![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة_عواصف_الغموض_والحب
الجزء_الأول
بعنوان_ظلام_الذئاب
بقلم_سلمى_خالد
الفصل_السادس حتي الفصل العاشر
ـــــــــــــــــــــــــ
وقفت "سهام" أمام باب الشقة تتأهب لدخول وعندما فتحت الباب، ولجت إلى جوف الشقة بخطواتٍ مُتعبة ولكن تحول التعب إلي تعجب عندما وجدت جميع الأضواء مُغلَقة وأن "ليان" لَمْ تعود حتي الآن فعقدت حاجبيها مُتسألة بتعجب:
_ أتأخرت ليه دي ؟؟!
رفعت يدها التي تحمل الحقيبة النسائية الخاصة بها وظلت تبحث عن هاتفها حتي وجدته واتصلت على "ليان" بسرعة وعندما آتها الرد تحدثت بلهفة:
_ أيوه يا ليان أنتِ كويسة ؟
أجابتها "ليان" بصوتٍ مبحوح من كثرة البكاء :
_ آه
قلقت "سهام" من صوتها المبحوح؛ فهي دائماً ما تبتسم وتضحك ولا تبكي كثيراً إلا إذا قام أحد بجرحها في الحديث بشدة، فهتفت بحذر تتراقب ردها:
_ مالك يا ليان حصل حاجة ؟؟!
لم تتحمل "ليان" وتذكرت ما حدث لتبكي بقوة مرة آخر بدأت أنفاسها تضيع مع تذكرها لهذا المشهد، تحدثت "سهام" بقلقٍ بالغ:
_ اهدي يا ليان.... اهدي يا حبيبتي أنتِ كده بتقلقني عليكِ
حاولت "ليان" الحديث ولكن بلاجدوي فهي قد فقدت السيطرة علي نفسها، لتسألها "سهام" بسرعة ويزداد القلق حتى بدأ ينهش بقلبها روايداً روايداً:
_ أنتِ فين طيب ؟
حاولت السيطرة علي نفسها وعلي نوبة البكاء الحاد التي أصابتها لتهتف بشهقاتٍ متعددة:
_ ف..في..مستشفي...(.....)
فزعت "سهام" وظنت أن "ليان" قد أصابها مكروه فقالت بتعجل واضح وهي تغلق باب الشقة سريعاً:
_ طب..طب أنا جاية علطول، مسافة السكة!
ــــــــــــــــــــــ
داخل مبني المخابرات،،،،،
جلس اللوا "سراج" مع ذئب الظلام «زياد الألفي»
فهتف "زياد" بصوتٍ غاضب مكتوم يحمل بداخله نسيج من الآلام والاحزان، كلمة واحدة ظل يعاني منها منذ أن كان طفلاً وهي " الفراق":
_ إزي؟!! يا سيادة اللوا "علي" صحبي عايش!!!
أجابه اللوا "سراج" بهدوء:
_ أنا مقدر اللي أنت فيه يا زياد... بس الحقيقة إن علي مات! بعد ما إقدر ياخد الميكرو فيلم منهم... محدش عرف فين الميكرو فيلم دا ؟ لأن لما شافوا الجثة ملقوش السلسلة اللي فيها الميكرو فيلم... فا هيفرغوا كاميرات الكافيتريا اللي اتقتل فيها وهنعرف عليّ ودا الميكروفيلم فين؟ بس لزماً نوصل للميكروفيلم دا قبل ما المافيا توصله وأنت اللي هتقوم بالمهمة دي يا زياد!!
هز "زياد" رأسه ببرود ونيران الأنتقام تشتعل داخل صدره ولكن هتف ببرودٍ سقيع:
_ صاحبي يرجع مصر وأدفنه وبعدها....وبعدها هنهي المهمة دي!!
هز اللوا "سراج" رأسه متفهماً ما قاله فعليّ لم يكن فقط صديقاً "لزياد" بل كان قريباً منه ويعتبره إبناً له ولكن بدأ القلق يتسلل إلي قلب اللوا "سراج" فزياد من صفاته الإخلاص الشديد... يصبح عدواً عندما يلقي خيانة وغدر من أي شخص فمن خانه يعلم أنه قد حفر قبره بيديه!!
خرج "زياد" كالإعصار من المكتب يقسم أنه سينتقم من الجميع _بجماعة المافيا_ ولكن أثناء سيره وجد "محمد" يقف أمام مكتبه وعندما إقترب هتف "محمد" ببعض الخجل من نفسه:
_ أحم.. أنا آسف علي طريقة كلامي أخر مرة
هز "زياد" رأسه قائلاً بهدوء:
_ خلاص يا محمد... محصلش حاجة
ابتسم له متحدثاً بسعادة:
_ طب ممكن أكون زميل قريب من حضرتك...دا لو حضرتك حابب؟!
قالها بتوتر لا يزال يسكن قلبه، فنظرات "زياد" لاتزال متبقية برأسه تلك الأعين كانت كذئب مفترس مظلمة متوحشة تدب الرعب لمن يراها، ليبتسم "زياد" هاتفاً بهدوءٍ غامض:
_ ماشي يا محمد.. متقلقش أنت بقيت زي أخويا
تفاجئ "زياد" بحقيبة رفعها "محمد" له وهو بيبتسم بكل سعادة متحدثاً بنبرة تسللت الفرحة إلي قلبه:
_ كنت عارف إنك واحد تاني غير اللي كلنا بنشوفه!! ممكن تقبل دي مني؟
نظر له "زياد" وابتسم إبتسامة طفيفة، فهو فقد صديقه وعوضه الله بمحمد ليتنهد هاتفاً بهدوء:
_ شكراً يا محمد بس أنا هقبلها المرة دي لكن فيما بعد أنا مش من النوع اللي بيقبل الهدايا... همشي عشان عندي مشور
هز "محمد" رأسه مبتسماً له بهدوء ليقول بنبرة رسمية :
_ تمام يا فندم وآسف علي العطلة
لم تختفي الإبتسامة من وجه "زياد" ولكن إختفي هو في لمح البصر ليتحدث "محمد" بداخله:
_ ما الراجل طلع عسل أهوه!! بس نفسي أعرف إيه سر الوش اللي مركبة دا وإيه سر الحادثة.... مش هسيبك إلا لما أعرف وأرضي فضولي
قاطع تفكيره صوت رنين الهاتف فرفعه ناظراً له حتي تهللت الإبتسامة علي وجهه ليجيب بسرعة قائلاً بلهفة وحب:
_ عاملة إيه يا هدى ؟؟
أجابته بخجل واضح:
_ الحمد لله
ثم أضافت متسائلة بفضول:
_ هاا عملت إيه؟!
رد عليها بسعادة:
_ أخيراً يا هدى بقيت قريب نسيباً وبقيت شِيبه صديق لذئب المخابرات
صفقت "هدى" بيدها قائلة بسعادة :
_ بجد! طب الحمد لله حلمك أتحقق، مش قولتلك روح أتكلم معاه أكيد هيبقي كويس طالما كان حلمك الوحيد إنك تقابله
هتف بخبث كعادته يعلم جيداً ما سيجعلها تخجل وبشدة:
_ لا لسه فضل الفرح وتبقي في بيتي يا قلب محمد
صمتت "هدى" بخجل وقالت بصوتٍ متوتر:
_ أ..أنا هقفل دلوقتي..سلام
لم تدع له فرصة وأغلقت الهاتف، فبدأ "محمد" بضحك عليها وعلى صوتها الخجول الذي يظهر معه هو فقط، فهي دائماً أسيرة قلبه ومُختطفة عقله وأصبحت روحه.. لايمل أبداً من سماع صوتها الذي يدغدغ قلبه ولا من الحديث معها كأنه إكسيل ينعشه ويجعله مُتمسكاً بالحياة، فهي أول شخص يذهب إليها عندما يشعر بضيق ويريد التحدث مع أحد هي فقط من تريح ما في صدره وترشده في بعض الأوقات إلى الصوب.. هي فقط عشقه الوحيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بداخل المشفي،،،،
وصلت "سهام" إلي المشفي، لتجد ليان جالسة علي إحدى المقاعد إقتربت منه سريعاً قائلة بأنفاس لاهثة:
_ ليا.. ليان أنتِ كويسة...؟ حصلك حاجة ؟؟!
رفعت "ليان" بصرها تنظرلها بأعينٍ تُغرِقها الدموع هاتفه بصوتٍ مبحوح:
_ شوفته وهو بيموت ومعرفتش أعمل حاجة!
تعجبت "سهام" مما تسمعه فنظرت لها مُتسألة بحيرة، تريد أن تزيل تلك الغمامة عن حديثها:
_ بيموت!! هو مين اللي بيموت!.؟
ردت عليها "ليان" ولا يزال صوتها مبحوح بشدة:
_ كنت قاعدة في الكافيتريا اللي كنتِ فيها، وبعدها سمعت صوت ضرب نار ... رفعت راسي لقيت واحد مضروب بالنار وغرقان في دمه روحت عشان ألحقه بس.. بس كان مات والإسعاف جت وجينا علي هنا…
ربتت "سهام" علي يد "ليان" بحنان قائلة بلطفٍ محاولة التهوين علي صديقتها:
_ معلش يا لينو.. أهدي كده وإن شاء الله خير و...
لم تكمل الباقي من جملتها بعد أن قاطعهما الطبيب وهو يسلط بصره علي "ليان" بنظرات غامضة:
_ المعذرة ولكن ذلك الرجل سيعود إلى مصر ليدفن هناك ولا يوجد داعي للبقاء
هزت "ليان" رأسها ولم ترد، فقالت "سهام" وهي تضع يدها على كتف ليان تساعدها علي الوقوف بنبرة تقطر بالرفق واللين:
_ يلي يا حبيبتي هما هيعملوا الإجراءات اللزمة وأحنا مش هيبقى لينا أهمية هنا
تحركت معها وسارت بخطواتٍ ضعيفة بعض الشيء تحت أنظار ذلك الطبيب الغامض الذي رفع هاتفه يتحدث فيه بعد أن أختفوا تماماً من أمامه:
_ نعم سيدي.. إنصرفت بالفعل
:_........
:_ لا.. يبدو أنها سذاجة لأنها لم تشك بالأمر أو علي الأقل لم تفكر أنه ولابد من وجود بعض الشرطة لأنها تعد جريمة قتل !!
:_.......
هز رأسه قائلا بهدوء:
_ حسناً سيدي
ــــــــــــــــــــــــــــ
بمكان مجهول،،،،،
يجلس ذلك المتخفي قائلاً إلي مساعدة:
_ أحسنت.. فقد خلصتني من ذلك الأحمق
رفع القلادة بسرعة وهو يفتح ذلك الجزء الصغير الموجود بداخله الميكرو فيلم، ليصرخ بشدة وغضب جامح بعد أن علم أن الميكروفيلم ليس موجود بها، فقد بدله "عليّ" ووضع الميكرو فيلم بسلسلة التي يرتديها في رقبته وأعطاها لليان فهتف بشراسة:
_ أين الميكرو فيلم أيها الأبله ؟؟
أجاب المساعد بجمود كالآلة :
_ لا أعلم !!
ظل يكسر بالأشياء من حوله وعيناه تشتعل بغضبٍ مُمِيت حتي وتقف عن كسر الأشياء قائلاً وهو يلهث بشدة:
_ أحضر لي "مايكل" هو من سوف يستطيع أن يحضره بدلاً منك أيها الأحمق .. أخبره أنه سيموت إن لم يجد الميكروفيلم.
هز المساعدة رأسه قائلاً بطاعة:
_ حسناً سيدي
إنصرف من أمامه بينما إبتسم الزعيم بشر وجنون:
_ سوف احصل عليه وحينها... أدمرهم جميعاً وأتحكم بالجميع !!!
ــــــــــــــــــــــ
مرت ثلاثة أيام،،،،،
دُفن "علي" بمصر وقام "زياد" بدفنه وقام بكل إجراءات ولكن إزداد ذلك الجليد الذي يضعه ويغلف به قلبه بينما بدأت "ليان" بأن تهدأ وتستعد لعملها الجديد بالمشفي السيد يوسف.
ــــــــــــــــــ
بقصر عائلة الألفي،،،،،،
كان "زياد" يعد حقيبته لكي يسافر إلي نيويورك لينتهي من مهمة الأنتقام كما لقبها فكلما تذكر من قتل صديقه تشتعل نيران الظلام بداخل قلبه، ولكن هذا الأنتقام سيفتح أبواب لا يُحمد عُقباها، أبوابٌ ستهلك بالجميع، أنهي "زياد" إعداد حقيبته ثم نظر جانبه ليري الملف الموضوع علي سطح المكتب، ذهب إليه ثم جلس علي المقعد الخاص به وقام بفتح الملف ينظر له ببعض الغموض حتي قال بصوتٍ يحمل بين طياته الغموض الذي سيفعله بالمستقبل ومع تلك الفتاة:
_ الأسم: ليان أحمد عوض السيد
المهنة: مرشدة وأخصائية نفسية
السن: 26سنة
البيانات: وحيدت والديها، الأم متوفية والأب لايزال علي قيد الحياة ولكنه يصارع مع الموت بسبب أصابته بمرض القلب، هي رقيقة جداً، سذاجة بدرجة كبير، يمكن خداعها بسرعة !!
أغلق "زياد" الملف قائلاً بغموض:
_ تمام
نهض عن مقعده وارتدي ملابسه ثم صفف شعره الغزير ووضع عطره المميز وكأنه صنع له هو فقط وخرج من غرفته يخطط لشيءٍ ما برأسه
هبط من أعلي الدرج وقبل أن يصل إلي الباب سمع صوت رجولي خشن من خلفه:
_ أقدر أعرف الأستاذ رايح فين؟ وبدري كده؟!
التفت "زياد ألفي" وضعاً يده بداخل جيب سرواله ينظر ببرود الذي إعتاد عليه الجميع:
_ وحضرتك عارف إن أنا مش بقول أنا رايح فين وجاي منين !!
اشتعلت عين "وجيه" بالغضب ليصرخ بعصيبة:
_ ليه.. لسانك اتشل في اللحظة دي
لم تتغير ملامح "زياد" الباردة بل أصبحت أكثر بروداً مثل الجليد متحدثاً ببرود سقيع:
_ أصلها أسرار شغل عن إذنك
ألتفت "زياد" بسرعة وغادر المكان قبل أن يتحدث جده بكلمة آخر فتشتعل لديه نيران الغضب وتصبح مواجهة« الذئب و الإمبرطور»
ـــــــــــــــــــــــــــ
دخل "وجيه الألفي" إلي منتصف القصر وعيناه كالصقر حادتان تتميز بالقسوة منذ ذلك الحادث الذي جعل قبله يُدفن مع أحبائه، جعل الرحمة مجرده من قلبه، إلتقي بإبنه المتبقي "زيدان الألفي"
الذي لا يزال علي قيد الحياة إلي الآن فقال "زيدان" بتوتر:
_ حمد لله علي سلامتك يا ولدي
لم ينطق "وجيه الألفي" بكلمة بل ظل يحدجه بنظرات حادة ثم أردف قائلاً بجمود:
_ زياد كان بيعمل إيه وأنا مسافر؟؟
ابتلع "زيدان" حلقه قائلاً بتوتر حاول أن يخفيه بعد أن أصبح يتزايد بشكل غريب أمام نظراته الحادة والمراقبة له:
_ بيجي لما بيخلص شغل بس
ظل "وجيه" ينظر بحدقتيه يقرأ عما إن كان يكذب عليه أم لا ؟ فظل الصمت هو من يسيطر علي المكان رويداً..رويداً إلي أن قاطع ذلك الصمت المخيف صوت "فريدة" وهي تقول بترحيب:
_ حمدلله علي سلامتك يا بابا
هز "وجيه" رأسه بهدوء فهي زوجة ابنه المتوفي واعز ابناءه "محمود الالفي"
دقائق ونزل "إياد زيدان الالفي" و"وليد عماد الألفي" ليسلموا علي "وجيه الألفي" جدهم وبعد ترحيب طال لدقائق هتفت "فريدة" ببسمة سعيدة:
_ بعد أذنك يا بابا نفطر سوى مادام متجمعين
هز رأسه هاتفاً بسخرية:
_ متجمعين معاد واحد واجع قلبنا كلنا
اخفضت "فريدة" رأسها حزينة علي ما بإبنه وغادرت تُشرف على الخدم وهم يقومون بإعداد الطعام الإفطار بينما وجه "وجيه" حديثه إلي "وليد" متسألاً بألم يخفيه خلف القسوة:
_ مراتك لسه مفقتش؟؟
هز "وليد" رأسه بالنفي قائلاً بحزن:
_ لسه يا جدي
بينما إلتمعت عين "إياد" بدموع متذكراً زوجته الراحلة " أسيل الألفي "
قاطع ذلك السيل من الذكريات الذي ظهر بعد هذا الحادث الغامض والذي ترفض كل أفراد العائلة الحديث عنه ولم تعلم الصحافة سوى بعض المقطتفات الصغيرة
« دخول "ندي محمود الألفي" حفيدة وجيه الألفي أمبرطور بغيبوبة بعد حادث غامض وموت حفيدة الثانية للعائلة أسيل عماد الألفي بحادث آخر غامض»
فاق الجميع من تلك الذكرى علي صوت الخادمة وهي تحثهم للذهاب إلي الطعام
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بنيويورك خاصة ،،،،،
وقفت فتاة ذات ملامح جميلة خلف والدها بهدوءٍ غريب ثم فجأة هتفت بصوتٍ عالي:
_ هيييييييه
فزع والدها بشدة ووضع يده علي قلبه متحدثاً بعتاب بعد أن علم أن ابنته هي من وراء تلك الدعابة:
_ يا إلهي ألن ترتاحي وإلا وقتلتني بنوبة صراع يا فتاتي
ضحكت الفتاة بشدة حتي ادمعت عيناها قائلة في محاولة السيطرة علي نفسها:
_ حسناً... حسناً... أنا آسفة ولكنك لا تعلم كم المُتعة التي أحظي بها بعد أن أقدم علي تلك الفعلة
ابتسم والدها بحب:
_ يا حبيبتي عليكِ أن تتحكمي بنفسك أكثر من ذلك إنكِ تعملين بأكبر مشفي بنيويورك لو أحد رأكِ وأنتِ تفعلين هذا ماذا سيقول ؟؟
نفخت الفتاة بفمها مثل الأطفال قائلة بضيق طفولي:
_ حسناً سوف أحاول ألا أفعل ذلك ولكني لا أعدك
هز رأسه بيأسٍ علي صغيرته المدللة ثم قال بحزم:
_ هيا أذهبي أيتها المشاغبة هناك فتاة جديدة أحضرتها لكِ تعرفي عليها وأخبريها بما يجب فعله حسناً
هزت الفتاة رأسها بطاعة قائلة :
_ حسناً ولكن لِمَ أحضرتها ؟؟
أجابه وهو يضع بعض الأوراق أمامه:
_ أنتِ تحتاجين إليها يا "مريم" ولا تقولي أنكِ لا تملين سوف يأتي عليكِ الوقت وستملين وهي فتاة جادة لا تقلقي ستحبينها.
ابتسمت "مريم" بحب وسعادة قائلة:
_ وأخيراً سأحصل علي صديقة!!
غادرت المكان لتذهب بسرعة وتري من الفتاة الجديدة!؟
يتبع.....
لو لقيت تفاعل يفرح على الفصل المرادي هنزل ليكم فصل بليل الساعة 12 كده 🙈🙈🙃
بسم الله الرحمن الرحيم
#سلسلة_عواصف_الغموض_والحب
#الجزء_الأول
#بعنوان_ظلام_الذئاب
#بقلم_سلمى_خالد
#الفصل_السابع
ــــــــــــــــــــــــــــ
تسير بخطواتٍ متلهفة إلي القسم الخاص بهما _قسم العلاج النفسي_ رغبة شديدة تدفعها لرؤية الفتاة الجديد وعندما ولجت إلى الغرفة وجدتها توالي ظهرها لها وتبحث عن شيءٍ ما ولم تلاحظ دخولها، تسللت إلى الدخل بهدوءٍ خافت حتي لا تشعر بها ثم قامت بالوقوف خلفها مباشرة وهتفت بصوت عالي أشبه بصريخ:
_ هييييييييييه
فزعت ليان وانتفضت من مكانها لتستدير بسرعة، تري من الذي فعل هذه الحركة الطفولية السخيفة، واضعة يدها علي صدرها تحاول أن تُهدِئ سرعة دقات قلبها وعندما استدارت وجدت فتاة تحمل ملامح هادئة لتهتف ليان بصوتٍ مُتقطع تأخذ فيه أنفاسها:
_ يا إلهي! أيتها الفتاة لما فعلتِ هذا؟!
لم تستطع أن تحملها قدماها من نوبة الضحك التي أصابتها عندما رأت ليان تقفز مثل الأرنب فلم تقدر على الرد عليها من كثرة الضحك، بينما غضبت ليان وهتفت بغضبٍ طفيف:
_ لا تضحكِ ليست دعابة جيدة هكذا !!
هنا حاولت مريم الوقوف علي قدميها تجاهد في السيطرة علي نفسها حتي لا تغضب أكثر، لتتحدث وهي تجاهد في كتم ضحكتها:
_ آسفة ولكن لم أتحمل وأقدمت علي تلك الفعلة
كانت ليان لا تزال غاضبة وكادت أن تتحدث ولكن دخل والدها السيد يوسف وعندما رأي وجه ليان الغاضب بشدة ومريم عيناها تكادان تدمعان من الضحك عرف ما فعلته مريم علي الفور ليهتف بشك قائلاً وهو يضيق عيناه:
_ هل قمتِ بدعابتك السخيفة مرة آخر يا مريم ؟؟
نظرت له ليان بعدم فهم فكيف عرف أنها كانت الدعابة التي أغضبتها ليزداد ضحك مريم حتي أدمعت عيناها وأصبح وجهها يشع بالحمرة الشديدة
فهز يوسف رأسه بيأسٍ على ابنته التي لن تتوقف عن القيام بتلك الأفعال والحركات الطفولية ليهتف بإعتذار إلي ليان:
_ أعتذر بنيابة عن ابنتي وما فعلته
فهمت ليان أن تلك الفتاة إبنته وأنها تفعل ذلك كثيراً فأجابته بإبتسامة رقيقة:
_ لا عليك دكتور يوسف
بينما نظر يوسف إلي مريم بنظراتٍ جعلتها تتوقف عن الضحك وتقف بإلتزام فهتف بحزم:
_ مريم.. توقفي عن تلك الفعلة وإلا سأغضب منكِ بشدة... يكفي إلي الآن ما تفعليه.
خرج يوسف من الغرفة غاضباً بينما حزنت مريم كثيراً ولاحظت ليان ما حدث ، فالحزن بدأ يتسلل إلي وجهها بعد مغادرته الغرفة، تقدمت ليان منها ووضعت يدها علي كتف مريم قائلة ببسمة صغيرة:
_ أنا لم أقصد أن أكون سبباً في ذلك الشجار
هزت مريم رأسها بالنفي هاتفه بحزن:
_ أنا آسفة، فلابد أن أكون أكثر نضجاً
تضيقت ليان من حزنها فيبدو انها فتاة تحب الضحك لتهتف محاولة بذلك إخراجها من الحزن الذي بدا يؤلم قلبها:
_ يا فتاة لا عليكِ، أفعلي ما يحلو لكي فإذا استطعتِ اليوم لن تقدري الغد
نظرت لها مريم وعلقت تلك الجملة برأسها محاولة التذكر أين سمعتها من قبل ولكن لم تستطع بينما رمقتها ليان بنظرات متعجبة من صمتها الغريب لتردد باستغراب:
_ ما بكِ؟!
أجابتها مريم بشرود:
_ ها سيسامحني والدي
ابتسمت ليان بحب هاتفه وهي تتذكر والدها وكم غمرها بالحنان:
_ نعم بالطبع.. فلا يوجد أبٌ يظل غاضباً من أبنائه وهو فقط يريد منكِ أن تنضجي... أذهبي وحاولي أن تصالحيه
بدأت مريم بأن تتحمس كثيراً لتهب واقفة تتحدث بحماس :
_ حسناً.. سأذهب إليه سريعاً
ابتسمت ليان لها وربتت علي كتفها هاتفه بهدوء:
_ أذهبي
انطلقت مريم إلي مكتب والدها بينما أخرجت ليان هاتفها لتتحدث مع والدها وعندما أتها الرد قالت بصوتٍ متلهف ومشتاق:
_ وحشتني أوي يا بابا وحشتني يا حبيبي
ابتسم أحمد قائلاً بفرحة عند سمع صوت ابنته :
_ وأنتِ كمان يا حبيبتي عاملة إيه والشغل عامل ايه معاكِ؟!
ابتسمت ليان ومدت يدها لتزيل تلك الدمعة التي علقت بأهدابها هاتفه بحزن دفين:
_ الغربة وحشة أوي يا بابا وحشة !!
اغمض السيد أحمد عينيه مُتحدثاً بصوتٍ يحاول التماسك فيه لأجل إبنته:
_ معلش يا بنتي طلب العلم مُر وعشان تحققي حلمك لازماً تتعبي
أدمعت عين ليان بقليلٍ من الحزن قائلة بألم:
_ وحشني حضنك يا بابا نفسي بس أرجع ادفي نفسي بحضنك!!
ابتسم السيد أحمد هاتفاً بنبرة حماسية تحمل الدفء الذي تمنته منذ دقائق يحاول أن يخفف عن قلبها المتألم:
_ استحملي يا لينو وأنا معاكِ بقلبي وهتلقيني جنبك دايماً كل ما هتحتاجيني..المهم إنك تعافري عشان حلمك عايز أفرح بيكِ يا لينو
حاولت ليان التماسك قليلاً بعد نبرات والدها المشجعة فرسمت ابتسامة صافية علي وجهها قائلة بحب:
_ حاضر يا بابا هرجع وأبني المستشفى اللي حلمنا بيها سوى بس أول ما ارجع هتستنني ..ماشي
أردف قائلاً بحب:
_ شاطرة يا حبيبت بابا وأنا هستنكِ
ابتسمت ليان بسعادة ثم أنهت الإتصال لتهتف لنفسها بحماس:
_ هحقق حلمنا يا بابا متقلقش !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بداخل مكتب السيد يوسف،،،،،،
طرقت مريم علي بابا المكتب وانتظرت قليلاً حتي أتاها الرد والسماح بالدخول فهتفت عندما دخلت بلهجة مصرية صحيحة:
_ جو حبيبي... يلي سامحني يا بابتي
ضحك يوسف عندما استمع إلي لهجتها المصرية؛ فهو يعلم عندما تريد مُصالحته تستخدم لغته المفضلة وهي اللغة المصرية فهتف وهو يرفع أحد حاجبيه:
_ تحاولين خداعي يا ماكرة
ابتسمت مريم ثم اقتربت منه وتُتَمتم بإعتذار:
_ أنا آسفة والدي...ولكنك تعلم أنني أحب تلك الأفعال الطفولية بشدة .... وغير ذلك أنا إبنتك المدللة...أليس صحيح؟!
رمشت بعينيها عدة مرات تنظر له ببراءة ذئب مُخدع بينما هز يوسف رأسه هاتفاً بيأس:
_ حسناً يا مريم.. فأنا لن استطيع أن أقسو عليكِ
أبتسمت مريم بسعادة فهي حصلت على مسامحته دون عقاب ولكن قام عن مقعده مُقترباً منها ليمسك أذنها بشدة قائلاً بغيظ:
_ تستغلين نقطة ضعفي يا صغيرة
تألمت مريم من مسكته القوية لتهتف بوجع:
_ آآه..آ.آه جو أتركني أنا أتألم
تركها يوسف بينما نظرت له مريم بغيظٍ فهو لم يتركها دون عِقاب، ليضحك يوسف علي شكلها الذي لايزال طفولي
ـــــــــــــــــــــــ
بمصر داخل مقابر عائلة الألفي،،،،،
وقف زياد أمام قبر والده محمود الألفي ينظر له بألم متذكراً ذلك الحادث الأليم وهو كان معه بالخامسة عشر من عمره عندما كان هو ووالده عائدون من الشركة بعد زياته لوالده
كانا يسيران بطريق عائدين، يتحدث زياد مع والده إلي أن قاطع سيارتهم سيارة ضخمة سوداء، قام محمود بإخراج مسدسه بسرعة ثم قام بتصويت عليهم وهو يخرج من السيارة ولكن كانت أعداد هؤلاء الرجال كثيرة ليعود سريعاً إلي سيارته، يفتح الباب بسرعة مُحتضن زياد كأنه درع واقي له من الرصاص وعندما شعر بالرصاص يخترق ظهره ولن يستطيع الركض انزل زياد قائلاً له بصوتٍ عالي:
_ أجري يا زياد أجري بسرعة... أوعي تخرج من هناك.... أوعي تبص وراك
ركض زياد بسرعة كما أخبره والده معتقداً أنه يركض خلفه ليختبئ خلف إحدي الأشجار المزوعة ولكن للأسف الشديد نظر خلفه ليجد هؤلاء الرجال المُلثمون يضربون والده الذي ينزف الدماء بغزارة من جميع أنحاء جسده، رفع أحد الملثمين وجهه وهبط إلي الأسفل ينظر بتشفي إلي محمود قائلاً بشراسة وشر:
_ لقد إنتقمت يا محمود كنت تعتقد أنني سأتركك ولكن لن أسمح بذلك
أعتدل سريعاً وغادر المكان بسرعة بينما ركض زياد إلي والده ادمعت عيناه عندما رأي والده مُلقَي علي الأرض هكذا يلتقط أنفاسه بصعوبةٍ بالغة فهتف قائلاً بفزع:
_ بابا.. أنت..أنت بتنزف
ابتسم محمود بوجع من عدد الرصاصات التي أُطلِقت عليه ليهتف بكلماتٍ مُتقاطعة:
_ أوعي يا زياد تعيط مفيش راجل بيعيط إلا لما الحمل يفوق الجبال
هز زياد رأسه ليبدأ بمسح دموعه ولكن قد تلون وجهه بالحمرة بسبب تلوث يده بالدماء التي تنزف من والده فأكمل محمود بصوتٍ متهدج:
_ خلي بالك من ندي يا زياد...أوعي يحصلها حاجة...أنت اللي هتحافظ عليها...و...و.أوعي تزعل مامتك خالي بالك منها..حافظ علي العيلة
صُدم زياد من شكل والده عيناه مفتوحتان وفمه ينزف الدماء وصدره أصبح متلون باللون الأحمر، حاول التحدث معه ولكن هيهات وهو قد فارق الحياة ليهتف بصوتٍ متألم:
_ بابا أنت صاحي صح؟ بابا أنت مش هتسبني بـــــــــابـــــــا بــــابــــا
كانت أخر كلمات صرخ بها ولم يتحمل فكيف لطفلٍ أن يتحمل مشهد مثل ذلك ليغمي عليه بجانب والده، يغرقان في بحيرة من الدماء... فهو كان يريد أن يهرب من واقع الحياة التي قست عليه وهو لايزال طفلاً
استيقظ زياد من غفلته ليعلم أنه دخل بغيبوبة طالت لشهرٍ واحد وأن والده قد دُفن، بدأ يتذكر ما حدث حتي تذكر ملامح ذلك الرجل لتُظلم عيناه بشدة ذلك الظلام المميت الذي أثار رعب والدته عندما رأت عينيه فسألته بحذر:
_ زياد..م..مالك يا حبيبي
نظر لها بجمود هاتفاً بجملة واحدة:
_ أنا هبقي زي بابا العقيد محمود وجيه الألفي وحش المخابرات
نظرت فريدة له وعلمت أنها لن تستطيع أن تغير رأيه، لم يرث سوى الإصرار الذي تميز به والده
***
عاد زياد إلي أرض الواقع قائلاً وكأنه أمامه:
_ بقيت زيك يا بابا بقيت العقيد زياد الألفي
ثم ابتسم بسخرية قائلاً:
_ حاصل علي لقب ذئب الظلام..غضب الليل...وحش الظلام... كل دا ألقب طلعوها عليا عشان عيني لما بتتحول بتبقي فيها مزيج ما بين الغضب والظلام والوحش والأكتر الذئب عيني بتبقي عين ذئب شرس.. بقيت بمثل الرعب للجميع حتي أقرب الناس ليا...و راح مني...حضرتك..وندي..وصاحبي... وكله
استدار زياد وهو قد ترك ذلك الحزن ليحل محله ظلام يوشك أن يدمر كل شيء حوله
ــــــــــــــــــــــــــــ
مرت الأيام حتي بدأت ليان بالعمل مع مريم والتي وجدت أنها تمتلك خبرة واسعة بذلك المجال، كما انبهرت مريم بذكاء ليان وقدرتها العالية علي فهم أي شيءٍ تقوله
*******
بنيويورك خاصة بمشفي اليوسف،،،،،
أرجعت مريم ظهرها إلي الخلف بعد أن دخلت إلي المكتب ليان التي إنتهت لتو فهتفت مريم بصوتٍ مُتعب:
_ لقد بذلنا جهداً كبير اليوم
هزت ليان رأسها موافقة علي رأي مريم لتتحدث بنبرة مرهقة:
_ نعم أحتاج إلي شيءٍ يُسِعِدِني قليلاً، أريد أن أترفه
صمتت مريم قليلاً تفكر في أي شيء ليترفهوا به حتي هتفت بصوتٍ متحمس:
_ ليان.. ما رأيك في الذهاب بجولة بنيويورك
نظرت لها ليان قليلاً وأعجبتها الفكرة فأردفت قائلة بإيجابية:
_ حسناً..ولكن سأحضر صديقتي معي..أعتقد أنكِ ستحبينها
هزت مريم رأسها في حماس، فقامت ليان بإتصال علي سهام لتقترح عليها الفكرة فهتفت سهام بفرحة:
_ مااااشي موافقة طبعاً
ابتسمت ليان بسعادة وقالت:
_ خلاص هقول لمريم عشان هي اللي مقترحة الفكرة دي وعلي فكرة هتحبيها أوي
أجابتها بحب:
_ أكيد يا لينو أي حد تعرفيه هحبه
ابتسمت ليان علي صديقتها وثقتها التي وضعتها بها وتعهدت مع نفسها ألا تكسر تلك الثقة، فأغلقت معها وعادت إلي مريم التي تنتظرها بفارغ الصبر لتهتف ليان بفرحة كبيرة:
_ لقد وافقت!!
قفزت مريم بسعادة بالغة لتهتف بصوتٍ طفولي:
_ يس..وهنخرج..وهنخرج..
نظرت لها بذهول وهتفت مندهشة منها:
_ أنتِ بتتكلمي مصري حلو؟!
توقفت مريم عن القفز ونظرت لها وعلي وجهها بسمة صغيرة ثم أومأت برأسها إماءه صغيرة هاتفه بصوتٍ رقيق:
_ أيوة يا لينو بتكلم مصري عادي جداً... بابا كان دائماً يعلمني لغة المصريين ويخلني أزور مصر في أجازة طويلة شوية عشان أتعلم لغتها ومنسهاش
ثم جلست مريم علي المقعد مرة أخرى استرسلت باقي حديثها مع ليان التي جلست أمامها تستمع لها:
_ تعرفي.. أساساً بابا كان أصله مصري وهو عاش فترة كبيرة هنا وعشان كده مش بيتكلم مصري كتير وممكن تلقي عنده كلمات متكسرة إنما أنا بربنط
نظرت لها ليان وهتفت مُمَازحة لها:
_ بعد بربنط دي صدقت إنك مصرية أصيلة، ثم سيباني يطلع عيني من الصبح عشان أتكلم أمريكي
ضحكت عليها وهتفت مُبتسِمة برقة عندما تذكرت إحدي أحديث والدها:
_ عارفة بابا كان دايماً يقولي إن أنا ورثة روح الفُكهة بتاعت المصريين وكمان لما بحب أصلحه بسرعة بكلمه مصري عشان يصالحني
ابتسمت ليان بحنين إلى والدها وحنانه الذي غمرها به، فحمدت ربها أنه رزقها بأبٍ حنونٍ مثل والدها، فاقت من حنينها علي صوت سهام التي دخلت المكتب فهتفت ليان بإستفهام:
_ إيه اللي أخرك كده يا ساسو
جلست سهام علي إحدي المقاعد القريبة منها تلتقط أنفاسها بصعوبة لتنطق بعد عدة دقائق مرت بغيظ:
_ مفيش يا بنتي بس أنتِ عارفة إني مبحبش الاسانسير فطلعت علي السلم وحظي اللي زي السكر طلع القسم بتاعكم في الدور الخامس وفعشان كده أتأخرت
ضحكت مريم علي حديث سهام بينما نظرت لها سهام مُستفهمة مَنْ هذه؟ لتهتف ليان بتوضيح:
_ دي مريم اللي قولتلك عليها
ثم نظرت إلي مريم وقالت بتعريف:
_ ودي سهام صحبيتي وأكتر من أختي
تعرفت الفتاتان ببعضهما البعض حتي هتفت ليان بحماس مُشابه لحماس سهام ومريم:
_ يلي عشان نلحق نتفسح مع بعض
صفق الأثنتان ونظروا إلي بعضهما البعض وبدأوا بالضحك
ـــــــــــــــــــــــــ
بمكان آخر مجهول،،،،،،
يجلس الزعيم علي مقعده المخصص يحتسي بعض الخمر ينتظر بتلهف شديد ولم تمر ثوانٍ حتي سمع بعض طرقات علي الباب، سمح لطارق بالدخول فكان تابعة الذي يشبه الربوت (الإنسان الآلي)، نظر له الزعيم بملل وأشار له أن يخبره ما لديه أجابه بجمود:
_ لقد أفرغنا كاميرات المكان يا زعيم كما أمرت ووجدنا ذلك الشاب المصري وقبل أن يموت بلاحظات أخرج الميكرو فيلم من السلسة ووضعها بسلسلة كان يرتديها و أعطي الميكرو فيلم إلي فتاة !!
لفت انتباهه تلك الجملة الأخيرة فأكمل ذلك التابع حديثه:
_ تلك الفتاة تدعي ليان أحمد..تعمل بمشفي اليوسف... طبيبة نفسية ... فتاة عادية جداً...والدها يعيش بمصر وأتت إلي هنا بعد أن رُشحت بأن تكون في المؤتمر الطبي لهذا العام الذي عقد باليوم الذي قُتل فيه الشاب المصري
ابتسم ذلك الزعيم بخبث وهتف بصوتٍ ماكر:
_ هل لديك صورة لتلك الفتاة؟!
هز ذلك الرجل رأسه وهتف وهو يمد يده بصور لليان:
_ نعم سيدي هاهي
نظر لها الزعيم جيداً وهتف بصوت يقيم فيه جمالها:
_ ليست فاتنة، كما كنت أظن
ثم قام بإلقاء الصورة علي الأرض وهتف بشراسة:
_ أرسل مايكل السفاح ليحضر منها الميكرو فيلم وبعدها قوموا بقتلها
كاد أن يخرج التابع ولكن أوقفه الزعيم عندما قال:
_ ماذا فعلت بالعملية التي كلفتُك بها
نظر له الرجل وأجابه:
_ خلال أيام قليلة ستصل ثم ستقوم بتنفيذ ما طلبته منها
هز رأسه ثم أشار لتابعه بأن ينصرف، فعاد وجلس علي مقعده يحتسي الخمر بمتعة شديدة يفكر في كيفية تدمير كل شيء بتخطيطه الأسود.
يتبع.....
بسم الله الرحمن الرحيم
#سلسلة_عواصف_الغموض_والحب
#الجزء_الأول
#بعنوان_ظلام_الذئاب
#بقلم_سلمى_خالد
#الفصل_الثامن
•••••••••••••••••••••
بداخل إحدي المطاعم نيويورك،،،،
جلست ليان مع صديقتيها سهام ومريم لتهتف مريم بحماس كعادتها:
_ المطعم دا عليه حتت بيتزا...جامدة
تعالت ضحكات الفتاتان على طريقة حديثها التي تشبه الأطفال
فأتي الجرسون وقام بوضع البيتزا أمام كل واحدة منهن، وعلى طاولة آخر كان هناك من يتابع كل ما يفعلونه بعينيه التي تفوح منها الشر ينتظر أن تمد يدها لتتناول تلك البيتزا المُسممة، قطعة صغيرة منها وستنتهي حياتها وينتهي الأمر ويحصل على ما يريده !!!
على طاولة الفتيات ،،،،،
أمسكت مريم بعلبة الفلفل الأسود وقامت برش على قطعة الخاصة بـ ليان قائلة وعلى شفتيها بسمة صغيرة:
_ خدي جربي الفلفل الأسود علي البيتزا يا ليان طعمها هيعجبك أوي... بابا بيقول إن الفلفل الأسود مع البيتزا بسجق بيبقي طعمها جميل..بس مش عارفة أنتِ وبابا بتكلوا إزي بيتزا بسجق ، أنا مش بحبها خالص
أبعدت ليان وجهها سريعاً، تضع يدها علي أنفها تمنع ذلك الهواء الممزوج برائحة الفلفل أن يتخلل أنفها، تعجبت مريم من حركتها السريعة ولم تفهم لِمَ فعلت ذلك؟، لتهتف سهام بتوضيح:
_ معلش يا مريم بس ليان عندها حساسية من الفلفل الأسود وبتتعب منه جداً هو والشطة ممنوعة منهم
وضعت مريم يدها علي فمها تشعر بالحرج الشديد من تسرعها المُعتاد والذي لم تجنِ منه سوى المشكلات قائلة بإعتذار وحرج وقد تلون وجهها ببعض الحُمرة من ذاك الحرج الخبيث:
_ أوبس... أنا آسفة بجد علي اللي عملته...أنا مكنتش أقصد !!
ابتسمت لها ليان محاولة إزلت حرجها الذي ظهر علي وجهها تمد يدها تبعد البيتزا، قائلة بهدوءٍ ولين:
_ ولا يهمك يا حبيبتي كده كده أنا مليش في البيتزا ..
ثم أضافت بحماس قوي بعد طرح فكرة تتمني تحقيقها :
_تعالوا نمشي أحسن و ندخل متحف مدينة نيويورك وكمان ناخد صور للذكري
تحولت نظرات الفتاتان إلي إعجاب بالفكرة ليهتفا الإثنان بصوت واحد:
_ let's go (هيا بنا)
نظرن لبعضهنا ثم ضحكن بشدة وهم ينهضن عن مقعدهن وغادرن المكان بعد أن أنتهن من حساب الطعام المطلوب يسيرن بخطواتٍ رشيقة يضحكن على دعابات مريم، لم يعطن للحياة أي وجهٍ للخيانة وأنها ستقتل تلك الضحكة البريئة التي لن يعلم أي منهن متي ستشرق ثانية فربما الشمس التي اشرقت عليهن اليوم جاء جلائها وستختفي وسط غيوم الحزن والأوجاع!!!.
على طاولة مايكل كاد أن ينفجر من الغضب الذي إحتلاله فجأة، عيناه تحولت إلى سواد مُخيفة فهي كانت في عداد الموت ولكن فشل كل شيء بسبب تلك الحمقاء ومغادرتها المكان، غادر المكان وهو يفكر بخطة خبيثة لا تفوح منها سوى جميع أنواع الشر وابشع طرق القتل فتلك المهمة طالت لفترة طويلة ويجب أن ينهيها بسرعة.
*******
بعيداً عن المكان يقف يتابع كل ما يحدث، ثم رفع هاتفه المحمول ليرسل رسالة نصية للشخص الذي كلفة بتلك المهمة " مراقبة ليان" يخبره بما حدث فقد أصبح الخطر يحاوطها من كل اتجاه؛ كأفعي سامة تلتف حول فريستها لتنقض عليها تنتزع منها روحها!!!!
ــــــــــــــــــــــــ
داخل قصر عائلة الألفي،،،،،،
هبط زياد من أعلي يحمل حقيبته فقد وصلته أنباء بمحاولة اغتيال ليان؛ لذا يجب أن يعجل من سافره قبل أن تتقدم المافيا وتقتلها، ولكن قبل خروجه من باب القصر سمع صوت شهقات مكتومة، استدار ورأي والدتها تُزرف الدموع بلا توقف..دموع مُتألمة علي فراق ابنها فهتفت بعينين حمراوتان من البكاء:
_ خلاص هتسافر يا زياد ؟!
وقف زياد مكانه لايزال البرود مرسوم علي ملامحه هاتفاً بصوت جامد:
_ أيوة.. دا شغل واحتمال أغيب المرة دي فترة كبيرة
وضعت فريدة يدها علي فمها تمنع شهقة متألمة..غير متحملة لفراق أبنها، حاول زياد الخروج ولكن رنت بأذنه صوت والده وهو يقول « أوعي تزعل أمك يا زياد»، التف إليها ووضع حقيبته علي الأرض وتقدم منها يزيل بكل خطوة يخطوها جليدٌ مصنوع من الظلام والشراسة وعنف.. الذي كون ذئب الظلام و عُرِف به بين زُملائه بالمخابرات، وصل زياد إلي والدته ووقف أمامها مباشرة قائلاً بهدوء يتعامل برقة مع والدته:
_ هرجع تاني يا أمي... متقلقيش
نظرت له فريدة بأعينٍ باكية، ثم مدت يدها واضعة إياها علي إحدي وجنتي زياد قائلة بألم وخوف:
_ قلبي يا زياد... قلبي بيوجعني كل ما بتخرج...كفاية اللي حصل لأبوك وأختك متوجعش قلبي أكتر من كده
أحس زياد بمدي الألم الذي تشعر به والدته، فإحتضانها بحنان قائلاً بدفءٍ شعرت به فريدة وهي تبكي بأحضانه:
_ أهدي يا أمي خلاص...أنا إن شاء الله راجع تاني متقلقيش كده
ظل يربت علي ظهرها بحنانٍ بالغ لتبدأ شهقاتها العنيف تهدأ رويدأً روايداً، فرفعت نفسها من بين أحضانه تنظر له بخوفٍ مُحاولة إخفاءه ولكنها فشلت:
__ ربنا يرجعك منصور يارب وتكون بألف صحة وسلامة يا زياد أبقي طمني عليك يا زياد لو عرفت
ابتسم لها زياد واستشعر الخوف بل الرعب الذي بعينيه ويديها المرتعشتان، مد يده وربت علي يديها ليطمئنها، ثم تركها بعد دقائق وذهب وحمل حقيبته ليغادر المكان ذهباً إلي مستقبل مجهول لم يتخيل يوماً أنها سيكون.....؟!!!!
ـــــــــــــــــــــــــــ
ذهبت الفتيات إلي متحف مدينة نيويورك
كانت نظراتهم مذهولة يشعرون بالانبهار من جمال تلك التماثيل، تحدثت ليان وهي تقرأ عن تاريخ هذا المكان بهاتفها المحمول:
_ متحف مدينة نيويورك هو متحف للتاريخ والفن في مدينة نيويورك، تأسس من قبل هنري كولينز براون في عام 1923 للحفاظ على تاريخ مدينة نيويورك وعرضه للجمهور، وقد تم تصميمه علي الأسلوب النيو الجورجي مع تماثيل من الكسندر هاملتون وديويت كلينتون.
هتفت سهام بإعجاب شديد:
_ واو بجد جميل تعالوا نكمل لجوا ونشوف في إيه ؟؟
ذهب الفتيات متمتمن بالموافقة، وساروا إلى الداخل مستكشفين روائع تلك التماثيل
ــــــــــــــــــــــــ
داخل شقة سرية موجودة تحت الأرض يقف زياد أمام سريره يعد حقيبته التي سيذهب بها إلي منزل الذي تقطن به ليان بعد ان إحتل النهار ارض نيويورك ووصل إلى مكانه السري
انتهي من إعداد حقيبته ليذهب إلي المرآة، يصفف شعره الغزير بطريقة خاص ثم انتهي، حاملاً حقيبته يتمتم ببسمة غامضة:
_ بدأنا الشغل
ـــــــــــــــــــــــــ
بإحدي الأماكن المهجورة،،،،،
يجلس مايكل علي مقعده يبتسم بشراسة فغمغم بشرٍ يتخيل تحقق ثمار تلك الخطة البشعة وما تحمله من شرور:
_ أذهبوا الآن وإنهوا تلك المهمة لا أريد خطأ
هز هؤلاء الرجال رؤوسهم بخفة في حركات متتالية ومن ثم توجهوا إلي الخارج، بينما قام مايكل بشبك أصابع يده بالآخرى قائلاً ببسمة ينبع منها الشر:
_ وأخيراً سوف أنتهي منكِ يا ليان !!!
ــــــــــــــــــ
بشقة سهام وليان،،،،،
تجلس ليان جوار صديقتها يأكلان بعض حبات ال(فشار) يشاهدان إحدي الأفلام الكوميدية وتتعالي ضحكتهما سوياً إلي أن صدع صوت رنين الهاتف مُعلناً عن مكالمة بهاتف سهام، تشنجت تعبيرات وجه سهام لرغبتها في متابعة ذلك الفيلم الرائع، ولكنها اضطرت لذهب تتحدث مع صاحب المنزل وقد طالت المكالمة لعدة دقائق فأغلقت سهام وهي غاضبة بينما كانت ليان تخطتف بعض النظرات من حين لآخر، حتي وجدت قسمات وجه صديقتها غاضبة فسألتها قائلة بتعجب:
_ مالك يا سهام؟!
أجابتها بغيظٍ شديد:
_ الرجل صاحب البيت اللي مأجرينه بيقول أنزله عشان في مشكلة في البيت ولزماً أنزله مش عارفة دي مشكلة إيه؟؟
تغيرات معالم وجه ليان إلي خوف هاتفه بنبرة مرتعدة:
_ يعني هتسبني لوحدي يا سهام وإزي تنزلي لوحدك عنده؟!!
ابتسمت سهام بهدوءٍ قائلة بلين:
_ يا حبييتي متقلقيش أنا مش هكمل خمس ثواني وغير كده هيكون معايا الصاعق عشان لو في أي حاجة هتصرف متقلقيش
هزت ليان رأسها علي مضض بينما أنطلقت سهام ترتدي ملابسها علي عجلة وبعد أن انتهت قالت وهي ترتدي حذائها:
_ أنا مش هتأخر يا لينو ماشي
ابتسمت ليان برقة وهتفت قائلة بخفوت:
_ ماشي
خرجت سهام من الشقة وتوجهت ليان إلي غرفتها ولكن أثناء طريقها استمعت إلي صوت الباب، تعجبت من الطارق..فمن يطرق الباب بذلك الوقت المتأخر، توجهت بسرعة إلي خزنتها وقامت بإرتداء شيئاً مناسبة يخفي معالم جسدها الظاهرة من تلك البيجامة التي ترتديها وشعرها المفرود ثم خرجت بسرعة بعد أن انتهت وعندما فتحت الباب وجدت شاب في الثلاثين من عمره يمتلك ملامح مصرية رائعة طويل، عريض المنكبين، يمتلك جسد متناسق بشرة قمحاوية، وملابسة السوداء تعطيه رونق خاص تدل علي دقته في انتقاء ملابسه، فاقت من تأملها علي يده التي تشير لها، توردت وجنتي ليان من الخجل والحرج منه واستغفرت ربها ما هذا الذي تفعله لا يصح ان تفعل هذا، هتف زياد ببرودٍ قائلاً:
_ أظن حضرتك الدكتورة ليان ؟!!
نظرت له بتعجب مُندهشة من معرفته لأسمها وأنه يعلم أنها مصرية فهتفت عاقدة حاجبيه بحيرة:
_ أيوة أنا ....حضرتك تعرفني ؟؟!
ابتسم زياد بسخرية واضحة لاحظتها ليان وتضيقت منها ليتحدث زياد ببرود شديد واضعاً يده بداخل جيب سرواله:
_ سؤال غبي بس هرد عليه.. أيوة أكيد أعرفك وإلا مكنتش جيت هنا لمعاليكِ عشان أسأل أسمك إيه...
ثم نظر له مُبتسم ببرود يغمغم باستهزاء:_
_ ياريت بلاش أسئلة غبية لإنك مش هتتحملي اللي هعمله فيكِ
نظرت له مُندهشة من طريقته الفظة معها فهتفت بغضبٍ طفيف:
_ في إيه حضرتك مش ملاحظ إنك جاي وعامل تهزق فيا ؟!
أجابها بنفس تلك النبرة الباردة التي لا تفارقه قائلاً بهدوء مستفز:
_ لاء ملاحظ أني بهزق فيكِ !!
لم تتحمل ليان حديثه المُهين لها لتفتح فمها تكاد أن تتحدث ولكن فاجأها زياد عندما قال بصوت آمر لا يتحمل النقاش:
_ أنزلي بسرعة
حدقت به بذهول قائلة بصدمة:_
_ نعم!!
نظر لها بنفذ صبر ثم مد يده وهو يبسطها ووضعها فوق رأسها ثم دفعها إلي الأسفل لتسقط ليان علي الأرض بعد أن باغتها بتلك الحركة المفاجئ لها، فأخرج زياد مسدسه وأطلق عدة رصاصات علي ذلك الرجل الذي يتخفى خلف جدار الشقة، فكيف سيهرب من برثن ذئب الظلام
وقع الرجل غارقاً في دمائه مُفارقاً الحياة بينما كانت ليان تضع يداها علي رأسها وأذنها، لاتزال واقعة علي الأرض، قال زياد بصوتٍ آمر:
_ خلال تلات دقايق تكوني مجهز حاجتك...لازماً نتحرك بسرعة
أزلت ليان يداها المرتعشتان وهتفت بصوت مرتعب:
_ ه..هو..في..إيه؟!
هدر زياد بصوت عالي أفزعها:
_ أنجزي ولمي حاجتك بسرعة قبل ما تموتي هنا
انتفضت ليان من مكانها، تمتلئ عيناها بالرعب، تتكأ علي يداها لتنهض بسرعة قبل أن يصيح بها زياد مرة أخري، وسارت بسرعة وحمدت ربها أن غرفتها بعيدة عن ذلك القتيل
حاولت جمع أهم مُتعلقتها بسرعة وحملت حقيبتها بعد أن انتهت ثم خرجت من غرفتها وهتفت بصوت مُتلثم تخرج منها كلمات متقاطعة:
_ أنا..أنا جمعت حاجتي كلها بس ..صحبتي عايشة هنا و...
مد زياد يده وقاطعه يشير لها بأن تصمت قائلاً ببرود:
_ صحبتك أحنا أتصرفنا معها، أتفضلي حضرتك معانا ولا أسيبك هنا أحسن!!
نظرت ليان خلفها بذعرٍ إلي الرجل المقتول وهتفت بسرعة:
_ لاء خدني معاك الله يسترك
كانت حركات ليان طفولية بنسبة له، ذكرته بأخته الصغيرة ومشاكستها معه، هز رأسه بسرعة ينفض تلك الذكرى قائلاً بجمود زائف:
_ يلى بسرعة!...
امتثلت ليان لأوامر زياد علي مضض، فبسبب ذلك القتيل تخشي أن تبقي بمفردها تريد أن تسأله من هو وما سر هذا الرجل ولكن خشيت أن يلقي بكلماته القاسية والجارحة.
ــــــــــــــــــــــ
هبطت معه إلي الأسفل حتي وصلوا إلي سيارة سوداء، نظر زياد إلي ليان بنظرات غامضة، فقلقت ليان من نظراته الغريبة والواهية بنسبة لها فهتفت بصوت قلق ومتوتر:
_ هو..هو أنتَ بتبصلي كده ل....
لم تكمل الباقي من جملتها بسبب حركة زياد المفاجئ، فقد قام بضربها في جبينها برأسه وذلك ما يسمي ب(الرُسيه)
وقعت ليان بين يده فاقدة الوعي، فقام بحملها بهدوءٍ ووضعها داخل سيارته السوداء بسرعة قبل أن تأتي باقي أفراد المافيا، وبعد أن انتهي وضع حقيبتها معها، ثم دخل بسرعة إلي سيارة وقام بتشغيل المحرك وأنطلق بسرعة فائقة محاولاً الهروب من سيارة مايكل، فقد كانت سيارة مايكل لا تزال تلاحق سيارته، ابتسم زياد بشرٍ وهتف بقسوة:
_ كده مش عايزين غير الوش دا!
ضغط علي إحدي الزرائر الموجودة بالسيارة والتي تتحكم في السيارة لتجعلها تقود قيادة ذاتية لا يتحكم بها شخص ليترك عجلة القيادة ثم إلتف بجذعه العلوي يحمل إحدي الأسلحة الحديثة ليعتدل في جلسته ضاغطاً علي زر صغير قام بفتح سقف السيارة ليقف علي مقعده المخصص للقيادة وقام بتصويب بمهارة عالية علي السيارة التي تلاحقه وانطلقت عليها القنبلة المشحونة بها؛ لتنفجر السيارة مايكل وتشتعل النيران بها، تخلص زياد من السيارة التي تلاحقه وعاد مكانه ليكمل قيادة سيارته مُتحكماً بها كما في البداية، فقد إنتهي منهم جميعاً، وحصل علي وقت لو بسيط ليبحث عن الميكرو فيلم، نظر زياد إلي المرآة التي أمامه لتظهر صورة ليان وهي نائمة..غائبة عن الواقع.. مُغمِضة عينيها، عاد ينظر أمامه إلي ذلك الطريق الفارغ ليزيد من سرعة السيارة يريد أن يصل إلي مكانه سريعاً.
ــــــــــــــــــــــــــ
وصل زياد إلي المسكن الذي أعده ليكمل الباقي من تلك المهمة، ثم قام بحمل ليان ووضعها داخل إحدي الغرف الموجودة بالشقة وتركها تفيق كما تشاء وعندما خرج من غرفة جلس علي الأريكة الموجودة بالصالة وقام بوضع يده فوق عينيه يفكر فيما سوف يفعل مع تلك الفتاة التي وقعت بين برثنه، فهي ستري بحياتها ما لم يسبق لها أن رأته ستوضع بإختبارات عصيبة، ولكن ما لم يعلمهما الأثنان أنهم سيقعان فريس لقوة العشق التي ستحتل قلبهما، ولن يستطيع أحدهما أن يترك الآخر.
مرت ساعات وفاق من شروده علي صوت ليان التي تحث أحد علي المجيئ إليها، وقف زياد وتوجه نحو غرفتها وقام بالطرق علي الباب قبل أن يندفع إلي الداخل وعندما دلف إلي الغرفة وجدها لاتزال تجلس علي السرير، نظرت له ليان وهتفت بوهن:
_ هو.. هو أنا فين؟!
ابتسم زياد بخبث قائلاً بمكر:
_ في بيتي
جحظت عين ليان ونظرت له ثم عادت ونظرت إلي الغرفة التي بها لم تكمل واتسعت عيناها ثم هتفت بشك:
_ هو أنا طلعت هنا إزي وبيتك إيه؟؟!
نظر ببرود مُجيباً عليها بسخرية:
_ أكيد يعني مش هطلعي لوحدك وأنتِ نايمة
فأضاف مبتسم بمكر أخافها:
_ شيلتك بإيدي وطلعتك هنا وحطيتك علي السرير بتاعي
كان زياد يريد إخراج تلك القطة الشراسة وبالفعل هبت ليان واقفة تهتف بشراسة وغضب:
_ أنت مين اللي عطالك الحق إنك تشلني وتلمسني كده...أساساً أنتَ عارف أنتَ عملت إيه...أنا..أنا مش عارفة أقول إيه حرام عليك اللي عملته دا بتقرب وتشيل وتلمسني..وكمان حطتني في بيتك ولوحدنا هو جاية أنا عشان أتعلم ولا عشان أخلي كل من هب ودب يلمسني
كانت كل كلمة تلقيها لزياد يعلمها ولكن نظراته الباردة المتجمدة أشعلت الغيظ بقلب ليان، فهتف زياد ببساطة وبعض الغموض:
_ أعتقد عادي ومفيهاش أي حاجة، ثم مُهمتي هنا أني أحميكِ لأن حضرتك مُعرضة للخطر وأكيد هلمس أيدك وهمسكك عادي، وأحتمال يحصل حاجات أنا واثق أنها مش هتعجبك!!
قال تلك الجملة بمكرٍ شديد ليشعل القلق بداخل صدرها،
فنظرت له بصدمة وتذكرت ما حدث وذلك الرجل الذي أتي ليقتلها، فأردفت قائلة بنبرة يشوبها القلق:
_ طب...طب والعمل أنا مستحيل أخلي حد يمسك أيدي ويلمسني كده ويعمل اللي بتقول عليه بحجة أنه هيحمني.
هز كتفيه بلامبالة قائلاً بعد إهتمام:
_ الجهاز المصري مكلفني بحميتك وفي معلومات بتقول أن كل اللي حضر المؤتمر الطبي حياتهم في خطر، وأنا مش هفشل في مهمة أنا أخدتها عشان حضرتك مش موافقة أمسك أيدك، ففكري بقي في حل!
صمتت قليلاً لتفكر بحل لتلك المشكلة العويصة التي وقعت بها؟
ولكن شعرت بأن عقلها غير قادر علي التفكير، فنظرت له لتجده يجلس بإريحية لا يفكر بشيء فهتفت بصوت راجي قائلة بتوتر :
_ ط..طب ممكن تفكر معايا ،أنا مش عارفة أفكر في حل.!!
إلتمعت عين ذلك الذئب بالمكر فهو قد وصل لمبتغة، لينظر لها قليلاً ثم هتف ببراءة ذئب مُخدع:
_ في حل واحد
نظرت له بسرعة قائلة وهي تركز جميع حواسها معه والتي ستتلقي منه الصدمة :
_ إيه هو؟!
وضع يده في جيب سرواله يستعد لإلقاء قنبلته المشتعلة والتي ستُشِل حواس تلك البريئة:
_ نكتب كتاب في السفارة!!!
يتبع.
بسم الله الرحمن الرحيم
#سلسلة_عواصف_الغموض_والحب
#الجزء_الأول
#بعنوان_ظلام_الذئاب
#بقلم_سلمى_خالد
#الفصل_التاسع
***************
دس يده بجيب سرواله يستعد لإلقاء قنبلته المشتعلة والتي ستُشِل حواس تلك البريئة:
_ نكتب كتاب في السفارة!!!
فرغ فمها تنظر له بصدمة، عجز لسانها عن الحديث كلمة لم تتخيل يوماً انها ستُقال لها بهذا الشكل وبتلك الطريقة، بينما كانت نظرته تتمتع بالخبث، لتخرج منه بعض الكلمات الماكرة :
_ قولتي إيه ؟؟
لا تزال تحت تأثير الصدمة التي داهمتها تنظر بغير تصديق يبحث عقلها على ما يجب قوله بذلك الموقف العجيب ولكن ما من ردٍ وجدته مناسب، شعرت أن خلايا المخ قد تكسرت بعد تلك القنبلة المشتعلة التى ألقها بكل برود ثم حاولت أن تجمع شتات نفسها لتتحدث بتلثُم واضح :
_ آآ..آسبني أ..أفكر
هز كتفيه بلامباله ليهتف وهو يولي ظهره لها :
_ ياريت بسرعة لأن مفيش وقت وحياتك في خطر وأنا مش هفشل في مهمة عشان حاجة تفه زي دي ومتنسيش إن قاعدتك معايا لوحدنا دي في حد ذاتها غلط
ألقى جملته الأخير وخرج من الغرفة تاركاً تلك المسكينة في دوامة من التفكير، عجز عقلها على تدبير أمرها، في أصبحت غارقة في بئر الأفكار، الذي أوقعها فيه عن عمد ليشتتها عن التفكير فتسير خطته كما رسمها!!!
***********
طرق مايكل بيده على الحائط يصيح بغضب جامح وقد أسودت عيناه:
: كيف حدث هذا؟؟!
ارتجف الرجل من الخوف.. مايكل ذلك السفاح الذي يقتل بدون أي رحمة أو قلب يستعين به رئيس المافيا ليقضي على من يقف بطريقه، حاول الحديث بنبرته المهزوزة ليصدر عنه كلماتٍ متلثمة بقلبه المرتعد:
_س..سيدي ..نحن كنا على وشك التخلص منها ولكن ظهر شخص غريب قام بقتل جميع رجالنا المرسلين
تغيرت نظراته لتصبح نظرات مميتة.. قاتلة تمزق من يراها رعباً ليهدر بشرسة عنيفة:
_غبي وأنا لا أعمل مع الأغبياء
أخرج مسدسه وبلمح البصر كان قد أطلق رصاصة أصبت هذا الرجل المرعوب؛ فوقع أرضاً فاقد الحياة، أعاد مايكل المسدسة مكانه ونظر إلى الأمام بأعينٍ ثاقبة مُتوحِشة لَمْ ينفذ منه لو كلمة بسيطة من كلمات الرحمة همسات الأفعي ربما لا تثير الرعب بعد تلك الجملة التي همس بها:
_ سوف أُنهِي تلك المهمة بنفسي !!!!
***********
استيقظت سهام من غفلتها لتجد نفسها في غرفة جديدة، على سرير ناعم الملمس، اغمضت عينيها بتشويش محاولة تذكر ماذا حدث بعدما خرجت من باب الشقة
*****
خرجت من الشقة تسرع في خطواتها حتى تقابل صاحب تلك البنية التي يقطنون بها ولكن أثناء هُبوطها على السُلم، شعرت بأحدٍ خلفها وقبل أن تستدير كان قد كمم فمها، حاولت أن تصدر أي حركة ولكن هذا الشخص كان متحكماً بها بحركاتٍ محترفة ماهي إلا دقائق حتى شعرت بدوار حاد ثم سقطت في بحور النوم من أثر ذلك المخدر الذي تخلل أنفها ليفقدها الوعي على الفور، نظر الشخص إلي الرجل الذي أمامه قائلاً برسمية :
_ تمام يا زياد باشا
هز زياد رأسه ببرودٍ هاتفاً بغموض:
_ أنت عارف يا جاسر هتعمل إيه ؟
هز جاسر رأسه وحمل سهام وانطلق إلى وجهته بينما صعد زياد إلي الطابق الذي تقطن به ليان
****
انتفضت سهام من مكانها لتتفحص ملابسها فوجدتها كما هي، قطبت جبينها بتعجب فمن فعل معها هذا وما هذا المكان؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى من يجيبها عنها ولكن من هنا للإجابة، لتتوجه للخارج تبحث عما إن كان هناك شخصٍ معها أم لا؟، فبدأت تسير بخطواتٍ بطيئة مُتأنية لتهتف بصوتٍ عالي:
_ في حد هنا ... يلي هنا مفيش حد !!!
صمتت قليلاً لعلها تسمع أي شيء ولكن خاب أملها وتخلل اليأس وريدها، فاستدارت لتعود إلى الغرفة التي كانت بها ليظهر أمامها شخصٍ يقف خلفها مباشرة، اطلقت صرخة قوية عندما رأته وترجعت إلى الخلف بعدة خطواتٍ مرتعدة، ليهتف ذلك الشخص محاولاً تهدِئتها:
_ أهدي يا آنسة
هزت رأسها بفزعٍ وبدأت الدموع تتجمع بداخل مقلتيها لتتحدث بصوتٍ متقطع وقلبها يكاد يقف من الذعر:
_ عايز إيه؟
رفع يده ليُطَمِئنها قائلاً بلهجة رقيقة جذابه سحرت قلبها :
_ أهدي متقلقيش أنا مش هعمل حاجة
نظرت له بشكٍ ليبتسم جاسر بهدوءٍ قائلاً بتعريف نفسه:
_ أنا اسمي جاسر محمود العراقي
جهدت في إخراج تلك الكلمات المتوترة مُتسئِلة عما هو واهي لها:
_ طب إيه اللي جابني هنا ؟!
ابتسم جاسر بهدوء قائلاً برزانة :
_ المبني اللي كنتِ فيها أصبح خطر علي حياتك واضطرينا نوفرلك مكان هنا وهتفضلي هنا لأن المكان هيكون أمان أكتر وفيه حماية عليكِ
فزعت سهام فجأة لتردد بسرعة:
_ ليان.. ليان هناك؟!!!
أجابها بنفس تلك النبرة الهادئة:
_ أهدي يا آنسة سهام أحنا اتعملنا معاها ودلوقتي هي بمكان أحسن ومتأمن
نظرت له بحيرة تعود وتتساءل بفضول:
_ طب هي فين؟؟
رُسم على ثغره إبتسامة صغير مردفاً بهدوءٍ:
_ هي بمكان تاني غير هنا وقبل ما تسألي هي فين ومش معاكِ ليه لزماً تكون كل واحدة فيكم في شقة ومكان لوحدها
تعجبت من حديثه لتبغته بسؤالٍ آخر :
_ طب ليه ؟
هز رأسه بأسف قائلاً:
_ آسف مش هقدر أقول أسباب دي أوامر
:_ أوامر من مين ؟
سألته سهام بفضول ليبتسم جاسر على فضولها الذي أعجبه هاتفاً بنبرة رجولية خشينة:
_ لسه مجليش أوامر أقول أكتر من كده بتمني تكون ليالي سعيدة عليكِ ودي مفاتيح الشقة الجديدة تقدري تسكني فيها وأنا هكون تحت أمرك في أي وقت ودا رقم تلفوني هتلقيه محفوظ على الفون بتاعك سجلته لما تحتاجيني هتلقيني عن اذنك
خرج جاسر بسرعة البرق قبل أن تسأله سهام عن شيءٍ آخر فرمقته بنظرات متعجبة لتقول بحيرة:
_ مالوه دا يعني هفضل في الشقة دي لوحدي
نظرت حولها تبحث عن الهاتف حتى تستطيع الإطمئنان على صديقتها _ليان_ وضعت الهاتف على أذنيها تنتظر أن تجيب عليها بفارغ الصبر
************
بالشقة التي بها ليان،،،،،،
لم تتحرك من غرفتها التي تجلس بها تفكر مالياً فيما عليها فعله لتتحدث كالمجنونة بخاطرها :
_ طب ياربي أعمل إيه واحد:
أنا مقدرش أعيش معاه في بيت واحد واتنين:
طبعاً مش كل ما يحصل حاجة يمسكني عادي ماهو مش سبيل وتالتة:
مش عارفة بابا هيوافق ولا لاء طب أقوله إيه أن متقدملي واحد طب أكيد هيقول تعالي هنا ويتقدم هنا وأنا مش عارفة هخرج من البلد دي إزي يووووووه ياربي على الحيرة دي طب
قاطع تفكيرها صوت رنين الهاتف، نظرت حولها بتشتت واضح تبحث عنه حتي وجدت حقيبتها موجودة بالمقعد الموضوع بزاوية الغرفة، اسرعت في خُطَاها إلي الحقيبة لتخرج الهاتف وعندما رأت المتصل سهام أجابتها سريعاً وهي تقول بلهفة :
_ سهام حبيبتي عاملة إيه ؟؟؟
أجابتها سهام بنفس تلك اللهفة وقد بدأت أنفاسها تتحول إلي راحة بعد اجتياح الرعب والتوتر لها:
_ الحمدلله طمنيني عليكِ أنتي حصل معاكِ إيه ؟!
سردت لها ليان ما حدث معها وانتهت من الحديث بقول:
_ بس يا ستي ومش عارفة أعمل إيه
ظل الصمت سأد بين الإثنتان حتى هتفت سهام بتفكير :
_ طب إيه رأيك تتجوزي عادي كتب كتاب بس وبعد كده المهمة تخلص يسيبك ولا كأن في حاجة حصلت
صُدمت ليان من حديثها لتخبره بتلثم :
_ إزي يا سهام مش هقدر أعمل أي حاجة بدون علم بابا وموافقته
أصبحت سهام في حيرة هي الأخرى ولم تعلم ماذا تفعل؟، فتحدثت بنبرة متحيرة :
_ مش عارفة بقي بس أنا مش هبقي مطمنة عليكِ غير معاه يا ليان هو اللي قدر ينقذك منه واحد كان في ثانية ممكن يقتلك ومحدش كان هيعرف بدا وتقريباً كده مفيش غيره هو الحل الوحيد عشان تخلص المهمة دي، حاولي أنتِ تقنعي باباكي أنه يوافق وتكتبوا الكتاب في السفارة وخلاص ولما ترجعي مصر أبقوا انفصلوا عادي
صمتت ليان تفكر فيما عليها فعله فحديث سهام صحيح ولكن يجب أن يكون والدها على علم بذلك فهتفت بعد صمت طال عدة دقائق:
_ أنا هصلي وأدعي ربنا واللي فيه الخير ربنا هيكتبهولي
هزت سهام رأسها موافقة لهذا الحل مُتحدِثة بهدوء :
_ ربنا معاكِ يا حبيبتي ويوفقك انا هقفل معاكِ دلوقتي واسيبك تصلي بس خلي بالك من المستشفى عشان عمو جو مش بيحب الاستهتار وبكرة هروح المستشفى أشوف قرارتي إيه
تمتمت ليان بكلماتٍ صغيرة تخرج معها تنهيدة صغيرة :
_ ماشي يا سهام سلام
:_سلام
أغلقت ليان مع صديقتها وهي تتنهد بصوتٍ مسموع لترفع يداها قائلة بتضرع غارقة وتريد من ينتشيلها من قاع هذا التفكير:
_ يارب لو جوازي منه خير قربه ولو شر ابعده عني
نهضت عن مكانها لتذهب وتسأل عن مكان الحمام لتسير بالخارج بخطواتٍ حذرة حتى وجدت غرفة يخرج منها النور فعرفت أنها غرفة زياد، تقدمت ببطءٍ شديد أصبحت أنفاسها لاهثة من فرطت توترها، ترتعش يديها التي طرقت على الباب عددٍ من الطرقات الخافتة، وما إن سمعت صوت أقدام آتية كان يزدد عدد ضربات قلبها، ظهر زياد أمامها ينظر ببروده المعتاد قائلاً ونبرات صوته تمتلئ بالثلج:
_ خير؟!
ازدردت ليان لعابها، تبلل شفتيها اللتان أصبهما الجفاف ناطقة بعدد كلماتٍ متقاطعة :
_ هو ممكن أعرف الحمام فين؟ والمطبخ ممكن أدخله
رمقها بنظر خاوية لا تحمل أي معني وأجاب على سؤالها :
_ لو كنتِ كلفتي نفسك ودورتي كنت هتلقيه قريب من أوضتك، الحمام أخر الطرقة علي اليمين، وأدخلي المطبخ بس مش عايز قرف فيه
أغلق الباب في وجهها بعنفٍ جعلها تنتفض من مكانها، تحولت نظراتها من توتر إلي صدمة وغضب ليس لهما مثيل، فهذا الكائن هو الوحيد القادر على نقلها من حالة هدوء إلي حالة عصب وهياج، تمتمت ببعض الكلمات الغاضبة قائلاً بعصبية:
_ بني آدم معنهدوش زوق صحيح
غادرت المكان دون أن تعلم أنا هناك أجهزة تُسجل ما تقوله و يستمع لها زياد ويعلم ماذا تقول، فقبض على يده بغيظٍ محاولاً كتم تلك العاصفة التي اجتاحته من الغضب بعد ما قالته ليان، وتمني لو وقعت أسفل يده لن يرحمها دون أدني شك!!
**********
بشقة السيد أحمد،،،،،،
الاشتياق كان ناراً اشتعلت بداخل صدره يتمني مُلقاتها، يتمني لو لحظة من الزمن يخطتفها بسرعة لتصبح بين أحضانه يتخبرها مدي عشقه لها وكم أشتاق لها وللحديث معها، يريد أن يقول أنه تحمل من أجل طفلتهما _ليان_ همسات رقيقة تخرج من فمها تعلن عن قلبه المشتعل من شوقه لها :
_ وحشتني أوي يا حبيبتي ... خلاص حاسس إني قربت أجيلك بس يارب ليان تسامحني ومتزعلش مني وإني مش هقدر أكمل المشوار اللي أتمنناه مع بعض
استرسل باقي جملته قائلاً بتلذذ يعشق هذا الإسم بشدة:
_ مستشفى ابتسامة الحياة
تلاشت ابتسامته سريعاً عندما شعر بوخزه تُهاجمه، ألم لَمْ يتحمله من قبل ليمسك بكتفه الأيسر فوق قلبه مباشرة يصدر أنين ضعيف تمني أن ينزع ذلك القلب الذي تسبب بكل هذه آلام، اسرع بيده اليُمنى وأخذ علبة الدواء ليخرج منها حبة صغيرة واضعاً إياها داخل فمه لعلها تريح ذلك الألم لو دقائق بسيطة وهتف برجاءٍ من الله :
_ يارب مد في عمري لحد ما اخلص مهمتي
**********
داخل شركات a.g،،،،،،
يبحث عن بعض الأوراق ينثر بعضها بعيداً حتى لا تُعِقه في عملية البحث يتلفت من الحين للآخر، تلك المنافسة قوية بينه وبين شركات الألفي التي لن تدع أي فرصة إلا اغتنمت تلك الصفقة بسرعة، مد هذا المُلثم يده بداخل الدرج وقبل أن يسحب ما به من أوراق صدع صوت قوي قائلاً بحدة:
_ أنت بتعمل إيه هنا ؟!
رفع هذا المُلثم رأسه ونظر له بهدوء على عكس الموقف الموجود به فلابد من أن يشعر بالتوتر ولكن نظراته ثابتة واثقة غريبة، ليهدر وليد بعنف محاولاً إخراج مسدسة بسرعة:
_ أنا هخليك تنطق
بسرعة فائق أخرج الملثم مسدسه وأطلق على وليد عدد من الرصاصات بسرعة واضعاً يده اليمنى على ذراعه الأيسر بسبب الطلقة التي حصل عليها من وليد، رأه ينزف الدماء غائباً عن الواقع، فإنطلق بسرعة قبل أن يراه أحد يده تنزف الدماء وتتساقط على الأرض مُخطلِته بدماء وليد المنثورة بالمكتب الخاص به
يتبع.....
بسم الله الرحمن الرحيم
#سلسلة_عواصف_الغموض_والحب
#الجزء_الأول
#بعنوان_ظلام_الذئاب
#بقلم_سلمى_خالد
#الفصل_العاشر
***************
شعر بمرور وقتٍ طويل، أخبره بأنها دقائق وسيعود ولكن مر أكثر من ساعة ولم يظهر، سار بخطواتٍ هادئة إلى داخل شركة متوجهاً يميناً ليدخل المكتب الخاص بوليد ويعلم ما سبب تأخره الملحوظ هكذا، ولكن قبل أن يصل إلى نهاية هذا الممر وجد شخصاً مُلقى على الأرض وتغرقه الدماء، ربما كانت تلك الدماء الصخرة العنيفة التي اُلقيت عليه عندما اقترب ورأي أن المُلقى على الأرض ما كان إلا وليد الألفي، شُلت حركاته وتجمدت الدماء في عروقه، صاعقة هبطت من السماء خصيصاً له، هرول سريعاً مُستفِيقاً من صدمة عنيفة اجتاحت عقله وأوقفت خلاياه، ليهتف بصوتٍ ملتاع:
_ وليد.. وليد أنت كويس رد عليا !!
دقائق مرت دون استجابة ليسرع بيُمناه يمسك بهاتفه عله يستطيع فعل شيء قبل فوات الأوان، دقات قلبٌ خائفة فهو إبن عمه وصديق دربه كيف حدث له هذا، لعبت العواصف داخل رأسه، وبدأت الهواجس تحيطه عندما تأخرت الإسعاف، كأنها دوامة من الظلام تسحبه إلى الأسفل لتضمره بكل شرسة.
بمرور وقتٍ ليس بطويل تنفس بقليلٍ من الراحة عندما استمع إلى صوت الإسعاف وهي أمام الشركة، ليصعد بعض الرجال المشفي الألفي حاملين وليد وهو غائبٌ عن الواقع، مُتوجهين إلى المشفي سريعاً ليحاول إنقاذ حفيد الإمبرطور قبل أن يقلعهم من المشفي بل من الحياة بأكملها.
وقف إياد أمام الغرفة التي يقبع بها وليد ينتظر أي طبيبٍ عله يطمئن قبله المرتعد على إبن عمه، حالفته مفاجأة عندما وجد ظلاً أمامه، رفع رأسه ورأى عينان حداتان كالصقر، ملامح قاسية، ظلام ذئبٌ شرس سينقض على فريسته، فصدع صوته الحاد يتحدث بعنفٍ شديد وكأنه هو الجاني:
_ إيه اللي حصل لوليد وإزي متبلغنيش؟؟
تحولت عين إياد من صدمة إلى قلق مصحوب بتوتر، ولكن هتف بسخرية واضحة محاولاً الهروب من الإجابة:
_ وجواسيس حضرتك مقلوش اللي حصل ثم أنا مش محتاج أقول لحضرتك لأني عارف إن جواسيس حضرتك هتقول على كل حاجة زي كل يوم .
اشتعلت عين وجيه بالغضب ليهدر بعنف:
_ وياريتهم نفعوا ولا حتى قدروا يحموكم..
ثم أضاف بصوتٍ منفعل ممزوج بمرارة:
_ لأنتم عارفين تحموا نفسكم ولا هما عارفين يحمكوكم وهتروحوا مني واحد ورا التاني
أشاح إياد برأسه بعيداً يهمس بخاطره بغيظ:
_ مفيش غيرك يا ألفي بتعرف تهرب من جواسيسه ياريتني اعرف إزي بتهرب منهم يا ذئب الظلام.
بينما وقف وجيه ينظر إلى الغرفة التي ترفرف بها حياة وليد، فقد أصبح صراعه ليس مع الحياة بل مع الموت أيضاً.
********
بنيويورك،،،،،،،
جلست على السرير تشعر بالجوع، غير قادرة على صُنع طعام مُتذكِرة جملته لها " لما تدخلى المطبخ بلغيني أنتِ مش عايشة في زريبة" تلون وجهها بالحمرة الشديدة تشعر بالغضب من حديثه الساخر دائماً منه، ولكن ازداد شعورها بالجوع أكثر فهتفت بصوتٍ عالي قليلاً لم تعلم انها ستندم بشدة على ما ستتفوه بهِ الآن:
_ يوووووه دا بنى آدم معندوش إحساس، مشاعره دي إيه جبل من التلج ياربي، هي مامته كانت بترضعه إيه بس؟ دا سبني هنا من غير أكل من ساعة ما جيبت
وقفت فجأة تقطع الغرفة ذهاباً وإياباً تتحدث بحيرة بالغة مُرددة بكلماتٍ سريعة:
_ طب اعمل إيه ياربي.. أنزل طب اجيب أكل ولا.. هينفخني طب ما انا جعانة.. أووووووف.. صدق اللي قال الجوع كافر، أنا هروح وخلاص بقي هجيب اكل يعني مش هروح بعيد
توجهت ليان على باب الغرفة لتحرك سقاطة الباب تسير بخطواتٍ مُتأنية، تنظر حولها لتتأكد أنه ليس موجود، لتتنفس براحة شديدة متوجهة إلى باب الشقة مغادرة المكان بسرعة قبل أن يراها، لم تعلم من أين أتت لها تلك السرعة التي تهبط بها أعلى السُلم ولكن عندما رأت أشعة الشمس الذهبية التي تدفء الأشجار المُزينة بالشارع، ابتسمت بسعادة كطفلة صغيرة حُرمت من الخروج ورأيت تلك المناظر الخلابة، لم تعلم إلى أين توجهها قداماها ولكن كل ما كان يشغل عقلها تلك الأشجار الجميل التي تعطي رونق للشارع والمنازل المبنية بالشارع، فاقت من تأملها على واقع مُر، مجموعة شباب مُذاهبين العقل بعد تناولهم لبعض المواد المُسكرة، ارتعد قلبها واتسعت مقلتيها لتبدأ بتراجع بخطواتٍ مرتجفه، ولكن يالا سخرة القدر اصدمت بإحد الزجاجات التي أصدرت ضجيجاً عالياً جعلهم يلتفتون إليها، تلتمع عيناهم بشدة وكأنهم وجدوا فريستهم التي ستتحمل وحشيتهم، هتف أحد منهم بصوتٍ وهن متأثر ببعض المواد المسكرة:
_ شارل انظر بسرعة إلى تلك الفتاة
نظر لها وابتسم بشر، فأصبحت رغبتهم عمياء، يريدونها بأي شكل، هنا تجمعت الدموع بأهدابها لتتراجع بخوفٍ شديد ولكنها اصتدمت بصدرٍ صلب استدارت سريعاً لتجده أحد هؤلاء الشباب يبتسم بسعادة وكأنه حصل على جائزة، أصبحوا يحاوطوها كأسوار حديدية التي تحيط بعصفورٍ صغير وتغتصب حريته وتقضي على حلمه الصغير في أن يسبح في السماء، يخترق السحب، ويدفئ جسده بأشعة الشمس الساحرة.
اغمضت عيناها بقوة عندما مد أحدهم يده ليمسك بذرعها، تلتمع حدقتيه بشدة، فهو على بُعد خطوة وسيحصل على ما يريده، اندثرت تلك الابتسامة واختفت تلك اللامعة؛ عندما أُمسِكت يده بقوة من قبضة حديدية جعلته يشعر بأن عظمه قد تفتت من شدة قبضته، اتجه بأنظاره إلى الرجل الذي يقبض على يده، ليجد عينان مظلمتان... متوحشتان، فسارت رجفة بجسده عندما رأى ملامحه التي لا تبشر بالخير، ماهي إلا ثوانٍ وكان هذا الشاب مُلقى على الأرض ينزف الدماء من فمها على أثر لكمة زياد العنيف، ليهرول باقي الشباب هاربين من هذا الوحش الكاسر، نظر زياد إلى ليان بشرسة ثم قبض على يدها ليسحبها بعنفٍ إلى البنية التي يقطنون بها، تسير معه وهي تركض كأنها بسباق للركض، تتعثر بكل خطوة تخطوها، وعندما فتح باب الشقة ألقاها بعنفٍ جعلها تقع أرضاً، فهدر زياد بغضبٍ بالغ يردد بشرسة عنيفة:
_ أنــــــــــــــــــــــتِ غبــــــــــــــية بتنزلي من غير ما تقوليلي وكمان انا مش مانع الزفت الخروج بتخرجي ليــــــه من غير ما تقوليلي...
لم يلقى إجابة بالصمت كان ما يسود بالمكان فصاح بها بشدة:
_ ما تـــــــــــــــــردي يا زفتة.
لم تعرف الدموع شيئاً سوى أنها تسيل على وجنتيها ينتفض جسدها بشدة من حديثه العنيف معها، تهز رأسها برعبٍ جالي عندما ارتفع صوته فجأة، وبرزت عروقه، فأكمل بنبرة أكثر شرسة وقد أصبحت عيناه جمرتان من نار توشك على حرق كل ما يقف بوجهه :
_ على الله تخرجي تاني وامسحي دموع التماسيح دي عشان مش هصدقها واتفضلي من هنا وحسابك معايا بعدين مش دلوقتي
لم يجد منها أستجابه فأضاف بصوتٍ جهوري:
_ أتفصـــــــــــــــــــــــــلي
انتفض جسده تسير برعب شديد، تحمد ربها على أنها غادرت من أمامه، وقد بدأت تشك بأمره هل هذا إنسانٌ طبيعي يعيش معها؟ أم هو ذئب مفترس ينقض على فريسته عندما تقف أمامه؟!!، ظلام دمسها به لتغرق معه بذلك الظلام الموحش ولكن بقي السؤال هنا هل ستغرق معه لتختفي تلك البريء التي كانت تتمتع بها أم ستنتشله من فيضان تلك الغابة المشتعلة من الظلام؟!
***********
بمقابر عائلة الألفي،،،،،،،
اندثرت القسوة التي تغلف به قلبه، و حل الحزن المكنون بصدره، كأنه آلة حادة تمزق قلبه إرباً، تقضي على ما تبقى من روحه المكلول، ضلوعه أصبحت هشّ ستُقْتَلع من لفحة هواءٍ صغيرةكأنه شجر ظل الحزن ينحت فيها لتصبح هشة وتسقط أرضاً، كعصا سيدنا سليمان ظلت النملة تنحت بها إلى أن خرقت قواها وأصبحت هشة.. ضعيفة، تلتمع عيناه بحزنٍ دافين تتمزق له الروح، همسات تخرج من فمه لعزف لحنٍ من الأوجاع المكنونة بصدره:
_ وحشتني أوي يا محمود وحشني يا بني وحشني أنت وأخوك عماد وحفيدتي أسيل.. أبنك معذبني يا محمود مش مريح حد ومعذب الكل معاه، حتى الناس اللي بتمشي وراه ومكلفهم بحمايته، بيقدر يختفي منهم زي الزيبق، وللأسف بقي نسخة منك لكن الفرق إن قلبه بقى حجر ومش بيحس بحد فكرة الانتقام اللي بتزيد يوم عن اللي قبله في دماغه مخوفني لأول مرة هقولها في حياتي خايف يا بني من الطريق اللي إبنك ماشي فيه نهايته محدش يعلمها
صمت يستنشق القليل من الهواء لعله يُهدِئ نيرانٌ مشتعلة بصدره، ظلت سنوات تزداد دون توقف كأنها قطار يسير دون توقف، ألقى نظرة متألمة.. حزينة، ثم عادت القسوة من جديد تتراقص بين عينيه، انطلق بسيارة بعد أن ولج لها آمراً السائق بالعودة إلى المشفي فقد أرد أن يفرغ ما بداخله ليريح قلبه المكلول فيعود كما كان قاسياً.. صارمةً، أخرج وحشاً صارماً من داخله ليظن الجميع أنه أُنتزعت منه الرحمة!!!
************
بنيويورك،،،،،،،،
سحابةٌ من التوتر تُمطر عليها، يداها اللتان ترتجفان من شدة الخوف، دقات قلبه المسكين الذي وقع ضحية للذعر والخوف ليمتلكاه، تبلل شفتيه بين كل دقيقة والآخر بسبب الجفاف الذي انتشر بهما وكأنها بصحراء انعدمت منها الماء، رجفة عنيفة اجتاحت جسدها عندما استمعت إلى صوته البارد يقول:
_ إيه يا دكتورة مش المفروض أني أعقبك بعد عملتك الهباب دي.
نظرت له بعينان زائغتان تحاول أن تستوعب ما تفوه به للتو، عقاب بماذا سيعاقبها ولما كل هذا تمتمت بنبرة متلثمة:
_ هو أنا هتعاقب؟!!
نظر لها بجانب عينيه ثم دس يديه بجيب سرواله وهتف بسخرية واضحة متجاهلاً تماماً سؤالها:
_ أنا سيبتك يومين تفكري برحتك لكن بعد اللي عملتيه النهاردة مفيش أي خيار قدمك .
:_ خيار ولا جزر
قالتها بمرح مستفز مُقاطِعة حديثه ليرمقها بنظرات نارية يوشك على قتل تلك المجنونة، فهتف بنبرة باردة كانه يعاقبها بها :
_ لو عملتي كده تاني مش هتشوفي نفسك غير في القبر،
أما بقي خيار ولا الجزر اللي بتقولي عليه هو مقدمكيش غير إنك توافقي على كتب الكتاب.
اتسعت عيناها بفزع، موافقة.. ما الذي يقوله، هزت رأسها بعنف تهتف بخوف:
_ موافقة إيه لاء مش موافقة
ابتسم زياد بشر قائلاً بنبرة متأثرة للغاية جعلت ليان مصدومة بل بحالة إنهيار:
_ للأسف يا عمي بنتك ليا أثناء شغلها بالمستشفى سرقت عدد كبير جداً من الأدوية المتخزنة هناك واتسجنت ومش هنعرف نخرجها
هزت رأسها بعدم تصديق هاتفه بنبرة مصدومة يصاحبها قليلاً من الوجع الذي بدأ بتزايد شيئاً فشيء:
_ لالالالالا بابا مش هيصدق اللي بتقوله
أصبحت الذئاب تندهش من مكر هذا الرجل ليخرج لها بعض الصور التي تحتوي على شكلها وهي مُلقى على الأرض بسجن هاتفاً بصوتٍ خبيث:
_ أظن إن الأستاذ أحمد مريض بالقلب بمجرد ما يشوف الصور دي أعتقد نهايته هتكون سريعة بعد الصور دي
أغرقت الدموع عيناها لتصنع موجاً عالي يسير على وجنتيها هاتفه بصوتٍ يملئه القهر:
_ حرام عليكِ أنت عارف إنه مش أنا
هز زياد كتفيه متحدثاً ببرودٍ وكأنه لم يفعل شيء بتلك المسكينة:
_ قدمك لحد بكرة عشان تقرري وليكِ كامل الحرية ولو عايزة شروط مع موافقتك معنديش أعتراض في النهاية كل ليكِ يا دكتورة مش ليا أنا عايز أنفذ مهمتي وخلاص
غادر من أمامها بسرعة بينما هي زحفت بقدميها اللتان أصبحتا مشلولتان من تلك الجمرات الحارقة التي مزقت قلبها وألمت روحها، ما ذنبها أن تقع مع ذلك الوحش بل ذلك الذئب المتوحش،
الإجابة واضحة إنه سُلطان العشق أراد أنا يجمع بين قلب بريئة وقلب ذئب.
**************
بشقة السيد يوسف،،،،،،،
أنهك التعب وجهه ظل طيلت النهار يعمل بالمشفى، وأكمل الباقي من دراسة الملفات الهامة لبعض المرضى في المنزل، أزل نظرته الطبية عندما تعالت طرقات باب كان يعلم ما يخفيه الباب خلفه ولكن شقت الإبتسامة شفتيه عندما وجدها تخطو بهدوءٍ وعلى ثغرها ابتسامة يعلم ما خلفها فهتف رافعاً حاجبه بصوتٍ ساخر:
_ قولي جاي في إيه علطول عشان أكمل شغل بلاش مقدمات .
اطلقت ضحكة صغيرة، يحفظ كل حركاتها كمن يحفظ كتاب من كُتب التاريخ، لا تستطيع النفذ منه لتتمتم بصوتٍ رقيق أرسلت له ابتسامة حالمة:
_ دايماً قافشني يا بابا، ليان يا بابا بقالها يومين مجتش المستشفى وعايزة أطمن عليها وللأسف مش معايا نمرتها .
هز كتفيه بلامبالة قائلاً وهو يركز على الأوراق القابعة أمامه :
_ ممكن يكون عندها مشكلة ومقدرتش تجي عادي مريم .
سحابة من الحزن غيمت على عينيه قائلة بصوتٍ مهزوز :
_ أنا كنت عايزة رقمها.. عايزة أطمن عليها يا بابا.
لاحظ بنبرتها المهزوزة، نظر لها سريعاً فوجد تلك السحابة الحزينة تنبثق من عينيها شعر وكان خنجر حاد غُرِز بقلبه عندما رأها هكذا، فردد سريعاً ليزيل حزنها الذي أراد أن يشق طريقه لها ولكن سيقف له بالمرصاد:
_ خلاص يا بنوتي أنا هتصرف في النمرة واجبهلك.. خلاص يا ستي
قفزت تصفق بيداها تضحك بسعادة مبالغ فيها قائلة بحب وسعادة :
_ شكراً يا جو، شكراً يا أحسن أب في الدنيا، ربنا ميحرمنيش منك
كلماتٌ بسيطة جعلت من قلبه الصغير يرفرف بين ثنايا السعادة، يغوص بين أطياف البهجة، غادرت مريم المكان بينما قام بالعديد من المكالمات وأثناء مكالمته أمسك سريعاً بالقلم يدون رقم ليان وبمجرد إنتهائه، استدعي تلك السيدة العجوز التي تبقي دائماً معهم في المنزل لتراعي مريم واحتيجاتها وأعطها الورقة المدون فيها رقم ليان لتأخذها إلى ابنته الغالية ، جزءٌ من فؤاده وقطعة من روحه، تسكن عقله دائماً ولا يشغل تفكيره سواها.
**************
بداخل غرفة التي تقطن بها ليان،،،،،،،
صوت البكاء حاد يصدع بالغرفة، شعورها بالقهر والحزن أصبحان يملكان قلبها بشدة، فهي لا تستطيع أن تتخيل أن تفقد والدها والأسوأ أن تكون هي السبب ولكنها أيضاً لا تستطيع أن تتزوج هذا الذئب المُخدع، فهتفت ودموعها تنهمر بغزارة تشعر وكأن أحد يجلدها بعنفٍ، ضغط لم توضع فيه من قبل :
_ ياارب أنا في الغربة لوحدي ومليش غيرك انجدني من إيديه هو عامل يفتري عليا ويقسي وأنا مليش لا حول ولا قوة أنا مليش غيرك يارب في الدنيا دي انجدني يارب
صمتت قليلاً تلتقط أنفاسها.. أنفاسٌ ضاعت من فرطت القهر والحزن، مزق هذا التفكير صوت هاتفها يعلن عن مكالمة لم تتعرف على هوية المتصل، فمسحت دموعها التي حاولت إيقافها وأجابت بصوتٍ مقتضب:
_ من يتحدث؟؟!
تمتمت بصوتٍ رقيق تتحدث بمرح :
_ إيه دا يا ليان معرفتنش دا أنا بتحس يا بنتي علطول، لاء لزماً نكشف على إحساسك
ابتسامة تأرجحت على شفتيها عندما أصبحت الرؤية واضحة وليست واهية أمامها، لتهتف بضحكة صغيرة أطلقتها عندما قالت مريم جملتها الأخيرة:
_ مريم وحشتني أوي عاملة إيه ؟!
أجابتها بهدوءٍ :
_ الحمدلله أنتِ عاملة إيه ومجتيش المستشفى ليه ؟؟؟!
بلحظة تذكرت حديث زياد لها، تهديده الصريح، كلماته القاسية التي تجلد أي إنسان دون رحمة، لتقع في بئرٍ من الآلام والأوجاع غير قادرة على علاج جروحها، رددت بصوتٍ مختنق حزين:
_ مفيش يا مريم ظروف كده ومش عارفة هخرج منها إزي ؟!!
شعور اجتاحها بعد تلك النبرة المختنقة التي حدثتها بها، هتفت بصوتٍ هادئ مطمئن لها قليلاً :
_ بصي يا ليان أَيَنْ كان اللي أنتِ فيها والظروف كانت إيه بابا كان دايماً يقول لو الموج جيه عالي أنحني ليه لحد ما يعدي وتخلص أزمته لأنك لو قفتي قدامه ممكن تتكسر وساعتها هتبقى وقعة بدون قومه فإنتِ سَيسِي أمورك لحد ما الدنيا تتظبط
صمتت قليلاً تفكر بحديثها وكأنها تخبره وافقى على زوجك منه فليس لكِ خيار آخر، هزت رأسها حاسمة أمرها لتهتف إلى مريم ممتنة لها كثيراً:
_ شكراً يا مريم وخلاص أنا عرفت هظبط أموري إزي حقيقي مكالمتك دي حلت ليا مشكلة كبيرة
ابتسمت بسعادة وهتفت بحب:
_ العفو يا حبيبتي وربنا يوفقك وأحنا اخوات على فكرة يعني لما تحتاجي حاجة تقولي بدون تردد
هزت رأسها تهتف بابتسامة طفيفة مرسومة على ثغرها :
_ ربنا ميحرمنيش منك
وقبل أن تنتهي تلك المكالمة هتفت مريم سريعاً:
_ ليان حاولي تيجي المستشفى عشان بابا مش بيحب عدم الإلتزام
حكت ليان رأسها بحرج هاتفه بصوتٍ يحمل بين ثنايه الخجل والإحراج:
_ أكيد هاجي وأنا آسفة جداً على غيابي.
حدثتها مريم ببسمة هادئة :
_ ماشي يا حبيبتي هسيبك ترتحي شويا سلام
:_ سلام
انتهت تلك المكالمة لتحسم ليان أمرها بموضوع زوجها، لابد أن تهني هذا الأمر قبل بزوغ شمس يوماً جديد.
**************
مشفى عائلة الألفي،،،،،،،،،،
كُسرت شوكة الذعر التي ظهرت فجأة بعائلة الألفي؛ لتتفتح زهرة من جديدة تتمتع برونقها من الهدوء والراحة، تمتم بصوتٍ محتقن من الغيظ فجده دائماً يفرض عليهم قيود، ومن صعب أن يفروا منها:
_ هو جدك حد يقدر عليه!!
استطرد في حديثه بنبرة أعجاب بين طياتها قليل من الغضب بسبب ما يفعله جدهم:
_ بس زياد ابن اللذينة بيعرف يهرب منهم ومحدش يقدر يعرف هو رايح فين وجاي منين؟!!
هز رأسه في حركات بسيطة حتي لا يُزيد من الألم المنتشر بصدره، بينما نظر إياد له متمتماً ببعض الحيرة:
_ هتقول إيه لجدك؟؟!
التف وليد بوجهه المُنهك من التعب قائلاً بنبرة تحمل ألا مبالة:
_ هقوله اللي حصل هقول إيه يعني !!
تحولت نظرات إياد إلى توتر مما سيقوم به وجيه الألفي، وكأنه يعلم أنهم يتحدثون عنه، فقد فتح الباب على مصراعيه ليسير إلى الداخل بشموخه المعتاد يسلط أنظاره الحادة على وليد والذي حاول اعتدال مثلما فعل إياد احتراماً للجد، فترقصات السخرية بين عينيه هاتفاً بسخطٍ واضح:
_ خليك زي ما أنت مش شايف عامل إزاي !!
تلون وجهه بالحرج وتقلصت ملامحة، فسأله وجيه بنبرة جامدة:
_ مين اللي عمل كده ؟!
بدأ وليد بسرد ما حدث بكامل تفاصيله لتظلم عين وجيه، كلما تعمق بالحديث وكأنه أسد ينتظر اللحظة المناسبة لينقض على فريسته، بمجرد خروج أخر كلمة قالها وليد، خرج وجيه من الغرفة كالإعصار يوشك على أن يقضي بمن أمامه، فيكفى ما حدث بالماضي.. ماضي قضاه بعذابٍ ومزيج من الأوجاع!!
تحولت نظرت الأثنان إلى السخط ينظران إلى الباب ولم يتفوه سوي:
_ مفيش فايدة هيزود الحرس؟!!
نظر الإثنان لبعضهما ثم ظلا يضحكان بآسى على ما هم فيه.
****************
قطعت الغرفة ذهاباً وإياباً، بداخل رأسها عواصف من الأفكار توشك على تدميرها، حتى صدع صوت بالغرقة تعلمه جيداً، لتنظر بإتجاه معدتها قائلة:
_ أسكتي ياللي فضحاني وموديني في داهية أقول إيه بس.
أصدرت معدتها صوت آخر، فزفرت بضيق، فهي بالفعل تشعر بالجوع الشديد وقررت أن تتجه إلى المطبخ لتعد شيئاً تتناوله، تتذكر ما حدث معها منذ ساعات بسيطة ...
***
تنهدت بحيرة بعد انتهائها من الحديث مع مريم، وحسمت قررها بشيءٍ ما وتترجى من الله أن يوفقها بهذا القرر، قاطع تفكيرها اندفع زياد الذي طرق على الغرفة عدة مرات ولم تجيبه، نظرت له بقليلٍ من الحدة هاتفه بصوت يحمل الغضب:
_ مش في باب تخبط عليه
هز رأسه ساخراً ثم ردد بصوتٍ ساخط يحمل بين طياته بروده المعتاد:
_ تقربياً كده يا دكتورة لزماً تكشفي على ودانك عشان شكاك بقيتي طرشه أنا بقالي ساعة بخبط على معاليكي وسيادتك وولا هنا
لم تعلم بماذا تجيب؟ فقررت الصمت بينما استرسل في حديثه قائلاً ببرود:
_ لما تحتاجي أكل ابقي ادخلي المطبخ براحتك وأعملي وكل حاجة هتلقيها فيه بس أوعي ألقي حاجة مش نظيفة مش ناقص قرف
تلون وجهها بالحمرة الشديدة ترمقه بنظرات حادة بينما نظر لتلك الحمرة التي تشتعل بوجنتيها فتجعلها مثل رجل الملاهي، استدار مغادراً المكان وعلى شفتيه شبه ابتسامة ربما كانت الطريق لقلبه ولن يعلم إلا عندما يقع في شباك عشقها فتصير ملكه وملكة قلبه
****
فاقت من شرودها لتبدأ بإخراج بعض المكونات الخاصة بالوجبة التي تعدها، بسرعة كانت تمزج العجين جيداً لتبقي أخر خطوة وهي سكب الزيت وأثناء سكبها للزيت، تسلط بصرها عليه وكأنها ترسم لوحة فنية فتخشي أن يصيبها مكروه، انتفضت من مكانها بفزع، ثم وقعت منها زجاجة الزيت ليتناثر على الأرض، استدارت بسرعة لتري زياد بهيبته القوية يقف على أعتاب المطبخ هتفت كلمات متلثمة:
_ أنا كنت عايزة أعمل كيك.
كاد أن يتقدم خطوة آخر فترجعت ليان إلى الخلف ليتعال صوت زياد قائلاً :
_ أوعي تتحركي خليكِ ثابتة
ولكن ما من استجابه، تحركت ليان لتنزلق قدماها علي الأرض، فسقطت بقوة على ظهرها فصرخت بألم عنيف، قائلة بنبرة مغتاظة يتخللها ألم حاد:
_ آآآآه إيه الغباء دا .. ياعم ما أنا قدامك يعني لو جريت هتجبني من قفايا زي الحرامية.
شرد قليلاً متذكراً تلك الحادثة بكامل تفاصيلها ولكن كان الواقع مع شقيقته
***
تقف بالمطبخ العائلة هذا المطبخ الأسطوري، تعد بعض الكيك وأثناء سكبها للزيت دخل زياد قائلاً بتعجب:
_ بتعملي إيه يا ندي؟
فزعت ندي بشدة ووقعت منها زجاجة الزيت لينسكب على الأرض تحولت نظرات ندي إلى نظرات محتدة قائلة بغيظ :
_ في حد يدخل على حد كده مش تقول أحم ولا دستور
صدمة أصابته عندما هتفت بجملتها الأخيرة فغمغم بذهول واضح:
_ بت أنتِ بتجيبي الكلام دا منين؟
ابتسمت بفخر شديد قائلة وهي تشير على نفسها بتكبر:
_ محسوبك العبد لله مبيتوصاش في الكلام البيئة فعشان كده هتلقيني عارفة كل حاجة
نظر بسخرية قائلاً بإشمئزاز:_
_ محسوبك إيه القرف دا اللي أنتِ بتقوليه دا؟
تعالت ضحكاتها ثم حاولت التحرك ولكنها انزلقت على الأرض لتتأوه بشدة فهتفت بصوتٍ غاضب:
_ ياعم ما تيجي تقومني.
ضرب يده بالآخر قائلاً بيأس من صغيرتها وشقيقته:
_ لا حول ولا قوة إلا بالله أقول إيه ياربي تعالي يا أخرت صبري
نظرت له ثم هتفت بمكر قائلة وهي تمسك بيديه لتنهض:
_ طب هسألك سؤال، مين في البيت دا مش بيدوب فيا عشان طريقتي دي يا زيزو؟
ابتسم بحب هاتفاً ببسمة مرحة:
_ كلنا هنا بعشقك يا ندايا
ضحكت بشدة وخرجت من بقعت الزيت التى تحاوطها
***
تخلل سمعه صوت ليان وهي تأن مش شدة الألم بينما نظر لها زياد بحنان هاتفاً بحنو:
_ استني أساعدك متقوميش لوحدك عشان متتعوريش
فرغ فماها بل كانت تريد أن تصفع نفسها لتتأكد من أنها ليست بحلم وعندما وجدته يقترب ليساعدها صرخت بشدة:
_ أبـــــــــــــــــــــعد عني
نظر لها بصدمة، لما كل هذا الصراخ؟، فهتف بذهول:
_ في إيه؟
اجتاحها شعور بالخوف بل أصبح قلبها مرتعد من الذعر تزحف إلى الخلف تردد برعب:
_ لا أنت مش زياد
رمش لعدة دقائق بعينيه ثم أعاد قناع البرود إلى مكانه وهتف بعد أن استدار ببرود كأنه لم يكن الإنسان الحنون منذ لحظات:
_ طب بلاش غباء وقومي نضفي المكان ومش عايز قرف في المطبخ
اختفي من أمامها وبينما تنفست براحة شديدة متمتمة بارتياح:
_ أيوة كده البارد انا أعرفه إنما الحنية دي مش واخده عليها دا أنا كانت هتجلي ساكتة قلبية منه
نظرت حولها فوجدت فوضة عارمة لتتأوه بشدة تهتف بنبرة يثنيها الغيظ:
_ طب أدعي عليه دلوقتي ولا أشتم فيه ولا أعمل إيه ياربي آآآآه ياضهري آآآآه يا اخي إله تقع زي ما وقعت، أنا عارفة إنها اكلة استغفر الله العظيم بس أقول إيه، آآآآه دا العمود الفقري شكلة اتخلع
بدأت أن تسير ببطء شديد وتعيد تنظيف المكان من جديد ثم أعدت الطعام وبدأت تتناوله بإنهيام شديد ولهفة فالجوع أنساها أي ألم، وبعد أن انتهت من التنظيف ولم يبقِ أي أثر لشيء غادرت المطبخ لتبدل ملابسها آخر هاتفه وهي تحسم أمرها:
_ خلاص يا ليان مفيش حل تاني غير دا .
خرجت من غرفتها لتجده يجلس بأريحية على الأريكة الموجودة بالصالة فتقدمت بخطواتٍ مرتجفة هاتفه بصوت متوتر:
_ أنا موافقة بس بشرط
نظر لها ببرود فأكملت بتلثم:
_ أكلم بابا لو وافق خلاص ماشي لو موافقش يبقي نُفضها سيرة وتسبني.
ابتسم بخبث واضح هاتفاً بمكر كالذئاب:
_ طبعاً ودا حقك وأنا كمان مش معترض وموافق!!!
يتبع....
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇