![]() |
زهره ولكن دميمه الجزء الثاني
الحلقه الحاديه عشر حتي الاخيره والخاتمه
سلمي محمد
الحلقة الحادية عشر
#زهرة_ولكن_دميمة_الجزء_الثاني
#بقلم_سلمى_محمد
وكانت بيننا قصه
و كانت تقول تهواني
تاتيني بالليل مشتاقه
تختبئ بين احضاني
كانت بالعشق تولعني
تشقه نصفين وجداني
تقول بيننا حب
عشق و حنين دامي
كانت ترقص على عزفي
تغني عزف الحاني
تدور حولي كفراشه
تخرجني من سجن اشجاني
جعلتني انسى ما اسمي
جعلتني انسى عنواني
كانت تقول يا عمري
انت في قلبي و كياني
كانت تقول ما عمري
سانسى ليلك الشاجي
و نسيت القطة الصغرى
وعودا اعطتها و اماني
ذهبت و تركتني مشتاقا
اذوب في باقي احلامي
توارت عني الورده
وتركت شوكها الدامي (كلمات ابراهيم الشامي)
من بعيد كانت تلقي عليه نظرة كاملة...جسده يحتل الفراش...شعرت بتمزق غريب يسري داخل قلبها...حاولت الأقتراب منه...لكن قدميها أبت التحرك...
شعرت بروحها تسحب من جسدها...
كلا والدايه ظلا صامتين جالسين بالقرب من الفراش...منتظرين لحظة أستيقاظه...
تقلصت ملامح وجهه من الألم... هتف كل من صفية وناصر بدعاء :يارب
حاول الصراخ لكن صوته ظل عالق في حنجرته...يريد الصراخ ...فالصراخ سيخفف من ألمه...حاول الصراخ لكن صوته أختنق داخل حلقه ...كرر المحاولة فخرج صوته بأهة خافتة : أااه... بيسااان
وفي خلال للحظات...بدأت أهدابه تتفتح ببطء..أغمض عينيه التي تأذت من وهج الغرفة...ثم عاد وفتحها بحذر...سأل بتمتمه : أنا فين ؟
ردت عليه صفية بلهفة:سلامتك ياقلبي ....
شعر بصداع يكاد يفتك برأسه...حاول رفع رأسه بعناد لكنه فشل وأنهار ساقطا على وسادته....أراد أن يحرك ذراعه فتألم...بدأ ينادي: بيساااان
دار ببصره المشوش يبحث عنها ...حتى وقعت عينيه فنادى عليها: بيسااان
لم تقدر على البقاء معه...وهمت أن تخرج من الغرفة لكن صوت ندائه بأسمها شل حركتها...التفتت له...
تقابلت العيون في صمت...أكتفو بنظرات تحمل كل معاني الألم والحزن والعتاب...
لم تقوى على البقاء...أعطته ظهرها لتخرج من الغرفة...
نادى عليها: بيساااان
صفية بلهجة يشوبها القلق وهى ترى مايحدث: ريح نفسك وبلاش تتكلم...
للحظة ظلت ساكنه ثم التفتت له ونظرة لها نظرة خاوية باردة خالية من المشاعر....وخرجت من الغرفة....
أغمض عينيه...تأوه بألم : مش عايز أفوق...صرخ بشدة
أنطلقت صفارات متقطعة من الجهاز الموصل بيه...وانهار في غيبوبة...
صرخت صفية بهستيرية: أااابني
تصلب ناصر في مكانه...ثم خرج مسرعا لينادي الطبيب..
كانت بيسان واقفة في الممر بالقرب من الغرفة...وعندما أتى ناصر ومعه الطبيب القى عليها نظرة لوم...
أول ماأتى له خبر وجود زاهر في المستشفى...أنطلق في التو الى أسوان...
بمجرد وصوله رأى بيسان موجودة في الخارج واقفة بجوار غرفته
قال باستغراب: واقفة برا ليه؟ زاهر كويس...
ردت عليه بهدوء: اتخنقت وقولت أخرج شوية
قطب بين حاجبيه بعمق: اتخنقتي ...ثم أضاف شكلك مش باين عليه أنك زعلانة...
أسبلت أهدابها وهمست : زعلانة طبعا...
قوس حاجبا وقال : هدخل أشوفه ...هتدخلي
هزت رأسها بالنفي: لا
تركزت عيناه عليها ولكنه التزم الصمت ولم يسأل ودخل الغرفة مباشرة...
رأى الطبيب يقوم بالكشف على زاهر وبجواره ناصر وصفية ....
ران الصمت المعبر عن الألم بين الجميع....
سأل أكنان : هو كويس
ردت صفية وقد كست ملامحها الهم: لا
قال ناصر بثقة مفتعلة : أن شاء الله هيكون كويس...
أخذت صفية تعض على شفتيها....شعور من تعرف أنها فعلت شيء خاطىء...وتوجهت بنظراتها المتألمة الى أبنها...
أندفعت أحدى الممرضات الى داخل الغرفة...ومررت الى الطبيب مظروف....أسرع يفضه مخرجا منه صورة الاشعة...ثم وضعها على جهاز لوحي موجود بالغرفة...أضاء الجهاز ونظر للأشعة بتركيز....
صاحت صفية بالطبيب: قولي الحقيقة يادكتور...
ناصر بلهجة مهدئة : أهدي ياصفية
أجاب الطبيب عليها: خير أن شاء الله
كررت صفية سؤالها: ماتقولي أبني عنده أيه؟
صفية كانت منهارة...وغارقة في دموعها...
سأل أكنان بلهجة حازمة: عنده أيه
أجاب الطبيب وهو يشير بأصبعه بحركة دائرية على الاشعة دون ملامستها: الحادثة عملت تجمع دموع على المخ...وده السبب في دخوله بغبيوبة...
صفية بصراخ : أبني
هتف ناصر فيها بحدة: أسكتي ...خلي الدكتور يكمل كلامه
كمل الطبيب حديثه قائلا: أحب أطمنكم أن دي مش أول مرة تمر عليا...في حالات كتير نفس حالة أبنكم ...خفت مع العلاج وفاقت من الغيبوبة...ومارست حياتها الطبيعية عادي...
سأل أكنان : وهيفوق أمتى؟
رد الطبيب بهدوء: الله أعلم ...كله في علم الغيب...أنا هبتدي معاه بالعلاج من دلوقتي....الادوية اللي هياخدها هتساعد في أذابة التجمع الدموع...
كرر أكنان سؤاله : مقولتش هيفوق أمتى
بسط يديه وقال :أمتى بالظبط معرفش...هنبتدي معاه بالعلاج وهنشوف هيستجيب ولا لأ
سأل أكنان : أعمل ليه عملية وشيل التجمع ده
صمت للثواني ثم قال : للأسف مش هينفع في حالته وهتبقا مخاطرة...
_ والعملية متنفعش ليه؟
_ عشان التجمع موجود في منطقة حساسة ... المركز المسئول عن معظم الوظائف الحيوية في الجسم....ثم وجه نظراته للكل ...أنتو دلوقتي عندكم حلين ياالمخاطرة والعملية تتعمل ....يا الصبر ونستنى نشوف نتيجة العلاج معاه...وأنا من رأيي نستعمل الادوية الاول وأن شاء الله هيفوق..
قال كلامه ثم غادر تارك الجميع ينظرون لخروجه بصمت مؤلم...
وقفت صفية بجوار الفراش...وأخذت تنتحب في صمت...وأنسابت الدموع ملتهبة على وجنتيها...وارتسمت على قسمات وجهها كل معاني الحزن لأم تكاد تقفد أبنها...ذكريات اليوم ومافعلته هاجمتها بقسوة فهتفت بوجع : أاااه ...
قال أكنان بلهجة مطمئنة: أن شاء الله هيفوق ويرجع أحسن من الأول
أحتضن ناصر زوجته وقال بتصميم : متعيطيش زاهر هيخف وهيفوق ...فاااهمة ياصفية
هزت رأسها بالأيجاب ودموع الذنب لم توقف عن الأنسياب...
عندما خرج من الغرفة لم يجد بيسان في الجوار...فقام بالاتصال بها
_ بيسان أنتي فين؟
_ أنا روحت...حسيت أني تعبانة وعايزه أنام
أمسك أكنان الهاتف أمام وجهه ونظر للشاشة بذهول للحظات ...ثم قال بصدمة: روحتي تنامي وسايبة زاهر ...
أجابت بيسان بلامبالاة: وجودي زي قلته مش هيفرق معاه...
أرتسمت على وجهه علامات التعجب وقال : أنتي مسألتيش عنده أيه...
بسطت كف يديها وتأملت خاتم الزواج بشرود وهمست : عنده أيه؟
أكنان بلهجة غاضبة : لسه فاكرة تسألي...جوزك في غيبوبة ياهانم وياعالم هيفوق منها أمتى...
ضمت أصابع يديها بعنف وقالت : متعصب ليه دلوقتي
هتف بحدة : بسبب برودك ولا مبالاتك...ده زاهر حبيبك وجوزك مش حد غريب ...
أكنان بعصبية : أيه كمية البرود اللي أنتي فيها...
رفعت حاجبيها وردت عليه بضيق: سلاااام عشان مصدعة ومش قادرة أتكلم
أنفجر أكنان في الهاتف المغلق : مستهترة عديمة المسئولية شعر بانقباض داخل قلبه... غادر المستشفى حزينا...فصديق عمره مريض وشقيقته تغيرت وأصبحت غريبة الأطوار....
أتصل بكريم مباشرة...قال أكنان بكأبة : بتعملي أيه؟
سأله كريم بفضول: مش عوايدك تتصل...مالك؟
زفر بحدة قائلا: زاهر في المستشفى ...في غيبوبة
أنتفض كريم في جلسته ثم عبس قائلا: حصل أمتى وأزاي وهو وضعه أيه دلوقتي...
قال بلهجة حزينة: بيقولو وقع من على السلم وراسه أتخبطت على الأرض
رد كريم بنبرة غير مصدقة : وقع على السلم ...طب أزاي ؟وليه؟
تنهد بحيرة : معرفش أيه اللي حصل...بس ده كل اللي عرفته...وبالنسبة لوضعه الدكتور مع العلاج هيفوق بس محتاج وقت...أنا هفضل كام يوم هنا معاه ...مش هقدر أسيبه اليومين دول خالص...عايزك تبقا تروح الشركة وتابع الشغل هناك كأني موجود...
أجابه بسرعة : طبعا كأنك موجود...صمت على الهاتف للحظات ثم قال ...وبيسان عاملة أيه دلوقتي...
عندما ظل صامتا...كرر سؤاله متوترا: بيسان كويسة ...أنا لما كلمتها الصبح ...حسيتها متغيرة ومش على طبيعتها...
رد بعصبية : كويس ومفهاش حاجة...
_ أومال أيه وصوتك أتغير ليه لما سألتك عليها...
_ زي مانت قولت يا كريم بيسان مش على طبيعتها
_ حصل أيه منها خلاك تقول كده
_سابت زاهر لوحده ومهتمتش تسأل عنده أيه... لما خرجت من ألاوضة ملقتهاش ...فقولت أتصل بيها أطمن عليها وأشوفها راحت فين...قالت انها روحت عشان تعبانة وعايزه ترتاح...أتصرفت باستهتار
عقد بين حاجبيه بشرود : الصبح مكنتش مظبوطة وقالت كلام غريب
قاطعه في الكلام...قائلا بفضول : كلام أيه
تنهد وهو يحك رأسه : أنها عايزه تسيب زاهر وأنها خلاص زهقت وأنه كان بالنسبة ليها زي اللعبة...قولت أكيد حصل حاجة بينهم ...بس هي قالت لأ...وبعدين اللي حصل لزاهر وأنها كانت باردة في رد فعلها...في حاجة غريبة ياأكنان ...مش دي بيسان اللي كانت هتموت على زاهر عشان تتجوزه...مش عارف ايه اللي غيرها كده...
هز أكنان رأسه بحيرة : بيسان أتغيرت ياكريم...أتغيرت جامد ومبقتش زي الاول...وأنا كمان مش عارف...
___#بقلم_سلمى_محمد
أستئذنت ضحى والدتها في البقاء مع زهرة هذه الليلة والمبيت معاها...
أسيقظت ضحى في منتصف الليل...لم تجد زهرة في الفراش ...وباب الغرفة مفتوح على مصرعيه...نهضت جالسة على الفراش وخرجت من الغرفة...رأت زهرة جالسة على الكرسي وقد أسندت ذقنها على ركبتيها...شعرت ضحى بالقلق من منظرها...
قالت ضحى بصوت لكي لا تفزعها : زهرة
أدارت زهرة رأسها نحوها ببطء...
شهقت ضحى لرؤية عينيها منتفخة وحمراء من البكاء: أنا سبتك بمزاجي أول ماشوفتك....وقولت في حاجة مزعلك وزعل جامد عشان كده مرضتش أسيبك تباتي لوحدك... : مالك يازهرة...ثم جلست على حافة الكرسي...مالك يازهرة ...فضفضي ليا وأنتي هترتاحي...
ظلت زهرة صامتة تتأمل ضحى بصمت للحظات...ثم قالت بصوت مختنق: الكلام اللي هقولهولك سر ياضحى...
هبطت ضحى من على حافة الكرسي وجثت على الأرض...وجذبت زهرة من يديها للجلوس بجانبها...وقالت لها برقة: طبعا يازهرة كل كلامك ليا سر..ثم ضحكت بخفة ...أسرارك كترت يازهرة...
الدموع سالت على وجنتيها...كانت خائفة وكلمات ضحى الرقيقة زادت من خوفها...
وضعت ضحى يديها على كتفها وضمتها اليها وقالت: أنا معاكي...أحكي كل اللي في قلبك عشان ترتاحي...
أغمضت عينيها للحظات ثم فتحتهم وتنهدت قائلة : عرفت مين أبو ولادي...
سألتها بارتباك غير مستوعبة ماسمعت: أبو ولادك...
زفرة بألم: عرفت الراجل اللي أعتدى عليا يوم فرح أحمد...
_ وعرفتي أزاي وأنتي مش فاكره ملامحه ولا فاكرة الوقت ده...ثم هزت رأسها باستيعاب...أنتي أفتكرتي اللي حصل
_ مفتكرتش حاجة
قالت بحيرة : أومال عرفتيه أزاي
ردت عليها بصوت يدمي القلب : هو اللي أعترف ليا ...لما عرفني وأكتشف ان ليه أطفال...
تعلقت عينيها على زهرة...سألتها بصوت رقيق: ومين هو ؟ ورد فعله لما عرف أن عنده أطفال؟
همست بتردد وهي تتطلع اليها بعيون متألمة : أكنان نجم...
الصدمة الجمت لسانها لبرهة من الوقت: أكنان اللي هو أكنان أبن عم كريم...
هزت رأسها في صمت ثم قالت : أيوه هو
سألت بلهجة حائرة : مش قادرة أستوعب كلامك ...أزاي أزاااي يازهرة
شردت زهرة وهي تهمس بخفوت ...أنا ححكيلك وبدئت في سرد حكايتها كما أخبرها...أخبرتها كل شيء حدث بينهم وعندما أنتهت ...شهقت ضحى بعنف ثم هتفت بغضب : أناااا أناااا عايزه أخنقه وأطلع روحو في أيدي...يااااه كل ده يطلع منه...سألت مترددة...في حد يعرف باللي حصل غيركم...مقلش لأي حد
نظرة لها مستفهمة : تقصدي مين؟
قالت باضطراب: أقصد كريم ...
ردت بنفي والدموع تنساب على وجنتيها: مفيش حد يعرف غيرنا وأنتي ...أنا تعبانة أوي ياضحى ومش عارفة أعمل أيه...جوايا جرح لسه بينزف
ربتت ضحى على رأسها بحنيه ...ثم قالت برقة: مع الوقت هتلاقي الجرح التئم والوجع قل...الوقت هو العلاج الوحيد ليكي دلوقتي...الوقت بيقدر يعالج أي جرح مهما كانت شدته...
هتفت بألم : يارب ياضحى...
_____#بقلم_سلمى_محمد
جاء الصباح بطيئا على غير عادة على الجميع...لم يغمض لهم جفن...فقد كان يتملكهم خوف مهما هو قادم...
نظر الى ساعته...فوجدها قد أقتربت من وقت الظهيرة...
أرتدى ملابسه سريعا...لم يضع عطره المميز...لم يلتفت الى تصفيف شعره...ركب سيارته وأنطلق الى المستشفى للاطمئنان على زاهر...
كان معظم أقاربه موجودين معه في الغرفة الا من بيسان ...القى السلام ثم خرج مباشرة وذهب الى الطبيب المعالج لزاهر
_ وضعه النهاردة أيه يادكتور
_ مش هيبان حاجة دلوقتي ...مع العلاج والاشعة اللي هنعمله ...نقدر أقولك الوضع هيكون أيه
_ تقصد أيه بالكلام ده
الطبيب بهدوء: العلاج لو جاب نتيجة التجمع الدموع حجمه هيقل وده هيبان في الاشعة اللي هنعمله بعدين...ولما الورم يقل ضغطه على خلايا المخ هيقل وبالتالي هيفوق من الغبيوبة...بعد أذنك هروح أشوف بقيت المرضى
هز أكنان رأسه بالموافقة وبعد أنصرافه...أخرج هاتفه وأتصل بيبسان...
أنتي فين يابيسان ؟
بيسان بهدوء: أنا في البيت...
قال بلهجة ساخرة : في البيت ..أنتي ناسية ان ليكي جوز راقد في المستشفى...عايزك تلبسي وتجي دلوقتي المستشفى...
ردت بلهجة باردة: مينفعش أجي دلوقتي ...عشان أنا سافرت وعند بابا في الفيلا ...
قال أكنان بصدمة: سافرتي وسبتي جوزك
أخذت تمضع أظافر يديها وهي تتحدث: وجودي زي قلته ...يعني هعمل ليه أيه...وأنا بصراحة أتخانقت من الجو هناك وقولت أغير جو...من الأخر كده ياأكنان أنا زهقت منه وقررت أطلب الطلاق...
سمع كلامها وهو في حالة ذهول وكأنه في كابوس...يتمنى الأستيقاظ منه سالما...فقال بانفعال: أيه البرود اللي بقيتي فيها ده ...الأحساس أنعدم من عندك...تطلبي الطلاق وهو في غيبوبة مش تستني لما يفوق الأول...
بيسان بغضب مكتوم : أنا حرة أعمل اللي أنا عايزه
زاد أنفعاله وقال : حصل أيه ليكي وأيه اللي غيرك مرة واحدة كده..
_ كل اللي حصل أني فوقت من وهم أسمه زاهر...سلااام وأقفل الكلام في موضوع زاهر...ثم أغلقت الهاتف في وجهه...وضعت يديها على كلتا أذنيه تحاول كتم صوت الصريخ بداخلها...أخذت الأصوات تتردد مدويه بداخلها مردده...أنتي كده هترتاحي...هترتاااااحي...بس أنااا أنااا...ظلت أصوات الصراخ يتصارعان داخل عقلها حتى غلبها النوم...
وعلى الجهة الأخر ...ظل زاهر واقف مكانه لفترة من الوقت مصدوم من شقيقته...صدمة عمره...اتاه أتصال أخر جعله يفيق من شروه...هتف بحدة في المتصل: بتتصل ليه
أجابه بلهجة مترددة : حضرتك قولتلي لو حصل أي حاجة غريبة أتصل بيك..
_ أتكلم علطول
_ البنت اللي مكلفني بمراقبتها...خرجت مع اللي أسمه أحمد وقعدو سوا في مطعم وبعدين مشيت معاه وهو كان بيسند فيها وشكلها مش متزن وشبه غايبة عن الوعي
صاح بانفعال: وقفهم بأي طريقة فاااهم بسرعة ياغبي...متخلهاش تروح معه
رد بارتباك : بس بس
أخذ قلبه يدق بعنف وصرخ فيه : بس أيه...
قال بخوف: وأنا بكلمك ...طلع بيها بالعربية ...
هتف بغضب: أطلع وراهم ياغبي وخدها منه ...عارف لو جرالها حاجة ...هتكون نهايتك على أيدي...وسيب الخط مفتوح متقفولهش...وبلغني بكل خطوة ليك أول بأول...وأنا هركب الطيارة وهجي أسكندرية دلوقتي
رد عليه بلهجة مذعورة : حاضر يابيه ...ثم أنطلق بسيارته مسرعا للحاق بالسيارة الأخرى...
تعالت نبضات قلبه تنبئه بكارثة سوف تحل...فهو قال أنها كانت غير متزنه وشبه غائبة عن الوعي...
______#بقلم_سلمى_محمد
قبل ساعة من الأن ...رن جرس الباب...
تحركت زهرة لفتح الباب وهي تحدث نفسها...أنتي لحقتي ياضحى...ده أنتي لسه طالعة...أهدي أنا جايه خلاص أستني الجرس هيتحرق كده في أيدك...تفاجئت بوجود أحمد أمامها...
هتفت بحدة : أيه اللي جابك هنا تاني...
نظر لها برجاء: أنا محتاج أتكلم معاكي يازهرة
تمعنت في النظر له ...وجهه أصبح نحيل وعيونه غائرة وملابسه غير منظمة
كرر كلامه بتوسل أكثر: عشان خاطري يازهرة ...محتاج من وقتك نص ساعة بس...نص ساعة بس ...وبعد كده مش هتشوفيني تاني...أعتبريها أخر مرة...وأخذ يترجها لفترة من الوقت حتى شعرت بالشفقة تجاهه
ردت قائلة له:خلاص يا احمد...استنى برا بعربيتك على أخر الشارع وأنا هغير هدومي وهخرج معاك بس دي هتكون أول وأخر مرة ...أتفقنا.
ارتسمت على وجهه ابتسامة باهتة:حاضر يا زهرة...
ارتدت ملابسها بسرعة...ثم خرجت من منزلها ووجدته منتظر بداخل سيارته في المكان المتفق عليه ويبدو عليه التوتر ...وكان يضرب بيديه على عجلة القيادة بعنف...شعرت بالقلق وهي تدلف إلى داخل السيارة وبمجرد دخوله أنطلق بالسيارة...توقف أمام كافيه لاتينو...
نظرة له بانزعاج: مش عارفة أيه لزمتها تجيبني هنا...ماكنت قولت اللي انت عايزه وأحنا في العربية
بادلها نظرتها بنظرة رجاء ثم قال: أنا مش عايز اتكلم معاكي في العربية...عايز نقعد مع بعض وأكلمك براحتي..مش أكلمك في الطريق والعربيات رايحة جاية...
نزلت زهرة مضطرة من السيارة ودخلت معاه إلى الكافيه ...جلس كلاهما على طاولة موجودة بالركن ثم طلب من الجرسون عصير فروالة لها وعصير ليمون له...
قالت بضيق: مش عايزه أشرب حاجة...قول كنت عايز أيه وخلصني...انا بجد زهقت...
تجاهل كلامها كأنه لم يسمع شيء: لسه فاكر كويس أنك بتحبي تشربي عصير الفروالة...مفيش حاجة نسيتها كانت بينا
_ لو سمحت يا احمد كلامك ده ملهوش لزمة دلوقتي....خلاص انا شيلتك من حسابتي من يوم ماتجوزت...ياريت تفهم كلامي كويس وإنساني وشيلني من حياتك...
_ عندك حق ملهوش لزمة الكلام في الماضي
_ ايه بقا الكلام المهم اللي كنت عايزني فيه
قاطع كلامهم اقتراب الجرسون....قام بوضع الطلبات أمامهم...وعند انصرافه أمسك أحمد كأس العصير ومده باتجاه زهرة...وقال بابتسامة باهتة: بلاش تكسفيني
أمسكت زهرة كأس العصير من يديه مضطرة وتناولت عدة رشفات منه ثم وضعت الكأس على الطاولة ...
زمت شفتيها بضيق وقالت: عصير وشربته...هااا كنت عايز تقول ايه
قال بلهجة يشوبها الحزن: لدرجادي مش مستحملة وجودي
هتفت بحدة : لو مقولتش انت عايزه ايه...هقوم وأسيبك ...
أبتسم بألم: انا محتاج اتكلم...الكلام معاكي بيريحني
حاولت مقاطعة كلامه ...لكنه استمر في الكلام قائلا بحزن ...معلش استحمليني الوقت ده...انا كل اللي محتاجه اني اتكلم وبس معاكي ...اتكلم وانتي تسمعيني...
وعندما انتهى من حديثه ...شعرت زهرة بالشفقة تجاهه وهمست بعطف:ياااه كل ده حصل معاك...لو كنت أعرف أساعدك كنت ساعدتك...
نظر له بندم: قلبك طيب يا زهرة ومش بتعرفي تكرهي حد...انا مبسوط انك وافقتي تقعدي معايا وتسمعيني...
شعرت بالدوار...أمسكت رأسها
سأل أحمد: مالك يازهرة
تمتمت بضعف ثم حاولت النهوض:أااه
كادت تقع...نهض بسرعة وقام بأسنادها: زهرة....حاولي تمسكي نفسك شوية لحد ما نوصل العربية...لاحظ نظرات شخص تتبعهم لكنه لم يبالي ...وبمجرد اراحتها على الكرسي ...وجلوسه على مقعد القيادة أنطلق بالسيارة بسرعة شديدة ويديه تقبض على عجلة القيادة بعنف ...
#زهرة_ولكن_دميمة_الجزء_الثاني
#بقلم_سلمى_محمد
________________________________________________
الحلقة الثانية عشر
#زهرة_ولكن_دميمة_الجزء_الثاني
#بقلم_سلمى_محمد
وعندما انتهى من حديثه ...شعرت زهرة بالشفقة تجاهه وهمست بعطف:ياااه كل ده حصل معاك...لو كنت أعرف أساعدك كنت ساعدتك...
نظر له بندم: قلبك طيب يا زهرة ومش بتعرفي تكرهي حد...انا مبسوط انك وافقتي تقعدي معايا وتسمعيني...
شعرت بالدوار...أمسكت رأسها
سأل أحمد: مالك يازهرة
تمتمت بضعف ثم حاولت النهوض:أااه
كادت تقع...نهض بسرعة وقام بأسنادها: زهرة....حاولي تمسكي نفسك شوية لحد ما نوصل العربية...لاحظ نظرات شخص تتبعهم لكنه لم يبالي ...وبمجرد اراحتها على الكرسي ...وجلوسه على مقعد القيادة أنطلق بالسيارة بسرعة شديدة ويديه تقبض على عجلة القيادة بعنف ...
وقعت مغشية عليها...أسرع بها الى أقرب مستشفى...
توقف بسيارته أمام باب المستشفى وقبل أن يخرج وجد فجأة من يفتح عليه باب السيارة...وأنحنى على زهرة لحملها...
أنتفض أحمد في مكانه ثم خرج مسرعا وأمسك بذراع الراجل الغريب...مجبرا أيه على تركها...هتف بوجه محتقن : أنت مجنون أمشي من هنا بدل ماأبلغ عنك
نظر له الهامي بتهديد: أنت خاطفها وأنا بنقذها منك
بلهجة مندهشة :على أساس أيه قررت أني خاطفها...دي خطبيتي وأغمى عليها وزي ماأنت شايف ...ده لوكان عندك نظر وبتشوف واقفين قصاد باب مستشفى...
قاطعه الهامي: أنت مش خطيبها
لم يريد الجدال معه ...كل همه الأن ألاطمئنان عليها...هتف في وجهه بحدة: ملكش فيه...وانزاح على جنب...
في الداخل ...
سأل بلهفة الطبيب: مالها يادكتور
_ ضغطها واطي ...وده سبب الاغماء
_ يعني هي كويسة
_ هي كويسة ومعندهاش حاجة ...خليت الممرضة تركب ليها محلول عشان نرفع من ضغطها ...وهتفوق لوحدها...
ظل بجوارها لمدة ثلاث ساعات على الكرسي المجاور للسرير الراقدة عليه...ظل ينظر الى تفاصيل وجهها الشاحبة المختفية تحت قناع لم يعلم حتى الأن سببه...وجسدها أصبح نحيف بات لا يتحمل شيء...فأغمض عينيه في سكون...فكلاهما عانى بشدة في حياته...هو تزوج أنسانة مريضة بحب السيطرة حاولت خطف بناته والان هي في مصحة عقليه في حالة أنهيار تام بعد أن عثرو عليها في أحدى الفنادق الرخيصة وبناتها مع جدتهم...وهي عانت بسببه وبسبب رشا وياعالم ماذا حدث لها في السنوات الماضية بعد سجنها ووفات والدها...مايبدو له أنها عانت بشدة...
فتح عينيه ورأى يديها تتحرك...
ووجدها تنظر له بأعياء قائلة : هو أنا هنا بعمل أيه ...هو حصل أيه...
أبتسم بخفة: ضغطك وطى مرة واحدة وأغمى عليكي...وأنا شيلتك وجبتك هنا المستشفي...
قالت بخفوت : تعبتك معايا...
نظر لها بحزن: نفسي أتعب عشانك ...وياريت أقدر أعوضك شوية عن كل اللي قاسيته في حياتك
شعرت بالأرتباك وأبعدت نظراتها عنه : أحمد بلاش
أستاء قلبه وأراد الصراخ والتوسل لها لكي تعطيه فرصة ...لكنها صارت رافضة له...حدث نفسه بصمت...غلطة عمري أني سبتك تضيعي من أيديا..
أمسك ذراعها وقال بتوسل: أديني فرصة تانية
همست بحزن: مينفعش
دخل أكنان من باب المستشفى مسرعا...وجد أمامه الهامي منتظر اياه ...سأله وهو يتنفس بحدة: هي موجودة فين
_ الدور الرابع أوضة سته
لم يتنظر المصعد ...خوفه عليها لا ينتظر...قلبه لا ينتظر...أخذ يركض على سلالم الأدوار بخفة...فتح باب غرفتها دون الطرق ودلف الى الداخل بسرعة...
تبخرت نظرة القلق في عينيه ..لتحل محلها نيران من الغيرة عندما رأه يمسك بذراعها...أبتلع ريقه بصعوبة...تنفس بحدة يحاول على قدر المستطاع التحكم في غضبه لكي لا ترتعب منه...أقترب وجسمه ينبض بغضب مكتوم ...
صدمت زهرة من رؤيته...نظرة له بعينين متسعتين...
صر على أسنانه بعنف قائلا : شيل أيدك من عليها
تذكره أحمد جيدا فهو نفس الشخص الذي قابله في عزاء والدتها وشعر بوجود شيء بينهم وكذب هذا الشعور عدة مرات ...هز رأسه برفض عندما وصلت أفكاره عند نقطة معينة...هل يكون هو السبب في رفضها الرجوع اليه....هل تجمعهم علاقة عاطفية...ترك أحمد يديها ونهض ثم نظر له ببرود: أنت مين وأزاي تدخل هنا من غير أستئذان...
بملامح وجه متهجمة قال: قوليلو أنا مين بالنسبة ليكي يازوزو ...
سأل أحمد : مين ده يازهرة...
جلس أكنان فوق الفراش وقال بهدوء مفتعل : قوليلو أنا أبقا مين ولا أقوله أنا
شهقت عندما سحبها بجواره....حدق في عينيها التي أتسعت من الخوف وهي ترى شرارات الغضب تنطلق من عينيه..ثم قال: أنا خطيبها وأبو ولادها قصدي أبو ولادها في المستقبل...رفرفرت رموش عينيها بصدمة...
أحمد بلهجة رافضة: خطيبك يازهرة...
همس بخفوت بالقرب من أذنيها...خليه يمشي والاحسن مشفش وشه بالقرب منك تاني...
ظلت تحدق به بعجز ...تريد أن تنساه لكن مايجمع بينهم جعل نسيانه شيء مستحيل...أطفالها عند تلك النقطة أستعادت توازنها وتنفست بعمق: أيوه ياحمد خطيبي...
رأى أكنان أصابعها ترتجف فعلم أنها تكبت أنفعالها بصعوبة
من صدمته أرتد خطوة للخلف...وتجمد في مكانه للحظات...نهاية الامل بالنسبة له...فهي أحبت غيره ...ولا يملك سوى تمني السعادة لها...قال بابتسامة شاحبة حزينة: مبروك ...
ردت عليه بابتسامة باهتة : الله يبارك فيك
نظر لها نظرة وداع ثم خرج من الغرفة ..مقررا الخروج من حياتها نهائيا...
التمع الشرر في عينيها وهي تقول: أرتحت بعد مانفذت كلامك...أتفضل أطلع برا...
غمز بأحدى حاجبيه : أنتي نسيتي أنك بقيتي خطبيتي...ده كلامك مش كلامي..
هتفت في أنفعال: أنا قولت كده عشان أقطع الأمل عنده أني ممكن أرجع ليه في يوم من الايام ...مش عشان خوفت منك...وقولي أنت عرفت أزاي باللي حصل ليا
قال بهدوء: مكلف واحد ياخد باله منك ...
صاحت في وجهه بغضب: أنت مخلي واحد يراقبني...مش من حقك تعمل كده..
_ من حقي ...أنتي أم ولادي
_ كفاااية بقا حرام عليك
_ أنتي اللي كفاية وبلاش تنشفي دماغك ...أنا قولت أديكي وقت لحد ماتتقبلي الصدمة وتفكري في مصلحة ولادنا وتركني مشاعرك وكرهك ليا على جنب...بس أنتي مصممة تعاندي معايا...هسألك تاني موافقة تتجوزيني
هزت رأسها ثم قالت بأصرار: لأ
أبتسم بمكر ثم قال: أنا سألتك وأنتي قولتي لأ...وغلبتي مشاعرك على مصلحة ولادنا...أنما أنا فكرت في مصلحتهم كويس..وقررت الأتي...الولاد هاخدهم من الملجأ وهكتبهم بأسمي وهطلع ليهم شهادات ميلاد بأسم الاب اللي هو أنا وأسم الام اللي هتكون أي واحدة هتجوزها...أنا مستعدة أتجوز أي واحدة عشان خاطرهم هما عشان يبقو جايين من علاقة شريعة...
أتسعت عينيها من صدمة ماتسمع : أنت بتقول أيه
قال بلامبلاة مصطنعة : اللي سمعتيه ...
_ بس ده تزوير
_ أسمه بضمن ليهم حقهم وأخلي راسهم مرفوعة
_ أنا مش هسكت
_ أعملي اللي أنتي عايزه ...أنتي عمرك ماهتقدري تقفي قصادي...أنا أتكلمت معاكي بالعقل والمنطق وأنتي رفضتي...
لمعت عينيها بالدموع وقالت بنبرة مضطربة: ليه القسوة دي...
شعر بطعنة مؤلمة داخل صدره وهو يرى دموعها...لكنه قرر الحصول على موافقتها بالزواج منها بأي طريقة...حدث نفسه...لا تجعل دموعها تضعفك...فهي لن توافق على الزواج منك الا بهذه الطريقة...أمسك ذراعها وهتف : مش قسوة ...بفكر في مصلحة ولادي...لو خرجت من الاوضة دلوقتي قبل ماأسمع ردك ...أنسي أنك تشوفي الولاد بعد كده...ثم أولاها ظهره وتحرك ببطء ناحية الباب...داعيا في سره أن تقول نعم...قوليها يازهرة...قبض على مقبض الباب وفتحه وخطى أول خطوة باتجاه الخارج...
صاحت بألم : أنااااا...أناااا موافقة...
تقوس فمه بابتسامة واسعة أخفاها بسرعة ثم التفت لها قائلا بهدوء ظاهري: أنتي كويسة
أستغربت من سؤاله ...هزت رأسها : أيوه
_ تقدري تمشي
_ أيوه
تحدث بهدوء: يبقا يلا بينا
مسحت دموعها وقالت بتوجس: يلا بينا فين ؟
أجابها قائلا : كام مشوار
سألت بأصرار : مشاوير أيه
أجابها بهدوء : أول مشوار ....هنروح على أقرب مكتب مأذون عشان نتجوز...ثم أخرج هاتفه وأتصل بسائقه
وقفت متصلبة مكانها تنظر له بصدمة وجدتها يجذبها من ذراعها قائلا بهدوء: يلا يازهرة
مضت زهرة بذهن مشوش الى الخارج معه...هبطا في المصعد الى الدور الأرضي وخرجا من المستشفى...كان السائق بانتظارهم ....فتح لهم الباب ...وبمجرد جلوسهم أنطلق السائق...أغمضت عينيها ثم راحت تردد بخفوت : أنا بحلم أنا بحلم
سمع همسها ...تقلصت ملامح وجهه بألم وفضل الصمت على الكلام...
توقفت السيارة بعد وقت قصير أمام مكتب المأذون ونزل السائق وبعد عدة دقائق أتى ومعه ثلاث رجال...فتح المأذون أوراقه في السيارة....وبدأ في توجيه الاسئلة التقليديه الى العروس والعريس والشاهدين...ثم وثق الشيخ وثيقة الزواج ثم وقعت زهرة وأكنان والشاهدين...خرج المأذون والشهود ولم يتبقا في السيارة سواهما ...أشار أكنان للسائق بالتحرك...
نظرت له بتوهان ...كل شيء حدث بسرعة ...حدثت نفسها...هل هي أصبحت حقا زوجته ...شعرت أنها تعيش حلم مزعج ...سألت بصوت مرتعش: هو أحنا كده أتجوزنا...
نظر اليها مليا ثم أجاب برقة: أيوه يازهرة ..
عبرت السيارة بوابة حديدية ...نظرت من خلال الزجاج تتسائل الى أين ذهب بها هذه المرة ...
قال بأكنان بهدوء : ده الملجأ الجديد
رد بلهجة مضطربة : ملجأ أيه
_ ملجأ بديل عن ملجأ الملائكة الصغار
_ هو أنت المتبرع المجهول
_ أيوه أنا...خليكي هنا في العربية...هدخل لمدام ليلى هكلمها وهاخد منها أياد ووليد ...أنا مكنتش مخطط أخدهم دلوقتي خالص ...لكن كل حاجة جات بسرعة...
وبعد أقل من نصف ساعة ...رأته من على بعد عدة أمتار يحمل كلا الصغيرين في حضنه ...والابتسامة تضيء وجوه أطفالها...لمعت عينيها بالدموع وهي تشاهد فرحتهم الغامرة ...مسحت بسرعة دمعة فرت هاربه من عينيها عندما أقتربا من باب السيارة...بمجرد دخول الصغيرين الى داخل السيارة ...أخذ يقفزان بمرح فوق الكراسي...
هتف أياد بمرح طفولي : عمو هياخدنا نعيش معاه يأبلة زهرة
قال أكنان بهدوء: من يوم ورايح هتقولي يابابا ومفيش عمو تاني...وأبلة زهرة هتقولها ياماما ...ووزع نظراته على كلا الطفلين ...سمعتوني كويس ...أحنا هنبقا ماما وبابا وبس
تقبل ووليد الكلام ببرائة دون تعقيد ...هذه الكلمة لا تعني لهم الكثير سوى مجرد كلمة...
هتف وليد وأياد في نفس واحد: بابا أكنان وماما زهرة ...ثم القو أنفسهم في حضن زهرة بسعادة...
أياد بمرح طفولي: أنا مبسوط أنك ماما
وليد بابتسامة واسعة : وأنا كمان عشان بحبك ...ماما ..وأخذ يكرر كلمة ماما ...ماما...أنا بحب أقول ماما...ماما
رقرقرت الدموع في عينيها ثم اردفت بصوت مختنق من التأثر : وأنا كمان بحب كلمة ماما وكان نفسي أسمعها من زمان...ضمتهم بالقرب من صدرها...ضمة والدة غاب ولدها ثم عاد لها بعد غيبة طويلة...ضمت الصغيرين بالقرب من بعض...وأنسابت دموعها الحارة على وجنتيها دون توقف...دفنت رأسها بينهم وانخرطت في البكاء...شعرو بالفزع من بكائها...
نزع وليد نفسه مبتعد شاعرا بالخوف ...أما أياد ظل في حضنها وأخذ يبكي هو الأخر...
قال بتأثر: أهدي يازهرة ...الولاد أتفزعو منك
قالت من بين شهقات بكائها : بلاش عياط ياأياد ...أنا بعيط عشان فرحانة ...ومسحت دموعها وأبتسمت لهم : أخر مره هتشوفوني بعيط ...أنا دلوقتي فرحانة أوي
توقف بكاء أياد ونظر له بعيون متسعة وقال : وأنا كمان ...عشان بحبك أوي
وهتف وليد هو الأخر: وأنا كمان بحبك
شعرت في هذه اللحظة أنها تطفو فوق غيمة من السعادة ....بسبب نطقهم كلمة ماما...رأى عينيها تلمع ببريق لامع...
قال برقة : في حد عايزه توديعه...
سألته زهرة: تقصد أيه بكلامك
_ زهرة اللي شايفه دلوقتي قصادي خلاص مش هيبقا ليها وجود...زهرة اللي تحت القناع هي اللي هتظهر للكل بأسم مراتي أم ولادي...كنا متجوزين زمان وسبنا بعض وبعدين رجعنا لبعض...وده هيكون بس الكلام اللي هقوله للكل...أتقابلنا أزاي وليه أنفصلنا ...ردنا هيكون دي خصوصيات والماضي شيء وأنتهى....
كانت تكفيها نظرة واحدة لطفليها وهي ترى سعادتهم الا نهائية...فتناست كرهها له وقالت باستسلام: اللي تقول عليه هنفذه...بس قبل أي شيء وديني شقتي الاول ...أسلم على ضحى وأهلها...ضحى صحبتي وأكتر من أختي ساعدتني كتير ووقفت معايا وهي خلتني أسكن في البيت عندهم هي الوحيدة اللي عارفة سري وحفظت عليه...طب أهلها أقولهم أيه؟
_ قوليلهم اللي شايفه صح وهيريحك...
توقف بالسيارة أسفل منزلها ...ثم قال : أنا هستناكي هنا بالولاد ...ومتاخديش أي حاجة من شقتك ...أنا هكلف ناس يفضوها ليكي وبعدين تبقي تختاري اللي عايزه تخليه معاكي...
خرجت من السيارة بسرعة حتى لا ترجع في قرارها وصعدت السلالم ووقفت أمام شقة ضحى للحظات وهي تتنفس بحدة ثم طرقت على الباب..
زهرة بابتسامة شاحبة : ضحى جو
ردت أمينة بابتسامة: هتلاقيها في أوضته
_ ممكن أدخلها
_ أدخلي يابنتي من غير أستئذان ده البيت بيتك
_ تسلميلي ياطنط ...
طرقت زهرة على باب غرفة ضحى ...ثم دلفت مباشرة
ضحى بفضول: يادي النور...مش عوايدك أنتي اللي تطلعي ليا ...خير ياست زهرة
زهرة بارتباك لا تعلم من أين تبدأ الحوار: من الأخر كده أن أتجوزت ...
أنتفضت ضحى في مكانها ...قالت مرددة بذهول : أتجوزتي..أتجوزتي ...دا اللي هو أزاي وأمتى...
زهرة بصوت مخنوق متقطع : النهاردة وبالاصح من ساعة تقريبا...
هزت رأسها بصدمة : أنتي بتتكلمي جد ...قولي اللي أنتي بتهزري...أنتي بتهزري صح
ردت نافية : لا مش بهزر ...أنا أتجوزت النهاردة ...أتجوزت أكنان أبو ولادي
جذبت ضحى ذراع زهرة وأجلستها فوق الفراش وجلست بجواره ...ونظرت لها بفضول : أحكيلي كل اللي حصل بالظبط فاهمة يازهرة...
بدأت زهرة في سرد ماحدث وظلت ضحى تستمع فقط دون التعليق على كلامها بأي كلمة....
وعندما أنتهت تنهدت ونظرت الى ضحى قائلة : وبعد رفضي فجأة لقيت نفسي متجوزها...أتجوزته رغم كرهي له...مش عارفة أزاي...همست بشرود ...أنا عارفة ليه أتجوزته ...عشان ولادي ...أول ماقال هياخدهم وهيكتبهم بأسم واحدة تانية...فقدت كل قوتي...وأول ماأخدهم من الملجأ وقالو ليا ياماما...كان قلبي هيطلع من مكانها ...حسيت بقلبي هيقف من الفرحة...سالت دموعها على وجنتيها دون أن تشعر...لما سمعت كلمة ماما نسيت كل حاجة ...كل حزن وألم عيشته ...
ضمتها ضحى وربتت على رأسها بخفة...وقالت بنبرة رقيقة : أنتي نصحتيني كتير يازهرة ...وأنا شايفة نفسي في وضع لزم أنصحك فيه...طبعا مفيش عذر لغلطته معاكي دي جريمة.... أنا بكرهه أكتر منك بسبب اللي عمله معاكي...لكن بصراحة في غيرك وفي نفس وضعك هما اللي بيحاولو يثبتو نسب ولادهم للأب...أما هو العكس هو اللي عايز ثيبت ولاده ليه...وأنا شايفه دي حاجة كويسة فيه... هو بجوازه منك بيقدملك فرصة العمر...ولادك هيبقا ليهم أب وأم وهيكبرو في حضنك ...خلاص يازهرة...أنسي الحادثة ...أنسي الماضي...أنسي أنه جوزك...عيشي الحاضر مع ولادك وبس...
مسحت دموعها وتنهدت بألم : وده اللي ناوية أعمله...هنسى عشان خاطرهم وهستحمل ...ماأنا ياما أستحملت....
سألت ضحى : ناوية تعملي أيه دلوقتي؟
ردت زهرة : قولي هو اللي ناوي يعمل أيه؟
_ وهو ناوي يعمل أيه ؟
_ مش عارفة لسه ...الصدمات منه عاملة زي المفاجأت...زي جوازي منه اللي حصل في غمضة عين ثم ضحكت بألم ...وبعدين ولادي اللي أخدهم من مدام ليلي بكل سهولة ومن غير أجراءات...وبيقولي أنسي زهرة دي وأرجعي لحقيقتك...
هتفت ضحى بموافقة : أخيرااا يازهرة...هتشيلي تنكرك ده...
نظرت لها نظرة غريبة: هو أنتي كل ركزت فيه أني هشيل وشي المزيف...
قالت ضحى بلهجة رقيقة: هو أنتي مبسوطة بنفسك كده...
_أيوه مبسوطة وأتاقلمت علي شكل ده لحد ماتعودت عليه
_ أنا بقا مكنتش مبسوطة ليكي...وكنت بقول ده البديل الوحيد قصادك أنك تبقي مجهولة عشان تقدري تعيشي بين الناس من غير ماحد يتعرض ليكي أو يطمع فيكي ...عشان تقدري تاخدي بالك من أمك الله يرحمها...بس دلوقتي كل الاسباب دي أنتهت وتقدري تعيشي بشكلك الحقيقي من غير العذاب اللي بتتعذبيه كل يوم لما تخرجي للناس...لازم البروكة واللينسز والفاونديشن اللي بتستعمليه اللي مداري على لون بشرتك...لو رجعتي لحقيقتك هترتاحي من كل التعقيد اللي بتعمليه في نفسك كل يوم...يازهرة أتكلي على الله وعيشي حياتك بقا كأن مفيش حاجة حصلت... وأذ كان عليه هو أعتبريه كأنه مش موجود قصادك...ومسير الأيام هتدواي جرحك
أنسي عشان تقدري تعيشي...
هزت رأسها باستسلام لمصيرها المقدر والمكتوب:أن شاء الله ياضحى...وأهلك ياضحى هقولهم أيه لما أختفي فجأة من حياتهم وفرحك وهو مستنيني تحت مع الولاد في العربية...أول ماخطي برجلي جوا العربية هتكون دي نهاية زهرة اللي شايفها قصادك...
فكرت ضحى للحظات ثم قالت: في موضوع كنت مخبياه عنك...وجاه وقته
سألت زهرة : موضوع أيه اللي كنت مخبياه عني
ضحى بهدوء: بابا باع البيت ...وكنا هنعزل لشقة تانية...بس عشان جوازي اللي جاه بسرعة...أجلو العزال لبعد فرحي...
نظرت له زهرة بصدمة: كنتو هتمشو من غير ماتقوليلي...
ردت بلهجة أسف: كنت هقولك ...بس قولت بعدين ظروفك مكنتش تسمح لصدمة تانية...كنت والله هقولك...
_ من غير حلفان ياضحى مصدقه...
_ موضوع أهلي وأتحل هما مشغولين في جوازي...ومش هيلاحظو وجودك في البيت...وأنا هبقا أقولهم أي حاجة...ممكن أقولهم أنك طلعلك أهل من بعيد ورحتي تعيشي معاهم بعد مابقيتي وحيدة...وأنتي اللي عليكي تبقي تتصلي بيهم توديعهم وتقوليلهم الكلمتين دول...أما أنا أمري سهل...
_ أزاي بقا سهل...أنتي أكتر من أخت ليا وكان نفسي أبقا معاكي في كل حاجة...
_يااختي أنا مسامحة...كفاية عليا أنك حتحضري الفرح ولبسه فستان شيك وبشكلك الحقيقي ...مش شكلك ده اللي كان هيعرني في الفرح...أهو لقيت ميزة في أم الجوازة دي ...وضحكت
وكزتها زهرة في صدرها بعنف وقالت: أنا بردو شكلي عرة...
ردت بابستامة خفيفة : أومال شكلك ده أيه...ده أنا بحمد ربنا أني هترحم منه أخيرا بعد سنوات من عذاب التشوه البصري اللي جرالي بسببك...وفكي التكشيرة دي من على وشك....هااا فكي بدل ماالغي جوزاتي من كيمو العسل...كيوووت وراجل أوي وحنيين أوي
صاحت زهرة في وجهها : فووووقي...وبالله عليكي أحلمي بيه في وقت تاني مش ناقصة فقعت مرارة أنا فيا اللي مكفيني....
ضحى بضحك : ياااه عليكي يازهرة قطعتي أفكاري....
نهضت من مكانها : أنا همشي بقا عشان أتأخرت عليهم ...وهسيبكم مع أحلامك
قامت هي الأخرى وضمت زهرة وقالت لها بحب: ربنا معاكي يازهرة ويقويكي على الأيام اللي جاية...
همست بدعاء: يارب ياضحى ...أنا مش عارفة أحوالي هتكون أيه...
_ كل خير يازهرة...بقولك يازهرة لما تخرجي تبقي تمهدي لماما على موضوع أهلك اللي هتعيشي معاهم ....عشان لما أكلمها بعدين يكون عندهم خبر..
هزت رأسها في صمت ثم فتحت باب الغرفة ودلفت الى الخارج...نادى على أم ضحى...
خرجت أمينة من المطبخ وقالت : نعم يازهرة كنتي عايزه حاجة
ردت بابتسامة خفيفة : أيوه ياطنط ...كنت عايزه أقولك هسيب الشقة..
أمينة بخضة : ليه يابنتي في حد ضايقك ...
ردت نافية : لأ مفيش حد ...بس طلعي قرايب من ناحية ماما الله يرحمها...لما عرفو بخبر موتها...صممو أسافر وأروح أعيش معاهم بورسعيد...
_وهتمشي أمتى
_ معرفش أمتى بالظبط ...بس خلال يومين بالكتير...
_ طب وفرح ضحى ...
_ غصب عني ياطنط ...أنا ماصدقت حد من قرايبي يظهر ليا بدل مانا مقطوعة من شجرة ...الاهل عزوة...أنا قولت لضحى وهنكون علطول على أتصال مع بعض...
_ عندك حق يازهرة الاهل عزوة...
_ هتوحشوني أوي لما أسافر
أمينة ضمت زهرة وقالت بحنية : وأنتي كمان يازهرة ...
أغلقت زهرة الباب خلفها...أغلقت صفحة كانت مؤلمة في حياتها ...
أتجهت الى السيارة ...فتحت الباب وفتحت صفحة جديدة من حياتها بهوية جديدة...القت نفسها على الكرسي وبمجرد أغلاقها الباب...أشار أكنان في صمت للسائق بالأنطلاق...
وبعد فترة من القيادة توقفت السيارة ..أمام أحدى المولات ...
أكنان بهدوء : يلا بينا ندخل المول
وليد وأياد في نفس واحد : في لعب جوا
رد عليهم بابتسامة: في جوا حاجات حلوة كتير...
نظرت الى سعادة أطفالها وأبتسمت لهم ...ثم تحركت مع أطفالها الي داخل المول ممسكة بأيديهم برقة ...ترك وليد وأياد يدها بمجرد دخولهم ...وأخذو يركضون هنا وهناك بمرح...
قالت بهمس : أومال فين الناس
رد بلهجة هادئة : أنا فضيت المكان عشان لما نيجي تعرفو تاخدو راحتكم فيه...
زمت شفتيها بعبوس : وسهلة أنك تفضي مول بالحجم ده في الوقت القصير ده ...
رد بلهجة هادئة: سهلة عشان أنا صاحب المول...
هزت رأسها بضيق وتمتمت : أه
ترك الصغار برفقة أحد الحراس يلعبون...وأشار الى زهرة لكي تأتي معه...
وقفت مبهوتة أمام واجهة المحل.. قالت بتردد: وقفنا هنا ليه؟
_ أختاري اللي أنتي عايزه ..
_ وأنا مش عايزه منك حاجة
_ وقت الكلام ده فات ...أحنا أتجوزنا وأنتي وافقتي هتغيري شكلك ده عشان لما تظهري للكل بشخصيتك الجديدة...
دخلت الى الداخل مضطرة وأختارت ماتريد وعند الانتهاء ...
قال أكنان بابتسامة هادئة : يلا بينا
ردت زهرة بسخرية : يلا بينا فين تاني ...
تجاهل سخريتها وقال: مركز التجميل ...عشان تشيلي كل اللي في وشك ده...وذهب بها الى مركز التجميل وكانت منتظره قدومهم مدام جيجي....
جيجي بابتسامة مرحبة: أهلا بيك أكنان بيه...
أكنان بلهجة عملية : هسيب ليكي زهرة هتقولك على كل اللي هي عايزه...
جيجي بابتسامة: أتفضلي على الكرسي هنا....
تلاعبت يدي جيجي الماهرة في شعرها وأرجعته الى طبيعتها...ثم أنتقلت الى بشرتها...وفي خلال ساعتين أنتهت ...نظرت زهرة الى نفسها في المرأة ...فلم تصدق مارأت...القناع أختفى... قسمات وجهها كماهي لكنها أصبحت أجمل بكثير عن وهي مراهقة...
هتفت جيجي بذهول : واووو مش مصدقة نفسي ...أنتي بقيتي حاجة تانية خالص...هو أنتي كنتي عاملة في نفسك كده ليه ...
ردت زهرة بابتسامة خافتة : أصلي كنت في حفلة تنكرية
جيجي بعدم تصديق: حفلة
زهرة بالامبلاة : أيوه حفلة ...ثم تركتها وغادرت مركز التجميل...
بحثت عنهم في الخارج لم تجدهم ...لكن سمعت صوت ضحكاتهم ....أتجهت مسرعة ناحية المصدر...في ملهى الأطفال...كانو يجلسون جميعا فوق الأرجوحة ...كانت تدور...وكلما دارت أسرع تعالت أصوات ضحكاتهم...والبسمة تزيين وجوههم...نظراتها تتبعت كل بسمة...كل حركة من أطفالها...لمعت عينيها بالدموع...وحدثت نفسها بأنها فعلت الصواب...
ثم فجأة نظر ...ليجد زهرة واقفة على بعد عدة أمتار...لم يصدق عينيه ...كانت رائعة ...أضاء وجهها نورا زاد جمالها سحرا ....
حاول التحكم في أنفاسه المضطربة وعندما توقفت الارجوحة عند الدوران ...قد أستعاد تنفسه الطبيعي...
أكنان قال : يلا بينا عشان نروح
كلا الطفلين هز رأسهم برفض قائلين : عايزين نلعب تاني
أكنان بلهجة حازمة: أوعدكم هتيجو هنا تاني ...بس دلوقتي هنروح ...
أكنان قال بابستامة : يلا بينا بقا على البيت ...
عندما حاولت زهرة أمساك يديهم ...هتف وليد وأياد : مين دي ؟
أبتسم أكنان قائلا : زهرة ...ماما
نظرو لها ذهول وقامو بفرك عيونهم : بجد ...دي بقت حلوة أوي...
تصنعت الحزن ثم قالت : هو أنا كنت وحشة الأول..
أياد بلهجة طفولية صادقة : أه
_ أنا كده أزعل منك ياأياد
_ وحشة بس بحبك
أبتسمت على رده البريء: خلاص مش زعلانة...طب وبشكلي ده ؟
وليد وأياد في وقت واحد: هنحبك أكتر....
أتسعت أبتسامتها وقالت : باين عليكم هتبقو أشقية لما تكبرو...
ذهب بيهم الى فيلته الخاصة...
في الداخل ...الاطفال بمرح : أحنا هنعيش هنا..
هز رأٍسه بخفة : أيوه ...وأشار للخادمة ...ثم قال : طلعيهم على أوضتهم ...يلا ياحبابيي أطلعو شوفو أوضتكم الجديدة...
وعندما ذهبا ...نظر الى زهرة التي ظلت واقفة صامته في مكانها ...عينيها تتبع أختفاء صغارها...
حاول أخفاء مشاعره لكي لا يخفيها...يكفيه حتى الأن وجودها بالقرب منه....قال لها بلهجة رقيقة: الفيلا دي بتاعتك أنتي والولاد ...أنا فيها مجرد ضيف...كل يوم طبعا هجي أقعد مع الولاد شوية وهمشي...المكان هنا في كل حاجة ...في خدم وحرس...مش حتحتاجي حاجة خالص...أنا هظبط أموري...وكل الاجراءات بخصوص الولاد ...هطلع ليهم شهادات الميلاد ...وهشوف ليهم مدرسة...ولما تستقرو هنا وياخدو على الوضع وياخدو علينا...هعطلع أقول للكل عليكم ...وأننا أتعرفنا زمان وبعدين أنفصلنا وأنتي كنتي مسافرة وبعدين رجعنا لبعض ...وأسم زهرة ده أنسيه ...أنا من يوم ورايح هناديكي يازوزو..
همست زهرة بسخرية : في حاجة تاني..
رد أكنان بثبات : لا مفيش ...أنا ماشي وأحتمال مجيش بكرا عشان مسافر...
ثم تركها وأستدار مغادرا ...تاركا أياها تواجه حياتها الجديدة...
_______#بقلم_سلمى_محمد
شعرت صفية أنها السبب فيما يحدث لأبنها...وأن السحر أنقلب عليها...ذهبت الي الشيخ فرحات لكي تفك السحر عن زوجته لعل وعسى الله يغفر لها...لكن لم تجده فلقد سافر أحدى البلاد العربية...حاولت الأتصال بيبسان العديد من المرات لكي تأتي لرؤية زاهر ...لكنها رفضت المجيء...
صفية بغضب والدموع تنهال على وجنتيها : أنتي السبب ...أنتي اللي دلتيني على طريق الشيخ ده...أعمل أيه دلوقتي بعد ماسافر ومعرفش طريقه فين ...أفك السحر عن مراته أزاي
سعدة بارتباك : معرفش ...طب خليها تيجي هنا ...ونخلي أي شيخ يريقها...ويفك السحر عنها
صفيه ببكاء: هي مش عايزه تيجي...ماهي بس لو جيت ...هجيب ليها شيخ من اللي بيفكو السحر ....يفك السحر اللي عملته ليها...كل جاه على أبني...أاااه يابني ...أاااه ياحته من قلبي...وقامت باللطم على صدرها....أاااه يابني...أنا السبب
قالت سعدة بتوتر: هيقوم ياستي ويخف
نظرت لها صفية بعضب : مش عايزه أشوف وشك خالص قصادي ...أطلعي برااااا
هرولت سعدة الى الخارج بسرعة...
____#بقلم_سلمى_محمد
ذهب كريم لمقابلة بيسان عندما علم من أكنان ماحدث لزاهر....وتصميم بيسان على البقاء بعيدة عنه....
في داخل غرفتها ...
كريم با
الحلقة 13 و 14
الحلقة الثالثة عشر
#زهرة_ولكن_دميمة_الجزء_الثاني
#بقلم_سلمى_محمد
أستيقظت ضحى بمجرد تركه الفراش ...أسندت رأسها على الوسادة ونظرت باتجاه الشرفة وهي تبتسم بسعادة...كريم كان في منتهى الرقة وتفهم خجلها وتعامل معاها بلطف
فاقت من شرودها مفزوعة على صوت صياحه : وده حصل أزاي...
دخل الى الشرفة مسرعا....فسألته بقلق : في أيه
بدا على وجهه الهم الضيق...أتجه الى الخزينة وقام بأخراج ملابس له ...ثم قال بشرود : غصب عني مضطر أنزل وأسيبك...
قامت من الفراش وأقتربت منه ...وبصوت متوتر سألته: ماتقولي في أيه ياكريم ...
قال بسرعة : جيلان أتصلت بيا ...قالت أنهم نقلو بيسان المستشفى...
ظلت صامتة للحظات...تدير كلماته داخل عقلها ...ثم سألت بلهجة يشوبها القليل من الغيظ: ومالك أول ماوصلك الخبر وأنت مش على بعضك...
التقط سمعه الغيرة في صوتها...رفع أحدى حاجبيه وقال متعجبا: أنتي بتغيري ياضحى...
مطت شفتيها وقالت: أغير من أيه...لأ طبعا مش بغير...
أبتسم كريم لا أراديا...ومال على شعرها يشم عبيرها المميز...مغمض العينين في أنتشاء...خجلت مما فعل فأحنت رأسها للأسفل...جذبها بجواره ثم أجلسها على الأريكة...وجلس بجوارها...نظر لها بحب وقال بتفهم: ليكي حق تغيري لما جوزك حبيبك ينزل ويسيبك تاني يوم جواز عشان خاطر بنت عمه...حابب أعرفك عشان المستقبل ومنعا للغيرة بعدين....أن بيسان تبقا أختي في الرضاعة وأفراد العيلة بس هما اللي يعرفو كده...
مالت ضحى ناحية كريم وعانقته بخفة ...وهمست بأسف: زعلت مني...
ضحك بخفة : تبقي عبيطة...
أبتسمت ضحى وهي تميل اليه...أفتر ثغرها عن أبتسامة لا أرادية: أيوه
نهض من جانبها وقال : معلش حبيتي هسيبك
_ أجي معاك
_لا خليكي أنت هنا وأنا هبقا أتصل بيكي
_ هتوحشني
_ وأنتي كمان هتوحشيني...ثم خرج مسرعا من الغرفة ...
نظرت ضحى بشرود الى الباب الذي خرج منه...أتكئت بكلتا مرفقيه على ركبتيها...وأخذت نفسا عميقا....رن هاتفها وكان المتصل أمها...
سألت الأم أبنتها لكي تطمئن عليها: الأخبار أيه ؟
ضحى بابتسامة خجولة : مبسوطة أوي
_ ربنا يسعدك يابنتي ويفتح ليكي أبواب الخير
_____#بقلم_سلمى_محمد
أخذت تركض بأقصى ماعندها....هاربة من شيء مجهول يجري خلفها....خائفة من الالتفات خلفها لرؤية ماهيته...سمعت كلمات تقرأ أخترقت عقلها الغائب عن الوعي...حاولت فتح عينيها...لكنها كانت تشعر بالألم في رأسها وطنين بأذنيها شديد ... وألم لا يحتمل في معدتها...فتحت بيسان عينيها ببطء لتجد الرؤية ضبابية أمامها...أغمضت عينيها مجددا وحاولت فتحها مرة أخرى...
أنتبه الجميع الى حركتها...فهي ظلت غائبة عن الوعي لأكثر من ساعة بعد خروجها من غرفة العمليات...
أنتبه الجميع الى حركتها....وضعت جيلان المصحف التى كانت تقرأ منه بسرعة على الطاولة...أقترب منها أكنان وكريم ونجم....
سألت بصوت متألم : أنا فين وحصلي أيه...
جيلان بنظرات قلقة : أغمى عليكي...
حاولت النهوض...لكن ألم شديد تمكن منها جعلتها تهتف بوجع : أاااه...أنا حصلي أيه؟....حد فيكم يرد عليا...
ردت عليها جيلان بحزن: كنتي حامل والبيبي نزل...
رمقت الجميع بنظرات ملتاعة هائمة في صمت مؤلم...لا تدري مابها أتبكي أم تفرح...عقلها أصبح مشوشا...أصبحت لا تعرف نفسها وكأنها داخيلة على هذا الجسد...
جيلان برقة: متزعليش يابيسان بكرا ربنا هيعوضك خير...
أكنان بلهجة حزينة : بكرا تقومي وتكوني أحسن من الأول ...
حاول الكل مواساتها...بقول كلمات مشجعة لها...
صوتها ترقق..وتحول الى لهجة ضعيفة تدمي القلب: أنا كويسة...صوتها تلاشى...شعرت بالدوار...باااابااا...
هتف نجم بهلع : بيسااان...
تصلبت جيلان في وقفتها وهي ترى بيسان تغمض عينيها...أما كريم وأكنان خرجا من غرفتها مسرعين لمناداة الطبيب...
في الداخل ...عندما أنتهى الطبيب من الكشف عليها ...قال الطبيب بهدوء: هي محتاجة راحة دلوقتي...ثم أشار للمرضة الموجودة بجواره...فقامت بتغير المحلول المغذي الفارغ بأخر جديد ووضعت فيه مهدىء...عندما أنتهت قال الطبيب موجها كلامه للجميع : ياريت الكل يخرج دلوقتي...
خرج الكل على مضض...الا من جيلان التي ظالت جالسة على الكرسي المجاور لفراشها...
في الخارج ....
قال كريم بصوت كئيب: أيه اللي حصل وخلاها توصل للمرحلة دي....
نجم بحزن : معرفش ياكريم من يوم ماجيت من أسوان وهي حالتها مش طبيعية ...ومفيش حد فينا حاول يجبرها على أي حاجة ولا حد فينا ألح في سؤاله ليه سابت زاهر وهو في وضعه ده...
نظر لهم أكنان ثم ضاقت عينيه بتفكير للحظات ثم قال : أكيد في حاجة حصلت وخلاها توصل للحالة دي...حادثة زاهر وأنطواء بيسان وعزلتها... أكيد في سر...
سأل كريم بملامح مفكرة : أزاي الواحد مفكرش في الكلام ده ...وأن ممكن تكون في حاجة...بس ايه اللي ممكن يحصل يخلي بيسان تتغير كده ....
هز رأسه بحيرة : معرفش ...بس الوضع ده ميتسكتش عليه أكتر من كده...
نجم وكريم في وقت واحد : وناوي تعمل أيه ...
ضيق عينيه أكثر ثم قال : أنا هسافر أسوان...أحاول أعرف الحقيقية منهم هناك وأذ كان في مشاكل بين بيسان وزاهر هي اللي خلت الوضع بينهم بالسوء ده....
____#بقلم_سلمى_محمد
رأت سيارته تتوقف أمام الفيلا...لكنها كانت تشعر بالغضب...فالنهار شارف على الأنتهاء والشفق بدأ يقترب...ولم يكلمها سوى مرتين فقط لاغير طوال الساعات الماضية...وكان كلامه قاصر على جملتين خلي بالك من نفسك...
رأها تقف في الشرفة معطية له ظهرها...أستشعر غضبها من طريقة وقفتها وعدم التفاتها له....
كريم بلهجة رقيقة : واحشتيني الكام الساعة اللي فاتو ...وكنت ديما على بالي...بس أعمل أيه الوضع كان في المستشفى صعب والواحد كان على أعصابه...أول ماوصلت لقيتها في أوضة العمليات وأجهضت البيبي...
شهقت ضحى بفزع : هي كانت حامل وسقطتت
هز رأسه بأسى : أيوه مكنش حد فينا يعرف....جمسها مستحملش الحمل...من الوقت اللي أنفصلت فيه عن جوزها وهي بقيت زاهدة في الدنيا وعلطول حبسه نفسها...
تبخر غيظها وأختلج قلبها لكلامه: وهي عامله أيه؟
_ الحمد لله أحسن..
أدارها اليها لتواجهه...حاول التخفيف من جو الكأبه فقال ممازحا : شكلك كان حلو وأنتي وافقة بتنفخي ومستنية تشوفي وشي عشان تطلعي نار في وشي...
لم تبتسم على مداعبته وقالت : هزار تقيل على فكرة ...أنا كنت مضايقة عشان أتأخرت عليا ومهنش عليك تريحني بجملة مفيدة...وكنت خايفة وقلقانة عليك أوي
_ الواحد أتلاهى في اللي حصل...متزعليش مني...
أولته ظهرها فأمسكها بسرعة وقال: شكلك زعلانة...
تذكرت هلعها وخوفها ...فقالت بحدة : كنت وخلاص مبقتش زعلانة
شعر بالندم ...فهو أخطىء لأنه لم يطمئنها على الوضع في المستشفى...
ربت على وجهها برقة وقال بحب : أعمل أيه عشان أصالحك ومتفضليش زعلانة
_ متعملش حاجة
_ لأ لازم أصالحك
أبتسمت بخبث: مصمم تصالحني
كريم بابتسامة عاشقة: أكيد مصمم
ضحى بهدوء: يبقا تسيبني ...عايز تصالحيني يبقا تسيبني لوحدي...
صاح بها بتلقائية: لأ طبعا...ده أنا مصدقت أجي هنا وأشوف وشك اللي بينسيني الهم والزعل...تيجي تقولي أسيبك لوحدي...أطلبي أي حاجة غير أسيبك...
أخفت أبتسامتها وهي تقول: سيبني وشوف وراك أيه؟
ثم أولته ظهرها...شعرت بيه يرفعها ويحملها بين ذراعيه....ثم ألقاها فوق الفراش...
جلست بحدة على الفراش وقالت له : أنا مش عايزه أنام ...
أبتسم بهدوء: بس أنا عايز أنام ...وقام بتغير ملابسه...
خفق قلبها وابتسمت دون أن يراها...غضبها ليس له وجود ولكنها أرادت أيصال له أنها شعرت بالخوف والقلق وهو بعيد عنها...
عندما أبدل ملابسه...رقد على الفراش ثم ضمها الى صدره...وراح يمسح على شعرها بحنان ونظر لها بحب : أسف على القلق والخوف اللي سببته ليكي...
أمسكت يديه وقبلته وقال برقة : أنا كنت خايفة وأنت بعيد عني...لكن أول ماشوفتك الخوف راح...
_ مش زعلانة مني...
_أنا مقدرش أزعل منك ...أنت حبيبي وجوزي...
____#بقلم_سلمى_محمد
صاحت صفية بعصبية : أنتي مطرودة ومشفش وشك هنا تاني ...
سعدة بتوسل: أبوس أيدك ياستي...والله أنا كنت عايزه أساعدك ...لما شوفتك زعلانة من جوزاة سي زاهر..
أرتسم على وجهها ندم هائل وهي تقول : مش هقول غير روحي منك لله ويارتني ماسمعت كلامك ومشيت وراكي....أهو أبني راقد في المستشفى في غيبوبة وكله من ورا سمعاني كلامك ...روحي للشيخ فرحات هيعملك عمل هيريح قلبك ويبعد مراته عنه....أبني اللي أتاذى من الحكاية دي...ثم هتفت بلوعة محترقة ....أااااه يابني...أنا السببب...
بلهجة مترجية : بلاش تطرديني ياستي
صفية بلهجة مليئة بالألم : الكلام اللي قولت عليه يتنفذ...ومشوفش وشك في البيت هنا تاني...أطلعي براااااا
أنحنت سعدة رأسها لتقبل كف صفية ...لكنها نهرتها بعنف وصاحت في وجهها: براااا
كان ناصر في الخارج...سمع كل كلامهم...لم يستوعب للحظات ماسمع...أزدرد ريقه بصعوبة...تملكه غاضب عارم ...دخل الى الغرفة مسرعا...نظرت له صفية وسعدة برعب...
صفية بلهجة مفزوعة مرتبكة : أنت كنت في المستشفى...أيه اللي جابك دلوقتي ...
نظر له بوجه محمر من الغضب ثم هتف بانفعال: جيت عشان أعرف حقيقتك ياصفية...طب سعدة جاهلة ...أنتي أيه مبررك ...سحر بتلجيء للسحر ياصفية...ليه متعرفيش أن السحر حرام وأنه من السبع موبقات...ضرب كف على كف بقوة...لا حول ولا قوة الا بالله...سحر سحر ياصفية...لجئتي للسحر عشان تفرقي بين أبنك ومراته....أهو أبنك هيضيع بسبب أفعالك...وبتسألي جيت بدري ليه ...عشان أقولك أخر المصايب بيسان كانت حامل وسقطتت..
أنسالت الدموع على وجنتيها في صمت وهي تسمع كلامه...الحفيد اللي كنتي بتتمنيه مااات بسببك قبل مايشوف النور...لمعت عينيه بالدموع ثم قال بألم ...الحفيد اللي كنت بتمناه أنا كمان مات ...وياعالم أبني هيفوق من غيبوته ولا أيه...
أنتفضت في مكانها قائلة ببكاء: متقولش عليه كده...هيقوم وهيخف...
صاح بألم : مش باين هيقوم فيها...لمي هدومك ياصفية وروحي على بيت أهلك
صفيه بدموع متوسلة : خليني هنا ياناصر ...
صاح في وجهها: أمشي ياصفية...بدل ماأرمي عليكي اليمين دلوقتي...روحي عند أهلك وهيبقا ليا معاهم قعدة بعدين...
قالت بتوسل : ميبقاش زاهر وأنت كمان
_ أنتي السبب ...ثم هتف بألم...أنتي السبب...أمشي ياصفية...ونظر الى سعدة بغضب مميت : وأنتي مشوفش وشك هنا ولا بالقرب من أي مكان أكون موجود فيه...
_____#بقلم_سلمى_محمد
حاولت زهرة نسيان الأمها....الايام التالية على تواجدها في هذا المكان مع أطفالها كانت كفيلة بتخفيف ألمها ومعاناتها...من أجل راحتهم وسعادتهم بالتأكيد ستنسى مع الأيام جراحها...من أجلهم من أجل سعادتهم وراحتهم هم ...أهم لديها من سعادتها هي...
كانت زهرة تقوم بتقليب التربة والحفر....من أجل زراعة عدد من النباتات...وهي تحفر ألقت نظرة عليهم بحب وحنان وهما يساعدنها بالحفر...وصغار ماشا يقومون باللهو بجوارهم...شعرت في هذه اللحظة أنها تملك الكون وهي ترى تورد ملامح وجههم بالمرح والسرور...أبتسمت لرؤية أبتسامتهم...
تألق وجه أياد وقال بحماس: خلاص خلصت...ونفض يديه بمرح...
قال وليد بابتسامة : وأنا كمان خلصت...
ردت زهرة بابتسامة : وأنا كمان....
وليد وأياد بمرح طفولي في وقت واحد : هنعمل أيه تاني؟
بلهجة سعيدة قالت : هنسقي الزرع بالمية وكل يوم هنسقيه ميه...عشان الزرع يكبر ويطلع ورد...وكل واحد ليه زرعة واحدة دي هتبقا بتاعته هو اللي هيهتم بيها...
وأشار كل واحد فيهم الى البنات الذي سيقوم براعايتها والأهتمام بيه...
وبعد الأنتهاء من سقي النباتات...قالت زهرة بابتسامة هادئة: يلا ندخل عشان تستحمو ...زمانكم تعبتو من كتر اللعب
وليد وأياد برفض في وقت واحد: بس أحنا مش تعبنا لسه..
_ بس أنا تعبت وعايزه أرتاح
_ خلاص أحنا هندخل بس بشرط وغمز الى شقيقه أياد
رأت غمزة العين فابتسمت قائلة : أتفقتو على أيه من ورايا...
وليد بخجل : شوفتك بترقصي...
قاطع أياد كلامه : هو قال رقصك أحلى وأنا بقولو رقص سنواويت أحلى...
وليد بابستامة خجولة : بترقصي أحلى منها...ممكن توريه...
قرصت أذن وليد بخفة وقالت بضحك : عيب تبص على حد
همس بخفوت : مانا خبطت وأنتي مش حسيتي...
همست هي الأخرى: أذ كان كده أنت مش غلطان ...أنا لما برقص بنسى الدنيا واللي فيها....بطلع كل خنقتي وضيقي...
وليد بلهجة طفولية : خليه يشوف أن رقصك أحلى ...
هزت رأسها بصمت ثم قالت بمرح : رقصي أحلى بكتير من رقص سنووايت...
بقدمين حافيتين لمست الأرض بخفة... رقصت وبعد لحظات أندمجت بروحها وكامل حواسها...
عند ذلك الوقت توقفت سيارته أمام بوابة الفيلا...لفت أنتباهه صوتهم المرح...تصلب في مكانه عندما رأها من على بعد ...أقترب منها كالمغيب حتى أصبح على عدة خطوات منها...كانت حركاتها الراقصة رائعة...خفيفة...مبدعة...مثيرة....كان الفرح يشع من عينيها...كانت تدور بسرعة هائلة فتحولت الى فراشة مرحة مثيرة...شخصيتها نابضة بالحب...أنتفض في مكانه فلأول مره يرى السعادة في عينيها...
لم تنتبه لوجوده...فكانت في عالمها الخاص...
شعر بقلبه يصحو من سباته...ينتفض بعنف...رأها زنبقة تتمايل بقدها...ترقص حافية القدمين...كالمنوم مغناطيسيا وبدون أرادة منه خطى باتجاهها...يريد ألارتواء من ريحقها...
تملكها أحساس غيرمريح ...شيء أخبرها بوجود عيون أخرى متلصصة...نظرات غير مرغوبة...توقفت عن الرقص...تسمرت مكانها عندما رأته أمامها مباشرة...
شاهدها بأكثر من شكل والأن هي ريشة تلهو بها الامواج الهادرة...حاول الوصول اليها ...لكن الأمواج الغاضبة المنبعثة من داخل عينيها منعته...
قالت بانفعال: أيه اللي جابك دلوقتي..
رد عليه بهدوء ظاهري لا يعكس مابداخله من أشواق متقدة: كنت جي أشوف الولاد أقبل ماسافر...
وليد بفضول : هتركب طيارة
_ أيوه هركب طيارة
_ طيارة بتطير في الهوا
_أيوه ياوليد طيارة حقيقية
وليد مكررا كلامه : حقيقية حقيقية
أبتسم أكنان بهدوء: أيوه ياوليد...
وليد وأياد في وقت واحد : خدنا معاك ...نفسنا نركب طيارة...
رد عليهم بلهجة ثابتة : المرة الجاية....
وليد برجاء : خليها المرة دي...
رد عليهم بلهجة حازمة: قولت المرة الجاية يبقا المرة الجاية ...ثم أحتضنهم وقال برقة : هتوحشوني أوني
الصغيرين في نفس واحد : وأنت كمان...
نظرة زهرة الى أطفالها وقالت بابتسامة : يلا عشان نستحمى ونغير هدومنا اللي أوتسخت...ثم أنحنت وحملت صغار ماشا...تحركت وتحرك كلا الصغيرين معاها...
نادى أكنان قائلا : خلي بالك من نفسك ومن الولاد
أولتها ظهرها ولم تكلف نفسها عناء الرد عليه...أرتسمت على وجهها ملامح عابسة ثم زمت شفتيها بضيق داعية أن تتحمل رؤيتها دون أن ينقبض قلبها...
أختفت أبتسامته الهادئة ..وهي تمشي مبتعدة عنه...أنهار تماسكه...محدثا نفسه بحزن الى متى؟ الى متى سيتسطيع التحمل...
_____#بقلم_سلمى_محمد
تعلق بصر ناصر على حجرة الاشعة...منتظر خروج الطبيب بالأشعة الجديدة....أنفتح الباب وخرج الطبيب...لم ينتظر قدوم الطبيب اليه فتحرك مسرعا باتجاهه...
هتف ناصر بانفعال : طمني يادكتور...
قال الطبيب بلهجة مطمئنة: خير أن شاء الله...
سأل ناصر بأصرار:أنت بتقول خير ...هيفوق أمتى ...قولي هو هيفوق أمتى...
قال الطبيب بهدوء: الأمل كبير أن شاء الله...
ناصر بلهجة مترجية : طمني يادكتور...مادام الامل كبير ليه هو لحد النهاردة في الغيبوبة ...هو في حاجة وأنت مخبياه عني...
هز الطبيب رأسه نافيا: مفيش حاجة...والاشعة اللي في أيدي بتقول أنه بيتحسن والورم حجمه قل عن الأول...الموضوع محتاج وقت وأصبر لحد مايفوق
ناصر بلهجة منفعلة : هيفوق أمتى؟ ...أعرف أبني هيفوق أمتى؟
حاول الطبيب التهدئة من روعه فقال : أبنك مش أول حالة تقابلنا ...في أكتر من حالة كانت نفس نظام أبنك ومع العلاج فاقت من غيبوبتها...
كرر ناصر سؤاله : أمتى هيفوق...
رد الطبيب : معرفش أمتى؟
صمت للحظات ثم قال : خلاص اعمله العملية
الطبيب بلهجة عملية : العملية خطر عليه...أحنا منتظرين نشوف هيفوق ولا لأ من غيبوبته...والعملية هتكون أخر حل قصادنا لو أستمر في غيبوبته كتير...أنت قصادك حلين ياالصبر يالمخاطرة ....والكلمة الأخيرة راجعة ليك...
تقلصت ملامح وجهه بالألم ثم قال: أنا قصاد حلين أصعب من بعض...
قال الطبيب بهدوء: هقول كلامي تاني...خلي العملية أخر حاجة...وهقولك حاجة كمان...الكلام اللي هقوله ليك...الدراسات اللي فيه مش مؤكده...
سأل ناصر بحيرة : كلام أيه
_ العامل النفسي ممكن يكون ليه دور أنه يفوق من غيبوبته بجانب العلاج...أقعد معاه كلمه في أي حاجة...الأشخاص المقربين ليه يقعدو ويتكلمو معاه...الشخص اللي في غيبوبة بالرغم أنه مش بيحس ولابيشعر بأي مؤثر خارجه...بس في بعض الحالات ممكن الأشخاص دول الكلام ده يوصل لعقلهم...ويكون سبب في شفائهم ...حاول تتواصل معاه...أتكلم...ممكن يفوق...ودي نصيحة مني ليك ...ثم تركه الطبيب مغادرا...
دخل ناصر الى غرفة أبنه وأخذ ينظر له بحزن...فقد بهتت ملامح وجهه وهزل جسده...أرتسم على وجهه حزن هائل...فهو يرى أبنه يفقده أمام عينيه....لمعت الدموع بداخلهم وهو يتذكر ماحدث في منزله...
جذب الكرسي وأقترب به من الفراش وربت برفق على كف أبنه...قائلا بحزن : فوق ياقلب أبوك...فوووق ومتسبنيش لوحدي...لو سابتني والله ماأقدر أعيش يوم من غيرك...فوق عشان خاطر مراتك وحبيبتك اللي بتعشقها...هي كمان محتاجة وجودك معاها...مراتك كانت حامل وسقطتت...أن شاء الله لما تفوق وهي تخف من اللي فيه هيرزقكم بأطفال كتير...مش عارف هقدر أسيبك وأروحلها أزاي...بس لازم أروحلها عشان أقف معاها وأفك السحر اللي معمول ليه...عشان ترجعلك بيسان بتاعت زمان بيسان اللي بتحبك...
تسمر أكنان في مكانه...عندما سمع ماقاله ناصر...التفت خلفه عندما أصوات تقترب منه....
أكنان بصدمة : الكلام اللي سمعته ده حقيقي...طب أزاي والكلام ده بجد وحقيقي...وبيسان اللي فيه بسبب سحر معمول ليها...هز رأسه رافضا ماسمع...مستحيل...
تطلع اليه ناصر بنظرة متألمة : تعالى نتكلم برا أحسن...
في خارج الغرفة
أحتد فيه أكنان قائلا: سحر...هو الكلام ده بجد...
تردد قليلا ثم أجابه: أيوه في للأسف...اللي مرت بيه بيسان ملهوش أجابة غير كده...بيسان أتغيرت تماما وبعد ماكانت بتحبه...بقت تكره تشوف وشه وتسمع صوته...سابته لوحده مريض وهو في أشد أحتياج ليها...فضلت أسأل نفسي السؤال ده كتير...ليه نظرات الخوف والكره اللي كانت بتبصه ليه؟ ليه كتير أتكررت في دماغي ...لحد ماعرفت السبب النهاردة...بسبب السحر اللي أتعمل ليها...
أصابه الذهول من كلامه...صمت للحظات مفكرا...فهو سأل نفسه نفس السؤال...عن سبب تحول بيسان...فكر في كثير من الأجابات ولكن لم يخطر على باله هذا أبدا...أيعقل أن يكون هذا السبب في تغير ومرض أخته...
صرخ فيه قائلا : مين اللي عمل فيها كده...
غمغم بألم: دلوقتي متفرقش مين اللي عمل فيها كده...المهم أنها تخف ده الأهم بالنسبة لينا...
رفض أكنان قائلا بأصرار: قولي مين اللي عمل فيها كده...
عرف ناصر جيدا أنه لن يترك سؤاله دون أجابه ...تنهد بحزن : أمه وسعدة الشغالة عندنا هما اللي عمله ليه سحر عشان تفرق بينها وبين جوزها...
أنتفض أكنان من هول ماسمع...صرخ في وجهه مستنكرا: أمه...ليه؟ ليه؟
لمعت عينيه بالدموع وهمس بصوت مسموع : غيرة ...الغيرة عمت قلبها...وخلتها تمشي في طريق الكفر...
ضرب أكنان كفيه ببعض...هتف بغضب : ياااه تدمر حياة أتنين عشان الغيرة...وأشار بأيديه بتهديد...أنا مش هسكت على اللي حصل وحق أختي وهخده منكم كلكم...أختي كانت أمانة عندكم وأنتو معرفتوش تحافظو على الأمانة...
تطلع اليه ناصر بنظرة حزينة : حقك تعمل اللي أنت عايزه...بس خلينا دلوقتي في بيسان...أنا هسافر معاك...أشوف ليها شيخ معروف في فك الأسحار...
نظر اليه بغضب : مش عايزك تيجي معايا...كفاية اللي حصل بسببكم ...أنا هتصرف وهشوفلها أحسن واحد....ثم تركه بخطى غاضبة...
______#بقلم_سلمى_محمد
بينما يتحدث في الهاتف...جلست بجواره تتأمله ...أنهى كريم الأتصال ولكنها كانت شاردة وهي تتأمله...
قال لها بابتسامة: الجميل سرحان في أيه...
نظرت له بحب: سرحانة فيك ...مش مصدقة السعادة اللي أنا فيها...
ربت على كتفها وقال بلهجة مداعبة: طبعا لازم تسرحي فيه...هو أنا في زيي...ضحكت بخفة على كلامه...هعملك أي حاجة ياضحى عشان أخليكي سعيدة ديما...
قبلته برقة على خده : بحبك...
همس بابتسامة : مش أكتر مني...حضنها برقة ...الرقة تحولت بينهم الى عاطفة مشتعلة...جرفتهم الى عالم مميز خاص بهم...
رن هاتفه...فتمتم بعبوس : هو التليفون ده مش هيبطل رن...بمجرد فتحه الهاتف...سمع صوت أكنان المنفعل...
كريم بلهجة قلقة : في أيه ياأكنان...
بدأ أكنان في سرد ماحدث...
كريم بعدم تصديق: معقولة
أكنان بلهجة غاضبة : وأنا كمان مش مصدق اللي حصل...ملقتش غيرك أكلمه...أول ماأنزل من الطيارة...هشوف شيخ معروف في المواضيع دي...وهتطلع بيه على المستشفى علطول...ثم أغلق الهاتف
هتف كريم لكي لا يغلق المكالمة...ارتسم الذهول على وجهه..
سألته ضحى في لهفة : مالك ياكريم
برقت عيناه وقال: كلام أكنان مش قادر أصدقه
أستحثته قائلة : كلام أيه
_ أن السبب مرض بيسان وكرهها لزاهر ان حماتها عملت ليها سحر عشان تفرقهم ...بيسان كانت بتحب زاهر أوي ومرة واحدة أتغيرت...
_ أنت قولت أنها بتحبه
_ دي كانت بتعشقه وكله على يدي...دي عملت كل حاجة عشان يعترف ليها بحبه...وفي أقل من اسبوعين جواز... الحب ده أتحول لكره ملهوش مبرر...وسابته وهو في غيبوبة...
تطلعت اليه للحظات ثم قالت: بتحصل ياكريم والموضوع ده أنتشر أوي الفترة دي...في ناس بتلجأ للدجالين عشان مصالحهم...في شيخ بابا يعرفها...قولي موافق أخد نمرته منه يروح يشوفها
هز رأسه مفكرا: مش عارف...لحد دلوقتي مش قادر أقتنع بالكلام اللي بيقوله..
قالت ضحى بهدوء: جرب مش هتخسر حاجة...الشيخ كل علاجه بالقراءن يعني مفيش ضرر ...الشيخ ده كويس أوي ومعروف أنه شاطر في الرقية الشرعية وبيعرف يفك السحر...على فكرة السحر موجود بس أحنا اللي عاملين نفسنا مش شايفين ومش عايزين نقتنع بوجوده...والسحرة السحرة اللي بجد دول مش كتير ...بس وجودهم واقع وبيمارسو السحر...
قال كريم : هاتي من والدك عنوانه بسرعة وأنا هتصل باأكنان وأقوله أني هجيب واحد معايا يشوفها...
أنصرف كريم منطلقا الى العنوان الذي أخذه من ضحى...
____#بقلم_سلمى_محمد
في غرفتها وبجوار فراشها...
أخذ يتلو الشيخ أيات من صورة مريم ثم صورة الرحمن...أخذ جسدها ينتفض بعنف وهي نائمة...تحت نظرات الجميع...لا يستطيعون تصديق أعينيهم...أستمر الشيخ في تلاوته وجسدها لا يتوقف عن الأرتعاش...
همس كريم بصدمة: لأخر لحظة مكنتش مصدق
هزت جيلان رأسها مرعوبة ...فعندما قال أكنان لها سبب مرض بيسان...قالت عليه مجنون...
عندما أنتهى الشيخ قال بهدوء للجميع : هي معمول ليه أكتر من عمل ومن ضمنهم عمل شربته أو أكلته....أنا دلوقتي رقيتها وحصنتها...ولما تخف وتخرج من المستشفى محتاجة جلسة كمان عشان العمل اللي شربته ....دلوقتي مينفعش لما تخف....وقام الشيخ بأعطائهم عدة تعليمات ثم أنصرف مغادرا...
وبعد أن أطمئنو عليها...تركوها نائمة في سبات عميق...فهي لم تكن واعية لما يحدث لها...
في غيبويته...وجد نفسه في مكان غريب...سأل نفسه... أين أنا ....صمت مطبق يحيط به...فراغ تام...الا من نور خافت أخر الممر...وجد نفسه مدفوع بالتحرك تجاه هذا الضوء...سمع صوتها مناديا : زاااااهر ...هرول مسرعا تجاه الصوت...وفجأة أختفى الصوت ووجد نفسه موجود في لا مكان....
في غرفتها...أنتفضت جيلان في مقعدها...عندما سمعت صوت بيسان مناديا بأسمه : زاااااهر...أقتربت منها مسرعة فوجدتها مازالت نائمة....
_____
قادته قدماه الى الفيلا...وجد نفسه متوقفا بالسيارة أمام الفيلا...دلف الى الداخل...أستغرب من رؤية الباب مفتوح على مصراعيه...أنقبض قلبه...وأحساسه بوجود شيء غير مريح في الأجواء...سمع تمتمات خافتة صادرة من المطبخ...أتسعت عينيه بذهول...وهو يرى الخادمة...مقيدة ومكممة الفاه...نزع الكمامة بسرعة وبمجرد نزعها هتفت صارخة بأعلى صوتها...
#زهرة_ولكن_دميمة_الجزء_الثاني
#بقلم_سلمى_محمد
________________________________________________
الحلقة الرابعة عشر
#زهرة_لكن_دميمة_الجزء_الثاني
#بقلم_سلمى_محمد
قادته قدماه الى الفيلا...وجد نفسه متوقفا بالسيارة أمام البوابة...دلف الى الداخل...أستغرب من رؤية الباب مفتوح على مصراعيه...أنقبض قلبه...وأحساسه بوجود شيء غير مريح في الأجواء...سمع تمتمات خافتة صادرة من المطبخ...أتسعت عينيه بذهول...وهو يرى الخادمة...مقيدة ومكممة الفاه...نزع الكمامة بسرعة وبمجرد نزعها هتفت صارخة بأعلى صوتها: المدام والولاد أتخطفو
أرتسم الذعر على وجه أكنان...ثم أمسك يد الخادمة...وقال بانفعال: مين
هزت الخادمة رأسها في صمت... تمتمت بفزع :معرفش
خرج أكنان من الغرفة كالمجنون...وحدث نفسه كيف حدث هذا...خرج الى الحديقة... وجد كلاب الحراسة ملقاة على الأرض...أتجه مسرعا الى غرفة الحرس...رأى الحارسين مقيدين ومكممين هما أيضا...نزع الكمامة والقيد عن أحد الحراس...
نفخ أكنان في وجه بقوة وسأله بصياح : أزاي ده يحصل وأنتو موجودين...
حليم بلع ريقه بصعوبة وقال بخوف:أتاخدنا على خوانه...
مسح أكنان وجه بعنف: أحكيلي اللي حصل...
بدأ حليم في الأرتجاف: كنا قاعدين عادى...فجأة سمعنا أصوات برا ....خرجت من الأوضة ...شوفت الكلبين مرمين على الارض ولسه هتحرك لقيت اللي بيضربني على راسي من ورا....ملحقتش أشوف مين اللي عمل كده...ولما فوقت لقيت نفسي أنا ورامي متكتفين...
وبدون مقدمات رفع كف يده وأنزله بقوة على وجهه وقال بصوت هادر:أغبية وجودكم زي قلته ...معرفتوش تقومو بشغلكم....
أنف حليم نزف من شدة الضربة وبلهجة مرتجفة: أنا بقالي سينين شغال عند حضرتك ولا مرة غلطت
رفع أكنان كف يده وضربه أقوى من الأول على خده : غبي...غلطة غلطت عمرك...اللي أتخطفو مراتي وولادي...أنا حطيت ثقتي فيك وأنت مكنتش أد الثقة ...هتف في وجهه بغضب...تستاهل اللي هعمله فيك لو أي حد فيهم أتخدش بس....قام بأخراج هاتفه وأتصل ببعض رجاله....وفي أقل من نصف ساعة كانت الغرفة مكتظة بالحراس...
أشار أكنان بيده لرجلي الحراسة...فأسرعا بأمساك حليم ورامي الذي مازال مكمم ومقيد...
بدأ حليم في الأنتفاض في وقفته والدم غطى أنفه وفمه...حاول تقيبل يده وقال بتوسل: سامحني ياأكنان بيه...
الخوف كاد يقتله فهو يعرف مدى قسوته وشراسته مع أعدائه...
قال أكنان بقسوة : حطوهم في أي مكان تبعي...جذبا الحراس حليم ورامي خارج الغرفة...صاح حليم طالبا العفو والمغفرة : أديني فرصة وأنا هصلح غلطتي...
أوله أكنان ظهر وقال لأحد الرجال:عايز تسجيلات الكاميرات دلوقتي...
بعد تفريغ الكاميرات... لم يستدل على شيء... فالخاطفين كانو ملثمين... ضرب بعنف على الحائط... محدثا نفسه: مين اللي ممكن يعمل كده... ثم صاح في الرجل الواقف أمامه... اتصرف... اتصرفو كلكو
________
فتحت زهرة عينيها ببطء...وبسرعة جلست في مكانها مفزوعة....وجدت نفسها وحيدة في غرفة مغلقة... تذكرت ماحدث...نظرت حولها فلم تجد أطفالها...وبسرعة جرت نحو الباب وأخذت تخبط عليه وتصيح بكل ماأوتيت من قوة: فين ولادي...أنا عايزه ولادي...أخذت تصيح وتدفع الباب لفترة غير معلومة من الوقت...حتى تعبت وجلست على الأرض تبكي بشدة...تأملت المكان حولها بعيون باكية...وتتفحص عينيها كل ما تقع عليه للبحث عن مخرج من هذه الغرفة...أقتربت من النافذة...وجدت أكثر من كلب للحراسة ...ورجل جالس بجواره سيدة كلاهما معطين ظهرهم لها فلم ترى ملامحهم ولكن سمعت أصواتهم الضاحكة...هتفت صارخة : فين ولادي...هاتولي ولادي...لم تكف عن النداء والصراخ...
أشار شهاب الى أحد الحراس قائلا بحدة: غطي الشباك ده بأي زفت...ودخلو العفاريت ولادها عندها...صوتهم وصراخهم جابلي صداع...
دينا بنبرة أنثوية مثيرة : ناوي تتصل بيه أمتى؟
رد عليها بابتسامة ماكرة:حالا هبعتله فيديو ليهم.... وهطلب منه الفدية مقابل حياتهم...ضحك بتشفي...أخيرا لقيت نقطة ضعف ليه وهعرف أنتقم منه على الملايين اللي خلاني أخسرها بعد مافاز بالصفقة...ده أنا قربت أعلن أفلاسي...فكرتك ياحبي جيت في الوقت المناسب...ومن فلوس الفدية اللي هاخدها منه مش هتخليني أعلن أفلاسي وأرجع زي الأول
قالت بابتسامة باردة: طب هي والولاد هتعمل فيهم أيه...هترجعهم ليه ولا أيه...
نفث الدخان من فمه...ونظر اليه وهو يتصاعد في الهواء ويتبدد من حوله ثم قال: مين دول اللي هرجعهم...أنا هاخد الفلوس من هنا وهخلص عليهم ولا من شاف ولا من دري...
سألت باضطراب : هتموتهم يعني...
نظر لها باستغراب:هو ده سؤال يادينا...طبعا هخلص عليهم...دول دليل أدانتنا أحنا الأتنين...مش هيعرف مين اللي خاطفهم أبدا...
ردت بلهجة متوترة:إدانة مين؟...أنا اقترحت عليك ازاي ترجع فلوسك لما ظهر ليه زوجة وولاد من العدم...
قال بسخرية:أنتي خايفة ولا ايه...
_لا مش خايفة وهخاف ليه؟
_هتيجي معايا واحنا بنسجل ليها
_ أه طبعا هجي معاك
_________#بقلم_سلمى_محمد
وجد زاهر نفسه في نفس المكان من لا فراغ...سمع صوتها مناديا أياه باستغاثة...زاااهر زاااااهر....أخذ يركض وأنفاسه تتسارع...شعر بعظامه تؤلمه بشدة...مجرد صوت ونداء...أخذ يلتفت حوله وقال بصراخ ...بيساااان....تسلل الى سمعه صوت طنين هادر...وظهرت أمام عينيه العديد من الصور أخذت تدور حوله محدثة أزيز مزعج...حاول الهرب...صرخ بألم...لكن صوت صراخه ضاع في الفراغ ...ثم أطلق صرخته الأخيرة وكانت هذه من المرة من حلقه...
أنتفض ناصر في مكانه على صوت أبنه...أقترب منه مسرعا ...وقال غير مصدق نفسه: زاهر...الحمد ليك يارب
فتح عينيه ببطء...رأى والدها أمامه...
سأل بصوت واهن: أنا فين ؟
انتفض قلبه من السعادة وهو يرى استيقاظ إبنه... إجابه بابتسامة: إنت في المستشفى....... تذكر خلال لحظات ماحدث قبل أن يهوي من على الدرج... تقلصت ملامح وجه من الألم وارتعش جانب أنفه...
قال بلهجة قلقة :أنا هروح أنادي على الدكتور يشوفك...
سأل بخفوت : أنا كويس...سكت لثواني ثم قال...بيسان فين؟
تملل ناصر في وقفته ورد عليه بلهجة مرتبكة: بيسان...بيسان هي البيت وكويسة..
بدأ الخدر يزول من أطرافه تماما وأصبح واعيا لما يدور حوله...
لاحظ توتر والده ... ومضت داخل عقله مشاهد من بعض أحلامه...واستغاثة بيسان له...سأل بأصرار: في أيه...بيسان كويسة
قال بلهجة متوترة: أيوه كويسة
قاطعه قائلا: قولي أيه اللي مخبيه عني
رد عليه بلهجة مرواغة : أنا هروح أنادي الدكتور يطمن عليك الاول...
_ قولتلك أنا كويس...ريحيني وقولي في أيه..
_ مش وقته الكلام ....لما الدكتور يطمني على حالتك...نبقا نتكلم...أنا هروح أنادي على الدكتور...ثم أوله ظهره وأتجه ناحية الباب...لم يلتفت لنداء أبنه ثم خرج وأغلق الباب خلفه...
شعر زاهر بحدوث مكروه ما...قلبه يخبره بذلك...
حاول النهوض...رفع رأسه بعناد فعجز...أنهار على الوسادة...لمعت عينيه بالدموع لأحساسه بالضعف...
_____#بقلم_سلمى_محمد
أشرق وجهها عندما رأته....وعندما أقترب منها...شعرت أنه شاحب...
فقالت بقلق: مالك؟
رد عليها بابتسامة باهتة: مفيش حاجة....
_ بيسان كويسة
_ أه بقيت أحسن من الأول وقربت تخرج من المستشفى
_ أومال مالك حسه أن في حاجة مضيقاك
هز رأسه نافيه ثم قال : مفيش حاجة ياضحى...أيه رأيك نخرج دلوقتي...
نظرت له برقة: دلوقتي...دلوقتي
أجابها بابتسامة محببة : أيه دلوقتي...تحبي تروحي فين...أنتي كل اللي عليكي تختاري المكان بس ...
تصنعت التفكير ثم قالت بابتسامة: نفس المكان اللي روحنها وأحنا مخطوبين...
_ غيري هدومك ويلا بينا...فهو أراد الخروج معاها الى أي مكان لكي ينسى المشاكل التى لم تتوقف بمجرد زواجه...
وبعد فترة قصيرة كان كلاهما في السيارة...أدار السيارة وأنطلق بها باتجاه البحر...وطوال الطريق كان يمسك يدها ويقبلها برقة...وهي كانت تنظر له بعشق...فمنذ عدة أشهر كان بالنسبة لها مجرد حلم بعيد المنال..أعجاب ليس من حقها ....غير مسموح لها بالبوح به...ودون أن تدري الأعجاب تحول الى حب...والأن أًصبح حبيبها زوجها...أرتسمت على وجهها سعادة بالغة ولمعت عينيها بلون الحب...
سأل برقة : ممكن أعرف سبب أبتسامتك...
قالت بحياء: أنت ...أنت وبس...
ملئت الابتسامة وجهه: وديما هكون السبب في ضحتك...
نظرت اليه ونظرت طويلا في عينيه وقالت: بحبك...
أشرق وجهه عن أبتسامة واسعة وقال بسعادة: كل مرة تقوليلها ليا كأن أول مرة أسمعها...
وهما على الشاطىء...قال بابتسامة: مكنتش متخيل أنك بتحبي البحر لدرجادي...
أجابته بابتسامة حالمة: البحر عشق...بحبه أوي
_ مين أكتر
_ أنت طبعا
ضمه اليه بحب وقال لها الكثير من الكلمات والهمسات العاشقة...
______
باب الغرفة فتح على مهل...قفز قلبها في مكانه وضمت طفليها بقوة وشددت من الضغط عليهم...أنتفضت كسمكة خرجت لتوها من الماء...
أندفعت زهرة بالحديث وقد سبقتها دموعها: أنتو عايزين مننا أيه
أخذ نفس من سيجارته وقال بلامبلاة : أنا مش عايز منك حاجة...أنا عايز من جوزك...فأنت كده زي الشاطرة...هتتكلمي قصاد الكاميرا دي...ثم أشار للحارس الممسك بالكاميرا بالأقتراب...وهتقولي الكلام اللي هقوله ليكي من غير زيادة ولا نقصان...
بمجرد مارأتها شعرت بغيرة تكاد تمزقها...تقدمت نحوها وقالت لها بحدة: أنت بقا مراته ....ثم رفعت يديها ولطمتها بعنف على وجهها...طفرت الدموع من عينيها من شدة الضربه ...نظرت لها زهرة بذهول من كمية الكره المنبعث تجاهها فهي أول مرة تراها...نهض الصغيرين في محاولة للدفاع عنها..لكنها شددت من أحتضانهم أكثر تمنعهم من النهوض حتى لا ينالهم الأذى...همست بهدوء:نفذو كلامي ...اللي قولته ليكم...مفيش حد يتحرك من جنبي...هااا لو بتحبوني أسمعو كلامي...أنا كويسة
سكت الصغيرين تحت نظراتها وصوتها الهادىء...
شهاب بخشونة: جاهزة لتسجيل ولا هتتعبينا معاكي...
هزت رأسها وقال بهدوء مفتعل: اللي أتقولو عليه هنفذه ....بس أبعدو عن ولادي...
قال شهاب : بس قبل التسجيل هتكلمي جوزك...هتقوليلو الكلمتين دول ثم أعطاها ورقة....ومتحاوليش تقولي أي حاجة تانية ...رقبت ولادك تحت أيدي....مفهوم كلامي
هزت رأسها بخوف : مفهوم...
أعطى شهاب الهاتف الى زهرة عندما أنفتح الخط...
أندفعت زهرة بالحديث وهي تبكي : أنا زهرة
أنتفض أكنان في مكانه وقال بسرعة: أنتي فين ؟
زهرة ببكاء : أنا مخطوفة ياأكنان ...معرفش أنا فين ....أشار لها شهاب مهددا لكي تلتزم بالكلام...
أكنان بانفعال : مين اللي خطفك...
صرخت بخوف:معرفش ...معرفش...أنا مخطوفة والعصابة طالبين فدية ...أسمع كلامهم في كل اللي يطلبوه...كانت الدموع تنساب على وجنتيها وهي تتكلم
قال بلهجة رقيقة عكس مابداخله من بركان ثائر: أهدي يازهرة...أنا هعملهم كل اللي هما عايزينه...لو أضطريت أبيع فيها كل اللي أملكه...المهم أنتم عندي...أنتم أهم حاجة في حياتي...عشان خاطركم أنتم وبس مستعد أضحي حتى بعمري...وميجراش ليكم حاجة...أطمني وأوعي تخافي وخليكي زهرة القوية اللي أعرفه...هاتي أي أكلمه من العصابة...
تمتمت بخفوت : عايز يكلم حد فيكم...
أشار شهاب لأحد الرجال بأخذ الهاتف
بمجرد سماعه صوت الخاطف...هتف فيه بغضب : محدش يقرب منهم وكل اللي أنتم عايزينه هنفذه...بس أطمن عليهم الاول...
_ أحنا هبعتلك فيديو ليهم ...وهما بنفسهم هيقولو أنهم كويسين...هتسمع كلامنا...هتستلم مراتك وولادك حتى واحدة...هتلعب علينا ومش هتدينا فلوس الفدية...هتستلم كل يوم حته منهم...
هتف أكنان باضطراب : هسمع بشرط محدش يقرب منهم ...
قال بلهجة غليظة: تسليم الفدية بكرا...
رد عليه أكنان بلهجة متوترة : المبلغ اللي طالبينه صعب أوفره بكرا ....خلي ميعاد الاستسلام كمان تلات تيام ...أكون قدرت أوفر المبلغ...
أشار شهاب الى رجله بالموافقة ....
_ خلاص أتفقنا ...الاستسلام هيكون كمان تلات تيام...وكلها دقايق ونبعتلك فيديو ليهم ...عشان تعرف أننا بنعاملهم معاملة الملوك....ثم أغلق الهاتف....
أكنان بصياح : حالا أعرف المكالمة دي جايه منين...
بعد مضي فترة من الوقت ...أكنان كان في قمة توتره...بمجرد دخول همام...هتف بانفعال: عرفت المكالمة جايه منين...
رد همام بنفي: لأ معرفناش ...المكالمة مموهة عن طريق الأقمار الصناعية
أكنان بغضب هائل : أزاي معرفتوش المكان
أجاب همام بارتباك: مستحيل نعرف طريقها...للأسف ياأكنان بيه...
رن هاتف أكنان...معلنا وصول رساله له...فتح الرسالة وجلس ...
بسرعة التفت أكنان بمقعده بحدة....ونظر لتسجيل بتركيز...وقد علت ملامح التفكير العميق على وجهه...وهو يعيد التسجيل مرارا وتكرارا...تاره ينظر الى الفراغ وتاره الى الفيديو...وعندما أنتهى الفيديو...وقف منتفضا في مكانه وأخذ يضرب بكلتا يديه بعنف على سطح المكتب...وأخذ يصيح بغضب هادر...
#زهرة_لكن_دميمة_الجزء_الثاني
#بقلم_سلمى_محمد
الفصل ١٥ و ١٦
الحلقة الخامسة عشر
#زهرة_ولكن_دميمة_الجزء_الثاني
#بقلم_سلمى_محمد
بعد مضي فترة من الوقت ...أكنان كان في قمة توتره...بمجرد دخول همام...هتف بانفعال: عرفت المكالمة جايه منين...
رد همام بنفي: لأ معرفناش ...المكالمة مموهة عن طريق الأقمار الصناعية
أكنان بغضب هائل : أزاي معرفتوش المكان
أجاب همام بارتباك: مستحيل نعرف طريقها...للأسف ياأكنان بيه...
رن هاتف أكنان...معلنا وصول رساله له...فتح الرسالة وجلس ...
بسرعة التفت أكنان بمقعده بحدة....ونظر لتسجيل بتركيز...وقد علت ملامح الفتكير العميق على وجهه...وهو يعيد التسجيل مرارا وتكرارا...تاره ينظر الى الفراغ وتاره الى الفيديو...وعندما أنتهى الفيديو...وقف منتفضا في مكانه وأخذ يضرب بكلتا يديه بعنف على سطح المكتب...وأخذ يصيح بغضب هادر:عايز دينا عندي بأي طريقة
.أرتعب الكل وقال أحدهم : حاضر ياأكنان بيه..
بمجرد خروجهم قام بالأتصال بكريم ...
أستيقظ كريم من نومه على رنين الهاتف...نظر الى الشاشة...فوجد المتصل أكنان...حدث نفسه...خير ماهي المصايب مش بتوقف...
قال كريم باستفسار: خير ياأكنان
رد عليه بلهجة منفعلة : مفيش خير خالص ياكريم...الواطي شهاب خطف مراتي والولاد
تلاش النوم من عينيه...ونهض على الفراش جالسا...أستيقظت ضحى هي الأخرى...نظرت له بقلق ثم سألته مستفهمة: في أيه ياكريم
أشار لها بيديه ثم أكمل كلامه: أزاي حصل وأمتى؟
_ بعدين ياكريم ...عايزك تجيلي الفيلا دلوقتي وتتصل بكل معارفك في الداخلية...عشان لما نروح المكان اللي خاطفهم فيه ....نكون متجهزين من كله...
_ مسافة السكة وهكون عندك...
سألت ضحى بقلق: ماتقولي حصل أيه؟ طمني ياكريم
كريم بملامح عابسة : مرات أكنان وولاده أتخطفو...والخاطف منافس لأكنان...
شعرت ضحى بقدميها لا تستطيع حملها فجلست على الفراش...وقالت بانيهار: زهرة وولادها أتخطفو...أااه يازهرة مش مكتوبلك تفرحي في حياتك
لم يستوعب كلامها...فقال مستفسرا: زهرة اللي هي مين بالظبط
تنهدت بألم وقالت بشرود: زهرة مرات أكنان
جلس بالقرب منها وسأل : ثواني كده ياضحى أنا مش فاهم ولا كلمة من اللي بتقوليه...خلي كلامك أوضح
قالت برجاء وهي تفرك أصابع يديها بشدة : أوعدني ياكريم أنكم ترجعو زهرة هي والولاد....أوعدني ...أنسابت دموعها وهي تتوسله
مرر أصابعه في شعرها وقال: أوعدك ياضحى...أوعدك انها ترجع هي والولاد ...قوليلي أيه الحكاية بالظبط
بلهجة خافتة متألمة: هقولك ياكريم ...وبدأت تحكي حكاية زهرة مع أكنان حتى وقتنا الحالى...
هتف بصدمة: ياااه كل ده حصل ليها...دي تعبت أوي في حياتها وأزاي أكنان يعمل فيها كده
ردت بلهجة كئيبة: خلاص من مش وقته الكلام ده...المهم دلوقتي أنك تساعده ومش يجرالها حاجة...زهرة أكتر من أخت ليا ووافقت معايا كتير...دموعها أنسالت بغزارة على وجنتيها
مسح بأصابع يديه دموعها وقال برقة : دموعك غاليه عاليه ياغالية...أوعدك زهرة والولاد يكونو في بيتهم النهاردة
أبتسمت من بين دموعها : بجد هترجع النهاردة
قبلها على وجنتيه: طبعا ...همشي وأسيبك دلوقتي
_ متنساش تطمنيني ياكريم
_ أول ترجع ...هتصل بيكي علطول
في الفيلا عند أكنان...كانت دينا مقيدة القدمين واليدين على الكرسي
وأمامها أكنان وكريم
أكنان بغضب هادر: هتقولي العنوان اللي مخبين فيه مراتي وولادي ولا أسيب رجالتي يقومو معاكي بالواجب
كانت تلهث من الخوف : أنا معرفش حاجة...أنا أصلا معرفش أنك متجوز
قال بضحكة شريرة : بلاش لف ودوران يادنيا...قولي المكان اللي خاطفينهم فيه بالذوق ...لحد اللحظة دي وبالي طويل معاكي ومستعلمتش العنف...
بدأت دينا في البكاء : معرفش معرفش
لاحت ابتسامة قاسية على وجهه ثم قال : تعرفي مكانهم فين ..وقام بوضع شاشة الهاتف وعمل زوم على نقطة معينة...وأشار بيديه...مش ده بردو الخاتم اللي كنت مديهولك هدية...بيعمل أيه في الاوضه اللي مخطفوه فيها مراتي وولادي
نظرت بعينيها الى أصبعها فوجدته فارغ...تذكرت عندما ضربتها بالقلم على وجهها...الرعب ملأها خوفا وكاد يقتلها...توسلت له: أناااا...أناااا مليش دعوة
صاح فيها كريم بصوت عالي أرعبها: قولي العنوان ...ثم أشار للحارس بأدخال الكلب...
الحارس أدخل الكلب كان أسود اللون ضخم الحجم ...أرتعبت دينا من رؤيته ووجها لمع بحبيبات العرق
قال أكنان مكملا : لو مقولتيش العنوان دلوقتي هسيب عليكي الكلب ينهش في لحمك اللي يستاهل يتقطع بسبب اللي عملتيه أنتي وشهاب
أوقف الحارس الكلب أمامها الذي نبح بصوت عالي ومخيف واللعاب أنساب من جانب فمه
بصوت مرتجف: هقول العنوان ..بس أبعدو الكلب ده من وشي
أشار أكنان للحارس...فقام بأبعاد الكلب وصاح فيها بقوة : قولي
_ حاضر هقوم ثم قامت بأعطائه العنوان وخريطة تفصيلة بالمكان وبعدد الحراس وبالمكان الموجودة فيه زهرة
وقبل خروجهم قال للحارس : خلي الكلب معاها في الأوضة وغمز لها
وبخطوات مسرعة خرج أكنان وكريم من الغرفة...أخرج كريم هاتفه مباشرة وقام بالأتصال باللواء مدير مديرية ألامن ...وعندما أغلق هاتفه
بأنفاس متوترة قال أكنان للرجال المتواجدين أمامه : مش عايز أي أخطاء...أحنا هنطلع ومعانا قوات من الداخلية
أخذ أكنان نفس عميق ليهدىء من خوفه وتوتر...شرد ذهنه في زهرة وأطفاله ومدى خوفهم في الوقت الراهن وهو ليس بيديه حيلة وشعور عارم بالغضب أخذ يتأكله من الداخل لأنه لم يستطع حمايتهم
قطع شروده صوت كريم: يلا يأكنان العربيات جاهزة
____#بقلم_سلمى_محمد
داخل غرفة زاهر في المستشفى...بمجرد أعلام صفية باستيقاظ أبنها ذهبت اليه مسرعة...
شعر زاهر بوجود شيء بينهم...فكل منهما يتجنب النظر الى الأخر لكنه لم يعلق...فكل تفكيره مع بيسان التي لم يراها حتى الأن...قلبه أخذ في الأنتفاض كلما يتذكر محادثتها مع كريم
صفية بلهفة وهي تمرر يديها برقة على رأسه: أن شاء الله هتبقا زي الفل...ثم أردفت بحزن...يارتني أنا اللي كنت مكانك
أمسك يديها وقال: بعد الشر عليكي ياأم زاهر هو أحنا ليكي بركة غيرك
ناصر أخذ ينفخ بغضب وهو واقف ...متمتما بضيق ندمانة ياصفية بس بعد أيه
مسحت صفية دمعة نزلت على خدها...لا تدري خوفا من معرفة زاهر بما فعلته أم شعور بالذنب...وقالت هي تحاول أخفاء دموعها:خارجة أجيب حاجة من برا ...ونهضت من مكانها
أستوقفها زاهر قائلا بقلق: بتعيطي ليه دلوقتي
ردت بابتسامة متألمة : مبسوطة أنك فوقت
مرت بالقرب من ناصر..همست له برجاء : متقوليش على اللي عملته...أنا ممكن أخسره
قال بحدة : خلاص أطمنتي عليه ...مش عايزه أشوفك هنا تاني
صفية باستعطاف: عشان خاطر العشرة اللي بينا ياناصر
_ أمشي ياصفية...على فكرة أخوها سمع كل حاجة ولو مقولتش ليه أنا هو هيقولها...ومتجيش هنا تاني ورحي لأهلك مش خلاص أطمنتي عليه
نكست رأسها بيأس ثم خرجت من الغرفة
أقترب ناصر من أبنه
رفع زاهر أحدى حاجبيه وسأل: هو في أيه بينكم بالظبط
_ مفيش حاجة يازاهر
_طب لما تيجي هسألها أيه اللي بينكم
_أمك روحت البيت
قال مستنكرا: روحت ؟ ...باين على الموضوع كبير
رد عليه بابتسامة شاحبة : هتعرف كل حاجة بعدين ...لما تخرج من المستشفى
أشار زاهر الى السرير: تعالى أقعد جنبي...وقولي في أيه بالظبط ...ليه كل ماأسالك على أي حاجة تتهرب مني...
جلس ناصر بجواره وقال : مش بتهرب بس مش وقته
قال بصوت يكسوه الحزن : طب وبيسان كل ماأسالك عليها تقولي بعدين
_ هقولك كل حاجة لما الدكتور يطمنا على صحتك
_ أنا شوفت بيسان
_شفتها أزاي يعني؟
قال بتردد: حلمت بيها وكان شكلها تعبان
رد بقلق: حلمت بيها أزاي
نظر له بشرود : كنت بتستنجد بيا مع أن أخر مرة سمعت منها كلام كسرني نصين سمعتها بتقول كلام صعب أوي...لمعت عينيه بالدموع عندما تذكر...ماتريح قلبي وتقولي هي فين ؟
بيسان سبتني صح ..بس أزاي وأنا بحلم بيها وهي بتستنجد بيا...أنا تعبت من كتر التفكير
نظر ناصر الى سقف الغرفة في تفويض: يارب
أمسك زاهر رأسه: أااه
أنتفض ناصر في مكانه : مالك أنادي ليك الدكتور
أردف بحزن: صداع من التفكير ثم أمسك يد والده لتقبيلها...قال متوسلا...قولي حصل أيه
قال بلهجة مستسلمة: بيسان بتحبك ولو سمعت منها حاجة واحشة يبقا غصب عنها
هتف بانفعال: أومال مشوفتهاش لحد دلوقتي ليه
حاول تهدئته : للأسف بيسان في المستشفى عشان كده مشفتوهاش لحد دلوقتي
أرتعش قلبه...أنتفض جسده...فحبيبته مريضة...سأل بقلق: حصلها أيه
نظر له بحزن فما حدث سيكون بالنسبة له صدمة قاسية في أمه وفي زوجته عندما يعلم ماحدث لها...أردف بحزن : الغيرة وحشة ممكن تخلي البنأدم يرتكب أي ذنب أي معصية
قال بعدم فهم : تقصد أيه بكلامك
بلع ريقه بصعوبة ونظر تجاهه بشفقة: أمك كانت غيرانة من بيسان وبسبب الغيرة عملت ليها سحر عشان تفرقكم من بعض وده كان سبب بعد بيسان عنك
لم يصدق أذنيه في بادىء الامر...سأل برفض: أمي عملت سحر لبيسان
هز ناصر رأسه في صمت ثم قال: أيوه
أرتجف جسده من شدة صدمته...هز رأسه برفض ثم صاح بألم : أاااه
سأل بقلق : زاهر
نظر له والدموع محتبسة بداخل عينيه: سيبني الله يخليك دلوقتي...عايز أقعد شوية مع نفسي
قام ناصر من مكانه على مضض بعد توسل زاهر له لكي ينصرف...بمجرد خروج والده هتف بعذاب أاااه
______#بقلم_سلمى_محمد
كانت ضحى تشعر بالتوتر في كل لحظة تمر وحتى الأن لم يتصل بها كريم ليطمئنها...سمعت رنين جرس الباب أنتفضت في جلستها فهي لا تتوقع مجيء أحد...نهضت من مكانها متوترة وذهبت لكي تفتح الباب...تفاجئت بأم زوجها أمامها
قالت ضحى مبتسمة: الدنيا نورت بوجودك ومدت ذراعيها لأحتضانها...لكنها تراجعت خطوة للخلف مبتعدة
شعرت ضحى بالاهانة وساد الصمت بينهم للحظات قاطعته قائلة بابتسامة باهتة : مش معقولة هنفضل وافقين على الباب
قادتها ضحى الى غرفة الأستقبال...لوت نيروز شفتيها بامتعاض وهي تتأمل الأُثاث والستائر والصور المعلقة ثم تأملت ضحى وقالت: أكيد ده ذوقك...مفيش تناسق خالص
أبتلعت أهاناتها للمرة الثانية وقالت بهدوء: تشربي أيه
جلست نيروز على الكرسي ووضعت ساقا فوق أخرى قبل الرد: مش بشرب من أي حد مش واثقة في نضافته
لم تظهر انزعاجها رغم أنها كانت تستعر غضبا من الداخل فقالت بابتسامة خالية من الود : اللي يريحك ياماما
زمت شفتيها بضيق : بلاش كلمة ماما مش بحبها
جزت على أسنانها وسألت : أومال أقول لحضرتك أيه
_ نيروز قولي نيروز وبس
_ياترى ممكن أعرف سبب الزيارة السعيدة
_ بصي بصراحة أولا أنا مش جايلك أنا جايه لكريم...فقولت أجي ليه هنا بنفسي
ضحى بهدوء مفتعل: للأسف يانيروز كريم مش هنا
نيروز بستفسار: أومال هو فين؟
هزت رأسها نافية : معرفش؟
قالت بحدة : أزاي متعرفيش؟ بلاش كدب
جزت على أسنانها بحدة : معرفش لما يجي هقوله حضرتك كنتي بتسألي عليه ...بعد أذنك دقايق هعمل حاجة وجاية...أعتبري البيت بيتك ثم أنصرفت وبمجرد خروجها أسندت ظهرها على الباب وتنفست بعمق...وحدثت نفسها : يانهار أبيض وأنا هعيش معاها أزاي...ربنا يعدي الأيام الجاية على خير...أنا هغسل وشي أنسى الدش البارد اللي أخدته جوا
وفي الداخل هبت نيروز من مكانها غاضبة..متمتة بانفعال : متعرفش عليا بردو الكلام ده...بنت ال___أما وراتك
أنفعلت بشدة لدرجة أحمر وجهها من شدة الغضب وفي خلال شعرت بنهجان...تنفست بصعوبة فأغمضت عينيها في محاولة لأستعادة هدوئها...لكنها فشلت شعرت بانقباض في حلقها والهواء ينفذ...حاولت التحرك ناحية الباب...
بمجرد دخول ضحى الغرفة...أنصدمت من رؤية حماتها على هذا الشكل...فقالت بخوف : مالك يانيروز
وضعت نيروز يديها على رقبتها تحاول التنفس وأشارت باتجاه الخارج وبصوت متقطع : مش عارفة أتنفس
____#بقلم_سلمى_محمد
حاوطت قوات الشرطة والعربات المصفحة ورجال أكنان المكان وفي خلال لحظات أقتحمت الشرطة القصر...وتوغل الرجال بالداخل كالطوفان مستغلين عنصر المفاجأة...وتم القاء القنابل المسيلة للدموع والتقط أحد الظباط ميكروفون قائلا بهدير: سلمو نفسكم المكان محاصر
كان شهاب في مكتبه عندما سمع أصوات أطلاق النيران وصوت يأمره بتسليم نفسه...فهب هاربا من مكتبه باتجاه غرفتها فهي وسيلة خروجه الوحيدة الأن من هذا المكان
...أما زهرة فزعت وأنتفضت في مكانها وشددت من أحتضان طفليها...توجهت الى الشرفة فوجدت من يسقط مصاب غارقا في دمه...وضعت يديها على فمها وسالت دموع الخوف على وجنتيها...ومازاد ذعرها صوت الطرق العنيف على باب...أنزوت زهرة هي وأطفالها في الزوية...وحاولت التكلم بهدوء عندما سمعت بكائهم : كل واحد يغمض عينيه ويفتكر حاجة بيحبها وأنا كمان هغمض عينيا...
سمعت فجأة صوت مدوي وأنفتح باب الغرفة على مصرعيه وماأن رأته حتى هبت واقفة في مكانها...أقترب منها أكنان مسرعا...
القت نفسها عليه وبكت...شدد من أحتضانه عليها وعلى أطفاله وفقال مهدئا: بقيتي في أمان أنتي والولاد...يلا بينا نخرج من هنا...وأخذ يحدثهم بلهجة هادئة
وهما في الخارج...حاول شهاب الهروب من قبضة الشرطي وبمجرد رؤيته لأكنان ومع زوجته وأولاده تملكه الجنون ...فهو خسر كل شيء وأكنان فاز في النهاية...وفي تلك اللحظة أستطاع فك يديه وفي سرعة جنونية أتنزع المسدس من جراب الشرطي وصرخ في وجهه قائلا : مش هسيبك تفوز عليا ...ثم أشهر المسدس وأطلق النار
وأختلطت أصوات الطلقات بأصوات صراخ وهمهمات متألمة
#زهرة_ولكن_الجزء_الثاني
#بقلم_سلمى_محمد
_______________________________________________
الحلقة السادسة عشر
#زهرة_ولكن_دميمة_الجزء_الثاني
#بقلم_سلمى_محمد
عذبتني حيرة مشاعري نحوه، بالرغم من قسوته كان يحنو عليا أنا فقط، طلب المغفرة وتوسلني، أعطاني ألامان وأسرة دافئة، لكني لست قديسة كي أسامحه تماما برغم كل مايفعل لي، مازال هذا الألم يأبى أن يزول
أنا لست قديسة
انا مجرد فتاة تعذبت، تألمت، عانت من قسوة الحياة
**********.
بمجرد دخول ضحى الغرفة...أنصدمت من رؤية حماتها على هذا الشكل...فقالت بخوف : مالك نيروز
وضعت نيروز يديها على رقبتها تحاول التنفس وأشارت باتجاه الخارج وبصوت متقطع : مش عارفة أتنفس...بخاخة النفس بتاعتي في شنطتي
نظرت ضحى حولها بهلع ثم ردت بتوتر: مش شايفة أي شنط قصادي
ردت عليها باختناق وبصوت مبحوح : شنطتي في العربية
خرجت ضحى من الغرفة مهرولة حتى توقفت أمام السيارة...فتحت الباب وهي تتنفس بقوة ...القت ببصرها في الداخل حتى وقعت عينيها على الشنطة ...فتحتها بأصابع ترتعش من شدة توترها لم تعثر مباشرة على الجهاز...فقامت بتفريغ محتويتها على الكرسي...رأته مع العديد من الأشياء...أمسكته مباشرة ثم جرت مسرعة الى الداخل
رأتها تتنفس بصعوبة مخرجه أنيين متألم...وضعت جهاز الاستنشاق على فمها وقامت بالضغط...أخذت تدعو لها بخفوت
فتحت عينيها وهي تتنفس بصوت مسموع...تأملتها نيروز لثواني وهي ترى نظرات الخوف في عينيها بالرغم ممافعلته معاها...أبتسمت أبتسامة متعبة ثم أردفت قائلة: تعبتك معايا...شكرا ليكي ياضحى
ردت عليها قائلة: مفيش حاجة تستحق الشكر وحصل خير.. .أتصل بالدكتور يجي يشوفك
شعرت بالخجل من نفسها فلم تجروء على النظر بداخل عينيها : مفيش داعي أنا كويسة
قالت لها بهدوء:نصيحة مني خلى الجهاز في جيبك أو شنطتك المهم مش يبعد عن متناول أيدك
هزت رأسها ثم أردفت قائلة : هاخد بكلامك ياضحى...أنا همشي بقا
_ مينفعش تمشي وأنتي لسه تعبانة
_ أنا بقيت كويسة
_ طب مش هتستني كريم
_ هبقا أكلمه ...ثم تحركت باتجاه الباب وكانت بجوارها ضحى في نفس اللحظة فقالت لها مترجية : أقعدي شوية كمان تاخدي نفسك
ردت عليها نيروز: لو حسه أني مبقتش أحسن مكنتش أتحركت...وعايزه منك طلب قبل مااخرج
سألتها ضحى باهتمام : طلب أيه؟
أردفت قائلة بابتسامة خافتة: مش عايزه كريم يعرف حاجة باللي حصل...مش عايزه يتخض عليا والأفضل متقوليش ليه أني جيت وأنا هبقا أتصل بيه
سارت ضحى خلفها في صمت حتى تأكدت من ركوبها سيارتها في سلام...ظلت في مكانها لعدة دقائق تنظر الى الفراغ وتساؤل في عينيها...أدركت بغريزتها أن هناك شيء ما ودعت أن تكون حياتها سهلة مع عائلة زوجها...
أشتاقت له بشدة وبعد مضي فترة من الوقت...ذهبت الى الشرفة تنتظره فهو أتصل أخبرها كل ماحدث وأنه تم القبض على شهاب ودينا وأن الجميع بخير وهما في طريقهم الى المنزل وهو قادم في الطريق شعرت بالراحة النفسية عندما أطمئنت على كل أحبابها... راحت تراقب الأشجار وأوراقها الخضراء...تابعت بنظراتها كل شيء أمامها...أغمضت عينيها بتركيز واستمعت لصوت الكون حولها الهواء الشجر...وعندما فتحت عينيها وجدته أمامها يتأمل وجهها بحب
نظرت له بدهشة: أنت جيت أمتى وأزاي وصلت من غير ماأحس بيك...ده أنا كنت مستنياك
أجابها بابتسامة عاشقة : كنتي سرحانة في أيه خلاكي مش تحسي بوجودي...أكيد فيا طبعا
ردت بابتسامة: لا مش فيك بالظبط...كنت سرحانة شوية مع الطبيعة
وضع يده على قلبه وقال بضحك : أااه ياقلبي وبتقوليها في وشي طب قولي أه
غلب ضحى الضحك : أه كنت بفكر فيك
_ بعد مازعلت خلاص مش مسامح
_ هو ده شكلك وأنت زعلان ياريت تبقا زعلان علطول ثم ضحكت
أمسك بيديها وقبلهما بحب جارف...نظر الى عينيها قائلا بشوق: واحشتيني أوي...أخذ يداعب يديها برقة ثم ضمها الى حضنه...كل حاجة فيكي واحشتني
_ وأنت كمان واحشتني
أدارها في حضنه وقال بحب: أنتي ليه دلوقتي حلوة أوي بزيادة
أبتسمت بغرور متصنع: ده العادي بتاعي على فكرة
ضحك على طريقة كلامها وغمز لها : طب ماتيجي ندخل الأوضة
حاول ضمها فدفعته بمرح : نتعشا الأول أنا مأكلتش طول اليوم ولا أنت كمان
غمز لها مرة أخرى : هتندمي
ضحكت وهي تبتعد عنه : هندم على حاجة واحدة لو سمعت كلامك ومعملتش العشا وأتعشينا
بعد وقت قليل أعدت ضحى الطعام ووضعته على السفرة
كريم بابتسامة : كلي دي من أيدي ...قام بأطعامها وسط جو مليء بالضحك وكلمات الغزل
كانت تبتسم له ولكن كل ذلك لم يمنع شرودها الغير مقصود فيومها كان حافل بالمفاجأت فالمصائب تأتي دفعة واحدة على رأي المثل بداية من خطف زهرة حتى زيارة حماتها
وضع كريم يده فوق يديها وربت عليها برقة ثم رفع يديها وقبل باطنها بحب...نظر لها مبتسما وقال : هنضطر نسافر بعد بكرا نيويورك
قالت ضحى: بسرعة كده
_ المفروض كنا نسافر قبل كده لكن بسبب الظروف اللي حصلت من مرض بيسان وخطف مرات أكنان منعوني عن السفر...دلوقتي بيسان بقيت أحسن وزهرة وولادها كويسين
_ عايزه أروح أشوف زهرة بكرا...بحاول أتصل بيها تليفونها مقفول...عايزه أطمن عليها
_ حاضر بس خليها بعد بكرا قبل مانسافر هوديكي ليها ومن عندها على المطار دوغري...
_ ومينفعش بكرا ليه ؟ أنا عايزه أشوفها
_ مينفعش ياضحى ورايا كام مشوار مهمين بكرا
أبتسمت في تفهم : طيب خليها بكرا... طلب أخير عايزه
كريم بابتسامة : أطلبي ياحبي
أبتسمت قائلة: الكلام اللي قولتلهولك بخصوص زهرة وأكنان ...ياريت محدش يعرف بيه ولا حتى أكنان...هو لو عايز يتكلم هيتكلم
كريم تصنع الزعل: أنا مش وعدتك لما حكتي ليا حكايتهم...قولتلك أيه بعديها أعتبري سرك في بير
قالت بهدوء: حبيت أكد عليك مش أكتر ...ثم مدت يديها وقامت برفع أول طبق...أمسك يديها وأرجع الطبق مكانها غمز له قائلا : وبعدين ياحبي ..أنا أستنيت كتير
_____#بقلم_سلمى_محمد
جفل أكنان وجلس فوق فراشه عندما ظهرت أمامه بدت في غاية الجمال والعذوبة...كانت ترتدي فستان أبيض...كان وجهها وجسمها يشعان بالنور وشعرها البني الذهبي منسدل طليقا على ظهرها...وعينيها الرزقاوتين تلمعان ببريق خاص...وأسنانها تكشف عن أبتسامة عابثة...
قال بذهول : زهرة أنتي كويسة
ردت عليه ضاحكة : صحتي تمام وقامت بفرد يديها ثم ثنتهم بحركة رياضية... أبتسمت له ثم رقصت أمامه بخفة كالفراشة وبقدميها الحافيتين أخذت تدق على الأرض بنعومة
...حركت سبابتها بأغراء لكي يأتي لها
وجد نفسه أمامها في غمضة عين وبشوق ظل محبوس لوقت طويل حضنها بكل مايملك من قوة ...قال أكنان برقة : بحبك يازهرة
ردت عليه بابتسامة أسرة : وأنا كمان ...ردها أسكره بالسعادة من رأسه حتى أخمص قدميه...فقبلها بقوة وأصبح ليلهم ليل خاص بالعشاق
قبل أستيقاظه أرتسمت على شفتيه أبتسامة سعيدة...القى يديه بجواره فلم يجدها...جلس فوق الفراش الابتسامة أختفت عندما أكتشف أنه كان يحلم بيها ثم تنهد بعمق قائلا لنفسه...ياليتى هذا الحلم كان واقع...فهذا الحلم كان أجمل أحلامه
أغتسل بسرعة وذهب مباشرة الى غرفتها...فتح الباب بهدوء...ثم دلف ببطء ونظر اليها من مكانه رأها مازالت نائمة ومستغرقة في نوم عميق وصوت شخير ناعم يصدر منها..عندما أطمئن عليها أغلق الباب خلفه...شعر بوخز داخل قلبه...الى متى ياقلبي ستظل تتألم
أخرج هاتفه وأتصل بطبيب بيسان للأطمئنان على حالتها...ثم ذهب لرؤيتها وفي داخل غرفتها في المستشفى
كان الجميع متواجد معاها..فالطبيب أذن لها بالخروج
كريم ممازحا:ماشاء الله وشك منور وبقيتي أحسن من الاول
قالت بابتسامة خافتة : اهو أرك ده اللي جابني هنا
تصنع الزعل : كده بردو يابوسة...ده أنا سبت العروسة عشان خاطر عيونك الحلويين
_ قولي بقا عامل أيه في الجواز
_ مفيش أحلى من كده يارتني سمعت كلامك من زمان أول لما كلمتك عنها
_عشان المرة الجاية تبقا تسمع كلامي
قاطعهم أكنان قائلا: أنا عارف لما بتفتحو في الكلام مش بتسكتو...يلا عشان تلبسي ولا قعدة المستشفى عاجبتك
أبتسمت له وبنبرة فيها القليل من الألم : لأ طبعا ده أنا مصدقت هخرج النهاردة...أنا زهقت بجد وعاوزة أخرج من هنا
جيلان بابتسامة : مش أنتي لوحدك ياحبيبتي
نجم أمسك بيديها برقة : الحمد لله أنك بقيتي كويسة
رن هاتف كريم فقال : هطلع برا دقايق أرد على نيروز
غادر الغرفة ولحقه أكنان مباشرة
سأله أكنان عندما رأى عبوس وجهه: مالك
_ ماما سافرت من غير ماتقولي
_ عادي مش مستاهلة التكشيرة دي
_ مش تكشيرة بس مستغرب أحنا كنا متفقين نسافر مع بعض بكرا وهي تسافر النهاردة...مش مرتاح
رد أكنان بهدوء: هي نيروز ديما كده عليها تصرفات غير متوقعة...المفروض انك أتعودت
أجابها بلهجة عابسة : أه وهو المفروض
سأله أكنان : هتروح تجيب الشيخ أمتى
رد عليه قائلا : هروح أجيبه دلوقتي...عقبال مابيسان تروح هكون جبته معايا زي ماقال أول ماتخرج من المستشفى يروح ليها
تفاجىء أكنان وكريم بظهور زاهر أمامهم
هتف كلاهما في وقت واحد: زاهر
زاهر بابتسامة : طبعا زاهر بشحمه ولحمه
سأله أكنان بحيرة: أخر مرة أتصلت الدكتور قال انك لسه في غيبوبة
أجابه بابتسامة شاحبة: ماهو أنا أول مافوقت وعرفت باللي حصل وقدرت أتحرك ركبت أول طيارة عشان أطمن على بيسان
تقلصت ملامح وجه أكنان بالغضب لمجرد ذكر ماحدث قال له بحدة: أنا مرضتش أتصرف وسكت عشان خاطرك أنت يازاهر ...لولاك كنت قلبت الدنيا
ابتلع ريقه بألم : عارف أن الأعتذار ملهوش لزمة دلوقتي...بس اللي حصل مكنش ليا يد فيه...أنت عارف كويس أن بيسان روحي ومستحملش عليها أي حاجة واللي أذتها أمي أمي اللي كل في أيدي أدعي ليها ربنا يسامحها ويهديها...كل اللي عايزه منك تديني فرصة أحاول أصلح الوضع
كريم بانفعال: مفيش تصلح الوضع...أنت معرفتش تحافظ عليها
قاطعه أكنان قائلا: براحة ياكريم
زاهر بلهجة برجاء: أحنا الأتنين منقدرش نعيش من غير بعض ...اللي حصل ليها وأكتئبها عشان بعدها عني واللي حصل ليا لما حسيت أنها ممكن تسيبني
سأل أكنان مستفسرا : تقصد أيه
شرد زاهر في ذكرياته وأخذ يسرد ماحدث والسبب الذي أدى وقوعه والدخول في غيبوبة وكلام الاطباء أنه لا يوجد سبب لأستمراره في الغيبوبة وعندما أنتهى قال..كل اللي عايزه فرصة
أكنان أشار بأبهامه وقال بلهجة محذرة: هديك فرصة ودي هتكون أخر فرصة...مش عايز أخسرك
هتف كريم : أيه اللي بتقوله ده ياأكنان
أشار له بالتوقف: كريم أهدى شوية وفكر ...بيسان بعد ماترجع لطبيعتها محتاجة زاهر معاها
صمت للحظات وقال : اللي تشوفه
سأل زاهر متلهفا : أدخل أشوفها وبيسان هتكون في عينيا
أكنان قال بهدوء: مش دلوقتي هي هتخرج النهاردة وهنجيب شيخ يريقها...مش دلوقتي لما الشيخ يقول أنها بقيت كويسة
قال زاهر بألم : أن شاء الله تخف
_ تعالا شوفها بكرا أحسن
هز رأسه في صمت كئيب : هجي بكرا
أنصرف كريم ودلف أكنان الى الداخل وأستعد الجميع للرحيل...وقف زاهر أمام المستشفى في الركن وأنتظر خروجها لرؤيتها لكي يملي عينيه منها...فقد كان مشتاقا لها...أشتاق لسماع صوتها لكل شيء فيها...تسارعت دقات قلبه عندما رأها من بعيد كنت تمشي بهدوء ورزانة ورغم مرضها وجهها مازال محتفظ بجماله الخاص لكن لمعت عينيها أنطفئت وصارت خواء...أنتفض في مكانه متألما لرؤيتها هكذا وبعيون لا ترمش ولا تحيد عنها ظل متتبع تحركه حتى ركبت السيارة وأختفت لتسقط دمعة وحيدة ووعد نفسه أنه سيصلح الأمور بينهم مهما تطلب منه من وقت
_____#بقلم_سلمى_محمد
أستيقظت بعد عدة ساعات من أنصرافه...كان شعرها مبلل ملتصق من شدة العرق ... أنشبت الحمى في جسدها...حاولت الاعتدال والجلوس فوق الفراش لكنها فشلت فالحمى تمكنت منها...قرع الباب ودلف الصغيرين وأخذا في القفز واللهو بجوار الفراش
أياد بابتسامة طفولية : يلا قومي بقالك كتير نايمة
حاولت الرد ...لكن الكلمات ظلت حبيسة حلقها...شعرت بالعجز... دموعها أنسابت بألم...أرتعشت شفتها...أصابها دوار قاتل فسقطت نائمة مغمضة العينين...حاول الصغيرين جعلها تفيق لكن كل محاولاتهم بائت بالفشل...خرجو الى الخارج ...
ماأن دلف أكنان الى داخل الفيلا حتى أستقبله الصغيرين
أياد بلهجة طفولية : كنت فين
رد عليه بابتسامة : كنت عند عمتكم وأول ماطمنت عليها جيت هنا علطول...شرد لثواني في أحداث أخر ساعة ...عندما أتى الشيخ وقام برقيتها وقال أنها أصبحت أفضل والسحر المعمول لها أصبح ليس له وجود وبعد أنصراف الشيخ أستغرقت بيسان في النوم مباشرة
جذبه وليد من البنطلون بعنف وهتف فيه : روحت فين؟
أكنان بابتسامة : موجود أهو قصادك
سأل وليد : هو أنا عندي عمة
_ أيوه عندكم وعمة عسولة أوي كمان
قال وليد وأياد في وقت واحد : عايزين نشوفها
رد عليهم بابتسامة : حاضر هتروحو تشوفها...هي فين ماما
قال أياد بضيق : لسه نايمة ولما جيت أصحيها مش ردت تصحى
قاطعه وليد قائلا : وأنا لما لمستها كانت سخنة أوي
أكنان بمجرد سماعه كلمات أبنه ...لم ينتظر التأكد منه وأخذ يركض على السلالم بسرعة...وجد نفسه أمامها...رأى جسدها يرتعش...لمس جبهتها وجد حرارتها مرتفعة ...وبأضطراب أخرج هاتفه وأتصل بالطبيب
لم يعرف الطبيب سبب أصابتها بالحمى...فطلب مجموعة من التحاليل ليتأكد من تمام صحتها...لازمها أكنان وأخذ ينظر اليها في فراشها بعيون حزينة وقلب متألم...أستشعر بغصة لرؤيتها ضعيفة وتعاني...جلس على حافة الفراش همس بأسمها بخفوت...بللت دموع الندم وجنتيه...أتى الليل ومازال الوضع كما هو الا من أتصال الطبيب الذي أخبره ان التحاليل سليمة ولا يوجد بيها شيء وكل مايجب فعله أن تأخذ مخفضات للحرارة وكمادات مياه باردة
في العتمة وسط هذيانها...كان هو الوحيد بجوارها...أخذ يمسح وجهها وشعرها بمنديل مبلل بالماء البارد...فتحت عينيها بضعف تشابكت النظرات...نظرة متلهفة تقابلها نظرة شاردة مغيبة
همست بأعياء : عطشانة
توقفت يديه الممسكة بالترمومتر في الهواء وتمتم بالدعاء والشكر عندما فتحت عينيها وطلبت الماء...وضع الترمومتر جانبا وقام بصب كأس من الماء لها...رفعها من فوق الفراش وأسند رأسها على صدره...قرب حافة الكأس من شفتيها وسقها وعندما أنتهت من الشرب غفت مباشرة على صدره وبعيون ملتاعة أخذ يتأملها بحب شدها اليه أكثر... مرر برقة أصبعه على جانب شفتيها ماسحا قطرات الماء المنسابة...مرر أصابعه بحنية على شعرها...تنهد بصوت مسموع مع كل لمسه لها...ظل على هذا الوضع فترة من الوقت...أنهاكه التعب بعد فترة من عمل الكمادات لها...أراد أراحة جسده قليلا...فتسلل الى جانب الفراش ونام بقربها وظل بجوارها نائما حتى ساعات الفجر الاولى أستيقظ مفزوعا عندما وجد نفسه أستغرق في النوم كل هذا الوقت مرر أصابعه باضطراب على جبهتها ...فوجد الحرارة أختفت...وعندما أطمئن أنها أصبحت أحسن...قفز من فوق الفراش سريعا فهي لن تتحمل رؤيته نائم بجوارها...تسلل من غرفتها بهدوء وقبل خروجه نظر لها بحب لا نهائي ممزوج بحزن عميق
بدأت أشعة الشمس تحيط بغرفة زهرة من الخارج والداخل...بدأت تسمع أصوات ضاحكة بجوارها...شعرت بالألم ففتحت عينيها ببطء شديد ...فشاهدت أطفالها بجوارها مبتسمين
وليد بابتسامة: صحي النوم ياماما كل ده نوم
زهرة وهي تبتسم بصعوبة : ده أنا لسه نايمة
أياد هز رأسه نافية : لأ أنتي نمتي يومين بحالهم
وضعت يديها على رأسها المتألمة وسألت باستغراب : هو أنا نمت بجد يومين ولا بتهزرو
رد وليد بلهجة طفوليه : أه أحنا لما جينا هنا أمبارح كنتي نايمة وسخنة أوي
وأكمل أياد مقاطعا : ولما قولنا لبابا أكنان جاب الدكتور وفضل جنبك طول الليل
قال وليد بعبوس: وكان بيعمل ليكي كمادات ومرضاش أي حد فينا يقعد معاكي...أنا أضايقت أوي منه
وشاركه أياد الكلام :وأنا كمان
زهرة تململت على الفراش بعدم راحة وهي تسمع حديثهم فقالت بابتسامة خافتة : هو عايز مصلحتك ياحبيبي عشان مش تتعدو مني
أياد بلهجة طفولية: أصحي بقا عشان جعان
ردت زهرة : رحو أنتو وأنا جاية وراكم نفطر كلنا سوا
بدأت زهرة بالتحرك حتى وصلت أمام الحوض...غسلت وجهها لكي تزيل بقايا غشاوة التعب والنعاس من على وجهها..أخذت تلقي دفعات من الماء على وجهها...حتى أنتظمت أنفاسها وشعرت بالهدوء
على طاولة الأفطار..رأت أكنان متصدر مقدمة الطاولة...تناولت الطعام في صمت...لكن أطفالها لم يكفو عن الكلام واللهو...نظراتها لهم كانت شاردة سرحت في خيالات الليلة الماضية وبدون وعي لمست جانب فمها المرتعش..
لاحظ أكنان هذا الشرود الذي سيطر عليها...لكنه لم يعلق وأستمر في تناول أفطاره
نظرت له بحيرة فبادلها بنظرات دافئة وقال بهدوء: أنا ماشي وهجي بالليل ده كان أتفاقنا لما خرجنا من فيلا شهاب أني أفضل معاكي...لسه عند أتفاقنا ولا هتقولي متجيش هنا تاني
همست بخفوت : أنا مش برجع في كلامي والأتفاق أتفاق
أبتسم بهدوء وقال : مع السلامة ياحبايبي ووزع نظراته على الكل وقبل كلا الصغيرين
_____#بقلم_سلمى_محمد
فتحت عينيها بوهن...لم تستوعب لأول وهلة تواجدها في غرفتها...حاولت النهوض لكنها توقفت عن الحركة والتفتت الى صوت الباب الذي يفتح ببطء...ترقبت القادم بدت مصدومة من رؤيته...
بخطوات مترددة أقترب منها وجلس بجوارها على الفراش وظل يتأملها بحب ممزوج بندم...خانتها دموعها فأنسابت في صمت...أشاحت بوجهها بسرعة لكي لا يرى دموعها التي لا تدري لها سبب محدد...ندم أم خوف أم خذلان أم فرحة لرؤيته
شعرت بيد تلمس كتفها ثم أدار رأسها تجاهه...مسح دموعها ونظر لها بحب...سألها برقة تغللت داخل أحاسيسها بسرعة: حسه بأيه...
ارتفع صوت بكائها وهي تسمع صوته المحب
سأل بقلق: هو في حاجة وجعاكي
أجابته وهي تمسح دموعها:أنا كويسة...بدت الحيرة في عينيها سألته بتشوش...أنت عرفت أزاي؟ وجيت هنا أزاي؟
أنت كنت في غيبوبة
قال بابتسامة باهتة : الغيبوبة فوقت منها عشان أفضل معاكي ....وجيت طبعا بالطيارة أول ماعرفت باللي حصل ليكي...سألها بتردد ...عرفتي السبب اللي وصلك لحالتك دي هزت رأسها في صمت وقالت بخفوت: أيوه أكنان قالي
حاولت النهوض لكنها لم تفلح لشعورها بدوار مفاجىء
وضع يده حول خصرها مانعا أياها من السقوط وبالأخرى عدل وضع الوسادة خلفها...وجدت نفسها محاطة بين كلتا ذراعيه...شعرت بدغدغة خفيفة تعتريها وزادت نبضات قلبها...شعرت بنفسها ضعيفة هشة بين أحضانه وصدره العريض الذي أختبرت نشوة دفئه العديد والعديد من المرات...شعرت بقلبها الذي أصابته البرودة ينصهر يشتعل...أرادت وضع أناملها على صدره للشعور بدقات قلبه...هل ينتفض كقلبها...أرادت ضمه لتصدق أنها لا تحلم...كادت ترفع يديها لكنها شعرت بالعجز...رجعت بجسدها للخلف متفادية الأحتكاك به
لم يريد البعد عنها...لكن لابد له من الأبتعاد مضطرا حتى لا يتفاقم الوضع بينهم...هي لازالت ضعيفة ومشوشة...تألم لرؤيتها هكذا ...ضعيفة ومنكسرة
قال زاهر بهدوء مصطنع: وجودك في حياتي حسسني أني عايش مش مجرد ظل كنتي النكهة الحلوة في حياتي...وكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم كنا في مع بعض كنت في منتهى السعادة...كان بيمر عليا وقت والخوف يسيطر عليا أنك تبعدي...كنت مستكتر وجودك في حياتي...لحد ماالخوف ده أتحول ليقين...همس بألم عندما أستعاد ذكريات هذا اليوم ...سمعتك بتكلمي كريم وبتقولي ليه خلاص زهقت وأنا ناوية أبعد...مستحملتش ولقيت الدنيا بتلف بيا ووقعت على السلم ودخلت في غيبوبة ...غيبوية لما فوقت منها أقتنعت أني فضلت فيها بأردتي...فوقت لما حلمت بيكي وأنك محتاجني...فوقت عشانك أنتي وبس...وبعدين عرفت باللي حصل ليكي واللي عملته أمي معاكي وأنك أتظلمتي واتألمتي كتير...سامحيني يابيسان أني مقدرتش أحميكي
همست بارتجاف : أطلع دلوقتي
نطق كلماته بهدوء: هفضل معاكي ومش هطلع أنتي محتاجني وأنا محتاجك...أنتي أتخلقتي ليا وأنا أتخلقت ليكي مقدرش أعيش من غيرك ولا أنتي تقدري تعيشي من غيري عشان مصيرنا أحنا الأتنين مربوط ببعض...مش همسح للي حصل يفرق بينا...هنقاوم أحنا الأتنين لحد مانعدي الازمة وترجعي بيسان حبيبتي...
رفع يديها وعقد أصابعه في أصابعها ثم قبل أناملها برقة قائلا ...بينا أحنا الاتنين هنعدي الأزمة وهترجعي زي الأول فاهمة يابيسان أنتي حته مني
ارتجف جسدها وشعرت بمشاعر مختلفة تغزوها فما مرت به لم يكن بالشيء الهين...فالحب ليس كل شيء في الحياة
____#بقلم_سلمى_محمد
كانا في السيارة أمام الفيلا عندما قال لها كريم : هسيبك معاها ساعة تطمني عليها ....هروح أخلص أجرءات السفر وأجي أخدك
نظرت له بحب: وأنا هستناك
بمجرد دخولها من باب الفيلا...أدار السيارة وأنطلق بها
في الداخل تفاجأت زهرة بأن ضحى موجودة في الأسفل وتسأل عنها
نزلت السلالم بسرعة وهتفت بسعادة لرؤيتها: واحشتيني يابت
ضحى بابتسامة : وأنتي كمان يازوزو ...هنفضل كده وافقين مش هتعزميني على حاجة يابخيلة
بادلتها الضحك : هو أنتي لحقتي ...حاضر هشربك ثم نادت على الخادمة...لسه بردو بتحبي عصير المانجا
رسمت ضحى شكل قلب بأصابع يديها وقالت : ده عشق العشق
أحضرت الخادمة العصير...أرتشفت ضحى عصيرها بتلذذ واضح ثم قالت بابتسامة : فكريني لما أجي من السفر أجيلك هنا عشان أشرب عصير مانجا...أصله طعمه حلو أوي
صمتت وهي تسمع أخر كلماتها فقالت: أنتي مسافرة
أرتسم العبوس على محياها وهي تقول : مسافرة النهاردة مع أن من جوايا مش عايزه أسيب هنا...مع أن بابا وماما سابو البيت وسافرو مصر
_ هما أهلك سافرو خلاص
_ أيوه يازهرة ...لما زروني بابا قالي عندي مفاجأة حلوة أنهم لقو شقة حلوة وكمان جاله شغل في شركة كبيرة وهيسافرو علطول
بلهجة يشوبها بعض الحزن : خلاص كله سافر وحتى أنتي كمان
ضمتها ضحى وقالت بحب: هتصل بيكي علطول...طمنيني عليكي الاول أنتي كويسة وأيه شغل العصابات اللي حصل معاكي...أنا بقرا الحاجات دي في الروايات وأشوفها في الافلام لكن عمري ماتخيلت أن ده يحصل معاكي...أحكيلي كل حاجة بالتفصيل...رأت نظرات زهرة المذهولة لكنها أكلمت حديثها..طبعا من بصتك دي هتقولي عرفت أزاي وأنتي مقولتيش حاجة....أنا عرفت من كريم ماهو أكيد كريم هيقولي...قوليلي بقا تليفونك كان مقفول ليه...ده أنا أترعبت عليكي بالرغم أن كريم طمني بس قولت لزم ولابد أشوفك بنفسي...هو اللي أسمه شهاب ضرب علكيم نار والطلقات جيت في الهوا...الحمد لله أنها جيت في الهوا بصراحة الراجل ده يستاهل الشنق
قاطعتها زهرة بضحك: أفصلي شوية أيه تسجيل وأتفتح...وأنا كويسة وقعدة قصادك...تعالي هنا ومادام كريم حكلك على كل حاجة عايزني أتكلم ليه هو وجع دماغ وخلاص
ضحكت قائلة : عشان هو لو نسى حاجة أنتي تحكيها...ثم نظرت في أرجاء الفيلا بتركيز ...قوليلي يازهرة بصراحة أيه الوضع هنا في الفيلا...بعد ماعرفت أنه هيعيش هنا معاكم وأنتي أتقبلتي الوضع أزاي
شردت زهرة وسرح تفكيرها وخيالها فيما مضى
لاحظت ضحى شرودها المبالغ فيه... فحدثتها قائلة: كل السرحان ده عشان جبت سيرته بس
عادت زهرة من شرودها بعد تلك الكلمات التي أطلقتها ضحى وقالت لها: أنا لحد النهاردة مش قادرة أنسى بالرغم كل اللي بيعمله معايا
أردفت ضحى قائلة: أركني ذكرياتك أحبسيها عشان تقدري تعيشي
_أنا للأسف مش قادرة أنسى الماضي...اللي حصل زمان كان صعب أي حد يعدي منه وأنا عديت منه ياضحى بس بندوب لسه معلمه جوايا خلت مشاعري مشوهة أنا بقيت منفعش منفعش أكون أي حاجة
صمتت ضحى قليلا تفكر في كلماتها ونظرت لها بهدوء شديد: قولتي يازهرة أنه ندمان ويتمنى ترضي عنه...ليه مش عايزه تفوقي من الشرنقة اللي معيشة نفسك فيها ليه رافضة تفوقي...ربنا بيسامح يازهرة سامحيه حاولي تسامحيه...أنسي وبلاش تفكري نفسك باللي حصل...النسيان نعمة وبكرا تقولي أنا كان عندي حق
تشوشت رؤيتها بالدموع فهي تشعر بحيرة وتخبط في مشاعرها تجاهه وأصبحت لا تعلم ماذا تريد...شددت ضحى من قبضتها على يديها وقالت : أسمعيني كويس يازهرة الدنيا أديتك فرصة من دهب حياة جديدة ومستقبل جديد بلاش تخسريهم وراجل بيحبك وندمان...في رجالة غيره بيهربو من ذنبهم ويقولو ملناش فيه...أكملت كلامها برجاء سامحيه حاولي تديله فرصة
زهرة بنبرة متشنجة : ححاول ححاول ياضحى
_ أوعديني أنك تديه وتدي نفسك فرصة
_ أوعدك ياضحى
_ فين بقا الولاد عشان أسلم عليهم مش سامعة ليهم حس
_ فوق في أوضتهم بيلعبو
_ عايزه أبوسهم وأسلم عليهم قبل ماسافر
_ تعالي معايا نطلع ليهم ومتقوليش أني مش حذرتك
_ من أولها كده هتظلمي الولاد دول كيوت من غير ماشوفهم
أول مازهرة فتحت الباب...تعالت أصوات الصراخ تسمرت ضحى على الباب للحظات ثم ضحكت على مايحدث أمامها
أياد بصراخ: سيب اللعبة بتاعتي
يقوم وليد بجذبها من يده قائلا بصراخ : لأ دي بتاعتي
_ لاااااابتاعتي أنا
_دي بتاعتي أنااااا
وكلا الشقيقين يجذبون اللعبة وكلاهما يصرخ في وجه الأخر
همست زهرة بضحك : أتفضلي سلكي بين الكيوت حبايبك
تصنعت ضحى الرحيل : لااااياختي سلكي بينهم أنتي ...أنا هروح أكمل العصير بتاعك لحد ماجوزي الكيوت يجي ليا
قامت زهرة بدفعها لداخل الغرفة وأغلقت الباب وقالت بابتسامة : روحي يلا فضي الخناقة
ضحكت زهرة فبادلتها ضحى الضحك
توقف الصغيرين عن الشجاروالتفتو اليهم بفضول...فتعالت أصوات ضحكاتهم أكثر وأكثر
#زهرة_ولكن_الجزء_الثاني
#بقلم_سلمى_محمد
الحلقة السابعة عشر والأخيرة
#زهرة_ولكن_دميمة_الجزء_الثاني
#بقلم_سلمى_محمد
مع الوقت ننسى الألم فيصبح الماضي كأن لم يكن
********
في أخر النهار وبعد غروب الشمس وأختفائها في الأفق
رجع أكنان الى البيت فلم يجد أطفاله في الجوار... صعد إلى غرفتهم فتح الباب بهدوء رأها من مكانه تحكي ليهم قصة ومندمجة في تقليد أصوات الطيور...والصغار يضحكون في محاولة لتقليدها زينت شفتيه ابتسامة ناعمة لرؤيتهم هكذا... هتف أياد وقفز من فوق الفراش :بابا جاه
تبعه إياد هو الآخر ملقيا نفسه عليه
التفتت زهرة له ونظرت إلى أطفالها فرأت الفرحة في عيونهم... رفعت عينيها دون قصد تلاقت النظرات رأت بداخل عيونه مشاعر متعددة...تملكها التوتر فأبعدت رأسها في الإتجاه الآخر
قالت بارتباك :يلا ياحبابيبي وقت النوم
رفض الصغيرين طلبها بالنوم فقال لهم أكنان بلهجة أمره:أسمعو الكلام... لو نمتو دلوقتي هوديكم بعدين تشوفي عمتكم وجدكم... لاحظ نظراتها الغاضبة عندما وعد الصغار بزيارة العائلة
هتف وليد وأياد في وقت واحد:بجد
-ايوه بجد روحو نامو يلا
_حاضر
أسرع الصغيرين كل واحد باتجاه فراشه... قامت زهرة بجذب الغطاء على كل منهما وأعطت كل منهما قبلة وقالت بابتسامة :تصبحو على خير واحلام سعيدة
وليد وأياد :وانتي بخير ياماما
عندما اغلقت باب غرفتهم ظل أكنان واقف أمامها بهدوء ثم قال:أنا مستني
_مستني ايه بالظبط؟
_شكلك بيقول عايزه تتكلمي بخصوص وعدي ليهم
نفخت بضيق وردت عليه بلهجة منفعلة:انت ازاي تاخد القرار ده من دماغك هما مش مستعدين دلوقتي يتعرفو على أهلهم
إجابها بثبات:بالعكس يازهرة ده أنسب وقت أنهم يتعرفو على أهل باباهم... دي جذروهم ومستقبلهم ولزم يتعلمو حب العيلة وبيسان أختي نفسها تشوفهم قبل ماتسافر... بلاش تحرمي ولادك من عيلتهم
هتفت بحدة :أنا لو عايزه أحرمهم مكنتش اتجوزتك... بس الوقت مش مناسب
أخفى غضبه بصعوبة وقال بهدوء مفتعل:خلاص انا وعدتهم ومش هخلف وعدي ليهم وختم كلامه تصبحي على خير
ثم تركها مغادرا تضرب اخماسا في اسداس
________#بقلم_سلمى_محمد
كانت رحلة طويلة لها من مصر الى أمريكا أستغرقت ساعات كثيرة...ولأول مرة في حياتها تطىء قدمها أرض غريبة غير مدينتها...كانت تنظر لوجوه الناس بتأمل عميق وللمباني الشاهقة التي تلمع واجهاتها الزجاجية من خلال السيارة...
توقفت السيارة امام بوابة عريقة...أمسك يدها برفق وقال:هناهنعيش وشعرت به يضع قبلة سريعة على خدها...يلا بينا
فتح لهم الباب وأصبحت في الداخل وقفت ضحى في مكانها...تتأمل فخامة المكان ولمسات الفن المعماري المهيب مشهد يسلب اللب ...شردت للحظات تخيلت نفسها أميرة في عصر الأميرات وهي تنزل بفخامة على السلالم وفي الاسفل أميرات يضحكن وموسيقى ناعمة تنساب في الجو...بدأت تتحمس وتنفض عنها التوتر
أشار للخادم بحمل الشنط الى غرفته وتفريغها...التفت اليها فرأى شرودها سألها مبتسما: أيه رأيك ؟
_ حلو أوي
_ يلا نطلع أوضتنا زمانك دلوقتي عايزه ترتاحى
_ بصراحة أه
شعرت بالراحة وهي تجلس فوق الفراش تتحس ملمس الغطاء...أخذت تتأمل كريم وهو يتكلم في الهاتف ونظرت حولها بشرود لكن ذلك لم يمنع رؤيتها جمال وأناقة الغرفة وعندما أنهى الأتصال جلس بجوارها وضمه واضعا رأسها فوق قلبه وقال برقة : حسه بأيه وأنتي هنا معايا؟
ردت بهدوء: حسه بالرهبة شوية
نظر لها بقلق:أيه اللي خلاكي تقولي كده
قالت له بلهجة رقيقة: رهبة عشان في بلد غريبة ومكان جديد عليا...لكن أنا في قمة سعادتي عشان موجودة معاك...وجودك معايا هو الأمان هو سعادتي الحقيقية
ضمها أكثر وربت على شعرها وقال: وأنا هعمل أي حاجة عشان أخليكي ديما سعيدة ثم رفع رأسها وقبلها على وجنتيه...زمانك تعبانة دلوقتي نامي شوية ثم أراح جسدها على الفراش ونهض
سألت بخفوت : رايح فين؟
رد عليها بابتسامة : هخرج أخلص كام حاجة وهجيلك علطول
هزت رأسها وهي تشعر بالأرهاق وبمجرد خروجه أستغرقت في النوم مباشرة
وفي الأسفل نزلت نيروز من سيارتها وأتجهت إلى ملحق الفيلا المفضل لزوجها...رأت ناصر جالس على أحد الكراسي رافعا قدميه على طاولة صغيرة كانت تتوسط المكان وفي يديه مجلة مندمج في قرأتها
بدأت نيروز بالصراخ: أنت هنا وأنا برن عليك مش بترد...
رد في هدوء: خير يانيروز كنتي عايزاني في أيه
هتفت في وجهه بحدة : كنت عايزاك في حفلة تكريمي وبلاش الأسلوب ده معايا...لوي الدارع ده مش عليا
مط شفتيه بضيق: تقصدي أيه؟
_أنت عارف أنا قصدي أيه كويس..من وقت لما قولتلك خلاص أنا مش معاك في لعبتك وأبعد عنها
قال بلامبلاة : وأنا سمعت كلامك وبعدت عايزه أيه تاني
قاطعته بعصبية: ترجع زي الأول وبلاش لويت الوش دي معايا
أستدار برأسه ورجع عدة خطوات باتجاه الملحق وهو يسمع صياحهم وهمهمات كلام غير مفهومة
طرق على الباب ثم دلف...نظر كلا والديه اليه بصدمة
قالت بارتباك : أنت جيت أمتى ؟
_ لسه جاي مبقليش نص ساعة وبدل مالقيكم في أستقبالي بتتطمنو عليا أسمعكم بتتخانقو مع بعض...أيه سبب الخناقة المرة دي
ضمته نيروز وقامت بتقبيله على وجنتيه وقالت بابتسامة مضطربة: حمد لله على سلامتك...متزعلش مني عشان مكنتش موجودة بس للأسف كان عندي مؤتمر بتكرم فيه ولسه جاية منه دلوقتي...باباك السبب في الخناقة مرضاش يجي معايا وقال مشغول وأعرف أنه بيضحك عليا وقاعد في البيت
ضحك وقال : متزعليش نفسك ماهي مش أول مرة يزوغ عن مؤتمر بتتكرمي فيه...معلش بقا مضطر أسيبكم هروح مشوار ساعة وجي علطول
زمت شفتيها قائلة : هو أنا لحقت أقعد معاك
رد عليها بابتسامة: بكرا تشبعي براحتك سلااااام وأعطاها قبلة في الهواء وخرج مباشرة
تنهدت نيروز براحة : الحمد لله مسمعش حاجة
__
تقلبت ضحى على الفراش وهي نائمة تحلم بكابوس ثم نهضت وهي في حالة فزع شديد ثم صرخت...دلف كريم بسرعة على صوت صراخها
قال بلهفة : مالك حبيبتي
وهي تلهث قليلا قالت: كابوس حلمت بكابوس
أحاط احدى يديها بكفيه فشعر بأناملها باردة وترتعش فتناول يدها الأخرى وضمهم بين كفيه يفركهما لتدفئتهم
_ خير أحكيلي بالراحة
_ كل اللي فاكره أني كنت في الضلمة...الضلمة وبس وأنت بتبعد وفوقت لقيت نفسي بصرخ
أحتضنها كريم وهمس في أذنها: متخافيش من أي حاجة طول ماأنا جمبك
_ خايفة
_ خايفة من أيه؟
_ خايفة الشغف والحب اللي بينا يروح
أمسك يديها ووضعه مباشرة فوق قلبه وهمس برقة: هنفضل نحب بعض وهنكمل مع بعض طول ماقلبي بيدق والشغف اللي بينا هيزيد...ثم ضحك قائلا بس أكيد الحياة مش هتبقا علطول حب في حب
نسيت توترها وابتسمت له : بالعند فيك هتبقا أيامنا حب في حب
وظلا متعانقين فترة من الوقت ثم قال لها برقة: أنتي قرة العين لي
_ وأنت قرة العين لي ياحبيبي ياعمري ياروحي
______#بقلم_سلمى_محمد
بعد مرور عدة أيام...لم يحدث فيها الكثير بالنسبة لضحى وكريم أيامهم كانت شهر عسل دون منغصات من أهل زوجها...أما زاهر نجح في أكتثاب ثقة بيسان وقرر السفر الى فرع الشركة في المانيا والبدء في حياة جديدة هناك بعيدا عن ذكريات الماضي...أما صفيه بعد العديد والعديد من الإعتذارت رجعت إلى منزل زوجها لكن العلاقة بينهم لم تعود كما الأول
والعلاقة بين زهرة وأكنان أصبحت هادئة حاولت زهرة الأستماع لنصيحة ضحى وتقبل وضعها ونسيان الماضي
قررت بيسان أمضاء أخر ليلتها الأخيرة في مصر مع أهلها
قبل سفرها مع زاهر... دعت أكنان وأصرت على حضور زوجته وأولاده معه أرادت رؤيتهم والتعرف إليهم... معرفتها بوجودهم كانت صدمة هائلة بالنسبة لها لكنها استطعت تخطيها وتمنت له السعادة فهو عانى الكثير في حياته...
أجتمع الكل في حديقة الفيلا...زينت الحديقة بالأضواء فبدت كشموع تتلألىء لتضيف على وجوه الجميع بهجة ورضا...الرجال أهتمو بالشواء فيما أخذت جيلان وبيسان وزهرة بتحضير المقبلات...ركض وليد وأياد في الحديقة وضحكات الجميع تملىء المكان
سهرو مع بعض حتى أخر الليل...أضحكتهم بيسان بالنكات التي كانت تلقيها وبعض الحكايات المضحكة عن طفولة أكنان...وجدت زهرة نفسها بالتدريج تندمج مع المرح الذي ساد في الغرفة...ووليد وأياد لم يكفا عن اللعب والحركة مع نجم وجيلان حتى أنهكهم التعب
لم يكف أكنان عن النظر لها كانت ترتدي فستان أبيض ناعما وحذاء من الجلد الخفيف ليس له كعب...ملابسها بسيطة وخارقة للعادة... بساطة مثيرة...بساطة الشمس حين تطلع وحين تغيب لم تكف عينيه عن التطلع اليها...يشتاق لها يريد الأرتواء من ريحقها المسكر
عندما رأت تثاؤب أطفالها قالت لهم : بعد أذنكم عايزه أنيم الولاد
نهضت جيلان من مكانها وحملت أحد الصغيرين وقالت : تعالي معايا أوريكي الأوضة اللي هينامو فيها
وبمجرد أنصرافهم قالت بيسان بابتسامة متلاعبة: عينيك متشالتش من عليها...باين عليك واقع على الأخر
أكنان بابتسامة : وأنتي بقا قعدة مراقبني
هزت رأسها بضحك : هو بصراحة الكل مش أنا لوحدي
غمز لها زاهر: براحة عليه يابوسة
أبتسمت لزوجها قائلة : حاضر هخف...ماتقولي ياكينو ياأخويا ياحبيبي حكايتكم من أولها وبلاش تلاوعني في الكلام...أتعرفت على زوزو أزاي وأمتى...وأزاي أنا معرفتش
أردف بابتسامة ماكرة : أتعرفنا على بعض زمان ورجعنا لبعض دلوقتي
زمت شفتيها بضيق: نعم ودي بقا الأجابة على كل أسئلتي
_ أيوه يابوسة وبطلي فضولك ده شوية
_ ماشي ياكينو هبطل فضول بس مسيري هعرف
قام أكنان من مقعده ثم قال : تصبحو عى خير
أبتسم نجم وقال في هدوء: أخيرا جاه اليوم اللي أشوف أبني هنا وقاعدين كلنا مع بعض
نظرت له بيسان وأردفت قائلة : يعني معندكش فضول زيي تعرف أيه حكاية مراته وولاده
لاذ بالصمت للحظات ثم قال ببطء: هو لو عايز يقول لينا هيقول...وأنا كفاية عليا أنه حاول ينسي ويبتدي معايا صفحة جديدة ...كفاية عليا أنه ممنعش أحفادي عني مع أن ده من حقه...أنا مكنتش ليه الأب المثالي
شعرت بيسان بالحزن في صوته فقامت من مكانها وجلست على مسند كرسيه وأحاطته بأحدى ذراعيها وضحكت مغيرة مجرى الحديث: بس الولاد نسخة مني ...دول لو كانو ولادي أنا مكنوش هيبقو شبهي كده
أبتسم ببطء قائلا : شبهك أوي ودخلو قلبي وأحتلوه
تصنعت الزعل : وأنا بح خلاص بقا مليش مكان
_ لا طبعا أنتي ليكي النص بحاله
_ وليه بحاله كتير أوي عليا ولا أقولك خليها الربع
قرص خدها بخفة وقال مبتسما: أنتي الكل في الكل طبعا
تابع زاهر في صمت حركات الأب مع أبنته...أبتسم وهو يرى سعادتها البادية على وجهها..تحدث قائلا: أنا داخل أنام تيجي معايا ومد يده اليها...أبتسمت له وأمسكت يده ...هجي معاك وقبل أن تتحرك قبلت والدها على وجنتيه...تصبح على خير
_تصبحي على خير ياحبيبتي
في الغرفة عند زهرة
بعد أن تأكدت من نوم أطفالها أخرجت بيجامة من الدولاب وحدثت نفسها أن اليوم كان جميلا بالرغم من توترها في البداية فهي كانت تخشى مقابلة عائلته ولكن تحت أصرار الصغيرين ذهبت معهم مضطرة والأن هي تشعر بالراحة...زينت شفتيها خفيفة وهي تسترجع مامضى وسعادة صغارها مع ولهوهم مع الجد والعمة وعندما وصلت أفكارها باتجاهه متذكرة نظرته الخاصة لها فقامت بهز رأسها وأتجهت الى الحمام...عندما خرجت تفاجأت به جالس على حافة الفراش
سألته بلهجة متوترة:أنت بتعمل أيه في أوضتي
أردف بابتسامة هادئة: قصدك أوضتي أنا
بلعت ريقها بصعوبة: أوضتك أوضتك
_ أيوه أوضتي أوضتي
_ ومادام هي أوضتك جيلان جبتيني هنا ليه
رد عليها في هدوء: عشان أنتي مراتي وأوضتي هي أوضتك
قالت بسرعة : لا وأطلع بات في أي أوضة الفيلا كبيرة وفيها أوض كتير
نهض من مكانه وأقترب منها بخطى واثقة وتمعن في النظر لها...شعرت بالأرتباك من نظراته
همس بصوت أجش: مراتي يازهرة ياريت تفهمي كلامي ده كويس أنا سيبك براحتك وبقول هي معذورة في تصرفاتها وزي مابيقولو للصبر حدود ...أنا مكنتش هنام هنا ثم أشار باتجاه باب مغلق أنا كنت هنام في الاوضة دي
سألت بهمس متوتر: أومال كنت عايز أيه
رفع خصلة شاردة من شعرها ووضعها خلف أذنها وهمس بخفوت : كنت عاملك مفاجأة متأكد أنها هتبسطك أوي
أضطرب جسدها من هذه اللمسة الخفيفة فقالت بحدة: مش بحب المفاجأة
_ بس المفاجأة دي هتحبيها
_ مش عايزه أعرف
_ هتندمي على فكرة وعلموم مش هتحرك من مكاني الا لما تعرفي المفاجأة وتقبليها كمان
سألت وهي تشعر بالقلق: مادام هتخرج أنا موافقة
نظر بعينيها وقال: قدمتلك في كلية الطب المفروض من أول السنة تتابعي دراستك فيها
هزت رأسها عدة مرات غير مصدقة ماسمعت أذنيها...دخولها كلية الطب وأن تصبح طبيبة كان حلم حياتها هي ووالدها
قالت وقد لمعت عينيها بالدموع : ينفع أكمل دارستي عادي
ابتسم وقال : أنتي بقيتي طالبه في الكلية فأكيد ينفع
شردت زهرة مع ذكريات الطفولة وحلمها الذي أصبح فيما بعد حلم بعيد المنال
هو من خلال بحثه في خلفيتها علم عن حلمها...هي أصبحت كل شيء بالنسبة له أصبح متعلق بها بشدة...تردد قليلا قبل أن يقول : مبسوطة يازهرة ...ثم ربت على رأسها بخفة
هذه الحركة البسيطة جعلتها تفيق من السعادة التي عاشت فيها للحظات...أبتعدت عنه وواجهته: أنت ليه عملت كده؟ ليه قدمت ليا في الكليه؟
مرر أصابعه في شعره وقال: مش عارفة ليه عملت كده؟
ردت بخفوت : أحساسك بالذنب صح
أعترض على كلامها وهتف بيأس: لا مش أحساس بالذنب يازهرة...أمسك بيديه كلا كتفيها وهزها...أنا تعبت تعبت من مشاعري ناحيتك...أنا عملت كده عشان اشوف نظرة ...نظرة سعادة واحدة في عينيكي...أنا عملت كده عشان بحبك...هتف بألم بحبك...حبيتك وأنتي زهرة بتاعت زمان وحبيتك أكتر لما عرفت زهرة الحقيقية...أنا عملت كل ده عشان بحبك.. أتجوزتك عشان بحبك مش عشان خاطر الولاد وبس...عشت معاكي في نفس المكان عشان مقدرش أعيش من غيرك
أنكمشت وهي تسمع كلامه...أندفعت من عينيها الدموع وصاحت: بس أنا مش
ترك أحدى يديه الممسكة بها ووضعها على فمها وصاح هو الأخر بألم : عارف ...أنا كل اللي عايزه تتقبلي وجودي في حياتك وجودي كزوج حقيقي مش مجرد خيال ...أنزل يده وخرج بسرعة من الغرفة بخطى غاضبة...غاضبا من نفسه بسبب أنهياره وعدم تحكمه في أعصابه
أنهارت زهرة جالسة فوق الفراش...أنسالت الدموع فوق وجنتيها...لاتدري ماذا تفعل أغمضت عينيها في تعب وتكومت فوق الفراش...هل يحبها حقا؟ أم ماذا؟ هل أسامحه أم لا...أخذت تدعو كثيرا أن ينير الله طريقها فهي تشعر بالتعب والتشتت وعدم القدرة على اتخاذ القرار...لا تعلم كم من الوقت مر وهي بهذه الحالة عندما فاقت واستعادة توازنها
أخيراً عرفت ماذا تريد... وقررت في أقرب وقت يجتمعو سويا اخباره بقرارها المتعلق بمصيرهم معا...
في الصباح تناول الجميع الإفطار على سفرة واحدة... ساد الجو المحيط بيهم دفء الأسرة بهجة خاصة بهجة تجمع العائلة في مكان واحد... شعر أكنان بوجود شيء مختلف فيها... إحساس داخلي يخبره بذلك...ابتسامتها ضحكاتها مختلفة حتى نظراتها...وعند الإنتهاء ركبت كل مجموعة سيارتها الخاصة حتى المطار وفي الداخل
ضمت بيسان كلا الصغيرين بحب وقالت بتأثر :هتوحشوني كتير
إياد بلهجة طفولية:وانتي كمان هتوحشيني شوية مش كتير
ضحك الجميع على رد إياد
ضحكت بيسان بصوت عالي :هوحشك شوية شوفت ابنك ياكينو طالع ليك قال هوحشه شوية ثم نظرت له مبتسمه... مقبولة منك ياسي إياد وإنت بقا ياوليد هوحشك أد ايه
_هتوحشيني اد البحر
_ حبيبي ياوليد شوفتو الواد الدبلوماسي... ضحكت قائلة مش طالعك ياكينو اكيد الدبلوماسية دي من مامته
غمز أكنان لزهرة وقال :طبعا طبعا المنبع كله عندها
وبعد فترة ركبت بيسان وزاهر الطائرة الخاصة بهم... وركبت جيلان السيارة مع إبنها وقبل الانطلاق قال نجم :تبقا تجيب الولاد كل فترة وبلاش تقطع بزيارتهم ليا قلبي اتعلق بيهم أوي
إجابه بنبرة ثابته: هبقا هوديهم الفيلا... مع السلامة يجوجو
جيلان بابتسامة:مع السلامة ياحبيب جوجو... مع السلامة ياحبابيبي
انطلق نجم السيارة.. وبعدها مباشرة انطلق أكنان هو الاخر
زهرة كانت جالسة بجواره...لسانها انعقد عن الكلام من شدة توترها... همست بخفوت :ياااا
التفت لها وقال بفضول:نعم يازهرة عاوزة تقولي حاجة
ردت بارتباك :اه أنا فكرت في كلامك امبارح وعاوزة ادي لعلاقتنا فرصة
انصدم فقد النطق لثواني... نظر لها يتأكد من وجودها بجواره وأنها هي نفس الشخص وسأل مكررا:قولتي ايه؟
_أنا قررت ادي علاقتنا فرصة
هتف بسعادة:واخيراااا... اللحظة دي استنتها كتير
امسك كف يديها وضغط برقة
وهمس بابتسامة:اوعدك يازهرة انك هتعيشي سعيدة معايا وأخذ يصيح بسعادة... أنا أسعد إنسان في الكون
شعرت بالراحة من قرارها لتزين شفتيها ابتسامه هادئة...ودعت في سرها براحة البال وأن تملىء البهجة حياتها
إنها ليست النهاية ولكنها مجرد البداية
#زهرة_ولكن_الجزء_الثاني
#بقلم_سلمى_محمد
الخاتمة
#زهرة_ولكن_دميمة
#بقلم_سلمى_محمد
مرت الأيام وتعاقبت الأحداث في حياتهم، فهناك أيام مرت بسعادة وأخرى بحزن وشقاء، فالحياة ماهي إلا أيام معدودة.
أغمض عينيه يدعي النوم وكتم أنفاسه متمنيا أن تظل بجواره ولا تهرب إلى غرفتها ككل مرة فهذه المرة كانت مختلفة فهي من أتت إلى غرفته لأول مرة تذكر نظراتها المرعوبة عندما رأته أمامها وردها المتلعثم عن سبب تواجدها أنها رأت نور الغرفة مضاء وإنه تأخر في المجيء... لم تسمعه عندما أتى فحسبت أحد الأولاد أستيقظ وعبث في النور... شعر ببريق من الأمل يتوغل داخل قلبه من ردها فهي اهتمت لاحظت تأخره في الخارج...ظلت مستيقظة من أجله وجد نفسه بالقرب منها كانت هادئة نظراتها مختلفة لم يعلم متى أشتعل الجو بينهم وفي لحظة أصبحت بين ذراعيه...فاق من شروده على صوت حركة خفيفة...تابعها بعيون شبه مغمضة وهي تتسلل من فراشه عندما تأكدت من نومه... بمجرد أختفائها جلس وأخذ يزفر بغضب بالرغم من مرور سنة على علاقتهم إلا أنها مصممة على الهروب والإنعزال بداخل غرفتها...أراد الذهاب لها وحملها بالغصب إلى غرفته لكي يضعها مرة أخرى في فراشه حتى ينعم بدفئها وتنام في حضنه...لكنه لم يتزحزح من مكانه لم يرد أخافتها مقررا الإنتظار فما حدث اليوم تطور ملموس في علاقتهم وأخذ يراقب الفراغ بعيون خاوية متألمة
بمجرد أن دخلت غرفتها أنهارت جالسه على المقعد القريب من النافذة...غطت وجهها بيديها وبكت مثل الطفلة
سرت رعشة باردة حادة في جسدها وبعد أن استعادت هدوئها نسبيا فسرت ماحدث لها منذ لحظات بسبب استسلامها وقبولها بالأمر الواقع...همست بحدة ماحدث لا يجب أن يشعرك بالذنب فأنت زوجته لكنك يازهرة السبب فيما حدث كان أين عقلك وتفكيرك السليم عندما ذهبت إلى غرفته بملابس النوم هزت رأسها بغضب ...ظلت مستيقظة حتى الفجر تراقب بسكون كل شيء وغرقت في تأمل ماحدث لها أشتعلت ثارت مشاعرها عندما توصلت الى حقيقة ماتشعر به تجاهه... شعرت بالإضطراب فهي أصبحت تشتاق له رغماً عنها أصبحت تشتاق للمساته همساته الدافئة وهي بين ذراعيه...فهو دائما طيب وحنون معاها... عندما أصبحت زوجته فعليا كانت تتوقع النفور لكن العكس هو ماحدث كان رقيق معاها وضع مشاعرها في المقدمة لم يكن أناني حدثت نفسها بغضب ماحدث مجرد رغبة مجرد رغبة فقط لا غير فهو يمتلك من الخبرة ماتجعلك ترغبيه
فتحت عينيها بتكاسل شديد استغربت للحظات وجودها على المقعد...لمحت الساعة بطرف عينيها فوجدتها الساعة السابعة والنصف أنتبهت ثم نهضت من مكانها مذعورة...دلفت إلى الحمام مسرعة أخذت شهيق عميق ...فتحت الصنبور فملأت كفيها بالماء البارد وألقته على وجهها عدة مرات حتى فاقت تماما...أرتدت معطفها ثم ركضت إلى غرفة أطفالها وأخذت باستبدال ملابسهم بسرعة وهم يضحكون وعيونهم مليئة بالمرح فماضيهم التعس لم يصبح له وجود
أياد بلهجة ضاحكة: براحة شوية
_لو ملبستوش بسرعة هتتأخرو على المدرسة
وليد وأياد في نفس الوقت : يبقا بلاش مدرسة النهاردة
زينت شفتيها إبتسامة هادئة وهي تقول: كفاية مماطلة في الكلام ويلا عشان متتأخروش أكتر من كده
أنتهت من تحضير كل شيء لهم وأطمئنت عليهم حتى أنطلق السائق الخاص بهم بالسيارة...نظرت الى الساعة فوجدت أن المحاضرة الأولى قد فاتتها...أسرعت إلى داخل غرفتها لأرتداء ملابسها فمستحيل أن تتأخر على المحاضرة الثانية فالحضور عليه درجات..
عندما أنتهت هبطت الدرج مسرعة دون أن تنظر أمامها...عند نهاية الدرج فوجئت بأكنان أمامها
تحدث بلكنة هادئة : صباح الخير
ردت بلهجة باردة:صباح النور
حاول كسر الجليد بينهم فقال : عاملة أيه في الكلية
أردفت قائلة: كويسة
نظر إلى حقيبتها المتدليه فوق كتفها بشريط طويل تسائل بابتسامة : كل دي شنطة نوعها أيه؟ مش شايفها كبيرة شويتين
توهجت نظراتها بلمعان خفيف وهي ترد : على فكرة الشنطة دي عمليه أوي في الكلية واسمها توتي باج
حرك رأسه بايماءة خفيفة قائلا: مادام مريحاكي تبقا حلوة...يلا بينا عشان أوصلك
نظرت له بحيرة وهي تسأله: توصلني فين؟
_أوصلك كليتك
_هااا كليتي
_أيوه كليتك
_ومن أمتى بتوصلني الكلية...أنت ديما بتخرج قبلنا
غمز لها وهمس:آه اتاخرت، نفس اللي أخرك وهوصلك النهاردة عشان مفيش حاجة تركبيها والسواق بتاعك راح بالولاد المدرسة ولا هتستني لما يرجع يوصلك
لمعت وجنتها بحمرة خفيفة من تلميحاته ثم أومأت برفض :لا طبعا مش هستنى السواق ولا أنت هتوصلني...أنا اتصلت بأوبر والعربية هتيجي دلوقتي واتحرك شوية عشان أعرف أعدي
حاول التكلم بهدوء فقال: مش هتحرك ومش هتركبي أوبر
دقت قدميها على الأرض بغضب:ليه بقا مينفعش
جز على أسنانه وهو ينظر له: عشان إنتي مراتي ومش هتركبي مع راجل غريب
زمت شفتيها ورددت منفعلة: نعم راجل غريب...طب ماانا بتعامل في الكلية مع معيدين ودكاترة رجالة ايه الفرق ولا هو تحكم فيا وخلاص
نظر لها متأملا حمرة الانفعال على وجهها وعيونها اللامعة شرد للحظات غارقا في جمالها الخاص عند الغضب فهي مميزة في جميع حالاتها...هز رأسه بخفة ثم تحدث بثبات:مش تحكم فيكي سمي اللي بعمله خوف عليكي ولا نسيتي اللي حصل زمان ومن ناحية الكليه أنا عندي خلفية عن كل شخص بتتعاملي معاه فلما تبقي هناك ببقا مطمن ده غير الحارس اللي ملازمك ومتابع حركاتك من بعيد زي ماطلبتي فعشان كده ببقا مطمن عليكي
_طب ماهو هيحصلني وهيبقا متابعني وانا في العربية في ايه لما أركب العربية
_فيه هبقا قلقان عليكي افرضي حصل حاجة
_هو أنت ليه شكاك كده وبتفترض أسوء حاجة وأنا بقولك مش هيحصل حاجة وافرض حصل حاجة وده من رابع المستحيلات الحارس هيكون موجود
قاطعها بنبرة حادة: عندك إختيارين ياهتستني السواق يأوصلك أنا...غير كده مفيش كلية النهاردة
نظرت إلى الساعة ثم إليه رأت بداخل عينيه نظرة مصممة على رأيه وهي ستتأخر إذا لم تتحرك الأن
رفعت رأسها له وأجابته بحدة: وصلني
تفحص وجهها بتمعن وغمز لها: ماكان من الأول
تملكها الغضب، أرادت جرحه على فرض رأيه، فقالت ببرود : لولا بس عايزه ألحق المحاضرة مكنتش اتحركت معاك خطوة واحدة أنا أصلا مش بطيقك بقرف
توهجت عينيه بلهيب الغضب... حرك سبابته على وجنتيها بقسوة قائلا بسخرية: يبقا بتضحكي على نفسك وعليا
أرتعشت والتزمت الصمت... تجاهلها وسار الى الخارج ولم ينتظرها فأسرعت خلفه مردده بأنفعال : أستنى أستنى أنا
لم يلتفت لها وصعد الى السيارة وبمجرد ركوبها أنطلق مباشرة
مرت الدقائق وهما لا ينطقان بأي كلمة...يكادان لا يتنفسان فكلماتها جرحته في الصميم شعرت بالندم فهي تحب رفقته
كان ينظر الى الطريق لم يلتفت لها... فأخرجت مذكرة لتقرأها لأضاعة الوقت لكنها عجزت عن التركيز بسبب شعورها بالذنب
أقتربا من الجامعة وتوقفت السيارة على بعد عدة مترات من باب الجامعة
قبل خروجها تنهدت بصوت مسموع قبل أن تقول بخفوت: أنا أسفه أنا بالعكس بستمتع بالكلام معاك بحب وجودك
تجمد في مكانه مصدوما غير مصدق ماسمع هل تعتذر له... تناسى إهانتها إزاح غضبه بعيدا سأل بهمس: أنتي قولتي أيه
_ أنا أسفة
_الكلام اللي بعد أسفة
_ بحب وجودك ورفقتك
قفز قلبه طربا لمجرد إحساسه بأن مشاعرها تغيرت تجاهه... أنها فقط البداية ليفوز بحبها...أرتسمت على وجهه علامات الأمل
وعلى عدة أمتار من باب الجامعة كانت تقف فتاتين يتحدثن
قاطعت نور الحوار مشيرة باتجاه السيارة المتوقفة: مش دي زهرة بردو ومين إللي وقف معاها
التفتت داليا برأسها وحدقت بتركيز ليعلو ثغرها إبتسامة خفيفة: أيوه هي ثم صفرت بإعحاب...إللي معاها قمرررر
قاطعتها نور قائلة : وطي صوتك
أجابتها بضحكة متحمسة: بطلي الخجل إللي إنتي فيه وخلي أفكارك متحررة زيي ومتحاوليش تكبتي مشاعرك وإعجاب وإللي مع زهرة عاجبني
بغنج ودلال مصطنع سارت داليا تجاههم
همست نور : رايحة فين يامجنونة
أدارت رأسها وقالت بابتسامة متلاعبة: هتعرف عليه
_أهدي ياداليا وبلاش شغل الجنان ده
_وأنا بموووت في الجنان
انفرجت شفتاها بابتسامة مغرية :صباح الخير يازهرة
ردت عليها : صباح النور ياداليا
سألتها وهي تختلس النظر له: أول مرة تتأخري عن محاضرة
شعرت بوخز حاد في قلبها وهي ترى نظرات داليا الملتهمة له
ردت بنبرة جافة: لزم أول مرة في أي حاجة
أطلقت ضحكة خافتة مغرية: طبعا... مش تعرفينا يازهرة على حضرته ثم نظرت له ومدت يديها لكي يصافحها...أنا داليا صاحبة زهرة الأنتيم
صافحها قائلا بابتسامة: أكنان ...أختلس النظر الى زهرة فوجد وجهها عابس مكفهر
كان واضح لها أن داليا كانت تحاول لفت أنتباهه وهو عرف نفسه على أنه أكنان فقط بدون كلمة زوجها...الكلمة التي حاولت أخفائها عن الجميع هنا...شعرت بعدم الارتياح ومزيج من المشاعر المختلفة
قاطعتهم بابتسامة باهتة: وأبقا مراته ياداليا وغمزت لها بسخرية
نظرت لها ببلاهة حائرة: مراته هو أنتي متجوزة
ردت عليها بجمود: مش لازم حياتي الشخصية كل حد يعرف بيها ومع السلامة ياداليا
ردت بغيظ مكتوم : سلااام يازهرة ...سلااام ياأكنان ثم سارت مبتعدة
رد زهرة الجاف ومعرفتها أنه زوجها كان كسيل الماء البارد المنهمر فوق رأسها...أكملت طريقها وهي تشعر بالغضب والغيرة منها
تفحص وجهها قائلا بابتسامة خبيثة: مكنش ليها لزمة تتكلمي مع صاحبتك بالحدة دي
لمعت نظراتها ببريق حاد وهي ترد: أولا هي مش صحبتي وعلاقتي بيها من بعيد لبعيد
_بردو مكنش المفروض تكلميها بالأسلوب ده
_ يعني أنت مشوفتش كانت بتتكلم أزاي دي كانت بتتقصع قصادك
أراد أخراج مابداخلها من انفعالات: وفيه أيه؟
ردت عليه وعلى وجهها تعبير غاضب: كلامها باين من كلامها أنها معجبه بيك
غمز لها قائلا:مش أول واحدة تعجب بيا
هتفت بغيظ: نعم أنت جوزي وأنا مسحمش لأي واحدة تقلل من كرامتي
_ تقلل من كرامتك مش مزودها شوية واحدة بتتكلم مع واحد بتحسبه مش مرتبط وهي مش غلطانة عشان أنتي اللي مش قايلة لحد أنك متجوزة...أنتي متأكده مفيش حاجة تاني غير الكرامة إللي معصباكي كده...نظر لها بتمعن وقال ممكن تكوني غيرانة
أطلقت ضحكة قصيرة وأرجعت رأسها للوراء ثم نظرت له: غيرانه لا طبعا...بس مش بحب نوعية داليا فكرتني بواحدة زمان نفس الطبع وحبيت أحطها في مكانها الطبيعي...أنا مراتك وأنت ملكي زي ماأنا ملكك
شعر بالغضب من ردها فهي عنيدة جدا وحريصة على كتمان مشاعرها الحقيقية...رسم على وجهه أبتسامة خفيفة ثم قال: مضطر أسيبك دلوقتي مع السلامة ياحبي
_ سلام ثم سارت باتجاه البوابة
ظل أكنان في داخل السيارة يتابع دخولها بشرود محدثا نفسه الى متى ستظل تقاومه وعندما أختفت تماما انطلق بالسيارة
أنتهت المحاضرة ولم تعلم الى أين تذهب فهي لاتريد مقابلة شلة داليا في الجوار والمحاضرة الأخرى بعد ساعة...قررت أن تذهب الى المكتبة فهي نادرا ماتتواجد هناك هي وأصدقائها...وعندما أقتربت من المكتبة سمعت صوت داليا يبدو أنها بالداخل أرادت الرجوع لكن الفضول تملكها لمعرفة سبب ضحكتها العالية
داليا بسخرية : قال أيه بتقول جوزها...جوز مين اللي ظهر مرة واحدة أنا متأكده أنها مقضيها معه من غير جواز
نور برفض: لا طبعا كلنا عارفين أخلاق زهرة
زغرته بنظرات حارقة: مش عاجبك الكلام أمشي وملكيش دعوة بشلتنا
تراجعت نور في كلامها فهي لاتريد ترك جماعة داليا المسيطرة فوالدها عميد الكلية: خلاص متتعصبيش
ثم تعالت ضحكاتهم الساخرة...ضحكت داليا وهي تقول يااما تحت السواهي دواهي
لم تصدق ماسمعت أرادت الدخول لهم لكنها تراجعت فهي لاتريد أحداث شوشرة في الكلية يكفي ماحدث وأنفعالها على داليا...رجعت للوراء بأقدام متثاقلة تريد الهروب منهم
______#بقلم_سلمى_محمد
نظرت إلى الساعة فوجدتها تخطت الثالثة صباحا... تنهدت بعمق فهو لأول مرة منذ زواجهم يتأخر في الخارج... فكرت بالإتصال بزهرة لكي تفضفض معاها في الكلام وقامت بحساب فرق التوقيت هنا وهناك فوجدت أن زهرة تكون مشغولة في الكلية بحضور المحاضرات فلم ترد ازعاجها يكفيها مابها هي الأخرى...
بعد تفكير طويل توصلت الى طريقة لكي تعتذر له فهي أخطئت في حقه..أحضرت ورقة وقلم وخطت أعتذارها
لمحت زعل من عيونك تموتني وبسمة رضا من شفايفك تعيشني...أنا أسفة حبيبتك ضحى
ثم طوت الرسالة وأدخلتها في زجاجة
وعندما سمعت صوت خطوات أقدامه تقترب من الباب دخلت الحمام الذي زينته مخصوص مسرعة لتضع الرسالة... فهي زينته مخصوصا له
ملئت البانيو بالماء الدافىء ووضعت الزجاجة لتطفو على سطح الماء..عندما أنتهت خرجت لملاقته...
لم يلتفت لها وأكمل طريقه باتجاه خزينة ملابسه أخرج منها ملابس النوم ثم أتجه الى الحمام وبمجرد أغلاق الباب خلفه رأى المكان مزين والبانيو أيضا وفوق الماء زجاجة ملونة طافية...أبتسم أبتسامة تحمل أحاسيس متناقضة مابين سعادة وسخط أمسك الزجاجة وأخرج الرسالة...قرأها في صمت واتسعت بابتسامته على طريقتها في الأعتذار ثم عاد بخياله الى عدة ساعات ماضية
قبل خروجه شعر من طريقتها المرتبكة في الكلام أنها تسعى الى شيء تريده...تصاعد الفضول بداخله لمعرفة السبب فسألها: أتكلمي من غير لف ودوران وقولي عايزه تقولي أيه
همست بتردد: سعادتنا ناقصها حاجة واحدة وتكمل
تأهبت حواسه وعرف ماتريد فسألها دون أن يبدو عليه المعرفة : وأيه اللي ناقص ياضحى
_ أننا نخلف أنك تكون أب وأنا أكون أم
_متعبتيش من الكلام في الموضوع ده
ردت بحدة غير مقصودة: لا متعبتش أنا حسه سعادتي ناقصة ومش هتكمل الا بالخلفة منك
ضمها الى حضنه وهمس برقة: أنا مش حاطط موضوع الخلفة في دماغي وياريت تعملي زيي...أفهميني ياضحى الخلفة رزق وده أبتلاء من عند ربنا...مش معنى كده حياتنا تقف وتحصري سعادتك في النعمة اللي أنتي محرومة منها بصي للنعم الكتير اللي حواليكي الصحة الفلوس وزوج بيحبك ونعم تانية كتير أنتي مش حسه بيها...الأرزاق متقسمة بالعدل وكل واحد بياخد رزقه
أومأت برأسها بايماءة خفيفة أراحت نفسها على صدره وهمست له: عارفة ياكريم بس غصب عني أنا نفسي أكون أم
تنهد بحدة : باين على الليلة هتطول طب عايزاني أعملك أيه دلوقتي عشان شوية وهمشي محتاج أكون في الشركة عشان صفقة سويسرا وموضوع السفر وكمان
قاطعته قائلة برجاء: أسافر معاك
فرك ذقنه بطرف أصبعه متسائلا: أول مرة تبقي عايزه تسافري...ليه؟
_ عايزه أشوف سويسرا
_ خليها المرة الجاية أوعدك تسافري معايا
قالت بأصرار: عايزه أسافر المرة دي
ظل عدة دقائق في محاولة أقناعها أنه لايستطيع أخذها هذه المرة ...هتف بضيق: مينفعش
أردفت بالحاح: ينفع ماهو أنتي لو ليك غرض أسافر معاك كان اللي منفعش نفع
نظر له بتمعن مندهش من أصرارها : ليه ياضحى مصممة تسافري معايا أنت أول مرة تتكلمي معايا كده
ظلت ضحى صامته فردد متسائلا : أتكلمي ليه السفرية دي بالذات
تنهدت وقالت : لو قولتلك السبب هتخليني أسافر معاك
أومأ رأسه قائلا: أيوه
تمتمت بكلمات خافتة : أصل راسلت مستشفى في سويسرا واتفقت على ميعاد مع دكتور هناك
صرخ في وجهها : أتكلمتي وأتفقتي من ورايا وجايه تقوليلي دلوقتي بعد ماظبطتي كل حاجة...هي دي الثقة اللي بينا...فين كلامك ليا أنك عمرك ماهتخبي ولا تعملي حاجة من ورايا...ليه مكنتيش صريحة معايا من الأول وقولتيلي هااا...أنا ماشي عشان لو قعدت دقيقة واحدة مش عارف هعمل معاكي أيه
ظلت صامتة لاتقوى على الرد فهي بالفعل اخطئت عندما أخفت عنه مافعلت لكن حلمها بالأمومة سيطر عليها ولم تكن تتوقع غضبه الحاد
هز رأسه بعنف نافضا الذكرى الكئيبة...خرج لرؤيتها فوجدتها تنتظره
اتخذت الخطوات الأولى تجاهه تلاقت النظرات... نظرت له باعتذار فبادلها بنظرات مؤنبة
همست بندم:أنا أسفة أسفة ثم ألقت رأسها على صدره واحاطت خصره بكلتا يديها مرددة بحبك ومقدرش على زعلك
حرك أصابعه برقة بين خصلات شعرها وهمس: خلاص ياضحى أنا مبقتش زعلان وبعد مافكرت مع نفسي قدرت موقفك ...ثم قرص خدها برقة بعد كده متعمليش حاجة من ورايا مفهوم
أومأت رأسها بالأيجاب: مبقتش زعلان مني
أجابها بابتسامة هادئة: عشان تعرفي أني مبقتش زعلان هتسافري معايا
هتفت بسعادة بالغة: بجد بجد هسافر
تأمل سعادتها بحب : أيوه بجد
_____#بقلم_سلمى_محمد
عادت بيسان إلى غرفتها وهي ممسكة بكوب من النسكافيه يتصاعد منه بخار خفيف...جلست على الكرسي وأسندت ظهرها وأخذت ترتشف منه ببطء...دلف زاهر فوجدها شاردة تنظر الى السقف... أقترب منها رأى عيونها غائمة بالدموع ربت بخفة على رأسها وهمس بخفوت: بيسان
نظرت له بعيون دامعة : جيت بدري النهاردة
همس برقة وهو يداعب وجنتيها بحب:قلقت عليكي لما سمعت صوتك في أخر مكالمة بينا وطلع أحساسي صح... مالك يا حبيبتي
تنهدت بعمق وهي ترد: أنا كويسة
تنهد قائلا : طب قوليلي كنتي سرحانة في أيه؟
_سرحت شوية
_سرحتي في أيه؟
_ زهقت من العيشة هنا ونفسي نرجع بلدنا تاني
_تاني يابيسان هنتكلم في الموضوع
همست بحزن : عارفة بس أنا تعبت وأشتاقت أرجع عشان خاطري يازاهر فكر في كلامي...مش كفاية أني محرومة من الخلفة بلاش أتحرم من كله
ضمها الى صدره في حنان ورفع وجهها إلى وجهه ومشط شعرها الأسود الملقى وقبلها على رأسها...أخذت كلماتها تدق في رأسه وقلبه
دست وجهها بالقرب من قلبه وأغمضت عينيها وهمست: عشان خاطري فكر تاني
قال وأصابعه مازالت تمشط شعرها: حاضر هفكر جديا في كلامك
رفعت رأسها ونظرت له بأمل: بجد
_أيوه بجد
_بحبك يازاهر بحبك قوي
شدد من أحتضانها وقال برقة : وأنا بعشقك
______
عقد العزم أن يتواجد معاها أكثر من الأول لكي يجتاح مشاعرها...أنصدمت من رؤيته منتظر أياهها أمام الكلية
فتح لها الباب وأرتسمت على وجهه أكثر أبتسامته أثارة: أتفضلي ياهانم عشان أوصلك
همست بتوتر : أول مرة تيجي
رد عليها بصوت متعمدا خروجه بلهجة مثيرة : ولا أخر مرة
دلفت الى الداخل دون أن ترد عليه.... تفاجئت بوجود الصغيرين في المقعد الخلفي يلعبون
لاحظ نظراتها المتسائلة : قولت أخليها توصيلة عائلية
همس قائلة : وياترى هتعمل كده علطول
_ على حسب لو مكنتيش مضايقة يبقا هوصلك علطول ثم أكمل مرددا أنت مضايقة
هزت رأسها نافية : لا طبعا
أبتسم بخفة : يبقا كل ماأفضى هوصلك
ثم قاد سيارته بهدوء و بين التارة والأخرى كان ينظر لها...لاحظ شرودها والعبوس المزيين ملامح وجهها
سألها بفضول : مالك يازهرة؟ ..أحكيلي على إللي مضايقك يمكن أقدر أساعدك
ظلت صامتة للحظات تفكر هل تخبره بماحدث اليوم ..ماسمعته من حوار وغمزات زملائها من تحت الى تحت بعد أن قامت داليا وأصدقائها بتسريب أشاعة أنها تعيش علاقة محرمة بدون رابط زواج... فركت يديها بتوتر وهي تنظر له ثم التفتت برأسها نحو النافذة تحدق في الطريق بضيق
سألها مرددا : في أيه يازهرة
تنحنحت بتلعثم: سمعت النهاردة كلام ضايقني أوي
_ كلام أيه اللي ضايقك
_ هقولك وعندما أنتهت من أخباره تجمدت تعابير وجهه وضغط على عجلة القيادة بعنف خرج صوته غاضبا: متزعليش نفسك وأنا هتصرف
قالت بصوت مهتز فهي لأول مرة تراه بهذا الشكل: هتعمل أيه؟
_ كله إلا إنتي... مراتي خط أحمر
ثم ساد الصمت بينهم أمعنت النظر له خفية غرقت بحواسها ومشاعرها كلها في التفكير حتى وصلت أفكارها إلى منحنى ظلت تقاومه... ثقلت أنفاسها واحتدت وهي تحدث نفسها مستحيل مستحيل
بمرور الأيام أصبحت عاطفتها أقوى ومشاعرها أكثر وضوحا... نظرت إلى نفسها في المرآة رأت بريقا لم يرتسم على وجهها من قبل تنهدت بعمق وهي تسترجع أحلام المراهقة في مواصفات زوجها المستقبلي فاكنان كل ماتتمناه الفتاة في فارس أحلامها رفيق حياتها... فكل يوم يمر بينهم يثبت لها إنه زوج طيب وحنون صادق رومانسي مثالي يعتمد عليه...ابتسمت بخفة عندما تذكرت إعتذار داليا لها في المدرج أمام الجميع ولم يكتفي بذلك بل جعلها تنتقل إلى كلية أخرى
وعلى الجهة الأخرى من العالم كان كريم جالسا في مكتبه شاردا يفكر في تبدل حال زوجته فبعد اجرائها العملية لكي تحمل كان وجهها يضحك بالأمل أما الأن بعد مرور شهرين بدون أن يحدث حمل أختفت البسمة وحلت محلها نظرة حزينة تحاول أخفائها عنه لكنه بكل سهولة يستطيع التقاط اي تعبير جديد بخصوصها...شعر بثقل في قلبه بسبب فشله في إرجاع بسمتها
______
أمسكت هاتفها وأخذت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بملل فأغلقت الهاتف بحدة ووضعته على الطاولة ونظرت له بشرود ثم امسكته مرة أخرى وقامت بالأتصال بزوجها لكن هاتفه كان مغلق فقامت بالإتصال بهاتف مكتبه الخاص
سمعت على الطرف الآخر صوتا انثويا ساحر ليس الصوت المعتادة على سماعه في كل مرة
هتفت بيسان بحدة: أنتي مين؟
أجابتها بلهجة عملية:حضرتك اللي اتصلت.. مين حضرتك
_من غير ماتعرفي أنا مين حولي الإتصال للبيه اللي مشغلك
_مينفعش حضرتك لزم أعرف انتي مين الأول وبعدين أبلغه وهو يحدد إذ كان فاضي يقبل المكالمة أو مش حضرتك
قالت بغضب مكتوم : روحي بلغيه وقوليلو بيسان عايز تكلمك
ردت بهدوء بارد: بيسان مين!
هتفت بانفعال:روحي قولي ليه بيسان بيساااان وبس
قامت ميريت بالتنفس بعمق ثم اردفت مكررة: اقول ليه بيسان مين حضرتك...الإسم بالكامل وسبب الزيارة دي قوانين حضرتك
لم تشعر بيسان بنفسها وهي تغلق هاتفها بعنف وعلى الطرف الآخر نظرت ميريت الى الهاتف بحيرة وتساؤل من تكون المتصلة..بعدها بفترة قصيرة اتصل زاهر لكي تحضر له ملف المناقصة الجديدة...
دقات خفيفة على الباب دخلت على أثرها ميريت ثم قالت بابتسامة خفيفة: الملف جاهز
أشار لها زاهر دون النظر له ان تضع الملف فوق المكتب أمامه فقامت بوضعه وظلت واقفة...إزاح نظراته عن الملف الذي يقرأه عندما لم تتحرك
قال لها:نعم ياميريت
اجابته بهدوء: في واحدة كانت عايزه تكلم حضرتك ولما سألتها عن إسمها بالكامل وعايزاك ليه قفلت السكة..هي قالت إسمها الأول وبس بيسان
نظر لها مليا وتأهبت حواسه: بيسان اتصلت
أومأت رأسها: نعم
_لما تتصل تاني حوليها علطول... بيسان تبقا مراتي
ارتبكت للحظات ثم قالت باعتذار: لو كنت اعرف كنت حولت المكالمة علطول
قال بهدوء : ولا يهمك ميريت انتي كنتي بطبقي القواعد ولسه جديدة ومتعرفيش مراتي
ثم أشار لها بالانصراف...بمجرد ذهابها اخرج هاتفه وجده يحتاج شحن وعند شحنه وتشغيله وجد العديد من المكالمات الفائتة فقام بالأتصال بها أرتسمت على وجهه تعابير عابسة عندما لم ترد فاتصل مرة أخرى..كرر الاتصال عدة مرات تنهد براحة لسماع صوتها: اخيرااا رديتي كنتي فين؟ ده انا رنيت عليكي كتير
بلهجة يشوبها الغضب فهي تجاهلت الرد عليه متعمدة :مكنتش في أي مكان والفون كنت عملاه صامت عشان كده مسمعتش الرن
_مالك يابيسان صوتك وردك مش عاجبني
_مش عارفة إيه اللي مضايقني
_لو عارف مكنتش سألتك
زفرت بضيق: عايز تعرف تمام هقولك مين البنت اللي ردت عليا وكمان منعت انها توصلني ليك
أجابها بثبات: دي ميريت السكرتيرة الجديدة
اردفت بغيرة : وفين السكرتيرة القديمة راحت فين؟ ومقولتيلش ليه انك عينت واحدة جديدة
إبتسم رغما عنه لاستشعار الغيرة في صوتها فقال: عادي يابوسة موضوع تغيير السكرتيرة لقيته مش مهم فهو لم يرد اخبارها أن ويلما أخذت إجازة لتضع مولدتها فهي أصبحت حساسة بشأن الإنجاب وتأخره بينهم دون سبب
قالت بعصبية:طبعا مقولتش عشان تعيش حياتك براحتك مع السكرتيرة الجديدة
فرك جبهته بضيق بعد اداركه إنها تمر بإحدى نوباتها الانفعالية زفر بحدة قبل الرد: أنتي عارفة أن كلامك ده مش صح
_ ومادام مش صح خبيت عليا ليه وأعرف أن عندك سكرتيرة جديدة بالصدفة
_ خلاص يابوسة متزعليش نفسك وبعد كده أي حاجة جديدة هتحصل هقولك عليها
قالت بابتسامة هازئة : مفيش أسهل من معلش ومتزعليش نفسك
ضغط على شفتيه في ضيق ثم قال: طب أيه اللي يريحك دلوقتي
ردت بانفعال: أطردها عايز تريحني أطردها
أغمض عينيه وأبعد الهاتف قليلا قبل أن يتحدث بهدوء ظاهري: هي معملتش حاجة عشان أطردها بس عشانك أنتي وبس هنقلها في فرع تاني مبسوطة كده
مطت شفتيها قبل أن ترد : مش أوي
أراد أنهاء الحديث الدائر بينهم فقال: سلام دلوقتي عشان مش فاضي وورايا شغل
_ أستنى يازاهر لسه مخلصتش كلام
_ سلام ولما أرجع نبقا نتكلم ثم أغلق السماعة بعنف ...أتجه بخطوات غاضبة نحو الباب الجانبي الموجود بغرفة مكتبه وأخذ يكيل اللكمات باتجاه كيس الملاكمة في محاولة لأفراغ شحنة غضبة هتف بحدة غيرتها بقت لا تطاق
عند بيسان ظلت ممسكة بالهاتف رغم إنتهاء المكالمة وشتى الأفكار تجول في رأسها وأخذت تبحث عن سبب أخفاء زاهر وجود سكرتيرة جديدة...حدثت نفسها بصوت مسموع لن تأتيكي الأجابة وأنتي جالسة هنا
أرتدت ملابسها على عجل ثم خرجت من غرفتها عاقدة العزم لرؤيتها
_____بقلم سلمى محمد
دخلت ضحى إلى مكتبه الموجود في ملحق الفيلا
رأته يتصفح الملف الموضوع أمامه ولم يبالي بها لعدة دقائق
تمتمت بضيق قائلة: السلام عليكم
رفع نظراته من فوق الملف وأشار لها بالجلوس: وعليكم السلام
جلست على الكرسي وساد صمت رهيب بينهم...فاضل لا يريد التحدث مباشرة وهي يقتلها القلق والفضول عن سبب طلبه لرؤيتها
تكلم بهدوء بارد: طبعا عايزه تعرفي أنا عايزك ليه
ردت بابتسامة باهتة: طبعا
نقر على سطح المكتب باسبابته ثم نظر لها بتمعن: هتكلم معاكي بصراحة ياضحى...إللي متعرفهوش أنا مكنتش موافق على جوازك من أبني بس أعمل أيه وافقت مضطر...وفكرت كتير أعمل أي حاجة عشان يطلقك ويتجوز واحدة تليق بمستوانا بس مراتي وقفت في صفك وحاربتني في الموضوع ده... أها منكرش أن عملت أكتر من حاجة عشان أكتشف مدى أخلاصك لأبني...فلوس وخليت كريم يفتحلك حساب في البنك ومقربتيش منها...راجل وحطيته في طريقك وعرفتي تصديه
أتسعت عينيها بالذهول: تقصد الواد الممثل
أومأ رأسه بالأيجاب: أيوه هو وكل إللي عملته معاكي أثبتلي أن الفلوس مش تهمك ولا الشكل الحلو بصراحة ملقتش ليكي نقطة ضعف ملقتش فيكي عيب فسكت وقبلت بالأمر الواقع أما دلوقتي الوضع مختلف
وأكمل حديثه بابتسامة ساخرة هخليكي تسيبي كريم وتطلبي الطلاق منه
نظرت له بصدمة ممزوجة بخوف: أنا مستحيل أطلب الطلاق أنا بحب كريم وكريم بيحبني
تحدث بهدوء: عارف أنك بتحبيه ثم أزاح الملف الموضوع أمامه باتجاهها...الملف ده فيه تقريرك الطبي وكمان نتايج أخر محاولة ليكي للخلفة وأنك مستحيل تخلفي وأنتي لو بتحبيه زي مابتقولي بلاش تحرميه من الخلفة وأنه يبقا أب
ضحى بصرخة متألمة: لدرجادي بتكرهني
رد بلامبلاة : مش كره أنا بفكر في مصلحة أبني ووريثي لو بتحبيه أطلبي منه الطلاق اطلعي من حياته
ضحى أختنقت بالبكاء وتساقطت الدموع على غير رغبة منها وقالت : مقدرش أعيش من غيره
فاضل بكبرياء وتعجرف: يبقا اللي بتعمليه دلوقتي مش حب ده اسمه أنانية... أخرجي من حياته برضاكي
_مستحيل أطلب الطلاق
أيه كل الجبروت إللي أنت فيه
_ لو مطلبتيش انتي الطلاق وخرجتي من حياته بهدوء ححول حياتك لجحيم وهأذي أقرب الناس ليكي
أستشاطت غضبا وصرخت: وأنا مش هسكت وهقول لكريم على تهديدك ليا ولأهلي
اردف بصوت قاسي: مش بقولك انتي أنانية في حبك عشان عايزه تدخلي كريم في حرب أنا مصمم على الفوز فيه... عايزه تخليه يقف قصادي وتخليها حرب بينا
هتفت بألم:أنت مش بتحس بتأنيب الضمير وأنت بتظلمني
فاضل بلهجة هادئة : أنتي اللي بتظلمي أبني بوجودك في حياته مش أنا...لما تمنعيه من أنه يكون أب دلوقتي الخيوط كلها بإيدك إنتي
بصوت خافت مهزوم:حسبي الله ونعم الوكيل
رد بصوت بارد: وقتك إنتهى
سحبت ضحى قدميها بصعوبة والدنيا تدور بها ولا ترى من كثرة الدموع وصوت فاضل وتهديده يتردد داخل عقلها بقوة.. لم تلاحظ نيروز القادمة باتجاهها
نيروز بقلق:مالك ياضحى
أجابتها بصوت مكتوم :ماليش أنا كويسة
_انتي بتعيطي
_ دي دموع التعب بعد إذنك هطلع اوضتي عشان تعبانة
نظرت نيروز إلى مغادرتها بشرود وحدثت نفسها ماذا حدث بالداخل مع ضحى وزوجها.. لم تتسائل مع نفسها كثيرا ودلفت بخطوات عازمة إليه
وبمجرد رؤيتها له سألت بحدة: قولت إيه لضحى خلاها تخرج من عندك ماعيطه
تطلع لها فاضل للحظات ثم قال: قولت ليها تسيب ابني
مطت شفتيها بغضب قبل أن ترد: تاني يافاضل
قال بعنف: انا سكت الأول... دلوقتي لأ مش هسكت لما اعرف انها مستحيل تخلف
عقدت حاجبيها مستنكرة قائلة:أنت اللي بتقول كده انت اكتر واحد عارف إن العلم أتقدم ومفيش حاجة إسمها مستحيل
تحدث بنفاذ صبر: آخر تقرير ليها بيقول الأمل معدوم عندها
سألته بحيرة:تقرير إيه وإزاي وصلك
نظر أحدهما إلى الآخر ثم قال: واصل ليا إزاي شيء مش هيفيدك بحاجة المهم إللي جوا التقرير إنها نسبة الحمل عندها معدومة... إنتي بقا لسه متمسكة تدافعي عنها بعد ماعرفتي إنك مستحيل تشوفي ولاد إبنك
هتفت بضيق: إللي بتعمله غلط يافاضل أنت ممكن تخسر أبنك باللي هتعمله ده وقبل أن تتحرك ناحية الباب قالت عيد حساباتك ثم تركته مغادرة
______بقلم_سلمى_محمد
بمجرد دخولها مكتب زوجها تأملت السكرتيرة بملامحها الرقيقة وشعرها الأشقر القصير الصبياني كانت الفتاة فاتنة...شعرت بالغضب يمتلكها
سألت ميريت باستغراب: مين حضرتك ودخلتي المكتب إزاي من غير مالأمن يبلغني
ردت بسخرية: بيسان
نهضت ميريت من مكانها بسرعة وقالت: أنا بعتذر ليكي عن مكالمة التليفون لو كنت أعرف كنت حولتك أنا أسفة مرة تانية وأتمنى تقبلي أسفي
اكتفت بيسان بالصمت ثم قالت ببرود :ممكن ادخل ولا ممنوع
أجابتها بلهجة متوترة: أتفضلي حضرتك هو موجود لوحده
دلفت بيسان بدون الطرق على الباب... تفاجأ زاهر من رؤيتها أمامه...نهض من مكانه
وسألها بنبرة يشوبها القلق: في حاجة يابيسان أنتي كويسة
ردت ببرود : أيوه كويسة
_ طب أيه إللي جابك في الوقت ده
_ قولت لنفسي أعملك مفاجأة
قال باستيعاب : أه فهمت خلاص سبب الزيارة
زمت شفتيها بغضب: ومادام فهمت...ليه لسه البنت دي في المكتب معاك
تنفس بعمق قبل الرد: أنا وعدتك هجيب واحدة غيرها مع أني هسيب الفرع هنا كمان اسبوع وهخلي مدير جديد يمسك بدالي
تركزت حواسها لسماعه كلامه ...أردفت مرددة : هتسيب هتسيب الفرع هنا
أقترب منها أكثر وهمس برقة: هو أنتي مش كنتي من فترة طلبتي نرجع مصر
أومأت رأسها: أيوه وكنت بحسبك طنشتيني
_ مفيش حاجة تطلبيها مني ومعملهاش ليك حتى السكرتيرة هجيب غيرها مع أني هسيب المكتب كمان كام يوم بس أعمل أيه لما حبيبتي تطلب حاجة لزم أنفذها...
_ مقولتش ليه أننا هنسافر ليه أستنيت كل ده؟
_أنا كنت بظبط الأوضاع وأشوف أحسن واحد في الشركة يمسك بدالي...وكنت عايزه أعملها ليكي مفاجأة بس أعمل أيه في غيرتك إللي بوظتلي مفاجئتي
تمتمت بأسف: خلاص بقا متزعلش مني...ماأنت عارف أني بغير عليك أوي
قال برقة: وأنا بحبك وبغير عليكي.. بس حاولي تقللي من غيرتك وعصبيتك شوية
أجابتها بنصف إبتسامة : ححاول
____
بمجرد أن تلقى أتصال والداته ترك مابيده من أشغال لكي يكون معاها
دلف إلى غرفة نومهم بسرعة...خفق صدره بقوة ...تبكي رأها تبكي
أنصدمت من دخوله المفاجىء...أدارت رأسها لكي لا يرها هكذا وبكف يديها مسحت دموعها بسرعة
أقترب منها في هدوء وجذبها برقة لكي تنهض ضمها في حضنه وربت على شعرها بحنان ...أغمضت عينيها غمرت وجهها أكثر في صدره مستسلمة للمساته وبعد فترة من الصمت رفع رأسها ونظر لها بحب ومرر أصبعه برقة على خدها قائلا:كنتي بتعيطي ليه
همست بصوت مبحوح: أبدا مكنتش بعيط
قال وهو يشبك قبضة يده على يديها:بس أنا عارف كنتي بتعيطي ليه...زعلانة من تهديد بابا ليكي
سألت باستغراب : وأنت عرفت إزاي
_ماما اتصلت بيا وحكت ليا على إللي حصل النهاردة واللي حصل زمان
زعلان من نفسي أوي عشان مكنتش موجود معاكي أدافع عنك
همست بألم : بس هو عنده حق حرام امنعك تكون أب... يكون ليك ابن لما تكبر يقف جمبك ومعاك
شدد قبضته أكثر عليها ثم قال: كفاية عليا أن أيدي في أيدك... مش عايز شيء من دنيتي غيرك إنتي... مش عايز أطفال كفاية وجودك في حياتي
نظرت له بحزن: أنا مش عايزه أكون السبب في الحرب بينكم مش عايز أكون السبب في حرمانك من حقك
أبتسم برقة قائلا: متخافيش عليا أنا مش ضعيف وورايا رجالة وكمان نيروز... أنا اتفقت مع ماما إني هسيب البلد هنا واستقر أنا وانتي في مصر
تمتمت بخفوت : مش عايزه يجي يوم وتندم
نظر لها برقة مرددا : بحبك بحبك بحبك...لا يهمني مال ولا جاه انتي وبس اللي تهمني إنتي وحدك تكفيني إنتي عالمي ودنياي... أسكن فيكي وتسكتين في..ولو على الأطفال ممكن نكفل طفل عشان تكوني سعيدة
انهمرت دموع سعادتها على وجنتيها فضمها أكثر إلى حضنه في صمت
_____
هذا الوقت المفضل له في اليوم وهو الجلوس مع أطفاله وزوجته في حديقة المنزل... ركض الصغيرين حولهم بمرح وبين التارة والأخرى كان يختلس النظر لها وهي مندمجة في الكتاب التي تقرأه
هتف وليد : ألعب معانا يابابا
أكنان بابتسامة: هنلعب إيه
غمز وليد إلى إياد ثم قال : لعبة جديدة ومحتاجة ماما معانا
قال أكنان:مادام اللعبة فيها ماما طبعا موافق ومش عايز اعرف لعبة إيه
زهرة برفض: بعدين ياوليد هلعب معاكم بعدين
نظر وليد لها برجاء ولمعت الدموع في عينيه...أما إياد فلم يفوت الفرصة عندما رأى ترددها لرؤية الدموع في عيون توأمه: ألعبي معانا شوية
اردفت باستسلام:حاضر
صفق كلا الصغيرين بمرح ثم قال إياد: وعد هتلعبي معانا
أومأت رأسها: وعد قول بقا هنلعب عسكر وحرامية ولا استغماية ولا لعبة الحروف
رأت إياد يغمز إلى وليد ثم أجابها بابتسامة: ولا حاجة من دول دي لعبة جديدة أول مرة هنلعبها
أبتسمت له ثم أردفت قائلة: مش مستريحة ليكم أنتم الأتنين...ياترى لعبة أيه إللي بتخططو عليها
رد وليد بمرح: لعبة سهلة أوي..بصي ياستي ماما بص ياسي بابا...أحنا هنمثل
تابع إياد الكلام : وليد هيبقا السلطان وأنا رئيس الجيش وبابا الوزير وأما أنتي هتكوني الجارية اللي هشتريها
فغرت زهرة شفتيها مشدوهة من كلامه : هي دي بقا لعبتكم اللي عايزني العبها معاكم
قاطعها أياد بابتسامة برئية في الظاهر: أحنا أخدنا وعد منك صح ولا مش صح
تنهدت قائلة: موافقة يلا بينا نلعب
همس أكنان الى كلا الطفلين: أنا هقوم بدور السلطان موافقين
وليد باستنكار: أنا السلطان
لكزه إياد في جانبه: أستنى شوية أنا إللي أديتك دور السلطان صح
أومأ وليد رأسه الموافقة...يبقا تسمع هقول أيه ثم نظر إلى والده قائلا بخفوت...خلاص أنت بقيت السلطان بس متنساش الرحلة إللي قولتلك عليها وأنت رفضت
نظر إلى صغيره بذهول: العقل ده جبته منين؟
_منك يامان نقول موافق
_ موافق
قاطعتهم زهرة : بتتكلمو بصوت واطي ليه؟
نظر لها إياد ببرائة قائلا : بنعيد توزيع الأدوار بابا السلطان ووليد الوزير وأنا رئيس الجيش وأنتي الجارية
وزعت نظراتها عليهم بضيق ثم وجهت حديثها للصغيرين: لولا إني وعدتكم كان زماني قولت لأ
هتف وليد بسعادة : يلا يابابا أبتدي اللعب
وقف أكنان مرفوع الرأس ثابت في مكانه كما يليق بوقوف السلطان ثم هتف بصوت مجلجل: جهزلي موكب الصيد أيها الوزير وأنت ياقائد الجيش وظيفتك تأمين رحلة الصيد
وليد وأياد في وقت واحد: سمعا وطاعا ياسلطاني
مرت ثواني من الصمت قاطعها تصفيق أياد: أنتهيت سلطاني
بعدها صفق وليد : وأنا أيضا
بدأ وليد وأياد الدق فوق الطاولة: أنفخو الأبواق فموكب السلطان سينطلق الأن
وفجأ قفز وليد بجانب أكنان صائحا: أبتعدي يافتاة عن موكب السلطان
رأت زهرة الغمزات المتبادلة بين أياد وأكنان الذي قال: أريدها ياوزير وغمز بإحدى حاجبيه إلى زهرة..فهي أصطادت قلبي ولبي من أول نظرة...أشتري ياوزير تلك الجارية وأجلبها لي
_ أمرك سلطاني ثم ذهب اليها...هيا يافتاة معي فقد أشتريتك من أجل السلطان
نظرت إلى الجميع بغيظ فقد جعلوها في لعبتهم جارية تباع وتشترى وأيضا نظرات أكنان لها أصبحت مختلفة وعندما ظلت واقفة في مكانها همس أياد برجاء: أرجوكي ماما لا تفسدي اللعبة
أومأت رأسها باستسلام: حاضر
صفق أياد : الجارية التى طلبتها
هتف أكنان بصوت عال: ياوزير ..ياقائد الجيش أخبرو الشعب وأدعو ملوك وأمراء البلاد لحضور حفل زفافي...علقو الزينات وأقيمو الأفراح
مرت ثواني من الصمت قاطعها تصفيق أياد ووليد أياد : أنتهينا وتم تعليق الزينة وأقمنا الأفراح
وليد: دعوت كل الملوك والأمراء الى حفل الزفاف
أخذ أياد يقلد صوت النفير ووليد أخذ يدق فوق الطاولة معلن : والأن يبدأ حفل الزفاف برقصة العروسين
حاولت الاعتراض الإبتعاد عنه لكنها بمجرد النظر له تاهت في نظرات عينيه...وبدون النطق بأي كلمة مد يده الى يديها في بطء وأمسك بها ثم رفعها ولثمها بخفة...أحمرت وجنتها ونظرت للأرض بخجل...حوطها بذراعيه وضغط بجسده على جسدها وبيده اليسرى أمسك يديها وأبتدت أولى حركاتهم الراقصة....حاولت الهروب لكنها لم تستطع استسلمت لنظراته توقفت عن الهروب وحدثت نفسها أتركي روحك بين يديه واستمتعي فالعمر مجرد أيام...
كانت ناعمة رقيقة وكأنما أمسك ملاك بين يديه رقصا ورقصا أنفصلا عن العالم..
شعر إنه سيد هذا الكون، أصبح كاملا معاها لا حياة له بدونها...نظر إلى وجهها وإلى شجرة الورد بجوارها هناك في وجهها وحمرته الخجولة ورد من نوع خاص...ظل ناظرا إلى عينيها لا يجد مايقوله أكتفى بالنظر إليها...الحديث أصبح لا فائدة منه
تم مقاطعتهم من قبل الصغيرين...هتف وليد وإياد في وقت واحد: الووووووو
مازال تائها بها لم يسمع صراخهم بأن يتركها
أصبحت وطنا له
اخترق الصغيرين رقصتهم فهما تم تجاهلهم ووقفا في المنتصف بينهم... تحدث وليد بضيق: احنا فين في اللعبة
سرعان مافاقت لنفسها وانكسرت الهالة السحرية التي جمعتهم...نظرت إلى إبنها قائلة : نعم ياوليد
زم شفتيه بغضب: عمال انادي انا وإياد وأنتو مش سمعينا أنا زعلان
رفعته ثم احتضنته بحب وقبلته على وجنتيه وتحدثت بلهجة رقيقة:متزعلش مني
مسح قبلتها من على وجنتيه وارتسم الغضب على وجهه ثم قال :نزليني دلوقتي العيال هما اللي بيتشالو ويتحضنو وبس وأنا بقيت راجل
نظرت له بذهول وفي اللحظة التالية ضحكت من قلبها واحتضنته وهي تقول :طبعا راجل وأحلى راجل صغير شوفته في حياتي وأخذت تقبله وهي تضحك حبيبي كبر
هتف وليد :بلاش بوس كفاية ونزليني بقا
وقف أكنان في مكانه صامت يستمتع بكل مافيها ضحكتها وصوتها...مجرد ضحكتها ترفعه إلى السماء السابعة وتطوف به الكون
قاطع هيامه وتحديقه فيها صوت صياح وليد المستنجد: الحقني يابابا خليها تبطل بوس وتنزلني
رد بابتسامة ماكرة: يارتني كنت مكانك
أجابه بلهجة برئية:وأنا موافق نزلني وتعالى خد مكاني
لم يترك إياد الوضع هكذا دون وضع لمسته الماكرة فقال: عجبي على الرجالة اللي عايزه تصغر
بمجرد أن وضع وليد قدمه على الأرض صاح: أناااا جعان
اتسعت عينيها من ردودهم الغير متوقعة وغرابة الحوار ثم انفجرت ضاحكة حتى شاركها الضحك خفتت الضحكات ثم ساد الهدوء بينهم... اكتفت بالنظر إليه وفي داخلها مشاعر تتضارب كأمواج البحر الصارخة
... بسط لها ذراعيه في صمت يريدها أن تأخذ الخطوة الأولى وتحت نظراته الحانية مدت يديها بتردد فأمسكها بسرعة وضغط على اصابعها برقة وقال بنبرة مليئة بالعواطف: يلا بينا ندخل جوا
_____
بعد مرور عدة أشهر
عبق الجو بشذى الورود وأصوات العصافير المغردة وفي ضوء النهار بدت الزهور البيضاء أشد بياضا والحمراء أكثر احمرار
لاحظت بيسان طائر كناري جاثما فوق أحد الأزهار
همست بانبهار : بقالي زمان مشوفتش كناري ...المكان هنا روعة يازهرة عندك موهوبة تجنن في التصميم
ردت والابتسامة تزين شفتيها: مبسوطة إنها عجبتك
اردفت بيسان بحماس: أيه رأيك تصممي الجنينة عندي
أومأت زهرة رأسها بالموافقه:طبعا موافقة ثم تطلعت إلى ضحى لاحظت شرودها...ضربتها على كتفها برقة ممازحة...الجميل بيفكر في إيه
زمت شفتيها وهي ترد : بفكر في حاجات كتير
سألت بيسان بفضول : وإيه هي الحاجات الكتير
تشكلت أبتسامة متحمسة على شفتيها قائلة: بفكر أفتح مركز للأطفال هيبقا شامل من كله تعليم يحفظو القراءن ويتعلمو الفنون ويمارسو رياضة عشان يطلع منه شباب مسئولة وبعد كده نفسي أعمل مركز ثقافي ومركز طبي عشان الجيل إللي يطلع من مركز الأطفال هما إللي يشتغلو فيه وهفتح مشغل للملابس وهخلي ناريمان تمسكه
صفرت زهرة بأعجاب: وأنا معاكي طبعا
سألتها بيسان : ناريمان دي البنت إللي حيكتلي عنها صح إللي كنت هتموت لما حاولت تهربك
أومأت رأسها بالموافقة: هي
ردت عليها بابستامة خفيفة: بنت جدعة وتستاهل كل خير...بس ليه دلوقتي؟ ليه فكرتي في الخدمات دي دلوقتي؟
تحدثت ضحى بشرود: بصراحة مكنش على بالي أعمل أي مشروع خيري..بس لما قابلت ناريمان وشوفت أد أيه هي سعيدة في حياتها مع جوزها وولادها...بسبب حاجة بسيطة بابا عاملها كانت السبب في سعادة بنأدم عمل خير مكلفهوش حاجة يدوب وفر ليها شغل ومكان تعيش فيه...بقيت بفكر أعمل أي خير بقيت بفكر أسعد الناس..لما رجعت من أمريكا كانت نفسيتي مدمرة بسبب فاضل وحربه مع أبنه عشان يطلقني بسبب أني مش بخلف...مكنتش متخيلة لما أتقابلت معاكي أول مرة يابيسان أننا هنكون أكتر من الأخوات خلال فترة قصيرة ولقيت نفسي بحكي ليكي تاريخ حياتي وجودكم معايا ساعدني أوي أنتي وزهرة أعدي مرحلة صعبة في حياتي ...بقيت متصالحة مع نفسي وبقى عندي إيمان أن مفيش حاجة مستحيلة وفي أمل
لمعت عيناها تأثرا وهي تقول : وأنا كمان لما رجعت من برا كنت مهزوزة ونفسيتي مدمرة وكنت هدمر جوازي وجودكم في حياتي وفضفضتنا لمشاكل مع بعض فرق كتير معايا وخلاني متصالحة مع نفسي وبقيت أتصل بصفية كل فترة ودلوقتي العلاقات حلوة بس من بعيد لبعيد...لسه جزء جوايا صغير مش قادر ينسى أنها السبب في عذابي وأني فضلت أكتر من سنة أتعذب بسبب عجزي عن الحمل مرة تانية
تدخلت زهرة في الحوار : سيبكم من إللي فات وخلونا في النهادرة وحلاوة اليوم والجو النهاردة
بيسان وضحى في وقت واحد: عندك حق خلينا في النهاردة
أمالت زهرة رأسها إلى الخلف قليلا وأخذت تنظر إلى حديقتها الرائعة المزينة بأزاهارها الخاصة وأطفالها وهم يقومون بسقيها بالماء وقطهها يحومون حولهم
أنحنو إلى الوراء في كراسيهن وكل واحدة ممسكة بكوب من العصير يشاهدون أزواجهم وهم يلعبون كرة السلة
نظرة لهم ضحى بنصف ابتسامة : بصو هقولكم سر بس ميطلعش عن القعدة دي عايزه أخليها مفاجأة لكيمو حبيبي ...بدأت تفرك أصابع يديها وطال الصمت دون أن تنبث بكلمة
توسلت زهرة: شوقتيني وسكتي قولي بسرعة سر أيه
لوحت بيسان بكوبها ثم قالت : قولي ياضحى
ضغطت بأسنانها على شفتيها ثم تنفست بعمق قائلة: هقولكم ...فاكرين لما قولتلكم أنا علطول عندي مغص وقولتو ليا أروح أكشف
بيسان وزهرة في وقت واحد : ايوه
_ أنا روحت كشفت أمبارح والتحاليل نتيجتها طلعت وأول ما الدكتورة بتاعتي وصلها النتايج أتصلت بيا قبل ماأجي هنا علطول
زهرة بلهجة متوترة : تعبتي أعصابي ياضحى قولي التحاليل بتقول أيه
فركت يديها بسرعة وازدرت ريقها بصعوبة وقالت : أنا حامل المستحيل أتحقق..ربنا أستجاب لدعواتي وبقيت حامل بعد مالطب قال مفيش أمل
اعتدلت زهرة بحدة في جلستها فكادت تقع : حامل ياضحى
أومأت رأسها والدموع تلمع في عيناها: أيوه حامل في شهر
همست بيسان : وأنا كمان حامل في شهر وكنت عايزه اعملها مفاجأة ليكم مبروك ياضحى
ضحكت زهرة وقالت: وأنا كمان حامل
حدقو في بعضهم بعيون متسعة وأفواه فاغرة من الصدمة: كلنا مع بعض وكمان في نفس الشهر
أحتضنو بعض وتعالت ضحكاتهم وأنهمرت دموع سعادتهم
وعلى الجهة الأخرى توقفو عن اللعب ينظرون إلى زوجاتهم
سأل كريم بفضول : ياترى بيضحكو على أيه
رد زاهر بحيرة: شكلهم مريب وهما بيضحكو ..ده ضحك ولا عياط
أستغل أكنان شرودهم وقام بتسجيل هدف في السلة وهتف بانتصار : كسبت
تحدث كريم بضيق : انتهازي هو انت مش قلقان علي ضحكهم وجرعة الحب اللي نزلت عليهم
نظر أكنان إلي زوجته تأملها للحظات وهو يري سعادتها