القائمة الرئيسية

الصفحات

الجزء_الأول بعنوان_ظلام_الذئاب بقلم_سلمى_خالد_سماسيمو الفصل الثالث والرابع والخامس


 بسم الله الرحمن الرحيم

سلسلة_عواصف_الغموض_والحب

الجزء_الأول

بعنوان_ظلام_الذئاب

بقلم_سلمى_خالد_سماسيمو

الفصل الثالث والرابع والخامس

~~~~~~~~~~~~

تسطع شمسٌ على أرضٍ طوقها الظلام مُعلنة بذلك عن يومٍ جديدٍ داخل قصر عائلة الألفي،، ،،،

خاصة داخل غرفة شاب في الثلاثين من عمره يسمع صوت انكسار زجاج وصوت فتاة ورجل يصرخان بشدة من الألم حتى انقطع ذلك الصوت فجأة، لينتفض ذلك الشاب بسرعة من فراشة يلتقط أنفاسه بصعوبةٍ بالغة، فمنذ ذلك الحادث وتلك الأحلام لا تفارقه، إعتدل حتى جلس على الفراش يضع رأسه بين راحتي يده مُغمضاً عينيه اللتان يظهران بهما الحزن، مرت بضع دقائق ورفع رأسه قليلاً من بين يده وأدار برقبته لينظر بإتجاهٍ ما، ثم قام من أعلي الفراش يسير بخطواتٍ ضعيفة بعد ما رأه بذلك الحلم حتى وصل إلى خزانته وقام بفتحها، ينظر أمامه عندما فتح باب تلك الخزانة.

كانت تلك الخزانة تحمل العديد من الصور المختلفة في كل جزءٍ من تلك الخزانة لفتاة تحمل عينان واسعتان، ذات إبتسامة صغيرة مرسومة علي شفتيها، ووجهها المستدير، تحمل شعراً بني اللون وجسد متناسق ليس بنحيف أو بسمين تعشق الحركة جداً، مد يداه المرتعشتان ليمسك بإحدي الصورة الموجودة مقرباً إياها إلي قلبه قائلاً بنبرة تحمل كم عاني منذ سنين من فراقها الحزين المؤلم:

_ وحشتني أوي يا أسيل أنا مش عارف أنا إزي عايش؟، بس اللي متأكد منه إن قلبي وروحي اندفنوا معاكِ !!!!

رفع تلك الصورة ينظر لها بأعينٍ مُشتاقة تظهر كما أصبح قلبه متعطشاً لحبها كم كان مشتاقاً لرؤيتها، يتمني أن تظهر أمامه لو لمرةٍ واحدة ليحتضنها بشوقٍ مُدخلٍ إياها داخل ضلوعه

قرب تلك الصورة إلي فمه وقبلها قُلبةً صغيرة وأعادها مكانها مُغلقاً باب تلك الخزانة، ثم سار بقدماه إلي الحمام بعد أن ألقي نظرة أخيرة على خزانته، يريد أن يغسل جسده المرهق من كم الأحزان التي يحملها على عاتقيه، فقد أغلق قلبه بعد وفاتها تلك الصدمة التي تلقتها عائلة الألفي في حادثٍ غامض أدخل الألم علي تلك العائلة، فمنهم من بنى جبلاً من الجليد يخفي خلفه كم الآلام التي غزت قلبه فأصبح كشوكاً تجرح من يقترب منها، ومنهم من تغلف بالقسوة ظناً منه أنه يحمي الباقي من العائلة، ومنهم من إتخذ الصمت يخفي خلفه قلبٍ يصرخ كل ليلة من الألم فرغم ذلك الصمت الذي يظهر أمامنا إلا أنه لا يسمع ذلك الصراخ سوى قلوبٍ متألمة مثله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

بشقة السيد أحمد،،،،،،،

كانت ليان تجلس علي المقعد الموجود بالصالة مُمسكة بكوبٍ من القهوة تتحدث مع صديقتها سهام لتهتف بضجر قائلة:

_ يا سهام تعالي بقي

أجابتها سهام بتسلية:

_ لاء مش جايه برضو

غضبت ليان بشدة من ردها المستفز فقالت بعصبية:

_ يا بت ما تخلصي بقي أنا لو نزلت الشارع ومشيت فيه الكلب هيرجع يجري ورايا تاني وأنا تعبت من الجري بتاع إمبارح

ضحكت سهام بشدة عليها ثم هتفت بسخرية:

_ عايزني أجي عشان العربية يا معفنة

إبتسمت ليان بسخافة قائلة لها بصوتٍ بارد:

_ آه ما أنا مش هنزل تاني والكلب المفتري دا يجري ورايا، فإخلصي وتعالي!

هتفت سهام بهدوءٍ بعد أن أحست بزهق ليان في الحديث:

_ خلاص خليكِ وأنا كده كده هعدي عليكِ عشان هنسافر مع بعض

قفزت ليان مثل الأطفال بعد أن وضعت كوب القهوة الذي كانت ترتشف منه هاتفه بسعادة:

_ حبيبتِ يا سوسو خلاص هستنكِ

تحدثت سهام بإستحقار:

_ معفنة مصحباني عشان عربية !!!

ضحكت ليان قائلة بسعادة أنها ستتخلص من ذلك الكلب:

_ سلام يا سوسو بقي عشان ألحق أجهز حاجاتي

اغلقت ليان مع سهام ثم استدارت لتُأكِد على أمتعتها التي ضبتها بالحقيبة أمس ولكنها وجدت والدها خلفها، نظرت له فوجدته يحمل بداخل عينيه حزن وألم الفراق يحاول أن يخفيهم ولكن كيف سيخفيهم وهي إبنته الوحيدة؟، اقتربت منه ليان ثم احتضانته بقوة وبكت بداخله فهي كانت متعلقة بوالديها وفارقة والدتها وها هي ستفارق والدها

مر وقت لم تعلم كم مر وهي بداخل أحضان والدها وهو يمسد علي شعرها الناعم يتلو عليها بعض آيات القرآن الكريم

رفعت ليان نفسها تنظر له بحزن، فهتف بحنانٍ يُدفِئ قلبها الصغير:

_ لينو حبيبتِ أكيد عارفة إنك هتوحشني أوي بس لما تحققي حلمك وتيجي هتلقني مستنيكِ عشان نبني المستشفى سوا وأبقي فخور بكِ إنك وصلتِ لحلمك خلاص ومستسلمتش مهما وقف قصادك من مشكلات، أنا واثق فيكِ يا حبيبتِ وربنا إن شاء الله يرجعك منصورة

نزلت دمعة من عينيها، فمد يده ليمسح تلك الدمعة الهاربة مُكملاً حديثه بنفس تلك النبرة الحنونة:

_ أوعي تعيطي طول ما أنا عايش يا حبيبتي أوعي يا لينو، قلبي بيوجعني لما بشوفك بتبكي

ثم أضاف مبتسماً بحب:

_ خلي الإبتسامة الصافية دي مرسومة على وشك إتفاقنا

هزت رأسها وقالت بصوتٍ مبحوح من البكاء:

_ إتفاقنا

ربت علي كتفها متحدثاً بهدوء:

_ طب روحي أكدي علي حاجتك وألبسي عشان زمان صحبيتك جايه

هزت رأسها موافقة لما قاله تركته مُغادرة إلي غرفتها، يتطلع لها بنظرات متألمة من ذلك الفراق الخبيث الذي يتحكم بقلوبنا ويتوغل الحزن إلينا ولكن كان ولابُد أن يشجعها فهي إبنته الوحيدة وهذا الحلم الذي تطلعت إليه منذ سنوات

ولكن هذا الفراق أشبه بشرخٍ يسعي إلي كسر تلك القلوب البيضاء فهل سيصل إلي حد الموت؟!!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

داخل قصر عائلة الألفي،،،،،

تجلس سيدة جميلة، ملامحها هادئة ولكن يكسوها الحزن تتطلع إلي تلك الزهور التي لطالما أحبتها إبنتها لتهتف بنبرة يمتلكها الألم والحزن علي فراقها منذ أكثر من خمس سنوات:

_ وحشتني يا ندي وحشتني أوي يا حبيبت ماما، ربنا يبعت شفاكي ويبرد نار قلبي!!!

رافق تلك الجملة التي قالتها دمعة حارقة تهبط على وجنتيها ولكنها مسحتها بسرعة عندما استمعت إلي صوت خطوات من خلفها، استدارت بسرعة لتجده أمامها يقف بكامل شموخه يرتدي نظرته الشمسية الثمينة علي وجهه الوسيم، إقتربت منه قبل أن يغادر مُردفة بحنان:

_ رايح فين يا زياد؟!

استدار لها قائلاً بملامح باردة لاتفارقه:

_ وأنا من إمتي بقول أنا رايح فين وجاي منين ؟؟!

كانت تلك الإجابة المتوقعة منه ولكن ألمها قلبها، لتهتف ببعض الألم الذي تعاني منه:

_ أنت ليه يا بني بتوجع قلبي كفاية اللي أنا فيه يا زياد قلبي مش حمل وجع تاني

أظلمت عيناه ولكن ملامحة لاتظل باردة ليهتف بجملة واحدة متألمة تحمل جزءاً صغيراً من ألمه الذي رأه من ماضيه:

_ وياتري حد شاف اللي شوفته؟!

أردفت قائلة بسرعة:

_ أنسي يا زياد أنسي يا حبيبي عشان تقدر تعيش

نظر لها ببرود وسخرية على ما قالته متحدثاً بنبرة لا يفارقها ذلك الجليد الذي صنعه لنفسه عله يخفي ألم الذي ذاقه من فراق أغلي أثنان في حياته:

_ آه أنسي.. أنسي إزي؟! حضرتك نستي عشان مشوفتيش اللي أنا شوفته ؟؟!!

ثم أضاف بألم ظاهر وصوت عالي من إنفعال:

_ أنا اللي سمعت... وأنا اللي شوفت.... وأنا اللي بتعذب.... فامحدش يجي يقارن إحساسه ووجعه باللي أنا بحس بيه

استدار مغادراً المكان فذلك النقاش قد طال معها وهو لا يحب الحديث بذلك الموضوع مع أحدٍ ، لا يريد أن يظهر أمواج الألم والحزن المكنونة داخل صدره.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمطار القاهرة،،،،،،

كانت ليان تودع والدها الذي أصر على أن يأتي معهم إلي هنا بكرسيه المتحرك فهتفت ليان بدموع هابطة علي وجنتيها:

_ خلاص يا بابا أنا كده هلغي السفرية

هز السيد أحمد رأسه قائلاً ببعض التماسك:

_ لاء.. يا حبيبتي سافري كل ما في الموضوع إن أنا قلقان عليكِ

ربتت ليان علي يده قائلة بإبتسامة لطالما أحبها والدها:

_ متقلقش عليا يا بابا بنتك بميت راجل وإن شاء الله هحقق حلمنا وأقدم البحث بتاعي اللي بحضره من زمان وأبني اللي نفسي فيه "المستشفي إبتسامة الحياة"

حاول التماسك قليلاً عندما لاحظ تلك النبرة المتحمسة والسعادة التي ستحصل عليها عندما تحقق ما سعيت له وترجوه من الله

إبتسمت إلي والدها ثم حولت بصرها إلي طارق قائلة برجاء:

_ خلي بالك من بابا يا طارق عشان خاطري

تحدث طارق بلطفٍ وعتاب:

_ عيب اللي بتقوليه دا يا ليان عم أحمد في عينيا

مشت ليان ممسكة بيدها اليسر حقيبتها وبيدها الأخر تلوح لوالدها وأخيها وجارها طارق الذي آتي ليودعها حتي بدأت ليان تختفي شيئاً فشيء

رفع طارق يده ووضعها علي كتف السيد أحمد قائلاً:

_ مش يلي بينا يا عمي

هز السيد أحمد رأسه دون أن يتفوه بكلمة واحدة، فحرك طارق كرسي الذي يجلس عليه السيد أحمد عائدين من حيث أتوا .

ـــــــــــــــــــــــــــ

داخل غرفة لا يوجد بها سوى مصباحٍ واحد صغير يجلس ذلك الرجل الغريب لينفتح الباب علي مصارعيه، يدخل شابان يمتلكان بنية جسدية قوية، وقف الأثنان أمام ذلك الرجل الذي رفع رأسه وظل يغمض عيناه بشكلٍ غريب حتي لاحظ أحد الأثنان شيء ما بداخل عينيه عندما دقق النظر به ليخرج مسدسة مطلقاً عليه رصاصة لتصيب ذلك الرجل الغامض في منتصف رأسه والذي قتل "وائل الدمنهوري"

هتف يونس متعجباً ومصدوماً مما يراه فذلك الرجل وقع علي الأرض غارقاً في دمائه بعد تلك الرصاصة التي أصبته:

_ إيه اللي عملته دا؟!!

نظر محمد على ذلك الغريق في دمائه ثم هتف وهو يعيد مسدسه مكانه خلف ظهره:

_ الرجل دا في حاجة في عينيه ورمشت عينيه برضو فيها حاجة غلط، وسكوته مش مظبوط دا، غير إن الجهاز اللي لقوا في الشركة طلع جهاز مسحي حدد الحدود الجغرافيا الموجودة حولين الشركة والأجزاء اللي حوليه وتبعت المعلومات دي لجهاز كمبيوتر متوصل بيها والشركة دي موقعها حساس قوي والمعلومات دي لو وصلت لحد من برة مصر هيعرف نقط الضعف الموجودة بمصر من الجهة الشرقية ودا طبعاً خطر جداً علينا

تطلع له بذهول من كم المعلومات التي علمها ليتسأل بتعجب:

_ عرفت كل دا أمتي ؟؟

ابتسم محمد وهو ينظر إلي الهاتف الذي يمسك به في يده قائلاً بملامح جادة:

_ لما اللوا سراج بنفسه هو اللي يطلب مني كده وهو حاطت ثقة فيا أكيد لزماً أركز في المهمة دي وأجمع المعلومات بسرعة عشان أعرف هتصرف إزي وأجهز الخطوة اللي هنقوم بيها بعدها

تحولت نظرات يونس من نظرات متعجبة.. مصدومة إلي نظرات إعجاب شديد بحماس محمد فهتف بإعجاب:

_ مكنتش أعرف إنك متحمس بشكل دا يا محمد !!!

إبتسم له قائلاً ببعض التأمل:

_ أنت عارف إن أنا نفسي أبقي قوي عشان ألحق بذئب الدخلية

هز رأسه متفهماً لما قاله ليرافق هزات رأسه دخول عدداً من الأفراد يقومون بمهمتهم نظر يونس إلي محمد وإبتسم له وفهم ما كان يفعله بالهاتف.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بمكان مجهول،،،،،،

كان هناك رجلاً يجلس أمام حاسوبه الخاص يراقب الشاشة بتوتر والإرتباك حتي دخل عليه الزعيم الذي يهابه الجميع، اقترب من ذلك الرجل الذي بدأ يتصبب عرقاً من شدة توتره وخوفه، توقفت يداه المتوترة عن التحرك علي جهازه الحاسوب عندما تحدث الزعيم قائلاً بجدية:

_إلي أين وصلت؟!

وقف ذلك الرجل على قدميه اللتان توشكان علي الوقوع من الرعب هاتفاً بتلثم:

_ قمت بتسجيل بعض رجال المخابرات ولكن ذئب الظلام لم يتم تسجيله ولم استطع الحصول علي أي معلومات عنه

نظر له الزعيم بغضب قائلاً بملامحٍ مستنكرة:

_ فقط!!

نظر له برعب وأجاب قائلاً بكلمات متقطعة:

_ ن..نعم!

أشار الزعيم إلي الرجل الذي يتبعه دائماً ليمسك بذلك المذعور أمامه ليصرخ ذلك الرجل برعب:

_ أرحمني يا زعيم إنني فعلت ما بوسعي صـــــــدقني !!!!!

تقدم الزعيم منه ليهتف من أسفل قناعة الذي يرتديه دائماً حتي لا يعرفه أحد مُمسِكاً برقبة ذلك المسكين الذي كاد يختنق من قبضته القاسية قائلاً ببرود و قسوة بعد ما أظلمت عينيه:

_ لقد أمرتك بأن تُجلِب لي بعض المعلومات عن ذئب الظلام ولم تجلبها وهي من أهم ما أريده ولم تستطع أن تجلب كل المعلومات فلِم أتركك على قيد الحياة الآن ؟!!!

أشار الزعيم برأسه إلي حارسه ليُمسك بذلك الرجل الذي بدأ يصرخ بهسترية فحياته الآن أصبحت عبره عن بضعة دقائق وستنتهي خرج الحارس من غرفته يسحب ذلك الرجل الذي إختفي صوته بعد عدة دقائق من خروج الحارس حتي دخل مرة أخري إلي الزعيم الذي يقف يضع يده بداخل جيب سترته فهتف الحارس:

_ انتهي الأمر يا زعيم

هز رأسه وقال وهو يخرج يداه من جيب سترته ليمسك بالكأس الذي أحضره خادمه قائلاً ببرود:

_ هل أخذتم أعضائه

هز الحارس رأسه قائلاً بطاعة عمياء:

_ نعم يتم أخذها جميعها

ابتسم الزعيم وهو يسير ببنانه علي حافة الكوب الذي يحمل مادة مُسكرة:

_ أحضر لي أحدٍ يضع كل المعلومات التي جلبها ذلك الأحمق بداخل ميكرو فيلم صغير فهي معلومات هامة وستوقع الجهاز المصري وأعطني إيه بعد أن تنتهي وإن كان ذلك الشخص أحمق مثل الذي قبله فأنت تعلم ما عليك فعله

هز الحارس رأسه مغادراً المكان بينما إبتسم الزعيم بشر على ما يخطط له وما سيفعله في المستقبل.....

يتبع.....؟


بسم الله الرحمن الرحيم

#سلسلة_عواصف_الغموض_والحب

#الجزء_الأول

#بعنوان_ظلام_الذئاب

#بقلم_سلمى_خالد_سماسيمو

الفصل الرابع

~~~~~~~~~~~

كانت "ليان" تُمسك يد" سهام" بقوةٍ شديدة خائفة من إقلاع الطائرة؛ فهي لأول مرة تركب طائرة، فقالت "سهام" التي تضحك عليها بشدة فقد كان مظهر "ليان" مُضحك للغاية تُردد الشهادة بصوتٍ هامس:

_ يا بنتِ أهدي دي طيارة مش صاروخ

إزدادت "ليان" في قبضتها التي تُمسك بها يد "سهام" قائلة برعب:

_ بقولك إيه أنا أول مرة أركب البتاع دا فسبيني كده، كان ماله الكلب زي العسل حتي كان بيخلني أعمل تمرين الصباح بدل المخروبة دي اللي هتجبلي سكتة قلبية !!

وضعت "سهام" يدها التي لا تمسك بها "ليان" علي فمها تحاول كبح تلك الضحكة التي أصابتها من حديث "ليان" وشكلها المُضحك.

ـــــــــــــــــــــــ

بمبنى المخابرات،،،،،،،

وضع اللوا "سراج" رأسه بين راحتي يده، غارقاً في أفكاره، مُحاولاً إيجاد حلاً لتلك المشكلة العويصة التي وقع بها لم تمر ثوانٍ واستمع لصوت دقات الباب، دخل العسكري بعد طرقه للباب قائلاً برسمية:

_ العقيد زياد الألفي وعلي السيوفي برة يا فندم !!

رفع رأسه وأرجع ظهره إلي الخلف هاتفاً بتنهيدة:

_ دخلهم بسرعة يا بني

قام العسكري بأداء التحية قائلاً برسميته المُعتدة:

_ تمام يا فندم

خرج العسكري ودخل "زياد" ثم "علي" إلي المكتب وجلسوا على المقعد الذي أشار عليها اللوا "سراج"

هتف "عليّ " بحذرٍ بعد أن لاحظ وجه اللوا "سراج" قائلاً بتأني مُحَذر:

_ خير يا فندم ؟!!

تنهد اللوا "سراج" بصوتٍ مَسْمُوع مُتحدثاً بنبرةٍ غريبة ومُقلقة:

_ مش خير خالص يا "علي" مش خير !!

بدأ القلق يزحف إلي قلب "عليّ "، فاللوا "سراج" لأول مرة يتحدث بتلك النبرة المُقلقة بينما كان "زياد" ملامحة جامدة.. باردة ولم يأثر فيه كم آثرت على "عليّ " الذي قال بنبرة قلقة:

_ في إيه يا فندم؟!!

قام اللوا "سراج" بوضع يده علي المكتب حاملاً بين يديه إحدي الملفات واضعاً إياها أمامه قائلاً وهو يقدمها بنبرةٍ جادة:

_ الملف دا فيه القضية اللي هتمسكها والقضية دي مهمة جداً ولزماً تتنفذ بسرية تامة

ثم حول بصرة إلي "زياد" يمد يده بملف آخر قائلاً:

_ عايزك تعين حرس كويسين ومن أكفء الناس اللي عندك عشان يحموا الضباط دي بعيلتهم والقريب والبعيد أي حد ليه علاقة بيهم تعين حماية عليه مش عايز دبانه تقربلهم

أكتفي "زياد" بهز رأسه ببروده المعتد ولم يصدر أي كلمةٍ واحدة بينما فتح علي ذلك الملف وكانت الصدمة حليفته عندما رأي ما بداخل الملف ليهتف بصدمة لاتزال مؤثرة عليه:

_ إيه دا؟..دا في أسرار مهمة جداً إتكشفت ليهم !!

هز اللوا "سراج" رأسه بأسف قائلاً بعملية:

_ اه ومن مصدرنا عرفنا أنهم حطوا في ميكرو فيلم والميكرو فليم دا بقي محطوط جوا سلسلة، السلسلة دي بيلبسها واحد بس ومش بيخلعها، مهمتك هنا إنك تجيب الميكرو فيلم دا أو السلسلة من غير أي شوشره لزماً السلسلة دي ترجع، أمن مصر كله مرتبط بيها !!!

نظر "عليَّ" إلي اللوا "سراج" وعلم أن مهمته تلك تعد من أصعب المهام التي قام بها لذا؛ هتف بإخلاصٍ وإنتماء وطني:

_ حاضر يا سيادة اللوا إن شاء الله أرجع منصور

هز رأسه ولكن لاحظ نظرات "زياد" له التي تحولت من برود إلي غموض، فإزداد قلقه.. فـ "زياد" من أذكي الضباط الموجودين لديه وليس من الصعب أن يفهم لِمَ لَمْ يؤهله لتلك المهمة أو لماذا لَمْ يُسافر مع "عليَّ" فهو وعليَّ دائماً فريقٌ يقومان بأي مُهمة سوياً وينضم لهما "جاسر" في بعض المهمات، في ذلك الحين كان "زياد" يفكر بشيءٍ ما، فلو صدق سوف يهدم الأخضر واليابس!!؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على متن الطائرة،،،،،،،

نظرت "سهام" جوارها بعد أن أحست بارتخاء يد "ليان" عنها فوجدتها تغوص في نومٍ عميق، نظرت إلي بشرتها الخمرية، فعلى الرغم من أنها لا تمتلك جمالاً مثلياً إلا أن إبتسامته الصافية تأسر قلوب الكثيرين، وبدأت تتذكر حديث والدها بالهاتف مع صديقه « يوسف» أو كما يطلقوان عليه "جو"

~~فلاش باك~~

يجلس والد سهام "السيد رأفت" على مقعده المُخصص له يتحدث مع صديقه المُقرب وعلى وجهه إبتسامة سعيدة قائلاً:

_ أخيراً يا جو كلمتني !!

ضحك "يوسف" على حديثه، فهُما ظلا وقتاً طويلاً لم يتحدثا سوياً ، ليهتف مُتبسماً:

_ أنتَ تعلم يا صديقي أني مشغولاً بتلك المشفي التي بنيتها

هز "والد سهام" رأسه قائلاً بمُزاح:

_ آآه فعلاً لأنها دلوقتي من أكبر مستشفيات نيويورك اللي في العالم

تنهد "يوسف" بحزن قائلاً بتعب:

_ ولكن لدي مشكلة بالعمل !!

قلق "رأفت" من نبرات صوته ليهتف بحذر:

_ مالك يا جو؟!

بدأ "يوسف" بسرد مشلكته قائلاً له أنه يحتاج إلي مُعالج نفسي وأنه ليس متوفر لديه شخص ذو خبرة ولابد من وجود شخص مناسبة فهو لايستطيع أن يجعل أي شخصٍ يعمل بتلك المستشفى الذي ظل سنوات ليبنيها دون أن يحمل خبرة عالية بذلك المجال.

لا يعلم رأفت ماذا يفعل ولكن أراد أن يخرج شقيقه من تلك الحالة ليهتف قائلاً بمرح :

_ مالك يا بني قلّبت فصحي كده ليه أنت نسيت العامي بتاعنا

ضحك "يوسف" عقب جملته وهز رأسه نافياً ليهتف بهدوء:

_ لا يا سيدي فاكرها بس حُكم العادة يا رأفت

ليكمل حديثه بسخطٍ:

_ شوف يا أخي نيويورك كلها ومفيش حد عدل عندي عشان أعينه في المستشفى مع بنتي ويساعدها في الشغل عشان بقي ضغط عليها

هز "رأفت" رأسه قائلاً بجدية مزيفة:

_ شوف يا أخي أمريكا طلعت أوضة وصالة زينا إزي !!

انفجر "يوسف" في الضحك حتي سمع صوت فتاة من عبر السماعة تهتف بصوت عالي:

_ بابا أنا أعرف واحدة بتشتغل مُعالجة نفسية

قال "رأفت" وهو يبتسم عندما استمع لصوت إبنته:

_ أهوه يا سيدي حلينا المشكلة وجبتلك دكتورة

إبتسم "يوسف" هاتفاً بهدوء:

_ سهام وحشتني الشقية الصغيرة دي يبقي سلملي عليها وأما بقي الدكتورة أبعتلي "السي في" بتاعها على الإيميل بتاعي ولو طلع السي في كويس هتشتغل معانا

قفزت "سهام" من الفرحة التي اجتاحتها وظلت تصفق بيدها عدة مرت فصديقتها ستحصل علي عمل بسهولة وستستطيع تحقيق حلمها

_باك_

كانت الإبتسامة هي من تزين شفتي "سهام" حتي رأت "ليان" تحرك عينيه دليلاً علي إفاقتها لتتحدث "سهام" بمرح قائلة:

_ صح النوم على الحلوين

ابتسمت "ليان" بنعاس وهي تمط يداها إلى الأمام قائلة بصوتٍ ناعس:

_ يا رخمة

ثم بدأت "ليان" تزداد إبتسامتها وهي تبحث عن شيءٍ ما، حتي وجدته لتبتسم قائلة بسعادة:

_ لقيته!!

نظرت لها "سهام" باستغراب هاتفه بنبرة يغلبها التعجب:

_ هو إيه دا؟!

وضعت "ليان" الصندوق علي قدميها تهتف ببسمة فرحة وهي تفتح الصندوق:

_ الصندوق دا عمري كله فيه !!

إزداد تعجب "سهام" من حديثها لتخبرها بحيرة:

_ هو فيه إيه دا، فهمني؟!

اخرجت "ليان" ميدلية خشبية على شكل كمان "آلة مويسقية" لتريها إلي صديقتها قائلة:

_ أستني هوريكِ، بصي يا ستي أنا بشيل أفضل حاجات بحبها وغالية على قلبي تذكر ومنها "الكمان" دا، ماما عملته ليا وأنا صغيرة عشان كنت متعلقة "بالكمان" بتاعها بس كان كبير جداً عليا ومكنتش بعرف أمسكه فعملت واحد صغنن علي أدي وأنا صغيرة

ضحكت "سهام" قائلة:

_ والكمان مش محصل حتي ربع أيدك عشان كنت قُلَة وأنتِ صغيرة

ضربتها "ليان" بخفة علي ذراعها قائلة بغيظ:

_ أتلمي يا بت ما أنا أهوه طويلة قدمك

هزت "سهام" رأسها ساخرة لما تقوله لتتحدث بسخط:

_ آه.. دا بعد ما فضلتي لحد تالته إعدادي أوزعه ولما طولتي..طولتي بمعجزة!!

بدأت وجنتي "ليان" بأن يصتبغا باللون الأحمر من الغضب الذي إجتاحهها لتهمس بغضب مكتوم حتي لا تثير الرؤية:

_ بت لو مسكتيش هضربك ومش هيهمني حد في الطايرة

وضعت "سهام" يدها على فمها تكتم تلك الضحكة التي أصابتها بعد تذكرها شكل "ليان" وهي صغيرة

ثم استعادت "سهام" توزنها وسيطرت على ضحكها لتهتف بجدية قائلة:

_ خلاص بقي يا "ليان" أنا بس اتفتكرت شكلك وأنتِ صغيرة

لم تتحمل وانفجرت في الضحك مرة أخري فبدأت "ليان" بضربها من شدة الغيظ

ليندمجا الأثنان في عالم المرح الذي ليس له مثيل فهذا العالم ولا يدخله إلا القليلون

ــــــــــــــــــــــــــــ

بمبني المخابرات،،،،،،،

يجلس "زياد" بداخل مكتبه ينظر إلي تلك الصورة بحزنٍ دافين بدأ يظهر الحزن الذي كان مدفون بقلبه منذ فترة طويلة، أعاد تلك الصورة في مكانها بالمكتب ثم بدأ بأن يعيد قناع البرود الذي يرتديه فهو قام برسمه أو بمعني صحيح بني ذلك الجبل من الجليد ذلك الجبل الذي جعل من قلبه حجرٍ قاسياً لا يستطيع أن يبتسم بعد ذلك الحادث أليم فهو كان يبتسم ويضحك وكان وجهه أكثر إشراقاً عما كان سابقاً، فاق من هذا الشرود علي صوت طرقات الباب لم تمر ثوانٍ ودخل العسكري إليه ينظر له برعبٍ شديد لما لا وهو "ذئب الظلام" ..ذئب المخابرات ليهتف بتلثم حاول جاهداً أن يخفيه:

_ تمام يا فندم، ال..الرائد "محمد" والرائد "يونس" برة

نظر له ببرودٍ مُلاحظاً عدم ثباته فإكتفي بالنظر له وأخبره بكلمةٍ واحدة:

_ دخلهم

أدي العسكري تحيته قائلاً بإرتباك:

_ تمام يا فندم

خرج ذلك العسكري بعد أن أدي التحيا يتنفس براحة كأنه بسجنٍ محرومٍ من الهواء، ليدخلوا بعد أن أخبرهم أن العقيد "زياد" بإنتظارهم

أشار "زياد" للأثنان بأن يجلسا علي المقعد وبالفعل جلس الإثنان أمامه، بينما كان "محمد" ينظر له بإعجابٍ شديد فهو كان يتمني ذلك اللقاء منذ سنوات وأخيراً حصل عليه ليبدأ حديثه قائلاً بعفوية وغباء:

_ طب أنا مخطوب هتأمنوا على خطبيتي وأهلها ؟!!!

نظر له "زياد" بنظراتٍ جعلته يتمني أن تنشق الأرض وتبتلعه بتلك اللحظة ليهتف بسخرية متغلفة في قناع بارد:

_ لما تدخل هنا تاني تعرف أنت بتقول إيه لأن غباء تاني... أنت مش عارف إيه اللي هيحصل معاك

هز "محمد" رأسه بحركاتٍ متتالية ليتلاشي غضب ذلك الذئب الذي أمامه بينما أخبرهم "زياد" بأن يبدأوا بقول الأماكن التي سيذهبون إليها وكل جزءٍ بها وأنتهي من الحديث معهم بعد ساعات ليشير لهم بأنهم يمكنهم الخروج وأنه سيأمن الجميع ليهمس "محمد" بجوار أذن يونس قبل خروجهم من الباب:

_إيه الرعب دا مكنتش مُتصور كده... دا أنا لو داخل حرب مع إسرائيل مش هترعب كده.. راجل جبار وقلب جاحد

في لامح البصر كان "محمد" علي الحائط من أثر دفعة "زياد" الذي أمسك بعنقه ليصبح مختنقاً أسفل يديه، ينظر له "زياد" بأعينٍ مُظلمة توحي بالشر فقال بصوتٍ جعل جميع من يقف حوله بأن يهتز جسدهم من الرعب فقد كان العسكري يري ذلك المشهد برعبٍ واضح بينما كان "يونس" مصدوم مما حدث:

_ تاني مرة أعرف إنك بتهمس بأسمي بينك وبين نفسك وتقول كلمة ملهاش لزمة مش هقولك هعمل إيه هسبها لخيالك يصورك إن ذئب المخابرات ممكن يعمل فيك إيه!!

ثم أضاف بصوت جعل جميع من يقفوا مذعورين:

_ فــــــــــــــاهم !!!

أصبح لون وجه "محمد" مصطبغاً باللون الأحمر المائل إلي الزُرقة فمن يراها يعلم أنه في عداد الموت، وفجأة ترك "زياد" رقابته واضعاً يده بداخل جيب سرواله وكان البرود هو ما يظهر على وجهه وكأن شيئاً لم يكن تلك الملامح المظلمة التي ظهرت في البداية تحولت بسرعة البرق، ساعد العسكري و"يونس".. "محمد" الذي بدأ يسعل بشدة بعد أن تركه "زياد" حاول بأن يقف والخروج من مكتبه بسرعة... مكتب ذلك الوحش الكاسر الذي هجم عليه بلمح البصر وفي دقائق معدودة كان سيصبح جثة هامدة ليس لها عودة.

ــــــــــــــــــــــــــــ

جلس "محمد" يدلك رقبته من قبضة "زياد" التي كادت أن تختنق أسفل يده، ليهتف "محمد" بضيقٍ منه، فزياد كان حلماً كبيراً، يريد أن يقابله وكانت أول مقابلة بينهما بشجارٍ كان سيموت فيه:

_ هو في إيه لكل دا مكنتش كلمة قولتها عشان يعمل كل دا

هو لو كان يعرف أنا كنت نفسي أشوفه إزي وأنا بعزة إزي مكنش هيعمل كده .

ربت "يونس" علي كتف "محمد" فهو يعلم مدى رغبته في رؤية "زياد الألفي" "ذئب الظلام" ليهتف برزانة:

_ بص أنا هنا أقدم منك وشوفت "زياد" مكنش كده خالص كان مرن شويا عن كده وأحياناً كان بيهزر هو مكنش كتير بس كان بيهزر مقارنة بدلوقتي أنت جيت بعد ما بقي جامد وبارد، بس من ضمن شخصيته مبيحبش حد بس يجب إسمه ممكن ينسفه من علي وجه الأرض دا كان قبل اللي حصل تخيل بعد هيكون إزي، دا غير إن زياد مش أي شخص يجب اسمه والسلام الكل هنا بيعمله ألف حساب فخلي بالك لانك غلط .

نظر له "محمد" بصدمة يهتف بتعجب:

_ "زياد الألفي" اللي خنقني بيهزر!!!

هز "يونس" رأسه بحركات متتالية مؤكداً لما يقوله متحدثاً بعدها بهدوء:

_ بعد الحادثة بقي قلبه جامد يمكن أحياناً بنقول أنه مش بيحس بحد بس صدقني أجدع واحد هتشوفه رغم بروده معانا بس مش هيسيبك لو في أزمة

نظر له بذهولٍ ذلك الذئب المتوحش يتحدث ويمرح لا لن أصدق ولكن لحظة حادث أي حادث هذا ؟؟

عقد حاجبيه باستغراب بعد أن كانت ملامحة مصدومة مُتسألاً بحيرة:

_ حادثة؟! حادثة إيه دي؟!!

تنهد "يونس" بحزنٍ بعد ما تذكر الحادث الذي مضي عليه أكثر من خمسة أعوام والذي حول "زياد" تماماً... "زياد" الذي كان صديق عادي لجميع رغم أنهم كانوا يرهبنه قليلاً إلا أنهم كانوا يتحدثون معه دون عناء مثل الآن، هتف بحزنٍ علي صديقه الذي إبتعد عنه بعد ذلك الحادث ليصبح من أعداءه وليس من أصدقائه:

_ الحادث دا محدش يعرف عنه حاجة ودا لأن "عيلة الألفي" محدش يقدر يعرف عنها حاجة.... عيلة دي متغلفة بسور من الغموض بيحصل ليهم نكبات ومحدش يعرف إن كانوا وقعوا ولا بينهاروا أو هيقوموا.. الحاجة الوحيدة اللي قالوا عنها أو بمعني أصح أشتهرت عنهم جامد ... حادثتين واحدة من الحادثتين ماتت فيها "أسيل الألفي"ودي تبقي "مرات إياد الألفي" إبن عم زياد وهي بتكون بنت عمه وعمه مات معها برضو في نفس الحادثة .... والحادثة التانية دخلت فيها "ندي الألفي" في غيبوبة ومفقتش منها من خمس سنين ودي بقي "مرات وليد الألفي" و"أخت زياد الألفي" اللي تقريباً روحه كلها كانت متعلقة بأخته يمكن لما كانت بتتعب "زياد" بيبقي عصبي مابالك بقي وهي في غيبوبة ومحدش عارف هتفوق أمتي ؟؟

سأل "محمد" بفضول:

_ وإيه اللي حصل في الحادثة دي ومحدش عرف هي بفعل فاعل ولا حادثة عادية ؟!

هز "يونس" رأسه بيأسٍ على صديقه قائلاً:

_ مقولتلك الحادثتين دول غمضين جداً ومحدش يعرف تفاصيل كل اللي عرفناه اللي أنا قولتهولك بس ومفيش غير إشاعات بقي إن ندي الألفي قلبها بيوقف وأنها هتموت في أي لاحظ بس ودي إشاعة محدش يعرف إن كانت فعلاً حقيقة ولا لاء

هز "محمد" رأسه متفهماً لما يقوله فكيف لأخٍ يعشق أخته هكذا ويتحمل شكلها وحالتها، تعيش فقط علي الأجهزة

فيا الله لا نحملنا ما لا طاقة لنا به

ــــــــــــــــــــــ

علي متن الطائرة،،ـ،،،،،،

كانت "ليان وسهام" يضحكان سوياً علي الماضي وذكرياته الجميل حتي قاطع هذا الضحك "ليان" التي رفعت سبابتها محذره "سهام":

_ أوعي يا "سهام" حد يعرف حاجة عن الصندوق دا أنتِ عشان صحبتي من زمان قولتلك عليه لكن محدش يعرف عنه حاجة غيرك أنتِ وبابا وماما الله يرحمها

هزت "سهام" رأسها فليان روت لها أهمية ذلك الصندوق لديها وما فيه من تذكرات مع والدتها ووالدها لتهتف بهدوءٍ وعتاب:

_ كده يا "ليان" وأنا من أمتي بقول سرك لحد متخفيش مش هقول لحد عن الصندوق دا

هزت "ليان" رأسها بمعني حسناً قائلة بإبتسامة رقيقة:

_ متزعليش بس مفيش غيركوا بس أنتم الخمسة اللي تعرفوا إن أنا بعشق الصندوق دا وإيه اللي جواه !!

نظرت لها "سهام" بتعجب قائلة بحيرة وإستغراب:

_ خمسة! مين الخامس؟!

ظهرت إبتسامة صافية علي شفتي "ليان" تأسر قلوب من تراه رغم أنها ليست جميلة بدرجة كبيرة ولكن إبتسامتها الصافية أعطتها جمالاً، فقالت وهي تشير علي قلبها:

_ اللي هيخطف دا

ابتسمت "سهام" بحب قائلة وتتمنى ذلك اليوم:

_ ربنا إن شاء الله هيرزقك بواحد محترم يحافظ علي دا

وأشارت "سهام" علي قلب "ليان"، ليبدأ الأثنان بضحك متخيلين مستقبلهم المزهر والذي تحلم بيه كلاً منهما

ولكن ماذا سيحدث لهذان القلبان الذان لم تلوثهما بعد آلام الحياة؟!!!

يتبع....


بسم الله الرحمن الرحيم

#سلسلة_عواصف_الغموض_والحب

#الجزء_الأول

#بعنوان_ظَلَاَمْ_الذِئَابْ

#بقلم_سلمى_خالد_سَمَاسِيِمُو

#الفصل_الخامس

~~~~~~~~~

هبطت الطائرة على الولاية الأمريكية، و إنتهت "ليان" وصديقتها _سهام_ من الإجراءات اللزمة الخاصة بأوراق سفرهما وإنطلاقا الإثنان إلي المنزل الذي وفره السيد يوسف لهما وعندما وصلا الإثنتان إلي الشقة دخلت "ليان" وهي تسحب حقيبتها بيُمناها قائلة بتعب:

_ أنا عايزة أخد السرير بالأحضان! وحشني الغالي

هزت "سهام" رأسها ببطءٍ قائلة هي الآخر بتعبٍ ظاهر على صوتها:

_ آه.. ومين سمعك!

تحركت "ليان" بحركاتٍ مُتعبة قائلة وهي تحرك حقيبتها:

_ طب تعالي نختار الأوضة؟!!

تحركت معاها "سهام" التي تتمني لو تخطتف لحظة صغيرة لتنام بها من التعب الذي أنهك جسدها وجعلا غير قادرة على القيام بشيءٍ آخر سوى النوم.

ـــــــــــــــــــــــــ

بشقة السيد أحمد،،،،،

كان السيد "أحمد" يجلس بشرفة يحتسي بعض الشاي مع "طارق" يتحدثان بعددٍ من المواضيع، ليهتف السيد "أحمد" بهدوءٍ وراحة:

_ الحمد لله "ليان" بعتت رسالة أنها وصلت خلاص

هز "طارق" رأسه بخفة مبتسماً بهدوء:

_ آه.. الحمدلله

ثم أضاف بمغزي:

_ عقبال يا رب لما حضرتك توصل للي أنا عوزه

نظر له "أحمد" قليلاً ثم نظر إلي الطاولة التي أمامه ووضع عليها كوب الشاي وهتف بعد تنهيدة طويلة قائلاً بجدية:

_ بص يا بني.. أنا كده كده عارف عمري في الدنيا وإن أيامي معدودة

كاد "طارق" يقاطعه ولكن أوقفه عندما أشار بيده مُكملاً الباقي من حديثه:

_ متقطعنيش يا "طارق".. أنت عارف كويس إن أنا باخد الدوا بس عشان لينو وصتني بيه إنما غير كده عمري ما كنت خدته... العمر واحد والرب واحد يا طارق.. ومش هعيش أكتر من اللي عشته...أنا بس بدعي ربنا يرزقها بواحد يحبها ويحافظ عليها بعد ما أموت عشان أبقي مطمن عليها وأموت وأنا مرتاح

ثم أضاف بلطف وحنان :

_ فا متفكرش يا بني في حكاية المستشفي وأني لازماً أروح هناك سيبها علي ربنا

نظر له قليلاً فمن الصعب تغير رأيه ليهتف بهدوء:

_ طب وحضرتك لما تروح المستشفي دا مش هيبقي عشان ليان ؟!!

ابتسم له "أحمد" هاتفاً بنفس نبرته الهادئة ولكن تقطر بالمعاناة والألم الذي عاشه منذ سنوات:

_ أنت عارف كويس إني مش بحب الرقدة في المستشفيات وكفاية عليا إن مراتي ماتت فيها ومعرفوش حتي ينقذوها

هنا فهم "طارق" ما هو سبب رفض السيد "أحمد"، ليحاول معه قائلاً بسرعة:

_ يا عمي أسمعني بس أحنا هن....!!!

قاطعه "أحمد" عندما قال بثقة غريبة إهتز جسد "طارق" بسببها ولكن ليست هزة تعجب إنما رعبٍ عليه تلك الحركات البسيطة التي تحرك كل جزءٍ من جسده وتقبض نبضاته:

_ الأجل قرب يا "طارق" وأنا حاسس بيه فسبني بقي مش عايز علي أخر أيامي أتبهدل في المستشفيات.... يرضيك أبوك يتبهدل في المستشفيات ويموت والدكاترة بيبهدول فيا

أدمعت عين "طارق" ولم يهتف سوي بجملةٍ واحدة:

_ ربنا يحفظك لينا

ربت "أحمد" علي يد "طارق" مبتسماً له بهدوء، ثم عاد ينظر إلى السماء لا يدعو سوي بنجاة إبنته من أي مأزق تقع فيه وان يرزقها بخير الرجل يحميها من قسوة الحياة وصفعاتها المؤلمة عندما تنهل على شخصٍ أراد الفوز بمبارزة خاضها معها ولكن هل يعلم ان من سيأتي سيكون هو صفعات التي ستقتلها، وتجعل الحياة هي من تشفق عليها !!!

ــــــــــــــــــــــــــــ

بمبني المخابرات،،،،،

يجلس "زياد" مع صديقه المقرب "عليَّ" يتفقان علي الخطة التي سيضعاها عندما يسافر "علي" إلي أمريكا ليأخذ الميكرو فيلم فهتف بتعب بعد أن أنتهيا:

_ تمام ... كده الخطة إتحطت والبدائل والمفروض هسافر بكرة عشان التنفيذ كل ما كنا أسرع كل ما هنقدر نخده أسهل

هز "زياد" رأسه ليهتف بجدية واضحة:

_ آه..لزماً تسافر بكرة قبل ما يستخدموا المعلومات دي ضدنا وهي أكيد هضرنا ومحدش يعرف هما هيستخدموها إزي؟!

حرك "عليّ" رأسه ليتحدث بوهن:

_ تمام.. عايز حاجة؟

أرجع "زياد" رأسه إلي الخلف مغمضاً عيناه بهدوءٍ مميت ثم وضع يداه عليهما قائلاً بسكون:

_ شكراً يا "علي"...روح أنت عشان تلحق ترتاح قبل العملية أنت عارف إن العملية دي عايزة تركيز وإنها مهمة صعبة

نظر له "علي" بتمعن ثم هتف بلطف عندما لاحظ شيء ما:

_ عارف إن العملية مهمة بس في أهم أنت!!.. مالك يا صحبي؟

إغتصب "زياد" على نفسه ليرسم إبتسامة على شفتيه يتحدث في هدوء:

_ مفيش يا علي روح أنت !!

هز "علي" رأسه بيأس على صديقه الكتوم والذي لا يخبر أحد على ما يمر به أو ما يشعر به !

ليقف "علي" مبتسماً لزياد هاتفاً بهدوء أثار قلق زياد:

_ طب سلام بقي يا صحبي وادعي أشوفك تاني!

نظر له "زياد" بتوجس قائلاً بحذر:

_ مالك يا علي... بتقول ليه كده؟

ضحك "علي" معه قائلاً ببسمة صغيرة :

_ في إيه يا عم بفضفض معاك

ثم أضاف بهدوء:

_ حاسس إن مش هشوفك تاني يا زياد !!!

غضب "زياد" من حديث صديقه وتهجمت ملامحه فهما صديقان منذ أن بدأ يعمل وإنضم لهم جاسر لقول بعصيبة:

_ بطل عبط يا "علي" وإن شاء الله ترجع هنا منصور

اقتراب منه "علي" وهتف يإبتسامة هادئة:

_ في إيه يا "زياد"؟؟ ما أنت عارف إن عمر الشقي بقي.... تعالي بقي سلم علي صحبك

إحتضنه علي ليهمس "زياد" بنبرة مشجعة:

_ إن شاء الله هترجع

شدد "علي" على ظهر "زياد" وربت عليه هاتفاً بهدوءٍ بعد أن إبتعد:

_ سلام يا صحبي

ألقي نظر إلي "زياد" جعلته يعلم أن "عليّ" لن يعود وربما سيدفنه بيده، فجلس علي مقعده مختنقاً فهو لم يعد يتحمل الفراق يكفي فراق عائلته يكفي إلي ذلك الحد لن يتحمل صديقه ليهتف بتضرع:

_ يارب يرجع سالم

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بولايات المتحدة الأمريكية،،،،،

كانت "ليان" لاتزال نائمة ولكنها بدأت تشعر بالإنزعاج من صوت رنين هاتفها، إعتدلت من أعلي الفراش ترفع يداها لتمسح بها عيناها تحاول إزلت أثر النعاس، ثم مدت يدها الآخر لتمسك بالهاتف لترد بصوت لايزال ناعس:

_ أيوة مين؟!

استمعت "ليان" إلي صوت الذي رد علي سؤالها لتنهض بفزع تردد من بين فكيها:

_ إيه المؤتمر قدمتوا معاده

بدأت "ليان" تتحرك في الغرفة بشكل متوتر للغاية تعض علي أظافرها فهتفت بصوت قلق:

_ طب..طب هجهز إن شاء الله.. حاضر سلام!

اغلقت "ليان" الهاتف وذهبت لتنظر إلي الساعة لتجد أن الشمس إقتربت علي الشروق، فذهبت لتتوضأ ساعية بذلك قضاء فرضها، أنهت صلاتها وبدأت بتجهيز أورقها ودرستها بشكل جيد حتي تستطيع إثبات نظريتها، فهي بقيت تدرس لأعوام أملاً في الحصول علي تلك الخطوة والإجتياز منها، بدأت بعد أن استطعت تنظيم جزءاً من البحث الخاص بها تنظر إلي الساعة في قلق لتهتف براحة بعد أن رأتها:

_ حلو أوي ألحق برضو أجهز الباقي وأظبط الدنيا لسه فاضل ٦ساعات

نهضت ليان لتصنع إلي نفسها كوب من الشاي حتي تستطيع أن تنهي الباقي من البحث الذي ستذهب به إلى المؤتمر.

ـــــــــــــــــــــــ

بمقابر عائلة الآلفي،،،،،،

وقف "إياد الألفي" أمام قبر حبيبته وزوجته "أسطورة العشق" "أسيل الألفي".. يقف أمامها بوجه يكسوه الحزن ولكن برغم من هذا الحزن إلا أنه لايزال يحمل وسامة رائعة، فهتف بحزن جالي:

_ وحشتني أوي يا "أسيل".. بقيت بتعذب في بعدك أوي.... من يوم الحادثة وأنتِ مش مفرقاني حتي لما بنام مش بحلم غير بيكِ وبصورتك و..و.

صمت قليلاً ثم أكمل بصوتٍ متألم ومجروح ينهار ثباته الزائف أمامها، بفؤادٍ منفطر لأجل ذكراه بحبيبته وهي تقول" حـــــــــــــاسب يا إياد، آآآآآآآه " وكأن شخصاً قام بغرز سكين حاد بصدره لتنكسر ضلوعه العاشقة لها :

_ و صورتك وأنتِ بتستنجدي بيا عشان ألحقك وأنا مش عارف... آسف يا حبيبتِ! أنا آسف مقدرتش أوفي بوعدي ومعرفتش أحميكِ ولا أحمي عمي وموتوا بسبب إهمالي!

مد يده بباقة الورد الذي أتى به ووضعه علي قبر حبيبته ثم ألقي نظرة أخيرة حزينة عليها و غادر ذهباً إلي شركة G.A

ــــــــــــــــــــــــــ

بولايات المتحدة،،،،،

استيقظت "سهام" من نومها تبتسم بإنتعاش فقد أخذت راحتها التي كانت تفتقدها الليلة الماضية وذهبت إلي الحمام لتغتسل، وبعد أن إنتهت، خرجت إلي الصالة لتري إن كانت "ليان" لاتزال نائمة أم لا؟ فغرفة "سهام" توجد علي اليمين عند دخول من باب الشقة بالقرب من الحمام بينما كانت غرفة "ليان" توجد علي اليسار بقرب من غرفة الصالون ويربط بينهما الصالة والمطبخ المرتبطة بالصالة لأنه مصنوع بطريقة الأمريكية، عندما وصلت سهام إلي الصالة وجدت "ليان" تضع عدد كبير من الأوراق أمامها وترتدي نظرتها الطبية فدُهشت مما هي فيه لتهتف باستغراب:

_ إيه يا بنتي كل دا؟!

رفعت "ليان" بصرها تنظر لها بسخرية هاتفه بسخطٍ:

_ صح النوم... ما لسه بدري يا هانم الساعة 12:00

نظرت لها بغيظ من سخريتها وتتحدث بضيقٍ:

_ أعملك إيه.. أنتِ عارفة إني بنام كتير دا أولاً ثانياً إحنا راجعين من الطيارة هلكانين

ثم أضافت ساخرة:

_ ولا أنتِ مكنتيش عايزة تخدي السرير بالأحضان إمبارح

أرجعت "ليان" نظرها إلي الأوراق التي أمامها وهتفت بهدوءٍ جاد:

_ عموماً أتصلوا بيا في من مصر وقالوا أنهم قدموا المعاد وخلوا النهاردة معاد المؤتمر وهيبقي الساعة 2 فامعرفتش أنام وبدأت أراجع البحث

سألتها بتعجب:

_ طب وهما ليه مرنوش عليكِ

هزت "ليان" كتفها بعد معرفتها للأمر ولكنها أجابت وهي تسلط عيناها على جزءٍ بالورقة التي تمسكها:

_ مش عارفة ممكن يكون معرفوش يوصلولي أو أي حاجة بصراحة مش عارفة بس المهم إني عرفت المعاد

إبتسمت لها "سهام" بسعادة قائلة بفرحة:

_ بجد يعني هيعملوا المؤتمر وخلاص هتقدمي البحث بتاعك

هزت "ليان" رأسها بمعني نعم فأكملت سهام بحماس:

_ البحث بتاعك ممتاز ومتأكدة أنهم هيعجبوا بيه

هتفت "ليان" برجاء:

_ يارب

حل الصمت بالمكان لتترك سهام صديقتها تستعد إلي ذلك المؤتمر وتستعد هي الآخري لتذهب معها.

ــــــــــــــــــــــــــــ

في إحدي البارات،،،،،

يجلس "الزعيم" مُرتدياً قميص مفتوح زرائره العلوية يحتسي الخمر بتلذذ غريب ولكن كان هناك من يراقبه ويراقب كل حركة يقوم بها نظر ذلك الشخص إلى فتاة ثم غمز لها بأعينه عندما لاحظ تأثير تلك الحبة التي وُضِعَت بداخل كأس الخمر، تحركت تلك الفتاة بميوعٍ شديد حتي وصلت إلى الزعيم الذي نظر لها بأعينٍ شبه منغلقة من تأثير الحبة، وضعت يدها علي كتفه بدلالٍ مُثير لتهتف بصوتٍ جعله يسير خلفها گالمسحور:

_ ألن ترقص معي ؟!!

ابتلع حلقه بعد أن شعر بجفافٍ فيه، لينهض معها وهو يترنح يسير بخطواتٍ بطيئة للغاية حتي وصل الأثنان إلي موقعة الرقص وبدأ الأثنان بالرقص والتمايل مع نغمات الموسيقة الصاخبة.

كان يراقب كل تحركاته وعندما لاحظ أنه بدأ الرقص، ذهب بسرعة وعيناه لم تبتعدا عن تلك القلادة، وصل بالقرب منهم ليبدأ بالرقص حتي لا يلفت الإنتباه ظلوا يرقصون حتي إصتدم "عليّ" بالزعيم، استدار الزعيم وعيناه توحي بالشر

فإعتذر منه "عليّ" قائلاً باللهجة الأمريكية سليمة:

_ عذراً !!

كاد "الزعيم" أن يتشاجر ولكن مدت الفتاة يدها بسرعة لتدير وجهه لها مبتسمة بإغراء جعله مسحُور بها، دقائق مستمرين بالرقص حتي أراد الزعيم الصعود معاها إلي إحدي الغرف لتذهب معه وعند إختفائهم عن أنظار، كان "الزعيم" قد سقط علي الأرض بعد إغمائه، لتختفي تلك الفتاة بسرعة فهي تعلم جيداً أنه سيفيق من غفلته تلك بعد ساعاتٍ ضئيلة.

بتلك اللحظة كان "عليّ" يركض بسرعة بعد أن علم أن ذلك هو "الزعيم المزيف" وقد سرق تلك القلادة ولحسن الحظ حصل عليها قبل ان يصلوا هم إليها، فهم كانوا يرقبون الزعيم وعلموا أن تلك القلادة أصبحت مع "عليّ"

إنحرف بسرعة بقرب من الشارع الذي يؤدي إلي القاعات الشهيرة بنيويورك

ــــــــــــــــ

وقف أحد الرجال أمام "الزعيم المزيف" يتحدث بالهاتف قائلاً بجمود:

_ حسناً سيدي سأقتله الآن !!

بمجرد أن أنهي تلك الكلمات حتي رفع مسدسة الذي إندفع منه رصاصة أصابت "الزعيم المزيف" في منتصف رأسه، أشار الحارس بيده إلي رجاله بأن يخفوا تلك الجثة وأي أثار ظاهر ويختفوا

ــــــــــــــــــــ

بمكانٍ مجهول،،،،،،

كانت الغرفة شبه مهجورة بعد إعصار الغضب الذي هجم عليها من "الزعيم الحقيقي" لعلمه أن أخيه الصغير قد أخذ تلك القلادة من دون علمه يحاول بذلك إثبات نفسه، وأن أحد من المخابرات المصرية وصل بسرعة إلي تلك القلادة قبل أن يصلوا هم إليها، لحظات واستمع إلي صوت طرقات الباب ليدخل حارسه قائلاً بلهجة غريبة التي إعتاد عليها منذ أن وضعوا جهاز نانو صغير بمنتصف رأسه من الداخل ليتحكم بخلايا المخ والأعصاب ولكن يحدث خلل في جزءٍ من العقل يؤدي إلي عدم تذكره أي شيءٍ من ماضيه:

_ نحن لا نزال نتبع ذلك الضابط

إلتفت إليه بنظرات شرسة للغاية ترعب من يراها هاتفاً بصوت حاد متوحش:

_ أعثروا عليه مهما كلف الأمر يجب أن أحصل علي الميكرو حتي لو كلف الأمر حياة الملايين من الناس !!!

هز ذلك الرجل رأسه مغادراً المكان بعدها لينفذ أوامر الزعيم الحقيقي

ــــــــــــــــــــــ

وبالقرب من إحدي القاعات الشهيرة جداً بنيويورك،،،،

تقف "ليان" بقرب من صديقتها التي هتفت بصوت مُشجِعْ لها:

_ إجمدي كده وجمدي قلبك وأنا واثقة أنهم هيعجبوا بالبحث بتاعك

هزت "ليان" رأسها وعيناها لاتزال يتسرب إليهما القلق، لتربت "سهام" على كتفها قائلة في هدوءٍ بعد أن رأت الساعة:

_ هستناكِ بالكافيتريا اللي قدم دي

أشارت بيدها علي الكافيتريا الموجودة بمواجهة القاعة لتهز "ليان" رأسها متجه إلي القاعة وإتجهت "سهام" إلي الكافيتريا التي أشارت عليها تجلس علي إحدى الطولات تعبث بهاتفها

********

دخل "عليّ" تلك الكافيتريا التي تجلس بها "سهام" وجلس علي طاولة من الطولات الموجودة ينظر إلي القلادة الموجودة بيده ثم وقف بسرعة لينظر إلي الخارج ليجد أن رجال المافيا قد إقتربوا من القاعة، عاد بسرعة إلي مكانه يحاول دراسة المكان بسرعة ليكتشف مكان يساعده على الهروب، يقبض على تلك القلادة بين يديه بقوة خشية من أن يفقدها !!

********

انتهي المؤتمر الذي كانت به "ليان" أثناء تلك الأحداث التي مرات وخرجت منه ووجهها يَشِعْ بالسعادة القوية التي لاتعلم أنها ستصبح مُؤقتة وعندما ولجت إلي المكان التي أشارت عليه سهام _الكافيتريا_ لم تجد سوي أشخاصٍ ضئيلة جداً ولم تكن صديقتها بينهم لترفع هاتفها تسرع في الحديث معها عندما سألتها "ليان" عن سبب مغادرتها أجابت بإعتذار:

_ أنا آسفة يا لينو بجد.. بس أنكل "يوسف" زعل مني لما مروحتش أسلم عليه وقالي أجي دلوقتي عشان حاجة مهمة وإضطريت أمشي لأني لو إعتذرت هيزعل أكتر معلش يا قلبي

هزت "ليان" رأسها مُتَفَهِمَة لما قالته فتحدثت بصوتٍ رقيقة يعلو ثغرها إبتسامة عذباء:

_ ولا يهمك يا حبيبتي، بس اطمني اعجبوا بالبحث بتاعي لما تيجي هكملك بقيت اللي حصل

هزت "سهام" رأسها قائلة بإيجاز:

_ تمام.. ماشي عايزة حاجة

أجابتها بحماس:

_ آه لما نتقابل النهاردة في الشقة ونغير هدومنا ننزل نتفسح قبل ما ننزل الشغل ماشي

:_ ماشي يا حبيبتي سلام

أغلقت "ليان" مع "سهام" وذهبت لتحتسي بعض العصير وما إن توجهت إلي الطاولة حتي استمعت إلي صوت رصاصة يخترق سمعاها، رفعت بصراها بسرعة لتجد ذلك الشاب يقع أرضاً يغرق في دمائه، إنطلقت إليه بسرعة تُحَدِثُه بذعرٍ قائلة بلهجة أمريكية:

_ تماسك قليلاً سأتصل بالإسعاف

ابتسم "علي" بإجهاد وسألها بصوتٍ ضعيف:

_ هل أنتِ مصرية ؟؟

هزت "ليان" رأسها بمعني "نعم"، فأكمل هو بأنفاسٍ مُتهدجة يلتقته بصعوبة:

_ خدي دي

مد يده المرتعشة بالقلادة يحاول أن يعطيها إياها سريعاً قبل أن تقع يداه

ليكمل بصوتٍ يصعب سماعه و فمه ينزف الدماء كان مشهد ينفطر القلب لأجله وترتجف له الأبدان، تلك الأنفاس التي يلتقتها بصعوبة جعلت من يراه يبكي عليه من شدة الحزن، جسده الذي بدأ يُنهك بعد اجتياح الألم له :

_ حفظي عليها وأ..أوعي تعطيها.. لحد..أ.أوعي..بني وبينك ربنا لو حد خدها غير..!

هنا ظل يسعل بشدة يزداد نزيف صدره وفمه لتتهتف ليان بقلق واضح:

_ طب كفاية كده أنت بتنزف جامد

أكمل حديثه بنبراتٍ لاهثة يحاول أن يتمسك بالحياة قليلاً حتي يكمل الباقي من مهمته:

_ أعطيه لواحد بس أسمه ال..آ.ل.ف..ي !!

استمعت "ليان" إلى كلماته ولكن لاحظت صمته لترفع يده بسرعة ولكنها هوت علي الأرض تعلن عن أفتراقه للحياة، فصرخت بعنف يصاحبه بكاءٌ حاد من ذلك المشهد المؤلم.. مشهد الذي إعتصرت عليه القلوب

بعد تلك النوبة من البكاء التي أستمرت أكثر من ساعات كانت تقبض علي تلك القلادة وتقسم بداخلها أنها لن تعطيها لأحد

يتبع....

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا

تعليقات

التنقل السريع
    close