![]() |
ملحمة العشق والانتقام
الجوكر_والاسطورة.....
بقلمي_ملكة_الابداع.....
آية_محمد_رفعت.....
الفصل الثاني والتالت
عائلة "زيدان"
طلعت زيدان ________رحيم، مراد، نغم، ريم
أحمد زيدان__________سليم، سما، منة
توفيق زيدان __________جان، فاطمة
كاميليا زيدان ___________أدم، فارس
صافي زيدان ______________ريان، إياد، مروان
محامي العائلة والأقرب لطلعت زيدان ورحيم ___أسمه عباس صفوان _______أولاده يامن وهنا
نثرات_الروح_والهوى...(#الجوكر_والأسطورة.....) ....
#الفصل_الثاني....
تأوه من الألم، فتطلع له رئيس خدم القصر بأستغراب بعدما ضمد جرحه فقال بدهشة_ما الذي حدث لك سيدي؟
أعتدل "أدم" بجلسته بألم وعيناه تجوب من يجلس بعيداً عنهم يرتشف عصيره ببرود وكأنه لم يكن على وشك قتله؛ فقال بغضب مكبوت_صدمني طور من النوع الشرس فكاد قتلي..
رمقه الخادم بنظرة شك ولكنه لم يعلق فحمل علبة الأسعافات الأولية ثم غادر بصمت، وضع "مراد" قدماً فوق الأخرى بكبرياء فأرتشف مشروبه وهو يتفقد الجريدة بأهتمام، إقترب منه "أدم" بملامح تسعى لكبت الغضب بصعوبة _قاعد ولا كأنك كنت هتقتل بشري من دقايق
رفع عيناه ليجده يحتضن عيناه اليمنى بعدما حاوطتها الكدمة بهالة زرقاء اللون، شعر بالرضا لما فعله فعادت نظراته لجريدته مجدداً فصاح الأخر بغضب_بقيت أسوء من "رحيم زيدان" يا جدع..
كأنه شعل فتيل الحرب فأذا به يصرخ ألماً حينما لكمه الجوكر بغضبٍ جامح قائلاً بصوتٍ حاد ونظرات كالسهام_ما تنطقش أسم الحيوان دا في بيتي وقدامي..
صرخ بألم _أنا لا يمكن أقعد معاك هنا ثانية واحدة أنت بقيت خطير جداً
لاحت شبح بسمة ساخرة فقال ببرود_" مارك"
أتى مسؤول الخدم على الفور فأشار له" مراد" بثبات _إحزم أغراض سيد" أدم" سيترك القصر في الحال.
تطلع له" أدم" بصدمة فقال بصعوبة بالحديث_ياريت دانا شقتي وحشتني جداً..
وأحتضن عيناه الأخرى بألم قائلاً بغضب_شوف بقى مين اللي هينفذلك مخططك وهيتجوز بدالي...
إبتسم الجوكر ببرود فأسرع "أدم" بالحديث المضجر_مش هعرف أنزل مصر وأنا بالشكل دا..
وكان يتحدث مشيراً على عينيه التي حاوطتهم هالتين مخيفتان من الأزرق الداكن، جذب "مراد" مشروبه يرتشفه بتلذذ _خد وقتك..
رمقه بنظرة محتقنه بالغضب ثم جذب حقيبته بعدما هبط بها الخادم ليغادر بصمت، إقترب الخادم من الجوكر قائلاً وعيناه تفترش الأرض_في واحد بره عايز يقابل حضرتك يا باشا..
وضع الجريدة جواره بأستغراب _مين دا؟
أجابه سريعاً _بيقول إسمه "مصطفى سويلم"..
صفن قليلاً ثم أشار له بثبات _شوفه يشرب أيه..
غادر على الفور لينفذ ما طلبه بينما نهض الجوكر يعدل من ملابسه ليستعد للقاء به..
***************
أسرع إليها بلهفة بعدما تلقى إتصال "يامن"، وجدها تجلس أرضاً، إنحنى بفزع_في أيه يا حبيبتي؟.
رفعت "فاطمة" عيناها ببكاء فرددت بهمس_"جان".
ثم إنفطرت بالبكاء الحارق الذي مزق قلب أخيها فجذبها لتقف أمامه فصرخت وجعاً حينما لامس يديه يدها المصابة فقال بغضب_مين اللي عمل فيكِ كدا؟
رفعت عيناها الممزجتان بالأنين والصمت حائل عليها فهي تعلم جيداً إن أخبرته ماذا سيفعل؟
إشتعل فتيل غضبه حينما وجدها تلتزم الصمت فأستدار بوجهه "ليامن" الذي يكتسح الحزن معالم وجهه_فهمني ايه اللي بيحصل هنا وفوراً..
تخل "يامن" عن صمته قائلاً بهدوء _معرفش أنا كنت جاي أشوفك فلقيتها بتبكي ومعرفش أيه اللي حصل بالظبط!...
طاف "جان" بعيناه المكان بأكمله إلى أن وقعت على من يقف أعلى البرج يتأملهم بنطرات مخيفة وخاصة "يامن" ، أطبق على معصمه بقوة مردداً بصوتٍ مسموع _ أتعدى حدوده..
وتركهم وهم بالرحيل فتمسكت "فاطمة" بيديه برجاء _لا يا "جان" عشان خاطري بلاش
دفشها برفق جانباً ثم أكمل طريقه للأعلى بنظرات مميتة وغضب يكفي لقتل العشرات، تخطى الدرج ليصبح أمام عيناه، رمقهم "إياد" بنظرات ساخرة ثم قال بحزن مصطنع _يا خسارة ملحقتيش تخلعي معاه قبل ما أخوكي يرجع...
تطلعت له بصدمة وألم يعتصرها، إقترب منه "جان" ليقف أمامه مباشرة بعينان يكسوها النظرات الساكنة فقطعها بعد وهلة من الصمت _أخوها دا هيقص لسانك عشان متعرفش تجيب سيرتها تاني..
ولكمه بقوة جعلته يسقط أرضاً فتدخل "يامن" مسرعاً _أهدى يا "جان" وتعال معايا..
دفشه ليسترسل حديثه بعدما لكمه مجدداً _لسه بتتجرأ أنك تتكلم عنها بعد كل اللي عملته فيها يا كلب..
حاول "إياد" صد هجمات "جان" ولكنه كان يفوقه قوة وتمكن فحاول تخليص ذاته من براثينه، إقتربت منه "فاطمة" لتتمسك بذراعيه برجاء_كفايا يا "جان" يلا نرجع القصر..
أبعدها عنه برفق فقال "إياد" بغضب أعماه عن كلماته _بدل ما الرجولة شداك كدا إتشطر على صاحبك اللي مقرطسك معَ أختك...
جن جنونه على أثر كلماته فكأنه ألقى عليه تعويذة تحوله فصدد له عدد من اللكمات القاتلة قائلاً بغضب_ إخرس يا كلب.
شلت حركة يديه ليظهر "ريان" من أمامه بعدما شكل خط الدفاع عن أخيه ليصبح أمام عين "جان" لتصبح النظرات بينهما أكثر حدة ليسودها صوت "ريان" المميت_أنت فاكر نفسك مين؟.
وقف أمامه بتحد فكادت أن تنعدم بينهما المسافات ليقطعها بغضب_"جان زيدان" اللي مبيتهونش مع حد بيتعدى على اللي يخصه ما بالك بقى لو كانت أختي الوحيدة؟ .
رمقه بنظرة ساخرة_نسيت تنسب لنفسك خيانة العهد والحقد..
إبتسم بتهكم والجميع يراقب ما يحدث بخوف_خيانة العهد لشخص زي" رحيم" متبقاش خيانة..
إبتسم"ريان" هو الأخر قائلاً بسخرية_أنت اللي محتاجه مش هو، الرجوع لمملكته هيكون بخطوة منك أنت، طلب المساعدة هيكون منك أنت وساعتها هنشوف رد "رحيم" أو عقابه هيكون أيه لشخص خان عهده "لمراد زيدان"..
إنكمشت ملامح وجهه بغضب مميت فأقترب ليقطع المسافات بينهما ليقول بغضب _معنديش إستعداد أضيع وقتي بالكلام عن شخص زيه كل اللي عايزك تفهمه أنك لو مبعدتش الكلب دا عن أختي هدفنه حي وساعتها مش هتعرف له طريق...
وجذب شقيقته ثم غادر بثقة ليتبعه "يامن" على الفور، تراقب "ريان" خطاه التباعد بنظرات كالسهام فأقترب "إياد" منه بغضب _أنت تقدرله ليه مربتهوش؟..
كبت غضبه ليستدير إليه موجهاً لكمة قوية أطاحت به فتطلع له بصدمة ليصيح "ريان" بغضب_ممكن أكون عدو له بس مش عدو الحق والأصول،اللي عملته دا عقابه عندي أسوء من عقابه..
ثم جذبه ليقف أمام عيناه بغصب_لسه عايز منها أيه مش خلاص سبتوا بعض وفضينا الموضوع؟!..
حرر ذاته من بين يد أخيه قائلاً بغضب_هي اللي بتلحقني مش أنا..
إبتسم "ريان" بسخرية _أقتنعت بصراحة وهي برضو اللي غصبت عليك تخطب واحده مش شبهك ولا تليق بعيلتنا لمجرد أنك حابب تظهر مع واحدة والسلام..
وضع عيناه أرضاً يخفي إستياءه الشديد من كلمات أخيه، رفع "ريان" يديه بتحذير له قبل أن يعود للقصر _فوق وراجع حساباتك من جديد وثق أن علاقتكم إنتهت وللأبد..
وتركه وغادر بصمت ليجلس الأخر أرضاً مشتت الفكر لم يعد يعلم ماذا يريد أو ماذا يحدث معه؟!
*************
ولج لداخل غرفة مكتبه بخطاه المتزن ثم جلس على مقعده المقابل له دون أن يصافحه، جلس "مصطفى" ببعض الحرج ولكن سرعان ما أفاق على صوت الجوكر_كنت متوقع أنك هتزرني عشان تطالب مقابل الخدمة اللي عملتهالي وأنا عند وعدي وجاهز للسد..
إبتسم "مصطفى" بأعجاب على دهائه فتعمد الصمت ليثير فضوله لمطلبه فقال بهدوء_طلبي كبير وصعب تنفيذه..
تطلع له بثقة _لو كان عندك شك أني مش هقدر أنفذهولك مكنتش هتبقى قدامي النهاردة..
بدت نظرات الدهشة على عيناه فحقاً الجوكر مثير للأهتمام ، خرج عن صمته أخيراً قائلاً بهدود_ أنت عارف أني ورثت ثروة كبيرة عن والدي الله يرحمه.
تطلع له بصمت فأكمل حديثه_وأنا معنديش غير بنت واحدة فكتبت كل حاجة بأسمها بس مكنتش أعرف أني بعرضها لخطر كبير ....
ضيق عيناه بعدم فهم فأسترسل حديثه_ولاد أخويا بيحاولوا يتخلصوا منها ومني عشان الأملاك تبقى من حقهم هما، رغم أني مرتبة عالية بالشرطة حاولت أثبت ضدهم أي شيء معرفتش...
_والمطلوب مني؟..
قالها "مراد" بهدوء فقال "مصطفى" _تتجوز بنتي..
ساد الصمت بالأجواء، ترقب "مصطفى" رد فعله وحينما وجده هادئ للغاية أكمل _أنا مش خايف على نفسي أنا خايف عليها هي ومعنديش طريقة تانيه عشان أحميها منهم...
_وأنا موافق..
قالها بثبات ليبتسم الأخر بهدوء لضمان حماية إبنة صديقه من هؤلاء اللعناء..
***********
ولج من الخارج حاملاً بعض الأكياس ليصيح بدهشة بعدما مرر يديه على ملامح وجهه القمحية بأستياء_"أشجان"!..
خرجت من المطبخ قائلة ببسمة هادئة _أنا هنا يا حبيبي.
إستدار" يوسف" ليجدها أمام عيناه فوضع بيديها أكياس الفواكه قائلاً بفضول _عملتنا أكل أيه النهاردة؟
حملت عنه الأكياس قائلة بضيق_كان عندي شغل كتير النهاردة ولسه راجعه حالاً فعملت كشري وبيض وبتنجان أيه عجب يا جو..
رمقها بنظرة غاضبة ليتمتم بسخرية_أنتِ بتستسهلي الطبخة دي، أنا بطني إشتكت من البيض والبتنجان بتاعك دا..
وضعت يدها حول خصرها بغضب_والله مش عجبك البتنجان بتاعي إتجوز وهات اللي تخدمك أنت مش إشترتني..
كبت ضحكاته على حركتها المعتاده فأسترسلت حديثها بضيق_وبعدين مالها الأكلة دي مش كنت بتعشقها ولا عشان ماما الله يرحمها اللي كانت بتعملها!..
تسلل الحزن لوجهه فهمس بألم_ربنا يرحمها..
عصف بها الحزن هي الأخرى حينما تذكرت والدتها فلمعت عيناها بالدموع ليسرع أخيها بالحديث المرح_طب ياستي بيض بيض هاتي لحسن أخوكِ راجع واقع من الجوع.
إبتسمت بفرحة_بس كدا عيوني.
وهرولت للمطبخ الذي يتوسط الشقة الصغيرة المكونة من غرفة واحده ومطبخ وحمام وصالة صغيرة للغاية تحوي أريكة متهالكة ولجوارها وسادة صغيرة الحجم وغطاء خاص بيوسف لحين عودته مساءاً يستقل تلك الأريكة حتى يترك لشقيقته الغرفة فتتمكن من البقاء بمفردها حتى لا يخجلها..
حملت الطعام ثم جلست معه تشاركه ببسمة يطوفه الحب الأخوي فكانت "أشجان" تراه الأب الذي حرمت منه منذ الصغر حتى بعد وفاة والدتها أصبحت تراه كل شيء...
****************
وضع الهاتف أمام سيده ليرى بذاته الصور المرسلة له من قبل أحد رجاله المكلفون بمراقبة "مراد زيدان"، أشاح "رحيم" بعيناه بعيداً عن هاتفه قائلاً بثبات_"مراد" مش ضعيف عشان حد يكون في صفه ويقرر أنه يتحالف معايا...
إستقام" توفيق" بوقفته بأرتباك_تقصد أيه يا باشا؟..
فتح عيناه الملهبة بهالته المخيفة فنهض عن مقعده ببسمته الشياطنية_إذا كان هو حابب يشرفني بمملكتي بفخه الاهبل دا فأنا مرحب بيه..
وتعالت بسمته الماكرة فتابعه مسؤول حرسه الخاص بعدم فهم لما يجول بخاطره لذا تحلى بالصمت، صعد" رحيم" للأعلى مشيراً له بيديه _على شغلك..
إنصاع له على الفور بينما أكمل الأسطورة طريقه لشرفته التي تتوسط القصور الخمس فوقف يتأملهم بنظرة محفورة بالغموض، أراد بيوماً من الأيام أن يكون ذات شأن ولكنه الأن يمتلك كل شيء السلطة، المال، الثراء حتى القوة الجسمانية إمتلكها بعد تدريب مرهق ولكن لم يعد يمتلكها هي!، لم يعد يمتلك فاتنة النظرات التى تحمل أمال عودة قلبه الضال، طافه ذكريات الماضي وما فعله به أخيه فجرد قلبه من المشاعر ليجعله أكثر قسوة وجفاء، أراد أن يلقن تلك العائلة درساً قاسي ليجعل من وقف أمامه بيوماً من الايام يعود نادماً، وقعت عيناه على قصر "جان" فأبتسم بتهكم لعلمه بأنه على وشك أن يخطو لعرينه فحينها سيتلذذ بعذابه، شعر بحركة خافتة تأتي من خلفه فقال دون أن يستدير_واقفة كدليه؟..
شهقت رعباً فأستردت أنفاسها المتقطعة بصعوبة_أصل... انا... ك...
إبتلعت باقي كلماتها حينما رفع ساعة يديه يتفحص الوقت بغضب _فاضل عشر دقايق عن المعاد المفروض لحضرتك تكوني فيه بغرفتك..
أسرعت "ريم" بالحديث برجاء _أنا عارفة ان "نغم" غلطت بس إمتحاناتها بكرا أرجوك متضيعش مستقبلها..
وببكاء حارق قالت _أرجوك...
وقف ثابتٍ محله فقط النظرات من تحاوطها، قطع الصمت حينما قال بسخرية_وتفتكري مستقبلها هيهمني؟..
أغلقت عيناها بقهر فقالت بخوف_ أنت ليه بتعاقبنا أننا اخترنا نعيش معاك ونسيب "مراد" رغم أنه أخ...
صرخت بفزع حينما رطم زجاج الشرفة من جوارها قائلاً بصوتٍ جعل الدماء تهرب من وجهها _متجيش سيرته قدامي...
تراجعت للخلف بزعر وهي تراقبه كأنها ترى شبحاً على وشك التحول لأسوء ما يكون فركضت عائدة لغرفتها فأغلقتها عليها جيداً لتعود بنوبة بكائها الحارق أما "رحيم" فشدد على خصلات شعره البنى بغضب جعل الدماء تتساقط عليه ثم توجه مسرعاً للأسفل بملامح لا تنم بالخير..
بالأسفل..
كانت تجلس بأحد أركان الغرفة المظلمة بخوف، البكاء كان أخر ما لجأت إليه، نهضت عن الارض حينما إستمعت لصوت القفل الخارجي يتحرر فوجدته يدلف للداخل، وقفت "نغم" أمام عيناه بسكون وعيناها الزرقاء بملامح وجهها الغربي تقذفه لذكريات تجمعه "بمراد زيدان" ألد أعداءه، إقترب ليقف أمام عيناها قائلاً بسخرية_شايفك من كتر دخولك للقبر اللي هنا أخدتي عليه..
رمقته بنظرة محتقنة بالكره فأبتسم وهو يتأملها قائلاً بغرور_وفري النظرات دي لبعدين لأن طريقك طويل معايا وعقابك هيكون أكبر على أي قانون هتنتهكيه.
خرج صوتها المبحوح قائلة بسخرية_ويا ترى عقابك أنت هيكون ايه؟..
تعالت شرارة الجحيم بعيناه فأكملت هي ببسمة هادئة_النار اللي أنت حابب تحرق الكل بيها دي مصيرها هتيجي على حد قريب منك يا "رحيم" بيه وساعتها مش هتلاقي عقاب لنفسك..
تلونت عيناه بالغضب فجذبها بقوة من حجابها لتحاول تحرير ذاتها بالقوة ليخرج صوته المهيب الذي جعلها تنصاع إليه_كلامك مش مأثر معايا في حاجة ولعلمك أنا معنديش حد غالي عشان اندم عليه في يوم من الايام أم انتوا أو أنتِ بالأخص فهتفضلوا زي مأنتوا كدا تحت طوعي واللي هيفكر يعارضني مالوش غير دا.
وأخرج سلاحه ليضعه أمام عيناها فأبتسمت بسخرية_عندك حق تعمل معانا أكتر من كدا مأنا اتخليت عن أخويا اللي من لحمي ودمي عشان أعيش مع ب....
بترت كلماتها حينما هوى على وجهها بصفعة مميتة جعلتها تنساب أرضاً محتضنة وجهها بألم بعدما تورم فمها بقوة، جذبها مجدداً لتقف أمام عيناه فتطلعت له بكره ليشير لها بثبات _عينك في الأرض.
لم تنصاع إليه وظلت ترمقه بغضب ليهوى على وجهها بصفعة أخرى فكادات بالسقوط ولكنه جذبها لتقف أمامه مجدداً لتستمع لصوته المميت_مبكررش كلامي مرتين..
بكت ألماً لتنصاع إليه أخيراً فتطلع لها ببسمة رضا ليعود لحديثه مجدداً _اللي حصل الصبح في الاسطبل غلطة ولا لا؟..
بكت بصوت مسموع فكاد بأن يعنفها على عدم ردها ولكنها أسرعت بالحديث_غلط..
إستند بجسده على الباب قائلاً بتلذذ_واللي غلط بيعتذر، أعتذري..
رفعت عيناها إليه فرات فرحته بأنكسارها، إستنزفت طاقتها فلم تقوى على تحمل المزيد فقالت بألم_أسفة
_مسمعتش..
قالها بكبرياء لتعود لبكائها قائلة بدموع _أنا أسفة..
إبتسم برضا ليشير لها على باب الخروج_أرجعي أوضتك..
خرجت كالجثة التي لا تشعر قدماها تسوقها إلى أي إتجاه، لاطالما كرهت الظلم وكان العند سمتها وهو الأن يتعمد تحطيمها، ساقتها قدماها لحديقة القصر، رفعت عيناها المحفورة بالأنكسار على المقبض الحديدي المحاط لعدد مهول من الكلاب البوليسية المدربة بعناية على حراسة قصر "رحيم زيدان"، غامتها حياتها البائسة فتطلعت لهم بنظرة ذات مغزى حينما رأتهم يلهثون جوعاً ويتطلعون لها كأنها تحمل لحم يردون نهشه، خطت ببطء لتصل إليهم فوقفت تتأملهم بفكر مشوش..
بالأعلى..
توجه لغرفته ولكنه عاد بضعة خطوات حينما لمحها تقف أمام أخطر أنواع أخترهم لحراسة قصره فجعلهم كالأسود المتربصة، جحظت عين "رحيم" حينما رأها توشك على تحرير المقبض فأسرع للأسفل بسرعة مهولة، حررت المقبض الأول فولجت لداخل القفص الكبير الذي يفصلها عنهم باب من الخشب موضوع بداخل القفص الحديدي حتى يتمكن العامل من إدخال الطعام إليهم، بكت بقوة وهي تغلق عيناها حتى لا ترأهم وهم يوشكون على تحطيم الباب الخشبي بشراسة ليتمكنوا منها، إنقبض قلبها حينما تحطم أحد أعمدة الباب الخشبي ليطل من داخله أحدهما برأسه السوداء ومخالبه الحدة، تراجعت للخلف بذعر رغم أنها من فعلت ذلك، تحرر بنجاح ليسرع إليها فأغلقت عيناها بذعر حينما لامست الدماء وجهها، تحسست عنقها فوجدت أنها لم تجرح!، فتطلعت أمامها لتجده مقبض بسكينه على عنقه ليحرر سكينه فتمزق عنقه ليلقيه أرضاً فسقط خلف الباب الذي غلق على أثره ليصبحوا محاصرون بالداخل بين عدد مهول من الذئاب المفترسة، صاح بها بغضب _أيه اللي دخلك هنا أنتِ مجنونه..
وضعت عيناها أرضاً ببكاء وخوف حينما رأت أثنين منهم تحررروا ليخرجوا من الفتحه الصغيرة، تيقنت "نغم" أن نهايتها واشكة بينما وقف "رحيم" يتطلع للخارج بأستغراب من عدم وجود الحرس ولكنه مدرب للتعامل بذاته، وضعها خلف ظهره فتطلعت له بدهشة إزدادت حينما خلع قميصه ليجرح جسده حتى يشتت الانتباه عنها فيلتفوا من حوله هو، تمسك بالسكين بوضع قتالي حرافي ليقربها من عيناه بأقرب حركاتهم، أقترب الأول منه فأطاح به أرضاً أما الأخر فتربص الأخر به ليهاجمه من الخلف ولكن سرعان ما إنتبه له "رحيم" فقبص على عنقه ليحرر سكينه بصدره..
بالخارج..
إتجه "ريان" لقصر "رحيم" فرأى ما يحدث أمام عيناه فهرول للحرس سريعاً ليجذب احد الأسلحة فلحقوا به ليطلق الرصاص على من تحرر منهم، كانت "نغم" هائمة بالماضي وعيناها مسلطة على "رحيم" الذي يفعل المحال حتى لا يقترب منها أحدهما..
##.
كانت تلعب بالحديقة بسعادة طفولية عارمة، إنحنت لتجذب أحدى الزهرات ولكنها لم تخرج معها فجذبتها بقوة والعند يتمكن منها، إنجرح أصبعها فبكت بألم ليهرع إليها أخيها الذي يبلغ من العمر الحادي عشر ليحتضن إصبعها بحزن، بكت "نغم" وهي تسرد له ما حدث لها مع الزهرة فتركها "رحيم" وجذب لها عدد من الزهرات غير عابئ بجرح يديه هو الآخر فكل ما يشغله أن يجعله تكف عن البكاء وتبتسم
##
لحت شبح لبسمة الماضي على وجه "نغم" وهي تراه يقضي عليهم، لم تستمع لعنفه وغضبه بما فعلته، تابع "ريان" ما يحدث بصمت فهو يعلم قواعد "رحيم" جيداً..
أسرع إليهم" توفيق" بعدما علم بالأمر، فاستدار إليه "رحيم" بغضب_ طقم الحرس كله يتغير فوراً فاهم..
أشار له بتأكيد فجذبها للداخل ليلحق "ريان" به، دفشها للداخل بغضب فكاد بأن يصفعها مجدداً ولكنه تعجب من نظراتها له وسكونها الغير معتاد، إنتبه لريان فأشار لها بغصب_اللي عملتيه دا عقابه عندي عسير حسابك تقل معايا أوي يا "نغم"..، غوري من وشي.
أنصاعت له وصعدت للأعلى سريعاً، إقترب منه "ريان" بصدمة_انت بتنزف!..
تطلع لما يتطلع إليه فقال بعدم مبالة_كنت جاي ليه؟..
زفر بغضب من طريقته_معتش قادر أتحكم بتصرفات "إياد" إتمادي اوي و"جان" مش هيسيبه..
إبتسم بطرف فمه قائلاً بغموض_وماله سيبه يتمادى براحته.
تطلع له بضيق_مش قادر أفهم تفكيرك..
جذب زجاجة المياه الباردة ليفرغها على جسده قائلاً ببرود_ولا عمر حد هيفهمني..
ثم رفع يديه على كتفيه بهدوء _"جان" هيقع ودا اللي يهمك ولا أيه؟..
لاحت على وجهه بسمة خبيثة فقال ببسمة هادئة_أشوفك بعدين.
ضيق" رحيم" عيناه بأستغراب_علي فين؟..
أجابه" ريان" بحزن _على المطار، أخوات" خالد" صاحبي الله يرحمه نازلين مصر مع خالهم ولازم أكون في أستقبالهم..
أشار له بتفهم فغادر على الفور للقاء بأول مطاف سيقوده لعشقٍ سيمزق أواصره، أما "رحيم" فجذب زجاجات المياه الباردة لينثرها على وجهه فتتساقط على عضلات صدره وجسده الممزوج بلون الدماء وبعرقه، أستند على المقعد ببسمة ساخرة فحتى آلام جسده لم يعد يشعر بها تحول كلياً لشخص متبلد المشاعر فلم بعد لديه قلب!!...
************
بقصر "جان زيدان"
كان يحمل جاكيته على ذراعيه؛ فولج لغرفته ليضئ نورها فوجدها ساكنة على الفراش فكوثر تتولى ما يخصها، وضع "جان" جاكيته على أقرب مقعد ثم إقترب منها ليمرر يديه على وجهها بعشق _أسف يا روحي أتاخرت عليكِ...
ثم خلع ساعة يديه ليضعها على الكوماد_هغير وأرجعلك..
وبالفعل جذب ملابسه وولج لحمام غرفته ليدلف أسفل المياه الباردة لعلها تزيح كلمات "ريان" عنه، دار الحوار بينه وبين ذاته فكان غير منصفاً
"معقول يا جان هتلجئ لرحيم زيدان، مش عارف أسمحك أزاي يا عمي بعد ما حطيت كل أملاكنا بأسمه خاليته متحكم بكل حاجة، كنت فاكر أن عمري ما هحتاج فلوس ورثي وشركتي موجودة بس أنا الوقتي محتاجها أكتر من أي وقت لازم أعمل لسلمى العملية حتى لو كبريائي كان المقابل"..
إرتدى بنطاله ثم جذب قميصه فخرج ليرتديه بغرفته ، وقف أمام الشرفة بشرود
##
ولجت للداخل ببسمتها الساحرة فأنقلبت لحزن مصطنع لتجذب من أمامه الملفات _حرام بجد كل حياتك شغل في شغل طب أنا فين من حياتك يا بشمنهدس..
تطلع"جان" لعيناها الساحرة ببسمة هادئه فألقت حقيبتها بوجهه_وانا شغلة نفسي بأختيار هنروح فين بال honeymoon.
جذبها لتجلس على قدميه فحاولت تحرير ذاتها بغضب _بتحلم مش هتعرف تصالحني أنا خلاص أساسا مش عايزة الفرح دا فطلقني وكل واحد يروح لحال سبيله..
ضيق عيناه بسخرية_أطلقك مرة واحدة!..
"سلمى" بغضب_متختبرش صبري يا "جان" أنت متجوز شغلك..
ووضعت عيناها أرضاً بحزن، رفع وجهها بيديه لتقابل عيناه فشعرت بالخجل لقربها الشديد منه، إبتسم بخفة حينما رأى شجعاتها الزائفة تتلاشى شيئاً فشيء، أقترب منها ليهمس أمام وجهها بعشق_أنا مش مشغول عنك انا بتفرغ ليكِ.
ثم حمل البطاقات التي أعدتها قائلاً _سايبك تختاري الأماكن اللي تحبيها وأكون خلصت شغلي اللي ممكن يعطلني عنك...
ثم إحتضنها بعشق_بعدها هكون ملك ليكِ يا "سلمى"..
شددت من إحتضانه فشعر بأنه بحاجة المزيد فعلى الرغم من كونها زوجته ولكنه يعشقها أكثر من ذاته فيرى أنها أغلى من حياته نفسها لذا لن يعرضها لمثل هذا الموقف فهمس بمرح يطغيه العشق _لو فضلتي متعلقة فيا كتير كدا ممكن أتجوزك الوقتي رسمي ومش هيهمني حد..
تعالت ضحكاته فأبتعدت عنه قائلة بغرور _بس انا مش موافقه على الجوازة دي وهتطلقني..
إبتسم على كلماتها فكاد بأن يجيبها ولكن صدح رنين الهاتف فرفعه ليستمع للسكرتيرة فتحاولت ملامحه للغضب مما جعلها تقترب منه بأستغراب_في أيه يا "جان"؟..
وضع سماعة الهاتف من يديه ثم نهض ليقترب منها قائلاً بثبات_مفيش يا روحي.
ثم قدم لها مفاتيح سيارته_خدي المفتاح دا وإنزلي أستنيني بعربيتي انا دقايق وهحصلك..
أشارت له بهدوء ثم هبطت للأسفل فرفع الهاتف بملامح غاضبة _دخليها..
أجابته السكرتيرة بوقار_تحت أمرك يا بشمهندس ..
ولجت "ريناد" للداخل لتراه يترأس مكتبه بكبرياء، نظراته تكاد تقتلها من شدة لهيبها، صاح بغضب_جاية ليه؟..
تمايلت جواره عن تعمد_وحشتني..
نهض عن مقعده ليقف أمامها بغضبٍ مميت_ودا من أمته إن شاء الله!.
رفعت يدها على قميصه بطريقة مقززة _في كل ثانية احنا لازم نرجع لبعض يا" جان" أنا مقدرش اعيش من غيرك..
دفشها بعيداً عنه باستقزاز ليصيح بغضب_أسلوبك الرخيص دا كان زمان بيأكل معايا الوقتي أن شخص تاني غير اللي كنتِ تعرفيه، شخص عرف يعني أيه حب ومستحيل يرجع القرف دا..
تلونت عيناها بالغيرة القاتلة_حب ايه وكلام فاضي أنت بتحبني أنا ومش هتتجوز غيري يا "جان" كل اللي كان بينا دا كان حب ولازم ينتهي بالجواز.
تعالت ضحكاته بسخرية_لا اللي كان بينا دا كان شيء مقزز ومعرفش كنت بعمله أزاي..
طاح الأشرار بعينها _بس أنا بقى حبيتك ومستحيل أسيبك لغيري.
جذبها من خصلات شعرها بقوة جعلتها تصرخ بجنون _يبقى آخر يوم في عمرك لو فكرتي بس مجرد تفكير فيها، لا الموت هيكون ليكِ رحمة عن عذابي.
إبتسمت بحقد_بس أنا مش بفكر انا نفذت خلاص..
تحررت يديه من عليها بصدمة_تقصدي أيه؟..
إبتسمت بتشفي_ حبيبة القلب زمانها بتأكل رز بلبن مع الملايكة..
جن جنونه فلم يشعر بقدماه ولا بذاته اللي حينما أنهى الدرج ليصيح بأعلى صوتٍ يمتلك بأسمها، وجدها تستند برأسها على تبلو السيارة فأقترب منها ببطء كأنه يرفض تصديق الجزء التالي، حجابها الأبيض منغمس بلون الدماء، رفعها بيد مرتعشة لتسقط بين يديه، عيناها مازالت تنبض بالحياة تلفظ أنفاسها بصعوبة، حرر حجابها ليجد الطلقة النارية جوار رقبتها، عصف قلبه فصاح ببكاء لأول مرة وعيناه بعينها _متسبنيش يا "سلمى".. متسبنيش يا حبيبتي...
وأحتضنها بضعف ثم حملها بسيارته ليسرع بها لأقرب مشفى فاسعوا بأنقاذ حياتها شبه المغيبة ليخبره الطبيب بعد عاماً كامل بأنها بمثابة متوفية لذا عليهم فصل الأجهزة فرفض بشدة واحضرها للمنزل ليشري لها معدات كاملة، إلى أن رأها طبيب فرنسي ليؤكد له بأن هناك جراحة دقيقة يمكن أن تجدي نفعاً ولكنها ستتكلف كثيراً...
خرج من شتات الماضي بدمعة تلألأت بعيناه، جلس جوارها ليمسد على شعرها الفحمي مردداً بعشق _وحشتيني أوي يا عمري، وحشني صوتك وخناقك... وحشني كل حاجة فيكِ..
هوت دمعته بألم فأكمل بثبات وهو يجاهد له_محدش في الدنيا دي كلها هيقدر حبي ليكِ غير ربنا هو اللي شايف قلبي وشايف ازاي مكتوب لحبك أنتِ بس، بتمنى يقبل دعواتي أني أرجع أشوفك على رجلك من تاني..
تمدد لجوارها ثم جذبها بعناية حتى لا تتوقف الأجهزة ليحتضنها بعشق، خرج عن شروده قائلاً بألم_كل حاجة تهون عشانك حتى لو هقف أدام "رحيم زيدان" من أول وجديد...
**********
بالقصر الخاص "بفارس" حيث كانت تقطن الجدة بعدما إختارت قصر إبنتها سكناً لها...
جلست الجدة "عظيمة" جوار محامي العائلة "عباس صفوان" الصديق الوحيد لأبنها الراحل "طلعت زيدان" قائلة بحزن_متوقعتش أنه يعمل كل ذا قبل موته.
أجابها بهدوء_كان فاكر أنه بيعوض "رحيم" عن اللي حصل مكنش يعرف أنه بيحوله لشخص متجرد من المشاعر.
تطلعت له بحزن_خسرنا "مراد" والعيلة كلها...
ثم قالت بتذكر_أنت قولتلي قبل كدا أنه سايب وصية تانية!..
تطلع لها بتوتر ثم قال _أيوا وشرط ظهورها غريب أوي.
ضيقت عيناها بأستغراب_أيه!
وضع القهوة من يديه بيقول بثبات_قالي قبل ما يموت أني مسلمش الوصية غير لمراد وشرطه أنه يحب بجد..
تطلعت له بذهول_يحب!!
أشار لها بتأكيد فقالت بيأس_مستحيل هيحصل..
الجميع يعتقدون أنه من المحال التغلب على قلوب الشياطين ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن..
************
بقصر الجوكر..
كان يتمدد على شلال المياه الباردة غير عابأ بمن حوله، إستحوذت عليه غيمة الطفولة لأكثر من عشرون عاماً
##
صاح "رحيم" بحزن_بس أنا مش عايز أبقى ظابط شرطة..
"طلعت" بغضب_أنت وأخوك مش هتبقوا غير ظباط غير كدا مش مسموح..
بكى الصغير وتوجه لغرفته فلحق به "مراد" التؤام المتماثل له، وجده يبكي على الفراش فاقترب منه بضيق_انت مش عايز تبقى ظابط ليه زي بابا..
أجابه الصغير بدموع_انا بخاف من الدم والمسدس..
تطلع له "مراد" بضحكة طفولية_خلاص هضربلك نار انا..
جلس "رحيم" على الفراش بحزن_الظابط لازم يكون قوي وأنا ضعيف بسبب المرض والله اعلم أذا كان هيتنصر ولا لا..
جلس جواره بغضب_أنت اللي هتهزم السرطان يا رحيم..
إبتسم الصغير وهو يرى أخيه يتعمد أن يزيل شعر رأسه حتى لا يشعر بالضجر فتطلع له ببسمة هادئة..
آفاق "مراد" من شرود ماضيه قائلاً بوعيد_ محدش هيدمرك غيري.... دا وعد الجوكر ليك..
************
بغرفة "منة"...
صاحت "سما" بغضب_يعني يوم ما عمي يستجدع معايا يخترلي واد مفعص عايش بره بقاله سنين وقالب على خواجات..
تعالت ضحكات "منة" فقالت بسخرية_ هو قالب على خواجات اه لكن مفعص لا دا "فارس" بيقول عنه أشعار وحتى بيقول انه أحلى منه...
رمقتها بنظرة نارية فتمتمت بسخرية_ومين هيشهد العروسة ياختي..
تعالت ضحكاتها قائلة بتذمر مصطنع_بكرا هنشوفه ياختي وهنحكم..
جذبت نظارتها بتوتر_علي قولك ياختي...
تعالى هاتفها برسالة هاتفية فأخفت الهاتف بأرتباك مما أثارت شك "منة" فقالت بأستغراب_مين بيكلمك..
عدلت من نطاراتها كدليل قوي على إرتباكها _مفيش دي واحدة صاحبتي هرد عليها بعدين
جذبت "منة" الهاتف لتراه يلمع بأسم "ريم" فقالت بصوتٍ مرتفع_أنتِ لسه بتكلميها!!..
جذبت الهاتف منها بغضب جامح _مالكيش دعوة بيها يا "منة" خاليكِ في اللي يخصك..
وقفت أمامها بغضب _أنتِ مش فارق معاكِ اللي بتعمله في "سليم"!..
"سما" بعصبية_هي مالهاش علاقة بحاجة كل دا بسبب خوفها اللي موجود عند الكل من "رحيم زيدان"...
ولج "سليم" للداخل على أصواتهم المرتفعة فقال بغضب_في أيه، صوتكم جايب الدنيا كلها!...
إرتبكت "سما" من وجوده أما "منة" فأقتربت منه بغضب_"سما" لسه على علاقة" بريم" و" نغم".
أسرعت بالحديث_لا والله" ريم" بس..
تطلع لها بنظرة مطولة ثم رفع يديه بثبات _تلفونك..
قالت بأرتباك_يا" سليم" انا أ...
قطع حديثها بلهجة ثابتة_بقولك هاتي تليفونك.
قدمت له الهاتف بحزن فجذبه وخرج لغرفته، فرمقتها بنظرة مميتة ثم تمددت على الفراش..
*********
بغرفة "سليم"...
فتح هاتفها ليجد عدة رسائل صوتية من "ريم" ، قاوم فضوله ولكن لم يستطيع منع قلبه بسماع صوت ما طرب يوماً بعشقها، خرج صوتها المحتقن بالبكاء
"خلاص يا سما أنا كرهت نفسي وحاسة أني هموت من كتر خوفي وانا عايشة بالمكان دا فكرت كتير اقتل نفسي واخلص بس حتى دي فشلت فيها، أنا نفسي أشوف ماما نفسي اروح لماما يا سما الدنيا دي كلها ظلم.....ظلم مراد وظلم رحيم حتى سليم ظلمني وبيعاقبني على حاجه خارج أردتي أنا بجد بتمنى أموت"..
تمزق قلبه فشعر بأن كلماتها أستقرت بقلبه فجذب الهاتف وطلب الأتصال بها، أتاه صوتها على الفور قائلة ببكاء_أيوا يا سما..
_لو سمعتك بتتكلمي عن الموت تاني متتخليش عقابي عشان متتصدميش..
ترنح قلبها على حنين صوته فقالت بصدمة_" سليم"..
أغلق عيناه بعشق سماع حروف إسمه بترتيل صوتها الرقيق، خرج صوتها ببكاء_أنا محتاجالك أوي ومحتاجة حمايتك ليا أنا عمري ما حسيت بالأمان غير معاك أنت .. أنا خايفة من اخواتي اللي المفروض يكونوا عيلتي!!
أستجمع كلماته قائلاً بثبات_تتجوزيني؟..
بكت كثيراً وصمتها طال أكثر فقالت بعشق_موافقة..
تهلل قلبه بفرحة لا مثيل لها فقال بهدوء _إالبسي وانزلي من باب الخدم هنتجوز حالا عند المحامي.
وأغلق الهاتف سريعاً ليختار طريقاً صادم للوقوف أمام "رحيم زيدان" ولكن ترى ما المخبأ لهم؟؟...
ما الرابط الذي سيجمع نغم بشاب لطالما رأته فتى الأحلام بعيد عن الثراء ولكن رئاسة بالشهامة والرجولة، وماذا لو كان عليها تحد "رحيم زيدان" لتدفع فتاة بريئة تمن هذا العشق!!..
ما السر الخفي وراء الجوكر والاسطورة؟..
هل ستعود سلمى من جديد بحياة جان؟..
ما المجهول لعسق ريم وسليم وفارس؟..
إياد جاني أم مجني عليه، وهل سيترك معشوقته بتلك البساطة وخاصة بأنها تسلك طريق للهلاك...
ما الكأس المرير الذي سيتذوقه ريان؟..
ما مجهول أقصوصات عشق عائلة "زيدان" وما الذي تحمله وصية "طلعت زيدان"؟؟؟!!!!
ملحمة العشق والانتقام...
#
*****_______*****
#الجوكر_والاسطورة (نثرات الروح والهوى)....
#الفصل_الثالث....
وصل لمطار القاهرة فكان بأنتظارهم كما أخبر خالهم، رفع ساعة يديه بضيق فكانت تنص على الحادية عشر مساءاً، أخرج هاتفه ليتصفح الأنترنت من أمامه كمحاولة لألهاء ذاته عن تأخير الطائرة الملحوظ..
_"ريان"؟!...
إعتدل بوقفته ليبحث عن صاحبة الصوت فوجدها أمامه فتاة عيناه سوداء كمخمل الليل على إنشودة القمر، فكانت ذات ملامح رقيقة للغاية بأنفها المدبدب وشفتيها ذات اللون الكرزي، تطلعت له" سارة" بحيرة من أمره فأنتظرته ليجيبها إن كان هو أم لا، طال صمته فظنت أنها أخطأت بملامحه التى رأتها كثيراً بصور تجمعه بأخيها الراحل، خرج عن صمته أخيراً _أيوا أنا "ريان".
إبتسمت "سارة" قائلة بمرح_الحمد لله أفتكرتك مش بتسمع أو مش بتشوف..
تعالت ضحكاته الرجولية الجذابة فخلع نظارته القامة لتبرز عيناه الساحرة بوضوح قائلاً بلهجة قريبة من مرحها_هما كل اللي بيلبس نظارات بيقى كفيف!..
أشارت له بخفة_مقصدش بس دا مجرد تخمين لأني بكلمك من فترة مش بترد ولا بتتحرك..
تأملها بنظرة مطولة فكاد بأخبارها بأنه تصنم محله حينما وقعت عيناه عليها هي ولكنه قال بثبات _أكيد مأخدتش بالي..
أجابته ببسمتها الهادئة_ولا يهمك...
نقل نظراته من عليها بالكاد قائلاً وهو يتفحص المكان من حولها بأستغراب_أمال فين الباقي؟.
تطلعت له بذهول_باقي مين!...
أجابها بهدوء _أخواتك!...
سكن الحزن عيناها فقالت بصوتٍ مشحون بالألم_مكنش عندي غير "خالد" الله يرحمه.
_إزاي أنا عارف أن " خالد" عنده أكتر من أخت..
قالها بأستغراب فأبتسمت بألم بعدما عدلت من حجابها بعناية_لو تقصد ولاد خالي فخالد الله يرحمه كان بيعتبرهم أخواته، لكن أنا أخته الوحيدة..
شعر بالألم الذي تسبب به لها فقال كمحاولة لتغير الحديث_لسه في شنط غير دول؟..
أشارت له بلا فأبتسم وهو يحملهم بين يديه مشيراً لها بخفة_عربيتي بره، إتفضلي معايا.
أشارت له بأمتنان ثم لحقت به للخارج، فتح باب سيارته الأمامي ففركت أصابعها بأرتباك شعر به فأبتسم على أخلاقها التي مازالت متشبثة بالعروبة رغم إقامتها بالخارج فأغلق الباب الأمامي ثم فتح الخلفي تحت نظرات ذهولها ولكن لا تنكر سعادتها به، جلست بالخلف فكاد بأن يغلق الباب ولكنه إنتبه لطرف فستانها الطويل فأنحنى ليرفعه بخفة في نفس لحظات تمسكها به لتتقابل أصابعهما بلقاء مثير بدد القلوب وسرى كتياراً حراري بالأجساد، تحول وجهها لخجل لا مثيل له، سحب يديه سريعاً ثم أغلق الباب ليجلس بالأمام بذهول مما شعر به، أعاد خصلات شعره الطويل للخلف بأرتباك ثم قاد سيارته ببطء، بالخلف إبتسمت "سارة" رغماً عنها فقالت بمحاولات للحديث _هي شقة "خالد" قريبة من هنا؟..
خرج من شروده على صوتها فقال ببسمة هادئة_مش بعيدة متقلقيش.
إكتفت ببسمة صغيرة فما هي إلا دقائق معدودة حتى وقف "ريان" أمام أحد العماير المصممة بحرافية لتليق بهذا الحي الراقي، هبطت تتأملها بنظرة إعجاب فحمل "ريان" الحقائب وتوجه للداخل مشيراً لها بخفة_إتفضلي يا أ..
ثم حك رأسه بحرج فحتى إسمها لا يعرفه، إبتسمت قائلة بخجل_"سارة" إسمي"سارة"..
أشار لها ببسمته الساحرة فلحقت به للمصعد ثم صعدت معه للطابق الرابع ليخرج المفاتيح من جيب جاكيته ليفتح بابه، ولجت للداخل بأنفاس مضطربة، دموعاً تكتسح ملامحها حينما ولجت للشقة التي جمعت أنفاس أخيها للوهلة الأخيرة، هوت الدموع كالعاصفة فأخذت تمرر يدها على أساس المنزل بألم كأنها تلامس أخيها، لاحظ "ريان" ما تفعله فقال ببسمة هادئة_إدعيله بالرحمة..
نقلت نظراته إليه قائلة بصوتٍ مكبوت بالأنين_بدعيله في كل ثانية..
ثم أشاحت دموعها ببسمة ذائفة فأشار لها بهدوء على تفاصيل الشقة ليقف أمام أحد الغرف فأطبق عيناه بقوة كأن الذكريات التي جمعتهم عادت لتحاربه من جديد فقال ببسمة هادئة_عندك كذا غرفة نوم لكن دي يفضل أنك متستخدمهاش..
قالت بتعجب_ليه؟..
ثم قالت بفضول_ممكن أدخلها؟..
تطلع لها قليلاً ثم هز رأسه بخفة ولكنه ظل بالخارج لم يلحق بها مثلما فعل بباقي الغرف كأنه خشي الولوج لعرين ذكرياته، وجدت بالغرفة تخت مزدوج بدور علوي ودور سفلي وعلى الجانب الأيسر كان هناك تخت أخر، الحوائط ممتلئة بصوراً مهولة له ولشقيقها ولكن أغلبهم كان للصديق الثالث المقرب أليهم صاحب التخت الثالث الموجود بالغرفة...
صاحت بلهفة_"ريان"..
ولج للداخل على أثر مناداتها له وخطاه بطيئة للغاية، أقتربت منه وبيدها أحد الصور قائلة ببسمة مرح_دا الضلع التالت من الصداقة المتينة اللي" خالد" كان دايماً بيحكيلي عنها، على ما أعتقد كان إسمه" جان" ؟.
تلونت عيناه بغضبٍ قاتم حينما تردد إسمه أمام عيناه، أحيت تلك الفتاة ذكريات ردمها الماضي فعاد ليخترق قلبه من جديد، لم يحتملها فجذب الصورة منها بغضب فشل بالتحكم به _مش صحيح أنا وخالد ملناش صديق تالت وياريت متدخليش الاوضة دي تاني...
وجذبها برفق للخارج ثم أغلقها جيداً بمفتاحها الخاص الذي حملها بجيب جاكيته، تطلعت له بشك فقالت بتماسك وقد ساورها الشكوك_أخويا إنتحر ليه؟..
رفع عيناه التي تحولت لهالة من الحزن والجراح إليها فأقتربت منه خطوة والدموع تكتسح معالم وجهها فأشارت له بالصورة التي تحملها _الشخص اللي بالصورة دا له علاقة بأنتحار "خالد"؟...
ومين البنت اللي كان "خالد" هيرتبط بيها؟
رفع عيناه إليها بثبات ليضع مفاتيح الشقة على الكوماد قائلاً بثبات مريب_دا مفتاح الشقة، والتلاجه أنا ملكيتها أكل، هتلاقي كل اللي هتحتجيه، وأنا الصبح هعدي عليكِ عشان لو محتاجة حاجة وطبعاً مش هفكرك أني زي "خالد" الله يرحمه بالظبط، تصبحي على خير..
وتوجه للخروج فلحقت به بدموع_من فضلك تجاوبني على أسئلتي.
رفع عيناه إليها يتفحص ملامحها بقلبٍ يسارع بالنبض فقطع بكلماته الثابتة_تصبحي على خير يا "سارة"..
وغادر "ريان" سريعاً حتى لا يقع في براثين الماضي الأليم الذي يجمعه "بجان زيدان"..
************
توقفت السيارة أمام القصر، فساد الصمت بينهما، مازالت لا تستوعب ما فعلته فهل قبلت بأن تصير زوجته بتلك البساطة!، هل تحدت ذاتها دون أن تعبأ بأخيها!....
ظل كما هو مستنداً بجسده على حافة شرفة السيارة بصمت، يراقب سكونها بنظرات جانبية ليقطعها بصوته الهادئ_خلاص يا "ريم" بقيتي مراتي..
تلون وجهها بالأحمر القاتم فسيطر عليها الأرتباك، لا تعلم ما الذي عليها فعله سوى الصمت، إستدار بجسده ليكون مقابل لها فرمقها بنظرة مطولة بتفكيراً عميق أنهاه حينما جذب يديها لتنتبه إليه، أثر "سليم" الصمت قائلاً ويديه تشير على الحدود الخارجية لمملكة "زيدان" _هندخل بالطريقة اللي هتختريها يا "ريم" لو حابه نعلن جوازنا حالا هدخل معاكِ أدام الكل وأولهم "رحيم زيدان" ولو حبيتي نستنى شوية فأنا في النهاية هعمل اللي يريحك...
رفعت عيناها إليه بحيرة من أمرها فرأى الأرتباك يشدو على ملامحها، شدد على إحتضان يدها ليبث لها الأمان_قولي اللي شاغلك..
جاهدت لخروج صوتها حينما منحها الأمان للحديث_أنا لسه مش جاهزة أواجه "رحيم".
وأخفضت عيناها أرضاً سريعاً ظناً من أن ما تفوهت به سيثير غضبه، رفع أصابع يديه بحنان ليرفع وجهها إليه فتقابله تلك النظرات القاتلة، خرج صوته المضطرب من قربه منها _وأنا هستانكي لحد ما تجهزي وتعلني بنفسك يا "ريم"...
خفق قلبها رعباً حينما صرح لها بأنها من ستعلن زوجهما، إبتسم بخبث وهو يتأمل صمتها وبداخله قسم بتحطيم خوفها المرضي للأبد فحينها ستتمكن من مواجهة "رحيم زيدان"....
***********
قاد سيارته بسرعة جنونية كحال عاصفة الماضي التي تكاد على إقتلاع حصونه، توقف بالسيارة فجأة فأصدرت صوتٍ مخيف للغاية، إستند "ريان" على مقبضها بغضب حينما عاد لماضي لاطالما كرهه ..
##
صدح صوت الجرس فأسرع "ريان" ليحمل البيتزا التي طلبها من العامل ثم قدم له المال، عاد ليحملها للغرفة التي تجمعهم سوياً، ولج للداخل فوجد "خالد" ممدد على فراشه الذي يستحوذ الطرف الأيسر من الغرفة بمفرده، وضع البيتزا خاصته على الكوماد ثم غمز له بسخرية حينما إستمع لحديثه مع خطيبته، ثم حمل ما تبقى وصعد للدور الثاني من الفراش الخاص به حيث كان يقطن "جان"،مد يديه بأحدهم قائلاً بهدوء _إتفضل...
تعجب من عدم سماعه، فرفع عيناه يتفحصه ليجد السماعات تحتل أذنيه، جذبها بغضب_ بكلمك يا عم روميو.
رمقه بنظرة هادئة ثم عاد للشرود مجدداً فاعتدل "ريان" بجلسته بصدمة _الصمت دا أخرته كارثة، وقعت مين تاني؟..
إبتسم "جان" بسخرية_أنا مبوقعش هما اللي بيجروا ورايا..
تعالت ضحكات "ريان" بسخرية_ماشي يا عم الدنجوان.
أعتدل "جان" بجلسته قائلاً بفرحه_دي بيتزا؟...
أجابه بغرور_أيوا عشان تعرف بس أن إبن عمتك أد أيه بيحبك ..
تطلع له بغضب_أنت لسه هتدي مواعظ خش عليا بالتقيل.
تعالت ضحكاته فضيق عيناه بمكر ليبدل الكرتون الدائري قائلاً بخبث لعلمه بما يحب_طب جرب بقى تأكلها باللحوم وهجرب أنا الطلب المفضل عندك الجمبري..
تحولت نظراته للغضب المميت_وحياة أمك!..
تحكم بضحكاته ليبدو ساكناً ففتح العلبة وأخرج قطعة يتأملها بتلذذ، جذبها "جان" بغضب فحاول "ريان" جذبها هو الأخر لتستقر بالنهاية أرضاً بأكملها، تطلعوا لبعضهم البعض بغضب ثم تحولت نظراتهم على الكرتون الخاص بخالد، إنتبه لهم فعلم مع يشغل فكرهم فألقي بهاتفه ليجذبها إليه سريعاً قائلاً بتحذير_اللي هيقرب من حاجتي هولع فيه..
تطلع "جان" لريان ببسمة مكر فهبطوا من الأعلى ليهجموا عليه سوياً ليصرخ بألم_خدوا البيتزا وسيبوني أعيش..
سقط "ريان" أرضاً من فرط الضحك أما "جان" فجذب البيتزا ليلتهمها بتلذذ والمرح يشكل على وجهه بحرافية ليجذب "خالد" قطعة منه بغضب_عاندوا بعض وتيجي عليا في النهاية ثم أنكم سايبن قصوركم الفخمة وجايين تقرفوا في اللي جابوني ليه؟..
رفع "ريان" يديه حول كتفيه بمرح_بنحب قعدتك يا لوزة..
"خالد" بحدة_لم نفسك ياض.
"جان" بسخرية_لا إمسك نفسك كدا دأنا وريان فكرنا نعمل شركة مشتركة بينا وهنأخدك معانا
"خالد" بتذمر_معاكم أنتوا؟.. بتحلموا ولا أيه، ثم إني مش عايز أتزفت وكل واحد يقوم يرجع بيته مش عارف أخد راحتي في شقتي يا ناااس..
رمقه "ريان" بغضب_شقة مين يابو شقة إشحال مكناش شارين السرير المزدوج دا عشان ناخد راحتنا...
_خدوها في بيتكم ياخويا..
قالها "خالد" بصوتٍ غاضب فتمدد "جان" على فراشه بعناد_أنا مش حابب أرجع للدوشة والخناق المعتاد بين "رحيم" و"مراد" أنت حابب ترجع يا "ريان"؟....
تمدد على الفراش السفلي ببسمة مكر_أنا برتاح هنا يا جو، طفى النور يا "خالد"..
رمقهم بنظرة مميتة ثم أغلق الضوء ليتجه لفراشه بغيظ فهتف "ريان" ساخراً _لو بتوزعنا عشان ترغي مع خطيبتك فخد راحتك أنا نومي تقيل مش هسمع التفاهة اللي بينكم..
"جان" ببسمة ساخرة هو الاخر_أشرفلك بدل ما تسمع الهم اللي بسمعه طول الليل.
إنفجر "ريان" ضاحكاً حتى أنه سقط من على فراشه فشاركه "جان" الضحك لتظل نظرات "خالد" تتوزع بينهم بغضب مميت..
عاد من ذكرياته ببسمة ألم مرسومة على وجهه فلم يشعر بنسيم الصباح الذي عبئ الأجواء بعد أن قضى ليله بسيارته يتذكر ما مر من حياة جمعتهم تحت مسمى صداقة خادعة!!.
*************
بمنزل "أشجان"
إستيقظ "يوسف" من يومه فأدى فرضه بطاعة ثم خرج ليستعد للذهاب للعمل، وجدها أعدت الفطور وببسمة هادئة قالت _صباح الخير يا حبيبي.
إبتسم برضا _صباحك عسل يا شوشو، ثم جلس أرضاً بعدم تصديق_أيه دا الفطار من غير ما أطلبه!...دا إيه الدلع دا.
رمقته بنظرة غاضبة بعدما جلست أمامه لتشاركه الطعام_هو أنا مش بدلعك ولا ايه؟...
أسرع بالحديث _لا طبعاً مقصدتش بس مش اخد على النشاط دا..
وشرع بتناول الطعام بتلذذ، تطلعت له "أشجان" بأرتباك لاحظه "يوسف" فقال وهو يلوك الطعام_عايزة تقولي أيه ومترددة؟..
قالت بأرتباك وهي تجاهد بخروج الكلمات الثقيلة_لا مش مترددة ولا حاجة بس أنا كل ما أجبلك عروسة بترفض حتى تقعد معاها وأخرهم البت "نسمة" صاحبتي..
ثم بتوتر شديد قالت _هو أنت لسه بتحب البنت اللي كلمتني عنها دي؟...
وضع الخبز من يديه بغضب حينما تذكرها فقال بهدوء حاول التمسك به _بصي يا "أشجان" أنا لما أشتغلت في مطعم الجامعه دا كنت بشوف كل يوم أشكال من الناس مختلفة عننا بمراحل عايشين بس عشان تصرف فلوس بتاخدها من غير تعب، ساعتها حطيت في دماغي أن عيشتي مش زيهم فأشتغلت من غير ما أبص على حد فيهم لا من بعيد ولا من قريب بس للأسف جيت بالأخير وغلطت لأني بشر، حبيت وعقاب الحب دا أنها فوقتني على الفروق اللي بيني وبينها عشان كدا سبت المطعم ودورت على شغل تاني عشان ميجيش اليوم اللي أتقابل فيها.
إستمعت إليه بحرص وغضبها يظهر بعينها بوضوح فقالت بأستغراب _هو لسه في حد بيدور علي الطبقات والكلام الفاضي دا؟..
إبتسم "يوسف" قائلاً بسخرية_أنتِ قلبك أبيض أوي يا "أشجان" وللأسف أول نوع الدنيا بتفعصه تحت رجليها..
ثم حمل مفاتيحه وتوجه للخروج ببسمة هادئة _أشوفك بليل.... خلي بالك من نفسك..
أشارت له ببسمتها الرقيقة ليضع بين يدها مبلغ من المال كالمعتاد ثم توجه للأسفل ليخرج سيارة الأجرة التي يعمل عليها لأجل قوت يومه، لحقت به الذكريات وخاصة بعد حديث شقيقته عنها فتتهد متمتم بألم_كنت فاكر أني هقدر أنساكي بسهولة يا "نغم"..
**************
تتابعته بخطوات مرتجفة وعقل مشتت من الفكر، إعترضت كثيراً لما يفعلونه ولكن أقنعها والدها أنه لأجل سلامتها عليها أن تتزوج من المدعو الجوكر، تتابعت مسؤولة الخدم للأعلى لترشدها لغرفتها التي ستمكث بها، طافت بعيناها أرجاء القصر المميز بألوانه الفريدة من نوعها، أثاثه الجوهري وطلائه الهادئ، وصلت لغرفتها فولجت "حنين" للداخل بخطوات بطيئة تخشى القادم فمن ستصير زوجة له بعد دقائق لا تعلم هل سيعاملها مثلما أخبرها "مصطفى" أم سيتقرب منها، ظنت من حديثهم عنه وعن بطولاته وهيبته المصونة بأنه بعمراً ينهاز الخمسون عاماً أو يفوقه كثيراً، تعلقت عيناها البنية بباب الغرفة الذي ما أن مرت الدقائق حتى ولج "مصطفى" حاملاً بين يديه أوراق زواجها، تطلعت له بخوفاً شديد فجلس جوارها بحنان فلاطالما كان بمثابة أبٍ لها _اللي بنعمله دا لمصلحتك صدقيني محدش هيقدر يحميكِ منهم غيره هو..
رفعت عيناها إليه بتوتر فأشار لها بثقة_إمضي يا بنتي..
إنصاعت له بالأخير فجذبت القلم لتوقع سريعاً كأنها تخطو خطوة عنوة، حمل الورقة وهبط للأسفل فصارت زوجته قانوناً بعدما أكمل المحامي الأجراءات، توجه " مصطفى" للرحيل ولكنه توقف على صوت الجوكر الذي إقترب منه بنظرة غامضة قطعها قائلاً بثبات لا يضاهي سواه_وصل سلامي لمعالي الوزير وبلغه أن بنته في أمان...
صعق فتخشب محله من شدة الصدمة ليبتسم الأخر بمكر شديد فمن تصوره خصماً سهلاً نال هو منه بأفضل السبل
****************
بقصر "رحيم زيدان"...
كان يعتلي مكتبه بكبرياء حينما علم بمن يريد مقابلته، ولج للداخل بخطوات مرتبكة كان تريد التراجع كثيراً ولكن معشوقته كانت دفعة الحماس للتقدم، وقف أمام مقعده بصمت قطعه "رحيم" حينما إستدار بمقعده ليكون مقابل له فأبتسم بسخرية _"جان زيدان" بنفسه في مملكتي!..
رفع" جان" عيناه المحتقنة بالغضب من ذاته عليه فأشرع الأخر بغرور على المقعد لينصاع له" جان" فجلس بهدوء، ساد الصمت الأجواء المشتعلة بنظرات" رحيم" التي يتابع كل تعبيرات وجهه بتمعن فقال" رحيم" متصنعاً الثبات _جاي ليه؟..
إعتدل" جان" بجلسته قائلاً بثبات _ إنت فاهم كويس سبب زيارتي...
قال ببسمة ثقة وعيناه تتفخصه بنظرة عميقة_اللي هي!..
شدد على قبضة يديه كمحاولة للتحكم بذاته _أنا محتاج فلوس ورثي عشان أعمل العملية لسلمى...
نهض عن مقعده ببسمة ساخرة_أممم هي شجاعة كبيرة منك إنك تجيلي هنا وتطالب بحقك اللي للأسف مش هيرجعلك..
قال بغضب لا مثيل له _يعني أيه؟..
طال صمته عن تعمد ليثير غضبه ليخرج أخيراً بعدما طافت عيناه طفرة من الحقد والأنتقام_خارج منطق الورق والكلام الفاضي دا أنا بعرض عليك ديل مش هيتكرر تاني..
تحكم بذاته بأقصى درجة فهو بحاجة له بالأخير فقال بهدوء_اللي هو؟..
إبتسم بخبث وهو يستجمع كلماته بنظرات تخترق "جان" _مستعد أتكفل بمصاريف عمليتها وكل اللي يخصها طول ما فيها النفس ولحد ما ترجع تقف على رجليها من تاني بس بشرط .
تطلع له بأهتمام فأكمل بكلمات بطيئة متعمدة إثارة غضبه _اللحظة اللي هتوافق فيها مش هتعرف عنها حاجه حتى المستشفى اللي هتتعالج فيها مش هتعرفها يعني هتكون ميتة بالنسبة ليك..
قال كلماته ببسمة مخيفة جعلت "جان" بأقصى درجات غضبه لينهض عن مقعده قائلاً بغضبٍ جامح_أنت شخص مريض يا "رحيم" ولازم تتعالج..
إبتسم بتهكم ليقول بتحد_هنشوف مين المريض بس خاليك فاكر أني مبديش لحد فرصة مرتين.
قالها ببسمة ساخرة ثم غادر مكتبه تاركاً خلفه "جان" بحالة لا يحسد عليها...
**************.
توجهت "فاطمة" للخارج بأنتظار صديقاتها للذهاب للجامعة فأذا به يخرج من الداخل ليجدها تقف على الطريق، وقعت عيناه على يدها الملفوفة بعناية بعدما كسر فقرتها، لا يعلم لما شعر بألم يخترق قلبه حتى بعدما خاربه بعناد وتكبر، إنتبهت له فرمقته بنظرة غامضة ثم أسرعت للصعود بسيارة رفيقتها حتى لا تلتقي به مجدداً..
****************.
توجهت "نغم" لجامعتها ليس من أجل إختبارها ولكن كالعادة لتبحث عنه مثلما تفعل كل مرة فلم تفشل من عدم رؤياه، وكالعادة ما أن وصلت لجامعتها حتى أسرعت للمطعم الذي كان يعمل به لتسأل أصدقائه عليه وكالعادة يدعي كلا منهم عدم معرفتهم به، شعرت بأنهم يخفون عنها أمره بتعمد، إستغلت إنشغال أحدهما بأعداد طلبات الموكلات لتجذب هاتفه سريعاً لتبحث عن إسمه لتدونه وترحل سريعاً بفرحة عارمة فأخيراً ستسنح لها الفرصة بأخباره بحبها له وإنها فعلت كل ذلك خشية عليه هو من مواجهة "رحيم" ولكنها الأن تعاني أضعاف وعليها تقبل الأمر فقلبها يعشقه حد الجنون!.....
************
بقصر الجوكر...
ركض بسرعة قصوى على جهاز الركض وضعاً السماعات بأذنيه فلم يستمع لمن يتحدث لجواره، أبطئ سرعتها ثم هبط يجفف عرقه المتناثر على عضلات جسده المتصلبة بعينان يشوبها الغضب ولهيب الأنتقام ..
لاحظ وجود الخادم الذي يتراقبه بخوفاً بادي على عيناه الذي يحايطهما أرضاً، تطلع له بعيناه الثاقبة وبصوتٍ حاد قال _بتعمل أيه هنا؟..
رفع الهاتف إليه بخوف_في واحد عايز حضرتك على التلفون الخاص..
جذبه منه ثم أشار له بالمغادرة ليرفعه هو بثبات ليستمع للصوت فقال بتهكم_"عباس صفوان" بيكلمني شخصياً بعد الفترة دي كلها...
أتاه صوته قائلاً بهدوء _أزيك يابني، عامل أيه؟...
أجابه بسخرية_لا والله فيك الخير أنك بتسأل بعد السنين دي كلها.
" عباس" _أنت عارف كويس السبب!..
صاح بغضب _تأيدك للحقير اللي عملته بني أدم ونسبتله أملاك عيلة" زيدان" بمنتهى البساطة..
أجابه بهدوء _"طلعت زيدان " هو اللي نسبله الأملاك يا" مراد" مش أنا ثم إن دا اخوك وعيب تتكلم عنه بالأسلوب دا.
ثار غضبه بطريقة مرعبة فقال بصوتٍ كالسهام_أخويا مات من عشر سنين وأنت عارف كدا كويس فبلاش تكدب كدبة إخترعها" طلعت زيدان " وتصدقها، نصيحة مني إبعد عن النار عشان متحرقكش..
وأغلق الهاتف بوجهه فوضع "عباس صفوان" الهاتف من يديه بغضب من عدم تغيره بعد.
_بتكلمه ليه من البداية؟..
قالها "يامن" بغضب بعدما ولج للداخل وإستمع نص المكالمة بينهما، زفر والده بغضب _بحاول أحل الموضوع بينهم الأتنين بس للأسف مفيش أمل يتحل، النار عمالة بتزيد بينهم ودا مش كويس.
تطلع له" يامن" بأهتمام _أيه اللي سبب العداء الكبير دا بينهم؟...
تطلع له بنظرة مطولة ليشير له الأخر بأن ما سيقوله سيكون سراً حربياً لذا شرع بالحديث _"رحيم" مش توأم" مراد" وبس" رحيم" كان روحه وحياته كلها، تعلقهم ببعض كان مخيف لدرجة ملهاش وصف...
" يامن" بفضول _وأيه اللي شتت العلاقة كدا..
صمت قليلاً ليكمل بصوت منخفض_موت" رحيم"..
وقعت كلماته على مسمعه بصدمة فردد بذهول_تقصد ايه بموت" رحيم" أمال مين دا؟!..
زفر بغضب_محدش يعرف يجوبك على السؤال دا غير "طلعت" أو "رحيم زيدان" نفسه...
"يامن" بأستغراب_بس انت أقرب صديق لطلعت زيدان والمحامي الخاص به..
أشار له بتأكيد _أيوا بس "طلعت" كان بحر أسرار وكان غامض بطريقه ملهاش حلول غير الألغاز..
صمت قليلاً ليعقب بذهول_طب دا مين وليه العيلة متقبلاله بالطريقة دي؟.. انا مش فاهم حاجه
أجابه بهدوء _اللي انا عارفه أن" رحيم زيدان" كان عنده السرطان بمرحلة متأخرة، تعبه زاد بعد دخوله الكلية الحربية، فدخل لاكتر من عملية بس حالته كانت متدهورة ودا قصر على حالة طلعت ومراد والعيلة كلها بس الأصعب كان والدته اللي متقبلتش الموضوع وأصيبت بجلطة خالتها بين الحيا والموت...
_وبعدين..
قالها بلهفة ليكمل "عباس" _"رحيم" توفى بعد دخولها في الحالة دي بيوم مكنش قدام"طلعت زيدان" الا انه يخبي خبر موته عن الكل عشان مراته صحتها متتدهورش بس للأسف معرفش يخبي عن" مراد" اللي شاف وسمع كل حاجه..
صاح بلهفة_وبعدين..
أشار له بغموض_بعدها ب٣شهور زوجة"طلعت زيدان" توفت والأغرب أن طلعت فضل مخبي حقيقة موت "رحيم" وظهر للكل بطفل بعمره تقريباً، محي كل أوراق خاصة بموت إبنه وفي ظرف ساعات بقى "رحيم زيدان" هو اللي انت شايفه دا...
" يامن" بشرود_ودا طبعاً عمل إنقسام بالعيلة فخلي جزء معاه وجزء ضده فعشان يضمن أن الكل يكونوا تحت جناحه كتب كل حاجة بأسم "رحيم زيدان" دا
_بالظبط...
قالها" عباس" بعدما نهض عن مقعده _والعداء الأكبر كان من نصيب "مراد زيدان "..
" يامن" بتفكير_بس ليه طلعت زيدان ينسب واحد زي دا لعيلته وكمان يفضله عن إبنه؟!!
أسند "عباس" راسه بشرود_محدش عنده إجابة للسؤال دا غير "رحيم زيدان"..
*************
توقفت سيارات الحرس بالخارج فذلك المكان محظور إليهم منذ أعوام يرفض "رحيم" بأن يتبعوه لداخل هذا المكان، ولج للداخل بخطاه الثابت فقط صوت خطواته هي التي تصدح بالرجاء، إنتبهت لوجوده فنهضت لتسرع إليه بشوق، تعالت ضحكتها بفرحه فقالت "نجلاء" بعتاب_ "فريد".... غبت عليا المرادي أوي بجد وحشتني يا حبيبي..
إبتسم "رحيم" بخفة وعيناه الزيتونية تلمع بلمعة خاصة لا تزوره الا حينما يقف أمام والدته التي تحمل شتات ماضيه لتفصل بين حاضره الشيطاني وماضيه البشري لتعلمه بأنه مازال بداخله قلبٍ ينبض!!!..
......... ملحمة العشق والانتقام.............
....حرب الشياطين.......
#الجوكر_والاسطورة...
(نثرات الروح والهوى)....
#بقلمي_ملكة_الابداع....
#آية_محمد_رفعت.....
...... بووووم.... كدا ربع الألغاز اكتشفت.. . الحق أجرى بقاا😅😅🤭.. تصبحوا على خيررررر... باااي..
*****________******
تعليقات
إرسال تعليق