![]() |
نوفيلا/ المغرورة والقروي ... بقلم/ سارة بركات..
الفصل الثالث والرابع والخامس والسادس
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
ريم بحب وهى بتبص على شعره الأسود الذي يتخلله بعض الشعيرات البيضاء:"إنت أحلى عجوز في حياتي."
فضلوا يبصوا في عيون بعض لحد ما عيونه جات على شفايفها وقرب منها وبدأ يبوسها ... الإتنين غابوا عن الدنيا إللى حواليهم ومنتبهوش للباب إللى إتفتح ولا لنور إللي وقفت تبص لباباها بذهول .. المرة الأولى لما شافته مع بنت بررت إنه ممكن تكون سهرة شغل ... المرة التانية لما شافت الروج حاولت تجيب في مبررات كتير ليه وقدرت تعدي الموقف بينها وبين نفسها ... لكن دلوقتى؟؟؟ هتبررله إيه؟؟؟ .. عقدت حواجبها بغضب و حاولت تتكلم لإنها ملجومة بسبب المظهر ده وبالفعل إتكلمت ببرود بقوة مش عارفة مصدرهم ...
نور بغضب:"بابي."
رشدي إتنفض بعيد عن ريم أول ماسمع صوت نور .. إنما ريم فضلت واقفة في مكانها وبتحاول تداري إبتسامتها وهى بتبص لنور إللى بتبص لباباها ...
رشدي بتوتر:"نور .. ماتفهميش غلط."
نور مردتش عليه وبصت للبنت إللى معاه .. كانت هى نفس البنت إللى كانت معاه يومها ..
رشدي:"ريم، روحي كملي شغلك."
ريم بصت لرشدي بطرف عيونها ومشيت بهدوء وعدت من جنب نور إللى بتبصلها وهى معقدة حواجبها، إبتسمت بتحدي ليها وخرجت من المكتب .. نور فضلت تبص لأثرها بإستفسار بس فاقت على صوت باباها ...
رشدي بتوتر:"نور، ماتفهميش غلط هى..."
نور بقوة وإستهزاء:"إيه إللى مفهمهوش غلط؟؟؟ إنها قاعده على مكتبك كده كإنها صاحبة المكان ولا إنك كنت بتبوس واحدة قدي في السن؟؟؟ ولا إنك بتخون مامي؟؟ ولا إيه يا بابي؟"
رشدي بدفاع:"أنا مش بخون مامتك وبعدين دى ... دي ..."
نور بإستفسار وهى بتقرب منه:"دي إيه يابابي؟"
رشدي كان بيفكر في كلام يقوله .. كان دايما مخبى جوازه عن مراته وبنته لكن لحد إمتى هيخبي؟؟؟ .. قرر إنه لازم يتكلم ... ولسه هيتكلم ...
نور بإستفسار وهى بتقف قدامه:"نزوة صح؟؟"
رشدي:"لا، ريم عمرها ماتبقى نزوة."
نور:"أومال إيه؟ مين دي؟"
رشدي بهدوء:" تبقى مراتي."
كانت بتحاول تداري صدمتها في باباها ... سكتت شويه على ما هديت وبدأت تتكلم ...
نور بحزن حاولت تداريه:"شوفت فيها إيه عشان تتجوزها؟"
رشدي:"حبيتها .. شوفت فيها كل حاجة حلوة، شوفت فيها إللى ملقتهوش في بيتي."
نور بإستفسار وخذلان:"حبيت واحدة قدي؟"
رشدي:"الحب ملوش سن، وبعدين ريم مش قدك هي أكبر منك بأربع سنين."
ضحت بإستهزاء وبعدها كملت بخذلان ..
نور:"طب ومامي؟ كل إللي أعرفه إن كان بينكم قصة حب زمان و......"
رشدي بتأكيد:"زمان، وبعدين إنتى جيتي ليه؟"
نور بتنهيدة وإبتسامة:"أنا بس كنت جايه عشان أطمن عليك لإنى ماكنتس عارفة أوصلك."
نور لفت وإبتسامتها إختفت ولسه هتخرج من المكتب ..
رشدي بتصرف سريع:"نور .. ماتقوليش لمامتك على حاجة."
نور بلامبالاة مصطنعة وهى مدياله ظهرها:"أنا أكبر من إنى أشغل بالي بحاجات مراهقين زي دى."
خرجت بسرعة من المكتب تحت عيون رشدي المصدوم من ردها ده غير طريقة كلامها معاه إللى إتعود عليها ... نور بعد ماخرجت من المكتب مشيت شويه وإنتبهت لريم إللى قاعدة على مكتبها وحاطة رجل على رجل ومبتسمة وهى بتبصلها ...
نور بإستفسار وسخرية وهى رافعه حاجبها:"تحبي تاخدي صورة؟"
ريم بهدوء مستفز:"لا، بس نورتي الشركة يا فندم."
نور بتصحيح وثبات وهي بتبص في عيونها:"شركتي .. نورت شركتي .. وإنتى مجرد موظفة شغاله عندي."
ريم بضحكة خفيفة:"الله أعلم هتكون بتاعة مين بعد كده ومين هيشتغل عند مين."
نور بإبتسامة وغرور إستفز ريم:"نجوم السماء أقربلك .. طول مانتي موجودة ورا الأضواء هتفضلي كده طول عمرك ... مجرد واحدة شحاته بتشحت الحب لدرجة إنها راحت خطفت راجل أكبر منها بحوالى عشرين سنة وإتجوزته ... راجل خايف يعلن قدام الكل إنه متجوزها لإنها مجرد إستبن بيلجألها وقت مايكون فاضي .. يعنى إنتى نزوة وهتعدي ووقت ماهيزهق منك هيرميكي."
ريم بغضب وهي بتقوم من على الكرسي:"لا أنا مش نزوة .. رشدي بيحبني وهتعرفي كده كويس أوي لما يرميكي إنت ومامتك في الشارع."
نور بتقزز:"يرمينا في الشارع؟ ... *ضحكت بسخرية* .... إنتى متعرفيش إللى فيها ولا إيه؟؟؟ إنتى عارفه وأنا خارجة طلب مني إيه؟؟ طلب منى إنى ماقولش لدولت هانم إنه متجوز واحدة تانية ... إنتى عارفة ليه؟؟؟ أنا هقولك ... شايفة إنتى المكان ده كله؟؟؟ كل ده ملك دولت هانم وفي ثانية واحدة ممكن مامي تاخد كل حاجة منه لو بس عرفت إنه متجوز."
ريم بصدمة:"بس كل حاجة بإسمه إزاى بتاعتها؟"
نور بقهقهة:"أيوه كل حاجة بإسمه، بس في ثانية واحدة مامي هتقدر تاخد كل ده تاني ... فمتحلميش إنك تاخدي حاجة من بابي .. لإنه مش هيقدر يقدملك حاجة .. ممكن يجبلك حاجة تلبسيها؟ ممكن يجبلك موبايل؟ .. لاب توب؟ .. عربية؟ ... شقة؟ .. لكن إنك تبقى زوجته وصورته في المجتمع قدام كل الناس؟؟، أو تاخدي حاجة منه كثروة مثلا .. *بصتلها بإشمئزاز* .. لا ... أكتر من كده ماتحلميش؛ وصدقيني هتندمي إنك فكرتي تبصي لفوق في يوم من الأيام، ... *إبتسمت بمرح* ... تشاو."
نور مشيت بثقة وغرور وسابتها ... أما ريم كان دمها محروق بسبب كلام نور ليها .. إللى حسستها إنها مهما عليت هتفضل دايما تحت رجلهم ... نور خرجت من الشركة وركبت في عربية مامتها ...
السواق بإستفسار:"على الفيلا يا هانم؟"
نور بشرود:"لا، مش عايزة أروح .. إتحرك لحد ما أقولك أقف."
السواق إتحرك بدون وجهة معينة ... إستحملت كتير ... ودارت كتير ... لكن خلاص ليها طاقة معينة .. محتاجة تبعد عن كل الناس وترتاح ... ريم كانت قاعدة في مكتبها بتفكر في كلام نور ومش مصدقة إنها مش هتاخد حاجة من رشدي! ... لا .. لازم تتكلم معاه وتفهم منه بطريقة غير مباشرة .. أخدت نفس عميق ودخلت المكتب من غير ماتخبط .. لقت رشدي قاعد على مكتبه وبيبص قدامه بشرود ..
ريم:"رشدي."
بصلها وإبتسم وإتكلم بهدوء:"أنا آسف على إللى حصل ده، حطيتك في موقف بايخ مع نور."
ريم بإبتسامة مزيفة:"مافيش مشكلة ياحبيبي، إنت كويس؟"
رشدي بتنهيدة:"أه كويس، عدت على خير."
ريم بإستفسار:"هي إيه دى إللى عدت على خير يا حبيبي؟"
رشدي:"متشغليش بالك، *إتكلم بإبتسامة* إيه رأيك بقا في نور؟ مش هتبقى سيدة أعمال قوية لما تمسك الشركة مكاني؟ عندها رد فعل قوي وهو إنها ثابته."
ريم حاولت تتحكم في أعصابها بسبب رشدي إللى دايما على لسانه إسم نور بنته طول ماهو معاها ..
ريم بهدوء:"اه .. رشدي كنت محتاجة أتكلم معاك في حاجة."
رشدي بإهتمام:"قولي."
ريم بإبتسامة:"دايما إنت بتقول إن نور هتاخد ونور هتعمل ... بس إنت مش بتجيب سيرتي تمامًا في إن أنا هاخد إيه؟ وهعمل إيه؟"
رشدي بإستفسار:"وإنتى من إمتى بيهمك هتاخدي إيه وهتعملى إيه؟ وبعدين إنتى دايما بتقوليلي إن طول مانتى معايا فده كفاية."
ريم بتصحيح وإنتباه:"اه طبعا .. أيوه أنا بقول كده .. بس أنا قصدي إنى محتاجة اطلب منك حاجة عربون محبة منك ليا."
رشدي بحيرة:"إطلبى."
ريم بدلع:"ممكن تكتب الشقة بإسمي؟ وتكتبلى 25% من الشركة بإسمي؟ بما إنى حبيبتك يعنى."
رشدي عقد حواجبه وهو بيبص لريم إللى إستوعبت غلطتها ..
رشدي بجدية:"بالنسبة للشركة؛ فانتى عارفة كويس جدا إنها بتاعة نور لإن هييجي يوم وأسيبلها كل حاجة .. لكن بالنسبة للشقة ممكن أعرف إيه السبب إللى مخليكى عايزاني أكتبها بإسمك؟"
ريم بتوتر:"ع..عادى يعني وبعدين دي شقة جوازنا وإنت كنت المفروض تكتبها بإسمي بما إن أنا إللى عايشه فيها."
رشدي سكت شويه وهو بيبصلها بيحلل كلامها ...
ريم بتصحيح ودلع:"مش كفاية إن جوزي حبيبي سايبني لوحدي فيها؟"
رشدي بجدية:"وإنتى شايفة إن ده وقته؟؟ عايز أشوف شغلي يا ريم."
ريم بضيق خافي:"تمام."
خرجت من المكتب وهى مش مستوعبة إنه إتعامل معاها زيها زى أى حد غريب ... حست قد إيه هى قليلة .. حست إنها بتتراجع وبتخسر .. هزت راسها بعنف ..
ريم بإصرار:"مش هخسر .. أنا هوريها مين أنا .. ومبقاش ريم لو ما أخدتش منهم كل حاجة."
............................................
يحيى بعد ما خلص أكل قعد في أوضته وبيفكر في إللى عمله النهاردة بس إنتبه لما زيد دخل الأوضة ..
زيد:"مالك يا يحيى؟ في إيه؟"
يحيى بإستفسار:"مالى؟ هوأنا فيا حاجة؟"
زيد بحيرة:"وإحنا بناكل كنت شايفك سرحان ومش مركز .. في حاجة شاغلاك؟"
يحيى بإبتسامة هادية:"لا مفيش أنا كويس، المهم خلينا فيك إنت ... إنت إتأخرت ليه؟"
زيد بتنهيدة وإبتسامة:"كنت بلف على مكان أجيب لندى هدية منه عشان عيد ميلادها قرب."
يحيى بإبتسامة:"ربنا يباركلكم ويتمملكم على خير ونحضر فرحكم بقا عشان إتخنقت بصراحة."
زيد بضحكة خفيفة:"آمين، هانت .. كلها كام شهر ونتجوز."
يحيى بإستفسار:"هتعزمني صح؟"
زيد وهو معقد حواجبه:"طبعا ... إنت لازم تيجي أصلا إنت والعيال إللى بره دي، أومال مين إللى هيهيصلي في الفرح؟"
يحيى بإبتسامة:"إن شاء الله، أكيد هنيجي متقلقش."
زيد:"إن شاء الله، مش هتحكيلى بقا إيه إللى بتفكر فيه؟ ومتهربش مني يا ريت."
يحيى بتنهيدة بسيطة:"النهاردة حصل موقف وأنا متضايق من نفسي."
زيد:""إيه إللى حصل؟"
يحيى:"فاكر إنت البنت إللى أنا جبتها هنا إللى كانت نايمة دي، قصدي نور."
زيد بإبتسامة:"أيوه."
يحيى بدأ يحكيله المكالمة إللى بينهم بتوتر ...
يحيى:"فاضطريت أقفل السكة في وشها، إتحرجت يعنى من تصرفي، فأنا متضايق يعنى أنا عمري ما قفلت السكة في وش حد، أنا ذات نفسي بتضايق من الحركة دي."
زيد بحيرة من كلام يحيى:"طب كلمتها بعد كده؟"
يحيى بإحراج وخجل خافي:"لا أنا محرج طبعا."
زيد بهدوء وحسن نية:"طب إتصل بيها إعتذرلها، وقولها إن مكنش قصدك وخلاص على كده، لو إنت حاسس إنك متضايق بسبب كده يعني."
يحيى بحيرة:"تفتكر ده الحل الصح؟"
زيد:"أيوه، إعتذر مادام إنت شايف إنك غلطان وخلاص كده."
يحيى بتنهيدة:"ماشي."
زيد بص ليحيى وهو بيفتح موبايله ومحتار يتصل بيها ولا لا ... مش عارف حاسس بحاجة غريبة هو مش فاهمها .. من ساعة ما البنت دي كانت هنا وهو مش مرتاح .. لبسها؟؟ هو في واحدة تلبس كده؟؟ طب إللى كان مخدرها ده، يعرفها منين؟؟؟ .. يمكن؟ .. هز راسه بعنف على سوء ظنه فيها وإستغفر ربنا في سره وبص ليحيى إللى بيدور على رقمها ولمح التوتر والخجل إللى ظاهرين في ملامحه ..
زيد بإبتسامة هاديه:"هسيبك أنا بقا .. هروح كمل شغلي على اللاب."
يحيى هز راسه وبعدها بص لموبايله و جاب رقمها فضل يبص لرقمها كتير ومتردد يتصل بيها ولا لا .. لحد أما أخد قراره إتنهد تنهيدة بسيطة وبدأ يتصل بتوتر .. وهى قاعدة فى العربية وبتبص للطريق من الشباك إللى جنبها بشرود إنتبهت إنهم على الكورنيش .. حست إنها محتاجة تتنفس شويه وبتعد عن أي حد .. محتاجة تنعزل شويه .. بصت للسواق وإتكلمت بأمر ..
نور:"نزلني هنا، وإرجع إنت على الفيلا .. هبقى أرجع بطريقتي."
السواق ركن العربية وهي نزلت وهو مشي .. بصت للكورنيش وشافت الناس حواليها إللي مش منتبهين ليها تمامًا .. كل واحد منتبه للي يخصه ... إحتاجت إنها تبعد شويه في مكان بعيد عن الناس مشيت خطوات بسيطة وبعدها إنتبهت لبنت وولد قاموا من على ديسك قدام النيل .. راحت قعدت عليه وبصت للنيل بشرود ... تعبت ... تعبت من كل حاجة ... لحد إمتى هتفضل ساكته ومستحملة حياتها إللى بالنسبالها مش حياة .... لحد إمتى هتفضل كده؟؟؟ .. تعبت وإتخنقت من الحياة ... تعبت من كل حاجة .. تعبت من إنها تمثل إنها كويسه .. تعبت خلاص ومباقتش حِمل حاجة .. حست بخنقة وغصة بسبب دموعها إللى بتحاول تكتمها .. وصلت لآخر قمة تحمل جواها ... فاقت من شرودها على صوت موبايلها إللي بيرن في شنطتها فتحت شنطتها وبصت لشاشة الموبايل لقته يحيى .. أخدت نفس عميق وفتحت المكالمة بس متكلمتش .. يحيى هو كمان كان ساكت ومتردد ومحرج من الكلام معاها في وقت .. بس لا مصمم إنه يعتذر .. يا دوب هو هيعتذر وهيقفل ..
يحيى بهدوء:"أنا آسف."
كإن الحاجة الوحيدة إللى كانت ناقصاها عشان ضعفها يظهر هو إنها محتاجة حد يعتذرلها ... حد يقولها "آسف" .. مكانتش تعرف هي كانت محاجة كده قد إيه ... وإتأكدت من كده لما دموعها نزلت بغزارة من غير ماتحس ... يحيى إستغرب سكوتها بس سامع صوت تنفسها العالي ...
يحيى:"ألو."
وهنا نور بدأت تبكي بصوت .. يحيى إتنفض من على سريره لما سمعها وهي بتبكي ... إتكلم بخوف مش عارف سببه ..
يحيى:"ألو؟ آنسة نور؟؟ مالك فيكي إيه؟ حد عملك حاجة؟"
نور إللي كانت بتعمله إنها بتبكي وبكائها زاد أكتر لما سألها "مالك؟" .. يحيى كان سامع حواليها صوت عربيات إستنتج إنها في الشارع ...
يحيى بقلق:"إنتي فين طيب؟"
كانت بتشهق بسبب بكائها ومش بترد وماسكه الموبايل في إيديها جامد كإنها مش عايزة تقفل .. محتاجة بس حاجة تخرجها من كل إللي هي فيه ... يحيى بدأ ياخد لبس ليه عشان يغير هدومه وفي نفس الوقت بيتكلم معاها ..
يحيى:"يا آنسة، أنا محتاج أعرف إنتي فين عشان أجيلك."
كانت فعلا محتاجة حد يسمعها .. حد يبقى معاها ... بصت حواليها بتوهان وهي بتبكي وإتكلمت بصوت متحشرج ..
نور:"أنا ناحية الكورنيش عند *****."
يحيى:"أنا جايلك، المكان جنبي هنا، مسافة السكة وهكون عندك."
كان هيقفل المكالمة لقاها بتتكلم ..
نور ببكاء:"لا .. لا ... متقفلش، تعالى بس متقفلش."
يحيى:"حاضر، مش هقفل."
كانت بتبكي وهي معاه على الموبايل وهو كان ماسك الموبايل بإيد وبيلبس بإيده التانية وخايف يشغل المايك عشان يغير هدومه بشكل أريح أحسن حد من زمايله في السكن يسمعوا صوت بكائها .. لبس بسرعة وأخد محفظته وخرج من أوضته وهو حاطط الموبايل على ودنه .. لبس جزمته ولسه هيخرج ..
فريد:"واد يا يحيى، إنت رايح فين؟"
يحيى شاورله إنه رايح مشوار وخرج بسرعة من الشقة ... نزل من البيت وجري لمسافات بسيطة وأخد تاكسي ..
يحيى:"عند *** الكورنيش."
..................................
زيد كان قاعد في أوضته وبيفتح اللاب بتاعه عشان يبدأ شغله بس إنتبه لما لقى فريد داخل عليه الأوضة ..
فريد:"يحيى نزل."
زيد بصله بعدم فهم وإستفسار ..
زيد:"ماينزل برحته."
فريد:"بقولك يحيى نزل."
زيد بتأفف:"ماينزل يابني، هو إحنا هنكبت حريته؟؟"
فريد:"لا لا مش القصد، بس يحيى مكنش ينزل قبل كده بليل كده، إحنا الساعة 10 يا زيد، لا وكان بيجري كمان."
زيد بصله بإستغراب و سكت شويه وبعدها إتكلم ...
زيد:"أكيد في مشوار مهم تبعه، هيخلصه وهييجي، يلا روح شوف وراك إيه."
فريد بإمتعاض:"طيب."
خرج من الأوضة وزيد هز راسه بيأس وأخد موبايله وإتصل بيحيى لقاه إنتظار ... إتنهد وقفل المكالمة ..
زيد بحيرة:"لعله خير."
....................................
يحيى نزل من التاكسي وبدأ يدور عليها بعيونه وإلى حد ما كانت هي هديت شويه وهو معاها على التليفون .. لقاها قاعدة على ديسك بعيد شويه عن الناس وبتبص للنيل وهي ماسكه الموبايل .. قرب بهدوء منها وقعد جنبها بس سايب مسافة كبيرة بينهم وقفل المكالمة هي إنتبهت إن المكالمة إتقفلت ده غير إنها إنتبهت إن حد قاعد حنبها بصت في إتجاهه لقت يحيى بيبصلها بحزن .. فضل ساكت وهي فضلت ساكته .. كان متفاجئ من مظهرها .. عيونها حمراء بسبب البكاء مظهرها الحزين يوحي إنها مش دي البنت إللي هو إتعامل معاها في الفترة إللي فاتت .. دي حد تاني .. لإن الأولى كانت دايما بتبتسم وبترفع راسها وبتتكلم بثقة لدرجة إنها بتستفز إللي قدامها .. لكن دي محتاجة حد جنبها ... محتاجة حد يسندها ... وإلى حد ما الجانب إللي فيها ده حسسه بالمسئولية إتجاهها ... يحيى بهدوء:"مش هتقوليلي مالك؟ حد عملك حاجة؟"
نور شهقت شهقة خفيفة بسبب البكاء إللي كانت بتبكيه ونزلت دمعة من عيونها مرة تانية وهزت راسها بـ "لا" ..
يحيى بإستفسار:"طيب في إيه؟"
نور سكتت وبصت للنيل بشرود ويحيى تفهم سكوتها، لإن أحيانًا بيبقى في صراعات كتير جوانا ومش بنرتاح وبنهدى منها غير بالسكوت مش بالحكاوي... إتنهد تنهيدة بسيطة وبص للنيل بيفكر هيخرجها من حزنها ده إزاي؟ .. لحد ماقرر إنه يتكلم ..
يحيى بإبتسامة حزينة وهو مازالت عيونه على النيل:"تعرفي ... إن يوم وفاة والدي الله يرحمه، ماكنتش مبطل عياط عليه .. لإن وداعه ليا كان صعب لإني كنت حاسس إنه هيغيب ومش هيرجع .. يومها أخدني في حضنه وقالي ... *واد يا يحيى، شيل أمك وأختك في عينيك لحد ما أرجع من الشغل* ... ومن وقتها شايلهم في عيوني لحد مايرجع .. بس مرجعش."
نور إنتبهت لنبرة يحيى الحزينة المهزوزة وهو بيحكي عن باباه ... بصتله وهو كمان بصلها في اللحظة دي .. وكمل وهو بيبص في عيونها ...
يحيى:"الفرق بين وداعه لينا وموته كان ربع ساعة، مات وهو رايح شغله."
رجع بص للنيل تاني لما إنتبه إنه بيبص في عيونها .. بس رجع بصلها تاني لما هي إتكلمت ..
نور بغصة:"باباك كان بيحبك؟ ومامتك بتحبك؟"
يحيى بإستغراب:"أكيد، أنا إبنهم."
نور كانت لسه هتتكلم .. يحيى لقى موبايله بيرن .. بص للموبايل لقاها مامته .. يحيى إبتسم بحب ونور بصت لإبتسامته ..
يحيى لنور:"أنا آسف، بس محتاج أرد."
هزت راسها ورجعت بصت للنيل تاني ...
يحيى بإبتسامة وهو بيرد:"إزيك يما؟"
نور إنتبهت للهجته وبصتله ...
سهير:"بخير يابني، طمني عليك ياضنايا، إنت كويس يا يحيى؟"
يحيى:"أني بخير يا حبيبتي، إنتي طمنيني عليكي؟"
سهير:"نحمدالله على كل حال، إنت بره ولا إيه؟"
يحيى:"أيوه يما."
سهير:"أني معطلاك عن حاجة؟"
يحيى:"أبدًا يما، جولي في إيه؟ مالك؟"
سهير بتنهيدة:"مفيش يا حبيبي، أني بس كنت عايزة أطمن عليك، وحشتني جوي يابني، ناوي تيجي إمتى؟"
يحيى:"جريب يما إن شاء الله."
سهير:"ربنا يعينك ياحبيبي يا غالي."
يحيى:"آمين."
سهير:"بجولك إيه، خد كلم ياسمين مش عاوزه تنام غير لما تكلمك."
ياسمين أخدت الموبايل وبدأت تتكلم ..
ياسمين:"وحشتني جوي يا أبيه."
يحيى:"وإنتي كمان يا روح جلبي وحشاني."
ياسمين:"تعالى بجى بسرعة عشان تشوف أني جبت إيه، ماما إختارتلى حاجات حلوة جوي."
يحيى بحب:"حاضر يا ياسمين، هاجي جريب جدا ... إنتي بس خدي بالك من نفسك ومن ماما لحد ما أرجع."
ياسمين:"حاضر يا أبيه أني مستنياك."
يحيى بحب:"وأني عمري ما هتأخر عليكي يا حبيبة أخوكي."
ياسمين:"تصبح على خير يا أبيه أني خلاص إطمنت عليك وسمعت صوتك."
يحيى بضحكة خفيفة:"وإنتي من أهله يا حبيبتي."
يحيى قفل المكالمة وعيونه جات في عيون نور إللي بتبصله بنظرة غريبة هو مش فاهمها ... نور مكانتش فاهمة إحساسها لما سمعته وهو بيتكلم مع مامته وأخته ... طريقة كلامه معاهم .. إبتسامته الجميلة إللي خارجة من قلبه ... مكالمتهم ليه بحد ذاتها مخلياها مشتته مش فاهمة حاجة ... قررت تسأله ..
نور بصوت مبحوح:"هما بيكلموك عادي؟"
يحيى بإستغراب:"يعني إيه؟ مش فاهم؟"
نور:"يعني مامتك، بتكلمك ليه؟"
يحيى:"هو إيه إللي ليه؟ بتطمن عليا عادي."
نور بعيون حزينة وهي سرحانه في كلامه:"بتتطمن عليك."
كان حاسس إني في حاجة مش مفهومة في أسألتها دي، بس ليه حاسس إنها تعبانة نفسيا من بيتها هي، يعني سبب حزنها هو بيتها ... جه يبص ناحية النيل إنتبه لما لقى عربية "ترمس" ناحية الكورنيش وجنبها عربية "حمص الشام" بيعدوا من قدامهم ..
يحيى بإبتسامة:"بتحبي الترمس ولا حمص الشام؟"
نور بصتله بإستفسار وعدم فهم .. شاورلها على العربيات إللى وقفت عند الكورنيش والناس إتلموا حواليهم ... بصت للعربيات دي وبعدها بصت ليحيى بعدم فهم ..
نور:"أنا معرفش إيه دول."
يحيى عقد حواجبه بإستفهام من كلامها بس إتنهد وقام من مكانه ..
يحيى بإبتسامة:"هروح أجيب الإتنين، لازم تدوقيهم."
نوفيلا/المغرورة والقروي .. بقلم/ سارة بركات
راح للعربيات دي وهي مكانتش مستوعبة إللي بيحصل بس قررت تسيب نفسها النهاردة .. هتحاول تنسى همومها ومشاكلها في الوقت البسيط ده بس لإنها محتاجة تخرج من إللي هي فيه ... فاقت من شرودها على صوت يحيى إللي وقف قدامها مبتسم وبيقدملها كوباية فيها مشروب غريب بالنسبالها ..
يحيى:" ده حمص الشام، جربيه طعمه حلو جدا .. أي نعم هو شطه شويه بس هيعجبك، حاسبي بس أحسن هو سخن."
نور أخدت منه الكوباية بحذر وإدالها معلقة بلاستيك، إبتسم وقعد جنبها وحط بينهم كيس صغير فيه حبيبات لونها أصفر وفي إيده كوبايه زي إللي معاها ... وبدأ ياكل .. وهى بصتله وبدأت تعمل زيه ... وبالفعل عجبها البتاع الغريب إللي بتاكله ده ... يحيى كان طول الوقت بيداري خجله من وجوده معاها وده لإنهم بره مع بعض من غير الدروس .. يعني معاها بشكل خاص ... إتنهد وحاول يخرج التفكير ده من دماغه، بس إستغرب إنه أصلا جالها ... وإستغرب إنه قاعد معاها لحد دلوقتي وبيحاول يخرجها من إللي هي فيه .. طب ليه بيعمل كده؟؟ ماهو دايما كان في حاله ومالوش دعوة بحد ... وقفت قدامهم طفلة صغيرة ماسكة ورد وبتبيعه ...
؟؟:"ماتاخدلك ورد تقدمه لحبيبتك، يا رب تتجوزها وتتهنوا ببعض."
يحيى شرق وبدأ يكح وهو بيبص للبنت الصغيرة إللي قدامه ... عيونه جات في عيون نور إللي بتبصله وهي مبرقة وفجأة ضحكت من شكله ... وهنا يحيى هدي وإتسحر بضحكتها .. كانت جميلة جدا بالضحكة دي ... أول مرة يشوف بنت بتضحك بالجمال ده بعد أخته .. فاق من إللي هو فيه على صوت البنت إللي قدامه ..
؟؟:"يا رب تتجوزوا .. يا رب تكبروا مع بعض سوا."
يحيى كان مذهول من الدعوات دي ونور بتضحك من الموقف إللي هي فيه ده غير منظر يحيى المضحك إللي وشه إحمر من الخجل ... يحيى حمحم بإحراج وأخد مبلغ صغير من المحفظة وإداه للبنت ..
يحيى:"خدي بس مش عايز ورد."
البنت وهي بتبص للفلوس:"ربنا يكرمك ويسعدك، يا رب تتجوزوا."
مشيت بسرعة وراحت لإتنين تانيين قاعدين بعيد شويه عنهم ... أما نور كانت بتضحك وهو بصلها بخجل ...
يحيى بحمحمة وخجل:"معلش بس هما فاكرين أي حد بيقعد هنا بيكونوا إتنين حبيبة، أنا آسف."
نور بإبتسامة:"أيوه أخدت بالي."
شاورت براسها ناحية الشاب والبنت إللي أخدوا ورد منها .. يحيى إرتبك وكمل أكل إللي في إيده وهي كمان أكلت وبعد ما خلصوا أكلوا الترمس إللي هو كان حاطه بينهم وعجب نور جدا .. كان طعمه جميل ... مكانتش قادرة توصف إحساسها وهي بعيد عن كل الحاجات إللي هي بتعيشها في حياتها ... أحاسيس جديدة بتتكون جواها ... أول مرة تضحك بالشكل ده ... كانت بتبص ليحيى وهو وهو بياكل الترمس وبيبص للنيل .... كانت فعلا محتاجة إن حد يخرجها من إللي كانت فيه وفعلا يحيى هو إللي قدر على كده .. حتى جاسر مكنش عارف يعمل كده .. لإنه دايما بيهمه إنه يخرج ويفرح ولما بيلاقيها زعلانة أو نبرة صوتها حزينة بينسحب ... يحيى عيونه جات في عيون نور إللي بتبصله .. خدوده إحمرت وبص في الأرض وهي إبتسمت على خجله الواضح .. وبصت للنيل بإبتسامة جميلة .. بعد مررو فترة بسيطة .. يحيى إتكلم ..
يحيى:"مش يلا بقا؟ الوقت إتأخر يلا عشان تروحي .. معاكي عربية مامتك ولا أروحك أنا."
نور بإبتسامة:"لا مش معايا."
يحيى وهو بيقوم من مكانها:"حيث كده بقى، يلا بينا."
نور قامت وهي مبتسمه من طريقة كلامه، بيعاملها كإنها عيلة صغيرة ده غير إهتمامه في إنه يروحها، قالتله على عنوان بيتها، وإتحركوا هما الإتنين ولقت يحيى وقف وهي وقفت جنبه .. فضل يدور على تاكسي لكن مكنش لاقي تاكسي فاضي يركبوه لحد ما قرب ناحيتهم أوتوبيس النقل العام ويحيى شاورله ووقف .. نور برقت وبصت ليحيى إللي بيبصلها ..
يحيى:"يلا إطلعي بسرعة."
وبالفعل طلعت وهي مذهولة ومش مستوعبة إللي هي بتعمله عيونها جات علي الزحمة إللي موجودة في الأوتوبيس ده، وفجأة فقدت توازنها بسبب إن الأوتوبيس كان بيبدأ يتحرك بس لحقتها إيد قويه مسكتها من وسطها ...
يحيى بتلقائية وهو بيلف إيده حوالين وسطها:"حاسبي، إمسكي في الكرسي كويس."
بالفعل مسكت في الكرسي وهو وقف جنبها وحاسس بالخجل بسبب إنه لمسها .. بس بيبرر إنه عمل كده عشان متقعش على الأرض .. لما الأوتوبيس إتزحم أكتر يحيى قرب من نور مسافة بسيطة وحاوطها عشان محدش يخبط فيها وحافظ على مسافته منها ... نور وهي واقفة في الأوتوبيس إنتبهت للإيد إللي مسكت في الكرسي إللي جنبها وبصت بتلقائة ناحية يحيى إللي عيونه جات في عيونها ... في اللحظة دي هما الإتنين حسوا بحاجة غريبة ... نور حست بالأمان ويحيى حس بالمسئولية الضرورية ناحيتها ... يحيى إنتبه لراجل كان بيقوم من على الكرسي بتاعه ...
يحيى:"روحي هناك."
عيونها جات على الكرسي إللي بيفضي وراحت قعدت مكان الشخص إللى قام ويحيى قرب من الكرسي ده وسند على مقبض الحديد بتاعه وبالإيد التانيه سند على مقبض الكرسي إللي قدامها ... وهي مكانتش مستوعبة الإحساس إللي هي حاسه بيه وهي معاه ... الإحساس إللي أول مرة في حياتها تحس بيه ... "الأمان" ... كانت طول الوقت بتبصله بتستفسر عن الشعور إللي جواها ده، لكن هو كان باصص للشباك عشان يشوف الطريق وفي نفس الوقت مرتبك .. بعد مرور فترة بسيطة ... هما الإتنين نزلوا من الأوتوبيس ونور مذهولة من إللي هي فيه .. أول مرة في حياتها تركب أوتوبيس النقل العام .. أول مرة في حياتها تجرب كل الحاجات إللي هي جربتها اليوم ده ... إنتبهت على صوت يحيى ...
يحيى بحمحمة:"بيتك فين بالظبط؟"
نور بإبتسامة وهي بتشاور على شارع راقي:"هو جوا هنا."
يحيى بإحراج:"طب عشان محرجكيش ويحصل مشاكل بينك وبين أهلك عشان بوصلك في وقت زي ده ... أنا هوصلك لحد هنا عشان ماحدش يزعلك ولا حد يتكلم عليكي."
نور ضحكت ضحكة خفيفة وهو إستغرب ضحكتها ...
نور:"عادي يا يحيى .. كمل جميلك للآخر .. *كملت بضحك* .. مش يمكن حد يخطفني بعد ما أدخل الشارع؟"
يحيى عقد حواجبه من هزارها ده ..
نور بإبتسامة وهدوء وهي ملاحظة ملامحه:"أنا بهزر على فكرة."
يحيى وهو معقد حواجبه:"وهي دي حاجة فيها هزار؟"
نور بتنهيدة:"خلاص أوكي، إللي يريحك، باي."
كانت لسه هتمشي ..
يحيى:"آنسة نور."
بصتله بإستفسار ...
يحيى بإحراج:"لما تروحي إتصلي بيا وطمنيني إنك وصلتي."
نور بإبتسامة:"أوكي، وعلى فكرة أنا إسمي نور بس، يعنى تقولي يا نور مش آنسة نور."
يحيى هز راسه بإحراج وهي إبتسمتله ومشيت .. أما هو كان بيبصلها وهي بتدخل الشارع ده وقرر إنه يمشي هو كمان ..
بعد مرور فترة بسيطة نور دخلت الفيلا وهي مبتسمة وأول حاجة عملتها هي إنها إتصلت على يحيى ... يحيى كان ركب أوتوبيس وبيبص للموبايل مستنيها ترن عليه .. وفجأة إبتسم إبتسامة جميلة أول أما شاف إسمها قدامه ... أخد نفس عميق ورد ..
يحيى:"ألو."
نور:"أنا خلاص وصلت .. إتصلت بيك أهوه زي ما إتفقنا."
يحيى بخجل خافي:"طب كويس."
نور بإبتسامة:"إنت بقيت فين؟"
يحيى:"أنا في الأوتوبيس دلوقتي، شويه وهوصل."
نور بإبتسامة:"أوك."
يحيى:"يلا سلام."
كان لسه هيقفل ...
نور برقة:"يحيى."
قلبه دق بشدة ...
يحيى بتلعثم:"أي..وه .... أيوه معاكي."
نور بإبتسامة جميلة:"أنا كنت مبسوطة النهاردة."
يحيى بتوتر:"دي أهم حاجة طبعا إنك تبقي مبسوطة."
ضرب جبهته بإستيعاب من إللي قاله ...
نور بإبتسامة من كلامه:"نتقابل بكرة؟"
يحيى بحمحمة:"أكيد .. أكيد هنتقابل عشان الدروس .. هتحضري في الكلية وبعدها تقعدي بس في السنتر تستني ساعة على ما أخلص."
نور بضحكة خفيفة:"أحضر في الكلية؟؟
يحيى وهو معقد حواجبه:"برده؟؟ ليه مش بتحضري؟"
نور بضحك من أسلوبه:"وليه أحضر أصلا ؟؟ .. أنا خلاص هبقى معاك وده مكفيني وزيادة."
يحيى كان بيرتبك أكتر بسبب طريقتها معاه في الكلام ... بتعامله كإنه حد مميز؟؟ ..
نور:"ها .. قولت إيه؟؟ هنتقابل بكرة خلاص في السنتر؟"
يحيى بإنتباه:"ماشي تمام."
نور بإبتسامة:"أوك .. نتقابل هناك."
يحيى بتوهان:"نتقابل هناك."
نور إتنهدت وقفلت المكالمة ولأول مرة في حياتها تقول إنها مبسوطة .. هي فعلا مبسوطة إنها لقت حد يكون معاها في أصعب لحظات هي بتعيشها .. لقت كتف تسند عليه .. لقت حد يخاف عليها ويحتوي زعلها ... لقت سند .. لقت أمان ... لأول مرة ميهمهاش شكله ... ولا إستايل لبسه ... ولا نظارته النظر ... هي همها كل إللي حست بيه وهي معاه ... قعدت على سريرها وهي بتفكر في كل اللحظات إللي هي كانت فيها مع يحيى .. بس فاقت من إللي هي فيه لما سمعت صوت خبط على باب أوضتها وبعدها الباب إتفتح .. نور عيونها جات على باباها إللي دخل أوضتها ... بصتله بلامبالاة ...
رشدي:"نور، أنا بس كنت عايز أوضحلك .........."
نور ببرود:"بابي، أنا ماليش مزاج أسمع حاجة تعكر مزاجي .. أنا مبسوطة ومش حابه إني أضيع اللحظة إللي أنا حاسه بيها دي، تصبح على خير يا حبيبي."
رشدي بهدوء:"أوك .. خدي راحتك .. بس هنتكلم أنا وإنتي."
نور بتنهيدة وهي بتقوم من على سريرها:"شور حبيبي."
قربت ناحية دولابها عشان تاخد هدوم ليها تحت عيون رشدي إللي وقف في مكانه لثواني وبعدها راح لأوضته هو ودولت ... نور كانت متضايقة لإنها إفتكرت كل إللي حصل بس إبتسمت تاني لما إفتكرت الإحساس إللي حسته في وجود يحيى وكانت مستغربه إزاي هي حست الإحساس ده معاه وهو بالنسبالها مجرد لعبة ليها وقتها، ده غير إنها مش قادرة تفسر الراحة الغريبة إللي بتحس بيها لما بتكون معاه ... بعد مرور فترة بسيطة ... يحيى دخل السكن، لقي إن الشقة أضوائها مقفوله فاستنتج إنهم ناموا .. دخل أوضته وقعد على سريره ... بيفكر في الوقت إللي كان فيه معاها ... أول مرة في حياته يبقى مع بنت في ميعاد بعيدًا عن الشغل ... حتى هو معاملته معاها كانت في حدود الشغل ... طب إيه إللي حصله خلاه يجري عليها؟؟؟ ليه خاف عليها؟؟؟ ليه مسابهاش مع نفسها وهو كان ماله بيها؟؟؟ هز راسه بعنف على أفكاره دي .. وبيحاول يقنع نفسه إنه كان بيساعدها مش أكتر .. خرج من أفكاره على صوت خبط على الباب ..
يحيى:"مين؟"
زيد:"أنا زيد."
يحيى:"ماتدخل يابني."
زيد فتح الباب ودخل وبص ليحيى ..
زيد بإستفسار:"إنت لسه راجع؟"
يحيى:"أيوه."
زيد:"كان في حاجة ولا إيه؟ الواد فريد قال إنك جريت وأنا إتصلت بيك مردتش ... طمني حصل حاجة؟"
يحيى بتوتر حاول إخفاؤه:"لا لا كله تمام."
زيد لاحظ توتره وإبتسم بهدوء وراح قعد قدامه على السرير ...
زيد:"خليك عارف إن أنا الوحيد إللي هنا إللى يقدر يرد على أي إستفسارات إنت بتفكر فيها .. أنا هسمعك وهرد عليك."
يحيى بهدوء:"أكيد طبعا .. إنت أكتر واحد أنا بثق في رأيه هنا في الشقة."
زيد بإبتسامة:"طب إيه بقا؟"
يحيى بتوتر:"إيه؟"
زيد بهدوء:" كنت معاها صح؟"
يحيى بحمحمة وإحراج:"أيوه."
زيد:"ليه؟ كان في كورس في وقت زي ده؟؟"
يحيى بإحراج من سؤاله:"عادي يعني .. كنت بقابلها."
زيد بهدوء:"تمام .. أنا بس حابب أقولك حاجة ... بتوع القاهرة دول متتعشمش فيهم، وماتتعاملش معاها بعفوية، وماتجريش عليها دايما."
يحيى بإستفسار سريع:"ليه؟"
إنتبه للي هو قاله ده ..
زيد:"إنت مش شايف شكلها ولبسها ومظهرها الخارجي عامل إزاي؟؟ البنت دي مختلفه عننا .. عارف إنت جو الفلل ... هي منهم، فمتتعاملش معاها بعفوية عشان بعفويتك معاها دي هي هتمحيك، ومننساش طبعا السبب الرئيسي إنها من القاهرة."
يحيى:"ليه مصمم تميزها إنها من أهالي القاهرة؟"
زيد بهدوء:"يا يحيى الناس بتوع القاهرة دول تحسهم شايفين نفسهم أعقل ناس وإللى من البلاد التانية مجانين أو مش مركزين بيشوفونا تايهين وعقلنا مش راكز .. فى حين إننا بنبقى جايين من بلدنا على بلد غريبة فاكرين إن البلد دى هى نفس طباع بلدنا فبنتعامل بعفوية مع كل الناس عشان مانحسش إننا بعيد عن بلدنا بس بنستغرب لما بنلاقيهم مختلفين .. مش دي الناس إللى إحنا مش متوقعين نقابلهم، بنقعد فترة بنحاول نخلى عشمنا ناحية أى شخص غريب يموت عشان يبقى تعاملنا مختلف أو نتعامل معاهم بنفس طريقتهم، ولو جينا إتعاملنا فى مرة بعفوية يقولك إنت مجنون؟ .. وحتى لو وصلنا لمرحلة الجدية وإننا نبقى زيهم للأسف الطبع بيغلب التطبع .. أهالى القاهرة دول تحسهم مش بيطيقوا حد غريب عنهم إلا من رحم ربي ... عندك مثال أهوه إنت من كفر الشيخ وأنا من المحلة الكبرى ... أنا فى البداية كنت زيك كده فاكر أهل القاهرة زى أهل المحلة .. بس لا الوضع إختلف، الناس دي مختلفة .. مش لاقى فيهم نفس الأمان إللى بشوفه فى أهل بلدي .. أنا وإنت وأي حد تانى من بلد تانية غير القاهرة عبارة عن حاجة واحدة بالنسبة لأغلب أهالى القاهرة .. مجرد فلاحين على الرغم من إني من مدينة جميلة جدا متاح فيها كل حاجة كافيهات ومطاعم ومحلات وشركات وحاجات تانية كتير وكبيرة بس لا .. أنا فلاح زيي زي أي حد بره القاهرة .. الناس دى ماشية بمسمى واحد .. إللى بره القاهرة يبقى فلاح .. ثم فين العيب فى الفلاحين؟ يا سلام؟؟ هو إن الواحد يكون فلاح يبقى خلاص كده بقا عيب إنه يمشى فى الشارع يعنى ولا إيه؟؟ ومن إمتى الفلاحن بقوا عيب على البلد؟؟؟ دول الناس الأصيلة وولاد الأصول كمان، الناس دى تفكيرها غريب ... *إتنهد تنهيدة بسيطة وكمل* ... عشان كده بقولك ماتتعاملش معاها بعفوية زيادة عن اللزوم البنت إللى عايشه العيشة دى أكيد شايفاك أقل منها، ده غير إن مظهرك بالنسبالها مش مقبول .. مظهرها هى شخصيا مش مريح .. رافعة مناخيرها فى السماء."
يحيى سكت وحاول يقارن بين كلام زيد وبين نور إللي كانت معاه من شويه بس لا ... شايف حاجة تانية ...
يحيى بهدوء وتبرير:"بس هى طيبة."
زيد بقهقهة وتفهم:"والله إنت إللى طيب يا يحيى .. أنا مش بقولك إبعد عنها ولا حاجة .. أنا بقولك خد بالك كويس من نفسك، حرص ولا تخون يعني ... خلص شغلك في هدوء وخليك في حالك ... إبعد عن طريقها بره الشغل بمعنى أصح، أنا خايف عليك وبنصحك وفي الأول وفي الآخر دي حياتك إنت بشكل عام وده شغلك برده .. بس حرص مش أكتر."
يحيى بتوهان:"أنا مش شايف إنها بنفس الشكل إللي إنت وصفتها بيه ده .. أنا شايفها حاجة تانية، حاجة مختلفة."
يحيى إستوعب إللي هو قاله وإتحرج ..
زيد بإستفسار:"أفهم إيه من كلامك ده؟؟ إنت بتفكر فيها؟"
يحيى بعدم فهم وإرتباك:"بفكر فيها إزاي مش فاهم؟؟ أنا وهي بينا شغل."
زيد بشك:"أنا شايف إن وجودكم مع بعض هياخد منحنى تاني، مادام إنت بقيت بتنزلها مخصوص بليل عشانها، يبقى في حاجة يا يحيى."
يحيى بدفاع:"لا مفيش حاجة، مفيش بينا أي حاجة، إللي بيني وبينها مجرد شغل، أنا بس قابلتها عشان كنت بساعدها."
زيد بهدوء:"أنا مقصدش حاجة، أنا بس كل إللي عايز أوصلهولك من كلامي يا يحيى هو إنك تاخد بالك من نفسك مش أكتر ..*إتنهد تنهيدة بسيطة* ... أنا هروح أنام، تصبح على خير."
يحيى:"وإنت من أهله."
بعد خروج زيد من الأوضة يحيى فكر في كلامه وبدأ يقيمه .. هو فعلا نزل عشان يساعدها لإنه قلق لما لقاها بتعيط ... أكيد مفيش حاجة تانية زي ما زيد بيقول ... هو فعلا كان بيساعدها ومفيش غير الشغل إللي بينه وبينها .. إتنهد تنهيدة بسيطة وقرر إنه ميتعاملش معاها بشكل عفوي ويحرص منها عشان ميحصلش مشاكل ...
....................................
في اليوم التالي:
نور كانت نايمة بهدوء وطمأنينه وجواها إحساس بالأمان أول مرة تحس بيه، الإحساس ده كان ملازمها وهي نايمة ... بس فجأة عقدت حواجبها بإنزعاج لما سمعت صوت خبطات على الباب ... وصوت الخدامة إللي وصلها ..
؟؟:"ست نور."
الخدامة كملت خبط على الباب ونور فتحت عيونها بإنزعاج شديد وإتكلمت بصوت مسموع واضح فيه الضيق ...
نور:"إدخلي."
دخلت الخدامة وهي بتبص في الأرض وكانت لسه هتتكلم .. نور بدأت تزعق ...
نور:"في إيه؟؟ هو مفيش حد عارف ينام في البيت ده؟؟؟ كل شويه خبط خبط .. مادام أنا مردتش يبقى إعرفي إني نايمة، أنا مش عايزة إزعاج، يلا إمشي."
الخدامة وقفت في مكانها متحركتش مما خلا نور تحس بإستفزاز ..
نور بصراخ:"واقفة ليه؟"
؟؟ بإرتعاش من صراخها:"في واحد واقف تحت بيزعق ومصمم يقابلك يا ست هانم، بيقول إنه محتاج يتكلم معاكي ضروري."
ملامحها هديت شويه ...
نور بإستفسار وهي معقدة حواجبها:"مين ده؟"
؟؟:"بيقول إن إسمه مراد."
نور نفخت بحنق ..
نور ببرود:"أوك، إمشي إنتي أنا هجهز وأنزل."
الخادمة هزت راسها وخرج من الأوضة أما نور نفخت بضيق بسبب ذكر مراد ... قامت من على سريرها بغضب وأخدت لبس ليها عشان تاخد شاور ... بعد مرور فترة بسيطة .. نزلت من على السلالم بهدوء وبرود وبعد ما نزلت عيونها جات في عيون مراد إللي كان الحزن واضح فيهم ... إتكلمت بقوة ...
نور:"عايز إيه؟ إيه إللي جايبك هنا؟"
لسه هيقرب منها بخطوات بسيطة شاورتله بإيديها إنه يقف ...
نور:"يلا إتكلم، أنا معنديش وقت ليك."
مراد برجاء وصوت متحشرج:"أنا آسف .. مش عارف أنا إزاي عملت كده ... بس أنا آسف مكنش قصدي .. بس إنتي إللي مكنتيش بتديني وش .. وبتتعاملي معايا بجفاء ... أنا عارف إني غلطان .. وأستاهل أي حاجة تحصلي .. بس أبويا لا .. أرجوكي .. بلاش أبويا يا نور."
نور فهمت من كلامه إن باباها نفذ كلامها ....
مراد وهو بيكمل كلامه:"أرجوكي ... أنا قدامك أهوه إعملي فيا كل إللي تعمليه .. بس بلاش أبويا ... أبويا تعبان من وقتها ... أبويا كان كل حياته الشغل."
نور بسخرية:"وإنت فاكر بقا إني هنفذ كلامك؟؟"
مراد بنبرة متحشرجة:"مانا بقولك أنا قدامك أهوه إنتقمي مني أنا .. مش في أبويا، أبويا ده أغلى حاجة عندي."
ضحكت بسخرية من كلامه بس إتكلمت بصراخ وغضب ..
نور:"وإنت ليه مفكرتش فيه قبل ماتعمل كل ده هاه؟؟؟؟ إنت عارف إنت كنت هتعمل إيه؟؟؟؟ إنت كنت هت.... هت...."
سكتت وماقدرتش تكمل ...
مراد:"أنا آسف .. أنا بس عملت كده عشان كنت فاكرك هتحبيني زي مابحبك، أنا بحبك من أول يوم شوفتك فيه."
نور:"وإنت عارف كويس مشاعري ناحيتك من زمان، .. *جزت على أسنانها* .. وهو إن عمري ما هحبك ولا هبصلك حتى."
مراد بإستسلام:"طب أنا قدامك أهوه طيب، شوفي هتعملي فيا إيه .. إعملي أي حاجة تيجي في بالك .. بس أرجوكي أبويا يرجع شغله."
نور فضلت ساكته بتبصله بغضب، بتحاول تتحكم في غضبها لإن وجوده قدامها بيستفزها، كفاية إللي كان هيعمله فيها ...
مراد بإستفسار:"قولتي إيه؟"
نور فضلت بصاله كتير وإبتسمت بشر .. وهو إستغرب إبتسامتها ...
نور:"كان نفسي أساعدك .. بس No way إن باباك يرجع لشغله، أنا مش عايزه أي حاجة من ريحتك حواليا، وياريت متجيش هنا تاني ولو حصل وجيت، هطلبلك البوليس علطول، وهخليك تتسجن طول عمرك ومش هتشوف النور أبدًا."
مراد حس بإن الدنيا إتهدت حواليه وهو بيبص لنور إللي مبتسمه بشر ولسه هيتكلم ..
نور:"بره."
مراد:"نور أ......"
نور بصراخ:"بقولك بره."
دموعه نزلت غضب عنه ... أبوه هيتعب أكتر ماهو تعبان ... مصاريف الكلية والدراسة بتاعته هو وإخواته هيجيبها منين ... مسح دموعه وإدالها ظهره ولسه هيخرج بصلها ...
مراد بصوت متحشرج:"أنا جبتلك عربيتك وشنطتك هنا لحد عندك، أنا آسف."
خرج من الفيلا بصعوبة تحت عيون نور إللي ملامحها هديت ... فضلت واقفه في مكانها لفترة معينة بتفكر في حاجات كتير ... عيونها جات على الوقت لقت إن فاضل 3 ساعات على ميعادها مع يحيى في السنتر ... إتنهدت تنهيدة بسيطة ورجعت لأوضتها ومسكت موبايلها وعيونها جات على رقم معين .. فكرت كتير جدا وهي بتبص للرقم ده لحد ما أخدت قرارها وبدأت تتصل وبعد عدة رنات ..
؟؟:"ألو."
نور:"معاكي نور رشدي عمير صاحب شركة **** للآثاث."
؟؟ بإنتباه:"أهلا بيكي يا فندم، تؤمريني بحاجة؟"
نور بتكبر:"كنت حابه أسأل لو إنتم في شركتكم محتاجين ناس بتقدم شاي وقهوة."
جزت على أسنانها بضيق من طلبها ده ... إللي معاها على التليفون إستغربت شويه بس عشان دي نور بنت رشدي عمير إللي حلم عمرهم إنهم يشاركوا باباها في بعض أعماله فجميع طلباتها مجابه ..
؟؟:"أكيد يا فندم ولو مكناش محتاجين، أي حاجة حضرتك تطلبيها هتبقى مجابه ممكن بيانات الشخص إللي إحنا هنتواصل معاه وإعتبريه إتعين خلاص."
نور:"أوك .. بس شاي وقهوة بس يعني متخلوهوش ينضف حاجة هو ... *سكتت شويه وإتنهدت بصعوبة* ... هو عجوز معدي الستين سنة."
؟؟:"تمام يا فندم ... مافيش مشكلة."
نور:"أنا الرقم إللي معايا حاليًا هو رقم إبنه إسمه مراد محمود، إتصلي بالرقم ده ويكأنك بتتصلي بشخص طالب وظيفة قهوة وشاي بس هيطلع الرقم غلط."
؟؟ بإستغراب:"بمعنى؟"
نور بتنهيدة وتوتر:"يعني بصي ... إعملي نفسك بتتصلي بحد كان مقدم على وظيفة وطبعا الشخص إللي إسمه مراد ده هيقولك الرقم غلط بس هيمسك في الوظيفة دي لأبوه بس كده، ومتجيبيش سيرة إن أنا إللي إقترحته."
؟؟:"تمام فهمت حضرتك."
نور:"أوك، خدي الرقم."
نور طلعت رقم مراد وإدته للي معاها على التليفون ولسه هتقفل ...
؟؟ بتوتر:"حضرتك مش هتخلي رشدي بيه يفكر؟؟ إحنا منتظرين إنه يعمل معانا تعاقد وهو مردش علينا من وقتها فبستسمحك تطلبي منه كده ... إحنا زي مابلغناكي نسبة الربح 75% لشركتكم وإحنا 25%."
نور ببرود:"هخليه يفكر."
؟؟:" بجد شكرا ليكي، أنا مش عارفة أقولك إيه."
نور ببرود:"عفوا."
قفلت المكالمة وإتنهدت بإرتياح كإنها حققت إنجاز .. قعدت على سريرها ونفخت بضيق بتفكر في قرارها ... هي مسامحتش مراد .. وعمرها ما هتسامحه ... هي بس كانت بتاخد حقها ولما شافته مذلول قدامها حست إنها أخدت حقها بنسبة بسيطة ... بعد مرور فترة .. يحيى كان في السنتر بيشرح للطلبة إللي معاه وأحيانًا عيونه كانت بتيجي على الوقت أثناء الشرح، وتفكيره بيروح لنور منتظر إنه يطمن عليها ويشوف هل هي باقت كويسه ولا لا؟ .. وبعد الإنتهاء من الشرح فضل واقف في الأوضة إللي كان فيها وإنتظر خروج الطلبة وأخد كتاب خاص بسنة أولي من شنطته وكان عبارة عن كتاب المحاسبة وبدأ يراجع فيه لحد ما نور تيجي في ميعادها .. بعد مرور فترة بسيطة .. نور نزلت من عربيتها إللي مركونة قدام السنتر ودخلته وبدأت تدور بعيونها على يحيى بس ملقتهوش .. راحت ناحية السكرتيرة وسألتها عنه .. السكرتيرة شاروتلها على الأوضة إللي هو موجود فيها .. دخلت الأوضة لقته قاعد مركز في الكتاب إللي في إيده .. بس إنتبه لما هي حمحمت ... عيونه جات في عيونها .. حاول يتحكم في إبتسامته إللي كانت هتظهر لما شافها وبالفعل قدر وخلا ملامحه جامدة وبدأ يتعامل برسمية زي ما قرر ..
يحيى بجدية:"إتفضلي."
نور إستغربت نبرته بس كانت ملامحها هاديه . إبتسمت إبتسامة خفيفة وقعدت على كرسي ويحيى حمحم وبدأ يتكلم ..
يحيى بجدية:"أنا هبدأ أشرح الأسس المحاسبيه فعايزك تركزي معايا كويس لإن دي أهم حاجة في المحاسبة بشكل عام ولو مفهمتيش حاجة منها يبقى مش هتعرفي تفهمي حاجة في المحاسبة بعد كده."
نور بإبتسامة:"أوك تمام .. بس ممكن تفك التكشيرة دي؟ وبطل تهددني بشكل غير مباشر كده."
يحيى وهو بيمثل الجمود:"أنا مش مكشر ولا حاجة يا آنسة نور، ممكن نبدأ."
نور فضلت تبصله كتير وهي مبتسمة وبتستفسر بينها وبين نفسها إيه إللي حصل عشان يتعامل معاها بالشكل ده ... بس على مين ..
نور بتنهيدة وهي بتبص في عيونه:"أوك يلا نبدأ."
يحيى حس بالخجل وبعد عيونه عنها وإدالها ظهره وراح ناحية السبورة ولسه هيكتب ...
نور:"إنت مش هتشرحلي في الكشكول؟"
يحيى وهو بيبلع ريقه بتوتر وهو مديلها ظهره:"لا ... على السبورة أحسن."
نور بإبتسامة:"أوك، مافيش مشكلة."
كتب العنوان وبدأ يرسم مخططات خاصة بتقسيمة المادة ولف وبص لمكان بعيد عنها وبدأ يشرح، كان طول الوقت نفسه يسألها عن أحوالها وهل هي باقت كويسه ولا لا؟ بس كان بيحاول يمنع نفسه من كده ... كانت بتبصله ومستغربه هو ليه مش بيبصلها ومش منتبهه لشرحه أبدًا ... فاقت على صوته ..
يحيى وهو بيبصلها:"إنتي معايا؟"
نور:"أيوه."
يحيى:"طب كنت بقول إيه؟"
نور سكتت ومعرفتش ترد عليه ... يحيى نفخ وبدأ يشرح من تاني ... نور إنتبهت لإستايل لبسه إللي دايما بيضايقها قعدت تفكر شويه إيه الإستايل إللي ممكن يليق بيه وبتتخيله بإستايلات مختلفة وبتشوف هيكون شكله حلو في أنهي إستايل؟؟ ....
يحيى بإستفسار:"فهمتي؟"
إنتبهت على سؤاله ليها ... بصتله بإستفهام ..
يحيى بإستفسار وهو معقد حواجبه:"إيه هو المدين وإيه هو الدائن؟"
نور بصتله بعدم فهم وبتفكر في السؤال ده بس مش عارفة ترد ... يحيى نفخ بنفاذ صبر وراح جاب كرسي وقعدت قدامها وفتح كشكول من معاه وبدأ يشرح ... نور إبتسمت من حركته دي، كان شبه الأطفال الصغيرة بالنسبالها ... يحيى كان بيشرحلها على الكشكول وبيحاول ميبصلهاش لإنه مش قادر يتحكم في إبتسامته وهو بيبص في وشها كإنها سبب لإبتسامته، أو إنه حتى يتعامل معاها بشكل عفوي زي ما إتعامل معاها إمبارح ... وهو على قد مايقدر بيحاول يسطح علاقته بيها ... إللي بينه وبينها هو الشرح وبس، ده إللي كان بيحاول يقنع نفسه بيه، كانت سرحانه وبتبص لملامحه من الجنب وده إللي ظاهر ليها لإنه كان بيبص في الكشكول وبيشرح ... ملامحه كانت غريبة وجميلة بالنسبالها .. كان لطيف جدا .. إنتبهت لما رفع راسه وعيونه العسلي جات في عيونها ...
الفصل له باقي ❤️
باقي الفصل الثالث:
إنتبهت لما رفع راسه وعيونه العسلي جات في عيونها . حمحم بإحراج وبص للكشكول تاني وسألها ..
يحيى:"فهمتي؟"
نور بضحكة خفيفة:"لا مفهمتش."
رفع عيونه وهو معقد حواجبه وهي ضحكت على شكله .. كان متضايق بسبب إنها مش فاهمة حاجة شرح كذا مرة نفس الحاجة ومفهمتهاش .. وإللي إستفزه أكتر إنها بتضحك .. هبد الكشكول ونفخ بضيق ..
يحيى بإنزعاج وهو بيبص في عيونها:"بصي بقا للكشكول وركزي معايا، أنا بقالي نص ساعة بشرح في نفس النقطة."
نور بهدوء وإبتسامة:"حاضر هبص في الكشكول."
بصت للكشكول ويحيى أخد نفس عميق وبدأ يشرح ونور فعلا مكانتش فاهمة الكلام إللي بيتقال ده أو مش عارفة تستوعبه ... يعني إيه مدين ودائن أصلا؟؟ .. إيه المسميات الغريبة دي؟!! ...
يحيى إتنهد بإرتياح وبصلها .. عيونه جات في عيونها ..
يحيى بإبتسامة:"كده تمام؟"
نور هزت راسها ب "لا" بهدوء ...
يحيى بصلها وهو بيعض شفايفه ومعقد حواجبه بتفكير ... يفهمها إزاي؟؟؟ ده شرح بكل الطرق إللي يقدر يشرح بيها ... طب يفهمها إزاي؟؟ إزاي؟؟؟!!! ... كانت بتحاول تكتم ضحكتها بسبب شكله الظريف .. أول مرة تقابل حد ظريف كده .. يحيى قلع نظارته النظر ومسحها وبيحاول يفكر هيشرحلها إزاي؟؟ وفي نفس الوقت بيبص في إتجاهها بس مش شايفها بوضوح ... عيونها جات في عيونه العسلية .. إنتبهت وشافت قد إيه عيونه جميلة .. وحست بس إنه ناقص يرفع شعره وتكون الصورة إكتملت بالنسبالها .. فاقت من إللي هي فيه لما لبس نظارته ..
يحيى بتنهيدة:"لقيتها."
بصتله بإستفسار ...
يحيى بإستفسار:"معاكي أغنية *اه لو لعبت يا زهر*؟"
نور بإستغراب:"أيوه .. ليه؟"
يحيى:"عارفاها يعني؟"
نور:"اه سمعتها."
يحيى بإستفسار وهو رافع حاجبه:"فاهماها؟"
نور بإستغراب:"أه."
يحيى بإبتسامة وتلقائية:"حلو جدا ... بصي بقا في الكشكول وركزى معايا بقا عشان بقالى أكتر من ساعة بشرحلك الفرق بين الدائن والمدين."
بدأ يكتب في الكشكول ....
*الدائن >> إللى له قرش ما بينامشي*
*المدين >> ما بالك بقا بإللي عليه*
كتب الجملتين دول في الكشكول ورفع راسه بيستفهم هي فهمتها ولا لا؟؟ ...
نور بصت للجملتين دول وبتحاول تربط التعريفين ببعض وبعدها إبتسمت لإنها فهمتهم .. ورفعت راسها .. عيونها جات في عيونه إللي بتبصلها بإستفسار وإحراج في نفس الوقت ...
نور بإبتسامة:"فهمتها."
يحيى سعادته كانت لا توصف بسبب إنها فهمتها أخيرًا .. نور كانت بتضحك على طريقته دي ... يحيى كمل شرحه بحماس ونور المرة دي كانت مركزة وفاهمة كل حاجة بتتقال لإنها فهمت الأهم منه هو ... بعد مرور فترة بسيطة ...
يحيى بإبتسامة:"إحنا كده خلصنا الحاجة المهمة في المنهج فعلا، كل إللي جاي هيكون عبارة عن مسائل وفي كل مسألة نقطة جديدة .. يعنى 6 نقاط وأنا كده شرحتلك الأساس في المسائل كلها بشكل عام."
نور بإبتسامة:"أوك."
يحيى قفل الكشكول وبصلها .. وقدمهولها بهدوء ... أخدت الكشكول منه وإبتسمت وفتحت شنطتها وأخدت مبلغ منه وقدمتهوله .. يحيى أخده منها بإحراج وقام من مكانه وبدأ يجهز شنطته عشان يمشي ... نور قامت من مكانها بسرعة وقربت ناحيته لحد ما وقفت وراه ... يحيى بعد ما خلص لف عشان يمشي .. إتفزع لما لقى نور في وشه ...
يحيى بتوتر وهو بيرجع خطوات للخلف:"في إيه؟"
نور بإبتسامة وهي بتقرب منه:"كنت عايزة أقولك حاجة بمناسبة إمبارح."
يحيى بإستفسار وإحراج من قربها:"إيه هي؟"
نور:"أنا كنت تعبانة إمبارح، بس إنت كنت موجود معايا ودي حاجة أسعدتني."
يحيى بإرتباك:"عادي .. محصلش حاجة لكل ده، المهم إنك كويسه."
نور:"تمام."
كان متوقع إنها هتمشي بس إستغرب لما لقاها كملت كلام ...
نور:"إنت بقا بتحاول تتجنبني من ساعة ما جيت ليه؟ أظن إن إحنا بقينا أصحاب ... مينفعش تتجنبني كده."
يحيى وهو بيبلع ريقه بتوتر:"أصحاب؟!"
نور بإبتسامة:"أيوه أصحاب .. إنت كنت موجود في وقت أنا كنت مخنوقة فيه وخلتني أخرج من إللي أنا فيه .. فإحنا كده خلاص بقينا أصحاب."
بصلها بتشتت ... ومحتار في كلامها .. وبيقارن بين كلام زيد وبين طريقة تعاملها معاه وشايف إنها طيبة أوي ووحيدة عكس كلام زيد تمامًا ... شايف إن زيد غلطان في كلامه عنها ...
نور:"أنا فهمت النهاردة كويس جدا ... وعارفة إن هيكون ليا مستقبل كبير معاك."
يحيى خدوده وودانه إحمرت من كلامها ده غير إن قلبه بيدق بشدة بسبب وجودهم مع بعض في مكان لوحدهم من البداية لحد دلوقتي ... قربت كذا خطوة ناحيته لحد مابقى في فاصل بسيط بينهم ويحيى كان وراه الحيطة وبيبلع ريقه بإرتباك وتوتر ..
نور بإبتسامة ونبرة رقيقة وهي بتبص في عيونه:"أنا معتمدة عليك في كل حاجة يا يحيى."
يحيى هز راسه بسرعة .. بصتله لفترة بسيطة وإبتسمتله وبعدت عنه ولسه هتخرج ...
يحيى بتصرف سريع:"نور."
غمض عيونه وجز على أسنانه بسبب تسرعه ده ... بصتله بإستفسار ..
يحيى بتوتر حاول يداريه:"إبقي طمنيني عليكي لما تروحي."
إبتسمتله إبتسامة رقيقة خلت قلبه يدق بشكل كبير وهزت راسها و خرجت من الأوضة وبعدها خرجت من السنتر وركبت عربيتها، فتحت موبايلها وبدأت تتصل بجاسر ...
جاسر بإستفسار:"إيه الأخبار؟"
نور بإبتسامة كبيرة:"وقع خلاص."
..........................................................................
آرائكم؟؟ توقعاتكم؟؟
نوفيلا/ المغرورة والقروي ... بقلم سارة بركات
الفصل الرابع
يحيى كان واقف في مكانه تايه ومش مستوعب أي حاجة .. ده غير قلبه إللي بيدق بسبب قربها منه ... مش فاهم إللي هو حاسس بيه .. مش فاهم أي حاجة ... فاق من تفكيره على صوت رنة موبايله .. إتنهد تنهيدة بسيطة ورد على موبايله ..
يحيى:"أيوه يا زيد."
زيد:"بقولك يا يحيى معلش، وإنت جاي هات معاك كيسين رز وكيس ملوخية وملح وكمون."
يحيى بإبتسامة:"حاضر، أي حاجة تانية؟"
زيد:"لا ياباشا كده تمام، توصل بالسلامة."
يحيى:"الله يسلمك."
قفل المكالمة وخرج من السنتر و مشي في طريقه ورجع يفكر في نور من تاني ..... نور كانت بتتحرك بعربيتها لحد ماوقفت عند إشارة مرور، وأثناء إنتظارها ...
؟؟:"ورد يا آنسة."
نور بصت للبنت إللي بتكلمها ... كانت بنت قريبة من سنها لابسه جلابية ورابطه إيشارب على راسها ... البنت دي كانت بتبصلها بإبتسامة بشوشة .. نور عيونها جات على الثواني الخاصة بالإشارة لقت إنها خلاص هتتحرك ...
نور وهي بتبدأ تتحرك:"مش عايزة."
؟؟ بلفهة وهي بتتحرك معاها:"طب مناديل طيب؟ مش عايزة مناديل؟"
نور وهي بتبص قدامها:"لا."
إتحركت بسرعة وسابت البنت واقفة في مكانها .. البنت إتنهدت بحزن ورجعت وقفت عند الإشارة مستنياها تقف عشان تشوف شغلها ومسحت عرق جبينها بتعب ... نور كانت بتسوق عربيتها وهي بتفكر في شكل البنت دي .. حست إنها صعبت عليها لمجرد وقفتها في الشارع .. وبدأت تقارن بينها وبين يحيى ومش عارفة إزاي يحيى جه على بالها في موضوع المقارنة ده ... بس بدأت تقارن ... يحيى بيشتغل وبيروح كليته وقاعد في سكن ولاقي مكان عايش فيه لكن دي بتشتغل كده ليه؟؟ مش هي عندها كليه تخليها تشتغل؟؟ ... فضلت تفكر فيها كتير ومش لاقية أي إجابة لأسئلتها دي لحد مانفخت بضيق وبدل ماتكمل طريقها أخدت أول ملف قابلها عشان ترجع لنفس المكان ده ولما وصلت لقتها واقفه بتلف حوالين العربيات إللى واقفة في الإشارة بتقدملهم الورد أو المناديل لكن محدش إشترى منها ... نور لمحت خيبة الأمل على البنت دي ولقتها رجعت وقفت تاني عند الرصيف لحد ما الإشارة تقفل تاني .. نور وقفت عندها بعربيتها ...
نور بهدوء:"قربي."
البنت وقفت ناحية عربيتها وبصتلها بإستغراب .. نور أخدت من شنطتها مبلغ معين وإدتهولها في إيديها ... البنت بصت للمبلغ ده بذهول وبصت لنور إللي إتحركت من قدامها من غير ولا كلمة ... بمرور الوقت ... يحيى كان قاعد في أوضته ومنتظر نور تتصل بيه وتطمنه إنها وصلت بس إستغرب جدا إنها إتأخرت ... بقوا بليل خلاص وشويه هيبقوا في نص الليل ... كان متردد يتصل بيها يطمن عليها ولا لا؟؟؟ ... وهل هيكون تقيل عليها بالشكل ده؟؟؟ ... هل هي هتكون صاحية أصلا؟؟؟ نفض السؤال الأاخير ده من دماغه و نفخ بضيق وقام من مكانه وفضل ماشي رايح جاي في الأوضة لحد ما قرر .. راح للموبايل وفتحه وبدأ يتصل بيها ... نور كانت قاعدة على سريرها وبتتكلم مع جاسر في الموبايل ...
نور:"مش هقدر أنزل النهاردة."
جاسر:"ليه يعني؟"
نور:"عادي يا جاسر تعبانة شويه."
جاسر بضيق:"إنتي مش ملاحظة إن في الفترة الأخيرة دي مابقيناش نتقابل ولا نخرج زي زمان؟"
نور بملل:"مش حابه أخرج الفترة دي."
جاسر:"بس أنا عايز أشوفك ونخرج سوا."
نور ضحكت وإتكلمت بسخرية ...
نور:"جاسر بليز، إبعد فراغك العاطفي ده عني."
إنتبهت إن في حد بيرن عليها على الإنتظار.. بصت للشاشة وإبتسمت لا إراديًا لما لقته يحيى ...
نور بتنهيدة:"جاسر أنا هقفل، أكلمك وقت تاني باي."
جاسر:"بس......."
قطع كلامه المكالمة إللي إتقفلت ... نور كانت لسه هترد على يحيى لقت المكالمة فصلت .. إتنهدت تنهيدة بسيطة وبدأت تتصل بيه، وبالفعل يحيى رد بسرعة أول أما إتصلت بيه ..
يحيى:"ألو."
نور بإبتسامة هادية:"أيوه."
يحيى بحمحمة وإحراج:"إنتي روحتي إمتى؟"
نور:"من ساعتين كده."
يحيى بضيق مع تلقائية:"يعني روحتي من بدري ومتصلتيش وأنا قاعد كل ده مستنيكي و............"
سكت لما إستوعب إللي قاله ووشه إحمر جدا من الإحراج ... نور كانت مبتسمة بسبب إهتمامه بيها إللي عجبها جدا ...
نور بهدوء:"أنا بس نسيت .. إنشغلت في شوية حاجات ونسيت أكلمك."
يحيى بتوتر:"حص...ل خير، المهم إني إتطمنت .. عليكي."
نور بإبتسامة وهي بترجع بظهرها على السرير:"إنت هتعمل إيه؟"
يحيى بعدم فهم:"هاه؟؟"
نور بتوضيح:"يعني المفروض بعد ما مكالمتنا هتخلص إنت هتعمل إيه بعدها؟"
يحيى:"هنام."
نور عقدت حواجبها وبصت للوقت ..
نور بإستغراب:"لسه بدري."
يحيى:"لا ده أنا كده متأخر في النوم."
نور بإبتسامة:"ممكن طيب تفضل معايا شويه؟"
يحيى بتردد:"ماشي."
نور بإبتسامة:"ممكن أسألك سؤال؟"
يحيى:"قولي."
نور:"إنت قولتلي إنك من كفر الشيخ، بس إللي أنا مستغرباه إنك مدخلتش أي كلية تبع أي جامعة تبع الوجه البحري ... يعني إنت متغرب ... على الرغم إن حواليك كذا جامعة .. جامعة طنطا وكفر الشيخ والمنصورة ... ليه إنت دخلت جامعة القاهرة؟؟ أنا شايفه إن كفر الشيخ أو طنطا قريبين ليك أكتر، فممكن أعرف السبب؟ مع إني مستغربة إن التنسيق جابك هنا؟؟"
يحيى بهدوء:"لا التنسيق مجابنيش هنا، أنا إللي جيت هنا عشان أنا عايز كده."
نور بعدم فهم:"مش فاهمة، تقصد إيه؟"
يحيى بتنهيدة:"أنا بالفعل جاتلي جامعة كفر الشيخ في التنسيق وكان فرق مواصلة بيني وبين الجامعة ودخلت الجامعة هناك فعلا في سنة أولى .. في نفس الوقت ده كنت بدور على شغل عشان أشتغل لإن مسئولياتي زادت .. لقيت المرتبات مش قد كده ... فعملت حركة لطيفة."
نور بإستفسار:"إيه هي؟"
يحيى:"قبل تقديم الورق سافرت القاهرة الأول ودورت على شغل ولقيت كذا شغلانه حلوة كده يساعدوني ... جه في بالي فكرة .. ليه معملش إثبات إني من سكان القاهرة وأقدمها للجامعة وأنا بعمل طلب نقل من جامعة لجامعة؟؟ روحت مضيت عقد إيجار بإسمي وثبته في الشهر العقاري ... وقدمت أوراقي وكل حاجة وعلى ما تحويلي إتقبل كان فاضل حوالي شهر على الإمتحانات في جامعة القاهرة ... كان صعب إني أشتري الكتب .. فلقيت في ملخصات كده بتتباع فاشتريتها .. فضلت أحاول أذاكر بجانب الشغل بس ماكنتش فاهم حاجة .. حاولت إني أطلب من حد من زمايلي يفهمني شوية حاجات بس للأسف مالقتش حد يساعدني ... جات الإمتحانات وكنت مخلص المناهج بدون فهم ... حضرت وعملت إللي عليا ولما كنت بخلص إمتحاني بجري على شغلي لحد ما إمتحانات الترم الأول عدت ... طبعا ماكنتش بنزل أجازة لإني كنت بشتغل .. فده كان صعب شويه على والدتي وأختي لإنهم متعودوش على بُعدي .. بس أنا كنت محتاج فلوس عشان أقدر أصرف عليهم .. النتيجة ظهرت في بداية الترم التاني ... لقيتني شايل مواد."
ضحك ضحكة خفيفة وكمل ..
يحيى:" حاولت أحضر وأذاكر في الترم التاني على حساب شغلي ووقتي .. بس صاحب الشغل مرضيش بتأخيري قالي شوف مكان تاني تاكل منه عيش."
نور بإستفسار:"كنت بتتشغل إيه؟"
يحيى بتنهيدة:"صبي محارة."
ملامحها إتغيرت للحزن .. بس إنتبهت لما يحيى كمل كإنه محتاج حد يسمعه وهو بيقول كل إللي جواه ..
يحيى:"الحمدلله لقيت شغلانة متأخرة شويه كنت بنقل طلبيات المصانع."
نور بإستفسار:"كان معاك عربية يعني؟"
يحيى:"لا على ظهري."
سكتوا هما الإتنين، نور كانت حزينة وبتتخيل حجم المعاناة إللي هو عاشها في بداية حياته هنا، وهو كان متضايق إنه بيحكي، مش عارف ليه بيتكلم ومش بيسكت؟؟؟؟، إنتبه لما نور إتكلمت ...
نور بإستفسار:"وبعدين؟"
يحيى:"طبعا الموضوع ده كان بيتعبني .. كنت ببقى قاعد في السكن مش قادر أتحرك فكان بيأثر عليا في الكلية والحضور، بس كنت بذاكر، بس من طبعي إني مبعرفش أذاكر حاجة غير لما أفهمها ... حضرت إمتحانات وبعد ما النتيجة طلعت كنت شايل مواد برده وعدت السنة .. كنت تعبان من إرهاق الشغل وبسبب سقوطي ده غير المسئوليات لحد ماجه في بالي حاجة ... مادام أنا مالقتش حد يساعدني .. أكيد في غيري مكانوش لاقيين حد يساعدهم برده ... فاستنتجت إن ليه مكونش أنا الشخص إللي هيساعد في الدفعة بمبلغ رمزي؟"
نور بإبتسامة وهي بتكمل:"وطبعا دي هنا كانت بداية شرحك."
يحيى بإبتسامة:"بالظبط."
نور كانت مبتسمة لإنه كان عالي في نظرها وهو بيحكيلها عن نفسه .. يحيى كان محرج يسألها السؤال إللي في دماغه من وقتها .. بس مش عارف يتكلم إزاي؟؟ لحد أما قرر ..
يحيى:"وإنتي؟"
نور بإستفسار:"أنا إيه؟"
يحيى بإستفسار مع إرتباك:"كنتي بتعيطي ليه؟"
نور سكتت شويه وفكرت تقوله إيه؟؟ وبعدين من إمتى هي أصلا بتحكي لحد حاجة عن حياتها؟؟؟ .. يحيى لما لقى إنها ساكته مابتتكلمش حس بإحراج وبدأ يتكلم ..
يحيى:"أنا آسف إني فتحت الموضوع ده، إعتبريني ماقولتش حاجة و............"
نور بهدوء وهي بتقاطعه:"حسيت إن الدنيا ضلمت حواليا ومالقتش مخرج للي أنا فيه، فعيطت."
يحيي بإستفسار:"إزاي الدنيا ضلمت حواليكي وإنتي نور؟"
وهنا نور ضحكت من كلامه وهو حمحم بإحراج لما إستوعب إللي هو قاله ... نور إبتسمت وإتكلمت بهدوء..
نور بإبتسامة وصوت رقيق:"بعيدا عن السؤال ده ... المهم إنك جيت وكنت معايا."
يحيى بخجل وإرتباك:"تمام ... إحم إحم ... مش هتعوزي حاجة قبل ما أقفل؟"
نور بإبتسامة:"لا .. أشوفك بكرة."
يحيى:"إن شاء الله، تصبحي على خير."
نور:"وإنت من أهله."
يحيى قفل المكالمة بإحراج ... أما نور كانت مبتسمة بسبب إنها إتكلمت معاه ومش فاهمة هي ليه بتحس براحة غريبة لما بتتكلم معاه؟؟؟ ... هي سبق وحست بالأمان في وجوده ... بس كلامهم مع بعض؟؟ .. المفروض إن ده شئ عادي بالنسبالها بس هي متلغبطة وحاسه بمشاعر غريبة ... وطبعا يحيى كانت مشاعره ماتختلفش عنها تمامًا لدرجة إنه فضل صاحي على سريره بيتقلب لإنه مش عارف ينام من التفكير فيها ... نور مددت على سريرها وبصت لسقف أوضتها بإبتسامة وهي بتفكر في مشاعرها ناحية يحيى ومنتبهتش لباباها إللي دخل أوضتها من غير ماتنتبه ...
رشدي:"نور."
نور عقدت حواجبها وقامت من على سريرها وبصت لباباها إللي بيقعد جنبها على السرير ...
نور بإستفسار:"نعم؟"
رشدي بتنهيدة:"بالنسبة لريم .. أنا ............."
نور بلامبالاة:"إنت حر في حياتك .. وبرحتك، لكن إن حد يقف في طريقي يبقى no way إن حد ينجده مني."
رشدي بإستفسار:"يعني إيه؟"
نور:"ماتركزش يابابي .. شوف حياتك."
رشدي:"وبالنسبة لدولت أ................."
نور بتنهيدة وهي بتبص لسقف أوضتها:"ماتقلقش مش هتعرف حاجة ومش هتاخد منك حاجة .. أنا بس محتاجة منكم حاجة واحدة."
رشدي بإستفسار:"إيه هي؟"
نور ببرود وهي بتبصله:"إنكم تسيبوني في حالي."
رشدي بإبتسامة:"إنتي عارفة إني دايما في شغلي فطبيعي سايبك في حالك ... شوفي إيه إللي مضايقك من مامتك وإتكلمي معاها، تصبحي على خير."
قام من مكانه وخرج من الأوضة .. رجعت مددت على السرير تاني وبصت لسقف أوضتها بشرود ... وبتتمنى إن باباها مكنش دخل أوضتها ولا إتكلم معاها حتى لإنها زعلت بعد ما كانت مبسوطة ... مرت الأيام ووجود نور مع يحيى كان مستمر بشكل كبير سواء في السنتر أو في مكالماتهم مع بعض دايما بليل ... لدرجة إن يحيى إتعود على كده خلاص، نور باقت جزء أساسي في يومه ولو مكانتش موجودة بيحس إن في حاجة ناقصاه ... نور كانت بتهرب من حياتها في الوقت إللي بتبقى فيه مع يحيى ... لإنها دايما حاسه معاه بالأمان والراحة .. ودايما بييجي على بالها إنها يادوب بس بتقرب منه عشان توقعه زي ما جاسر طلب منها .. لكن هي شايفة غير كده تمامًا لدرجة إنها باقت بتتجاهل مكالمات جاسر ليها ومباقتش بترد عليه ....
...............................
في السنتر:
يحيى كان واقف بيتكلم في الموبايل مع أخته ...
ياسمين بدموع:"إنت غبت كتير جوي علينا، هترجع إمتى؟"
يحيى:"متعيطيش يا حبيبتي، هانت هرجع جريب."
ياسمين:"إنت كل شويه بتجول هترجع جريب ومش بترجع."
يحيى بتنهيدة حزينة:"مشغول جدا يا ياسمين، الكل هنا بدأوا إمتحانات ميد تيرم والمراجعات كتير ... أني عارف إني مجصر معاكم إنتي وأمي بس لو تعرفي أني فيا إيه هتعذريني."
سكتت وشهقاتها بتقل ....
يحيى:"المهم سيبك مني أني .. إنتي أخبار دروسك إيه يا حبيبتي؟"
ياسمين:"الحمدلله يا أبيه."
يحيى بحب:"ذاكري كويس يا ياسمين، عايزك ترفعي راسي."
ياسمين:"حاضر، بس إرجع يا أبيه."
يحيى:"حاضر يا حبيبتي، خدي بالك من نفسك كويس ولو إحتجتي فلوس عرفيني وأني هبعتهملك علطول."
ياسمين:"ربنا يخليك ليا يا أبيه."
يحيى:"آمين، أني هجفل عشان ورايا كورس دلوجتي، سلام."
ياسمين:"سلام يا أبيه."
يحيى إتنهد بحزن بعد ما قفل المكالمة مع أخته بس إتنفض في مكانه بفزع لما سمع صوتها ...
نور بإستفسار:"هي أختك مالها؟"
لف وبصلها وبيحاول نفسه لإنه إتخض من وجودها فجأة ...
يحيى:"إنتي جيتي إمتى؟"
نور:"لسه داخله من شويه، وسمعت مكالمتك مع أختك، هي كويسه؟"
يحيى بتنهيدة:"كويسه الحمدلله ماتشغليش بالك إنتي، ذاكرتي؟"
نور بإبتسامة:"اه ذاكرت، بس في شوية حاجات وقفت معايا وكنت عايزاك تأكدالي عليهم"
يحيى:"ماشي يلا إقعدي."
قعدت على كرسي وهو قعد قدامها ... وهي ورته إيه إللي واقف معاها وبدأ يشرح لكن هي كانت بتبصله وشايفه إن في حاجة شاغلة باله ..
نور:"يحيى."
يحيى بصلها بإستفسار ...
نور بإستفسار:"في إيه مالك؟ إنت كويس؟؟ حاجة مضايقاك؟؟"
يحيى فضل يبصلها وهو ساكت ومش عارف يقول إيه .. حاسس إنه مشتت بين حياته هناك وهنا وشغله وهي ....
نور:"ساكت ليه؟"
يحيى بتنهيدة:"مافيش حاجة، هي بس ياسمين كان نفسها تشوفني، بس أنا معرفتش أسافر من ساعة مابدأت سنة رابعة."
نور:"ليه معرفتش تسافر؟"
يحيى بإستفسار:"إنتي شايفه إن في وقت فاضي؟، محتاج على الأقل 3 أيام عشان أقدر أسافر وأقعد هناك وسطهم، لكن صعب، يادوب الجمعة باخده أجازة وبقعد في السكن بجهز الملخصات."
نور قعدت تفكر شويه وبعدها إتكلمت ..
نور:"طب ماتروحلهم يوم رايح جاي؟"
يحيى:"هيبقى صعب .. حتى هما هيزعلوا وده برده هيبقى تعب ليا أنا، 3 ساعات رايح وزيهم راجع ... بس إن شاء الله خير ... هسافر بعد ما أخلص الترم ده."
نور بإبتسامة:"إن شاء الله."
فضل يبصلها وسرح في عيونها وإبتسامتها، وبيحاول يفتكر من إمتى هي ملكت تفكيره وباقت دايما في باله؟؟ ... بيفتكر كل تفاصيلها دايما في كل أوقاته، إتعود على وجودها في حياتها بشكل غريب لدرجة إنه بقا بيتصرف بشكل طبيعي ومبقاش بيتكسف بشكل أوفر منها ... نور كانت بتبصله هي كمان ومركزة في ملامحه إللي باقت جذابة جدا بالنسبالها ... يومها كله بقا عبارة عن يحيى وبس وبتتمنى إنه يفضل دايمًا في حياتها .. يحيى حمحم بإحراج لما إنتبه إنه كان سرحان فيها وبدأ يشرح وهي ضحكت ضحكة خفيفة لإنها مش عارفة هو إمتى هيتكلم ويعترف ؟؟؟ إعجابه بيها واضح، ده غير خوفه عليها وقلقه الدايم ... مش هتنكر إنها بتبادله نفس المشاعر بس لا هي كفاية عليها المسافة دي .. مش عايزة تأذيه... وبعد الإنتهاء من الشرح ...
يحيى:"إمتحانك بكرة الساعة 9، تكوني موجودة هناك قبل الإمتحان بساعة على الأقل."
نور بذهول:"ساعة؟!! أنا أصلا مبصحاش 9."
يحيى وهو معقد حواجبه بضيق:"بقولك إيه؟؟ أنا عديت موضوع إنك مش بتنزلي الكلية ده من أول السنة وقلت مافيش مشكلة .. لكن الإمتحان لا وألف لا ... لازم تصحي بدري وتمتحني وتنجحي كمان."
نور بتأفف:"بس..."
يحيى بضيق:"نور .. أنا هستناكي بكرة قدام الكلية الساعة 8 ولو إتأخرتي دقيقة واحدة بس هيبقى ليا كلام تاني معاكي."
نور بصتله بذهول وهو بيؤمرها ... من إمتى حد بيؤمرها أصلا؟؟؟ ... يحيى قام من مكانه وهو معقد حواجبه بضيق وبيجهز شنطته عشان يمشي ... نور فاقت من إللي هي فيه لما لقته بيمشي .. قامت من مكانها بسرعة عشان تلحقه ...
نور:"يحيى."
وقف وبصلها بإستفسار ...
نور بإستفسار وهي بتبص في عيونه:"إنت بجد مافيش حاجة مضايقاك؟"
يحيى بغيظ:"إللي مضايقني إستهتارك بكل حاجة .. من بداية الترم وأنا بتكلم عن أهمية السنة وأهمية الحضور وإنتي محضرتيش قلت ماشي مش مشكلة .. لكن الإمتحان تتضايقي إنك هتصحي بدري عشانه .. لا كده كتير بصراحة."
نور بضحكة خفيفة:"على فكر أنا كنت بهزر."
يحيى بصوت عالي وهو معقد حواجبه:"قولتلك مابحبش الهزار ده."
نور هديت وإبتسامتها إختفت وبتحاول تحلل الموقف إللي هما فيه .. هل هو زعقلها دلوقتي؟؟ ...
يحيى:"أنا همشي."
مشي وهي فضلت واقفة متابعاه وهو بيبعد تمامًا ... ده حتى مقالهاش لما تروحي طمنيني عليكي! .. في حاجة غريبة ... أكيد في حاجة مضايقاه ... إتنهدت تنهيدة بسيطة وركبت عربيتها عشان تروح ... بمرور الوقت .. يحيى دخل السكن وهو معقد حواجبه ودخل على أوضته بسرعة وكل ده تحت عيون فريد إللي قاعد على الترابيزة وقدامه الكتاب ومش فاهم حاجة ... قام من مكانه ودخل أوضة يحيى إللي كان قاعد على سريره ...
فريد بإستفسار:"في إيه يا يحيى؟ مالك متضايق من إيه؟"
يحيى:" مافيش."
فريد وهو بيقعد جنبه:"لا في ... مش من عادتك إنك ترجع متضايق كده ... مين إللي ضايقك؟"
يحيى فضل ساكت مابيتكلمش وفريد كان بيبصله بإستفسار لحد ما يحيى بدأ يتكلم ...
يحيى:"إزاي أقول لبنت إنها لازم تعمل حاجات معينة في حياتها عشان دي حاجة هتريحني أنا."
فريد:"مش فاهم سؤالك بصراحة، طب البنت دي .. علاقتك بيها عاملة إزاي؟"
يحيى بصله بتوتر وبعدها بص في الأرض ..
فريد بشهقة وإستيعاب:"بتمشي مع بنات يا يحيى."
يحيى رفع راسه وإتكلم بضيق ...
يحيى:"ولا ماتلم نفسك .. إيه بمشي دي، لا مش بمشي ولا حاجة أنا ماليش في كده."
فريد:"أومال في إيه يابني؟مالك؟"
يحيى:"معرفش في إيه؟ .. الحكاية إني بديلها كورس وإتعودت عليها في حياتي .. عايزها تبقى كويسة ... تبقى حد شاطر .. عايز أخليها حاجة كبيرة، بتضايق لما بتستهتر بكل حاجة حواليها."
فريد:"تعرفها من إمتى دي؟"
يحيى بشرود:"مش عارف من إمتى، بس ساعات بحس إني أعرفها من زمان جدا."
فريد بإستفسار وعدم فهم:"هو إنت بتحبها يعني وخايف تعترفلها ولا إيه؟"
يحيى بصله بذهول وعدم فهم ...
فريد بإستفسار:"بتبصلي كده ليه؟ هو أنا قولت حاجة غلط؟ أكيد بتحبها ومحتار تعترف بحبك ليها إزاي؛ فده إللي مضايقك ومعصبك ومخليك مش طايق نفسك بالشكل ده."
يحيى فضل يبصله بذهول كإنه بيحاول يستوعب كلامه ...
فريد:"يابني ماتنطق ساكت ليه؟؟؟"
إنتبهوا الإتنين على صوت خبطات على الباب وزيد دخل ..
زيد لفريد:"أنا بدور عليك يا زفت إنت وفي الآخر ألاقيك هنا؟ قوم ذاكر ياض ومتعطلش يحيى."
فريد بتأفف وهو بيقوم من مكانه:"الواحد مش عارف يعيش في البيت ده مرتاح أبدا."
زيد وهو معقد حواجبه:"بتقول إيه؟؟"
فريد بغيظ:"مبقولش."
فريد خرج لكن زيد فضل يبص ليحيى إللي بيبص قدامه بشرود ..
زيد:"يحيى."
يحيى رفع راسه وبصله بإستفسار ...
زيد بإبتسامة وتفهم:"ركز في مذاكرتك، ماتتشتتش، إتخرج الأول وسيبها لله."
يحيى بعدم فهم:"ونعم بالله."
زيد خرج من الأوضة ويحيى إتنهد تنهيدة عميقة وقام من مكانه وغير هدومه وبعدها أخد كتاب من كتبه وبدأ يذاكر ...
...................................
نور بعد ما غيرت هدومها قعدت على سريرها وفضلت تبص لموبايلها مستنياه يتصل ... هو إللي إتخانق معاها وزعق معاها يبقى يصالحها ... أه يصالحها ... رمت موبايلها جنبها ونفخت بضيق .. عيونها جات على الملخصات إللي يحيى عاملهالها وفتحتهم وبدأت تذاكر .. وأثناء أما كانت بتذاكر ركزت في خطه بدل ماتركز في المذاكرة .. إبتسمت على خطه الجميل وبدأت تسترجع ذكرياتها معاه وهو بيشرحلها ... في الفترة الأخيرة إنتبهت إن شخصيته قوية عكس ماكانت متوقعة تمامًا وبررت لنفسها إنه كان وقتها خجول لكن لما هو إتعود عليها شخصيته ظهرت .. وشخصيته دي عجبتها لإنها أول مرة تقابل حد كده ... شخص عصبي حنون متفهم جدع ولسه بتحاول تستكشف شخصيته دي فيها إيه تاني مستخبيلها ... جه على بالها عيونه العسلي وسرحت فيهم ولا حركته وهو بيعدل نظارته كل شوية وهو بيشرحلها ... ولا أسلوب كلامه وتعامله معاها ... إتنهدت بهيام وهي سرحانه في الملخص إللي قدامها بس إنتبهت على إللي هي فيه لما إفتكرت إنه زعقلها النهاردة .. عقدت حواجبها بضيق وقررت تكمل مذاكرة .. مفيش حاجة إسمها يحيى النهاردة .. لازم تركز وبكرة هتوريه إزاي يتخانق معاها بعد كده ...
..............................
في صباح اليوم التالي:
يحيى كان واقف قدام الكلية الساعة 8 .. بيدور على نور بعيونه ... شايف طلبة كتير جدا بس مش عارف يشوفها هي ... عقد حواجبه لفكرة إنها ممكن متكونش لسه جات بس نفض التفكير ده من دماغه وفضل يدور عليها بس إنتبه على إهتزاز موبايله .. أخد الموبايل من جيبه ولقى رسالة من نور .. فتحها بسرعة ...
" أنا جيت .. متدورش عليا لإني مش هكلمك، أنا مخاصماك."
يحيى عقد حواجبه ورفع راسه وبدأ يدور عليها بين الطلبة وبعد مرور فترة بسيطة نفخ بضيق لإنه مش لاقيها وأخد موبايله من جيبه وبعتلها رسالة ...
"لما تخلصي إمتحان هكون مستنيكي."
حط موبايله في جيبه وراح في إتجاه المدرج بتاعه عشان إمتحانه قرب يبدأ ... وهي كانت راكنة عربيتها بعيد عن الكلية بشوية وبتبص للرسالة إللي هو باعتهالها وهي معقدة حواجبها ...
نور بضيق:"يعني قايلاله مخاصماه يقولي لما تخلصي إمتحان هكون مستنيكي، ده بدل مايقولي ليه؟؟ مش حاسس بالذنب أبدا؟؟؟!!"
رمت موبايلها جنبها ورجعت بصت للملخص إللي في إيديها تاني ... دي تقريبًا أول مرة تدخل إمتحان في الكلية لإن إللي قبل كده كان مجرد لعب وإستهتار بالنسبالها ... كانت متوترة وخايفة ماتحلش كويس ويحيى يزعقلها ... ضحكت على نفسها لإنها خايفة يحيى يزعقلها ... إنتبهت تاني مرة لما وصلتلها رسالة تانية منه ....
يحيى:"مش عايزك تتوتري، هتضيعي كل إللي ذاكرتيه بسبب التوتر، إرفعي راسي."
إبتسمت وهي بتبص للرسالة وبالفعل أخدت نفس عميق وشجعت نفسها ونزلت من عربيتها و راحت في إتجاه المدرج بتاعها ولإنها أول مرة تدخل المدرج السنة دي الكل كان بيبصلها بإستغراب لإنهم أول مرة يشوفوها ... يحيى سلم موبايله لرؤساء اللجنة وقعد في مكانه وبدأ الإمتحان ... نور كانت قاعدة في مكانها وبتستلم ورقة الإجابة وبدأت تكتب إسمها وفي ظل الهدوء إللي في القاعة الكل إنتبه على اللى دخل اللجنة وهو بينهج .. كلهم رفعوا رؤوسهم .. عيونهم جات على شاب بينهج وبيعتذر للمراقبين عن التأخير وبيسلمهم موبايله .. إدوله رقم جلوسه وبدأ يدور عليه وإتفاجئ بوجودها قدامه ... منعم كان بيبص لنور بذهول لإن دي البنت إللي يحيى جابها السكن قبل كده ... وللصدفة العجيبة إنهم هما الإتنين مكانهم جنب بعض ... نور مكانتش تعرفه وكانت مستغربة هو بيبصلها كده ليه .. بس قعد في مكانه وبدأ توزيع ورقة الأسئلة، نور عيونها جات في عيون مراد إللي قاعد قدامها وبيبصلها بنظرات رجاء عشان تسامحه لكنها تجاهلته ... بعد مرور ساعة ... جاسر دخل القاعة بلامبالاة ...
المراقب بإستفسار:"أفندم؟ في حاجة؟"
جاسر بلامبالاة:"جاي أمتحن."
المراقب بص للوقت وبعدها بص لجاسر ..
؟؟:للأسف إنت جيت متأخر."
جاسر:"مش مهم."
المراقب إستغرب رده الغريب ده وإستغرب أكتر إنه خرج من القاعة ومشي ده بدل مايتحايل عليه إنه يسمحله يدخل .. منعم كان واقف قدامه سؤال بيحاول يفتكر يحيى شرحهوله إزاي بس تقريبا نسي ... عيونه جات على نور إللي مركزة في حلها ومش منتبهة لأي حاجة بتحصل حواليها ...
منعم بهمس:"بسبس."
نور منتبهتش ...
منعم بهمس:"إنتي ياللي يحيى جابك عندنا."
نور إتصدمت من الجملة إللي سمعتها ورفعت راسها عيونها جات في عيون الشاب إللي كان جاي متأخر وبصتله بإستغراب ..
منعم:"السؤال الرابع (أ)."
نور بصتله بعدم فهم ...
منعم برجاء:"عشان خاطري قوليلي الإجابة، الله يسترك."
نور بلعت ريقها بتوتر وبصت حواليها بتشوف هل في حد شايفهم ولا لا .. إستغلت إن المراقبين مشغولين وفتحت ورقة الإجابة على السؤال الرابع (أ) .. وبالفعل منعم بدأ ينقل منها بسرعة قبل ما المراقبين يلاحظوه .. بعد مرور فترة بسيطة .. يحيى بدأ يراجع إجاباته في نفس الوقت إللى نور بدأت تراجع فيه إجاباتها ... وبعد ماخلصوا سلموا ورقة الإجابة ومنعم كمان كان خلص وخرج ورا نور ...
منعم:"إنتي يا آنسة."
نور بصتله بإستفسار ..
منعم:"شكرا إنك ساعدتيني .. أنا فعلا كنت هضيع فيه لو مكتبتش فيه حاجة."
نور بهدوء:"مافيش مشكلة."
كانت لسه هتمشي ...
منعم:"على فكرة أنا كنت في السكن يوم أما يحيى جابك هناك."
نور بصتله بإستفسار ...
منعم بحمحمة:"يوم أما كنتي نايمة يعني."
نور بإبتسامة هادية:"أهلا بيك."
مشيت وسابته وخرجت من الكلية ولسه هتروح لعربيتها إنتبهت للي مسكها من دراعها ... جاسر ... شالت دراعها من إيده وإتكلمت بغضب ...
نور:"إنت إزاي تلمسني؟"
جاسر وهو بيرفع إيده بإستسلام:"إهدي يا نور ... أنا بقالي فترة بحاول أكلمك وإنتي مش بتردي .. في إيه مالك؟"
نور:"إللي فيا إني مش عايزة أعرفك تاني يا جاسر، فاهم؟"
جاسر بإستفهام:"يعني إيه؟"
نور:"زي ماسمعت .. مش عايزة أعرفك تاني."
جاسر بعدم إستيعاب:"ليه؟"
نور:"هو كده ... مش عايزة أشوفك تاني."
جاسر:"إزاي، إحنا أصحاب و............."
نور:"تنسى ،إحنا ماكناش أصحاب."
يحيى بصوت مسموع:"نور."
نور إتنفضت من مكانها لما سمعت صوت يحيى.. عيونها جات عليه وهو بيقرب ناحيتهم وهو معقد حواجبه وفي نفس الوقت شايفة نظرة غريبة أول مرة تشوفها ... يحيى وقف قدام جاسر وهو بيبصله بغضب ...
يحيى:"أفندم؟ عايز حاجة؟"
جاسر بص ليحيى بتحدي ولسه هيتكلم ويقول إنه بيتكلم مع صاحبته ملهوش فيه، قطع كلامه نور إللي بتحاول تخبي توترها ومش فاهمة هي ليه متوترة ...
نور بتصرف سريع:"هو مش عايز حاجة .. هو بس كان بيسأل على حاجة معينة وأنا قلتله إني معرفش."
قالت الكلام ده وهي حاطة إيديها على قلبها من إنه يعرف حاجة ... يحيى وجاسر كانوا بيبصوا لبعض نظرات غريبة ... غضب .. ضيق .. تحدي .. غيرة!!!! ....
يحيى وهو معقد حواجبه بغضب مش عارف سببه:"مش هي قالتلك إنها متعرفش، واقف ليه؟"
جاسر بص ليحيى من تحت لفوق بإشمئزاز ومشي من قدامه ... يحيى عيونه جات في عيون نور إللي بتبصله بشك إنه يكون حس بحاجة ...
يحيى :"الواد ده لو قرب ناحيتك إبعدي عنه، أنا عارف الأشكال دي كويس، وخاصة إني ليا موقف معاه من أول الترم، وعموما لو أي ولد قرب منك إبعدي."
نور هزت راسها بالموافقة ومتكملتش ومش فاهمة ليه هي خايفة يحيى يعرف حاجة؟؟؟ ... ومنتبهتش للجملة الأخيرة إللي قالها بسبب توترها من الموقف إللي حصل ... يحيى مكنش فاهم سبب الغضب المفاجئ إللي حس بيه لما خرج من الإمتحان ولقى نور واقفة مع شاب ... ومش مجرد شاب ده واحد ضربه قبل كده ... قرر إنه يغير الموضوع ...
يحيى بتنهيدة بسيطة:"إنتي عملتي إيه في الإمتحان؟"
نور بتوتر:"كان كويس."
سكتت شويه وبعدها إنتبهت إنه أصلا زعقلها إمبارح ... الجمود حل محل التوتر وبصتله بغضب وهو بصلها بإستغراب من تحولها المفاجئ ..
نور:"عايز إيه؟"
يحيى بدهشة:"أنا كنت جاي أطمن عليكي و....."
نور بلامبالاة وهي بتقاطعه:"وإطمنت؟؟ يلا باي."
كانت لسه هتمشي ..
يحيى:"نور."
وقفت في مكانها وبصتله وهي معقدة حواجبها بضيق لإنه مش منتبه إنه زعقلها إمبارح أصلا ولا حتى كلمها وإتصل بيها ولا أي حاجة ... وجاي دلوقتي يتصرف كإن الموضوع عادي؟؟ ..
يحيى بإستفسار:"هو في إيه؟؟؟ إنتي متضايقة ليه؟"
نور:"لا والله؟؟ بعد إللي إنت عملته إمبارح مش عايزني أتضايق؟ لا وجاي النهاردة عادي بتتصرف كإنك معملتش حاجة؟؟ ده حتى كتبتلك إني مخاصماك وإنت غيرت الموضوع."
يحيى بعدم فهم:"طب أنا عملت إيه إمبارح؟"
نور كانت لسه هتتكلم ..
منعم بإبتسامة:"يحيى."
يحيى بصله ولوهلة إتحرج من وقوفه مع نور في الجامعة بس سأل نفسه .. ليه يتحرج أصلا؟؟؟ ...
يحيى بإبتسامة وهو بيسلم عليه:"حبيبي .. عامل إيه؟ وعملت إيه في الإمتحان؟"
منعم:"كله تمام الحمدلله كان كويس ... بس في نقطة وقفت معايا بس الآنسة *شاور على نور* غششتهالي."
يحيى عقد حواجبه وبص لنور إللي بتبصلهم بعدم فهم...
يحيى بإستفسار وهو بيبص لمنعم:"ليه؟؟ هو إنتم جنب بعض؟"
منعم بتلقائية ضايقت يحيى:"أيوه دي جنبي بالظبط، أنا هغش منها علطول بقا."
يحيى ضحك بسخافة وربت على كتف منعم جامد، كإنه بيضربه ...
يحيى بغيظ مش فاهم سببه:"وماله ... غششوا بعض."
عيونه جات في عيون نور إللي بتبصلهم بشك .. يحيى رفع حاجبه بإستفهام ...
نور:"إزاي إنتوا مع بعض في سكن واحد وبتسلموا على بعض كده كإنكم ماشوفتوش بعض بقالكم كتير؟"
منعم بإتبسامة وتلقائية لنور:"ماهو أنا سبت السكن من تاني أسبوع في الدراسة عشان المدينة بس على تواصل مستمر أنا ويحيى والشباب، ده غير إني بحضر مع يحيى في السنتر."
نور بإبتسامة وبدأت تندمج مع منعم:"أنا كمان بحضر مع يحيى."
منعم بدهشة:"بجد؟ طب مش بشوفك ليه؟؟؟"
نور بإبتسامة:"أنا بحضر معاه private."
منعم بإستيعاب:"هو إنتي ال..........."
يحيى وهو بيقاطعه:"مش هتروح المدينة ولا إيه؟؟؟ زمان الغداء جاهز وهيخلص بسرعة."
منعم بإستيعاب:"اه صح .. لازم ألحق ورك الفرخة قبل ماحد ياكله، سلام يا يحيى."
جري بسرعة ... ويحيى بص لنور وهو معقد حواجبه ..
يحيى بغضب مش عارف سببه:"إتكلمتوا مع بعض؟؟ وكنتوا قاعدين جنب بعض؟؟ لا وكمان بتضحكيله!!، يا سلااااام!!"
نور بإستفزاز:"it's okay يا يحيى، في إيه؟؟ ... relax."
يحيى بغيظ وتصرف غريب:"لا مش it's okay خالص على فكرة، ويلا إمشي قدامي."
نور:"لا."
يحيى بهدوء مصطنع وتكرار:"إمشي قدامي عايز أتكلم معاكي."
نور:"مش هروح معاك في مكان غير لما تصالحني الأول."
يحيى بذهول:"أنا عملت إيه عشان أصالحك؟"
نور بضيق:"إنت زعقتلي إمبارح .. ومتصلتش بيا عشان تتطمن عليا تشوفني روحت ولا لا ...و... و.."
ماقدرتش تكمل لإنها حست إنها هتعيط أخدت نفس عميق ومشيت من قدامه .. يحيى إنتبه لنبرتها الحزينة وإتنهد تنهيدة بسيطة ومشي جنبها بسرعة بس في مسافة بينهم كالعادة ...
نور بصوت متحشرج وهي بتبص قدامها:"هنروح فين؟"
يحيى:"في كافيه هنا، كنت هعزمك على حاجة نشربها بس لو حابه إنك تروحي مافيش مشكلة أ......"
نور بضيق وهي بتقاطعه:"أنا ماقولتش عايزة أروح، ماتحكمش عليا من نفسك."
يحيى بهدوء مصطنع:"ماشي."
فضلوا ساكتين هما الإتنين لحد ما وصلوا للكافيه ... قعدوا على ترابيزة ونور مبصتلوش، لكن هو كان بيبصلها وبيدقق في ملامحها إللي باقت محفوظة بالنسباله ...
يحيى:"مالك بقا؟"
نور ببرود وهي مش بتبصله:"مافيش."
يحيى:"لا فيه."
نور:"مافيش."
يحيى بإبتسامة:"طب أنا آسف، ماتزعليش مني ... حقك عليا."
نور عيونها جات في عيونه ملامحها هديت لما إعتذر وشافت إبتسامته ...
يحيى بتبرير:"أنا مكنش قصدي، أنا بس بتضايق لما بتستهري بالمذاكرة وبتستهري بكل حاجة مهمة في حياتك .. أنا بس عايز أشوفك في أحسن حال وعايزك تنجحي."
نور:"بس برده مكنش ينفع تزعقلي .. دي أوك عديتها خلاص .. بالنسبة بقا إنك ماكلمتنيش عشان تتطمن عليا .. إيه عذرك؟"
يحيى:"أنا كنت مشغول في المذاكرة وبعدين إنتي إللي كنت المفروض تتصلي وتعرفيني من نفسك .. وبعدين ثواني كده .. أنا لسه معدتش موضوع منعم ده ... إنتي إزاي تتعاملي معاه عادي كده؟؟ إنتي كنتي بتضحكيله."
نور ببرود وإستفزاز:"عادي، زميل."
يحيى بغيظ:"زميل ده في المدرج، لكن بره المدرج ماتعرفيهوش، وياريت أصلا جوه المدرج متعرفيهوش كمان."
نور بإستهزاء:"وياترى بقا سيادتك بتتحكم فيا بمناسبة إيه؟"
يحيى إتوتر وبيدور على إجابه لسؤالها، بس مش لاقي ...
نور بضيق من عدم رده:"مادام مش لاقي إجابه يبقى مالكش حق تتحكم فيا."
يحيى بدفاع:"على فكرة أنا مش بتحكم فيكي ... أنا بنصحك وخايف عليكي."
نور:"أنا مش عيلة صغيرة، ومش عايزاك تخاف عليا."
يحيى فضل ساكت مابيتكلمش ونور زهقت وإتخنقت من كتر ماهو ساكت ... قامت من مكانها ولسه هتتحرك يحيى مسكها من دراعها بشكل تلقائي ...
يحيى:"إستني."
نور بصت ليحيى بعدم إستيعاب وبعدها بصت لإيده إللي على دراعها .. يحيى شال إيده بسرعة من على دراعها بتوتر ... نور بصتله تاني وحاولت تتحكم في دموعها ...
نور:"إنت رخم."
خرجت من الكافية وهو مش مستوعب إنها مشيت وسابته ..
يحيى بضيق:"غبي."
خرج من الكافية بس ملقاهاش نفخ بضيق وراح للسنتر عشان وراه مجاميع ... نور كانت قاعد في عربيتها وبتفكر في تصرفات يحيى الغريبة ... إبتسمت لما إفتكرت غيرته الواضحة عليها .... حست قد إيه هي مميزة بالنسباله .. خرجت من أفكارها لما موبايلها رن .. بصت للموبايل لقت دولت بتتصل بيها ...
نور:"ألو."
دولت:"إنتي فين ياروحي؟"
نور بإستغراب من سؤالها:"كنت بمتحن الميد تيرم وجايه في الطريق."
دولت بإستغراب:"بتمتحني؟"
نور بسخرية:"اه بمتحن."
دولت:"أوك، طب بقولك يا روحي .. في واحدة صاحبتي هتقابلك بس تديكي حاجه بما إنك بره، أصلي تعبانة مش قادر أنزل النهاردة."
نور:"أوك، إبعتيلي العنوان وأنا هروحلها."
دولت:"أوك."
قفلت المكالمة مع مامتها ونفخت بضيق .. بصت للرسالة إللي وصلتلها وإتحركت على العنوان إللي فيها .. يحيى كان بيشرح للكل وفي نفس الوقت مشتت بسبب نور إللي مضايقاه .. بعد مرور فترة بسيطة .. نور وصلت للفيلا ودخلتها ووقفت قدام دولت إللي بتبرد ضوافرها كالعادة وإدتلها ظرف خاص بيها ...
دولت:"ميرسي يا روحي."
نور:"عفوا."
نور وقفت شويه مستنية مامتها تسألها عملتي إيه في الإمتحان .. بس دولت إستغربت إنها واقفة ...
دولت:"واقفة ليه؟"
نور بحزن غير ظاهر:"مافيش."
طلعت لأوضتها وقعدت على سريرها وبتبص قدامها بشرود فضلت على الحال ده لفترة بسيطة بس نفخت بضيق بعدها وقامت من مكانها وخرجت من الفيلا وإتحركت بعربيتها للسنتر ... يحيى خلص شرح وقعد في أوضة فاضية وبيحاول يفكر في التشتت إللي هو بقا فيه في الفترة الأخيرة مع نور ... حاسس إنه إتغير بشكل كبير ... حاجات كتير جدا إختلفت بالنسباله ... بس بيبرر لنفسه إنه بس عشان إتعود على وجودها مش أكتر فبقا بيتعامل معاها من غير مايحط أي تكاليف بينهم .. دعك جفون عيونه بتعب من التفكير والتبرير .. طب مشاعره ناحيتها إيه طيب؟؟؟ .. هو حاسس بحاجات غريبة ... قلبه بيدق ... مسئولة منه .. بيخاف عليها .... عايزها دايما كويسة ... محتاجها تكون معاه ... بيتضايق لما بتتكلم مع شاب غيره .. جه على باله كلام فريد إمبارح وجابله سيرة الحب ... هل إللي هو حاسه ناحية نور ده حب؟؟؟ ودانه إحمرت للفكرة دي .. عمره ما إعترف بوجود صحوبية بين بنت وولد بس إللي بيجمع أي بنت وولد مع بعض علاقة واحدة هي الخطوبة أو الجواز ... لكن حب؟؟؟ ... معادلة صعبة ... ممكن الحب ييجى بعد الخطوبة أو الجواز .... بس الحب قبل كل ده دايما بيشوفه غلط ... هو حاسس إنه تايه ماشي في طريق غلط ومش عارف يعمل إيه؟؟؟ .. يرجع عن كل ده ولا يكمل ؟؟؟ ... هل ربنا هيكرمه؟؟؟ ... هل هيكون مرتاح في حياته بعد كده؟؟ ... فاق من إللي هو فيه على صوت باب الأوضة إللي إتفتح ... نور كانت واقفة قدامه وعيونها حمراء بسبب البكاء، قام من مكانه بعدم فهم وقرب منها وبدأ يتكلم بقلق ...
يحيى:"في إيه؟؟ مالك؟"
نور كانت بتبكي وهو واقف قدامها بيبصلها بقلق وخوف ليكون جرالها حاجة ... وهنا هي إنهارت وضعفت ودخلت في حضنه ويحيى برّق من إللي حصل ....
...................................
أنا عارفة إن البارت قصير وإنتوا حسيتوا إن الأحداث فجأة مشيت بسرعة .. ملحوظة دي نوفيلا مش رواية عشان أمط في الأحداث 😂 .. ولما حتى جربت أمط دون أدنى إعتبار إن دي نوفيلا لقيت إن المط فيها مش لطيف لإن الجاي هو الأهم جدا في الأحداث ... سوري على البارت القصير هعوضكم ❤
آرائكم؟؟ توقعاتكم؟؟
نوفيلا / المغرورة والقروي ... بقلم سارة بركات
الفصل الخامس
كانت بتبكي بشهقات عالية وهي بتشدد من حضنها ليه كإنها بتستمد الأمان منه .. لكن هو كان واقف في مكانه مبرّق ومصدوم بسبب الموقف إللي هو فيه ده .... أول مرة يبقى في موقف زي ده ... بس فاق من صدمته لما سمع صوت شهقاتها العالية وفي نفس الوقت بتشدد من حضنها ليه أكتر ... حاول يبعدها عنه معرفش بسبب إنها ماسكه فيه جامد .. قرر إنه يستنى لحد ماهي تهدى ومش قادر يتحكم في قلبه إللي بيدق بعنف بسببها .. بعد مرور فترة بسيطة .. نور بكائها هدي بس بتشهق شهقات خفيفة ويحيى واقف في مكانه زي ماهو .. نور أخدت نفس عميق وهي في حضنه ورفعت راسها، وعيونها جات في عيونه إللي بتبصلها بإحراج وحزن في نفس الوقت .. بِعدت عنه مسافة بسيطة ومسحت دموعها فبالتالي وشها إتبهدل أكتر بسبب الميك أب إللي كانت حطاه ... يحيى ضحك غصب عنه بسبب مظهرها، وهي بصتله بإستغراب بسبب ضحكته .. يحيى بدأ يهدى ..
يحيى بهدوء:"روحي إغسلي وشك وتعالى عشان نتكلم مع بعض."
نور بإستفسار وبصوت مبحوح:"ليه؟ ماله وشي؟"
يحيى بحمحمة:"روحي بس الحمام إغسلي وشك وتعاليلي."
نور:"بس أنا مش معايا ميك أب .. معملتش حسابي إني هاجي أصلا."
يحيى وهو معقد حواجبه:"مش عايزك تحطي الحاجات دي، أنا عايزك بس تغسلي وشك عشان نتكلم براحتنا."
هزت راسها بتعب وخرجت من الأوضة تحت عيون يحيى إللي قلبه بيدق لمجرد كلامهم مع بعض .. دخلت الحمام وراحت ناحية الحوض وفتحت الحنفية ولسه هتغسل وشها إتخضت من مظهرها في المراية ... الكحل والماسكرا كانوا سايحين على عيونها لحد خدودها ومظهرها كان مريب جدا .. كإنها عفريت .. غسلت وشها بسرعة من مظهرها المريب ده وبعد ماخلصت خرجت من الحمام ودخلت الأوضة .. يحيى رفع عيونه إللي جات في عيونها وإتفاجئ بشكلها إللي إتغير .. ملامحها باقت بريئة جدا ووشها بقا صافي .. مش دي إللي كانت بتعيط من شويه .. مش دي نور أصلا إللي عرفها الفترة إللي فاتت دي .. كل مرة بيكتشف فيها حاجة جديدة والحاجة دي بتعجبه فيها أكتر ...
يحيى بهدوء وإبتسامة هادئة:" يلا أقعدي."
قعدت قدامه وبصت قدامها بشرود لكن يحيى كان مركز في ملامحها كإنه لسه بيتعرف عليها .. ملامحها الجميلة إللي عجبته وشدته ليها أكتر ..
يحيى بشرود:"كل ده كان فين؟"
نور بصتله بإستفسار وهو إنتبه للي قاله وحمحم بإحراج ..
يحيي بهدوء وهو بيغير الموضوع:"مالك بقا؟ فيكي إيه؟"
نور فضلت بصاله ومردتش لكن الحزن كان واضح عليها، عيونها جات على قميصة إتنهدت بإرتياح إنه لونه أسود فبالتالي أثر الميك أب بتاعها مش هيبان فيه .. يحيى كان ملاحظ نظراتها لقميصه ..
يحيى بمرح وتفهم:"الحمدلله إنه أسود، وإلا ماكنتش هعرف أمشي بيه في الشارع."
نور فضلت تبصله بس مضحكتش .. إتنهد بضيق بسبب إنها مابتضحكش ومحتار مش عارف يخرجها من إللي هي فيه إزاي؟؟؟ ... مط شفايفه بتفكر وهو بيبصلها وبيفكر في حلول و إقتراحات عشان يفرحها لحد ما جه على باله حاجة .. بص في الساعة بتاعة الموبايل وإتنهد تنهيدة بسيطة إنهم بعد العصر يعني لسه بدري ..
يحيى وهو بيقوم من مكانه:"يلا بينا."
نور بصتله بإستفسار ..
يحيي:"مش وقته أسئلة ... تعالي معايا."
قامت من مكانها ومشيت وراه لحد ماخرجوا من السنتر ... يحيى وقف في الشارع بيدور على حاجة يركبوها بس ملقاش ..
يحيى:"تعالى هنركب مترو."
نور بصوت مبحوح:"تعالى نركب عربيتي."
يحيى وهو معقد حواجبه:"لا، يلا."
مشيت جنبه بإستسلام لمسافة بسيطة وبعدها نزلوا سلالم ويحيى إشترى التذاكر ووقفوا تحت مستنين المترو ...
يحيى:"بصي هركبك عربية السيدات وأنا هركب عربية الرجالة، تمام؟؟ وهننزل بعد 4 محطات من هنا ماشي؟"
بصتله بعدم فهم وفي نفس الوقت بتبصلة رجاء إنه مايسيبهاش لوحدها ...
يحيى بتفهم وهو بيبص في عيونها:"حاضر مش هسيبك."
إبتسمت إبتسامة خفيفة خطفت قلبه وحاول يتحكم في توتره لحد ما المترو جه .. دخلوا المترو في عربية الرجال ويحيى كان بيبص حواليه عشان ماحدش يبصلها لكن للأسف الكل كان بيبصلها ده غير إن المترو كان زحمة كالعادة .. إنتبه لمكان بيفضى عند الباب المقفول دايمًا في المترو .. شاورلها على المكان وهي هزت راسها وراحت ناحيته وهو مشي وراها .. وقفت عند الباب وهو وقف قدامها ..
يحيى:"إسندي بظهرك على الباب عشان ماتقعيش."
ولسه كانت هتسند المترو إتحرك كانت هتقع بس يحيى مسكها بسرعة من دراعها عشان يسندها ...
يحيى:"يلا إسندي."
وقفت بإنضباط وسندت على الباب وهو كان واقف قدامها وفي نفس الوقت ماسك في الماسورة إللي فوقه عشان يقف كويس .. عيونه على حد بيبصلها، عقد حواجبه بغضب وبإيده التانية مسك في الماسورة إللي جنبه عشان يداريها عن عيون إللي بيبصولها ومنتبهش إنه كده قرب منها وحبسها ... عيونه جات في عيونها وهي بتبصله ..
يحيى وهو بينفخ بضيق:"كان مالها عربيتك يعني؟؟ أنا أستاهل ضرب الجزمة أصلا."
ضحكت ضحكة خفيفة بس الضحكة إختفت لما سمعته ..
يحيى بضيق:"ماتضحكيش عير لما ننزل، أنا مش ناقص."
حاولت تكتم ضحكتها وفي نفس الوقت بتبص في عيونه .. الزحمة كانت بتزيد في عربية المترو في كل محطة لحد ما يحيى ونور إختفوا عن الأنظار ... يحيى كان بيبص في عيونها إللي بتبصله في نفس الوقت .. كان بيسأل نفسه أسألة كتير بخصوصها والأسئلة دي محتاج إنه يسألهالها بس لما يخلص المشوار ده الأول ... أما هي كانت بتبصله بمشاعر كتير جواها هي حاسه بيها ناحيته وإنها حابه دايما وجودها معاه .. لما خرجت من البيت كانت خرجت عشان تغير جو .. تتنفس شويه .. لكنها إتفاجئت لما عيطت ولقت نفسها بتروح ليحيى علطول من غير تفكير ... إبتسمت إبتسامة خفيفة خطفت قلب يحيى وسندت براسها على صدرة نظرا لإنه قريب منها جدا بسبب الزحمة إللي زادت.. أما هو كان مبرّق بصدمة بسبب تصرفها ده وبلع ريقه بتوتر وإتكلم بصوت مبحوح من الإحراج والتوتر ..
يحيى:"نور."
رفعت راسها وبصتله بإستفسار .. يحيى كان متوتر ومش عارف يقولها إيه؟؟ .. هي تفهمت هو يقصد إيه وبالفعل بعدت راسها عنه وبصت قدامها بشرود .. إتنهد بإرتياح لما بعدت راسها عنه وفضل يبصلها وهي باصه قدامها بشرود ... بعد مرور فترة بسيطة .. خرجوا من محطة المترو ومشيوا مسافات بسيطة لحد ما يحيى وقف .. نور إستغربت إنه وقف بيبص قدامه بإبتسامة ... بصت للمكان إللي هو بيبصله لقت مدينة ملاهي صغيرة ... عيونها جات في عيون يحيى إللي بيبصلها بحماس ..
يحيى:"يلا."
نور بإستفسار وهي معقدة حواجبها:"إنت جايبني هنا ليه؟"
يحيى:"مش عايز أسئلة ... يلا ندخل."
دخل وهي دخلت وراه، يحيى دفع التذاكر وبصلها وإبتسملها ..
يحيى وهو بيبص في عيونها:"يلا بينا."
تاهت في عيونه وإبتسامته ليها ومشيت وراه بتوهان كإنه بيحذبها بمغناطيس هي مش فاهمة جه إمتى ... يحيى وقف قدام لعبة إسمها *الساقية* ...
يحيى:"يلا نركب."
نور حست برهبة بسبب إنها عالية جدا ..
يحيى وهو ملاحظ خوفها:"أنا معاكي، ماتقلقيش ... يلا."
ركبوا واللعبة بدأت .. نور كانت كل ما بتخاف بسبب الإرتفاع بتلزق في يحيى بسبب خوفها .. لكن يحيى بيضحك عليها وعلى خوفها ...
نور بصراخ:"إنت بتضحك على إيه؟"
يحيى:"إنتي بتصرخي ليه؟"
كانت لسه هتتكلم الساقية بدأت تنزل وحست إن قلبها هيقع وصرخت بصوت عالي، ويحيى كان بيضحك عليها بس بلع ريقه بتوتر لما مسكت إيده جامد ودخلت في حضنه وهي مغمضة عيونها .. فضلوا على الحال ده لحد ما اللعبة وقفت والكل بدأ ينزل منها لحد ما عربيتهم كان عليها الدور إنهم ينزلوا منها ..
؟؟ بحمحمة:"يا أستاذ."
يحيى فاق وإنتبه وبعد عن نور بسرعة أما هي فتحت عيونها لقت إنهم خلاص بقوا على الأرض والكل بيبصلهم ..
يحيى:"يلا ننزل."
نور نزلت وراه وهو كان محرج بسبب إللي حصل ده ... إنتبه للعبة تانية إبتسم وشاور عليها لنور ..
يحيى:"تعالي نركب دي."
بصتلها لقتها حاجة عادية مش هتخاف منها وبالفعل ركبتها معاه .. عدا الوقت وهو بيركب معاها ألعاب كتير أغلبها مخوفتش نور وفرحت شويه وهي معاه ... لكن يحيى كان متضايق بسبب إن لسه الحزن واضح في عيونها .. بعد مرور وقت طويل ...
يحيى بإرهاق:"أنا تعبت وجبت أخري خلاص."
نور بإبتسامة:"أنا إنبسطت على فكرة."
يحيى بتنهيدة وهو بيبص في عيونها:"مش من قلبك على فكرة."
نور إبتسمت إبتسامة خفيفة وبصت قدامها .. وهو نفخ بضيق بسبب حالتها دي، ومش عارف يعمل إيه تاني؟؟؟ ..
نور بشرود:"ممكن نروح المقطم؟"
يحيى بصلها بإستغراب وإستفسار ...
نور وهي بتبصله:"عايزة أروح عند جبل المقطم ... محتاجة أقعد هناك شويه، خدني على هناك."
يحيى بإستغراب:"هو في حد بيقعد هناك؟؟؟ دي منطقة مقطوعة!!!"
نور بإستغراب:"منطقة مقطوعة إزاي؟ أنا بقعد فيها هناك علطول، ده حتى في كافيها فوق الجبل."
يحيى بحيرة:"بس إللي أعرفه من زمايلي إن المكان ده بيحصل فيه حاجات وحشه."
نور بإبتسامة من برائته وهي بتبص قدامها:"كل مكان فيه الحلو والوحش .. وأنا ماليش دعوة بالوحش يا يحيى .. أنا بروح بغير جو هناك."
يحيى بحيرة:"طب المقطم دي نروحلها إزاي؟"
نور بتنهيدة وهي بتبص على المنطقة:"بسيطة هنروح للسيدة عائشة ومن هناك هنروح للمقطم، تقريبا بالكتير أوي فرق نص ساعة من هنا لهناك."
يحيى بص لساعته لقاها لسه 6 ...
يحيى بتنهيدة:"ماشي يلا بينا."
وبالفعل ركبوا على حسب المواصفات بتاعة نور لحد ما وصلوا للمكان المقصود .. يحيى بص للشوارع الضلمة في المنطقة ..
يحيى:"نور .. الشوارع ضلمة هنا."
نور بإبتسامة:"مالناس دعوة خلينا ماشيين."
فضلوا هما الإتنين ماشيين مسافة شارع صغير لحد ما وصلوا لمكان عالي جدا وسط الجبال .. نور دخلت المكان ووقفت في آخره ويحيى دخل وراها ... المنظر كان جميل جدا بالنسباله ...يعتبر شايف مصر من فوق الجبل، الدنيا كانت ضلمه لكن أنوار الشوارع من تحت كانت عاملة منظر جميل جدا ... غمضت عيونها لما الهواء بدأ يطير شعرها الأسود بتحاول تحس بالحياة وهي فوق الجبل وبتتنفس بهدوء .. يحيى كان بيبصلها وهي مغمضة عيونها .. فضل لفترة بسيطة يبصلها لكنه فاق لما لقى دموعها بتنزل وبدأت تتكلم ...
نور:"أنا ماليش حد ... من صغري وأنا وحيدة ... أعتبر عايشة في أوضتي ... وعشان أنسى إني وحيدة كنت بخرج كتير وبصاحب أي حد يليق بيا وبمكانتي في المجتمع ... كنت بخلي حواليا عدد كبير عشان ما أحسش بالوحدة .. بس برده كنت وحيدة ... بابي كان دايما مشغول في الشركة وإجتماعاته .. ومامي كانت دايما مع صاحباتها في النادي .... وفي وسط كل العك ده نسيوني أنا ... بنت صغيرة بتدور على حنان الأب والأم بس مش لاقياه .. بيجيلها كل حاجة بدون ماتطلب ... أنا بس كل إللي أنا كنت عايزاه هو حضنهم هما الإتنين ... كنت محتاجاهم معايا في كل لحظة وفي كل خطوة نجاح .. كنت محتاجة أسمع منهم كلمة *مالك؟* ... كنت محتاجة أسمع كلمة *أنا آسف* .. كبرت وإتعودت على كل ده ... إتعودت إن مافيش حاجة إسمها آسف ولا حتى شكرًا ... إتعودت إن كل حاجة عيني بتيجي عليها بتكون من حقي ... إتعودت إني آخد كل حاجة بسهولة .. *لفت وبصت في عيونه* .... فاكر إنت الشاب إللي أنا كنت واقفة معاه النهاردة ده .. يبقى أقرب حد ليا *يحيى بصلها بصدمة* ... أنا وهو أصحاب من وإحنا صغيرين ... نعرف كل حاجة عن بعض ... *غمضت عيونها وبعدها فتحتهم* ... أنا وجاسر كنا دايما بنسهر بره .. أنا وهو كان بينا حاجات مشتركة .. هو إننا بنهرب من حياتنا ... هو مامته سابته من صغره مع باباه إللي أغلب وقته بره مصر .. وأنا بابايا ومامتي معايا في بيت واحد بس ولا كإني عايشة معاهم .. كنت مهمشة دايمًا ... ماكنتش بتعاقب على الغلط ولا حتى كنت بتكافئ على الصح لدرجة إني مابقتش عارفة إيه الفرق بين الغلط والصح وشايفاهم كلهم واحد ... بس .... *بصت في الأرض وبعدها بصت في عيونه تاني* ... لما قابلتك إنت كل حاجة إتغيرت ... بقيت شايفة الحياة بمنظور تاني .. على الأقل بطلت أبص للناس إللي حواليا بقرف ... *ضحكت ضحكة خفيفة* ... بطلت أرفع مناخيري في السماء زي ما كله بيقول، وبعدت عن شلتي إللي هما مجرد منظرة وخلاص ... ده طبعا عشان عرفتك إنت ... و... و ...*دمعة نزلت من عيونها وهي بتبص في عيونه* ... وبقيت شايفاك الأمان بتاعي .. و ..و.. إنت بقيت حد أساسي في يومي .. و .. بقيت خايفة أخسرك لإن أنا واثقة إن حياتي بعدك مش هتكون حياة، لإني من بعد ماقابلتك مابقتش وحيدة."
مسحت دموعها بسرعة ولفت ورجعت بصت قدامها .. لكن يحيى كان واقف في مكانه مذهول من كلامها .. مشتت بيفكر كتير في كل كلمة هي قالتها ... كل كلمة هي كانت بتقولها بتوجهله رسالة فيهم إنه يفضل معاها ويكون جنبها ومايسبهاش أبدا ... ماتعرفش الغلط من الصح؟؟ طبيعي ده يحصل لإن أهلها بعيد عنها .. طب هو؟؟؟ هيفضل معاها بعد كلامها ده؟؟؟ بس هي طيبة أوي وهو بيرتاحلها ودايما شايفها محتاجاه، لا مش هيسيبها هي محتاجاه ... يحيى فاق من تفكيره على صوتها ...
نور بشرود لما لاحظت سكوته:"لو مش حابب تكون معايا بعد إللي عرفته عني إمشي قبل ما أتعلق بيك أكتر من كده، إبعد عني ... ماتفكرش كتير."
ندمت إنها ورته ضعفها وحاولت تكتم دموعها ... بس إبتسمت لما سمعته ..
يحيى بصدق وهو بيبصلها:"أنا عمري ماهسيبك .. انا هفضل جنبك وهساعدك يا نور، أنا هخليكي تتغيري للأحسن."
إتنهدت بإرتياح وبصتله ..
نور بإبتسامة وشجاعة:"طب في حاجة أنا عايزة أقولهالك بخصوص جاسر إللي كان صاحبي، أنا وهو كنا بنتكلم عن............"
يحيى بهدوء مصطنع وغيرة حاول يخبيها:"نور ... أنا مش عايز أعرف أي حاجة عن إللي فات .. إللي يهمني إللي هو إنتي بقيتي إيه دلوقتي."
نور بإصرار:"أيوه، أنا محتاجة بقا أقولك عن إللى أنا وهو كنا ناويين عليه، إن أنا........."
يحيى بضيق وغيرة شديدة:"قولتلك خلاص، مش عايز أعرف .... ماتجبيش سيرته تاني قدامي."
نور:"بس يايحيى دي حاجة مهمة لازم تعرفها عشان تبقى عارف عني كل حاجة، عشان كل حاجة تبقى واضحة بالنسبالك."
يحيى:"أنا خلاص مش عايز أعرف حاجة، بس الحاجة الوحيدة إللي عايز أسألك فيها ... *إتكلم بإحراج وصعوبة* ... إنتي حبتيه؟"
نور عقدت حواجبها بعدم فهم وهي بتبصله ...
يحيى بذهول من سكوتها:"هو إنتي بتحبيه؟"
نور برفض:"لا طبعا، أنا وجاسر أصحاب من صغرنا وعمرنا ماجه في بالنا حاجة زي دي أبدًا."
يحيى بإرتياح:"تمام ... المهم كنت عايز أقولك حاجة."
نور بإستفسار:"إيه هي؟"
يحيى بإحراج وهو بيبص قدامه:"الميك أب بيخلي شكلك وحش جدا."
نور عقدت حواجبها وهي بتبصله ..
يحيى بغيرة وهو بيبصلها:"مش عايزك تحطي الحاجات دي تاني، بتلفت الإنتباه مش أكتر."
نور كانت لسه هتتكلم ..
يحيى بحمحمة وإحراج:"أنا بنصحك يعني، وبقولك إيه الصح من الغلط ودي أول خطوة."
نور ضحكت ضحكة خفيفة وهزت راسها وبصت قدامها ...
يحيى بتنهيد وهو بيبص في الوقت:"بقينا بليل .. مش يلا نروح؟ أنا ورايا طبيخ ومذاكرة."
نور بإبتسامة:"أوك."
مشيوا هما الإتنين جنب بعض وبيبصوا للسماء الصافية وهما ماشيين ...
نور بشرود:"ليه؟"
يحيى بصلها بإستفسار ...
نور بإستفسار وهي بتبصله:"ليه هتساعدني؟"
يحيى بإبتسامة:"عشان شوفت فيكي ياسمين أختي لما بتغلط وبتعرفني إنها غلطت ... فبتكلم معاها بالراحة ومابسيبهاش وبعلمها الصح من الغلط .. وإنتي .. *حمحم بإحراج* ... غالية عندي فبالتالي محتاج أساعدك."
نور وقفت في مكانها وبصتله..
نور بتأكيد:"يعني إنت مش هتسيبني؟؟"
يحيى وهو بيبص في عيونها:"لا."
بِعِد عيونه عنها وكمل مشي وهي كمان مشيت جنبه ... بمرور الوقت ... وقفوا هما الإتنين قدام السنتر ويحيى بص لنور ..
يحيى:"خدي بالك من نفسك ولما تروحي تكلميني."
نور بإبتسامة:"حاضر."
مشيت تحت عيون يحيى وركبت عربيتها وإتحركت بيها بس وقفت عنده وبصتله ..
نور بإستفسار:"إنت ليه مش بتحب تركب معايا عربيتي؟"
يحيى بإرتباك:"عادي."
نور:"طب ممكن أوصلك طيب؟"
يحيى:"لا، روحي إنتي دلوقتي وطمنيني عليكي لما تروحي."
نور برجاء:"بليز يا يحيى .. هتتأخر كده والوقت إتأخر يلا عشان أوصلك."
يحيى إتوتر وبصلها وبص للوقت تاني لقى فعلا إن الوقت إتأخر .. إتنهد تنهيدة بسيطة وركب جنبها في العربية وهي إبتسمت وبدأت تتحرك ... نور شغلت الراديو في عربيتها وبدأت تسوق في هدوء وهي بتسمع الأغاني إللي شغاله ... لكن يحيى كان بيبص قدامه بشرود بيفكر فيها وفي حالته .. بيحاول يفسر سبب وقوفه جنبها .. أصله مستحيل يعمل كده مع أي واحدة عادي ... الموضوع بيكون صعب بالنسباله لكن مع نور الوضع مختلف ... عيونه جات عليها وهي بتسوق وفي الوقت ده وصل لمسامعه كلمات الأغنية ...
انا بين ايديك، حلم ولا حقيقه وانت قصاد عنيه
احساسى بيك ازاى معاك وصلت انا للدرجه ديا
إنت الوحيد اللى أنا أضحى بعمرى وحياتى وسنينى وذكريات
وأتمنى أعيش معاه كل الحياه ...
في نفس اللحظة دي نور عيونها جات في عيون يحيى إللي سرحان فيها .. بس فاق لما إنتبه إنها بتبصله .. إبتسمتله إبتسامة خفيفة ورجعت ركزت في السواقة ... بعد مرور فترة بسيطة ... وقفت قدام البيت إللي فيه سكن يحيى .. نزل بهدوء من عربيتها وبصلها ..
يحيى بإبتسامة:"شكرا على التوصيلة دي."
نور بإبتسامة:"مافيش بينا شكرا."
يحيى بتنهيدة:"تمام، لما تروحي كلميني."
نور:"أوك."
إتحركت بعربيتها وهو فضل متابعها لحد ماخرجت من المنطقة .. طلع البيت وفتح باب الشقة وهو سرحان فيها ... دخل الشقة وإتفاجئ بزمايله بيحطوا الأكل على الترابيزة...
زيد:"حماتك بتحبك، يلا تعالى كل."
يحيى بإستفسار:"إنتوا أكلتوا متأخر كده ليه؟"
زيد:"فضلنا مستنيينك يا عم لقيناك إتأخرت قولت على ما أخلص طبيخ تكون جيت .. بقولك إيه بقا أنا عامل حتة مكرونة وبانية هتاكل صوابعك وراهم."
يحيى بضحكة خفيفة:"تسلم إيدك."
زيد:"الله يسلمك، يلا بسرعة إغسل إيدك عشان الواد فريد وشهاب هيخلصوا الأكل قبل مايتحط على الترابيزة."
يحيى:"حاضر."
راح الحمام عشان يغسل إيده وبعدها راح قعد معاهم وبدأ ياكل وهو سرحان في نور و في اليوم كله .. وكل ده تحت عيون زيد إللي بيبصله وهو بياكل ... بعد مرور فترة بسيطة ... يحيى كان قاعد على سريره وماسك كتاب بيبص فيه، بس للأسف مش مركز لإنه بيفكر في نور ... إنتبه لما لقى موبايله بيرن رد بسرعة لما لقاها نور ...
يحيى بقلق:"إنتي إتأخرتي كده ليه؟"
نور بتنهيدة:"الشوارع كانت زحمة جدا، أنا لسه داخله الفيلا حالا."
يحيى:"حمدالله على السلامة، جهزي نفسك يلا عشان تذاكري مادة بكرة."
نور:"ماتقلقش مذاكراها."
يحيى:"هتذاكري تاني."
نور:"حاضر."
يحيى إبتسامة:"يلا سلام."
*نوفيلا المغرورة والقروي .. بقلم سارة بركات*
نور بإبتسامة:"سلام."
قفل المكالمة وبص للكتاب تاني ومحتار ومتوتر بسبب إنه مش فاهم إيه إللي بيحصله لما بتكون معاه ... إنتبه للباب إللي بيخبط .. زيد دخل وإبتسم ..
زيد:"ممكن أتكلم معاك شويه؟"
يحيى بإبتسامة:"أكيد."
زيد قعد قدامه ويحيى بصله بإستفسار ... بس مكنش متوقع السؤال ده ...
زيد بإستفسار:"هو إنت بتحبها؟"
يحيى بعدم إستيعاب وإستفسار ..
زيد بتوضيح:"نور ... إنت بتحب نور؟"
يحيى:"ليه بتسأل السؤال ده؟"
زيد:"عشان إنت دايما سرحان ... بتفكر كتير ... حاسس إنك تايه مش عارف إيه إللي هييجي بعد كده، حاسس إن كل خططك إتقلبت فوقاني تحتاني وفي حد جه زيادة أو حاجة جدت وعلى أساسها دنيتك وحياتك واقفة."
يحيى بعدم إستيعاب وهو بيبصله:"أيوه، ده إللي أنا حاسس بيه، إنت عرفت منين؟"
زيد:"عشان ده نفس الإحساس إللي حسيته لما حبيت ندى."
يحيى إبتسم بإحراج وبص في الأرض ...
زيد:"مردتش على سؤالي."
يحيى بصله بإستفسار ...
زيد:"أنا عايز أسمع الإجابة منك إنت ... يمكن تكون واهم نفسك بيها."
يحيى:"لا مش واهم نفسي اكيد .. أنا فعلا حاسس بحاجات كتير ناحية نور."
زيد بإستفسار:"مش انا سبق و حذرتك منها يا يحيى؟"
يحيى بتلقائية:"نور مش زي مانت متوقع ... هي بس ملقتش أهلها معاها من صغرها .. فأنا قررت أساعدها وأقف جنبها وأبقى سند ليها."
زيد بضحكة خفيفة:"وإيه كمان؟"
يحيى وهو معقد حواجبه:"مش لازم نحكم على الناس من اللبس والمظاهر .. ماحدش يعرف الجوهر عامل إزاي؟؟؟ ... وإحنا بإيدينا نغير إللي حوالينا .. والأهم من ده كله يبقوا عارفين إنهم محتاجين يتغيروا ... * إتكلم بدفاع وتلقائية* ... أنا حبيت نور عشان كده، لإنها مع الأيام كانت بتتغير وهي معايا."
يحيى إستوعب إنه قال *حبيتها* .. وبص لزيد إللي رفعله حاجبه ..
يحيى بتوتر:"عموما أنا بحبها إرتحت."
زيد بإستفسار:"وإنت ناوي على إيه؟"
يحيى بتوهان:"معرفش، معرفش أي حاجة، حاسس دايما إني عايز أفضل معاها العمر كله عشان ما أخليهاش تعيط ولا تزعل حتى، حاسس إني لازم أكون موجود في أي مواقف تخصها ... محتاج أساعدها وأقومها وأوجهها .. محتاج أشوفها بتضحك علطول ... محتاج أخليها معايا العمر كله."
بص لزيد بعدم إستيعاب من الإستنتاج إللي هو وصله ...
زيد بإبتسامة:"يعني؟"
يحيى بعدم إستيعاب:"أتجوزها!"
يحيى قام من على سريره وفضل رايح جاي في الأوضة ...
يحيى بحيرة وتوهان وعدم فهم:"طبعا ده إللي كنت بفكر فيه ومش مركز فيه أوي ... أيوه أتجوزها ... كنت محتار في مسئولياتي بسبب إن مسئوليتها زادت عليا ... بالظبط ... كنت محتار في الأولويات الفترة إللي فاتت دي ... إللي هو هعيش إزاي مادام هي دخلت حياتي؟؟ وعلى أساسها كنت برتب أولوياتي ... *بص لزيد بعدم إستيعاب* ..... أيوه بحبها وهتجوزها عشان أنا عايز كده، ومرتب على ده من البداية .. عايزها تبقى حلالي."
زيد بسخرية:"كان غيرك أشطر .. هتتقدملها إزاي وإنت لسه طالب؟؟ إنت مش شايف مستواها المادي عامل إزاي؟؟؟"
يحيى وهو معقد حواجبه بتفكير:"أكيد في حل .. كل حاجة وليها حل وبعدين أنا مايهمنيش مستواها المادي ... أنا وهي هنعيش مع بعض في بيت صغير هنبنيه أنا وهي طوبة فوق طوبة ... هنأسس حياتنا أنا وهي سوا بعيدا عن مستواها المادي تماما."
زيد بإستفسار:"ومين ده بقا إللي هيوافق يجوز بنته لواحد أقل من مستواهم المادي؟"
يحيى بضيق:"بطل تقفلها في وشي."
زيد بجدية:"أنا بقولك الحقيقة ... مين إللي هيقبل إن بنته تتجوز في شقة صغيرة مع واحد لسه بيبدأ حياته؟؟؟؟؟"
يحيى بطيبة زائدة:"لا أنا مش ببدأ حياتي ... أنا هبيع البيت إللي حيلتنا وهشتري حتة أرض كبيرة وأبنيلها عليها فيلا زي إللي هي عايشه فيها ويمكن أحسن كمان."
زيد:"ماحدش بيقبل إن بنته تعيش في أرياف .. وخد بالك العيشة عندكم صعبة بالنسبة لبتوع المدينة، ده غير إن سنها أصلا صغير دي عندها 19 سنة!!"
يحيى بإصرار:"يبقى هبيع الأرض وهشتريلها شقة كبيرة وواسعة هنا وأخد أمي وأختى ونستقر كلنا هنا ونبقى مع بعض، هيحبوها وهيشيلوها فوق راسهم أنا عارفهم كويس، وهي كمان هتحبهم أوي وهتعتبرهم أهلها، وبالنسبة للسن عادي مافيش مشكلة عندنا في البلد البنت بتتجوز عادي أول أما بتم ال 14 و ال 15 سنة، وبعدين هي هتكمل تعليمها في بيتي عمري ماهحرمها منه أنا عايزلها كل خير ... *زيد كان لسه هيتكلم يحيى قاطعه*.... ولو أبوها طلب شبكة غالية أنا مستعد أدفع إللي يطلبه في سبيل إنها تبقى سعيدة."
زيد هز راسه بيأس ...
يحيى بتعب من المناهدة:"زيد الله يكرمك، ماتقفلش أي حاجة في وشي .. ده ربنا سبحانه وتعالى قال (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) يعني متقفلهاش في وشي طالما أنا متوكل على الله لإنه هيكرمني آخر كرم، دي خلاص الإنسانة إللي أنا إخترتها."
زيد بإستسلام:"صدق الله العظيم."
قام من على السرير وبص ليحيى إللي بيبصله في المقابل ...
زيد:"ربنا يقدملك كل إللي فيه الخير يا يحيى، المهم دلوقتي إنك تذاكر وتخلص السنة دي على خير وتشتغل وبعدها تروح تتقدملها."
يحيى:"إن شاء الله."
زيد خرج من الأوضة ويحيى إتنهد بصعوبة كإنه كان فاقد النفس مش مصدق الكلام إللي هو قاله ده ومش مستوعب هو إزاي ده كله خرج منه .. إزاي واثق كده إنها هتبقى ليه؟؟ ... طب هو حبها إمتى؟؟؟؟ ... مش فاهم أي حاجة ...
يحيى بتوهان:"توكلت عليك يا رب."
راح قعد على سريره وكمل مذاكرته ...
................................
في اليوم التالي:
يحيى كان واقف قدام الكلية مستني نور كان واضح عليه الإرهاق وإنه منامش كويس بسبب المذاكرة والتفكير الكتير ... بس إنتبه لما لقى نور بتركن عربيتها وبعدها نزلت منها .. قرب منها بإبتسامة مرهقة ..
يحيى:"صباح الخير."
نور بإبتسامة كبيرة:"صباح النور."
يحيى:"مذاكرة كويس؟"
نور بحماس:"جدا."
يحيى بإبتسامة:"برافو عليكي."
نور إبتسامتها إختفت لما لاحظت إرهاقه ..
نور بإستفسار:"مالك؟"
يحيى:"لا مافيش، أنا بس مانمتش كويس."
نور بإستفسار:"يعني مافيش حاجة تانية؟"
يحيى:"أيوه ماتقلقيش ... *غير الموضوع* ... عايزك تجاوبي كويس ... أي نعم هو ميد ترم بس هيساعدك برده في الدرجات في الآخر."
نور:"أوك."
يحيى فضل يبص في عيونها بهدوء وبيحاول يفتح عيونه لإنها بتتقفل ...
نور:"يحيى."
يحيى:"نعم؟"
نور:"إنت بتنام."
يحيى حاول يفوق وبصلها بإنتباه ...
نور بقلق:"إنت متأكد إنك كويس؟؟؟"
يحيى بإبتسامة ونعاس:"الحمدلله، أنا هلحق نفسي قبل ما أقع منك وهروح على المدرج بتاعي علطول، لو خلصتي قبلي إسبقيني على السنتر عشان أشرحلك الحاجات إللي إنتي مش فاهماها في مادة بكرة."
نور بإستفسار:"ولو إنت خلصت قبلي؟"
يحيى بإبتسامة وهو بيبص في عيونها:"هستناكي."
نور بإبتسامة:"يبقى خلاص أنا كمان هستناك."
يحيى بخجل وهو بيعدل نظارته:"تمام."
إبتسمت إبتسامة جميلة وهو مشي خطوات بسيطة بس وقف ورجعلها تاني ...
يحيى وهو معقد حواجبه بغيرة:"ماتتكلميش مع زمايلك الشباب خالص."
نور بصتله بإستغراب ..
يحيى:"مفهوم؟"
نور بإستغراب أكبر:"أوك ماشي."
إبتسم وهي إبتسمتله وهو راح للمدرج بتاعه وهي كمان قررت تدخل المدرج بتاعها ... بعد مرور فترة ... يحيى كان واقف مستني نور تخرج وبالفعل إبتسم لما لقاها بتخرج من القاعة وبتقرب ناحيته بإبتسامة كبيرة لحد ما وقفت قدامه ...
يحيى:"من غير ما أسأل، الجواب باين من عنوانه."
نور بفرحة:"الإمتحان كل حلو أوي يا يحيى، كل إللي إنت أكدتلي عليه في المادة دي جه منه النقاط الرئيسية."
يحيى بإبتسامة:"برافو عليكي."
نور بإستفسار:"وإنت بقا عملت إيه؟"
يحيى بتنهيدة:"الحمدلله."
نور بإستفسار:"أيوه يعني إيه؟"
يحيى:"الحمدلله، حليت يعني .. مش يلا بقا عشان ألحق أشرحلك شويه قبل ما سنة أولى كلهم ييجوا عشان ميعاد المراجعة بتاعتهم بعدك."
نور بإبتسامة:"طب إيه رأيك لو تراجعلي وأحضر معاهم برده في المراجعة .. أنا مبسوطة أوي وحابه أقضي اليوم كله معاك."
يحيى بإبتسامة:"ماشي، يلا بينا."
كان لسه هيمشي لقاها راحت ناحية عربيتها وكان ناسي تماما إنها معاها عربيتها .. شاورتله إنه يركب معاها وبالفعل ركب وقعد جنبها وإتحركوا للسنتر .. لما وصلوا للسنتر بدأ يشرحلها كل الحاجات إللي هي مش فاهماها وبيحاول في نفس الوقت يتحكم في نعاسه أما هي كانت بتبصله بعيون بتلمع لوجوده معاها دايما .. إنتبهت لما يحيى تثائب وهي كمان غصب عنها عملت زيه ...
يحيى بنعاس وهو بيدعك جفون عيونه من تحت النظارة:"أنا آسف."
نور:"لو مش هتقدر تكمل مافيش مشكلة هحضر مع سنة أولى خلاص، ريح شويه."
وبالفعل قرر إنه يستريح شويه، قلع نظارته وحطها في شنطته و سند براسه على الديسك بس وشه في إتجاه نور ... كان بيبصلها بنعاس ده غير إن الرؤية كانت مشوشة بنسبة بسيطة بالنسباله وده لإنها مش بعيد عنه لا دي قريبة فقادر يشوف ملامحها، فضل كده لفترة بسيطة لحد ما راح في النوم وهي قدامه ... إبتسمت إبتسامة جميلة وهي بتتفرج عليه وهو نايم ... شعره إللي لونه أسود بالنسبالها بس لما بيكون في الشمس بيكون لونه بني غامق ... بشرته القمحية إللي بتجذبها ليه دايما ... ملامحه الخشنة إللي بتبقى أجمل لما بيبتسم ... ده غير طابع الحسن إللي في دقنه ... فضلت تتأمله لوقت هي ماقدرتش تحسبه لحد ما إنتبهت إن في حد بيخبط على الأوضة .. يحيى فتح عيونه العسلي بسرعة لقى نور بتبصله ... إرتبك ومد إيده لشنطته وأخد نظارته ولبسها ... وقام من مكانه ...
يحيى بحمحمة وجدية:"إدخل."
الطلاب دخلوا الأوضة ونور فضلت في مكانها بتبصله وملامح الجدية موجودة في ملامحه ... كإنه بقا شخصية تانية تمامًا غير إللي هي تعرفها .. إبتسمت إبتسامة خفيفة وهي بتتابعه وبتشوفه وهو بيبص لكل الطلبة وبعدها إدالهم ظهره وبدأ يكتب حاجة على السبورة ... إنتبهت إنه بيدعك جفون عيونه وهو مديلهم ظهره .. إتنهدت بحزن لإنه محتاج يرتاح من كل ده لساعات بسيطة ... يحيى بدأ يشرح والكل منتبهله بتركيز كإنهم بيشربوا المعلومة ... كانت مبتسمة وهي ملاحظة إنتباه الكل ليه وحست قد إيه هي فخورة بيه .. عيونه جات في عيونها وشاف نظرة الفخر إللي بتبصله بيها .. إبتسم إبتسامة خفيفة وكمل شرح ..... بعد مرور وقت قصير ... الطلبة كانوا بيخرجوا من الأوضة ويحيى كان بيجهز شنطته ونور كانت بتبصله بس إنتبهت إن في بنتين واقفين بعيد مع بعض وبيبصوا ليحيى وبيتشاوشوا مع بعض وواحدة فيهم بتبص ليحيى بنظرات إعجاب، والبنت دي قربت منه ...
؟؟:"لو سمحت."
يحيى إنتبه ورفع راسه وبص في إتجاه البنت بإستفسار ...
يحيى:"أفندم؟"
؟؟:"ممكن بس رقم حضرتك عشان لو في حاجة وقفت معايا أتصل بحضرتك تشرحهالي."
نور عقدت حواجبها لما سمعت البنت بتطلب رقمه ...
يحيى بنعاس وعدم تركيز:"إتفضلي."
قالها على رقمه وهي إبتسمت بسعادة وراحت لزميلتها وخرجوا ... نور كانت متضايقة جدا بسبب كده ... وبتحاول تتحكم في أعصابها .. قامت من مكانها وأخدت شنطتها وخرجت من الأوضة بغضب .. يحيى إستغرب خروجها قبل ما تكلمه حتى .. المفروض هي كانت مستنياه، ليه مشيت؟؟ ... خرج وراها بسرعة ولحقها ..
يحيى:"على فكرة أنا بنادي عليكي."
مردتش عليه وبصت قدامها ...
يحيى بنعاس وإرهاق:"مالك؟ إيه إللي مضايقك؟؟"
نور مردتش عليه ...
يحيى بضيق من سكوتها:"نور ... انا مش فايق لكل ده .. في إيه؟"
وهنا نور إنفجرت فيه ...
نور بغضب:"هو إنت عادي كده تديها رقمك؟ إنت من إمتى بتدي رقمك ليهم أصلا؟؟؟"
يحيى بعدم تركيز:"إديت رقمي لمين؟؟"
نور بغضب أكبر:"لا والله؟؟؟ إنت مش لسه مدي رقمك لبنت من شويه؟ قال إيه .. *إتكلمت بتريقة بنفس صوتها* .. ممكن بس رقم حضرتك عشان لو في حاجة وقفت معايا أتصل بحضرتك تشرحهالي، خليها تنفعك."
يحيى بتنهيدة ونعاس:"مركزتش أكيد، أنا آسف."
نور:"أسفك مش مقبول."
مشيت من قدامه بغضب وهو جري وراها ..
يحيى:"نور."
مردتش عليه وكملت طريقها في إتجاه عربيتها .... يحيى قرب منها بسرعة ومسكها من دراعها عشان تقف ...
يحيى بغضب:"بقولك أقفي."
نور بغضب:"مش هقف .. روحلها."
يحيى بعدم فهم:"أروح لمين؟"
نور:"روح للبنت إللي أخدت رقمك ولا أقولك هي هتتصل بيك وتقولك إنها معجبة بيك، وياسلام لو تعيشوا في سعادة بعيد عني بقا عشان أنا إتخنقت."
يحيى:"نور إنتي اوفر."
نور برقت وبصتله بصدمة ...
نور:"أنا أوفر؟"
يحيى:"أه أوفر، يعني مش للدرجادي أكيد هي في حاجة هتقف معاها وهتكلمني بخصوصها وهشرحها."
نور بسخرية:"اه أوكي، ماشي إبقى إشرحهالها وماتنساش تحبها بقا، وتفكر فيها دايما."
مشيت من قدامه بس وقفت في مكانها وقلبها دق بعنف لما سمعته ..
يحيى:"أنا يستحيل أفكر في واحدة غيرك وإنتي واخدة تفكيري كله ومش عارف أنام بسببك."
لفت بهدوء وبصتله ....
يحيى بنعاس وهو بيكمل:"يستحيل حتى آخد بالي من واحدة غيرك وإنتي واخدة كل وقتي يا نور."
نور قربت منه بهدوء وبصت في عيونه ...
نور بإستفسار:"ليه؟؟؟ ليه بتفكر فيا ومش عارف تنام؟"
يحيى غمض عيونه بنعاس وفتحهم تاني وإتكلم بحب ...
يحيى:"عشان أنا بحبك."
نور ذهلت من إعترافه ليها .. ومش مصدقة إللي هي سمعته ده ... يحيى بإبتسامة وهو بيبص في عيونها:"عشان أنا عايز أكمل عمري الباقي مني معاكي ومش عايز أعيشه مع غيرك، عايزك تبقي حلالي ... عايز أتجوزك، يعني إن شاء الله لما أخلص كلية وأشتغل علطول هتبقي مراتي."
نور بعدم فهم وإستيعاب من كلامه:"هو مش المفروض ناخد فترة الأول نتعرف فيها على بعض وبعدها نتجوز؟"
يحيى بضحكة خفيفة:"أفهم من كده إيه؟ إنك موافقة؟"
نور لأول مرة في حياتها تحس بخجل وبصت في الأرض بإبتسامة خجولة ...
يحيى بتنهيدة وهو بيكمل:"أنا عارف إن الكلام ده فتحته معاكي بدري ... بس انا مابحبش أغضب ربنا .. ولما لاقيت إني بحبك، الجواز هو القرار الوحيد إللي جه على بالي لإني فعلا مش عايز أغضب ربنا، مع الأيام هنتعرف على بعض أكتر ونقرب من بعض أكتر لحد ما ربنا يجمعنا في حلاله، قولتي إيه؟"
نور كانت بتبص للأرض بخجل بس رفعت راسها وبصتله بهدوء ..
نور بتوتر أول مرة تحس بيه:"يعني متأكد إننا متسرعناش؟"
يحيى:"لا متسرعناش، هخلص الكلية وأبدأ شغل علطول وهتقدملك وهخليها جواز علطول."
نور هزت راسها بإحراج وإبتسمت بخجل ..
نور بتوتر:"طب ... طب أنا هروح بقا."
يحيى:"لما تروحي طمنيني عليكي."
نور:"حاضر."
راحت بسرعة لعربيتها وإتحركت وهي قلبها بيدق جامد .... حاسه بفرحة كبيرة ... حاسة بحاجة جديدة أول مرة تحس بيها .. يحيى كان متابعها بعيونه بنعاس وبعدها إتحرك وهو بيتمشى في الطريق إنتبه لموبايله إللي بيرن برقم غريب إتنهد تنهيدة بسيطة ورد بجدية ..
يحيى:"السلام عليكم."
؟؟:"وعليكم السلام."
يحيى بإستفسار وهو معقد حواجبه:"مين؟"
؟؟ بتوتر:"أنا أشرقت إللي أخدت الرقم منك من شويه."
يحيى:"خير يا آنسة؟ أقدر أساعدك في حاجة؟"
أشرقت بتوتر:"أنا بس ... كنت عايزة أقولك حاجة."
يحيى:"إتفضلي."
أشرقت:"أنا ... أنا ... يعني .. كنت عايزة أقولك إني معجبة بشخصيتك و ........."
يحيى وهو بيقاطعها:"على ما أظن دي حاجة مش واقفة معاكي في المادة صح؟"
أشرقت بتوتر:"اه ... اه .. قصدي لا ... بص.."
يحيى:"أنا آسف مضطر أقفل، خطيبتي بتتصل."
قفل المكالمة بسرعة وهي برقت ..
أشرقت بصدمة:"خطيبته؟!!!"
يحيى نفخ بضيق من الموقف ده ومشي في طريق السكن وبيفكر في إعترافه لنور .. هل هو صح؟؟ هل هو إتسرع ؟؟؟؟ بس غير رأيه بسرعة لإنه مادام حاجة حلال يبقى كده مش تسرع بالعكس ... ده الشرع ولو هي خير ليه ربنا هيجمعهم مع بعض ... إتنهد بإرتياح وإبتسم إبتسامة جميلة وكمل طريقه للسكن ... بعد مرور فترة بسيطة ... نور دخلت الفيلا وهي مبسوطة جدا وحاسه بخجل بسبب إنه قالها بحبك ده غير إنه قالها إنه عايز يتجوزها يعني كده خلاص هتبقى معاه دايما .. هيفضل أمانها وبكده هو مش هيبعد عنها نهائيًا ... قعدت على سريرها والإبتسامة الجميلة على وشها ... بالنسبالها مافيش أي حاجة ممكن تعطل طريقها هي ويحيى مع بعض ... لازم يكملوا طريقهم سوا ويتخطوا الصعاب مع بعض زي ماكانت بتسمع عن قصص الحب دايما .. قلبها بيدق جدا لمجرد فكرة إنها هتبقى معاه .. أخدت موبايلها من شنطتها وبدأت تكتبله رسالة في عز فرحتها ... إبتسمت إبتسامة خجولة وهي بتكتبها ..
"وأنا كمان بحبك"
بعتتهاله بسرعة وهي قلبها بيدق ... أول مرة في حياتها تبقى في موقف زي ده .. أول مرة حد يستثنيها عن الكل .. يحيى وصل للسكن وإنتبه لموبايله إللي بيرن رنة قصيرة .. فتح الموبايل وبص للرسالة وإبتسم بحب ...
"وأنا كمان بحبك"
حط الموبايل في جيبه وطلع السكن وهو مبسوط جدا وحس إن نشاطه إتجدد كإنه مكنش تعبان ولا عايز ينام ... مرت الأيام بين نور ويحيى والوضع إختلف بينهم ... يحيى رفض تمامًا إنه ياخد منها فلوس وبدأ يشرحلها في أي وقت هي تطلب منه .. وبدأت تحضر معاه مع طلاب سنة أولى برده والكل إنتبه لعلاقتهم القوية لدرجة إنهم بيروحوا مع بعض وبييجوا مع بعض ... يحيى قرر إنه يتكلم مع مامته في موضوع نور لما يخلص إمتحانات الترم الاول بعد مايرجع كفر الشيخ في الأجازة .. لحد مايخلص كلية ... وبالفعل الترم الأول إنتهى وإمتحاناته بدأت والإتنين كانوا بيشجعوا بعض بشكل كبير إنهم لازم ينجحوا عشان حياتهم تستقر فيما بعد ... يحيى كان واقف قدام نور إللي بتبصله بحزن وبتحاول تتحكم في دموعها ..
يحيى:"قولتلك ماتعيطيش، كلها أسبوعين وهرجع."
نور بغصة:"أسبوعين كتير أوي."
يحيى بإبتسامة:"أنا عارف إنهم كتير ... بس معلش إستحملي .. كلها ترم كمان وهنبقى مع بعض إن شاء الله لآخر العمر."
نور:" بس ... بس ... أنا هقعد كل ده مش هشوفك."
يحيى بحب وهو بيبص في عيونها:"مش شرط تشوفيني ... أنا وإنتي هنتكلم مع بعض كل يوم، مش هتحسي حتى إن إحنا بعيد عن بعض."
نور بدموع:"طبب كنت خليني أوصلك حتى لحد هناك."
يحيى بإبتسامة:"ياريته كان ينفع، بس أنا مش عايز أي حد يشوفك هناك أو يتكلم عليكي كلمة واحدة."
نور:"مايهمنيش كلام الناس ... أنا يهمني إنت."
يحيى:"مش موضوع كلام ناس يا نور ... إفهميني أنا مش هستحمل حد يقول كلمة وحشه عليكي، فاهمة؟؟"
نور بغصة:"فاهمة."
يحيى فضل يبصلها كتير وهي بتبكي نفسه يمسح دموعها وياخدها في حضنه يطمنها لكن لا مش وقته الكلام ده .. هيحافظ عليها ويحطها جوا عيونه عشان ربنا يباركلهم في علاقتهم ...
يحيى بهدوء:"ممكن تمسحي دموعك دي بقا؟"
هزت راسها ومسحت دموعها .........
يحيى بإبتسامة:"أنا هركب الميكروباص، خدي بالك من نفسك."
نور:"حاضر."
يحيى بإبتسامة:"لا إله إلا الله."
نور فضلت ساكته وبصاله ... يحيى رفعلها حاجبه ..
نور بغصة:"محمد رسول الله."
يحيى إبتسملها وركب الميكروباص وبعد مرور فترة بسيطة الميكروباص إتحرك ... نور إتنهدت بحزن وركبت عربيتها وإتحركت في إتجاه الفيلا وبعد وقت بسيط وصلت قدام الفيلا بس إتفاجأت بعربية جاسر موجودة عندهم عقدت حواجبها بإستفهام ... وركنت عربيتها ودخلت الفيلا ...
دولت بإبتسامة:"أنا بقالي كبيرة مش بشوفك يا جاسر، طمني عليك إنت أخبارك إيه؟"
جاسر بإبتسامة:"بخير يا دوللي .. مش معقولة الجمال ده! .. كل مرة بشوفك فيها بتصغري عن اليوم إللي قبله."
دولت ضحكت بسبب غزل جاسر ليها وعدلت شعرها بإرتباك .. وجاسر رفع حاجبة بخبث بسبب نظرات دولت ليه، بس إنتبه لما نور دخلت الفيلا .. قام من مكانه بسرعة وقرب ناحيتها ...
جاسر:"نور، محتاج أتكلم معاكي."
نور بصتله وبعدها بصت لمامتها ...
نور ببرود لدولت:"أنا طالعة أنام، مش عايزة إزعاج."
كانت لسه هتطلع لأوضتها جاسر مسكها من دراعها ...
جاسر بغضب:"هو مش أنا بتكلم؟"
نور بغضب مماثل وهي بتبعد دراعها عنه:"وأنا قلتلك قبل كده ماتلمسنيش .. إياك تلمسني."
دولت وهي بتتدخل:"إتكلموا مع بعض براحه يا أولاد .. ماتزعلوش بعض .. أسيبكم أنا يا حبايبي *بصت لنور بعتاب* مش كده يا نور .. ماتزعليش جاسر منك."
دولت إبتسمت لجاسر وطلعت لأوضتها وهنا جاسر كمل كلامه ...
جاسر بغضب:"ولو لمستك هاه؟؟؟ إنتي من بعد ماعرفتي الزفت إللي إسمه يحيى ده بعدتي عني، وإتغيرتي وتصرفاتك بقت غريبة *بص للبسها* ده إنتي حتى بقيتي بتلبسي لبس غريب .. مش إستايلك ده أبدا ... بقيتي تلبسي لبس مقرف .. مابتتكلميش معايا ولا بتتعاملي معايا .. هو في إيه؟؟؟ .. إيه إللي حصلك؟؟؟ إنتي عمرك ماكنتي كده، فين نور؟؟"
نور بقوة وهي بتبص في عيونه:"نور ماتت .. فياريت بعد إذنك ماتجيش هنا تاني."
جاسر بإصرار:"لا هاجي .. تاني وتالت وعاشر ومليون هاجي، أنا مش هسمحله ياخدك مني إنتي فاهمة؟"
نور ضحكت بسخرية ...
نور بإستهزاء:"إنت بجد مصدق نفسك؟؟؟ إنت مصدق إللي إنت بتقوله ده؟؟؟ هو إنت بقا معتقد لما تعمل الشويتين دول هرجع أتعامل معاك؟؟ ده مش خصام عادي بيني وبينك يا جاسر .. ده إنتهاء علاقة صحوبية بيني وبينك، وقفتي معاك كده غلط .. وجودي معاك نفسه غلط في حقه ... أنا كده بالشكل ده أعتبر بخونه و يحيى مايستاهلش مني كده."
جاسر بعدم يإستيعاب:"أفندم؟؟ بتخونيه؟؟؟ هو إنتي في إيه بينك وبينه عشان تقولي كده؟؟"
نور بإبتسامة:"بيني وبينه كتير، بنحب بعض وهنتجوز بعد مايخلص سنة رابعة."
وهنا جاسر ضحك بقوة وسخرية من ثقتها العالية في كلامها .. ومش عارف هي جابت الثقة دي منين؟؟ .. عيونه جات في عيون نور إللي بتبصله بقوة ..
جاسر:"قولي كده تاني بتقولي إيه؟؟؟ ... *إتكلم بإستهزاء* ... هتتجوزوا؟!!!!"
نور بتحدي:"اه هنتجوز."
مسك أكتافها الإتنين وإتكلم بغضب...
جاسر:"الواد ده لحس مخك ... ضحك على عقلك بكلمتين؟؟؟ إنتي عبيطة؟؟ إنتي إزاي تصدقيه؟؟؟ إنتي مش شايفه إن الكلام ده ضحك على العقول؟؟؟!!"
نور بغضب:" إبعد عني بقولك، وصدقته عشان هو الشخص الوحيد إللي لازم أصدقه، وياريت مشوفش وشك هنا تاني."
جاسر بغضب وهو بينزل إيديه الإتنين جنبه:"هتندمي ... هتندمي يا نور لما يرميكي، هتندمي لما يمشي ويسيبك ومايبصش وراه حتى، هتندمي ندم عمرك وتتمني دايمًا إن اللحظة الأخيرة بينك وبينه تتكرر من تاني عشان بس تشوفيه لو ثانية واحدة، وأنا إللي هبقى السبب في إنك تندمي، أنا هدمركم إنتوا الإتنين، ويا أنا يا إنتي في اللعبة دي."
نور ببرود وهي بتبص في عيونه:"اللعبة خلصت من زمان يا جاسر، بس إنت إللي مش واخد بالك، باي."
طلعت أوضتها وسابته وهو بيحاول يتحكم في غضبه منها ...
جاسر بإصرار وشرود:"هتندمي .. هتندمي."
خرج من الفيلا بغضب وإتحرك بعربيته بأقصى سرعة .... يحيى كان في الطريق لبلده وماسك في إيده صورة خاصة بنور ومبتسم بحب وهو بيملس على الصورة دي ... إتنهد تنهيدة وهو بيبص للوقت ... عدا ساعة على خروجه من القاهرة ... سرح في الطريق وهو بيبص من الشباك وده لإنه بيفكر فيها .. خلاص هانت كلها ترم واحد وهياخد الخطوة ويخطبها من باباها ولما يشتغل هيتجوزها ... كل حاجة هتكون تمام ... كل حاجة هتكون تمام... نور كانت قاعدة على سريرها بتبص لصورة ليها هي ويحيى على موبايلها كانوا متصورين سيلفي ... وبتبص على إستايل لبسها إللي إتغير بشكل كبير ... ضحكت ضحكة خفيفة لما كان يحيى بيتضايق من لبسها المكشوف وبيخليها ترجع البيت تغيره تاني .. وفضلوا كده لفترة ماقدرتش تعدها لحد ماهي إتفاجأت بنفسها وهي بتلبس الحاجة إللي ترضيه هو .. إتغيرت بشكل كبير وهو كان السبب الأساسي في تغييرها ده ... إهتماماتها إتغيرت .. بعد ما كانت بتسهر باقت بتنام بدري وباقت بتذاكر أول بأول ... بقا هدفها إنها تعدي السنة دي على خير وترفع راس يحيى زي ماهو بيقولها دايما ... بس أحيانًا بتزعل لما بتحس إنه مش متقبل منها أي هدية ... إفتكرت لما جابتله تليفون حديث بدل تليفونه أبو زراير ده لكنه رفض الهدية دي بشدة .... زعلت منه يومها جدا بس هو صالحها وفهمها إنه صعب يقبل هدية زي دي ... إتنهدت تنهيدة بسيطة وقررت إنها تتصل بيه تطمنه عليها إنها روحت ... يحيى كان بيبص لصورتها بس إنتبه لتليفونه إللي رن .. إبتسم بحب ورد ..
يحيى:"ألو."
نور:"أيوه."
يحيى بإبتسامة كإنه شايفها:"روحتي إمتى؟"
نور:"لسه داخله الفيلا من شويه، إنت بقيت فين؟"
يحيى وهو بيبص حواليه:"عديت بنها مبقاليش خمس دقايق."
نور بحب:"توصل بالسلامة."
يحيى:"الله يسلمك، يلا روحي ريحي شويه، إنتي تعبانة من فترة الإمتحانات إللي عدت دي."
نور:"حاضر."
يحيى:"سلام."
نور بتصرف سريع:"يحيى."
يحيى بإستفسار:"نعم؟"
نور بخجل:"هتوحشني."
يحيى بإبتسامة:"وإنتي كمان يا نور."
قفلوا مع بعض ويحيى أخد نفس عميق ورجع بص لصورتها تاني .... أما نور إتنهدت بإرتياح وبدأت تغير هدومها .... بمرور الوقت ... يحيى دخل بيت صغير في وسط أراضي زراعية وقفل الباب وبدأ يدور بعيونه على مامته وأخته ... إستغرب إنهم مش مستنيينه عند الباب ...
يحيى بدأ ينادي:"أمّا، ياسمين."
الإتنين وهما واقفين في المطبخ بيجهزوا الأكل إنتبهوا لصوت يحيى ... الإتنين بصوا لبعض وبعدها خرجوا جري من المطبخ .... وقف قدامه إتنين واحدة ست كبيرة لابسة جلابية بيتي فيها رسومات لورق الشجر والتانية بنت مراهقة عاملة ضفاير وبتبصله بفرحة ... حط شنطه جنبه وفتحلهم دراعاته .. جريوا بفرحة عليه ومامته دخلت في حضنه...
سهير وهي بتحضنه جامد وبتشم ريحته:"وحشتني جوي يا ضنايا ... وحشتني جوي يا حبيبي."
يحيى باس راسها وإيديها وضمها تاني لحضنه ...
يحيى:"وإنتي كمان يما."
ياسمين وهي بتمط شفايفها بحزن:"على فكرة أني لسة مسلمتش."
يحيى إبتسم وبعد عن مامته وأخد ياسمين في حضنه ...
يحيى:"وحشتيني جوي يا حبيبتي."
ياسمين وهي بتشد من حضنها ليه:"وإنت كمان وحشتني جوي يا أبيه، هتقعد كتير صح؟"
يحيى وهو بيبص في عيونها:"إن شاء الله."
سهير:"يلا يابت روحي جهزي الغداء لأخوكي .. تعالى يا حبيبي."
مسكت إيده وأخدته على أوضته وبدأت تطلعله هدوم من الدولاب، وفي نفس الوقت يحيى فتح شنطته وبدأ يطلع حاجته منها، وقابله صورة نور حطها تحت المخدة بسرعة قبل مامته تاخد بالها، وياسمين بدأت تجهز الغدا
نوفيلا/ المغرورة والقروي ... بقلم سارة بركات
باقي الفصل الخامس:
مسكت إيده وأخدته على أوضته وبدأت تطلعله هدوم من الدولاب، وفي نفس الوقت يحيى فتح شنطته وبدأ يطلع حاجته منها، وقابله صورة نور حطها تحت المخدة بسرعة قبل مامته تاخد بالها، وياسمين بدأت تجهز الغداء إللي هما عاملينه ..
سهير بفرحة:"البلد نورت بيك يا ضنايا يا حبيبي، والله كنت واحشني جوي .. الحياة من غيرك كانت ضلمة جوي يا ضنايا، ماكنتش بتنفس في غيابك."
يحيى بإبتسامة:"بعد الشر عليكي يما ... ماتجوليش كده."
سهير بتنهيدة وهي بتقرب منه وبتحط هدومه جنبه:"فعلا يابني البيت ضلمة من غيرك، هانت كلها كام شهر وتخلص جامعة وترجع هنا لحضني تاني."
يحيى إبتسملها وسكت معلقش .. وهي إستغربت سكوته وحست إن فيه حاجة غريبة فيه أو حاجة إتغيرت ..
سهير بإبتسامة:"مش ناوي تاخدلك دوش يا حبيبي تبعد بيه تعب السفر؟"
يحيى:"أكيد يما هاخد دوش."
سهير:"طيب على ماتاخد دوش، نكون خلصنا الأكل."
يحيى:"حاضر."
خرجت من الأوضة وهو أخد هدومه وخرج من الأوضة ودخل الحمام ... سهير إتنهدت وإفتكرت إنها لسه مطبقتش هدومه إللي هو جابها في الدولاب ورجعت تاني عشان تظبط الدنيا .. وبعد ما خلصت بدأت تنضف سريره وهي بتشيل المخدة لفت إنتباهها صورة مقلوبة .. قلبتها وبصتلها لقت بنت جميلة شعرها نفس لون عيونها كان لونهم أسود .. سألت نفسها أسأل كتير بخصوصها ...
سهير بحيرة:"يمكن تكون ممثلة يحيى بيحب يشوفلها مسلسلات .. بس أني مشوفتهاش جبل كده *إتنهدت بحيرة* مش مهم."
رجعت حطتها في مكانها وخرجت من أوضته ...
....................
في المساء:
نور كانت نايمة على سريرها وسرحانة بتفكر في يحيى إللي متصلش بيها لحد دلوقتي بس بررت لنفسها إنه أكيد محتاج وقت لنفسه مع مامته وأخته ومش لازم تصدعه ... ولوهلة حست بغيرة لإنها حابه تبقى موجودة معاه زي ماهما موجودين معاه دلوقتي .. إتأففت بضيق وقررت تنام يمكن تضيع وقت غيابه شويه ... يحيى كان قاعد جنب مامته على الأرض وهو بيتفرج على التليفزيون الصغير إللي موجود في الصالة .. وحاطط إيده على كتف ياسمين إللي سانده براسها على كتفه ونايمه ...
سهير بإستفسار:"وإنت أخبارك إيه بجا يا حبيبي هناك؟ كله تمام؟"
يحيى:"الحمدلله يما."
سهير:"الحمدلله."
سهير فضلت ساكته كتير وفي نفس الوقت بتفكر في الصورة إللي موجودة تحت مخدة إبنها .. ده غير إنه من ساعة ماجه وهو ساكت وبيفكر كتير ... قررت إنها لازم تعرف في إيه؟؟ ..
سهير:"يحيى."
يحيى بصلها بإنتباه ...
سهير:"مالك يا ضنايا؟؟ ساكت ليه؟؟ في حاجة إنت مخبيها عليا؟"
يحيى بحمحمة:"هو أني مش مخبي ... بس عايز أتكلم معاكي في حاجة مهمة."
سهير بإستفسار:"إيه هي بجا؟"
يحيى بهدوء وهو بيبصلها:"أني عايز أتجوز."
سهير بصتله بذهول وفرحة في نفس الوقت ...
سهير:"بجد يا ضنايا؟؟ خلاص هتفرحني بيك؟"
يحيى بإبتسامة:"أكيد يما."
سهير بتفكير:"طب هي مين طيب؟ أني أعرفها؟؟ تكونش البت سعاد بنت الحاجة عطيات؟؟ إيوه البت دي عينيها منك اه."
يحيى بحمحمة:"لا يما مش هي."
سهير بإستفسار:"أومال مين يا ضنايا؟"
يحيى:"إسمها نور .. وهي من القاهرة."
سهير بتشتت وحيرة:"طب أني شوفتها جبل كده؟"
يحيى:"لا يما .. مشوفتيهاش."
سهير:"طب أني عايزة أتعرف عليها عشان أشوف هي مناسبة ولا لا يا حبيبي."
يحيى:"هي مناسبة يما .. ماتجلجيش."
سهير بحيرة:"طب أني ماجدرش أوافج على واحدة معرفهاش، على الأجل أشوفها طيب."
يحيى بتنهيدة بسيطة:"ثواني."
قام من مكانه بهدوء وحط مخدة مكانه عشان ياسمين تنام عليها وراح أوضته وأخد صورة نور من تحت المخدة ورجع لمامته إللي بتبصله بحيرة ..
يحيى:"دي صورتها."
أخدت منه الصورة بإستغراب ومش مستوعبة إن البنت إللي في الصورة دي إبنها عايز يتجوزها .. بصتله بتشتت وبعدها بصت للصورة ...
سهير بإستفسار ليحيى:"هي مش دي ممثلة؟"
يحيى بهدوء:" لا يما .. دي نور، زميلتي في الجامعة."
سهير بعدم إستيعاب:"إنت بتجول إيه؟؟؟ إنت عايز تتجوز دي؟؟؟ لا وألف لا .. يستحيل، أني مش موافجة أبدًا."
..............................
في مكان آخر:
ريم وهي بتتكلم في الموبايل وواقفة في البلكونة:"ها ... التحاليل نتيجتها إيه؟"
؟:"إيجابية."
قفلت المكالمة وإبتسمت بشر ...
ريم بشر وهي بتملس على بطنها بهدوء:"نهايتك قربت يا نور، هييجى إللي هياخد منك كل حاجة."
..........................................................................
آرائكم؟؟؟ توقعاتكم؟؟؟
نوفيلا المغرورة والقروي ... بقلم سارة بركات
الفصل السادس
كانت قاعدة في أوضتها بتبص لصورتها هي ويحيى مع بعض ومبتسمة بحب وبتفتكر إصراره إنه يطبع صورتها من موبايلها عشان يبصلها وهو غايب عنها .. ضحكت ضحكة خفيفة بسبب إنه حسسها إنهم في زمن قديم ... إتنهدت بحزن بسبب إنها نفسها تتصل بيه وتتطمن عليه وتسمع صوته بس مش حابه تزعجه وهو مع مامته وأخته .. حاولت تبعد فكرة إنها تكلمه بس معرفتش لحد ما قررت تبعتله رسالة نصية ..
"ممكن نتكلم شويه؟"
عقدت حواجبها بسبب إن واضح أوي إنها محتاجة تكلمه ومدلوقة عليه .. مسحت الرسالة وفكرت في نص تاني وبدأت تكتب ..
"لما تكون فاضي كلمني"
إبتسمت بإنتصار وبعتت الرسالة وحطت الموبايل جنبها..
....................
سهير بإستفسار ليحيى:"هي مش دي ممثلة؟"
يحيى بهدوء:" لا يما .. دي نور، زميلتي في الجامعة."
سهير بعدم إستيعاب:"إنت بتجول إيه؟؟؟ إنت عايز تتجوز دي؟؟؟ لا وألف لا .. يستحيل، أني مش موافجة أبدًا."
يحيى بإستفسار:"ليه يما؟؟؟"
سهير بقلق وهي بتبصله:"عشان دي مش شبهنا .. دي مش محجبة وشبه الممثلين إللي بيلبسوا عريان ومافيش حد يجدر عليهم، ميعرفوش حاجة عن دينهم ... بيلعبوا بمشاعر غيرهم ومابيهمهمش حد ... وشايفين الكل تحت رجلهم .. يا ضنايا دي أكيد بتضحك عليك وبتلعب بمشاعرك."
يحيى كان لسه هيتكلم لقى ياسمين بتصحى وبتفرك في عيونها بسبب صوت مامتهم العالي ... إتكلم بهدوء لياسمين ..
يحيى:"ياسمين."
فتحت عيونها بنعاس وبصتله ببراءة ..
يحيى بإبتسامة هادية:"روحي نامي جوا .. عشان ماتصحيش على صوت حكاوينا أنا وأمّا."
هزت راسها بنعاس وسندها لحد ما قامت ودخلت أوضتها بنعاس، يحيى لما إطمن إنها دخلت أوضتها بص لمامته بهدوء ...
يحيى برجاء:"طول ما هنتكلم بصوت عالي، يبجى مش هيكون في بينا مجال للتفاهم يما ... ممكن تسمعيني؟"
سهير بغضب مكبوت:"جول إللي عندك."
يحيى بهدوء:"ليه حكمتي عليها كده؟؟ ليه ماستنتيش أتكلم عنها؟؟؟ من مجرد صورة جدرتي تتهميها بكل ده؟؟ ليه مستنتيش أجول إنها بنت طيبة وجميلة وبتحب الخير للناس؟؟ ليه ماستنتيش أجول إنها بتغير من نفسها للأحسن مش عشاني لا عشان نفسها، هي مش بتلبس عريان زي مابتجولي ... * نظرته ليها إتحولت للحزن* ليه ماستنتيش أجول إني بحبها يمّا ومش جادر على فراجها ولا هجدر؟ هي كمان بتحبني وناويين نجضي حياتنا كلها سوا وهنغير من بعض للأحسن وهنبجى أجوى مع بعض، ماتحكميش عليها غير لما تجابليها هتلاجيها طيبة جوي."
سهير سكتت ومش عارفة تردد عليه تقوله إيه ... مشتتة بين تفكيرها إللي إتعودت عليه وكلام إبنها حبيبها وروح قلبها ..
يحيى:"سكتي ليه يما؟"
سهير بتشتت:"بس ... بس ... دي مش محجبة ياضنايا!!"
يحيى بإبتسامة وحنان:"أني معاها خطوة بخطوة .. عايزها تتحجب عشان ده إللي ربنا أمر بيه، مش عشان أنا عايز كده ... أنا بحاول أجنعها بطرج تانية ومن غير ماتحس .. نور بتجبل التغيير وبتحبه لما تكون مجتنعة بيه."
إستناها تتكلم بس متكلمتش .. كانت بتبصله بحيرة ومش عارفة تقول إيه ...
يحيى:"جولتي إيه يمّا؟"
سهير بإستسلام:"إللي تشوفه يا ضنايا .. أني واثجة فيك وفي تربيتك."
يحيى إبتسم وباس إيد مامته وضمها لحضنه ..
يحيى:"ربنا يباركلي فيكي يا أجمل أم في الدنيا، مش ناوية تجابليها؟"
سهير بإبتسامة وهي بتبصله:"أني مايهمنيش غير سعادتك إنت وبس، وهجابلها بإذن ربنا لما تروح تخطبها خلاص."
يحيى إبتسملها بحب وباس راسها بس إنتبه على موبايله إللي رن رنة بسيطة فيما معناه وصله رسالة.. فتح الموبايل وبص للرسالة تحت عيون مامته ..
"لما تكون فاضي كلمني"
يحيى إبتسم وعيونه جات في عيون مامته إللي بتبصله بشك ..
يحيى:"أني هروح أنام بجا يمّا مش هتعوزي حاجة؟"
سهير وهي رافعة حاجبها:"لا ياضنايا، تصبح على خير."
يحيى:"وإنتي من أهله."
قام من على الأرض ولسه هيخرج من الصالة .. وقفه صوتها ..
سهير:"يحيى."
يحيى لف وبصلها بإستفسار ..
سهير بمغزى:"إنت عندك أخت يا ضنايا ... وقبل كل ده متغضبش ربنا، صونها كويس."
يحيى بإبتسامة:"ماتجلجيش يمّا."
خرج من الصالة وراح لأوضته وبدأ يتصل بيها .. وهي فتحت بسرعة وردت بلهفة ..
نور:"ألو."
يحيى بإبتسامة:"إتأخرت عليكي؟"
نور بتوتر حاولت تداريه:"لا خالص متأخرتش."
يحيى بإبتسامة:"طمنيني عليكي إنتي كويسة؟"
نور بإبتسامة:"الحمدلله."
يحيى:"عملتي إيه في يومك بقا؟"
بدأت تحكيله يومها بالتفصيل الممل ...
نور:"وإنت بقا؟ يومك كان عامل إزاي؟"
يحيى بتنهيدة:"رجعت البلد، وقعدت مع أمي وأختي .. *إبتسم* وصحيح أنا حكيت لأمي عنك."
نور بإنتباه:"قالتلك إيه؟"
يحيى بحب:"حبتك جدا وقعدت تدعيلنا."
نور بفرحة:"بجد؟"
يحيى:"بجد."
فرحتها مكانتش سايعاها وهو مكنش حابب يضايقها بسبب كلام مامته عنها فحب يجمل الموضوع .. الإتنين فضلوا ساكتين شويه لحد ما يحيى قرر يتكلم كان متردد يسألها السؤال ده من زمان ...
يحيى:"نور، بتصلي؟"
نور عقدت حواجبها بسبب سؤاله ده وسكتت لإنها مش لاقيه رد ...
يحيى بهدوء وتفهم:"ممكن تتكلمي بأريحية."
إتنهدت عميقة وبصت قدامها بشرود ...
نور بشرود:"لا."
يحيى بتفهم:"ليه؟"
نور بإحراج:"عشان .... عشان ... معرفش."
يحيى بإستفسار:"ماتعرفيش إيه؟"
نور:"عشان معرفش."
يحيى بتفهم:"طب مفكرتيش قبل كده تصلي؟ يعني مابحثتيش على النت وحاولتي تتعلمي؟"
نور:"لا مجاش في بالي خالص، ومابعرفش أتعلم حاجة من على النت."
يحيى بهدوء:"خلاص انا هعلمك لما أرجع علطول، وصدقيني لما تصلي هترتاحي كتير جدا، هتلاقي الراحة في الصلاة، عندك أنا لما بصلي ببقى مرتاح كده ومش شايل هم حاجة، ده غير إن الصلاة بتقربني من ربنا أكتر ومن خلالها بدعي لربنا بدعوات كتير والحمدلله في دعوات بتستجاب، بس إللي مش بيستجاب بعرف إنه أكيد مش خير ليا."
نور بإستفسار:"يعني، لو صليت ودعيت بالحاجة إللي أنا عايزاها هتستجاب؟"
يحيى:"أيوه هتستجاب لو هي خير ليكي."
نور بإبتسامة:"ماشي، مستنياك تعلمني."
عدا الوقت وهما بيتكلموا مع بعض لحد ماراحوا في النوم ..... مرت الأيام وقربهم بيزيد، وحبهم لبعض بيقوى .. لحد ما إنتهت الأجازة على خير ...
يحيى وهو بيبوس إيد مامته:"هتوحشيني جوي يا ست الكل."
سهير:"وإنت كمان يا ضنايا خد بالك من نفسك."
يحيى:"حاضر يمّا."
*نوفيلا المغرورة والقروي .... بقلم سارة بركات"
عيونه جات على ياسمين إللي بتعيط قرب منها وضمها لحضنه ..
يحيى:"هتوحشيني."
ياسمين بدموع:"وإنت كمان يا أبية هتوحشني جوي، ماتنساش تتصل بيا وتكلمني كل يوم."
يحيى وهو بيبصلها وبيمسح دموعها:"حاضر، ماتجلجيش .. هتصل بيكي كل يوم ونتكلم سوا، ماتعيطيش بجا."
هزت راسها وهو إبتسملهم مرة أخيرة ومشي من البيت .. وبعد مرور فترة بسيطة .. ركب عربية القاهرة وإتصل بنور ...
يحيى بإبتسامة:"أنا خلاص إتحركت."
نور:"وأنا شويه وهنزل."
يحيى:"برده مصممة توصليني؟"
نور بإصرار:"أه مصممة .. بقالي كتير مش بشوفك."
يحيى بإستسلام:"تمام، ماشي."
بمرور الوقت ... كانت مستنياه في المكان إللي إتفقوا عليه وهي قاعدة في عربيتها وبتبص حواليها عشان تلمحه وإنتبهت إن في ميكروباص مقرب ناحية المكان إللي هي فيه والباب إتفتح ويحيى نزل منه .. إبتسمت بفرحة ونزلت بسرعة من العربية وهو إبتسملها لما لقاها بتقرب ناحيته بس إتفاجئ بيه وهي بتضمه ... يحيى برّق وبعدها غمض عيونه وبعدها عنه براحه .. لوهلة إستغربت إنه بعدها عنه زي مابتستغرب علطول بس بررت إنه تعبان من السفر زي ما دايما بتبرر ليه ... إبتسمتله بحب وبصت في عيونه ...
نور:"وحشتني أوي، أخيرا شوفتك."
يحيى بإبتسامة مصطنعة وعدم إرتياح:"وإنتي كمان .. *غير الموضوع* .. يلا بقا عشان بجد محتاج أرتاح."
نور بإستفسار:"هو إحنا مش هنخرج سوأ؟"
يحيى بإبتسامة:"معلش خليها وقت تاني أنا محتاج أرتاح شويه."
نور بإبتسامة خفيفة:"أوكي، إللي تحبه."
ركبت العربية وفتحتله شنطة العربية إتنهد وحط شنطته فيها وقفل العربية وراح قعد جنبها ... نور كانت مبتسمة إبتسامة خفيفة طول الطريق وكل شويه بتبصله وبتبتسمله كإنها مش مصدقة عيونها إنه قدامها .. وهو كان بيبصلها بإبتسامة وفي نفس الوقت بيفكر في قربها ... أكيد لازم يتكلم معاها في الموضوع ده ويخليها تقتنع إنه حرام لما ييجى الوقت المناسب ... إنتبه لما هي إتكلمت ...
نور:"ممكن أقولك حاجة؟"
يحيى:"أكيد."
نور بإبتسامة وهي بتبصله:"أنا كنت عايزاك تيجي معايا النهاردة عشان أشتري كذا outfit لإني زهقت من إللي عندي وعايزة أغير في الإستايل شويه، فكنت عايزاك تختارلي، بس للأسف إنت رجعت من السفر وتعبان، فممكن نخليها وقت تاني مافيش مشكلة."
يحيى كان لسه هيتكلم بس جه على باله "يا دلوقتي يا إما مافيش" ...
يحيى بإبتسامة:"خلاص ماشي، مافيش مشكلة ... يلا بينا."
نور بإندهاش:"بجد؟ هنروح؟"
يحيى:"أيوه هنروح، يلا بينا بقا عشان أختارلك أحلى لبس."
نور بإبتسامة:"أوك."
إتحركت لإتجاه مول كبير ويحيى كان مبتسم وهو ملاحظ إنبساطها حاسس إنه مرتاح بسبب إنه كده خلاص هي في الطريق الصح ... بعد مرور فترة بسيطة ... كانوا بيتمشوا جنب بعض في المول وبيبصوا حواليهم على محلات معينة لحد ما إنتبه لنور إللي قربت ناحية محل .. بص للباترينه الخاصة بيه لقى إن اللبس مقطع وبحمالات وحاجات تانية غريبة ومتنفعش بالنسباله ...
يحيى:"نور إنتي رايحه فين؟"
بصتله بإستفسار ...
يحيى وهو بيشاور على اللبس من بره:"إنتي مش شايفه اللبس هنا عامل إزاي؟"
نور بلامبالاة:"عادي،هندخل ندور على أي حاجة ممكن تناسبني ولو مالقتش نشوف غيره."
يحيى:"بس....."
قطع كلامه دخول نور للمحل ... دخل وراها ولقاها بتتفرج على الهدوم إللي بالنسباله مينفعش يشوفها لابساهم أبدا ... وبعد فرجة كبيرة بصتله بإستسلام ..
نور:"مش لاقيه أي حاجة مغطية، يلا نشوف غيره."
إبتسامته كبرت وخرجوا هما الإتنين من المحل وبعد وقت من لفتهم يحيى إبتسم لما لقى محل محجبات .. قرب ناحيته وهي مشيت وراه ودخلوا المحل ...
نور بإستفسار:"هنعمل إيه هنا؟"
يحيى:"تعالي بس نشوف ونتفرج."
نور بعدم فهم:"أوك."
يحيى بدأ يدور في الهدوم المعروضة وإنتبه لبلوزة طويلة لبعد الركبة وجميلة جدا وأدها وعرضها على نور ...
يحيى بإبتسامة:"إيه رأيك؟؟"
نور بإستفسار وهي معقدة حواجبها:"إنت عايزني ألبس ده؟"
يحيى بإبتسامة:"وليه ماتلبسيهوش؟؟ ده هيكون عليكي جميل جدا .. وأهو تغيير في الإستايل ... يعني بدل ماتلبسي بلوزة قصيرة فوق بنطلون هتلبسي برده بلوزة طويلة وفوق بنطلون برده ... إيه رأيك؟"
نور بصت للبلوزة بتشتت وبعدها بصت ليحيى إللي بيبصلها بتشجيع ... وإتنهدت بإستسلام ودخلت تقيس البلوزة في البروفة ... أما يحيى كان بيلف في المحل كله وبيجبلها إستايلات أقرب من البلوزة إللي هتلبسها ... لحد ما جابلها كمية كبيرة وهي كانت بتقيس كل حاجة وبتخرج من البروفة عشان توريه، وهو كان مبتسم برضا لكل حاجة هي قاستها، لوهلة عجبها الإستايلات إللي بيجيبهالها وأحيانا مش بيعجبها حاجات معينة ... أخدت اللبس إللي عجبها وخرجت من المحل مع يحيى ..
يحيى بإستفسار:"عجبوكي؟؟"
نور بإبتسامة:"أكيد."
يحيى إبتسم إبتسامة خفيفة وبص قدامه لفت إنتباهه محل لبس رجالي ... كان كلها إستايلات شيك قرب ناحية المحل وبص للفاترينة لقى إن الحاجة الواحدة بتمن الإيجار إللي بيدفعه شهريا في السكن ... إتنهد تنهيدة بسيطة ولسه هيمشي لقى نور واقفة قدامه بتبصله بإستفسار ..
نور:"في إيه؟"
يحيى بإبتسامة:"لا مافيش، يلا نروح."
عيونها جات على الطقم إللي كان بيبصله وبعدها بصتله ...
نور بتفهم:"لو على الأقل مش هتجيبه، إدخل قيسه وأهو تجربه بس مش هتشتريه."
يحيى بإستفسار وعدم إستيعاب:"إنتي عايزاني أجربه وأنا عارف إني مش هشتريه أصلا؟!! .. إللي هو داخل أجرب وخلاص؟؟؟"
نور بلامبالاه:"أه عادي، كتير أوي بيعملوا كده."
يحيى كان لسه هيتكلم مسكت إيده وسحبته ناحية المحل ...
يحيى:"نور مايصحش كده."
نور برجاء:"يلا يا يحيى جرب."
إتنهد بإستسلام وهز راسه ودخلوا المحل ... كان واقف محرج وهو بيبص للهدوم وخاصة الأسعار ...
نور وهي ملاحظة إحراجه:"إنت جاي تقيس مش تشتري."
راحت جابت الطقم إللي كان بيتفرج عليه وإدتهوله وهو بيبصلها بإرتباك أول مرة يعمل حاجة زي دي ...
نور بتشجيع وهي بتشاور على البروفة:"يلا إدخل."
هز راسه ودخل البروفة وبعد مرور دقيقتين خرج وهو بيعدل في كُم القميص بإحراج وتوتر وفي نفس الوقت بيعدل في نضارته ... بصتله من فوق لتحت .. كان الطقم عبارة عن بنطلون بيج وقميص أوف وايت وفوقه بلوفر كحلي ... كان بالنسبالها شخص مثالي بس حست إنه تاقصه حاجة واحدة قربت منه بهدوء وهو من إحراجه مانتبهش إنها بتقرب لحد ماوقفت قدامه، إستغرب إنها واقفه قدامه وبتبصله بحب ...
نور:"ناقص حاجة واحدة."
يحيى بإستغراب من قربها:"إيه هي؟"
وقفت على أطراف صوابعها عشان تطوله ونكشتله شعره إللي كان على جنب واحد، وشالت النظارة بتاعته ...
نور بإبتسامة:"كده أحسن."
يحيى بلع ريقه بتوتر بسبب إنه مش شايف حاجة وفي نفس الوقت حاسس بيها قريبه جدا منه لإن أنفاسها بتيجي عليه ...
يحيى:"هاتي النظارة."
نور بإستفسار:"ليه؟؟ شكلك حلو أوي كده."
عقد حواجبه ولسه هيتكلم ..
نور بإستسلام:"أوك، خلاص."
لبسته النظارة وهو بعد عنها ورجع البروفة تاني ... عيونه جات على المراية إللي هو ظاهر فيها عجبه تسريحة شعره بس قرر إنه يغير هدومه .. ونور فضلت مستنياه لحد ما خرج .. وبالفعل خرج وهو شايل الطقم في إيده ... وراح يوديه للشاب في المحل بس نورا راحت وراه وبدأت تتكلم قبل ماهو يتكلم ...
نور:"إحنا عايزين الطقم ده."
يحيى بصلها بصدمة وعدم فهم ...
؟؟:"تمام يا فندم إتفضلي، عند الكاشير وحاسبوا هناك."
نور إبتسمتله ولسه هتروح للكاشير يحيى مسكها من دراعها بغضب ...
يحيى بإستفسار:"إنتي هتعملي إيه؟"
نور بإبتسامة:"هشتريه ليك عشان عجبك."
يحيى بضيق:"لا شكرا مش عايز حاجة."
نور بصت حواليها في المحل واللي بيشتغلوا هناك كانوا بيبصولهم ...
نور وهي بتبصله:"يحيى ماتحرجنيش قدامهم."
يحيى بغضب مكتوم:"إنتي إللي مينفعش تحرجيني قدامهم *أخد نفس عميق وإبتسم إبتسامة مصطنعة* .. مش عاجبني يا حبيبتي تعالي نشوف غيره."
بص للشاب إللي كان بيجهز الطقم ..
يحيى بهدوء:"شكرا."
خرج بهدوء من المحل ونور واقفة في مكانها مش مستوعبه إنه رفض .. خرجت وراه وهو كان ماشي في طريق الخروج من المول وهي بتحاول توصله ...
نور:"يحيى."
وقف في مكانه وبصلها بضيق ...
نور:"مالك في إيه؟"
يحيى بذهول:"مالي؟ّ!!! إنتي مش شايفة إنك أحرجتيني قدام الكل؟؟؟ ولا إنتي بتستعبطي عليا؟"
نور:"أنا ما أحرجتكش ولا حاجة هو بس الطقم عجبك وحبيت أجبهولك هدية."
يحيى:"متشكر .. بس مش عايز حاجة."
مشي وخرج من المول ووقف إستناها تخرج ... وبالفعل خرجت وراه وكانت لسه هتتكلم ...
يحيى:"إفتحيلي شنطة العربية."
نور بهدوء:"يا يحيى أنا بس...."
يحيى:"نور .. بعد إذنك إفتحيلي الشنطة."
نور برجاء وهي بتقرب منه:"متزعلش مني طيب ... أنا غلطانة طيب."
يحيى فضل يبصلها كتير وبعدها إتنهد بإستسلام ...
يحيى:"طيب، أنا محتاج أروح عشان فعلا تعبان."
نور:"حاضر، هنروح علطول، بس أهم حاجة متكونش زعلان مني."
يحيى بتنهيدة:"مش زعلان بس الموقف يضايق."
نور:"طب ممكن تفك التكشيرة دي؟"
يحيى إبتسم إبتسامة خفيفة وهي إتنهدت بإرتياح وركبوا العربية وبدأت تتحرك ...
........................................
في شقة ريم:
كانت قاعد على ترابيزة السفرة وبياكلوا هي ورشدي في صمت وبتفكر تقوله على حملها إزاي ؟؟؟ هي لحد الآن مقررتش تقوله ... يمكن عشان مش ضامنه رد فعله؟؟ وليه يرفض الطفل؟؟ ماهو عنده نور وبيحبها ... أكيد هيفرح لما يلاقي طفل تاني هييجي.. أكيد ... فاقت من إللي هي فيه لما رشدي قام من مكانه ..
رشدي:"أنا لازم أمشي ياحبيبتي، عشان متأخرش."
ريم بحزن مصطنع:"بس أنا مالحقتش أشبع منك."
قرب منها وباس راسها ...
رشدي وهو بيبص في عيونها:"معلش ياحبيبتي، تتعوض مرة تانية."
ريم:"طيب، بس في حاجة عايزة أكلمك فيها."
رشدي بإستفسار:"إيه هي؟"
ريم بإبتسامة وهي بتمسك إيده وبتبص في عيونه:"أنا حامل في الشهر التالت."
لحظة ... إتنين ... تلاته .... عدوا بهدوء لحد ما ملامح رشدي كلها إتحولت للغضب كإنه إستوعب كلامها ...
رشدي بغضب:"حامل؟؟!!"
ريم بتوتر من تغيره المفاجئ:"اه حامل، مالك يا رشدي في إيه؟"
رشدي مسكها من دراعها وقومها من مكانها وزعق فيها بغضب ..
رشدي:"إنتي تنزليه فورا."
ريم بعدم إستيعاب:"أنزله؟!"
رشدي:"أيوه هتنزليه يا ريم ... وإلا هقتله أنا بنفسي."
ريم:"إنت بتقول إيه؟"
رشدي بغضب أكبر:"زي ماسمعتي ... ويكون في علمك .. نور هي بنتي الوحيدة .. وهتفضل الوحيدة .. إعقلي يا ريم بدل ما تعرفي شغلي معاكي هيكون عامل إزاي."
ريم حاولت تتحكم في غضبها منه وبينت إنها مصدومة ...
ريم:"إنت مش عايز تخلف مني؟"
رشدي وهو معقد حواجبه:"لا، مش عايز ... إنتي مراتي اه .. بس لحاجة تانية مش للخلفة."
ريم بصتله بعدم فهم وبعدها إستوعبت هو يقصد إيه ...
رشدي:"في خلال 48 ساعة تبلغيني إن خلاص الطفل نزل."
سابها ومشي من غير مايستنى رد منها ... أما هي قعدت على كرسي بصدمة وذهول وبعدها ملامحها إتحولت لغضب شديد ..
ريم بوعيد:"هتشوف أيام عمرك ماهتشوفها يا رشدي."
قامت من مكانها وأخدت موبايلها وعملت مكالمة لأكثر شخص بيكره رشدي وهو عدوه في المجال إللي هما فيه، وبعد عدة رنات ..
؟؟:"فكرتي؟"
ريم بغضب:"أنا معاك ... رشدي لازم يتدمر ... لازم تاخد منه كل حاجة، وماتنساش نسبتي."
؟؟:"عين العقل، ماتقلقيش هتصرف وهخليه يخسر كل حاجة، مش انا إللي هياخد مني صفقة واحد زي رشدي."
..............................................
وصلوا قدام السكن ويحيى نزل من العربية تحت عيونها إللي بتبصله بحب وبتتمنى لو يفضلوا مع بعض دايما ...
يحيى:"خدي بالك من نفسك وكلميني لما تروحي."
نور بإبتسامة:"حاضر."
إتحركت بعربيتها تحت عيونه أما هو إتنهد تنهيدة بسيطة وطلع للسكن وسلم على زيد وفريد وشهاب ... وراح لأوضته عشان يرتاح ... مرت الأيام بين يحيى ونور وحبهم هما الإتنين لبعض بيزيد ده غير إنه علمها الصلاة وشرحلها كل ركن من أركان الصلاة وبقت بتصلي وبالفعل حست بإرتياح شديد زي مايحيى قالها بس كانت بتقطع في الصلاة .. كان في عيون حقودة دايما بتتابعهم في كل مكان هما بيروحوه وده كان جاسر .... يحيى مكالماته مع مامته وأخته مستمرة وفي كل مكالمة مامته بتوصيه دايما إنه مايغضبش ربنا، رشدي إنشغل كتير في شغله وقابله صفقة هتكسبه أضعاف مايملك دخلها وراهن فيها على كل الأملاك إللي بإسمه كل حاجة هما يملكوها بمعنى أصح ... ريم بلغت رشدي إنها أجهضت الطفل وكانت ممثلة الحزن ولكن من جواها كانت بتخطط تخطيط كبير وكل خطة ليها خطة بديلة، و في نفس الوقت بتحاول تتجنب مقابلاتها مع رشدي، لدرجة إنها طلبت منه يجيب سكرتيرة بدالها عشان هتقعد في البيت وهو إقتنع بكلامها وجاب واحدة مكانها في الشغل، وبتحاول على قد ما تقدر تشجعه في الصفقة دي بالذات ورشدي كان مبسوط إنها بتشجعه وواقفة جنبه ولكن ما خفي كان أعظم ..... نور كانت قاعدة بتبص ليحيى إللي مبتسملها وهو قاعد بيشرحلها في السنتر وبعد ما خلص ...
يحيى بإستفسار:"مالك؟"
نور بملل:"عايزة أغير جو .. مباقتش حابه جو المذاكرة ممكن نخرج نعمل أي حاجة نغير بيها الروتين ده."
يحيى بإبتسامة:"ليكي عليا أخرجك وأفسحك في أي مكان تقوليلي عليه، بس نحدد يوم وننزل."
نور بملل:"أنا عايزة حاجة مختلفة."
يحيى بحيرة:"طب قولي إنتي عايزة إيه؟"
نور بإبتسامة:" أنا سمعت إنكم هتعملوا الfun day بتاعكم في السخنة إيه رأيك نطلع؟"
يحيى وهو معقد حواجبه:"أنا مش طالع أصلا .. دي رحلة تافهة الكل بيرقص فيها وبيهيص."
نور برجاء:"بس عشان خاطري أنا عايزة أروح أغير جو معاك."
يحيى:"بس يا نور أنا ماليش في الحاجات دي بالذات."
نور برجاء:"بليز نفسي أروح البحر أوي يا يحيى .. أنا هفضل طول الوقت هناك في البحر .. يلا إشترك وخدني معاك كمرافق."
يحيى بصلها بتشتت وتردد ...
نور برجاء أذاب قلبه:"بليز .. نروح بس نقضي يوم هناك مع بعض."
ييحيى بتنهيدة صعبة:"ربنا يستر، بس مافيش نزول بحر."
نور بعدم فهم:"يعني إيه؟"
يحيى:"هو كده."
نور وهي بتسايره:"أوك مافيش مشكلة."
.............................
في العين السخنة:
نزلوا من الأوتوبيس وهو شايل شنط ونور ماشيه جنبه بإبتسامة كبيرة مسيطرة عليها من وقت ما إتحركوا من قدام الكلية لحد أما وصلوا ... دخلوا القرية إللي فيها الحفلة وكان واصلهم صوت أغاني عالية جدا ... نور قربت من ودن يحيى عشان يسمعها وهي بتتكلم ..
نور:"أنا هروح ال toilet ، شويه وراجعة."
هز راسه ليها وهو فضل واقف في مكانه بيبص بإحراج للمكان حواليه ... أول مرة تقريبا يفضل في مكان صاخب زي ده ... أي نعم دول زملائه في الكلية بس هنا الوضع مختلف ... الكل بدأ يرقص ويهيصوا ويسقفوا ويتصوروا كتير .. لكن هو كان مرتبك ومتوتر وواقف مستني نور لإنه مش متعود على أجواء الصخب دي .. إنتبه لنور إللي حطت إيديها على كتفه .. إنتبه إنها غيرت هدومها هي كمان لحاجة مريحة أكتر زي الكل...
نور بإستفسار:"إنت مغيرتش ليه؟"
يحيى بإستفسار:"أنا هغير ليه؟"
نور:" عشان نرقص براحتنا."
يحيى وهو معقد حواجبه بضيق:"ومين قال إننا هنرقص؟"
نور:"إحنا جايين نغير جو شويه ومنه نفك عن المود إللي إحنا فيه ده."
يحيى:"مافيش رقص يا نور ... يلا ورايا."
مشي بضيق وهي مشيت وراه بإستسلام لحد ما وقف قدام الشط وحط الشنط إللي في إيده على ترابيزة وقعد على كرسي وهي قعدت على كرسي تاني على الترابيزة دي ...
يحيى بإبتسامة:"شايفه البحر حلو إزاي؟ شايفة الجو جميل إزاى؟"
نور بإمتعاض وهي بتبص على كل إللي بيعوموا في البحر:"اه شايفة."
يحيى بإبتسامة:"بذمتك مش الجو حلو كده."
نور:"أنا عايزة أنزل البحر."
يحيى بضيق وهو بيبصلها:"لا."
نور:"لا ليه؟ هاه؟"
يحيى بغيرة:"هو كده، ويلا عشان ناكل."
فتح الشنطة إللي معاه وأخد منها سندوتشات كان عاملها ليهم عشان ياكلوا .. قدملها علبة السندوتشات، بصتله وفضلت ساكته وما أخدتش منه حاجة ...
يحيى:"ماتاخدي يا نور."
نور بقمصة:"مش جعانة."
يحيى:"لا إنتي جعانة ... ماتكذبيش."
إتنهدت بضيق وأخدت واحد وبدأت تاكله .. أعجبت بأكله جدا وبصتله بإنبهار .. يحيى كان مركز في أكله بس إنتبه لنور إللي بتبصله بعدم تصديق ...
نور:"إنت إللي عامل الأكل ده؟"
يحيى بعدم فهم:"اه أنا .. ليه في حاجة؟ الكبدة وحشة؟"
نور بإبتسامة:"لا جميلة أوي .. إنت بتعمل أكل حلو أوي يا يحيى."
يحيى بإبتسامة وفخر:"شوفتي بقا .. عشان تعرفي إنك مش هتتجوزي واحد قليل، هعلمك الطبيخ برده."
نور إبتسمت بحب وبعدها بصت للبحر وهي بتاكل وبعد ما خلصت ..
نور:"تعرف إن الدفعة إللي قبلك علطول حصل فيها حوار كبير هنا في القرية دي؟"
يحيى بإستفهام وهو بيبصلها:"بمعنى؟"
نور:"إنت ماتعرفش ولا إيه؟"
يحيى بحيرة:"لا."
نور:"الموضوع ده كان حديث الجامعة السنة إللي فاتت ... بس أنا واثقة إنها مظلومة."
يحيى بإستفسار:"هي مين؟ وإيه الموضوع؟"
نور:"بيقولوا إن في واحد كان بيحب واحدة و إللي فهمته إن البنت دي إكتشفت إن حبيبها بيخونها مع واحدة تانية هنا في البيت ده *بتشاورله على بيت مهجور بعيد جدا عن الشط بمسافات* ... المهم البنت دي مش فاكرة إسمها بصراحة، مسكت البنت التانية من شعرها وشدتها وراها لحد ماوصلوا قدام الطلبة هنا .. والتانية بتصرخ وكانت مقهورة كإنها مكانتش بتعمل ده برضاها ... بس انا حاسة إنها مظلومة .. الفكرة إني معرفش حاجة عنهم من وقتها ... إختفوا كلهم .. حتى البنت دي معرفش مكانها .. بس مش عارفة هما إزاي فصلوها والدفعة أصلا عملت ال fun day بعد الإمتحانات علطول؟؟!!"
يحيى فضل يبصلها كتير وبيفكر ...
يحيى:"إيه الفيلم المرعب ده؟"
نور بتنهيدة:"زي ماقولت مرعب ... أكيد الموضوع ده وراه تزوير وحاجات تانية كتير إحنا في غنى عنها."
يحيى بإبتسامة:"حلوة التحليلات دي ... إحنا بعد كده نسميكي المفتش نور."
نور بضحكة خفيفة:"بطل تتريق عليا."
يحيى:" لا بجد .. عمالة بتحللي في مواقف كتير وأنا قاعد جنبك وحاسس إني بتعلم منك."
نور بإبتسامة:"طب هات كمان sandwich عشان جوعت أكتر."
إدالها سنديتش وفضلوا هما الإتنين يتكلموا وهما قاعدين في مكانهم وإتصوروا كتير من موبايل نور .. بمرور الوقت ... كان البحر مبقاش في ناس تقريبا وكانوا قربوا على وقت المغرب وكانت الشمس لسه بتبدأ تغرب .. نور قامت من مكانها وبصت للشمس تحت عيون يحيى إللي قام من مكانه هو كمان ووقف جنبها ...
نور بإبتسامة:"تعرف يايحيى، أنا من يوم ما قابلتك وأنا مباقتش عايزة حاجة غير إنك تكون معايا دايما."
يحيى بإبتسامة وهو بيبص في عيونها:"أنا دايما معاكي ومش هسيبك أبدا."
نور بنظرة رجاء:"توعدنى؟"
يحيى بإبتسامة:"مش محتاج وعد .. أنا هفضل معاكي ومش هسيبك."
نور:"بعد ما تخلص علطول، هكلم بابي عنك وأنا واثقة إنه هيوافق."
يحيى بإبتسامة:"وده إللي أنا عاوزه .. عشان أقدر أخدك بعيد عن كل الناس ونبدأ حياتنا ونأسسها سوا مع بعض."
نور بحب وهي بتبص في عيونه:"أكيد ... *نبرتها إتحولت لرجاء* .... ممكن أطلب منك طلب بقا؟"
يحيى:"أكيد."
نور برجاء:"ممكن أنزل البحر؟"
يحيى:"قولتلك لا."
نور:"بليييييز."
يحيى بتشتت:"مش هينفع الشمس قربت تغرب ... ولسه الكل بيحتفل هنا."
نور:"ماحدش هيشوفني هروح بعيد ... *شاورتله على مكان في الشط بعيد مافيهوش حد* ... هروح هناك."
يحيى إتنهد بإستسلام وهز راسه ... وهي أتنططت من الفرحة وجريت بسرعة ناحية المكان إللي شاورتله عليه ودخلت المياة وهو جري وراها عشان ياخد باله هل حد مركز معاها ولا لا ... وبالفعل وقف على الشط وتابعها بعيونه وهي بتعوم بإستمتاع وفرحة وفي نفس الوقت عيونه على دفعته إللي موجودين عند الإستيدج بيحتفلوا ..
نور بصوت مسموع:"البحر جميل أوي يا يحيى ... تعالى إنزل."
يحيى:"لا أنا كده كويس، يلا خلصي إنتي بس."
نور:"لا تعالى، يلا."
لكن يحيى أصر على رفضه ...
نور:"أوك برحتك."
يحيى فضل متابعها شويه عيونه جات على دفعته تاني وبعدها بص لنور تاني في قلب البحر لكنه ملقهاش ... إستناها تظهر من تحت المياة لكنه مش لاقيها ... قلق وخاف جدا لتكون غرقت وبدأ ينادي ..
يحيى بصوت عالي:"نور."
مردتش عليه ومظهرتش ... قرب ناحية البحر وبدأ يدور عليها بعيونه ...
يحيى بخوف:"نور."
مظهرتش ...
نزل المياة ومهتمش لهدومه إللي إتغرقت ولا إهتم لأي حاجة المهم إنه يلاقيها لحد ما المياة وصلت لنص جسمه ...
يحيى:"نور، إنتي فين؟"
وفجأة خرجت من المياة وراه ...
نور:"بخ."
إتنفض وبصلها بفزع ...
نور بضحكة عالية من مظهره:"إنت شوفت عفريت."
يحيى بقلق وهو بيبصلها وبيقرب منها:"خضتيني عليكي، إنتي كويسه حصلك حاجة؟"
نور إبتسمت بحب وهي ملاحظه قربه منها ...
يحيى:"كنتي فين؟"
نور:"كنت تحت المياة."
يحيى:"أنا قلقت وخوفت عليكي لما إختفيتي، بعد كده ماتبقيش تختفي، بحس إن قلبي بيوجعني."
نور بحب وهي بتبص في عيونه وبتقرب منه أكتر:"وإيه تاني؟"
يحيى وهو بيبص في عيونها:"بحس إني مش هعرف أتنفس من غيرك، إنتي بقيتي كل حياتي يا نور."
مكنش في بينهم أي مسافة والشمس كانت بتغرب في الوقت ده ... مما خلا مظهرهم جميل جدا ...
نور بصدق:"يحيى، أنا بحبك."
يحيى كان لسه هيتكلم لقى نور مسكت وشه بين إيديها وقربت منه وبدأت تبوسه .. يحيى كان مصدوم بسبب الموقف ده ... عقله وقف عن التفكير تمامًا كإنه عاجز ... بعدت عنه مسافة بسيطة وبصت في عيونه بحب .... ضعف ... لحظة ضعف ... حب يعيشها ... يعيش لحظة من خلالها يعرف قد إيه هو حابب تكون حبيبته بين إيديه وفي حضنه؟؟ ... كان بيتمنى دايما إنه يتجوزها عشان تبقى في حضنه ... بس لحظة الضعف دي خلته عايز يجرب ... قرب منها وبدأ يبوسها بلهفة وعشق ... لقى إن اللحظة دي جميلة جدا ... لحظة خلته في منتهي السعادة عشان حبيبته معاه .... بس فجأة جه على باله مامته وأخته وقبل كل ده ربنا ... إتنفض بعيد عنها ونور إستغربت بُعده ...
يحيى وهو بينهج بخوف:"أنا آسف ... مينفعش يحصل ده بيني وبينك .. حرام .. حرام يا نور .. أنا عندي أخت، أنا آسف، أختي لا."
نور بصتله بإستغراب وعدم فهم ولسه هتتكلم ..
يحيى:"أنا هستناكي، عند بوابة القرية، وغيري هدومك بسرعة حاولي ماتظهريش قدام الناس."
خرج بسرعة من المياة وهي كانت واقفة في مكانها ومش مستوعبة إحساسها بالخذلان من بُعده عنها ... دمعة نزلت من عيونها وأخدت نفس عميق وبصت للشمس إللي خلاص غربت وخرجت من المياة ... حاولت تبعد عن عيون الناس نظرا لإن الهدوم كان محددة جسمها بسبب المياة أخدت هدوم ليها وراحت الحمام ...يحيى خرج من حمام الرجالة وهو لابس بنطلون بيتي وتي شيرت وشعره كان مبتهدل ومش متسرح بسبب المياة ... وأخد حاجته وحاجة نور وإنتظرها عند بوابة القرية لإن الكل خلاص بقا بيبدأوا يخرجوا من القرية ... خرجت من الحمام وهي ضامه نفسها وبتبص قدامها بشرود وراحت عند بوابة القرية وتجاهلت يحيى إللي واقف مستنيها .. إستغرب إنها سابته جري وراها ...
يحيى:"نور."
تجاهلته تمامًا ومردتش عليه وقف قدامها ..
يحيى:"في إيه؟"
نور بإستغراب وهي بتبص في عيونه:"إنت بجد بتسألني في إيه؟"
يحيى سكت لإنه عارف هي تقصد إيه ...
نور:"أنا مش عارفة أفهم أنا إزاي عايشة الإحساس ده؟؟؟ إحساس الرفض أول مرة في حياتي أعيشه."
يحيى:"إنتي فاهمة غلط ... إللي حصل بينا ده يا نور حرام .. الرسول صلى الله عليه وسلم قال .. *لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ* صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ... يعني يانور أنا مكنش ينفع أعمل كده ... لإني خوفت ... خوفت من عقاب ربنا ... ده غير إني عايز الحاجة دي في الحلال .. وخايف تترد في أختي ... عشان *كما تدين تدان* ... ودي حاجة مهمة جدا، كنت غلطان إني إتأخرت في إني أقولهالك .. بس ده وقته ... ماينفعش أمسك إيدك ... ماينفعش نقرب من بعض حتى."
نور:" إنت بتقول إيه؟؟ إنت هتبعد عني؟"
يحيى بتوضيح:"مقصدش .. قصدي مش هبعد عنك بس مافيش تقارب بينا ولا تلامس."
نور فضلت بصاله كتير بس سكتت ماتكلمتش وراحت للباص ويحيى إتنهد بإستسلام ومشي وراها ... دخلت قعدت في الباص وهو قعد جنبها بس سايب بينهم مسافة كالعادة ... ونور كل ده مابتتكلمش ولا بتبصله ... إتنهد بضيق بسبب الموقف إللي حصل بينهم وبيتمنى إنه مكنش ضعف على الأقل مايحطهاش في الموقف ده ... بس قرر يتكلم ...
يحيى:"من تعجل شيئًا قبل أوانه عوقب بحرمانه."
نور بصتله لما قال الجملة دي ...
يحيى بحزن:"عشان كده مش عايز أخسرك ... عايز نفضل دايما مع بعض .. خلاص هانت كلها شهر وهتخرج وهتقدملك إن شاء الله، مش عايز الحلم ده يروح مني، بلاش يانور على الأقل ربنا يباركلنا في حياتنا بعد الجواز ... مش عايز نبعد أبدا عن بعض، عشان كده بحافظ عليكي."
نور إبتسمت إبتسامة خفيفة وهي بتبصله ...
يحيى:"فهمتي ليه بعدت؟"
هزت راسها وهو إتنهد بإرتياح ...
نور:"بس أنا ماكنتش أعرف كل ده .. أنا......"
يحيى بتفهم وهو بيقاطعها:"فاهمك ... عشان كده قولتلك، وأنا آسف الغلط من عندي أنا إتأخرت في إني أقولك الكلام ده."
نور بإبتسامة:"ماتعتذرش مافيش بيني وبينك إعتذار ... أنا خلاص فهمت كل حاجة .. فهمت ليه ماكنتش بتقرب مني من البداية ... فهمت كل حاجة."
يحيى بإبتسامة:"ربنا يديمك في حياتي أجمل نعمة."
نور أمنت على كلامه وبصت لشباك الأوتوبيس بإبتسامة ... حاسة إنها مرتاحة .. بتتعلم أكتر وبتحب كل يوم الشخص إللي بيعلمها أكتر ... "يحيى" ..................
بعد مرور شهرين:
يحيى كان قاعد في السكن ومعاه زيد وبس بسبب إن الإمتحانات خلصت والنتيجة ظهرت لكنه قاعد عشان حفلة التخرج بكرة وبعدها هيطلب نور من باباها علطول، وطبعا وجودة في القاهرة لحد دلوقتي بسبب إصرار نور إنه يفضل معاها وقت أطول السنة دي قبل ما يسافر ... إنتبه إن زيد بيتكلم معاه ...
زيد:"إيه يابني سرحان في إيه؟"
يحيى بتنهيدة:"مش عارف متوتر ومحتار ... بكرة أهم يوم في حياتي ... اليوم إللي هتيجي فيه أمي وأختي يشوفوني وأنا بتخرج وهعرفهم على الإنسانة إللي حبيتها ... *إبتسم إبتسامة جميلة* ... حاسس إن الفرحة مش سيعاني بجد ... دنيتي خلاص إكتملت، وأنا خلاص مش عايز حاجة من الدنيا دي تاني."
زيد بإبتسامة:"أنا مبسوط جدا عشانك يا يحيى ... ربنا يتمملكم على خير."
يحيى:"آمين، إنت بقا فرحك إمتى؟"
زيد:"شهرين بالظبط إن شاء الله، هستناك إنت ونور تحضروا."
يحيى بإبتسامة:"إن شاء الله ماتقلقش، هجيبها معايا."
زيد كمل شغله ويحيى كان سرحان في اليوم بتاع بكرة ده وبيتمنى من ربنا إنه يعدي على خير وكل إللي بيتمناه يتحقق.... نور خرجت من محل بدل وهي ماسكة شنطة كبيرة مما يتضح إنها بدلة رجالي شيك جدا نظرا للمحل إللي هي خارجة منه وكل ده تحت عيون جاسر إللي بيبصلها بغل وكان واضح عليه التفكير لحد ما إبتسم بشر ...
جاسر:"هانت."
إتحركت بعربيتها وهو كمان إتحرك بعربيته ...
في اليوم التالي:
يحيى كان قاعد في قاعة الجامعة بين الطلاب ولابس قميص وبنطلون عشان ومتوتر عشان الكل كانوا لابسين بدل وهو الوحيد إللي كان لابس طقم ... وفي نفس الوقت مستغرب نور إتأخرت كده ليه؟؟ .. عيونه جات على مامته وأخته إللي شاوروله بفرحة وفخر وهو إبتسملهم في المقابل ورجع بص لزملائه إللي بيستلموا شهاداتهم ودروعهم ... إنتبه لموبايله إللي بيرن .. رد بسرعة لما لقاها نور ..
يحيى:"أيوه إنتي فين؟"
نور:"أنا في القاعة مش لاقياك يا حبيبي."
يحيى بص حواليه ولقاها واقفه فوق بعيد جدا بجوار الكراسي الخاصة بالأهالي ... شاورلها .. وهي بصتله ..
نور:"عايزة أقابلك."
يحيى:"خليها طيب بعد ما أستلم الحاجة."
نور:"لا دلوقتي، يلا عايزاك بره ."
في نفس التوقيت:
جاسر كان بيبص لعربية نور إللي راكنه بره القاعة وفي إيده علبه كبيرة وكان معاه شلة من زمايله، كانوا بيراقبوا الدنيا وهل في حد منتبه للي جاسر بيعمله ولا لا ... فتح سوستة شنطة البدلة وفتح العلبة ودهن البدلة كلها من البودرة دي .... وبعد ما خلص عدل كل حاجة وكأن شيئًا لم يكن ودخل القاعة ... يحيى خرج من باب القاعة السفلي إللي كان فيه وطلع لنور لقاها واقفه عند باب القاعة العلوي ومبتسمة بحب ...
نور:"أنا عايزة أقولك على حاجة؟"
يحيى بإستفسار:"حاجة إيه؟"
نور بحب وهي بتبص في عيونه:"أنا قررت أتحجب."
يحيى إتفاجئ وإندهش من قرارها وفي نفس الوقت مشتت عايز يلحق يدخل القاعة تاني ...
نور:"إنت ساكت ليه؟"
يحيى بحب وفرحة:"ده أجمل خبر سمعته في حياتي."
نور:"ممكن بقا أطلب منك طلب؟"
يحيى:"أكيد طبعا، إطلبي."
نور:"ممكن تلبس البدلة إللي أنا جايبهالك."
يحيى بإستغراب:"بدلة؟"
نور بحب:"أنا جبتلك بدلة للحفلة هدية التخرج بتاعتك، ممكن تلبسها؟"
يحيى:"بس....."
نور برجاء وهي بتقاطعه:"عشان خاطري ... ممكن تلبسها يا يحيى، دي هديتي ليك، على الأقل إقبل دي."
بصلها بتشتت وفي نفس الوقت قدامه عدة أسامي لسه إتنهد بإستسلام وهي فرحت وخرجت بره القاعة وهو خرج وراها ...
نور بفرحة وهي بتقدمله البدلة:"إدخل ال toilet يلا وإلبسها أنا واثقة إنها هتكون مناسبة جدا عليك."
يحيى بإبتسامة:"ماشي، وأنا واثق في كده."
أخد البدلة ودخل الحمام وبدأ يغير هدومه وبعد ما لبس خرج من الحمام ... لقى نور واقفة مستنياه بإبتسامة كبيرة بسبب شكله المهندم .. قربت منه بحب وبدأت تعدله الكرافات وهي بتبص في عيونه وهو مبتسملها بحب وفي نفس مش حاسس بإرتياح نهائي في البدلة دي ... حاسس بحكة غير طبيعية في جسمه ...
نور بحب وهي بتبص في عيونه:"أنا خلاص خلصت."
يحيى بعدم إرتياح وإبتسامة مصطنعة:"أنا هنزل .. ماتمشيش هاه؟؟ أمي وأختي هنا .. لازم تتعرفي عليهم."
هزت راسها وهو دخل القاعة تاني وقعد في مكانه بعدم إرتياح وغصب عنه بدأ يهرش في جسمه .. جاسر وزمايله عيونهم على يحيى إللي بدأ يهرش وإبتسامة النصر كانت على وش جاسر إن خلاص كده إللي هو كان بيخطط ليه نفذه ولسه حاجة واحدة بس ... عيونه جات على نور إللي واقفه بتبص ليحيى بعيونه كلها شغف وفخر بس لما لقته بيتحرك كتير في مكانه إستغربت ... هو ماله؟؟؟ ... خمس طلاب طلعوا للمسرح ومن ضمنهم يحيى إللي كان آخر واحد وبيهرش غضب عنه لدرجة إنه لفت إنتباه كل إللي موجودين في القاعة ... نور حست إن في حاجة غلط هي مش فاهماها ... إسم يحيى جه ...
؟؟:"يحيى عطية محمود متولي."
مشي على المسرح وهو بيهرش بشكل غريب وهنا فجأة وقع عليه جردل مياة .. مش عارفين منين ... وصدى صوت في القاعة هو إللي كان ظاهر بس ...
جاسر بصوت مسموع:"عشان تعرفوا إن الفلاح لما بيتمدن بيجيب لأهله العار، برافو يا نور."
في إللي ضحك على يحيى وفي إللي زعل عشانه، ونور دموعها نزلت من إللي حصل ده ... يحيى كان بيبص للكل بذهول وعيونه جات في عيون أمه وأخته إللي مصدومين من إللي حصله ... بس إنتبه إن إسم نور كان إتذكر في الآخر ... نور عيونها جات على جاسر إللي وقف جنبها ومبسوط جدا ...
جاسر:"إيه رأيك؟"
نور بصتله بغضب والدموع بتنزل من عيونها:"إنت أحقر بني آدم شوفته في حياتي."
خرجت من القاعة بسرعة عشان تنزل ليحيى القاعة السفلية، جاسر عيونه جات في عيون يحيى إللي شافه واقف مع نور وبيبصلهم بعدم إستيعاب وبعدها خرج من القاعة السفلية عشان يعرف ويفهم إيه إللي بيحصل حواليه ... جاسر إبتسم بشر وخرج بسرعة من القاعة ومسكها من دراعها قبل ماتنزل ...
جاسر:"رايحاله ليه؟؟؟ مش خطتنا نجحت."
نور لفت ليه وبصتله بغضب، إنتبه إن يحيى بيطلع على السلالم وبسرعة إتكلم عشان يحيى يقف ويسمع كلامهم ...
جاسر:"مش كان إتفاقنا إنك توقعيه عشان نفرج عليه الجامعة كلها."
يحيى وقف مذهول من إللي هو سمعه ده وحاسس إنه مش قادر يسمع تاني، إتمنى إنه يبقى أصم عشان مايسمعش باقي الكلام وللأسف دموعه نزلت بحسرة لإنه إتخدع ... وماحدش إنتبه إن إللي سمعهم كمان كانت أم يحيى وأخته لإنهم خرجوا من القاعة العلوية بعد ما يحيى خرج ...
نور بدموع وغضب:"اللعبة إنتهت من زمان يا جاسر وأنا قولتلك كده، إفهم بقا."
جاسر وهو بيمثل عدم الفهم:"لعبة إيه يانور؟ ده إنتي لسه قايلالي إمبارح إنك هتظبطي الدنيا وتشتري بدله ليه وتحطي بودرة العفريت فيها."
نور بعدم إستيعاب:"إنت بتقول إيه؟؟"
يحيى حط إيده على قلبه بصدمتة من حبيبته إللي آمنلها .. حبيبته إللي كانت كل دنيته ... إللي إعتبرها خلاص زوجته وخطوته الأخيره كانت خلصت خلاص وكان هيتقدملها ... حاسس إن الدنيا إتهدت حواليه بس تحامل على نفسه وطلع السلم بهدوء ...
جاسر كان لسه هيتكلم ...
سهير بصراخ ودموع على إبنها وهي بتقرب منها:"بجى إنتي إللي تعملي في ضنايا كده يا مجصوفة الرجبة ... منك لله ... حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ... بهدلتي ضنايا."
نور دموعها زادت بسبب إنها مش فاهمة حاجة وبتبصلهم بتوهان .. سهير كانت قربت من نور ولسه هتضربها إتفاجئت بيحيى إللي بيبصلها ودموعه بتنزل على الرغم من إن ملامحه مفيهاش أي تعبير ..
يحيى بهدوء على الرغم من دموعه إللي بتنزل ومش بيبص لنور أبدا:"يلا يمّا نمشي من هنا."
سهير بدموع وصراخ:"لا .. أني لازم أخد حجك ياضنايا ... لازم تموت في إيدي."
يحيى بتأكيد وهو بيمسكها أكتر:"يلا يمّا نمشي، ياسمين خدي أمك وإمشي إستنوني بره."
ياسمين مسكت إيد أمها بدموع وسهير حاولت تتحكم في غضبها بس ماقدرتش وخرجت من القاعة ... لكن يحيى كان بيبص قدامه بملامح خالية من أي تعبير على الرغم من دموعه إللي بتنزل بإستمرار ..
نور برجاء ودموع وهي بتقرب منه:"ماتصدقهوش يا يحيى ... هو بيكذب ... صدقني أنا بحبك وماحبتش في حياتي قدك .. أنا مكنش ليا غيرك."
يحيى مط شفايفه بسخرية وحزن من رجاءها إللي إكتشف إنه خدعة ... والكلمة الوحيدة إللي نطقها ...
يحيى بصوت مهزوز:"ليه؟"
نور بدموع:"محصلش يا يحيى ... محصلش ... صدقني كل ده محصلش."
إتنفضت بفزع بسبب صوته الجهوري ..
يحيى:"ليه؟"
نور بشهقات بسبب دموعها إللي زادت:"أنا حاولت كتير أقولك .. حاولت كتير أقولك على إتفاقي مع جاسر .. بس إنت قولتلي مش عايز تعرف حاجة."
يحيى بعدم إستيعاب:"يعني كل ده كان لعبة؟"
نور هزت راسها ب "اه " .. بس هزتها تاني ب "لا" بسرعة ...
نور بدموع:"الحاجة الوحيدة الحقيقة إللى كانت في حياتي هو حبي ليك يا يحيى."
يحيى كان لسه هيتكلم ... سمع صوتها في مكالمة بص لمصدر الصوت ... لقى إنها الميكروفونات ...
جاسر بإستفسار:"إيه الأخبار؟"
نور بإبتسامة كبيرة:"وقع خلاص."
ومكالمات كتير أوي بينها وبين جاسر بيتكلموا فيها عن إنهم يوقعوا يحيى ....
..............................................
يحيى ضحك .. ضحك بقهرة ووجع لإنه إتخدع .. قلبة الطيب هو إللي صورله إنها هتتغير و هتبقى إنسانه كويسة .. مثلت عليه وخدعته كويس جدا ...
يحيى بصعوبة:"يا خسارة .. يا خسارة فوقت متأخر ... فوقت بعد ما إتخدعت فيكي ... بتمنى إن عمري ما قابلتك ولا حبيتك ... الكل كان بيحذرني منك وأنا كنت بقولهم .. *إبتسم بحزن على نفسه* ... لا نور طيبة جدا ... وبتحب الخير للناس ... حتى أمي بنفسها قالتلي إنتي متنفعيناش .. بس أنا إللي أقنعتها بيكي وأتمنى إني ماكنتش عرفت أقنعها ... * ضحك بحسرة* .... برافو عليكي ... إيه إللي المفروض يتعمل تاني؟"
بص لجاسر إللي بيبصله وهو مبتسم ...
يحيى:"إتفقت معاها على إيه تاني؟"
جاسر:"كده خلاص أخدت حقي منك."
مشي وسابهم ويحيى بص لنور إللي بتبكي بشدة وبتبصله برجاء ..
يحيى:"من النهاردة...."
نور ببكاء وهي بتقاطعه:"لا ... لا ... لا يا يحيى ... أنا ماقدرش أعيش من غيرك، أرجوك ماتقولهاش."
يحيى بملامح ميته وهو بيبص في عيونها:"يحيى مات .. كانت فرصة سعيدة."
خرج من القاعة .. وراح لمامته وأخته ومشيوا ومبصش وراه أبداً ... لكن نور كانت بتحاول تصرخ عشان يرجعلها مايسيبهاش ... خلاص كل حاجة راحت منها .. حلمها معاه راح ... حاولت تصرخ بأعلى صوتها وبالفعل صرخت ...
نور:"يحيى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!"
وفجأة الدنيا إسودت حواليها بسبب الصدمة إللي هي فيها بس كانت بتحاول تقاوم عشان تخرج وراه لكنها وقعت على الأرض وغابت عن الوعي ....
............................................
في نفس التوقيت:
رشدي كان قاعد في مكتبه مركز في شغله بس إنتبه على مكالمة التليفون إللي جاتله رد بلهفة لإن دي اخبار من البنك إللي هو بيتعامل معاه ....
رشدي بلهفة:"ألو."
؟؟:"رشدي بيه؟"
رشدي بعشم:"أيوه أنا ... إيه أخبار الصفقة؟ كسبتها صح؟"
؟؟ بحزن:"للأسف .. الصفقة راحت من إيدك و البنك حجز على كل أملاكك، أنا آسف ... هيتم إرسال رسالة من البنك بالإخلاء من الفيلا وشقتك إللي في المهندسين بكرة والإخلاء هيكون في خلال 10 أيام .. ربنا يصبرك."
قفل المكالمة من غير مايستني رد منه ورشدي كان قاعد مصدوم في مكانه وحاسس إن الدنيا ضاقت بيه ... قرب يفقد النفس .. لا بل هو بيفقده فعلا ... فتح زرار قميصه عشان يقدر يتنفس بهدوء لكنه ماقدرش وبسبب الصدمة جاتله ذبحة، خلته يموت في مكتبه إللي طول عمره كان مضحي بحياته ووقته كله فيه ....
............................................
بعد مرور عدة أيام ...
نور كانت بتبص لأوضتها بشرود وهي لابسه اللون الأسود حزنًا على فراق باباها وفي نفس الوقت ماسكة رسالة الإخلاء وماسكة رسالة تانية من مامتها "دولت".. إللي مكتوب فيها ...
"أنا مش هقدر أعيش في القرف ده بعد كده، منه لله باباكي هو إللي خسرني كل حاجة"
دموعها نزلت وهي بتبص للسقف بشرود، وبصت للرسالة الأخيرة إللي كانت عبارة عن بالرفد من الجامعة بسبب التسيب إللي حصل منها هي وزميلها يوم حفلة التخرج ... خسرت يحيى .. باباها ... مامتها ... تعليمها ... باقت وحيدة .. وحيدة تمامًا .... يحيى مابيردش عليها من وقتها وقفل موبايلها بعدها بيوم ... يحيى سابها لوحدها ... مكنش قد كلامه معاها .. قالها إنه عمره مايسيبها ويغيرها براحة ... راحت فتحت الدولاب وبصت لهدومها القديمة إللي كانت بتلبسهم قبل ما تعرفه .. أخدت واحد عريان ولبسته وحطت ميك أب صارخ على وشها، وخرجت من الفيلا وركبت عربيتها إللي آخر مرة هتركبها وإتحركت في إتجاه المكان إللي هتخرج فيه كبتها ... بعد مرور فترة بسيطة ... وصلت للملهى الليلي ودخلته وراحت للبار وطلبت المشروب إللي ربنا حرمه .... وبالفعل شربته ومرة ورا والتانية لحد ما سكرت تمامًا دفعت كل إللي كان في جيبها ...... وراحت للي بيرقصوا ورقصت بينهم وشاب قرب منها ....
باقي الفصل السادس من نوفيلا ... المغرورة والقروي
وصلت للملهى الليلي ودخلته وراحت للبار وطلبت المشروب إللي ربنا حرمه .... وبالفعل شربته ومرة ورا والتانية لحد ما سكرت تمامًا دفعت كل إللي كان في جيبها ...... وراحت للي بيرقصوا ورقصت بينهم وشاب قرب منها وبدأ يرقص معاها بس بعدها نور زقته وخرجت بسرعة من المكان ده وراحت لمكان عشان تتقيأ كل إللي هي شربته ... كانت الدنيا بتدور حواليها، لقت نفسها تعبت أكتر ومحتاجة تنام .. راحت لعربيتها وبدأت تسوقها بتشوش منها بس قدرت توصل بصعوبة للفيلا إللي هتفضي فيها آخر أيامها ... كانت بتمشي بتتمطوح وفي نفس الوقت الكحل بتاعها كان سايح بسبب دموعها إللي مش بتبطل تنزل، ولسه هتقرب ناحية الباب إنتبهت لشنطة موجودة قدام الباب وكان مفتوح جزء منها ... قربت من الشنطة جدا وبتحاول تركز لقت طفل رضيع قدامها كان نايم بهدوء .. فتحت الشنطة بعدم فهم وإستيعاب لقت جواب موجود على الطفل ده ... فتحت الجواب بتعب وبصت للكلام .......
" خطتي خلصت خلاص، فمبقاش ليه لازمه ... شوفيلك صرفة في أخوكي، طبعا إنتي عارفة أنا مين."
نور بصلت للطفل بذهول وعدم إستيعاب ورجعت قرأت الجواب تاني ... وبعدها بصت للطفل ... وقعدت بركبتها على الأرض وبدأت تبكي بقهرة ... بس بكائها هدي لما الرضيع ده بدأ يبكي .. مكانتش عارفة تعمله إيه تسيبه وتدخل في الجو ده ولا تعمل إيه؟؟؟؟ ... لحد ما قررت .. أخدته في حضنها ودخلت الفيلا وهي بتحاول ماتتمايلش عشان الطفل مايقعش من إيديها وقفلت باب الفيلا وراها ..............
*خسرت ... خسارتي كانت صعبة ... بس يمكن يكون ورا الصعوبة دي حاجة معرفهاش ... حاجة أول مرة أشوفها وأحس بيها ... إحساس كبير بالمسئولية حسيته يومها حسيت إني لازم أعافر عشانه،لإن البصة في عيونه حياة."
إبتسمت إبتسامة خفيفة وحب لتذكرها أخوها الصغير *بلال*، قفلت الأجندة وإنتبهت لزميلتها إللي بتناديلها ....
؟؟:"يلا يا نور عشان الزباين دخلوا المطعم."
نور بإبتسامة وغرورماخسرتهوش أبدا وبتعدل حجابها:"أنا جاهزة."
........................................................................
مش هحدد حاجة وأقول دي النهاية .... منتظرة تفاعلكم عشان البارت إللي عليه الدور ينزل ده معتمد على تفاعلكم ❤
آرائكم؟؟ توقعاتكم؟؟؟؟؟
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇