القائمة الرئيسية

الصفحات

عشقت امرأة خطره "الحلقه الثانيه والتالته " بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات

عشقت امرأة خطره

 "الحلقه الثانيه والتالته "

بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد

"إن لــم تـــكـــن ذئـــبا أكـــلـــتــك الـــذئــاب "

"بالداخل "


جلسوا فى غرفة الاستقبال الواسعه للترحيب بضيفتهم الجديده "صبا " ليس الجميع، فقط "فايز "

و"زيد "و"ونيسه" كانت تجاهد الابتسام لهذه الوجوه العابسه والغريبه عنها لتكسب مودتها 

ولو قليلا حتى تستطيع العيش فى هذا المكان المؤقت الذى قرر والدها إنتقالها إليه لرغبته 

فى الاطمئنان عليها لكن هذه الابتسامات التى توزعها على الحضور لم تجدى نفعا فالكل 

متهجم وكأنهم لا يعرفون معنى الابتسام، بدأت تشعر فعليا بالحرج ،أنقذها منه  جدها

بصوته الخشن وهو يقول :

_ البيت زاد نوره ،أنا وصيت يتوضبلك أوضه جانبى عشان لو إحتاجتى أى حاجه 


وقبل أن تكتمل إبتسامتها برضاء وتهم لشكره تدخلت "ونيسه " تهدر بنفى  :

_ فوق بتاع الشباب يا حاج خليها تحت أحسن فى جناح الضيوف 


رمقها بنظره ناريه وهتف بحده :

_ من إمته وأنا حد بيرجعنى فى كلمتى يا ونيسه 


رغم حدته وقوة نظرته إلا أن ونيسه لم تبدى أى خوف وكأنها معتاده على هذا وأكثر، ردت بثبات  تحسد عليه :

_  انا بقول كدا عشان البيت فى تلات رجاله ودى مش طبعنا 


رغم درايته بما يصح لكنه لن يتراجع  عن قراه لطالما إنتظر عودتها هى ووالدها إلى المنزل الذى بناه خصيصا كى 

يسعهم جميعا وينعم بهم حوله ووجود  "صبا "الآن كان أمنيه حصل عليها للتو هتف بشراسه :

_ طيب خلى حد من التلات رجاله اللى عندك يرفع عينه فيها وأنا أخليهملك تلات نسوان وقتى 


كلماته جعلت "صبا " تكافح فى إخفاء ضحكتها عندما تحول وجه "ونيسه " إلى كتله من الدماء 

 من جانب "ونيسه "ملائت رئتيها بالهواء كى لا تختنق أساسا جلوسها أمام نسخة "بشرى " المصغره

 تجعلها أكثر غيظا،نهضت من مكانها وهى تستأذن متحججه بـ :

_ هروح أشوف الغداء 


"زيد" كان يتابع تصرفاتها دون التدخل أو حتى الإدلاء برأيه غامض بشكل مريب لدرجه جعلت بسمتها 

تختفى ،وبعد توتر الاجواء بهذا الحديث الذى لم يولد بعد طرحت سؤلا جاهلا ووجهته لزيد :

_ إنت مين ؟


إستمر بالصمت وكأنه لم يسمعها رغم أن عيناه الحالكه أثبت أنه إستمع إليها جيدا، ناب عنه 

جدها معرفا إياه :

_ زيد إبن عمك الكبير

أومئت بهدوء وقالت مجاملة :

_ تشرفنا 


اخير خرج صوته هاتفا ببرود :

_ اهلا وسهلا بحضرتك 

رغم توقير الكلمه الاخيره  لكنه قالها بطريقه مهينه للغايه كل شئ يوحى بإستهانته به نظراته كلماته المقتضبه 

وصلت المعنى دون نقصان تفاقم الغضب داخلها سريعا ونهضت من مكانها لتلتف إلى جدها 

وهى تقول  بضيق :

_ ممكن اطلع  اغير وارتاح ياجدو


حرك رأسه بالقبول واجاب :

_ إتفضلى  هنبعتلك على الغداء يكون باقى ولاد عمك جم 

إغتصبت ابتسامه على وجها كى تجاريه وبداخلها مكتفى مما رأته فى الغالب لاراحه فى هذه الحياه سواء

مع زوجة أبيها أو حتى  مع أولاد عمها فكما يقال "العَينه بٍينه " وقبل أن  تتجاوز "زيد" بنظراته البارده

إلتفت لجدها لتستأذنه بمكر :

_ ممكن يا جدو تخلى زيد يطلعلى الشنط ويعرفنى أوضتى


لم تفوت وجهه الذى إحتقن فجأه والاتساع الطفيف الذى طرأ على عينه و قبضته على يد الكرسى جعلتها تبسم 

قصدت إغاظته ونجحت ،راق لها النظر إلى أولى إنتصارتها فى هذا المنزل عندما سمح جدها وقال :

_ روح يا زيد مع بنت عمك 


هتف دون تأثر وعينه الشرسه مصوبه على بنية عينها  :

_ حد من الحرس  يطلعها انا عندى شغل ومتاخر عليه 


كرر جده بلهجه أمره  :

_ من امته الحرس بيدخل بيتنا ، مافيش غيرك يا زيد 

نهض من مكانه وقبل ان يلتف أشار لها بطرف إصبعه بحركه متعجرفه لكنها لم تتأثر إكتفت بالاستمتاع  

بإنتصارها الاول  ...


تقدم أمامها بحقيبتها الكبيرتان وخطى نحو الدرج لم يتفوه بكلمه لكن خطواته العصبيه فضحت 

غضبه وإكراه على هذا الشئ فقررت إغاظته من جديد :

_ بطل يا إبن عمى 


حاول أن لا ينجرف مع محاولة إغاظتها لكن من كل خلجاته كان يتمنى صفعها وإعادة عقلها 

مكانه لذا اكتفى بنفخ الهواء بصوت مسموع ، دارت بعينها فى المكان وتسألت وهى ترى طرقتان 

متوازيتان فى كلا الجانبين بصف غرف :

_ فين الشباب اللى قلقانين عليهم  انا ما شفتش حد غير واحد بس بينهج من شيل شنطين

من جديد عادت لإغضابه لكنه، فصر على أسنانه ليمنع نفسه من إجابتها

 وصل اخيرا إلى غرفتها المنشوده فتح الباب وألقى حقيبتيها بمنتهى العنف وكأنه ينتقم منهم عوضا 

عنها،نظرت إليه بقلق وامسكت بحقيبتها من أعلى كتفيها وكأنها تستعد لمواجهة وحش ،سحق الكلمات بين 

اسنانه وهو يهتف بنبره شرسه رغم خفوتها:

_  ما تلعبيش بالنار يا شاطره 

لم تهتم بتهديده أو هكذا أبدت له فردت دون اكتراث وهى ترفع احد كتفيها بدلال :

_ ألـعـبـش لـيـه ؟ وانـا النار أصلا 


ثقتها لم تكن على حجمها فهى بقصر قامتها هذا وجسدها النحيل لن تصمد أمام كف واحد لذا هدر بإستهانه :

_ إنتى ما فكيش قلم أصلا 


تجاوزته إلى داخل الغرفه وهى تهتف برود  وإنتصار :

_ بس  ما تقدرش تدهولى 


باغته بأن  أغلقت الباب بوجه دون حتى إستاذانه إختارت عدوته دون غيرها تعرف أنها  سيكون لها أعداء 

،هو لن يثقل قائمتها لطالما  تحتمى بأكبر سندلها بهذا المكان جدها "فايز " والذى رأت كيف يحترمه الجميع 

وينصاع لأومره .

جالت فى غرفتها الواسعه بفراشها الذى توسطها يتضح الذوق والالوان الهادئه التى تتناسب مع الستائر 

المعلقه فتحت شرفتها التى تطل على حديقه وبهو القصر وشاهدته يمشى بخطوات واسعه نحو سيارته 

العاليه ويغادر المكان إبتسمت لنجحها فى أول جوله وسحبت انفاسها بقوه لتستمتع بنقاء هذا الجوالمختلف 

عن مدينتها الصاخبه .


____________بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد ___________ 


بعد ساعات إجتمعت الاسره بالكامل على مائده الغداء يترأسها  الجد "فايز " وإلى جانبه إبنه "عماد "

ومعه ابنائه الاثنين "يحيى وبلال " والى جانبه  "ونيسه" تناقل بصر "صبا" وهى تشاهد الجمع وتحاول 

قرائتهم جميعا  نادها جدها بود :

_ تعالى ياصبا  جانبى 

اشار إلى الكرسي المجاور له بالقرب منه لتجلس على مقربه منه وبدأ الامر كأنهم فريقين هى العضو الوحيد 

به على صف من الكراسى المقابل الذى يضم الجميع ، ابتسمت وهى تتقدم متابعه عين الوجهين الجديدين عليها 

"بلال ويحيى "  لم يغفل "فايز" عن نظراتها  وهتف فور جلوسها :

_ دول ولاد عمك عماد "بلال ويحيى "


حركت رأسها بابتسامه لهم والعجيب انهم إبتسموا لها بترحاب ولم يبدوا عليهم أى ضغينه سنهم كان 

أقل من الذى إختفى عن الطاوله "زيد" لكن كان يسبقوها عمرا  فهى لم تتم عامها العشرون بعد

سألتهم :

_ انتوا بتدرسوا 

أجاب بلال والذى لم يكف عن تفحصها بإعجاب فهى تشبه تحفه نادرا فى غير مكانها المناسب:

_ انا ياستى بدرس فى كلية آثار اخر سنه  ويحيى ....

قاطعه يحيى :

_ سيبنى اتكلم عن نفسي لوسمحت 

إلتف إليها ليحادثها بإهتمام :

_ أولى صيدله حضرتك وطالع عينى فى المذكره مش بلاقى حد يسمعلى نهائئ وربنا بعتك ليا من السماء

زجرته "ونيسه" بنظره محذره فغيرمسار  حديثه سريعا ليسأل  :

_ وانتى بتدرسى ولا ايه ؟

زمت شفاها وإتضح عليها الحرج لتقول وهى مجبره :

_ لا انا خرجت من ثانويه عامه 

صاح "بلال " بدهشه :

_ معقول ؟عمى حسين وافق إنك ما تكمليش ببساطه 


ردت على سؤاله بسؤال :

_ وليه مستغرب ؟

حرك كتفه وهو ينظر إلى الجميع وكأنه يستجدى دعمهم :

_ عشان عمى حسين دبلوماسي معقول ما يخلكيش تكملى تعليمك 

لم تجيبه وأدخلت الطعام فى فمها عنوه حتى تتظاهر بالانشغال ،تدخل  والده "عماد " ليقطع

 عنها حرجها فهى لديها أسباب لا تريد كشفها أبدا لاسره لم تعلم عنها الكثير :

_ أهى ارتاحت وجع القلب وعلى رأى الشاعر المرأه لو طلعت المريخ مسيرها للطبيخ 

ضحك أبنائه وصاح  "يحيى " ليمازحه :

_ دا مش شاعر يا بابا 


رد متفاخر :

_ وإن كان دا راجل فنان وريهم يا ونيسه حلاوة المحشي بتاعك ولا أجدع دكتوره تعرف تعمله


 ضحك الجميع عدا "ونيسه " نهضت لتملئ له احد الاطباق البعيده عن السفره وقدمته إليه بأليه 

لم تكن من هواه المزاح وتربيتها الصارمه عكس زوجها تثبت قواه على أولادها .

سأل  الجد  "فايز "  متفحصا  :

_ اومال فين بثينه ما جاتش ليه  ؟

اجابته "ونيسه " دون النظر بإتجاه :

_ قالت هتاخر 

هتف منزعجا :

_ إزاى مش انا طالبت إنها تتغداء معانا 

ابتسمت ابتسامه ساخره قصيره واستمرت بتجاهل النظر صوبه، حضور "صبا" بينهم فتح الجراح الخامله 

من سنوات طويله وجدد آلمها بعدما أصبحت قويه وصارت تكره الضعف الذى كانت عليه من قبل وأصبحت 

مستعده للثأر لشخصيتها القديمه من أى شخص أيا كان 

لم يحتاج "فايز" سؤالها عن جفاؤها الجلى  وعدم تدخلها لمراضاته كعادتها بكلمات قصيره لترقق قلبه 

على إبنته فهى تعرف سبب امتناعها عن الاجتماع على مائده واحده مع إبنة بشرى ولقد فهم "فايز " لكن حلمه 

الكبير بتجميع أحفاده جمعا إلى جواره جعله يحاول تقريب هذه المسافه بين "صبا "وجميع أفراد العائله 

سألها من جديد :

_ زيد فين هو كمان ؟


جلست على كرسيها بعدما أنهت توزيع الطعام وأجابته :

_  فى شغله إنت عارف إنه ما بيجيش إلا باليل 


قضب حاجبيه وقد زاد غضبه من مخالفت الكبير والصغير لأومره وصاح  بلهجه شديده  الحده  :

_ انا مأكد عليه إنهارده إنه يتغدى معانا عشان بنت عمه 


الكلمه جعلتها تفور التفت إليه لتطالعه بأعين متسعه غير مباليه بأى شئ تستنكر غضبه على والدها 

لعدم حضور غداء غير معتاد عليه بالاساس ردت عليه بحده :

_ اتعود يتغدى فى شغله ومافيش حاجه هتغير عشان حد البيت هيمشى زى ما هو ماشى 

شعر "عماد " بسخونة الاجواء بين والده وزوجته وتدخل ليقول بتلطيف :

_ معلش ياحاج إنت عارف زيد  ورأسه الناشفه  شغله عنده أهم حتى من نفسه 

وزى ما إنت عارف المصنع مش صغير 

هذه الاسباب كانت غير مقنعه ل"فايز" أهم شئ عنده هو تنفيذ كلمته حتى ولو كانت على عنق الجميع 

الشرر الذى إنبلج من عينه كان يؤكد أن نيران الحرب ستشتعل ولا أحد سينجو منها .

صر على أسنانه وهو يوقف إبنه بزمجره شرشه  :

_ أنا كلمتى تمشى على رقاب الكل و....

قطع حديثه يد "صبا "الناعمه التى وضعتها على ظهر يده المجعده وهى تقول مهدأه إياه بإبتسامه حانيه :

_ جدو متعصبش نفسك انا مبسوطه بوجودك أنت وجودك إنت أهم 

إلتف إليها منصاعا مع مواستها الرقيقه  حرك رأسه مبتسما لها وقد أطفأت  ناره بعذب كلماتها 

 لم تحتاج مجهود لتفهم أنه تخلف محتمل لأول مره عن الانصياع لأومر جده لعدم الاجتماع 

معها وكذلك من ذكر إسمها من قبل "ونيسه ".

تناولت معهم الطعام وتحدث كلا من  بلال ويحيى بسعاده مع "صبا" وكأنهم يكتشفوها كما هى تحاول إكتشافهم  

لكن بطريقه أخرى ، من بعد خطوات رقيقه اقتحمت غرفتهم جعلت أعينهم تلتف وكانت أولهم "ونيسه" التى 

فتحت ذرعيها وهتفت مرحبه :

_ تعالى يا قلب ستك 


انتبهت "صبا" إلى قطعة السكر التى إقتحمت جلستهم وحظت بهذا الاهتمام والترحيب تبعتها بعينان متسعتان حتى 

وصلت إلى احضان "ونيسه" وتربعت على قدمها بشرتها بيضاء وشفاها ورديه وشعرها المجعد الساقط على وجنتيها 

يزيدها جمال ويجعلها لا تقاوم يتضح من حجمها الصغير أنها لا تتعدى الاربع أعوام، من فرط إعجابها بها تشجعت 

لتسأل "صبا" بفضول :

_ مين  الجميله دى  ؟

أجابت "ونيسه " وهى تحاوطها بيدها بقلق :

_ دى بنت زيد 


إختطلت دهشتها بصدمتها وما عرفت سب لذلك ربما لانها لم تكن قريبه بشكل كافى من عائلة والدها 

وغير مهتمه تماما بمناسبتهم لتعرف أن إبن عمها الأكبر "زيد" متزوج ولديه طفله  لكن هذا ليس مهما المهم 

هو أنها سعدت جدا برؤيتها فإبتسمت لها وسألتها بطفوله :

_ وانتى إسمك إيه يا قمر ؟


حدقت إليها الطفله برييه وتمسكت بعنق جدتها تبدو غير معتاده على مخالطه أحد وهذا يظهر من تجاهل الجميع 

إليها واستمرارهم بالطعام كأنها لم تأتى أصلا نابت عنها "ونيسه " بالرد :

_ مريم 

اشارت لها "صبا  " بإبتسامه "  وقالت :

_ شكلى خلاص لاقيت صاحبه ليا فى البيت هنا مش هسيبك ابدا 

ظهر الفزع على وجه "ونيسه" وضمتها بقوه إلى صدرها وكأنها تحميها من خطر محتم وإندفعت قائله :

_ لاء مريم مش بتحب تقعد مع حد 


شعر الجميع بهذه العواطف المشحونه بالقلق والغضب من جانب "ونيسه " فهتف "عماد" محاولا الابتسام 

والتخفيف :

_  مريم مش بتعرف تتعامل مع حد  بعد أبوها غير مع ستها وبس   

جاهدت  "صبا " رسم ابتسامه على وجها  لتخفى حرجها من تصرف "زوجة عمها " لكن أنقذها القدر من هذا 

الحرج بصوت قادم من البوابه المقابله تنادى :

_ السلام عليكم 

التف الجميع على صوتها وصاح "بلال " بسعاده :

_ أهى عمتى بثينه جات 

إلتفت معهم "صبا" لترى عمتها 

ظهر وجهها الخمرى وعينها الكحيله  وفمها المكتظ كانت كبيره فى الجسم وأيضا السن على ما تبدو

 فى اواخر الاربعين لم تكن ذات إبتسامه وصاحبة عبوس دائم هذا واضح على الخطوط التعبيريه 

على حاجبيها وجبهتها دون شفاها ولا وجنتيها  كانت عينها مسلطه على عينيها تطالعها بحقد دفين 

وكره أسود حتى أنها لم ترى غيرها ولم تسمع ترحيب الجميع بها نظراتها إليها لم تتحول طول 

توجها  إليهم ،و عندما وصلت إلى "جدها " وإنحنت لتقبل يده ربت على رأسها وقال معاتبا :

_ ولونى زعلان إنك إتاخرتى 


نهض  "عماد " من مكانه وهتف وهو يصافحها مرحبا :

_ ما فاتهاش حاجه احنا لسه بنقول بسم الله 

صافحته لكنها هتفت بصرامه :

_ لااا ... إتغديت فى دارى 

نهضت "ونيسه " هى الاخرى لتصافحها وكذالك أبناؤئها بلال  ويحيى 

وبرغم معرفة "صبا" بأنها عمتها لكنها لم تتحرك من مكانها للترحيب بها تجاهلتها كما تصر هى على عدم 

مشاركتهم المائده بوجودها ،وقفت تحدق بها "بثينه" لكن "صبا " تجاهلتها تماما حتى نادها "جدها" معرفا إياها :

_ دى بثينه ....عمتك يا صبا سلمى عليها 


لم تنهضت من مكانها وصافحتها بإبتسامه سمجه وهى تقول :

_ بجد ....كان نفسي يكون ليا عمتوا 

رمقتها "بثينه " بغضب عارم من هذا الاستهزاء وصاحت غاضبه :

_ انتى امك ما علمتكيش الادب  بتسلمى على عمتك اللى عيالها من دورك  من طرطيف صوابعك 

وكمان وانتى قاعده

دون إراده على أحد حاجبيها إرتفع  وتأهبت لخوض شجار معها لذكر والدتها بسوء لمجرد تصرف صادر 

من جانبها فردت بنبره جامده  :

_ حضرتك امى ماتت ما لحقتش تربينى فلو إنتى شايفه إن عدم قومتى ليكى تقلل منك فالصح إنك 

تهاجمينى انا مش أمى 


لم تحتمل "بثينه" حديثها وتمنت أن توسعها ضربا لتطفئ غليلها المشتعل من سنوات فصاحت بها بغضب عارم :

_ انتى هتعلمينى الصح والغلط صحيح إنك حيه بت حيه 

لطم "فايز " الطاوله وهدر  بإنزعاج :

_ إنت  هتخانقوا قصادى ولا إيه ؟

التف إلى "بثينه " ليرمقها بنظرات شرسه وكأنه يرى بما تفكر به وأردف :

_ قولتى إنها عيله من دور ولادك  تردى عليها كلمه بكلمه ولا تعلميها الاصول 


قلبت عينها بضجر وردت عليه  :

_ يا ابا أنا ...

قاطعها مشددا :

_ إنتهينا صبا لسه جديده على المكان اللى حابب يعلمها عوايدنا  بالحسنى يتفضل مش حابب 

ياريت يستحمل لحد ما تتعلم من نفسها 


تدخلت "صبا" وقد شعرت بالحرج من مدافعت جدها عنها رغم أنها تعلم أنها متعمده ، لكن كان حتمى عليها 

أن تظهر أنيابها الشرسه لكل من يستهين بها فهى قاعده مشيت عليها لتنجو "إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب"

_ عن إذنك  انا هطلع أوضتى 

 نهضت من مكانها فباغدها جدها منزعجا :

_ رايحه فين  انتى لسه ما كملتيش اكل 


ابتسمت له بلطف واجابت  وهى تنظر للجميع :

_ شبعت 


عادت صوب غرفتها فهى لا تعرف حتى الآن سواها لم يبادر أحد بتعريفها على المكان ولا رحب بها 

ومازالت تتكتشف تلك العائله التى تتأكد شيئا فشئا أنهم لم يرغبوا فيها ولن يفعلوا يوما .


نهض "فايز" هو الاخر وهتف قبل أن يلتف  عنهم :

_ بثينه حصلينى 


إذدرئت ريقها من لهجته القاسيه والتى يتضح من خلفها التوبيخ ، هتفت وهى تنظر إلى أثره :

_ هى  هتاكل عقلك زى أمها  


ردت عليها "ونيسه " بسخريه  :

_ هه هو كان لسه ..ما كلته خلاص 

إلتفت إليها "بثينه " وتسألت بسرعه وقلق :

_ إنتى بتقولى إيه ؟

حركت رأسها بالايجاب وهى تجيب ببساطه :

_ لهو إنتى ما شفتيش هو قاعدها فين 

أشارت إلى مكان "صبا " السابق وإسترسلت :

_ جانبه مكان  أمها الله يرحمها  واللى بعدها  زيد .


نفخ "عماد " وأعلن مغادرته قائلا :

_ أنا طالع أغير تعال يا ونيسه طلعيلى هدوم 


استدارت له ولم تجيبه ،لكن بثينه لم تغادره الصدمه من زمن بعيد لم يكرم والدها أحد مثلما 

كرم "بشرى " وجعلها فوق الجميع وأعطها فرص التَسيد ولم يتخذ أحد مكانتها يوما ما ،السماح 

كان فقط "لزين " بالجلوس فى نفس مكانها لكن المكانه لا أحد يعلم إن وصل أو لا لكن بهذه التصرفات 

هناك إثبات قوى أنها أخذت وضعها ومكانتها  من أول يوم .  


__________الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد _____________


فى غرفة "عماد"


هتفت "ونيسه " بتذمر وهى تناول زوجها الجلباب من خزانتهم :

_ هو إحنا كنا ناقصين بت بشرى دى كمان 

إلتطقت منها جلبابه ونفخ بضيق لها وقت طويل تتحدث فى نفس الموضوع ولا تغيره :

_لا اله إلا الله واحنا هنرمى لحمنا على اخر الزمن 


تفاقم الغضب على صفحة وجهها وردت بعنف :

_ لا إنت بتنسوا وبس 


صاح "عماد" بصيق جلى :

_ يوووه  خلاص يا ونيسه فات ومات وبشرى هى كمان ماتت واللى حصل البت مالهاش ذنب فيه 


ردت عليه دون التأثر بضيقه أو حتى أخذ هدنه :

_ البت مالهاش ذنب أه إنما دى بت بشرى دى هتعيد الماضى من  اول وجديد وعلى رأى المثل إكفى القدره على فمها 

تطلع البت لأمها 

كاد يلطم على وجهه من حدتها فى الدفاع عن وجهة نظرها يعرفها جيدا  رأسها الصلبه لن تلين  ،وإن وضعت شئ برأسها 

ستنفذه رغم أنف الجميع حاول تنظيم أنفاسه ليسيطر على إنفعاله على إحداهم الهدوء قبل أن يتسرب صوتهم 

إلى والده وسألها :

_ وإن كان الماضى هيتعاد يا ونيسه هيلحق يتعاد فى تلات شهور مسافة ما أخويا يرجع من السفر 

الماضى سنين ولت 


هتفت بنبره عميقه وكأنها إستحضرت لتو معاناتها تحت سقف هذا المنزل :

_ ولت بظلم انتو ظلمه  جبرتونى على العيشه مع واحده زى بشرى عشان اخوك بيحبها 

سقطت بسببها و ورتنى الامرين وكلكم وقفتوا تتفرجوا  حتى كبير البلد اللى بيحل مشاكل 

الناس كتف ايده وسكت .

 أجفل "عماد" وزفر أنفاسه بتمهل يعلم أن "بشرى " كانت سيئه للغايه لا يتحملها أحد لسانها بغيض

وقلبها أسود دخلت هذا المنزل وحولته للنار موقده أشعلت الفتنه بين الاخوات وأرادت فرض سلطتها 

على الكل حتى والده "فايز " نفسه كانت ثعبان بألف وجه وبألف لون ، لكن هذا ليس سبب كافى لطرد 

إبنة أخيه الذى لجأ إليهم بعد كل هذا العمر ثم أن حديثها عن الماضى الآن سيشعل نار أخرى مع ابنة اخيه 

وهذا ليس وقتا مناسب للأ جواء الساخنه هتف بهدوء :

_ هى مش بنت بشرى وبس دى بنت حسين ،حسين اخويا وابن عمك وضيفه عندك عامليها بما يرضى 

الله عشان خاطر ربنا وبس 


إغتاظت  من عدم شعوره بمعانتها السابقه ولكن ما الجديد وهى اعتادت من جانبه الفتورهتفت بسخريه :

_ انتوا دايما تيجوا على الطيب باسم ربنا اشمعنا زيد ما طبقتوش عليه نفس المبدأ

إغتاظ من تشبيها وكشر عن انيابه وهو يزجرها بغضب سحيق :

_ وايه جاب سيرة زيد دلوقت 


تعرف ان ذكر إسمه  على لسانها يغضبه وكأنه ليس ولدها دائما يرى الامر بشكل آخر 

لكنها لم تكن تقصد زج إسمه بل هى الصدف المشابه والامور المعقده والتى يتعاملون معها 

بمنطلقات مختلفه ورؤى غريبه حسب مصالحهم وأغراضهم وأهواهم،استدارت عنه دون أن 

ترد عليه اكتفت بنظره مشمئزه وغادرته .  

  __________حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا __________


فى غرفة المكتب 

"فايز،بثينه"

بعد حديث طويل وعتاب على تصرفه ودفاعه عن "صبا  " وعدم الاهتمام بما حدث فى الماضى ،واجهته "بثينه " بكل 

مخاوفها فصاحت به :


_ انا شايفه إنك هتعيد الظلم تانى وهتمكن بنت بشرى زى مامكنت أمها قبل كدا 


كان يجلس بمواجهتها خلف مكتبه الكبير يستمع إليها بهدوء لكن هذا الهدوء تبخر عندما إتهمته  الظلم 

صاح بغلظه :

_ مش فايز الواصل اللى يظلم يا بثينه البلد كلها بتجينى عشان احكم بينهم بالعدل مش هاجى  على دارى 

وأظلم 


ظلت على نفس إنفعالها وهى تخبره :

_ وأمى اللى ماتت بسب بشرى وعميلها  وانت كنت واقف تتفرج وبس كان دا عدل يا قاضى البلد 


اجفل من هذه الذكريات السيئه التى تشوه صورته فى أعينهم هتف بنبره متعبه :

_ امك كانت تعبانه وقولتلك كدا مليون مره 


اجابت موافقه وبداخلها نار مشتعله لم تنطفى ابدا حتى بموت بشرى :

_ صح كانت تعبانه لكن هى كانت آخر حد دخل عليها قبل ما تموت يمكن سممت بدنها 

بكلامها ولا حتى كتمت نفسها انا كنت عند امى قبل ما تموت وكانت كويسه ،اليوم دا بالذات كانت كويسه 


زفر أنفاسه بتعب لقد دخل فى هذا النقاش الأف مره وكاد ينصاع إلى ميولهم المنحرفه بتعليق المشنقه 

ل "بشرى " وسلخها حيه قبل إعدامها تمهل وهو يجبها :

_ اديكى قولتى يمكن .. أحكم على حد بيمكن ،امك جه أجلها وراحت للى أحسن منى ومنكم 

والاتنين دلوقت عند قاضى السما 


تعرفه لن يدينها ولن يشك بها ولن يتنازل عن قرار إتخذه لانه يتمهل قبل إصدار أى قرار ، خرجت من هذا 

بسؤال آخر :

_ وإيه خلك تستقبل بنتها بعد ما قررت تمشي امها  من الدار 


 اتسعت عيناها وهو يستنكر تعليقها على تصرفاته ومحاولة توجيه فسألها بضيق :

_ عايزانى اقول لاخوكى إرمى بنتك عشان  طردت أمها  

 هتفت متشنجه :

_ ما ترجعش بشرى تانى وسطينا ما تعيشناش أيام سوداء تانى


نهض من جلسته وقد ضاق صدره من هذا النقاش العقيم فهى لن تحب بشرى ولن تقتنع بوجود إبنتها

بينهم ،كان حتمى إنهاء الحوار فزعق بإنفعال شديد :

_ بثينه مهما كان كرهك عميكى ماتظلميش ،حبيها ولا ما تحبيهاش فى النهايه هى بنت إبنى وغلاوتها 

فى غلاوة كل أحفادى وإعملى حسابك صبا فى حمايتى لأحسن عقلك يوزك على الانتقام .


__________حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا ياسمينا أحمد  _______________  


"صبا "


أصابها الضجر من مكوثها المطول بالغرفه برغم من إتساعها وتوافر كل الاجهزه الحديثه 

والجو هادئ والنسيم عليل لكن هى معتاده على الصخب وأصوات السيارات التى تنبعث من 

أسفل العماره التى تقطن بها إعتادت على الزحام وجودها فى كل هذا الاتساع يعطيها إحساس بالضياع 

تشعر أنه سيتم إبتلاعها فى هذه الفجوه ،صارت  تعد من الـآن اليوم الذى ستغادر به هذا المكان وتعود لغرفتها 

الصغيره مع زحامها المفضل هنا بالنسبة لها منفى 

وقع أقدام صغيره  تركض ذهابا وإيابا بالقريب من غرفتها،عرفت من تكون وربما غيرها فهى لازالت غريبه ولا تعرف 

الكل لكن أى من يكن ستخرج لتقتل الملل قبل أن يقتلها  فتحت الباب لترى تلك الجميله "مريم" التى توقعتها 

تركض هنا وهناك فى الممر وترافقها أحد السيدات  تراقبها من بعيد إتجهت صوبها ،دنت منهم ونزلت على 

ركبتيها لتصل لكائن النوتيلا اللطيف ذات الشعر المتلوى واللون الفاحم  إبتسمت وهى تشير لها بيدها بإن تقترب

وهى تقول :

_ تعالى يا جميله نلعب سواء 

تحركت الفتاه فى الاتجاه المعاكس نحو السيده التى ضمتها سريعا ،ضيقت "صبا " عيناها لتخمن من تكون هذه 

بشرتها تنافى بشره الصغيره بشكل مضاد حتى العينان غير متشابهان فالصغيره متميزه بلون عينها الاسود

المتشابه مع والدها فى التميز نفضت افكارها وهى تحذر لعل هذه الفتاه لم تأخذ شيئا من والدتها ولوالدها السيطره 

الكامله على جيناتها هتفت بابتسامه واسعه :

_شبه بابها أوى مش واخده منك حاجه 

ضحكت السيده ضحكات مجلجله يتضح بها السعاده وكأنها داعبت مكنون صدرها وأحيت أمانى غير مصدقه

بتفوها المجنون ،زيادة ضحكاتها جعلت "صبا " تشك فى صحة مما قالت لكن تشبث الطفلة الصغيره 

فى عنقها يشتت عقلها يبدوعليها إنطوائيه كيف تهرب إليها وتختبأ بهذا الاطمئنان إن لم تكن هى أمها 

اخير أوقفت السيده ضحكاتها لتخبرها :

_ الله يحظك يا ست أنا ابقى مرات سيدى "زيد" والله دا تبقى أمى دعيالى فى يوم القدر دا البلد كلتها 

تتمناه يناسبها وبناتها بستاتها تموت على نظره منه 

رمقتها بإستخفاف فهى قد رأت من هو أوسم منه بمراحل فى المدينه  بما يتميز فتى الشاشه الاوسم هذا فى هذه 

المنطقه ليحوذ على هذا الاهتمام ،لكن هذا لايهم المهم الآن الحصون على هذه الفتاه والانفراد بها 

ستموت لو لم تلعبها لذا هتفت بضجر :

_ يا ستى إخلصى وقولى إنك مش أمها  بدل الكلام على سى زيد انا دماغى مش ناقصه صداع 


اسلوبها المتضجر لم يوقف الابتسام عن فمها فقد كانت منتشيه وكأنما تعاطت جرعه مفرطه من 

مخدر نشط  قالت بإبتسامه واسعه  :

_  ياريت تدعيلى يا أبله  والله يكون ليكى الحلاوه 


اشارت "صبا " تجاه الفتاه  :

_ انا عايزه الحلوة دى الاول خليها تلعب معايا  


نظرت  إلى الطفله التى تحاوط يدها الصغيره عنقها متشبثه بقلق وقالت متذمره :

_ ياريت ,,, دى مريم دى صعب تروح لحد ما بتروحش غير لستها وابوها 


رفعت "صبا " حاجبيها  وسألتها مستنكره :

_ إزاى يعنى ما هى قافشه فى رقبتك أهى 

قالت الاخرى :

_ عشان خايفه بس غير كدا بالزور لما حتى اخدها فى ايدى وأومر سعادة البيه إن ما حدش يغصبها 

على حاجه ولا ينزلها دمعه طول ماهو فى شغله  وانا عبد المأمور شغلتى هنا أخد بالى منها وبس 


سألتها "صبا " وقد زاد ضجرها من الحوار دون الوصول لهدف :

_ بقولك إيه ياإسمك إيه انتى ...

قاطعتها :

_ نجلاء إسمى نجلاء

إسترسلت "صبا " دون التوقف عند معرفة اسمها :

_ اكيد ليها حاجه بتحبها وبتتلهى بيها لما تزن قوليلى عليها وانا اجيب رجلها بيها تسلينى 

وانتى ترتاحى من نوبه الحراسه دى 


لم تكن "نجلاء" بالذكاء الكافى ليتثنى لها التفكير فيما تحب وتكره الطفلة 

لكن الاغراء كان كافى لتحصل على الراحه بما أن جدتها تتركها معها اغلب الوقت لمتابعتها باقى شؤن 

المنزل اعتصرت رأسها لتتذكر متى سكت الطفله او تلهفت على شئ لكن دوما ماتفقتد الطفله العب 

ويصيبها الملل وتنخرط فى البكاء لاوقات طويله ولا يستطيع أحد إسكاتها سوى والدها ،بعد فتره 

قصيره من الصمت هتفت "نجلاء" :

_ والله يا ابله مافى حاجه بس هى بتحب تلعب ومافيش حد بيلعبها إكمن إنها العيله الوحيده فى الدار 


إبتسمت "صبا " بتسليه وهى تهتف بحماس :

_ دا كان زمان ,,,تعالى ورايا مش عندها عرايس 


لوحت "نجلاء" وهى تجيب :

_ يوووه ...الاوضه  ماليانه لعب داغير ما السطح ابوها عامله ملاهى 


اتسعت عين "صبا" وكأنها هى من ستلعب بكل هذه الاشياء قفزت من مكانها وقد إذدات حماس :

_ الله تعالى ورينى 


سبقتها "نجلاء " وتبعتها "صبا " تلطم كفيها بفرح  وبأعين تلمع بفرح وجنون وطفولة متاخره تعشق الدمى


 ومن الواضح أن تلك المدلله لديها منها الكثير’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’يتبع 

(عشقت إمرأة خطره) _ سنيوريتا ياسمينا احمد(الكاتبه)

حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا


"الحلقة الثالثه "


الجنون كان أسهل طريق لجذب طفله ذات أربعه أعوم للاندماج  بالبدايه لم تهتم "صبا " بمريم " ولم 

تحاول التودد إليها كما كانت تفعل صبت إهتمامها وتركيزها على اللعب ومحادثة الدمى،  أصابت عندما 

عثرت  هذا الكنز بالغرفه ، بالنسبه لها كنز فغرفتها لم تخلو من لعبه أو دمى بأى حجم أو نوع 

تناقلت بين الدمى وكأنها أقل منها عمراً منها ، مما أوحى للطفله أنها فى نفس عمرها لم تكن تفقه شئ فى اللعب لكن 

ما تفعله "صبا " بالدمى أشعرها بالفرح  شيئا فشيئا إبتدت تندمج معها وتضحك على نكاتها والمسرح الذى نشأئه 

وما إن شعرت "نجلاء" بهذا الاندماج حتى إنسلخت من بينهم لتتركها معها بمنتهى الاطمئنان 


امسكت بأحد الدمى بمواجتها الاخرى تحكى حديثا بشكل طفولى :

_ لااا انتى مستحيل تضربينى 


حركت يدها الاخرى لتحرك الدمى الثانيه وكأنها ترد عليها بنبره مختلفه :

_ ياسلام هتضربى  وكمان لو قولتى لحد هعقبك وهقول عليكى كذابه 


قفزت  على الدميه بيدها الاخرى وهى تقول :

_ هضربك انا الاول 

_ لااا سيبى شعرى 

واستمرت تتشاجر بالدمى وضحكات الصغيره تعلو كلما شاهدت جنونها وقفزها وتناقلها بين الدمى 


________حقوق الملكيه حصريه للكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد _____________


"بالاسفل "

عاد "زيد " من عمله الذى يفنى به اغلب وقته تأخر على العشاء كما تأخر عن الحياه كلها  هذا لا يشكل له 

فارق فحياته الملونه أصبحت ابيض واسود لولا تمسك جده به وإقحامه فى جلسات الصلح لتأهيله 

لأخذ مكانه لترك هذا المنزل بأكمله بذكريات وأوجاعه لن يهنأ طالما يطارده شبح ماضيه فى كل زوايه 


ادارة مصانعهم واعمالهم المتشعبه بالمدينه هى من تلهيه عن كل شئ لكن بمجرد أن يصتف سيارته 

امام هذا القصر ننفتح جراحه وينبلج الالم.

  خطى للداخل بقدماها الطويله التى يرميها بإهمال وتعب دون أن يرفع عيناها عن الارض وكأنه يخشى 

النظر إلى الجدران او أى زويه فى هذا المكان ثمت أشباح سوداء ستهاجمه لو أبدى لها أى اهتمام 

لم يحيد عن خطواته التى تعرف خط سيرها نحو غرفته بالاعلى  حتى هتفت "ونيسه " الجالسه بأحد 

مقاعد الزاويه امام شاشه العرض الكبيره  :

_ حمد لله على السلامه ياولدى 


توقف ليناظرها من بعيد وهو يرد بنبره يتضح عليها التعب :

_ الله يسلمك 


اشارت له ليقترب وهى تقول :

_ تعال يا ولدى جدك موصينى اكلمك فى موضوع مهم 


زم شفتاه وهو يدعوا الله أن لايكون ما يفكر به ليس لديه أى طاقه لهدرها فى موضوع رفضه لمئات المرات 

تحرك صوبها ببطء وهو يسأل بحذر :

_ خير ويارب ما يكون اللى فى بالى 

سألته مقدما :

_أكلت فى الشغل ولا أقوم أسخنلك  الاكل 


نفض رأسه وهو يستعد للجلوس جوارها مجيبا بفتور :

_ لاء اكلت فى الشغل 

سأل وهو يبحث بعينه عن طفلته :

_ اومال مريم فين ؟

التفت بكامل جسدها اليه ثم اجابت  :

_ نامت يا ولدى نجلاء قالتلى انها نيمتها وروحت 

تطلعت إليه بحذر قبل أن تدس يدها بجيبها وتخرج ظرف كبير وتضعه بين يديه 

نظر اليها مستفسرا ثم حسته قائله :

_ إفتحه شوف اللى فيه 

إنصاع لامرها لعله ينتهى من هذا الغموض الذى تحاول فرضه تناقل بصره لمحتواه 

ولاحظ كم الصور الموضوعه بداخله لامراه على قدر كبير من الجمال وقد نسقتهم ونيسه 

بالتريب لعلها   تسرق نظره أو تحيى رغبته المنقطعه عن النساء. 

زفر بضق قبل أن يكمل  وحاول أن يستدعى هدؤئه وهو يقول :

_ مش قولتلك إقفلى ع السيره دى خالص 

اجابت وهى ترفع كفيها لتبرئ نفسها :

_ جدك  يا زيد مش ساكت وبعدين ياولدى انا نفسي اشوفك متهنى 


مسح وجهه بعنف وهم لينهض من جوارها وهو يخبرها بتعصب :


_ هو انا مش قولتلك وجهى طاقتك دى لاخواتى التانين انا مش عايز اتجوز 


سحبت يده لتجبره على عدم المغادره وقالت بإستنكار :


_هو انت هترهبن كفايا بقى علينا حزن وسواد بقالك سنتين قولى  بنتك  اللى فوق دى مين هيربيهالك 

يعرف انها تستغل طفلته للحصول على مأربها فاجاب بضجر :


_ البركه فيكى انا الجواز دا صفحه قطعتها من كتابى راضى اخواتى وانا شلينى من دماغك 


هتفت متأثره وكأنها تسترجيه :

_هو انا هنعيش لبتك العمر 

ضاق صدره من محاولاتها التى تنهى ولا الملل من هذا الامر حتى ولو كان اقحام موتها للضغط عليه ،أنتفض 

من مكانه وصاح غاضبا  :


_يووووا  هنعيشلها  أنا  هو انتى متفقه معهم عليا اهل امها على تكه ولو سمعوا سيرة الجواز هياخدوها 

‏وانا ما أقدرش نسيبها دى ريحة الغاليه


نهضت من ورائه ووضعت يدها على كتفه لتواسيه قائله بحنو :


‏_انا عارفه انك كنت بتحبها،غاليه كانت بنتى قبل ما تكون مرات إبنى بس يا ابنى انت لسه شباب 

‏وان ما كنتش تتجوز فى شبابك هتجوز امته

ابتعد عنها ليتخلص من يدها الذى ستجعله ينهار فهو لايحب المواساه ويكره أن يراه أحد ضعيفا هتف بإصرار :


_مش هتجوز خالص ريحى نفسك وسيبينى ارتاح بقى انا راجع من الشغل خلصان 


لم ينتظر إجابتها وركض بخطوات واسعه باتجاه الدرج نظرت نحوه بإشفاق سنوات أعلن فيها الحداد على 

موت زوجته غدرا على يد احد الاطباء إثر دخولها لإجراء عملية إجهاض بعد ولاتها بمريم بعام من بعد هذا 

العام إنقلبت ضحكات فمه إلى خطوت عابسه وعيناه التى تلمع بحماس إنطفأت ودخلت فى ظلامها المبهم 

"غاليه " مات وأخذت روحه معها ،هذه الجثه التى تمشى على قدمها وتجول بينهم تنتظر عودتها لروحها 

التى سبقتها تحت التراب .


____________جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ___________


دخل إلى غرفة إبنته 


بأنفاس متلاحقه وكأنه يهرب من وحش مفترس يخشى مواجهته نظم انفاسه ليستقبل الشئ الوحيد 

الذى يتنفس من اجله "مريم " لكن أين هى فراشها خالى والعابها مبعثره فى الغرفه بأكملها  تحرك 

ليبحث عنها بهدوء لعلها نائمه فى أى ركن لاحظ صندوقها المخيم الصغر تهتز ابتسم وتسلل على ركبتاه 

ليباغتها بمزحة انا الوحش منقضا عليها صائحا بمرح :

_ أهااا أنا الــوحــش 


إنتفضت "صبا " المنغمسه بالعب داخل الصندوق مع "مريم " والتفت صائحه :

_ يا ماما 

طالعت وجه عن كثب وعيناها الفاحمه المتسعه بدهشه لم يمحى آثارها بعد لم تكن إبنته وحدها 

ضحكات "مريم " اخرجته من دهشته وقفزت  نحوه تعانقه بقوة وتحاوط يدها حول عنقه 

لكن هذا لم يستوعب بعد كيف لخزانه صغيره كهذه تتسع لطفلة اخرى تدخل على  العشرين وزع نظراته على

 الخزانه وعلى "صبا" حجمها الضئيل جعلها  تجلس بداخلها بمنتهى الأريحيه  حتى لا يظهر منها شئ

مازلت تحاول لملت أعصابها المتففكه من أثر فزعها وتجاهد تنظيم انفاسها المتلاحقه وثب من هذا الاقتراب

حاملا إبنته على ذراعيها  ومتسائلا بإنزعاج :

_ أنا مش فاهم إزاى عرفتى تدخلى جوا  البتاع دا 


إنتفضت من مكانها وهتفت بضيق :

_ أنا اللى مش فاهمه إيه لعب العيال اللى بتلعبه  دا ؟


اتسعت عيناه من جرأتها فى مهاجمته وزجرها قائلا  :

_  إنتى بتهبلى تقولى إيه ؟

كانت قد خرجت تماما  من الخزانه وهاجمته بعبوس :

_ مين فين اللى أهبل عشان يدخل على طفلة الدخله دى ؟

هدر ساخرا وهو ينظرها بسخريه :

_ أى طفله فيهم مريم ولا إنتى ؟


عقدت ذراعيها امامها وهتفت موبخه :

_ عرفنا إنك ما بتفهمش  كمان ما بتعرفش تميز 


لولا  إبنته المتعلقه بعنقه لكان لطمها على جرأتها فى الحديث معه جز على اسنانه من فرط غضبه 

وزمجر ساحقا الكلام بين فكيه :

_ إنتى زودتيها معايا  يا بت انتى شكلك عايزه تتربى من اول وجديد 

شخصية "صبا " العدائيه لم تقبل ابدا الاهانه ولن تسمح بنهرها بل هى من تنهر وإن شعرت مره واحده 

بالخطر تكون اليد الاولى التى تبطش لذا زمجرت هى الاخرى من اسفل اسنانها :

_ وإنت عايزلك قلمين على وشك عشان تعرف انا مين وتحرم تقول هتربينى دى 


طفح الكيل منها هذه الطفله التى تقفز امامه بلسان اطول منها بسبع مراحل أغضبته أكثر مما ينبغى 

بالفعل هم ليكسر عنقها وإتخذه خطوته الاولى تجاها تأهبت لأى حركة غادره من قبله واتسعت عينها لتبعث له 

شرارات محذره من عسلتيها قابلها هو بشراسه وكأنه سيمزقها إربا إن طالته يده ،فما تحاول إدعائه من قوه 

لم يؤثر به إن قرر أذيتها فسيفعل ، لكن انفاس إبنته الثقيله التى تشئ بأنها ذهبت فى ثبات عميق على كتفه 

جعلته يتجمد فى مكانه  دار بعنقه نحوها ليتأكد من أنها لم تفزع من هذه المشاحنه وتبعته معها "صبا" بإهتمام 

لقد كانت طوق نجاتها من معركه حتما كانت ستكون فيها خاسره  عاد ببصره تجها وهتف بنبره شرسه 

رغم خفوتها  :

_ إقسم بالله لأربيكى واقطعلك لسانك اللى اطول منك دا 


تحركت من امامه صوب الباب بإنتصار دون إهتمام بشراسته وهى تتحتمى بأصغر فرد فى العائله 

  "مريم" مدت لسانها كى تغيظه وهتفت :

_ ا اا ...ما تقدرش

نجحت فى إغاظته وكاد يفقده صوابه فمد يده إلى اقرب دميه وقذفها بها لاعنا بخفوت :

_اه يابنت 

 أصابتها بالفعل لكنها إنحنت لتلتقطها وهى تهتف ببرود متعمد :

_ حلوه دى هخدها  تنام فى حضى 


غادرت الغرفه وهو يقف بمنتصفها يحمل إبنته ودمه يغلى من إستفزازها وجرئتها فى مهاجمته فى أول 

ليله لها بالمنزل تمتم بغيظ :

_ يا بنت ....بشرى عايزه تتربى ورب الكعبه 


__________ جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد___________


"فى الصباح "


استيقظت "صبا " بنشاط لقد وجدت من يشاركها حياتها الممله الجديده بعدما  كسبت ود الصغيره

ولن تجد مجهودا فى إغرائها للعب معها إتجهت نحو المرحاض الخاص بغرفتها لم تتخلى عن طقوسها 

المعتاده فى إجراء الحمام اليومى ووضع الكريمات الخاصه بالعنايه بالبشره إتباع الموضه كان هوسها 

هوالاهتمام ببشرتها وكل جزء فى جسدها وهذا كان واضح فى بشرتها النضره الصافيه 

والذى تتخلى بها عن بعض المواد التجمليه وتستعوضها بأخرى خفيفه  ومساعده كالخط المستقيم 

الذى رسمته لتو على جفنيها ببراعه وأضاف لعينيها العسليه سحر طاغيا وبعض الحمره التى نشرتها 

بطرف إصبعها على شفاها المكتظه وزادتها تورد وإمتلاء  عدلت من ملابسها التى إرتدتها على كامل 

حريتها قميص دون أزرار  واسع  منتصف الاكمام محتشم الصدر  وبنطال من الجينز الضيق 

رتبت شعرها ليصبح ذيل حصان وتركت خصلاتها الاماميه تنسدل على وجنتيها وبعد عدة صور إلتقطتها 

بمرح امام المرأه غادرت غرفتها للبحث عن الصغيره 


نزلت الدرج بخطوات سريعه وهى تبحث بفضول فى الارجاء عن "مريم " لم ترها  بالتاكيد لن يساعدها 

فى إيجادها سوى شخص واحد نادت بصوت عال :

_ نجلاء ..يا نجلاء   


صوتها الرنان فى المنزل الذى لم يعتادته أحد والذى يوحى بالحريه التى أتخذتها وعدم شعوها بالحياء من وجودها 

فى منزل جديد وصل إلى مسامع  "زيد" وهو يخرج من غرفته متجها للاسفل  بات مغلولا منها من أمس واليوم 

هو يوم الانتقام  ظل يفكر وهو يغلق أزرار قميصه الازرق  بأى شيئا سيبدأ باللطم أم الركل لكن ما أن وقعت 

عيناه عليها وهى ترتدى هذه الملابس المكشوفه  وشعرها ينسدل خلفها بأريحيه بأطراف معوجه ك سلوكها 

الذى يحتاج تقويم  قرر تغير الخطه تماما وؤدها  للتخلص من عارها ،طوى الدرج أسفله متجها نحوها بعصبيه 

واقع خطواته وصل لها فإلتفت إلى موقعه لتلاحظ قدومه عليها وخصلات شعره المتدليه والملتوى تقفز مع قفزاته 

كأنها أفاعى صغيره تستعد للهجوم معه تراجعت بقلق من هجومه المباغت وراحت تحتمى بالطاوله لتجعل بينه 

وبينها حائل حتى يتثنى لها الهروب إن فكر فى أى شئ متهور 

لوح بيده بأعتراض وهو يصيح بإنفعال شديد :

_انتى ازاى تمشي كدا فى البيت ؟

نظرت الى نفسها واشارت وهى تجيب بإستنكار :


_مالى كدا ؟

أعتقد انها  تدعى عدم المعرفه  وهو ليس لديه طاقه للمجادله فلوح بإصبعه ليؤكد على حديثه لعلها تنصاع :


_اوعى بعد كدا تاخدى راحتك اوى كدا ،البيت دا بيتلبس فيه عبايات وواسع وشعرك تغطيه


فتحت فمها وصاحت معترضه من فرض شروطه عليها :

 

_نعم ....دى طريقه لبسي ومش هغيرها لو مش عاجبك غض البصر يا عم الشيخ


صعبة المراس ومتحكمه لكنها بالفعل جاهله تقرأ الناس خطأ هو لم يزجرها من أجله أبدا فهى لا تهمه 

بالاساس أى إمرأه على وجه الارض لا تهمه  قال مشمئزا :


_انتى بنى ادمه برأس نعجه

إحمرت وجنتيها بغضب من إهانته لها لم تخشى برد الإهانه له فصاحت ووهى تطوى ذراعها إلى صدرها :

 

_وانت بنى ادم براس كلب 


تبهره حقا بطول لسانها وجرأتها فى مناطحته فى الحديث دون الخوف من عواقب ما تفعله ،وهذا ما ستراه الان 

حتى تنتهى عن الوقوف بوجه الوحش تحرك صوبها ناويا بالفعل نهرها وزمجر متوعدا :


_ لا بقى انتى عايزه تتربى من اول وجديد  


تراجعت للخلف متمسكه باحد الكراسى الخاصه بطاولة الطعام وقالت بضيق:


_ومش انت اللى تحكم على تربيتى 


_ دا انا لو بإيدى كنت حكمت عليكى بالاعدام 

قال هذا وحاول الاقتناص منها لكنها كانت تراوغه بالركض حول المائده والهرب منه 


_زيــــــــــــــد 

منادته بهذا الصوت الرنان جعلته يتوقف عما يفعل ويلتف نحو "جده " بإحترام ،نظراته المطوله 

دون حديث يعقب نادئه تطلب شرحا لما يحدث لذا ألقاه "زيد " بإنفعال :


_ بنت ابنك دى لاتطاق احبسها فى اوضتها ولاا اقطعها  لسانها 

سأله "جده" بإنزعاج :

_حصل ايه ؟

أجاب وهو يشير نحوها بإمتهان :

_ماشيه فى البيت فى شابين على وش جواز باللبس دا وشعرها عريان

تدخلت "صبا" لتسأله بضيق :  

_وما حسبتش نفسك ليه؟

التف إليها ليرمقها بإشمئزاز نظره لن تنساها ابدا له وما اتمه بحديثه جعلها تزداد بغضا فيه :


_انا ابص لوحده زيك ليه هو انتى تتشافى اصلا 

انعقد لسانها ولمعت عينها بحقد تجاه قال "جده " منهيا الشجار :


_خلاص يا زيد ..عندك حق فى انها ما تلبسش كدا تانى

ردت بصدمه من فور فرض سيطرتهم :

_ لاء انا ماعنديش غيروا 

نظر صوب "صبا " ليرد إليها كرامتها ويمحى نظره الحزن والخذلان الذى اتضحت عند نطقه 

بالحكم  وأردف :

 


_بس انت غلطت فيها لما شتمتها

اجاب دون تاثر :


_كانت تستاهل...

دق الارض بعصاه الابنوسيه وصاح مشددا :


_غلط يا زيد ما تقوحش مش عادتنا نشتم حريم وخاصتا لو كانت من لحمنا ودمنا 

يعرف جده اكثر من أى شخص طالما حكم لصالحها فى الغالب سيطلب منه تعويضا ليرضى 

 الطرف الآخر ،نظر فى عينه وسأله بجديه :

_والمطلوب اعتذر ولا انزل على ركبى واطلب العفو والسماح

دفع "فايز" رأسه للامام بخفه ليخبره بسلاسه :

_عارف انك مش هتعملها حتى لو طلبت بس فى حل تانى 


بما انك مش عاجبك اللبس خدها وانزل بيها البلد هاتلها لبس يناسب

صاح معترضا : 

_نعم مافيش الا انا ولا ايه؟

اجاب "جده" بنبره رتيبه وكأنه يوبخه على كسرة نفس ابنة عمه :


_ما انت لسه قايل ان اخواتك شباب على وش جواز وانت كدا كدا مش شايفها يبقى انت اضمن واحد


نظر باتجاه "صبا " وفتح أحد  ذراعيه  كدعوه صريحه منه لتقترب منه وقال محذرا :

 _وكمان مش عايزه  خناق تانى بينكم 


_______جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد __________


لم يهتم "زيد " بما قاله جده عزم على التملص من الخروج معها لكنه لا يزال مغتظا

منها لم يسبق أن أشعل أحد فتيل غضبه لهذا الحد ولم يقابل احد بجرأتها إتجاه إلى عمله 

وترك خلفه هذه الشجارات المستفزه ليلتهى فى عمله أما هى فعادت للبحث عن "مريم"

لكن لاجدوى ومع أستمرار بحثها اكتشفت اماكن كثيره فى هذا المنزل تعبت من الدوران 

حتى استقرت فى الحديقه الواسعه امسكت بهاتفها وضغطت زر الموسيقى وبدأت تندمج مع الضخب الناتج 

منها الصخب كان الشئ الوحيد الذى يميت شعورها بالنفى ويقتل ذكرياتها السيئه مع زوجه ابيها وابنها 

عشر أعوام تعانى منذو ان تزوج أبيها "مها" لم ترى منها خيرا قط واكثر ما كانت تكره هو إيذائها البدنى لها

كم كرهت هذا وخشيته مدى حياتها لقد كانت تعاملها بالبدايه بحنان لكن بعدما انجبت أخيها "وليد " تحولت تماما 

وظهر التفضيل فى المعامله والمأكل والملبس حتى من جانب والدها الذى إنبهر بتجربه الابوبه من جديد ونسوها 

تماما وافقت أن تكون على هامش حياتهم وأن تجلس وحيده ليلا ونهارا دون أن ينظر لها أحد لكن ما كرهته ان تكون

خادمه وحقل تجارب لاخيها المدلل من والدها وزوجته ،دوما كان يفرض عليها حمله حتى خارج المنزل لم تكن تتذمر 

منه لكن كانت فى حاجه لتنزه معهم والركض بحريه ، كانت محرومه مقيده حتى بعدما كبر "وليد " كانت حقل 

تجارب لخفة ظله وطيشه وطولة يده ولسانه السليط وغالبا استمده من معاملة والدته لها لم يعى انها اخته لها مثل ما له 

ابتلعها الصخب كما ابتلع دموعها التى تسقط فى قلبها قطره قطره 

شعرت بيد تحط على كتفها ففزعت وهى تلتف تجاهها  لترى وجه نجلاء من جديد ابعدت السماعات لتقول :

_ انتى كنتى فين انا بدور على مريم  من مده ؟

اجابتها نجلاء :

_ ياابله انتى اللى فين  انا بنادى عليكى من مده انتى مش سمعانى

_ كنت حاطه السماعات فى ودنى  اخلصى وقوليلى مريم فين هموت من الزهق 

قلبت عينها بضجر من تمسكها المميت بطفله ممله لا تعرف سوى البكاء نادرا ما تتفاعل مع احد نفخت ثم أجابت بإقتضاب  :

_ عند ستها

ضمت حاجبيها وهى تسأل :

_ تقصدى  ونيسه طيب روحى هاتيها منها وتعالى 


ضمت "نجلاء" اطراف اصابعها وحركتهم فى الهواء لتوضح لها بضيق :

_ ستها أم امها الله يرحمها 

وكأنها بردت فجأه اتسعت عينها تسألها بتأثر  :

_ هى يتميه 

اجابت "نجلاء" دون تأثر :

_ ايوا ...انا جايه عشان الحاج واصل عايزك على الفطار 

لم تستمع إلى ما قالته شردت بعيدا فى "مريم" إنها تشبها بالمثل بل أبشع منها لقد حرمت من والدتها 

فى سن أصغر منها عقدت المقارنه بينها وبين هذه الطفله لقد كان لها نصيب فى العيش نفس ظروفها 

لكن فى مكان كهذا ومنزل بهذا البرود والانعزال لقد كانت محقه عندما تواصل فى البكاء وترفض 

الاقتراب من احد ،ظنت أنها بائسه لكن بعد هناك من هو أسوء حظا  منها

كررت "نجلاء" الحديث عندما لم تجد منها ردا :

_ انتى سمعانى ولا لاء 


انتبهت لها لتستعيد توزانها قبل أن تبكى وإعتذرت بإبتسامه لم تصل لقلبها :

_ اسفه  ..ما سمعتكيش 

اجابتها "نجلاء" بضجر :

_ الحاج واصل بيقولك تعالى افطرى 


تحركت نحو الداخل ورأسها مشتت وقلبها منفطر 

"فى الداخل " 


تابعتهم ببصر  زائغ وكأنها لم تخرج من صدمتها بعد  تناقلت ببصرها بينهم وكأنهم تقرئهم من جديد

وتحاول فهمهم و رويتهم  من زويه أخرى  أولهم جدها "فايز " كيف سيتعامل مع إبنة حفيده اليتميه

هل سيرحب بها كما يرحب الآن ويقول بحب وببشاشه :

_ تعالى يا صبا جانبى  


إقتربت لتجلس نفس جلستها التى قرر أن تكون قريبه نظرت بطرف عينها لتلمح عدد الكراسى المجاوره لها 

وتحذر من اصحابهم هل للطفله اليتمه مكانا قريب كما هى قريبه الآن ،اتجهت ببصرها ل"ونيسه" 

التى ترمقها بحقد دفين  وتخبرها  بجفاء شديد :


_ احنا لما بتجمع على الفطار مش بنادى على حد مرتين يا يجى يفطر معانا يبيفطر فى الوقت اللى عايزه 

فى المطبخ وينضف مكانه 

 سألت نفسها آخر له ستعامل حفيدها بهذا الاسلوب الغليظ الذى تعاملها به من وقت حضورها 

رد "فايز " محذرا  :

_ ونيسه .. صبا من أهل الدار ومش عايز اعيد كلامى تانى 


اجابته "ونيسه " دون إكتراث :

_ هو حد قال حاجه بعرفها طبعنا عشان نمشى على نور التلت شهور دول إنت عارف النظام عندى نظام 


قرر تجاهل الموضوع وسألها وهو يبدأ فى تناول الطعام :

_ كلمتى زيد فى  الموضوع  اللى قولتلك عليه 

تركت ما بيدها واجابت وظهر الهم والكدر على وجهها :

_ مفيش فايده   رافض موضوع الجواز خالص 

الكلمه جذبت إنتباه "صبا " وبدأ قلبها بالخفقان ستعيش الطفلة نفس مأساتها وستدمر كما تدمرت هى نفسيا 

إنتظرت إجابة جدها التى جائت محتده وغاضبه :

_ ناوى يترهبن  يعنى  

اجابت "ونيسه " بنبره شبه راجيه :

_ يعنى انت شايفنى عاجبنى الحال  كلموه  إنت أى حد يساعد معايا بدل ما إنتم حاطنى فى وش المدفع 


 إستاء "فايز " من عناد حفيده وإصراره على موقفه من سنوات فى البدايه ظن انه يبقى على العشره 

لكن بعد مرور كل هذه السنوات لم يتغير موقفه ولم يتنازل عن رغبته فى البقاء وحده والعيش لإبنته 

هتف بإنزعاج : 

_ إبنك ما عادتش صغير  عشان حد يغصبه على حاجه ثم إزاى أغصب قاضى البلد من بعدى 

أنا مش عايزه يبقى عازب كدا مش عايز أى حاجه تأثر عليه لما يمسك من بعدى 


كانت "صبا " تنتقل بينهم وتتمنى أن تجد معارض لهذه الفكره لكن الجمع ياكل بصمت دون تدخل 

فى الحوار من الاساس  وكأنه لايهمهم الامر أسترسل جدها بتفكير عميق :

_ طيب وبعدين فى أهل مراته دول ؟


نظرت لها "ونيسه " فجأه وكأنها لاحظت إهتمامها بالامر فباغتها سأله :

_ ما بتكليش ليه أبلتى ؟

لم تفهم كلمتها الاخيره لكنها فهمت أنها تسخر منها فقررت الاجابه دون الدخول معها فى صدام :

_ ما بحبش البيض 

اختطفت نظره سريعه على السفره لتقول بسخريه :

_ طيب مافى غيروا  وبعدين احنا هنا ما بنحبش البطر 


سألتها "صبا " دون فهم :

_ يعنى إيه بطر 


أجابتها بعصبيه :

_ يعنى احب دا واكره دا كلها نعم ربنا ناكل ونقول الحمد لله 


تداخل "فايز " صائحا : 

_ ونيسه انا قولت إيه قبل كدا 


هتفت بضيق من إستمرار تدخله فى كل كلمه تخرج من فمها لها :

_ انا بقول نظامنا إبقى إزعل منى لو النظام دا مطبقاها عليها هى وبس إنما دا نظام ماشى على ولادى من قبلها 

ومافيش إستثناء لحد 

أنهت حديثها ونهضت من مكانها بغضب نظر أولادها بلال ويحيى لبعضهم ثم لصبا التى شعرت أنها  لن تقوى 

على هذا الاحراج كل مره على مائده الطعام خاصتا انها قررت أنها لن تسمح لأحد بتأنيبها لقد كبرت كفايه 

لعدم السماح بهذا مجددا  همت بالنهوض وهى تقول بضيق :

_ لأ إذا كان كدا يبقى ما أكلش خالص 


هتف جدها ليراضيها بحنوا :

_ ما تزعليش  ونيسه شديده بس قلبها حنين شويه كدا هتعودى عليها 

نفضت رأسها وهى تخبره بإبتسامه بارده :

_ مش هلحق اصلا انا هكلم بابا  يرجع من السفر وياخدنى 

لم تقف امامه طويلا وهرولت نحو غرفتها العيش هنا اصبح صعب والمعامله معهم اصعب واصعب 

نهض "فايز" ليترك "بلال ويحيى " دون أن يلتفت هتف "يحيى  " مبتسما :

_ بت عمك مش هتاخد فى ايدها غلوه دى ما استحملتش كلمه اومال لو سمعت باقى قوانين السجن اللى ممشيانا 

عليها 

أسبل "بلال " عينه وهو ينظر فى الاتجاه الذى إتخذته وقال بشرود :

_ انت مش شايف عامله إزاى دى زى البسكوته 

رمقه "يحيى " بدهشه من هذا الاعجاب الذى يطغى على اسلوبه ونبرته وهتف ساخرا :

_ لا ياشيخ  وانا اللى كنت فاكرك مؤدب 

التف إليه " بلال " وقد لاحظ سخريته وفهمه الخاطى فهتف بغضب طفيف :

_إنت غبى ياد انت ولا ايه دى بنت عمنا 


حرك "يحيى " رأسه دون اهتمام وهو يرد عليه :

_ هو انا اللى قولت عليها دلوقتى بسكوته ولا انت ما تقول لنفسك 

صر "بلال " على اسنانه بغيظ مما يقول وقرر الافصاح عن ما يجول برأسه :

_ بقولك ايه يا يحيى الصراحه كدا انا معجب بيها مستنى بس اتعرف عليها من قريب 

وان شاء الله افاتح  بابا وجدى 

تفاجأ "يحيى " من حديثه وهم ليذكره بنقاط هامه  :

_ تفاتح مين دى كانت امك تفتح دماغك يا بلال يا اخويا دى بنت بشرى اللى ما بتكرهش فى 

الدنيا قدها، امك كانت بتقول مسقطاها قبل زيد وموريها الويل ومتهمينها بقتل ستى و...


قاطعه  "بلال " بإصرار :

_ انا عجبانى وطالما عجبانى  هاخدها وأمك عارف انها مش مركزه إلا مع زيد وبس 


________جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد __________


"فى غرفة صبا "

أمسكت بهاتفها  لتتصل بوالدها للمره العاشره لكنه فى كل مره كان يغلق الخط دون إكتمال  الرنين 

هذا ما جعلها تنفخ بضيق لذا قررت الاتصال بزوجة والدها "مها" والتى فتحت الخط بينهم سريعا دون الانتظار


أجابتها بضيق جلى :

_ ايوا يا صبا 

ثم أردفت بسخريه :

_ معقول وحشتك بالسرعه دى ؟


حاولت "صبا  " تمالك أعصابها وعدم الالتفات لمحاولة استفزازها ردت عليها وهى تطغط على طرف شفاها :

_ انا عايزه اكلم بابا ممكن 


سمعت صوت أنفاسها لتعطيها إحساس بالملل من اى طلب تطلبه هى تحديدا ،ردت  ببرود  :

_ هو حد قالك انه عندى ما انتى عارفه إنه مسافر يا قلبى  


حاولت كبح جماح غضبها وهى تجيبها بسرعه كى تقطع هذا البرود الذى لن تتحمله طويلا :

_انا عارفه انه مسافر بس عايزه اكلمه وهو بيكنسل عليا كتير حضرتك ممكن تخليه يرد عليا 


هذا جعل "مها" تزداد غرور فردت بتباهى  :

_ ولما إنتى عارفه إنى مهمه اوى كدا ما سمعتيش كلامى ليه ياصبا ؟


زفرت  بتعب وفشلت تماما فى امساك لسانها الذى أراد الانطلاق من أول المكالمه لقد اقسمت على عدم الضعف 

ولن تتراجع ابدا ما تريده  ستفعله وما تريد قوله ستقوله حتى لو ضغط العالم أجمع على عنقها كى لا تقول 

لذا صرحت قائله :

_ قولتلك اخوكى  دا مش داخل دماغى وجواز من ناحيتك انتى لاء 


صاحت الاخرى بثقه وشماته فى آن واحد  :

_ كدااا طيب يارب تكونى مبسوطه عندك   ,,,آه وابقى  سملى على  بابا لما تكلميه .


أغلقت الخط فورا لتذيد "صبا" غيظا وضيق لم تنقصها فهى غير متكيفه هنا والقلق يزداد كلما شعرت 

أنها ستبقى هنا فى هذه المدينه الممله ومع هذه الوجوه الكالحه التى ترى الكره بوضوح فى عيناها تخبرها 

إنها إن غفلت ثوان ستجد الف سكين على عنقها ، كررت الاتصال على والدها اكثر من مره لعل يرق قلبه 

ويجبها وبعد دقائق ومحاولات لم تنقطع أجاب لكن بضيق وكأنه مطر للاجابه يزمجر بعنف  :

_ عايزه إيه يا صبا ؟ فى ايه ؟ اكنسل تتصلى اكنسل تتصلى ؟ انتى مش عارفه إنى عندى شغل 


لم تنظر هذا منه لكنها إعتادت أن لا تتوقع منه الكثير فردت ببهدوء :

_ محتاجاك ضرورى يا بابا 


سألها بجفاء :

_ نعم إتفضلى قولى 


أجفلت لتخبره لقد فعلت هذا التوسل لمليون مره سابقا لكنه لم يستجيب لذا ستغير اللهجه تماما  بأخرى هادئه :

_ انا شفت جدو وطنط ونيسه وعمو عماد وكمان زيد وبلال ويحيى وعمتوا بثينه والحمد لله كلهم بخير

بس  أنا عايزه اروح لطنط منى  مش حاسه إنى هقعد هنا للصبح الحقيقه إنى مش مرتاحه معاهم 

 

جن جنونه فهو يشعر أنها دائما خارج السيطره وكل شئ يلومها على عدم تحقيقه فصاح بها معنفا  :

_ صبا إقعدى عاقله إنتى ما عديش صغيره عشان كل شويه تنطيلى بمشكله 

قاطعته لتوضح شئ:

_ يا بابا إفهم هما هنا مش بيحبونى و,,,

قاطعها بصوته الصارخ المشحون بالغضب :

_ هو كل الناس وحشه وانتى اللى كويسه كل الناس غلط وانتى اللى صح "مها" كانت بتشتكى منك عريس ورفضتى 

حتى الدارسه فشلتى فيها وقعدتك عند جدك لحد ما ارجع من السفر مش عاجباكى إنتى ما بقالكيش يومين يا بنتى 

حرام عليكى كدا ماحدش عارف يتعامل معاكى 


هتفت بنبره متشنجه :

_ يابابا إفهمنى  أو ع الاقل ودينى تانى البيت مع طنط مها 


ضحك ساخرا وأخبرها بضيق :

_ طنط مها تعبت معاكى  انتى لا بتسمعى كلامها ولا حتى بتبطلى عند فى أخوكى  

تعرف أن كل هذا إفترائات لكن قررت عدم الدفاع عن نفسها لقد اكتفت من تكذيبه لها طوال السنوات 

الماضيه ثم إنها كبرت بما يكفى لتعلم أن الكلمه الاولى والاخيره ل  "مها " سايرته قائله :


_ خلاص أنا حرمت  هقعد طول النهار عن طنط منى ومش هروح الا ع النوم بس ورحمه أمى بلاش هنا 


كان مستاء من ذكر إسم خالتها الذى تلح بزيارته ثم ان زوجته حذرته كثيرا من عوده إبنته باستمرار فى اوقات 

متاخره  بدافع القلق وزياده إلحاحها اصابته بالشك اكثر تجاه إبنته فحسم الامر بزمجره غاضبه :

_ كفايه انتى ورحمه امك مافيش خالتو منى مافيش تنطيط ع السكك إوعك يا صبا تعملى مشاكل 

عندك كفايه مشاكل أرجوكى 


اكتشفت أنه لن يفهما ولن يستمع لها وسيظل للابد ظالمها نظمت انفاسها فهى لا تملك أى شي لاقناعه اكثر 

من دعوة بإسم والدتها وقد فشلت بالنهايه لم يجد من جانبها سوى الصمت فأردف :

_ ممكن اروح اشوف شغلى بقى ولا هنفضل  فى لعب العيال دا لصبح 

اجابت بأقتضاب :

_ مع السلامه يا بابا 

اغلق الهاتف دون انتظار أى شئ كعادته لن يتاثر ولم يعاطف ولن يظهرأى مشاعر أبويه تسر خاطرها 

إتخذ قرارك فى بقائها هنا كى ترتاح زوجته وعندما يخص الامر زوجته فعلى الجميع السلام حتى يفنى السلام 


لم تبكى ولم تتأثر إعتادت إتخذا الامور بسلاسه فتحت هاتفها لتسلى نفسها وتحاول تضيع الثلاث شهور فى الولا شئ

فليمر الوقت كى تعود أرضها بسلام اضافت الى هاتفها جهاز مضيئ ووضعته على حامل  وفتحت الكاميرا واستخدمت 

 هاتفها الاكبر فى تشغيل  احد الاغانى الصاخبه هكذا تدفن مشاعرها وتستمد طاقتها لمواجهة هذه الحقائق المره والحياه 

الصعبه  وبدأت بالتمايل امام الكاميرا 

كالعاده أغانى تمجد المطرب ،وترضى هذا التقليل والتهميش الذى تتعرض له كما انها تضرب على وتر أن الكل سيئين 

مخادعين يظلمون وهى البريئه فى وسط مدينه الذئاب  

اندمجت فى الرقص وإبداء الحركات العشوائيه على  الكلمات الغير متناسقه والغير هادفه بالمره تركت شعرها يتمايل

مع جنون جسدها، كانت تشعر انها تطير لا ترى أى احد كأنها تتناول جرعه مخدره مفرطه  تمحى كل ألمها وتأخذها 

إلى السحاب  تركت هاتفها يسجل لحظات جنونها لترها فى اوقات اخرى وتقنع نفسها أنها اسعد إمراه على وجه الارض 

جامدين ومافيش الاإحنا 

جامدين حلوين ومافيش الااحنا 


قاطع هذا الجنون طرقات الباب  نظمت انفاسها وحركت يدها على خصلاتها المتهدله بعشؤائيه ولم تهتم تماما بكيف 

تبدو أيان من كان ستفتح له لم تهتم بهم جميعا طالما ستعيش معم مده طويله لن تتغير من أجل احد وإن كان للمنزل 

قوانين فهى ايضا لها قوانين ولن تغيرها من أجل احد سحقا للجميع .

فتحت الباب بعصبيه لتجد "بلال" بوجها  اتسعت عيناه وهو يراها بهذا الشكل شعرها العارى والمشعث

حول وجها وحبات العرق المنتشره على جبهتا وكذلك عنقها المرمرى الطويل  مرر عينه عليها بدهشه 

متفاجئ مما يرى  بنطالها القصير وكذلك النصف العلوى الضيق رأت بوضوح نظرات الذئب الجائع 

فى عينه وقتها تفهمت وجهة نظر "زيد "بأنه لا ينفع مع عائلة بهذا الانغلاق رؤيتها بهذا الشكل  لملمت شعرها 

بيدها وعقصته للاعلى  وهى تسأله لتقطع هذه النظرات المطوله :

_ فى حاجه يا بلال ؟

إذدرء ريقه محاولا السيطره على نفسه وهتف بتوتر :

_ انا ااا مش عايزك تضايقى  من ماما و...


قاطعته كى لا تطيل الوقوف معه  :

_ خلاص موضوع وانتهى ما تقلقش انا بطولش فى زعلى 


رمقها بنظره ثاقبه وسأل وهو يدقق النظر فى وجهها :

_ اومال شكلك عرقان وبتنهجى انتى تعبانه 


مطت شفاها مبتسمه بسماجه وهى تنفض رأسها قائله :

_ خالص انا كنت بعمل تمارين 

ابتسم وهتف متفهما :

_ اهه انا كمان بحب اعمل تمارين وبنزل الجيم احيانا مع زيد 

حافظت على ابتسامتها السمجه وهى تحاول غلق الباب :

_برافوا شئ عظيم 


وعندما اوشكت على غلق الباب نهائيا وضع يده ليدفعه قائلا بتعجل :

_ بقولك انا عايز اتكلم معاكى 


توقفت عن غلق الباب وتعمقت بالنظر اليه وسألته بدهشه :

_ هنتكلم فى ايه ؟

شعر بالتعرق فجأه لم تكن "صبا " البنت الوحيده التى يتعامل معها لقد كان فى جامعته الكثير من الفتيات لكن 

هى تحديد لم يرى بجمالها وبهذا التحرر وبهذا القرب اجاب بارتباك:

_ يعنى اهو تغيرى جو بدل ما انتى قاعده فى الاوضه كدا ليل مع نهار 


كان اول شخص  يدعوها للخروج من هنا ورغم انها لم ترتاح له لكنها أحبت هذا كثيرا فهتفت بحماس :

_ تقصد تخرجنى برا انا موافقه جدا سيبنى ثوان اجهز 


اومأ لها بسعاده لقبولها بهذا لوح لها لكن عقله مازال مندهش من سرعة قبولها معجبا اكثر انه سيخرج 

مع اجمل إمرأه بالمدينه وسترى الفتيات الذين إنشغل فكرهم بزيد فقط أنه حصل على الاجمل منهم ويثير غيرتهم 

بها وهى التى لم تشبهم لاشكلا ولا مضموننا سينتقم من هوسهم بزيد الذى جعله دوما هامشا  ويفاجئهم بالمرأه 


الاجــــــمـــل والأخـــطــر’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع 

عشقت إمرأة خطره _ سنيوريتا ياسمينا احمد "الكاتبه" 

___________جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ____________

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا

تعليقات

التنقل السريع
    close