القائمة الرئيسية

الصفحات

فريسه فى أرض الشهوات البارت السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 


فريسه فى أرض الشهوات

البارت السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


 استيقظت سارة لتجد آسر بجانبها واضعاً ذراعه القوى المكدس بالعضلات عليها ، نهضت من مكانها وقررت ان تعد له طعاماً ، ذهبت تجاه المطبح ، وارتدت المريلة ، وبدأت فى تحضير بعض الأكلات ، استفاق آسر من نومته عندما اشتم لرائحة جميلة اتجه صوب المطبخ ليجدها تعد الطعام ، وقف خلفها محتضناً اياها من خصرها ، ومن ثم رفع يديه ليفك سحاب منامتها ، فوضعت السكين امامه قائلة : 

- اتلم يا آسر ، والا السكينة دى هتقطعك انت بدل السلطة ! 

اقترب منها اكثر قائلاً : 

- واهون عليكى ؟ 

- آسررررررر!!

- عيونه ..

- عايزة اخلص الأكل بقي .. انا جعانه ..

نظر لها متفحصاً اياها قائلاً :

- وانا كمان !

- وبعدين بقي سيبنى اركز 

تراجع للخلف ، وإتكأ بمرفقيه مستنداً على رخام المطبخ قائلاً :

- هتفرج من غير صوت ..

 اكملت اعداد الطعام ، وهي تشيح بوجهها عن نظراته التى اخجلتها ، وشعرت انها عارية امامه ، وفجأة جرحت السكين يدها ، فصرخت بألم ، لحقها هو وامسك بيديها ، ووضعها تحت المياه ، ومن ثم طهرها قائلاً : 

- لسه بتوجعك ؟

- ايوة 

نفخ فى اصابعها برقة بالغة قائلاً :

- طب ودلوقتى 

رفعت حاجبيها قائلة :

- بطل سهوكة !!

قهقه عالياً ، وهو يجيب :

- فى واحدة تقول لجوزها بطل سهوكة !؟ 

- اة انا 

 - ماشي يا ستى ، هاتى عنك اكمل تقطيع سلطة ، ما هو على اخر الزمن المقدم آسر يقطع سلطة !

- بتقول حاجة يا حبيبى ؟!

اردف مستنكراً :

- انا ابداً .. انا بكح بس يا حبيبتى 

- طايب .. قطع بقي يا حبيبى !!

***

 وجدته جالساً على الأريكة ، ذهبت تجاهه ، مرتديه منامه تصل الى ما فوق ركبتيها ، مفتوحه من الجانبين ، تكشف عن ساقيها الرشيقتين بلون العسل ، وكتفيها المرمريتين ، جلست بجانبه ، نظر لها متنهداً ، واذدرد ريقه ، وقد ارتفعت حرارة جسده عندما وضعت قدم فوق الأخرى فى حركة مثيرة فأردف قائلاً: 

- هو الجو بقي حر كده ليه ! 

 تمالك نفسه ، ونهض من جانبها ليأخذ حماماً بارداً ، ليطفئ نار شوقه ولهيب مشاعرة ، فلقد استطاعت هي بفعل ما لم تستطيع امرأة اخرى فعله !! 

*** 

 ذهبت لعملها ، وتلقت التهانى من البعض ، والسخرية من البعض الآخر ، استدعاها رئيس التحرير ، فى مكتبه ، وطلب منها الحضور لحفلة من اجل الإعلاميين والصحفيين بصحبة زوجها ، ردت مؤكدة انها سوف تأتى ممتنة له بإهتمامه بها وتهنئته لها ، ووعدته حضور الحفلة فى موعدها ..

*** 

 كانت سارة تجلس فى منزلها ، استمعت لطرقات باب المنزل ، نهضت من مكانها ، واتجهت نحو الباب ، ادارت مقبضة ، فتحت لترى رجلاً امامها ، قالت فى استغراب وتساؤل : 

- مين حضرتك ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اردفت فى تساؤل قائلة : 

- مين حضرتك ؟ 

رد بنبرة عادية قائلاً : 

- الجواب ده لحضرتك 

- من مين ؟ 

- معرفش يا هانم ، انا بوصله لحضرتك زى اللى اداهونى ما قالى 

- طيب شكراً 

 اغلقت الباب ، وفتحت الجواب لتجد به اسطوانه ، وجواب صغير ، فتحت الجواب لتجد محتواه كالأتى : 

 " متنسيش تسلميلى على حبيب القلب لما يشوف الفيديو ، اصله دمه حامى اوى ، اه صحيح مبروك لجوازكوا ، متستغربيش انا عارف اخبارك اول بأول " 

 جاءت باللاب توب ، وفتحته ، ومن ثم وضعت به الإسطوانه ، وضغطت على زر التشغيل .. 

 لم تكد تدرك ما تراه فى الفيديو ، حتى اتسعت عينيها فى هلع ، واعتدلت فى جلستها ، وهى تحدق فى الشاشة غير مصدقة ، تسارعت نبضات قلبها ، ولهثت انفاسها ، فرأت نفسها فى الفيديو ، وهى عارية بين ذراعى (رامز) فاقده لوعيها ، ويفعل هو بها ما يشاء وكيفما يشاء ! تجمدت الدموع فى عينيها ، وهي تضع يديها على فمها فى ذهول ، وارتجف جسدها فى صدمة و .. 

 دخل آسر ليجدها فى تلك الحالة المرزية ، ذهب لها فى قلق ، واحتضنها فى حنو قائلاً : 

- مالك يا سارة ؟ مالك يا حبيبتى ..

 تشبثت به ، وتساقطت دموعها فى أحضانه ، وهي تخفي وجهها ، مستشعرة منه الأمان ، ناسية إسمها بين يديه و .. 

 نظر آسر لشاشة اللاب توب ليرى ما لم يتوقع ان يراه يوماً ، فحبيبته عارية تماماً بين يدى رامز ويفتعل بها الفحشاء ، تصاعد الدم الى رأسه ، وظهرت عروقه بعد ان اقبض على يديه وصر على اسنانه فى غضبٍ عات ، ضرب الطاولة بيديه ، فأحدث شرخاً طويلاً بها على الرغم من صلابتها ، هتف مزمجراً فى شراسه بعد ان اغلق شاشة اللاب توب ، وكسر الإسطوانه وحولها الى فتافيت صغيرة :

- ورحمة أمى يا رامز ما هسيبك ، هقتلك يا رامز ، هقتلك .. ! 

 نهض من مكانه ، بعد ان اطمأن انها ذهبت فى ثبات عميق ، وخبأ اللاب توب ، وانطلق غاضباً إلى رامز

***

 انطلق بسيارته فى سرعة البرق ، وتفادى الحوادث فى صعوبة ومهارة ، شعر بنيران تتأجج بداخله ، يود شفاء غليله ، فليس من السهل ابدا ان يري رجل زوجته وحبيبته بين يدى اخر ، وخصوصا الرجل الشرقي ، لو قتله الف مرة لن تهدأ النار التى تشتعل فى قلبه كالجمرات ، فلو وضعت بين يديه قوماً لخنقهم جميعا من شدة ثورته وانفعاله ، دخل السجن ، وفتح زنزانته بعنف ، ليصدم بالحقيقة التى اصابته فى مقتل ان رامز غير موجوداً داخل الزنزانة ! لقد هرب ، شحب وجهه ، وانطلق إلى منزله خوفاً من ان يصيب محبوبته اى مكروه 

***

 استيقظت شاعرة بآلام فى رأسها ، تذكرت الفيديو ، ظلت تنحب فى انهيار ، نهضت من مكانها ، وظلت تكسر فى كل محتويات المنزل ، وتصرخ فى غضب هستيرى ، دق الباب ، فتحته فى عصبية ، لتجده امامها ، شحب وجهها ، وتجمد الدم فى عروقها ، اتسعت حدقتى عينيها فى صدمة بالغة ، ونطقت بشتفين مرتجفتين قائلة : 

- راامز ..!!


فريسه فى ارض الشهوات

١٨ و ١٩


نظر لها نظرة ارعبتها ، ثم قال مبتسماً فى خبث :

- وحشتينى يا .. سرسورتى !

صرخت فى وجهه قائلة :

- انت اية .. مش بنى آدم .. عايز اية منى تانى .. خدت اللى انت عايزة .. وجاى تهددنى تانى ، انت زبالة ، وقذر .. غورر من حياتى بقي .. هديت كل حاجة حلوة فيا .. عايز تاخدها ليه لما رجعتلى ! .. ليييييه

قال فى هدوء شرس :

- خلصتى ! ادخلوا ..

اشار بسبابته إلى رجلين ، دخلا ومن ثم كبلوا يديها و ...

***

فتح منزله فى هلع ، ليستمع إلى صوتها ، وهي تسب فى شخصاً ما ، ذهب لغرفة نومهم لتتأكد شكوكه إذاً فإن رامز بعث ذلك الفيديو ليُلهيه ، ويستطيع تهديده بطريقته الخاصة ، لعن غباءه وتسرعه ، فلقد نجحت خطة رامز للمرة الثانية ، تباً له ، ولكن الإستسلام ليس لغته !

استغاثت به سارة ، فطمأنها بعينيه الخائفتين ، فرامز كان يضع السكين على رقبتها ومن جانبه الرجلين ، وباتت اى محاولة لإنقاذها فاشلة !

نظر له قائلا ً فى صوت اجش :

- سيبها وقولى عايز اية

تلاعب رامز بإعصابة وغرس سن السكين فى رقبتها لتهبط قطرات من الدماء لتلطخ رقبتها وصدرها ، صرخ بوجهه قائلاً :

- قولتلك سيبهااااااااااااا !!

فيما صرخت بأنين ، وسقطت دموعها ، فتقدم آسر منه ، فحذره رامز قائلاً :

- اى حركة ، هخليك تقرأ الفاتحه على روحها !

صر على اسنانة قائلاً :

- عايزز اية ؟

- سارة !

- نعم يا روح امك !!

- تؤتؤ .. هنلبخ ولا اية

اردف لاستفزازة :

- ما انت لو راجل ، مكنتش اتحاميت فى رجالة فستك ! وهددتنى بمراتى ، طول عمرك ظابط فاشل ، وبتنجح بالكوسة ، وكل عملياتك بايظة ، يا ظابط عيرة !!

تقدم منه رامز فى غضب وكاد ان يضربه بالسكين فى قلبه إلا ان آسر كان اسرع ، واقبض على يديه ممسكاً بالسكين ، وغرسها فى ذراعه ، صرخ رامز فى ألم ، فسحبها آسر والقي بها فى الخارج بعيداً عن مرآي عينيه ، وفى حركة فجائية صد لكمات الرجلين ، وامسك برأسهم وضربها بقوة فى بعضها ليقعا ارضاً متألمين ، امسك برامز ولوى زراعه الذي ضربه فيه بالسكين وكالمصارعين لكمه فى بطنه ، واطاح به بعيداً ، نهض الرجلان ممسكان برأسيهما ، واخرج واحد منهم مطوة كان يخبئها واندفع نحوه لكى يضربه بها ، ولكنه لحقه و امسك بها بعد ان اعطاه ضربة مؤلمة بقدميه ، ولوح بيديه قائلا وهو يمسك بالمطوة :

- وهي سلاكة السنان دى هتأثر فيا ، ده انا آسر السويفى يلا !

تقدم الآخر منه ليركله بقدمه ، ولكنه امسك بها وكسرها بعد ان لواها فى عنف ، وفى حركة فجائية فك أسر سارة ، ودفعها خارج الغرفة واغلق الباب مستمعاً لصرخاتها الخائفة ، والقلقة ، شمر ساعديه ونظر للجالسين ارضا متألمين قائلاً :

- تعلالى بقي يا روح امك انت وهو !!

جذب رامز من شعره الغزير ورفع رأسه ، ثم وبقوة اطاح به أرضاً ليغشى عليه من قوة الضربة بالإضافة لألم ذراعيه ، وازاحه بقدميه ، فيما ذهب للآخر وامسكه من ياقه قميصه رافعاً اياه قابضاً بذراعيه القويتين على حنجرته ، فيما تكلم هو بصوت متحشرج وقد ذهب الدم من رأسه وشحب لونها ، وتحول للأزرق ، ظل يركل بقدمة فى الهواء محاولةً منه فى الإفلات من قبضته ، فيما نهض الآخر وحاول ضربة ، ولكنه لم يكد يفعل ذلك عندما فوجئ بآسر يلقي بالرجل فى وجهه ليسقطا فوق بعضهم متألمين ، فأمسك آسر بهم فى عنف فأردف أحدهم قائلاً :

- احنا اسفين يا باشا ..

اردف وهو يجز على اسنانه قائلا :

- لا اسف ايه ، ده انا هرقص معاك دانس يا روح امك !

وانهال عليهم بالضرب المبرح ، وامسك برامز ونزل به بأبشع الضربات ، شافيا غليله ، لم يقتله ، اراده ان يعيش فى عذاب طوال سنين حياته ، تركهم شبه ميتين على الأرض ، وخرج لتلك المذعورة ، وسحبها من رأسها إلى احضانه ، وقبلها من رأسها قائلاً :

- طول ما انا معاكى اياكى تخافى !

ونزل بيديه على رقبتها قائلاً :

- انتِ كويسة ، طهرتيها !

اردفت وهي تتحسس وجهه قائلة :

- ايوة .. انت كويس يا حبيبي .. انا عمرى ما اخاف وانت معايا .. انت دايما امانى وحمايتى ..

اغمض عينيه وهى بداخل احضانه ، لتشعر بدقات قلبه خوفاً عليها ، تنهدت فى ارتياح وحب ، فما اجمل الإحساس بالحب تجاه شخص تشعر معه بالطمأنينة ، وتنسى دنيتك فى احضانه ، انسان يحبك بحق وليس مخادع !

***

اتصل آسر بالشرطة ، وطلب من رئيسه احضار قوة لبيته ، وابلغه بهجوم رامز عليه بعد ان هرب من السجن دون ان يذكر سيرة زوجته حفاظاً على سمعتها ، وكرامتها ولانه يحبها بحق بل يعشقها ، ولكم ان تتخيلوا ماذا يحدث عندما يعشق الرجل !

تنال هي حنيته .. تمتلك قلبه .. ومشاعره .. وكل ما تريد !

فالرجل عندما يحب يُخلص ، ولكن تذكروا انه " رجل " وعندما " يحب " !!

جلس آسر على الأريكة محتضناً سارة بعد ان سمح للقوات بالدخول ، ومن ثم سحبوا المجرمين ورامز ، معتذرين من آسر عن اهمالهم ، وعدم تحملهم للمسئولية ، بعد ان وبخهم بعصبية ، نظر لرامز بعد ان استفاق و...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 نظر لرامز بع ان استفاق ، ودماؤه تغرق وجهه ، اراد ان ينهض من مكانه مرة اخري وينقض عليه ليفتك به ، ويخر صريعاً ، ولكنه تراجع حتى لا يخيف تلك المذعورة التى باتت تنتفض فور رؤية ذلك المجرم ، فآسر صحيحً انه يمتلك روح الدعابة إلا انه لا يريد ان تراه على وجهه الأخر خصوصاً انه إذا امسك به بين يديه لن يتركه إلا وروحه رحلت من جسده ، فرمقه بنظره ناريه .. قاتلة .. مليئة بالغيرة ، فالرجل الشرقي من اهم مبادئه ومعتقداته ان زوجته ملكه فقط .. ملكه وحده ! 

 نظر لسارة ، وبات يداعب خصلات شعرها الثائرة ، رفعت نظرها اليه قائلة فى حزن : 

- آسر انت هتسيبنى صح ؟ 

نظر لها فى حب قائلاً :

- انسي .. معندناش رجالة تسيب حريمهم لحد تانى !

أردفت فى ابتسامة قائلة : 

 - انا بحبك اوى يا آسر .. اوى اوى .. انت حياتى ودنيتى وسندى وكل حاجة .. انت حاجة كبيرة اووى بالنسبة ليا يا آسر ..

 لم يجيبها ، بل بل نزل بشفتيه يلامس شفتيها ، وذهبا بعدها فى قبلة ملئية بالحب والأمان و.. النيران ! 

 ليس من السهل عليه ان يتقبل الوضع ، وهو سمع عن ما حدث لها فقط ، ولكن ان يرى حبيبته فى احضان غيره زاد من الغليل فى قلبه ، وباتت العصبية والغيرة تنهش فيه وتتآكله ، والنيران تزداد فى قلبه كالجمرات ، دون ان يتواجد لها مطفأ ! إزدادت القبلة عنفاً وشراسة ، هدأ من روعه ، فهي ليس لها ذنب ، وهو رجلاً لها لا عليها ! 

 ليذهبا بعد ذلك فى عناق كاسح ، سرق انفاسهم ، لتروى عطشها منه ومن حنانه ، وليزيل هو غليله بإمتلاكه لها .. وحده .

***

 جلست على السفرة ، ووضعت اللاب توب الخاص بها وبعض الأوراق المتناثرة بغير ترتيب ، وقهوتها ، ارتدت نظارتها الطبية ، بعد انا امسكت بخصلات شعرها الثائرة وثبتتها بالقلم لتتناثر خصلاتٍ من شعرها حول وجهها ، وكانت ترتدى ملابس خفيفة وتدون باقي اعمالها ، انهي هو عمله وفتح باب المنزل ، ليضحك على منظرها ، بل ويعجبه ويثيره ايضا ً، فإذا اجتمع الذكاء والطيبة والأنوثة والقوة فى امرأة فتأكد انك فى مأزق ! 

نظر لها قائلاً فى صوتٍ اجش :

 - بكرة عايزك تجهزى علشان هاخدك مكان عايز اروحه وتكونى معايا فيه ..

صمتت لثوانٍ ، واجابت فى هدوء :

- مفيش مشكلة ، ابقي بلغنى بالوقت وانا هجهز ..

 نظر لها فى عصبية حانقــاَ ، وقد ارتسم الضيق على قسمات وجهه الرجولى ، كم يستفزه برودها ، وخصوصاً انه لن يستطيع تبويخها فطريقتها لم تكن فظة ولكنها باردة ، ذهب لغرفته مغتاظاً ، ويجتاحه الكثير من المشاعر وتلك ما هي إلا " خزعبلات " بداخله ليس أكثر ، ولكن من الصعب ان يتنازل الصياد ويعلن عن حبه بتلك السرعه ! فهي كالغزال صعب الإمساك به أو النيل منه حتى ولو تملكت منه للحظات سيعود اقوى من ذى قبل ولكن من المستحيل ان يترك الصياد فريسته بتلك السهولة ! 

 ولكنها ليست كأى غزالة فهى غزال قوي وبارد ، فريد من نوعه ، فيما اطلقت هي ضحكة خافتة بعد ان شاهدت عصبيته ، وعدم استطاعته في الرد عليها ، وبدأت فى استرجاع قاهرة الرجال !

***

 استعد آسر وسارة للذهاب لعطلة إلى إحدي المدن الساحلية ، كنوعٍ من انواع الترفيه و .. النسيان ، فالنار تشتعل فى قلبه ويشعر بالجحيم يُلهبه .. 

 دخل آسر الحجرة ليجدها تُحضر الحقائب ، امسكها من خصرها محتضناً أياها ، ودفس رأسه ليشتم عبق رائحتها الفاتنة والجذابة ، فيما شعر بعبره ساخنه تسقط من عينيها ليديرها إليه بقلق قائلاً :

- سرسورتى مالك ..؟ 

نظر لوجهها الطفولى وهي تردف باكية :

 - انت كتير عليا اوي يا آسر .. برغم من كل اللى حصلى عمرك ما حسستنى بكده ابداً ، بتعاملنى معاملة انا نفسي ، مكنتش اتوقع انى اتعاملها ..

قبلها برقة قائلاً فى حب ، وامسك بوجهها بين راحتيه فى حنو: 

 - انتى حبيبتى يا سارة .. حب عمري وكل حياتى كفاية انك معايا .. دي كبيرة عندى اوووى يا سارة ، انتِ امى اللى مشوفتهاش .. واختى اللى مجاتش الدنيا .. ومراتى وحبيبتى وكل حاجة .. ويلا بقي بلاش نكد .. عايزين ننطلق !

***

 هبط نور وسليم من البناية التى يقطنوا ، ومن ثم ركبا السيارة ، وانطلق هو بها إلي حيث المكان المجهول التابع للمدعو " سليم " و ...

داخل السيارة ، ضمت ساعديها إلى صدرها قائلة فى ضيق :

- ممكن افهم هتودينى فين ؟

عض على شفتيه قائلاً فى نفاذ صبر :

- يا بنتي اصبري ، هو انا خاطفك ! 

 نفخت فى ضيق ، فأكمل القيادة حتى وصل إلى ذلك المكان المجهول ، ركن سيارته عند جانبٍ مريح للمرور مرة اخري ، ومن ثم أردف قائلاً : 

- وصلنا ..

 ترجل كليهما من السيارة ، لتجد حديقة خضراء محاطة بسورٍ خشبى ، ويليها شلالات وبحيرة ذات مياه عذبة ، وصوت زقزقة العصافير، بالإضافة الى آشعة الشمس الذهبية التى قامت بدورها فى إكمال تلك الصورة التي ابدع الخالق فى رسمها 

 منظرٌ خلاب .. جاذب للأنظار .. مريح للعين .. شبيه بالخيال .. ذلك كان وصفه ! 

 سحبها من يدها ، ومن ثم فتح البوابة ليدخلا إلي ذلك المكان ، الذي يقع فى منطقة خالية من الناس والروح كما يقولون ، أغلق هو البوابة ، بيمنا أخذتها قدميها نحو البحيرة ، وقفت شاردة ، مغمضة العينين ، وتشتم لنسيم الهواء الذي داعب وجنتيها وخصلات شعرها التى تتطاير ثائرة .. بطريقة عشوائية .. متمردة .. متناثرة ، أخذها قائلاً :

 - يلا علشان تغيري هدومك ، ما هو مش معقول تيجى هنا ومتنزليش المياه ! 

هتفت قائلة فى إستغراب : 

 - انت ليه بتعمل كده .. من امتى وانت حنين وبتخرجنى .. ايه اللى جري يعنى ..؟ 

اغمض عينيه وتنهد ، ثم أردف قائلاً : 

 - بصي انا عايز اتبسط شوية .. واحكيلك شوية .. اظن من حقي .. انتِ مراتى !

 اومأت برأسها ، وذهبت لتغيير ملابسها ، وابتسمت بخبث وهي تنظر لنفسها فى المرآة و..

 كان يجلس على إحدي المقاعد مرتدياً نظارته الشمسية ، وجسده الضخم مُعرض لآشعة الشمس التى زادته وسامه فوق وسامته ، ليجدها آتيه إليه انتفض من مكانه ، وخلع نظارته الشمسية متأملاً اياها ، وهو يتصبب عرقاً من انوثتها الطاغية ، ويال حظه السئ ، فلقد تفاعلت آشعة الشمس الذهبيه مع جمالها لتـكتمل صورتها المثيرة امامه .. 

 فاتنه ذات بشرة بلون العسل ، وشعرها الطويل الذي تناثر حولها بحرية ، وملابسها المكونة من مايوه قطعتين شبيهاً بالملابس الداخلية ، بل أكثر جراءة ، بالإضافة إلى ساقيها العاريتين ، وخصرها الدقيق وبطنها المسطح ، تأتى إليه فى غنج وبخطوات بطيئة ، عارية القدمين ، ياله من منظرٍ مثير ..! 

 اقتربت منه فى دلال انوثي ، وفردت جسدها البض على إحدى المقاعد ، متمايلة بجسدها فى حركات انوثية مثيرة تتفاعل مع منحنياتها الأنثوية البحته ، ومن ثم أحضرت كريم الواقي من الشمس ، وبدأت فى تدليك جسدها ، وهو يتابعها بعينين كالصقر ، الذي يود الإنقضاض على فريسته ، ولكن الوضع الآن مختلف ! 

نظرت له ، وعضت على شفتيها قائلة : 

- سليم .. 

انتبه لكلامها قائلاً : 

- نعم .. !

 أدارت ظهرها له ، واعطته الكريم ، ومن ثم نامت على بطنها قائلة فى خبث :

- سليم .. بليز حطلى الكريم على ظهري علشان من عارفة احطه ..

ومن ثم شهقت فى دلال قائلة : 

- احسن ظهري يتحرق .. يرضيك كده ! 

 إذدرد ريقه ، ونظر لها بعد ان صر على اسنانه منها فهي تثيره بحركاتها ، وقد اصابت تلك " اللئيمة " ، امسك بعلبه الكريم ، وفتحها ، وضع بضع من الكريم علي يديه ، وبدأ فى تدليك ظهرها ، فيما سارت قشعريره فى جسدها اثر لمساته ، التى امتزجت بالقوة والرغبة و.. الحنو ، أخفت ذلك فى مهارة ، فلقد لمحت فى عينيه حباً مكنونا لها ، فالمرأة تمتلك الحاسة السادسة ، وتستطيع ملاحظه نظرات الرجل لها ، واخفاء فرحتها وسعادتها ، وانها رأت ذلك من الأساس ، ولكني قلت تستطيع ولكن لا تفعل ، وذلك سراً افشيته للرجال ، فالمرأة عقليه من الصعب عليك فهمها ، او الولوج إلي عقلها ابداً !

 انتهي من وضع الكريم ، واعتدل بجلسته ، ومن ثم اخرج من جيبه محرمه ورقيه ليمسح حبات العرق التى تناثرت على جبينه أثر افتتانه بها ، فيما نهضت هي قائلة :

- ها .. كنت عايزنى فى اية ؟ 

قال بنبرة مترددة، بعد ان اطلق تنهيده حارة : 

 - بصي يا نور .. انا عارف انى غلط فى حقك وفى حق نفسي كتير .. بس عايز اقولك سبب ده كله .. انتى طبعا فى الفرح ملاقيتيش غير عمى ، وامي وجوزها ، وكانت معاملة امى جافة جدا ، فى حين ان عمي لما شافك ابتسم بهدوء ، المهم انا هحكيلك يمكن تعذرينى 

اردفت بهدوء مستغربة نبرته : 

- سمعاك !

 سحب نفساً طويلاً ، ومن ثم زفره على مهل ، متذكراً ما مر به ، ثم بدأ حديثه قائلاً : 

 - انا كنت اكتر ولد متدلع ممكن تشوفيه فى حياتك من اول ما اتولدت .. بس من ابويا مش امي .. امى كانت مش بتكترث بيا اوى .. لحد ما جه اسوأ يوم فى حياتى .. يوم ما ابويا مات .. حياتى اتشقلبت .. والدنيا نزلت فيا تلطيش حتى امى مرحمتنيش .. اتجوزت وجوزها كان قاسى اوى .. عشت فى ضرب واهانه .. وهي كانت زيه بتدوس عليا عادى .. كرامتى ما استحملتش .. عشت عند عمى احمد .. كان وحيد زي ما شوفتى .. هو لواء .. بيحبنى جدا .. مراته خانته ! .. ومع امى ومراته اكتملت الصورة دي فى ذهنى عن الستات .. خاينين .. كبرت وبقيت ظابط .. وبرغم من سنى إلا اني قدرت اوصل لرتبه عالية فى وقت قليل .. كنت رجل المهمات الصعبة .. قلب ميت .. شخصية قوية بيهابها الكل .. لحد ما لاقيتك ! 

اردفت بترقب : 

- وبعدها ؟ 

اكمل قائلاً : 

 - قلبي رجعلى تانى .. بقيت بحس .. زي أى انسان .. انتى اول واحدة تتمرد عليا .. اول واحدة اتحدتنى .. كنت عايزك بأى تمن .. وكنت مستعد اعمل اى حاجة فى سبيل انك تكونى ملكى وبين ايديا .. ناري مبردتش الا لما بقيتى ملكى .. بتاعتى .. وللأسف مقدرتش اعتبرك من الستات اللى عرفتهم !! عمري فى حياتى ما أنبت نفسي على حاجة عملتها مهما كانت .. الا انتِ ! 

 نهضت من مكانها ، وبرغم من تأثرها بكلامه ، وان وقلبها يضخ عشقا له ، الا انها اردات ان تثأر لكرامتها التى اُهدرت ، ولكنها لن تتركه ، إذا فستلقنه درساً لن ينساه يوماً ، وسيعود لها راكعاً ، واذا استسلمت واعلنت الان عن ضعفها امامه، فسيضيع كل ما خططت له ، يجب ان يعلم قيمتها ويعترف بعشقه لها.. 

اقتربت منه ، ولفت يديها حول عنقه قائلة فى دلال : 

- بس انا مش ملكك !

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا

تعليقات

التنقل السريع
    close