القائمة الرئيسية

الصفحات

ولما قالوا دى صبية الفصل الثانى والتالت بقلم ميمي عوالي كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 سبحان الله و الحمدلله ولا اله الا الله و الله اكبر

ولما قالوا دى صبية

الفصل الثانى والتالت

بقلم ميمي عوالي

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


التفتت فرح الى ابراهيم و قالت بعتاب : كان لازم تعرفنى انه جاى و انا كنت اقرر ان كنت اشوفه و اللا لا


ثم اتجهت من فورها الى الخارج ليلحق بها عادل و فاطمة و اخوتها الذكور


و بعد انصرافهم نظر ابراهيم الى منصور بعتاب و قال : برضة صممت على اللى فى دماغك ، ما انا قلتلك يا منصور … ادينى فرصة احاول معاها


منصور بعنجهية : تحاول معاها فى ايه انا مش فاهم ، هى لسه صغيرة عشان تعمل اللى بتعمله ده ، ايه مشكلتها انا مش فاهم ، ما اخواتها اهم بيجونى و بجيلهم ، و فاهمين و عارفين انى ماعملتش حاجة تغضب ربنا 


ندا بتردد : سامحنى يا بابا ، كون انك طلقت ماما او انك اتجوزت فده يمكن يكون فعلا حاجة ماتغضبش ربنا ، لكن اللى حضرتك عملته مع فرح ده .. يا ترى هو كمان مايغضبش ربنا


منصور بحدة : جرى ايه يا ست ندا ، انتى دماغك هترجع تلف و تحدف من تانى و اللا ايه


ندا : انا دماغى لا لفت و لا حدفت يا بابا ، بس ياريت حضرتك تفتكر ان فرح بتتحاسب من خمسة و عشرين سنة لحد النهاردة على طلاقك لماما يوم ولادتها ، اتقال عليها نحس و اتعايرت بيه طول السنين دى 


منصور : المفروض انها كبرت و فهمت  


رحمة : فهمت ايه يا بابا 


منصور : ايه انتى راخرة يا ست رحمة ، هتدينى محاضرة انتى كمان ، لما انتو شايفينى شيطان كده و الغلط راكبنى من ساسى لراسى زى ما بيقولوا ، جيتولى ليه و قربتوا منى ليه 


رحمة بزعل : قربنا منك عشان ابونا ، و عشان ربنا مايحاسبناش اننا ماحاولناش معاك بعد قطيعتك لينا كل السنين دى


منصور بسخرية : اللهم قوى ايمانكم ، تقصدى كنتوا جايين تتنعموا فى خيرى و تتجهزوا و تتجوزوا بمال ابوكم 


لتتبادل ندا و رحمة النظرات مع ازواجهم و عمهم بخجل ، فقال ابراهيم لائما اخاه : مايصحش الكلام اللى بتقولوا لبناتك ده يا منصور


منصور بحدة : و هو يصح ان كل واحدة فيهم واقفة تحاسبنى ، و ناقص يعاقبونى و اللا يضربونى على ايدى و يقولولى ما تعملش كده تانى 


ابراهيم : يا منصور افهم .. البنات ….


ليقاطعه كامل بنفاذ صبر و بنبرة يعلوها الغضب : انت بتتناقش فى ايه يا بابا و مع مين ، انت بتنفخ فى قربة مخرومة 


منصور بسخرية : نعم يا سى كامل انت راخر ، ايه … فى كلمتين محشورين فى زورك انت راخر و عاوز تبعبع بيهم


لينظر له كامل بازدراء قائلا : الحقيقة لو كنت شايف من حضرتك رجا من زمان ، ماكنتش سكتت ابدا لحد النهاردة 


منصور : و لزومها ايه بقى حضرتك دى 


كامل : دى لزوم تربية ابونا لينا يا .. عمى ، بس الحقيقة .. انا عاوز اسال حضرتك سؤال محيرنى 


منصور بسخرية : و ماله .. اسال 


كامل و هو ينظر لعمه نظرة شماته : الا هو يعنى نادر و نبيل اخبارهم ايه 


يا ترى خلصوا تانية معهد و اللا لسه


منصور و هو يكبت غيظه : يخلصوا و اللا مايخلصوش ، هو التعليم يعنى هيعمل لهم ايه ، كده كده انا هعمل لهم مشروع يمسكوه مع بعض


كامل بسخرية : فكرة برضة ، بلا تعليم بلا وجع قلب


منصور و هو يحمحم بصوته : ده انا حتى كنت بفكر لو ادخل معاك شريك فى المستشفى بتاعتك باسمهم .. ايه رايك


لتعلو ضحكات كامل و هو يقول : ايه ده ، انت هتوجه فلوسك للاعمال الخيرية 


منصور باستغراب : اعمال خيرية ايه ، انت مش عامل مستسفى خاصة 


كامل : ااه .. حصل ، بس هيبقى فيها جزء خيرى يطهر الواحد من ذنوبه ، و الحقيقة انا لا يمكن اقتنع ابدا انك بتفكر انك تتطهر 


لينهض منصور من مجلسه بشئ من الغضب و قال : انا ماشى ، الظاهر انى غلطت فعلا لما جيت دلوقتى 


ابراهيم : ما تقعد تاكل معانا لقمة 


منصور و هو ينظر لبناته بوجوم : مش عاوز من وشهم حاجة 


و بعد انصراف منصور ، تنظر ندا لرحمة و تقول بحزن : لو قعدنا نحلف لفرح لحد الصبح اننا ماكناش نعرف انه جاى النهاردة عمرها ماهتصدقنا 


حسن : الحقيقة انا مش عارف هو هيعرف امتى ان كل اللى بيعمله ده غلط


كامل : مش هيعرف ، و فى نوعية كده من البشر زى عمك كده ، بيبقى حلال فيهم انهم يموتوا على ضلالهم ، عشان يتعاقبوا يوم القيامة صح


ابراهيم و هو يشير بعينيه اتجاه رحمة و ندا : ما يصحش الكلام ده يا كامل


لتقول رحمة و هى تنهض من مكانها : ما تفرقش يا عمى ، كامل مقالش حاجة غلط ، حقك علينا يا كامل بوظنالك اليوم ، ياللا يا حسن .. انا عاوزة امشى 


كامل بتفكير : طب ايه رأيكم ، ما تيجوا نحصلهم


حسين باستغراب : نحصل مين


كامل : طنط فاطمة و الجماعة ، تعالوا ناخد الاكل و الحاجة و نروح نسهر معاهم .. ايه رأيكم


ابراهيم بابتسامة : و الله فكرة ، حتى فرح ما تنامش و هى زعلانة مننا و ظلمانا ، و كمان فاطمة و عادل زمانهم اخدوا على خاطرهم مننا كلنا 


اما فى منزل فاطمة ، فكانت فرح تجلس بغرفتها و هى تنظر الى السماء من خلال نافذتها فى شرود تام ، حتى قطع شرودها دقات على باب غرفتها الغير مغلق ، و عندما التفتت وجدت شقيقها احمد ينظر اليها بابتسامة عذبة قائلا : حاسس ان فى حاجة بتوجعنى فجيتلك تشوفيها لى


فرح بانتباه و هى تقترب منه بتفحص : حاجة ايه اللى بتوجعك 


احمد و هو يجذبها الى الفراش ليجلس بجوارها قائلا : قلبى اللى واجعنى 


فرح و هى تضع كف يدها على صدره بقلق : واجعك ازاى ، و من امتى الكلام ده


احمد بهدوء : قلبى واجعنى على زعلك ، مافيش حاجة فى الدنيا دى كلها تستاهل انك تزعلى عليها صدقينى


فرح بابتسامة : و مين قال لك انى زعلانة ، بالعكس ، انا مبسوطة جدا انى اتأكدت انى حاسباها صح من البداية ، انا بس صعب عليا من اخواتى و عمى انهم ما قدرونيش و ما بلغونيش انه رايح هناك


احمد : مش يمكن اتفاجئوا زيك


فرح : و لما الكل اتفاجئ ، اومال عرف منين 


ليأتيها صوت عمها و هو يقف بالباب قائلا : منى انا يا فرح ، بس اقسم لك يا بنتى انى ماكنتش اعرف انه ناوى ييجى 


لتقف فرح بادب اجلالا لعمها قائلة : اهلا بحضرتك ياعمى 


ليتقدم منها ابراهيم و يقول : انا حكيت قدام ابوكى انى عامل عزومة ليكم عشان خاطر كامل ، لانه كان عاوز يعزمنا النهاردة عنده فى بيته فرفضت طبعا ، و حكيتله عن العزومة عشان يفهم سبب رفضى ، لكن ماكنتش اتصور ابدا انه هييجى و يحصل اللى حصل ده … انتى عارفة انى طول عمرى معاكى و فاهمك و عاذرك ، فمش معقول ابدا هحطك فى موقف زى ده و فجأة كمان … مصدقانى يا بنتى 


لتومئ فرح رأسها لتنهيدة عميقة و تقول : مصدقاك يا عمى ، بس يا ترى بقى اخواتى هم كمان ما كانوش يعرفوا


ابراهيم : لو كنتى استنيتى شوية كمان كنتى شفتى اخواتك عملوا ايه و قالوا ايه لابوهم  لدرجة ان العلاقة ما بينهم رجعت اتوترت من تانى 


احمد بمرح : ماتسيبونا بقى من السيرة دى ، المهم دلوقتى ان الكل جه بره و جايبين معاهم الاكل اللى ما لحقناش ناكله ، و انا بصراحة جعان ، ياللا بقى يا فرح تعالى عشان ناكل 


فرح : و ليه تعبت نفسك كده يا عمى 


ابراهيم : يعنى تعبنا عملنا ايه يا بنتى ، احنا يا دوب جينا بالعربية عشان ناكل لقمة مع بعض ، و اللا انتى بقى مش عاوزة تقعدى مع عمك و اخواتك


فرح : العفو يا عمى ، حضرتك عارف معزتك عندى من زمان


ابراهيم : طب ياللا ياللا قومى معايا ، ده حتى كامل ماهانش عليه زعلك انتى و والدتك ، و هو اللى اقترح علينا نجيب كل حاجة و نيجى


فرح : كتر خيره 


بعد مرور شهرين على تلك الواقعة ، كان كامل قد اتم تجهيز الكثير من مستلزمات مشفاه بامكانيات متوسطة ، و قام بتكوين فريق طبى ماهر من غير متطلبى الثروات ، و قام بمهاتفة فرح و قال : ازيك يا دكتورة .. اخبارك ايه


فرح : اهلا يا دكتور كامل ، انا بخير الحمدلله ، ازى حضرتك


كامل : اهو بنجهز للافتتاح 


فرح : الف مبروك ، ربنا يجعلها فتحة خير عليك ان شاء الله


كامل : علينا كلنا باذن الله ، و اللا انتى رجعتى فى كلامك


فرح : مانا بلغت حضرتك ان لسه فاضلى شهر على ما العقد بتاعى هنا ينتهى


كامل : بس ده ما يمنعش انك تحضرى معانا الافتتاح و اللا ايه ، خصوصا انى حطيت اسمك من ضمن فريق الجهاز الهضمى الاساسى فى المستشفى ، و كنا عاوزبن نعمل اجتماع مبدأى نحدد فيه الخطوط العريضة اللى هنشتغل عليها 


فرح : تقصد انك عاوزنى احضر الاجتماع ده


كامل : بالظبط كده ، و عشان مش عاوز اعمل لك مشكلة فى اخر العقد بتاعك ، انتى قوليلى راحتك يوم ايه ، و انا احدد فيه الاجتماع ده


فرح بامتنان : الحقيقة انا متشكرة جدا ، و لو على كده أنا راحتى يوم التلات ان شاء الله


كامل بحماس : خلاص ، يبقى اتفقنا ، الاجتماع يوم التلات الساعة عشرة الصبح ان شاء الله


فرح : ياريت تبعتلى العنوان و اللوكيشن 


كامل : لا ماتحمليش هم ، انا هعدى عليكى الساعة تسعة اخدك معايا فى سكتى ، على ما تعرفى تتعودى على الطريق لوحدك


فرح : مش عاوزة اعطل حضرتك


كامل : لا يا ستى مش هتعطلينى و لا حاجة ، ياللا هسيبك عشان انا اللى ماعطلكيش عن شغلك ، و اشوفك التلات الصبح باذن الله


و فى صبيحة الثلاثاء و فى تمام التاسعة تستمع فرح الى رنين هاتفها لتجد ان كامل يستدعيها لكى يذهبان معا للمشفى ، فذهبت اليه على الفور وما ان جلست بجانبه بالسيارة حتى قالت : صباح الخير .. اتأخرت علي حضرتك


كامل بابتسامة و هو يدير سيارته استعدادا للانطلاق بها : لا ابدا ، ما اتأخرتيش ، فطرتى و اللا لا


فرح : اخدت كوباية نسكافية بسرعة كده عشان افوق


كامل : كويس ، عموما انا كمان عملت زيك ، و خمنت ان انتى كمان هتنزلى من غير فطار فعملت حسابك معايا 


قالها و هو يمد يمينه الى المقعد الخلفي جاذبا حقيبة ورقية وضعها على قدم فرح و قال : طلعيلنا بقى كل واحد سندوتش كده ، عشان لما نبتدى الاجتماع مانهبطش من الناس و يبقى شكلنا وحش


لتمد فرح يدها بداخل الحقيبة و تخرج سندوتش و تنزع عنه غلافه و تمد يدها به الى كامل قائلة : اتفضل ، بس انا اعذرنى مش هقدر اكل حاجة دلوقتى خالص


كامل بجدية : المفروض انك دكتورة و عارفة كويس ان الكلام ده غلط ، اومال ازاى بتنصحى العيانين بتوعك انهم يلتزموا بنظام صحى 


فرح : انا فى الطبيعى بفطر كل يوم ، بس النهاردة اما صحيت حسيت ان معدتى قافشة و مش قادرة اكل حاجة 


كامل و هو يتمعن بوجهها : قلقانة 


فرح بتردد : يعنى .. شوية


كامل : و ايه اللى قالقك ، انتى مش اول مرة تحتكى بمجال شغل ولا اول مرة تشتغلى


فرح : عندك حق ، بس انا الصراحة مابحبش الاجتماعات و الكلام الرسمى ده ، ااه بيتقال فيه كلام مهم .. لكن بحس ان بيبقى درجة التركيز على الشكليات اعلى من اى وقت تانى ، و انا ما بحبش كده


كامل : ليه 


فرح : مش لسبب بعينه ، بس ما بحبش حد يبحلق فيا و يفصص فى تفاصيلى و ملامحى 


كامل بشرود : عندك حق ، رغم ان فى بنات كتير بتحب اوى انها تكون دايما تحت الملاحظة


فرح بجدية : انا مش من البنات دى 


كامل بابتسامة : عارف .. عارف انك مش زى اى حد ، بس ده ما يمنعش انك تنسى كل الكلام ده ، و برضة هتاكلى السندوتش اللى عملتهولك


فرح باستغراب : هو انت اللى عامل السندوتشات 


كامل : ايوة طبعا ، انا ما بحبش اكل اى حاجة جاهزة


فرح بدهشة : غريبة اوى ، يعنى عاوز تفهمنى انك طول سنين الغربة دى كنت بتعمل اكلك لنفسك


كامل : ايوة .. مستغربة ليه


فرح : اصلك اكيد كنت بتبقى طول اليوم برة ، و فى شغلك اكيد كنت بترجع مهدود و عاوز تنام


كامل بابتسامة : حقيقى  ، بس كنت بستغل يوم اجازتى انى اظبط حالى 


فرح ضاحكة : ده انت غلبت ستات مصر الموظفين


كامل : يابنتى الحكاية مش حكاية راجل و ست ، الحكاية حكاية نظام حياة و لازم تكيفى نفسك على ظروفك المحيطة بيكى 


فرح باعجاب : و الله معاك حق ، ياريت كل الناس تبقى زيك كده


كامل و هو يجذب السندوتش من يدها : طلعى ياللا السندوتش بتاعك كليه و قوليلى رايك 


ليجذب فرح الفضول فتلتقط السندوتش الاخر و تخرجه من مغلفه ، لتجد انه وضع به شرائح من الطماطم و الخس و الخيار بطريقة جذابة شهية و من حولها خليط من الجبن الريفى المخلوط بالزعتر و الشطة و زيت الزيتون


فرح باعجاب : ايه الدماغ دى ، تسلم ايدك ، بصراحة رغم بساطته الا انه يفتح النفس ، بس كده احنا محتاجين بعد ما ناكل …..


ليقاطعها كامل قائلا بضحكة عالية : نحبس بكوباية شاى سخن بالنعناع


فرح باستمتاع : يا جماله يا جماله


عند وصولهم الى المشفى ، قام كامل بعمل جولة تفقدية سريعة على بعض الاماكن ، و كانت فرح بصحبته تدون بذاكرتها مداخل الاقسام و ممراتها المتشابكة ، ليستقروا اخيرا بغرفة الاجتماعات و التى وجدوا الجميع بانتظارهم و عند دخولهم حيوا الجميع ، و جلس كامل على راس مائدة الاجتماع و جلست فرح على المقعد المخصص لها و المجاور ايضا لكامل و التى وجدت ورقة مدون عليها اسمها تستقر امام مقعدها على المائدة 


ليبدأ كامل فى تعريف الفريق الطبى على بعضهم البعض ثم قال : اعتقد ان سبق للكل انه يعرف انى لسه واصل مصر من قريب ، و ان والدى ربنا يديله الصحة هو اللى كان متولى الاشراف على بناء المستشفى بتاعتنا هنا


و طبعا بما اننا على وشك الافتتاح ، فاحنا محتاجين اننا نحط الخطوط العريضة اللى هنمشى عليها علشان مايحصلش اى مشاكل لا قدر الله بعد كده 


طبعا كل قسم هنا هيبقى له رئيس بيشرف عليه و اللى مبدأيا هيبقى للاكبر سنا مابين زملاؤه فى القسم ، معظمنا نعتبر لسه شباب ، و عشان كده يمكن مايبقاش فى فرق خبرة كبير بيننا و بين بعض ، الحقيقة الكلام ده هينطبق على كل الاقسام ماعدا قسم الباطنة و اللى هتبقى رئيسته الدكتورة فرح بنت عمى ، و اللى يمكن كلكم تشوفوا انها صغيرة فى السن عن باقى زمايلها فى القسم ، لكن اللى ماحدش يعرفه ان دكتورة فرح عندها احتكاك بالمجال الطبى من و هى لسه فى سنة اولى طب و كمان كانت و مازالت بتشتغل فى صرح طبى كبير الا و هو مستشفى علام الكردى و اللى  لا يستهان بيها على الاطلاق فى مجال الطب و الصحة ، و الكل يعلم عنه انه مابيشغلش اى حد 


كانت فرح تجلس و هى تستمع لحديث كامل بتركيز شديد حتى تفاجئت بتوليها لهذا المنصب و الذى لم يذكر كامل اى شئ عنه من قبل فى حديثهما سويا ، و لكنها قررت عدم التعليق على حديثه حتى ينتهى الاجتماع و الذى انتهى بعد اربع ساعات كاملة ، نال منهم الارهاق فيهم بشدة ، ليتفق الحضور على موعد الافتتاح و الذى تم تحديد موعده بعد شهر من الان ، مع بدء كل قسم بحصر كل ما يحتاجه ، حتى يكون المشفى على اتم الاستعداد لبداية العمل دون توقف او عقبات


و بعد انصراف الجميع نظر كامل لفرح بابتسامة و قال : جوعتى 


فرح : الصراحة ايوة 


كامل بدعابة : شفتى بقى ، اهو لو ماكنتيش سمعتى كلامى و كلتى السندوتش بتاعك كان زمانك هبطتى مننا و احنا لسه بنقول يا هادى 


فرح : الحقيقة كمان انا مش واخدة انى اقعد فترة كبيرة كده على بعضها ، انا واخدة انى اتحرك و اشتغل 


لينهض كامل قائلا : طب ياللا بينا ، تعالى افرجك على المكتب بتاعك


فرح : ممكن حضرتك تقعد بس و تفهمنى الاول انت ليه عملت كده


كامل : عملت ايه


فرح : حضرتك مش شايف ان منصب رئيس القسم ده كبير عليا اوى 


كامل بابتسامة : ايه .. خايفة


فرح : مش هكدب و اقول لا ، دى مسئولية كبيرة اوى عليا ، حضرتك اكنك بترمينى فى البحر و بتقول لى عومى


كامل : اسمعى يا فرح ، فى حاجة مهمة اوى لازم تفهميها ، كل زمايلنا اللى موجودين معانا دول تعبوا و ذاكروا و اجتهدوا صحيح عشان يبقوا دكاترة 


لكن انا شايف انك تعبتى اكتر من اى حد هنا ، و اجتهدتى اكتر من الكل ، ان كنت انا اتغربت عن بلدى و اهلى عشان اوصل للى وصلت له ، فانتى كمان اتغربتى زيى بالظبط ، بس مع اختلاف الظروف


و لو انتى خايفة من المسئولية ، فانا الحقيقة متطمن عليكى و مش قلقان ، بس ده ما يمنعش انك فى اى وقت لو احتاجتى لمشورتى هتلاقينى دايما فى ضهرك .. تمام


لتقول فرح و هى شاردة فى حديثه الذى اثلج صدرها : تمام يا دكتور ، و بشكر حضرتك على ثقتك الغالية ، و اتمنى انى اكون أدها 


كامل : اخواتنا مستنيينا على الغدا فى بيت حسن ، و مأكدين عليا انك لازم تيجى معايا


فرح : بس انا ماقلتش لماما 


كامل : بسيطة .. كلميها و بلغيها و اكيد مش هتعترض ، ثم مد يده اليها بميدالية مفاتيحه قائلا : و معلش اسبقينى على العربية على ما ابص على حاجة على السريع كده و هحصلك على طول 


و فى الطريق الى منزل حسن و رحمة قال كامل بتردد : عاوز اسألك سؤال بس قلقان من رد فعلك


فرح : سؤال ايه ده ، و بخصوص ايه


كامل : بخصوص والدك


فرح بجمود : انا والدى مات يوم ما اتولدت


كامل ببساطة : عندك حق ، و اوعى تفكرى انى بحاول احنن قلبك عليه ، انا بس عاوز افهم


فرح : و حضرتك عاوز تفهم ايه 


كامل : انتى لما قررتى انك تشتغلى بعد الثانوية العامة على طول ، كنتى بتشتغلى فعلا عشان ما يصرفش عليكى 


فرح : ايوة 


كامل : طب هو يعنى لو كنتى قلتيلهم كده ، كان ممكن بابا او عمو عادل يرفضوا انهم يساعدوكى ماديا بعيد عن باباكى


فرح : و هم ذنبهم ايه عشان يتحملوا مصاريفى 


كامل : طالما انك مش هتبقى عبء على حد فيهم يبقى ليه لا


فرح بسخرية : الا انا كنت عبء على اللى من صلبه ، تفتكر مش هبقى عبء على غيره


كامل : بس اللى اعرفه ان عمى عمره ما اتأخر عن نفقاتكم


فرح : الفلوس عمرها ما بتبنى بنى ادم يا دكتور ، و بعدين انهى نفقات دى اللى حضرتك بتتكلم عنها ، النفقات اللى كان بيبعتها مع عمى اول كل شهر زى الصدقة اللى بيمن علينا بيها 


ثم اكملت بألم : تصدق ، انا لو كنت لقيطة و ولاد الحلال هم اللى كانوا بيعملوا معايا كده ، ماكنتش هبقى ناقمة عليه بالشكل ده 


كامل : انا عارف ان عندك حق ، لكن انا مش عاوز الموضوع يأثر فيكى اكتر من كده


فرح بسخرية : معلش يا دكتور ، اصل حضرتك ماتعرفش انا قضيت عمرى كله ازاى بسببه ، ماتعرفش انى كل ليلة بدعى عليه قبل ما بنام ان ربنا ينتقم منه و انه يندم على اللى عمله بس بعد فوات الاوان ، بعد ما يفوت الوقت على انه يصلح اى حاجة من اللى عملها فيا انا و اخواتى


كامل بتنهيدة عميقة : طب تفتكرى لو فضلتى على طول عايشة فى الوجع ده ، هتبقى كده خدتى حقك منه ، بالعكس ، انا شايف انك تعيشى حياتك و تفرحى و تنبسطى ، و انتى ماشاءالله ناجحة فى شغلك و فى حياتك ، لكن ليه توقفى حياتك عليه


فرح : و مين قال لحضرتك انى موقفة حياتى عليه


كامل : الجمود اللى بتتعاملى بيه مع اللى حواليكى يا فرح ، صدقينى الحياة ابسط من كده بكتير 


لتنظر فرح امامها بجمود و لا تعقب على حديثه ، ليحترم كامل صمتها و لا يعقب هو الاخر حتى وصلا الى منزل حسن و رحمة ، ليجدوا حسين و ندا أيضا باستقبالهما ، ليرحب بهما الجميع و يجلسون جميعا يتجاذبون اطراف الحديث فى حين جلس كامل و هو يحتضن ريتاچ ابنة ندا و آدم ابن رحمة و هو يداعبهما بمرح و حب شديدين ، فقالت رحمة بمشاكسة : لما انت بتعشق العيال الصغيرة كده ، ما تشد حيلك و تتجوز و تجيبلك عيلين تلاتة كده تمليك عشان تلعب معاهم براحتك


لينظر اليها كامل بجمود قائلا : خليكى فى حالك يا رحمة عشان ما نزعلش من بعض


حسن : بتهزر معاك يا كيمو ما انت عارف رحمة 


كامل : عارف ، بس بلاش الموضوع ده بالذات و خصوصا قدام بابا ، مش عاوز وجع دماغ على الفاضى 


حسين بانتباه : هو بابا اتاخر ليه كده صحيح


فرح : هو عمى قال انه جاى 


ندا : ايوة .. كلمته ييجى يتغدا معانا بدل ما يتغدا لوحده


رحمة : طب حد يكلمه على ما احضر السفرة


كامل : عملتيلى شوربة يا رحمة و اللا اقوم اعمل 


رحمة و هى تتجه الى المطبخ : طبعا عملت و انا اقدر برضة 


ندا : و الله انت جميل يا كامل ، ياريت حسين يتعلم منك شوية 


حسين : يعنى كمان عاوزانى اعمل اكل … ياجبروتك


كامل بمرح : و ما تعملش ليه يا جدع ، على الاقل تعمل بلقمتك


حسين : انت بالذات تسكت خالص ، احسن رجوعك مصر ده شكله هيعمل لنا انقلاب 


ليأتيهم صوت جرس الباب ، ليدخل ابراهيم و على وجهه علامات الاجهاد الشديد ، لينظر اليه كامل بقلق فائلا : مالك يا بابا ، شكلك تعبان كده ليه ، فى حاجة بتوجعك و اللا حاجة 


ابراهيم باجهاد : لا يا بنى انا بس تعبت من المناهدة مع عمك 


رحمة بانتباه : فى حاجة حصلت و اللا ايه


ابراهيم بامتعاض : كان عاوز ييجى معايا و انا فين و فين على ما عرفت امشى و اسيبه


كامل و هو ينظر اتجاه فرح : هو عارف ان فرح هنا 


ابراهيم : سمعنى و انا بتكلم مع ندا فى التليفون و فهم


فرح و هى تلملم متعلقاتها : انا اسفة يا عمى لو كنت عملتلكم اى قلق ، انا ممكن امشى حالا 


ابراهيم بحزم : اقعدى يا فرح تمشى فين 


حسين بتوجس : الصراحة يا بابا عمى عنيد و ممكن نلاقيه هنا فى اى لحظة 


حسن بفضول : نفسى اعرف اشمعنى الايام دى اللى عاوز يعيد علاقته بفرح ، اشمعنى بعد السنين دى كلها .. ايه اللى جد يعنى 


ابراهيم بحزن : اللى جد مرض نبيل يا ابنى 


لتتوقف رحمة عن تحضير المائدة و تقول بفضول : و هو نبيل ماله يا عمى 


ابراهيم : عرفنا من فترة ان نبيل عنده كانسر 


لتعلو الهمهمات بالحوقلة ، و لكن فرح كانت تجلس بجمود شديد ، فى حين قال كامل : بس برضة مافهمتش ايه علاقة إصراه على انه يرجع علاقته بفرح بمرض نبيل 


ابراهيم بحزن : الحقيقة من حوالى ست شهور ، كان ابتدى التعب يبان على نبيل ، كان بيرجع كتير و على طول همدان ، فمنصور اخده وداه مستشفى علام عندك يا فرح 


لتنتبه فرح على حديث عمها الذى اكمل قائلا : يومها كانوا فاكرين انه اكل حاجة مش نضيفة او انه واخد برد فى معدته ، و حظه وقعه تحت ايدك ، انتى اللى كشفتى عليه و كان معاه منصور ، اللى عرفك لكن انتى طبعا ماعرفتيهوش ، و وقتها شكيتى فى الكانسر و طلبتى منه يعمل اشعة و تحاليل 


لحد هنا و كانت الحكاية عادية ، لحد ما كان خارج من اوضة الاشعة و سمع حد بيتكلم عنك و بيقول : هى الدكتورة فرح دى على طول جد كده ، ما بتضحكش ابدا ، فرد عليه اللى معاه و قال له : دكتورة فرح دى بمية راجل ، و رغم ان والدها متوفى من يوم ما اتولدت و مامتها و جوزها هم اللى ربوها ، الا انها و نعم التربية و الاخلاق 


لما سمع انك معرفة كل اللى حواليكى انك يتيمة اتضايق ، لانه لسه على وش الدنيا


فرح بتهكم : يا سلام على رقة المشاعر ، بس انا كده فهمت هو عرف شكلى ازاى رغم انى مش فاكرة الحكاية دى اصلا


ابراهيم بقلة حيلة : و الله يا بنتى ما عارف حكايتكم دى اخرتها ايه


فرح : مالهاش اخر يا عمى ، لان ماكانلهاش اول من البداية ، انا ابويا مات من زمان ، و لا يمكن ابدا هيصحى من تانى مهما حصل و مهما عمل ، لان اللى بيموت عمره ما بيصحى من تانى


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

ماتنسونيش باللايك يا حلوين 😘

3


#ولما قالوا دى صبية 


الفصل الثالث


رحمة و هى تقترب من مجلسهم : عشان كده بابا صمم يخلينى انا و ندا نعمل كل الاشعات و التحاليل اللى عملناها الشهر اللى فات


فرح باستغراب : اشعات و تحاليل ايه ، و ليه ، مالكم 


حسن : مافيش يابنتى ما تقلقيش ، احنا اتفاجئنا بعمى بيتصل و بيقول انه حجز لهم فى مستشفى على اعلى مستوى ، و صمم انهم يروحوا هناك يعملوا تشيك اب كامل عشان يتطمن عليهم 


فرح : و بعدين ، النتيجة طلعت


ندا ضاحكة : و لا نعرف اصلا ، ماحدش فينا اهتم انه يسال على النتيجة ، لان بابا قال ان هو اللى هيستلم النتيجة بنفسه و لو فى اى حاجة هيقوللنا


حسن : طب ياللا ناكل الاول قبل ما الاكل يبرد و اللا ايه


رحمة : ياللا يا عمى اتفضل ، ياللا يا كامل 


ليلتفوا جميعا حول الطعام ، و بدأوا فى تناول الطعام ، ليقول كامل : بس المفروض تطلبوا التحاليل و الاشعة دى و تبقى معاكم ، على الاقل لو كررتوا التحاليل دى فى اى وقت يبقى عندكم مرجع للحالة الصحية بتاعتكم 


ليعلو الوجوم على وجه ابراهيم و يقول : و لا يطلبوه و لا يجيبوا سيرته من الاساس ، و تانى مرة لو طلب حد فيكوا عشان يعمل حاجة زى دى بلغونى قبل ما تروحوا


كامل باستغراب : طب ليه يا بابا ، دى الحاجات دى تكلفتها المادية بقت عالية جدا ، حتى لو يجيبوها يعرضوها عليا و على فرح نتطمن عليهم


رحمة بتردد : هو اصلا عاوز يعمل نفس الفحوصات دى لفرح كمان 


فرح بجدية : يبعد عنى تماما ، و مالوش علاقة بيا .. اعمل و اللا ما اعملش ، اعيش اموت ، مالوش علاقة نهائى بيا


لتتبادل ندا و رحمة النظرات مع ازواجهن بدون اى تعليق 


ابراهيم : كبرى دماغك انتى ، المهم طمنونى عملتوا ايه النهاردة ، و اتفقتوا على معاد الافتتاح و اللا لسه


كامل : لسه فى شوية كماليات محتاجينها للمستشفى قبل الافتتاح ، بس مبدأيا اتفقنا ان الافتتاح بعد شهر من دلوقتى ان شاء الله ، و باركوا لفرح ، هتبقى رئيس قسم الباطنة عندنا


لتختلط اصوات التهانى من المتواجدين لتقول ندا مداعبة شقيقتها : يبقى كده لينا واسطتين فى المستشفى و من حقنا نكشف ببلاش


كامل ضاحكا : يعنى لو كانت واسطة واحدة كنتى هتدفعى يا ست ندا 


ندا ضاحكة : الواحد كان هيتحرج منك برضة يا كيمو ، انما فرح ممكن نخطفها عادى و نساومها بتمن الكشف


كامل : لا يا ستى ما تتحرجيش ، و طبعا ربنا يحفظكم جميعا من اى شكوى او مرض ، لكن طبعا المستشفى تحت امركم فى اى وقت 


و فى مكان آخر كان يجلس منصور و بجانبه ابنه نبيل الذى اهلكه المرض مضجعا على الاريكة ، و كان بصحبتهم نادر الذى قدم كوب من العصير لاخيه قائلا : اشرب كوباية العصير دى يا نبيل على ما ماما تخلص الغدا


نبيل بضعف : ماليش نفس يا نادر


منصور : قوم يا ابنى اتعدل و اشرب العصير ، انت العلاج بتاعك يهد جبال ، و المفروض تتغذى كويس


نبيل : مش قادر يا بابا ، و لو شربته مش هقدر اتغدا ، سيبونى براحتى 


لتأتى ام نبيل من الداخل و تقول : طب قوم يا حبيبى استريح فى سريرك ، الكنبة مش مريحة ، اسند اخوك يا نادر دخله اوضته


ليسند نادر اخاه و يساعده على الدخول الى غرفته ليأخذ قسطا من الراحة فى حين جلست ام نبيل بجوار زوجها قائلة : مافيش جديد يامنصور 


منصور بحزن : ابدا يا دولت ، و تحاليل البنات طلعت هى كمان و الدكتور اما شافهم قال ان ولا واحدة منهم تنفع ، كنت عشمان الاقى واحدة فيهم مطابقة لكن طلعوا زيى و زيك مش مطابقين


دولت : طب ما تجرب تعمل التحاليل دى لنادر 


منصور بحزم : لا .. نادر لا ، افرضى لاقدر الله تعب بعد كده و اللا حصل له حاجة ، يبقى خسرت ولادى الاتنين 


دولت : بس الدكتور قال ان مافيش خطورة على المتبرع 


منصور بتصميم : كلام الدكتور مش قرآن ، و ياما بيحصل غلطات فى اوضة العمليات ، انا مش ممكن اجازف بسلامة ولادى ابدا 


 ادينى عملت اعلان طلبت فيه متبرع بالفلوس ، و اما نشوف النتيجة هتبقى ايه


دولت : طب و اختهم التالتة ، عملت لها التحاليل


منصور بغل : اهى راخرة متفرعنة و حاطة مناخيرها فى السما ، راكبة دماغها و مش مدية فرصة لحد انه يتكلم معاها من اصله 


دولت : طب ما تكلم ابراهيم خليه يكلمها


منصور بسخرية : ابراهيم .. ده طلع فيا كلنى اما عرف انى عملت التحاليل  للبنات ، و ادانى محاضرة فى الدين و الاخلاق ، لا و كمان حذرنى انى اهوب من الدكتورة و اللا افكر أأذيها


 دولت بتردد : ما هو برضة يا ابراهيم ، ما ينفعش تبقى سايبها و مقاطعها السنين دى كلها ، و اول ما تعرفها تقول لها ادينى حتة من كبدك لاخوكى اللى ما تعرفيهوش اصلا


منصور بكبر : و هى يعنى كانت سالت عليا و اللا فكرت تزورنى مرة واحدة


دولت : انا تعبت من المناهدة معاك ، مين يسال على مين بس


منصور : و ما اخواتها هم اللى جونى و سالوا عليا


دولت : ما تنكرش ان ابراهيم هو اللى اقنعهم ، لانه خاف على زعلك لو حط ايده فى ايد جوز امهم وقت كتب الكتاب ، يعنى ماجوش اترموا فى حضنك كده من نفسهم


منصور بحدة : هو انتى معايا و اللا معاهم


دولت : انا مع الحق


منصور بسخرية : و لما انتى مع الحق ، وافقتى ليه على جوازى منك و انتى عارفة كل حاجة من الاول


دولت بحزن : ما انكرش انى غلطت ، بس ربنا اللى يعلم نيتى وقتها كانت ايه ، ماهو على يدك ، كنت لوحدى و ماليش حد و لا حتة اروحها ، و كمان كنت فاكرة انك هتحن لبناتك و هتسأل عليهم و تودهم مش تفضل راميهم و حتى مافكرتش تطل فى وش واحدة منهم طول السنين دى 


منصور : قفلى على السيرة دى ، مش عاوز اسمعك تتكلمى فيها تانى مرة ، و لازم تفهمى انى ممكن اعمل اى حاجة فى الدنيا دى عشان ولادى و سلامتهم


دولت و هى تهز رأسها ذات اليمين و ذات اليسار بقلة حيلة : انا عملت اللى عليا وخلصت ذمتى من ربنا و انت حر 


منصور باستهانة : اديكى قلتيها .. انا حر 


ليخرج نادر من غرفة اخيه و يقول بتبرم : يا بابا نبيل  كل يوم فى النازل ، لازم نشوف حل بسرعة ، يا اما نبتدى العلاج بالكيماوى زى ما الدكتور قال 


منصور : اصبر بس شوية ، يمكن نعمل العملية ، الدكتور قاللى اننا لو استأصلنا الجزء المصاب ده بالكامل و عملنا زراعة هيبقى احسن بكتير و اضمن انه ان شاء الله ما يظهرش تانى


نادر : خلاص ، انا هروح بكرة المستشفى اعمل التحاليل 


منصور بجزع : لا .. قلت ستين مرة انت بالذات لا


نادر : يا بابا انا اكتر واحد التحاليل بتاعتى ممكن تطلع مطابقة لتحاليل نبيل ، انا مش فاهم انت ليه بتعمل كده


منصور : قلتلك الف مرة انت تخليك بعيد عن القصة دى كلها و مش عاوز كلام فى الموضوع ده مرة تانية يا نادر 


نادر بحدة : و انا مش هفضل قاعد و انا بتفرج على اخويا و هو بيموت قدامى عشان انت مش عاوز تتحرك


منصور بغضب : انا مش ساكت ، انا بجرى فى كل اتجاه يا نادر عشان …


ليقاطعه نادر قائلا باعتراض : هو انت فاكر ان انت بس اللى مستنى متبرع مناسب ، ده فى الوفات مستنيين ، بس للاسف ، نبيل ممكن يموت مننا و احنا مستنيين ، الدكتور قال ان الزراعة تنفع دلوقتى لكن لو اتأخرنا كمان شوية ممكن ما تنفعش ، و انا مش هستنى اما اخويا يموت و انا واقف اتفرج عليه و فى ايديا انى أنقذه


منصور بحزن : طب سيبنى اعمل اخر محاولة مع فرح


نادر بحدة : انا نفسى اعرف انت بتفكر ازاى ، انا و اللا فرح .. تفرق ايه ما احنا الاتنين عيالك


منصور بلهفة : لا ، انت مش زيها انت ابنى اللى شايل اسمى و هتشيله لعيالك و هتخلد اسمى فى الدنيا من بعدى ، لكن هى عيالها هيشيلوا اسم ابوهم اللى لا نعرفه و لا نعرف اصله من فصله


نادر بسخرية : و انت لما تموت هتستفيد ايه من اسمك انه يتخلد و اللا ما يتخلدش ، يعنى انت ضامن انى اتجوز واخلف 


منصور بحدة : ما تقولش كده ، ده انا عايش عمرى كله على الامل ده ، انى اشوف عيالك انت و اخوك


نادر بعند : و ممكن مانخلفش ، او نخلف بنات مثلا


منصور بغضب : هو انت عاوز تنرفزنى و خلاص


نادر : اسمع بقى ، انا من زمان انا و نبيل عايشين حياتنا بالطول و بالعرض و مش فارق معانا حاجة و لا هاممنا حاجة ، لغاية ما فجأة شفت اخويا توأمى بيضيع منى و انا واقف عاجز و مش قادر اساعدة ، قعدت مع روحى و راجعت نفسى فى حاجات كتير اوى عملناها غلط و ندمت عليها كلها ، كنا فرحانين انك مدينا كل حاجة و حارم اخواتنا من كل حاجة ، و فرحانين اننا واكلين التورتة كلها لوحدنا لكن انا دلوقتى بتمنى الايام لو ترجع من تانى عشان ما اغلطش نفس الغلط ده ، و اولهم مستقبلنا اللى ضيعناه باهمالنا ، و اقرب من اخواتى و اتنعم بقربهم ، و ما عنديش استعداد ابدا انى افضل فى نفس الدايرة السودة دى ، انا عاوز افوق من السواد ده بقى 


منصور بخبث : طب و ماله يا حبيبى ، قرب من اخواتك ، و روح لاختك الدكتورة اتعرف عليها و عرفها بنفسك ، يمكن تحنلك و نوصل للى عاوزينه


نادر بيأس : تصدق … انا فعلا هروحلها ، بس مش عشان اللى انت عاوزة ، لأ ، انا هروحلها عشان احذرها منك 


منصور بغضب : و هو انا يعنى هموتها ، ما الدكتور قال ان فى خلال شهرين الجزء اللى هياخده من الكبد بتاعها هينمو من تانى و يرجع اكنه ما اتاخدش منه حاجة ، يبقى ايه بقى  الازعرينة اللى انت عاملها دى و لازمتها ايه


نادر بغيظ : و لما انت عارف و مقتنع بالكلام ده ، مش عاوز تخلينى اعملها انا ليه


منصور باصرار : انت لا 


لينظر له نادر بغيظ شديد و يتركه و يتجه الى الخارج فتلحق به والدته قائلة : على فين يا ابنى ده خلاص الاكل جهز و هحطلكم الاكل انت و اخوك ، اصبر شوية ، مانت عارف ماحدش بيقدر عليه غيرك


ليزفر نادر انفاسه بحدة ، ثم يتنهد قائلا : ماشى يا ماما ، هاتى الاكل بسرعة ، هأكل نبيل و انزل على طول عشان عندى كام مشوار عاوز اعملهم 


بمنزل حسن و رحمة ، كانت فرح تستعد للمغادرة بعد ان اصر كامل على ايصالها لمنزلها عندما سمعوا دقا على الباب ، و عندما قام حسن بفتح الباب  وجد امامه نادر فقال حسن : اهلا يا نادر ، خطوة عزيزة .. اتفضل 


ليدلف نادر الى الداخل و هو يتفحص الوجوه حتى استقر بصره على فرح فقال و هو يتفحصها بعينيه : السلام عليكم جميعا 


ليرد الجميع السلام بينما قال ابراهيم : ازيك يا نادر ان عادة يعنى ، عمرك ما عملتها


نادر بابتسامة : ايه يا عمى ، ارجع 


حسين : ترجع ايه يا ابنى ، اتفضل ، نورت بيت اختك


كانت فرح تنظر لنادر نظرة قد يبدو عليها الجمود و لكنها لم تخلو من الحنين ، و لكنها تصنعت الجمود التام و هى تقول : طب يا جماعة همشى انا بقى ، اشوف وشكم بخير


ليقول نادر بلهفة : لحظة واحدة معلش ، هو انتى فرح .. اختى 


لتتنقل عينا فرح بين عينا نادر و هى تحاول قراءة ما وراء نظراته اليها و لكنها لم تجد بهما غير الخوف و الرهبة فقالت : ايوة انا فرح ، لكن اختك دى …. مش هقدر ارد عليك فيها على الاقل دلوقتى 


نادر بابتسامة : مش هقدر الومك ، بس يا ترى ممكن تدينى من وقتك نص ساعة ، و صدقينى مش هعطلك اكتر من كده ، و لو فى اى لحظة حبيتى تمشى مش هقدر امنعك 


لتنظر فرح الى عمها بتردد فقال لها : اسمعيه يا فرح ، ده مهما ان كان اخوكى ، و لو قال اى حاجة ضايقتك سيبيه و امشى فورا من غير ماتترددى لحظة واحدة


فقالت رحمة : خلاص يا فرح ادخلوا الصالون و اقعدوا براحتكم


كامل : و انا هستناكى عشان اروحك 


لتتجه فرح الى غرفة الصالون و يتبعها نادر الذى جلس بمقابلها و قال : اولا انا مش هقدر الوم بابا انى ماعرفتكيش قبل النهاردة ، لان مش هو بس اللى غلطان ، لا ، انا و نبيل كمان غلطنا اننا ماسعيناش اننا نعرفك او نقرب منك ، و الحقيقة رغم اننا اتعرفنا على رحمة و ندا من فترة كبيرة ، الا اننا برضة عمرنا ما قربنا منهم و لا اعترفنا انهم اخواتنا 


ابونا زرع جوانا الأنا ، عشنا لروحنا و بس ، كنا بنعيش اليوم بيومه ، عمر ما واحد فينا فكر فى مستقبله ، مافقناش غير على اكبر قلم خدناه كلنا لما عرفنا بمرض نبيل ، الدكاترة اكتشفوا أنه عنده كانسر فى الكبد ، و فى حالة متقدمة ، و انه محتاج عملية زراعة كبد ، و لحد دلوقتى ماحدش من كل اللى اتعمللهم تحاليل طلع مطابق ، و لا حتى ندا و رحمة


فرح باستغراب : و هو ندا و رحمة …


نادر بسخرية : مايعرفوش ، ابويا عمل لهم الفحوصات من غير ما يعرفوا 


فرح بنبرة غضب : و لو كانت واحدة فيهم طلعت مطابقة ، كان برضة هيعملها العملية من غير ما تعرف 


نادر بتنهيدة عميقة : صدقينى ما اعرفش نيته كانت ايه بالظبط ، بس مش ده ابدا المهم


فرح بسخرية : اومال ايه بقى المهم


نادر : المهم انه لحد دلوقتى رافض باصرار انى اعمل الفحوصات دى ، رغم انى متأكد بنسبة كبيرة انى هطلع مطابق


فرح بدهشة : يعنى عمال يلف هنا و هنا و سايبك و انت اقرب حد ليه


نادر بامتعاض : ايوة ، بيقول خايف عليا 


فرحة بامتعاض : مافيش فايدة 


نادر : انتى صح ، هو فعلا مافيش فايدة ، و كمان عشان تبقى فاهمة اوعى تفكرى ان محاولاته الأخيرة انه يرجع علاقته بيكى انه مثلا حن لك او حس بغلطته ، لا .. ده بس عشان عنده امل ان الفحوصات بتاعتك تطلع مطابقة لفحوصات نبيل 


فرح بجمود : و مين قال لك انى ممكن اوافق اعمل حاجة زى دى ، حتى لو انا متاكدة ان فحوصاتنا متطابقة 


نادر : حقك طبعا ، بس انا ليا عندك رجاء و اتمنى انك تسمعينى للاخر 


فرح بفضول : رجاء ايه


نادر : عاوز افهم بابا انى اقنعتك تعملى الفحوصات دى بس بشرط انه ما يتدخلش و مايتواجدش معانا ، فى حين ان انا اللى هعملها مش انتى ، و لو باذن الله طلعت الفحوصات بتاعتى مطابقة ، نحدد معاد العملية فى اسرع وقت من غير ما يعرف ان انا المتبرع


فرح : و ليه اللفة دى كلها ، ما تقول له و خلاص


نادر بألم  : ممكن يعاند و مايدفعش تمن العملية ، انا عارف تفكيره و حافظة كويس ، و نبيل مش هيستحمل اكتر من كده ، بيدبل يوم عن التانى و حاسس انه بيروح منى 


فرح بحنين : شكله ايه


نادر بابتسامة حزينة و عبراته تلمع بعينيه  : نسخة منى ، بس شعرة كيرلى ، وسيم اوى ، البنات كلها بتحبه ، روحه حلوة و طيب اوى يا فرح ، لو اتعاملتى معاه هتحبيه على طول ، ارجوكى يا فرح ، رغم ان المفروض او الطبيعى انى اقول لك عشان خاطر اخوكى ، لكن انا مش هقول لك كده ، انا هقول لك انسى اننا ولاد منصور ، و اعتبرينا حالة انسانية محتاجة مساعدتك … ارجوكى  ، ارجوكى انقذى اخويا ، لو حصل له حاجة ، انا كمان هروح وراه مش هستحمل فراقه


لتدمع عينا فرح على الم نادر فتقف و هى تقول : اما تحدد معاد الفحوصات بلغنى 


ليقف نادر بسرعة محتضنا اياها بشكر و امتنان و قد اطلق لعبراته العنان و هو يقول بتأثر : جميلك ده هيفضل طول عمره محاوطنى و عمرى ما هنساهولك ابدا 


لتربت فرح على ظهره بهدوء قائلة : انا محتاجة امشى دلوقتى 


ليبتعد نادر بسرعة و بقول باسف : ااه طبعا .. انا اسف ، و سامحينى لو كنت عطلتك 


فى سيارة كامل ، كانت تجلس فرح بجوار كامل و هى شاردة تماما حتى انتبهت الى كامل و هو يناديها بصوت عال قائلا : ايه يا بنتى ، انتى روحتى فين 


فرح بانتباه : ما روحتش فى حتة ، انا مع حضرتك اهو


كامل بفضول : نادر كان عاوزك ليه


فرح باختصار : ابدا ، كان عاوز يتعرف عليا 


 كامل بعدم اقتناع : بس كده ، يتعرف عليكى بس


فرح بسخرية : تفتكر انا عندى ايه ممكن يطمعوا فيه يا دكتور 


كامل بجدية : ماتستهونيش بروحك يا فرح ، خلى دايما عندك ثقة فى نفسك


فرح : و ثقتى دى هتفرق مع اللى حواليا 


كامل : تقصدى مين باللى حواليكى ، اعتقد ان دايرة اهتماماتك مش هتوصل ابدا لناس معينة ما اعتقدش انهم ليهم تأثير على حياتك 


فرح : متهيألك


كامل : هو ايه ده اللى متهيألى


فرح : متهيألك انهم مالهمش تأثير على حياتى ، بالعكس دول كان ليهم اكبر تأثير على حياتى


كامل بفضول : ازاى بقى 


فرح بتنهيدة عميقة : كفاية تعرف انى اتوصمت بالنحس طول عمرى بسببه ، تفتكر ده مش كفاية ، بدل ما الناس تعاتبه على عقليته المتخلفة و جحوده لبناته .. عاقبونى انا ، بدل ما يلوموه على طلاقه لأمى .. لامونى انا ، انا اللى كان قدمى على امى و اخواتى قدم نحس فاتسببت فى تشريد اخواتى و طلاق أمى 


ثم ضحكت بسخرية و هى تقول : و حضرتك تقوللى مالهمش تأثير على حياتى 


كامل بجدية : و المفروض ان كل ده انتهى من زمان


فرح : هو ايه ده انتهى ، مافيش حاجة انتهت ، لسه المسلسل شغال ، و هيفضل لحد اما اموت من غير ما يبقى له نهاية 


كامل : ايه التشاؤم ده ، ليه كل ده يعنى ، و صدقينى اما تتجوزى و تخلفى هتنسى كل الكلام ده


فرح بسخرية : اتجوز !! ، و انت بقى  تضمنلى ان اللى هتجوزه ده ما يطلعش بنفس العقلية المتعفنة بتاعة منصور ، و يطلقنى و يرمينى بولادى زى ما عمل ، لا طبعا ، عمرى ما هسلم نفسى ابدا لجنس راجل ممكن يتحكم فيا


كامل بمرح : انتى قررتى خلاص اننا كلنا وحشين كده


فرح باخراج : سامحنى يا دكتور انا ما اقصدش اى اساءة ، بس المثل بيقول اللى اتلسع من الشوربة بينفخ فى الزبادى


كامل ضاحكا : و الله فى مننا كتير زبادى 


لتبتسم فرح على دعابته فيقول بجدية : اسمعى يا فرح … صدقينى مش كل الرجالة جبابرة و مفتريين ، و طبعا برضة مش كل الستات ملايكة و بجناحات و اللا ايه


فرح بموافقة : اكيد


كامل : و عشان كده حاولى تبصى للى حواليكى نظرة تانية مافيهاش منصور ، طلعيه من حساباتك تماما ، و اعتبريه مات بجد زى ما انتى مفهمة الكل ، رغم ان الموت بالطريقة دى خسارة فيه


فرح بدهشة : خسارة فيه ازاى يعنى 


كامل : خسارة فيه كل اللى هيدعيله بالرحمة و هم فاكرينه مات و اندفن ، ما يعرفوش ان قلبه بس الل مات ، و عايش معانا بعقله يرازى فينا و فى اللى حواليه


فرح بفضول : هو انا لو سألت حضرتك سؤال تضايق


كامل و هو ينظر اليها : سؤال ايه ده اللى ممكن يضايقنى 


فرح : انا لاحظت انك بتعامل منصور بنوع من الحدة ، يا ترى الحدة دى ليها سبب خاص بيك


ليلتفت كامل مرة اخرى الى عجلة القيادة و الطريق و يقول : ايوة .. ليها سبب خاص بيا 


فرح : يا ترى ممكن اعرف ايه السبب ده 


كامل : كفاية اقول لك انه السبب فى انه ضيع منى حب عمرى 


فرح : ازاى 


لتنتبه فرح على توقف سيارة كامل امام منزلها و بكامل يقول : معلش بقى ، مرة تانية نبقى نكمل كلامنا ، اطلعى انتى و سلميلى على كل الموجودين


لتخرج فرح من السيارة و هى تقول : انا متشكرة جدا لحضرتك ، تعبتك معايا


كامل بابتسامة : خدى بالك من نفسك و خلصى الشهر اللى فاضل لك بسرعة عشان نستعد للافتتاح ، و لو عوزتى اى حاجة كلمينى 


فرح : شكرا


كامل و هو يدير السيارة مرة اخرى : و اكيد انا كمان لو احتاجتلك هكلمك


فرح : تحت امر حضرتك 


بمنزل منصور .. ما ان دلف نادر من الخارج حتى وجد ابيه يجلس امامه و هو يتصفح الجريدة اليومية ، فقال دون اى مقدمات : فرح  هتيجى معايا تعمل الفحوصات 


منصور بانتباه : انت روحتلها


نادر : ايوة ، و اتفقت معاها و وافقت 


لينهض منصور قائلا بذهول : انت حكيتلها الحقيقة 


نادر : قلتلك ايوة 


منصور بذهول : و هى ما عندهاش مانع لو الفحوصات طلعت متطابقة تعمل العملية 


نادر : ايوة ، بس عندها شرط واحد


منصور بغل : ايوة طبعا ، فرصة و جت لحد عندها عشان تزلنى 


دولت : مش تعرف الاول هى عاوزة ايه


منصور بغضب : مش من حقها تعوز حاجة ، هى و لا ليها اى لازمة اصلا


نادر : لا .. ليها لازمة ، و انت محتاجها عشان نبيل و اللا نسيت 


دولت : ايه شرطها يا نادر 


نادر و هو يتجول بعينيه بعينا أبيه : ان بابا ما يحضرش اى حاجة من الفحوصات بتاعتها ، انا اللى هبقى معاها ، مش عاوزة تشوفه نهائى 


منصور بغضب : هى فاكرة روحها ايه عشان تطلب طلب زى ده


نادر : هى ما طلبتش ، هى اشترطت ، و انت حر ، يا تقبل يا ترفض ، و يكون فى معلومك ، بقية الشرط ان لو الفحوصات طلعت مطابقة ، انك مش هتحضر تجهيزات العملية 


منصور : لااااا ، دى زودتها اوى 


نادر و هو يتجه الى غرفته : خلاص بلاش ، هدخل اتصل بيها و ابلغها انها تنسى الموضوع و اكنه لم يكن 


منصور بحدة : استنى عندك .. ثم زفر بغضب و قال .. ماشى يا سى نادر ، اتفضل روح انت معاها ، انا هكلم الدكتور و هحددلكم معاد تروحوا له عشان يعمل لها الفحوصات


نادر و ابتسامة ساخرة تعلو شفتيه دون ان يستدير اليه : حدد المعاد و بلغنى عشان ابلغ الدكتورة فرح .. اختى 


ليتركه نادر و يذهب الى اخيه بحجرته ، ليجده ممدد على فراشه ، واهن الجسد شاحب الوجه ، ليتقدم منه بحب و يجلس بجواره و يقول : هانت يا نبيل ، ان شاء الله المرة دى حاسس انها هتظبط


نبيل بوهن : انا تعبت يا نادر ، مش قادر اتحمل الالم اكتر من كده ، انا بدعى ربنا كل لحظة انى اموت ، و كفاية عليا لحد كده


نادر : اوعاك تقول كده تانى مرة ، بدل ما تدعى ربنا بكده ، ادعيله انه يخفف عنك و يقرب منك الشفا ، عارف انا شفت مين النهاردة 


نبيل بضعف : سمعتك و انت بتتكلم مع بابا ، بس ما صدقتكش يا نادر ، انا عارف كويس انت بتفكر فى ايه


نادر بابتسامة : و انا عارف انك عارف ، بس المهم ، ان ماحدش تانى يعرف ، ده سر بيننا احنا الاتنين و فرح و بس


نبيل : يعنى انت روحت لفرح فعلا  


نادر : ايوة ، و اتفقت معاها و هتيجى معايا فعلا ، بس طبعا انت فاهم الباقى 


نبيل : و مش هيبقى فى حطورة عليك


نادر : ولا اى حاجة ان شاء الله ، و احنا الاتنين هنبقى زى الفل


نبيل : بس بابا لما يعرف هيعمل مشكلة جامدة 


نادر : سيبك منه ، ابوك مصمم انه يأذينا كلنا لاخر لحظة فى عمره ، و يمكن يكون ربنا عمل كده بس عشان انا و انت نفوق يا نبيل و نعرف الصح من الغلط

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا


تعليقات

التنقل السريع
    close