![]() |
عشقت امرأة خطره
"السادسه عشر والسابعة عشر والثامنة عشر"
بقلم ياسمينا احمد
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
فى مكتب جده كان الشجار بينهم حاد غضب عارم بين الطرفين غضب "فايز" إستمرار اخطائه
وغضب"زيد" من عدم تصديقه له لم يكذب طيلة حياته ، كيف يكذبه امام كلمه واحده قالتها "صبا"
بدافع الغضب والانتقام
بعد حوار طويل وصل معه لهدذه النقطه قائلا :
ـ يعنى انا هكدب لى ؟
سأله جده بعصبيه :
ـ وصبا هتكذب ليه ؟
أشاح "زيد" وجهه عنه وهو لا يعرف بما يرد على هذا السؤال عض على شفاه واطال الصمت
ثم هدر :
ـ مافيش متهم بيتحاكم بتهمه هو مش معترف بيها
بدأ يفهم أن هناك شئ غير واضح بين صبا وزيد يخفيه عمدا فسأله بمكر:
ـ إنت كنت عايزها تطلع معاك ليه يا زيد ؟ ورشدى ليه زقك ؟ هو كان بيدافع عنها ؟
إشطاط "زيد "عند سماع إسمه وهتف بإنفعال :
ـ الولد بصاته ليها مش مريحه
وضع "جده" يده على فمه واستمر بالتحديق به دون تعليق مما دفع "زيد" لتبرير خشيه ان يفهمه خطأ:
ـ حتى لو ما حبتهاش ولو كنت مغصوب عليها عمرى ما كنت هسمح بإن حد يتجرأ على بنت عمى أو حاجه
تخصنى
ظل على نفس سكونه وهو ينصت إليه ،يعرف "زيد" جيدا لم يكن ابدا كاذبا ويصعب إغضابه وما قاله الأن ليس
لديه شك به تصرف "رشدى " كافى ليحرك رجولة "زيد" وإستفزازه، لكن الوضع بات صعب وجوده سيعرقل كل
شئ بل سيخلق مشكلات عديده ويسبب شك أنه يدافع عن حفيده ويغطى على أخطائه لذا إتخذا قراره ،اخير نطق
قائلا بحسم :
ـ زيد اطلع على القاهره عشان تجهز للفرع الجديد ما ترجعش غير لما عمك حسين يرجع وتكتب الكتاب
إذدراء ريقه وكأن الكلمه ثقيله على انفاسه تقطع كل أمل بالحياه لم ينفر من إقصاء جده له أو يشك أنه لم يصدقه
هو أيضا بحاجه للهرب ،كاد يستسلم لرغبته ويفر من البلده بأكملها لكن تذكر شئ هام جعله يتراجع هاتفا :
ـ مريم ، ميلاد مريم قرب
اشار له وهو يجيبه بضيق :
ـ ابقى تعالى اعمله المهم إمشى دلوقتى يا زيد
_____جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________
"على باب مكتب جده "
كانت تقف "ونيسه " بترقب لم يرتاح جسدها أبدا غدت الطرقه ذهابا وايابا بإنتظار خروج والدها
تضم يدها إلى فمها وتدعوا الله كثيرا حتى لا يتأذى ولدها ، بينما "صبا" أتت مهروله نحو غرفة جدها
لكنها ما إن رأت "ونيسه " تراجعت وإكتفت بالمتابعه من بعيد
خرج "زيد" وسارعت "ونيسه " بإتجاهه تسأل بقلق :
ـ عمل إيه ؟
لاحظ أقدام غريبه تتراجع فثبت نظره لمعرفة صاحبها وكان من السهل كشف هويه "صبا" رغم أنها تحاول الاختباء
، حدث نفسه هازئا:
ـ فاشلة حتى فى دى
كررت والدته السؤال وقد أذدات توتر من صمته :
ـ قول قالك إيه ؟
إنتبه إليها ليجيب :
ـ هنزل القاهره ومش هرجع غير على كتب الكتاب
وضعت يدها على قلبها وهى ترد بصدمه :
ـ يا لهوى يا زيد هتفرطوا من إيدى ، انا رضيت بالهم عشان تفضل جانبى وفى الاخر
هو يمشيك بسهوله كدا
همت لتندفع نحو غرفة "فايز" وهى تقول بغضب :
ـ انا هدخل اكلمه وان شاء الله يبعتنى معاك
امسك "زيد" يدها ليمنعها من الدخول إليه هادرا بتروى :
ـ إصبرى يا أمى
رفع وجهه تجاه الركن الذى تقف به "صبا" ليجدها واقفه تحدق نحوهم بصدمه ظهرت جليا على تعبير وجهها
وكذالك فمها المفتوح بقى نظره معلق تجاها وإختطلت مشاعره بين غضب وشفقه غضب مما فعلت وشفقه
على ما قد تواجهه مع جدها بسبب كذبتها الكيديه هذه، اخرجه صوت والدته المنزعج من تلك المشاعر :
ـ كلوا من بنت المؤذيه صدقتنى يا زيد لما قولتك هتخربها وتقعد على تلها دى بنت بشرى بنت القادره
نكاية فى "صبا" اجاب متوعدا :
ـ كلها مده بسيطه واتجوزها وامشيها على عجين ما تلغبطوش
كادت "صبا" أن تقفز وتقبض على عنقه عرف كيف يستفزها ويأخذه حقه منها مازالت صغيره
على الوقوف بوجه "زيد الواصل" رددت "ونيسه " القول بضيق:
ـ إن شاء الله ما توعى ما تجبليش سيره الجوازه دى الله يرضى عليك والله فى سماء لو
يسبونى عليها لأقتلها أنا مش هستنى تانى تضيع عيالى انا عمرى ما انسى انها كانت سبب
فى انى أسقط اول عيل ليا
أكتفى "زيد" مما تقوله والداته خاصتا عندما لاحظ إستعداد "صبا" للهجوم عليهم ،هتف :
ـ خلاص يا امى بقى المهم خلى بالك من مريم لحد ما أرجع
هتفت "ونيسه" باستسلام :
ـ هتوصينى على مريم! ربنا يحميك يا ابنى بس ...
القت اخر كلمه بتردد جعل "زيد" يشعر بالقلق لكن القلق الذى نشب داخله كان اكبر من التكهن لذا سأل :
ـ بس إيه ؟
اجابته "ونيسه " بحرج :
ـ ع...عمك كان بيعملك حساب لو مشيت يعنى .....
قاطعها بشراسه :
ـ وانتى مفكره إنى هبقى بعيد أوى كدا أى جاجه تحصل تبلغينى بيها وانا هكلمك كل يوم
ما تخفيش من حاجه طول ما انا عايش على وش الدنيا
ربتت على كتفته لطالما كان "زيد" عوضا جميلا عن ما عانت لأجله ،تحملت الاجبار على الزواج
من "عماد" ومستعده لتضحيه بنفسها لاجله وليس هو فقط جميع ابنائها تحبهم لدرجه التقدس امسكت
بوجنتيه وهى تدعو له برضاء:
ـ ربنا يحميك يا حبيبى يا سندى وعوضى من ربنا الغالى
قبل رأسها بحنو وهو يرد عليها :
ـ ويخليكى ليا يا امى
ألتفت "ونيسه " لتهم بالمغادره وقد خشى "زيد" أن تلاحظ حضور "صبا" لكنها من الواضح انها رحلت
مبكرا أثناء إنشغاله بالحديث مع والدته .
______جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ___________
"فى منزل شاكر "
انفعال حاد ملاء الاجواء من"نهى " عندما علمت بالخبر الذى صعقها وراحت تستنكر بانفعال
أمام والدتها واخيها :
ـ يعنى إيه ؟ أصوم أصوم وفى الاخر واحده تشاركنى فيه
زفرت والدتها التى تحيرت كيف تقنعها فقد طال رفضها ولازالت مصره على تنفيذ رغبتها،هتفت برويه :
ـ يا بنتى افهمى بقالنا مده بنفهم فيكى، يا كدا يا تنسى موضوع زيد دا خالص
جده قال لابوكى لو مش عاجب بنتكم خدو "مريم " وهو هيتجوز بنت عمه وانتى هتدخلى بعدها
زعقت "نهى" وقد أذدادت عصبيه :
ـ انتى بتقنعينى بإيه ؟ يتجوزنى على واحده شرطى انه يتجوزنى انا وبس
نهضت والدتها من جلستها لترد عليها بغضب :
ـ إنتى بتشرطى على إيه إذا كان البنت اللى بنضغط عليهم بيها قالك خدوها، مش دا زيد
اللى وجعتى دماغنا بيه اهو جالك وطلبك اخيرا يا تقبلى يا ترفضى وتقفلى الموضوع
دا خالص
تدخل"ياسر " الذى كان يصتنت للحديث بصمت وينتظر نتيجه :
ـ والله لو تسمعى كلامى يا "نهى " إرفضى إنتى ضفرك برقبته هتجوزيه على ايه ؟
إلتفت اليه"نهى " وردت عليه غاضبه :
ـ وعندك مين احسن منه دا "زيد الواصل" بنات البلد كلها بتمنى يبصلها مش يطلبها للجواز
قاطعتها والدتها وهى تضع يد فوق الاخرى :
ـ وأهو طلب ايدك إنتى اللى بتأمرى
صاحت بها "نهى":
ـ بعد ايه بعد ما يتجوز بنت عمه أدخل على ضره
اجابتها والدتها برويه لعلها تقتنع وتنهى هذا الشجار :
ـ أولهم ولا أخرهم وكويس انه هيتجوز التانيه الاول عشان تاكلى عقله انتى لسه
قايله بلسانك دا زيد الواصل الف واحده تتمناه يوم لما يجينا برجليه نرفضه إحنا
تذمرت قائله :
ـ يا ماما ....
قاطعتها والدتها ناهيه :
ـ ولا ماما ولا بابا ارضى بنصيبك هو يعنى لو زيد مشى هيجى مين احسن منه إنتى كبرتى
ولو حد فكر يقرب من بيتنا هيبقى يا متجوز يا مطلق يا أرمل وفى رقبته كوم عيال يبقى زيد
أحسنلك وإذا كان على بنت عمه دى عيله عندها عشرين سنه ومش هتعرف تعيش معاه ومش
واخده على طبعنا وإنتى وشاطرتك بقى ممكن تمشيها من تانى يوم وتبقى إنتى الكل فى الكل
صمت"نهى " وقد بدى عليها التفكير فى الامر كلام والدتها كله منطقى لكن كرامتها تؤلمها
ما كانت تنظر زيد وبيده زوجه اخرى كانت تصبر حتى يخرج من حزنه ويأتى إليها
لتعوض سنوات عاشتها فى حرمان ولوم ونظرات شفقه استمرت بالشرود حتى أخرجها
عنه أخيها وهو يسأل سؤال هام :
ـ وهو إيه اللى يخلى عيله بتاع عشرين سنه تجوز واحد ارمل وهيتجوز عليها بعد شهر
السؤال هذا إستفز "نهى " فهى من الان تشتعل بها نار الغيره لترد بحنق واضح :
ـ هيكون ليه اكيد ناقصه ايد ولا رجل ومش لاقين حد يتجوزها
وكزت والدتها ابنها وهى تحثه على الصمت قائله :
ـ الله اعلم بيها ربنا يستر على ولاينا هو يعنى ما كانش فى غير زيد فى البيت ما اسم الله
عليه بلال ومن بعده يحيى الموضوع فى إنّ، الله اعلم بيها
اجابتها كانت مُرضيه ل " نهى " أو على الاقل أرضت غرورها بأنها الكامله المُكمله التى اختارها
زيد بكامل إرادته .
__________جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد _________
"فى الحديقه "
عادت "صبا" لتلاعب "مريم " متظاهره بإلابتعاده عن الضجيج الذى حدث من ساعات لكن فى
الحقيقه هى تغطى على تأنيب ضميرها من جانب "زيد" خاصتا إن فى عنقه طفله رقيقه ك"مريم"
والتى من الممكن أن تتأذى بإبتعاده وأثناء مرحها توقف أمامه شقيقها الاصغر "وليد" بتعند
سألته "صبا" بجفاء :
ـ فى حاجه يا شاطر
إبتسم بمكر وهو يرد معاندا :
ـ كنت عايز أقولك إنى أخدت أوضتك وما فيش مكان ليكى
إنزعجت من حديثه وسألته بضيق :
ـ وحاجتى وديتوا حاجتى فين؟
هدر وهو يهتز بفرح :
ـ رمينها فى الزباله
إحتقن وجهها وهى تستمع إلى ما يقول غاضبه من تهميشها وعدم تفكيرهم بحيذ لها فى حياتهم بأكملها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
فى الجانب الاخر
وقف "زيد" فى شرفته بعد أن أعد حقائبه إستعداد للمغادره يريد توديع "مريم" لم يحتاج وقتا
حتى يحدد مكانها فقد كانت واقفه الى جوار" صبا " من جديد ودون ترتيب تظهر امامه وكأنه
هو من يلاحقها سكن قليلا حين إطمئن على إبنته وما إن هم ليستدير حتى لاحظ تجاهل "صبا"
لاخيها والذى على ما يبدو إنفعل وضربها بقوة فى ركبتها وهرب ، تعجب بشده من عنف الجميع
تجاهها وتعجب اكثر من إستسلامها ووقوفها عاجزه تمسك بركبتها وتتألم فى صمت ،لكنه لازال
منزعج من تصرفها الاخير معه وخاصتا إصتفافها فى جانب رشدى وإظهر رفضها المباشر للزواج
منه وذكر كل مأسيه التى تنعتها بالعيوب على كلا فهو استعد لتنفيذ رغبة "جده" وقِبل بالابتعاد للراحه
من كل شئ يخصها ويخص مستقبله الملئ بالمفاجأت ليحيا حياه ترضيهم جميعا دون أن يعيش حياته هو
اما صبا فقد وضع خطه محكمه إما لتغييرها أو لقمعها .
التف لينادى "نجلاء " التى اسرعت بتلبيه النداء قائله :
ـ نعم يا بيه
هتف أمرا :
ـ إنزلى هاتى مريم عشان اودعها والفتره اللى هغيب فيها إوعى عينك تنزل من عليها وتباتى معاها
لحد ما ارجع
لقد كانت مطمئنه لوجود صبا لذا اجابت بخنوع :
ـ حاضر يابيه
إستدارت لتنفيذ أمره وجلب مريم إليه .
,,,,,,,,,,,,جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ,,,,,,,,,,,,,
"عادت بثينه فى الظهور"
جائت خصيصا لترحب ب"مها" زوجه أخيها وفور رؤيتها إحتضنتها بود وهى تقول:
ـ اهلا اهلا بالغاليه مرات اخويا اخيرا نورتينا
احتضنتها "مها" وهى تبدى لها الموده الجميع الآن تحت مجهرها تريد استكشافهم بدقه لتعرف
من سيساعدها فى إقصاء "صبا" عن "زيد" وإنهاء هذه العلاقه دون رفض "فايز " بل وبرغبته
ـ اهلا بيكى بجد كان نفسى اشوفكم من زمان
"بثينه" جلست إلى جوارها وتحدثت :
ـ وإيه اللى مانع ؟ البيت مفتوح والبلد مش عايزه تاشيرات
بسرعه شديده اقحمت "مها" صبا" فى الحوار لتستشف مشاعرها تجاها :
ـ كنت مشغوله موت مع الولاد إنتى عارفه الولاد ومشاكلهم وصبا متعبه جدا ومش بتبطل
مشاكل
الحديث عنها أغضب "بثينه" هى تريد بكامل قواها محو إسمها من الارض إمتعض وجهها
وعلقت قائله :
ـ وهى هتطلع لمين لازم تطلع لأمها
إبتسمت "مها" بسخريه يبدو أن مهمتها أسهل مما تتخيل الجميع يرفضها وزيجتها شبه مستحيله
سألتها وهى تدعى البراءه :
ـ لكن إعذرينى فى السؤال ايه سبب جواز زيد من صبا ، وإوعى تفهمينى غلط انا بس حابه
أطمن على حياه بنت جوزى اللى مربيها
كادت "بثينه" أن تنفعل عليها لكن هدأت نفسها لتعطيعها اسباب اخرى مهينه لشخص "صبا " :
ـ مش عارفه هى جات عندى يومين وقالت عايزه تجوز عامر إبنى لعبت بيه زى الكوره
وشويه وقالت عايزه زيد ،لحد عارفها هى عايزه مين ولا عقلها فين ؟ من قلة ادبها راحت باتت
فى اوضة "زيد" عشان تلبسه مصيبه فأبويا قال بلاها فضايح ونجوزها زيد
التفاصيل كانت واضحه كوضوح جرحها ، لقد افادت بشده "مها " التى عرفت أين ستضرب
ضربتها الثانيه تركت "بثينه" تستأنف حديثها والذى يفيض بمعلومات لم تعرفها من "صبا" نفسها :
ـ زيد دا على الدغرى راجل بميت راجل لاعمره بص لبنت ولا شفته فى حاجه وحشه
لو عملت قرد عمرها ما كانت هتعرف توقعه عشان كدا باتت في اوضته هو كمان مش عايزها ولا عايز حد
الراجل عايش لمريم وشغله وبس من يوم ما ماتت مراته الاولى
سألت "مها" بإهتمام :
ـ ماتت إزاى؟
أجابت "بثينه " باقتصار لتعود لحديثها الاساسى :
ـ كانت بتجهض وماتت ، المهم البنت خربت الدنيا عندنا زى امها بالظبط ،أمها دى كانت تقوم حرب
لوحدها يالهوى على اللى عملته فى القصر من كام سنه دا احنا ارتاحنا منها
باقى ثرثارتها لم تهتم بها "مها " فقد اخذت ما ارادت وعمدت إلى تنفيذ خطتها، نهضت من مكانها
لتستأذنها قائله :
ـ عن إذنك بس هروح اطمن على اخويا وارجع نرغى مع بعض لصبح
سألتها "بثينه" متعجبه :
ـ اخوكى مالوا ؟
اجابت بإبتسامه بارده :
ـ زيد إبن اخوكى ضربه
تركتها مدهوشه واستدارت نحو غرفة اخيها .
وصلت إليه وكان ممدد على فراشه وجهه مغطى الشاش فى اماكن متفرقه يأن بصوت مسموع
وما إن راها حتى اندفع قائلا :
ـ إنتى سبتينى وروحتى فين ؟
اجابته والابتسامه تغطى وجهها :
ـ كنت بجبلك الاخبار يا سيدى
جلست على طرف الفراش بمقابله ليهتف هو مزجرا :
ـ ااه الواد دا مش هرتاح إلا اما اضربه الواد خدنى على خوانه
لوحت له بعدم اهتمام وهى تقول :
ـ سيبك منه تعال اقولك حبيبة القلب دافعت عنك إزاى قدام جدها ؟
امسك رأسه وهدر متألما :
ـ انا كنت فايق لحاجه
إذدات حماسا وهى تخبره :
ـ على فكره المهمه أسهل مما تتخيل البيت كلوا مش طايقها وما فيش حد موافق على الجوازه دى
وزيد هو كمان مغصوب
أعتدل سريعا وسألها بغير تصديق :
ـ صحيح عرفتى إزاى ؟
أجابت وقد شعرت بالفخر بذكائها :
ـ عمتها قالتلى إن هى بات فى اوضته عشان تدبسه لكن " صبا " قالتلى إنها مش عايزها
وهى بس قالت إسمه عشان هو كمان مش عايز يتجوز لكن المفأجاه إنه وافق اكيد فى حاجات
كمان حصلت إحنا ما نعرفهاش
بعدما أنصت لها " رشدى" جيدا شعر بالغيره "صبا "التى تركته ليال طويله يحاول محادثتها تنام
بغرفة رجل اخر بهذه السهوله، سكت وقد ظهر على وجهه الشرتعجبت اخته من صمته بعدما
توقعت فرحه مما حكته لذا هتفت لتشجعه وتطمئنه :
ـ عموما لوحبيت تأخدها وتمشى مافيش حد هيكلف خاطره ويدور عليها البنت دى ما تلزمش حد
_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________
"صبا "
وضعت سماعات الرأس فى اذنها وانسلخت تسمع مخدارتها التى أدمنتها كلما ضاق بها الحال
ومع صخب موسيقى جديده لم تسمعها من قبل رأت "زيد" ينزل عبرالدرج بكامل اناقته وهيبته يحمل حقيبه
كبيره مستعدا للرحيل وما إن وقعت عينه عليها بالاسفل ثبت نظرته بغموض ثم ابتسم لها ابتسامه ماكره
أوجفت قلبها فى التو ،ومع ابتسامته تزامنت كلمات أغنيه جديده زادتها رعباً
ـ خاف م الديب لو ضحك الديب يبقى مرقدلك
تلون وجهها عندما انطلقت الكلمات فى اذنها تباعا ،ابتسامته لم تكن عادية بل مخيفه كتحذير الاغنيه تماما
مر من امامها وأشار لها باطراف اصابعه ملوحا بالوداع لينطلق مقطع اخر فى أذنها ضاعف رهبتها
_ ما تخافش غير م اللى عارف فين بيوجع
هى لم تحتاج توضيحا أو إشارة اكثر من هذا "زيد" ينوى لها شي وبالتأكيد شي لن يعجبها .
ــــــــــــــــــ جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد __________
رحل "زيد" وتوالت من بعد الايام بقيت "صبا" تهتم بمريم وتقضى يومها بالكامل معه
ويوم بعد يوم تزداد فراغا وألما وكأنها فى إنتظار حكم الاعدام الجميع يتأمر ويتهامس
وياليت الكل يعلم أنها لاتحتاج سوى أن تعيش بسلام ،إتجهت رغما عنها للانترنت
بدأت باستخدامه لترفيه عن نفسها بشكل يومى وإتخذت كاميرا هاتفها كبوابه للتواصل
مع أشخاص لم تعرفها فتحت بث مباشر على تجمعات نسائيه وبدأت التسلسيه لتنسى
هموما لم تعرف كيف تنسها تريد رمى كل شئ عن اكتافها لتجد شخص يقتسم معها الهم
ترتدى أجمل ما لديها وتضع مساحيق تجميل وتظهر بجمالها الأخذ الذى يخفى خلفه كثير
من المآسى تأخذها الحكايات وترد على الأسئله بأريحيه، كان بداخها شعور ورغبه قويه
أن تعطى حياتها لشخص وتهرب .
من جانب "زيد"
إنهمك فى عمله وقد كان كافيا جدا للعمل حتى ينسى كل شئ فإنشاء فرع جديد فى مدينه أخرى
بعيده عن منشأئه وتحديد عروض جذابه كى يلفت الانتباه ويثبت وجوده ولذالك وجه جهوده فى إنشاء
تصميم حديث ومنفرد ليفت الانتباه ويحدث ضجه لم يحدث مثلها من قبل فى سوق الاثاث وهو موهوب
فى ذالك ، وما بين تجهيزات المعرض والتصميم واستيراد الاخشاب لم يكن له وقتا حتى للتنفس أو تذكر
أى شئ وكأنه مخدر تماما .
"بعد مدة طويله "
اخيرا استطاع الاستراخاء وتمديد جسده على الاريكه امام الشرفه الزجاجيه الكبيره ارخى رأسه للخلف
الضجيج الذى يصدر من هاتفه لا يعادل الصخب الذى يضج برأسه لقط سيجاره وأشعالها وراح يتابع
الدخان المتطاير بشرود متجاهلا تماما هاتفه الذى لما يكف عن الرنين من مده طويله رقم مزعج بدون
إسم ،فضل راحته على معرفة هويته ومع اصرار المتصل تشنج بضيق وهو يميل ليضعه على وضع
صامت واستمر فى الصمت والشرود هو لا يريد شئ سوى الاسترخاء والراحه والتحديق بصمت
بعد مده قصيره عاد ينظر الى النور المنبعث من هاتفه فإمتعض وهو يتمتم بانزعاج :
ـ مين المزعج دا ؟
قرر بعد مده طويله الاجابه فقط لينهى هذا الضجيج المتلاحق الذى طال من ساعات بشكل متفرق
أخيرا فتح الخط ورفع هاتفه على اذنه قائلا بضيق واضح فى نبرته :
ـ ايوا مين ؟
جائه صوتها الناعم الذى يشبه النسيم صوت متناغم لم يغفل عنه عرفه من اول حرف نطقت به
عندما قالت :
ـ الو
كانت نبرتها متردده قبل ان تستأنف بحرج :
ـ انا صبا
سكن مكانه وإنتظر ما ستكمل والحقيقه انها لم تتأخر :
ـ انا عايزه أعتذرلك إنى كنت السبب فى إنك تبعد عن بنتك المده دى
عاد الانفعال بنبرتها وهى تدافع عن نفسها بسرعه :
ـ إنت السبب على فكره إنت استفزتنى وما كنتش فى لزوم تضرب رشدى وتعمل
مشكله إنت وعدتنى إنك هتكون حمايتى ليه فجأه بقيت عايز تأذينى فين وعدك ليا
و.....
قاطعها متسائلا وكأنه لم يسمع أى شئ مما قالت :
ـ جبتى رقمى منين ؟
شعرت بالحرج من سؤاله فأجابت بتعلثم :
ـ م ...ااا,, من,,,جدوا
عاد ليسأئلها بنبره هادئه ماكره تعرف الاجابه قبل طرح السؤال :
ـ هو اللى إدهولك ؟
إذدادت حرج وقد إتضح فى نبرتها التوتر والحرج تعمد هو وضعها به :
ـ لاء ... انا... اخدته من تليفونه من غير ما يعرف
تركها تتحدث بتوتر لم يكن يريدها أن تكف عن الحديث وكأنه فجأه إحتاج ونيس وشريك
ـ مريم بتسأل عليك كل يوم بلاعبها بكل الالعاب اللى اشترينها سواء
عادت نبرتها للحزن وهى تخبره بطفوله :
ـ وبياخدوها منى عشان يضايقونى
أردفت بسعاده :
ـ بس هى بضيقهم عشان ترجعلى وما تنمش غير في حضنى لو شفتها دلوقتى بتقول كلام كتير
وحفظت بعض الحروف والالوان
كانت تتحدث ببهجه عنها وكأنها تتبهاهى بجّل إنتصارتها نبث فمه بإبتسامه فرحا بما وصلت إليه
إبنته بعد مده طويله قضتها فى صمت،عاد الحزن لنبرتها وهى تقول بتأثر على وشك البكاء:
ـ مش عايزه ابقى مرات ابوها بالله عليك يا زيد ما تحطنيش فى الدور دا
أدمعت عينها وهى تتوسل إليه بعجز تام ،استقبل هو حديثها بتأثر شديد ،غاضب بشده من رفضها
له ومتألم بقوة لحالتهم المعقده وكأنها ولدت لتكون له رغم كل التحديات والعقبات قذفتها الدنيا
لتزعز إستقراره وتستفز عناده واصراره على عدم الزواج مسح جبهته لقد زادته تعب على تعبه
وأرهقته إستمع إلى نشيجها بصمت لقد فرضت عليهما الظروف وضع يرفضانه معا بكامل إرادتهم
لكن القدر كان صارم فى حسم القرار.
شهقت شهقه عاليه كطفل سلبته الدنيا كل ما بيده وبقى وحيدا ينظر للسماء ويرجوها أن تعيد له فقط الامان
أشتعل صوت دندنه هادئه وكأنه عزف خافت يقطع الوتين متماشى تماما مع صوتها الحزين المختلط بالبكاء:
ـ انا احترامتك فى الاول عشان علاقتك بمريم بالله ما تعيشهاش مع مرات أب
من توصى من عاش قسوة اليتم بأبشع صورها لازل يذكر كيف إستدرجه عمه وطعنه بغدر وتركه غارقا بدمائه
فى أرض خاليه تبعد عن قصره مسافات تحديدا فى المزرعه كان صغير يرتجف خوفا من صوت الذئاب التى تدور
بالمكان تركه يصارع الموت بفزع، نعم نجا لـــكـــن مــــات قـــلـــبـــه.
سكوته المطول أثار قلقها فنادته :
ـ زيـــد
خرج من شروده يزفر بألم وكأنه فى غمامه سوداء صارعت قلبه نفخ بضيق ليخرج الهواء ثقيل :
ـ أوووف
ساد صمت قصير هَام به كل واحد فى وادى لتفهمه "صبا" أنه مل من بكائها وشكواها المتذمره
تحيرت بما تقول لقد حولت الحديث فجأه إلى كآبه تامه ، نظر فى ساعة يده ليجد أنها اشارت إلى
لوقت قريب من منتصف الليل قاطع الصمت متسأئلا :
ـ أتعشيتى
إندهشت من سؤاله فى وسط كل هذا بينما هو يعرف أنها لا تحب طعام المنزل وفى الغالب أنها
لا تعرف كيف تطلب ما تحب من الواجبات السريعه ومؤكد "ونيسه"وقوانينها الصارمه تجعل
من المستحيل مرور هذا من باب القصر.
كرر سؤاله بنفاذ صبر :
ـ إتعشيتى
فهتفت متعجبه :
ـ بتسأل ليه ؟
أجاب مازحا :
ـ أصل النكد دا ما بيجيش غير من معده فاضيه
جعلها تبتسم مرغمه إكتفى بهذا بأن قال ليقطع الحديث :
ـ انا هشوفلك حد فاتح وابعتلك عشا إتعشى ونامى بس خلى بالك من ونيسه لتقفشك
أنهى حديثه برويه لينسيها كل ما حدث وكل ما قالت نادته لتشكره بأمتنان :
ـ زيد ,,,,, شكرا
أغلق بينه وبينها وحدق بالهاتف ليطالع ارقام هاتفها الذى لم يكن يخطط يوما بإضافته
لكن الآن هو ليس بحاجه لاضافته هو حفظه عن ظهر قلب .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع
عشقت إمرأة خطره ـ سنيوريتا ياسمينا احمد "الكاتبه"
"السابعه عشر"
جلست امام جدها بتوتر تعاينه وتحاول فهم سبب إستدعائها مبكراً الى مكتبه وصمته الذى طال وبدأ يفقدها صوابها
جلسته خلف مكتبه تشي بأن هناك أمر خطر ، بعد مده لا بأس بها من الصمت سألها "جدها "بغته دون ان يرفع وجهه من الأوراق التي أسفل عينه :
- كــذبــتــى لــيـــه؟!
اذدرئت ريقها من توجيه التهمه مباشرا لها لكن مباغته جعلتها تسقط بالسانها فورا قائله :
_ أنا خوفت ... و....
اكتفى بهذا وقاطعها بحده وهو يلكم سطح مكتبه ورافعا وجه لها يحدق بها بشراسه :
- خوفتى، ما تغلطيش يا بنت الواصل ،الغلط هنا ما بيتسكتش عنه
إستجمعت شجاعتها كي ترد عليه خشيته من أن تبكي وتنهار أمامه ،لذا هتفت دون اكتراث:
ـ ماشي غلطت هتعملولى ايه أكتر من إنكم تجوزونى غصب عنى ؟
انزعج من ردها الفقير للادب وعدم إبداء الاحترام لسنه ولشخصه وأجاب مستنكرا بضيق:
- إنتى اللى اخترتى ما حدش غصبك
لم تصدق انه يجهل سبب اختيارها "زيد" تحديدا ،لم تعرف ان كان يدعى الجهل أم حقا لا يعرف سألته بدهشه:
- معقول هو انت ما تعرفش انا اخترت زيد ليه مش عشان غصبتونى على عامر وكان ....
قاطعها محتدا :
- ولما انتى مغصوبه على زيد كلمتيه لي؟!
ألجم لسانها من جديد بهذا السؤال فلم تعرف كيف تسيطر على لون بشرتها الذى انصبغ بالاحمر ،وقد نمى داخلها
حقد وغليل تجاه زيد الذى من المؤكد هو من أبلغه ،حاولت ايضاح الامر حتى لا يشرد بخياله :
- انا كنت حاسه بالذنب عشان بعد عن بنته
ضيق عيناه واطاح برأسه وهو يرد هازئا:
-انتى مش عارفه مصلحتك فين ؟
لم تريد منه التدخل فى حياتها أصلا ولا الانتقاء لها فهتفت بغضب عارم :
- مصلحتى انا اللى اختار محدش يختارلى سيبونى اختار
زجرها بنظرات شرسه من ارتفاع صوتها وعدم السيطره على الانفعالها أمامه ودون ان يصدر
أى حديث أدركت خطأؤها فتوقفت تأملها قليلا ثم قال :
- طيب ما انتى اختارتى زيد ...مع انى والله أستكترتك عليه قولت زيد خلاص زهد الدنيا باللى فيها ودى شابه صغيره وعايزه تفرح زى البنات وعامر شاب ومقبل ع الحياه لكن زى ما يكون القدر حاطتكم فى سكة بعض
وبعد فيديو "بلال" مابقاش في مفر يا الجواز يا الفضيحه
هتفت وهى تحاول التأثير عليه:
- هو دا عدل تجوزنى زيد ؟
لا يعجبه استنكار زيد او التقليل منه رغم رؤيته أنه أكثر شخص مناسب لها .
اسلوبها فى الحط من قدر زيد جعله يهدر بغلظه:
- زيد هو الوحيد اللى هيعرف يمشيكى على عجين ما تغبطيهوش
انتفخ صدرها بضيق ليس له آخر خاصتا بعد تصوير زيد كجلاد وعقاب على خطأ لم تقترفه ، وحاولت الصمت
لكنها لم تروض لسانها بعد فهتفت بحده وغلظه:
-أنا لو اتجوزت زيد هولع لكم فى البيت حريقه
لقد فاض به وإمتلي ضيقا من تهديتها الوقحه وعدم إعارتها من تهدد زعق بها :
- بتهددى مين يا بت انتى ؟ مش عارفه انتى واقفه قدام مين ؟
نهضت من مكانها وهى تنوى على الرحيل دون انتظار إذنه لقد أدركت أنها إذا استمرت معه بالجلسه ستندم
طيلة عمرها ،لكن هو رأها عندما انتصبت بقوامها ليست بصبا بل هى بشري بتمام صفاتها وملامحها
عقد حاجبيه وهو يتأملها صَمت قليلا ،لكنه أردف بنفس الحده:
- شايف قدامى بشري بتكرر نفس اغلاط الماضى بتَكره الكل فيها ظالمه ومظلومه
سألته منزعجه:
ـ أمى عملت إيه مخليكم كلكم بتكرهوه قولى عملت إيه ؟
ظل ينظر لها بثبات دون ان يجيب سؤالها ،علمت في التو انه لن يجيب أحيانا لا يجد الانسان
شيئا حقيقا لكره شخص بل أحيانا يكره الناس لمميزاتهم وليس لعيوبهم .
ذكر والدتها بالسوء دون سبب أصبح يزعجها لكن بعد التعرف عليهم الآن لن تخشي قول
ما فى صدرها في وضوح :
- أمي كانت لازم تبقى حاوي عشان تعرف تعاشركم
قالت كلماتها واستدارت تعرف انه سيفهم من هــم الـــثــعـــابــيــن
لكنها لن تبقى فى صدرها حديث يخنقها ليلا ونهارا مع هذا الكم من اتهام والدتها واظهارها فى دور الساحره الشريره.
"""""""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"""""""""
"بالاعلى "
وصلت غرفتها والتقطت هاتفها فورا لتجري اتصال عاجلا ب"زيد" وبرغم انه لم يجيبها إلا انها لم تكف عن الرنين
باصرار تريد معاتبته على إحراجها مع "جدها "اخيرا فتح الخط بينه وبينها وقال بضيق:
-عندي شغل مش فاضي
لم تكترث بما قال كان بداخلها بركان وتريد أن تطفئه الآن
لذا اندفعت به:
- انت بتقول لجدو انى كلمتك ليه ؟انت قاصد تحرجنى
وتبين انى انا اللى عايزاك بصحيح بس ارتاح انا لسه قاليلوا حالا اني مش عايزاك
وابل الكلمات الذي أغرقته به لم يهمه الكلمه الاخيره هى ما جرحته لقد اعتاد الرفض لكن ليس بهذا الشكل
ومن من إمرأة إذدرء ريقه كى يستطيع اجابتها بثبات دون ان يظهر أن كلماتها البارده أثرت به واخيرا التقطت
نبراته المعتدله وقال :
- انا ما قولتلوش ..يظهر عليكى ما تعرفيش جدو ،جدو يحسسك انك استغفلتيه بس هو عمره ما كان مغفل
هو من امتى جدى بيطلع تليفونه من جيبه ولا من امته بيسيبه من غير بصمته
من جديد أحرجها "زيد" واضاف اعتذار لصالحه فى قائمة الاعتذارات التى تعتذرها بعد كل مرة، تذكرت عندما
طلب "جدها" منها أن تناوله هاتفه من مكتبه مدعيا انه ناساه وأمسكته هى لتخرج رقم زيد ودون ان تلاحظ انه غير
مؤمن بأى رمز حمايه فقط حصلت على ما أرادت وسعدت انها نجحت فيه.
عبثت بخصلاتها الاماميه وقد أدركت أنها وقعت فى مأزق معه بسبب اندفاعها واتهامه ،فكرت إن المحاربه في
أكثر من اتجاه لن تفيدها بل ستجعلها أضعف واقل احتمال للكسب ،بدلت الموضوع بسؤال :
- هترجع امته؟
يعرف انها شعرت بخطأها لكن الاعتراف بالتأكيد سيحرجها لذا اكتفى بأن أجابها برود :
_ لما باباكى يرجع عشان نكتب الكتاب
استفزها بالفعل فعادت لجنونها وهدرت بعصبيه:
-زيد ما تخلنيش......
- من فضلك انا عندى شغل
هكذا قاطعها وأحرجها ،فتقبل هذا برويه وهى تودعه قائله:
- خلاص مع السلامه
""""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد""""""""
انتظر "فايز" محادثه "زيد" والتى تأخرت كان يريد أن يستمع منه كل شئ يريد ان يتأكد أن حفيده لم يتغير
برغم كل ما مر به ،وكأنه هو الاخر يفكر به صدح هاتفه النقال وأضائت شاشته بإسم"زيد" فتح "فايز"
الخط وهو يقول :
-هاااا هات ما عندك
كما لو كان "زيد" نصفه الآخر بشكل اخر يعرفه ويفهمه ويحتاجه وقت ما يحتاجه جده ،هتف زيد وقد اتضح
على نبرته الارهاق:
- بدأت شغل التصميمات والصنايعيه شغالين فى المعرض على اخر جهد ان شاء الله هننجز بسرعه
أصدر "فايز"صوت ايماء وكأنه لا يكترث بهذا هو يريد اخباره بالأخبار الاكثر فاعليه على صعيده الشخصي
قال مُحَيِياً صنيعه :
-اممم عال عال
التقطت "زيد"ما يريده جده فزفر انفاسه الثقيله و سأله :
- سيبتها تاخد رقمى ليه؟!
لم يظهر "فايز" ابتسامته لقد اطمئن أكثر لزيد وتأكد انه لن يتغير صادق كما عهده وفى كما رباه لن ينجرف
خلف مشاعره ويخفى شئ مهم كهذا عن جده خاصتا إن كان لابنتة عمه لها به شأن ،بعدما حصل على ما أراد
اجاب "فايز" باقتضاب:
- حاجه فى نفس يعقوب قضاها
لم يسال "زيد" عن هذا يعرفه انه ان اراد الهروب من اجابه احتمى بجملة واحدة ذكرت بالقران الكريم على لسان سيدنا يعقوب في سورة يوسف لذا هتف مودعا :
- طيب مع السلامه يا حاج
""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"""".
الايام فى القصر بات تشبه بعضها البعض احتجزت فى غرفتها بسب حضور "رشدى "معهم بالقصر قضت
وقتها منعزله فى غرفتها مع هاتفها لتخرط مع تجماعات نسائيه خاصه وتظهر في بث المباشر للتواصل عن قرب
مع عدد هائل من النساء
كانت بحاجة ماسه لأفراغ كل ما بقلبها من آلآم حتى تستطيع فى الصباح تحويل كل هذا إلى إبتسامة بريئه
تهديها ل"مريم" كان لديها رغبه مُلحه أن تعطى حياتها لشخص وتهرب
قضت اياما فى انتظار حكم الاعدام ولكن كيف الاعدام يعنى إنهاء الحياة لكنها لم تعش أى حياه .
فى هذه المده تغير فكر وأسلوب "مها" لم تجد بدا أو مفر من هذه الزيجه الجميع يرفض لكن أصرار الجد
غريب و انصياع زيد أغرب ثلاثة أطراف هم من بيدهم الامر كلوا
لذا قررت الضغط على الجزء الاضعف وهو "صبا" لم تكن تجلس معها عبثا بل كانت دوما توسوس لها كإبليس
عندما يرتدى ثوب النصيحه ودوما "صبا" تتوسلها لايجاد حل قبل عودة والدها ...
وها هما يجلسان فى منتصف الحديقه يتحدثون عن نفس ذات الامر ،قالت "صبا"وهى ترجوها :
- شوفى حل يا مها قبل ما بابا يرجع وفركشي الجواز هدى مش عايزه أتجوزه
لم تغفل "مها"عن وضعها امام الامر الواقع لتكرر ما قالته لالف مره:
- قولتلك مافيش غير رشدى قولى بس إنك عايزاه وانا هقنع باباكى واخدك معايا
نفضت "صبا" رأسها برفض قاطع وإن كان آخر الحلول فى العالم لن تقبل به فهدرت :
-لاء مستحيل دا لو اخر واحد فى الدنيا
سئمت "مها" من عنادها لكنها عادت تحاول اصلاح الامر وإستدعاء الصبر :
- تانى يا صبا خلاص خليكى هنا مع ونيسه دى ناويلك على نيه سوده يا بنتى انا مربياكى
وعايزه اطمن عليكى والصراحة كدا اسلوبك معاهم مش عاجبنى حتى لو هتغصبى على الجوازه
دى لازم يبقالك كيانك
كانت تصغى اليها جيدا دون أن تعلم أنها تفسدها حتى يبغضها "زيد" ويضغط هو على جده كى يتركها سألتها صبا
بعدم فهم :
-يعنى ايه؟!
اجابتها بدهاء تام وهى تعرف مدى تأثير ما تقول إن نفذته "صبا" بالحرف :
- ماحدش ليه يدخل فى لبسك هو عاجبه عاجبه مش عاجبه يروح يشوف اللى يعجبه بعيد عننا مش كل حاجه حاضر وطيب ونعم حطى فى رأسك دايما ابنك على ما تربيه وجوزك على ما تعوديه ،انتى كتيره عليه بس نقول ايه بقى منه لله اللى كان السبب
كانت "صبا"تميل لحديثها وتقتنع به لكن كان من الصعب جدا تنفيذه إذا كان" زيد" سيغضب فقط فجدها سيعاقبها على هذا فهو قد سبق ومنعها من التواجد مع "رشدي"فى مكان واحد ،وما استطاعت أن تخرج إلى الحديقه بهذه الحريه والملابس المنزليه إلا من بعد ما خرج أبناء عمها بلال ويحيى مع رشدي الذى أصبح بينه وبينهم علاقه صداقه قويه من وقت مغادرة زيد ، خرجت من كل هذا التفكير على صوت سياره زيد الذى اقتحمت المكان رأتها وعرفتها فى التو نهضت من مكانها لتتأكد من حضوره ،خفق قلبها خشية من غضب جدها المحتمل أن ينصب عليه إن كان أقدم دون علمه أثناء فترة عقابه ،لكن تواجده بهذه الجرأه وخطواته الواثقة توحي بأن زيد أتي لسبب هام تجهله هى
""""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"""""
فى الداخل
كانت "بثينه وونيسه" يجلسون والى جوارهم مريم تلهو باحد ألعابها ،لكن حديث بثينه مع ونيسه ألهاهم عنها قليلا
وهى تسأل ونيسه باستنكار:
- يا اختى بت بشري ما بتكلمش مع مرات ابوها غير وشهم فى وش بعض هو في اي بيتفقوا
ردت "ونيسه"دون اكتراث:
- يا اختى ان شاء يطلعوا هما الاتنين فى نعش واحد
وقبل ان تؤمن "بثينه"على دعائها،رأت زيد يدخل إليهم نهضت فى سعادة وهى تقول غير مصدقه:
- زيد معقوله !
نظرت "ونيسه"تجاه الباب وهبت من مكانها لتقول بفرح:
- حمد لله على سلامتك يا حبيبي
كانت عينه عامده"مريم"فقد اشتاق لها بشكل جنونى بادلته مريم هذا الشوق بأن ركضت باتجاهه وهى تهتف بفرح:
-بابا جه بابا جه
التقطها بين ذراعيه وهو يقول متهللا:
- حبيبة قلب بابا
اغرقها قبلات واغلق عليها احضانه دوما كانت له صغيراته أمان وبحرا من الحنان تحرك صوب والدته
وهو يقبل يدها قائلا:
-اخبارك إي يا ست الكل
ربت على كتفه برضاء تام وهى تقول :
- بخير طول وانتم بخير
ثم تركها ليصافح عمته :
-ازيك يا عمتوا
صافحته "بثينه"بحراره وهى تقول :
- حمدلله على سلامتك يا بطل
حاوطت ابنته عنقه بيدها لتسرقه من الجميع كان فى شوق لابنته فداعبها قائلا:
- سيبونى بقى اشوف مريومه العسل اللى واحشتنى
وقف ليدغدغ جانبيها باطراف اصابعه وهى تضحك بصوت عال
دخلت "صبا"وراته رغم انه قطع بكامل إرادته التواصل معها إلا انها كانت قلقه بشأنه إن جده علم بقدومه
حقا كانت تخشي على "مريم" من قسوة جدها التى لا تعتبر لسعادة طفله بريئه كهذه أو إحزانها بإبعادها عن أبيها
وقفت مكانها تشاهد ضحكاتها من مداعباته لها ولاحظت ونيسه متابعتها لهم فتأففت بصوت مسموع جعل "زيد" يلتفت
الى نظرات عينها المثبته بضيق على "صبا" ،وقعت عينه عليها لوهله كاد ينجرف وراء مشاعر خفيه ليس لها مسمي لديه
لكن عندما لاحظ شعرها المكشوف وملابسها الضيقه ما عاد يشعر سوي بالانزعاج خاصتا عندما تذكر وجود
"رشدي"معهم وانتصب امامه نظراته إليه فى اخر مرة فإشتعل اكثر وأنزل ابنته عن كتفيه وإنطلق نحوها ينوي زجرها
بشده بغضب يزداد مع كل خطوة تجاها ،تراه يقدم نحوها كالقطار المسرع الذي ينوي اختراقها بظلام عيناه المخيف
لكنها لم تتراجع ظلت تنظر له بثبات وقدماها متشبثه بالارض وقد لاحظ الجميع أن زيد سيسحقها بلا رحمه الآن .
بقوا يشاهدوا ما قد يريها "زيد" إن غضب ،لكنه تيبس أمام عينايها البندقيه المتسعه وكأنه تاها فى صحراء واسعه كانت
قادره على إخماد حريق عيناه بكثافة هذه الرمال العسليه ،إذدراء ريقه ليروي جوف حلقه الذي جف فجأه بينما هي
ترجوه ان لا ينفعل، الانفعال عليها سيهدر كرامتها امام كل شامتيها وخاصتا منه هو لاتعلم إن كان فهمها أو لاء لكنها
ظلت تحدق بعينه التى شعرت بها تحولت تماما وكأنما أمواج البحر المتلاطمه هدأت فجأه واصبحت شاطئ هادئ
من الجميل الجلوس على مرفأه لكن هيئات تحول هذا الشاطي لجحيم من جديد كاد أن يبتلعها،جز على اسنانه
وهو يهتف بنبره حاده وقاسيه :
-إيه اللى نزلك باللبس دا مش قولتلك ممنوع فى شباب فى البيت
استمرت بمطالعته دون حتى ان تستمع له ،لاحظ هو الهدوء المخيم حولهم وقد ادرك انهم فى ثوان بقوا تحت الانظار
فأسرع بالحديث حتى ينهي هذا الوضع المخجل ليعيد ما قاله بحده من جديد رغم انخفاض صوته:
- جاوبي
فاقت من شرودها وارتبكت من تصرفها معه فتعلثمت عند اجابته :
-ااا اممم ما انا جاوبت
حاولت تجاوزه لكنه امسك راسغها ليمنعها من هذا قائلا بضيق :
- جاوبتى امته انتى بقالك ساعه بتسبليلى
احرجها بقول هذا وقبل ان تفكر فى إغضابه عقابا على احراجه تذكرت ان هناك أعين ترصدهم لذا هتفت بهدوء:
- مافيش حد هنا بلال ويحيي خرجوا مع رشدي والبيت فاضي فنزلت براحتى
اشاح نظره عنها ونظر امامه ترك يدها حره لتذهب لكنها لم تذهب ظلت الى جواره بهذا القرب وتنظر اليه
ثم سالته بقلق:
- جدوا عارف إنك جاي ؟
اجاب باقتضاب وهو على نفس وضعه :
-اطلعى غيري هدومك
لم تكترث بما قال ،وحذرته قائله:
-هيضايق ان عرف انك رجعت لوحدك ولا انت قولتله ممكن تفهمنى
زفر بضيق من استمرار مجادلته وهى بهذا الشكل هتف منزعجا:
-اطلعي غيرى مش قولتلك ما ينفعش تخرجي برا اوضتك باللبس دا ولا انتى مش شايفانى راجل
تجاوزته وقد انتبهت لنفسها لكنها لم تقوي على معانده كما كانت تنوي رحلت من جواره ،لتترك
"ونيسه وبثينه"فى حالة من الذهول ،مالت بثينه نحو كتف ونيسه وهى تسألها بفزع:
- يالهوي يا لهوي شوفتى اللى شفته
اجابت ونيسه وهى على نفس حالة الذهول التى انتابتها:
- ياويلى ايوا شفت بس مش مصدقه عنيا
هتفت "بثينه" وهى تلومها:
- قولتلك سحرتله دى بنت بشري
انطلقت" ونيسه" تجاه والدها بفزع وعندما وصلت اليه احتضنت وجنتيه وهى تمتمم :
-قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذ غسق من شر النفاثات فى العقد ومن شر حاسد اذا حسد
مسحت جسده بعشوائية وهى تستأنف تمتماتها التى دهشة زيد :
-قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الواسواس الخناس الذي يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس
نفثت بوجه وجسده ثلاث مرات،وتشنج هو قائلا:
- بتعملى ايه يا أمي
اجابته :
- برقيك يا حبيبي
لم يكن بمزاج لهذا فدفع يده عنها وهو يقول :
-امى بالله عليكى انا مش فايق سبينى اطلع ارتاح عشان عندي معاد التصوير وخمسين حاجه عايز اجهزها
عشان عيد ميلاد مريم .
تركته وهى تمسح على كتفه مذهوله مما رأت :
-اطلع يا حبيبي ربنا يبعد عنك الشر كلوا
التقطت ابنته بين ذراعيه وصعد نحو غرفته وما ان اختفى حتى ذهبت بثينه الى ونيسه وهى تولول قائله:
-دى طلعت مش ساهله شايفه كان رايحلها عامل ازاى انا قولت زيد هيقسمها اتنين ويالهوي اول ما وقف قدمها لجمته ..
سقطت على الاريكه التى بجوارها بعدما ما عادت قدمها تحملها لم تكن تصدق هذا الابعدما رأته بعيناها ،ردت بيأس والدموع تملأ عينيها:
-انا قولت من الاول دخلتها هتخرب البيت
نهرتها "ونيسه"وصاحت بها بضيق:
-وانتى هتقعدي لحد ما البيت يتخرب قومى بينا ع الشيخ فتوح يشوف لنا صرفه
شهقت "ونيسه"وكأنما لدغها عقرب وقالت مستنكره:
-يا لهوي على اخر الزمن أروح لدجلين
هتفت "بثينه"موضحه:
-ومين قالك انه دجال ؟ دا بتاع قران وتحصين وبيفك الحاجات دى وكمان ما بياخدش فلوس
تمسكت "ونيسه"برأيها وهتفت:
-لاء ..لاء انا هحصن هنا وارقيه جيب العواقب سليمة يارب هى عايزه ايه تانى ؟
تحركت بثينه من جوارها وهى تقول بحنق من سلبيتها:
-خلاص خليكى قاعده كدا لحد ما بيتك يطربق فوق دماغك لكن انا هروح
_وانا هروح معاكي
هكذا قاطعته"مها"والتى استمعت الى حديثهم من بدايته
فأجاة ونيسه وبثينه بهذا القول لكن انكرت بثينه التى اعتادت الحديث هنا باريحيه وامان قائله:
-تروحي معايا فين ان شاء الله؟
اجابة "مها" بجديه :
-اروح معاكي للدجال صدقينى انا كمان مش عايزه صبا تتجوز زيد ولو حطيتوا اديكم فى اديا ممكن نقدر نعمل حاجه
رغم حديثها الصادم إلا أن "ونيسه"استقبلته بسخريه عوضا عن الفرح به هتفت ساخره:
-كان غيرك أشطر ،كلنا كدا بربطة المعلم ولا لينا أى تأثير
اللى كان ممكن الحاج يسمعلوا هو زيد وطالما زيد راضي بحكم جدو يبقى تنسي
ردت دون اكتراث :
-يبقا مافيش مانع لو خلينا زيد يرفضها
حركت "بثينه"فمها الجانبين وقالت بياس:
-انتى ما تعرفيش زيد بقى ،زيد لو جده قالوا ارمى نفسك قصاد القطر مش هيفكر مرتين دا غير
المصيبه الجديده والسحر اللى عملاه
لم تيأس "مها" من حديثهم المحبط كان دوما لديها قاعده كل شئ قابل للتغير وان ولم تحصل على
ما تريد ستدمر مالا تريد .
"""" جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد""""""
كان "زيد" يحضر لعيد ميلاد ابنته الخامس قد جهز لها فستانا خصيصا للتصوير كل عام كان يصورها على شكل اميرة من اميرات ديزنى وهذا العام اختار لها فستان احمر ورداء أحمر وجهز لها العديد من الاغراض
طلب من نجلاء ان تجهز "مريم" كي يخرج بها الى المكان الخاص بالتصوير لكن كعادة "مريم" ذهبت بكامل إرادتها الى صبا كى تشاركها هذا وتريها فستانها لم تتاخر ابد صبا فى مساعداتها واعداد اللازم لها لقد حممتها وصففت شعرها
بعنايه وقدمت لها ما يناسب فستانها من اكسسوارات ورابطات شعر سواء من ما لديها أو من حقيبتها الشخصيه
"لدى زيد "
كان يقف امام المرأه لينتهى من ارتداء ملابسه هو لم يترك انشا واحدا منه لا يضج بالأناقة ارتدي بدلة سوداء دون ياقه
بصف ازرار من احد الجوانب والاخر دبوس فخم باسمه كذالك ازرار قميصه المميزه بنفس نقشة اسمه اما شعره فحكاية
أخري كان يحاوط وجنتيه بتنسيق وروعه أعطى له سحر جذاب لا يملكه غيره ولا يليق سوى بهم هما حاول شخص تقليده.
انتهى اخيرا إلا من ارتداء خاتمه المميز بحجر كريم باللون الاحمر يحتضنه عقرب فضى اللون وقد كان لهذا الخاتم مكانه خاصه لديه لأنه ورثه عن أبيه الذى اعتاد ارتدائه وبعد وفاتة آل إليه ، وما إن بدأ فى ارتداء ساعة يده ذات
الماركه المشهوره طرق الباب ليسمح له قائلا:
- إدخل
هذه المرة حافظت "صبا"على طرق الباب ولم تدخل كعادتها دون إذن لم تكن تريد القدوم لكن مربم أصرات على القدوم معها فما كان بيدها سوي القبول ، ثبت نظراته عليها وهى تشاهد انعكاسه فى المرآه بثبات لم تخطوا قدماها داخل الغرفه لكن المسافه كافيه لشم رائحة عطرة التى تضج بالمكان ثوان قضاها فى النظر لها عبر المرآه ثم استدار وكأنه لم يراها ليصيح متهلل ومرحبا ب "مريم ":
- إي الجمال دا كلو
هتفت الطفله وهى تترك يد "صبا " لتدخل الى ابيها هاتفه بفرح :
- مريم حلوه
اجاب وهو يمسك بطرف يدها ويلفها امامه كالساعه:
- مريم احلى واحده
مال بجذعه واختطفها بين يديه وهو يقول :
- جايبه الحلاوة دى منين بس ؟
اجابت وهى تشير بطرف بنانها صوب "صبا":
- من عند صبا
امسكت وجهه بين كفيها الرقيقتان لتجذب اهتمامه قائله:
- صاصا حلوه مش كدا ؟
احرجته واحرجرت معه "صبا" التى لم تتوقع هذا السؤال منها وايضا لا تتوقع إجابه منه كررت الطفله
باصرار طفولى معتقده انه لا يفهمها :
-صبا حلوه صاصا جابت توكه ليا
اشارت الى السلسله المعلقه بعنقها وقالت:
- جابت سلسله حلوه لمريم ومريم حلوه صاصا كمان حلوه
كدا يا بابا ؟
حاول "زيد"تشتيتها حتى لا تزيد من إحراجه :
_ مريم هتروح تصور معايا صور عيد الميلاد
بالفعل نجح فلطمت كفيها بحماس وهى تقول :
-و نجيب تورته وبلونات وهديه ونتصور صوره حلوه
ونأخد صبا معانا نتصور
أراد إلهائها فلهته هى حتى اقحمته فى حرج اكبر تمتم فى نفسه:
- يادين أمي ،الطم على وشي
بالفعل لطمته مريم بخفه كى تؤكد قائله :
- صبا تصور معانا صاصا حلوه
كانت "صبا" تقف متيبسه مما تفعله "مريم"لكنها لم تكن تقوى على الابتعاد كلما همت بالمغادره منتعها يد خفيه
اجفل "زيد"وهو يقول من بين أسنانه باستسلام:
- روحي البسي وتعالى معانا
فتح عيناه فلم يجدها ركضت نحو غرفتها سريعا دون انتظار لم تصدق دعوته ولم تهتم بطريقة نطقها المهم انها
ستخرج للعالم اخيرا .
"""""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد""""""
على الهاتف تواصلت "مها"مع أخيها الذى خرج صوته متعصب :
- وانتى إيه يوديكى معاهم شيوخ إي ودجالين إي انتى من امته بتصدقى الكلام ده
اجابته بنفاذ صبر:
-انت غبى انت لسه قايل انا ما بقتنعش بالحاجات دى انا بهودهم بس عشان اضمن حد يزق معايا
هتف وقد ظهر على نبرته الضيق:
-دى حته عيلة مش عارفه تقنعيها
اجابته وقد اوشكت على الانفعال:
- مش بإديها ،وعلى فكره هي مش عايزاك قالت لو اخر واحد فى الدنيا مش هتقبل بيك
تحدث بعصبيه :
- اللى جبرها على زيد يجبرها عليا
هتفت مها بغضب :
- جدها اللى اصدر الحكم قولى انت كدا مين ؟عشان يرضي بيك وكمان الفيديو اللى مصوره بلال
هو اللى معقد الموضوع
اجاب وقد فاض به :
- بقولك إي انا لو ما اخدتش البت دى هصورلكم قتيل
قاطعته بحنق :
-ابقى صور يا رشدي انا وانت عارفين انت عايز منها إي ابقى خدوا بقى بالطريقة اللى تريحك
وطلعنى من دماغك بقى انا لا طيقه اسمها ولا مرجعها معايا تانى واعمل بقى اللى تعمله انا مش هقولك لاء
اعتبرت صمته موافقه وسألته بعدما هدئت :
-العيال اللى انت خارج معاهم دول فايدهم ايه؟
اجابها بمكر :
-اهو حاجه تسلينى على ما ارجع تانى و....
قاطعهم صوت "بلال" البعيد :
- رشدي
رد عليه" رشدى" مجيبا :
-ايوا حاضر جاى هخلص المكالمه واجي
"""""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"""""
بالاسفل
جلس "زيد" مع والدته التى لم تخفى سعادتها العارمه بمريم وجمال فستانها الاحمر الطبقات العديده كانت
تدور حول نفسها عدة دورات تندند باغنية علمتهلها صبا :
- فتحى يا ورده غمضى يا ورده انتى احلى ورده
انتبهت "ونيسه" لجلوسه معها ولاحظت نظراته للساعه بين الحين والآخر ،فسألته مستفسره:
- انت مستنى حد يا زيد ؟!
كان يخشي اخبارها لكنها حتما كانت ستعرف لذا لابد من تهدئه الأجواء قبل نزول "صبا" تحمحم قائلا :
- صبا هتيجى معانا
شهقت مصدومه مما قال تتوقع ان السحر افتعل الافاعيل لكن ليس لدرجه اصتحابها جلسة التصوير الخاصة
بابنته هو لم يفعلها من قبل مع أى شخص ،فصاحت به بضيق:
- معقول يا زيد هتاخدها معاك ،انت المفروض لو كنت عايز حد معاك كانت تبقى خالتها وهى كدا كدا كلها مده قصيره وتبقى مراتك زيها زيها لكن تاخد اللى هتبقى مرات ابوها انت ...
_يا امي الله يباركلك انا مش عايز وجع ودماغ مريم اللى طلبتها وانا مش عايز ازعلها
هكذا قاطعها بيأس من اقناعها ،فهتفت بانزعاج:
-والله خلاص اعمل اللى على هواك يا زيد بس انا بقولك من دلوقت البت دى عمرى ما هقبلها مرات ابنى
ولو اتجوزتها سبع تلاف مرة هتفضل فى نظرى عازب
قاطع حوارهم صوت اقدامها أعلى الدرج قد حضرت الخطيره وأسكت الافواه رفع زيد نظره تجاهها وقد انبهر بما رأى ،ارتدت فستان احمر ناري منفوش من خامة الستان بحزام من المنتصف واحد اكمامه مزركشه ببعض التطريز الخاص كما انها ارتدت حجابا من نفس اللون ولم تبالغ فى زينتها امام كل ما فعلت واخفت شعرها جيدا حتى لا يعلق ويضايقها كعادته فعلت كل ما يستوجب من الحشمه لكنها كانت ايضا ملفته كزهره حديثة فى وسط البستان لم يستطيع ان يعبر عن مشاعره التى طاحت عنان السماء ونزلت ارضا بنفس اللحظه ،قاطعت امه هذا المشهد شاهقه:
-اتفضل يا سيدي اهى لابسه احمر زى مريم اقطع دارعى ان ما كانت محفظه البت ومجهزه كل حاجه
من جانب "صبا" حاولت التركيز على خطواتها وهى تنزل الدرج بثبات تخشي ردة فعله حتى لا تنصدم
أو تحزن بعد كل هذا المجهود المضني ،وصلت الى القاعه فامسكت مريم بيدها بسعادة وهى
تبدي اعجابها ب:
-صبا حلوه فستان جميلا ،مريم حلوه كمان احنا هنروح حلوين
نهض "زيد" من مكانه واستدار عنهم قبل ان يقول بضيق:
- تعالوا ورايا يا حلوين أنتوا الاتنين
انطلق نحو سيارته بخطوات واسعه وكأنه يهرب من المكان نادما على قرار اصتحابها معه ،تبعته صبا
وبيدها مريم بسعاده وكأنهم لا يبالون بشئ ولتحترق ونيسه ونظراتها الحاده فى الجــحـــيـــم.
دخلت الى السيارة ومعها مريم لتجلس الى جواره فى الامام ،زفر عندما اغلقت الباب وقال دون مقدمات بضيق:
- ما كانش فى داعي تبالغى أوى للدرجادى
شعرت بالحرج من ما قال وامسكت طرف ثوب مريم لتقبض على اطرافه وهى ترد بحرج شديد:
- معلش اصل انا كمان عيد ميلادى نفس يوم عيد ميلاد مريم
لم يخفى تفاجأئه من هذا ودار بنصف جسده وهى يطالعها لكن لايزال الحرج يسيطر عليها لم تحتفل بحياتها
بعيد ميلادها ولم يقدم لها احد هديه هذا اليوم دائما كان عادي بل اقل من العادي ،تسأل هو :
- غريبه انك ما قولتيش
قالت وقد اتضحح عمق الالم الذي تشعر به عبر نبراها الحزينه:
- اصلا عمر ما حد إهتم يعرف
عاد للاعتدال فى جلسته متأخذا قرار نهائي بأن اليوم سيكون يوم سعيد لها وهذا ماعهده فى نفسه مادما
بإمكانه سعادتها سيفعل .
""""جميع الحقوق محفوظه لدي الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد""""
"فى جلسه التصوير"
بدأ المصور فى مناقشتهم بوضعيات الصور التى يجب اتخاذها مؤيدا فكرة حضور صبا معهم فى نفس الجلسه لتبدوا الصور كامله وقد وافق زيد على مضض قررا ان اول صورة سوف توضع فى الالبوم هى أن تركض مريم باتجاهم وضهرها للكاميرا وفى مقابلها يدا زيد وصبا تكن ممدوده لها مع ابتسامتهم وشرع فى التنفيذ
ابتسمت صبا من قلبها لمريم التى تركض تجاها فرحت بها انها تحظي بأب يهتم بها ويحاول إسعادها بشتى الصور الممكنه التطقت المصور عددة صور اثناء ركضها حتى وصلت لهم مريم ومال لها الاثنان حتى يضمها اليهم أى ما تختار منهم لكنها اختارتهم معا احاطت بأطرافها عنق زيد والطرف الآخر عنق صبا بدون قصد وضع زيد يده فوق صبا يد صبا الموضوعه على ظهر مريم فنظرا باتجاه بعضهم والتقطت صورة أخرى لهذا المشهد العفوي
عرض المصور تصوير صبا مع زيد منفردين بعد اتخاذ عدة صور لهم مع مريم وقد ساد الصمت دون قبول أو نفي لكن بالنهايه نجح المصور بفعل هذا وخداعهم بأن مريم ستكون الى جوارهم بالفوتوشوب ،الصور كانت اكثر حيويه وروعه ضحكاتهم كانت من صميم القلب واعينهم تلمع بسعاده جديده على كليهما .
"""جميع الحقوق محفوظه لدي الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد""""
اثناء طريقهم للعوده عرض زيد على صبا أن يشترى لها بعض المثلجات وبعض الحلوه وقد ترجل من السيارة
والتف للجه الاخري وهو يدعو مريم لمرافقته سألت صبا :
-أجي معاكو
اجاب وهو يطالعها :
- تيجى معانا فين بفستانك دا انا عارف انتى طلعتي بيه منين
ترجلت من السياره لتقف بوجهه وهى تجيب سؤاله بصدق:
- كنت جايباه لمناسبه وبعدين لما جيت اسافر خدتوا معايا لان مها مش بتحافظ على اى حاجه تخصنى
وانهارده حاسيته مناسب
امسكت بوجنتين "مريم " وأرسترسلت ضاحكه :
ـ خاصتا ومريم شجعتنى وخلتنى اغير منها
قرصت وجنتيها بفرح لتضحك الصغيره ابتسم زيد ابتسامه خفيفه قبل أن يغادر قائلا :
-طيب استنينا نجيب الحاجات ونيجى
زفرت انفاسها وهى ترمي بثقلها وهى تتابعه يبتعد مع مريم الى نهاية الطريق وقد اعتلى فمها ابتسامه شارده
بما قد يتغير فى علاقتهم إن تزوج وفيما يخص مريم تحديدا .
وفجأه ودون مقدمات قفز بوجهها "رياض" ظهر من العدم يقول بنبره غامضه:
- معقول حد يسيب اميرة بالجمال دا كلوا فى الشارع
لم تنساه لكنها لم تذكره من تزاحم الاحداث التى مرت بها فى الاونه الاخيره لكنها تهللت لرؤيته وهى تقول :
-عمو رياض ،اخبارك ايه؟
اجاب وهو يهتف مدعيا الحزن:
-مش ممكن اكون وحشتك لانى من يوم ما إديتك رقمى وانتى ما سألتيش عليا
اجابته وقد اتضح من نبرتها انها ليست على ما يرام:
- اسفه بس فعلا اتلهيت فى كذا حاجه وغصب عنى نسيت
التقط هو هذا وسأل وهو يدقق النظر بوجهها :
- حصلك مشكلة ؟ مش انا قولتلك إنى فى ضهرك واى حاجه تضايقك تكلمينى
حركت رأسها بالموافقه لكن لم يسعها الشكوى من إجبارها على الزواج لعل زوجة ابيها تساعدها
وقالت بهدوء:
- ان شاء الله هكلمك
ربت على ذراعها وهتف وهو يؤكد بنظرته العميقه:
-انا مستنيكى
تركها ورحل فتبعته بنظرها حتى اختفي وادارت وجهها عن جهته فوجدت زيد فى مقابلها وقد اتضحح
على ملامحه الانزعاج وهو يسألها بانفعال :
- كان بيكلمك فى إيه ؟!
تعجبت من انزعاجه وانفعاله الذي لا ترى له داعي واجابت متعجبه:
- فى اي يا زيد بتزعق كدا لي ؟
ادخل مريم الى السيارة وزعق بها محتدا :
-سبق وحذرتك من الكلام معاه
إنزعجت من حدته والتفاهم بينهم لم ينشأ بعد فهدرت بضيق:
- ازاى ما اكلمهوش انت مش قولت انه قريبنا
زجرها بحده اقوي مما سبق:
- ايوا قولت قريبنا وقولتلك ما تكلميهوش انتى بتنسي إللى على مزاجك
نفضت رأسها وهي تقول منفعله من تحكماته الزائده دون ذكر سبب واضح لهذا :
- انا مش جاريه عندك إي كل شويه ما تلبسيش ما تتكلميش ما تقفيش ما تنفسيش اي انت
بتحكم فيا بصفتك اي
زاد انفعاله من تيبس رأيها وانفعالها لم يسمح له بالرؤيه امامه قذف ما بيده من مثلجات وحلوي وصاح بها فى جنون:
- صفتى اني هبقى جوزك وانا هبطلك الكلمه دي وهبلغ جدي يتمم كتب الكتاب بأسرع وقت حتى لو ابوكى مجاش عشان أعرف أربيكي من أول وجديد
لم تصدق حجم انفعاله ولم تستسيغ مرارة حديثه فردت هى الاخري غاضبه:
- شوف غيري لاني مش هتغير انا اقسمت لجدوا انى لو اتجوزتك هولع فى البيت بأكمله والنار هتحرقك انت اول واحد
يا إبن ونيسه
زاد حنقا من تكرار رفضها له لم يتوقع هذا الرفض من أى امرأه بهذا الشكل المبالغ فيه لاسيما رفض عمه سابقا
اوجعه بشده وكذالك ندائها بإسم والدته ،امسك براسغها وفتح باب سيارته ليدفعها للداخل وهو يزجرها بتحدي :
-عايزاها حرب ماشي يا بنت بشرى قابلى بقى
دار للجهه الاخري ليجلس خلف المقود لينطلق بسرعه وجنون وكل شئ بعينه أسود .
طوال الطريق كان الصمت ثالثهم لاتعرف كيف تخلت عن قناع القوة والبرود وبكت بهذه الحرقه أردات إغاظتهم بطلب زيد لكن زيد كان مشنقتها الحقيقة هى من أرادت الاحتماء بعقدته وإستعصامه عن الزواج فعقد العقده على عنقها بحبلا جيدا الالتفاف شديد الحده ،غفيت "مريم" بين يديها فإحتضانتها بشده هذا الوجع الذي بداخلها تخشي أن تتذوقه يوما ما تخشي ان تكون ضحية جديدة لهذه العائلة وخرقة باليه فى هذا القصر الجميع ينظف بها قدمه ،وصلت الى القصر اخيرا وترجلت حاملة "مريم" بين ذراعيها ،ترجل هو الاخر والذي قضا الطريق يفتك به الغضب لم يكن مجبرا على هذا فقط بل كان مجبرا على الحياه كلها .
وقف بوجهها وهى تمضى للداخل قائلا بحده:
-هاتي مريم
هتفت وهى تحاول تجاوزه دون تنفيذ رغبته:
-هاخدها تبات معايا انهارده
بسط يده ليمنعها من المرور وهدر محتدا :
-وانتى مين قالك ان مريم بتبات برا حضنى
كادت أن تخبره انها طوال الفترة الماضية كانت بين احضانه بينما هو لا يعرف عنها شئ سوي انها بخير لكن بتر حديثها عندما رأئت الاصرار فى عينه وآثارت الصمت فلا طاقة لها بأي جدال خاصتا وهى تشعر بأن قدمها لم تعد تحملها بشكل جيد وتريد الهرع الى غرفتها حتى تستطيع الهروب من العالم بأكمله ،انتزع ابنته من بين احضانها وسبقها للداخل تبعته بخطوات متعبه ووجه شاحب حزين وكأن العالم بأكمله فوق رأسها
بالداخل كان يجلس "فايز" و"ونيسه" ومها بانتظارهم على الاغلب هناك شيئا هام يريد جده ابلاغه به من دون هاتف خاصتا انه حضر اليوم ولم يكن فى استقباله ،ومن وقت ما وطأت قدمه بالداخل عينه لم تسقط عنه بينما هو يحتضن ابنته ويمشي بها بالداخل دون أن ينظر لاحد
ناداه كي يلفت إنتباه:
- زيد
رفع وجهه ليستجيب لندائه اقترب منه وتبعته صبا بخطوات ثقيله وروح متعبه كلما طارت للخروج عادت رغما
عنها وياليتها تعود سالمه .
قال جده مرحبا :
- حمدلله على السلامه
وقبل أن يجيب أردف جده :
- عمك حسين جاي
انقبض قلب "صبا"على الفور وعندها وارتخت قدمها وشعرت انها تميل ،نظرت باتجاه زوجة ابيها لكنها تجاهلتها تماما ،حتى عاد صوت زيد بالخروج :
- كويس خلينا نكتب الكتاب ونخلص
نظر له جده نظرة ثاقبة يريد معرفه ما يضمره وبنظرة واحده قرأ ما يدور فى خلده
"إن لم يفعل هذا بسرعه لن يفعله زيد أبدا"
لذا هتف برويه:
-ومالوا نخلى الفرحه فرحتين فرحة روجع حسين وفرحة كتب الكتاب
صاحت "ونيسه" باعتراض:
-ومنين هيجى الفرح يعنى ؟
اسكتها "فايز "بكلمه واحده رمها من فوق كتفه :
- ونيسه
فإلتزمت الصمت حتى وإن لم ترضى هذا لا يؤثر فليس هناك داعى للوقوف ضد التيار ما أراده سينفذ على عنق الجميع.
التفت" صبا" نحو زوجه ابيها كالغريق الذى يتعلق بقشه لكنها رفعت كتفاها دون اكتراث ومطت شفها مدعيه اليأس بقيت كهذا تشعر وكأنها فى دوامه، جحيم "زيد" ولا جنة "رشدي "لكن الاجبار سئ أسؤء ما قد يكون الكل ضدها الكل يريد
كسرها الجميع بلا استثناء يراها خطيرة لكنها ما عادت تهتم بقناع القوة الذى تحاول الحفاظ عليه واستسلمت لذلك الانهيار
الذي نهاها من الداخل لتسقط سقطه بكامل جسدها ارضا وتغب عن الوعي سقطت من أتعبتكم سقطت المتعبه سقطت
الخطيره..................................................يتبع
عشقت امراة خطره _سنيوريتا ياسمينا أحمد"الكاتبه"
يلا بالصلاه على النبى توقعوا الجديد واتفاعلووواااااا لان الروايه من هنا وطالع هتواااااااالع
كلوا يضيف بصمته الاول
"الثامنه عشر "
زعق الجد بقلق وهو يخطوا تجاها مفزوعا :
ـ صبا ......إلحق يا زيد هاتى يا ونيسه شويه ريحه
ناول "زيد" إبنته التى بين ذراعيه لوالدته وأسرعت "مها" بإتجاه غرفتها ليبقى "زيد"
امامها هو وجدها نظر إليه "فايز" وصاح به :
ـ هتسيبها فى الارض كدا شيلها
كان يخشى الاقتراب حتى منها، شعوره أنه سيذوب تماما إذا تلمسها نظر تجاه جده وحاول
الرفض لكن جده اصر زاعقا :
ـ اتحرك يا إبنى
زفر بضيق ومد يده أسفلها ليجذبه تجاهه ومن ثم إنتشالها من الارض وخطى بها سريعا نحو
الاريكه القريبه خرجت "مها" بسرعه لتره وهو يحملها وقد ضاق صدرها من هذا الاهتمام
الزائد الذى حظت به "صبا" لمجرد سقوطها ، إقتربت منهم ومدت يدها هى تقول :
ـ هى متعوده على كدا دى حركه دلع كدا لازم تعملها من غير داعى
رفع "فايز" نظره إليه وهو يستنكر حديثها بهذا الشكل عنها :
ـ يعنى إيه بتدلع انتى بتقولى كدا إزاى ؟
شعرت "مها" بمهاجمة "فايز"وقد ينقلب الامر عليها فهتفت :
ـ يعنى ما عندهاش حاجه انا عارفه انا مربياها وعارفه
وقت انشغال "فايز" بالحديث مع "مها" وضع "زيد" الرائحه على يده وراح يحرك اصبعه
فوق شفها العلويه ينتظر بلهفه لحظة فتح عينها ، توتر بالقرب منها وارتجف قلبه نعم شعر بالقلق
عليها شعر بالذنب لكن سرعان ما تجاهل مشاعره فهو ايضا مجبر على كل هذا
اخيرا فتحت عيناها وقلبها منهك اول ما وقعت عينها عليه كان "زيد" ،الويل لها مما تحمله الايام
اعتدلت سريعا وكأنها فزعت التف اليها "جدها " يسأل عنها باهتمام:
ـ مالك يا صبا في إيه ؟
أجابة بصوت ضعيف :
ـ مافيش
سأل جدها بقلق لم يختفى بهذه الاجابه :
ـ اومال مالك؟ نجيب دكتور؟
نهضت من مكانها وتحاملت على نفسها حتى لا تبدو بهذا الانهزاشعرت بنظرات "زيد"
المصوبه نحوها فهمت بالنهوض وهى تقول :
ـ لاء أنا هطلع أرتاح وأبقى كويسه
استعدت للصعود تحت نظرات "مها" الحاقده لقد اعتادت منها على هذا حمد لله أن ونيسه أختفت
عن المشهد يكفيها سقوطها امام زيد ومها أما جدها فقد شعرت بالفعل بقلقه عليها يكفيها من الهم
نظرت زيد الغير مفهومه ونظرات الحنق من مها .
بدات تتحرك تجاه الدرج فناد "فايز " أمرا زيد:
ـ وصل صبا يا زيد لا تقع تانى
تجاهلت حديثه واستدارت تنظر بإتجاه بنظرات زيد الجامد والثابت مكانه دون ان يتخذ خطوة تجاه
لقد اذدات الشحناء بينهم بعد توعده لها يبدو أن القادم لا يبشر بالخير .
"""""""""""""جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا """"""""""""""""""
"فى اليوم التالى"
بدأت التجهيزات لحفل عيد الميلاد الخاص بمريم لكن أصر زيد على الاختلاء بمريم وعدم انتظار
مساعده" صبا" لقد جهز الحديقه ووصى على الحلوى الخاصه بعيد الميلاد
واشترى لها ملابس جديده وانتقى لها هدايا وإحتجزها فى غرفته ليعتنى بها شخصيا ويلبسها ما انتقاه
ظلت "صبا" بلاسفل كالغريبه بانتظار رؤية "مريم" وعزة نفسها تمنعها من الذهاب لغرفته ،وكذلك عودة
والداها الذى ستصل طيارته فى المساء ،أثناء جلوسها فى وسط المنزل ترى الجميع ولا يراها احد
دخلت عمتها بثينه والتى رمقتها على الفور بضيق يبث حجم الغل الذى بداخلها مما جعل صبا تتمت بداخلها:
- ياساتر يارب
لكن سرعان ما تبدلت تعبير "بثينه" للتهلل الذى يبدوا خلفه شئ خفى ابتسمت بشماته وهى تنادى بصوت جهور :
- تعالى يا نهى اتفضلى هو انتى غريبه
الاسم لم يكن غريب على مسامعها لكنها لم تالفه ،على اثر النداء دخلت "نهى" فتاة جميلة ذات أعين واسعه وخضراء انف
مدبب وشفاه صغيره كانت تخطوا على استحياء والى جوارها امراة كبيره تاخذ الكثير من ملامحها ،رأت صبا عمتها
وهى تتجه صوبها وبيدها هذه الفتاة التى من الواضح تكبرها بعمر كبير لا تزال "صبا "تجهله اشارت "بثينه"نحو نهى
وهى تقول لصبا بفخر :
- شوفتى نهى اهى دى بقى ضرتك
الكلمه كانت صادمه، وكأن شئ ثقيل سقط على قلبها حاولت الابتسام ورحبت ترحيب مزيف لكنها لم
تقوى على نفس الشئ تجاه "نهي" أما هي فقد رمقتها بضيق جلى نافذ من عينيها الخضروتان
الأنثي لديها من الكبرياء والكرامه ما يجعلها ترفض مشاركه غيرها أى شي حتى ولو كان حذائها فما
بالك برجل واحد ، الموقف كان محرج لكيهما وقد تعمدت "بثينه" هذا فقط لترى ملامح الضيق والانزعاج
على وجه "صبا"وقد حصلت على ما أرادت تدخلت والدته "نهى" لتسحب يد إبنتها هاتفه :
ـ تعالى يا نهى نشوف "مريم" ونجهز حاجات العيد ميلاد
"مريم" هذا الاسم الذى ومض برأس "صبا" لقد عاقبها "زيد" عقاب قاسي بإبعادها عنها خاصتا بيوم كهذا
كانت ستشغلها كثيرا عن كل الأعين التى تريد أن تراها مكسوره ومهزومه ستنسى بها ما يؤلمها وتستشعر
لمره واحده معنى عيد الميلاد ،عادت منبوذه عندما تركتها "بثينه" لتنضم ل"ونيسه" بالمطبخ ،وشعرت بالبرد
يسرى فى أوصالها تريد أن يضمها أحد جسدها كان بحاجه لحضن دافئ فقدته من مده طويلة من وقت
ما كانت طفلة حضن تطمئن بداخله ويهدى ما بها من ألم، يد تربت على كتفها وتُطمئنها أن كل شئ سيكون بخير
لكن ما حصلت عليه كان الصقيع من كل المشاعر ومن كل الاشخاص ضمت نفسها وحاوطت كتفيها بيدها وحاولت
الثبات لن تسقط كالنعجه فى شباك الصياد خاصتا وهى ترى تهامس بثينه وونيسه وضحكاتهم الخبيثه ونظراتهم
الموجهه نحوهم ،انطلقت نحو الحديقه حتى تتنفس بصوره جيده ووقفت فى الشرفه الواسعه قليلا حتى
تنظم انفاسها دقائق معدوده وعاد عقلها بالعمل إن كانت "بثينه" تري أن "نهى " حجر ستستمر بقذفها
به فستريها أنها صاعقه تقسم الحجر ،لن يقوى احد على أذيتها وإن فعلوا لن تبدى هذا أبدا ستحارب
إن كُتب عليها الحرب وستومن بالنجاح حتى يتهيئ لها
ـ واقفه كدا ليه ؟
استمعت إلى هذه الكلمات من صوت "مها" القريب منها فإلتفت على أثر ذلك لترد وهى تحاول الثبات :
ـ ولا حاجه بشم هواء
عاينتها "مها" بنظرات متمعنه لم تصل بها لشئ لقد عاد غامضه كما تكون فى بعض الاوقات ،خمنت سبب
هروبها من الداخل وهتفت :
ـ عشان "نهى " هنا
لم تتلقى منها أى ردة فعل نفضت رأسها ببرود مدعيه عدم الاهتمام لكن كان داخل "مها" شئ يؤكد أن هذا هو
سبب ابتعادها كما تلاحظ ايضا إقصائها عن "مريم" المتعمد من "زيد" فقالت لتستفزها :
ـ خالتها وانهارده المفروض انها هتكون اقرب حد ليها بعد امها واكيد اكيد زيد هيفضلها عنك
أضافت بخبث :
ـ الصراحه البنت حلوه وواضح قريبه من سنه وهتفهمه عنك
لازالت "صبا" تحدق ببرود رغم الحمم البركانيه التى كانت تندلع بداخلها فإستمرت "مها" بالضغط :
ـ مستقبلك شايفاه من عندى إنتى هتبقى خدامه مش اكتر
نجحت فى استفزازها وقد ظهر التفاعل اخير على صفحة وجهها الذى أصبح بلون الدماء حينها ابتسمت
"مها" لنجاحها فى معرفة ما تضمره فأضافت وهى توكزها بخفه فى كتفها :
ـ ايوا كدا بينى اللى جواكى
ما كان من "صبا" إلا أن هتفت باستحقار :
ـ مش عايزه تنسي اصلك ابدا
أسرعت "مها" بالامساك بفكها بيدها واعتصرته بين اصابعها، قد بلغ الغضب منها مبلغه
تتعمد "صبا" معايرتها بعملها السابق والذى كرهته وكرهتها معه لقد كانت خادمتها من قبل
لكن حظها تبدل بلحظه عندما قرر "حسين" الزواج بها وعندها تبدلت حياه "صبا" ايضا وتحولت
معاملتها للاسوء حال، ماإن حصلت على والدها حتى انتقمت منها شر إنتقام ،هدرت "مها" بانفعال لم تستطع
التحكم به وسحقت كل كلمه توجهها إليها بعنف:
ـ عارفه انا عمرى ما كنت أتمنى ليكى جوازه ابشع من دى عشان تعرفى معنى كلمه خدامه بصحيح
انا هنا اطمنت أوى انك هتكونى فى المكان اللى تستحقيه بس اخويا اللى مانعنى اتتمم الجواز دى
ولولا هو انا كنت وقفت اتفرج عليكى وانتى بدوبى زى الشمعه
حاولت "صبا" الإفلات من قبضتها لكن "مها " كانت الاقوى هتفت بصعوبه :
ـ ربنا يحرقك أنتى واخوكى
زادت "مها" من ضغطها على فكها وكشرت عن انيابها وهى تقول بغيظ :
ـ كنوز الدنيا مش خساره فى إنى اشوفك مذلوله انا مش هأدخل ومش هنفذ لرشدى
اللى عايزوه وهقعد هنا مخصوص عشان أشوفك بعينى والكل بيهينك
أوشكت "صبا" على البكاء لو أفلتها لركضت لآخر مكان وانفجرت فى بكاء لا تعرف له أخر
اذدرات ريقها لقد هدمت "مها" امالها ورعبتها اكثر من حياتها المقبله التى لا منقذ لها منها .
على غفله امسكت يد غليظه يدها ونهرتها بعصبيه :
ـ إيه اللى بتعمليه دا ؟
التفت "مها" دون اكتراث بينما صبا حاولت الحفاظ على توازنها الذى بدأت تشعر باختلاله بعد ما قالته
زوجه ابيها
صاحت "مها " بضيق وانفعال عندما رأت يد أخيها تعتصر معصمها :
ـ سيب إيدى ، انا بقولك قدمها أهو موضوعك دا حلنى منه
انفعال اخته بهذا الشكل وعدم اكتراثها لأى عواقب جعله يحاول تهدئتها عوضا عن تهديدها :
ـ فى إي اللى حصل ؟
اجابته "مها" وقد امتلائت نبرتها بالاستياء:
ـ قال بتعايرنى
نظر "رشدى" إلى "صبا" وهتف بلوم :
ـ كدا يا صبا برضوا دى مها طول عمرها بتعاملك زى بنتها انتى حتى كنتى بتحبيها زى مامتك
رفعت "صبا" اصبعها لتحذره وتوقفه :
ـ ما تجبش سيرة امى على لسانك ما تقارنش امى بواحده زي دى .
حاولت "مها " الانقضاض عليها وهى تقول :
ـ انتى فعلا عايزه تتربى
منعها "رشدى" من ذالك بأن امسك براسغيها وهتف بانزعاج :
ـ خلاااااص يا مها انتى هتفرجى علينا الناس ولا ايه؟
ابتعدت "صبا" عنهم وقبل أن تغادر اشارت لها بتحدى :
ـ هتشوفى مين فينا اللى هيربى التانى
غادرت وتركتهم لتزداد "مها" انفعالا وتسبها بعصبيه :
ـ ××× ما ابقاش انا إن ما كنت اكسر مناخيرك وانهارده قبل بكرا يا××××
حاول "رشدى " تهدئتها قائلا :
ـ ياشيخه إنتى هتعملى عقلك بعقل عيله,, اهدى شويه
لم تهدأ بالعكس وجهت إنفعالها نحوه وصاحت بضيق :
ـ مالكش دعوة إنت
____جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد _______
"بالاعلى "
وقفت "نهى "ووالدتها بخارج غرفة "زيد" ونهرتها والدتها بشده :
ـ فى اي يا نهى عماله تعصبى على مريم قدام زيد كل شويه كأنك مضرره منها فى إيه ؟
وضح على "نهى " التأثر وهى ترد على والدتها بضيق:
ـ غصب عنى يا ماما انا مش عارفه اتلم على اعصابى من ساعة ما شوفت البت اللى تحت دى
حسى بيا
لم تبدى والدتها أى اهتمام لحجتها وصاحت بها معاتبه :
ـ بلاش هبل إركنى اعصابك على جنب كدا احنا ما صدقنا إننا وصلنا لكدا وبعدين قولتك دى عيله
صغيره وانتى هتبقى المفضلة عنده عشان "مريم " إنتى عارفه غلاوة مريم عند زيد قد إيه مستحيل
يبص لأى حاجه غير راحتها
طوت يدها بتذمر لم تستطيع تصديق هذه الكذبه وإقناع نفسها بها ،سنوات وقد درست بهم "زيد" حرفا حرفا
تعرف جيدا أنه من المستحيلات أن يرغمه أحد على شئ لم يريده فما الذى غيره ليقبلها زوجه ويقبل بغيرها
بعد سنوات كان رافضا الفكره كلها ،هناك سر والغالب فى "صبا"
مسحت والدتها على وجنتها برفق وهى تهتف :
ـ يلا يا بنتى عشان زيد ما يحسش بحاجه عايزاكى انهارده تاكلى الجو ما يشوفش غيرك انتى وبس
رمقتها "نهى " بيأس رغم ان كل المنزل معها وسيصتف إلى جنبها حتى يلغى وجود "صبا" إلا انها كانت
متشائمه من فكرة نجحها .
"فى غرفة زيد "
ملابس "مريم"
كانت منتشره فى كل مكان وكذلك رابطات شعرها وما يلزم واحذيتها لتجهيزها لعيد الميلاد والذي يحتفل ويهتم به
"زيد "كل عام هو ايضا كان منهمك بالترتيب والتجهيز لملابسه وتنسيق ملابس "مريم "التى لم تكن على سجيتها
ولا تتعاون مع أحد حتى انها قذفت بضيق فستانها الذي اعد خصيصا لها وهى تزمجر :
_وحش
مالت "نجلاء" لتلقطه من الارض وهى تحاول اقناعها بلطف :
- دا جميل
لاحظ هو تصرفاتها الغاضبه والتى يعرف سببها جلس اسفل قدمها طاويا ركبتيه على الارض وسألها بحزن:
- مالك بس يا مريومه ؟
امتعض وجهها دون اجابه وكأنها تنتظر منه التنفيذ ،امسك بين يده فستانها وهو يسأل :
- الفستان مش عاجبك ولاانتى مضايقه فهمينى
فى الوقت ذاته طرق باب غرفته ،بدى على وجهها الاهتمام وهى تنادى بحماس وكأنها تنتظر شخص ما :
- ادخل
بالفعل فتح الباب لكن خيب ظنها دخلت خالتها "نهى "وجدتها ،عاد الامتعاض على وجهها وقضبت حاجبيها
بشده حد البكاء ،هتفت "نهي" معلقه على نداء مريم للدخول بسعاده :
-والله وسمعنا صوتك يا ست مريومه
وضع "زيد"يده على جبهته بيأس لابد أن يحزن قلبها، لكن لن يترك صبا دون عقاب على ما تفعله لن يتعامل معها كأن لم يحدث شئ ولن يتركها تتحداه ويضعف هو امام ضغط مريم ،اقتربت منها "نهي"فى محاولة التغطيه على غضبها السابق الذي نبهتها له والدتها بالخارج و تسألت عن سبب عبوسها قائله:
-مالك يا مريومه مضايقه لي ؟
لم تجيب وظل العبوس هو ردها الوحيد على الجميع لاحظت "نهي" تأثر "زيد"بتصرفات"مريم" وحاولت
التخفيف عنه ب:
- ما تضايقش هخلى ماما ترقيها
تدخلت والدتها وهى تحاول ضمها الى احضانها هاتفه:
- تعالى يا قلب ستك ارقيكى
نهض "زيد"من جلسته وحاول تهدئه نفسه لاستقبال زمجرة وبكاء "مريم" المتوقع وبالفعل ما هى إلا ثوان حتى انفجرت فى البكاء بصوت عال ودفعت جدتها عنها ،لا يشك "زيد" فى محبة "نهى" وجدتها لها لكنه لم يثق فى قوة تحملهم تقلبات مزاج مريم وعصبيتها ،وقد استمع الى جدتها تهتف مستنكره:
- الله يا ساتر يا رب ،مالك بس ؟
دفعتها "مريم" عنها واستمرت بالبكاء دون هدف واضح ،سألت"نهي" بدهشه من تصرفاتها الغريبه :
-مالها يا زيد هى عايزه حاجه معينه ؟
ولها ظهره دون اجابه فقط أطلق انفاسه الحبيسه ونظر للعدم دون تفكير،لن يسكتها سوى "صبا "ولن يذهب إليها
استمرت محاولات "نهي"والجده فى تهدئه مريم لكن بائت محاولاتهم بالفشل كانت تزداد عنادا وصراخا ،التقطت "نهي"السلسال المعلق بعنقها وأبدت اعجابها به قائله:
-الله اي السلسله الجميلة دي ؟
اجفل "زيد"دون أن يلتف يعرف عن ماذا تسأل "نهى " وسؤالها هذا جعل "صبا " الغائبه تحضر بقوة
وتلغى كل الحاضرين انتابه اليأس من محاولاته بالإستغناء عنها فهى بات قدره والقدر ليس منه مفر .
استسلمت "مريم"للبكاء عندما لم تجد منهم استجابه لطلبها الذي لم تفصح عنه وبإنتظار معرفة وتنفيذه دون
تدخل منها خبأت وجها بيدها الصغيرتان وهتفت بحزن:
-عايزه صاصا ...عايزه صاصا
ابتعد "زيد "قليلا عنهم حتى لا يضيق صدره اكثر من هذا زادت "مريم" الضغط وحولت العصبيه لبكاء واكثر
ما يؤلم قلبه هو بكاء مريم ،فى حين ان "نهي "لم تفهم ما تريد وسألتها :
-عايزه اي ؟صاصا قصدك مصاصه؟عايزه مصاصه ؟
تدخلت جدتها تلومها وهى تحاول الاقتراب منها اكثر :
- يا ستى من العين دى قبل العين دى اجبلك
حركت "نجلاء"شفاها إلى كلا الجانبين خشية ما ينتظر الجميع من معرفة رغبة مريم انها حقا تطلب أن تفجر
الغرفه بقنبله من ثلاثة حروف "صبا"
نادت نهي نجلاء لتامرها قائله:
-ابعتى حد يا نجلاء يجبلها مصاصه
لم تتحرك "نجلاء" وظهر الارتباك عليها فهى لا تعرف إن اخبرتها بما تريد "مريم" ماذا ستكون
ردة فعلها ،تجاهلتها نهى قليلا وعادت بالعبث بسلسلها قائلة بإعجاب:
-السلسلة دى حلوه اوى ذوقها رقيق جدا مين جايبهالك يا مريم ؟
لم تعلم أن حديثها المرسل عن السلسال كالاسهم المتراشقه فى صدر زيد يؤلمه بصمت ويكتمه بصعوبه .
فى نفس الوقت استمرت مريم بالنداء والبكاء:
-صاصا عايزه صاصا
التفت "نهي"الى نجلاء التى لازالت تقف مكانها وانفعلت عليها قائله:
-يا بنتى واقفه كدا ليه ؟مش قولتلك شوفى حد يجبلها مصاصه
لم تجد"نجلاء" مفر من اخبارها بالحقيقة حتى لا تنهرها مجددا فهتفت باستسلام:
-دى مش عايزه مصاصه ...صاصا دي صبا بنت حسين بيه.
اتسعت عين "نهي"وهي لا تستوعب ان مريم تبكى كل هذا البكاء من أجل صبا متجاهله وجودهم جميعا بجوارهم
وهذه الدهشه تقاسمتها معها والدتها التى سارعب النظر تجاه زيد وهى تدعوا ان ينقذهم الله من هذا الحرج لكن
زيد لم يبدى اى تفاعل وانطلق نحو الشرفه الخاصة بالغرفه فهو لم يعد يتحمل أكثر من هذا .
بقيت الحيره والانزعاج من نصيب نهى وجدتها فهتفت نهى بتعصب بعد التاكد من خروج زيد :
- شوفتى الكسفه اللى احنا فيها بنت اختى مش عايزانى وعايزه التانيه
نهضت من مكانها وهى تستأنف بضيق وانفعال:
-يعنى انا مش مهمه انا هبقى عدد عشان ضمان ست مريم ما تخرجش من بيتوا انا ...انا
انحسر الكلام على طرف شفاها فلم تجد أى تعبير أو وصف يصف الثورة العارمه التى بداخلها فقاطعتها
والدتها بتنبيها بوجود "نجلاء"بينهم :
-نجلاء ...نجلاء سبينا لوحدنا شويه
خرجت الاخري بصمت وهى تلقى نظرات شفقه على كلا من نهي وأمها
خلت الغرفة إلا منهم مريم ونهي ووالدتها التى قفزت من مكانها لتمسك بساعدها موبخه إياها بحنق :
- جري اي يا نهي انتى هتعملى عقلك بعقل العيال عيله ومش فاهمه ومتصلبطه على بت زى دى تعملى انتى كدا قدام الخدمين وتهزي صورتك قبل ما تدخلى البيت وتورى للكل انك مهزوزه وضعيفه واقل كلمه توديكى وتجيبك ...فوقى يا بت انتى لاحسن لا هتطولي زيد اللى طول عمرك بتحلمى بيه ولا غيروا
سقطت "نهى"جالسه على طرف الفراش بتعب تشعر أنها فى حرب على أبسط الأشياء سهوله ،وما أسهل من زوج وبيت
خاصتا أن "مريم" حلقة وصل كبيره وسبب قوي لوجودها فى هذا البيت لكن كل شئ أصبح مستحيل نمي بداخلها كراهيه
لا آخر لها لصبا التى انتزعت منها ابسط حقوقها وأيسرهم بمنتهى البساطة،نظرت لوالدتها وهى تهتف بنبرة حزينه جدا:
- ليه كل حاجه كتيره عليا ليه عمرى كلوا مربوط بواحد مش عايزني كتير عليا يكون ليا بيت وراجل وعيال
ارادت والدتها تحفيزها فى الحفاظ على مركزها الآن لكن اتت بنتيجه عكسية تماما واستشعرت الاحباط فى حديثها
فحدثتها بضيق من بين أسنانها:
- شوفى بقولك ايه وانتى بتقولى اي ؟جايه بعد ما اتقدملك تقولى مش عايزنى اومال احنا فى اوضة ليه؟
وهو مش راضى يخليها تقرب من بنته برغم انها قاتله نفسها عياط !
كلامها كان منطقى لكن إحساسها كان يخبرها انها خيار ثانوي وليست الاولى .
دفعتها قائله:
-قومى شوفيه على ما اتصرف واسكت البنت ،وخلى بالك يا نهى لو ضيعتيه من ايدك
ما تلوميش إلا نفسك .
"فى الشرفه"
"زيد "كان يحاول التنفس لكن جبل ثقيل كان يقطن فوق صدره ويخنقه يعيش بفضل جده وأخيه أسوء إختبار
وعوضا من خوف أن يظلم واحده بعدما ظلم "غاليه" اصبح يظلم ثلاثه فى موضع واحد ،كل ما يقع عليه عينه الآن أسود
ومظلم كحال"صبا" التى تقف فى شرفة غرفتها هى الآخري على نفس الحافه تنظر للامام كما ينظر هو لايراها ولا تراه
لكن الشعور متفق وكأنها مقدمه واحده يراها الاثنان معا .
دلفت"نهي" الى الشرفه لتحاول التخفيف عنه،ولكنها كانت مستيقظه عن "زيد" الذى لم يلاحظ وجود صبا ولاحظتها
هى بسهوله،شعرت بالضيق لمجرد رؤيتها ولم تتحمل أنها تشاركها نفس الهواء الذي يتنفسه ، نادته كي تعلمه
بحضورها :
- زيد
التف رأسه على إثر ندائها ،ثم عاود النظر حيث كان ،لم يكن فى مزاج رائق للحديث مع أى شخص كل ما أراده
الانفراد لكن يبدو أن هذا كثير عليه هنا ،هتفت نهي كي تحاول التخفيف عنه:
- زيد انا عارفه إنى ممكن ما أكونش الست اللى بتحلم بيها أو ....
- ومين قالك إنى كان ليا أحلام
هكذا قطع عليها احراج الحديث دون أن يلتف ،لتهتف بصدق:
-انا هكون ليك كل حاجه بتمناها انا مش عايزه منك غير بس تدينى فرصه فرصه أثبت فيها حبى ليك .
وكأنها كانت تطعنه لا تحدثه قلبه ليس ملكه ليهديه لمن شاء لطالما كان يرفض هذا يرفض أن يضحى احد من أجله ان يقدم له أحد شئ لا يستطيع هو رده كما كان مع زوجته غاليه ،استمرار اخذه ما لم يقدر على رده يوجعه لكنه بات
مجبر عليه أن يتحول فليهدأ ضميره قليلا فالتجربه فى بادئها والقادم أخطر .
حرك رأسه لكلا الجانبين لياخذ قدر كافي من الهواء فلاحظ وجود "صبا" فى شرفتها ابتسم بسخرية فى نفسه عندما رأي
عينها المتحجره بالنظر تجاههم وعينها تحتقن بالدماء ،لقد بدأ الظلم سمع من قبل جملة تردد صداها
بداخله " إن قررت ان لا يكون بك عيب معين ستتقاتل الدنيا والشياطين لجعله بك وستكون ما تكره "
وها هي البداية بداية دائره الظلم إلتف ل"نهي"متعمدا إغاظة "صبا"ليريها بأم عينها أنه مرغوب وليس بحاجة إليها
ولا إلى قبولها ،ليريها كم كانت غبيه عندما عاندته وجرحته واختارت محاربته.
لقد خفق قلب "نهي" عندما رأته يلتف لها ويستعد لحديثها اخيرا جائتها الفرصه لتقف بوجهه دون خشيه من
هروبه المعتاد وأين فى شرفة غرفته ، هتفت فى نفسها مبتسمه :
- كل حاجه هتبقى تمام هنعيش احلى ايام سواء انا وانت ونجيب ولاد كتير .
خرج صوتها مفعم بالسعادة وهى تقول :
- اول مرة تبصلى واول مره أحس أن قلبى مرتاح ربنا يريح قلبك يا زيد
حاول بجد أن يقول شئ طيب امام فيض مشاعرها لكنه لم يستطع أن يخادع نفسه أو قول شئ لم يمس قلبه
رمي نظرة جانبيه على شرفة "صبا" فلم يراها اصبح مكانها خالي وكأنها لم تتحمل هذا ،هو ايضا لم يتحمل
فسأل دون اهتمام لما تقول :
-مريم سكتت ؟!
وكأن سكب على رأسها ماء مثلج ،ضيقت عينها وهى تنظر اليه وعاد الشك يغزوها بقوة فسالته هى بتعصب:
-زيد انت حد غاصبك على الجوازه دى ؟
لم يحاول الرد عليها وهم بتجاوزها لكنها وقفت بوجهه ومنعته من ذلك لتهتف بعصبيه:
-انت لازم تفهمنى ليه بعد ما كنت رافض تجوز من سنين وافقت بسهولة كدا وفوق كدا هتجوز بنت عمك حته العيله
اللى لو اتجوزت بدري شويه كنت خلفتها
رددت باصرار :
-من حقى افهم فهمنى
لم يرضي عن اسلوبها بالحديث وعصبيتها فصاح محذرا بنبره حاده:
- نهي ما تعديش حدودك ،مالكيش دخل بموافقتى او لاء
خليكى فى نفسك مش انتى وافقتى ما تسأليش عن أى حاجه متخصكيش
رفع اصبعه ولوح به فى الهواء ليؤكد :
- و إوعى تفكرى تعملى مشاكل معها احنا لسه فى اولها لو ناويه على شر قولى من دلوقت عشان نخلص
حركت فكها السفلى لتغطى على غضبها الذى تحاول إخفاءه استدعت صبرها كى تحصل على ما تريد،مطت
جانب فمها وهى ترد على تحذيره ببرود:
- اطلاقا مش ناويه غير على كل خير
خطوة واحده باتجاه اتخذتها نحوه وهتفت بلطف:
- كفايا عندى انى هبقى مرات زيد الواصل مش عايزه حاجه من الدنيا تانى
عاد الالم يتجدد فى قلبه والطعنات التى مازال آثار ندوبها فى معدته تؤلمه بشده ضم حاجببه فهو لم
يعتاد على الوضع الجديد لم يستصيغ رمى مشاعره والتعامل بوجهين امر مرهق عليه حاول الابتسام
ليجارى حديثها وفر للداخل .
مع كل لحظه تمر تتأكد "نهي"أنها ليست مرغوبه منه وأن زيد هو زيد القديم لم يتغير ابدا لازال
ميت من الداخل لازال لا يرغب بالحياه .
"فى الداخل"
استعدت "مريم" وهدئت تماما وهذا ما أدهش "زيد" ونظر لجدتها مستفهما لكنها اكتفت بابتسامه وإيماء
قصير بثقه لأنها بات مسيطره تماما على" مريم " لا يعلم كيف هدئت
واستسلمت للتزين دون تتزمر لكن هذا كان جيد .
____جميع الحقوق محفوظه لدى صفحه بقلم سنيوريتا____
"فى المساء "
لقد تحولت الحديقه لقاعة مناسبات بفضل الزينه والطاولات والعاملين الشركه التى تعامل معها زيد كانت ماهره
فى ذلك بدأت العائلة فى التجمع وتوافد الزوار من كلا العائلتين لحضور الحفل السنوى لعيد ميلاد "مريم"
ارتدت "مريم" فستان هادئ اللون مزين بالورود وارتدت تاج من الورود لتظهر فى مظهر رائع وانيق وكما
ارتدت "نهى" ايضا عباية ملونه وحجاب كامل وامسكت بيد "مريم" لتبدو امام الجميع وكأنها والدتها أو اصبح
مكانها أقرب من مكانة صبا التى ظلت طوال اليوم مختفيه عن الأنظار
اختفائها أثلج صدر "نهى " لكن هذا لم يدوم طويلا عندما رأت الصور المعروضة فى كل الجانبين لصبا مع مريم وزيد
الصور تشع بهجه تُعلن بكل صراحه قصة عشق خفيه بينهما وأن زيجه "نهي"مجرد عقد للاحتفاظ بمريم .
لم تحتاج أن تكهن بما يتهامس الناس وسبب شهقاتهم المكتومه ونظرات الشفقه التى وجهت صوبها،
مالت الى والدتها والمراره تملا حلقها :
- قولتلك زيد مش عايزنى زيد كل اللى همه مريم
اجابتها والدتها بثقه:
- يبقى انتى الكسبانه برضوا إنتى خالة مريم إنتى الجوكر اللى هيؤش كلوا وهى تبقى تبل الصور
دى وتشرب مايتها
نظرت اليها وهى تحاول أن تجد معنى لتجاهلها مشاعرها
وصاحت بها :
-بقولك مش عايزنى
عنفتها امها وقالت بغضب مستتر حتى لا تلاحظه الأعين المسلطه عليهم :
-مش مهم عايزك ولا لاء المهم ان إنتى عايزاه افهمى بقى دا قدرك فكرى ازاى يبقى ليكى لوحدك مش
هو عايز إي دى حرب ولازم تكسبيها واولها مريم
داعبت بأطراف أصابعها خصلات شعرها فتذكرت نهى هدوء مريم الغريب بعد غضبها فسألتها :
-انتى ازاى سكتى مريم ؟!
اجابتها بابتسامه ماكره :
-لما تعقلى هعلمك
من جانب "زيد" شعر بحرج بسبب هذه الصور التى خرجت بشكل عفوي لتثبت شيئا غير موجود بالمرة لكن يبدوا أن
شئ خفي يربطهم ببعض وهو السبب الرئيسي لفهم الجميع الامر لم يتحمل نظراتهم وقرر أن يختفى من بينهم قليلا واتجه
إلي الداخل وقبل أن يصل للبوابه الداخليه ظهرت هي "صبا"كغزال شارد بأعين واسعه مرسومه كالوحه مبهجة الألوان
ترتدي فستان ذهبي يأخذ شكل جسدها بالكامل إلا من اطرافه منفوش وضعت زينه واضحه لكنها لم تكن صارخه حجابها
لم يتعدى عنقها، لم يطيل النظر بإتجاهها وانطلق نحوها وهتف من بين أسنانه :
- ايه اللى انتى عاملاه فى نفسك دا ؟
اجابته بسخريه وهى تطلع الى بدلته الانيقه ببرود:
-إي فى حاجه استفزت عم الشيخ اللى جواك
زعق بها بحده رغم خفوت صوته:
-ما تعناديش وبالذات فى الغلط
اجابته بلا مبلاه :
- فى ايه دا عيد ميلاد عايزنى البس ايه؟ قفطان من بتوع جدى !!
سكت قليلا ليحاول السيطره على انفعاله الذي تدفعه له ثم هتف بهدوء:
- مافيش حاجه فى لبسك غلط بس فى ناس كتير هنا مش متعودين على اللبس دا
نظر حوله ليجد ما يخشاه الجميع يسلط النظر عليهم ،وبغباء شديد ناد مشغل الموسيقى المسؤال عن ادارة الحفل
فى المكبر:
-زيد باشا نورنا على الاستيج مع المدام
نظرت نحوه بدهشه لم تراه غاضبا بهذا الشكل أو وصل إلى هذا الحد من الحرج ،يبدوا ان الرجل إختلط عليه
الأمر عندما قارن الصور بوقوفه معها .
مالت "بثينه"الى ونيسه "التى قضت بداية الحفل منزعجه من الصور المنتشره بشكل كبير وهتفت بغل:
-يلا إشربى يا ونيسه البت سحرتله وطيرت عقله عينى عليكى يا نهي البنت واقفه فى نص هدومها
تحدثت "ونيسه "بخوف:
- بسم الله استر يا رب يارب احمى ابنى من شرها وسحرها اللى بيحصل دا مش طبيعي زيد ساب الحفله
وراح يقف معاها من امتى دا ؟
تحركت "صبا"خلف زيد عندما توجه نحو المنصه وهى تقاوم خروج ضحكاتها التى تتدفق بداخلها وكأنها سمعت نكته
مضحكه موقف صغير كهذا كان كالضربه القاضيه للجميع اولهم زوجة ابيها التى تنتظر الشماته بها بفارغ الصبر
وكل مايليها ، سألها زيد دون ان يلتف:
- ماشيه ورايا ليه ؟
اجابت بابتسامه بلهاء:
-مش بتاع الدجى الى طلب
هتف دون اكتراث لمشاعرها :
-هو غلط انتى كمان غلطتى ولا نسيتى انك رافضه الجواز منى
حاولت مجاورته اللحاق به وهى ترد بعناد:
- ما نسيتش بس دى حفلة عيد ميلاد مريم ومش عايزة ابوظهلها
لم يعجب بتلاعبه به لمصلحتها الشخصيه والكيد فى الجميع تأكد انها تتقرب منه من أجل أن تغضب الكل
فهتف دون اكتراث:
-على كدا استحملى بقى
ما إن استوعبت حديثه حتى رأته يمد يده لمريم لتصعد معه ويشير لنهى ايضا والتى لم تسعها الفرحه للانضمام
معهم وقفت متحيره وكبريائها يرفض ملاحقته وعينها زائغه بين الجميع الذين يحدقون اليها وكأنهم ينتظرون
سقوطها والانقضاض عليها ،نظرة واحده ساخره من زوجه ابيها كانت وقود ودافع قوى للحاق بهم على المنصه .
وقف "رشدى " بجوار اخته ونظره يأبى العدول عن "صبا" التى تشعل أفكاره، كلما رأها اراد خطفها
وألحت بشده فكرة التهامها ،مال رشدى لاخته مها يقول بحنق:
- خلاص كدا يا مها خربتيها ؟
نظرت باتجاه بإستخفاف عندما رأت عينه المتجه صوب "صبا" وهدرت هازئه :
- ولسه
كالمتها المقتضبه اثارت الفزع فى نفس "رشدى"فالتف يسأل بتعجب:
-ولسه ايه؟! قصدك ايه؟!
تجاهلته ونظرت امامها وهتفت بتلذذ:
-هتشوف كل حاجه
لم يفهمها لكنه كان متأكد انها ستنتقم انتقام لا رحمه فيه
لكنه لا يهتم المهم أن يستلم فريسته سليمه دون أى خدش ظاهري ،سالها :
- هو حسين راجع على الساعه كام؟
اجابته :
-زمانه على وصول وساعة ما يوصل بقى هيبقى ابتدى عذاب صبا بصحيح
كان لايستوعب ما تنوى لكنه مندهش من كم الغليل والحقد الذي تكنه ل صبا التى كانت تحت رعايتها من سبع سنوات
من قبل ما تتوفى والدتها من وقت ما كانت مربيتها الخاصة حتى أصبحت شابه تامة النضوج ،وجد سؤال غريب
طرأعلى ذهنه فطرحه دون مقدمات:
-مش المفروض ان حسين هيرجع متاخر عن كدا ؟رجع بدرى ازاى ؟!
ابتسمت بمكر وارتشفت من كوب العصير الطازج الذي بيدها وقالت بتفاخر :
- تفتكر مين اللى جابوا
""""""""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"""""""
علت صوت الموسيقى الخاصة بعيد الميلاد وانشغلت "مريم" بالرقص والقفز والفرح لكنها لازلت تخشي
الاقتراب من "صبا" الامر الذى زعج صبا وبشده ولم تملك وقتا كافيا لفهم السبب .
اجتمعت" عائلة نهي" على المنصه ليمرحوا مع "مريم" مع فقرة الساحر والبهلوان وغيرها من فقرات كثيرة لعب
الجميع وشعرت "صبا"بالمرح وكأنها بعمر مريم لم تحتفل من قبل بعيد ميلادها ولم تتشارك بحفل كهذا لطالما كنت تحتل
دور الخادمه المنبوذه على الرغم من أنها صاحبة المنزل ،اذدات ضحكاتها والساحر يضع بيدها الحمامه البيضاء وقد
اعجب بتفاعلها الطفولى معه وكرر معها اكثر من لعبه وهى اكثر من طفل تقفز وتندهش بشكل ساذج للغايه .
وصل"حسين" لتركض "مها " لاستقباله ومعها اخيها الذى صافحه بترحيب :
- ابو نسب منور البلد
صاحفه بحراره وما إن رأى والده "فايز" حتى هرول باتجاه ليسلم عليه بحفاوة
انحنى بجذعه ليقبل يده هاتفا :
- حاجنا ربنا يباركلنا فيك
ربت "فايز" على كتفه قائلا برضاء وابتسامه :
- حمد لله على السلامه
صافحته "مها"بشوق وهى تقول:
-حمد لله على سلامتك يا ابو وليد
اشار اليه "فايز"مرحبا بوجوده:
-ادخل ارتاح يا ابنى انا بلغتهم يجهزولك اوضتك
ابتسم له واستقبل ابنه "وليد " الذى ركض فى احضانه مهللا :
-بابا حبيبى
ضمه الى احضانه وسأله بحنان:
-عامل ايه يا حبيب بابا ؟
سرعان ما اكتشف غياب "صبا" والتف يسأل عنها متعجباً:
- اومال صبا فين ؟
ادعت "مها"الارتباك كى تتصنع انها تخفى عنه أو تحاول التغطية على "صبا" ،فزعق باسمها :
- مها قولى؟ ما جاتش تسلم عليا ليه؟ما تخبيش عليا
اجابته وهى تبدى اليأس:
-يووا عليك يا حسين ...هى صبا فاضيالنا واقفه فى وسط الحفله ترقص وتهيص وكل ما اشدها ترجع تانى
هعملها اي يعنى ؟هى دلوقتي بقت كبيرة وكمان زيد اللى المفروض خطيبها متصور معها الصراحه
جيت لقبت الوضع سيئ وما رضيتش أقولك .
هناك انواع من البشر مهما رأت أعينهم لايرون إلا بأذانهم .
و"حسين" كان من هذا النوع ،انطلق للداخل وهو ينوى نهر ابنته التى باتت كالجبل على كتفه لم يتحمل مسؤليتها التى تقطم الظهر دخل الى الحديقه وراها تضحك بفرح وتمرح دون أن تعى أين هى لاحظ صورها على كل جانب مع "زيد"
واشتعل غضبه نادها بصوت غليظ :
_صـــبــا
وكأن الاصوات خرست وعام الصمت لينفذ صوته الى مسامعها فتسقط من يدها كل الاوراق وهى تبحث عنه
برعب جلى لاحظه "زيد" ،نظرت باتجاه واذدرئت ريقها لتخفى خوفها من حضوره ،اشار لها بطرف بنانه وكانت
كالعروسه ذات الخيوط حركها بسهوله بطرف اصبعه لتتقدم نحوه بخطوات متعثره ،وقفت امامه تقول وهى
تحاول لقط انفاسها :
- حم...د لله ع...لي سلا..م..تك يا با..با
قالتها متقطعه ليباغتها هو بجذب راسغها زاعقا بها بحده:
-واقفه بتمايصي ولا على بالك وماشاء الله خلاص بتعاملى انك مالكيش اب .
ارتعبت من مباغته وحاولت الدفاع عن نفسها بقلق من تهوره لأى فعل قد يدعس كرامتها أسفل اقدام الجميع:
- انا واقفه مع ...ابن..عمى ولو كان شاف أى مبالغه كان حذرنى
مط شفاه معبرا عن اشمئزازه منها وهتف بحنق:
-يا سلام ... انا شايف ان فى انسجام بينك وبينه
نظر الى صورة فى احد الزوايا والتى كانت على قرب منه واستانف:
-خلاص بقى اطلعى معاه ع الاوضه
احتقن وجهها بالدماء كلماته اوجفت قلبها نادته بيأس :
-يا بابا
قاطعها محتدا :
-بابا فى عينك يا فاجره ،امشي اطلعى على فوق واقلعى الزفت اللى انتى لابسه وشيلى الهباب
اللى على وشك اللى قولتلك مليون مرة ما تحطيهوش .
لم تقف للدفاع عن نفسها هرولت سريعا للداخل وهى تحمد الله أن الامر لم يتطور الى تطاول يده عليها
امام الحاضرين رغم انه أهانها بشده لكن هذا ليس بالامر الجديد هذا ابسط ما يمكن ان تحصل عليه منه .
هرولت عبر الدرج لكنها سمعت صوت خطوات سريعا ايضا فى مقابلها رفعت وجهها لتتصادم مع عين زيد الذي ينزل عن الدرج حاملا بيده علبه كبيره استمرت بالنظر له وهو ايضا ،حديث طويل وعتاب كبير تراشقاها بالاعين لكن ألسنتهم
كانت خرساء التقي معا لكن فى مفترق طرق هو عائد للحفل وهى عائده غرفتها بلا عوده تجاوزته فأمسك بساعدها ليعيدها الى نظره من جديد ثوان قضتها بالتحديق فى عينه لتحاول فهم ما يريد لكنها فشلت فشلا ذريعا يحافظ على
اسراره بعيدا عن عينه فلا يطل سوي قرنيته شديده الظلام والقسوة سألها بنبره هادئه بعد مده من الصمت :
- طالعه ليه لسه الحفله ما خلصتش!
سؤال صعب بعدما نهرها والدها اعادتها طفله صغيره كما كانت تخشي معاملة والدها الجافه معها حتى
لا يستضعفها احد كيف تخبره أن والدها فور حضوره اصدر حكمه انها فاجره وأمره بالحبس حتى انتهاء الحفل
وأن ما سمح به "زيد " لم يرضاه هو ، تردد قليلا ثم وجدت حلا مناسبا لتهرب من الاجابه العناد
والضيق فاجابته بحنق:
- زهقت الصراحه من التمثيل فطلعه ارتاح
تعجب من ما قالته وسألها :
- تمثيل إي اللى بتكلمى عنه ؟
هتفت وهى تطوى ذراعيها امام صدرها :
-بجد مش عارف حقيقى حقيقي ابتديت تصعب عليا يا جوز الاتنين
ابتسم ساخر من فشلها الذريع فى إخفاء ما بداخلها وسألها ببرود :
-هو انتى غيرانه ؟ولا زعلانه ؟ولا ابوكى اللى طردك ؟ولا حكايتك ايه؟
غطت على اخر سؤال وصاحت به محتده:
-اغير عليك انت ولا اغير من البتاعه اللى تحت دى انت بتكلم صبا الواصل يا ابن ونيسه
يعنى الغيره اللى تغير منها مش هي اللى تغير
اوقفها بنبرة حادة خرجت من بين اسنانه المطبقه:
- الزمى حدوك بلاش كل مرة تغلطى نفس الغلط لان مرة فى دول مش هعرف امسك نفسي وهقطعلك
لسانك اللى بتكلمى بيه دا .
لم تهتم بتهديده وتجاوزته ملوحه دون اكتراث زهى تقول:
- ياشيخ روح كدا انت كمان
صعدت درجتان بالضبط بعيدا عنه ثم عادت ووكأنها نسيت شئ مهم وقفت خلفه لتصبح فى محاذاة طوله
تقريبا ومالت اليه لترد اليه الصاع صاعين قائله بنبره عنيده ومتمرده:
- معلومه صغيره كدا ع الماشي لو أنا عايزه حاجه هأخدها من عين السبع مش هقف اكتف ايدى واغير بس
انا اللى مش شايفاك زي ما انت مش شايفنى بالظبط .
التفت وغادرت قبل ان يلتف هو اليها ،رفع حاجبيه فحالتها ميؤس منها وعقلها مفصول تماما عن الخدمه كل ما تجيده
هو العناد وإغضاب من حولها ،لم يقف كثيرا فقد تأخر على تقديم هدية الحفل لابنته والتى لابد أنها بانتظاره .
،،،،،،،،،،،
دخلت "صبا"غرفتها ونزعت حجاب رأسها بتأفف لم ينقصها "زيد"بعد ما وبخها والدها لم تحتاج لتعرف ماهو
مصيرها خاصتا بعد حضور والدها" الاصعب فى الامر أن تجد أقرب شخص لك والمفترض أنه حمايتك ،هو من
يأذيك كُتب عليها الجهاد وحدها فى حياه غير منصفه بالمره ،بدأت بالتخيل ماذا عجل زواجها من "زيد " الذى يتوعد لها وحضر والدها هذه الزيجه ما المفترض أن يقدمه والداها إن رأها تُهان وتعذب وتُقهر لمجرد أنها إبنتة بشري ووالدها
يقف يشاهد كل هذا هل سيدافع عنها أم من الممكن ضربها معهم ،زفرت بقوة ودعت فى نفسها أن تجد والدها مرة واحده
فى صفها هى فى ظهرها وحماية لها لأنه إن كشف ظهرها ستضرب حتما على بطنها .
،،،،،،،،بالاسفل،،،،،،،،
توالت الهدايا على "مريم" من الجميع الهدايا كانت قيمه وكثيره لكنها وضعتها جانبا دون اهتمام إلا هديه واحده كانت
من "زيد "قدمها لها بابتسامه ولم تنتظر حتى تركها للغد قفزت وهى تقول بحمس:
-افتحها افتحها
ترقب الجميع هديتها التى تبدوا مغرية فى صندوقها المزركش
هتفت ونيسه:
- يا سيدي على هدية بابا
قالت "بثينه"متعاونه معها:
-افتحها يازيد
اقتربت "نهي"بقدر كافى من زيد لتأخذ وضعها بعد ما لاحظ الجميع غياب" صبا " وبدات تشعر بالراحة مهما
فعل زيد فلن تتركه يبتعد عنها قالت وهى تضع يدها على كتفه:
- افتحها يا زيد مش عايزنها تعيط
بقدر مناسب اتخذ مساحه مناسبه حتى لا يسمح لها بالاقتراب اكثر وهتف موافقا:
-هفتحها بس انتى الاول يا مريومه حذرى فزرى إي جوه الصندوق
وضعت "مريم"اطراف بنانها بين اسنانها الاماميه لتفكر وبدأ الجميع يحاوطها ويفكر معها ،بينما "صبا" تقف بشرفتها
تتابع الأحداث بعين متحسره وقلب متألم لحرمانها من الانضمام اليهم فى يوم كهذا ومع مريم ،لم تغفل عن محاولة
اقتراب نهى من زيد ولمست يدها الي كتفه بأريحية وبدأت تحقد فى إعطاء نهى صلاحيات اكبر من صلاحيتها
خاصتا فى التعامل مع زيد دون تعليق احد فى وقت إن فكرت حتى فى الوقوف بينه وبينا امتار تنعت بالفاجره
لكنها طبيعة بشر تقلب الحق باطل إن كرهت وتقلب الباطل حق إن أحبت الحكم دائما على أهوائهم وليس بأعينهم .
فاقت من شرودها على ضحكاتهم فى تخمينات "مريم" الغير مناسبه والمضحكه فى آن واحد
عادت تخمن ببراءه وتقول باعين متسعه:
- ديناصور
تعالت ضحكات الجميع مجددا ونهى مهم لكن كانت غايتها هى تقترب من زيد اكثر وتستند على كتفه
وهو المنشغل بمريم وهتف ردا على تخمينها الخاطئ:
- الديناصورات انقرضت يا مريم فكرى ايه ممكن يكون ناعم وبشعر قصير من الحيوانات الاليفه
_قطه
قالتها "صبا" بفرح وابتسام تمنت أن تكون بجوار "مريم" لتمليها هذا التوقع الذي لم يخيب ،وبعد فشل مريم
الذريع فى التخمين كشف "زيد"الغطاء عن الصندوق ،فقفزت "مريم"صارخه وهى تقول بفرح:
-قطه قطه ..قطه حلوه ..
قطه بيضاء ذات أعين زرقاء صغيرة الحجم جميلة المظهر
سعد "زيد " بسعادتها وايضا كلا من "بثينه وونيسه ونهى ووالدتها" اختطفتها "مريم" بين احضانها واطبقت
عليها ذراعيها متنعمه بفرائها الناعم وشكلها الجذاب
هتفت "نهى "بإعجاب :
-شكلها يجنن يا زيد ذوقك حلو اوي
حرك رأسه بايماء قصير والتف من جديد لابنته منظر لا يفوت ورؤية سعادتها من أحب الاشياء اليه ،قاالت جدتها بفرح:
- شبهك خالص يا مريومه
وسالتها "ونيسه"بسعاده:
-هاا هتسميها إي يا مريومه
لم تجد "مريم"مجهود فى العثور على الاسم كما تعثرت فى التخمين وهتفت ببراءه:
-صاصا
أحضرت العفريت من جديد فسكت الجميع عن الضحك وتلونت وجوهم ،ببراءه شديدة أثبت "مريم"حضور "صبا"القوي
رغم ابتعادها ،المراة التى يكرها الجميع المرأة التى حكم عليها بالظن الخاطئ المرأة البعيده والقريبه الظالمه والمظلومه
المرأه الخطيره ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،يتبع
#عشقت-امراة خطره_سنيوريتا ياسمينا أحمد "الكاتبه'