أخر الاخبار

العاصفة: الجزء ١ بقىم الشيماء محمد الحلقة السادسة والعشرين حتي الحلقه الثلاثون كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 


العاصفة: الجزء ١ 

بقىم الشيماء محمد

 الحلقة السادسة والعشرين حتي الحلقه الثلاثون

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

كريم مع أمل في الأسانسير و فضل متردد شوية وبعد كده بصلها وبص للزراير اللي بتنور رقم الدور ومرة واحدة ضغط على زرار ( stop ) وقف الأسانسير وأمل عينيها وسعت وبصتله أوي وهو بصلها كتير ..

أمل بتوتر : خير في ايه ؟ ليه وقفت الأسانسير ! شغله اذا سمحت

كريم بهدوء بصلها : لحظة وهشغله بس الأول جاوبيني ليه رفضتي امضتي على قرار تعيينك ! ليه مهتمة أوي وبالأوفر ده بكلام الناس ؟

أمل دورت وشها بعيد ومش عارفة تقوله ايه : علشان احنا عايشين وسط الناس .

كريم باستغراب : دي مش إجابة .. أمل لما أهتم بكلام الناس للدرجة اللي تخليني أخاف أعمل خطوة مهمة جدا في مستقبلي خوفا من كلامهم يبقى ده مؤشر قوي جدا إن في حاجة غلط في تفكيري .. أنتي متخيلة إنك ترفضي فرصة زي دي لمجرد خوفك من كام تافه ما يعرفوكيش أصلا ليقولوا عليكي اتعينتي علشان معرفتك بيا !

أمل بصتله بغيظ : احنا عايشين وسط مجتمع ما بيرحمش أصلا .

كريم بنرفزة : يولع المجتمع اللي ما بيرحمش يا أمل .. يولع فاهمة ! أنا أهتم بكلام الناس اللي بيحبوني اه .. اللي يخافوا عليا اه .. اللي بيتمنولي الخير .. لكن المتصيدين ! الحقودين ! الفاشلين اللي بيعلقوا نجاح غيرهم لأي أسباب غير تعبهم دول يولعوا .. دول ما يشغلوش من تفكيري ولو لحظة واللحظة كتيرة عليهم كمان .. وبعدين الناس اللي يعرفوكي عارفين مين هي أمل ولو اتعينت فهم عارفين كويس إنها تستاهل ده .. الباقيين في باسكت الزبالة .

أمل دموعها لمعت وبصتله : أنت راجل ومن حقك تتكلم كده ومن حقك تحط اللي ما يعجبكش في الزبالة .. لكن البنت بتتدبح بكلام الناس وماحدش بيفرق بين كلام الناس اللي بتحبك أو اللي بتكرهك في النهاية بتتحاسب على الكل .. أصلا اللي بيتكلموا على بنت بيكونوا أزبل الناس ومع إن الناس كلها بتكون عارفة حقارتهم إلا إنهم بيصدقوا ومهما تكون البنت محترمة برضه بيصدقوا أي كلام يتقال في حقها .

كريم استغرب تفكيرها اللي وصلتله فين إيمانها وثقتها بربنا ؟ ليه كمية التشاؤم دي ؟ ليه الانكسار ده ؟

كريم بدهشة : طيب طالما الناس بتتكلم وطالما الباقي بيصدق وطالما كده كده مش فارقة أصلا يبقى ليه أهتم بيهم يا أمل ! ليه أضيع مستقبلي علشانهم ! ازاي بتسمحي لحد يتدخل في حياتك ويشكلها ! أنتي ليه بقيتي كده ؟ أنا أيوة ماأعرفكيش أوي بس اللي عرفته كان كفاية واللي شوفته منك في أسوأ وأصعب الظروف دي كانت شخصيتك فين أمل القوية دي ؟ راحت فين ؟

أمل دموعها نزلت ومسحتهم وكريم اتنرفز من دموعها وخبط بايده على الأسانسير وبصلها : أنا مش بكلمك كده علشان أزعلك أو أضايقك ومش عاجبني صراحة ضعفك ده .. أمل أنتي مش كده ؟ أمل احنا كنا بنموت حرفيا وكنتي قوية .. أمل اللي ساقت عربية وسط إعصار وعاصفة ومضروبة وبتنزف وجنبها واحد بيموت ووراها كلاب بيطاردوها مش بالضعف ده أبدا ..

أمل بصتله بيأس : كنت موهومة إني قوية وفوقت من الوهم ده .

كريم بزعل : بالعكس أنتي موهومة بالضعف .

أمل مسحت دموعها وأخدت نفس طويل : عارف ليه رفضت تمضي على ورقة التعيين ! مش بس خوفا من كلام الناس في سبب تاني مهم .

كريم بهدوء : اللي هو ايه ؟

أمل بصتله : محتاجة أرجع شوية ثقتي في نفسي اللي أنت بتتكلم عنها .. محتاجة أحس إن لسة في حاجة أنا بعرف أعملها وممكن أنجح فيها لوحدي .. يمكن أمل القديمة ترجع ولو جزء بسيط منها ..

كريم زعل جدا عليها : ايه اللي هد ثقتك بنفسك بالشكل ده ! كل ده ليه ؟ أمل أنتي خرجتي من العاصفة ومحتاجة كل شوية تفكري نفسك بده !

أمل بصتله بذهول : برضه مصر إني خرجت .. كريم أنا ماخرجتش منها .. بتسألني ثقتي راحت فين ؟ ثقتي اتدمرت لما بنت عمي حبستني لمجرد غيرة .. ثقتي اتدمرت لما الكلاب دول حاولوا ينهشوني .. ثقتي اتدمرت لما درجاتي قلت .. ثقتي اتدمرت لما لقيت نفسي محتاجة أدافع عن شرفي قدام خطيبي اللي صدق كلب وكدبني .. ثقتي اتهدت لما أمه جت طلبت من أمي دليل على براءتي .. ثقتي اتهدت لما ما اتعينتش معيدة وده كان حلمي .. ثقتي اتهدت لما خطيبي اتجوز بنت عمي ومش علشان بحبه بس ده وجعني .. هو وجعني وهي وجعتني .. ثقتي اتهدت لما كل واحدة تشوفني تسألني خطيبك سابك ليه واتجوز بنت عمك ؟ .. ثقتي اتهدت لما تيجي فرصة تدريب زي دي وبابا يرفض لأنه خايف ولأنه شايف إني مش هعرف أحمي نفسي فهو بيفرض عليا الحماية .. عرفت بقي ثقتي راحت فين ؟ عرفت أنا ليه محتاجة أتعين في الوظيفة دي بمجهودي مش بإمضتك يا كريم ! لأني فعلا محتاجة لده .. محتاجة شوية ثقة ..

كريم بتفهم : ماشي يا أمل أنا فاهمك بس رجاء خاص بلاش تعتبريني كريم المرشدي صاحب شركات المرشدي .. تعاملي معايا على إني الشخص اللي واجهتي معاه الموت وقدرتوا تطلعوا من العاصفة .. مجرد كريم وبس ولا أكتر ولا أقل .

أمل هزت دماغها وشبح ابتسامة ظهرت على وشها : حاضر بس برضه رجاء خاص بلاش حد يعرف اللي حصل وإني أعرفك من قبل كده ينفع تطاوعني في ده !

كريم ابتسم : علم وينفذ .. حاضر يا ستي هطاوعك .

أمل بتردد : عندي طلب كمان .

كريم بصلها بانتباه : قولي .

أمل : أرجوك بلاش مناهدة أنا مش حمل المناهدة .. يعني لما أقول لا ياريت تتقبل ال لا دي ولو قلت اه يبقى اه صدقني أنا تعبت من كتر المناهدة في كل حاجة .. أنا حتى الأكل بقيت بناهد عليه فممكن تتقبل ده مني ! يعني مره واحدة ولو قلت لا تقتنع باللا دي والعكس .

كريم ابتسم : حاضر يا ستي مش هناهد قصادك وهتقبل ال لا وال اه بتاعتك من مرة واحدة .. ولا يهمك يا أمل .عطاها ظهره و داس على الزرار علشان الأسانسير يكمل وبصلها بهزار : وبعدين معيدة ايه اللي كنتي عايزاها ! آخرتها تبقي مدرسة ! أنتي مهندسة كمبيوتر يعني أذكى ناس على وجه الأرض مش مدرسة بطلي هبل قال مدرسة قال .

أمل كشرت : معيدة في هندسة غير المدرسة .

كريم بتريقة : برضه مدرسة .

أمل بغيظ : مالهم المدرسات يعني ! ها ! مش هم اللي علموك وكبروك لحد ما بقيت مهندس من أذكى ناس على وجه الأرض .

كريم بصلها واتراجع : لا أنا مش ضد المدرسات ولا بعيب فيهم ما تقلبيش الترابيزة عليا .. قم للمعلم وفه التبجيلا .. دي أرقى مهنة فما تقوليش كلام على لساني أنا ماقلتوش .. أنا بس بقول إنك مهندسة مش مدرسة لكن ما عيبتش في المهنة نفسها .

أمل بتريقة والباب بيفتح : أيوة أيوة صح .. صدقتك أنا .

الباب اتفتح وكريم كان هيرد بس في موظفين داخلين فسكت وخرجوا مع بعض وأخدها لمكان أصحابها ..

أول ما دخلوا مؤمن شاف أمل وابتسم : أهلا از .....

كريم قاطعه بسرعة وشاورله لأن أمل اتوترت : أهلا يا مؤمن معلش اتأخرت عليك .

مؤمن كشر ومش فاهم حاجة وكريم قرب عليه وهمس : ما تسلمش عليها .

مؤمن كشر بعدم فهم وكريم بص للمتدربين كلهم : أهلا بيكم في شركتنا المتواضعة وأتمنى تستفيدوا من تدريبكم هنا .. ولأول مرة نعمل استثناء لحد بس لأن الحد ده يستاهل .. دي زميلتكم أمل عبدالله الأولى على دفعتها طول سنين الكلية .

أمل كانت هتعترض بس كريم كشرلها وكمل كلامه : ولأنها الأولى ماكانش ينفع نرفض طلب تدريبها هنا .. أنا كريم المرشدي وده مؤمن الدخيلي نعتبر ماسكين الشركة مع بعض هتشوفونا بس مش كتير في تدريباتكم وأتمنى ليكم التوفيق وأي سؤال أو استفسار ما تترددوش أبدا إنكم تسألوه ..

الباب خبط ودخل حد كلهم بصوله وخصوصا أمل وصحابها

عايدة همست : وده ايه اللي جابه هنا ده اوعى يكون هيتدرب هنا !

مروة بهمس : مش هو غني ! ما يروح يتدرب عند أبوه .

أمل بصتلهم : واحنا مالنا بيه .. ما يتدرب مطرح ما يتدرب ..

عايدة بغيظ : يارب م/ كريم يطرده .

أمل بصتلها بغيظ : على أساس إننا في محاضرة ويطرده علشان اتأخر .

قاطع حوارهم كريم : افندم !

عمرو ابتسم : سوري يا باشمهندس اتأخرت اعذروني بس ماكنتش لاقي ركنة للعربية وماكانش في حد على باب الجراچ فده أخرني سوري .

كريم بصله كتير من فوق لتحت وما ارتاحلوش فعلق : لو وحط تحت لو دي الف خط بس لو حصل واتعينت هنا مابقبلش أي تأخيرات لأي أسباب مهما كانت .. تخرج من بيتك وأنت عامل حساب لأي ظرف ممكن يحصلك في الطريق ولو في عذر تتصل وتبلغ الإدارة وتاخد يومك أووف .. اتفضل .

عمرو ابتسم : شكرا يا فندم .

عمرو دخل وقبل ما يقعد شاف أمل فابتسم : أمل ازيك .

كريم اتنرفز منه أكتر : حضرتك قاطعت كلامنا وعطلتنا فأكيد مش هنتظرك كمان تسلم على زمايلك .

كريم بص لأمل اللي كانت مكشرة وباصة قدامها بهدوء وقرر إنه لازم يعرف سر معرفتها بالشخص ده لأنه مش النوعية أبدا اللي هي ممكن تعرفهم .. ولو طلعت تعرفه يبقى الظاهر إنه حكم عليها غلط ...

مؤمن لاحظ سرحان كريم وتركيزه على أمل وعمرو اللي دخل ده وسكوته فاتدخل هو وبدأ يكمل كلام كريم : احنا هنا هتلاحظوا إن عندنا قوانين وصارمة وللأسف مش بنتسامح في تجاهلها أو خرقها .. هتمروا على كل الأقسام وهيكون معاكم مهندسين يشرفوا على تعليمكم وتدريبكم .. ولو في أي مشكلة واجهتكم ممكن تلجأوا للإدارة أو لو المشكلة كبيرة ممكن تلجؤولي أنا أو م / كريم ومكاتبنا في الدور السادس .. حد عنده أي استفسار .

بنت وقفت اسمها رغد ولابسة جينز ضيق وبلوزة قصيرة بكم قصير جدا أو تكاد تكون بدون كم وميكاب كتير وشعرها مفرود طويل

رغد بدلع : هو سؤالي مالوش علاقة بالهندسة أو التدريب هو فضولي بشكل أكتر .

مؤمن بمجاملة : اتفضلي اسألي .

رغد : ليه الكل هنا لابس زي موحد ؟ أول مرة شركة كبيرة بالحجم ده وبالعالمية دي وتوحد الزي ؟ فايه وجهة النظر !

كريم بص لمؤمن : اسمحلي أرد أنا عليها .

مؤمن ابتسم وشاور بايده : عارف وسايبلك الطلعة دي بتاعتك .

كريم ابتسم وبص للبنت وبجدية : ده قانون أساسي في الشركة والقانون ده هيتطبق عليكم .

رغد بصتله بصدمة : حضرتك عايزنا نلبس الزي ده ؟

كريم بهدوء : مش الزي في حد ذاته بس هيكون في شروط لللبس بتاعكم .

رغد بغيظ : شروط زي ايه ؟

كريم ببرود : أعتقد إنكم استلمتم ورق فيه التفاصيل دي ! بس هقولك .. ممنوع الجينز بأي شكل من الأشكال أو التيشيرتات أنتوا جايين شركة محترمة مش نادي .. اللبس بتاعكم هيكون رسمي وأعتقد كلكم عارفين معني كلمة رسمي ..

عمرو ابتسم وبهزار : طبعا الكلام ده للبنات بس ؟

كريم بصله بتكشيرة : لا طبعا الكلام للكل .. سيادتكم برضه مطلوب منكم لبس رسمي مش شرط بدلة بس على الأقل قميص وبنطلون مش جينز ( بص لبنطلونه المقطع فكمل بتريقة ) وأكيد طبعا مش مقطع بالشكل ده .. لازم اللي يشوفك يحترمك وتدي انطباع كويس عن المرشدي جروب لكن بشكلكم ده أنتوا مجرد شوية شباب رايحين يقعدوا على كافية .. مظهركم مهم جدا وهتستلموا كارنيهات هتعلقوها علشان تتعرفوا وعلشان الأمن يسمحلكم تحت بالدخول للمبني ..رغد وقفت وبتحاول تضايق كريم أو تلفت انتباهه : طيب وبالنسبة للميكاب ؟ ممنوع ؟

كريم تماسك لأنه حاليا كان عايز يطردها من المبني كله ومؤمن لاحظ كريم ومحاولاته إنه يتماسك علشان ما يغلطش

مؤمن بص لرغد وبتريقة نوعا ما : فكريني أنتي جاية هنا ليه ! حاسس إنك موجودة في مكان غلط أو مش مناسب ليكي ! حضرتك مش جاية اتيليه أو حفلة أو مكان تستعرضي فيه لبسك والميكاب بتاعك فلو المكان فوق مستواكي فعادي الانسحاب مقبول ..

رغد كشرت وقعدت بصمت بعد ما مؤمن رد عليها

كريم كمل للكل بتريقة نوعا ما : لو الميكاب هو اللي بيديكم ثقتكم في نفسكم فممكن تحاولوا تعوضوا نقص الثقة ده بالشغل والاجتهاد وإنك تثبتي لنفسك قبل أي حد إنك مهندسة ..

كريم بص لأمل وهي اتوترت وخصوصا لما قرب منها ووقف قصادها : أنا مديون لحضرتك باعتذار لأني كنت غلطان تماما .

أمل باستغراب وحيرة : غلطان في ايه ؟

كريم : في إني قلت إن مهندسين الكمبيوتر أذكى ناس على وجه الأرض .. بعترف المقولة دي خطأ جدا الظاهر إنهم نسبه قليلة أو شواذ لكن مش كلهم أبدا .. فأنا آسف على خطئي الشنيع ده ..

رجع تاني وقف جنب مؤمن وبأسف بصلهم : مهندسين متحمسين المفروض أسئلتكم تكون عن طبيعة تدريباتكم ! طبيعة شغلكم لكن للأسف بتسألوا عن الميكاب واللبس شكلهم ايه ؟ فأنتوا صراحة خالفتوا توقعاتي كلها .

دخل ثلاثة مهندسين علشان يبدأوا التدريب

مؤمن عرفهم : باشمهندس أيمن وحسام وسامح هيكونوا معاكم .

كريم كان خارج وبص للمهندسين : هتدربوهم وهتعلموهم وفي النهاية اللي يستاهل فقط واللي يثبت جدارته هو اللي يكمل معانا هنا .. أما المهتمين باللبس والميكاب فدول مكانهم مش هنا عندي .. هشرف على تدريبهم من وقت للتاني بنفسي . بعد اذنكم .

خرج كريم ومعاه مؤمن وأول ما دخلوا الأسانسير مؤمن خبط كريم في كتفه وكريم زعق : في ايه ياض أنت !

مؤمن كشر : ليه منعتني أسلم على أمل ؟ دي قلة ذوق ؟

كريم بصله بغيظ : علشان ده طلبها هي .

مؤمن فكر في الجملة للحظة وبص لكريم : هي طلبت إني ما أسلمش عليها ؟

كريم استغباه : ايه الغباء ده ؟ هو الكل اتفق عليا النهاردة يثبتولي إن الغباء متوارث في المهندسين ولا ايه ؟

مؤمن بنرفزة : طيب والله ما حد غبي غيرك ! ده معنى كلامك لما بتقولي هي طلبت منك كده !

كريم بصله : يا ذكي هي طلبت إن محدش يعرف إنها تعرفنا برا الشركة وعلاقتنا بيها تكون رسمية جدا زيها زي أي متدرب .. تسمح تقولي بقى كان المفروض أعمل ايه ! كان لازم أمنعك طبعا ولازم نحترم رغبتها .

مؤمن كشر بتفهم وبصله تاني : ليه ماعينتهاش على طول ! مش لازم تدريب أصلا !

كريم أخد نفس طويل وبصله بضيق : يعني أنت متخيل إني مش هعرض عليها ده !

مؤمن بعدم فهم : أنت عايز تفهمني إنك عرضت عليها تتعين وهي رفضت وطلبت تتدرب الأول ؟ ليه ؟

كريم فكر يقوله ايه لأنه عارف إن أمل كلامها ده له هو بس مش للكل فبص لمؤمن : سميه تحدي لنفسها .. عايزة تتعين هنا لأنها تستاهل مش عايزة معروف من حد .. فهمت .

مؤمن احترم تفكيرها بس ما اقتنعش بيه : ماشي حلو التحدي بس كانت اتعينت وأثبتت كفاءتها على مهلها براحتها ! ليه تخاطر بالشكل ده بفرصة زي دي ؟

الأسانسير وقف وكريم نازل : هي حرة دي رغبتها .. ياريت تحترم رغبتها وما تكلمهاش إلا اذا هي كلمتك وتكلمها كأي متدرب .

مؤمن بغيظ : ايه كمية الأوامر دي ! وبعدين ايه ماتكلمهاش وكلمها دي ! محسسني إنها خطيبتك وغيران عليها !

كريم بصله بغيظ : أنا نسيت أقولك النهاردة إنك رخم صح !

مؤمن ضحك : فعلا ماقلتهاش النهاردة .

كريم بصله قبل ما يدخل مكتبه : ماشي يا عم الرخم .. بطل رخامة بقى .

قبل ما يرد عليه كان دخل ورزع الباب في وشه وهو كشر وتمتم لنفسه : والله ما حد رخم زيك أنت .. ده أنا خفة الدم اللي فيا مش في حد ..

************

خالد كان في بيته وبيجهز علشان نازل الشركة ورقية مراقباه : ما بلاش تروح الشغل النهاردة ايه رأيك ؟

خالد بيظبط الكرافتة: ما ينفعش عندي ميتنج مهم .

رقية قربت منه وبتظبط هي الكرافتة وسط استغراب خالد جدا وهمست : اعتذر وخليك معايا النهاردة .. تعال نروح النادي مع بعض .. بقالنا كتير ماخرجناش مع بعض .

خالد بتريقة : ويوم ما نخرج نروح النادي !

رقية بنرفزة : صحباتي كلهم أزواجهم بيجوا معاهم النادي يتغدوا معاهم .. يقعدوا معاهم .. يعبروهم .. دي حتى ناهد صاحبك بيجي يتغدى معاها لو جت النادي .

خالد بتفهم : اه قلتيلي صحباتك ! أنا استغربت برضه الدخله دي .. حبيبتي لما تبقي زي صحباتك أو زي ناهد اللي بتتكلمي عنها ساعتها هبقى أفضي وقتي ليكي واجي أتغدى معاكي .

رقية شهقت : نعم ! لما أبقى زيها ؟ ليه إن شاء الله وهي أحسن مني في ايه ؟

خالد بصلها : بلاش علشان ما تزعليش .

رقية وقفته : لا بلاش ليه ! قول سيادتك أحسن مني هي في ايه ؟ أجمل مني ؟ أغنى مني ؟ عيلتها أغنى من عيلتي ؟ أحسن مني في ايه ؟

خالد بنرفزة : كل اللي قلتيه ده ما يسواش في نظر أي حد .. أحسن منك في اهتمامها بيبتها وجوزها وبتربيتها لابنها .. ومش هتكلم خالص عن دينها وأخلاقها .

رقية بقمة الغضب : دينها ؟ الدين ده بتاع ربنا هو اللي يحاسبني عليه مش أنت وبعدين سيادتك ناقصك ايه ؟ وهي مهتمة بجوزها بايه يعني ؟

خالد كان هيخرج بس بصلها : أنا ميعادي في الشركة الساعه كام ؟

رقية استغربت سؤاله جدا ومافهمتش ايه السؤال ده فبنرفزة : وأنا ايش عرفني أنا !

خالد كمل : بحب الشاي ولا القهوة ؟

رقية حست إن جوزها اتجنن : معرفش وما يهمنيش أعرف ؟

خالد كمل : باخد كام معلقة سكر ؟ طيب أنا عندي أي مرض ؟ هل عندي ضغط مثلا ولا سكر ؟ طيب في أدوية باخدها ؟ طيب بحب ايه في الأكل ؟ طيب بحب أنام بدري ولا بسهر ؟ طيب لما بتعصب ايه أكتر شيء بيهديني ؟ طيب أكتر حاجة بتعصبني ؟ طيب أنا بتعشى ولا بحب أنام خفيف ؟ طيب بحب القراءة؟ ايه هواياتي المفضلة ؟

رقية فهمت أخيرا مغزاه من السؤال ودورت وشها بعيد بضيق وسابته يكمل

خالد بغضب : تحبي أكمل ولا كفاية كده ؟ أنا ممكن أسأل الف سؤال وسيادتك ماعندكيش أدنى معرفة بإجابة أي واحد فيهم فما تجيش تقوليلي دي أحسن منك في ايه ؟ ما تجيش تقوليلي ناقصك ايه ؟ أنا ناقصني زوجة بجد مش واجهة قدام الناس .

رقية بتريقة : واجهة ؟ أنا واجهة ! أنت ما تطولش إني أكون واجهتك أنا كتيرة عليك .

خالد ضحك : خلاص روحي للي أنتي مش كتيرة عليه ايه رأيك ؟

رقية اتصدمت وبصتله ومش مصدقة فهو ابتسم : مش قلتلك بلاش علشان ما تزعليش ! أنا نازل سلام .

نزل وسابها وهي فضلت مكانها شوية مش مصدقة اللي جوزها قاله .. طول عمرها شايفة نفسها كتير جدا عليه .. عيلتها أغنى من عيلته كتير وهي اتنازلت لما وافقت عليه ! دلوقتي بيقول عنها واجهة ! وهو يطول أصلا !مسكت موبايلها واتصلت بملك اللي كانت في طريقها للشركة وفضلت تزعق وترغي كتير وملك سايقة

ملك وقفتها : ماما أنا مش فاهمة أنتي مالك ؟ في ايه يا حبيبتي ؟

رقية بزعيق : سيادته بيقولي أنا مجرد واجهة مش أكتر .

ملك بعدم فهم : سيادته مين وايه ده اللي واجهة ! ماما أنا مش فاهماكي .

رقية بنرفزة : أبوكي هو في غيره ! قالي إني مش زوجة حقيقية وإني مجرد واجهة قدام الناس كزوجة وإنه محتاج لزوجة بجد .. بعد العمر ده كله بيقولي أنا الكلام ده ! وبيقارني أنا بالصعيدية اللي اسمها ناهد هي وابنها المتخلف ويقولي تربيتها ومعرفش ايه !

ملك ملامحها كلها اختلفت لأن أمها داست على الجرح بدون قصد .. كريم وأخلاق كريم وغيرته وخوفه وتصرفاته كلها اللي مفتقداها .. مفتقدة خناقه معاها على لبسها ومكياجها .. مفتقدة غيرته عليها كراجل .. مفتقدة إحساسها بالانتماء لحد .. مفتقدة حتى إحساسها بالخوف والضعف وهي معاه .. مفتقدة إحساسها بأنوثتها وبرجولته هو اللي بتطغى على كل حاجة حواليها .. مفتقداه هو كحد مهم في حياتها

فاقت علي صوت رقية بتزعق :أنتي سامعاني ولا روحتي فين ؟

ملك فاقت : اه سامعاكي يا ماما .. اهدي بس وحاولي تشوفي ايه اللي يرضيه واعمليه .. ماما بابا حد كويس ما تخسريهوش .. صدقيني مش هتكوني مبسوطة أبدا ..

رقية زعقت : في داهية .. ده أنا هعمل حفلة الكل يحكى ويتحاكى بيها .. عمال يتحكم فيا ويبيع ويشتري وكأنه اشتراني .. ايه ده ! رجالة تخنق ! ما أنتي اهو خلصتي من اللي اسمه كريم واديكي عايشة ومبسوطة وملكة زمانك .

ملك دموعها نزلت وزعقت : أنا مش مبسوطة أبدا ولا ملكة ولا زفت .. أنا بشتاق لكريم في كل لحظة يا ماما .. بشتاق لكل تحكماته دي ! بشتاق لغيرته ! لحبه ! أنا مش مبسوطة أبدا من غيره .. كنت فاكرة نفسي هكون مبسوطة لكن كنت غلطانة .. غلطانة ما سمعتش كلام بابا وهو بيقولي اوعي تضيعيه هتخسريه .. غلطانه إني سمعت كلامك أنتي لما أقنعتيني إنه خانقني ..

رقية بتراجع : أنا ماليش دعوة ده كان قرارك أنتي اللي كنتي بتتخانقي معاه وبتقولي إنه خانقك !

ملك زعقت : وأنتي زودتي خنقتي دي بكلامك فضلتي تشتمي فيه وتكلميني عن الحرية وقد ايه جميلة وإني ما أسمحلهوش يتحكم فيا .. فضلتي تسخنيني إني اخد الخطوة دي .. فضلتي تقوليلي ما أسمعش كلام بابا وأرمي كريم .. أنتي فضلتي تزني على وداني لحد ما وصلتيني لمرحلة مش قادرة أتقبل ولا كلمة من كريم وحسستيني إن كله تحكمات مع إن كان صح .. ما تتخيليش قد ايه وحشني إحساس الراجل اللي معايا بالغيرة وقد ايه بيقتل إحساسك إنك عادي ماعندوش نخوة ورجولة .. أنا اتجوزت راجل على النقيض من كريم وللأسف طول الوقت بقارن بينهم وده واجعني أوي .. شايفة سليم إنسان تافه سطحي معدوم النخوة والرجولة .. مش قادرة أحسه راجل أصلا .. فرق زي السما والأرض بينهم ..

رقية زعقت فيها: لأنك متخلفة وفقرية .. زيك زي أبوكي وارثة غبائه .. ما أنتي ملكة في بيتك ما تعيشي ملكة هو لازم راجل يتحكم فيا ! ما تزعليش هروح أتصل بسليم وأقوله يجرجرك من شعرك ويلطشك ليل و نهار علشان تحسي برجولته ده اللي أنتي عايزاه ؟ ده اللي مفتقداه ؟

ملك بيأس : اللي بتقوليه ده إهانة مش رجولة .. كريم عمره ما غلط فيا بحرف أو أهاني بأي شكل أو حتى رفع صوته .. الرجولة مش بالصوت العالي أو الضرب أو الإهانة .. أنتي مش فاهمة حاجة يا ماما .

رقية هزت دماغها بيأس ونرفزة : سيبتلكم الفهم أنتي وأبوكي .. أنا غلطانة إني كلمتك أشتكيلك .. روحي يا ملك دوري لأبوكي على زوجة تليق بيه وتهتم بيه .. وأنتي روحي بوسي ايد كريم وهو هيرجعلك .. ده أنتوا عيلة هم ..

قفلت السكة في وشها وملك فضلت مكانها شوية وأخدت كذا نفس وفتحت المرايا بصت لنفسها ومسحت دموعها وعدلت مكياجها اللي نوعا ما بيديها ثقة في نفسها شوية ودورت عربيتها وكملت طريقها لشغلها ..

********

خالد وصل الشركة وأول حاجة عملها راح لمكتب نورهان بس استغرب لما لقاه فاضي فخرج وشاف السكرتيرة بتاعته : هي م/ نورهان ماجتش لسة ؟

السكرتيرة : مش هتيجي يا فندم ..

خالد كشر : هي ماجتش امبارح برضه النهاردة كمان ؟

السكرتيرة استغربت اهتمام خالد بموظفة : اعتذرت يا فندم خير في حاجة أقدر أساعدك فيها بنفسي ؟

خالد كشر : لا شكرا بس استغربت المكتب فاضي مش أكتر .

دخل مكتبه وهو مستغرب مالها بقالها كام يوم مش مظبوطه أبدا ..

طلع موبايله واتصل بيها بس لقى موبايلها مغلق .. كشر واتصل بنهلة اللي ردت عليه بصوت نوعا ما نايم فاعتذر إنه صحاها

خالد : آسف يا نهلة إني صحيتك .. اعذريني أسيبك تكملي نوم وأكلمك وقت تاني .

نهلة اتعدلت : لا لا أنا صحيت .. عادي يعني ..

خالد بقلق : نور ماجتش الشغل ولا النهاردة ولا امبارح اوعى تكون تعبانة !

نهلة اتنهدت : هي فعلا تعبانة

خالد وقف بتوتر : طيب هجيبلها دكتور واجي حالا .

نهلة بسرعة : لا لا مش دكتور يا خالد لا .. هي تعبانة نفسيا مش جسمانيا ..

خالد بحزن : يا الله برضه .. طيب أنا هجيلها وأقعد معاها شوية .. صح نادر فين ؟

نهلة ابتسمت : ما تقلقش نادر بينزل بدري بيروح الچيم فلو جيت دلوقتي مش هتحتك معاه .. وده الأفضل حاليا وفي الظروف دي .

قفل معاها وبيلم حاجته علشان يخرج واتفاجأ ببابه بيتفتح وملك بتدخل تصبح عليه : صباح الخير يا بابي ؛أنت واقف ! رايح لمكان ولا ايه ؟

خالد بصلها : صباح النور يا قلبي اه ورايا مشوار مهم !

ملك باستغراب : مشوار ايه مهم على الصبح كده ! وبعدين عندنا ميتنج !

خالد بهدوء : عارف وهاجي قبله ما تقلقيش

ملك وقفت في وشه : أنا عايزة أتكلم معاك .

خالد ابتسم : حاضر ياحبيبتي بس مش دلوقتي .. بعدين

ملك استغربته ووقفت تاني قصاده : موضوع مهم .

خالد استغرب إلحاحها ده : حاضر يا ملك بس مش دلوقتي .. على الأقل لما أرجع .

ملك بنرفزة : ايه اللي ممكن يكون أهم مني علشان تسيبني كده وتمشي ؟

خالد بصلها بذهول وحاول ما يتنرفزش عليها : أنتي قدامي اهو سليمة وكويسه فبالتالي مهما يكون اللي عندك أكيد مش مهم أوي للدرجة إنك تقفي في وشي كده يا ملك ! قلتلك هرجع من ملك بإصرار : ماما مهمة

خالد اتنهد وفهم هي عايزة تقول ايه فوقف وبصلها : ريحي نفسك لأن أمك آخر شيء يا ملك ممكن أفكر فيه أو أتراجع عن أي مشوار علشانها مهما يكون تافه مش مهم زي دلوقتي .. نتكلم لما أرجع .

ملك بزعل : أنت ليه مش بتحبها ؟

خالد وقف للحظة وبصلها وحس بيها وبوجعها وفقدانها لكريم لأنه أكتر حد كان عارف إنها هتندم بس ما تخيلش إنها هتندم بالسرعة دي : كل واحد يا ملك بيحصد اللي بيزرعه .. أنا قابلت رقية واتجوزتها وشيلتها اسمي وبيتي هي ماحافظتش على البيت ده ودمرته فما تجيش تلوميني أنا دلوقتي .. أنتي ماحافظتيش على كريم ودمرتي علاقتك بيه فبرضه ما تلوميش غير ملك وبس .. بتبصيلي كده ليه ! أنتي بنتي وحاسس بيكي وحاسس بخنقتك اللي بتحاولي طول الوقت تداريها .. حاسس بيأسك .. حاسس بنظرتك اللي بتبصي بيها لجوزك .. شايفك يا ملك مهما ترسمي ابتسامة على وشك .. حذرتك من ده واترجيتك بس سمعتي كلام مامتك وضيعتيه من ايدك .. حذرتك وما سمعتيش مني ورميتي كلامي عرض الحائط .. دلوقتي عرفتي الفرق بين الراجل اللي بجد والمزيف .. ( بص في ساعته وهو محتاج يروح ويرجع قبل الميتنج فبصلها ) أنا مضطر أروح دلوقتي مشواري ولينا قعدة طويلة أنا وأنتي بس أرجوكي ما تتدخليش في علاقتي بأمك لأنها خلاص بقت

(قضية خسرانة خلاص) Lost case

************************************

في أول استراحة أخذوها المتدربين عمرو راح عند أمل : السلام عليكم ازيك يا أمل .

أمل بصتله وردت السلام : لو سمحت يا باشمهندس عمرو ما ترفعش الألقاب بينا .. احنا كنا في دفعة واحدة لكن ولا كنا زمايل ولا أصحاب ودلوقتي كل واحد فينا في حاله فبلاش تدي الانطباع إننا أصحاب أو زمايل لأي حد .. بعد اذنك .

سابته ومشيت وهو ابتسم وقال لنفسه : ما تتخيليش كل ما بتبعدي عني بتعلق بيكي أكتر ازاي ! يا ريتني كنت عرفتك من زمان ماكنتش خليتك أبدا تاخدي الانطباع اللي أنتي واخداه عني .. بس الصبر جميل .

***************

خالد وصل بيت نورهان وطلع ونهلة فتحتله ورحبت بيه وبعدها بصلها فجاوبته بدون ما يسأل : في أوضتها .

خالد راح لأوضتها وخبط خبطة خفيفة ودخل عندها : حبيبة قلبي أخبارها ايه ؟

نورهان اتفاجئت بيه بس ما أظهرتش ده وفضلت مكانها بنفس قعدتها وهي ساندة دقنها على ركبها وضماهم بايديها وببرود : الحمد لله بخير .

خالد عرف إن مهمته مش سهلة فقرب منها وقعد قصادها : شوفتي جيبتلك معايا ايه !

طلع علبه شوكولاته فخمة وحطها قدامها

نورهان بصت للعلبة ببرود وبصتله : محسسني إني عيلة قدامك !

خالد باستغراب : أنتي بتعشقي الشوكولاتة وبعدين ايه علاقة عيلة بالشوكولاته ! لو سيادتك عيلة فده لأنك زي العيال بتهربي من شغلك .

نور بضيق : أنا مش بهرب من شغلي .. أنا مابقيتش طايقاه .

خالد قلب شفايفه : امممم ماهو ده برضه شغل عيال الواحد يشتغل شهر ولا شهرين ويزهق .

نور زعقت : خلاص أنا عيلة .

خالد اتنرفز : وبعدين بقى يا نور ! أنتي بتعملي كل ده ليه ؟

نور بصتله بغضب : حضرتك عارف كويس أوي ليه !

خالد اتنهد وأخد نفس طويل : طلبك مش هقدر أنفذه يا نور ما تضغطيش عليا اذا سمحتي ..

نور بعياط : ليه ! ليه مش هتقدر ؟

خالد بجمود : ماعنديش إجابة لسؤالك ده .. أنا تخيلت إنك كبرتي وعقلتي وهتشتغلي معايا وتقبلي بظروفي دي لكن أنتي لسة العيلة نفسها مش عايزة تكبري وتفهمي إن في ظروف وقيود بتكون أقوى من الإنسان .. أنا مش هجبرك يا نور ولو عايزة تسافري مع نادر تاني أنتي حرة .. مش همنعك .. ولما تحسي إنك نضجتي كفاية ارجعي .. ودلوقتي أنا راجع الشركة في ميتنج الساعة ١٢ مع كريم ومؤمن وأنا كنت معتمد عليكي في الميتنج ده بس زي ما أنتي قلتي إنك عيلة وده غلطي اعتمدت على عيلة .

سابها وخرج ونهلة وقفت قصاده بدموع : أنا آسفه .. حقك عليا أنا .

خالد ابتسم : ما تتأسفيش أبدا يا نهلة .. لو الزمن رجع من تاني هختار نفس اختياري ده ومش هتراجع عن خطوة واحدة فيه ..

نهلة ابتسمت : حتى بعد كل المشاكل دي !

خالد ابتسم : حتى بعد كل المشاكل دي .

نهلة ابتسمت : طيب ايه رأيك تفطر معانا يمكن المتخلفة دي تطلع تفطر وتنزل معاك الشركة !

خالد بص لساعته وبصلها : طيب شوفيها لو هتطلع تفطر هقعد بس تنزل معايا علشان الميتنج كنت معتمد عليها فلو مش هتيجي يدوب الحق أنا ..

نهلة دخلت لنور : هتطلعي تفطري معانا وتنزلي الشركة ولا خالد يمشي من دلوقتي علشان يلحق يجهز للميتنج !

نور فضلت ساكته وأمها زعقت : ردي عليا هتفضلي قاعدة تندبي كده ولا هتقومي وتقفي وتنزلي وتثبتي للكل إنك قوية ومش عيلة ومش ضعيفة ! هتعملي ايه ؟

نور مسحت دموعها ووقفت : هنزل .. جهزي الفطار أكون جهزت .

خرجت مبسوطة وخالد أول ما شاف ابتسامتها ابتسم لأنها هتنزل معاه ..

قعدوا الثلاثة يفطروا مع بعض وخالد بيتناقش مع نورهان عن الميتنج

نورهان بضيق : مين هيكون في الميتنج من المرشدي جروب ؟

خالد بتفكير : يا كريم يا مؤمن يا الاتنين ! وأعتقد من تكنو هتكون أماني وأنا وملك وأنتي ..

نورهان كشرت : متأكد إن مؤمن هيكون موجود ؟

خالد باستغراب : اشمعنى يعني مؤمن بتسألي عنه ؟ هو ضايقك في حاجة !

نورهان اترددت وهو أصر يعرف بنظراته لها فكملت أكل : لا بس ضايقني آخر مرة لما اعترضت على رأيه فقالي إني لسة بتعلم وقدامي كتير .. بس اتخنقت منه مش أكتر مش بحب حد يحسسني إني طفلة .

خالد ابتسم : هو عنده حق أنتي لسة جديدة في الشغل وطبيعي هتتعلمي مع الوقت وبعدين هو ماحسسكيش إنك طفلة هو الإحساس ده موجود عندك فأنتي اللي بتحسيه .. ده إحساسك أنتي .

نورهان كشرت ويدوب هتتكلم هو ضحك : شوفتي طالما بتتضايقي فده بيأكد كلامي .. المهم يلا علشان اتأخرنا .يدوب هيقوم الباب اتفتح ودخل نادر وشكله كان بيجري أو بيلعب رياضة وأول ما شاف خالد كشر ورمى السلام ومكمل لأوضته

نهلة : تعال افطر ياحبيبي .

نادر بضيق : متشكر .

نورهان قامت ونادر بصلها : أنتي رايحة فين كده على الصبح !

نورهان بصتله : الشغل أكيد .

نادر بنرفزة : بكلمتين على طول بتجري ! أنا مش عارف أنتي امتى هتفوقي وتكبري بقى .

خالد قام : أنت ما تعليش صوتك بالشكل ده عليها .

نادر بصله بغضب : سيادتك ما تتدخلش بينا اذا سمحت .

خالد بصله بغضب : نعم ؟ ما أتدخلش ؟ لا أنا أتدخل وأتدخل غصب عن أنفك كمان ؟ أنت بتتخطى حدودك أوي وأنا مش هسمحلك تتمادى يا نادر فاهم ؟

نادر ببرود : لا مش فاهم ومش هفهم .. وسيادتك مالكش إنك تتدخل لأنك اتخليت عن حقك ده من زمان ولحد دلوقتي بتتخلي عنه .. بعد اذنك .

سابهم ودخل ونهلة فضلت قاعدة في مكانها

محبطة وزعلانة على عيالها

نورهان بصت لمامتها : أنا نازلة عايزة حاجة .

نهلة ابتسمت : شكرا يا حبيبتي .

خالد بصلها : لو في أي حاجة اذا سمحتي كلميني . ما تتردديش..

نزلوا مع بعض ودخلوا الشركة مع بعض وقدام مكتب نورهان اتكلمت مع خالد وهو ابتسم على حاجة بتقولها وبعدها راح ناحية مكتبه .. ملك تابعته لحد ما دخل مكتبه وراحت لنور وقفت على باب مكتبها وبتريقة : حمدلله على سلامة الهانم .

نورهان بصتلها وابتسمت بتكلف : ميرسي .

ملك اتغاظت من لا مبالاتها وبنرفزة : سيادتك الشغل هنا مش بالمزاج هنا يا تلتزمي يا مالكيش مكان .

نورهان وهي محتفظة بابتسامتها : أكيد طبعا ..

ملك اتنرفزت أكتر وأكتر وسابتلها المكان ودخلت لأبوها اللي بيجهز في أوراق للاجتماع وبصلها : أنتي هتحضري الميتنج صح !

ملك بغيظ : اه .. البنت دي بتغيب على فكرة كتير ومش هتنفع معانا .

خالد بصلها باستغراب : بنت مين !

ملك : اللي اسمها نور زفت دي .

خالد هز دماغه برفض وبضيق : طلعيها من دماغك !

ملك باستغراب : طيب ما تطلعها حضرتك من دماغك ونطلعها من الشركة كلها .

خالد بصلها بتحذير : ملك لما أموت ابقي طلعي اللي ما يعجبكيش من الشركة ودلوقتي بعد اذنك مش فاضي وأنتي شكلك فاضية وبتهتمي بكل حاجة إلا شغلك .

ملك خرجت متضايقة من عنده وراحت مكتبها وحاولت فعلا تركز على شغلها بس صعب جدا ..


مؤمن راح لكريم مكتبه وقعد قصاده بدون ما ينطق حرف

كريم قفل اللاب وبصله : خير !

مؤمن بصله شوية وبعدها اتكلم : يا ترى نور هتكون موجودة في الميتنج ؟

كريم ابتسم : الله أعلم ده شيء في علم الغيب ! بس يمكن .

مؤمن بتوتر : أتكلم معاها ؟

كريم بهدوء قام من مكانه وقعد قصاده : تتكلم معاها تقولها ايه ؟ وبصفتك ايه ! أعتقد يا مؤمن إنك الأول تكون عارف أنت عايز ايه قبل ما تتكلم معاها ! أنت عرضت عليها المساعدة وإنك تكون جنبها وحاليا الكرة في ملعبها هي بس برضه أنت لازم تكون عارف أنت عايز منها ايه بالظبط ؟

مؤمن بغيظ : ده أعرفه ازاي مش لما أتكلم معاها وأقرب منها أكتر !

كريم باستغراب : لا طبعا .. أنت عايز يعني تكون على علاقة بيها علشان تقرر هي ايه ؟

مؤمن وقف بنرفزة : مش قصدي كده بالظبط .. بس هي علامة استفهام كبيرة قصادي ومحتاج أفك ألغازها .

كريم اتنهد : فك ألغازها المهم تخلي بالك منها وما تتخطاش أي حدود معاها وبلاش اذا سمحت غباءك المستفحل لأنه ساعات كتير بيزيد عن حده .. يعني حاول تلجمه شوية .

مؤمن بصله بغيظ وبص حواليه : مش لاقي حاجة صراحة أخبطها في وشك .

كريم ضحك وقام من مكانه حط ايده على كتف مؤمن اللي زقه بغيظ وكريم ابتسم : طيب تنكر إنك كنت في منتهى الغباء في آخر مرة البنت كانت هنا فيها ! اهو مش هتنكر ده اللي أقصده .. فكر لقدام ودلوقتي يدوب نتحرك يلا محدش يضمن الطريق والزحمة .

اتحركوا مع بعض وهما خارجين من الشركة كانت أمل داخلة الشركة فمؤمن بص حواليه وهي وقفت وابتسمت وهو قرب : أهلا بحضرتك ازيك .


أمل ابتسمت : أهلا ياباشمهندس مؤمن .

مؤمن بتريقة : بقى حد عاقل يرفض تعيين ويروح يتدرب !

أمل ابتسمت وبصت لكريم المبتسم وبصت لمؤمن : معلش أنا متخلفة حبتين .. أنتوا مروحين ؟

كريم بهدوء : لا عندنا ميتنج .

أمل بحماس : نفسي أحضر ميتنج من بتاع رجال الأعمال ده ! عايزة أشوف بتقولوا ايه فيه !

كريم ابتسم : اهو لو كنتي قبلتي التعيين كنتي حضرتي معانا .. بس ملحوقة بكرا تتعيني وهخليكي تروحي كل الاجتماعات بنفسك ..

أمل بحماس : إن شاء الله .

مؤمن بص لكريم : هسبقك أنا أجيب العربية من الجراچ هات المفاتيح .

كريم عطاه المفاتيح وانسحب على طول كريم بص لأمل : جاية منين كده !

أمل بحرج : كنت بجيب شيبسي ومولتو ليا وللبنات .. تاخد واحد ؟

مدت ايدها بالكيس لكريم اللي ابتسم : برضه شيبسي ! لا يا ستي متشكر .

أمل اتراجعت : نسيت إنك مش بتاكله .

كريم ابتسم بحرج : ماعنديش وقت أصلا ومش بيجي على بالي .. مش بفتكره أصلا .. المهم اطلعي أنتي يلا .

أمل ابتسمت : اوك .. أنت .. أقصد أنتوا هترجعوا الشركة تاني ولا خلاص ؟

كريم ابتسم : الساعه يدوب ١٢ يا أمل أكيد هنرجع مش بنمشي قبل ٥ وده البدري .

أمل ابتسمت : اممم تمام .

كريم بعد ما كانت هتمشي وبالفعل مشيت كذا خطوة وقفها بتردد : أمل

وقفت وبصتله : خير !

كريم قرب منها : مين المهندس اللي دخل متأخر وسلم عليكي ده ! زميلك ؟


العاصفة: الجزء ١ - الحلقة ٢٧

كريم قرب منها : مين المهندس اللي دخل متأخر وسلم عليكي ده ! زميلك ؟

أمل كشرت وبصتله باستنكار : لا طبعا أنا أصاحب الأشكال دي ! لا يمكن .

كريم مالاحظش إنه اتنهد بارتياح وابتسم وهي بتكمل كلامها : أصلا ده كان صاحب سمر الله يسامحها وماكانتش بتفارقه أبدا وبعدها فجأة كده بقى يحضر محاضرات ويطلب مننا محاضرات ناقصاه وورق ويحضر سكاشن معانا .. وحاول يظهر إنه ملتزم يعني .. واتفاجئت بيه هنا أصلا .

كريم ابتسم على طريقتها ونرفزتها : أنا استغربت فعلا لما لقيته بيكلمك وكأنه معرفة أو صحوبية .

أمل ابتسمت : لا ما تقلقش أنا قمت معاه بالواجب وحذرته يرفع الألقاب بينا تاني .

كريم ابتسم وقبل ما يتكلم قاطعه موظف الأمن بينادي عليه وبيبلغه إن مؤمن على البوابة .. أمل ابتسمت : طيب روح اجتماعك .

كريم ابتسم : اوك هشوفك آخر النهار .

أمل بصتله باستغراب وهو بيرجع بضهره : آخر النهار ازاي يعني !

كريم : مع طه ومراته .. سلام .

مشي قبل ما هي ترد وهي كشرت لأنها مافكرتش أصلا تخرج معاهم ..

أمل فضلت واقفة شوية باصة ناحيته بعد ما خرج واتفاجئت بايد بتتحط علي كتفها وبصت كانت عايدة صاحبتها وباقي أصحابها

عايدة باستغراب : أنتي تعرفي كريم ده يا أمل ؟

فاطمة همست : أكيد مش بيقولها هيشوفها مع طه ومراته !

مروة مسكت أمل من هدومها : قري واعترفي حالا وإلا هنقيم عليكي الحد

أمل شدت هدومها من ايد مروة صاحبتها وكشرت : أيوة أعرفه هو ده كريم اللي أنقذني ساعة الحادثة ..

حكتلهم بالمختصر عن علاقتها بكريم وتجنبت ذكر كتير من التفاصيل زي زيارة كريم لهم في فرح طه وغيرها تفاصيل كتير .. كمان قالتلهم علي رغبتها إن الموضوع يفضل بينهم واحترامه لرغبتها دي ..

مروة بتريقة : بس ده طلع معفن أوي ماقدرش يعني يعينك علي طول بدل التدريب ده !

أمل بغيظ : لا طبعا طلع قرار التعيين وكان هيمضيه بس أنا رفضت وطلبت التدريب أنا مش هتعين بواسطة أبدا أنا لو اشتغلت في مكان هيكون بكفائتي فقط

عايدة بتريقة : فعلا الفقر يعرف أصحابه واحنا أصحابه ..

كلهم ضحكوا وطلعوا يكملوا تدريبهم بس كل شوية بيسألوها سؤال عنه أو يعلقوا عليه أو يتكلموا في شكله أو كلامه أو حتي يهزروا بس هو فضل فترة محور حوارهم ..

كريم خرج وركب جنب مؤمن اللي بصله

باستغراب : ساعة ! أنا قلت أصلا هلاقيك على الباب ! يعني سيادتك بتقول هي مش عايزة حد يعرف إنها تعرفنا تقوم تقف معاها كل ده ! وعلى الباب !

كريم بصله باستغراب : بتكلم عادي على فكرة !

مؤمن بتريقة : أيوة فعلا أصلك أنت بتقف كده مع كل البنات اللي في الشركة تتكلم معاهم عادي صح !

كريم كشر وبص لمؤمن : أمل مختلفة عنهم .

مؤمن بهدوء : أيوة أنا عارف إنها مختلفة بحكم الظروف اللي مريتوا بيها مع بعض وبحكم مرواحنا بلدها وحضور فرح أخوها أنا عارف الكلام ده .. بس في الشركة محدش يعرف خلي بالك مش أكتر .

كريم كشر وبص لقدامه لأن مؤمن عنده حق في كل كلمة نطقها .. لازم يخلي باله لأنه مش هيسمح لحد يتكلم كلمة واحدة في حقها .. وهي بالفعل أصلا مش متحملة كلام أي حد من اللي حواليها .. فما بالك لو كان هو سبب جديد للكلام عنها !! اتنهد بخنقة من نفسه ومن تصرفه الغير مسئول

وصلوا عند خالد وقعدوا في الاجتماع وملك قعدت قصاد كريم وبصتله : ازيك يا كريم .

كريم بصلها وابتسم : أهلا يا ملك ..

مؤمن بص لخالد : هنبدأ ولا ايه ! ولا في حد ناقص ؟

كريم ابتسم لأنه عارف مؤمن يقصد مين !

الباب خبط ودخلت أماني وقعدت مكانها واعتذرت عن تأخيرها وبصت لكريم وسلمت عليه برضه وملك كشرت واستغربت نظراتها

الباب خبط تاني والمرة دي نورهان جايبة كذا ملف في ايدها وجهاز اللاب بتاعها وسلمت على الكل وحطت اللاب وشغلته وبصت لخالد يبدأ هو الاجتماع وهي تكمل

مؤمن معظم الوقت مركز عليها هي أكتر من تركيزه على كلامها وده وترها جدا ..

ملك مركزة مع كريم وحركاته ونظراته ومع أماني اللي من وقت للتاني بتخطف نظرة لكريم .. بس هو مش ملاحظ ..

اشتركوا كلهم في النقاش وتحديد نقاط الأهمية والقوة والضعف وايه اللي محتاج يتعالج أو يتراجع .. وبعد ساعتين خلصوا وقعدوا كلهم يتكلموا

نورهان بتريقة لمؤمن : أتمنى إني أكون المرة دي عرفت أعبر عن رأيي صح ولا حضرتك عندك أي اعتراضات !

مؤمن اتحرج : خلي قلبك أبيض يا نور بقى .

ملك بصتلهم باستغراب : في ايه لكل ده !

مؤمن بصلها : عادي يا ملك بس كنت متنرفز وهي عارضتني فطلعت نرفزتي عليها فسوري يا نور ماكانش قصدي .

نور ابتسمت أما ملك بصتلها بغيظ وبصت لمؤمن : أنت مش المفروض تعتذر لحد كمان هي أصلا مالهاش إنها تعترض على حاجة أنت تقولها ! المفروض تكون عارفة حدودها كويس .

نور بصتلها : أنا عارفة حدودي كويس ومش بتخطاها أبدا .

كريم ومؤمن كانوا هيتدخلوا بس خالد وقف وبص لملك : وبعدين ! احنا مش هنبطل لعب العيال ده ولا ايه !

ملك وقفت بنرفزة : حضرتك اديتها حجم أكبر من حجمها كتير .

خالد بصلها : الاجتماع خلص روحي مكتبك يا ملك

ملك بصتله بصدمة مش مصدقاه : أنت بتقولي أنا الكلام ده !

خالد بهدوء : طالما مش عارفة تسيطري على أعصابك يبقى روحي مكتبك أيوة.

ملك سابتهم وخرجت بعنف والكل قاعد ساكت ومش عارفين يقولوا ايه !

خالد بحرج بصلهم : اعذروني يا جماعة بس ملك فعلا أعصابها تعبانة فأتمنى تقبلوا كلكم أسفي .

كريم بحرج : لا أبدا مافيش حاجة أصلا مستاهله الأسف .. خليها ترتاح شوية أو تاخد إجازة تريح أعصابها .

خالد هز دماغه وغير الموضوع وبص لأماني : أماني أنتوا جهزتوا الدفعة اللي طلبناها بشكل مبدئي صح .

أماني بسرعة : اه جهزناها وهنبدأ توزيعها من بكرا.

كريم بصلها : تمام بس الدفعة الجديدة من الأجهزة تبدأوا تعملوها بالمواصفات اللي عدلناها ! وياريت مايكنش في تأخير .

أماني ابتسمت لكريم : أكيد طبعا ما تقلقش حضرتك

كريم مبتسم بمجاملة : أنا مش قلقان لأن وظيفتك هي إنك تمنعيني من إني أقلق .

أماني ابتسمت : أكيد طبعا هنكون عند حسن ظنكم .

كريم : وده أنا واثق فيه .

مؤمن لأماني : ده كان أهم سبب لاختيارنا لشركتكم يا أماني هو الدقة في المواعيد بتاعتكم .. ( بص لنور ) سلميها يا نور كل التعديلات اللي اتناقشنا فيها ولو في أي استفسارات كلميني .

كريم ابتسم وبص لمؤمن اللي كشر كنوع من التحذيرات

خالد وقف : طيب بقولكم ايه ما تيجوا نتغدى مع بعض كلنا ؟

كريم وقف : براحتكم أنتوا لكن اعذروني أنا لازم أروح الشركة في شغل كتير ورايا .. مؤمن هتيجيمؤمن اتنرفز إن كريم وقف بسرعة بس اضطر يقف معاه : أكيد طبعا هاجي .

البنات وقفوا وبصوا لبعض والكل بدأ يخرج وخالد سلم عليهم وانسحب لمكتبه ونورهان اعتذرت منهم بحجة إنها هتجهز لأماني نسخة من الملفات تاخدها معاها ومؤمن بص لكريم : اديني دقيقة وهحصلك .

كريم هز دماغه و بص لأماني اللي واقفة جنبه : أخبارك ايه يا أماني ؟ معادش حد بيشوفك في الشركة عندنا .

أماني بابتسامة خجولة : عادي .. بعد ما اترقيت المسئوليات زادت طبعا .. وأنت ايه أخبارك ؟ عملت ايه مع البنت اياها !

كريم ابتسم وبصلها : هي فهمت لوحدها وبعدت ..

مؤمن دخل ورا نور المكتب وهي بصتله بكبرياء : خير يا بشمهندس !

مؤمن بغيظ : من امتى بتقولي باشمهندس !

نور بصتله : ده لقبك عادي يعني !

مؤمن قعد على حرف مكتبها وبصلها : أخبارك ايه دلوقتي ! طمنيني أحسن ؟

نور بصت للأرض لأنها افتكرت انهيارها قصاده وهو متابعها وكمل : أتمنى تكوني أحسن دلوقتي يا نور

نور اتنهدت : اه الحمد لله أحسن .

مؤمن وقف وقرب منها : أنتي ليه كنتي متضايقة أوي كده ساعتها ! وليه كنتي كارهة الرجالة بصفة عامة ! مين اللي قدر يضايقك بالشكل ده يا نور ؟

نور شغلت نفسها بالملف وبتقلب فيه فمؤمن اتنرفز وقفله من ايدها : أنا بكلمك ردي عليا .

نور بصتله باستغراب : على فكرة أنت بتتخطى حدودك كتير وأنا بعديها براحتي .

مؤمن بتريقة : لا ماتعديهاش يا ستي بس جاوبيني ايه اللي غيرك كده !

نور بضيق : أنا مش عايزة أتكلم ممكن؟

مؤمن بضيق : يا نور اديني فرصة .

قاطعه دخول أماني وخبطها على باب المكتب : ممكن أدخل .

نور بصتلها : طبعا يا أماني اتفضلي باشمهندس مؤمن كان بيستفسر على كام نقطة وبيوصيني أسلمك نسخة .. طيب يا باشمهندس ما تقلقش كل حاجة هتكون مظبوطة باذن الله .

مؤمن ابتسم : باذن الله .. يلا أشوفكم بعدين .

خرج وراح لكريم اللي واقف منتظره قدام الأسانسير : ده أنت رخم .

كريم باستغراب : لا حول ولا قوة إلا بالله .. يا ابني أنا جيت جنبك !

مؤمن بغيظ فتح باب الأسانسير ودخل ووراه كريم وبصله بنرفزة : يعني أنت مش قادر تخلي أماني معاك دقيقتين يا كريم ؟

كريم باستغراب : أخليها معايا ازاي يعني ؟ اتكلمت معاها وهي ردت وخلص الكلام أكتر من كده يبقى بفتح كلام معاها تاني وأنا ما صدقت إني قفلت حوارها !

مؤمن عارف ده كويس بس هو متغاظ : خلاص انزل استناني في العربية

كريم اتنهد : أنت اللي كنت سايق ومفاتيح العربية معاك .

مؤمن اتنرفز أكتر وبصله : والله أنت غلس .

كريم ضحك : فعلا عندك حق أنا غلس أنا آسفلك يا سيدي .

وهما راجعين الشركة كانوا واقفين في إشارة وكريم لمح حاجة برا فبص لمؤمن : استناني لحظة .

مؤمن حاول يوقفه أو يمنعه ينزل بالشكل ده في نص الطريق بس كريم ما عبروش ونزل جري وسط ذهول مؤمن التام

الطريق فتح واضطر يركن على جنب لحد ما كريم يجي ويفهم في ايه وراح فين وليه نزل يجري بالشكل ده من العربية ؟؟

كريم رجع ودخل مكانه ومؤمن بصله باستغراب : عملت ايه سيادتك وايه الكيس ده !

كريم طلع كيس شيبسي وبص لمؤمن : عايز آكل شيبسي عادي يعني ! تاكل ؟

مؤمن فضل شوية باصصله ومش مستوعب وردد : شيبسي ! أنت ! ليه !

كريم بصله : نفسي راحتله .. ايه الغريب في ده ؟ عادي !

مؤمن هز دماغه : اممم عادي قلتلي ! طيب هات كيس .

أكلوا الشيبسي والاتنين مستغربين من نفسهم أصلا لأن دي تقريبا أول مرة يعملوها ..

مؤمن باستغراب : بس برضه ليه شيبسي ؟

كريم ضحك وما ردش عليه بس أفكاره راحت للي قالتله على الشيبسي !

آخر النهار كريم اتصل بـ طه يحدد هيقابله فين وازاي واتفقوا يجيب معاه مؤمن ..

كريم راح لمؤمن أوضته فبصله بتعب : نعم .

كريم بأمر : اجهز علشان هننزل .

مؤمن كشر : ننزل فين ؟

كريم ابتسم : هنقابل طه .

مؤمن بصله شوية : طيب هو صاحبك ما اعترضناش .. هتنزل تقابله مفيش مانع .. لكن أنا اجي معاك ليه ؟ أنا عايز أنام .

كريم قرب وشد الغطا من عليه : قدامك عشر دقايق تكون استاند باي .. اتفضل قوم يلا .. ده أنت رخممؤمن بيشوح بايديه وبيضرب كف بكف : أنا اللي رخم برضه

كريم وهو خارج : رخم نفس نوع رخامتي عليك وأنت خارج من مكتب نور .

مؤمن كشر واتعدل : بجد أنت أوڤر رخامة .

كريم ابتسم : عارف اجهز يلا .

نزلوا الاتنين وهما خارجين ناهد وقفت قصادهم : على فين إن شاء الله أنتوا الاتنين !

كريم ابتسم : خارجين هنقابل طه .

ناهد فكرت شوية : طه مين ؟

كريم بيفكرها : أخو أمل هو هنا ومعاه أمل ومراته ..

ناهد بصتله كتير بذهول وهو مستغرب نظراتها وبص لمؤمن وهمس : مالها بتبصلنا كده ليه !

مؤمن بهمس : أنت بتسألني أنا ؟ مش أمك دي ولا ايه ؟ أنا ايه عرفني وبعدين بتبصلك أنت ... أنت لوحدك مش احنا .

كريم كشرله وبص لمامته وابتسم : حبيبة قلبي في حاجة ؟

ناهد كشرت : هو أنت ما اتعلمتش ولا ذوق ولا أدب ولا أصول ولا أي حاجة خالص كده !

كريم ومؤمن بصوا لبعض وكريم مش فاهم مامته بتكلمه كده ليه أصلا !

بصلها بذهول : خير يا ماما في ايه !

ناهد قربت منه ومسكته من ياقة قميصه : هو أنت لما روحت بلد طه عملوا معاك ايه ! روحت قضيت الليلة في بيتهم ولا لا ! اتعشيت في الفرح واتعشيتوا تاني في بيتهم ولا لا ! فطرتم الصبح ! حملوكم هدايا وأنتوا ماشيين ! حصل ده كله ولا ما حصلش !

كريم باستغراب بص لأمه : حصل فعلا بس ايه برضه مش فاهم !'

ناهد شدته جامد عليها : في إنك كده بخيل يعني هم أكرم منك ورفضوا يسيبوك تمشي وأنت الواد هنا هو ومراته وأخته وسيادتك مش قادر تعزمهم في البيت ! ده ايه البخل ده يا كريم !

كريم فهمها ويدوب بينطق : ماهو أصل يا ماما .....

زعقت ناهد : ولا أصل ولا فصل اتصل بيه اعزمه على البيت يلا .

كريم بيحاول يفهمها : يا ناهد اسمعيني بس أنا كنت هقابله الليلة وأعزمه بكرا يجي يتغدى معانا هو وعيلته .

ناهد بتريقة : ولو كان مسافر الصبح يا ذكي ! مش المرة اللي فاتت جه يدوب صد رد ! يمكن برضه المرة دي كده !

مؤمن بص لكريم : ممكن فعلا يكون جاي يوصل أمل ويمشي الصبح طالما استقرت .

ناهد بفضول واستغراب : أمل استقرت ! استقرت فين !

مؤمن : في الشركة عندنا هتتدرب مع الخريجين الجداد اللي طلبناهم .

ناهد كشرت وبصت لابنها وهزت دماغها باستغراب من ابنها ومرة واحدة ضربته علي دماغه بهزار : أنت بجد سيبتها تتدرب عندك في الشركة !

كريم كشر باستغراب : أنتي عايزاني أعمل ايه طيب يا أمي !

ناهد زعقت : تعينها على طول يا كريم هي دي محتاجة سؤال .

كريم نفخ بضيق وبتريقة : يا ترى أنا ليه مافكرتش في ده !

ناهد كشرت : علشان غبي ؟

كريم بصلها شوية وبص لمؤمن اللي بيضحك عليه ورجع بص لأمه : أنا هجاوبك يا ست الكل .. أنا عرضت عليها ده وهي رفضت التعيين وطلبت إنها تتدرب مع زمايلها ولو هتتعين تتعين بكفائتها مش بجرة قلم مني كده جاوبتك !

ناهد ابتسمت وأعجبت بأمل وتفكيرها بس كشرت وبصت لابنها : برضه كنت أصريت أنت أكيد ما أصريتش عليها أنا عارفاك ما بتعرفش تعزم كويس .

كريم ضرب كف بكف : طيب أقولها ايه دي ! بصي أنا هتصل بيهم وأنتي تعاملي براحتك .

ناهد مكشرة بهزار : هات أيوة .

كريم اتصل بطه : أيوة يا طه ازيك .

طه : أهلا ياكريم .. احنا خارجين اهو من البيت وشوف هنتقابل فين !

كريم ابتسم : عندي هنا في البيت .. ماما عرفت إنكم هنا وبهدلتني أصلا إني ما جيبتكش على هنا .

طه اتحرج ومش عارف يقول ايه : سلم عليها كتير بس اعذرنا المرة دي أنا يدوب جاي أوصل أمل زي ما أنت عارف وراجع على طول وخصوصا إني سايب بابا لوحده في المعرض .

ناهد جنبه : مش قلتلك هات التليفون يا كريم هات .

ناهد أخدت التليفون وسلمت على طه وبعدها : منتظراكم في البيت يا طه نتعشى مع بعض وأشوف عروستكطه : اعذريني ......

قاطعته : أكيد عروستك حلوة يا طه متحمسة أشوفها .

طه : بس أصل ......

قاطعته : أنت عارف عنوان البيت صح ! ولا كريم يجيلك .

طه : يا ست الكل ا......

قاطعته : يلا ما تتأخرش أمل كمان واحشاني كتير هنتظركم يلا .

طه : يا .......

قفلت ناهد الخط وطه بص للموبايل في ايده وجنبه أمل وغادة متنحين له

غادة بصت لجوزها وبتتريق عليه : بس ..أصل .. يا .. ده اللي عرفت تقوله يا طه !

طه بصلها : ما عطتنيش فرصة أصلا أتنفس مش أتكلم ! وبعدين .

موبايله رن تاني وبصلهم : ده كريم .

رد عليه : أيوة يا كريم .

كريم بضحك : أنا منتظرك في البيت يلا فاكر العنوان ولا أقابلك !

طه بحرج : يا كريم بلاش البيت خلينا نتقابل برا أفضل .. وبعدين أنا ....

كريم بضحك : بص أنت سمعت ماما بنفسك وبعدين زي ما اتعمل فيا في بلدكم يتعمل فيك هنا يا باشا .. ده أنت مامتك لقيتها مره واحدة بتقول وصلنا البيت يلا ادخل بات اتعشى نام .. أنا أصلا ولا عرفت اخد معاها حق ولا باطل .

طه بضحك : وبتردهالي دلوقتي ؟

كريم ضحك : اماااال .. لازم أردهالك .. يلا بقى تعال وبعدين الحق يتقال هي عايزة تشوف أمل وتشوف عروستك .

طه اتنهد : حاضر هجيبهم .. مسافة الطريق .

طه قفل وبصلهم : اجهزوا خليني بس الأول أكلم بابا وأبلغه .

اتصل بأبوه وبلغه باللي حصل وأبوه اعترض إنهم يروحوا في الأول بس سميرة كلمت طه وقالتله يروح وبعد ما قفلت بصت لجوزها : أنت مش عايزهم يروحوا ليه !

عبدالله : يعني علشان الواد جه هنا وأكل لقمة نروح بقى نطبق عليه ! هو بيعزم مش أكتر .

سميرة كشرت : أنت شايف إن كريم بتاع عزومة مش أكتر !

عبدالله كشر : بس برضه مايبقاش أكل لقمة نروح بعدها ناكل لقمة .. مش دي قصاد دي .

سميرة باستغراب : يا راجل اللي بيود حد ما بيحسبهاش كده .. لقمة قصاد لقمة دي .

عبدالله اتنهد : أنتي مش قلتيلهم يروحوا اهو هيكلمونا ويشوفوا مقابلتهم ايه وربك يسهل كريم قفل الموبايل وابتسم وفضل شوية باصص للموبايل مبتسم ومالاحظش ناهد اللي جنبه مراقباه إلا لما خبطته : أنت مبتسم كده ليه ؟

كريم بصلها مستغرب : مبتسم ؟ أنا مبتسم ؟ بجد ؟

ناهد بتريقة : اه بجد ! والابتسامة من الودن دي لدي !

كريم كشر : بيتهيألك أنا ورايا شوية شغل هطلع أعملهم قبل ما يجوا سلام .

ناهد بصتله وبعدها بصت لمؤمن فجه يطلع مسكته من قفاه : تعال هنا

مؤمن رفع ايديه باستسلام : أنا عايز أنام .

ناهد شدته : الواد ده مبتسم كده ليه ؟

مؤمن باستغراب : والله ما أعرف .. يعني بيكلم صاحبه هيكشر ليه !

ناهد : اممممم .. طيب أنت ! أنت مالك اليومين دول مش عاجبني .

مؤمن كشر وبتردد : أنا كويس .. كويس جدا كمان .

ناهد بتفكير : جدا كمان ! كده تبقى كداب .

مؤمن بصلها باستغراب : طيب وحيااااااة سيدي الدهشوري .....

ناهد كشرت : مين سيدك الدهشوري ده ! قر واعترف حالا .. أنت بقالك فترة مش عاجبني وعلى طول لوحدك وتيجي تنام وتنزل الصبح بدون رخامتك المعتاده فيك ايه بقى !

مؤمن ابتسم : في إني فعلا عايز أنام ودلوقتي برضه عايز أنام على فكرة فخليني أنام شوية قبل ما الضيوف يجوا .

ناهد قعدته جنبها على الانتريه : لما تقولي مالك هسيبك تفرفص مني غير كده نوووو أنت متخانق مع ابوك ؟ عاصم مزعلك في حاجة !

مؤمن اتنهد : لا يا عمتو مفيش صدقيني حاجة مزعلاني .

ناهد بتفكير : طيب عمك حسن زعلك ولا قالك حاجة أو كريم نفسه مزعلك ! أي حد !

مؤمن بصلها : لا أبدا والله .. عم حسن زي بابا ويمكن أكتر شوية وكريم أنتي عارفانا مش بنزعل من بعض ولو اتخانقنا بنتصالح عادي صدقيني مفيش حاجة .

ناهد رفعت حاجب وبتفكر : يبقى كده الموضوع فيه بنت !

مؤمن وقف : أنا طالع أنام .

ناهد شدته قعدته تاني : اسمها ايه ! اخص عليك هتخبي عليا !

مؤمن وقف بضيق : أصلا مفيش حاجة علشان أخبيها وبعدين أنا مش فاهملها قصة فمفيش حاجة أحكيها .

ناهد ابتسمت : لا كده يبقى سيادتك تحكي بالتفصيل الممل وتسيبني أنا أحكم وأعرفك راسها من رجليها .

مؤمن مكشر ومخنوق : بصي هي كانت ظريفة ودمها خفيف وبتهزر وحسيت إني مميز بالنسبالها ..

حكالها كل حاجة بالتفصيل وكل التغيرات اللي حصلت وهي بتسمعه

مؤمن : بس دي حكاية نورهان أنتي شايفة بقى ايه ! هل فعلا أنا تخيلت إن في حاجة ولا هي في مشكلة ولا ايه !

ناهد بتفكير : الأول قل لي هي حلوة نورهان دي ولا عادية

مؤمن ابتسم : زي القمر .

ناهد ضيقت عينيها : قلتلي زي القمر .

مؤمن اتراجع : في ايه يا عمتو ! أنتي هتتحولي ولا ايه !

ناهد قربت منه : لبسها شكله ايه ! محجبة ولا نوعية ملك ؟

مؤمن بيتراجع بقلق : لا لا مش زي ملك دي محجبة والله ..

ناهد : محجبة ! وجاية من أمريكا ! وكانت بتهزر وتضحك ودلوقتي قفلت !

مؤمن بقلق من عمته : أيوة .. بالظبط ..

ناهد بتفكر وبصتله : أنت بتحبها !

مؤمن بصلها كتير وهو ساكت وبعدها : مش عارف .. بس بحب أشوفها أو عايز أشوفها باستمرار .. بحب أوي ضحكتها .. بتضايق لما بتزعل .. عايز أفهمها أكتر وأقرب منها أكتر .. نفسي أشوفها على طول مبسوطة بس هي غريبة .. يعني تحسيها اتحولت من إنسانة لإنسانة تانية مختلفه تماما ..

ناهد بهدوء : طيب كلمها وافهم منها .

مؤمن بضيق وبنرفزة وقف : ما أنا بقولك يا عمتو مش راضيه تكلمني .

ناهد زعقت : أنت بتتنرفز عليا ياواد أنت .

مؤمن اتراجع بسرعة وقعد جنبها : لا أبدا يا عمتو بيتهيألك .. المهم قليلي أعمل ايه !

ناهد بتفكير بصتله : البنت دي في حد في حياتها .

مؤمن كشر : أنا في حياتها .

ناهد بتكشير : أما أنت واد غبي صح .. ما أنت قدامها اهو ..

مؤمن بعدم فهم : مش فاهم .

ناهد : يعني أنت لما أنا لاحظت إنك متغير سألتك عندك مشاكل مع عيلتك قلتلي لا .. في مشاكل في شغلك لا يبقى علي طول عرفت إن الموضوع فيه بنت .. نفس الشيء للبنت لو ماعندهاش مشاكل في عيلتها ومفيش مشاكل في الشغل يبقى الموضوع فيه راجل وبعدين أنت قلت إنها كانت منهارة وبتشتم في الرجالة بصفة عامة فده مالوش غير معنى واحد .. إن في راجل في حياتها.. راجل بيوجعها .. راجل بيلخبطها..

والراجل ده للأسف مش أنت يا مؤمن

مؤمن أخد نفس طويل وبصلها : بس احنا ما استبعدناش مشاكل في عيلتها أنا معرفش حاجة عن عيلتها أصلا .

ناهد حطت ايدها على ايده : حبيبي أنا مابحبش القصص اللي مش متبادلة .. لو هي مش حاسة بيك وبتبادلك نفس مشاعرك فابعد بلاش تضيع وقت وجهد وتعب في قضية أصلا خسرانة .. لو هي في حد في حياتها ابعد وارحم نفسك وقلبك ..

مؤمن حاول يبتسم لعمته ووقف : عمتو أنا مش بقتنع بالحب من طرف واحد فما تقلقيش .. ينفع بقى دلوقتي أطلع أنام !

عمته ابتسمت وشاورت بدماغها يطلع وفضلت متابعاه بعينيها لحد ما اختفى واختفت ابتسامتها ودعت من قلبها يسعد عيالها الاتنين .. مؤمن غلاوته عندها من غلاوة كريم ابنها بالظبط .....

طلعت أوضتها تصحي جوزها حسن وتبلغه إنهم منتظرين طه وعيلته وحكتله على تدريب أمل ونفس رد الفعل ازاي كريم ما يعينهاش على طول ...

كريم في أوضته عينه على موبايله كل شوية منتظر طه يرن عليه يبلغه بوصولهم .. استغرب نفسه ليه متحمس بالشكل ده !

اتصل هو بطه وعرف منه مكانه وعرض عليه يطلع يقابله بس طه قاله إنه عارف المكان وزيادة تأكيد طلب من كريم يبعتله اللوكيشنمؤمن في أوضته بيحاول يفكر هل فعلا في راجل في حياة نورهان ! ولا عمته بتبالغ ولا ايه ! طلع موبايله وقرر يكلم نور يسألها صريحة هل في حد في حياتها ولا ايه !

بس هيسألها ازاي ! هيقولها ايه ! فضل متردد كتير وبعدها مسك الموبايل ورن عليها

نور : الو ، مين !

مؤمن بتردد : أنا مؤمن يا نور .

نور باستغراب : مؤمن ! جيبت رقمي ازاي !

مؤمن بضيق : سيبك من رقمك دلوقتي أنا عايز أتكلم معاكي شوية .. ينفع ؟

نور فكرت شوية ومش عارفة تقوله ايه وسكوتها طال فهو ردد : نور ! ردي عليا !

نور بأسف : انا ماعنديش استعداد أتكلم في أي حاجة دلوقتي يا مؤمن .. مش مستعدة لأي أسئلة لأن ماعنديش أي إجابات .

مؤمن بحيرة : معناه ايه كلامك !

نور بزعل : ما أنا بقولك ماعنديش إجابات..

مؤمن بإصرار : برضه يعني ايه ؟

نور اتنهدت : يعني أنا عندي مشاكل كتير حاليا يا مؤمن .. سيبني أرتب أموري و أحوالي وأوعدك ساعتها هجاوبك على كل أسئلتك لكن حاليا آسفة ماعنديش إجابات .

مؤمن بحذر : يعني أنتي عايزاني أستنى صح كده !

نور اترددت كتير أوي قبل ما تجاوبه : اه استنى .

مؤمن ابتسم : حاضر يا نور .. خدي وقتك بس رجاء خاص .. أنا موجود يا نور .. أنا ممكن أشاركك مشاكلك دي .

نور ابتسمت بحزن : عارفة إنك قدها بس أرجوك سيبني أحل مشاكلي بنفسي .

قفلت نور وهي ماعندهاش أدنى فكرة ازاي ممكن تواجه اللي جاي ! أو هل ممكن فعلا حد يعرف بمشاكلها دي !

زي ما قالت لمؤمن هي ماعندهاش إجابات للأسف ..

طه رن على كريم يبلغه إنه وصل وكريم نزل يجري من أوضته علشان يستقبلهم اتفاجأ بأبوه وأمه تحت قاعدين واستغربوا الاتنين جريه بالشكل ده

كريم بصلهم : بتبصولي كده ليه !

حسن باستغراب : أنت نازل جري كده ليه !

كريم : أنا عادي على طول بنزل السلم كده .

ناهد ابتسمت : مع إنه مش على طول ومش عادي بس أعتقد طه وصل وأنت خارج تستقبلهم صح !

كريم ابتسم : صح وأنتوا عطلتوني .

ناهد ضحكت : طيب اطلع يا سيدي مش هنعطلك

كريم خرج وحسن بص لمراته باستغراب : عطلناه على ايه !

ناهد بضحك : لا عادي ما تاخدش في بالك المهم يلا نستقبلهم برا ولا لما يدخلوا مع كريم

حسن : لا يدخلوا الأول وبعدين دول كلهم شباب في بعض مش معاهم حد كبير علشان نخرج احنا .

طه طول الطريق هو ومراته بيرغوا وأمل سرحانة تماما .. مش في حاجة معينة بس هي متوترة من الزيارة ديأخيرا وصلوا وقلبها بيدق بعنف مخضوضة أو متوتره أو خايفة المهم إنها مش طبيعية أبدا .. وقفوا قدام البوابة

طه باستفسار : أنتوا شايفين جرس يا بنات ولا نعمل ايه !

غادة بصتله : أنت مش جيت قبل كده مع كريم ! هو عمل ايه ؟

طه وهو بيدور بعينيه على جرس : هو زمر والبواب فتحله .

غادة : طيب زمر أنت كمان والبواب هيطلع

طه متردد بس فعلا البواب فتح الباب قبل ما يزمر وقرب من طه : اتفضل يا ابني .. كريم بيه طلب مني أفتحلكم أول ما توصلوا اتفضلوا .

طه ابتسم : طيب أركن هنا ولا فين !

البواب : لا يا باشا اتفضل بعربيتك وامشي طوالي لحد ما تشوف الفيلا وهناك اركن .

غادة همست لجوزها : هو للدرجة دي أغنياء يا طه ! اذا كان ده مدخل البيت امال البيت نفسه شكله ايه !

طه ابتسم : اه يا ستي أغنياء .. قولي بس ماشاء الله الڤيلا جوا حكاية .

غاده ابتسمت : ما شاء الله ربنا يزيدهم .. أمل أنتي ساكتة ليه !

أمل بصتلها : هقول ايه يا غادة .. لا اله إلا الله !

الاتنين : محمدا رسول الله .

طه : كريم خارج اهو بيستقبلنا .

كلهم أنظارهم اتعلقت بيه وكريم بيشاور لطه يركن وقفل عربيته ونزلوا وهو مبتسم

سلم على طه وبص لغادة : أهلا بيكي يا عروسة ! حمدلله على السلامة .

غادة بحرج : الله يسلمك بس عروسة ايه قدمنا بقى .

كريم بهزار : قدمتوا ايه ! على فكرة لقب عروسة بيستمر لحد سنة اوعي حد يضحك عليكي ويقولك غير كده .

طه بهزار : ما تهدا كده يا عم علينا سنة ايه بس صل على النبي .

كلهم قالوا : اللهم صل وسلم وبارك عليه

بعدها كريم بص لأمل : ازيك يا أمل !

أمل بحرج : الحمد لله بخير .

دخلوا مع كريم وناهد استقبلتهم وسلمت عليهم وفضلت شوية تهزر مع غادة وحسن كمان استقبلهم واستقروا في قعدتهم

حسن بص لأمل : بقى تيجي الشركة تتدربي يا أمل وترفضي التعيين المباشر !

أمل بصت لكريم وبصتله ابتسمت بحرج : ماأقصدش ياعمي عادي .

حسن باستغراب : لا طبعا ده أبعد ما يكون عن العادي .. يا بنتي الناس بيتشقلبوا علشان يعينوا أولادهم في أي شركة كويسة والحمد لله شركتنا أعتقد كويسة .

أمل بحرج : طبعا دي حلم أي مهندس في مجالنا .

حسن : ولما هي حلم أي مهندس أنتي ايه ! ليه رفضتيها ؟

أمل بهدوء : عمي أنا ما رفضتهاش أنا بس محتاجة أعرف أنا لوحدي هل أستحق أكون فيها ولا في حد أحق مني !

حسن بصلها : يا بنتي أصلا الشغل في الحياة العملية بيجي بالممارسة والتدريب مش بالشطارة في الدراسة والمذاكرة .

أمل : عارفة الكلام ده بس أعتقد إن اللي ذكي في كليته هيكون برضه ذكي في شغله .

كريم اتدخل : دي حقيقة الكلية بتوسع أفقك وطريقة تفكيرك لكن للأسف مش بتفيدك في الشغل نهائي .. بتخليكي بس

مش أكتر ولا أقل Open minded

نزل مؤمن سلم عليهم وقعد معاهم وكانت قعدة لطيفة نوعا ما واتعشوا كلهم مع بعض

مؤمن أخد كريم على جنب بعد العشا

كريم : في ايه مالك !

مؤمن بتوتر : أنا كلمت نور .

كريم باستغراب : كلمتها ازاي ! فين ؟ أنت خرجت ؟

مؤمن كشر : يا ابني في الفون ! اتصلت بيها !

كريم ابتسم : طيب وقالتلك ايه ولا وصلت معاها لايه !

مؤمن أخد نفس طويل بضيق : قالتلي إن عندها مشاكل كتير وماعندهاش أي إجابات لأي أسئلة عندي .. ده معناه ايه يا كريم ! عمتو لما حكيتلها الوضع بتقول إن في راجل في حياتها هو اللي ملخبطها وده اللي خلاني كلمتها .

كريم : طيب أنت حسيت ايه من كلامها ! هل فعلا في راجل تاني في حياتها ! ولا أنت ليك أهمية عندها ! أعتقد ده يتحس يا مؤمن مش يتفكر فيه !

مؤمن بصله بغيظ : أنا ولا حاسس بحاجة ولا عارف أفكر أصلا .. بس هي في الآخر لما سألتها ده معناه ايه ! قالتلي أسيبها ترتب أمورها فسألتها يعني أستناكي ! قالتلي أيوة استنى .

كريم ابتسم : طيب خلاص استنىمؤمن بحيرة : ولنفترض إن مشاكلها دي مع راجل تاني ! هل أنا أستنى لحد ما تحلها وبعد كده تجيلي ! يعني لو هي بتحب راجل تاني المفروض أستناها تخلص معاه علشان تيجيلي !

كريم بهدوء : مش كل المشاكل يا مؤمن تتلخص في حبيب .. بس لو كان فعلا في حبيب فهنا أنت فكر وشوف هتتقبل ايه ! كل واحد مختلف عن الثاني مش شرط اللي أنا أقبله أنت تقبله فده هنا قرارك أنت .. بس الأول حاول تعرف ايه نوعية المشاكل أصلا اللي هي بتمر بيها .. ودلوقتي الناس برا وأنت ساحبني هنا هيقولوا علينا ايه ! يلا نطلعلهم يلا ..

طلعوا وقعدوا وشوية وطه وقف والبنات معاه

ناهد وهي قاعدة :أنت فاكر نفسك رايح فين كده إن شاء الله .

كريم ضحك هو ومؤمن وبصوا لطه اللي بصلها : هنروح بقى .. الطريق طويل ويدوب نوصل وبعدين الكل عنده أشغال الصبح .

ناهد وهي مكانها : أولا محدش بينام بدري وثانيا محدش قالك إن دخول الحمام زي خروجه وبعدين عارف لو كنت سيبت كريم يومها يمشي وما مسكتش فيه يبات كنت هعمل ايه ؟

طه مبتسم : تسيبيني أمشي ؟

ناهد كشرت : لا طبعا أنتوا أحرار تمسكوا فيه يبات أو لا لكن أنا هنا مفيش خروج .. أنتوا هتباتوا وبكرا نشوف نتغدى وبعدها نشوف موضوع مرواحكم بقى ..

استمرت المناهدات فترة طويلة بين كل الأطراف وانتهت كالعادة بانتصار ناهد

طه ماكانش عارف يعمل ايه غير إنه يستسلم

الكل انبسط بانتصار ناهد جدا دون معرفة ايه سبب الانبساط ده ..

كريم كل ما عينيه بتتقابل مع أمل بتهرب بسرعة منه واتضايق لأنه مش عارف يكلمها تصلا ومش عارف يشوفها مع إنها قدامه ..

خلصت السهرة وناهد طلعت طه ومراته في أوضة وأخدت أمل في أوضة جنب أوضة كريم على طول ..

كريم في أوضته فضل رايح جاي مش عارف يعمل ايه ! حاسس إنه عايز يتكلم معاها .. مش عارف ليه بس برضه مش عارف ينام .. راح وقف جنب الحيطة الفاصلة بينهم وحس إنه عايز يهد الحيطة دي .. لأول مرة يستغرب نفسه ويستغرب تصرفاته اللي تشبه لتصرفات مراهق .. فكر يطلع البلكونة وينادي عليها تطلع ويدوب وصل للباب استغبى نفسه جدا

ايه حركات العيال دي ! هو ولا عيل ولا مراهق .. بلكونة ايه اللي هيطلع يقف فيها !

الوقت بيعدي والساعات بتمر وهو مش عارف يغمض حتى عينيه ..

أمل في أوضتها متوترة مش عارفه تنام .. بتحاول تنام علشان تدريبها الصبح بس متوترة بدون سبب .. مش عارفه هي بتفكر في ايه بس حاسة نفسها تايهة مش طبيعية أبدا .. حاسة إنها عايزة تخرج برا الأوضة لأي سبب .. فكرت تخرج تشرب ورجعت استغبت نفسها ..فكرت تروح أوضة أخوها بس برضه اتراجعت يمكن يكونوا ناموا !

طيب تخرج البلكونة تتفرج على الجنينة بس لا الوقت اتأخر .. أووووف هي ليه عايزة تخرج أصلا ! ما تنام بقى !

كريم قرر ينزل الجنينة أو يشوف مؤمن يمكن تعدي الليلة دي .. خرج وبيحمحم علشان لو في حد في الطريق .. يدوب مشي خطوتين باب اتفتح وخرج طه بحرج

كريم ابتسم : خير تعال ! شكلك مش جايلك نوم زيي .. أنا كنت نازل أتمشى شوية .

طه بحرج قرب منه : صراحة .. ( اتراجع وبص لكريم ) لا مفيش حاجة .. يلا نتمشي

كريم بانتباه : امال ايه ؟ خير اطلب .

طه بتردد : يعني عادي .

كريم بتفكير : جعان ! عايز تشرب حاجة ! يلا ننزل المطبخ ونقلب رزقنا ها ايه رأيك

طه ابتسم : تمام استنى أجيب غادة تعملنا حاجة نشربها .

كريم : خليها مرتاحة .. احنا نعمل يلا .

طه يدوب مشي خطوة وقف : استنى أشوف أمل لو عايزة حاجة .

كريم ابتسم : اه طبعا شوفها لو جعانة أو عايزة تشرب حاجة تنزل معانا .

كريم استغبى نفسه يعني يدوب قال لطه خلي مراته مرتاحة وأمل خليها تنزل ! ده ايه الغباء اللي بيقوله ده ؟ ركز يا كريم !

طه خبط على أمل اللي فتحت بسرعة وكأنها منتظرة على الباب لدرجة أخوها استغرب وبصلها مستغرب فهي بتوتر : أنا كنت أصلا خارجة لأني عطشانة جدا ومش عارفة فين المياه واتحرجت وأما سمعت صوتك قلت أقولك .

طه ابتسم : طيب تعالي ننزل نعمل حاجة نشربها .

خرجت معاه وشافت كريم وابتسملها بهدوء ونزل قدامهم ودخلوا المطبخ كلهم

طه بذهول : وااو .. المطبخ أبعد ما يكون عن المطبخ .

كريم ضحك : ليه عادي يعني ! المهم تاكل ايه ولا ناكل ايه !

طه بص لأمل : ناكل ايه يا أمل !

أمل بحرج : أي حاجة أنتوا اللي جعانين ! ممكن ساندوتشات ! جبن ! أي حاجة خفيفة .

طه بص لأخته : طيب اعمليلنا .

أمل كشرت : اه علشان كده ناديتلي أعملك ساندوتشات ! مش هتبطل بقى العادة دي أنا قلت بعد ما تتجوز هتبطلها .

كريم مبتسم : ربنا يخليكم لبعض .. أنت ما تتخيلش قد ايه الأخوات دول حاجة جميلة كان نفسي يكون عندي أخت أرخم عليها .

أمل كشرت وبصتله هو كمان : يا سلام هم الأخوات البنات للرخامة فقط .

كريم ضحك وبصلها : مش بس رخامة أعتقد كنا هنبقى أصحاب أوي .. زي أنتي وطه كده .. المهم قولولي عايزين ايه وأنا هعمل يلا اوكازيون .

أمل ابتسمت : لا يا عم قل لي بس مكان كل حاجة وأنا هعمل ماعنديش مانعكريم شاور على التلاجة : فيها كل حاجة طلعي براحتك .

أمل راحت للتلاجة وبتفتحها بس اتفاجئت إنها مش بتفتح معاها .. شدتها مرة واتنين مش بتفتح

طه بتريقة : مالك يا أمل !

أمل بتحاول تالت مفيش فايدة وبصتلهم باستغراب : التلاجة مش بتفتح .

كريم بصلها أوي : يعني ايه الثلاجة مش بتفتح ! ليه مش هتفتح يعني !

قام كريم يفتح هو التلاجة وأول ما شدها فوجئ إنها فعلا مش بتفتح فبص لأمل اللي ايديها في وسطها وبتريقة : ما تفتح يا عم رامبو مالك .

كريم حاول مرة بعد مرة مفيش فايدة بص لأمل : التلاجة مش بتفتح بجد .

طه ضحك عليهم وقام : الله عليكم أنتوا الاتنين وسعولي كده

أمل هترد بس كريم شاورلها تسكت : سيبيه خلينا نشوفه رامبو اتنين ده .

أمل ضحكت : هو رامبو اتنين .

كريم ابتسم : مش أنتي سميتيني أنا رامبو واحد يبقى هو رامبو ٢ .

طه حاول يفتحها ما قدرش وفضل يبص فيها شوية وبعدها بص لكريم بذهول تام : أنتوا قافلين تلاجتكم بمفتاح يا كريم !

كريم بصله بعينين واسعة : مفتاح ؟ التلاجة ! ليه نقفلها بمفتاح !

طه شاور على مكان مفتاح : اهو مكانه وهي مش بتفتح فده معناه إنها مقفولة بمفتاح !

كريم ماعندوش أدنى فكرة ليه تلاجتهم مقفولة بمفتاح وطه باصصله وبيضحك من حرجه

كريم بصلهم وهو في قمة حرجه : طبعا أنا مهما أحلفلك مش هتصدقني إني أول مرة أعرف إن تلاجتنا بتتقفل بمفتاح وإني عمري ما دخلت المطبخ أصلا .

طه لاحظ مدى إحراج كريم فضحك : عادي يا ابني بتحصل في أحسن العائلات .

كريم بصله بذهول : بتحصل ؟ إن التلاجة تتقفل بمفتاح بتحصل !

أمل بابتسامة عريضة : في ناس بتقفلها لو عندها عيال صغيرة علشان شقاوتهم .

كريم بصلها : احنا ماعندناش عيال صغيرة استنوني لحظة هشوف فين المفتاح وأشوف مقفولة ليه دي أصلا .

جه يخرج من المطبخ وطه وقفه : خلاص يا كريم بلاش تعمل دربكة بالليل كده .

كريم بصله : دربكة ايه بس ! مفيش دربكة أنا هسأل بس فين المفتاح ولا نطلب دلفيري ولا أي نيلة أفهم بس استنوني .

طلع عند مامته وهو مش مصدق أبدا الموقف ده .. خبط بهدوء وباباه قاله يدخل فدخل

حسن بانتباه كان قاعد على اللاب : خير يا كريم في حاجة .

كريم بهدوء : ماما نايمة !

ناهد اتعدلت : في حاجة يا حبيبي ! لسة ما روحتش في النوم .

كريم قرب : ماما ليه التلاجة مقفولة بمفتاح !

ناهد بذهول : تلاجة ايه يا حبيبي اللي مقفولة بمفتاح دي !

كريم باستغراب : التلاجة اللي في المطبخ تحت ! نزلت أنا وطه وأمل نعمل أي ساندوتشات لقينا التلاجة مقفولة بمفتاح .

حسن بذهول : تلاجتنا مقفولة بمفتاح ؟ ليه ! ناهد ليه قافلاها ؟

ناهد اتعدلت : أنا ناسية أصلا إن لها مفتاح علشان أقفلها ! كريم أنت بتهزر صح ؟

كريم باستغراب : أنا كنت في نص هدومي .

ناهد قامت ولبست اسدال ونزلت مع كريم

أول ما دخلت أمل بصلتها : برضه صحاكي كنتي خليكي مرتاحة .

ناهد ابتسمت : لا ماكنتش لسة نمت أصلا بعدين ازاي التلاجة مقفولة !

طه استغرب إن أهل البيت ما يعرفوش حاجة عن المطبخ وضحك مع نفسه

حاولت تفتحها ماعرفتش وكريم اتريق : يعني أكيد جربنا كلنا نفتحها يا ماما .

ناهد مكشرة بتفكر : اسكت أنت .

كريم بص لقدامه : سكت .

ناهد بصت حوالين التلاجة تشوف المفتاح بس ما لقتهوش وبصت لكريم : يعني ايه تلاجة تتقفل بالمفتاح !

كريم ضحك : أنتي بتسأليني أنا !

ناهد بصت لابنها : هات موبايلك

كريم باستغراب : اتفضلي بس هتتصلي على مين كده الساعة ٢ بالليل !

ناهد : على الست أم فتحي أشوف ازاي تقفلها أنت مسجلها بايه !

كريم : أم فتحي هسجلها بايه يعني !

ناهد بصتله : أنت يا واد ما تعرفش ترد على قد السؤال خالص !

كريم بهزار : لا مابعرفش .

كريم لاحظ إن أمل ابتسمت وبصت للأرض

ناهد فاتحة الاسبيكر وأم فتحي بترد بصوت نعسان : خير يا كريم يا ابني .

ناهد بغيظ : أنتي يا ست أنتي قافلة التلاجة بمفتاح !

أم فتحي اتعدلت بسرعة : يقطعني يا هانم والله نسيت أفتحها قبل ما أمشي

ناهد : قافلاها ليه أصلا ! قافلة على الأكل يا أم فتحي ! ده كلام !

أم فتحي بسرعة : والله أبدا ما حكاية أكل بس البت سنية اللي جيبتوها جديدة معاها ٣ شياطين توائم مش عيال دول أبدا لا دول شياطين وقلتلك يا هانم مش عايزاها بعيالها دول تقوليلي خليها تسترزق ..

ناهد باستغراب أكتر : أنتي بتقفليها من عيالها ! ما تسيبي العيال تاكل يا نهار أبيض عليكي يا ست أنتيأم فتحي بسرعة : يا هانم مش أكل أبدا هو أنا برضه هحوش عنهم الأكل ؟ بس عيالها قرود ماسكين باب التلاجة افتح اقفل افتح اقفل .. ويتشعبطوا فيه وينزلوا الأكل في الأرض والله يا هانم مورستان في المطبخ .. مابقيتش قادرة عليهم .. بيفتحوه ويرزعوه هتبوظ والله أسبوع وهتلاقي الباب في الأرض قمت افتكرت إن لها مفتاح بقيت بقفلها وقبل ما أمشي أفتحها بس نسيت خالص النهاردة .. يا هانم البت دي أنا مش عايزاها في البيت حضرتك عايزة تساعديها ساعديها بس مش بشغلها ..

كريم اتدخل : المهم يا أم فتحي فين المفتاح ولا مصيبة تكوني واخداه معاكي أصلا ؟

أم فتحي : لا هاخده ليه أنا حاطاه في الدرج اللي جنب التلاجة على طول والكل عارف بيه أنا بس قافلاها والله من شقاوتهم

كريم فتح الدرج ولقي المفتاح طلعه

ناهد : خلاص يا أم فتحي بس باب التلاجة ما يتقفلش تاني وهشوف حل لسنية .. هي عيالها عندهم كام سنة !

أم فتحي : ٣ سنين يا هانم .

ناهد بتفكير : طيب خلاص روحي كملي نومك يلا تصبحي على خير .

قفلت وبصتلهم : تحبوا أجهزلكم أنا حاجة خفيفة.

أمل بسرعة : لا لا حضرتك ارتاحي كفاية أصلا إننا قومناكي في وقت زي ده .

ناهد ابتسمت : حبيبة قلبي والله عادي يا بنتي .. طيب كل حاجة في التلاجة براحتكم بقى البيت بيتكم .

طه : تسلمي يا ست الكل اتفضلي حضرتك

ناهد خارجة وبصت لكريم : أنت تشوف حل لعيال سنية .

كريم بذهول : أنا ؟ أشوف حل أعملهم ايه ؟

ناهد بتريقة : معرفش اتصرف ؟ البنت محتاجة الشغل ومعاها ٣ توائم اتصرف .

كريم باصص لمامته مش مصدق اللي بتطلبه : أيوة أتصرف ماشي أعمل ايه !أقعد بيهم أنا مثلا !

ناهد بصتله بتريقة : هو مش سيادتك بتقول المهندس أذكي الناس وإن أفقه واسع وبيعرف يفكر بطريقة مبتكرة ؟ ابتكر .

أمل ضحكت غصبا عنها بصوتها وهو بصلها : طبعا بتضحكي .

أمل بضحك : أنت فعلا مقتنع إن المهندسين أذكي الخلق فعلى رأي مامتك ابتكر .

كريم بيبصلهم الاتنين بغيظ وبص لطه : عاجبك اللي بيقولوه ده !

طه بضحك : بص أنا وقت ما بكون في النص بين ستات بتعود ألتزم الصمت .. أنت ما تعرفش ممكن تقول كلمة كده ولا كده يستخدموها دليل ضدك .. فبلتزم الصمت .

كريم : ماشي يا عم براحتك التزم الصمت .

ناهد انسحبت من عندهم وأمل بدأت تخرج أكل من التلاجة علشان تعمل ساندوتشات

طه فجأة افتكر مراته فوقف وكريم بصله باستغراب : في ايه ؟

طه بقلق : أنا نسيت غادة تماما .. قلتلها دقيقتين وطالع وشوف بقالنا قد ايه ! ربنا يستر من زعابيبها .

كريم ضحك : طيب اطلع هاتها تاكل معانا وما تقلقش مش هتطلع زعابيبها هنا ممكن بعد ما تروحوا بس عقبال ما تروحوا هتكون نسيت أصلا .

طه طلع بسرعة يجيب مراته اللي كانت مكشرة فعلا وفضل يحايل فيها تنزل

كريم تحت مع أمل بيعملوا الساندوتشات

كريم بصلها : بقى أنتي بجد مش مقتنعة إن المهندسين أذكياء !

أمل بصتله : لا أذكياء بس مش في كل حاجة ومش كل الوقت ومش كلهم .

كريم : محدش قال كلهم بس بتكلم بصفة عامة !

أمل بتقطع الفينو وبدأت تعمل وهو بيحاول يساعدها .. مد ايده ياخد رغيف فينو وهي بتمد ايدها فايديهم خبطت في بعض وهي اتراجعت بسرعة بس في رعشة زي كهربا حصلت في اللحظة دي لدرجة كريم بصلها : آسف مش قصدي .

ابتسمت بتوتر : حصل خير .. أنت طيب قطعهم وأنا هعمل .

سابت السكينة من ايدها وهو أخدها والجو بقى فيه صمت غريب وشحنات غريبة ومحدش فيهم عارف يتكلم


#العاصفة: الجزء ١ - الحلقة ٢٨

الجو بقى فيه صمت غريب وشحنات غريبة ومحدش فيهم عارف يتكلم

كريم مراقبها وده موترها واتكلم بهدوء : بتعملي ايه !

أمل بصتله : كوكتيل .. هيعجبك ما تقلقش .

كريم بصلها بعدم اقتناع : جبنة على لانشون على خيار على زيتون متأكدة ده هيعجبني ! مش بحب اللخبطة في أي حاجة .

أمل بصتله واتكلمت بلهجة كأنها بتأمره أو كأنه مفروض عليه ياكل بدون ما يسألها بتأكله ايه : هيعجبك وهتاكله فاهم .

كريم ابتسم واتراجع : فاهم .

أمل سكتت وكملت وهو سألها : طيب أنا مش هتكلم وهاكل بس أخوكي ؟

أمل ابتسمت : أخويا متعود على كوكتيلاتي دي من زمان وبيحبها .

كريم : اممم ماشي .

أمل بصتله : هتشرب ايه مع الأكل .. الأكل ده عايز بيبسي !

كريم فتح الثلاجة وراه : في فعلا بيبسي

أمل بفضول : مفيش بقي فانتا تفاح أخضر في المحل ده .

كريم ضحك وبدأ يدور وبأسف بصلها : لا مفيش ده في المحل ! أنا ممكن أخرج أجيبلك في دقيقتين هيكون هنا .

أمل بصتله : لا لا طبعا .. الموجود يؤدي الغرض .. مش مستاهل خروجك

كريم بهدوء : لا مستاهل خروجي هجيبلك اللي أنتي عايزاه .

أمل بصتله واتقابلت عينيهم في نظرة طويلة وابتسمت : لا بجد مش مستاهل .. أنا بحب البيبسي برضه .

كريم مبتسم : بس بتفضلي الثاني أكتر !

أمل : عادي يعني ..

وهما باصين لبعض كريم فكر في شريف وازاي قدر يبعد عنها فتمتم : متخلف .

اتفاجأ إن الكلمة طلعت منه بصوت عالي فأمل بصتله باستغراب : مين ده اللي متخلف .

اتحرج : حد جه في بالي .

أمل ابتسمت و اتراجعت : طه اتأخر الظاهر غادة فعلا زعلت منه !

كريم اتنهد : هو غلطان إنه يسيبها كل ده لوحدها .

أمل باستغراب : ليه يعني ! هو مش سايبها في الشارع هو سايبها في أوضة نومها .

كريم : في بيت غريب وممكن تكون كانت طالبة منه حاجة أو جعانه مثلا وهو خرج ما سألش وهي قلقت معرفتش تخرج وهل ينفع تخرج واتحرجت فقعدت متضايقة ..

أمل بتريقة : محسسني إنها بيبي وممكن يحصلها أي حاجة لو بعد عنها عشر دقايق دي مراته مش بنته الصغيرة .

كريم بهدوء وابتسامة غريبة : وليه ما تكنش الاتنين ! مراته وبنته ؟ وحبيبته وكل دنيته ! المفروض طالما اتجوزها تبقى مسؤوليته وبياخدها مسؤولية كاملة هو أخدها من بيت أبوها ومطلوب منه يكون كل حاجة بالنسبالها لو مش هيقدر يعمل ده يبقى يسيبها في بيت أبوها معززة مكرمة .

أمل بصتله : انت هتعمل كده مع مراتك ؟

كريم ابتسم : أنا هعمل أكتر من كده .

أمل بتلقائية لقت نفسها بتقول : متخلفة .

كريم باستغراب : مين هي؟

أمل ابتسمت وقلدته : حد جه في بالي .

ابتسم وسكت وهي سكتت وبعدها دخل طه بمراته والاتنين بصولها

كريم بهزار : شكلك اتطرقعت فوق .

طه بضحك : مش قادر أوصفلك .

غادة ضربته في صدره : بطل رخامة بقى .

كريم بضحك : على العموم اعذريه احنا أخرناه غصب عنه .. كان في فيلم كده اتشغلنا فيه !

غادة ضيقت عينيها بتفكير : هو فيلم التلاجة ده بجد مش بيشتغلني ! أنا حسيته بيشتغلني .

كلهم ضحكوا جامد وكريم رد عليها : لا مش بيشتغلك .. حتى المفتاح اهو لسة في الباب .

غادة بضحك : طيب وبجد في شغالة هنا معاها ثلاث توائم ولا دي بقى اللي اشتغالة .

كريم بضحك بص لطه : ما شاء الله يا طه مراتك بتثق فيك .

طه بهزار : ثقة عمياء بعيد عنك .. يا بنت الناس أنا عمري كدبت عليكي قبل كده ؟

غادة بهزار : ماكدبتش بس بتشتغلني ! يعني تقولي قدامي ٣ دقايق ويبقوا ٣ ساعات ! تقولي أنا بركن قدام البيت وتبقي لسه في المعرض .

طه بص لكريم : دي اشتغالات ! مش كلنا بنقول كده ! انت يا كريم مش بتقول لمامتك كده لو اتأخرت .كريم بهزار : لا .

كلهم بصوله وغادة كانت هتفرح فيه بس كريم كمل : أنا بقولها مش جاي ما تنتظرينيش أصلا .

طه بانتباه : تصدق عندك حق ! خلاص يا ستي مش هشتغلك تاني هقولك قدامي ساعة ولا ساعتين .

غادة كشرت وبصت لكريم بعتاب فكريم ضحك : طيب أكدب يعني ! ( بص لطه ) بس على فكرة لما أتجوز .......

طه بهزار : أيوة هتعمل ايه بقى سيادتك ! هتسيب الشغل وتقعد جنبها

كريم بدون ما يقصد بص لأمل في لمحة كده قبل ما يرجع لطه : هتكون معايا في الشغل فهنتأخر مع بعض ونرجع مع بعض ونتحرك مع بعض .

طه ابتسم : ولو هي مش بتشتغل معاك !

كريم ابتسم : هخليها تشتغل معايا غصب عنها ..

أمل قاطعتهم : هتاكلوا ولا هتقضوها رغي ؟

كريم :هناكل ايه رأيكم لو نطلع الجنينة برا الجو هيكون حلو

قاطعهم دخول مؤمن مستغرب وقبل ما يتكلم لمح الساندوتشات ففرح : الله مين قالكم إني جعان ! (وباستغراب كمل ) : بس فتحتوا التلاجة ازاي ؟ أنا كنت جعان ونزلت لقيتها مقفولة .

كلهم ضحكوا وهو واقف مستغرب وكريم حط ايده على كتفه : ده موضوع طويل احنا هنطلع الجنينة جاي ؟

مؤمن : هتأكلوني اجي !

أمل ابتسمت : في ساندوتشات كتير بزيادة .

مؤمن ابتسم : كده تمام يلا .

كل واحد شال حاجة وطلعوا كلهم برا قعدوا على ترابيزة في الجنينة جنب البيسين وبدأوا ياكلوا ويهزروا

من فوق ناهد بصت عليهم من البلكونة ومبتسمة وبعدها جت تنزلهم

حسن باستغراب : رايحة فين كده !

ناهد بابتسامة : هطلعلهم حاجة يتسلوا فيها

حسن فجأة : انتي ليه مهتمة بيهم كده !

ناهد باستغراب : وأنا من امتى كان عندي ضيف وما اهتمتش بيه !

حسن اتراجع : ماشي ماقلناش حاجة بس حاسس إنك مهتمة زيادة .

ناهد كشرت : مش دي اللي أنقذت حياة ابني !

حسن بصلها : بس في نفس الوقت هي كانت السبب في أذيته أصلا !

ناهد : لا طبعا ده نصيبه وقدره وحتى لو ماكانتش قابلته كان ده هيحصل لأي سبب أما تبرعها ده كان بمزاجها هي وبس وفي وسط وجعها ومصيبتها قررت تتبرعله وتنقذ حياته .. أنا مهما أهتم بيها مش هرد ولو جزء بسيط من جميلها عليا .. دي ردتلي روحي .

حسن اتنهد : ماشي يا ستي .

ناهد جابت جاتوه ورصته في صينية وطلعت لعندهم وكريم أول ما شافها وقف يستقبلها وياخد من ايدها وده نوعا ما عجب أمل اهتمامه بمامته

ناهد ابتسمت : أنا قلت تتسلوا وأنتوا قاعدين .

غادة بحرج : والله احنا تعبناكم وقلقناكم .

ناهد بحب : لا يا بنتي أبدا .. بعدين أنا عندي جوز قرود وطبيعي بالليل بيكونوا جعانين كده وبيعملوا السهرات دي كتير .

مؤمن بضحك : احنا قرود ماشي يا عمتو .

ناهد لخبطت شعره : انت روح قلبي انت

جت تمشي وكريم وقفها : ما تقعدي معانا شوية ! مستعجلة على الطلوع ليه !

ناهد ابتسمت : هنام بقى ومش عايزة أسيب باباك لوحده .

كريم بهزار : هو مش صغير ! وبعدين هو في أوضته مش في مكان غريب .

كريم قصد يسمع أمل إجابة مامته وأمل ابتسمت لأنها فهمت قصده

ناهد : برضه يا حبيبي لازم أكون معاه .. وبعدين انت عارف إننا مابنعرفش نقعد من غير بعض وما بنستغناش عن بعض .. ( بصت لغادة ) الست الشاطرة تخلي جوزها على طول قدام عينيها وفي حضنها وتخليه ما يعرفش يقعد في أي مكان من غيرها ..

طه بضحك : سمعتي ! نفذي بقى .

غادة بحرج : بس هي جوزها ما بيسيبهاش ويروح يسهر هنا وهنا مرة مع أصحابه ومرة مع أخته ( بصت لامل ) سوري يا أمل !

أمل بضحك : لا اتخانقي براحتك اعتبريني مش هنا .

ناهد بصت لأمل : بكرا أمل تتجوز وتسيبهولك كله وساعتها مش هيكون له حجة ! لكن أخته محدش يقدر يتكلم فيها الأخوات بيحتاجوا من وقت للتاني يسهروا مع بعض ويتكلموا مع بعض

غادة بتأثر : والله ما بتكلم أول ما بيقولي كنت مع أمل بسكت وهو يشهد .

طه بابتسامة : فعلا مش بتتكلم طول ما أنا مع أمل .

مؤمن بهزار : تلاقيك بتسوء فيها وفي أي مرة تتأخر تقول مع أمل !

طه بصله : لااااا والله ما حصلت ما تبصيليش كده .. أنت بتسخنها عليا !

ناهد انسحبت وكلهم قعدوا

طه باصص للبيسين ومركز أوي

كريم بصله : لو عايز تنزل أنا ممكن أجيبلك مايوه وانزل .

طه ضحك : والله المياه مغرية جدا .

مؤمن بضحك : يا مجانين هتنزلوا المياه دلوقتي .. هتبقي تلج أصلا !

كريم بصله : احنا ممكن نستعمل الثاني وندفي المياه شوية .

طه بصله باستغراب : الثاني !

كريم ابتسم : في واحد تاني متقفل يعني لو الواحد حابب خصوصية شوية .. ماما مثلا حبت تنزل يكون متقفل محدش يشوفها والتاني فيه خاصية تقدر تسخن المياه بيكون حلو أوي في الشتا .. ها طه بصله : لا يا عم الساعة ٤ الصبح كده يدوب ننام علشان نعرف نسافر أصلا الصبح .

كريم ضحك : انت متخيل إن ماما هتسيبك تمشي الصبح ! وبعدين أي صبح ده بتتكلم عنه !

طه اتنهد : الصبح بعد ما تنزلوا الشغل احنا نتحرك .

أمل بصتلهم : هو أنتوا هتنزلوا الشغل الصبح ! بعد السهر ده كله !

كريم ابتسم : عادي .. أصلا كتير بنسهر كده ونروح الشغل .

مؤمن بهزار : فعلا بنسهر ونروح نتسحل في الشغل ونرجع نتقلب بقى لتاني يوم .. بس إنتي لو مش عايزة تروحي بكرا براحتك يعني محدش هيحاسبك ما تقلقيش .

كريم أكد : فعلا براحتك .

أمل ابتسمت : لا طبعا هروح أنا متعودة برضه على السهر في المذاكرة والمحاضرات بتكون بدري وزي ما قلت بنرجع ننام .

طه كشر : هتصحيني بدري اوديكي اعاااا

خلاص اصحي اوديكي ونتحرك .

كريم بانتباه : ليه يعني تصحى بدري ! يعني أنا ومؤمن وبابا كلنا رايحين نفس المكان وانت بتقول تصحى توديها ! مش هتآمن عليها مع أي واحد فينا !

طه بحرج : لا بس .

قاطعه كريم : بس ايه ! يعني لو مش بتثق فيا أو في مؤمن تروح مع بابا .

أمل اتدخلت : الموضوع مش حكاية ثقة !

كريم بصلها : إنتي تسكتي

أمل كشرت : ايه أسكت دي !

كريم : علشان أنتي أكيد قصدك الشركة والموظفين فده مش مهم لأننا بنركن تحت في جراچ الشركة وبنركب الأسانسير من تحت فمحدش هيشوفك من الموظفين غير في الأسانسير ..

طه اتدخل : بس برضه أنا أوصلها أفضل ! بلاش تعب لحد .

مؤمن باستغراب : تعب ازاي ده كلنا بنشتغل في مبني واحد يا طه يعني اوريدي كلنا فعلا رايحين محدش هيروح مخصوص فمن الطبيعي إنها تروح مع أي حد فينا .

طه بص لأخته وهو مش عارف يقول ايه ! وسكتوا على كده وكل واحد طلع لأوضته

كريم تخيل إنه هينام على طول بعد السهر ده كله بس برضه معرفش ينام .. وفضل يتقلب يمين وشمال ..

أمل في أوضتها متوترة مش عارفة ازاي الصبح هتروح الشركة وهل فعلا أخوها هيوصلها ولا ايه !طيب لو هتروح هتركب مع مين ! وفجأة صورة كريم اترسمت قدام عينيها واتمنت إنها تروح فعلا معاه هو ..

قامت بدري وجهزت ومحتارة تنزل ولا تروح تصحي أخوها ولا تعمل ايه !

تفضل في أوضتها ! تنزل ! ما تروحش خالص الشركة النهاردة ! مش عارفة تاخد أي قرار ومش عارفة نادر الصبح كعادته بيلعب رياضة ولازم يجري شوية وهو بيجري موبايله رن وكان خالد .. نفخ بضيق وفكر ما يردش عليه أصلا .. رن تاني فاضطر يرد : أيوة

خالد اتنهد : صباح الخير يا نادر

نادر باقتضاب : صباح النور.. نعم

خالد نفخ بضيق من ردود نادر بس تماسك وحاول يتكلم بأسلوب طبيعي : قلت ايه في موضوع الشغل عندي في الشركة !

نادر كشر بضيق : أنا بفكر جديا اخد نور وأسافر مش أجي أشتغل معاك في شركتك

خالد بضيق : يا نادر أنتوا مكانكم هنا .. في مصر كفاية بقى سفر .. تعال الشركة وخلينا نتناقش

نادر بتريقة : حتى لو جيت كلامي مش هيعجبك واللي أنا عايزه أنت مش هتعرف تحققه فمالوش لزوم

خالد بحماس : لا يا سيدي تعال انت بس وشوف هعرف أحققلك اللي أنت عايزه ولا لا ما تحكمش من بعيد لبعيد .. هات نور وتعالوا يلا

نادر بضيق : هشوف بس مش أكيد

قفل وفضل باصص للموبايل بيفكر يروح ولا لا ! مرواحه للأسف هيدي نور أمل جديد إن كل حاجة هتتصلح .. بس برضه عدم مرواحه بيخليها لوحدها وهي مش بتعرف تواجه اللي حواليها لوحدها المفروض يكون معاها ويحميها من كل اللي حواليها ! يحميها خصوصا من الألم اللي بيسببهولها خالد كل شوية لما بيديها أمل جديد ..

مش لازم ياخد قرار دلوقتي المهم بس يروح وبعدها يبقى يقرر على مهله ..

رجع على البيت بس كانت نورهان نازلة على الشركة .. طلب منها تنتظره ينزل معاها يوصلها وبعد ما وصل على الشركة اتراجع وقرر ما ينزلش

نور بصتله : هتنزل معايا !

نادر بص ناحية الشركة : لا مش دلوقتي .. وقت تاني .

نور : براحتك .

باسته في خده ونزلت مبسوطة وما شافتش ملك اللي مراقباها وشافتها بتبوس نادر

اتقابلوا على الباب مع بعض

ملك بتريقة : وده مين ده كمان اللي بتبوسيه على البوابة ! معجب سري !

نورهان بصتلها وابتسمت : اه معجب سري عندك مانع ! بعد اذنك .

سابتها وطلعت على مكتبها ويدوب بتستقر لقت رسالة من خالد تيجيله المكتب أول ما توصل الشركة على طول فقامت تروحله

دخلت كان قاعد على مكتبه وهي قربت منه وقف يستقبلها بحب

نورهان باستغراب : خير ليه طلبت مني أجي على طول أول ما أوصل !

خالد مكشر : كنت مستني نادر بس شكله مش جاي .. عايزه يشتغل معانا .. تفتكري هيوافق طيب لو وافق هيمسك منصب ايه ؟

نورهان بتفكير : نادر وصلني ومشي رفض يدخل بس نادر لو هيجي هيكون عايز يمسك منصب مدير مش أقل من كده .. أنت عارف إنه طموح وجدا كمان .. المدير التنفيذي للشركة .

خالد كشر : بس ده منصب ملك .

نورهان كشرت بغضب : اه نسيت ده منصب البرنسيسة اللي انت ما بتقدرش أبدا على زعلها ولا يمكن حد يضايقها لكن هي تضايق الكل .

خالد اتنهد بتعب : شيلي ملك من دماغك المهم قليلي فطرتي ! أنا باعت جايب فطار تعالي ناكل مع بعض .

نورهان بصت ناحية ماهو شاور وفعلا كان في فطار فابتسمت وهو قام وشجعها تقعد معاه وقعدت تفطر جنبه في جو هادي ..

هزروا مع بعض وهي بتضحك ومسكت لقمة بتحطها في بوقه وهو رافض وماسك ايديها : يا بت بس بقى خلاص .

نور بإصرار : هتاخدها يعني هتاخدها .

بيضحكوا بس ضحكهم اتقطع بدخول ملك اللي اتفاجئت بنور بتأكل باباها وباباها ماسك ايديها الاتنين ..

نور وقفت بهدوء وبصت لخالد : ميرسي على الفطار اللذيذ ده وأتمنى نكررها .

نور خارجة وملك يدوب هتتكلم : أنتي ......

قاطعها خالد بتهديد : ملك مالكيش دعوة بيها نهائي .

ملك سكتت في غضب رهيب ونور ابتسمتلها وهي خارجة وقفلت وراها الباب وراحت لمكتبها متنرفزة من غرور ملك اللا متناهي

ملك مع أبوها زعقت : ايه ده إن شاء الله ؟

خالد بهدوء : ايه مالك !

ملك بنرفزة : علشان كده ماما بقت قضية خسرانة ! علشان العيلة دي !

خالد بصلها : اللي ما تفهميش فيه ما تتدخليش فيه ! علاقتي بماما خرجيها من دماغك إنتي ولا صغيرة ولا عيلة إنتي بقيتي ست متجوزة فاهتمي ببيتك وجوزك وبطلي تركزي معايا شوية ! ودلوقتي شوفي وراكي شغل ايه ! اتفضلي .

ملك بنرفزة : بس يا بابا ......

خالد بتحذير : روحي مكتبك وشوفي شغلك مؤمن جاي ياخد عقود شركة تكنو بتاعة آخر طلبية جهزيهم .

ملك خرجت بغضب من عنده وراحت عند نور وفتحت الباب بعنف بس نور ما اهتمتش بيها ولا بدخولها

ملك بتهديد : أيامك هنا بقت معدودة خلي بالك

نور بصتلها بهدوء نرفزها أكتر وابتسمت : خلي بالك طيب لتتفاجئي إن أيامك إنتي اللي معدودة هنا ..

ملك بقمة النرفزة : إنتي هنا نكرة .. لا شيء اه ممكن يضحك معاكي شوية أو يكلمك برقة لكن اوعي تنسي نفسك .. ده أنا أفرمك تحت جزمتي .

نور بصتلها بابتسامة : ماشي موافقة افرميني .. وريني آخرك ودلوقتي ورايا شغل أما لو إنتي فاضية شوفي غيري ارغي معاه يلا .

ملك خرجت وبتتمنى لو تقدر تجرجرها برا الشركة كلها ..كريم قاعد على السفرة مصدع وساند دماغه عليها وناهد جنبه حطت ايدها على شعره بحب : أجيبلك مسكن طيب ؟

كريم بصلها بنص عين : عايز قهوة .

ناهد بصتله بعطف : قلبي أنا .. حاضر هجيبلك قهوة .. كل انت طيب أي لقمة كده قبل القهوة .

كريم بعينين مقفولة : إنتي عارفة إني ما بفطرش أصلا يا ماما .. بابا ومؤمن فين ! نايمين ؟

ناهد ابتسمت : لا نزلوا من بدري الشركة .

كريم اتعدل وفتح عينيه : نزلوا ومن بدري ! مؤمن نزل بدري ! طيب والجماعة فوق اوعي تقولي مشيوا !

ناهد ابتسمت : اه طه الساعة ٦ قام وأصر يمشي ومهما حاولت رفض وأخد أمل معاه .

كريم اتعدل بنرفزة : وما صحيتينيش ليه يا ماما ! بجد ده كلام يعني ! وبعدين ازاي يعني تسيبيهم يمشوا ! بتهرجي .

ناهد دارت ابتسامتها : طيب كنت أعمل ايه يعني ! ما هنتش عليا أصحيك .

كريم اتنرفز جدا : ما هنتش ايه بس .. ده الواد في يوم صباحيته قام وطلع وأنا ماشي وأنا نايم جنبه وتقوليلي ماهنتش عليا بقى ده اسمه كلام !

كريم لاحظ إن أمه بتضحك فبصلها وكشر

ناهد بضحك : اهدا طيب طه ومراته نايمين فوق وأمل كمان في أوضتها ..

كريم بصلها بغيظ : على فكرة مش حركة ظريفة منك .. وخصوصا وأنا مصدع .

رجع سند دماغه تاني على السفرة بس ابتسم إنها ما مشيتش ..

ناهد قامت تعمل القهوة ولمحت أمل فابتسمت : تعالي يا حبيبتي واقفة ليه ! انزلي .

كريم ابتسم إنها نازلة بس فضل مكانه

أمل بحرج : طه لسه نايم ؟

ناهد بابتسامة عريضة : اه يا قلبي ماحبيتش أصحيهم قلت يصحوا براحتهم .

أمل نزلت وناهد استقبلتها : اقعدي على السفرة علشان تفطري يلا .. أنا هجيب قهوة كريم علشان مصدع شوية .. بتحبي إنتي تشربي ايه مع الفطار ؟

أمل ابتسمت : أي حاجة عادي .

ناهد : اللي متعودة عليه قوليه قهوة شاي نسكافيه عصاير ؟ شوفي ايه ؟

أمل بحرج : شاي .. ولو في نعناع يبقى ياريت .

ناهد ابتسمت : في يا قلبي .. اسبقيني على السفرة يلا وأنا هحصلك .

أمل قربت من السفرة وحمحمت فكريم اتعدل وبصلها بعينين شبه مقفولة : اقعدي يا بنتي على طول .

شدت كرسي وقعدت قصاده : الف سلامة مامتك بتقول إنك مصدع .

كريم بصلها : فعلا .. معرفتش أنام خالص !

أمل باستغراب : بعد ما طلعت كمان معرفتش تنام ليه ؟

كريم : مش عارف .. افطري يلا .

أمل : طيب ما تفطر انت كمان ولا السفرة هتكمل عليها نوم بس !

كريم بصلها : افطري إنتي بس .

أمل مسكت واحدة توست ودهنت عليها جبنة وبعد كده جت تناولها لكريم اللي بصلها : مش بفطر أصلا .

أمل فضلت مادة ايدها : مامتك قالت بتعملك قهوة ما ينفعش تشربها كده معلش كل دي على الاقل .

كريم اتفاجأ بنفسه بياخدها منها واللي اتفاجأت أكتر ناهد اللي كانت جاية تقعد وسطهم وابتسمت لما شافته بياكل فدخلت تعمل بنفسها القهوة والشاي بدل أم فتحي .

أمل بتعمل واحد تاني وبتاكله هي وهما ساكتين وكل واحد سرحان بأفكاره .. عملت واحد تاني ادته لكريم اللي أخده بدون حتى ما يعترض أو بدون ما يحس إنه أخده منها ..

أم فتحي جابت القهوة والشاي وحطتهم ناحية أمل وكريم بصلها بهزار : بقى يا ست إنتي بتقفلي التلاجة بالمفتاح ! بقى ده منظر تعمليه قدام ضيوفنا ! يقولوا علينا ايه ؟

أم فتحي بصت لأمل بحرج : والله يا ابني ما قصدي أبدا بس العيال قرود .

كريم ضحك : ماشي خلاص بس اوعي تقفليها تاني .

انسحبت وهما الاتنين مبتسمين .. أمل مسكت القهوة وادتها لكريم وهي أخدت الشاي بتاعها

كريم ابتسم : ريحة النعناع حلوة .

أمل ابتسمت : شكله أخضر طازة .. أحسن من القهوة اللي على الصبح دي .

كريم : مصدع طيب أعمل ايه !

أمل بصتله : تحب تشرب أنت الشاي ؟

كريم للحظة فكر يقولها يشربوه هما الاتنين مع بعض بس بعد كده استغبى نفسه ايه اللي بيفكر فيه ده ! فابتسم وشاور بدماغه لا وسكتوا الاتنين

كريم : هنفطر وننزل الشركة .

أمل بصتله بحيرة : أنا مش عارفة هعمل ايه !

كريم بصلها باستغراب : ليه !

أمل بتناوله واحدة توست تانية بس هو بصلها باستغراب : يا بنتي أنا مش بفطر .

أمل ضحكت : اه بأمارة التلاتة اللي انت أكلتهم !

كريم كشر باستغراب : أنا أكلت تلاتة !

أمل بضحك : اهممم خد بقى الرابع .

كريم ضحك : ارحميني أنا مش بفطر .. كملي إنتي فطارك علشان ننزل بس .

أمل اتنهدت وبان على وشها الحيرة فكريم بصلها باستغراب : في ايه بس ؟ مالك ؟

أمل بصت حواليها وهو بص معاها مستغرب مالها وهي همست : عايز الصراحة مش عارفة أعمل ايه ! أنا عمري ما ركبت مع حد قبل كده في حياتي ومش هقدر اركب معاك ! مش عارفة أطلع أصحي طه ولا ما أروحش خالص ولا أعمل ايه !

كريم ابتسم : أنتي ركبتي معايا قبل كده .

أمل بهمس : أيوة ركبت في وسط عاصفة علشان أنت أنقذتني لكن مش بمزاجي .. كريم بجد بغض النظر عن إني بكلمك انت بس بجد أنا مش عارفة أعمل ايه !

كريم ابتسم إنه هو دايما بيكون الشخص اللي هي بتتكلم معاه بأريحية فبصلها : طيب هقولك كلمي مامتك خدي رأيها وشوفيها هتقولك ايه ؟ قوليلها هتروحي الشغل معايا وهناخد ماما معانا وبكده مش هتكوني لوحدك معايا .. شوفي رأيها ايه ؟

أمل كشرت : ماهو أنا موبايلي فاصل شحن وإلا كنت كلمتها من بدري .

كريم باستغراب : طيب ما كنتي طلبتي شاحن عادي يعني .

أمل بتريقة : أطلبه من مين ! أصلا لقيته فاصل بعد ما طلعنا آخر الليل ..

كريم : كنتي قولتيلي .

أمل بتريقة : يعني كنت أطلع الساعة ٤ الفجر بعد ما الكل يدخل ينام أخبط عليك أقولك عايزة شاحن !

كريم ضحك : لا مش منظر ! طيب خدي موبايلي كلميها بس حافظة رقمها ؟

أمل ابتسمت : طبعا حافظاه .

أخدت منه الموبايل وجت تفتحه كان مقفول وبصتله : قول الباسورد .

كريم ابتسم : أقول الباسورد مرة واحدة .

أمل ابتسمت وادته الموبايل : لا ما تقولش مش عايزة أعرف الأسرار الحربية اللي في موبايلك افتحه بس .كريم أخده وفتحه وعطاهولها وهي طلبت الرقم ومنتظرة مامتها ترد

كريم : هاتي أصبح عليها الأول .

أمل استغربت بس ادتله الموبايل وهو كلمها الأول : صباح الخير يا ست الكل أنا كريم .

بعد السلامات كريم بجدية : بقولك أنا حاليا نازل الشركة وطبعا أمل نازلة وبقولها تنزل معايا بس هي معترضة وعايزة تصحي طه علشان ينزل يوصلها .. طه نايم بعد الفجر وقلنا نسيبه يرتاح شوية علشان لما يطلع على الطريق يكون مركز .. فايه الرأي هتنزل معايا وكمان معانا ماما يعني مش لوحدنا ؟

سميرة احتارت ومش عارفة تقوله ايه : بس يا ابني تعب عليك وتعب على والدتك !

كريم : يا ست الكل أنا نازل أصلا رايح نفس المكان اللي هي رايحاه فين التعب ! هو أنا نازلها مخصوص ولا هوديها مكان مختلف ! ده مبنى واحد .. وماما بتحب من فترة للتانية تنزل معانا .. فعادي جدا .

سميرة مش عارفة تقوله ايه : طيب اديني أمل لو سمحت .

أمل أخدت الموبايل وقفت تكلم مامتها وكريم شاورلها على التراس تطلع لو تحب علشان تتكلم براحتها وبالفعل طلعت

أمل : ماما أعمل ايه ؟ أطلع أصحي طه ! أروح معاه ؟

سميرة بتفكير : إنتي عايزة تروحي معاه يا أمل ؟

أمل بدون قصد : أيوة ! لا أقصد يعني إنه هو رايح فعلا وأنا رايحة ومامته معانا فالمنطق بيقول أروح .

سميرة بتريقة : المنطق قولتيلي .. طيب روحي يا أمل بس خلي بالك من نفسك .. كريم أيوة شاب محترم بس ما تنسيش إنه من طبقة مختلفة عننا .

أمل بحيرة : يعني ايه طبقة مختلفة ؟

سميرة : يعني يا قلبي خطيبته باسته قدامنا كلنا وده كان الطبيعي العادي .. هما تربيتهم غير تربيتنا .

أمل كشرت : أولا هو ساب خطيبته دي لأنها اعتبرته خنيق واعتبرت كلامه تقييد لحريتها وثانيا كريم غيرها تماما .

سميرة باستغراب : إنتي بتدافعي عنه قدامي ليه ؟ انا بس بنبهك مش أكتر بقولك بس خلي بالك في تعاملك لأن القيود عنده والحدود مختلفة عننا .. يعني احنا مثلا حتى السلام على الرجالة ما بنعملهوش مجرد السلام بالايد .. هما السلام بيكون بالحضن والبوسة حتى لو بنت فبقولك يعني .

أمل مكشرة : معاكي يا ماما بس هو حاليا ما بيسلمش بالايد حتى .. مش عارفة يا ماما بس فعلا تحسيه مش هو اللي شفناه مع خطيبته اول مرة .

سميرة : يا بنتي هو حر بحياته أنا بس بنبهك مش أكتر .

أمل بلخبطة بعد ما قارنت كريم اول ما شافته وحاليا : حاضر يا ماما .. أروح بقى ؟

سميرة : روحي وكلميني أول ما توصلي .

أمل : حاضر هشوف لأن موبايلي فاصل شحن هشوف هأعرف أشحنه ولالا سلام .

قفلت وفضلت باصة للموبايل في ايدها وابتسمت لما لمحت في موبايله التطبيقات اللي بيستعملها .. تطبيقات أدعية وقرآن وحاجات خاصة بالشغل ووقفت قدام الصور .. فكرت تفتحها بس دي خصوصية ما ينفعش تفتحها .. طيب تشوف حتى صورة واحدة .. قفلت الموبايل علشان تلغي ترددها ده ..

ناهد خرجت وقعدت جنب ابنها : أمل فين !

كريم بصلها : بتكلم مامتها .

ناهد مبتسمة : هتروح معاك صح ؟خلي بالك منها .

كريم باستغراب : أخلي بالي منها ازاي يعني !

ناهد كشرت : يعني ما تضايقهاش ما تعصبهاش ! خلي بالك .

كريم استغرب وبصلها : المهم هتنزلي معانا علشان مش هينفع تركب معايا لوحدنا ..

ناهد كشرت : ليه مش هينفع ما تروحوا لوحدكم هو انت يعني هتخطفها ؟

كريم بص لمامته : ماما امل عندها حدود في علاقاتها ومش بتركب عربية مع اي حد يالا تعالي معانا وخلاص .

خلص قهوته وفضل منتظرها ترجع ..

رجعت وعطته الموبايل وهو حطه في جيبه منتظر منها رد هتروح معاه ولا

أمل بصتله بحرج : يلا !

كريم ابتسم : يلا .. يالا يا ست الكل ولا لسه ؟

ناهد ابتسمت : لا يا قلبي يالا .

كريم قام وخرج وهما الاتنين وراه ..

كريم ركب و شغل عربيته ومنتظرها ومامته ركبت جنبه وامل طبعا دخلت ورى بهدوء

اتحرك بهدوء لحد ما خرج من البوابة وطلع للطريق وبرضه ماشي بهدوء

أمل باستغراب : انت ماشي بالراحة أوي ولا بيتهيألي !

كريم بصلها في المراية : إنتي عايزاني أمشي بسرعة !

أمل بصت لساعتها : المفروض نكون في الشركة الساعة ٩ يعني بعد ربع ساعة والطريق امبارح أخد من طه بتاع ساعة وبسرعتك دي هنوصل الساعة ١٢ الظهر .

كريم ضحك : لا ما تقلقيش مش للدرجة دي .

ناهد بصتلها : على مهله يا قلبي مستعجلة ليه كده براحتنا ! ما تقلقيش .

أمل بصتلها بهزار : لا أقلق مدير الشركة امبارح هزأ واحد من المتدربين علشان كان متأخر وقاله إن أهم حاجة في شركته الالتزام بالقوانين لأنه ما بيتساهلش فيها .

ناهد ابتسمت وكريم ابتسم وعينه عليها في المراية : مدير الشركة مش هيتكلم معاكي وأنتي عارفة .

أمل مبتسمة وباصة قدامها : عارفة إنه مش هيكلمني بس المهندسين اللي بيدربونا واخدين أوامر منه وهينفذوها .كريم اتنهد : الشركة بمديرها بكل موظفينها محدش يقدر يكلمك ربع كلمة خلاص !

أمل باصة لبعيد بحرج : برضه وصلني في ميعادي !

ناهد ابتسمت وطلعت موبيلها اللي بيرن وردت على واحدة صاحبتها بترغي

كريم عدل المراية على وشها وبصلها وهي اضطرت تبصله : بجد عايزة توصلي بسرعة !

أمل كانت عايزة تقوله أيوة عايزة توصل بسرعة بس ماقدرتش تنطق .. بصت لعينيه وهرب منها الكلام .. بس رجعت الشرارات والذبذبات اللي حستها امبارح لما ايدها لمست ايده ..

كريم كرر سؤاله بهمس : عايزة توصلي بسرعة يا أمل !

أمل بصت لبعيد هربت من عينيه وردت بس صوتها خانها وطلع مبحوح : مش عارفة .

كريم ابتسم وبص لقدامه : تكفيني إجابتك دي وما تقلقيش من حد في الشركة ..

داس بنزين ومشي بسرعة جدا لدرجة إن أمل بصتله : لا لا مش عايزة أوصل بسرعة .

ناهد بصت لابنها : براحة يا كريم !

امل بخوف : ايوه براحة .

كريم ضحك وهدا سرعته : ما ترسي على بر بقى .

أمل بصتله : يعني مش عايزة أموت علشان أوصل الشركة ! هو أنا ماقلتلكش إني أعرف مدير الشركة ! مش هيتكلم هو لو اتأخرت .. سوق زي باقي البشر .

كريم ضحك وما ردش عليها بس كان من جواه مبسوط .. مبسوط بدون أي سبب ..

فجأة افتكر ومد ايده لها : هاتي موبايلك صح أشحنه عقبال مانوصل .

أمل كشرت : موبايلك أيفون أنا جلاكسي شاحنك مش هينفع معايا .

كريم ابتسم : هاتي يا بنتي موبايلك .

أمل طلعت الموبايل وبتحطه في ايده شافت الجرح اللي هي سبق وخيطته وكريم لاحظ نظرتها دي لأيده

أمل همست : هي لسه بتوجعك ! أنا مش عارفة انت ازاي سمحتلي أخيطها بالمنظر ده ؟

كريم ابتسم : لو ماكنتيش خيطتيها كانت هتفضل تنزف ومش بعيد كنت مت ساعتها الجرح كان كبير وكان لازم يتقفل .

أمل اتنهدت : ليه ماخليتش الدكاترة يفكوها ويخيطوها بشكل كويس عن كده .

كريم بصلها : يعني وإن ماكنتيش موجودة وشوفتي حالتي كانت ايه !

أمل ابتسمت : لما فوقت .. كنت عملتها خياطة تجميلية .

كريم باستغراب : ليه يعني ! خط في كف ايدي فين المشكلة !

أمل مكشرة : شكله صعب وبيفكرني إني أنا السبب فيه ..

كريم بصلها : بطلي تفكري بالطريقة دي .

أمل بضيق : امال أفكر ازاي ! أصلا من أول ما ركبت العربية وأنا دماغي بترجعلي كل الذكريات اللي عشناها فيها ! أنا بسوق غصب عني ! أنت بتنزف جنبي ... لحظات الخوف والرعب في الطريق اياه .. المطر الغريب والتراب والهوا .. أنا بقوم من أحلى نوم بكوابيس عن العاصفة دي .. بس في كابوسي للاسف انت ما بتكنش معايا فيه ومحدش بيلحقني منهم .. بقوم أصرخ وبحاول أفتكر إني خرجت منها .

ناهد قلبها وجعها عليها وكانت هتتكلم بس كريم اللي بصلها بتعاطف وسبقها بالرد : بس أنا كنت معاكي يا أمل وخرجتك منها .. وهفضل معاكي .

كريم ركن على جنب وبصلها وهي استغربت

فابتسم : تحبي تسوقي العربية وتعملي ذكريات تانية مختلفه فيها ؟

ناهد بصتلها : تعالي سوقي بجد ايه رأيك !

أمل بصتلهم باستغراب : أنتو بتقولوا ايه ؟

كريم فك حزامه : بقولك تعالي اعملي ذكريات تانيه مختلفة .

أمل بإصرار : خليك مكانك أنا مش هسوق العربية دي تاني ! مش هسوقها .

كريم باستغراب : ليه !

أمل بصتله : كريم أرجوك أنا سبق وطلبت منك تقبل كلامي بدون مناهدة كتير .

كريم بص لقدامه وربط حزامه تاني ودور عربيته : حاضر يا أمل مش هناهدك .

أمل ابتسمت : ممكن توعدني بقى !

كريم بصلها : أوعدك بإيه ؟

أمل : تبطل مناهدة قصادي .

كريم ابتسم : اوعدك يا ستي هحاول أبطل مناهدة قصادك .

سكتوا شوية وأمل بصتلهم مرة واحدة : أنتو ممكن تودوهم حضانة على فكرة .

كريم بصلها وحاول يفهم هي بتتكلم عن ايه بس معرفش فبحيرة : مين دول الي أوديهم حضانة ! بتتكلمي عن مين ؟

ناهد ضربته على دماغه : ويقولك المهندسين اذكى ناس في الكون .

أمل ضحكت على حيرته هي وناهد وبصتله : عيال الشغالة التوائم اللي طنط قالتلك اتصرف .. ده الحل توديهم حضانة هيتعلموا فيها وهي هترتاح فيها منهم وتعرف تقوم بشغلها وبكده تكونوا ساعدتوها من ناحية عيالها وفي شغلها برضه ..

كريم بصلها بإعجاب واستغبى نفسه إنه مافكرش في الحل ده بنفسه فابتسم وبص لمامته : مش قولتلك المهندسين أذكياء !

ناهد ابتسمت : ماشي يا عم .

كريم لامل : عندك اعتراض !

أمل بابتسامة : أنا ماعارضتكش على فكرة أنا بس ضد التعميم .

ناهد بصت لامل والتفتت لها : بقولك .

أمل بصتلها : نعم ياطنط !

ناهد بحب : بتحبي تاكلي ايه على الغدا !

أمل عينيها وسعت : أنا ! أنا هروح بقى على البيت بس تسلمي يارب .

ناهد بحب : أخوكي ومراته هيتغدوا هنا وأنتي هتكوني معاهم .. قوليلي بقى بتحبي تاكلي ايه !

أمل بحرج : معرفش .. أي حاجة عادي .. مش عارفة ..

ناهد لاحظت حرجها فضحكت : طيب خلاص ما تشغليش بالك.. بس هستناكي ترجعي معاه .

أمل بعينين واسعة : مع مين !

ناهد بابتسامة خبيثة بصت لابنها : مع كريم هو في غيره يعني .

أمل بحرج : ربنا يسهل مش عارفة ..

وصلوا الشركة وهي اتوترت فهو طمنها : ما تقلقيش هننزل الجراچ تحت محدش هيشوفك معايا ! وبعدين حتى لو حد شافنا معانا ماما .. ما تقلقيش .

أمل بتوتر : عارف لو حد شافني معاك هيقولوا ايه !

ناهد مسكت ايدها : حبيبتي انا موجودة محدش هيتكلم طول ما انا موجودة .

امل حاولت تبتسم بس نظراتها كلها توتر

كريم بضيق : محدش يقدر يتكلم .

أمل بصتله : عليك اه لكن عليا هيتكلموا وأنا مش حمل أي كلام .. أنت عارف .

كريم ركن قريب من الأسانسير في مكانه المخصص ونزل وهي نزلت بتتلفت حواليها وناهد نزلت وقربت من امل

ناهد : يا بنتي ما تخافيش يلا الأسانسير هناك اهو .

دخلوا الأسانسير وضغط على الدور الخامس مكان تدريبها ..بعد ما الاسانصير قفل كريم بص لامل : أمل ما تشتغلي على طول معايا بلاها التدريب ده !

أمل بصتله وكانت عايزة تقوله إنها موافقة بس : لا يا كريم خليني أكمل التدريب للآخر ده يدوب شهرين .

كريم بإصرار : أمل بلاها تدريب .

أمل بصتله : انت لسه واعدني على فكرة .

كريم باستغراب : وعدتك بايه ؟

ناهد ضحكت : لسى مُصر ان المهندسين اذكيا ؟

كريم كشر لمامته لانه مش فاهم اللي مامته فهمته

فردت أمل بهدوء : ما تناهدنيش .. تقبل ال اه أو ال لا بتاعتي بدون مجادلة كتير .. ( بصت لعينيه ) نفذ وعدك .

كريم شاور بدماغه : هنفذ وعدي يا أمل بس فكرة التدريب دي خنيقة جدا ورخمة جدا .

أمل ابتسمت : أنت بنفسك قلت إن الجامعة ما بتأهلناش نشتغل فأنا محتاجة أتعلم .

كريم بسرعة : يا ستي أنا هعلمك .

أمل بصتله باستغراب ومامته ابتسمت فهو اتراجع : يعني عندنا مهندسين بيكونوا مشرفين على التعيينات الجديدة ومش بيسيبوهم لحد ما يتقنوا شغلهم وأنا موجود معاكي فقلقانة من ايه !

أمل بابتسامة : خليني أكمل تدريبي مع أصحابي .

كريم مكشر : على فكرة أنا ممكن عادي أعين أصحابك كلهم معاكي .

امل بصتله باستغراب : على فكرة ده ضد فكرة التدريب اللي أنت بتعمله في شركتك وضد قوانينك ... ليه كل ده !

كريم بصلها ومعرفش يقولها ايه لأن هو نفسه مش عارف هو بيتصرف بالغباء ده ليه ! بصلها : أنا شوفت تقديرات أصحابك وشوفت السي ڤي بتاع كل واحد وتقديراتهم عالية يعني تعييني ليهم مش ضد قوانيني ولا حاجة .

أمل بعدم اقتناع : أنت بتدرب ١٥ طالب وبتختار منهم خمسة كل سنة وبتختار منهم الأفضل اللي بيعدوا الاختبار النهائي اللي بتعمله بنفسك دي قوانينك ..

كريم سكت والأسانسير وصل ونزل هو و أمل وناهد بقيت بالاسانسير

ناهد بتدوس على ازرار : هطلع عند حسن اوك .

كريم ابتسملها وهيا شاورت باي لامل وقالتلها هتنتظرها على الغدا ..

واتفاجأت بكريم وراها فبصتله وهمست : أنت جاي ورايا ليه !

كريم كشر وهمس : دي شركتي على فكرة .

أمل وقفت : كريم امشي !

كريم ضحك : روحي ادخلي مالكيش دعوة بيا أنا هنا مديرك على فكرة مش كريم .

أمل كشرت واستأذنت والمهندس لسه هيتكلم بس شاف كريم وراها فوقف وسكت وشاور لأمل تدخل وكريم دخل واتكلم مع المهندس شوية وبعدها كلهم اتفاجأوا إن المهندس خارج وكريم قعد قدامهم مبتسم : أنا هكون معاكم لمدة ساعتين حد معترض ؟

بص لأمل اللي ابتسمت وبصت لبعيد

اتفاجأت أمل بشخصية مختلفة تماما لكريم وهو في شغله .. اضطرت تعترف لنفسها بذكائه فعلا وهو بيتحاور معاهم ..

لاحظت ازاي برضه بيوقف أي بنت عند حدها لما بيتكلم معاهم .. انتبهت لحاجة مهمة جدا .. كريم معاها هي شخصية مختلفة تماما عن المهندس كريم مدير الشركة دي ..

ناهد طلعت لجوزها مبسوطة وقعدت معاه يرغوا مع بعض وشوية وطلباها السواق يروحها لطه يصحى هو ومراته ..


********

مؤمن مع ملك بيخلص الملفات اللي كان جاي ياخدها وبيتناقش مع ملك اللي مش مركزة في نص كلامه

مؤمن وقف : طيب تمام يا ملك أنا همشي بقى وزي ما اتفقنا اوك .

ملك وقفت وهو خارج وبتقفل وراه الباب بس لمحته رايح ناحية مكتب نور واستغربت وراحت وراه

مؤمن خبط على مكتبها ودخل وساب الباب مفتوح وراه

نور بصتله وابتسمت : أهلا يا مؤمن .

مؤمن ابتسم : الحمد لله بخير .. كنت لسة باخد الملفات دي .

نور هزت دماغها : ما سألتكش .

مؤمن قعد على حرف مكتبها وهي بصتله : بقولك ما تيجي نتغدى أنا وإنتي النهاردة مع بعض برا ..

نور ابتسمت : احنا مش اتفقنا تديني فرصة أرتب فيها أموري ؟

مؤمن ابتسم : اتفقنا وأنا عند كلامي بس ده غدا بريء جدا على فكرة !

نور ضحكت : بريء ! بجد يا مؤمن أنا محتاجة الفترة دي ..

مؤمن وقف : ماشي يا نور هديهالك الفترة دي ...Take your time .

أول ما وقف ملك بعدت ولمحته وهو خارج فعملت نفسها يدوب خارجة من مكتبها ورسمت ملامح الاستغراب : مؤمن أنت لسة هنا ؟

مؤمن ابتسم : اه كنت بسلم على نور وراجع الشركة

ملك بتريقة : اه قلتلي بتسلم على نور ! غريبة نور دي !

مؤمن كشر : غريبة ازاي يعني ! ماهي عادية اهيه .

ملك قربت منه وهو استغرب واتكلمت بغيظ : غريبة وأنتوا أغرب .

مؤمن بتوهان : احنا اللي هو مين بقى !

ملك بغيظ : أنت وكريم اللي حاطين المحجبات في طبقة غير طبقتنا .. شايفينهم ملايكة ما بيغلطوش مع إنهم كلهم غلطات .

مؤمن رجع خطوة لورا بعيد عنها : محدش قال إنهم ملايكة ومفيش حد معصوم من الخطأ أصلا في الكون كله .. احنا بشر عاديين جدا .. بنغلط وبنتوب وبنحاول نعمل الصح على قد ما بنقدر .

ملك بتريقة : أيوة بررلها .. لما الكلام مش بيكون على هواكم بتحطوا مبررات لأخطائكم لكن غيركم بتعلقوله المشنقة .

مؤمن بحيرة : يا بنتي في ايه مالك ! ومالها نور ؟ عاملالك ايه ؟

ملك بغيظ : غايظاني .. نفسي أرميها برا الشركة عارف ليه ! لأنها بوشين .. وأنا مابحبش الناس اللي بوشين ..

مؤمن بنرفزة : نور مش بوشين .

ملك ضحكت : اه ده انت شكلك واقع بقى .. لا يا سيدي هي بوشين .. وش محترم قدام الناس وراسمة دور البنت الكيوت المحجبة المؤدبة ووش تاني مختلف .. بنت بيوصلها راجل الصبح وبتبوسه عادي .

مؤمن اتنرفز : ده ممكن يكون أخوها عادي يعني .. ملك بطلي حركاتك دي وبلاش تتكلمي عنها بالشكل ده اذا سمحتي بعد اذنك .

ملك وقفته : بس يا مؤمن .

مؤمن بصلها : اذا سمحتي مش عايز أسمع حاجة عنها منك .. احتفظي برأيك فيها لنفسك .. باي يا ملك .

مؤمن مشي مخنوق منها بس في بذرة شك اتزرعت وخصوصا مع كلام عمته اللي قالتله إن في راجل في الموضوع ؟ لازم يفهم بقى سر تغير نور معاه ويفهم نوعية المشاكل اللي بتقابلها ايه !

ملك كشرت وقررت أنها تخلص من نور بأي شكل .. مؤمن شكله حبها ومش هيسمع عنها أي كلام ومش هيصدق .. فجأة ابتسمت لأن لو مؤمن مش هيسمع في غيره ممكن يسمع .. كريم هيسمعها ومش هيتحمل صاحبه وأخوه وابن خاله يرتبط بواحدة أخلاقها زي أخلاق نور .. كريم هو الحل .. ابتسمت لفكرتها واتحركت علشان تنفذها ..

مؤمن راح على الشركة ودخل لمكتبه على طول بدون ما يتكلم مع حد ودماغه بتقلب في كلام عمته وكلام ملك وكلام نور نفسها ..

ملك وصلت الشركة وطلعت لفوق على طول شافت علياء السكرتيرة : كريم جوا ؟

علياء وقفت : لا مش جوا .. هو تحت مع المتدربين الجداد .

ملك بضيق : متدربين جداد ؟ ليه نازلهم بنفسه يعني ! في أي دور هو ؟

علياء : الخامس يا افندم .

ملك نزلت وقابلت مهندس برا: باشمهندس كريم فين لو سمحت .

المهندس : جوا يا افندم .

كريم سمع صوت ملك ولمحها من الباب فبص للمتدربين وخصوصا أمل : طيب هكمل معاكم بعدين ..

خرج وقابلها على الباب وأخدها وخرج . أمل لمحتها وعرفتها واتضايقت واستغربت موقفه .. ليه خرج بالشكل ده ! ليه خايف منها كده ! لا مش خايف منها .. هيخاف منها ليه !

عايدة جنبها : هي مين دي اللي جري علشانها كده ..

أمل كشرت : خطيبته ! السابقة .

مروة ابتسمت : بس قمر الصراحة .

أمل بغيرة : ولا قمر ولا نيلة ايه القمر فيها .

الاتنين بصولها باستغراب

عايدة : بس لما هي السابقة ليه خرج بسرعة كده !

فاطمة اتدخلت في حوارهم : علشان يا ناصحة منك ليها هي لو شافت أمل هتعرفها وممكن تتكلم قدام الكل أكيد هو فكر كده وعلشان كده خدها وخرج بسرعة علشانك .

بصت لأمل اللي ابتسمت للتبرير ده بس كشرت تاني لأنه ممكن يكون مهتم بيها برضه ..كريم أخد ملك وطلع لمكتبه وهي مشيت معاه بصمت لحد ما دخلوا واستقروا

كريم بصلها : خير يا ملك ! هو مش مؤمن كان معاكي وأخد الملفات منك ؟

ملك بضيق : أيوة .. كريم أنا مش جايالك بسبب الشغل .. أنا جايالك أنت بشكل شخصي .

كريم كشر باستغراب : يعني ايه بشكل شخصي ؟

ملك اتنهدت بضيق : أنا واقعة في مشكلة ومحتاجة مساعدتك .

كريم بانتباه : خير مشكلة ايه ! وليه أنا اللي أساعدك فيها ! جوزك أولى بالمساعدة دي يا ملك .

ملك بضيق : لا سيبك من جوزي دلوقتي الموضوع يخصني أنا ويخص مؤمن .

كريم بصلها : مؤمن ؟ ازاي !

ملك أخدت نفس طويل وبدأت تحكيله عن نور وتصرفاتها ونفس اللي قالته لمؤمن قالته لكريم ونفس رد فعل مؤمن كان رد كريم اللي بضيق بصلها : اذا سمحتي يا ملك شيلي نور من دماغك .. مؤمن مش صغير ولو في حاجة هو هيعرف يتعامل معاها .

ملك حست إنها بتخسر تاني قصاده فبصتله بدموع وبغيظ : وبابا ؟

كريم باستغراب : أبوكي ؟ أبوكي ماله ؟

ملك بنرفزة : بتأكله في بوقه عادي ؟ بتقعد على مكتبه من فوق عادي ! بتضحك وتهزر معاه طول الوقت عادي ؟ بيوصلها كل يوم عادي ؟ بتتحداني أنا وتقولي هرميكي برا الشركة ده عادي ؟ نور باصة لفوق أوي وبتدوس على الناس سلالم وهي طالعة .. وأقولك الكبيرة بقى ! بابا بيفكر يطلق ماما .

كريم بصدمة : إنتي كدابة يا ملك !

ملك بوجع : يا ريتني كدابة ومش بني آدمة زي دي تهد بيتنا وتطلق بابا من ماما ! أنا مش هألف في موضوع زي ده ! بس من ساعة ما نور دخلت الشركة وبابا اتغير تماما في البيت وقالهالي صريحة إن علاقته بماما بقت قضية خسرانة والصبح كان بيضحك وبيفطر هو ونور وبتأكله بايدها في بوقه ولما جيت أتكلم سكتني ومنعني حتى أنطق .. ها لسه شايفيني بتبلى عليها يا كريم .. أنا مش وحشة يا كريم ومش معنى إننا انفصلنا أنا وأنت إني هبطل أهتم بيك أو بعيلتك .. أنا زي ما أنا .. أيوة علاقتنا انتهت كاتنين مخطوبين لكن لسه مستمرة كأصحاب وكشركاء وكأهل .. مؤمن بعتبره زي أخويا وزي ما رافضة علاقتها ببابا رافضاها لمؤمن برضه لأني بهتم بالاتنين ..

كريم بصلها بهدوء : زي ما قلتلك يا ملك أنا ما بحبش أقفز لاستنتاجات زي دي بس هكلم مؤمن وهخليه ياخد باله .. وإنتي محتاجة تقعدي مع باباكي قعدة طويلة كأب وبنته وتسمعي منه قبل ما تقفزي لاستنتاجات زي دي ..

ملك وقفت بضيق : هحاول أتكلم معاه .. متشكرة إنك سمعتني .

كريم وقف ووصلها للباب وهي مشيت وهو وقف يفكر للحظة وبعدها بص لعلياء : هو مؤمن في مكتبه ولا فين ؟

علياء بحيرة : أعتقد يا فندم شوفته من شوية داخل مكتبه .

كريم راحله ودخل عنده كان قاعد مهموم وفضلوا يتكلموا مع بعض كتير

كريم حكاله عن كلام ملك وإتهاماتها ومؤمن سمعه بضيق : انت شايف إن دي أخلاقها ! أكيد في تفسير منطقي للي ملك بتقوله أو ملك بتكدب .

كريم بهدوء : مع كل العيوب اللي في ملك يا مؤمن بس الكدب مش من ضمنهم .. ملك مش من النوع اللي يكدب ويعمل حوارات فلو قالت إن ده حصل يبقى فعلا حصل .

مؤمن بصله : يعني أنت عايزني أصدق إن نور بوشين .. ملاك وشيطان في نفس الوقت .

كريم اتنهد : احنا مش ملايكة يا مؤمن .. بس برضه مش شياطين .. أنت لازم تقعد وتتكلم معاها كلام صريح ومباشر .. كفاية لف ودوران ..

مؤمن بصله : تقصد إني أتهمها زي ما شريف ااتهم أمل وأطلب منها دليل لبرائتها ! مش قلت إن ده سبب انفصال أمل عن شريف ! إتهامه ليها وطلبه دليل لبرائتها !

كريم بصله أوي واتنهد بحيرة و وقف وقرب منه : لو بتحبها وواثق إنها مش بالشخصية دي وواثق إن في تفسير منطقي للي بيحصل ده يبقى استنى تفسيرها هي .

مؤمن ابتسم : ده اللي هعمله .. هستنى أسمع منها هي .. وفي النهاية اللي ربنا كاتبه هنشوفه .. مش عايز أسمع أي إتهامات في حقها ولو ملك حاولت تكلمك عنها تاني امنعها .. كده كده أنا أصلا ماليش حقوق عليها يا كريم علشان أطالبها بتفسيرات .. أنا بحبها اه لكن هي مشاعرها ايه معرفش فبالتالي مش من حقي أتكلم وكل اللي في ايدي هو الانتظار .. الأمور هتوضح لوحدها ..طه صحي من نومه بيتقلب وبص لمراته جنبه وهي صحيت مبتسمة : حاسه إني نايمة من سنة .

طه ابتسم وفجأة اتعدل بص في ساعته : الساعة ١ الظهر .. أمل ، الناس برا ؟

غادة اتعدلت : أنا نسيت خالص إننا مش في البيت ! هتعمل ايه ؟

طه اتعدل : لازم نقوم بسرعة ونشوف الدنيا فيها ايه ؟

قاموا وخلال نص ساعة كانوا خارجين من الأوضة الاتنين وطه بيحمحم وهو نازل لحد ما ناهد سمعته واستقبلته

ناهد : انزل يا ابني .. تعالي يا غادة .

طه بحرج : أنا مش عارف والله أقولك ايه بالنوم ده كله !

ناهد ابتسمت : ما تقلش أي حاجة أنتوا سهرتوا كتير ونمتوا عادي يعني .

طه بحرج : هم الناس فين ؟

ناهد : تعال اقعد بس كلهم يا سيدي راحوا الشغل وأمل برضه نزلت معاهم .. كلمت والدتك واستأذنتها ونزلت معاهم الشركة .

طه : طيب كويس احنا هنقوم بقى نتكل على الله .

ناهد : يا سلام ! إنتوا هتتغدوا الأول وأنا هكلم كريم وحسن يجوا دلوقتي نتغدى كلنا مع بعض وبعدها هسيبك تتحرك .

طه بإصرار : لا اعذريني بعدين هما بيرجعوا بعد ٥ هتكلميهم الساعة ١ ازاي يعني .. سيبيهم براحتهم واحنا يدوب هنروح نلم حاجتنا ونمسك الطريق بقى خلينا نمشي بعد اذنك .

بعد مناهدات طويلة استقروا إنهم يتغدوا هم الاتنين لوحدهم ويمشوا وبالفعل غدتهم وجهزت أكل لهم للطريق واتحركوا ..

طه كلم أمل اطمن عليها وقالها يعدي عليها قبل ما يسافر بس هي رفضت وقالتله الطريق بعيد والساعتين اللي هياخدهم في الطريق ليها يقطعها في طريق سفره أفضل

كلم برضه كريم شكره وبلغه إنه هيتحرك وكريم بالرغم من إنه اتضايق إنهم مش هيتغدوا مع بعض بس تقبل قراره ..

طه اتحرك بمراته اللي كانت مبسوطة بشكل عام من السفرية وتغيير الجو ووصلوا الفجر وسميرة كانت في انتظارهم قلقانة عليهم وما اطمنتش إلا لما شافتهم ..

الصبح 

العاصفة: الجزء ١ - الحلقة ٢٩

كريم سألها ليه راكبة لوحدها مع عمرو ؟

أمل بصتله : ركبت والباب هيقفل هو دخل وجيت أخرج الأسانسير اتسحب أعمله ايه يعني !

كريم بنرفزة : يا سلام بالبساطة دي !

أمل بصتله : أنا ورايا تدريب بعد اذنك .

خارجة بس هو حط ايده ناحية الباب منعها : الموقف ده ما يتكررش تاني .. الأسانسير يا تركبيه مع مجموعة يا تنزلي منه لو هتفضلي لوحدك مع راجل فاهمة ولا مش فاهمة !

أمل بذهول : أنت مالكش تكلمني باللهجة دي ولا الأسلوب ده .. وأنا مش محتاجة توصياتك دي وبعدين الموقف حصل في لحظة واحنا وسط شركة المفروض إنها شركة محترمة .

كريم بغيظ : الشركة محترمة لكن الشخص اللي سيادتك راكبة معاه مش منها .. ومش محترم وسيادتك اللي قلتيلي ده بنفسك .

أمل بنرفزة : وأنا أعرف أحمي نفسي كويس من أمثاله وأعرف أوقفه عند حده فمش محتاجة لحد يحميني .. وبعدين ما أنت بتركب معايا الأسانسير لوحدك ولا أنت برا المعادلة دي !

كريم بقمة الغضب : أنتي ما بتعرفيش تحمي نفسك سيادتك بوء على الفاضي وبتغرقي في شبر مياه.. ولا يا أمل أنا مش برا المعادلة دي وآسف على تصرفي ده لكن الأسانسير ما تركبيهوش لوحدك تاني ولا معايا ولا مع غيري حتى لو هتطلعي على رجليكي الأربع أدوار ولا الخمسة دول .. وإنتي شوفتي بنفسك إن الواحد ممكن يوقفه ويعمل ما بداله .. فلو أنا وقفته قبل كده واتكلمت معاكي غيري مش هيوقفه ويكتفي بالكلام بس .. الأسانسير يعتبر خلوة غير شرعية وأعتقد إنك مش محتاجة مني أشرحلك أكتر من كده ..

أمل بصتله بغضب : كلامك لحد هنا خلص .. أنت هنا مدير الشركة دي وبس وده ما يديلكش الحق تكلمني بالأسلوب ده أو اللهجة دي .. بعد اذنك .

خرجت بغضب ومشيت من عنده وهو فضل مكانه بيحاول يسيطر على أعصابه علشان ما يروحش يرمي عمرو برا الشركة دي كلها

طلع لبرا الأوضة وفكر يروح عندهم بس بعدها اتراجع وطلع لمكتبه وهو داخل علياء وقفته : مديرة شركة الالكترونيات من الغردقة في الطريق .

كريم بصلها بنرفزة : في الطريق ازاي ! مش تحدد ميعاد الأول !

علياء باستغراب : ماهو ده ميعادها .

كريم بغيظ : وسيادتك مش تفكريني ؟

علياء عينيها وسعت من استغرابها : يا فندم أنا فكرتك امبارح وأكدت عليك الصبح ودلوقتي حضرتك نزلت للباشمهندس هيثم علشان أوراق المشروع ده !

كريم كشر بضيق واتنهد بتعب ازاي نسي كل ده فبص لعلياء : سوري دماغي مشغولة .. اوك أنا في انتظارها .

المديرة وصلت ودخلت لكريم اللي وقف يستقبلها كانت بنوتة في آواخر العشرينات أو أوائل الثلاثينات مقدرش يحدد بالظبط

فستان بحزام عريض في الوسط و قصير جدا وبنص كوم ومدت ايدها لكريم اللي ابتسم : سوري بس ما بسلمش على بنات .

البنت ضحكت : أنا سمعت عنك كتير بس ما تخيلتش إنك فعلا كده كنت فاكرة إنها إشاعات وأفورة .

كريم ابتسم : لا مش إشاعات أنا فعلا رخم .

البنت ضحكت : لا أبدا مش رخامة دي مبادئ وكل واحد عنده مبادئه .. أنا هايدي مديرة شركة الالكترونيات في الغردقة وحابة نكون الوكيل المعتمد لشركتك هناك .

كريم ابتسم : اتفضلي اقعدي نتكلم .

استمر الاجتماع معاها فترة طويلة نوعا ما

أمل تحت متغاظة من كلامه بس برضه متضايقة أكتر إنه عنده حق .. كان المفروض يا إما تنزل أو تطلب منه ياخد أسانسير تاني غير ده في أكتر من خمس أسانسيرات بس هي اتحطت أمر واقع ومالحقتش تنزل .. قررت تطلع تعتذرله وانتهزت أول استراحة أخدوها بعد ساعة ونص وطلعت لعنده بصت لعلياء : كنت عايزة الباشمهندس كريم

علياء ابتسمت : آسفة يا باشمهندسة بس هو في اجتماع حاليا .

أمل كشرت : متعرفيش هيخلص امتى !

علياء ابتسمتلها : لا للأسف .

ماكملتش كلمتها إلا والباب اتفتح وخرجت هايدي من عند كريم وهو كمان وراها وهي بتضحك وبتمد ايدها له تسلم عليه بس اتراجعت وضحكت وبهزار : سوري نسيت .. هشوفك بالليل نتعشى مع بعض ونتكلم في باقي التفاصيل اتفقنا !

كريم ابتسم : اتفقنا .

مشيت هايدي بخطواتها الواثقة من نفسها وبتتمايل بفستانها القصير تحت نظرات أمل المليانة غيظ ولو كانت النظرات بتحرق كانت هايدي اتحرقت بنظراتها ..

التفتت لكريم اللي متابع نظراتها وعرف إنه هيواجه انفجارها .. بصتله بعيون مليانة شر وغيظ وقمة الغضب ...كريم قبل ما هي تتكلم : اتفضلي في المكتب

أمل بصتله بغيظ وبتريقة : لا شكرا شكلك مشغول أوي

كريم بتحذير : ادخلي يا أمل نتكلم جوا

أمل بصتله بغيظ : أدخل ! علشان نتكلم ! أيوة سوري نسيت أنت غير صح

كريم بصلها بتهديد : أنا معنديش أي مانع أتكلم هنا وفي وسط الشركة أعتقد المانع عندك إنتي مش أنا

علياء بصالهم الاتنين بذهول ومش فاهمة حاجة

أمل بنرفزة : وأنا ما بيهمنيش حد لكن ما تجيش انت تديني درس عن الخلوة الغير شرعيه وتكلمني في الأدب والأخلاق وتحسسني فعلا إني عملت غلطة كبيرة لا تغتفر وأطلع هنا ألاقيك قاعدلي مع واحدة بالشكل ده بقالك ساعة ونص جوا قافل عليها باب وفي خلوة تامة وتيجي تكلمني أنا ؟ خلوة شرعيه دي يا باشمهندس ولا بتسميها ايه ! قعدتك جوا المكتب والباب مقفول مع بنت بدون أي محرم بدون أي حد معاكم وباب مقفول عليكم ولفترة طويلة دي اسمها ايه !

كريم بصلها بهدوء : اسمها خلوة غير شرعية وإنتي عندك حق في كل كلامك ..

أمل بصتله واتفاجأت برده ده لأنها كانت متوقعة إنه هيتخانق معاها مش يوافقها وده لخبطها وخلاها مش عارفة تتكلم أصلا

كريم كمل : ينفع بقى تدخلي لحظة نتكلم فيها !

أمل بغضب : أنت لسة اهو قايل إنها خلوة غير شرعية ! عايزني أدخل ازاي بقى !

كريم بهدوء : مش هقفل الباب وعلياء اهيه موجودة مش هتبقى خلوة يعني اتفضلي لحظة

أمل اترددت بس دخلت بغضب وكريم بص لعلياء اللي عندها ذهول تام وبتحذير : ولا حرف واحد برا لأي شخص مهما كان

علياء بصتله : أكيد يا فندم

كريم دخل مكتبه وبص لأمل اللي متغاظة وبدأ هو الكلام : آسف لو كنت عليت صوتي عليكي بالشكل ده بس أول ما الباب اتفتح شوفتك معاه لوحدكم .. ده جنني

امل برضه مكشرة وبصتله وبتريقة بتقلد هايدي : وبالنسبة للي هتستناك على العشا والله كان ناقص بس آخر الجملة تقولك يا بيبي علشان تبقى كملت

كريم كان هيضحك على طريقة كلامها بس مسك نفسه لأنه مش متوقع رد فعلها فبصلها : على فكرة دي مديرة شركة كبيرة في الغردقة

أمل بتريقة : اه حصلنا الشرف .. مش مبرر سيادتك

كريم ابتسم : عارف إنه مش مبرر بس أنا ده شغلي يا أمل .. إني أتقابل مع ناس زي دي ونعمل صفقات معاهم .. ده بيزنس

جت تتكلم بس هو كمل : ومش ببرر غلطي بالعكس فعلا أنا غلطان وإنتي عندك حق دي خلوة غير شرعية وأوعدك مش هتتكرر تاني .. أي بنت يكون عندي اجتماع معاها يا هخلي علياء تحضر أو مؤمن يا أضعف الإيمان يكون الباب مفتوح .. خلاص اتفقنا !

أمل بصاله وبرضه مكشرة وهو وقف قصادها : خلاص بقى ما يبقاش قلبك أسود بالشكل ده

أمل بصتله بتذمر وبتريقة : وبالنسبة للعشا بتاع الليلة يا بيبي

كريم ابتسم : على فكرة هي ماقالتش بيبي

أمل بتريقة : ماقالتهاش قولا لكن قالتها بطرق تانية !

كريم بصلها بهدوء : امل ! العشا بتاع الليل هيكون معايا مؤمن وهي هيكون معاها مهندسين من شركتها !

أمل رفعت عينيها له : مش لوحدك يعني !

كريم مبتسم : لا مش لوحدي ! بعدين هيفرق معاكي في ايه لوحدي أو لا!

أمل كشرت وزعقت : ما يفرقش أصلا أنت حر .. بعد اذنك

سابته وخرجت وهو ابتسم على أسلوبها ونرفزتها وسابها تخرج بس كان مبسوط ..

***********

خالد كان نازل شركته ورقية جنبه : هتفطر معايا قبل ما تنزل ؟

خالد بصلها باستغراب : لا افطري إنتي

رقية بزهق : وبعدين بقى انت هتفضل كده لامتى !

خالد بهدوء : أنا عادي جدا على فكرة أنتي اللي غريبة الفترة الأخيرة

رقية بنرفزة : أنا عايزة أرجع جوزي ايه الغريب في كده !

خالد بصلها وضحك وهي استغربت ضحكه فبضيق : ايه اللي قلته يضحك سيادتك ؟

خالد بضحك : النكتة اللي قلتيها ! ترجعي جوزك دي !

رقية كشرت : وايه اللي يضحك في ده !

خالد بجمود : إنك اتأخرتي أكتر من ٣٠ سنة علشان تفكري ترجعي جوزك .. اتأخرتي كتير

رقية وقفته قبل ما يخرج : تقصد ايه يا خالد ! أنا مش مطمنالك

خالد بصلها بهدوء : أقصد إن جوازنا واخد شكل صوري من سنين .. فاتأخرتي كتير

جه يطلع بس وقفته تاني : كل ده علشان حتة مفعوصة أصغر من بنتك ! على آخر الزمن هتتهبل يا خالد بيه !

خالد بصلها بجمود بيسيطر على غضبه : هتغلطي في الكلام هوقفك عند حدك فخلينا على الأقل نحتفظ بالاحترام اللي فاضل بينا لاني مش هسمحلك تتخطي حدودك .. بعد اذنك يا هانم .. اه صح بلغي ملك تبطل توصلك أخبار مش مظبوطة وانصحيها تركز في بيتها أكتر شوية بدل ما تيجي تقعد جنبك هنا ..

سابها وخرج نزل على شركته وكلم نور يطمن عليها وصلت ولا لسة بس ردت عليه كانت في تاكسي في الطريق لأن نادر مش فاضي يوصلها .. كشر وقفل وابتسم بعدها لفكرة ضربت في دماغهعمل شوية تليفونات من ضمنهم نادر طلب منه يجي الشركة يتكلموا في منصبه الجديد

ملك مامتها بلغتها باللي دار بينها وبين أبوها واتضايقت إن أبوها مابقاش حتى مهتم يداري أو يخبي أو يعمل خاطر لمامتها بالعكس هو بايع تماما ! لازم تعمل أي حاجة .. لمحت حد داخل بيتلفت حواليه وهي افتكرت إن ده اللي وصل نور قبل كده طلعت بسرعة من مكتبها واتفاجأت إنه طويل و وسيم وجنتل جدا فحست بالغيرة من نور وبصتله : حضرتك بتدور على حد !

نادر بصلها من فوق لتحت وما عجبتهوش بلبسها ولا مكياچها وتجاهلها

ملك اتنرفزت : على فكرة أنا بكلمك ولا أنادي للأمن يتعاملوا معاك ؟

نادر بصلها بقرف : إنتي تنادي للأمن علشاني ! تطلعي ايه إنتي !

ملك رفعت راسها لفوق : أنا صاحبة الشركة دي هنا

نادر بتريقة : تقصدي إنك إنتي خالد عبدالرءوف !

ملك بغيظ من تريقته : أنا بنته !

نادر بدون أي اهتمام : أنا جايله هو مش بنته بعد اذنك

ملك بنرفزة : انت بتدور في الدور الغلط احنا هنا في الرابع هو مكتبه في آخر دور فوق .. هو بيحب الڤيو جدا فوق

نادر بصلها وغمغم : شكرا

واتحرك ناحية الأسانسير وهي ابتسمت اينعم دي أمور عيال بس اهو تضايقه شوية مش أكتر ..

خالد استدعى نور لمكتبه وراحتله وهو كان مبسوط : تعالي يا حبيبه قلبي

نور استغرت وقربت منه : في حاجة ؟

خالد مبتسم : إنتي كل يوم بتنتظري نادر يوصلك أو يروحك وساعات تتأخري وساعات تضطري تركبي تاكسي أو أوبر

نور كشرت : فعلا بس كل ده ليه !

خالد ابتسم : غمضي عينيكي عندي ليكي مفاجأة

غمضت عينيها وهو مسك ايدها أخدها ناحية الشباك : افتحي عينيكي يا قمر

نور فتحت عينيها باستغراب : فتحت أشوف ايه بقي ؟

خالد بفرحة : شايفة العروسة البيضاء اللي راكنه تحت وبتلمع دي

نور بصتله بحماس : اوعي يكون قصدك ..

خالد ضحك : أيوة قصدي

وطلع من جيبه مفاتيح عربية وعطاهلها : عربيتك الجديدة يا قلبي وبيضا زي قلبك الأبيض الجميل

نورهان مسكت المفاتيح مش مصدقة واتنططت وحضنته و اتعلقت في رقبته : بحبك بحبك بحبك يا أجمل خلود في الدنيا

الباب انفتح بعنف ودخلت ملك اللي شافت أبوها شايل نور وهي متعلقة في رقبته وفي ايدها مفاتيح العربية .. فضلت مصدومة للحظات .. نور بعدت عن خالد ومش عارفة تعمل ايه ! حاولت تنسحب بس ملك مسكتها من دراعها وشدتها : إنتي فاكرة إني هسمحلك تخرجي كده ! إنتي اتجننتي !

أنتي اتخطيتي حدودك أوي ! أوي فاهمة

نور هترد عليها بس اتلجمت لما شافت مؤمن واقف كان يدوب جاي على مكتب خالد

ملك بصت وراها وشافت مؤمن فزعقت : مارضتش تسمع كلمة واحدة في حقها اهيه اتفضل .. في حضنه ! ومفاتيح عربية جديدة في ايديها !

خالد زعق : ملك اسكتي إنتي مش فاهمة حاجة

خالد حاول يشد نور من ايد ملك بس ملك صرخت في أبوها : لا مش هسكت تاني وهخرجها من الشركة بفضيحة القذرة دي ! جاية على آخر الزمن تاخدك مننا !

خالد زعق : اسكتي يا ملك .. وكفاية كده

ملك وقفت بتحدي : مش هسكت تاني سكت بما فيه الكفاية

نور كل نظراتها لمؤمن اللي واقف عينيه عليها مش قادر يصدق أو يستوعب معنى كلام ملك ايه أو منتظر يسمع نور تتكلم بنفسها ويسمع منها هي

ملك بتزعق : لحد كده وكفاية أوي

مسكت نور من دراعها وبتشدها علشان تخرجها برا المكتب وخالد يدوب هيتحرك يمنعها بس الكل فوجئ بنادر اللي داخل شد أخته من ايدين ملك بعنف وخلاها وراه

ملك بغضب : حبيب رقم ٣ .. الو*** حبايبها كتير أوي

ملك اتفاجأت بقلم عنيف بينزل على وشها من نادر لدرجة إنها كانت هتقع على الأرض لولا سندت على الكرسي وبعدها مسكها من شعرها بعنف وعدلها : قسما بالله أدفنك مكانك لو نطقتي حرف في حقها

خالد زعق : نادر .. سيب ملك واوعي تنسي للحظة إن ملك كمان أختك

كلهم بصوا لخالد بعنف والكل اتفاجأ باللي قاله وملك صدمتها كانت أكبر من أي شيء ممكن تتوقعه أو تتخيله

خالد مسك ايد نادر بعدها عن شعر ملك ووقف في وشه : أنت أخوهم الكبير و واجبك تحمي الاتنين وتقف في ظهرهم مش تقف مع واحدة ضد واحدة

نادر بغضب : بنتك محتاجة تتربى من أول وجديد .. محتاجة تتعلم الأدب واحترام اللي حواليها .. بنتك محتاجة حاجات كتير علشان تبقى بني آدمة نعرف نتعامل معاها

خالد أخد نفس طويل : عارف إنها محتاجة لكتير بس ده مش مبرر تمد ايدك عليها أبدا

نادر بنرفزة : أشوفها بتغلط في أختي وبتتهمها بأبشع الإتهامات وأسكت !

خالد بص لكل الموجودين وخصوصا مؤمن اللي واقف على الباب مش مستوعب كل اللي بيحصل قدامه : مؤمن ادخل واقفل الباب ..

مؤمن بص للباب وبتوهان قفله وسند عليه

خالد بصلهم : ملك .. نورهان ونادر الاتنين أخواتك .. مش عارف ازاي تخيلتي إني أحب عيلة في السن ده ! هل إنتي شايفة إن دي أخلاق أبوكي ؟

ملك دموعها نازلة مش قادرة تستوعب اللي بتسمعه وازاي بعد العمر ده كله تكتشف إن عندها أخوات واحد أكبر منها و بنت أصغر منها .. ياما اتمنت كتير يكون عندها أخوات بس عمرها ما تخيلت إن ده هيكون رد فعلها لما تعرف بوجودهم !

خالد بص لمؤمن : مؤمن أنت مش غريب .. نور بنتي هي ونادر وأتمنى اللي سمعته ده يفضل بينا .. مش عايز أي حد يعرف على الأقل حاليا .. بلاش حد يعرف .. احتفظ باللي عرفته لنفسك ..

مؤمن حاول يلاقي صوته : أكيد طبعا .. ما تقلقش حضرتك من ناحيتي

خالد ابتسم ربع ابتسامة بمجاملة له : طيب في حاجة ضرورية ولا الموضوع ممكن يستنى ؟

مؤمن سرعة : لا لا مفيش .. أنا هسيبكم تتكلموا براحتكم

خرج مؤمن وهو عنده ذهول تام من اللي سمعه وراح على الشركة دخل لمكتبه يحاول يستوعب اللي سمعه واللي شافه بس مرة واحدة ابتسم .. نور مافيش رجالة في حياتها غيره .. ده أخوها وده أبوها ! بس يا ترى ليه أبوها مخبي عن الكل وجود عياله !

مش مهم ، المهم حاليا إن نور بريئة من كل التهم المنسوبة ليها .. كويس إنه ما اتهورش وراح يسألها أو يتهمها .. كويس إنه صبر لحد ما الحقيقة تظهر لوحدها ..

صمت تام مسيطر على مكتب خالد وكل واحد في جنب .. نادر ونورهان قعدوا جنب بعض وملك قعدت في جنب لوحدها دموعها نازلة وخالد واقف متعصب : ملك اتكلمي ! ناوية على ايه !

نادر بنرفزة : برضه هي اللي هاماك ! سيادتها بس اللي تفرق معاك ! قومي يا بنتي من هنا أنا مش عارف أنتي هنا ليه ! مستنية منه ايه ! هو ما بيهتمش غير برقية هانم مراته والسنيوريتا ملك بنته الباقي يولعوا بقى ما يفرقوش معاه

خالد بعصبية : يا نادنوانت مش فاهم حاجة فاسكت اذا سمحت ..

نادر وقف في وشه : بطلت اسكت عايزنا نستنى رأي ملك ؟! سكتنا بما فيه الكافية وسيبناك تلعب بحياتنا كتير أوي

ملك بعياط : أنت متجوز قبل ماما ! ولا ماما الأول وأنت خنتها ! ابنك أكبر مني يعني مامته هي الأولي ؟

خالد بنرفزة : أنتي هيفرق معاكي بايه مين الأولى ومين الثانية؟

ملك زعقت : لا تفرق كتير أوي ! لو مامتهم الأولى وبتحبها وخلفت منها ولد وبنت ليه اتجوزت ماما ! طيب لو ماما الأولى ليه خنتها مع واحدة تانية ؟ طيب ليه ماعرفتنيش إني عندي أخوات ! طيب ليه داريت وجودهم كل السنين دي ! في ألف سؤال عندي

خالد بهدوء : مامتك هي الأولى ! ارتاحتي كده .. خلاص

ملك بذهول : لا مش خلاص .. احنا أبعد ما يكون عن الخلاص ! ليه خنتها ! ولا كانت علاقة غير شرعية ولما خلفتلك الواد اتجوزتها !

خالد بص لبنته : علاقتي بيها عمرها ما أخدت أي شكل غير شرعي أبدا ! ده كان جواز على سنة الله ورسوله .. جواز صحيح وشرعي

ملك باستغرب مش مصدقة : طيب ليه داريته ؟

خالد كشر ودور وشه بعيد عن مواجهة عياله : عندي أسبابي اللي أحب أحتفظ بيها لنفسي

نادر اتدخل بتريقة : لحد امتى هتفضل محتفظ بأسبابك لنفسك ؟ مش شايف إنه معادش ينفع تحتفظ بأسبابك دي لنفسك ؟ أسبابك دي بتدمرنا احنا

خالد بص لابنه : غصب عني .. خبيت والدتك غصبا عني ..

نادر بتريقة : خبيتها لأنك ماحبيتهاش كفاية

خبيتها لأنك خفت من رقية هانم .. خبيتها لأنك أجبن من إنك تعلن إنك متجوز تانية .. خبيتها لأنها كانت بنت بسيطة مش من عائلة ارستقراطية زي رقية هانم

خالد وقفه : أنت مش فاهم حاجة اسكت

نادر زعق : معدتش هسكت ريح بالك مش هسكت تاني

خالد بتعب : مش هقولك غير إني خبيت نهلة علشان مصلحتها وبس .. اضطرينا نخبي غصبا عننا احنا الاتنين .. سكتنا لأنه كان لازم نسكت وما ينفعش نتكلم .. ولحد النهاردة للأسف ما ينفعش نتكلم ولازم نسكت

نادر بعدم فهم وعدم اقتناع : ليــــــــه ؟!

خالد بإصرار : ليه دي عند والدتك مش عندي يا نادر .. لو والدتك مستعدة تقولك أنا ماعنديش مانع

نادر بنرفزة : انت عايز تفهمني إن هي اللي طالبة تكون في السر ! هي اللي عاجبها الوضع ده !

خالد بصله : قلتلك إننا مضطرين للوضع ده .. غصب عننا

نادر برفض : ايه اللي يجبر أب يتخلي عن عياله ويسيبهم يكبروا من غيره ؟

خالد بصله بذهول : أنا عمري ما اتخليت عنكم أبدا .. طول عمركم قدام عيني .. اتربيتوا معايا وفي حضني .. انت ما بعدتش غير لما سافرت للجامعة بس وحتى لو كنا في وضع طبيعي كنت برضه هتسافر تدرس .. لكن أنا على طول موجود في حياتكم

نادر بتريقه : أي وجود بتتكلم عنه ده ؟ موجود في السر ! ماكانش ينفع أتكلم عنك في أي مكان لأنك في السر ! ما ينفعش حد من أصحابي يجي البيت ليشوفك صدفة ! عمرك ما جيت أي اجتماع في المدرسة ! مكانش ينفع تظهر في أي مكان معايا ؟ ماكانش ينفع نتغدى حتي في يوم برا لحد يشوفك معانا ؟ ماكانش ينفع نكلمك في التليفون ليكون حد جنبك أو مراتك جنبك ! ماكانش ينفع حتي لو تعبنا تاخدنا لدكتور تكشف علينا ! أي وجود ده اللي بتتكلم عنه ! أنت لو ماكنتش موجود كان هيبقى أرحم مليون مرة من وجودك بالشكل المهين ده ! موجود ايه ! نص ساعة قبل ما تنزل شغلك أو ساعتين بالليل ! أو حتي يوم إجازة تقضيه معانا .. تعرف أنا كنت بكره الإجازات دي جدا .. لأن إجازة يعني انت موجود يعني معناه هنتحبس في البيت كلنا علشان سيادتك موجود

ملك بتريقة : وأنا كنت بكره الإجازات لأن معناه إن انت مش موجود .. انت ظلمتنا كلنا بأنانيتك دي .. لا عرفت تكون أب ليهم ولا عرفت تكون أب ليا .. يمكن لو كنت جمعتنا في مكان واحد كنت قدرت تقوم بدورك كأب أحسن من كده ..

قامت وخارجة من المكتب بس خالد وقفها : ملك ! استني

ملك بصتله بدموع : ما تخافش مش هقول لمراتك إنك متجوز عليها ومخلف ..

سابتهم وخرجت ونادر بص لأخته اللي قاعدة بتعيط بصمت وقرب منها قومها : يلا خلينا نمشي من هنا ..

خالد بترجي : نادر أرجوك ما تظلمنيش أنا صدقني عملت كل اللي أقدر عليه وحاولت ما أظلمكمش معايا وده اللي قدرت عليه

نادر بصله بحزن : مش كفاية للأسف

أخد أخته وروحوا على البيت ودخلوا وأول ما نهلة شافتهم جريت على بنتها حضنتها : مال أختك يا نادر بتعيط ليه كده ؟

نادر بجمود : اتخانقت مع ملك بعد ما ملك اتهمتها إنها على علاقة ببابا ..

نهلة شهقت : وبعدين حصل ايه ؟ اوعى تكون عرفت الحقيقة

نادر كشر وزعق : امال كنتي عايزاني أسيبها تتهمها بالعهر وأسكت ؟ سيادتها عرفت الحقيقة هي كمان .. دلوقتي بقي سيادتك تقوليلي ليه مخبيين جوازكم ! خالد قال إن ده علشان المصلحة وغصبا عنكم

ايه اللي غاصبكم على الوضع ده ! ومش هسمح المرة دي تسكتي لأن لو سكتي تاني هاخد نور ومش هتشوفينا تاني مدى الحياة

نهلة عيطت ونادر مصر يعرف وبصتله من بين دموعها : سكت وهو سكت لأني عليا حكم بالإعدام وهربانة منه .. عرفت بقي سكت ليه ! ياريت تسكت انت بقي شوية يا نادر وتبطل تدبح فيا ليل مع نهار أنا وأبوك غصبا عننا سكوتنا .. مجبورين عليه .. ودلوقتي لما رقية عرفت هتسلمني بنفسها لحبل المشنقة عرفت ليه أبوك كان بيخبينا دايما ؟ علشان يحميني .. أبوك عمره ما كان أناني زي ما بتتهمه هو حبني .. حبني حب محدش حبه لواحدة أبدا .. واتحمل علشاني فوق طاقته الف مرة ومرة .. واتحمل إهاناتك وكرهك له وانت مش راضي تقتنع ولا تسكت أبدا .. ياريت دلوقتي تسكت بقي شوية وتدعى إن ملك ما تقلش لأمها .. لأن رقية لو عرفت أنا مين هتروح تبلغ عني وتسلمني بنفسها علشان ينفذوا الحكم ..

نادر حاول يتكلم أو ينطق بس نهلة سابتهم ودخلت أوضتها وقفلت على نفسها تعيط

فضلوا قاعدين الاتنين مع بعض مش عارفين يعملوا ايه وأمهم حابسة نفسها رافضة تخرج من أوضتها .نادر اتصل بأبوه وطلب منه يجي يشوف مامته ويتكلم معاها ويخرجها برا أوضتها

خالد وصل بسرعة بس اتفاجأوا إن معاه ملك

نادر بصلها باستغراب فأبوه رد عليه : هي كمان من حقها تعرف كل الحكاية .. أنا هدخل اطلع مامتكم

وراح خبط على نهلة اللي أول ما سمعت صوته فتحت بسرعة ورمت نفسها في حضنه تعيط وهو بيحاول يهديها

خالد بصلها : قلتلك إن العيال المفروض تعرف الحقيقة ويشاركوا فيها لكن إنتي رفضتي ..

نهلة من بين دموعها : ماكانوش هيفهموا .. كانوا صغيرين مش هيستوعبوا ليه قتلته !

خالد مسك ايد نهلة : تعالي نفهمهم ونجاوبهم على كل أسئلتهم

خالد خرج بمراته وملك بصتلها كتير عايزة تشوف مين دي اللي خطفت منها أبوها ونهلة كمان بصتلها كتير وخالد عرفها : دي ملك بنتي ..

نهلة ابتسمت : أحلى من الصور بكتير .. أنا آسفة يا بنتي إنك عرفتي بوجودنا بالشكل ده .. كنت أتمنى تكوني موجودة معانا وتكوني أخت لعيالي بس الظروف

ملك سكتت وماعرفتش ترد لأن المفروض دول أخواتها بس ليه مش قادرة تتقبل مجرد الفكرة دي ! ليه حاسة إنها عايزة تتخلص منهم كلهم ! عقلها بيقولها دول سرقوا أبوكي منك ..حرموكي منه .. دول أعدائك.. قاطع أفكارها خالد اللي قعد جنب مراته وعياله قصاده : عايزين تسألوا في ايه وتعرفوا ايه !

نادر بهدوء : الحكايه كلها من أولها لآخرها

نهلة مسحت دموعها وبدأت تحكي حكايتها : أولا أنا ما اسميش نهلة أنا اسمي فايزة عبد السلام محمد .. أنا كنت زمان بنت بسيطة اشتغلت سكرتيرة في الشركة بتاعة جدك محمد عبد الرءوف وكان ساعتها خالد بيشتغل معاه برضه وكنت بشوفه من وقت للتاني .. كان جدك له شريك عبدالفتاح القناوي وابنه برضه موجود معاه وكان اسمه حمدي .. حمدى ده كان بيضايقني كل وقت .. كل ما بيشوفني بيضايقني

وكان خالد كل شوية يمسكه ويتخانق معاه بسببي ويطلب منه يسيبني في حالي

خالد كمل : كان بتاع بنات وأخلاقه زي الزفت وكل شوية يضايق فايزة وساعتها أنا كنت متجوز رقية بقالنا سنتين .. ( بص لملك ) رقية اتجوزتها بناء على رغبة والدي لأنها من عيلة غنية وعايز يشاركهم فالجواز كان قايم على المصلحة من الناحيتين .. رقية محاولتش تقرب مني أو تحبني بس بتهتم بحفلاتها وسهراتها وأصحابها وسفرها معاهم .. حتى لما طلبت منها نخلف رفضت ده تماما .. ماكانتش عايزه تبوظ جسمها أو تقطع سهراتها أو تشيل مسؤولية بيبي .. وأنا تقبلت ده واديني عايش والسلام مفيش حد في حياتي فوجود رقية أو عدمه مش فارق أصلا ..

نهلة كملت بداله : حمدي مضايقاته استمرت يوم بعد يوم وكانت ساعات بتوصل إنه يتحرش بيا وكان نفسي أسيب الشغل بس كنت محتاجاه .. محتاجة للمرتب ده .. محتاجة أصرف على نفسي وعلى أمي المريضة فاضطريت أستحمل علشانها وعلشان نفسي .. واهو خالد كان موجود بيدافع عني على قد ما بيقدر .. لحد ما في يوم طلب جدكم طلب مني شويه شغل كتير جدا أخلصه قبل ما أروح .. المكتب فضي عليا وأنا بحاول أخلص وأمشي ..

عيطت ودموعها نزلت وخالد مسك ايدها يشجعها تكمل وهي ابتسمت ومسحت دموعها : ساعتها حمدي كان جاي معرفش جاي ليه بس بمجرد ما شافني لوحدي اتهجم عليا .. وفضلت أصرخ وحاولت أجري منه لأي مكان .. وجريت على مكتب خالد استخبيت فيه ومسكت التليفون بتاع المكتب واتصلت بيه على رقم شقته كان قايلي إنه بيقضي أغلب وقته فيها خصوصا لما بيتخانق مع رقية ومديني الرقم عشان لو احتاجته ودعيت من قلبي إنه يرد عليا هو ومن حسن حظي طلع موجود فيها ..

خالد : رديت أنا عليها وسمعت صوتها منهارة بتقول إنها في المكتب وحمدي اتجنن وبيتهجم عليها .. قفلت التليفون وجريت بسرعة علشان ألحقها ..سوقت على أقصى سرعة ساعتها لأني عارف هو ممكن يعمل فيها ايه ! وصلتلها بسرعة لأن الشركة كانت قريبة من البيت وقتها

نهلة : ساعتها هو عرف مكاني وجه شدني من شعري وأخدني مكتبه وضربني .. ضربني ضرب أكبر من إني أستوعبه أو أتحمله .. حسيت إن دي نهايتي خلاص وإنه هيقتلني أو أنا هقتل نفسي لو عمل اللي هو عايزه .. بعد ما حس إني خلاص اغمى عليا وقف وبطل ضرب علشان يقفل باب المكتب كويس علينا وأنا ساعتها عرفت إن دي فرصتي فبصيت حواليا ماكانش في غير فاظة جنبي مسكتها وقمت ضربته على دماغه بكل قوتي وجريت لبرا قابلت خالد في وشي .. ضمني وطمني إن محدش هيلمسني وإن الكابوس ده انتهى خلاص .. محدش هيقدر يقرب مني ..

خالد : دخلت أطمن عليه أو أتخانق معاه بس ساعتها لقيته في الأرض بينزف جامد من دماغه حاولت أفوقه أو أكلمه بس لاحظت إنه مش بيتنفس أصلا .. ماكانش في نبض ولا نفس وعرفت إنه مات .. اتصلت بالإسعاف واتصلت بأبويا يجي بسرعة وبلغنا البوليس وكنت واثق إن العدالة هتاخد مجراها وإنها هتتعمل قضية دفاع عن النفس .. وفضلت أطمن فايزة ما تخافش وإني هقف جنبها ..

كان بيتحقق معاها واعتبروها فعلا ضحية محاولة اغتصاب ، كنت موقفلها محامي كان هيطلعها من القضية ويعتبروها فعلا دفاع عن النفس لأن آثار الضرب والتعذيب اللي عليها بتثبت كلامها وإنه فعلا حاول يعتدي عليها

مش قادر أنسى الليلة دي أبدا يومها كنت جاي عند أبويا علشان آكد عليه وأطمن إن المحامي هيكون موجود وهيطلع فايزة من القضية بس لما دخلت لقيته قاعد هو وشريكه ومحامي فايزة وقدامه فلوس كتير وبيقولوله إنه مش هينفع حمدي بعد ما يموت يقوله عنه مغتصب وده هيضر بالشركة والشغل ما يبقاش موت وخراب ديار فكان الحل إنهم هيقولوا إن حمدي شاف فايزة وهي بتسرق الخزنة وبتسرق ملفات مهمة علشان تبيعها للمنافسين ولما هو حاول يمنعها قتلته وهربت واخترعت قصة الاغتصاب دي .. ولما شوفت المحامي بيبتسم وبيحط الفلوس في الشنطة عرفت إن فايزة هتاخد حكم في القضية دي .. كان لازم أتصرف .. روحتلها بسرعة وأخدتها وخبيتها وطلبت منها تفضل مستخبية لحد ما أشوف القضية هترسى على ايه

نهلة ابتسمت : فاكرة الليلة دي لما جيت أخدتني من ايدي وقلتلي لازم أختفي وأخدتني أنا وأمي الله يرحمها شقة واحد صاحبك أستخبي فيها لحد ما تشوف القضية

سكتوا الاتنين واتنهدوا ونادر بصلهم : اتحكم عليها بايه !

خالد بصله بأسف : أخدت حكم بالإعدام واعتبروه قتل عمد ساعتها عرفت إن تهريبي لها كان أكتر قرار صح .. حاولت أعمل طعن في الحكم بس بابا الله يرحمه منعني من ده وأنا كنت لسة صغير وتحت سيطرته فماكانش قدامنا غير الهروب

نورهان لأول مرة تنطق : وازاي اتجوزتوا ؟

خالد ابتسم : حبيتها .. كنت مسؤول عنها بروحلها كل يومين وأشوفها وأطمن عليها وساعتها الناس اللي في العمارة بدأوا يتكلموا عليها وبدأت تتعرض لمضايقات فساعتها اقترحت فكرة إني أكتب عليها وأعلن إنها مراتي علشان الكل يخرس

نهلة ابتسمت : وأنا وافقت واتجوزنا بشكل صوري .. أنا كان ليا أخت اسمها نهلة ماتت بعد ما اتولدت بشهر اتعملها شهادة ميلاد بس لما ماتت محدش اهتم يطلع شهادة وفاة

خالد كمل : ساعتها جتلي الفكرة ورحت رشيت موظف علشان يطلع بطاقة باسمها وعملتلها فعلا واتجوزتها بالاسم ده في السر واتحولت من فايزة لنهلة

نهلة كملت : جوازنا أخد فترة طويلة صوري بس كان كل ما بيجي عندي تعبان ومهموم بيلاقي راحته عندي وأنا بلاقي راحتي معاه .. كنا بنعالج بعض وبنداوي جروح بعض وحبينا بعض .. وبعدها مامتي اتوفت وبقيت وحيدة في الدنيا دي .. فخلينا الجواز ده بجد وبقيت مراته وبقى جوزي وربنا رزقنا بيك يا نادر .. وكنت انت أول فرحتي في الدنيا ..خالد بص لملك : فكرت ساعتها ازاي أسميك باسمي ومن غير ما حد يعرف إنك ابني ! فجه في بالي موضوع الاسم المركب كان ساعتها ما اتمنعش لسة وسميتك نادر سيف الدين وأختك كذلك بحيث محدش يربطكم بيا وفي نفس الوقت تشيلوا اسمي .. بعد ولادة نادر بسنتين رقية قالتلي إنها حامل وإنها عايزة تنزل البيبي بس رفضت وعملنا خناقة كبيرة جدا وساعتها كنا هننفصل لولا تدخل الأهل بينا وأقنعوها تحتفظ بيكي واتولدتي بنوتة جميلة وإنتي كنتي السبب اللي خلاني أكمل مع رقية لأني مارضيتش أسيبك إنتي .. وإنتي اهو يا ملك كبرتي واتجوزتي مابقاش في سبب يخلينا نستمر مع بعض .. معادش في أسباب فعلا .. بعدها يا نادر حاولت أكون موجود على قد ما أقدر في حياتكم وكنت بتمنى أقدر أقول إنك ابني الكبير .. أنت متخيل إن ده كان سهل علينا ! أو كان سهل عليا إني أتفاخر على الأقل إن عندي ولد .. بس رقية أول حاجة هتعملها هتبلغ عن فايزة وهتسلمها .. رقية يا ملك عارفة بحكاية فايزة ولما حكيتلها في الليلة دي عن اللي أبويا ناوي يعمله هو وشريكه قالتلي إن ده الصح وإن المصلحة العامة أهم من حتة بنت لا راحت ولا جت .. عرفت ساعتها إن رقية لو في يوم عرفت بوجود فايزة في حياتي هتلف حبل المشنقة حوالين رقبتها .. كان لازم نخبي جوازنا .. عرفت يا نادر ليه ما أعلنتش إنك ابني ! عرفتي يا نور ليه دايما ساكت ليه خليتكم في الظلمة ؟

نهلة بصت لعيالها : دلوقتي أنتوا كبرتوا وبتفهموا ومن حقكم تقرروا لو عايزين أبوكم يعلن عنكم وتشيلوا اسمه أنا ماعنديش مانع ومستعدة لأي حاجة تحصل انتوا كبرتوا ومابقيتوش محتاجينلي في حياتكم .. فحتي لو هتعدم مش مهم المهم راحتكم إنتوا

نور قامت وحضنت مامتها ضمتها : إنتي بتقولي ايه يا ماما ! أنا عمري ما أقدر أستغنى عنك أبدا .. وفي داهية حياتي كلها مش بس اسمي قصاد إنك تبقي موجوده معايا ..

نادر كمان قام باس ايد مامته وبعتاب بصلها : كان لازم تقوليلنا .. على الأقل ماكناش نتهم بابا إنه أناني ونكبر الإحساس ده جوانا

نهلة بعياط : خفت ما تفهموش سبب قتلي للشخص ده أو ماتفهموش ليه قتلته ! خفت نظرتكم ليا تتغير فأبوكم كان مستعد يتحمل لومكم له وأنا أفضل بصورة كويسة قدامكم .. أبوكم بس كان بينفذ رغباتي مش أكتر .. فأتمنى تعذروني وتسامحوني ..

الاتنين ضموا مامتهم بحب وهي بتعيط في حضنهم .. ملك وقفت علشان تمشي ولمحتها نهلة فبعدت عيالها عنها براحة : رايحة فين يا ملك !

ملك بدموع : هروح بيتي .. أنا ماليش مكان بينكم هنا

نهلة قامت وقربت منها : إنتي أختهم ودي حقيقة محدش يقدر ينكرها .. ياريت يا ملك تسمحيلهم يكونوا إخوات ليكي

ملك بعدت عنها : عيالك بيحبوكي وأنا زيهم بحب مامتي .. حتى لو ماكانتش الأم المثالية بس انا برضه بحبها .. أنا جيت معاه علشان أسمع ازاي اتجوز على ماما وازاي عنده ابن أكبر مني وسمعت .. كل اللي أقدر أعمله إني أعتذرلك يا نور عن إتهامي ليكي لكن أكتر من كده سوري .. إنتوا في حالكم وأنا في حالي بعد اذنكم

خالد حاول يوقفها : ملك استني

ملك بصتله بدموع : أنا آسفة مش هقدر أفضل هنا .. أنا جيت وسمعت وتفهمت بس ما تطلبش مني أكتر من كده .. وما تخافش سرك محفوظ .. مش هبلغ ماما .. أكتر من كده مش هقدر .. بعد اذنك ..

سابتهم وخرجت وهو دخل بص لعياله ونادر قام وقف قصاده بحرج : هو ينفع حضرتك تسامحني على إتهامي المستمر ! أنا آسف بجد اعذرني

خالد ضمه لحضنه : أنت ابني وسندي بس ياريت تكون عكازي يا نادر .. وحاول زي ما بتحب وتخاف على نور تخاف على ملك .. حاولوا يا ولاد تحسسوها إنها أختكم ..

نادر اتنهد : أوعدك هحاول بس نور دي تربيتي أنا لكن ملك للأسف

خالد بزعل : هي والله طيبة بس هوائية شوية لو حست بالحب حواليها وقيمة الأخوات هتتغير .. ساعدوها تتغير واقفوا جنبها وحبوها علشان خاطري أنا

نادر ابتسم لأبوه : حاضر يا بابا .. حاضر

ملك روحت بيتها منهارة مش قادرة تتخيل إن كل ده حصل .. يطلع أبوها متجوز واحدة تانية .. ويطلع عندها أخوات .. نادر أكبر منها ونور أصغر منها .. ليه مش قادرة تفرح بيهم مش طول عمرها بتتمني يكون عندها أخوات ! ليه مش قادرة تتقبلهم !

سليم دخل لسه راجع من شغله وأول ما شافها بصلها كان شكلها دبلان أوي من آثار العياط : أنتي شكلك عامل كده ليه ! مش بحب شكلك ده كده ! فين ملكة الجمال بتاعتي

قرب منها وقعد جنبها وهي مخنوقة منه مش قادرة ترد عليه

سليم سند دماغه على كتفها : بقولك ايه ! أنا هقوم اخد شاور ونخرج ايه رأيك تعالي نتغدى برا

ملك بضيق : أنا تعبانة وماليش نفس للاكل

سليم اتعدل بصلها باستغراب : بس أنا جعان وبقولك قومي نخرج ..

قام فتح دولابها وفضل يقلب فيه لحد ما طلع فستان قصير وبكم قصير منفوش شويه وحطه قدامها : البسي ده .. وشكلك مش عاجبني اعملي فيه أي حاجة المهم عايز شكلك حلو .. يلا قومي

ملك بصتله بذهول : أي جزء من كلمة مش قادرة انت ما فهمتوش !

سليم بصلها بتريقة : إنتي بقالك فترة كل شوية مش قادرة مش قادرة وبقت حجة عندك لكل حاجة فمابقتش بتأثر معايا .. اتفضلي قومي علشان في ناس مهمين عايز أقابلهم وإنتي عايزك تكوني موجودة

حدف الفستان في وشها وزعق : قومي

ملك مسكت الفستان ورمته على آخر دراعها ووقفت في وشه : مش قايمة وريني سيادتك هتعمل ايه !


سليم اتنرفز : بلاش الأسلوب ده اذا سمحتي

ملك دورت وشها بعيد : الأسلوب ده انت بتضطرني ليه ! أنا مش قادرة يبقى تحترم رغبتي إني مش قادرة سواء بقى جسمانيا أو نفسيا في الحالتين مطلوب منك تقدر

سليم بصلها بغيظ : إنتي خنيقة جدا على فكرة .. أنا غلطان إني بهتم بيكي أصلا .. خليكي اشبعي بالبيت .. خللي فيه

سابها ودخل الحمام أخد شاور وغير هدومه ونزل بدون ما يسألها حتى مالها أو ليه كانت بتعيط أو حتى يحس إنها متضايقة

قعدت مكانها وفضلت تعيط أكتر ..مؤمن في مكتبه مش عارف يفكر ازاي غرقان في أفكاره لدرجة إنه ماحسش بدخول كريم عنده وبيكلمه لحد ما خبطه في وشه بورقة قدامه فانتبه : أنت هنا من بدري !

كريم باستغراب : إنت فين كده ! ده أنا بكلم نفسي من ربع ساعة بحالها !

مؤمن اتنهد بخنقة : معلش اعذرني في موضوع خانقني كده شوية

كريم قعد قصاده : موضوع ايه خير !

مؤمن بصله واتردد يحكيله أو لا بصله كتير : ممكن ما تسألنيش أي أسئلة دلوقتي وأنا في الوقت المناسب هقولك

كريم ابتسم : الموضوع يخص نور صح ؟

مؤمن ابتسم : فعلا بس مش هقدر أقولك تفاصيل على الأقل دلوقتي

كريم بصله : براحتك بس خليك واثق إن وقت ما تحب تتكلم وعايز حد يسمع أنا موجود

مؤمن بتقدير : عارف طبعا يا كريم .. ماعنديش شك أصلا في ده .. المهم كنت جاي ليه ! عايز حاجة ؟

كريم افتكر : اه عايزك معايا في عشا بالليل مع هايدي بتاعة الغردقة ..

مؤمن باستغراب : ليه عايزني معاك !

كريم ابتسم : وعدت إني مش هروح لوحدي

مؤمن وقف وضحك : وعدت مين ؟

كريم ابتسم : وعدت اللي وعدته بقى ما ترخمش المهم عايزك معايا

مؤمن بتريقة : عيني على الحلو لما تبهدله الأيام !

كريم كشر : لا طبعا مش بهدلة بس وجهة نظر اتقالت وأنا شفتها صح وافقت عليها

مؤمن بصله بانتباه : ايه هي بقى وجهة النظر دي !

كريم بص لمؤمن : اجتماعي معاها لوحدنا يعتبر خلوة غير شرعية وكمان مقابلتي ليها لوحدنا .. يعني لازم يكون في حد موجود علشان نخرج من دايره الخلوة .. ايه ؟ وجهة نظر غلط ؟

مؤمن ابتسم : لا طبعا صح وصح جدا كمان بس هل ياترى اللي عرض عليك وجهة النظر دي كان بيهتم بس بالحلال والحرام ولا في حتة غيرة في الموضوع ؟

كريم فكر وبصله : عايز الحقيقة أنا اتمنى إن يكون في غيرة في الموضوع مش مجرد وجهة نظر مش أكتر

عدى العشا بهدوء في وجود مؤمن بعدها بكذا يوم كان كريم رايح الشركة وفي الأسانسير من الجراچ و وقف عند أول دور والباب اتفتح لقى أمل قصاده .. الاتنين بصوا لبعض وهي ولا قادرة تركب ولا قادرة تبعد تسيب الأسانسير يقفل وهو يكمل طريقه

كريم كمان لسة امبارح مزعق فيها وقالها ما تركبش الأسانسير لوحدها مع أي شاب مهما يكون ليه دلوقتي بيتمنى إنها ما تسمعش كلامه ! عمال يدعي إنها تدخل معاه بس اتفاجأ بيها رجعت خطوة لورا وابتسمت : هاخد اللي بعده

كريم بسرعة : أمل

بس الباب اتقفل قبل ما ينطق أي حرف وفكر ينزل تاني بس هيقولها ايه ! لا استثنيني من القاعدة ! وجودها معاه غلط في مكان مقفول زي ده فليه يحرم حاجة ويحلل حاجة !

طلع لمكتبه ومقدرش يقعد فيه كتير فنزل تاني عند المتدربين الجداد

كان معاهم المهندس سامح وكل واحد قدام كمبيوتر وهو بيشرح حاجة عليه وسكت بدخول كريم لعندهم فرحب بيه

كريم بصله : ايه الأخبار !

سامح : كله تمام .. بيستجيبوا بسرعة وهيكون الاختيار ما بينهم صعب جدا ..

كريم ابتسم وبيبص للكل بيدور على أمل فين بالظبط وورا أي جهاز !

كريم بص لسامح : طيب كمل عادي شرحك

كريم بيلف بين المتدربين وبيبص لكل شاشة وبيتكلم مع كل مهندس شوية ويشرحله حاجة معينة .. رغد وقفته وسألته كذا سؤال وهو بيجاوبها وفي مسافه بينهم ..

بس قرب من الجهاز وبيعمل حاجة عليه وده خلاه يقرب منها ..

أمل كانت وراهم وشايفاه كويس وشايفة رغد وحركاتها وخصوصا لما قربت منه أوي واستغلت قربه وشغله على الجهاز

أمل عينيها عليها وخصوصا لما لمحت رغد بتقرب أوي من كريم وبتغمض عينيها وبتاخد نفس طويل وكأنها بتستمتع بريحة برفانه واتمنت لو تقوم تجيبها من شعرها تبعدها عنه

وبغضب وقعت الكيبورد بتاعها على الأرض بعنف وده خلى كريم يتعدل ويبص وراه ويشوفها : خير في حاجة حصلت !

أمل بغيظ وتريقة : لا مفيش

كريم استغرب ردها بالشكل ده ومعرفش يفسره .. بص لرغد : لو في حاجة تانية معاكي م/ سامح

جه يبعد بس رغد مسكت دراعه توقفه : لحظة

كريم شد دراعه بسرعة وبصلها بكبرياء : استعملي لسانك في الكلام مش ايدك وبعدين قلت معاكي م / سامح اسأليه ..

نادى بصوته : سامح ! تعال شوف الباشمهندسة محتاجة ايه

سامح جه على طول وبص لرغد : خير يا باشمهندسة اتفضلي معاكي اهو

كريم كمل دورته ووقف عند أمل وهي مكشرة فهو قرب منها ومسك الماوس وعمل كذا حاجة على الجهاز وهي اتحرجت من وقوفه جنبها وبعدت بالكرسي شوية

بصلها : فاهمة اللي بعمله ؟

أمل بصتله بغيظ : حد قالك عني ما بفهمش !


بصلها واتغاظ منها وهي بصاله بتحدي فشد الكيبورد من قدامها وبدأ يشتغل عليه بسرعة كنوع من أنواع فرد العضلات قدامها وكأنه بيقولها وريني هتفهمي ازاي اللي بعمله !

أمل غصب عنها وقفته : استنى استنى

كريم بصلها : نعم ! مش بتقولي بتفهمي أي حاجة !

أمل بصتله بغيظ : بس مش للدرجة دي سيادتك .. يعني أكيد أنا مش هقدر أجاري مهارتك ولا ايه !

كريم بصلها وبص للشاشة وبدأ يشرحلها هو عمل ايه بالظبط و واحدة واحدة وبهدوء

أمل اعترفت لنفسها إنه فعلا ذكي جدا في مجاله وفي البرمجة وحست إنها غبية قدامه أو إنها محتاجة لسنين علشان تقدر تفهم دماغه أو تفكر على الأقل زيه ..

بصلها كريم وهمس : ليه كشرتي كده !

أمل بصتله باستغراب : تقصد ايه ؟

كريم شاور بدماغه على رغد : لما وقفت معاها

أمل كشرت تاني وبعصبية : علشان أنت ما شوفتش شكلها وهي بتقرب منك أوي وبتغمض عينيها وبتشم برفانك .. سكتت شوية ولقت نفسها بتقول بغباء : وعلى فكرة برفانك مش حلو وياريت لو تبطل تحطه لأنه بيخنق جدا وريحته نفاذة أوي وللأسف بتفضل في المكان حتى بعد ما انت تبعد

كريم بصلها بذهول تام : بجد برفاني مش عاجبك ! ده من أغلى العطور في باريس وبستورده مخصوص وسعره .. بلاش سعره بجد مش عاجبك !

أمل بنرفزة : أيوة خنيق جدا


العاصفة: الجزء ١ - الحلقة ٣٠

وقفنا عند

أمل قالت لكريم إن برفانه خنيق وهي مش متحملاه ..

كريم بصلها وبعد عنها وبدون ما ينطق حرف تاني ساب المكان كله وخرج وهي اتضايقت جدا من نفسها ومن غبائها .. بس كانت هتقوله ايه ! إن الكل بيعرف بوجوده في أي مكان من ريحته ! إن البنات كلها بتفضل تتغزل فيه وفي ريحته طول الوقت وده بيضايقها ! طيب هي مالها ! ليه تمنعه أصلا ! ده لا حقها ولا هو عيب ولا هو حرام بالعكس التطيب مطلوب جدا والرسول حث الرجال إنهم يتطيبوا فليه هي بتقوله كده !

**************

كريم طلع لمكتبه وهو داخل علياء وقفت كعادتها فوقف قدامها : علياء ينفع أسألك سؤال ؟ تجاوبيني فيه بمنتهى منتهى الصراحة ؟

علياء باستغراب : أكيد اتفضل .

كريم بتردد : برفاني ! ريحته وحشة !

علياء عينيها وسعت جدا وكريم بصلها : عارف إنه سؤال غريب بس معلش جاوبيني وأرجوكي بصراحة تامة .

علياء ابتسمت : لا طبعا ريحته مش وحشة أبدا .

كريم مستغرب ليه قالت كده طيب ! بص لعلياء تاني : طيب حد من الموظفين قبل كده قال إن ريحته خنيقة أو أوفر أو إنها بتفضل في المكان وده بيضايقهم ؟

علياء مستغربة أسئلته : بالعكس كل الموظفين في الشركة بيحكوا عن روعة برفانك والبنات يعني سوري بيتغزلوا فيه .

كريم بصلها بترجي : علياء اوعي تكوني بتقولي كده لمجرد إني مدير !

علياء ابتسمت : م / كريم أنا شغالة معاك هنا من ساعة ما حضرتك اتخرجت ومسكت هنا وعلاقتي بحضرتك أقوى من مجرد مدير وسكرتيرة فأكيد مش هجاملك بالشكل ده وهقولك يصراحة لو في حاجة .. أنا بعتبرك زي أخويا الصغير .

كريم ابتسم : وأنا بعتبرك فعلا أخت كبيرة ليا

طيب اسمحيلي أسألك لو واحدة قالتلي إنها مش بتطيق ريحة برفاني وإنه أوفر أوي وقالت الكلام ده بعد ما شافت بنت بتحاول تقرب مني علشان تشم برفاني فده معناه ايه ! هل فعلا هي بتكره برفاني !

علياء بتفكير : طيب ممكن يكون عندها حساسية من البرفان !

كريم بتفكير : لا ماعندهاش كذا مرة تكون جنبي ماذكرتش حاجة زي دي .

علياء بتفكير وتردد : ممكن تكون مش عايزة حد من البنات يشموا برفانك وخصوصا إن ده حصل بعد ما البنت قربت منك فهي اتضايقت ومعرفتش ازاي تقولك فحبت تطلع غيظها بإنها تقولك الكلام ده ! يعني أعتقد كده .

كريم ابتسم وعجبه التفسير ده بص لعلياء وشكرها ودخل مكتبه .. قعد على كرسيه وبيسأل نفسه يا ترى يا أمل فعلا بيخنقك البرفان ولا بيخنقك حد يقرب مني ! شكلك هتجننيني معاكي !


مؤمن كلم نور في التليفون علشان يقابلها

مؤمن بتردد : ازيك يانور عاملة ايه ؟

نور ابتسمت بحزن : أنا بخير الحمد لله .

مؤمن مش عارف يقولها ايه بس محتاج يشوفها ويتكلم معاها فبتردد : ينفع نتكلم ! أنا ماحبيتش أضغط عليكي وسيبتك كذا يوم ترتاحي فيهم بس محتاج أتكلم معاكي .

نور بحيرة : مش عارفة يا مؤمن .. حاسة إن مفيش كلام يتقال أصلا !

مؤمن : لا في وفي كتير كمان .

نور بيأس : زي ايه ! ايه اللي ممكن يتقال !

مؤمن بدون أي تردد : أقولك إني بحبك يا نور .

نور استغربت جدا ازاي قالها بالسهولة دي وبالبساطة دي ومؤمن كمان استغرب من نفسه أكتر منها .. ده هو ما اعترفش لنفسه بالحب يقوم يعترف ليها هي ! الاتنين سكتوا يحاولوا يستوعبوا مؤمن اتنهد : سكتي يا نور !

نور بحيرة : معنديش كلام أقوله للأسف .

مؤمن بتردد : طيب خلينا نشوف بعض ونتكلم أفضل من الفون . اذا سمحتي اديني فرصة أتكلم معاكي .

نور بتردد : خلاص عارف ستار بكس اللي قريب من الشركة .

مؤمن بسرعة : عارفه أيوة .

نور ابتسمت : هشوفك فيه الساعة ٥ كده أكون خلصت وأنت كمان خلصت .

مؤمن وافق وهي قفلت مترددة مش عارفة هتعمل ايه أو هتقوله ايه !

الساعه ٥ بالدقيقة كان مؤمن منتظرها في الكافيه وهي برضه جت في ميعادها وقعدت قصاده بهدوء : ازيك يا مؤمن ؟

مؤمن ابتسم : أنا الحمد لله بخير .. أنتي عاملة ايه دلوقتي ونفسيتك أخبارها ايه ؟

نور أخدت نفس طويل : عادي .. كل حاجة بقت عادي مفيش حاجة بتفرق .. من كتر ما الواحد مر عليه مابقاش في حاجة بتأثر .

مؤمن قرب منها وسند على الترابيزة الصغيرة الفاصلة بينهم : ليه ما سمحتيليش أكون جزء من مشاكلك دي يا نور ؟

نور بصتله بتعب وحزن : تكون جزء منها ازاي يا مؤمن ! كنت عايزني أقولك ايه ! إن أبويا مش راضي يعترف بينا ! أو إن له حياته اللي في النور واحنا في الظلمة ! كنت عايزني أقولك ايه !

مؤمن بتفهم : تقولي كل حاجة بدون تزويق الكلام .. اسمحيلي أكون جزء من مشاكلك .

نور بصتله كتير وكانت بتتمنى تقول كلام كتير أو تفرح بحبه وبالأحاسيس اللي بتكبر بينهم بس للأسف لازم تقتلها

مؤمن بيحفزها : اسمحيلي أكون جزء من مشاكلك دي .

نور بصت للأرض : وبعد ما تكون جزء منها ! ايه اللي هيحصل ؟ ايه اللي هيختلف ! هل مشاكلي مثلا هتتحل ؟ هل هتنتهي ؟ هل في يوم بابا هيعترف بينا ! ولو ده حصل هل هيلغي فكرة إن ماما ......

اتنهدت وسكتت وبصتله : أنا مش قادرة أتكلم يا مؤمن أصلا .

مؤمن بيحاول يقرب منها أو يقنعها إنه معاها : أنتي ليه عاملة مشكلة كبيرة أوي كده لا أنتي أول واحدة أهلها يكونوا مرتبطين بالسر ولا آخر واحدة .. الموضوع مش بالبشاعة دي يا نور .

نور بصتله بدموع : أنت مش فاهم حاجة أرجوك يا مؤمن ابعد عني وكمل طريقك مع واحدة تتشرف بيها .

مؤمم بصلها بصدمة : واحدة أتشرف بيها ! أنتي بتقولي ايه ؟ أنتي تشرفي الف واحد انتي ليه بتقللي من قيمتك كده !

نور بدموع : علشان ده قدري .

مؤمن برفض : احنا بنعمل أقدارنا .. احنا بنختار بنفسنا .. ربنا خلقنا مخيرين مش مسيرين فبلاش نعلق كل حاجة علي القدر .

نور قاطعته : أنت عايز مني ايه يا مؤمن عايز تقرب ليه !

مؤمن أخد نفس طويل أوي : عايز أرتبط بيكي بشكل رسمي .. عايز أقف جنبك وده يكون من حقي .. عايزك في حياتي بشكل رسمي .. عايز أتجوزك بكل بساطة

نور بصتله كتير أوي ودموعها نزلت .. كان ممكن تكون أسعد إنسانة في الدنيا .. كان ممكن تقوم تتنطط من الفرحة .. بس ليه الدنيا سودا في وشها أوي كده ! اتنهدت بتعب .

مؤمن بإصرار : قلتي ايه يا نور !

نور بتمسح دموعها : قلت إنك مش عارف حاجة أنت بس عرفت ان بابا يكون خالد لكن ماعرفتش مين هي ماما .

مؤمن ابتسم : مهما تكون مش هيفرق معايا اللي يفرق معايا هو تربيتها لبنتها ده اللي يهمني .. وهي طالما ربت بنت بأخلاقك دي لازم تكون إنسانة عظيمة .

نور حاولت تبتسم من بين دموعها : برضه هقولك إنك مش عارف حاجة .

مؤمن بإصرار : طيب عرفيني .

نور بصتله بأسف : للأسف دي مش حكايتي علشان أعرفهالك كل اللي هقولهولك إن كلامك ده لو سمعته في ظروف تانية كنت هتلاقيني بتنطط وبرقص من فرحتي .. بس غصب عني مش هقدر .. ولا أنا هقدر ولا أنت هتقدر .. وحتى لو أنت قبلت ظروفي وظروف عيلتي أهلك مش هيقبلوها .. أنت من عيلة كبيرة لها وضعها ولها اسمها وصدقني مش هيقبلوا بأي واحدة تدخل حياتك .

مؤمن كشر : أنتي بنت خالد عبدالرءوف وأبوكي له اسمه ووزنه وعيلتي كلها بمجرد ما هيسمعوا اسمه محدش هيعترض .

نور بصتله : مش ده لما أبويا يكون مستعد يعلن إني بنته ! وحتى لو أعلن مش هيقدر يقول ليه خبى وهو أصلا مش هيقدر يعلن فأصبح أنا مجرد بنت مالهاش أب أو ليها ومختفي وأمها مش هتقدر تظهر فأنت هتلاقي نفسك بتقدم لعيلتك بنت مجهولة الأصل ولو اتعرف أصلها برضه هتترفض .

مؤمن هز دماغه : أنا ولا فاهم حاجة منك ولا قادر أتقبل كلامك ده يا نور .. كل مشكلة ولها حل لو أنتي شايفة إن مالهاش حل النهاردة بكرا بإذن الله هتلاقي الحل .

نور بعياط : يبقى من هنا لبكرا ربنا يسهلها .

وقفت وبصتله : أنا جيت لأن من حقك تفهم لكن أكتر من كده أنا مش هقدر أقدملك .. وحتى مش هقدر أشرحلك لأن دي مش حكايتي .. أرجوك اتقبل اعتذاري يا مؤمن أنت إنسان عظيم وكنت أتمنى يكون ليا نصيب معاك بس آسفة مش هقدر بعد اذنك .

سابته ومشيت وهو في حيرة أكتر من الأول في الف فكرة وفكرة بيجوا في دماغه بيفكر يعملهم حاليا !

ممكن يروح لبيتها ويتكلم بشكل مباشر مع نادر أخوها !

ممكن يروح لخالد نفسه ويقوله إنه بيحب بنته

بس لو عمل كده هل ممكن أهله يسامحوا في فكرة إنه راح يطلب ايد واحدة وحتى ماعرفهمش ! لازم يفكر بالراحة وبهدوء ويشوف هيعمل ايه !

محتاج يهدا ويركز ويفهم الدنيا حواليه قبل ما يخطي أي خطوة ...سمر في بيتها حماتها بترخم عليها كتير أو هي شايفة إن دي رخامة وشريف كمان بدأ يمنعها من الخروج أو إنها تلبس براحتها أو الميكاب براحتها

بقى هي كانت بتتجوز علشان دي تبقى حياتها ! محبوسة بين أربع حيطان !

شريف ينزل المستشفى الصبح يرجع الظهر يريح ساعتين وينزل العصر عيادته ويرجع بالليل طيب وبعدين !

هي فين ! فين كل أحلامها وتخيلاتها !

كانت متخيلة إن شريف لما تاخده من أمل هتكون أسعد واحدة في الدنيا .. هتكون حياتها عبارة عن خروج ودلع وسهر وفسح وشوبينج و و و و .. مش حبسة بالشكل ده ومع حماتها وبنتها ..

جوزها رجع بدري شوية عن ميعاده بتاع كل يوم وكان تعبان ومهدود وده خلاه قفل عيادته بدري ..

سمر أول ما شافته : كويس أنت راجع بدري تعال نتعشى برا

شريف بصلها بتعب : برا ايه ده أنا ما صدقت وصلت البيت .. مش قادر وهلكان وحاسس إني داخلي دور برد ولا ايه مش عارف !

سمر كشرت : برد ايه في الحر ده ! تلاقيك بس بيتهيألك .. تعال نخرج وأنت هتبقى كويس يلا .

شريف بصلها : بقولك تعبان تقولي نخرج !

سمر زعقت : وأنا زهقانة ! هطق من الحبسة دي .. مابقيتش مستحملاها .. ليل ونهار لوحدي هو أنا أصلا اتجوزت ليه ! علشان أسيب بيت أبويا واجي بيت أتحبس فيه !

شريف بيلبس هدومه وبيتجاهلها يمكن تسكت لوحدها بس هي شدت التيشيرت من ايده قبل ما يلبسه : بقولك زهقانة .

شريف شد التيشيرت تاني منها وكمل لبسه

سمر بصريخ : رد عليا .

شريف بصلها ببرود : لو رديت أصلا ردي مش هيعجبك فبلاش خليني ساكت .

سمر بإصرار : لا رد عليا وكلمني .

شريف بصلها : حاضر هرد .. هرد وأقولك إنك معدومة الإحساس يا سمر .. لما تلاقي جوزك راجع وبيقولك تعبان أقل حاجة تقولي سلامتك .. تقولي ارتاح شوية .. تعرضي إنك تعملي أكل ولا حاجة يشربها .. لكن أنتي معدومة الإحساس ما بتفكريش غير في سمر وبس .. راحة سمر وبس .. زهقانة ! اخرجي ! ولا هو الخروج ما ينفعش غير بلبس مسخرة وميكاب ! عايزة تشتغلي اشتغلي ما منعتكيش فأنتي زهقانة ده لأنك إنسانة فارغة ماعندكيش أي شيء تعمليه .. تافهة وسطحية في كل حاجة .. طول عمري واخد فكرة إن المهندسات دول عبارة عن شعلة نشاط بنت داخلة مجال صعب تتحدى كل اللي حواليها وتفكر خارج الصندوق وتقترح وتبدع لكن أنتي أثبتي مقولة إن لكل قاعدة شواذ وأنتي شذيتي عن القاعدة .. أنتي مجرد إنسانة عايزة حياتها كلها تكون عبارة عن خروج وسهر وستايل صح كده ! مش ده اللي أنتي عايزاه ! عايزة تصحي الظهر تلاقي ماما محضرالك الغدا وتاكلي وتجري تشغلي التكييف وتريحي ونيرة أختي وأمي يشيلوا الأكل وينضفوا ويروقوا وعايزة المغرب بقى تخرجي تغيري جو أو تروحي تعملي شوبينج مع صحباتك وتفردي عليهم إنك متجوزة دكتور والفلوس في ايدك

دي حياتك ببساطة شديدة .. لكن إنك تفكري تساعدي حد لا ما يحلصش .. تفكري حتى تشتغلي ويكون ليكي كيان لا ما ينفعش ..

تفكري تريحي جوزك اللي بيشتغل كده علشان يوفرلك حياة كريمة لا مش مهم .. أنتي إنسانة فارغة .. ودلوقتي عايز أرتاح .

سابلها الأوضة كلها وراح لأوضة الضيوف يرتاح فيها ..

بيت شريف عبارة عن بيت مش كبير أوي معمول دورين .. الدور اللي تحت كله استقبال ومطبخ والدور اللي فوق فيه أربع أوض نوم أوضة ليه هو ومراته وأوضة لأمه وأوضة لأخته وأوضة للضيوف ..

سمر فضلت في أوضتها مذهولة من كلام شريف ورأيه فيها .. بس هي اتجوزت علشان ترتاح مش علشان تطبخ وتروق وتنضف .. لو مش عايز مامته وأخته يشتغلوا يروح يجيبلهم خدامة لكن هي مش هتخدم حد ..

لبست هدومها بسرعة وقررت تروح عند مامتها يومين ترتاح فيهم منه ومن أمه ..

خرجت من أوضتها ونزلت لتحت وشافتها حماتها اللي كانت قاعدة بتتفرج على التليفزيون : على فين كده يا سمر !

سمر بضيق : رايحة عند ماما ولا عند حضرتك مانع !

مياده اتنهدت بتعب : لا ماعنديش بس معقولة اليوم اللي جوزك يجي فيه بدري تسيبيه أنتي وتنزلي !

سمر كشرت : ماهو سيادته ولا عايز يخرج ولا يقعد عايز ينام وبس .

مياده كشرت : ماهو تلاقيه تعبان هيريح ساعتين ويصحى .. المهم استأذنتيه قبل ما تنزلي .

سمر بضيق : ماعرفش هو فين أصلا !

ميادة وقفت باستغراب : يعني ايه ما تعرفيش ماهو لسة طالع لعندك !

سمر دورت وشها بعيد بزهق : أيوة وخرج من عندي ومعرفش هو فين !

نيرة بصت من فوق : شوفته داخل أوضة الضيوف من شوية .

ميادة بصت لسمر : أنتي طفشتيه كمان من أوضته .

سمر بصتلها وشهقت : وأنا مالي أتا !هو حر .

ميادة بصتلها ونفسها لو تجيبها من شعرها اللي مبيناه تحت الطرحة ده : اطلعي استأذني جوزك قبل ما تعتبي عتبة الباب .

سمر بصتلها وكانت عايزة تعترض بس ميادة سابتها وطلعت وهي اضطرت تطلع وراها

دخلت عند ابنها اللي كان نايم في أوضة الضيوف ونادت عليه بصوت خفيف : شريف حبيبي أنت نايم هنا ليه !

قربت منه بس شريف ما ردش عليها وهي استغربت لأن طبيعة نومه خفيف .. حست إن وشه أحمر بطريقة غريبة فحطت ايدها على وشه وشهقت : يا لهووي ده مولع نار .. بت يا نيرة هاتي أي خافض للحرارة وهاتي كمادات بسرعة .. وأنتي مش شايفة إنه سخن وتعبان .

سمر بلا مبالاة : ده دكتور عادي يعني

ميادة عينيها وسعت وبصتلها : وهو الدكتور ما بيتعبش ! ده ايه البرود ده !

نيرة دخلت بالكمادات وعطتها لمامتها اللي بدأت تعملها وسمر بتتفرج عليهم مطبقة ايديها على صدرها ومتابعاهم بعينيها بصمت

ميادة بتصحي شريف علشان تديله علاج خافض وسندته لحد ما أخده وراح تاني في النوم أو من التعب غمض عينيه .

ميادة بقلق : نيرة نكلم حد من زمايله ولا ايه ! السخونية مش راضية تنزل !

نيرة بتوتر : مش عارفة يا ماما ! نكلم د/ رامي عوف صاحبه !

ميادة بصتلها : أيوة أيوة ! هاتي رقمه من موبايل شريف قومي بسرعة يلا .

نيرة قامت وبصت لسمر اللي قاعدة على الكنبه ماسكة موبايلها وبتقلب فيه ..

نيرة بغيظ : هو أنتي مش خايفة عليه ؟

سمر بصتلها بتريقة : أصلا محسسيني إنه بيبي قلقانين عليه من حبة سخونية ! ده راجل كبير مش عيل تخافوا عليه كده ! ده ايه الأوفر ده كله !

ميادة زعقت : نيرة هاتي الموبايل روحي .. والله الواحد عايز يدعي عليكي تجربي اللي هو فيه ! علشان تبقي تقولي أوفر !

سمر ببرود وهي باصة لموبايلها : عادي برضه دي مجرد سخونية .

ميادة هزت دماغها مش قادرة تصدق كمية البرود اللي عندها ! طيب ايه مش بتحبه ! طيب اتجوزته ليه ! وافقت عليه ليه ! الظاهر إنها فعلا ظلمت أمل وربنا بيعاقبها !

ميادة اتصلت برامي زميل شريف اللي جالهم بسرعة يكشف عليه وسمر قامت بسرعة تستقبله وترحب بيه ..

سمر بتمثل خوفها وتوترها : طمني عليه يا دكتور ده من ساعة ما جه وهو حبيبي تعبان ! فيه ايه !

ميادة ونيرة الاتنين باصين لها ولتمثيلها ومياعتها في الكلام

رامي قاطع أفكارهم : هو كويس .. أنا هديله حقنة دلوقتي هتنزل الحرارة وهو الصبح هتلاقوه قايم زي الفل عادي ما تقلقوش .

عطاه الحقنة وسمر بتمثل التأثر جدا

نزلت مع رامي وهو نازل وبدلع : رامي بجد هيبقى كويس

د/ رامي بصلها باستغراب رهيب ازاي بتتكلم بالدلع ده ؟ ولا يا ترى دي طبيعتها !

د / رامي : إن شاء الله هيكون كويس ما تقلقي خالص حضرتك ..

مشي وهو مستغرب جمالها ودلعها واتمنى لو عنده زوجة زيها تهتم بيه ! كان بيحسد صاحبه على حظه ..بعد ما رامي مشي سمر دخلت عندهم وببرود : أنا داخلة أنام في أوضتي ولو في حاجة صحوني .. البركة فيكم طبعا ، باي ..

سابتهم وخرجت وميادة هزت دماغها بأسف

نيرة بصتلها : أحسن .

ميادة بذهول : أحسن ايه !

نيرة : احسن إن سمر بتطلعه عليكم علشان أنتوا افتريتو أوي .. أوي .. فكان لازم تقعوا في شر أعمالكم .

ميادة بصت لبنتها بذهول : افترينا ! افترينا على مين يا بت أنتي ! أنتي فرحانة في أخوكي إنه تعبان !

نيرة بزعل : لا طبعا مش حكاية إنه تعبان .. افتريتوا على أمل وصدقتي كل كلمة اتقالت في حقها واخترتي دي وأقنعتي ابنك بيها واهي بتطلعه على عينيكم .. علشان اللي ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى وأنتي يا ماما أنتي وشريف اتعميتوا على قلوبكم ونسيتي لما كنتي بتسمعي من الجيران كلامهم على أمل وسمر وإن سمر متبرجة فجأة بقت هي الكويسة وأمل صدقتي إنها وحشة ! فلازم دي تكون النتيجة .

ميادة حاسة بكل الكلام ده بس حاليا ولا مستعدة تسمعه ولا تعترف بيه فزعقت في بنتها : اخرسي يا بت وبطلي كلام أهبل .. واياك أسمعك بتقولي الهبل ده تاني .. الجواز قسمة ونصيب .

نيرة قعدت : هسكت خلاص .. هسكت .

فضلت طول الليل ميادة جنبه تحط كمادات وقضت ليلتها جنب ابنها وسمر نايمة في أوضتها وكل لحظة ميادة بتعض ايديها إنها كانت السبب في إن ابنها يقع الوقعة دي مع إنسانة ما تستاهلهوش بالشكل ده .. وللمرة العاشرة بتسأل نفسها هل يا ترى ظلمت أمل وده جزائها ؟؟

الصبح بدري شريف صحي من نومه المتقطع وفاق وبص كانت مامته نايمة جنبه على الكرسي وساندة على ايدها

بهدوء صحاها وهي اتعدلت : أنت بقيت كويس ؟

شريف ابتسم : أيوة كويس ياأمي روحي ارتاحي أنتي بقى ؛ روحي ريحي في أوضتك .

ميادة بزعل : أنت طالما تعبان ما قلتليش ليه أول ما جيت كنت أكلتك وأخدت علاج وريحت بدل ما خوفتنا عليك بالشكل ده ..

شريف اتنهد بإرهاق : معلش تقريبا كنت جعان نوم أكتر .

ميادة بزعل مسكت ايده : طيب ليه خرجت من أوضتك ! ليه ما فضلتش مع مراتك !

شريف بص للسقف : مراتي ! مراتي أنا آخر همها يا أمي .. هي عايزة تخرج وتتفسح وتعمل شوبينج لكن مش تهتم بواحد تعب ليلة .. جوازي منها يا أمي أكبر غلطة ارتكبتها في حياتي .. بس خلاص بقى ده عقاب من ربنا أنا بعت الغالي بالرخيص وده جزائي .

ميادة بدمعة نزلت منها : سامحني يا شريف بس مش عارفه ازاي كنت شايفاها كويسة وبعدين بلاش تأنب نفسك كده هي هتتعدل بس محتاجة شوية حزم منك وبعدين مين قالك إن أمل كويسة ! ما ممكن تطلع برضه أسوأ منها !

شريف بصلها باستنكار : برضه يا أمي لسة مصرة ! المهم اقفلي الكلام ده وقومي ريحي شوية أنتي .

ميادة : طيب خليني أفطرك لقمة صغيرة الأول وخد العلاج وبعدها أرتاح أنا شوية .

شريف بزهق : ماليش نفس صدقيني .

ميادة بإصرار : يعني وإن ماكنتش دكتور وعارف إنك المفروض تاكل قبل ما تاخد أي مضاد حيوي علشان خاطري بس .

شريف ابتسم : طيب حاجة خفيفة ماشي.

ميادة ابتسمت : حاضر ماشي .

ميادة نزلت تعمل أكل وشريف قام ياخد شاور يفوق بيه شوية واضطر يروح أوضته كانت سمر نايمة .. أخد شاور وبيلبس هدومه كان الباب بيخبط وبسرعة فتح وأمه دخلت شاورت عليها : هي لسة نايمة !

شريف هز دماغه وهي ابتسمت : أحسن إنك أخدت دش خليك تفوق كده .. هتفطر هنا ولا هتروح الأوضة التانية

شريف بتردد : هفطر هنا خلاص ما تشغليش بالك أنتي .

ميادة خرجت تجيبله علاجه وسمر اتعدلت : أخيرا صحيت سيادتك ؟ أنت نايم من الساعة تقريبا ٨ والساعة اهيه بقت ٨ .

شريف بصلها بغيظ : معلش كنت بتدلع شوية .

سمر بصتله وما علقتش وبصت ناحية الفطار : أنا جعانة جدا ومحدش عشاني امبارح كويس إن مامتك جابت الفطار هنا .. هاته هنا على السرير يا شريف .

شريف بصلها بغيظ وفكر يقوم يجيبها من شعرها بس مسك أعصابه وقعد يفطر هو بعيد عنها وهي استغربت : بقولك هات هنا !

شريف بصلها : هو أنتي باردة ليه ! وبعدين مين المفروض يعشيكي يعني ! هو الزمن مقلوب عندك ولا ايه ! ما تقومي كده تهزي طولك وتعشي نفسك ولا تحضري فطار وتفطري بنفسك ، قال هات الفطار قال !

سمر بصتله بغيظ وماعلقتش وقامت من مكانها وايديها في وسطها بصاله ويدوب هتتكلم الباب خبط وميادة دخلت بعد ما ابنها سمحلها تدخل : العلاج بتاعك يا حبيبي اهو .

سمر بتريقة : أيوة دلعيه دلعيه .

ميادة بصتلها بغيظ : أيوة أدلعه هو ولا منك ولا كفاية شرك !

سمر داخلة للحمام : لا وعلى ايه أنا هريحكم من شري ! أنا كنت عايزة أروح عند ماما امبارح وكالعادة أمك ما سمحتش فبما إنك صاحي دلوقتي يبقى هروح عندها وأقضي اليوم هناك .

ميادة كانت هتعترض بس ابنها مسك ايديها وضغط عليها تسكت وهو رد على مراته : لا عادي روحي .. ريحي وارتاحي .

سمر بصتلهم الاتنين بغيظ وسابتهم تغير هدومها وخرجت بتلبس وشريف بيشرب حاجة دافية : كلمتي باباكي يجي ياخدك ؟ مش هقدر أوديكي أنا .

سمر بغيظ : هاخد تاكسي أو هتمشى أي حاجة .

شريف بلا مبالاة : براحتك .

سمر جهزت وخارجة بصتله : أنا ماشية سلام .

شريف بدون ما يلتفت ناحيتها : سلام .

راحت عند أمها فطرتها وقعدت جنبها وحست إنها في حريه هنا.... أمل في الشركة مخنوقة بدون سبب مش متحملة أي كلمة من أي حد ومحدش عارف مالها ولا هي نفسها عارفة مالها !

عايدة جنبها بتعب : أووف أخيرا هنريح شوية ساعتين رغي رغي ايه ده !

فاطمة : فعلا الواحد حاسس إن دماغه ورمت .

مروة : بت يا أمل أنتي متنحة في ايه كده !

عايدة بضحك : فصلت زينا .. ما تيجوا نفطر أي حاجة ! أنا هروح أجيب أي حاجة من الكافيتريا .. جعانة ! هتيجوا؟ أمل جاية ؟

أمل بصتلهم سرحانة : هو حد فيكم شاف كريم اليومين اللي فاتوا دول ! مش ملاحظين إنه مش بيظهر خالص !

كلهم كشروا وبصوا لبعض باستغراب وعايدة ردت : أكيد مش فاضي بعدين ليه بتسألي عليه ! محتاجة حاجة منه !

أمل كشرت : لا لا هحتاج ايه يعني ! بس استغربت كان على طول بيظهر رايح هنا أو جاي من هنا لكن مش الاختفاء ده !

مروة باستغراب : فعلا هو مش ظاهر حتى م / مؤمن بيظهر لكن هو لا .. ممكن تسألي عنه عادي يعني .

أمل كشرت وبسرعة : لا طبعا أسأل عنه ليه ! أنا بس بتكلم معاكم لكن مش لدرجة أسأل عنه .. المهم اطلعوا هاتوا الأكل اللي هتجيبوه لكن أنا همشي رجليا شوية كده لحد البلكونة اللي هناك دي .. الواحد تعب من جو التكييفات ده ..

أصحابها سابوها وهي وقفت مع نفسها معقولة ممكن يكون زعل من كلامها وبطل يظهر خالص ! لا وهيزعل ليه علشان قالت برفانه خنيق ! يعني عادي ! لا مش عادي دي وقاحة منك ! مفيش حد يقول لحد كده ! لا وهو يستاهل أصلا ليه قريب من رغد كده ! ليه بيسمحلها تشمه بالشكل ده ! طيب وأنتي مالك ؟ أيوة ده السؤال أنتي مالك ؟ لا أنا ماليش دعوة بس واجب الواحد يعتذر لما يغلط وأنا غلطت ! هطلع أعتذر في دقيقة واحدة بس وأنزل بسرعة حتى قبل ما البنات يجوا ..

طلعت بسرعة على رجليها لفوق ورايحة ناحية مكتبه قابلها في وشها مؤمن اللي ابتسم : أمل ازيك أخبارك ايه ؟

أمل ابتسمت : أنا الحمد لله بخير كويسة .

مؤمن باهتمام : خير محتاجة حاجة ! شاوري .

أمل ابتسمت بحرج : تسلم ربنا يحفظك لا مفيش بس كنت .. يعني كنت ..

ماعرفتش تقول عايزة ايه أو ليه جاية وبصتله : كنت هسلم على علياء مش أكتر.

مؤمن ابتسم بس مارضيش يحرجها أكتر من كده : تمام هي هناك مكانها .. أنا هخلع بقى عدم وجود كريم عامل لوود (حمل) عليا رهيب .

مؤمن حب يوضحلها بطريقة غير مباشرة

أمل انتبهت جدا : عدم وجوده ؟ ليه خير هو فين ؟

مؤمن حاول يكون جاد وتلقائي : مسافر من يومين بيخلص شوية شغل .. أنا فاكرك عارفة أو لاحظتي إنه مش ظاهر .

أمل ابتسمت : لا ما أخدتش بالي خالص أنت عارف أنتوا طاحنينا ازاي في التدريب ! يلا طيب مش هعطلك .

مؤمن : اوك بس لو احتجتي أي حاجة أنا موجود في أي وقت .

امل شكرته ونازلة وهو برخامة : مش هتسلمي على علياء !

أمل بصتله : الدقيقتين الاستراحة خلصوا ووقفتهم معاك فوقت تاني هبقى أسلم عليها .

جريت بسرعة على السلم وهو ابتسم ودخل لمكتبه واتصل بكريم : أخبارك يا صاحبي الدنيا هنا من غيرك متعبة .. أبوك ساحلني .

كريم ضحك : أحسن أنا هنا متدلع آخر دلع .. ميتنج وخلاص أو اتنين بالكتير وباقي اليوم على البحر ! الجو تحفة والقرية هنا حكاية .

مؤمن بغيظ : أنت بتغيظني والله أسيب الشركة وتلاقيني بكرا عندك .

كريم ضحك : لا اوعى تتجنن وتعملها أصلا أنا بكرا جاي خلاص .

مؤمن بجدية : كريم أنا محتاجك اليومين دول جدا وأنت بعيد .

كريم باستغراب : في حاجة حصلت !

مؤمن بسرحان : حاجات مش حاجة بس مش هينفع الكلام في الموب لما تيجي نبقى نتكلم المهم مش هتصدق قفشت مين بتسأل عليك .

كريم ابتسم : اوعى تقول ملك ولا أماني هزعل .

مؤمن ضحك : لا يا سيدي لا دي ولا دي ! توقع غيرهم !

كريم بتفكير : لا مش هتوقع أي حد .

مؤمن : أمل يا سيدي قفشتها جاية هنا .

كريم بسرعة : اوعى تكون رخمت عليها يا مؤمن هزعل منك والله ؟

مؤمن كشر : تصدق أنا غلطان إني بقولك ! طيب مش قايل .

كريم بلهفة : بطل رخامة بقى . قل لي سألت عني بطريقة مباشرة فعلا !

مؤمن ابتسم : لا طبعا هي شافتني سلمت وبقولها على فين تخيل قالت بعد تفكير شوية ومش لاقية حاجة تقولها قالت هتسلم على علياء .

كريم بتحذير : بالله عليك رخمت عليها ولا أحرجتها ؟

مؤمن : يا سيدي لا.. قلتلها بظرافة إن الشغل زيادة عليا علشان أنت مش موجود فبلهفة سألتني أنت مش موجود ليه فقلتلها إنك مسافر شغل وهي اتصدمت أو ارتاحت مش عارف صراحة الريأكشن بتاعها حسيته متلخبط بس بعدها نزلت بس سوري بقى ماقدرتش أمنع نفسي من الرخامة فوقفتها قلتلها مش هتسلمي على علياء ؟

كريم : والله عارف إنه لا يمكن ما ترخمش يارب تكون ماعبرتكش ونزلت .

مؤمن ضحك : لا اتحججت إن الاستراحة دقيقتين وخلصوا وهتسلم عليها وقت تاني .

كريم ابتسم : لا ناصحة برضه .. المهم ما ترخمش عليها تاني فاهم ؟

مؤمن بهزار : والله ما رخمت يا أخي .. ده يدوب بس .......

كريم قاطعه : ولا يدوب بس ولا غيره ..

مؤمن ابتسم : حاضر يا سيدي ما تزقش المهم هتيجي بكرا امتى آخر النهار ولا بدري ولا ايه نظامك !

كريم : لا آخر النهار إن شاء الله .. طيارتي الساعة ٣ العصر فيدوب .. ابقى ابعتلي العربية على ٤ كده المطار يا تبعت السواق يا تجيلي أنت !

مؤمن : لا هجيلك أنا .. يلا سلام .

قفل كريم وفضل شوية مبتسم فكرة إنها سألت عنه وطلعت مخصوص عنده عاجباه .. لو ماكانش عنده ميتنج بالليل كان قام اتحرك ورجع على القاهرة على طول .. يلا إن غدا لناظره قريب ...

أمل نزلت من عند مؤمن متلخبطة حست إنها مبسوطة إنه مش موجود لأنه لو موجود وهو تعمد ما يظهرش كده كانت هتضايق .. بس برضه مخنوقة ليه ماعرفهاش قبل ما يسافر ! بس ليه هيعرفها ! بصفتها ايه هيجي ويقولها ! لا بس برضه تعرف بدل الحيرة دي ! طيب وأنتي شاغلة نفسك بيه ليه ؟

دخل المهندس سامح عليهم وبدأ يكمل شرح ويطلب منهم يشتغلوا بايديهم وكل واحد ركز في الجهاز اللي قدامه .سمر آخر النهار عند مامتها شريف اتصل بيها بيشوفها هترجع امتى ؟

سمر بخنقة : بقولك سيبني هنا يومين ! أنا عايزة أغير جو .

شريف كشر : ده وقته يعني إنك تقعدي عندك يومين !

سمر بغلاسة : مامتك وأختك قايمين بالواجب وزيادة هاجي ليه !

شريف بتريقة : عندك حق فعلا .. خليكي طيب براحتك يلا سلام ..

قفل وهي ابتسمت وأمها قربت منها : هو ده شريف يا سمر ! جاي ولا ايه ؟

سمر بصتلها : لا يا ماما قلتله يخليني يومين هنا

بدرية باستغراب : وهو وافق ؟

سمر بصتلها : ومش هيوافق ليه ! هو أصلا مشغول في المستشفى وعيادته فعادي بقى .

بدرية قربت منها : بت أنتي ! اتعدلي .

سمر زعقت : أنتي أصلا دبستيني في جوازي منه .. وهو سيادته طول النهار من المستشفى للعيادة وأمه بتتحكم فيا .. ولية عقربة .. حيزبونة .

بدرية باستغراب : والله ما في عقربة غيرك أنتي دي الولية بلسم .. وشايلاكي من على الأرض عايزة ايه تاني أنتي ؟

سمر كشرت : سيادتها بتتحكم فيا امتى أخرج وامتى أدخل وازاي ألبس ! كل حاجة هي بتتحكم فيها ..

بدرية بزهق من بنتها : والله أنتي تتفاتلك بلاد يا سمر .. حافظي على جوزك ليروح منك .

سمر بلامبالاة : في داهية.. بلا جواز بلا زفت .

بدرية بتحذير : ربنا يستر عليكي لبكرا تعضي على ايدك من الندم ..

سمر طنشت كلام أمها وقامت تطلع تقعد في الجنينة برا لوحدها شوية ..

لاحظت غادة بتمسح التراس بتاعها ووقفت تراقبها مستغربة ازاي طه قبل بدي وحب فيها ايه ! هي آخرها خدامة وبس ..

*************

عند أمل في البيت وصحباتها ناموا وهي قاعدة على اللاب بتاعها بتحاول تشتغل في البرامج اللي بتاخدها وتتعلم أكتر ...

كانت مخنوقة من غير سبب هل ممكن لما عرفت إن كريم مش موجود في الشركة أو في القاهرة كلها ومسافر !

ماعندهاش إجابات إلا إنها مخنوقة .. نامت وهي قاعدة وزقت اللاب بتاعها واسترخت في نومها وفجأة بتحلم إنها جوا الكافيتريا وبتحاول تخرج .. بتخبط على الباب بس محدش بيفتحلها والتلاتة الكلاب وراها بيضحكوا بهيستريا .. بتنادي على كريم لكن للأسف مش موجود .. مفيش حد موجود يخرجها من المكان ده .. قربوا منها كتير وحمادة شدها جامد ومسك هدومها شقهم نصين وهي صرخت بصوتها كله واتعدلت وبتبص حواليها كانت مروة جنبها بتصحيها : في ايه يا أمل ! فوقي يا حبيبتي ده مجرد كابوس ! فوقي

أمل بتنهج كتير وبتبص حواليها بتوهان ورددت بدون وعي : كريم مش موجود ! كريم ما أنقذنيش منهم

مروة استغربت كلامها اللي مالوش معنى بس ضمتها أوي : حبيبتي أنتي كويسة ! ما تخافيش أنتي كويسة .. أمل رددي يا قلبي معايا ((أعوذ بكلمات الله التامة، من غضبه

وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ))

أمل فضلت تردد فيهم وتقول المعوذات لحد ما رجعت للنوم من تاني .تاني يوم في الشركة كانت زهقانة وحاسة بملل فظيع وكأنها فقدت حماسها بالتدريب .. حاسة بملل رهيب ..

مؤمن دخل عليهم بدوشته المعتادة وفضل يتكلم كتير مع المهندسين اللي معاهم وبعدها بدأ يتكلم معاهم

مؤمن بجدية : كله ينتبه معايا هنا لحظة .. الورق ده هيتوزع عليكم اعتبروه تيست ليكم

كل واحد مطلوب منه يعمل برنامج معين .. قدامكم يومين بالظبط وهتسلموا باشمهندس سامح البرامج دي وهيتم تقييمكم بناء عليها

طبعا الباشمهندسين معاكم هيساعدوكم .. طبعا كل مهندس هيتناقش ازاي عمل البرنامج ده وهيتعمل هنا قدامنا يعني علشان مفيش حد فيكم فصيح يروح يشتريه من برا .. اه كل واحد فيكم مطلوب منه برنامج مختلف تماما عن التاني ..

رغد رفعت ايدها ومؤمن شاورلها تتكلم : هو ده تيست نهائي ؟

مؤمن ابتسم : لا طبعا دي البداية البرنامج المطلوب بسيط على قد اللي فهمتوه هنا فكل شوية هنطلب حاجة أصعب .

مروة رفعت ايدها ومؤمن بصلها : هو لو الواحد وقف في حاجة أو عنده استفسار ؟

مؤمن : احنا كلنا معاكم .. بصي هو ده مش ......

قاطعه موبايله بيرن فاعتذر وبصله وابتسم وبتلقائية عينيه جت على أمل وهو بيرد : أيوة يا كيمو طالع اهو والله مش هتأخر عليك .

أمل انتبهت لمؤمن وحست إنها متحمسة

مؤمن : أنا فين ! أنا عند المتدربين بسلمهم البرامج اللي هيعملوها .

قاطع مؤمن صوت كريم على باب القاعة اللي هم فيها : مش بدري عليهم تصميم برامج ؟

الكل التفت لكريم اللي ساند على الباب كان شكله جذاب وخصوصا بدقنه اللي ظاهر إنها ما اتحلقتش من كام يوم .. قميصه المفتوح شوية .. چاكيتة بدلته اللي ماسكها على طرف كتفه .. أمل ركزت أوي مع تفاصيله وهو كمان بصلها بنظرة خاطفة علشان محدش يلاحظ

مؤمن قفل الموبايل وراح يسلم عليه

أمل فاقت من نظراتها واتضايقت إنها سمحت لنفسها تركز كدا مع تفاصيله

مؤمن باستغراب : مش قلت طيارتك ٣ ؟

كريم ابتسم : لقيت ميعاد ٩ الصبح فقلت مالوش لازمة أستنى لآخر النهار .

مؤمن مبتسم : طيب كنت كلمتني كنت جيتلك المطار !

كريم : لا لا أخدت تاكسي أصلا .. وريني البرامج اللي هتوزعها عليهم

كريم دخل وبص للمتدربين : ازيكم ؟ عاملين ايه جميعا .

أمل كانت مبتسمة بس أول ما عينيها اتقابلت مع عينيه كشرت ودورت وشها بعيد بحرج ..

كريم حدف چاكيتته على كرسي ومسك الورق بيقلب فيه و وقف عند ورقة معينة وابتسم وبص لمؤمن وطلع قلم وكتب اسم أمل عليها

مؤمن استغرب وهمسله : اشمعنى يعني ؟

كريم مبتسم : عادي .. كل واحد يجي يستلم ورقه يلا .

الكل قام و كريم بيديهم ورقهم وحط ورقة أمل من تحت خالص لأنه عارف إنها مش هتيجي تزاحم أبدا ..

رغد قصاده : حمدلله على سلامتك يا باشمهندس .. وحشتنا أوي .

كريم بص لأمل اللي باصة لبعيد تماما وبص لرغد : متشكر اتفضلي .

أصحاب أمل برضه كل واحدة أخدت ورقة وأمل زي ماهو اتوقع كانت آخر واحدة واقفة قصاده مدت ايدها تاخد الورقة ومش بصاله فهو مد ايده بالورقة بس فضل ماسكها وهي بتشد الورقة وهو ماسكها فاضطرت تبصله فابتسم وساب الورقة .. أخدتها وبصتلها ولاحظت اسمها مكتوب عليها فاستغربت وبصتله تاني باستفهام ..

مؤمن اتدخل : في أي استفسار يا م / أمل ..

أمل بصتله : لا شكرا .. رجعت قعدت مكانها

كريم بص لمؤمن : أنا هطلع مكتبي بس ساعة بالكتير وهروح .. محتاج أنام اوك ؟

مؤمن ابتسم : اوك اطلع أنت وأنا شوية وهحصلك على طول ..

كريم طلع ويدوب لحظات ورجع وكلهم بصوله فهو ابتسم : نسيت الچاكيتة مالكم كده ؟

كله ابتسم أخدها وخرج طلع لمكتبه .. بيسأل نفسه ليه جه على المكتب كان المفروض روح ارتاح وجه الصبح !

شوية ومؤمن دخل عنده كان مغمض عينيه واتعدل أول ما حس بيه

مؤمن ابتسم : ليه ماقدرتش تستنى لحد العصر وليه جيت على هنا !

كريم ابتسم : أنا لسة حالا كنت بسأل نفسي السؤال ده ! ومالقيتلوش إجابة .. المهم سيبك مني مافرقتش أصلا آخر النهار من أوله خلينا فيك أنت !

مؤمن ابتسم بهم : أنا مالي !كريم بصله بجدية : أنت مش مؤمن اللي بيهزر ويقلب الدنيا رخامة .. فيك ايه يا ابن خالي ! وايه اللي هامك بالشكل ده !

مؤمن مبتسم : مش وقته دلوقتي المفروض سيادتك أصلا تروح ترتاح وبالليل نتكلم هنروح فين من بعض

كريم ابتسم : الموضوع يخص نور صح

مؤمن اتنهد بحزن وبصله وابتسم : أيوة يا سيدي بس خلينا بالليل نكون براحتنا .. الموضوع طويل ومش وقته هنا ..

كريم هز دماغه بتفهم : براحتك يا سيدي خلينا لبليل ..

مؤمن وقف : أنا رايح مكتبي .

كريم وقف هو كمان : وأنا هروح أسلم على بابا .

مؤمن : أبوك مش هنا .. راح عند مستر خالد .

كريم قعد بتهالك على كرسيه : اوك بص شوية كده وهروح .

مؤمن بعطف : ما تروح دلوقتي طيب أصلا أنت محتاج لشاور ومحتاج تحلق ومحتاج تنام .. شكلك أوفر شناعة .

كريم بصله وضيق عينيه : أنا أوفر شناعة يا أوفر الرخامة أنت ! امشي ياض اطلع برا .

مؤمن ضحك وخرج لمكتبه

كريم تمتم مع نفسه : أوفر شناعة اه يا واطي بس على الله يعجب .. قال برفانك خنيق قال

اهو مفيش برفان خالص اهو ..

حس إنه تعبان فقام من كرسيه ونام على الكنبة بس رجع قام وطلع لعلياء : علياء لو أمل طلعت دخليها على طول اوك .

علياء ابتسمت : حاضر يا افندم .

دخل استرخى على الكنبة بتاعته وقال إنه هينتظر بس ساعة وبعدها يروح وشوية و راح في النوم من التعب ..

أمل مع زمايلها طول الوقت باصة للورقة وايدها بتتحرك بدون وعي على اسمها اللي كتبه وكلها فضول ليه اختار ده ليها هي ! أسهل واحد ! أصعبهم ؟ ليه ده بالذات ؟ ومين قاله إنها هي اللي هتستلم آخر واحدة ؟ لازم تسأله هي شرطت عليه ما يعاملهاش بشكل خاص فليه بيخصها بده بالذات !

وقت استراحة الغدا الكل نزل الكافيتريا وهي اعتذرت من زمايلها تروح الحمام وتحصلهم وطلعت عند كريم ..

علياء قابلتها بابتسامة وقبل ما تتكلم : اتفضلي هو منتظرك .

أمل باستغراب : مين قاله إني هاجي ؟ وليه منتظرني ؟

علياء بصتلها : معرفش بس هو قالي لو جيتي أدخلك على طول .

أمل هزت دماغها وراحت ناحية الباب خبطت مرة وانتظرت حد يرد وخبطت تاني وبصت لعلياء : ادخلي يا باشمهندسة أصلا مش هتسمعيه لو رد .

أمل بتردد فتحت 

جماعه بالله عليكم لتتفاعلو وتعلقوا كتير عشان يوصلكو بدرى وشوفتو لما التفاعل حلو بنزلكوا كتيرر ازاي 

والله العظيم بتعب عقبال مانزل اصلى عندى مشاغل كتير فابحاول على قد ماقدر انزلكو اجبروا بخاطرى بقا 🤍

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close