القائمة الرئيسية

الصفحات

شخير مراتي من البارت الاول حتي التالت والاخير بقلم سيد داود المطعني كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 


شخير مراتي

من البارت الاول حتي التالت والاخير

بقلم سيد داود المطعني

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


_ انتي لازم تتعالجي من الشخير ده .. أنا أول مرة أشوف ست بتشخر وهي نايمة .. 

_ انت أول مرة تكلمني بالأسلوب ده يا هاني من يوم ما اتجوزنا .. انت مش طبيعي 

_ علشان قرفت يا إيناس .. مش قادر استحمل السيمفونية اللي بتعزفيها كل يوم

(إيناس بتنصدم، مش متخيلة ان هاني بيزعق لها بالشكل ده، أول مرة يكون حاد كده)

_ مش هرد عليك يا هاني، شكلك متضايق من حاجة وبتتكلم وانت مش عارف نفسك بتقول ايه

_أنا مش مجنون يا إيناس .. لأني قلت لك مليون مرة تروحي لدكتور أنف وأذن وحنجرة يشوف لك حل للتشخير الآلي اللي عندك ده

_ من غير تريقة لو سمحت .. لأن التريقة أحيانا بتكون وقاحة 

(هاني بيغضب .. بتستفزه كلمة وقاحة، وبيضربها بالقلم على وشها)

إيناس بتتهز وهي واقفة مكانها، وبتصرخ من الضربة، وبتحاول تتماسك، وعيونها بتدمع.

_ هي حصلت انك تضربني بالقلم يا هاني .. ورحمة ماما ما اقعد لك في البيت ولا دقيقة بعد النهاردة

_ في ستين داهية .. ع الأقل هرتاح شوية من فرقة حسب الله اللي بتخبط في البيت طول الليل دي

...........

هاني بياخد شنطة شغله اللي ع الأنتريه، وبيطلع من البيت غضبان .. وبيقفل الباب وراه بمنتهى العنف..

إيناس بدأت تنهار، وتنفجر في البكا..

كبريائها خلاها تمسك نفسها من البكا قدامه، والأثر النفسي للضربة مع قوتها، خلى دموعها تنزل غصب عنها..

دخلت أوضتها مندفعة وبدأت تجمع هدومها، وهي بتعيط..

وتنزل بسرعة تاخد أول تاكسي، وراحت عند أبوها ومرات أبوها، واخواتها من أبوها..

حالتها النفسية سيئة خالص، ومش قادرة تاخد نفسها من البكاء، ومش بترد على أي حد بيكلمها..

(أبوها متضايق إنها سابت بيت جوزها، وراحت له زعلانة)

واخواتها من أبوها عايزين يروحوا يتخانقوا مع هاني لأنه ضربها.. 

ومرات أبوها متعاطفة معاها، وبتحاول تهديها..

_ ده بيقول لي اني بشخر وانا نايمة يا طنط .. هاني مش طبيعي الايام دي، مش طبيعي خالص

_ أكيد مش طبيعي يا بنتي، اهو انتوا ليكم سنة ونص متجوزين، وعمره ما قال بتشخري، ولا اشتكى من حاجة، ايه الجديد يعني

(الأب متضايق خالص)

_ سواء بتشخر ولا مش بتشخر، لازم ترجع بيت جوزها، لازم تسمع كلامه، وتروح تكشف، ما دام هو عايز كده

_ أكشف ازاي يا بابا؟ وعلى ايه؟ مفيش حاجة تستدعي الكشف أصلا 

_ حتى لو مفيش .. لازم تسمعي كلامه

(مرات أبوها بتكلم الأب بمنتهى العنف)

_ انت اتجننت يا مرتضى، عايز بنتك تكشف على الشخير عند الدكتور وهي مش بتشخر ... ايه الاستهبال بتاعك ده

_ مش أحسن ما يطلقها، وتقعد لنا في البيت على طول

_ تتطلق بكرامتها أحسن مليون مرة من إنها تعيش مع حد عايزها تروح لدكتور وتقول له أنا بشخر، وهي مبتشخرش

(إيناس بتحضن مرات أبوها)

_ يا حبيبتي يا طنط، إنت أحسن مرات أب في الدنيا، ربنا يخليكي ليا يارب

_ويخليكي ليا يا بنتي

_انتي أكتر حد فاهمني وحاسس بيا والله، أكتر من بابا نفسه

_ انتي بنتي يا إيناس، زيك زي اخواتك دول بالظبط

(مرتضى بيقوم متنرفذ)

_ أنا هنزل اقعد ع القهوة أحسن ما اتشل

_ أحسن بردو ... قعدتك هنا هتشلنا احنا..

...................

إيناس بدأت تحس بالأمان مع مرات أبوها، واخواتها حواليها، ودخلت أوضتها القديمة، ورجعت تبكي على حالها من تاني.

...............

هاني متلخبط، مش عارف ايه اللي بيحصل في حياته، هل هو بيتضايق من شخيرها فعلا، ولا هو حاسس بمشاعر ناحية الدكتورة غادة اللي اشتغلت تحت إدارته في الشركة..

النهاردة الاجتماع الأسبوعي ليهم، وأكيد هتكون موجودة..

هو سوبر فايزور في شركة (تاب آند سيروب) للأدوية، ومش عارف يتلم على أعصابه من يوم ما اتعينت عندهم الدكتورة غادة.. 

حتى تعامله مع مراته اتغير، ومش بيقعد معاها كتيرر، وبيتعمد يرجع البيت متأخر..

(الباب بيخبط، وبيدخل شاب بيناديه)

_ جاهزين يا دكتور هاني

_ غادة وصلت؟

_ أفندم؟

_ أقصد الدكتورة غادة وصلت؟

_ اه وصلت يا دكتور

(هاني بيروح يقعد معاهم، ويبدأ الاجتماع)

......................................................

اجتماع استمر تلات ساعات، أرهق الجميع، وكان باين أوي على هاني، أنه مركز مع غادة..

دايما يضرب بيها الأمثلة، دايما يوجه لها الكلام، دايما يقول أنها أفضل حد في الشركة ..

وبعد الاجتماع طلب أنه يعزمها على فنجان قهوة في مكتبه علشان يناقش معاها حاجة تخص ال (area) بتاعتها.. 

وهو في الأصل عايز يستعرض عليها شطارته، ويحكي لها ازاي بقى أهم سوبر فايزور في مجال الأدوية، لدرجة أنه بيحل محل المدير الإقليمي في غيابه دلوقتي..

(بدأ يحكي لها وهي سرحانة معاه، وفرحانة بكلامه، وبتحاول تستفيد من خبراته.

وهو مستمتع معاها أوي..

لحد ما جاله تليفون من مرتضى والد مراته إيناس..

حس بضيق شديد، مش عايز حاجة تعطله عن غادة، ولكن مضطر يرد ع الفون 

_ ألو .. 

_ ازيك يا دكتور هاني يا ابني؟

_ أهلا يا عمي .. ازي حضرتك 

_ انا كويس .. الحمد لله

_ يارب دايما .. خير يا ترى عايز ايه

_ كنت عايز اقولك ان مراتك في البيت عندي

_ هي راحت لكم ..

_ أيوة يا ابني

_ هي حرة .. انا مغلطتش فيها

_ حقك عليا يا ابني .. انا هروح بيها عند الدكتور يشوف لها حل في الشخير ده

_ ياريت يا عمي والله 

_ من غير ما تقول يا ابني .. ما هي لازم تتعالج منه 

_ ياريت تعقلها يا عمي

_ من عنيا الاتنين طبعا .. بس ياريت تعدي عليا في القهوة، وتجيب لي معاك ٢٠٠٠ جنيه، مصاريف الكشف والعلاج، ومصاريفها الشخصية

(هاني أتضايق منه، ومن طلبه السخيف ده)

_ بقولك ايه يا عمي

_ قول يا ابني.. 

_ خلي إيناس ترجع البيت حالا .. وانا هروح بيها عند الدكتور

_ بس هي مش بتشخر يا ابني

(هاني اتعصب اكتر وقفل الفون في وشه)

ورجع يبتسم لغادة، ولا كأن في حاجة حصلت..

..........................

مرتضى رجع البيت متضايق، وقعد يتخانق مع ايناس بنته، ويقول لها إنه مفلس، ومش هيستحمل مصاريفها في البيت، وأنها لازم تتصرف له في فلوس من جوزها، وإلا تروح بيتها..

(إيناس حست بالأسى، ازاي أبوها مش مستحمل وجودها غضبانة في بيته بالشكل ده)

_ انا معايا ألف جنيه يابابا ... خدهم .. وارجوك متطلبش مني تاني..

( الأب بيخطف منها المبلغ، وبينزل بيه جري ع القهوة)


مرات أبوها بتحاول تهديها..

_ معلش يا بنتي استحمليه، من يوم ما اتحال ع المعاش وهو ظروفه صعبة

_ ولا يهمك يا طنط، أنا حظي كده في الحياة ... لا جوزي طايقني، ولا بابا عايزني..

....................................

إيناس بتحس أنها منهارة، وبتفتح شنطتها، وبتشرب حبوب مهدئة علشان تعرف تنام..

_ ايه ده يا إيناس يا بنتي؟

_ دي حبوب مهدئة يا طنط، كتبتها لي الدكتورة علشان اعرف انام ..

(إيناس دخلت تنام، وسابت مرات أبوها قدام التليفزيون)

.............................

الساعة واحدة بعد نص الليل.. 

البيت كله نايم.. 

ومرتضى راجع من القهوة، وماسك في أيده سيجارة.. 

بيفتح الباب، وبيدخل..

بيشغل النور عن يمينه، ورايح ناحية طفاية السجائر.. 

سمع صوت غريب في البيت 

_ اخخخخ .... خااااا ... خيييييي .... خخخاااا 

(صوت شخير فظيع)

بدأ يرتبك ... وجسمه يترعش م الخوف..

_ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم 

(أسنانه بتخبط في بعض ... والصوت بيرتفع وينخفض، وبيحاول ينادي على مراته، لكن صوت مش طالع)

_ يا آيات ... الحقيني يا آيات 

_ اخخخخ ... خخخاااا ... خوووو .... هممممم 

_ آيااات

(الصوت طالع من بطنه)

بيمسك طفاية السجاير، ويدفعها من على الترابيزة وبيوقعها ع الارض، علشان تعمل صوت عالي، والكل يصحى

_ طررررررررررررراخ

(مرتضى اتفزع من صوت الطفاية، ووقع مكانه ع الأرض ... ووشه اتغير للون الاحمر)


إيناس وآيات والاولاد، قاموا جري على مصدر الصوت، وشافوا مرتضى ع الأرض

(كان شكله خايف أوي، مرعوب من الصوت، وبيقول لهم خايف تكون العفاريت اللي في عمارة خاله القديمة تكون جات وراه هنا)

لكن آيات قالت لهم عن المفاجأة .. أن إيناس بدأت تشخر من بعد ما دخلت تنام بعشر دقائق

وان كل الصوت ده كان صوت شخير إيناس

وان هاني جوزها عنده حق..

الكل مستغرب..

إيناس عمرها ما كانت تشخر وهي نايمة، ايه جرى لها؟

مرتضى زعق لها

_ انتي لازم ترجعي بيتك، وتعتذري لجوزك .. وتروحي معاه عند الدكتور .. وتشوفوا ايه سبب الشخير ده

_ أرجع له ازاي يا بابا؟ ده مفكرش ييجي يسأل عني, ولا فكر يكلمني، مستحيل أهين كرامتي، وارجع له بنفسي وانا مكسورة

_ وانا مش ضامن جوزك يعمل ايه؟ ده ممكن يطلقك

_ مش هيطلقني يا بابا .. هاني بيحبني

_ اتنيلي .. بلا بيحبك

(آيات مرات الاب بتبص لها)

_ انا عندي فكرة تخليكي ترجعي لجوزك معززة مكرمة، وتروحي تكشفي كمان

_ هي ايه؟!؟


(الكل منتظر فكرة ايات)

............

الحلقة الأولى خلصت

انتظروني بكرة في الحلقة التانية من قصة

شخير مراتي


تأليف/سيد داود المطعني

تصميم الغلاف/ محمد محمود التريكي


شخير مراتي ح٢

الحلقة التانية 


آيات مرات الأب يتوعد إيناس أنها هتتصرف وتخلي جوزها هو اللي ياخدها معاه البيت..

إيناس بتطلب من أبوها الفلوس..

_ بابا .. هات الألف جنيه بتاعتي، علشان لو سبقت هاني ع العيادة هضطر أدفع أنا الكشف

_ جوزك جاي لك .. عيب تطلبي من أبوكي فلوس خدها منك

_ بس يا بابا انت خدتهم علشان مصاريفي هنا، وانا هرجع الييت، ومش هقدر أطلب من هاني فلوس

_ لا يا اختي اطلبي، جوزك مرتبه كبير ومش هيتأثر بالمبلغ التافه ده

(مرتضى بيدخل الأوضة بمنتهى اللامبالاة، ولا كأنه بيورط بنته اللي حياتها الزوجية على كف عفاريت)

إيناس بتدمع، حست بالوحدة..

في كل أزمة بتحصل لها بتندب حظها، وتفتكر أنها يتيمة الأم، وملهاش أخ شقيق أكبر منها يحتويها، وفوق كل ده أبوها انسان جشع، دايما عايز فلوس، ومش بيهتم ببنته ومشاكلها مع جوزها..

كل اللي يهمه انها ترجع لجوزها علشان معندوش دماغ ليها، ولا عنده وقت يصرف عليها، ولا حتى عايزها تقسم معاه اللقمة في بيته..

احساس بالقهرة بيسيطر عليها..

خصوصا لما يكون سبب الوجع جوزها ... هاني .. الوحيد اللي كان بيحبها علشان هي تتحب..

بيحبها لشخصها وروحها..

وكان بيحس بسعادة الدنيا لما يشوفها راضية..

ولو كانت متضايقة ولا مكتئبة، كان يعمل المستحيل علشان يساعدها تغير جو..

بس خسارة .. 

الحظ التعيس دايما بيطاردها، ومش عارفة ماله الفترة الأخيرة دي، متغير، ومش بيحب قعدة البيت..

دايما يرجع من برة منشكح ومبسوط..

وبمجرد ما يدخل البيت، يكشر وحالته النفسية تسوء، ويبقى مش طابق نفسه..


(آيات مرات أبوها بتحضنها، وتطبطب عليها)

_  ولا تشيلي هم يا بنتي، أنا هروح معاكي العيادة، ولا مش هسيبك خالص لحد ما جوزك ييجي

_ انت متأكدة أن هاني جاي يا طنط

_ سيبي الموضوع ده عليا يا إيناس، أنا عارفة نفسي هعمل ايه

_ يا حبيبتي يا طنط آيات .. ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك أبدا يارب

،(إيناس بتجري على آيات وتحضنها، وبعد كده بتاخد حباية المهدئ وبتدخل تنام)

................................................

هاني عايش حياته عادي، وحاسس براحة كبيرة أن مراته زعلت وراحت عند أبوها، علشان يرتاح منها، ويقدر بالتدريج يوصل معاها للطلاق.. 

بيصحى الصبح، جعان خالص، ومفيش فطار جاهز زي ما اتعود يلاقيه كل يوم..

بيفتح التلاجة، مفيش كمان فطار مش جاهز .. و دي كانت صدمة بالنسبة له

_ أووووف .. أصبحنا وأصبح الملك لله ... ايه الاصتباحة دي

(ساب المطبخ وخرج، أخد شاور وراح أوضته يلبس علشان يلبس وينزل..

وكانت المفاجأة إن الهدوم كلها متكرمشة، ومفيش طقم مكوي ينفع يلبسه على طول وينزل كالعادة.. 

_ يبدو انها اصتباحة منيلة رسمي، لا افطار، ولا هدوم مكوية..

(حاول يكوي الهدوم بنفسه، ولكن المحاولة باءت بالفشل، واضطر يلبس أي كلام، ويؤجل الفطار للشغل)

خرج من شقته وقفل الباب وراه، واتفاجئ إنه نسي كل المفاتيح جوة الشقة..

مفاتيح الشقة نفسها، ومفاتيح مكتبه في الشغل، ومفاتيح العربية..

كل يوم ينساهم، وإيناس تفكره بيهم قبل ما ينزل.. 

(هاني اتضايق، افتكر المفاتيح بعد ما قفل باب الشقة، وخبط دماغه، وضرب باب الشقة بالبوكس، وكان في قمة الانفعال)

_ أووووف .. أووووف .. غياب إيناس يعمل كل المشاكل دي.. 

هاني بينزل بسرعة علشان يلحق شغله، وبياخد تاكسي، وهو في قمة التوتر وعدم الاتزان..

.............................................

وصل المكتب وكانت حالته النفسية مش كويسة خالص، ومضطر إن يطلع شغل خارجي علشان مفاتيح المكتب مش معاه، مع أن وجوده ضروري في ظل غياب المدير .. 

طلب فطار دليفري، وقعد يفطر في بوفيه الشركة علشان مفيش حد يشوفه، وهدومه كانت مش مهندمة وحالته تصعب على أي حد ..

غادة راحت الشركة بدري زي ما طلب منها، واتفاجئت أن مكتبه مقفول، وسألت عنه، وعامل البوفيه قال لها إنه بيفطر جوة.. 


دخلت غادة عنده بسرعة، وشافت شكله هو بيفطر، وبالشكل المتكرمش ده، لدرجة أن وشها اترسم عليه ريأكشن تعجب

_ صباح الخير دكتور هاني

_ أهلا غادة .. تعالى افطري

_ ربنا يخليك يا دكتور

_ مالك مستغربة كده؟

_ لا أبدا .. بس شكل حضرتك خارج من خناقة

_ خناقة .. لا أبدا أنا مش متخانق مع حد 

_ يجوز بردو .. بعد اذن حضرتك 

(غادة خرجت من البوفيه وهي مستغربة من المنظر، وهاني حس نفسه بدأ ينزل من نظرها، وبدأ يفقد قيمته، وهو بيفطر في البوفيه وشكله عامل زي اللي مراته طردته) 

رمى الأكل من إيده وهو متنرفذ ومتضايق، وطلب فنجان قهوة .. ونفسيته بتزداد سوء.. 

وهو سرحان بيفكر..

_ بئى غادة اللي زي القمر دي تشوفني بالشكل ده، تقول عني ايه دلوقتي؟ 

كنتي فين بس يا غادة قبل ما أحب واتجوز ... وبعد سنة ونص اتفاجئ أنها بتشخر .. متجوز جرار سكة حديد ... طول الليل طاااط طيط طوط لما وداني اتخرمت.. 

........................

تليفونه بيرن، كان أخوه شهاب، رد عليه، وهو مش في المود خالص..

شهاب لسة راجع من الامارات هو ومراته بعد غياب أكتر من سنة..

وبيتصل بيه من داخل فندق، وبيقول له إنه وصل القاهرة الصبح بدري، ونزل في فندق، لحد ما يبعت ناس تظبط له شقته المقفولة طول الفترة دي..

_ مش هينفع تنزل في فندق انت ومراتك يا شهاب، وانا شقتي موجودة .. أنا هعدي عليك آخدكم، وتقضوا اليومين دول معايا، لحد الشقة ما تجهز .. والعشا النهاردة عندي ..

(المكالمة خلصت .. وهاني هيتجنن .. مراته غضبانة عند أهله، وهو مضطر أنه يستضيف أخوه، مش هينفع يسببه في فندق هو ومراته .. ده راجع من سفر بعد غياب طويل)

_ أووف .. ايه النيلة اللي الواحد اتنيلها دي ع الصبح..


(آيات مرات أبو إيناس بترن عليه, علشان تنفذ خطتها)

_ ألو.. 

_ صباح الخير مدام آيات

_ صباح النور يا ابني .. عامل ايه

_ تمام .. ماشي الحال

_ اسمه ايه دكتور الأنف والحنجرة اللي عايز إيناس تكشف عنده للشخير؟

_ مش لما هي تقتنع الأول

_ للأسف يا ابني احنا اتأكدنا أنها بتشخر، وهي هتتجنن، وزعلانة من روحها أوي، ومكسوفة منك خالص، وعايزة اسم الدكتور 

_ كارت الدكتور وعنوانه في شنطتها يا مدام آيات وأتمنى تروح له بجد

_ هتسبقنا على هناك ولا نسبقك؟

_ مش فاهم؟

_ مش المفروض تدخل مع مراتك عند الدكتور في كشف زي ده، خصوصا إنها محرجة، ولا هتسيبها لوحدها؟

_ اه طبعا طبعا .. ضروري هروح معاها..

_ ياريت تعدي عليها بالعربية، علشان شنطة هدومها، بدل ما تروح معاها عند الدكتور..

_ تمام تمام جاي لها حالا. 

(هاني لقاها فرصة كويسة خالص إن إيناس ترجع البيت، علشان هي الوحيدة اللي هتقدر تستضيف أخوه شهاب ومراته والطفل اللي معاهم، وكمان يرجع يستقر بدل البهدلة دي)

هاني بينزل من الشغل بسرعة، بياخد تاكسي، ويروح لها بيت أهلها، واهو فرصة يجيب معاها مفاتيح الشقة)

....................................

مرتضى قاعد مع هاني في الصالة.. 

وآيات جوة مع إيناس بتوصيها على حياتها، وبينها وجوزها، وبتعلمها ازاي تحافظ عليها ..

هاني مخنوق من مرتضى، وعايز يغور من وشه بسرعة..

_ لكن قول لي يا دكتور هاني؟

_ نعم يا عم مرتضى

_ هو انت مرتبك وصل كام بعد الترقية الأخيرة 

_ ماشي الحال يا عم مرتضى، كويس

_ أيوة يعني وصل كام

_ ستر ورضا وفضل من ربنا يا عم مرتضى

_ عارف عارف .. بس كام يعني

(هاني مخنوق .. ايه التطفل الغريب ده)

_ هي إيناس اتأخرت في اللبس ليه؟

_ براحتها، انت مستعجل ليه؟

_ علشان رايحين نكشف للدكتور ... قصدي تكشف للدكتور .. رايحين عند الدكتور

_ ومرتبك على كده يعمل عشرين ألف جنيه

(هاني قام من مكانه بسرعة)

_ اللهم لا حول ولا قوة الا بالله ... يا إيناااااااس ... إينااااااااس

(يناس خرجت بسرعة م الأوضة وماسكة شنطة في أيدها ... هاني خطف منها الشنطة، ومسك يدها بسرعة، وجري بيها برة)

_ اصبر يا هاني في ايه؟

_ التاكسي اتسرق برة .. والسواق مات

_ تاكسي ايه وسواق ايه

_ التاكسي بتاع أبويا الله يرحمه ... تنجزي يلا أنجزي

(إيناس بتجري معاه، وهي مش فاهمة حاجة، وهو بيلخبط بأي كلام، مش عارف يقول لها إنه خايف لاحسن أبوها يحسده، يقصف عمره)

..............................

هاني وإيناس رجعوا شقتهم في تاكسي، وحدد موعد مستعجل مع الدكتور، علشان ترجع تجهز عشا للضيوف، وتحضر لهم أوضهم.. 

_ أنا آسف يا إيناس ع اللي حصل

_ على ايه ولا ايه؟

_ على كله

_ ياااه .. بالسهولة دي؟ تعايرني بالشخير وتضربني بالقلم، وتسيبني أمشي عادي، وبكل سهوله تقول آسف

_ ميبقاش قلبك أسود .. 

_ اه فعلا أنا قلبي أسود .. مش من حقي أزعل .. هو انت عملت ايه غير إنك أهنت كرامتي .. و دي حاجة عادية

_ خلاص يا إيناس أرجوكي..

_ هو أنا كرامتي رخيصة يا هاني؟

_ لا طبعا .. كرامتك من كرامتي

_ ما انت أهنت كرامتي عادي

_ ما انا قلت لك آسف

_ اه صح .. معلش أصلي نسيت .. حقك عليا .. مكنتش عارف إن كلمة اسف تمسح كل الإهانات دي

(إيناس بتدمع)

هاني بيبص لها وهو متأسي.. 

_ حقك عليا يا إيناس .. أوعدك إني مش هكررها تاني

_ وان كررتها تالت ورابع هيجرى ايه؟ ما انت عارف اني مكسورة، وبرجع لك غصب عني، علشان مفيش بديل

(هاني حس بالشفقة ناحيتها)

_ ولا عمرك تنكسري طول ما انا عايش يا إيناس ... كفاية وحياتك .. علشان نروح للدكتور، وبعدها نركز مع الضيوف

_ ضيوف؟

(إيناس اتفاجئت أن عندها ضيوف، ونفسها انكسرت أكتر وأكتر لما حست أنه صالحها بسرعة علشان الضيوف

..............................

راحوا للدكتور، واتفاجئوا أن معندهاش مشاكل في الجيوب الأنفية، ومش هي سبب الشخير، وكتب لهم نقط تمشي عليها تجربها..

وان منفعتش النقط، هيضطروا يروحوا لمتخصص في الجهاز التنفسي، يمكن يكون عندها ضيق في القصبة الهوائية..

هاني كان بيتمنى أن النقط دي تعمل حاجة وتبطل شخير .. ع الأقل اليومين دول، علشان الاحراج قدام الضيوف.. 

.........................

الليل وصل، والضيوف اتعشوا، وكانت إيناس مرهقة جدا من تجهيز مكان للضيوف، وتجهيز عشا كبير..

وكانت حالتها النفسية مدمرة، بسبب شعورها ان هاني صالحها علشان تجهز كل ده، وتنقذه من ورطته

ونفسيتهاا تعبانة من الموقف اللي اتحطت فيه عند الدكتور وهي بتطلب علاج للشخير

و ده اللي خلاها تاخد حبوب مهدئة بعد العشا على طول..


هاني وشهاب نزلوا بعد العشا بساعة، علشان يفتحوا شقة شهاب، ويتفقوا مع الناس اللي هتروح تظبطها..


واضطرت إيناس تقعد مع نجوى مرات شهاب قدام التليفزيون، ينتظروهم لحد ما يرجعوا..

إيناس واحدة أقراص مهدئة..

جسمها بدأت يميل مكانها

حطت راسها..

راحت في النوم..

ونجوى قاعدة ع الكرسي اللي قصادها..


وبدأ إيناس تشخر بالتدريج البطئ..

_ اخخخخ .. خووو .. خخخخخخ

..................................  

الحلقة التانية خلصت

انتظروني غدا والتالتة

قصة شخير مراتي


تأليف/سيد داود المطعني

تصميم الغلاف/ محمد محمود التريكي لملوم


شخير مراتي ح3


الحلقة التالتة والأخيرة


الحلقة التالتة


إيناس نايمة تحت تأثير المهدئ قدام التليفزيون، وبدأت تشخر بالتدريج..


نجوى الضيفة، كل شوية تبص عليها، والصوت بيرتفع، لحد ما وصل لأعلى مستوى من مستويات (الخاخيخوووو)


نجوى بدأت تخاف، مش متخيلة اللي بيحصل، حاسة إن إيناس بتتحول لكائن غير البشر في الليل..


جسمها بيترعش..


بتمسك ريموت التليفزيون وهي مرعوبة، وبتقلب بين القنوات بلخبطة وجنون، لحد ما بتوصل لقناة من قنوات القرآن، وبتعلي التليفزيون، وهي بتردد آية الكرسي من كتر الرعب والخوف اللي فيه .


(إيناس صوتها بيتحول لطيقة أفظع، ونجوى بتزيد رعب..


بتخطف الفون وتجري بيه على برة الشقة


بتسيب الباب مفتوح، وعينها على الأوضة اللي نايم فيها ابنها الطفل الصغير..


بتتصل بشهاب جوزها..


_ ايه يا شهاب انتوا فين؟ واتأخرتوا ليه


_ احنا لسة في الشقة يا نجوى بنتفق مع الناس


_ مش مهم تتفق دلوقتي تعالى حالا


_ ليه كده؟ جرى ايه


_ زهقت يا شهاب، وإيناس نامت..


_ إيناس نامت وسابتك وحدك؟ ليه كده؟


_ شكلها مرهقة، سيب كل حاجة وتعالى بسرعة يا شهاب أرجوك


_ حاضر يا نجوى حاضر


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هاني واقف جنب شهاب، وسمع جملة إيناس نامت، واتخض .


_ بتقولك إيناس نامت؟


_ اه


_ طيب يلا بينا بسررعة


(هاني بيجري قدام شهاب)


_ طيب استنى مش للدرجة دي..


(شهاب قبل ما يكمل الجملة كان هاني جري بسرعة البرق.


هاني نازل وهو على آخره، عايز يلحق إيناس قبل ما تشخر قدام نجوى وتفضح الدنيا..


ركب العربية، ومعاه شهاب، وهو دايس بنزين، ومش بيتكلم..


شهاب بيبص له، وشايفه مرعوب من حاجة، لكن مش بيحكي معاه، ولا قادر يسأله


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نجوى واقفة برة باب الشقة، وهي مرعوبة حرفيا، وإيناس بدأ صوت شخيرها يكون أعلى من العادي، خصوصا إن راسها مسنودة على طرف كرسي، مش على وسادة مريحة..


_ خاااااااااااااااااخ .. اخخخخخخخخخخخخ .. خووووو


(نجوى بتنفخ، مش عارفة تتصرف ازاي، لحد ما جات لها فكرة ذكية، وهي انها تضرب الجرس ، وتخبط على الباب علشان تصحيها..


_ إيناس، يا إيناس .. اصحي يا إيناس


(إيناس بتفتح عينيها باستغراب، وبتبص حواليه، وبتفرك عينها، وبتميل رقبتها يمين وشمال، وبتبص ناحية الباب، وبتشوف نجوى)


_ نجوى! انتي واقفة عندك ليه يا حبيبتي؟ حصل ايه؟


(نجوى بدأت تستعيد نفسها، وتدخل جوة)


_ معلش أنا آسفة يا إيناس، صحيتك؟


_ لا أبدا ولا يهمك، بس انا مش فاهمة ايه اللي حصل؟


_ محصلش حاجة يا حبيبتي، معلش أنا آسفة


_ هو أنا شخرت يا نجوى؟


_ ايه؟


_ أنا شخرت وانتي خفتي من شخيري؟


(نجوى مكسوفة، مش عايزة تقول لها حاجة، علشان متجرحش شعورها ... ست في منتهى الذوق والأدب نجوى دي)


_ لالالا يا حبيبتي محصلش حاجة


_ بليز يا نجوى قوليلي، أنا روحت كشفت عند الدكتور النهاردة بسبب الشخير ده


_ بصراحة يا إيناس، شخرتي كتيرر، لدرجة إني خفت


(إيناس عيونها بتدمع، وبتحس بالكسرة، والكسوف، ونجوى بدأت تبص عليها بشفقة)


_ أنا آسفة يا إيناس، انتي اللي خلتيني أقول


_ اسفة على ايه بس؟ هو انتي اللي عملتي فيا كده


_ هو الشخير ده من زمان؟


_ بالعكس، ده ملوش خمس أو ست شهور


_ جديد يعني؟


_ اه جديد؟


_ يبقى أكيد ليه سبب، وأكيد الدكتور هيعرفه


_ دكتور أنف وحنجرة النهاردة، قال لي لو النقط منفعتش، اعرضي نفسك على متخصص في الجهاز التنفسي


_ طيب احكي لي البداية كانت ايه؟ أو اللي بيحصل معاكي ايه


(نجوى وايناس قعدوا قعدة صفا، وبدأت ايناس تفضفض لها، وتحكي لها، وكانت مرتاحة لها خالص، وزاحت من جواها كتيرر)


بعد ساعة إلا ربع من الرغي، والفضفضة، وكانت نجوى الطيوبة، عيونها بتدمع علشان إيناس..


_ يا حبيبتي، صعبتي عليا والله، واعتبري ان ربنا بعتني ليكي في الوقت المناسب، ومش هسيبك إلا لما ترجعي زي الأول الاحسن


_ بجد يا نجوى؟


_ طبعا يا روحي، وانا بحكم خبرتي ودراستي، قدرت أعرف سبب شخيرك ايه، والعلاج الجذري هيكون ايه؟


(ايناس فرحت أوي، وبصت عليها)


_ بجد!!


_ اه بجد


(صوت الباب بيتفتح، ونجوى وقفت كلام)


_ شكل الجماعة وصلوا، هنكمل كلامنا بعدين..


_ تمام تمام


(إيناس كانت فرحانة، حست بشوية أمل إنها تتخلص م اللي هي فيه ده، وكأن نجوى مرات شهاب دي جات لها نجدة من ربنا)


هاني دخل زي الملهوف، ووراه شهاب.


_ ايه ده! هو انتي صاحية يا إيناس.


_ اه صاحية يا هاني، في حاجة ولا ايه؟


_ لا مفيش .. أصل نجوى اتصلت بشهاب وقالت له انك نايمة، وقالت لنا تعالوا بسرعة


(إيناس بتبص على نجوى، ونجوى بتهز راسها، إنها فعلا كلمتهم)


ايناس بتقوم أوضتها متضايقة وغضبانة، لأنها حست ان نجوى حكت لهم في الفون ان ايناس كانت تشخر.


_ تصبحوا على خير.


(نجوى فهمت انها زعلت، أو بتشك انها قالت لهم عن شخيرها، ومش قادرة تقوم وراها)


هاني بيبص لنجوى.


_ هو كان في حاجة لما اتصلتي يا نجوى ولا ايه؟


_ لا أبدا، بس كنت حاسة بالزهق، قلت أكلمكم


_ يعني مفيش أي حاجة غريبة حصلت؟


_ لا أبدا


(هاني حس بارتياح، وقعد يدردش معاهم، وشهاب كمان، علشان يشوفوا هيعملوا ايه بكرة)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بعد نص ساعة بالظبط، كانت إيناس راحت في النوم جوة أوضتها، وصوتها بدأ يطلع لهم، والشخير كل ماله وبيزيد، وصوتها بدأ يعمل دوشة..


_ خااااااااااا .. خيييييييييي .. خووووووووووووووووو


(نجوى مكسوفة، وشهاب بيبص حواليه، بيشوف ايه الصوت ده، وهاني بقى في نص هدومه ... ميعرفش ان نجوى عارفة، وكان محرج أوي، وشهاب بيسأل)


_ ايه الصوت الفظيع ده؟


_ صوت؟ صوت ايه يا شهاب؟


_ في صوت كده، زي ما يكون صوت شخيررر..


(الصوت كل ماله ويظهر أكتر، وهاني بدأ يتعصب)


(هاني بيقوم من مكانه، بشكل متهور، مش طبيعي، وبيدخل الأوضة، وبيزعق لإيناس، وبيصحيها بمنتهى القسوة)


_ انتي يا إيناس .. إيناس.


_ ايه يا هاني، حصل ايه؟


_ قومي يا هانم، فضحتيني، كسفتيني، دي لو طيارة بتاخد منخفض جوي مش هتعمل الصوت ده


(نجوى مش قادرة تستحمل البهدلة اللي بتتعرض لها إيناس من جوزها، وبتنادي عليه وهي منفعلة)


_ هاني .. بعد اذنك يا هاني لو سمحت ممكن تيجي .. يا هاني


(هاني خرج وهو منفعل ومتضايق .. ونجوى مش قادرة تسيطر على أعصابها)


_ انت ازاي تعاملها بالشكل ده؟


_ هي مين؟


_ ايناس


(هاني اتفاجيء)


_ كفستني يا نجوى .. خلت رقبتي أد السمسمة.


_ انت عمرك فكرت في سبب شخيرها ايه؟


_ مش فاهم


_ مراتك مش بتعاني من حاجة في جسمها تخليها تشخر يا هاني


_ انتي عرفتي انها بتشخر..


_ أيوة عرفت .. وعرفت كمان ان انت السبب الرئيسي في كل اللي بيحصل لها، يا دكتور، يا مثقف، يا متحضر، يا اللي اتجوزتها عن حب.


_ انا مش فاهم حاجة يا نجوى..


(ايناس خرجت وهي بتعيط، ووقفت تراقب نجوى وهي منفعلة في وش هاني، وشهاب بيحاول يسكتها، وهي بتشاور له، علشان يسيب لها فرصة تتكلم)


_ يا دكتور هاني، مراتك بتشرب مهدئات علشان تعرف تنام، والمهدئات دي مع تعب اليوم، يخلي الحيطان تشخر، مش بني آدمة مكسورة زي مراتك


_ وهي تاخد مهدئات ليه أصلا؟


_ طبعا .. ما انت مش عايش في الدنيا، ومش حاسس بمراتك، الست بالنسبة لك انت وغيرك حيطة في البيت، باب ولا دولاب ولا كرسي أنتريه، بتكمل بيه شقتك .. ولا كأنها روح..


_ لاحظي انك بتتجاوزي في حقي يا نجوى، وبيتهيألي عيب كده


_ العيب يا دكتور، انك تكون مكملتش سنة ونص جواز، وسايب مراتك محبوسة في بيتك، تستناك أكتر من 15 ساعة لوحدها، وترجع عايز ترتاح وتنام..


تقضي شغلك، وسهراتك، وخروجاتك، مع زمايلك وزميلاتك، وعايش حياتك برة، وهي سايبها تكلم نفسها في السجن الانفرادي..


عمرك ما فكرت انها يتيمة الأم، وأبوها مش هو السند اللي يسأل عنها، ولا ليها أخ ييجي يونسها، أو هي تروح له حتى.


عمرك ما فكرت إنها اتجوزتك لما شافت فيك العوض عن كل اللي محتاجة له في حياتها..


ده غير اتصالاتك بواحدة من زميلاتك اللي بتكون منشكح وانت بتكلمها، في وجود مراتك..


دي كويس انها لسة عايشة والله، ومستحملة كل القرف ده..


كويس انها قدرت تتصرف في مهدئات تحافظ على أعصابها من التوتر..


والمسكينة مش قادرة تعمل معاك أي مشاكل، وصابرة، يمكن ترجع لرشدك..


وفي المرة الوحيدة اللي راحت فيها بيت أهلها، كان أبوها بيطالبها بمصاريفها الشخصية، يعني سجن هنا وسجن هناك...


اصحى يا دكتور، وراعي لمراتك، حرام عليك كده..


(هااني واقف مبلم، ساكت، زي اللي المطر بينزل عليها بغزارة، وهو لا قادر يهرب منه، ولا قادر يستوعب ايه اللي بيحصل له)


بيبص على ايناس اللي واقفة خايفة، ممكن الكلام ده يخلي هاني يتهور عليها، ويتهمها بإفشاء سر بيتها لنجوى من أول قعدة.


ونجوى مش قادرة تستحمل كل الاهانات دي، مش قادرة تصبر لحد ما تتأكد من ان المهدئات سبب الشخير، وكان لازم تفجر فيه ثورتها، مهما كان رد فعله، أو حتى رد فعل شهاب جوزها عليها بسبب تهورها.


(هاني بيبص وراه، على ايناس، لقاها واقفة بتبكي، ونجوى بتناديه، لسة الدرس مخلصش)


_ هقولك حاجة يا دكتور هاني، وبعدها لو عايز تطردني من بيتك اطردني، المهم اني ريحت ضميري.


(هاني بيشاور بيده ويهز دماغه، يعني اتكلمي)


_ فكر كده تاخد اجازة اسبوع ولا عشرة ايام من شغلك، وتهتم فيه بمراتك، وتخليها تبطل المهدئات دي، لأن وجودك جنبها هيغنيها عن المهدئات، هتلاقي مراتك تدريجيا بطلت الشخير..


هتلاقيها رجعت لك ايناس، البنت الكيوت، الهادية، الرومانسية اللي حفيت علشان تتجوزها، رغم انك تأخرت كتير في الجواز..


خد اجازة يا دكتور هاني، وقرب من مراتك ... اعتبرها بني آدمة زيك .. بتحس وبتتأثر، ومحتاجة اهتمام، مش مجرد كمالة من كماليات البيت


(نجوى سكتت، وبصت على هاني، وبعده نجوى، واستأذنت تدخل تنام)


_ بعد اذنكم .. تصبحوا على خير


(شهاب واقف مكسوف مش عارف يعمل ايه، وهاني كان مبلم، نظرات صامتة، وشهاب بيستأذن عمل نفسه بينادي على مراته)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هاني كان محتاج حد قوي يواجهه، ويعرفه غلطه، ويحسسه أد إيه هو مستهتر، ومقصر في حق مراته وبيته..


أد إيه كان بيعاني من مراهقة متأخرة، وهو بيراقب الدكتورة غادة دي كل يوم..


أد إيه كان سخيف مع مراته اللي هو عارف انها يتيمة الأم، ومحرومة من الأخ، وأبوها انسان جشع، لا يطاق، وهو أكتر حد يعرفه..


بدأ يفوق لنفسه، واتصالح مع مراته..


وحكى مع دكتور صاحبه، واتأكد ان المهدئات هي السبب..


وفعلا أخد اجازة، وبدأ يصلح مع مراته..


وقدرت ايناس تبطل المهدئات بالتدريج، بعد ما شغل حياتها..


وفي أقل من شهر، كانت بالتدريج حالة الشخير تروح منها..


وكان علاجها في إنها تنول الاهتمام المطلوب، علشان تتخلى عن البديل اللي هيدمرها


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


القصة خلصت بدري (لأنها لا تستحق الإطالة)


يارب تكون عجبتكم


تأليف/ سيد داود المطعني

تعليقات

التنقل السريع
    close