام والصبح إن شاء الله أكون كويسة .

نادر هز دماغه بعدم تصديق ولا اقتناع : أيوة وبعدين يعني ! آخر العياط والصداع والنرفزة وكل ده ايه !

نور بصتله باستغراب : في ايه يا نادر !

نادر بضيق : في إن سيادتك خنقتيني خلاص .. أنتي متخيلة إنك لما تكدبي عليا كده مش هفهم أنتي مالك ! ولا هصدق اللي بتقوليه الصداع والنوم والكلام الفارغ ده كله! بطلي بقى .

نور وقفت وزعقت : أنت عايز ايه مني يا نادر ! أنا ما اشتكيتش .

نادر باستغراب : وهو لازم تشتكي علشان أحس بيكي ولا ايه ! أنا غلطان وللمرة الالف بقولها أنا غلطان إني وافقت إننا نرجع من برا .. كنا عايشين ومبسوطين !

نور بصتله : ولحد امتى هنفضل متغربين !

نادر زعق : واحنا هنا مش متغربين ! أنا رضيت أنزل بس علشان ما تجيش في يوم تلوميني إني السبب وإني منعتك تنزلي وتكوني جنبه .. أنا خلاص استسلمت للأمر الواقع لكن أنتي لسة عايشة في الوهم .. وهم إنه هيعترف بيكي ويعلن عن وجودك في حياته .. خليكي كده هديكي فرصة كمان بس صدقيني دي هتبقى آخر فرصة ليكي وبعدها هنقفل صفحته تماما .. وهرجع لأمريكا من تاني وهاخد ماما معايا عايزة بقى تكوني معانا أهلا بيكي .. اخترتيه هو اشبعي بيه وخليكي عايشة كده تعيطي وتندبي حالك لوحدك وتستنيه كل فين وفين يجي يسأل عليكي .. تصبحي على خير يا ... يا أختي .

سابها وخرج مخنوق وأمه قربت منه ومتضايقة : يعني هو ده اللي قلتلك خفف عنها شوية تقوم تدخل تطينها خالص ؟!

نادر بضيق : هي غبية .. خليها كده لحد ما تبطل الأمل اللي جواها ده !

نهلة باستغراب : أنت ازاي قاسي كده ؟ وامتى بقيت قاسي كده !

نادر كشر جدا وبصلها : أنتي عارفة كويس جدا ليه أنا بقيت قاسي ومن امتى !

نادر سابها ودخل أوضته وهو مهموم على أخته وحالها .. مهموم على مامته اللي زعلها وزعقلها .. مهموم على الدنيا كلها .عبدالله مع الاستخارة ومع ضغط طه وسميرة عليه وحالة أمل اضطر إنه يوافق إنها تسافر وبالفعل طه أخدها هو وغادة يوصلوها .. راحت على بيت خال عايدة علشان طه يقابل خالها ويشوف المنطقة والناس والدنيا حواليهم ويطمن ..

كانوا سهرانين الثلاثة مع بعض

طه بتفكير : بكرا إن شاء الله هنروح الشركة .

أمل استغربت : أنت هتيجي معايا !

طه بصلها : أكيد طبعا هاجي معاكي أنتي عبيطة ولا ايه !

أمل كشرت : بس اوعى تكون رايح علشان تسلم على كريم !

طه بغيظ : مع إني مستغبي فكرة إني اجي لحد هنا وأروح شركته وما أسلمش عليه بس مش هسلم عليه يا ستي ارتاحي بقى .

غادة : بس لو عرف هيزعل منك جدا .

أمل ابتسمت : أنت ممكن تكلمه وتقابله وتقوله إنك جاي لأي سبب بعيد عني خالص .

طه بيفكر وابتسم : فعلا .. آخر النهار إن شاء الله هكلمه ونقابله أنا وأنتي ايه رأيك ياغادة ؟

غادة ابتسمت : براحتك عادي ماعنديش مانع .

طه : حتى أقوله إني جايبك أفسحك يومين .

أمل ابتسمت : اهي اتحلت اهيه ولا يزعل ولا حد يزعل وبعيد عن الشركة والموظفين وكله .. يلا أنا هقوم أنام علشان أصحى فايقة تصبحوا على خير .

راحت تنام مع صحباتها اللي فضوا أوضة لطه ومراته لأن الشقة يادوب أوضتين ..

من الحماس ماقدرتش تنام إلا تخاطيف صغيرة وقامت مصدعة جدا ..

أصحابها لبسوا وجهزوا بسرعة وهي اتأخرت ولأول مرة مش عاجبها أي حاجة في لبسها

غادة دخلتلها : متأخرة ليه يا أمل؟

أمل بحيرة : عايزة حاجة شيك بس تكون عملية مش متكلفه وتكون بسيطة بس في نفس الوقت مش عادية وبرضه عادية اعااااا

غادة ضحكت عليها وقلبت معاها في هدومها واختارتلها طقم هادي بسيط وشيك في نفس الوقت ..

سابتها وخرجت لطه : اختك متوترة جدا .

طه باستغراب : ليه يعني ! ده تدريب عادي .

غادة : مش عارفة بس هي متوترة .

خرجت أمل واتحركوا كلهم ..صحباتها راحوا للقاعة اللي هيقعدوا فيها وطلبوا من أمل تروح الاستقبال علشان تقدم أوراقها وتبلغهم إنها عايزة تتدرب ..

راح طه وأمل للاستقبال وأمل وقفت مع الموظفة اللي موجودة وابتسمت : لو سمحتي أنا جاية بخصوص المتدربين اللي طلبتوهم ........

قاطعتها الموظفة بابتسامة عريضة جدا : آسفة يا فندم بس العدد اكتمل خلاص .

أمل اتصدمت والموظفة رجعت للورق اللي قدامها ولشغلها وأمل جربت مرة تانية : بس لو سمحتي أنا متخرجة بتقدير امتياز ومن بلد بعيدة جدا وعقبال ما عرفت جيت على طول فاذا سمحتي .

الموظفة بابتسامتها العملية : حضرتك أنا بلغوني من الإدارة إن العدد اكتمل فده مش بايدي وأنا مقدرش أساعدك في أي شيء

طه اتدخل : امال مين يقدر يساعدنا ؟

الموظفة فكرت للحظة : حضرتك تطلع الدور الثالث للإدارة وتبلغهم بطلبك وتسأل مين المسئول عن المتدربين وهيبلغوك .

طه : معلش هو ممكن يقبلوا ؟

الموظفة : ما أعتقدش لأن لو كل حد طلب منهم يعملوا استثناء هتلاقي العدد وصل لألف .. بس جرب حظك يمكن يكون في استثناء أو يكون حظ الأنسة كويس .

أمل اتضايقت لأن هي الأيام دي حظها تحت جدا وفكرت تمشي بهدوء وبالفعل بصت لطه : يلا نمشي .. احنا مش هنطلع نتحايل على حد .. كمان احنا اتأخرنا أوي .

طه كشر : يلا هنطلع وهنشوف الإدارة فوق .

أخدها وطلع بيها ودخل للمسئول عن قبول المتدربين ..

طه اتكلم هو الأول : حضرتك دي باشمهندسة أمل أختي وهي الأولى على دفعتها لأربع سنين وآخر سنة كانت الرابعة وتقديرها امتياز مع مرتبة الشرف وكانت بتتمنى تتدرب هنا .

الموظف بأسف : أنا كنت أتمنى طبعا بس حضرتك احنا قفلنا باب القبول خلاص من كذا يوم .. وطلبنا ١٥ متدرب وقبلناهم ما ينفعش أمشي حد وأقبل حد مكانه .

طه بأسف : لا طبعا مش هنقبل أصلا تمشي حد بس ممكن تزود واحد هيفرق معاكم في ايه !

الموظف : أنا آسف يا فندم دي مش قراراتي أصلا أنا هنا بنفذ القرارات ..

طه بدأ يتضايق : طيب قرارات مين ! مين ممكن يزود عدد المتدربين ؟

الموظف بص لطه باستغراب وطه أصر : معلش خدني على قد عقلي وجاوبني .

الموظف ابتسم : واحد من الثلاثة الأستاذ حسن المرشدي نفسه أو ابنه الباشمهندس كريم أو باشمهندس مؤمن دول اللي في ايديهم حاجة زي كده .

أمل بصوت مخنوق : طه اذا سمحت يلا .

الموظف بص لأمل : أنا آسف يا باشمهندسة جدا بس صدقيني مش في ايدي .. الشركات الكبيرة دي بيكون لها قوانين صارمة ومش أي موظف يقدر يتخطاها فاعذريني .

أمل ابتسمت : أنا عارفة الكلام ده وكفاية ذوق حضرتك .. خيرها في غيرها زي ما بيقولوا ..

طه بصلها : تعالي نطلع لعندهم .

أمل كشرت : لأ يا طه يلا نمشي بقى .

الموظف مرة واحدة وقف وصوت كريم من وراهم متنرفز : الملف ده محتاج يتراجع .. وشوفلي حد مكان علياء لأنها إجازة النهاردة .. أنا لازم يكون في حد مكانها ازاي مش موفرين حد مكانها يا هيثم !

الموظف هيثم ارتبك : آسف يا فندم حالا هبعت لحضرتك حد مكان علياء .

كريم يادوب هيلتفت ويخرج لمح طه ووقف مستغرب هو فعلا ولا بيتهيأله !

طه بصله وابتسم وكريم قرب عليه وسلم عليه جامد وهيثم استغرب جدا .. لما يعرفوا كريم بالشكل ده ليه واقفين معاه هو !

كريم لمح أمل : أمل ازيك ! أخبارك ايه ؟ ( بصلهم هما الاتنين باستغراب جدا ) أنتوا هنا ليه ! ما طلعتوش على مكتبي ليه ؟

أمل جاوبت : كنا لسة بنسأل على مكتبك .

كريم بص لهيثم : ماجيبتهمش ليه بنفسك أصلا يا هيثم .

هيثم باستغراب : والله يا فندم معرفش إنهم يعرفوا حضرتك الباشمهندسة يادوب .....

أمل قاطعته : يادوب كنت لسة هقوله .

طه بص لأمل والموظف كمان وكريم لاحظ ده فبص لطه : في ايه ؟ أختك بتداري ايه ؟

طه بص لأمل اللي ردت هي : مفيش أبدا عادي يعني .. طه كان عايز يسلم عليك وكان جاي يفسح غادة .كريم بصلها بعدم تصديق : اتحسبت عليكي كذبة يا أمل ( بص لطه ) وأنت مطاوعها ؟

طه ابتسم : حكم القوي وعدتها اعذرني .

كريم ابتسم : اممممم وعدتها ! ماشي .

كريم بص لهيثم : أنت ماوعدتهاش ! كانت جاية ليه ؟

أمل بتبص للموظف وكريم ابتسم : لا يا أمل انسي رجالتي كلهم هنا .. رجالتي بمعنى الكلمة ..

أمل بحرج : أنا ما نطقتش .. بعدين أنا كنت جاية علشان التدريب أصلا .. أنت مش محتاج تقرر الموظف بتاعك .

كريم استغرب : تدريب ايه ؟ ( بص لهيثم ) بتتكلم عن ايه ؟

هيثم ابتسم : عن المتدربين اللي الشركة أعلنت إنها هتدربهم وهتختار منهم خمسة يتعينوا هنا .

كريم اتذكر : اه اه افتكرت طيب كويس .. فين المشكلة !

هيثم بتردد : المشكلة إن العدد اكتمل من كذا يوم .

كريم بص لأمل بلوم : ماشي براحتك .. بس أنا ليا كلام تاني مع الأخ ده ومع أبوكي .

بص لهيثم : هات الابلكيشن أمضيهالك .

هيثم قلب في الأوراق اللي عنده

كريم بص لطه : بجد أنت كنت هتطاوعها وتمشي من غير ما تبلغني ؟

طه بحرج : مش مطاوعها أوي لأني كنت ناوي أكلمك آخر النهار ونتقابل كلنا ..

كريم بص لأمل : طيب ليه يا أمل مش عايزة تعرفيني ! ازاي فكرتي !

أمل قبل ما تجاوب هيثم طلع الورقة : الورقة يا فندم .

كريم أخدها من هيثم وبص فيها وابتسم وبص لهيثم : بحبك لما تفهم .. هات قلم .

هيثم بيدي القلم لكريم يمضي على الورقة ويادوب كريم بيحط القلم ويمضي أمل حطت ايدها تحت القلم لدرجة القلم شخبط على ايدها هي وكريم رفع دماغه بصلها وكلهم بصولها باستغراب وأمل ابتسمت بحرج : ده السبب اللي خلاني أرفض أطلعلك المكتب

كريم اتعدل وبصلها : اللي هو ايه !

أمل رفعت الورقة في وش كريم : قرار تعيين .

كريم بعدم فهم : برضه مش فاهم أنتي فين مشكلتك !

أمل اتنهدت : مشكلتي إني مش عايزة أتعين بالطريقة دي يا كريم !

هيثم استغرب إن أمل رفعت الألقاب بينها وبينه وسأل نفسه ياترى دي ايه علاقتها برئيسه اللي عمره ما ابتسم حتى لموظفة

كريم بص لطه : ممكن تفهمني لأني مش فاهم حاجة من أختك .

أمل ردت : ممكن تركن طه على جنب وكلمني أنا .. أنا مش عايزة أتعين واخد مكان حد يستحق .. مش يمكن يكون في حد غيري أحق بالوظيفة دي مني ؟ حضرتك طالب خمس مهندسين وهتمتحنهم وتشوف مين فيهم يستحق يكون في الوظيفة دي ! أنا مش عايزة اخد مكان حد .

كريم ببساطة : خلاص يا ستي ليكي عليا هاخد الخمس مهندسين اللي قلت عليهم . وبكده سيادتك مش هتاخدي مكان حد بسيطة اهيه جدا !

أمل بتعب : الموضوع مش بالبساطة دي فأرجوك ما تبسطهوش أنت ..

كريم باستغراب : أنا مش عارف حاليا أنتي عايزة ايه ! أنتي عايزة تشتغلي هنا أنا بالورقة اللي في ايدك دي هشغلك هنا !

أمل كشرت : أنا عايزة أشتغل هنا بس مش بجرة قلم منك أبدا .. أنا الأولى على دفعتي بامتياز وعن جدارة ولو هتعين هنا هيكون لأني برضه الأولى بجدارتي مش بإمضاء ..

كريم ابتسم بتفهم : أنتي عايزة تتدربي وتمتحني وتشوفي هتطلعي الأولى على المتدربين اللي هنا ولا لا! ولو اتعينتي تتعيني بكفاءتك ! ماشي يا أمل براحتك .. هاتي الورقة دي ..

أخد منها الورقة وكتب من فوق اسم أمل وعطى الورقة لهيثم وبصله : هاخدها منك بعد شهرين علشان أمضيها

هيثم ابتسم : إن شاء الله يافندم .. أجيب ورقة للتدريب ؟

كريم هز دماغه بموافقة وبص لطه : برضه مش هعديهالك .

طه بهزار : وأنا مالي أنا ! هي عايزة تنجح بمجهودها زي ما هي متعودة طول حياتها .

كريم بعدم اقتناع : مااعترضتش على ده ولا أقدر أعترض .. اعتراضي يا طه إنك تيجي شركتي هنا وتدخل هنا وماتطلعش عندي أنا مباشرة وخصوصا لما تقابلك مشكلة زي دي .. يعني للدرجة دي بتعتبرني غريب ؟ الظاهر كنت غلطان لما جيت البلد عندكم وحضرت الفرح طالما إني غريب بالمنظر ده .

طه كشر : لا لا ما تخلطش الأوراق ببعض يا كريم .

كريم بغضب : كلها مخلوطة أصلا ..

أمل اتدخلت : لا طبعا مش مخلوطة .. أكيد هنا في الشغل مش بتخلط البيزنس بحياتك الخاصة ولا ايه ؟

كريم بصلها : بس أنتي احتاجتي لخدمة وأنتي واثقة إني أقدر أقدمهالك وأقدر أفهمك وأفهم وجهة نظرك واتقبلها .. لكن اللي مش هتقبله إنك تطلعي من موظف لموظف تطلبي منه الخدمة دي وأنتي صاحب الشركة كلها تعرفيه .

أمل بحرج : أرجوك زي ما فهمت رغبتي في عدم التعيين المباشر افهمني .. أنا مش عايزة أي حد في الشركة كلها يعرف إني أعرفك ومش عايزة أي حد يشك ولو واحد في المية إني اتعينت بسببك .. أو يقولوا اه ما هي عارفة مديرالشركة لازم تتعين ! والتريقات اللي بتتقال .. اتعينت علشانك .. أنت عينتني وكل الكلام ده !

كريم بصلها باستغراب وبص لطه : من امتى بيهمك كلام الناس بالشكل ده ! فين أمل المتفائلة اللي في وسط العاصفة ووسط المطاردة ووسط الموت نفسه كانت بتقولي هنطلع من هنا وهنعمل وهنعمل .. فين أمل دي !أمل بصت لبعيد ودموعها لمعت وطه حط ايده على كتف كريم : اعذرني يا كريم فعلا بس ماحبيتش اضغط عليها .. هي عندها وجهة نظر وأنا احترمتها مش أكتر وزي ما قلتلك كنت هكلمك بالليل نخرج مع بعض ..

كريم لمح دموع أمل اللي بتحاول تسيطر عليهم فماحبش يضغط عليها أكتر ..

هز دماغه بتقبل لطه وبص لهيثم : اللي حصل قدامك مفيش مخلوق في الشركة يعرف عنه .. محدش يعرف إن أمل تعرفني فاهم ! أو إني عملت استثناء لأي حد .

هيثم بموافقة : ماشي يافندم بس الموظفين أغلبهم عارف إننا طلبنا ١٥ ولما هيلاقوا ١٦ هيسألوا وحضرتك عارف الفضولين كتير ؟

كريم فكر للحظة : هتقول إننا عملنا استثناء للأولى على الدفعة لخمس سنين متتالية

أمل صححت : أربعة بس مش خمسة آخر سنة ما طلعتش الأولى .

كريم بص لهيثم : خمس سنين فهمت .. طه يلا مكتبي فوق .. هنشرب حاجة .

أمل اعترضت : يعني لسة بتنبه على موظفك محدش يعرف ودلوقتي عايزنا نطلع على مكتبك نشرب حاجة ؟

كريم بغلاسة : أيوة علشان تاخدي الموافقة على الاستثناء بتاعك .

أمل كشرت بغيظ : أنا أخدتها خلاص وحضرتك مضيت الورقة .

كريم بص لهيثم : هيثم قطع الورقة واديها ورقة جديدة واوصفلها عنوان مكتبي علشان تمضيها .. طه يلا مكتبي ما تقلقش على أختك هي هتعرف تتعامل ..

كريم شد طه وسط ذهول أمل اللي مش مصدقة أبدا اللي بيحصل ده .. وتابعتهم لحد ما خرجوا من المكتب وبعدها بصت لهيثم اللي ذهوله ما يقلش عنها تماما

هيثم مسك الورقة وقبل ما يقطعها أمل مسكتها : لا اذا سمحت بلاش تقطعها .

هيثم بصلها: على فكرة أنتي غلطانة .. في حد في الدنيا يجيله تعيين في شركة زي دي ويرفضها لمجرد كلام الناس ؟ أنتي غلطانة بجد ..

أمل بمجاملة : معلش كل واحد وله طريقة تفكيره .

هيثم بصلها : أكيد طبعا .. اتفضلي .

هيثم عطاها ورقة فاضية وهي بصتله بترجي وهو اعتذر : آسف خدي الورقة واطلعي مكتبه فوق في السادس .

وصفلها مكان المكتب بالظبط وهي اتخنقت وفكرت تمشي أصلا من الشركة كلها بس أصحابها اتصلوا بيها يطمنوا عليها وماعرفتش تقولهم ايه ! كانوا متحمسين جدا لوجودها معاهم ونوعا ما حماسهم اتنقل ليها فأخدت الورقة من هيثم وطلعت لفوق

عرفت مكان مكتبه ووقفت قدامه مترددة لحد ما قاطع ترددها صوت بنت وراها : حضرتك عايزة حاجة !

أمل ابتسمت للموظفة : اه باشمهندس كريم منتظرني ؟

الموظفة بصتلها كتير باستغراب ورددت : منتظرك أنتي ! طيب اتفضلي ارتاحي وأنا هدخل أبلغه .

أمل ابتسمت : مالوش لازمة أنا بس روحت جيبت ورقة علشان هيمضيها ورجعت .

الموظفة هزت دماغها وابتسمت بطريقة متكلفة جدا : برضه معلش ممكن اخد أنا الورقة أمضيها لحضرتك ده لو هيمضي عليها فعلا !

أمل اتنرفزت : يعني أكيد أنا مش هكدب عليكي ولا هألف حاجة زي دي أصلا !

الموظفة ببرود : حضرتك أنا وظيفتي هنا أدخله أي ورق مطلوب إمضاءه بعد مراجعته .. مش إني أدخله أي حد عايز يمضي ورقة !

أمل ابتسمت زيها ببرود أكتر وقربت منها أوي وبصت لعينيها : وأنا بقولك إنه منتظرني جوا.

الموظفة بعد ما كانت هتعترض خافت ليكون فعلا كريم منتظرها وساعتها تتعاقب هي فتراجعت وبصت لأمل : قلتلك من الأول هبلغه ..

الموظفة راحت فتحت الباب وشافت كريم قاعد على الكنبة هو وطه وابتسمت وكريم شاور لأمل تدخل فالموظفة داخلة بس كريم شاور بايده إنها تقف وبص لأمل وشاورلها تدخل ..

أمل دخلت والموظفة ارتبكت : آسفة يا فندم .

كريم بص للموظفة : أنتي مين ؟

الموظفة بتوتر : أنا بديلة الأنسة علياء يا فندم .

كريم هز دماغه : امممم تمام .. اسمك ايه ؟

الموظفة بسرعة : مي يا فندم .كريم : اوك يا مي بلغي سعد يجيبلي قهوتي و واحد شاي بالنعناع ( بص لأمل )

أمل ابتسمت : شكرا أنا كويسة .

كريم اتنهد بضيق : يا الله ( بص لطه ) اتعامل أنت علشان أنا على آخري .

طه ابتسم وطلب هو لأخته : قهوة مظبوط .

أمل كشرت وبصت لأخوها وكريم بص لمي : اتنين قهوة مظبوط و واحد شاي بالنعناع

مي انسحبت بسرعة وأمل وقفت بغيظ

كريم ابتسم : اقعدي طيب .

أمل حطت الورقة قدامه : يعني لازمتها ايه تقطع الورقة ! وتخليني أطلع أمضي دي !

كريم ابتسم من ضيقها : غلاسة مش أكتر .

طه بص لأمل : اقعدي يا أمل .

أمل قعدت وربعت ايديها وباصة لبعيد

كريم ابتسم على تكشيرتها وكمل كلامه مع طه وأمل مش بتتدخل في الحوار نهائي

عم سعد خبط ودخل حط الصينية على الترابيزة في النص وهيبدأ يوزعهم بس كريم ابتسم : متشكر يا راجل يا طيب .. خلاص تسلم ايدك روح أنت .

عم سعد ابتسم : سلمت يا ابني ..

انسحب بهدوء زي ما دخل بهدوء

كريم قرب الصينية منه وبص لطه : سكرك ايه يا طه ؟

طه : معلقتين أو ثلاثة ما يضرش .

كريم ابتسم : لا يضر السكر الكتير .

طه ضحك : سيبها على الله يا صاحبي .

كريم : ونعم بالله اتفضل ( بص لأمل ) وأنتي يا أمل اتفضلي .

أمل اخدت فنجانها منه واتقابلت عينيهم في نظرة غريبة لأنه كان مستمتع بضيقها وده خلاها تكشر أكتر ..

أمل بنرفزة : مش هتمضي الورقة ؟

كريم بصلها شوية وحط ايده على جيبه بس مفيش معاه قلم فبيبص حواليه

أمل بصتله : معايا قلم لو ده اللي بتدور عليه .

كريم ابتسم : مكتبي عليه أقلام كتير بس اللي معاكي أقرب هاتيه .

أمل فتحت شنطتها وطلعت قلم بينك وفي آخره دايرة كبيرة منفوشة بتلمع زي الدبدوب كده بس مدور وطالع منه شراشيب كتيرة كلها بتلمع وفيها لعب ..

كريم مسك القلم وضحك وطه كمان ضحك معاه وأمل كشرت أكتر : قلمي وأنا حرة فيه .

كريم بضحك : ده قلم مهندسة محترمة ! ده آخره قلم عيلة في ثالثة ابتدائي .

أمل بتريقة : هو في قاعدة عندك في الشركة بتحدد نوع القلم ؟

كريم بهزار : فعلا في .. هتلاقي أقلام عليها اللوجو بتاع الشركة وهتلاقي كل الموظفين بيستخدموا الأقلام دي .

أمل بغيظ : يعني لو ما استخدمتش أقلام الشركة ايه اللي هيحصل ؟ هترفد مثلا !

كريم بهزار : مش لما تتعيني الأول تبقي تدوري على الرفد ! أما غريبة يا أمل !

طه اتدخل : ما تمضي يا كريم على الورقة وابعتها لزمايلها تحت .. روحي يا أمل اقعدي مع صحاباتك وأنا هبقى أجيبلك الورقة !

كريم اتدخل بجدية : صحباتها هنا ؟

طه بصله : الثلاثة الانتيم بتوعها فاطمة ومروة وعايدة .. هم أصلا اللي كلموها وبلغوها بالتدريب هنا .

كريم هز دماغه بتفهم وبيفكر فأمل بصتله : اياك تكون بتفكر تعينهم !

كريم ضحك : ليكي عليا يا أمل هستبعد الثلاثة بس أنتي ابقي قليلهم إنك السبب .

أمل كشرت : أنا مش قصدي كده على فكرة

كريم أخد القلم الغريب : هاتي القلم الفانكي ده .. والله لو حد شافني ماسك قلم زي ده ليستلموني تريقة لشهر قدام .أمل كشرت : على فكرة دي كلها مظاهر .

كريم بصلها : على فكرة شغلنا بنعتمد فيه بنسبة مش بطالة على المظاهر دي .. وبتكلم بجد يا أمل مش بهزر معاكي .. قلم زي ده خليه في شنطتك لأنه بجد هيدي انطباع عنك غلط جدا .. وبجد مش بضايقك أو بحاول أستفزك بس بجد القلم ده هيدي إيحاء عنك إنك سوري في الكلمة تافهة وأنتي أبعد ما يكون عن التفاهة دي .. ممكن يكون ده عادي في الجامعة لكن هنا عالمنا مختلف شوية وده هيبان معاكي في التدريب وهتعرفي ازاي الناس بتبص لبعض هنا وازاي بيحكموا على بعض ! وازاي برضه بيتصيدوا الاخطاء لبعض .. هتلاقي غابة والبقاء فيها للأقوى .. وعلى فكرة أي حد في مكانك كان قبل امضتي على ورق التعيين .. في واحد أبوه كلم بابا مخصوص يتوسطله عشان يتدرب هنا يأخد خبرة وبابا وافق أولا علشان صاحبه وثانيا لأنه مجرد تدريب هو حابب يطاوع ابنه فقط في تدريبه لكن الشغل هيكون في شركة والده فمش الكل بيفكر زيك إنه يتدرب ويشتغل بمجهوده

قام من مكانه وراح لمكتبه أخد أقلام منه وحط قلمه في جيبه وقلم تاني عطاه لأمل اللي اترددت شوية تاخده بس بعدها أخدته كريم بص لطه : اديني عشر دقايق بالظبط يا طه هنزل مع أمل لتحت وأجيلك .

أمل اعترضت : لا نادي على السكرتيرة تنزل معايا .

كريم اتنهد بتعب : أولا دي مش سكرتيرتي ومش فاكر اسمها أصلا وثانيا أنا نازل ما تتعوديش تعارضي كتير .

أمل كشرت : أولا سكرتيرتك أو لا فهي بديلتها وثانيا اسمها مي المفروض تكون فاكر وعارف موظفينك !

كريم بصلها وحس قد ايه هيكون التعامل معاها صعب : موظفيني فوق ال ٦٠٠ يا أمل في المبنى ده بس غير اللي في الفروع الثانية فالللي بتعامل معاهم باستمرار عارف أسمائهم أما اللي نادرا ما بشوفهم أو ماليش أي تعامل بشكل مباشر معاهم أكيد مش هحفظ أسمائهم ولا ايه ؟

أمل اتحرجت وسكتت لحظة بس بصتله : طيب اسمها مي ناديلها توديني .

كريم استغفر بصوته كله وبص لطه اللي وقف وضحك : الله يعينك .. المهم أنا همشي .

كريم جه يعترض بس طه كمل ومد ايده لكريم : علشان غادة بس لوحدها وآخر النهار نتقابل ..

كريم مد ايده لطه : خلاص هنتقابل آخر النهار بس مش هقبل أي أعذار

خرجوا الثلاثة مع بعض ومي وقفت أول ما شافتهم وبصت لكريم : حضرتك خارج ؟

كريم بصلها باستغراب : لأ في الشركة عند سيادتك مانع ؟

مي اتحرجت : لا يا فندم العفو .. آسفة يافندم .

اتحركوا ودخلوا الأسانسير وطه ابتسم باستغراب

كريم لاحظ ابتسامته دي : خير في حاجة !

طه مبتسم : لا أبدا بس اللي يشوفك خارج المبنى ده ما يشوفكش جواه أبدا أنت صعب هنا أوي ..

كريم ابتسم : مش حكاية صعب يا طه بس جاد ولو ماكنتش كده مش هتلاقي انضباط أبدا .. فلازم تفصل بين شخصيتك اللي برا الشغل وشخصيتك اللي جوا .

طه : أنا معاك ماشي وأنا بعمل كده بس أنت مختلف تماما .. أنت على النقيض .. يعني من قمة التواضع لقمة التكبر

كريم باستنكار : تكبر ؟ أنا ؟ ده أنا أبويا بيتخانق معايا إني مش صارم مع الموظفين .

طه بصله : معرفش يمكن بس مكالمتك مع البنت اللي مكان سكرتيرتك مش بتقول كده بس برضه كلامك مع عم سعد بيقول غير كده مش بقولك متناقض !

كريم ابتسم : وكلامي مع هيثم !

طه ضحك : ماشي هيثم كان عادي بس برضه كنت داخل تزعق وهو وقف أول ما دخلت كان ناقص بس يضرب تعظيم سلام .

كريم ضحك : وقوفهم يا طه ده احترام مش أكتر أما كلامي مع البنت دي فدي طريقتي مع كل البنات .. يعني لما بتكلم بطريقة مختلفة بياخدوا انطباع مختلف فاتعودت على الطريقة دي وخصوصا لو حد جديد أو حد تعامل مؤقت .. المهم .. هشوفك بالليل ؟

طه سلم عليهم ونزل وبص لأمل فشاورلته يمشي خلاص ويسيبها ..

خرج من الأسانسير وكريم ضغط على الباب يقفل وضغط على الدور الخامس

أمل بهدوء : هنروح دلوقتي لزمايلي ؟

كريم بصلها كتير وشاور بدماغه بدون ما يرد عليها .. فضل متردد شوية وبعد كده بصلها وبص للزراير اللي بتنور عدد الأدوار ومرة واحدة ضغط على زرار ( stop ) وقف الأسانسير وأمل عينيها وسعت وبصتله أوي وهو بصلها كتير ..

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close