![]() |
فريسه فى ارض الشهوات
١٤ و ١٥
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
استفاق من شروده ، ليقترب منـها منحنياً بـجزعه ليطبع قبلة حانية على رأسها ، ومن ثم ابتسم بـمكر ، ونزل بشفتيه مقنصاً ثغرها فى قبله عـميقه .. طويلة .. مليئة بالـمشاعر الجياشة ، ابتعد عنها طالباً للنفس ليعيد الكره مرة اخري ويقبلها بنـهم ، ليـهبط بجسده جاذباً اياها اليه بقوة ليذهبا فى عناق كاسـح ، سرق قلوبـهم ، ولهثت له انفاسهم ، واخيرا أردف قائلاً :
- معلش يا حبيبتى ، رايـح الشغل ، مش هتأخر ، فى حاجات مـهمة هعملها ، واكمل غامزاً :
- واجيلك ..
اقتربت منه فى دلال ، واحتضنته قائلة :
- تروح وتيجى بالسلامة يا حبيبى
نظر لها قائلاً فى حب :
- لأ .. انا كده مش هروح الشغل !
ضـحكت فى غنج قائلة ، وهي تمسك برابطة عنقه ، وتغمس يدها فى خصلات شعره ، قائلة فى همس :
- لأ ، آسورتى هيروح الشغل ، ويرجع بسرعة علشان هيوحشنى اوى
نهض قائلاً فى دُعابة :
ايه المسخرة دى .. انا راجل متجوز ومراتى بتغير عليا !
شهقت فى دلال ، وقهقهت بصوت خفيض قائلة ، فأردف غامزاً :
- يا وعدى لما الحلو يتدلع !
وقفت باطراف اصابعها ولفت يديها حول عنقه ، وقبلته ببطئ شديد ورقة لا متناهية من جانب شفتيه ، اذدرد ريقه ، كاد ان يخلع ملابسه ، ولكنها فرت هاربة من امامه ، تنهد فى غضب ، واقبض علي يديه حانقا :
- حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا اسماعيل ! كان لازم يعنى تطلبنى دلوقتى ، قطب جبينه ، واتجه نحو الخارج ذاهباً لعمله متمتماً فى سره ، وهو يلقي السباب ، فلقد افسدت ليلته !!
***
ذهب سليم لعمله باكراً ، وقد اجتاحه الضيق الشديد ، لا يعلم أمن شعوره بالذنب تـجاه عنفه معها ، ام من ان نبته من الحب نشبت بداخل قلبه تـجاهـها ، فـهو لم يكن يوماً كـمـا فعل بـها ، نعم انه يشتهي النساء ، ويفتعل الكبائر ولكنه لم يفرض نفسه يوماً على إمرأه ، ولكنها تـحبه فكيف يفرض نفسه عليـها ، ظل فى صراع شديد مع نفسه ، لا بل وكانـه مُـجرم امام القاضي يعاتبه ويلومه ويلقيه بإتـهامات ينكرها ، ومثل ايضاً الطفل الذي تنصحه امه ألف مره ولكنه كالـمغيب يسير كيفـمـا يدله مزاجه ، غير آبه بآثار ذلك على مشاعر من حوله ، ولكنه مسكين فلقد نال ما يكفى منذ نعومة اظفاره ، فلا تـهملوا اولادكـم من أجل المال حتى لا تكون تلك النتيجة ، مسخ ! غير آبه بـمـا حوله ، دُفن قلبه ، لا بل أ ُلقـّي فى نـهر عظيم ، وتـحلل وتتحول لثرى ، فالرحمة تولد الرحمة ، والقسوة تقتل القلوب !.. تُغَيِب المشاعر ! .. تنسف الرحمة ! .. تذبح العطف والحنان !
كان جالساً على كرسى مكتبه عاقداً ذراعيه خلف رأسه ، وينظر للسقف فى شرود ، فى حين دلف آسر متذمراً مردفاً فى حنق قائلاً :
- اية يا ربى ده ، بقي في حد ينزل فى يوم صباحيته علشان سيادة اللواء" اسماعيل " عايزنا فى شغل مهم ، ادينى اتنيلت جيت ومفيش شغل ، ولا هيّ غتاته وخلاص !
لم يتحرك سليم من مكانه ، ولم يُبدى أى رد فعل ، وكأنه لم يستمع من الأساس ، قطب آسر حاجبيه صائحاً بإسمه قائلاً :
- سليم .. سليييم .. سليييييييييييم !!
انتفض "سليم" وانتبه لنداء " آسر" المتكرر ، حول نظره اليه قائلاً :
- ايه يا آسر فى ايه ؟!
رد آسر بتـهكم ..
- انت اللى فيك ايه ، عمـال انده عليك من بدرى وانت ولا هنا !
هز رأسه نافياً :
- مفيش يا آسر
ثـم أضاف مغيراً مـجرى الحوار :
- اخبارك ايه انت وسارة ؟
اجاب اسر ، وهو يطلق قبلة من فمه قائلا:
- لوووووووووووز !!
ضـحك سلــيم قائلاً :
- مبروك عليك يا عـم
آسر بـخـبث :
- إهِيِيه.. ما انت كمـان كنت لايص !!
نهض سليم فى ضيق قائلاً :
- انا ماشى ، سلام
آسر متعجباً ، وهو يلوى شفتيه :
- ماله ده .. انا ماشى انا كمان
***
ذهب سليم للمنزل ، ليجدها ترتدي تي شيرت قصير يظهر بطنها ، وشورت جينز يبرز جمال ساقيها ، إذدرد ريقه فى توتر ، مرت من امامه دون ان تعطيه ادنى اهتمام ، رفع حاجبيه وقطب جبينه مترقباً حركاتها ، اعدت لنفسها فنجاناً من القهوة ، ومرت مرة اخري من امامه ليشتم رائحة عطرها الجذاب ، الفاتن و .. المثير
تمالك نفسه ، وجلس بجانبها قائلاً :
- ايه ؟ يعنى محستيش انى جيت !!
نظرت له بطرف عينيها قائلة :
- اه اهلا
رد حانقاً ، وهو يميل عليها ، ومن ثم امسك برسغيها فى قسوة :
- اما اكلمك ، تردى عليا كويس !!
اجتاحها الألم الشديد اثر قبضته ، سرعان ما اخفت ذلك بحرفيه ، فلازالت تحتفظ بجزء لا بأس به من قوتها ، لتستطيع الصمود امام ذلك الرجل المتجبر ، فأردفت متحدية :
- عايز تعمل فيا زى امبارح ، علفكرة مبقاش يهمنىI Don't caree ( انا لا اهتم ) ، ومش هتقدر تعمل حاجة مش بمزاجى تانى .. فاهم !!
صفق لها بيديه قائلاً :
- القطة كبرت وبقي ليها ضوافر ..
أردفت بسخرية :
- من امتى وانا صغيرة ، انا كبيرة ، وكبيرة اوووى ، بس انت اللى طلعت مخاوى !
قهقه عالياً ، مردفاً بقسوة ، قابضاً على رسغيـها ، لتطلق هي انين خفيض :
- اسمعي بقي ، انتى مراتى وانا جوزك ! وقت اما اعوزك بـمزاجى هاخدك ، وانتى عارفة كده كويس ، فبلاش جو التحدى ده علشان مبياكلش معايا .. فاهمه
لم يستـمـع لرد ، فاعاد نداءه مكررا مره اخري :
- فااااااااهمة
ردت بألم ، وهي تـمط شفتيها :
- فاهمة !
تساقطت دموعها ، فأشاح بوجهه عنها ، ونهض من مجلسه متجهاً لغرفة النوم ، خلع ملابسه ، وتمدد على سريره مغمض العينين ، فيما بكت هي لقسوته ، لما هو قاسى هكذا ؟ انها قاهرة الرجال ، وتعلقت برجل قهرها ! يال غرابة الأمر ، ولكنها لن تستسلم ، ولن تستطيع كرهه ، فللحب احكام وقوانين ، والإنسان غريزته هي الضعف !! لن يدرك ذلك إلا من ذاق من ذلك الكأس ، كأس الحب ! ولا اظن ان كأس الحب هو الاخير ، فيجب على النادل إكرامك بكأس آخر ألا وهو كأس الخيانة والألم ، لن تكون النهاية سعيدة كما نراها فى الأفلام بل البداية كما الحقيقة لأنها قد تكون مرغوبة ، ولكن فى النهاية تكون مجرد تجربه منبوذة وكما يقولون ، " تألم ؛ تتعلم " ! ،
ذلك هو ( الحب مثل كأس النبيذ يُنسيك جروحك لفتره ، وبعدها تستفيق لترى الحقيقة فتتألم !!)
ولكنها تحبه ، وسوف تتعلم ، ولكنه ذو نقطه ضعف ، وكل إنسان وله تجربته ..
نهضت من مكانها ، وتسللت على أصابع قدميها خلسة إلى غرفته لتجده نائماً ، جلست بجانبه على الفراش ، وتحسست خصلات شعره الغزير بيديها ، ومن ثم تحسست ذقنه الخفيف ، لتهبط بيدها على شفتيه .. فتح عينيه وامسك بيديها فجأه و...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امسك بيديها فجأة فأنتفضت ، فأدارها فى سرعة لتسقط على الفراش وهو فوقها مكبلاً يدها بقبضتيه ، ونظر لها قائلاً بمكر :
- ما انتِ بتحبينى اهو !
اذدردت ريقها قائلة :
- آأأ انا مبحبش حد ، واوعي كده
هبط على شفتيها قائلاً :
- انتِ اللى جيتيلى برجلك !
ازاحته عابسة قائلة فى انفعال :
- لا مش هتسلمسنى ، انا مش جسم بس يا سليم !
ابتعد عنها متنهداً ، وهو يقول :
- بعد كده مش هلمسك غير بإرادتك ، مش سليم الحديدى اللى يفرض نفسه على ست !!
***
فتح آسر باب المنزل متطلعاً برأسه ، بحث عنها بعينيه ، ليجد الشقة هادئة ، الأنوار مطفئة ، ويعم السكون فى جميع أرجاء المنزل ، هتف متعجباً رافعاً حاجبيه فى استغراب :
- سرسورتى ؟ انتى فين !؟
اكمل قائلاً : - انا جييت علشان نكمل كلامنا !!
لم يستمع لرد ! كرر ندائه مراراً ، ولكن ما من فائده ، انتابه القلق ، وبحث فى المنزل ، وهي غير موجوده ، وضع يديه على رأسه قائلاً فى توتر :
- راحت فين دى ؟
* كانت تسير خلفه فى المنزل ، لذا لم يستطيع رؤيتها ، وتمشى خلسه على اطراف اصابعها كاتمة ضحكتها التى فلتت منها ، وضعت يديها على كتفيه قائلة :
- انا وراك علفكرة !!
التفت لها ، وعض على شفتيه فى غيظ قائلاً :
- انتى هنا يا سوسه ! خضتينى عليكى ..
نظرت له ببرائة مصطنعة ، ومن ثم فى حركة فجائية قبلته من شفتيه قائلة فى غنج :
- متزعلش منى يا آسورتى .. انا آسفة .
انحنى بجزعه قليلاً ، ووضع يده اسفل ظهرها والأخري اسفل ركبتيها ، وحملها بين يديه قائلاً فى خبث :
- لأ .. انا راجل بحب اخد حقي أول بأول !
***
ذهبت دادة خديجة لزيارة نور فى المنزل و ..
دادة خديجة بنبرة سعيدة ، وهي تربت على كتفي نور قائلة :
- مبروك يا بنتى ربنا يسعدكم ..
لوت نور شفتيها فى تهكم ، واردفت قائلة :
- الله يبارك فيكى يا ماما .. ياريييت
دادة خديجة بقلق :
- ليه يا بنتى مالك ؟
نور نافيه : - لامفيش حاجة ، متشغليش بالك انتِ
دادة خديجة مبتسمة :
- ربنا يهدى سركوا يا بنتى .. بس خلي بالك الراجل عموماً مبيحبش الست المدلوقة
ولا اللى لازقاله علطول .. وراميه نفسها عليه .. بالعكس الراجل بيحب الست اللى زى الزئبق .. تدوخه الـ 7 دوخات على مايعرف يمسكها .. بمعنى اصح .. الراجل بطبيعته مبيحبش البنت السهلة ابداً .. لازم تخليه بفكر ويخطط علشان يوصلها .. ولما يوصلها يحافظ عليها ويخاف تسيبه .. لأنه تعب على ما وصلها .. عرفيه قيمتك وانه لو غلط فى حقك .. مش هتغفريله ومش هتعدى على خير .. اما السهلة بقي .. بيقضي معاها يومين وبس .. وبعدين يرميها .. يا اما بينبذها ويحتقرها مهما وصلت درجة جمالها .. !
تنهدت نور وهي تهز رأسها متفهمه ، وعقدت العزم على استرجاع قاهرة الرجال ، وتنفيذ خطتها و اخذ ثأرها من ذلك الوحش الذي يجرى وراء شهوته ، لامت نفسها كثيرا كيف خُدعت بتلك السهولة !! ، احتقرت ضعفها امامه ، ودت ان تضرب نفسها الف مرة على استسلامها له ولحبه المُزيف بهذه السرعة ، ولكنه كالشيطان استطاع بث سمومه اليها مستغلاً براءتها لصالحه ، الم اقُل لك انكِ انتِ المُلامة ! ولكن يا سليم صبراً فهي من اتباع حواء ، ولم يذكر الله فى كتابه قائلاً " ان كيدهن عظيم " من فراغ ، تنهدت قائلة :
- فاهماكي ، وهنفذ !!
***
فى مكان آخر ..
جلست "مايا" صديقة نور على سريرها متعبة أثر خدمتها لزوجها القاسي ، وضرتها الخبيثة ، نهضت من مكانها وخطت بقدميها حتى وصلت امام المرآة ، لتجد نفسها فى عمر الخمسين برغم من انها لا تتعدى الأربعين عاماً ، عجزت وهى فى ريعان شبابها ، نعم لم تحبه ، ولكنه حارب من اجل الوصول اليها بنفوذه ، لما تلك القسوة والجفاء و... الإهانة ، عاشت فى بيت ابيها ملكة ، لتصبح فى بيت زوجها خادمة !
لما نُعامل هكذا ؟ صحيح اننا ناقصات عقل ، ولكن السبب الحقيقي لتلك الجملة هو اننا احببنا رجلاً لا يهمه سوى نفسه ! انانى فى مشاعره !
اطلقت لدموعها العنان متحسسه بشرتها الشاحبة ، اغمضت عينيها فى وهن ، دخل سراج الغرفة غاضباً وهو يقول :
- انتى يا هانم ، فين الغداء ، مستنيين بقالنا كتير !
ردت بلامبالاة ، وهي تمسح دموعها متجهة نحو باب الغرفة :
- حاضر
تنهد هو فى حزن قائلاً :
- انتِ اللى خلتينى اعمل كده يا مايا !
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇
حلوه اوووي
ردحذف