القائمة الرئيسية

الصفحات

القديمه تحلي الفصل الاول والتاني بقلم نرمين

 القديمه تحلي

الفصل الاول والتاني

بقلم نرمين

""غرفة كبيرة بإحدي السرايات الكبري تجلس فتاه في الثالث والعشرين من عمرها علي الفراش تضم قبضتيها بتوتر وترتدي فستان زفاف تنظر قدوم زوجها بعد أن استدعته والدته وامرتها بالصعود إلى الغرفة..

بعد أكثر من ساعتان كان زوجها يفتح باب الغرفة بملامح متجهمه غاضبة جعلتها تنكمش في نفسها اكثر وصوته يقول..

   -قومي غيري هدومك ديه عشان ننام..

تنهدت بارتياح فعلي الاقل تنازل عن حقه حتي لو مؤقتا...

فعلت ما أمرها به بصمت وسارت بخطوات عرجاء متعثرة الي المرحاض ولم يفتها ضحكته الساخرة علي خطواتها التي آلمتها كثيرا لكن ليس بيدها شئ سوي الصمت والدعاء لربها حتي يهون عليها ...

بعد قليل خرجت من المرحاض وتوجهت إلى الفراش حتي تخلد الي النوم فيما اتجه هو الي المرحاض صافقا الباب خلفه بعنف جعلها تغمض عيناها وتعتصرهما حتي لا تبكي ودقائق وكانت تذهب في سبات عميق..

************

بالغرفة المجاورة كانت نجاة تجئ الغرفة ذهابا وايابا وهي تغلي وتزبد من الغضب وبجانبها زوجها السيد عبد القادر يحاول تهدأتها...

-هو ايه اللي جرا يعني يا نجاة؟؟مش ده ابنك اللي كنت عاوزة تجوزيه بردو؟؟..

_ مش ديه...مش واحدة معاقة يا قدري ...

_ معاقة صح بس جميلة وده احنا شوفناه بعنينا...

_يفيدني بإيه جمالها وهي معوقة ومعيوبة ويارتها حاجة مؤقتة لا ديه دايمة عاهة يا استاذ...عاهة مستديمة...ديه ازاي تبقي واجهة لعيلة النوساني اصلا...ازاي تبقي مرات وقاص النوساني اصلا..ديه عار ديه المفروض تستخ...

_نجاااااة لمي دورك واحترمي نفسك اللي بتتكلمي عليها ديه بنت اخويا..

ضحكت بسخرية قائلة...

_ بنت اخوك مين ؟؟...اخوك اللي رماها لينا برخص التراب لولا انك اصريت تجبلها شبكة!!...ولا اخوك اللي كان عاوز يجوزها سكيتي ويخلص منها؟؟...متضحكش علي نفسك ولا عليا ...

_ لا بضحك عليكي ولا علي نفسي.. البنت سليمة مفهاش عيب واحد ...ثم إنه مش ذنبها اصلا انها عملت حادثة وسابت اثر فيها...

حاولت الحديث مرة أخرى لكنه قاطعها قائلا ...

_ انا عاوز انام ...قفلي ع الموضوع ده ومتتكلميش فيه تاني ...

اطبقت نجاة علي فمها بغيظ وغضب واتجهت الي المرحاض...

**************

صباح اليوم التالي...

استيقظ وقاص من النوم ولم يجدها بجانبه ...لم يعطي للأمر أهمية ونهض من مكانه حتي يمارس عاداته فور استيقاظه من النوم...خرج وقاص من المرحاض علي صوت والدته المرتفع ...

_ فيه ايه يا ماما ع الصبح...

تحدثت نجاة بحدة وصوت مرتفع...

_ اتفضل حضرتك...بقول ل الست هانم مفيش اكل هيطلع فوق وتنزلوا تاكلوا معانا تحت مش عاجبها قال ايه رجل السنيورة وجعاها ومش هتقدر تنزل تحت...

_ خلاص يا ماما روحي انت واحنا نازلين متقلقيش...

حدجتها نجاة بنظرة نارية وغادرت ....التفت وقاص الي زمزم قائلا بصوت حاد....

_ مشاكل مش عاوز ...اللي امي تقول عليه تنفذيه من غير كلام كتير واتفضلي خشي البسي اي حاجة عشان ننزل نفطر تحت خلينا نخلص م اليوم الزفت ده...

تحاملت علي نفسها وذهبت حتي تبدل ملابسها لتناول الافطار بالاسفل كما طلبت والدته ...

بالاسفل كان عبد القادر يترأس الطاولة وعلي يمينه تجلس نجاة وبجانبها ابنتها سيلين ...بعد قليل كان وقاص من علي الدرج ووراءه زمزم تتبعه بخطوات بطيئة..

_ صباح الخير يا حبيبي..

_ صباح الخير يا بابا...صباح النور يا سوسة...

_ صباح النور يا قلبي ...مش المفروض تفطروا فوق انت و زوزة..

نهرتها نجاة قائلة...

_ مش لما تبقي جوازة الاول ...كلي وانت ساكتة يا سيلين...

زفرت سيلين بغضب وعاودت تناول طعامها مرة أخري أما زمزم فقد وقفت مكانها وضغطت علي سور الدرج ...

_ تعالي كلي يا حببتي هتفضلي واقفة عندك كتير كده..يلا...

ابتسمت زمرد لهذا الرجل الذي لم تتلقي منه سوي المعاملة الطيبة والإبتسامة التي لا تفارق وجهه عندما ينظر إليها أو يتحدث معها لذلك سارت حتي وصلت إليه وجلست علي الطاولة بجانب وقاص...

سارت الجلسة طبيعية الي أن قررت نجاة أفسادها بلسانها ذاك وتصرفتها ...

_قومي هاتيلي مية من المطبخ...

أشارت زمزم الي نفسها قائلة...

_ انا!!...

_ وهو فيه حد غيرك هنا مثلا!!...ولا تكوني مفكرة اني هقول لبنتي ...المقامات هنا محفوظة لكل واحد ف البيت ده ...قومي يلا...

نهضت زمزم من مكانها حتي تجلب لحماتها ما طلبته لكن صوت عبد القادر اوقفها قائلا...

_ اقعدي يا زمزم...نجاة زمزم بقت من العيلة خلاص يعني زيها زي اي حد هنا ف العيلة ...مش مقامها خالص انها تقوم تخدم حد ايا كان...فيه خدامين للكلام ده...صفية..صفية...

هرولت الخادمة تلبي نداء مخدومها ...

_ ايوة يا بيه...

_ هاتي مية للهانم بسرعة لو سمحتي ...

وبذلك اشعل عبد القادر نيران الحقد بداخل نجاة تجاه زمزم اكثر دون أن يدري....

*****************

مر اسبوعان الي الان ولم يأتي أحد لزيارتها فقط اختها الصغيره هي من تحادثها بالهاتف وبالطبع لم تسلم من كلام حماتها أو لسانها لذلك كانت تتجنبها قدر الإمكان ...عن طريق الجلوس مع سيلين بغرفتها أو قضاء وقتها مع عمها اينما ذهب...لم يكن لزوجها اي دور يذكر طوال هذه المدة ...

صباح اليوم دق هاتفها الخلوي فالتقطته بسرعة حتي تري أن كان والدها أو او احدي شقيقتيها وبالفعل كانت شقيقتها الكبري "تمارا " الضحية الاولي لوالدها ..

_الو...ايه يا حببتي عامله ايه ؟؟...طمنيني عليكي ...

ابتسمت زمزم برقة قائلة...

_ الحمد لله يا حببتي انا كويسة ...انا عاملة ايه ؟؟...

هتفت تمارا بمرارة...

_ هكون عامله ايه يعني يا زمزم اديني عايشة وحطه جزمة ف بوءي وساكته...

حاولت زمزم التهوين عليها وقالت...

_ أن شاء الله كله يتحل يا حببتي ...

ادمعت عيني تمارا وهتفت...

_ ايه اللي هيتحل بس يا زمزم!!!...خلاص عابد اتجوز عليا واللي كان كان...انا راضية بنصيبي وب الواد والبت اللي طلعت بيهم ...الحمد لله...بس عمري م هسامح ابوكي عمري م هسامحه...

_ولا واحدة فينا هتسامحه يا تمارا...هو دمرنا كلنا ..يلا روحي شوفي بنتك بتعيط ليه...هرجع اكلمك تاني ...سلام يا حببتي..

اغلقت الهاتف مع شقيقتها ولم تدري بنفسها وهي تستيقظ من النوم بفعل الماء البارد الذي سكبه أحدهم علي وجهها حتي عادت لواقعها المرير من جديد..."""

انتشلها من شرودها صوت عبد القادر وهو يأمرها بمتابعة اللعب فقد حان دورها ...

_هاااااي روحتي فيه يا زوزة؟؟...

_انا معاك اهو يا حبيبي...وادي الزهر يا سيدي...

تابعا اللعب الي أن جاءت نجاة تخبرهم برجوع وقاص من سفر دام لأكثر من عامان ..

نهض قدري من مكانه بسرعة ولهفة لملاقاة ابنه الغائب عن أحضانه لكنه تسمر مكانه عندما شاهد ابنه بالخارج وبيده شابة وهما يضحكان سويا ...

_ مين ديه يا وقاص؟؟؟...

نظر إليها بحب قائلا...

_ ديه...ديه شيما ...مراتي...

توقفت عن السير علي حين غرة ولم تري تلك الدرجة التي تفصل غرفة المكتب عن البهو الخارجي مما أدى إلى ارتطامها بالارضية بقوة حتي تأوهت...

نظروا إليها جميعهم ولم تخلو نظراتهم من السخرية حتي زوجته الجديدة لم يتحرك أحد لمساعدتها الا عمها الذي أمد يده لها حتي تنهض من مكانها...

نهضت زمزم من مكانها وارتمت بأحضان عمها حتي تختفي عن أنظارهم وانخرطت في بكاء ناعم لم يشعر به سوي عمها ...ربت قدري علي رأسها بحنان بالغ وأخذها وذهبا الي المكتب مرة اخري..

اما والدته فلم تغير ايا منهم انتباه ولم تتأثر حتي فقد ساقت ابنها وزوجته الجديده نحو غرفة الصالون...

تفاعل بقي عشان انزل فصول تاني ��


الفصل الثاني....

صراخها يعلو ويعلو ..حتي أوشكت احبالها الصوتية علي الانقطاع نتيجة الصراخ المستمر ...لم يستطع أحدا من طاقم التمريض أو الطبيب المسئول عن حالتها التدخل فقد كانت تقف بأخر الغرفة وبيدها قطعة زجاج حادة تضعها علي العرق النابض برقبتها تهددهم بالانتحار اذا لم يأتوا لها بما طلبته...

خرج الطبيب من الغرفة قائلا أنه سيحاول أن يجلب لها ما تريد وبذلك استطاع الخروج من هناك والاتصال بزوجها الرائد "ناير سويلم"رائد بالجيش ...

_ استاذ ناير المدام حالتها صعبه جدا...محدش فينا قادر عليها...ده غير أن كل ده بيأذي الجنين ..ارجوك تيجي هي مهددانا بالانتحار لو مجبتلهاش طلبها ...

_ وازاي مهدداكوا اصلا !!..ازاي يا بهايم ...

توتر الطبيب قليلا ثم لم يجد مفرا وهتف....

_ ككك..كان عندها كوباية ازاز...كسرتها وهددتنا ب حته منها ..

ركل ناير المقعد الموجود أمامه بغضب وصرخ بالهاتف..

_ ده انا هوديكوا ف ستين داهية...انا هوريكوا يا كلاااااب غووور غور من وشي اقفل يلا...

لم يستطع الطبيب التفوه بكلمة فهو يعلم أن ناير معه كل الحق فيما فعله بل أنه قليل علي خطأهم ..

بعد قليل كان ناير يدلف الي الغرفة المحتجزة بها زوجته زهرة وهو يري طاقم التمريض بالكامل أمامها يحاولون أثناءها عن رأيها وما ستفعله...

_ كله يخرج مش عاوز حد هنا...

انصاع الجميع لأوامره وبعد خروجهم اقترب منها ناير بخطوات حذرة ولكنها رأته فما كان منها إلا أنها زادت من ضغطتها علي رقبتها بقطغة الزجاج الموجوده بيدها...

_ اهدي يا زهرة وسيبي اللي ف ايدك ديه...

_ لا مش هسيبها الا لما تجبولي اللي انا عاوزاه..يا اما هموت نفسي ...اختار...

حاول استمالتها قليلا وهتف...

_ زهرة انت هنا عشان تتعالجي ...انت كده بتهدي اللي انت عملتيه ف شهر...

رفعت يدها وغرست الزجاجة اكثر برقبتها حتي جرحت نفسها ..فهتف هو بذعر وهو يخرج شيئا ما من جيبه...

_ خلاص خلاص انا جبتلك اهو...تعالي خديه ونزلي اللي ف ايدك ديه يلا ...

تركت زهرة قطعة الزجاج من يدها غير عابئة بها وسارت نحو الكيس الصغير المطوي بيد ناير بسعادة غامرة وهي تحك رقبتها وتمرر يدها اسفل أنفها...

لم تنتبه إلى ناير وملامح وجهه التي تحولت إلي الترقب والحذر حتي تأتي وتأخذ ما بيده وبسرعة لم تتداركها كان ناير يمسك بكلتا يديها ويكبلهما حتي وصل إلى الفراش واجلسها عليه عنوة وهو يصرخ مناديا الطبيب الذي لبي طلبه في الحال وبثوان كان جسد زهرة يتراخي بين يدي ناير وآخر ما شاهده كانت دمعتها التي انحدرت لتسقط علي كفه ...

خرج ناير من الغرفة بعد نجحت خطته مع زهرة واول ما فعله عندما خرج كان تسديد لكمة قوية بوجه الطبيب...

_ ديه عشان متبقاش تنسي بعد كده قبل ما تدخل حاجة أوضة اي مدمن م اللي هنا تتأكد انها مفهاش حاجة يقدر يأذي بيها نفسه ....المرة الجاية هقدم فيكوا شكوى...

******************

"يعني ايه لا ديه أن شاء الله!!..."...

_ يعني لا...عندك مراتك التانيه وتقدر تروحلها هي اصغر مني واحلي مني ع الأقل مش مليانه زيي كده...

اقترب منها عابد بغضب وامسك بذراعها بقوة قائلا...

_ انت بقالك مدة سايقة العوج يا تمارا وانا سايبك بكيفي ف اتهدي كده وخدي الموضوع ببساطة مش اول مرة ليكي هي عشان العند ده كله..

اختارت الاستمرار بعندها وهتفت بصوت حاد....

_ وانا بقي مش هينفع تيجي جنبي ...ظروف قهرية يا سيدي...

ضحك بسخرية واردف بقسوة...

_ ظروف قهرية ...الظروف القهرية ديه بقالها خمس شهور عندك مبتتقطعش أن شاء الله!!...

وهنت نبرتها كثيرا لكنها حاولت أن تتحلي بالقوة وهتفت...

_ اه خمس شهور وده بقي يخليك تفهم أنه نزيف مش ظروف قهرية...ف ابعد عني بقي وروح لمراتك التانية وانا سبني ف حالي انا لا عاوزاك ولا طايقة سيرتك اصلا بستقبلك بس عشان عيالك غير كده انت متسواش حاجة عندي...

ترك يدها بشئ من العنف وضرب الكرسي الموجود بجانبه والتفت إليها قائلا....

_ مش انت مش طايقاني واللي بيخليكي تستقبليني هنا هو عيالي ...ماشي يا تمارا حاااااضر...

وخرج من الغرفة وصاح مناديا أطفاله "عدي...سجدة"..

_ يلا يا عيال انزلوا روحوا لتيته عشان هتباتوا عندها النهاردة..

صاح الطفلان مهللين واسرعا بالنزول الي الطابق الآخر نحو جدتهم ...

_ عيالي من هنا ورايح هيقعدوا عند امي عشان لما احب اجي اشوفهم مبقاش بتقل عليكي ...وانت عاوزة تشوفيهم انزليلهم تحت...وهاتي الكريدت اللي معاكي...

رغم حزنها علي قراره الظالم وأبعاد طفليها عنها إلا أنها تحلت بالصبر وغادرت حتي تجلب له ما طلبه بصمت قاتل ....

_جميل...تجهزي بالليل يا تمارا عشان هوديكي لدكتور وخلي بالك اني اصلا متجوز عشان متعتي وانت من ضمنها هعالجك واتمتع بيكي...

وخرج من المنزل بأكمله تاركا اياها وراءه ترتعد بخوف...عابد نسخة طبق الأصل من والدها ...وهذا يعني أنها لن تنال شفقته أو رحمته حتي ....

*****************

"بس ...بس اهدي يا حببتي اهدي..هو ميستاهلكيش اصلا صدقيني ميستاهلكيش والله"...

قالها قدري وهو يربت علي كتف زمزم يحاول تهدأتها حتي تكف عن البكاء ..

_ طلقني منه الله يخليك ساعدني...انا..انا بس عاوزة امشي من هنا ..

_حاضر ...حاضر هطلقك منه بس استني ..استحملي شوية بس وهطلقك ع الأقل يكون ابوكي بعد عنك ..

تمسكت بقميصه اكثر قائلة بنحيب..

_مش هقدر استحمل اكتر من كده...كفاية سنتين ونص إهانة بعده عني وإهانة نجاة هانم وخروجي الممنوع والضغط على تعبي كل ده مش هقدر استحمله تاني ...

زاد قدري من ضمه لها وتعالي نحيب زمزم اكثر حتي قطعه دخول زوجته التي صاحت بإحدي الكلمات الإنكليزية التي تنم عن دهشتها ثم تبدلت ملامحها للعبوس والغضب قائلة ...

_ قومي يا بنت انت روحي شوفي الاكل مع صفيه خلينا نتكلم ف معادنا مش كل يوم تأخير كده...

نهضت زمزم من أحضان قدري ومسحت عبراتها بهدوء وسارت بخطواتها المتعثرة الي أن وصلت للباب عندما سمعت نجاة تقول...

_ لو فضلتي تمشي كده لحد المطبخ مش هناكل ف يومنا ده...

اغمضت عيناها بقوة واعتصرتهم بألم ثم تابعت السير دون أن تتفوه بكلمة حتي سارت الي المطبخ لتباشر عملها المعتاد..

بعد قليل كان الجميع يجتمعون علي طاولة الطعام وبالطبع اخذ مكان زمزم حتي تحتله الزوجة الجديدة والمرحب بها هنا علي عكس زمزم تماما....

"ايه القرف ده...مين البهيمة اللي عملت الشوربة ديه؟؟"...

ردت زمزم بصوت يكاد يكون مسموع...

_ انا...

_ طبعا ما لازم تبقي انت...بتعملي الاكل برجلك أن شاء الله...حاجة تقرف....قومي غوري من وشي ..

نهضت زمزم من مكانها ببطء وارهاق وبمنتصف الطريق لم تستطع التحمل فسقطت علي الارض وهي تلهث بتعب ..هرولت إليها سيلين تتفقدها بقلق قائلة...

_ ايه يا زمزم مالك..رجلك تاني بردو؟؟..

_ اه..بس المرادي صعب اوي يا سيلين مش قادرة..

حاولت سيلين أن تجعلها تنهض من مكانها لكنها لم تستطع الا بمساعدة والدها ...

بالغرفة استطاعت سيلين أن تجعل زمزم تعري قدمها إذ أنها خجولة جدا ...كانت ساقها بداية من ركبتها الي آخرها تنتشر عليها بقع زرقاء وبنفسجية اللون...

_ يا نهار اسود...ايه ده انت لازم تروحي لدكتور فورا...بص يا بابا ..

_ زمزم سيلين عندها حق ...لازم تروحي لدكتور فورا المنظر ده ميتسكتش عليه ...

ردت زمزم بارهاق...

_ حاضر يا بابا هروح والله...بس دلوقتي عاوزة انام انا تعبانة بجد...

_ لا مينفعش انا هتصل بياسر ييجي يشوفك لازم دلوقتي...

حاولت زمزم الاعتراض لكن حديثها ضاع وسط مكالمة عمها مع ذلك الطبيب...

بعد مرور ساعة تقريبا كان الطبيب يقف بالغرفة يحاول الكشف علي ساقها لكن خجلها هو ما جعله يتأفأف بضيق قائلا...

_ يا آنسة زمزم مش كده...انا دكتور محترم والله يعني لا هبص بصة كده ولا كده ع رجلك يعني..

استشعرت زمزم ضيقه منها فلم تجد إلا أن تنظر إلي عمها وسيلين وما كان من ياسر إلا أن هتف...

_ معلش يا جماعة اطلعوا برا لحد م اكشف ع المريضة بعد اذنكم...

اذعن كل من قدري وسيلين اليه وخرجا من الغرفة التفت ياسر اليها قائلا...

_ اهم خرجوا يا ستي انا اصلي كنت عارف انك محرجة منهم ممكن اكشف بقي؟؟...

اومأت برأسها إيجابا ثم رفعت الغطاء حتي وصلت الي مكان الإصابة بالضبط...

_ يا ساتر يا رب...ده صعب جدا...كنت مستحملاها ازاي اصلا اكيد ديه مش بين يوم وليله ...

ردت زمزم برقة قائلة..

_ هي فعلا بقالها فترة بس مكانتش بالحجم ده...وده اللي خلاها تعبتني النهاردة...

اقترب منها ياسر ووضع يده على قدمها قائلا....

_ انا هفحصك بس لو فيه اي وجع قوليلي...ممكن يبقي فيه وجع جامد ...بس هي الإصابة ديه من ايه؟؟...انا ملاحظ أن رجليكي فيها إعاقة..

_ أأأ...أأيوة هي ديه سببها حادثة ...

_اها تمام..لو فيه اي وجع قوليلي ...

اومأت برأسها إيجابا وبدأ ياسر يباشر عمله وضغط علي جلد ساقها ...لم تتأوه أو تصدر صوتا حتي...

_ مش حاسة بحاجة كده؟؟..

_ لل...لا..

غرس اصبعيه بساقها بقوة حتي وصل إلى عظامها قائلا...

_ ولا كده؟؟..

صرخت زمزم بقوة وحركت ساقها بعيدا عن مرمي يديه ...

_ اوكي ..اوكي ...خلاص ...واضح أن المشكلة ف العضم شوفي انا مقدرش اكتبلك الا ع مسكن ولازم تيجي المستشفي عشان الفحوصات والأشعة عشان نعرف سبب الالم ده..بس انا أرجح أنه سببه إرهاق لان الزرقان لأخر الرجل ده وخصوصا الجزء التاني من رجلك بس يبقي حضرتك محملة عليه زيادة...

سار ياسر نحو باب الغرفة حتي يأذن لوالدها وشقيقتها _كما يعتقد_ بالدخول ...

_ خير يا دكتور؟؟..

_ الآنسة عندها مشكلة ف العضم وطبعا انا مقدرش احدد المشكلة بالظبط إلا بعد الإشاعة عشان ابقي متأكد من كلامي ...ولازم تتعمل ف اسرع وقت ممكن...عن اذنكم...

خرج ياسر من الغرفة ووراءه قدري حتي يوصله إلى باب المنزل شاكرا إياه ...

تعليقات

التنقل السريع
    close