![]() |
" ارمله اخي "
من الفصل السادس حتى الفصل الحادي عشر
بقلم فاطمه الالفي
جذبها من ذراعيها يمنعها من المغادره وهمس لها بصوت هادئ
_ ما تهربيش مني يا قدر ..
تطلعت اليه بصدمه وافلتت ذراعيها من بين قبضته وهمست باختناق : ليه بتعاملني بالطريقه دي ؟
ضيق ما بين حاجبيه وهمس بتسأل : تقصدي ايه بالطريقه دي ؟
- اقصد كلامك، معاملتك، طريقتك معايا، رغم ان السبب اللى اتجوزتني عشانه ، مازعلتش ولا خدت موقف عدائي اتجاهي،على العموم انا بحررك من وصيه سند، و تقدر تطلقني بكل سهوله وماحدش هيعترض على ده لم يعرفو أن ده قراري وبلاش تجبر نفسك اكتر من كده.
همت بالمغادره ولكن وقف امامها كالسد المنيع : أنا مش طفل صغير عشان اتجبر على حاجه أنا رافضها وجوازي منك يا قدر بموافقه الطرفين وحياتي معاكي دلوقتي ووضعنا ده طبيعي، ومش حكايه الوصيه بس هى كانت أساس العلاقه دي في روابط كتير لازم نحافظ عليها ،انتي هنا فى بيتك فاهمه ولا لأ ومش وضع موقت ولا حاجه حياتنا هتستمر مع بعض وده قرار مشترك بينا وأنا سبق وقولتلك انتي فى بيتك وأنا جوزك وتاخدي راحتك فى بيتك بدون قيود وانا مقدر دلوقتي الوضع الجديد اللى اتحطينا فيه لكن مش هيستمر كتير فحاولي بقى تعودي نفسك على وجودي فى حياتك ولازم تعرفي انك مراتي ومسئوليتي أنا وانسي أي حاجه قبل كده.
استرد انفاسه ثم استطرد قائلا : حضري بقى الغداء وماتهربيش مني تاني.
افسح لها الطريق وتوجه الى حيث غرفته ليبدل ثيابه اما قدر فمازالت متسمره مكانها تنظر للفراغ بصدمه، تتخبط بها الافكار هنا وهناك
""""""""
ثار غضبه عندما ابلغه المحامي الخاص به بانهاء التحقيق واثبات التهمه على ريان وعمرو شريكه فى الجريمه وتحويل القضيه الى المحاكمه للنظر بها امام القضاء ليقول كلمته الأخيرة .
صرخ بقوه ونظر الى المحامي بغضب : مش عارف تتصرف قولي وأنا اجيب ألف محامي غيرك يخرجو ابني من المصيبه دي، لكن تقف فى وشي وتبلغني ان القضيه انتهت واتحولت للمحكمه تبقى غلطان يا متر، ريان سامي الحديدي هيخرج منها زي الشعره من العجين وبطريقتي، غور من وشي وماشوفش وشك تاني وهبعتلك اتعابك .
غادر المحامي شركه الحديدي بتوتر ، وظل سامي منفعل يحاول الاتصال بفهد لكي يستعين به ويخبره لماذا
حدث ؟
"""""
كان فهد فى ذلك الوقت يجلس مع صاحب العقار ويمضي عقد ايجار الشقه لمده عام وفجاه أستمع لرنين هاتفه، زفر بضيق عندما وجد المتصل رب عمله، فصل المكالمه ووقع عقد الإيجار ودفع المبلغ المحدد بعام كامل، وبعد ذلك غادر الرجل وظل فهد بالشقه مدد جسده اعلى الاريكه وتنهد الصعداء الان .
وبعد عده دقائق من الاسترخاء، اعتدل فى جلسته وقرر ان يهاتف "سامي الحديدي"
اجابه سامي على الفور وهو يصرخ به منفعلا :
- انت فين يا فهد وسايب الدنيا بتتهد فوق دماغي
اجابه فهد بثفه : ماتقلقيش يا باشا أنا مش ساكت وخلاص قربت اضرب ضربتي وقبل المحاكمه هيكون ريان باشا فى حضنك وتحت عينيك، خليك دايما واثق فيه يا باشا .
تنهد بهدوء ثم استطرد قائلا : هو أنا بثق فى مخلوق على وجه الأرض غيرك يا فهد، انا مش ناسي انك انقذت حياتي اول معرفتي بيك، دلوقتي بطلب منك رجاء شخصي يا فهد تنقذ حياة ابني وأنا هكفئك مكافئه ماحصلتش يا فهد
- وأنا عند وعدي، الموضوع محتاج صبر، معلش اصبر شويا عشان الباشا الصغير يرجع لحضنك
- حاضر يا فهد هحاول , سلام انت دلوقت وشوف هتتصرف ازاي، مع السلامه
لاحت ابتسامته الجانيه : مع ألف سلامة يا باشا
بعد ان أغلق الهاتف اطلق ضحكته الرنانه وعاد يمدد بجسده اعلى الاريكه يحاول اغماض عينيه ويغوص فى بحر الذكريات، يبتسم تاره ثم تعود ملامح وجهه العابثه تاره أخرى، لينتفض فجاه من نومته وينظر امامه بحده ومقلتيه تشتعل بكل الغضب الساكن داخله ليتنفس بتسارع وكانه يسارع داخل سباق الركض ...
""""""
انتبهت قدر لمظهرها وشهقت بصدمه عندما تتطلعت لملابسها التى كانت ترتديها وهى عباره عن ( بلوزه كحليه اللون بحماله رفيعه بها فراشات بيضاء صغيره واسفلها ترتدي بنطال قصير برموده ابيض وشعرها معقوص على هيئه ذيل حصان )
دلفت لغرفتها بخجل لترتدي اسدالها اعلى هذه الملابس ثم توجهت الى المطبخ لتضع له مائده الطعام وبعد لحظات قليله كان يخرج فارس من غرفته ويلتقي بها تقف امام مائده الطعام تضع الصحون، تقدم منها بخطواته الثابته وجلس بمقعده وامسك بيدها لكي تجلس بالمقعد المجاور له :
- اقعدي جنبي اتغدي معايا،مش معقول هتسبيني اكل لوحدي بردو وكاني لسه عايش لوحدي، خلاص الوضع اتغير ومحتاج احس اني مش عايش لوحدي فى البيت ده.
جلست جانبه بتوتر ولكن همست له بصوت خافت : أنا كنت مفكره هتتاخر فى الشغل وعشان كده أكلت مع ورد
أومي براسه بتفهم وتحدث بابتسامه خفيفه : واضح انك كونتي صداقه بسرعه مع ورد
- الحقيقه هى بنوته جميله جدا وطيبه وتدخل القلب وكمان قريبه مني فى السن، أنا اكبر منها بسنتين بس
نظر لها بدهشه فقد كانت تتحدث عن ورد بحماس، عندما رفعت انظارها وجدته يحدق بها بقوه لتشعر بنبضات قلبها تتزايد وحمره الخجل تصبغ وجنتها، شعرت بالتوتر وتريد الان الهرب، لتقف باضطراب عن مقعدها وتحدثت بصوت مهزوز : هعمل شاي.
سارت بخطوات سريعه الى المطبخ لتحاول السيطره على ذلك الشعور التى تشعر به كلما التقت عينيها بعينين هذا الفارس .
لفجاه دون سابق انذار انسابت دموعها وزادت شهقاتها وهي تبكي بحرقه.
بالخارج كان يضحك على فعلتها تلك فمازالت تهرب منه وتذكر كلمات شقيقه عندما اخبره بانه عليه اتخاذ الخطوات الأولى فى التقرب من قلبها لكي يفوز بحبها، عليه تحمل طفولتها وغضبها فى بعض الاحيان، عليه التقرب منها برفق لتشعر بوجوده وتتبدل حياتها على يده هو .
تنهد بشرود ثم نهض من مكانه ليتوجه الى حيث المطبخ ليستمع لصوت بكاءها المرير،ليقترب إليها بقلق : قدر مالك ؟ فى حاجه حصلت ٫ بتعيطي ليه ؟
كان يمسح دموعها بانامله ويقرب رأسها من صدره وهو يحاول معرفة لماذا تبكي ؟
لتبعده بقوه بعيدا عنه وتنظر له بحده، تصرخ بوجهه : انت ازاي أخو سند وبتحاول تقرب مني بالشكل ده ؟ انت نسيت سند، نسيت اخوك، انت عايز مني ايه، خلاص الوضع ده كان غلط وجوازنا كمان غلط وكنا مجبورين عليه، لكن أنا ماقبلتش بالجواز ده بارادتي، كنت مضطره أعمل كده، بس حاولت اتكلم معاك عشان انت اللى ترفض والموضوع ينتهي، كان لازم انت اللي ترفض، عشان انا مااكنتش اقدر اقول لا، لكن انت كان حقك ترفض أنا كنت مغلوبه على امري أنا بحب سند ومش هكون لغيره هو كان كل حياتي ودنيتي ودلوقتي أنا مش عايزه حاجه من الدنيا خلاص، مدام سند مش فيها أنا هعيش فيها ليه، ليه ماروحتش معاه هو وعدني مش هيروح مكان من غيري، ليه سأبني فى الدنيا لوحدي وهو عارف ان مش هقدر اعيش ولا اكمل فيها من غيره .
كان يقف مكانه مصدوما من حديثها وصوتها المنفعل وبكاءها الذي يقطع نياط قلبه، فهى الان بحاله انهيار ولا يعلم ماذا يفعل من اجلها ..
هدءت فجاه كما بدءت صراخها فجاه ولكن خارت قواها وكادت ان ترتطم بالارض لولا ان ذراعيه كانت الأسرع لتحتضن جسدها الضئيل وحملها برفق وسار بها الى حيث غرفتها وضعها بفراشها برفق وظل يحدق بها
لثواني ثم ابتعد عنها يبحث عن هاتفه ليتحدث مع قاسم ويريد منه اخبار ابن خالته الطبيب لضروره الحضور الى منزله الان ثم أغلق معه الهاتف وظل يجوب بالغرفه ذهابا وايابا ينتظر قدوم الطبيب لفحصها ..
""""""
لم يتردد قاسم فى الذهاب الى صديقه ومعه ايمن ابن خالته فهو طبيب مخ واعصاب ولا يعرف بغيره، وصلا الى حيث البنايه التى يقطن بها صديقه ثم ترجل من سيارته وبرفقته ايمن الذي يحمل حقيبته الطبيبه ودلفوا سويا لداخل البنايه حيث الطابق المنشود ليدق قاسم جرس الباب وينتظر ان يفتح له صديقه ...
عندما أستمع لجرس الباب، أسرع فى خطواته وفتحه ليجد امامه صديقه والطبيب، دلف قاسم بقلق :
- فارس انت كويس ؟ فى حاجه حصلت ؟
اجابه بجمود : بعدين يا قاسم،ثم نظر الى ايمن :
- اتفضل يا دكتور،مراتي تعبانه ممكن تشوفها وتطمني عليها
سار خلفه وتوجه الى غرفه قدر وظل واقفا بجانب الطبيب وقاسم بالخارج لا يعلم بماذا حدث لصديقه :
تحدث فارس بقلق : بقالها فتره غايبه عن الوعي ومهما احاول افوقها مابتفقش
نظر له ايمن بتفهم وطلب منه وضع وسادات اسفل قدميها، نفذ فارس مطلبه .
ضغط الطبيب على عنقها من الخلف بخفه ولكن لم تستجب له، ابتعد عنها ليفحص نبضات قلبها
- محتاج اكشف على قلبها ؟
هز راسه بتفهم ووقف جانبها ليفتح سحابه الاسدال ولكن هز الأخير راسه برفض :
- لا كده مش كفايه، قلعها الاسدال
نظر له بصدمه : نعم
الطبيب بتفهم لغيرته : محتاج اعملها رسم قلب مبدئي بالسماعه،عشان اشوفها محتاجه تدخل مستشفي ولا لأ
جحظت عيناه بصدمه وهتف بقلق : مستشفي ... هى حالتها خطر اوى كده ؟
ربت على كتفه : اطمن ان شاء الله خير، بس ساعدني اكشف عليها
زفر بضيق ونزع عنها اسدالها برفق ودثرها جيدا بالغطاء
وعندما اقترب الطبيب لفحصها تماسك اعصابه عندما انتابه الشعور بالغيره الذي كان يقتله، أنتهى الطبيب من فحصها وتاكد من سلامه قلبها ولكن نظر لفارس بحيره :
- ممكن اعرف ايه اللى حصل وصلها لكده، هى كويسه مافيش مرض عضوي وقلبها الحمدلله بخير،صحيح نبضه سريع لكن مافيش قلق، لكن حالتها دي رافضه انها تفوق، واضح ان وضع نفسي؟
ردد بقلق : رافضه يعني ايه يا ايمن ؟
وقف ايمن فى مقابلته : فارس أنا مش عارف امتى اصلا اتجوزت فجاه كده، بس واضح ان جوازها منك السبب،ياريت تكون صريح معايا وتفهمني ايه الحكايه بالظبط،عشان اقدر اساعدها وكمان اساعدك .
- فوقها الاول انت مش دكتور !
عاد ايمن يحاول معها يضغط على انفها بقوه لكي يجعلها تفيق ويعاود الضغط خلف عنقها ولم يياس بعد ليشعر بجسدها يتشنج بقوه وتضغط على اسنانها لينظر بقلق لفارس :
تعالي ساعدني تفتح بوقها بسرعه قبل ما تبلع لسانها، انتفض فارس مسرعا وحاول بمسك فكها وايمن معه لينهدل جسدها من نوبه التشنج التى استمرت لدقيقتين ثم فتحت عينيها بوهن والدموع تنساب من مقلتيها بصمت .
تنهد ايمن الصعداء ونظر الى فارس : الحمد الله هى دلوقتي بخير، بس محتاج اتكلم معاك شويا وتسيبها ترتاح،هى اخدت حقنه هتنيمها بعد دقايق، هنتظرك بره .
تركه بالغرفه وغادر هو ينتظره بالخارج ليتحدث معه ..
نظر لها بحزن واشفاق على حالتها تلك، كان يريد ان يطمئنها بوجوده وانها لم تعد وحيده بهذه الدنيا ولكن حدث لها ما لم يتوقعه، ترك الغرفه على مضض بعدما راءها تغمض عينيها ثانيا، ابتعد عنها مرغما على ذلك .
أغلق الباب خلفه بهدوء وتوجه الى غرفه الصالون الجالس بها صديقه والطبيب .
هوي بجسده يجلس بثقل لينظر له ايمن بقلق : انت كويس
هز راسه بالايجاب ولم يتفوه بكلمه .
ابتلع ايمن ريقه بتوتر ونظر له بترقب : تمام محتاج اعرف ايه اللى وصل مراتك للحاله دي ؟
هم قاسم بان يتحجج بشئ ليترك صديقه يتحدث باريحه ولكن نظر له فارس بصرامه : اقعد انت كمان، ماانت عارف كل حاجه .
زفر انفاسه بقوه ونظر لايمن بجديه : قدر تبقى ارمله اخويا، وجوازنا كان عشان تفضل فى البيت والعيله وكمان وصيه سند ليه قبل ما يتوفى، غير أن والدي خيرنا أنا او رحيم، بس رحيم متجوز وعنده عيله أنا وافقت والموضوع تم من كام يوم، بعد شهور العده
نظر له ايمن بتسأل : عاوز تقولي ان بعد شهور العده اتجوزتو، طب ليه بالسرعه دي،هى مش محتاجه تاخد وقتها فى حزنها على جوزها،وانت كمان ازاي توافق بالوضع ده ؟ طبيعي اوي البنت تنهار بالشكل ده،هي بشر على فكره ومطلوب منها تاخد وقتها فى الحزن والفرح وكل حاجه، ده ضغط جامد على أعصابها
ثم
رفع ايمن حاجبه باستنكار واستطرد قائلاً : انا ليه حاسس انك مش عايز تحكيلي كل حاجه تخصها رغم ان دكتور وهفيدك يا فارس، ده عشان صحتها صدقني، اللى حصل ممكن يتكرر تاني وتدخل فى نوبات اصعب، اللى حصلها بيأثر على المخ وبيتلف اعصابه وكمان على الحركه، ممكن لقدر الله تدخل فى غيبوبه رافضه هى تخرج منها او تفقد الإحساس برجلها خالص
جحظت عيناه بصدمه وتحدث بقلق واخبرهم بكل شئ بدايته برغبه والديه بالزواج من ارمله شقيقه الراحل الى ان انهى حديثه بما حدث قبل انهيارها بهذا الشكل.
تفهم ايمن وضعها وتحدث معه بهدوء : فارس لازم تصبر عليها وتاخد وقتها فى الحزن، لازم تعبر عن اللى جواها وعن خسارتها لسند الله يرحمه، لازم تتقبل وجودك فى حياتها بس واحده واحده عليها، هي لسه صغيره ومش مدركه كل اللى بيحصل لها وبعدين ظروفها كانت وحيده مالهاش غير سند وكان هو محور حياتها، متعلقه بيه لدرجه كبيره جدا، لازم تتخطى الحاجز ده، ماينفعش نقولها أرضي بالأمر الواقع وانسي سند خالص وركزي مع فارس
قاطعه فارس بجديه : معلش يا ايمن لازم تفهمني الاول، أنا ماطلبتش منها أي حاجه ولا طلبت منها أي واجبات زوجيه زي ماانت فاكر، أنا كل اللى كنت اقصده انها تكون براحتها فى البيت مش مقيده وانها فى بيتها وتتعود على وجودي معاها، يعنى اقصد نتشارك الكلام زي مامتشاركين البيت، تاخد بس على وجودي فى حياتها وتحس انها مش وحيده بعد سند لا أنا جنبها، ده كل اللى قصدته،انا عمري ماهغصبها على قربها مني ولا هطالبها بأي حقوق زوجيه، أنا مقدر اللى هى فيه وكمان صغر سنها وعارف ان الحياه بينا هتكون صعبه جدا وسند هيفضل بينا، بس ماعرفش هى فهمت طريقتي معاها وكلامي غلط، والله أنا بحاول اقرب زي ما سند طلب مني، أنا صعب عليا جدا انى اعيش مع ارمله اخويا، ماحدش يقدر يفهم احساسي ايه، أنا بحاول أكون طبيعي والجانب القوي اللى لازم يتحمل , أنا جوايا نار فعلا وماحدش حاسس بيه، العيله بتصغط من اتجاه ووصيه سند وكلامه ليه اتجاه، انا بتعذب.
شعر قاسم بحزن صديقه وربت على كتفه برفق :
- على فكره بقي أنا صاحبك واقدر احس بيك واشيل معاك أي هم وحزن ونقسمه بينا، بلاش تحس انك لوحدك وأنا موجود يا صاحبي.
لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغره ونظر لصديقه : عارف يا قاسم ماحدش هيفهمني ولا هيحس بيه غيرك،انا بتكلم ان وضعي يعني مش سهل عليه، عشان بس دكتور ايمن يكون على علم
أومي له ايمن بالايجاب : يبقي مش مراتك لواحدها اللى محتاجه علاج نفسي يا فارس، انت كمان محتاج علاج ودعم قوي كمان عشان تقدرو تتخطو وجود سند حاجز بينكم، ده لو ناوي انك تكمل حياتك مع قدر وحابب ان تكون علاقتكم بعد كده زوج وزوجه طبيعين فلازم دعم نفسي ودكتور فى العلاقات الاسريه
نظر له قاسم بتسأل : انت عايز ايه يا فارس، تكمل مع قدر ولا ؟
- أنا عمري ماهتخلي عنها يا قاسم تحت أي ظرف، قدر دي امانه فى رقبتي وفى حمايتي وهي خلاص اسمها ارتبط باسمي.
ثم نظر الى ايمن : شوف قدر محتاجه لايه وأنا هعمله فورا
نهض ايمن من مجلسه وهو يستاذن الرحيل : قدر محتاجه اللى يطمنها وأعتقد مافيش غيرك يقوم بالدور ده، عشان تعاملك بدون توتر والامور بينكم تكون عاديه مش هنقول طبيعيه فلازم تتكلم معاها فى النقطه اللى هى خايفه منها وطمنها، وأنا هعدي عليكم بكره اطمن عليها ولو حابه تتابع مع دكتور نفسي لازم بموافقتها أنا هشوف مين أفضل دكتور تتابع معاه
- ياريت دكتوره تكون افضل
ابتسم له وصافحه قبل ان يغادر المنزل : تمام، أي حاجه تحصل بلغني، مع السلامه
ثم نظر الى ابن خالته : جاي ولا قاعد يا قاسم
لحق به قاسم : استني يا عم مروح معاك طبعا
ودع صديقه ثم لحق بابن خالته ولكن ظل باله مشغولا على صديقه ..
"""""
تنهد فارس بحزن وهو يفتح باب غرفتها ليتقدم من فراشها وهو ينظر لها باشفاق ثم جذب المقعد وجلس جانبها يتفقدها عن قرب ولم يشعر بالوقت الى عندما انتابه الشعور بالتعب ليغمض عيناه بارهاق ليغفل فى غصون ثواني معدوده ....
_____
غادر فهد البنايه ليستقل سيارته يقودها الى وجهته ليصف سيارته بعد مرور نصف ساعه امام الفيلا المنشوده، ثم ترجل من السياره وهو يضع سماعه الهاتف البلتوث اعلى اذنه ويتحدث بصرامه للطرف الآخر
- أنا موجود قدام بيتك، مستنيكي .
ثم ضغط الزر لينهي المكالمه ويستند بظهره امام السياره وهو يتطلع لتلك البوابه الحديديه بترقب ينتظر قدومها لتخرج الفتاه بقلق وهى تتلفت حولها يمينا ويسارا بتوتر الى ان وقفت امامه ليتطلع إليها بمكر ويشير الى سيارته لتستقل المقعد، نفذت اوامره ليستقل مكانه امام المقود وينطلق فى طريقه مبتعدا وهو يتحدث بصوته الرخيم : ماتخفيش أنا مش هضرك ...
" ارمله اخي "
الفصل السابع ..
صفا سيارته بمكان خالي ثم نظر لها بجديه وكاد ان يتحدث ولكن تفاجئ بصوتها المضطرب
- وقفت هنا ليه ؟ هتعمل فيه ايه ؟
تنهد بضيق ثم تحدث بصوت حاد نسبيا : قولتلك ماتخفيش،انا لو كنت عاوز اذيكي مش هاخدك من بيتك لمكان بعيد، لا أنا هخلص عليكي فى وقتها اول لم اشوفك، فاهدي كده عشان نعرف نتكلم وتعرفي ايه المطلوب منك .
هز رأسها بالايجاب وظلت صامته تستمع له بانصات .
استطرد قائلا : مش مطلوب منك غير تفضلي على اقوالك، طبعا هيطلبو شهادتك فى المحكمه تفضلي متمسكه باقوالك وهى ادينتك لريان وعمرو
نظرت له بصدمه : انت اللى بتطلب مني كده،ده زوج ماما قالنا ان انكل سامي مش هيسكت ولازم اغير اقوالي والا حياتي وحياة ماما هتكون فى خطر وأنا مرعوبه ومش عارفه أتصرف ازاى .
- تنفذي كلامي أنا، أنا اللى بحرك سامي وانا اللى في ايدي اذيكي او لا، أنا اللى بقرر أعمل ايه ورقبة سامي وابنه فى قبضه ايدي أنا، انسي اللى رشدي قاله
انسابت دموعه بحرقه ونظرت له برجاء : أنا بجد خايفه بس على ماما مش على نفسي، هتقدر تحمي ماما من رشدي وسامي ؟
- ايوه وبقولك ماتخفيش، أنا هرجعك دلوقتي ولم اعوذ اتواصل معاكي أنا هعرف اقابلك ازاي، الرقم اللى كلمتك منه تحذفيه مفهوم، ودلوقتي هرجعك بيتك تاني .
قاد سيارته عائدا الى طريقه لمنزلها ولكن استوقفته بتسألها : ليه بتعمل معايا كده وانت شغال معاهم ؟
لم ينظر إليها ولكن حدثها بصرامه : مش شغلك وياريت تهتمي بحياتك وبس وتحاولي تصلحيها، عشان مش كل يوم يظهر ضحيه جديده زي اسلام .
عندما ذكر اسم حبيبها ازداد بكائها وشردت فى حياتها قبل ان تلتقي باسلام وحياتها بعد أن حظت به رفيقا لدربها ورسمت معه احلامها الورديه لتستفيق من شرودها على واقعها المرير، فالان تعيش مراره فقده وتحمل نفسها ذنب وفاته فقد دفع حياته ثمنا لاستهتارها واستهتار تلك النفوس المريضه ..
________
عاد فهد الى مكان سكنه وصفا سيارته بالجراج الخاص بالبنايه ثم دلف لداخل البنايه، ليتفاجئ بالعم صبحي فى طريقه يرحب به :
- حمدلله على سلامتك يا دكتور
اجابه بثبات : الله يسلمك يا عمي صبحي
- ان شالله تكون الشقه مرتاح فيها
- اه تمام
- بقولك يا بني ماتاخذنيش يعني، تحب اشوفلك حد ينضفها وده على ضمانتي وماتحملش هم حاجه كل طلباتك تقولي بس عليها وانا اجبهالك على عيني .
نظر له بسأم ثم هم بخطواته مبتعدا عنه ليلحق بالمصعد ونظر له قبل ان يدلف داخله : اعذرني راجع تعبان، الصبح نتكلم، تصبح على خير
- وانت من أهل الخير يا دكتور .
تأفف بضجر وهو يستقل المصعد حيث الطابق المنشود ..
______
سارت على اطراف اصابعها وهى تدلف لداخل الفيلا، تخشي بان يراها أحد بذلك الوقت المتأخر من الليل ولكن اصطدمت بوالدتها التى شعرت بعدم وجودها وظلت قلقه تنتظر قدومها، لتعلم ما سر اختفائها بهذا الوقت :
حدثتها بصوت عالِ : كنتي فين يا رنيم فى الوقت ده ؟ انتي ازاي تخرجي اصلا واحنا فى الوضع المقلق ده؟ نسيتي كلام رشدي .
زفر بضيق واقتربت من والدتها تهمس بصوت متعب،فقد كانت تعاني الارهاق بتلك الايام الماضيه التى قضتهم داخل الحبس الانفرادي والى الان لم تشعر بطعم الحريه ولا الراحه كونها اصبحت خارج دائره الاتهام وخارج القضبان ولكن مازالت تشعر بالاختناق وكانها حقا ترا نفسها بالبذله الحمراء والحبل الغليظ يلتف حول عنقها ليقتص منها على ما فعلته لتلك الروح الطاهره التى فارقت الحياه .
- هو مش خلاص طلقك ؟ يسبنا فى حالنا بقي، أنا تعبانه ومخنوقه وكنت خارجه اشم هواء مااجرمتش يعني .
اقتربت منها بحنان وحاولت ان تضمها لصدرها ولكن كانت الأخيرة جامده مكانها، ابتعدت عنها وقبل ان تصعد الدرج لكي تختبئ بغرفتها وتطلق لدموعها العنان، القت نظره اخيره لوالدتها وهى تهمس بجديه :
- أنا مش هنفذ كلام رشدي واللى عنده يعمله
لتصرخ والدتها منفعله : انتي اتجننتي، سامي مش هيسكت وانا ماعنديش استعداد اخسرك، واول لم القضيه دي تنتهي هاخدك وابعد عن هنا، هنسافر لاي مكان ماحدش يعرفنا فيه ونبدء من جديد
صعدت اول درجتين ثم عادت تنظر لوالدتها بحزن : حضرتك خسرتيني من زمان، لم دخلتي راجل غريب بيتنا وبقى مسموح ليه يدخل ويخرج فى أي وقت،وقبلتي تكوني زوجه فى السر، أنا ماكنش عندى اعتراض ان حضرتك تتجوزى بس مش رشدي ابدا، ودلوقتي هو باعك فى اول اذمه،خاف على نفسه،مش هو ده اختيارك اللى بعدتي عني عشانه،وطلع للأسف مايستهلش انك تضحي ببنتك عشانه
اقتربت منها بلهفه : ايه اللى انتي بتقوليه ده، أنا مااقدرش ابيعك، انتي بنتي حته مني، وجعك هو وجعي، عارفه ان غلطت لم قبلت برشدي بس أنا بجد حبيته، لكن مايهمنيش غيرك انتي
أكملت صعود الدرج دون ان تهتف بشئ اخر وعندما دلفت لغرفتها اغلقت الباب بقوه والقت نفسها بالفراش تبكي وتزداد شهقاتها باحضان وسادتها ..
_______
فى الصعيد بمنزل يونس الصواف ..
ظلت تتقلب بفراشها بقلق، فقد جافها النوم، لتنهض من الفراش وهى تشعر بثقل اعلى صدرها يشعرها بالضيق وعدم التنفس بارتياح ..
" خير اللهم اجعله خير "
فتح يونس عينيه وظل يتطلع لزوجته : خير يا حجه مالك ؟ لساتك مانعستيش؟
- ماجيليش نوم يا حج،حاسه بجبل فوج صدري ومش عارفه اتنفس منيه، جلبي مشغول على فارس وقدر جوي يا حج
اعتدل من نومه ليجلس اعلى الفراش ويتحدث برزانه : وها مش فارس خبرك انهم بخير وزين والبنته كانت نايمه وهم بخير
- خابره يا حج بس ماسمعتش حسها ولا اطمنت عليها وهى كيف بتي وجلبي متوغوش عليها، هي يا نضري مالهاش ام تكون جنبها تاخدها فى حضنها وتواسيها على اللى بيحصلها دي، دي لسه ازغيره على النصايب اللي بتحصلها
- وها يا راجيه اتجننتي فى عجلك إياك، كيف تجولي على أمر ربنا نصيبه يا حجه، استغفري الله وجومي صلي ركعتين لله يبرد الضيق اللى عنديكي ديه ولم النهار يطلع نتحدت مع فارس نطمنو عليهم ، بلاش تجلبي علي البنته المواجع، تطمنيه عليها وتوصي ولدك عليها وبس اكيده، ربنا يصلح حالهم
- حاضر يا حج، هجوم اتسبح اصل حاسه ان جلبي مولع نار، ادعيلي يا حج بالله عليك
وضع كفه اعلى جبينها وردد ما تيسر من الذكر الحكيم ثم دعى لها بالصبر على البلاء وان يجعل صبرها على فقدان فلذه كبدها فى ميزان حسناتها وان يجمعهم الله به فى جنات الخلد ...
________
فى الصباح ...
تسللت اشعه الشمس الذهبيه تنير الغرفه لتداعب عينيها اثر الضوء المسلط بالغرفه، لتفتح خضرويتيها بتثاقل لتشعر بالتعب بانحاء جسدها، همت بان تنهض من الفراش ولكن شعرت بانها لم تقدر على الحركه، لتنظر حولها بترقب، وقعت عينيها على وجوده نائما بالمقعد المجاور للفراش لتتذكر لمحات من ليله أمس .
شعر بالتعب بسب نومته الغير مريحه، فاق من نومه على الألم الذي يشعر به بعنقه، ليعتدل اعلى المقعد وهو يحاول تدليك عنقه، لتقع عينيه عليها فقد كانت تحدق به بغضب وعندما التقت اعينهم، اشاحت بوجهها مبتعده عن رؤيته .
لينهض هو دون اكتراث لالم عنقه واقترب منها بقلق يتفقد صحتها : عامله ايه دلوقتي ؟
اجابته باقتضاب : بخير
حاولت أن تنهض ولكن الألام المتفرقه التى تشعر بها بجسدها جعلتها ترقد بالفراش ثانيا،انتابه القلق واقترب منها بتسأل : حاسه بايه ؟ تحبي اكلم الدكتور يجي دلوقتي ؟
نظرت له بعدم فهم : دكتور .. !
أومي براسه بالايجاب : امبارح تعبتي واغمي عليكي وماعرفتش افوقك، اتصلت بدكتور اعرفه وجي كشف عليكي واداكي حقنه، قوليلي بقى حاسه بايه بالظبط ؟
همست بحزن : مش حاسه بجسمي خالص
جحظت عيناه بصدمه واخرج هاتفه ليهاتف ايمن ويخبره بما تشعر به قدر، وبعد ان أغلق الهاتف معه، اقترب منها بقلق وهمس لها بصدق :
- أنا مش عايزاك تخافي مني، أنا عمري ماهطلب منك حاجه او اغصبك على حاجه انتي مش عايزاها، كل قصدي اننا نكون جنب بعض، انتي ماتحسيش بالوحده وأنا كمان، مش عارف أنا قولت ايه وصلك غلط او صدر مني أي حاجه ضايقتك، أنا كل اللى طالبه منك تعتبريني زي أخ ليكي، هفضل جنبك ومعاكي ومش هتخلي عنك مهما كان، بس ده هيكون وضع مؤقت بعدين نتكلم فى حياتنا مع بعض المهم صحتك دلوقتي .
اقترب منها بهدوء فجحظت عينيها بصدمه وعندما انحنى بجذعه يقترب من رأسها ارتجف جسدها بسبب قربه :
- ماتخفيش هلبسك الاسدال بس عشان دكتور ايمن على وصول .
انسابت دمعه هاربه من عينيها عندما شعرت بالضعف امامه .
ساعدها فى ارتدائه وضبط لها الحجاب ليواري خصلاتها المتمرده ثم ابتعد عنها عندما أستمع لرنين جرس الباب ..
________
فتح الباب بكسل ليصطدم بفتاه تقف امامه بابتسامه بشوشه
- صباح الخير يا دكتور، أنا ورد اللى باعتني عمي صبحي عشان اشوف طلبات حضرتك وانضف الشقه
ارجع خصلات شعره للخلف واشار بيده لتدلف لداخل
- اعمليلي فجنان قهوه مظبوط
- حاضر ثواني والقهوه تكون عند حضرتك
ابتعد عنها بضيق وهو يهمس بحده : انتي ثرثاره اوي
اختفت ابتسامتها ودلفت لداخل المطبخ تعد القهوه خاصته وبعد لحظات كانت تسكبها داخل الفنجان وتسير بها الى الصالون وهى تهمس مناديا باسمه
- دكتور معتز ...
فتح باب غرفه المكتب والتقط منها صينيه القهوه وقبل ان يغلق الباب بوجهه : الشقه عندك نضفيها ولم تخلصي تمشي وهبعتلك فلوسك مع صبحي، أغلق الباب تحت نظراتها الصادمه .
استجمعت شتات نفسها وابت ان تبكي وتشعر بالضعف، فهى مرغمه على تحمل البشر ونظراتهم المختلفة فمنهما من ينظر لها بود واحترام ومنهم من يتجاهلها وكانها سراب وهى عليها ان تتحمل الجميع من اجل لقمه العيش التى بحاجه إليها من اجل عائلتها ...
_______
كان يفحصها الطبيب تحت نظراته القلقه وشعورها بالاضطراب بسبب وجودها بمكان واحد مع رجلين اغراب عنها ولكن عندما تطلعت لفارس شعرت بالأمان بقربه لتتنفس بهدوء .
انتهي الطبيب من فحصها ثم نظر لعينيها ليتحدث معها بتسأل :
- قوليلي حاسه بايه بالظبط ؟
ابتلعت ريقها بتوتر بسبب نظراته المصوبه اتجهاها وهمست بصوت مبحوح : خدل فى جسمي كله، والم كمان .
هز راسه بتفهم : بس ده طبيعي من اللى حصلك امبارح
- وايه اللى حصلي امبارح ؟
تبادل ايمن النظرات بينه وبين فارس ثم عاد يتطلع لها :
- انتي مش فاكره ولا ايه ! بس ماتقلقيش انتي كويسه كان مجرد انهيار عصبي من الزعل وكل الأحداث الأخيرة اللى مريتي بيها، مش عايزك تخبي مشاعرك وتكبتيها جواكي، يعني حاسه عايزه تعيطي عيطي، ماتخبيش حاجه حواكي تأثر عليكي بالسلب، أي حاجه عاوزه تخرجيها زي الحزن والفرح وحتي الفضفضه خرجيها مع نفسك او مع حد قريب منك يقدر يفهمك، ولو شايفه انك محتاجه حد متخصص تقدري تتكلمي معاه زي دكتور نفسي مثلا هيقدر يستوعب كلامك واحاسيسك وكمان هيقدم ليكي الدعم الكافي .
- هو عشان عيطت شويا واتخنقت أكون مجنونه ومحتاجه لدكتور نفسي
اقترب فارس يتحدث بجديه : ومين قال مجنونه بس، انتي بنفسك بتدرسي علاج طبيعي وده تخصص زي الطب والطب مجاله كتير، يعنى واحده متعلمه ومثقفه زيك أكيد فاهمه ان الدكتور النفسي مش للمجانين بس، وعلى العموم اللى انتي عايزاه أنا معاكي فيه
لوت ثغرها بضجر وفضلت الصمت، قطع صمتها تسأل ايمن :
- جاتلك حاله تشنج قبل كده ؟
شردت قليلا ثم هتفت بحزن : مره واحده يوم وفاة سند
- ماتعرفيش استمرت النوبه قد ايه
- مش فاكره ممكن دقايق
- افهم من كده ان النوبه دي مرتبطه بحاله الحزن بس، يعني مافيش مره كنتي طبيعيه وجاتلك
- لا ماحصلتش قبل كده
- ولا فى وفاه والدتك،والدك ؟
هزت رأسها نافيه
- تمام،حاليا انتي بخير وتقدري تقومي من السرير، والف سلامه عليكي
ثم نظر الى فارس : محتاجك دقيقة قبل ما امشي
سار فارس بجانبه وغادر الغرفه ليقف امامه بقلق :
- فى حاجه يا ايمن ؟
- ماخبيش عليك مراتك محتاجه تشرفني فى المستشفى واعملها كل الاشعات اللازمه على دماغها، نوبه التشنج قلقاني شويا ومحتاج نطمن انها سليمه ودي مجرد حاله نفسيه من شده حزنها .
- خلاص أنا هحصلك على المستشفي
- لا بلاش دلوقتي خليها تحس انها بخير الاول، يعنى بلاش نوهمها بالتعب حاليا، يومين تلاته كده الوضع بينكم يستقر وبعدين تجيبها نطمن عليها، وزي ماقولتلك طمنها وخليك داعم ليها والسند اللى هى محتجاله، أنا لازم امشي بقى عشان متأخر على المستشفى، سلام
ودعه بتنهيده حارقه ثم دلف المطبخ ليعد لها وجبه الإفطار قبل ان يتركها ويتوجه لعمله ..
_____
اما عن ورد فقد انتهت من عملها وقبل ان تغادر الشقه قررت الذهاب الى غرفة مكتبه وتخبره بانتهاء عملها،وقف امام باب مكتبه بتوتر ثم طرقت الباب بهدوء، لتتفاجئ به يهم بمغادره الغرفه .
نظر لها بحده : نعم
رفعت كفها تمحى حبات العرق المتساقطه اعلى جبينها ونظرت له بتوتر :
- أنا خلصت وكنت حابه أسأل حضرتك تحب اعملك اكل ؟
- لا شكرا، أنا خارج
تسألات بتوتر : حضرتك تخصصك ايه ؟
- وانتي يخصك فى ايه ؟
- أصل أنا محتاجه دكتور عيون، بابا كفيف ومحتاج عمليه فلو حضرتك تعرف دكتور يقدر يساعدني ويشوف بابا و
شرد بذهنه ولم يستمع لحديثها ولكن تعلقت انظاره بمقلتيها الحزينه وجد نفسه يهمس دون وعى منه :
- هاتيلي كل الفحوصات اللى تخص والدك والاشعات وانا هتصرف
تبدل حزنها لفرح وشقت الابتسامة طريقها لثغرها الرقيق وهمست بفرحه:
- ربنا يخليك يارب، كنت عارفه ان قلب حضرتك كبير وهتساعدني وانا تحت امرك مستعد اشتغل ليل مع نهار عشان اسدد تكلفه العمليه
ابتعد عنها بخطوات واثقه ونظر لها بابتسامه خفيفه : بطلي ثرثره وروحي شوف والدك افضل وبكره زي دلوقتي تجيبي كل المطلوب
وقبل ان يغلق باب الشقه خلفه، عاد ينظر لها وهو يشير بكفه : قولتيلي اسمك ايه ؟
اقتربت منه : ورد
اخرج من جيب سترته مبلغا من المال واعطاها اياه، ثم غادر الشقه بلا البنايه باكملها، ظل بسيارته يتفقد البمايه الى ان وقعت عيناه على مغادره فارس لمدخل البنايه ثم استقل سيارته ليقودها الى حيث عمله، ليترجل الأخير من سيارته بعدما تاكد من عدم وجود البواب، ليدلف لداخل البنايه بخطوات سريعه يصعد الدرج الى حيث وجهته ليفعل ما نوي عليه من قبل ....
الفصل التاسع ..
ارمله أخي
أغلق الهاتف مع شقيقه وهم بمغادره مبنى النيابه ليقود سيارته الى حيث شقته وطوال الطريق يحدث نفسه، ماذا يخبرهم عن اختفاء زوجته ؟ ولماذا اتو فى ذلك الوقت تحديدا ؟ الا وان المصائب تتوالى عليه واحده تلو الأخرى ..
شرد قليلا أثناء وقوفه باشاره المرور وخُيل له بانه يرا وجه شقيقه الراحل ينظر له بحزن وعيناه تزفر بالدموع،فاق من خيالته على أصوات السيارات خلفه التى تطلق له الزمير لكي يكمل طريقه، قاد سيارته وهو يأنب نفسه ويعاتبها بما جرا لقدر ونظرات شقيقه التى كانت بالسهم تخترق قلبه، ليطلق تنهيده قويه وهو يصف سيارته امام البنايه ويترجل منها بخطوات سريعه لكى يلحق بعائلته الموجوده امام باب شقته ...
استقبلهم بالعناق والترحاب ودلف الشقه وهم خلفه لتوقفه تسألات والدته القلقه : وينها قدر يا ولدي
ابتلع ريقه بتوتر وتطلع لهم بريبه ولم يجد شئ يخبرهم به الا انها متغيبه منذ صباح اليوم وهو الان يبحث عنها، لتشهق راجيه بصدمه وتضرب بصدرها وهى تهتف بحزن : يا جلبي يا بتي، راحت فين وهى بحالتها دي، كيف تهمل مرتك لحالها يا فارس وهى لساتها تعبانه، يا ترى فين اراضيكي يا بتي ده انتي مالكش حد واصل غيرنا، بجي دي الامانه يا ولدي
اسكتها زوجها باشاره من عصاه لكي تكف عن حديثها اللازع ونظر الى ابنه الشارد الحزين الذي شعر بعجزه وأراد ان يتحدث معه :
- رايد اتحدد امعاك
اصطحب والده الى غرفه مكتبه وقبل ان يغلقها كان يونس ينادي لرحيم : تعى معايا يا رحيم يا ولدي
دلف ثلاثتهم داخل غرفه المكتب واغلق فارس الباب خلفه وعاد يقف امام والده كالطفل الصغير المعاقب على خطى قد اقترفه .
تنهد يونس بضيق ونظر لسودويته الحاده وتسأل بجديه : وينها مرتك يا فارس ؟ وايه اللى حوصل ماداخلش عليه انها هملت بيتها اكيده لحالها وانت بتدور عليها،جولي الحقيقه ؟
- قدر مخطوفه
نزلت الكلمه على مسامعهم كالصاعقه ليدب والده بعصاه الأرض بغضب : كيف دي ؟
استرد أنفاسه بصعوبه وهو يقص على والده القضيه التى يتولى التحقيق بها وعن مدا قوه ونفوذ أهالي هؤلاء الشباب المتهمين فى تلك القضيه ..
هتف رحيم بانفعال : كيف يتجرءو ويخطفو مرت وكيل النيابه، اتجننو اياك، أنا معاك يا خوي مش ههملك واصل غير لم نعاود بمرتك صاغ سليم
- ماينفعش يا رحيم تسبب الحاج والحاجه، أنا عارف أنا هعمل ايه واتصرف ازاى، بلاش ام سند تاخد خبر باللى حصل
ربت والده على كتفه : روح يا ولدي شوف هتجدر ترجع مرتك كيف ودير بالك على حالك، ربنا معاك يا ولدي
ضمه فارس بحب ثم ابتعد عنه يقبل كفه وينظر له بوداع : ادعيلي يا بوي
غادر المكتب على وجه السرعه ثم غادر البنايه باكملها وقبل ان يقود سيارته هاتف صديقه ليعلم إذا كان توصل لشئ أم لا، وبعد ان انهى المكالمه قاد سيارته متوجها الى النيابه ليلتقي بصديقه ...
______
فى ذلك الوقت كان قاسم بمكتب اللواء "اكمل سلام " يقص عليه ما حدث مع فارس وزوجته ليشعر الأخير بالتوتر وبعد لحظات كان يدلف فارس لمكتبه بعد أن طرق الباب، ثم نظر لصديقه بلهفه :
- ها يا قاسم قدرت توصل لحاجه ؟
هو راسه نافيا : الحقيقه يا فارس ماجاش أي اتصال على مكتبك وكمان زى ماطلبت متتبعين موبايل الخاص وتليفون المكتب ومافيش أي حاجه جديده حصلت
زفر بضيق ثم هم بمغادره المكتب ليستوقفه مناداه اكمل : فارس
نظر له فارس بترقب ليستطرد اكمل قائلا:
- ان شاء الله هنقدر نوصلها ماتقلقش والقضيه أنا هحاول أجل خطوه تحويلها للمحاكمه ماتقلقش
زفر بضيق : وهو ده اللى هم عاوزينه بس ليه ماحدش حاول يتواصل معايا ويقولي طلباته ايه، مراتي بره شغلي وهدفعه اللى حصل غالي اوى أي كان مين،انا مش هسكت ومش يتلعب معايا بالطريقه دي، ومش عتنازل عن مبادي لعدماء الضمير دول، ارجوك يا فندم مشي القضيه وباسرع وقت كمان، أنا هعرف أوصل لمراتي ومش هسمح باي أذي تتعرض له لو هدفع فيها حياتي بس هترجع
غادر مكتبه كالاعصار ولحق به قاسم خوفا من تهوره، اما عن اكمل فالتقط هاتفه وضغط زر الاتصال بشخص ما، ظل يتحدث معه عده دقائق ثم أغلق الهاتف وقرر انهاء تلك القضيه المعقده ...
_______
عاد فهد لذلك المنزل الذي ترك به قدر وهو يحمل بيده حقيبه بلاستيكية بها طعام ووضعه جانبها
ثم هتف بصوته الغليظ : ده اكل لم تجوعي ابقى كلي وفى مايه كمان
اقترب منها ليفك كفيها المقيده بالحبل .
عندما شعرت باقتراب انفاسه ارتجف جسدها وانسابت دموعها بصمت وجدته يحل قيود يديها ثم غادر المكان، حاولت استرداد انفاسها المضطربه وبعد ان تأكدت من اغلاقه لباب المنزل رفعت يديها لتحاول نزع الغمامه التى تغطى عينيها ونظرت حولها بترقب فلم تجد أحدا جانبها، قررت ان تفك القيود المحاطه بقدميها لتحاول ايجاد مخرجا من ذلك البيت المتهالك هذا .
سارت بخطوات مرتجفه تتفقد المنزل وجدت نافذه صغيره ولكن مغلقه باحكام، حاولت فتحها ولكن لم تنجح فى ذلك، اقتربت من الباب المتهالك وظلت تدفعه بكل قواها ولكن لم تفلح أيضا، لتجلس خلفه بحزن وتنساب دموعها بحرقه ويعلو أصوات شهقاتها التى لم تنقطع .
فى ذلك الوقت كان يبتعد فهد بسيارته عن هذا المكان وقرر عدم العوده اليه ثانيا .
_______
اما عن سامي فحاول التواصل مع الاشخاص الذي يعمل معهم فى تلك الصفقات المشبوه ونجح فى اخذ موعد محدد لاستلام شحنته من تلك البضائع التى يوردها اليه الرجل الآخر ..
وجد فهد امامه، انهى المكالمه ثم نهض من مجلسه ليتقدم بخطواته الثابته الى فهد : خلاص يا فهد هانت،الغمه قربت تنتهي بقى ولسه عند وعدي ليك، كل اللى هطلبه هينفذ بدون نقاش، بس قولي عملت ايه مع مرات وكيل النيابه ده
- ماتشغلش بالك حضرتك، كله تحت سيطرتي .
_ بس المتر قالي ان القضيه لسه سايره ومافيش أي تعطيل حصل
- ده فعلا ، القضيه دلوقتي هتتنظر قدام المحكمه واحنا مجرد بنوصل للنيابه ان يكون رحيم مع الشباب فى مرفعته قدام المحكمه والقضاء ينظرو ليهم نظره عطف يا باشا، دول شباب بردو
ضحك بسخريه ثم استطرد حديثه : لسه ضربتنا الحقيقيه وقت المحكمه، أنا عارف أنا بعمل ايه، ماتشغلش بالك سعاتك، ركز بس فى الشغل اللى متعطل يا باشا
- معاك حق، الموضوع ده خد اكبر من حجمه فعلا، المهم فى شحنه كبيره كنت متعاقد مع الراجل الكبير من فتره وجى وقتها، بسبب المشاكل اللى حصلت الشحنه دي اتعطلت شويا، بس أنا اتصرفت بطريقتي وهى دلوقتي فى ميناء بيروت وعلى وصول، كام يوم ونستلمها فى السويس المره دي عشان العين بس ماتبقاش علينا
أومي براسه بالايجاب : معاك حق يا باشا، دماغك دي الماظ
ضحك سامي بصخب وبعد ان استرد انفاسه وجه نظره غاضبه لفهد : عايزك تخلص على مرات فارس، عشان أقضي على مسيرته كلها ويبطل يقف قصاد الكبار
جحظت عين فهد بصدمه، فلم يتوقع تلك النهايه : معلش يا باشا سبلي أنا اخلص الموضوع ده بدون شوشره، حضرتك لسه قايل مش عايزين العين تفتح علينا
- أنا واثق فيك يا فهد، بس ده بقى تار بيني وبين فارس ده
حاول التماسك بغضبه وهمس بصوت هادئ : بس أنا عندي مبدء ماباخدش الحريم فى تصفيات الشغل، لو تارك مع فارس فدي ضربه اولى ليه، والتانيه تكون قاضيه نخلص منه هو شخصيا ده لو هيعوق شغلنا
- اللى زي فارس مش هيسكت، هيفضل ينخور ورانا لم يوصل لاساس شغلنا ايه، وأنا مش هستني واقف اتفرج، خلاص بلاها قتل نقدر تكسره وتقضي عليه من غير قتل
نظر له بحده : ازاي ؟
ضحك ضحكه شيطانيه وارسل اليه غمزه ماكره : معقول مافهمتنيش يا فهد، كلك نظر
حاول اظهار بسمته والسيطره على انفعالات وجهه وهو يومي بالايجاب ثم استاذن الرحيل ليستوقفه كلمات سامي الصارمه :
- فهد ماتنساش توثق الحدث، عاوز امتع عيوني باقوي حدث ممكن يحصل فى تاريخ سياده وكيل النيابه
ضغط بقوه على اسنانه وقبض بقبضه يده بقوه لتبرز عروقه بغضب جامح يريد ان يفتك به ولكن حاول التماسك وغادر المكان بغضب، عندما وصل الى سيارته ركلها بقوه لينفس عن غضبه ثم استقلها يقودها الى حيث المجهول ...
_____
حل المساء ومازال فارس يشعر بالعجز، فلم يجد شيأ يصلها الى مكان وجودها .
تطلع الى صديقه بحزن : انزل يا قاسم، فى مشوار لازم اعمله لوحدي
نظر له قاسم بحده : مش سايبك انت فاهم، قولي عايز تعمل ايه وأنا معاك
أنطلق بسيارته يشق طريقه وهو يهتف بغضب : مافيش غير سامي الحديدي لازم اوصله
هتف بصدمه : ايه سامي الحديدي، وهتروحله برجيلك عشان يلبسك قضيه تعدي بقى ويخسرك منصبك
- يولع أي منصب المهم عندي قدر ترجع سليمه، انت مش حاسس بالنار اللى جوايا يا قاسم، شايف سند قدامي عنيه مليانه دموع وكانه بيلومني ان قصرت فى امانته، أنا حاسس بنار جوه صدري بتحرقني خايف على قدر يحصلها حاجه بسببي، هقابل سند ازاى ولا هبص فى وش امي ولا ابويا ازاى بس يا قاسم، هى دي الامانه والوصيه اللى الكل مأمني عليها، ماقدرتش احميها ولا احافظ عليها وهتتاخد بسبب شغلي أنا
حاول التخفيف عن صديقه : ماتحاسبش نفسك على حاجه مالكش دخل بيها، دي غابه يا فارس واحنا عارفين كويس اوي ان شغلنا خطر وصعب اوى علينا وعلى كل فرد من عيلتنا، احنا بنخرج مش عارفين هنرجغ تاني بيتنا ازاى، هنرجع على رجلينا ولا فى كفن، احنا بنقدم حياتنا التمن , ان شاء الله قدر هترجع بخير وربنا مش هياذيها بسبب شغلك يا فارس، خليك واثق فى ربنا، بس بلاش تهور مع الحديدي
صفا سيارته امام فيلا الحديدي .
- مش هفضل ساكت اكتر من كده يا قاسم، أنا هجيب عليها وطيها، ياانا يا هو
ثار غضبه ودلف لداخل الفيلا وابعد كل من يقف بطريقه وهو يشهر سلاحه بوجه من حاول منعه من الدلوف لداخل الفيلا، وقاسم خلفه يحاول أن يهدئ نوبه الغضب التى احتاجته، الى ان دق جرس الفيلا وعندما فتحت له الخادمه ابعدها من وجه وهو يصرخ مناديا
- فين سامي الحديدي .
خرج سامي على تلك الضجه ونظر له ببرود : ايه الهمجيه اللى انت داخل بيها بيتي يا سياده وكيل نيابه، حضرتك مش عارف ان ده اسمه تعدى عليه وعلى اهل بيتي ولا ايه .
صرخ فارس بوجهه بانفعال : يعنى عارف كويس اوي ابقي مين، رغم ان ماتقبلناش قبل كده
- فعلا مااتشرفتش بمعرفتك قبل كده، حتى رفضت مقبلتي وقت التحقيق فى القضيه المتلفقه لابني
هتف بصدمه : متلفقه ... حضرتك واعي للى بتقوله، ابنك التهمه ثابته عليه وبالادله وكل الشهود شهدو بكده
مازال يتحدث ببرود منما اثر غضب فارس : شهود زور وقريب جدا ابني هيخرج منها، لكن ماقولتليش سر زيارتك الجميله دي ايه ؟
- فين مراتي ؟
ضحك بسخريه : ههههه جاي بيتي بالهمجيه دي عشان تسألني أنا على مراتك ! ليه هي كانت من عيلتي وأنا معرفش
اقترب منه كالاسد الثائر وامسك به من تلابيب قميصه : اختفاء مراتي مش وراه غيرك يا سامي يا حديدي، انت العقرب الكبير اللى قريب جدا هتشرف جنب ابنك فى نفس الزنزانه، اقسملك بشرفي لو مراتي مارجعتش خلال ساعه من دلوقتي أنا هقلب عليك الدنيا، أنا مراتي خط أحمر واللى يقرب لعائلتي هنسفه من على وش الأرض لا هيهمني منصب ولا سلطه سيادتك ايه
حاول قاسم ابعاده قبل ان يتهور ويضربه ويصبح هو الجاني
- فارس كفايه كده، ممكن نتكلم بهدوء
نظر له سامي بحده : اسمع كلام صاحبك وانا مقدر حالتك ومش هقدم فيك شكوى ضد تصرفك الهمجي ده، لكن روح دور على مراتك بعيد عني، وابني أنا هخرجه منها وبكره تشوف يا سياده الوكيل مين هو سامي الحديدي، دلوقتي تاخد صاحبك فى ايدك وتوريني عرض اكتافك
حاول ان ينقض عليه كالفريسه ولكن جذبه قاسم بقوه ليبتعد به عن الفيلا بعنو : انت اتجننت انت عارف سامي يقدر يعمل ايه كويس، ده جنان لم نروح لحد بيته ونسأله على مراتك، متخيل ان واحد زيه ممكن يقولك فين مراتك يا فارس، ماتفوق كده خلينا نفكر بعقل شويا
- عقل هو فين العقل ده، قولي هتعمل ايه لو مكاني وفين هو العقل مع امثال الحقير ده، أنا اتاكد ان هو اللى ورا اللى حصل ومش هسكت
- نقدر نعمل مرقابه عليه وعلى أي راجل من رجالته وهنوصل لقدر اطمن
- زفر بضيق : ماانا خرجت اذن بمراقبه فيلته وشركته وحراسته الخاصه واسع مافيش أي اخبار، اللى زي سامي عامل حسابه كويس اوى ومستحيل يغلط، ده كاميرات المراقبه عند بيتي اتفرغت يا قاسم واللى اتصور بعد ماخرجت اتمسح، مافيش أي دليل وراه .
استقل قاسم السياره خلف عجله المقود وقرر ان يقودها بدلا عن صديقه الغاضب
- طب اركب بس هنبعد من هنا وانا اللى هسوق، اطلع يلا
استقل المقعد المجاور له وهو يتوعد لسامي ولابنه فاصبحت بينهما عداوه شخصيه ولم يتهاون فارس فى حق زوجته .
فجاه صدح رنين هاتفه معلن عن اتصالا من مجهول .
اجاب على الفور لتجحظ عيناه بقوه عندما استمع لصوت انثوي يخبره بمكان وجود قدر ثم أنتهت المكالمه، لينظر لصديقه بلهفه : اطلع على طريق اسكندريه صحراوي بسرعه
""""""""""
التقط الهاتف من يد الفتاه ثم اغلقه والقي به بقوه من اعلى الجبل .
لتنظر له رنيم بقلق : مين اللى أنا كلمته ومنين تعرف بمكان مراته ؟ انت عملت ايه بالظبط ؟
نظر له بحده ثم هتف بغضب : وانتي مين بقى عشان تستجوبيني، فوقي لنفسك وارجعي بيتك يلا
ابتعدت عنه بخوف ثم استقلت سيارتها لتعود الى حيث منزلها تحت انظاره الغاضبه ...
______
ليتفاجئ برنين هاتفه اخرجه بغضب من داخل سترته ثم زفر بضيق عندما شاهد اسم المتصل،ليس الا سامي الحديدي، اجابه بهدوء بعدما نجح فى اخفاء غضبه
ليستمع لصراخ الأخير : فهد أنا عايز مرات فارس عندي هنا فى أسرع وقت انت فاهم ؟
ابتلع ريقه بتوتر ثم همس بجديه : امرك يا باشا
أغلق الأخير الهاتف وعيناه تلمع بمكر وهو يردد " هدفع التمن غالي اوي يا فارس يا ابن الصواف واللعب بينا هيكون على المكشوف، مراتك قصاد ابني "
" ارمله اخي "
الفصل / العاشر
قاد قاسم السياره بسرعه فائقه ليشق طريق الصحراء ويجوب، الى ان راء على ملمح البصر منزل سكني صغير قديم البناء يوجد وسط الرمال، صف السياره امامه ليترجل فارس سريعا ويسير بخطوات سريعه الى حيث ذلك المنزل ثم أشهر سلاحه ولحق به قاسم .
صرخ فارس مناديا باسمها وهو يقف امام الباب المتهالك : قدر. قدر
كفكفت دموعها عندما استمعت لنبره صوته المألوفه على مسامعها ونهضت من خلف الباب تحاول ان تتفوه باسمه ولكن لم تقدر على النطق .
نظر له قاسم بجديه : نكسر الباب ونتاكد من وجودها
هم فارس بدفع الباب بقوه الى ان انفتح الباب،نظر الى صديقه :
- خليك هنا يا قاسم، أنا هدخل اشوفها .
هز راسه بتفهم عندما شعر بالقلق الذي يحتاج صديقه وقرر ان ينتظره، اما عن فارس فقد كان يخشي ان تكون دون حجابها وملابسها الساتره لجسدها ولا يريد لاحد ان يراها بتلك الهيئه، يريد ان يطمئن قلبه أولا .
دلف بخطوات قلقه وعيناه تبحث عنها بلهفه داخل المنزل، الا ان وقعت عيناه على مكان وجودها، فقد كانت بالقرب من الباب تتقوقع على نفسها وهى تتطلع بخضرويتها الباكيه بلهفه .
أسرع فى خطواته ثم هبط لمستواها وظل يتفقد وجهها بين راحه يده ويهمس بقلق وخوف حقيقي : انتي كويسه ؟ حد عملك حاجه ؟ اتكلمي ارجوكي انتي بخير ؟.
هزت رأسها بالايجاب وخرجت شهقه قويه اثر كبت دموعها جعلته يفك ذراعيها التى تحتضن بها جسدها ثم جذبها لصدره قوه طوقها بذراعيه واغمض عيناه ليستشعر وجودها الان بأمان .
ظلت تنتفض بين احضانه الى ان استكان جسدها وفقدت وعيها، شعر بارتخاء جسدها ليبتعد عنها بقلق ثم حملها برفق ليغادر ذلك المنزل .
اقبل عليه قاسم بقلق : خير مالها ؟ هي كويسه ؟
- مش عارف أنا هاطلع بيها على أي مستشفي اطمن عليها
- وديها عند ايمن افضل، هو عارف حالتها
أومي له بالايجاب : حاضر،هطلع بالعربية وانت عاين البيت ده وشوف أي حاجه أي دليل يدين الكلاب دول وهبعتلك عربيه
ابتسم له بخفه : أنا هتصرف، روح انت شوف مراتك وماتشغلش بالك، أنا هخلص الموضوع وابقى طمني عليكم
أسرع فارس فى خطواته اتجاه سيارته ثم وضعها برفق بالمقعد الخلفي واحكم غلق حزام الأمان عليها ثم استقل مقعده خلف المقود لينطلق فى طريقه الى المشفى الخاصه بايمن ليتفقد وضعها .
واثناء قيادته قرر الاتصال بشقيقه ليخبره بانه وجد قدر لكي يطمئن والديه وسوف يذهب الى المشفى ليطمئن على حالتها الصحيه قبل ان يعود بها للمنزل .
______
اما عن قاسم فدلف لداخل المنزل وبدء يبحث به عن أي ثغره توصله للفاعل الحقيقي وراء خطف تلك المسكينه، ولم يجد شيأ سوا الحبل التى كانت مقيده به وحقيبه بلاستكيه يوجد بها طعام ولكن لا يوجد اسم لذلك المطعم فيبدو بانه كان يتخذ حذره ولم يترك خلفه اثر .
زفر بضيق وقرر الرحيل ليبحث عن مالك هذا المنزل المتهالك الموجود بمنتصف الصحراء .
فتوجه الى الطريق ينتظر سياره ماره ليعود بها الى القاهره ليباشر التحقيق بنفسه ..
________
بالمشفي بعدما اخبره قاسم بما حدث لقدر عبر الهاتف، توجه ايمن الى الاستقبال لانتظار قدوم فارس .
بعد لحظات كان يدلف فارس وهو يحمل قدر بين يديه ليستوقفه ايمن بالسرير النقال لكي يضعها برفق أعلاه، ثم توجه بها الى الطوارئ لفحصها .
لحق به فارس وظل قريبا منها وايمن يفحصها تحت انظار فارس القلقه .
أمر ايمن الممرضه باعطاءها محلول مغذي ثم نظر لفارس :
- ماتقلقش هى كويسه، مجرد هبوط بس والضغط واطي شويا، هعلق لها محلول وخلال ساعه هتفوق وتبقى زى الفل، أنا اديتها مهدئ عشان ترتاح ومايكنش عليها أي ضغط، وهعملها كل الفحوصات اللازمه عشان نتطمن عليها
شكره فارس وظل جانبها ثم غادر ايمن الغرفه بعد أن اصدر اوامره بالاهتمام بتلك الحاله .
اقترب فارس من فراشها ثم اتكئ على ارجله امام الفراش وامسك بكفها الرقيق يرفعه برفق ليطبع قبله حانيه اعلاه وظل ممسك بكفها بين راحه يده وعيناه تتفرس ملامح وجهها البريء، لمح خصله بنيه شارده خلف حجابها، مد انامله برفق ليدسها اسفل الحجاب،ثم هبط بانامله يتحسس بشرتها الناعمه،ليجد نفسه يبتسم بشعور غريب يتملكه الان،ليفيق من تلك المشاعر على وجهها العابث وحاجبيها المعقوده اثر لمساته، انتفض بقوه وكأنه صعق بالكهرباء عندما راء وجه شقيقه بدلا من وجه قدر .
____
صف سيارته امام فيلا الحديدي وترجلا منها ليجد سامي ينتظره بالحديقة يشعل سيجارته وبثر دخانها بغضب وعندما اقترب فهد منه، عنفه سامي بحده
- معقول اللى سمعته ده يا فهد , بقى فارس يوصل امراته قبل ماانا اوصلها وانتقم منه بنفسي، لا يا فهد ماتخلنيش افقد ثقتي فيك، ازاى تغلط غلطه زي دي .
زفر انفاسه بضيق وتصنع الغضب : غصب عني يا باشا، ماعملتش حسابي ان متراقب وقدر يوصل لمراته، بس على الاقل مايعرفنيش ولا يعرف مين ورايا، يعنى بردو احنا فى الأمان والسليم يا باشا واحنا لسه معانا وقت عشان ننهي القضيه
- مش قادر اصدق اللى بيحصلي ده،بقى أنا سامي الحديدي ابني مقبوض عليه ومش عارف اخرجه منها ولا عارف أقضي على فارس ده اللى هو سبب كل مشاكلي
ابتلع ريقه بضيق : بس حضرتك ماكنش ينفع تتصرف معاه بالشكل ده
قاطعه بانفعال : انت اتجننت يا فهد، واعي لكلامك ده،مستني مني أعمل ايه لم الاقي سياده وكيل النيابه جاي يتهجم عليه فى بيتي، يحمد ربنا ان مسكت نفسي ومبلغتش البوليس
- كويس ان حضرتك مابلغتش عشان كانت هتبقى قضيه ضدك، كان ممكن فارس يتهمك بخطف مراته والكل هيصدقه وحضرتك هتكون بتضر باسمك وسمعتك خصوصا بعد اللى حصل لريان
- وده اللى خلاني اسكت على همجيته، مش حابب الشوشره على إسمي ، كفايه اوى مصيبه ريان , بس انت المسؤل قدامي يافهد تخرجلي ابني ونخلص من المشكله دي، أنا هسفره بره مش هيقعد هنا لحظه واحده بعد لم الكابوس ده ينتهي
- اطمن يا باشا، أنا لسه عند وعدي قريب اوى وريان هيكون حر وقدام عينيك
- قولي جهز نفسك عشان الشحنه هتوصل خلال يومين
- أنا جاهز يا باشا فى أي وقت
زفر بضيق ثم القى بسجارته ارضا ودعسها تحت قدمه ثم نظر الى فهد :
- محتاج سهره تنسيني كل اللى انا فيه
جحظت عيناه بصدمه ثم ضغط على اسنانه بغيظ : طلباتك اوامر يا باشا
- هطلع اخد شاور تكون كل حاجه جاهزه ، سار فى طريقه لداخل الفيلا وترك فهد يتأفف بضجر، ثم اخرج هاتفه اجرا اتصالا هاتفيه بشخص اخر من رجال سامي وأخبره بما يريد سامي ثم أغلق الهاتف بضيق وعاد الى سيارته يقودها فى طريقه الى منزله وهو يحدث نفسه
( مابقاش غير سهراتك القذره اعملهالك كمان يا سامي الكلب )
______
لم تنم راجيه ظلت تحدق بزوجها الذي مازال مستيقظا هو الاخر .
- مالك يا حجه مش خلاص اطمنتي على قدر وفارس هيطمن عليها ويعاود بيها، انعسي يا حجه
- برضك جلبي متوغوش يا حج، ايه اللى يخرج قدر من بيتها وتوه اكيده وهى مش خابره حاجه عن اهنيه
- وها يا حجه، كانت محتاجه تشتري طلبات للبيت كيف ما فارس خبرني، والحمدالله هى بخير دلوك
نظرت له بحيره ثم همست : بجولك يا حج، فارس وقدر كل واحد منيهم جاعد فى اوضه لحاله، شوفت هدوم قدر فى الاوضه التانيه بعيد عن اوضه فارس
- مالناش صالح بيهم يا ام سند، سيبي ولدك براحته وكمان البنته لسه خارجه من تعب، ادعيلهم وبس يا حجه ده اللى نجدرو عليه
- خايفه ياحج بعد اللى حوصل فارس يقول خلاص مدام مافيش عيل ازغير اربط نفسي بيها ليه، وقدر مالهاش غيرنا يا حج
تنهد بضيق : ولدك راجل يا حجه ولا هو جليل الاصل ولا عديم المسئوليه،فارس كبير مقام وكيل نيابه بيجيب حق المظلوم ومايظلمش مرته واصل، ولدي وأنا خابره زين، ربنا يصلح حالهم ويخلف عليهم بالخلف الصالح
- كيف ده وكل واحد لحاله، أنا بجول وجودنا اهنيه نجربهم من بعض
- كيف ؟
- رحيم يعاود البلد واحنا نفضل اهنيه كام يوم اكيده نطمنو على قدر، وهم فى وجودنا هيجعدو فى اوضه واحده تجمعهم وكديه يحاولو يجربو من بعض مش معجول يعني يا حج يفضلوا كل واحد منيهم بعيد عن التاني
تنهد بنفاذ صبر : اللى تشوفيه صالح ليهم اعمليه وربنا يقدم اللى فيه الخير
- يارب طمن جلبي على ولدي يارب .
_____
كان ينظر من خلف النافذه وهو يشعر بالاختناق، حاول ان يسترد انفاسه بهدوء،قرر ترك الغرفه والابتعاد قليلا، يريد ان يختلي بنفسه، يفكر فى حياته القادمه .
توجه الى الكافيه الخاص بالمشفى وجلس على احدى الطاولات يحتسي مشروب القهوه الساخن وهو يتطلع للفراغ، ليجد صديقه قاسم مقبلا عليه .
- كويس ان لاقيتك هنا، طمني الاول مراتك عامله ايه ؟
- الحمدلله، ايمن طمني، قولي انت وصلت لحاجه ؟
هز راسه نافيا : زي ماتوقعنا مافيش أي دليل ضد سامي او غيره، اللى عملها كان عامل حساب لكل حاجه، ده حد بيلاعبنا باسلوبنا، يعني كل صغيره وكبيره معمول حسابها ده حد دقيق جدا فى تصرفاته ومافيش أي غلطه وراه
زفر بضيق ثم نهض من مجلسه : مش مهم،المهم قدر معايا دلوقتي والقضيه خلاص مابقتش فى ايدي، بس هنتقابل مع سامي قريب جدا فى المحكمه والقانون الفيصل بينه، قوم انت روح انت تعبت معايا وأنا الصبح ان شاء الله هاخد قدر البيت وكويس ان الحاجه موجوده هنا هتخلي بالها منها كويس وأنا فى الشغل .
- تمام مش عايز أي حاجه لو احتاجتني كلمني ماشي
- أكيد يا صاحبي
ربت قاسم على كتفه ثم ودعه ليصعد فارس الى حيث غرفه قدر ودلف بهدوء لكي لا يقلقها،جلس على المقعد وقرر الانشغال بهاتفه لكي لا يسمح لنفسه التحدق بها الى ان غفل مكانه اعلى المقعد ..
_____
اما عن فهد فقد عاد الى شقته التى استأجرها منذ ايام، وعندما خطى بقدميه لداخل البنايه تفاجئ بالعم صبحي ينتظره، نهض من مكانه يقترب منه بلهفه : بركه ان حضرتك جيت قبل ماانام
لوي فهد ثغره بضجر وهتف بضيق : خير يا عم صبحي فى حاجه ولا ايه ؟
- كل خير يا دكتور، بس ورد جت وسيبالك الاوراق دي،كل حاجه تخص والدها، هى قالتلي ان حضرتك طلبتهم، هيكون كتر خيرك والله يا بني لم تقف جنبهم وابو ورد راجل كفيف وخسر شغله وكل حاجه وربنا يجعل الشفا على يدك يارب
التقط منه الاوراق ثم أومي براسه بخفه : أنا هدرس الحاله وان شاء الله خير، تصبح على خير ولا في حاجه تانيه
- لا يا دكتور كتر خيرك، تصبح على ألف خير يارب وربنا يكرمك ويوسع عليك ومايوقعك فى ضيقه يارب
ابتسم له فهد ثم سار الى حيث المصعد ليستقله وهو يزفر انفاسه بغضب جامح فقد كان يشعر بالنيران تحرق جسده، داخله بركان من الغضب يريد ان ينفجر بين لحظه واخرى .
دلف شقته ثم توجه لغرفه مكتبه وجلس أمام المكتب وفتح حاسوبه الشخص وبدء يراسل شخص ما، استمرت المحادثة بينهم لساعه متواصله ثم بعد ذلك أغلق الحاسوب وترك الغرفه متوجها الى المرحاض لينعش جسده بالماء البارد لعله يطفى النيران المشتعله داخله بسبب عجزه فى الانتقام منما تسبب له فى خساره عائلته باكملها ..
بعدما أنتهى من حمامه ارتدي ملابس النوم والقى بجسده اعلى الفراش يحاول اغماض عينيه ولكن جفاه النوم وتذكر الماضي وعادت ذكرى اليوم المشئوم يراوده من جديد عندما كان فى عمر الخامسه عشر، كان عائدا من رحلته المدرسيه وبعد ان ودع اصدقائه توجه الى منزله ليجد الباب مفتوح، تطلع له بغرابه ثم أستمع لصوت إطلاق النيران التى اخترقت اذنه فى ذلك الوقت، تسمرت اقدامه بالارض وجحظت عيناه عندما وقعت على رجل يعطيه ظهره ويشهر سلاحه بوجه والده بعد أن اطلق النيران على والدته وشقيقته الصغري ثم انهى المشهد بطلقه مدويه براس والده ليجعله يفارق الحياه، شلت الصدمه حواسه وجاهد فى الابتعاد عن باب المنزل بصعوبه عندما جذبته يد قويه تبعده عن ذلك المكان بالقوه وهو يضع كفه على فمه لكى لا يخرج صوته، ليغادر القاتل المنزل بلا شفقه او رحمه فقد قتل عائله باكملها بدم بارد وهرب دون عقاب، راء ملامحه التى انحفرت داخل ذاكرته واقسم منذ ذلك اليوم بانه سوف ينتقم منه اشد الانتقام ولن يترك دماء عائلته هباءا، والان حان دور الانتقام فلن يرحم سامي الذي تسبب بهدم سعادته وحرمانه من عائلته لذلك تودد اليه ونجح فى التقرب منه ليصبح الان ذراعه الايمن فى كل اعماله ولديه ثقه عمياء والان ينتظر الوقت المناسب للقضاء عليه وعلى ابنه الوحيد ولن يرحمه سوف ياخذ بثأر عائلته ليرتاح قلبه ويعيش حياته التى حُرم منها فلم يذق طعم السعاده منذ ذلك اليوم ...
______
اشرقت شمس الصباح لتنير غرفتها باشعه الشمس الدافئه، جعلته يستيقظ من نومته وينظر حوله بقلق، ليجدها كما هى غافله بفراشها، نهض من مقعده ليقترب منها يريد الاطمئنان عليها .
فتحت عينيها لتلتقي بسودويته التى تعانقها بحب، منما جعلها تشعر بالتخبط بسبب تلك النظرات المصوبه إليها، اعتدلت من نومتها وجلست نصف جلسه اعلى الفراش .
استمعت لصوته الحاني : صباح الخير، عامله ايه دلوقتي ؟
اجابته بتوتر : الحمد لله بخير
- الحمدلله
ظل يحدق بها لا يعلم من اين يبدء حديثه، قاطع افكاره صوتها الهامس وهى تنظر له بحيره :
- قدرت توصلي ازاي ؟ ومين ده اللى كان خطفني ؟
ابتلع ريقه بتوتر وجلس جانبها اعلى الفراش ثم أمسك بكفها تحت نظراتها الصادمه وهتف باسف :
- أنا آسف، اللى حصلك ده بسببي، او بمعنى اصح بسبب شغلي قضيه مهمه بحقق فيها، بس اوعدك ماحدش هيقربلك تاني، ولو عايزه ترجعي البلد عشان تكوني فى امان اكتر، أنا ماعنديش مانع،تقدري ترجعي مع والدي ووالدتي ورحيم، نسيت اقولك انهم هنا فعلا وموجودين فى الشقه، بالصدفه جم امبارح بس طبعا ام سند ماتعرفش باللى حصل ماقدرتش اقولها، لكن ابويا ورحيم عندهم علم، أنا فهمت الحاجه انك توهتي عشان لسه ماتعرفيش المنطقه هنا .
زفر انفاسه بضيق ثم استطرد قائلا : ممكن تحكيلي حصل ايه معاكي ؟ حد ضايقك او تطاول عليكي ؟ حد لمسك ؟
تطلعت اليه بصمت لترا نظراته الحانيه والقلقه عليها شعرتها تلك النظرات بالأمان .
هزت رأسها بالنفيثم امسكت بالقلاده التى ترتديها المنقوش عليها( ايه الكرسي ) : ماحدش يقدر يلمسني طول ماربنا حافظني
تطلعت لها بقوه ثم همس بحنيه : يعنى انتي بخير بجد
اومت بالايجاب ونظرت له بجديه : مين الناس دي وطالبه منك ايه قصاد اللى حصل ؟
زفر بضيق ثم رتب على كفها بين راحه يده : ماتشغليش نفسك انتي، مجرد قضيه زيها زي أي قضيه
ترك يدها برفق ونهض من جانبها : هشوف دكتور ايمن وصل ولا لسه عشان نطمن عليكي قبل ما نخرج من هنا
غادر الغرفه بضيق وداخله يشعر بالحيره والتشتت ويتسأل داخله، إذا لم يضرها احد لماذا تم خطفها إذا ؟ ومن تلك الفتاه التى هاتفة لتخبره بمكان قدر ؟ تسألات كثيرا ولم يجد لها اجابات حتى الان، من وراء كل هذا ؟؟
____
بعد ان فحصها ايمن واجرا لها كل الاشعات الازمه والتحاليل لكي يطمئن على صحتها وسلامه دماغها من أي ضرر، وجد بان نوبات التشنج ليس الا مجرد اضطرابات بسبب حالتها النفسيه وصحتها البدنيه بخير، إذا فهى الان بحاجه الى معالجه فيزيائيه لتتخطى تلك الازمات التى تعرضت إليها .
______
صفا سيارته امام البنايه ثم ترجل منها وتوجه إليها لكي يساعدها على الترجل، أمسك بيدها وكان يريد ان يحملها ولكن رفضت بشده، رغم انها مازالت تشعر بان قدميها مازالت ثقيله على حملها ولكن تحاملت على نفسها وتشبثت بذراعه فقط .
ابتسم فارس ولم يعقب على افعالها فهى مازالت خجله منه،. استقل المصعد سويا بعد أن رحب بهم العم صبحى فهو أيضا علم بانها كانت تائهه فقط، لم يريد فارس باحداث جلبه داخل البنايه ..
دلف بها لداخل الشقه ليجد والديه وشقيقه فى انتظارهم، استقبلتها راجيه بالعناق الحار وانهالت عليها بالقبلات المتفرقه، بادلتها قدر ذلك العناق الحميم الذي كانت بحاجه اليه وظلت متشبثه باحضانها بقوه، تخشي فقدانها بعدما غرمها الإحساس بالأمان والدفئ التى افتقدته منذ أن غادرتهم .
تنهد فارس بارتياح بعدما راء ذلك الارتباط القوي بينهما .
استفاق من شروده على صوت شقيقه الرخيم : الحمدلله اطمنا على مرتك، نعاود بجى البلد عشان مصالحنا ولا ايه يا حاج يونس
نظر يونس لرحيم : عاود لحالك يا ولدي، لكن آني والحاجه هنفضلو اهنيه كام يوم اكيده نطمنو على قدر ونعاود ماتحملش هم
ابتلع فارس ريقه بتوتر ثم اقترب من والده : يا خبر يا حاج ده مصر كلهاتها تنور بيك مش بيتي بس، بيتك ومطرحك يا حاج
ابتعدت عنها برفق ثم نظرت لفارس بابتسامتها الحانيه : خد مرتك ترتاح يا ولدي،هى لساتها بعافيه وأنا اهنيه ماتحملش هم لشئ واصل، هحضر أحلى واكل يستاهل خاشمك وخاشمها حبة جلبي من جوه
ابتسم رحيم ثم اقترب يقبل كف والدته ووالده مودعا اياهم : اشوف وشكم على خير، وجت لم تحبو تعاود كلموني طوالي هكون عنديكم فى التو والحال
ربت فارس على كتف شقيقه : لا يا ولد ابوي بلاش تتعب نفسك،راح اوصلهم بنفسي، خد بالك من نفسك انت وطمني عليك لم توصل بالسلامه
عانقه رحيم ثم شدد على احضانه وهمس بجانب اذنه : دير بالك على حالك زين وفى أي وجت تحتاجلي ماتتاخرش وراك رجاله يا خوي
- خابر زين يا ابو يونس، ماتقلقش علي اخوك راجل صعيدي صوح وبيعرف يتصرف ماتحملش هم واصل، بوسلي يونس ودهب كتير جوي جوي
- يوصل يا حبيبي
سار معه يودعه وبعد ان غادر رحيم المنزل أغلق فارس الباب خلفه وعاد الى والديه
لتهمس والدته : ادخلوا ارتاحو يا ولدي فى اوضتكم وأنا هعمل الوكل عشان قدر ترم عضمها وتصلب طولها اكيده
اؤمي براسه وهو يبتسم بخفه : كلامك اوامر ياست الناس، اقترب من قدر يحاوط ظهرها برفق لتسير جانبه بصمت وهو يهمس بصوت خافت : تعاملي عادي
دلف بها الى حيث غرفة ثم اوصد الباب خلفه ليجدها تبتعد عنه وتنظر لغرفته بتوتر .
زفر انفاسه بهدوء ثم تطلع لها بجديه : معلش استحملي وجودي معاكي فى نفس الاوضه الفتره اللى اهلى موجودين فيها، بلاش نلفت انتباهم لحاجه وأنا هحاول اخرج بدون ماحد يحس وانقلك هدومك هنا، عشان الحاجه ماتخدش بالها
هزت رأسها بتفهم واصطبغت وجنتها بحمره الخجل منما جعلته يبتسم عندما عادت الحياه لملامح وجهها الشاحب اثر التعب الذي مرت به، ترك الغرفه بهدوء ليترك لها مساحتها الخاصه بالتأقلم على ذلك الوضع ثم دلف برفق لغرفتها وضع ملابسها داخل حقيبه الملابس وسار على اطراف اصابعه دون ان يشعر به والديه،ثم عاد الى غرفته بعد أن طرق الباب بخفه، وضع حقيبتها امام الدولاب ونظر لها .
كانت تجلس اعلى الاريكه تشعر بالتشتت الى ان استمعت لصوته الجاد : هدومك اهي، هخرج عشان تغيري وترتاحي، ولو في حاجه ناديلي .
هزت رأسها بالايجاب ونهضت لتبدل ثيابها اما عنه فقد غادر الغرفه وقرر ان يدلف المطبخ خلف والدته ليساعدها فى إعداد الطعام ولكن أستمع لرنين جرس المنزل، توجه أولا لفتح الباب ظن بانه العم صبحي ولكن عندما فتح الباب جحظت عيناه بصدمه وهو يتبادل النظرات بينها وبين الداخل بقلق ثم همس بصوت خافت
- أنتي ايه اللى جابك هنا ..؟
" ارمله اخي "
الفصل // 11
جحظت عيناه بصدمه وهو يتبادل النظرات بينها وبين الداخل بقلق ثم همس بصوت خافت
- أنتي ايه اللى جابك هنا ..؟
نظرت له بصدمه : ايه جابني ... أنا كنت فاكره هتفرح لم تشوفني .
همس بتردد : أكيد فرحان طبعا بس اتفاجئت بيكي
ابتسمت برقه ثم اقتربت منه بدلع : وياتري عجبتك المفاجأة
ابتلع ريقه بتوتر : اه جدا
- ايه مش هتقولي اتفضلي ؟ أنا نفسي اشوف شقتك ولا أقول شقتنا
جحظت عيناه بصدمه وهتف بحده : ماينفعش يا جودي تجيلي البيت وكمان أنا اهلي عندي، يعني الوقت مش مناسب
تحدثت بغضب : طيب يعني مش لوحدك ايه الغلط فى كده وبعدين فرصه اتعرف على عيلتك
هز راسه نافيا : ماينفعش دلوقتي، ماحدش عنده علم بارتباطي، بعدين يا جودي
زفرت بضيق : طيب أنا كنت عايزه اتكلم معاك، هنخرج ولا ايه ؟
نظر لساعه يده : ممكن بعد ساعه فى نادي الشرطه، ماينفعش اسيبهم دلوقتي هم لسه واصلين من البلد
- اوكيه هنتظرك باي
- باي
زفر بضيق بعدما غادرت من امامه تستقل المصعد ليهبط بها، عاد يتنفس بارتياح ثم أغلق الباب ودلف بهدوء لداخل ..
اما عن جودي فقد شعرت بالغضب بسبب تلك المعامله وحاولت التماسك وهى تقود سيارتها متوجها الى النادي لتتحدث معه عن القرار الذي اتخذته بخصوص علاقتهم معا ..
_______
ابدلت قدر ملابسها بثوب اصفر كناري يحتضن خصرها بحزام بني رقيق ووضعت حجابها البني وظلت تبحث بالحقيبه عن الانسيال الذي لا يفارق معصم يدها، بعدما تأكدت من عدم وجوده، شعرت بالحزن وقررت مغادره الغرفه والعوده الى غرفتها تبحث عنه .
لمح فارس طيفها وهى تسير حافيه القدمين وتسير بخفه على اطراف اصابعها ثم دلفت الغرفه على الفور ونست اغلاق الباب خلفها .
ضيق مابين حاجبيه ثم نظر الى والدته ليجدها منشغله بالطعام، لحق بقدر واغلق الباب خلفه .
- بتعملي ايه هنا دلوقتي ؟
شهقت بخضه ووضعت كفها اعلى صدرها تسترد انفاسها بهدوء ثم همست بصوت رقيق : فى حاجه مهمه بدور عليها ومالقتهاش فى الشنطه،فجيت هنا عشان اشوفها راحت فين ؟
اقترب منها بهدوء وهمس بجديه : وايه هي الحاجه المهمه دي ؟
همست بحزن : انسيال بتاعي وغالي عندي اوي
ابتسم بخفه : شكله ايه الانسيال ده
- فى نجوم وقلوب صغيره، وده ذكري باقيالي من سند، لازم القيه
عادت تكمل بحث عنه تحت انظار فارس
نظرت له بتسأل : ماشفتهوش
هز راسه نافيا ليستمع إليها تهمس بحزن : هزعل اوى لو ضاع، تفتكر ممكن يكون وقع مني فى البيت المهجور
تنهد بضيق ثم ابتعد عنها يغادر الغرفه وقف امام الباب ونظر لها بجديه : ماعرفش، ممكن تدوري عليه بعدين مش دلوقتي .
هزت رأسها بتفهم ولحقت به، توجه فارس الى غرفته اما هي فقدت توجهت الى المطبخ لتقف بجانب راجيه، التى ابتسمت لها بحب : ماتتعبيش نفسك يا حبيبتي، أنا خلصت الوكل
قبلت وجنتها بحب : تسلم يدك يا ست الكل، وآني بخير مش تعبانه بالعكس مبسوطه جوي جوي وأنا فى وسطيكم
ربتت على كتفها بحنان : ربنا مايحرمنا من لمتنا الحلوه يا حبه عيني وربنا يرضاكي يارب ويعوضك خير
- عنك بقي يا ست الكل، هكمل أنا ورحمه سند عندك اقعدي انتي ارتاحي
تنهدت بحزن وجلست اعلى المقعد تنظر لقدر بحزن وتتذكر ابنها الراحل ..
_____
وقف فارس امام دولابه الخاص ثم مد يده داخل سترته المعلقه بالدولاب واخرج من جيبها الانسيال الذي تبحث عنه قدر، ظل يقلبه بين راحه يده ثم فتح الصندوق الخاص بشقيقه سند ووضعه به واغلقه ثانيا ودسه بالدولاب كما كان، ثم غادر الغرفه وقرر ان يجلس مع والده ريثما ينتهون من إعداد الطعام ..
_____
انتهت قدر من وضع الصحون اعلى المائده ثم دلفت نخبرهم بتناول الطعام .
وقف يونس يتكئ على عصاه وسار فارس جانبه الى ان جلس يونس ثم جلس فارس بالمقعد المجاور لوالده وعلى الجانب الآخر جلست والدته ثم قدر جلست جانبها وبدءو فى تناول الطعام .
كان يختلس النظر إليها من حين لاخر ولمح نظرات عينيها الحزينه التى تحاول ان تداري ذلك الحزن، زفر بضيق ونظر الى والده .
- معلش يا حاج ورايا ميعاد مهم ولازم أتحرك،وان شاء الله مش هتاخر
ربت والده على كف يده : ربنا امعاك ويعينك يا ولدي، روح شوف مصالحك يا حبيبي
نهض من مكانه وقبل رأس والده ثم اقترب من والدته يقبل رأسها هى الاخرى ونظر الى قدر
- لو فى حاجه يا قدر كمليني
- حاضر
وكزتها راجيه فى رسغها وهمست لها بصوت خافت : روحي ورا راجلك وشوفيه محتاج حاجه
ابتلعت ريقها بتوتر وانصاغت لحديث راجيه، ولحقت به الى حيث باب الشقه .
دلف لغرفته يحضر مفاتيح سيارته وهاتفه ثم غادر الغرفه وسار الى حيث وجهته وقبل ان يفتح باب الشقه استوقفه صوتها الهامس، نظر إليها بلهفه .
تطلعت اليه بخجل ولم تجد كلمات تنطق بها وهو أيضا ظل يحدق بوجهه الملائكي ثم لاحت ابتسامته واقترب منها برفق يطبع قبله حانيه اعلى جبينها وغادر المنزل دون ان يتفوه بكلمه واحده ..
ظلت تحدق فى الفراغ بصدمه تحاول استيعاب ما حدث قبل لحظات، لتجد وجنتها تشتعل بحراره الخجل بسبب تلك القبله ..
______
صفا سيارته امام النادي ثم ترجل منها وتقدم فى خطواته باحثا عنها، وجدها جالسه تهز بارجلها بقوه ويبدو على ملامحها الغضب .
وقف امامها يتنهد بهدوء ثم جلس بالمقعد المقابل لها : على فكره أنا ماتأخرتش، أنا مواعيدي دايما مظبوطه
هتفت بحده : فعلا مواعيدك مظبوطه، أنا اللى دايما باجي بدري
اشار الى النادل ثم نظر لها بتسأل : ها هتشربي ايه ؟
- مانجه
نظر فارس للنادل : واحد مانجه والقهوه بتاعتي
هز راسه متفهما : تحت امرك يا فارس باشا
ساد الصمت بينهم الى ان قطعه فارس : اتكلمي يا جودي أنا سامعك،مش معقول هتفضلي ساكته بالشكل ده وانتي طالبه تتكلمي معايا، اتفضلي أنا سامعك .
تحدثت بتردد : كنت مستني مني اخد قرار بخصوص ارتباطنا، أنا مواقفه تفضل مرات اخوك على ذمتك، بس عندي شروط
تنهد بضيق ثم هتف بجديه : أولا ماسمهاش مرات اخوك لأنها مراتي وبتحمل اسمي أنا وثانيا أنا ما حدش يفرض شروطه عليه ولا حتى رأي ولو عندك طلبات أحب اسمعها .
- اوكيه يا فارس، طلباتي تكون ليه أنا وبس وهى مجرد زوجه على ورق وتقدر تربي ابن اخوك زي ماانت عايز، بس لم تحب تشوفه او تقعد معاه هكون معاك، بمعني مافيش أي علاقه بينك وبينها وحقك تتكفل بيها وبمصاريف الولد أنا مش هعترض على ده
تحدث بسخريه : والله، لا بجد كتر خيرك ماتعترضي عادي
- فارس أنا مابهزرش أنا بتكلم بجد
- ولا أنا بهزر يا جودي وكل كلامك ده مرفوض وأنا مااقبلش بيه
- يعني ايه ؟ لاحظ ان بحاول اتحمل الوضع عشان بحبك، بس انت مش قابل بطلباتي رغم انها بسيطه وحقي احافظ عليك لان بحبك وبغير عليك ومش هتلاقي حد يحبك نص الحب اللى بحبهولك،
لوي ثغره بضجر : أي حب ؟ عايز اعرف أي حب ده اللى بتتكلمي عليه ؟ بصي من الاخر طلبت منك تفكري هتقبلي بزواجي منك وانتي عارفه ان هيكون فى حياتي بيت تاني وحياة تانيه ملزومه مني ومسئوليتي، وسبتك تاخدى كل وقتك تفكري، مش عشان تيجي تقوليلى الكلام الفارغ ده، أنا ما اقدرش اظلم حد ولو على حساب نفسي يا جودي، أنا وكيل نيابه بحقق وبجيب حق المظلوم لا يمكن أكون ظالم فى يوم من الايام، انسي أي ارتباط بنا، عشان اختياري مش هيعجبك .
- انت بتفضلها عني أنا ؟ بعد لم جيت على نفسي وعلى كرامتي، ده يكون ردك انت بترفضني أنا يا فارس، انت نسيت نفسك ولا ايه مش عارف قاعد مع مين،لعلمك أنا جايه اقابلك بعد الحاح من مامي لانها شايفه انك شاب كويس وبلاش اخسرك، لكن واضح ان كلكم غلط وأنا بس اللى صح، أنا اللى بنهي أي ارتباط بينا يا فارس باشا ومااقبلش اربط حياتي بحياة شخص صعيدي زيك متخلف لسه بيسمع كلام باباه .
ضحك بسخريه وقبض على معصمها يمنعها الرحيل : انا بتشرف كوني صعيدي، انت فاكره انك بكده بتشتميني، ايوه أنا راجل صعيدي ومش عيب ولا يقل مني لم اسمع كلام ابويا، لاني شخص بار باهلي واتربيت وكبرت على كده، دي مش عادات ولا مفاهيم غلط لا دي تربيه وأخلاق وادب كبرنا عليه وفخور باصلي والصعيدي اللى مش عجابك دلوقتي، كنتي بس بتتشرفي ابص ليكي بس نظره، نسيتي ولا افكرك اتعرفنا على بعض ازاى، بس أنا احتراما لوالدك مش هحاسبك على طريقتك عشان انا راجل وماينفعش ارد بغير كده .
سحبت يدها بغضب ونظرت له بحقد : همجي، متخلف، وبكره تندم
غادرت النادي كالاعصار وهى مازالت تسبه وتسخر منه ..
هز راسه باسي وتحدث بضيق : مغروره اوى وحاولت اغيرك لكن واضح مافيش فايده ..
_____
شعر يونس بالتعب فنهض من مجلسه ونظر الى زوجته :
-هدخل الاوضه اريح جسمي يا ام سند،حاسس بنشر فى جسمي
- سلامتك يا حاج، اجي امعاك ادلكلك رجلك
- تسلمي يا حاجه، بس أنا زين هو بس عشان ليله امبارح مانمتش زين، خليكي انتي مع قدر
دلف الغرفه لياخذ قسطا من الراحه بعد ليله شاقه من كثره التفكير بما حدث لزوجة ابنه .
وظلت راجيه جالسه بجانب قدر امام التلفاز ولكن بالها مشغول بأمر اخر فلم تكترث لشاشة التلفاز وما الذي يتم عرضه الان .
نظرت لقدر وجدتها منشغله بمشاهده التلفاز، زفرت بهدوء وفضلت الصمت ولكن انتبهت لها قدر وتطلعت إليها بقلق : مالك يا ماما في حاجه ؟
ابتسمت لها بحب : مافيش يا بتي بس فى حديت مهم رايده اجولهولك،انتي عارفه غلاوتك عندينا كلهاتنا، وانتي بتي مش مرت ابني
بادلتها قدر الابتسامة برقه :اتكلمي يا ماما عاوزة تقوليلى ايه ؟
ربتت على ظهرها بحنان وهمست بصوت كساه الحزن : اللى راح يا بتى ولدى واللى لسه حسه فى الدنيا برضك ولدي، ربنا يبارك فى عمره يارب، اللي عايزه اجوله ان الحي ابجى من الميت، افرحي يا بتي وعيشي حياتك انتى لساتك ازغيره والحياه جدامك، بلاش تضيعيها على ذكري الماضي اللى راح راح واحنا مش بيدنا حاجه غير اننا ندعوله بالرحمه، عارفه ان كلامي واعر جوي عليكي بس أنا بتحدت امعاكي دلوك لمصلحتك جبل مصلحه ولدي، خابره ان لسه الحياه بينكم مش كيف أي راجل ومرته بس آني والله بتحدت لمصلحتكم،انسي اللى مات يابتي وفكري فى اللى عايش وسطينا، اني وعمك هنعاود بكره البلد بس رايده اطمن عليكم مش عاوزه اعاود البلد وجلبي متوغوش عليكم، صدجيني يا بتي فارس ولدي مافيش زيه ومش عشان ولدي بجولك اكيده، بس أنا عارفه تربيتي زين واللى زرعته فى ولادي ورد بحصده برضو ورد، مش عاوزة اشوف الحزن فى عنيكي تاني، ربنا يطول بعمر فارس ويديلو على جد نيته، اجفي جنبه يابتي يدك بيده ماتهملهوش واصل .
انسابت دموعها تأثرا بحديث راجيه لتعانقها الاخيره بقوه وتهمس بحزن : يعلم ربنا ان بحبك كد ايه وبشم فيكي ريحه الغالي الله يرحمه، كان بجولي قدر دي حته مني يا ام سند، عشان خاطري وخاطره يابتي بصي لحياتك،ربنا يهدي سركم ويقرب مابينكم ويزرع الحب والموده فى جلب كل واحد منيكم لتاني .
ابتعدت عنها قدر برفق وهى تكفكف دموعها، هزت رأسها بالايجاب، لتجعل البسمه تنير وجه راجيه ثم اخرجت هاتفها واعطته لقدر : تلفني لرحيم دلوك
التقطت منها الهاتف : حاضر
بحث عن اسمه المدون بالهاتف ثم ضغط زر الاتصال واعطتها الهاتف ثم نهضت من مكانها لتتركها تتحدث مع ابنها ودلفت لغرفه فارس،جلست اعلى الاريكه وظل صدى صوت والدة سند يتردد على مسامعها بإلحاح ..
______
لم يغادر رحيم القاهره كما ظن بعضهم، قرر المبيت باحدي الفنادق كم اتفق مع والدته بعدما أخبرته بما تنوى فعله ولم يجد رحيم سوا الانصات إليها وتنفيذ اوامرها .
عندما وجد اسمها ينير الهاتف اجابها بلهفه : كيفك يا ست الكل
اجابته على الطرف الآخر : بخير يا ولدي، من النجمه هنعاود معاك البلد
همس بجديه : وها بالسرعه اكديه يا اماي، لاع ده انتي سرك باتع بجي يا ام سند
- وها هتتمسخر على امك يا رحيم
- يتجطع لساني يا جلبي،والله بضحك امعاكي يا ست الكل
- بعد الشر عنيك يا ضنايا، بس جعدت يوم زى عشره الموحصله واحد يا ولدي، أني كان غرضي اجربهم من بعض وينسوا اللى راح، وخلاص اتحدت مع قدر لسه خيك لم يعاود هتحددتو امعاه هو كمان وربنا يصلح الحال يا ولدي، وجودنا اهنيه مالوش عازه حتى عشان يكونو براحتهم والحاجز اللى بينهم يتفج
ضحك رحيم بقوه : جرا ايه يا اماي، ايه الكلام الواعر ده،كلام يوزن بلد ربنا يخليك لينا ويباركلنا فى عمرك يا ست الحبايب
- مستجل بامك اياك، وربنا يباركلي فيكم يا نضري
- هو أني اجدر يا جلب جلبي، خلاص من النجمه هكون عنديكم عشان نعاود البلد، تؤمري بحاچه تانيه يا ست الكل
- تسلم وتعيش يا ولدي، مع ألف سلامه يا جلبي
- مع السلامه يا ست الكل .
بعدما اغلقت الهاتف مع رحيم وجدت فارس يدلف من باب الشقه .
عندما وجد والدته تجلس بالصالون اقترب منها بهدوء وطبع قبله حانيه اعلى رأسها : سلام عليكم ياست الناس
- وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
جلس جانبها وهو ينظر لها بتسأل : جاعدك لحالك ليه وينها قدر وابوي
- بوك دخل يريح شويا مانمنش ليله امبارح وقدر شكلها تعبانه برضك وأنا جولت استنظرك لم تعاود من بره رايده اتحدت امعاك كلمتين اكديه
نظر لها باهتمام : وآني تحت امرك يا ست الناس، كلمتين بس حضرتك تتكلمي براحتك
ابتسمت له بحنيه وفردت ذراعيها : تعى فى حضني ولا كبرت عليه
اقترب منها يرتمي داخل احضانها الدافئه : كأنك حاسه بيه، فعلا محتاج لحضنك وعمري ماهكبر عليه
شعرت بضيقه : مالك يا ضناي، ولم انت رايد حضني ليه مش بتطلبه
زفر انفاسه بهدوء وهى تحاوطه بقوه وتشدد عليه بذراعيها وكأنها تريد اخفائه بداخلها،تنهدت بارتياح : بصراحه حسيت اني كبرت على حضنك يا أمي .
- مافيش ام فى الدنيا ضناها بيكبر على حضنها مهما كبر وهى كمان كبرت بيفضل حضن الام هو الامان من غدر الزمان يا ولدي، اوعاك تجول اكديه جلبي هيفضل مفتوحلك ودراعي هيفضل موجودلك مهما كبرت وبجى عنديك اعيال كمان
ابتسم بهدوء : طب خليني فى حضنك وقوليلى كل اللى رايده تقوليه
مسحت على خصلاته السوداء برفق :عارف يا ولدي مرتك كيف الغصن الاخضر والريح بتخبط بيه يمين وشمال بس هى لسه واجفه فى مكانها ماتهزتش،بس الغصن الاخضر يا ولدي لازمن يرتوي عشان يفضل اخضر مافيش حاجه تهزه ولا تخلعه من جذوره، عشان تتحمل هب الريح لازم غصن جارها يسندها ويحاوطها ومش يسيبها تجع
ابتعد برفق عن احضان والدته ونظر لها بغرابه : حضرتك تقصدي ايه يا أمي ؟
جذبت راسه لصدرها وتحدثت وهى تمسح على ظهره بحنان : اني خابره كول حاچه، اني عارفه يا ولدي ان جوازكم كان لسبب وكتر خيرك يا حبيبي ماوجفتش فى وشنا وجولت لا، انت وافجت كنت خابره انك رافض تجوز مرت خيك بس ما عرضتش عشان انتى تربيتي وكنت مجهور على موت خيك ودي كان سبب رفضك فى الاول، بس انت كبير جوي يا ولدي ووافجت تخلى بالك من قدر ومن اللى فى بطنها، بس حكمه ربنا يا ولدي العيل دي مايتولدش مالكمش نصيب فيه، وماحدش يعلم الخير فين، بس مش يمكن يا ولدي ربنا رايد يجربكم من بعض، قدر بت زينه وطيبه وحنينيه كيف النسمه وهتصونك وتحافظ عليكي وتشيلك على رموش عنيها، مش عاوزاك يا ولدي تجسي عليها عشان هي ملهاش غيرك انت سندها وراجلها وكل اهلها، جولت جبل الزواج انك رايد تجوز واحده تانيه من اختيارك انت، بس آني بجولك بلاش يا ولدي تجهرها وتكسرها اكديه، قدر جميله ومتعلمه وهتحبك لم تلاجيك بتحبها وبتحاول تسعدها، بلاش جوازكم يفضل اكديه كل واحد فى اوضه غالج بابه عليه، اومال هتعرفو بعض كيف وكل واحد يفهم التاني كيف برضك، عارفه ان ظروفكم صعبه شويا بس تجدرو تعدو الصعب ولا ايه يا وكيل النيابه
ابتعد عنها لينظر لعينيها الباكيه وهو يؤمي براسه : حاضر يا روح قلبي أنا، ماتقلقيش انتي خلفتي راجل لا يمكن يظلمها ولا يقسي عليها واوعدك هراعي ربنا فيها وأنا عارف ومقدر ان حياتنا مع بعض محتاجه لشويا صبر ووقت كمان عشان نتخطي كل ده،قدر مراتي وأنا لا هتجوز عليها ولا هظلمها فى يوم من الايام وهتحملها فى كل حالتها وهصبر عليها كمان،الحمد لله أنا عندي نفس طويل وبتحمل كتير، عايزك تطمني عليها
- وعليك يا ضنايا
- وعليه أنا كمان يا ست الناس يا قلبي من جوه، مع الوقت كل حاجه هتبقى طبيعي
- ربنا يفرح قلبك وينور طريقك يا ولدي، واحنا هنعاود من بكره الفجريه، أنا كلمت رحيم وهو هيكون اهنيه من الفجر .
نظر لها بصدمه : رحيم ايه يا أمي، لا طبعا انا هوصلكم البلد، تعب على رحيم يرجع تاني
- لا يا حبيبي رحيم لساته اهنيه، كان مبيت فى فندق ولسه جافله معاه
- مش فاهم، يعني ايه رحيم مارجعش البلد
صخكت بخفه : لاع جولتله يفضل اهنيه لم نطمنو عليكم وبعد اكديه نعاود
ضحك بقوه واقترب منها يعانقها بحب : اه منك انتي يا ام سند لم بتخططي لحاجه
- عشان مصلحة ولادي أعمل اي شي أدفع عمري كله عشان احميكم يا ولدي
- بعد الشر عليكي، ده احنا كلنا فداكي يا ستي وتاج راسي
- اني تعبانه بجي اجوم اريح جار الحاج عشان الصبح ورانا سفر
- تصبحي على خير يا ست الكل
- تلاقي الخير يا ضي العين
أمسك بيدها لتنهض معه وسار بها الى حيث غرفتها ثم ابتعد عنها وتوجه الى غرفته، طرق بابها برفق ثم دلف لداخل واغلق الباب بهدوء بعدما راها نائمه اعلى الاريكه .
اقترب منها بهدوء وحملها برفق بين يديه وضعها بالفراش ثم دثرها بالغطاء واقترب من وجهها يطبع قلبه رقيقه اعلى وجنتها وعندما هم بالابتعاد، وجدها تتشبث بكتفه ابتسم على فعلتها ثم مدد بجسده اعلى الفراش وجذب رأسها لصدره وحاوطها بذراعه ثم اغمض عينيه ليذهب فى نوم هادئ وعلى ثغره اجمل ابتسامه .
_'_________'_
بعد ان هاتفها الطبيب وطلب منها إحضار والدها لاجراء فحص شامل قبل اجراء عمليته التى سوف يخضع إليها خلال الايام المقبله، كانت تغمرها السعاده بهذا الخبر، فقررت ترك والدها والتوجهه لشراء حلوى لتحتفل هى ووالدها معا بهذا الخبر السار بالنسبه إليها ..
بعد مرور نصف ساعه كانت تغادر متجر الحلوي وهى تحمل بين يديها علبه مغلفه بها الكيك المفضله لوالدها الحبيب وسارت بخطواتها الواثقه من فرط سعادتها لتصطدم فجاه بسياره مسرعه، بسبب قوه الارتيطام القت بالعلبه التى كانت تحملها ونظرت لها بصدمه وهى تهوي ارضا وتستقر اسفل عجل السياره .
ترجل الشاب من سيارته على الفور ووقف امام الفتاه يمسك بذراعيها يتفقدها بقلق
- أنا بجد آسف، حصلك ايه طيب ؟ انتي كويسه ؟ ردي عليه فيكي حاجه نروح مستشفى ؟
نظرت له بغضب طفولي وعينيها ترقرق بالدموع منما جعله قلبه ينتفض بذعر وظل يفترس هيئتها ويهمس بقلق امام وجهها : يا بنتي اتكلمي في ايه، قلبي هيقف .
لوت شفتيها بحزن وهى تفلت ذراعيها من بين قبضته ونظرت اليه بطفوله وهى تصرخ منفعله : عاجبك كده عربيتك فرمت التورته بتاعتي .
فتح فاه بدهشه وهو يتابع رده فعلها ثم اطلق ضحكته الرنانه تحت انظار ورد الغاضبه ..
الفصل الثاني عشر والثالث عشر من هنا 👇👇👇
بداية الروايه من هنا 👇👇👇