![]() |
رواية جاريتي
من الفصل التاسع حتي الفصل الخامس عشر
بقلم ساره مجدي
كان يجلس أمام صديقه وهو يغلى بداخله ... يريد أن يفهم كل شىء .... لماذا يشعر أن هناك حلقه مفقوده
كان زين يشعر بقلق صديقه ولكنه ينتظر أن يسأل ليجيبه
وقف أيمن وهو يقول بعصبيه
- أنت مقولتليش كل حاجه تخص أختى مش كده .
ليقف زين أمامه بطوله الفارع وبروده المعتاد وقال
- أنا قولتلك إللى أنت عايز تعرفه .... سبت شوية تفاصيل صحيح لكن كنت فاكر أنك أعقل من كده .
ليهدر به بصوت عالى وهو يقول
- عايزنى أعمل أيه بعد ما عرفت أنه جوزها للجارد بتاعه بالطريقه دى لا فرح ولا أى حاجه ... عايزنى أفكر إزاى ... وعايزنى أصلاً أشوف الجارد بتاع راجى إزاى ملاك
ليلتفت زين إلى الجهه الأخرى ليقف أمام النافذة وهو يقول
- هعرفك كل حاجه عنه .
ثم نظر لأيمن بشر وهو يقول
- بس أقسم بالله يا أيمن تأذيه هتلاقينى أنا فى وشك
لينظر له أيمن بتحدى وهو يجلس ويضع قدم فوق الأخرى
ليتحدث زين منذ بداية طلب راجى لحراسه خاصه ... وكلمات سفيان عن عدم ارتياحه للعمل هناك ... واندهاشه لاستمراره رغم ضيقه ... ومعرفته بعد ذلك زواجه من ابنة الراجى وتركه العمل لديه .... و أيضاً رفضه التام أن تكون زوجته محور حديث بينه وبين أى شخص مهما كان قربه منه
لينظر أيمن له بتركيز بعد أن هدأت ثورته قائلاً
- وليه من الأول مقولتليش كل ده .
ليجلس زين أمامه هو الأخر ويضع قدم فوق الآخرى وهو يقول
- أولا كل شىء جه بسرعه ... ثانياً قولت أديك فرصه تستوعب أنت هتعمل أيه علشان تنتقم من راجى ... لأن الشهاوى راجل مش سهل
ليخيم الصمت لبعض الوقت على الأصدقاء فى نفس الوقت الذى كانت فيه حرب العيون دائره
مر يومان ليجد أيمن أتصال من زين يخبره أنه وصل لجاسوس راجى ليجد نفسه بعد ربع ساعه يقف أمام شاب صغير فى السن ... بسيط ... وبمجرد تهديد بسيط أخبرهم كل شىء
لينظر كل منهم إلى الأخر حين أخرج أيمن هاتف رؤوف وقال له
- هتكلمه وتقوله إللى هقولك عليه
لينفذ رؤوف كل شئ بخضوع .
ليمسك زين يد أيمن ويبتعد به مسافه حتى لا يسمعه ذلك الجالس أرضا بهدوء حزر وقال
- أنت مش هتحتاجه فى حاجه تانى سيبه يمشى .
لينظر له أيمن بشر وهو يقول
- ولما يروح يعرف راجى كل حاجه
ليقول له زين بتحدى
- ده على أساس أنك بتتعامل مع عيل صغير مش كده
ليضع أيمن يديه حول خصره وهو يقول
- تمام ... ماشى .
وغادر أيمن سريعاً ليقف زين أمام رؤوف قائلاً
- هنخرج دلوقتى وهتروح لسفيان تعرفه إللى حصل ما بينك و بين راجى .... وحسك عينك تجيب سيرة إللى حصل هنا ....
لينظر له بشر قائلاً بصوت مخيف
- مفهوم
ليهز الآخر رأسه بنعم
وبالفعل نفذ كلمات زين دون زياده
كان يجلس أمام الشهاوى بأسلوبه المتعالى الحاد يضع قدم فوق الأخرى وهو يقول
- خلال يومين راجى هيكون هنا بس .
ليقف الشهاوى سريعاً وهو يقول
- لا من غير بس
ليخرج أيمن ورقه من جيب الجاكيت وقال
- أمضى على دى ... وخلال يومين مجموعة الكاشف هتكون بتاعتك.
ليمسك الورقه سريعاً وهو يوقع عليها دون أن يقرأها وأعادها إلى أيمن الذى طواها وأعادها إلى جيبه وهو ينظر له بكره لم يلاحظه الواقف أمامه
ليقول الشهاوى
- بس هى ورقة أيه دى .
ليقول أيمن وهو يقف على قدميه وهو يقول
- دى لضمان الحقوق يا رشاد بيه .
وغادر دون كلمه أخرى ... تارك خلفه شخص يحلم بانتصار قريب .
وقفت جودى أمام باب مكتب حذيفه بتوتر تحاول استجماع شجاعتها ... وتجاهل لألم قلبها
طرقت الباب لتسمع صوته يسمح لها بالدخول
دلفت إلى الداخل وقالت ببرود
- حضرتك طلبتنى يا دكتور
لينظر لها بشر وهو يقول
- هو أنا طلبتك بشكل رسمى علشان تقوليلى يا دكتور أنا متصل بخطيبتى وطلبت منها تجيلى مكتبى يعنى المفروض تقولى حذيفه على طول على فكره
لتظل صامته دون رد ليقف على قدميه ويتحرك من خلف مكتبه ليقف أمامها ثم أشار لها أن تجلس وهو يقول
- اقعدى يا جودى ... كنت عايز أتكلم معاكى فى حاجه كده
لتقطب جبينها وهى تقول
- أواب كويس ... حصله حاجه
ليهز رأسه بلا وقال
- لأ أواب كويس .. وبعدين هو أحنى مفيش بنا مواضيع غير أواب
لتهز كتفيها للأعلى وهى تقول
- أعتقد كده .. لأن هو أساس ارتبطنا ولا نسيت .
ليشعر بالحنق من تكرارها أن زواجهم إتفاق من أجل أواب
أغمض عينيه لثوانى ثم فتحها لينظر لها وقال
-أواب كويس ومش هو السبب الى خلانى أتصل بيكى واطلبك تجيلى هنا
لتقطب جبينها باستفهام ليقول بشئ من العصبيه
- مين الشاب إللى قعد جمبك النهارده فى المحاضره
لتقطب جبينها بحيره ثم ظهرت على وجهها علامات الغضب وهى تقول
- هى الكليه والمدرج ورثى من أبويا علشان أمنع الناس تقعد فيه ... وبعدين أنا مش فاهمه أصلاً أيه سبب السؤال الغريب ده
ليشعر بالغضب يندلع بداخله وهو يحاول السيطره عليه وقال
- السؤال الغريب ده من حقى علشان أنا خطيبك .. ولازم تحترمى ده
لتقف على قدميها وهى تقول ببرود
- أنا محترمه ده كويس .. وكمان محترمه الأتفاق إللى ما بينا يا دكتور
وغادرت المكتب بهدوء
ليجلس بعد أن غادرت يفكر لماذا يتعامل معها بتلك الطريقه كلما فكر بالتقرب منها يظهر الجزء الجليدى الذى تمسك به لفتره طويله فأصبح جزء منه
كانت جالسه مع والديها تتناول وجبه العشاء بهدوء حين قالت فرح بمرحها المعتاد
- وحدوه .. كان طيب وابن حلال
ليبتسم والدها وهو يقول
- هو أنتِ مش هتعقلى ابداً
لتجيبه بنفس المرح قائله
- طيب بذمتك يا أبو حميد أنا ينفع أكون عاقله .
لتضرب والدتها كف بكف وهى تقول
- عليه العوض ومنه العوض ... يا بنتى أهدى كده أنتِ كبرتى خلاص يا فرح ... يعنى يا ربى ده منظر بنت ممكن تتجوز وتفتح بيت
لتقطب فرح حاجبيها بطريقه مصتنعه وهى تقول
- مين دى إللى تتجوز ... أنا .. لالالالا صعب اوى الكلام ده يا أمينه ... أنا ...
لتقف وهى تشير لنفسها بغرور
- أنا إللى هيتجوزنى ده لازم يكون ملاك حنين طيب حبوب كده ودمه خفيف ... يضرب معايا كشرى فى كيس ... ويقعد معايا على الكورنيش وياكل ذره وترمس .... شاب كده بيئه طحن .
كانت مع كل كلمه تقولها تشهق والدتها بصوت عالى وتتسع إبتسامة أبيها .
لتنظر لهم بتمعن وهى تقول
- أنا فلتة زمانى واللى اتجوزه لازم يكون فلته هو كمان ..... عن إذنكم عايزه أنام علشان عندى بكره جرد وحاجه نيله ...
ثم قبلت رأس والدها بأحترام وكف والدتها بتقديس ثم غادرت إلى غرفتها وهى تقول بصوت عالى وصل إلى من يجلسوا على طاولة الطعام لتعلوا أصوات ضحكهم
- قال اتجوز قال هى الدنيا ناقصه عاهات .... الله يكون فى عونك يالى هتقع فيا .
مر يومان كان أيمن يسيطر فيهم تماما على عقل الشهاوى وكان الاثنان ينتظران وصول راجى الكاشف فى أى وقت .
كان يجلس معه فى مكتبه فى القصر الخاص به حين رن هاتفه ليعرف منه بوصول راجى الكاشف وأنه فى طريقه إلى قصر الشهاوى
فى خلال نصف ساعه كان الكاشف يقف داخل قصر الشهاوى وكان أيمن يشعر باقتراب انتقامه وتحقيق حلمه ...ولكن حضور سفيان قلب كل ما خطط له وأنهى الأمر مع الشهاوى فى دقائق وأخذ راجى ورحل
ليقف أيمن أمام الشهاوى بغضب ليجد الأخر يبتسم بسماجه وهو يلوح بالأوراق التى فى يده .... وقال
- مجموعة الكاشف خلاص بقت بأسمى
لتظل نظرات أيمن غاضبه وساخطه .... ولكنه لم يقل شىء وتحرك سريعاً ليغادر قصر الشهاوى
كان يقف فى مكان خالى نسبياً من الناس ... يشعر أنه يغلى غضباً ....سوف يقتله بيده ... مؤكد هو من أخبره لماذا يفعل كل ذلك .
وصل زين بسيارته ليقف أمامه ونظر له من النافذة وقال
- حلو المكان ده .. عرفته منين يا شقى .
ليفتح أيمن باب السياره ليمسك زين من قميصه ويخرجه من السياره وهو يقول
- هو أنت بتساعدنى .. ولا بتساعد راجى ... ولا أنت سفيان عندك أهم من وعدك ليا بالانتقام لامى .
لتتوحش نظرات زين وهو يمسك يد أيمن بقوه ليبعدها عن ملابسه وهو يقول
- سفيان صاحبى من أيام الدراسه ... أعرفه زى ما أنا عارف نفسى بالظبط ..... راجى الكاشف لا يعنينى فى شىء لكن أكيد هيعنى لبنته إللى عاشت معاه عمرها كله .... وأنت عندى مهم أهم من الإنتقام نفسه .
ليقول أيمن بغل واضح
- هقتله وأخلص منه وهنفذ انتقامى فى راجى وهاخد أختى ونبعد عن هنا خالص .
لتكون تلك المره من نصيب زين ليمسك أيمن من مقدمة ملابسه وهو يقول
- أقسم بالله لكسحك لو لمست سفيان .
لتظل حرب العيون بينهم لوقت حتى قطعها صوت هاتف أيمن ليخرجه من جيبه بعد أن ترك زين ملابسه
ليجده الشهاوى اجابه ببرود وظل صامت يستمع إليه ثم نظر لزين بعيون متسعه وهمهم ببعض كلمات وأغلق الهاتف لينظر له زين بشك وهو يقول
- فى أيه ؟
خرج حذيفه يبحث عنها لم يراها منذ كانت معه فى مكتبه مر أكثر من يومان ليجدها تجلس داخل المكتبه تقرأ فى كتاب خاص بالهندسة .... حين جلس أمامها قائلاً بخفوت
- أخبارك يا جودى ؟
لتنظر له بدهشه وهى تقول
- الحمد لله يا دكتور
لينفخ بضيق وهو يقول
- جودى من فضلك ادينا فرصه نقرب لبعض أنتِ على طول رافضه أنى أجى أزورك فى البيت .... فعلى الأقل خلينا نقرب هنا
ضمت يدها إلى صدرها وهى تقول
- مش محتاجين نقرب ... جوازنا علشان أواب ... فمعتقدش أننا محتاجين نقرب ونعمل حركات المخطوبين عن حب دى .
لينظر لها بغضب ويشعر أن قلبه يشتعل داخل صدره وهو يقول
- صح مش لازم حركات مايعه ملهاش طعم أنا غلطان أنى بحاول أقرب منك وأخليكى تقربى ليا ... أنتِ حره .. انا مش هضايقك تانى .... بس آسف النهارده هتشوفينى تانى لأن سفيان عازمنى عنده على الغدا
ووقف على قدميه بعد أن نظر لها بشده وغادر سريعاً
كانت الدموع تملئ عينيها وتشعر بألم فى قلبها .. هو لم يقل كلمه واحده تريح قلبها .. هو يريد الاقتراب فقط ... هو لم يقل أحبك او حتى يريد أن يحبها ... وهو لا يفعل سوى جرح قلبها حتى أصبح لا مكان فى قلبها لجرح جديد
كان جالساً يتابعها وهى تتحرك فى كل الاتجاهات وكأنها لأول مره تستقبل أحد فى بيتها تنهد بعدم راحه أنها مازالت تشعر بالخجل منه تشعر دائماً بالنقص دائماً تتعامل بحدود شديده لا تتدخل بشئ يخص أمه او أخته رغم حبهم الكبير لها و حبها لهم ولكن حين يحدث كلام أمامها فى أى أمر يخصهم تتحجج بأى شىء حتى لا تستمع او تشارك فى الحديث ... وحين يسألها أحد رأيها لا تتكلم براحتها دائماً تقول « حقيقى مش عارفه »
كم يشعر بالألم لأجلها كم يتمنى أن تطلق روحها وتتمتع بقرب عائلته لها واليوم لن يأتى أحد غريب فقط أمه و أخته وحذيفه و أواب وهى منذ استيقظت وهى ترتب البيت تعد الطعام وتطلب منه بخجل أن يتذوقه وأقسم لها أكثر من مره أن الطعام جيد ولكنها لا تقتنع .... نفخ بصوت عالى ووقف على قدميه مقرراً أن يجعلها تهدء قليلاً ولكن ما حدث اوقفه مكانه لا يعرف ماذا يقول او يفعل
وجدها تخرج من الغرفه بيدها هاتفها قائله بخجل يألم قلبه
- سفيان لو سمحت شوف الفيديو ده كده
ليمسك هاتفها ليرى فيديو دعائى لحذاء أحدهم ذات كعب أكبر وقبل أن يستوعب ما يراه قالت
- هلبس عليه بناطيل وكده مش هتكون محرج بسببى وبسبب عرجى
ليشعر بألم قوى فى صدره ولكن ما قالته بعدها جعل قلبه يتوقف
- تعرف ساعات كنت بتمنى أن رجلى كانت تكون مقطوعه واركب الطرف الصناعى على الأقل مكنش حد هيحس أنى عارجه ولا حد يبصلى بشفقه ولا أنت كنت هتتكسف منى
ليصرخ بها وهو يمسك كتفيها قائلاً
- اخرسى أيه إللى بتقوليه ده بعيد الشر عنك ... يا مهيره بالله عليكى ما تقولى كلام يوجع قلبى ... مين قال أنى بتكسف منك و من الأساس مين قالك أن عرج رجلك مسبب ليا أى مشكله ... يا مهيره حرام عليكى ليه بتوجعى قلبى ليه
كانت عيونها ممتلئه بالدموع وهى تقول
- أنا آسفه .... بس والله أنت تستاهل أحسن واحده فى الدنيا أنا ديماً بفكر أنت بتحبنى على أيه ومش لاقيه سبب
ليقطب جبينه وهو يقول بشئ من العصبيه
- مسمحلكيش تقللى من نفسك بالشكل ده ... ولو أنتِ شايفه نفسك قليله اوى عليا .... فأنا شايفك الدنيا كلها ... وكتير اووووى عليا .... أنتِ حبيبتى وبنتى واختى ... أنتِ حلم زمان حلمته و مكنتش أحلم احققه ... مهيره ارجوكى حبينى وثقى فيا ... متشغليش نفسك بحاجات أنا عمرى ما فكرت فيها ولا هفكر ... أنتِ غاليه اووووى اووووى .
لتظل تنظر إليه بإمتنان ولكنها سعيده حقاً بكلماته وتتمنى أن تسعده هى الأخرى
حضرت كل من جودى والسيده نوال لتستقبلهم مهيره بأبتسامه خجله وقلقه استشعرتها نوال لتقول لها حتى تطمئنها
- تسلم إيدك يا مرات ابنى .... ريحة الأكل تجنن
لتضحك براحه وهى تقول
- يارب يعجبك يا ماما .
لتنظر لجودى تجدها سارحه فقالت
- سرحانه فى أيه يا جودى .
لتبتسم جودى بخجل وهى تقول
-ابداً ولا حاجه ... لسه راجعه من الجامعه وتعبانه بس .
لتشير لهم بالجلوس فى نفس اللحظه الذى خرج سفيان من غرفته مرحبا بهم فى نفس اللحظه الذى سمعا صوت الباب ليتحرك سفيان ليفتح لصديقه
حين دخل أواب على كرسيه المدولب ينادى على جودى لتقف سريعاً تحتضنه كان يتابعها بعينيه ومشاعره بداخله مختلطه
مر الوقت بينهم بين مناغشات سفيان لمهيره ... وصمت تام من جانب حذيفه .. وكلمات جودى الدائمه مع أواب
كان سفيان ينظر إلى أخته وصديقه وقرر من داخله أنه حان موعد تدخله بينهم .
الفصل العاشر .
كان يجلس أمام الشهاوى يستمع إلى ما يقوله ببرود ظاهرى ... ولكن هناك بداخله طفل يرتعد مهما كان نار انتقامه لا تصل للقتل
كان زين يستمع هو الآخر لكلمات الشهاوى عبر الأتصال المفتوح بينه وبين أيمن
همس لأيمن بصوت هامس
- قوله أن الموضوع عندك وأنت هتحله .
ليسقط قلب أيمن أسفل قدميه خوفاً ... ولكنه نفذ ما قاله زين وخرج من مكتب الشهاوى لا يعرف ماذا عليه أن يفعل .
ركب سيارته ليذهب إلى شقته الذى ينتظره بها زين
وحين دلف إلى الداخل هدر بصوت عالى قائلاً
- هعمل أنا أيه دلوقتى .... أنت خلتنى أوافق على كلامه ... ده عايزنى اقتله .
ليقف زين أمامه بثقه وشموخ قائلاً
- سفيان صاحبى وافديه بعمرى .... لكن كمان أنت صاحبى وأحب أنك تكمل انتقامك للآخر ... وعلشان كده سيب موضوع سفيان عليا .
مر أكثر من يومان على حديثهم فى المكتبه .. واحساسه بتباعدها .. كان يظن أنه يستطيع أن يجذبها إليه .. أن تراه بعين إمرأه ... تنظر إلى رجل بعين الحب والعشق ولكن من الواضح أنه مازال لديها مجرد أخ برتبة صديق .
خرج من مكتبه سيبحث عنها سيعترف لها بكل ما بداخله ولها حق القرار تقبل بحبه الكبير كبر سنين عمرها .. او ترفضه فيبتعد عنها ... ليجدها تجلس بجانب رفيقتها على إحدى المقاعد المنتشره بالجامعه اقترب منها ولكنه وقف مكانه حين استمع لحديثهم لم يرد أن يقطع ذلك الحديث وقف مكانه ينتظر ولكن صوتها المحبب وصل إليه
حيث سألتها جودى قائله
- أخبارك أيه يا شاديه ... لسه صهيب بيقولك كلام حب ... ولا الشريط سف
لتتنهد زهره بحب حقيقى وهى تقول
- أهو كل يوم بحال ... حساه بيحارب نفسه علشانى ... ده بيسعدنى جدا وبيخوفنى عليه ... أول مره من يومين يعترف أنه حبيبى .... تعرفى أنه عرض عليا يجى يساعدنى فى المذاكرة
لتصمت لثوانى وهى تتذكر زيارته لها أمس حين جلس معها فى غرفتها حتى يساعدها فى المذاكره ولكنها كانت فى مكان آخر تسرح فى جمال عينيه حركه شفاهه وهو يتكلم نقر أصابعه على مكتبها .... النغمه الرتيبه التى يحدثها بطرقه المستمر بقدمه على الأرض
ظل يتحدث معها ولكنها لا تجيبه ليفرقع بأصابعه فى الهواء قائلاً
- سرحانه فى أيه ؟
لتمسك يده بأصابع مرتعشه وهى تقول
- تعرف أن صوابعك شكلها حلو .
ليرفع حاجبيه باندهاش وهو يقول
- صوابع أيه يا زهره ... أنتِ بتقولى أيه ؟
لتضحك بمرح وهى تقول
- حقيقى يا صهيب صوابع إيدك شكلها حلو والعروق إلى ماليه إيدك .. حتى شعر إيدك ... يجنن .
ليضحك باندهاش وهو يقول
- عليه العوض ومنه العوض .. أنتِ الهندسه لحست مخك على الآخر
لتقول هى بتقرير .. وكأنها لم تستمع لكلماته المستهزئه
- تعرف حتى رجليك ... عامله زى رجلين الأطفال ... ناعمه جداً .
ليصمت دون أن تغادر ملامحه معالم الاندهاش لتكمل هى
- المره إللى فاتت وأنا بدلكهالك .... كان نفسى ابوسهم
ليقطب جبينه وهو يقول
-زهره أيه إللى أنتِ بتقوليه ده .
لتبتسم وهى ترفع يده تقربها من فمها وتقبل أصابعه قائله
- صهيب ... أنا بحبك .
ليقبض على يدها بقوه ويقربها إليه وهو يضعها على قلبه بعد أن قبلها قبله طويله .... قائلاً
- قلبى هيوقف سامعه دقاته ... ارحمينى ارجوكى .
لتشاغبه قائله
- مش عايزنى ادلكلك رجلك يا سيدى
ليفهم ما ترمى إليه .. وما تريده ليقول لها بمشاغبه
- لا يا ستى مش عايز وبعدين أنا ليا واحده
لتقطب جبينها وهى تسأل
- ليك واحده يعنى أيه
ليقف على قدميه ثم يبعد الكرسى من خلفه لينحنى على ركبتيه أمامها .. كانت تنظر له باندهاش ولكنه مد يده ليمسك بقدمها الصغيره قائلاً
- أنتِ دلكتيلى رجلى مره ... وأنا مردتهاش .. وبعدين أنا مش بحب أكون مديون لحد
لتسحب قدمها سريعاً من يده ثم تجثوا أمامه على ركبتيها أيضاً وهى تقول
- مكانك مش هنا .. مكانك على عرش كبير وعظيم ... وأنا وكل ما فيا نكون تحت رجليك وملك يمينك .
ليقول بحب صادق ... و بإحساس ملتاع
- أنتِ أنا يا زهره ... أنتِ أنا .
لتفيق من ذكرياتها على كلمات صديقتها
- حافظى عليه يا زهره ... صهيب بيحبك بجد ... اتمسكى بيه بكل قوتك
لتنتبه زهره إلى حال صديقتها وقالت
- طيب وأنتِ يا جودى أخبارك أيه مع دكتور حذيفه
لتبتسم بشحوب وهى تقول
- أنا مش فى باله... ولا هكون ... يظهر أنى عشت وهم الحب السنين دى كلها .... حب من طرف واحد ... ومن الواضح أنى لازم أقتل الحب ده جوايا علشان أقدر أعيش
لتظهر علامات الدهشه على ملامح من يستمع لتلك الكلمات التى قالتها ملكة قلبه ... ليكتشف كم هو أعمى القلب .. كيف لم يشعر بها.... كيف لم يشعر بها قلبه الملتاع بحبها ... كيف لم يفسر نظراتها بكائها يوم سفره .... كيف لم يفهم نظراتها يوم ألتقاها لأول مره بعد رجوعه .... كيف لم يرى سبب رفضها الحقيقى له .. كيف لم يرى الألم الساكن بعيونها حين يجلس معها ... ورغبتها فى جعل الكلام بينهم لا يتخطى أواب وفقط .... لم يشعر بنفسه إلا وهو
يتصل بصديقه قائلاً
- سفيان أنا طلعت حمار .
ليضحك سفيان بصوت عالى وهو يقول
- أنت لسه مكتشف الموضوع ده دلوقتى .. ده من زمان يا صاحبى
ليقول حذيفه باستفهام
- أنت كنت عارف صح .
ليجيبه سفيان بتقرير
- كانت حاسس بيك ... وأكيد فاهم أختى
ليتوسله حذيفه قائلاً
- ساعدنى يا صاحبى ...نفسى افرحها
ليطلب منه الحضور إليه فى المكتب ليرتب كل شىء
وبالفعل ... أنجز له لوحه كبيره بكلمات معبره .. وذهب معه ليشترى خاتم زواج مبهر لأخته ... واحضر كميه لا بأس بها من البالونات ... وأتصل بمهيره ليخبرها ... أن تنتظره بالأسفل هى وأمه .
وبعدها أتصل على شقيقته حتى يعرف موعد وصولها
وبالفعل تم كل شئ كما تمنى هو وحذيفه ويرى الأن فرحة أخته باعتراف حذيفه المجنون أمام بنايتها والشارع أجمع
كان يقف بعيد يراقب كل ما يحدث ... عز عليه أن يقلب كل تلك السعاده الذى يراها أمامه إلى حزن ولكن هو يعرف ماذا يفعل .. ولا يضمن موقف الشهاوى
ليخرج سلاحه ... ويضع كاتم الصوت ... ويوجهه إلى كتف سفيان الذى فى لحظه أصبح ملقى على الأرض واسفله بركه من الدماء ... أخرج زين هاتفه ليخبر أيمن ولكن بعد أن أتصل بسياره الإسعاف
كان يجلس أمامه مطقطق الرأس .. هو يحترمه ويقدره .. هو ذكرى والده الراحل ... يعلم عنه كل شىء
شعر عادل أن ما بداخل أيمن ليس مطمئن ابداً فحثه على الكلام قائلاً
- يا ابنى ما تفهمنى فى أيه ...أنا بدأت أقلق .
ليتنهد أيمن بصوت عالى وهو يقول
أنا هحكيلك على كل حاجه
وبدء فى سرد ما حدث كله .. حتى وصل لطلب الشهاوى بقتل سفيان .
ليقف عادل على قدميه بغضب وهو يمسك أيمن من ملابسه هادراً بصوت عالى
- سفيان راجل بجد .. وبيحب أختك .. لو حصله حاجه أنا هبلغ عنك .... أنا شفت مهيره واتعاملت معاه .. سفيان يفدى مهيره بعمره .... مهيره شافت كتير يا أيمن كتير جداً .. واتعذبت كتير .... سفيان ليها حضن وبيت وعيله اتحرمت منها عمرها كله ... حرام تحرق قلبها عليه حرام ترجع للعذاب تانى
قبل أن يجيبه بشئ كان صوت هاتفه المضئ بأسم زين يعلو ليصمت الاثنان فى ترقب
**********************************
وصلا إليه فى المكان الذى حدده زين لأيمن فى الهاتف وقف أمامه وهو ينظر له بتركيز وخلفه عادل ينتظر أن يسمع ما حدث بترقب وقلق شديد .
حين أخبرهم زين بما فعل وأوضح أيضاً أسبابه
لم يستطع أى منهم الحديث ظل الثلاثه ينظرون إلى بعضهم البعض بصمت ... مرت عدة دقائق حين قطع عادل ذلك الصمت وقال
- أنا هروح أخد مريم وأروح البيت عند سفيان ... وبعدها هروح على المستشفى .... وهبقا أكلمك يا أيمن
ثم ألقى نظره على زين لم يفهمها زين بوقتها .. ولكنه لم يشعر بها لوم او عتاب .
تنهد زين بصوت عالى وقال
- أنا رايح المستشفى ... سلام
كان الجميع يجلس أمام باب غرفة العمليات فى نفس اللحظه الذى اقترب فيها زين من السيده نوال وجثى على ركبتيه أمامها وقال
-متقلقيش يا أمى سفيان قوى وان شاء الله بسيطه .
لتنظر له بكل ذلك الألم الذى يسكن عينيها ليشعر به وكأنه طعنه سكين حاده تنغرس بقلبه وزاده ألم صوتها الباكى وهى تقول
- يارب يا ابنى يارب
ربت على ركبتيها ثم انحنى ليطبع قبله عليها وهو يقول
- سامحينى .
لتضع يدها على رأسه المنحنيه أمامها وقالت
- وأنت ذنبك أيه بس يا ابنى ... منه لله إللى كان السبب
ظل ينظر إليها كثيراً ... وهى تبكى وتدعوا الله حتى ينجى صديقه ثم وقف على قدميه وغادر سريعاً ليقف بمدخل المستشفى يتنفس بصعوبة ثم اقترب من الحائط وظل يلكمه بيده المجردة مره بعد مره بعد مره .وهو يقول
- حقير سافل ندل وجبان ... آسف يا صاحبى آسف .. أنا كنت بحميك من الغدر ... أنا أرحم من أعدائك يا سفيان أنا أرحم
بدأت يده فى النزف بغذاره وتجمع حوله مجموعه من الأطباء و الممرضين وكبلوه بصعوبه وادخلوه إلى غرفة الطوارئ حتى يداو جرح يده
بعد ذلك حدث كل شئ بسرعه كبيره بعد أن أخبر أيمن الشهاوى بحاله سفيان .. واتصاله براجى لتشفى فيه والضغط عليه حتى يتنازل عن القصر
وبين إختفاء مهيره بعد رؤيتها لسفيان ...... فى نفس اللحظه الذى ذهب فيها أيمن إلى راجى ... تحرك زين بعد أن تلقى علاج مناسب ليده إلى قصر الشهاوى .
كان يقف أمام أبيه ينظر إليه بحقد وغل وكراهيه
هذا هو الرجل الذى دمر أمه وأضاع سنوات عمرها هبائا ... هذا هو من ظلم أخته ... الأن يعلم ما حدث لمهيره وأمها ... أخته طالها ما طاله ولكن هو حظه أوفر حيث توفر له صدر أب حنون أحسن تربيته كحسام ... وأيضاً كان دائماً يجد حضن أمه وقتما احتاجه .
كان الآخر ينظر إلى ذلك الشاب .... الذى يساعد عدوه فى تدميره ..... يا له من شاب وسيم ذو بنيه قويه .. مؤكد والده فخور به
قطع حرب النظرات تلك أيمن حين تحرك بخيلاء واقترب منه حتى لم يعد يفصل بينهم سوا خطوه واحده ومد يده فى صمت ليضع راجى فيها الأوراق ملكية القصر والتنازل عنه دون كلم ليتفقد أيمن الأوراق ثم تحرك ليجلس على اقرب كرسى ووضع قدم فوق الأخرى وقال
- أقعد يا راجى علشان فى كلام كتير لازم يتقال
ليقطب راجى حاجبيه قائلاً
- أنت إزاى
ليقاطعه أيمن بصوت عالى قائلاً
- أنا مش عايز كلام كتير ... النهارده أنت هتسمع وبس ... النهارده أنت هتتحاسب على كل حاجه عملتها زمان ..
ليقف على قدميه واقترب منه كثيراَ حتى أصبح فمه أمام أذنه وقال
- النهارده هتقوم قيامتك على الأرض .
لينظر له الكاشف بخوف حقيقى .
كان يدور حول القصر عيناه غائمه بحقد وغل .. وقف قليلاً أمام حارس البوابه الخلفيه وقال بهدوء لا يشعر به
-حلو القصر ده صاحبه مش بيفكر يبيعه
ليجيبه الحارس قائلاً
- لا البيه بتاعنا عمره ما يفكر يبيعه .
ليظل زين ينظر فى كل الاتجاهات ثم قال للرجل
- ممكن كبايه مايه ساقعه أصل المايه إللى عندك دى بارده اوووى .
ليتحرك الرجل سريعاً إلى الداخل وفى ثوانى كان زين داخل أسوار القصر
أختفى قليلاً بين الأشجار حين عاد الحارس ولم يجده ليتلفت يبحث عنه وحين لم يجده شرب هو كوب الماء وجلس مكانه من جديد
وبعد قليل من الوقت تحرك زين ليقترب من القصر بهدوء وبسرعه أيضاً حين وجد نافذه مفتوحه ليخرج القداحه من جيبه .. واشعلها وقربها من إحدى الستائر لتشتعل سريعاً وهى تمدت إلى باقى الستائر وتحرك قليلاً ليجد بعض من المواسير تسلقها سريعاً ليصعد إلى الدور الثانى ليفعل ما فعله بالأسفل
لتشتعل النار داخل القصر وتعلو الصرخات ظل ينظر إلى النار المشتعله الخارجه من النوافذ
من خلف تلك الشجيرات
وبعد لحظات كان يخرج من البوابه الكبير
فى نفس اللحظه الذى تجمع فيها جميع الحراس لمحاولة إنقاذ من بالداخل
صعد إلى سيارته وظل ينظر إلى القصر الذى تخرج من جميع نوافذه ألسنة اللهب قرر أن يغادر وقبل أن يدير السياره استمع لصوت صراخات عاليه لينظر إلى القصر ليجد جسد تلفه النار يسقط من النافذه .
كان يقود سيارته بجنون ذلك الجسد الذى سقط من النافذه وهو يحترق ... لا يغادر عقله .. يراه أمام عينيه .. هو الأن انتقم .. ليس فقط لصديقه هو ليس ذلك الشخص الملائكى .. هو يعرف جيداً أين أصاب صديقه .. ويعلم أنه بخير ... وأيضاً أيمن الأن يحصد نتيجة انتقامه ممن أزا والدته ... لكنه أراد الإنتقام إلى نفسه قبل الجميع ...
...
أوقف السياره على جانب الطريق حين ظهرت أمام عينيه لمحات من ماضيه الأسود حين كان يعمل بكل جهده لإيقاف أكبر شحنة أسلحة .... وفى حين اجتمعت كل الأدله فى يده ..وكافة المعلومات .... وعلم من هو الرأس المدبره وردت إليه مكالمه فيديو على هاتفه ليستقبلها ليجد أمه مخدره ومكبله بالحبال فى مخزن قديم .. وصوت غير واضح المعالم .. يهدد بقتلها إذا ما ترك تلك القضيه
وحين فارت مشاعره خوفاً على أمه وغيره وخوفاً على بلده قرر أن ينهى كل القضيه بضربه قاضيه
ولكن جائت إليه هى تلك القاضيه بفيديو جديد ليرى أمه تذبح أمام عينيه مع رساله أخيره مضمونها
- لا أحد يقف أمامى ... أنا الطوفان
آفاق من ذكرياته وهو يتذكر اسم الرأس الكبيره
رشاد الشهاوى .
الفصل الحادى عشر
كان يغلى غضبا وهو لا يعرف أين زوجته ... و الجميع يمنعه من الخروج ... والأن أيضاً حضرت الشرطه ماذا عليه أن يقول .. هو غير متأكد ... مؤكد له الكثير من الأعداء وعلى رأسهم الشهاوى .. ولكنه لا يملك الدليل فتح باب الغرفه بقوه ليجد زين واقف أمام الباب بهيئه مشعثه وملابس غير مهندمه ويده يلتف حولها رابطه طبيه ليسأله بلهفه
- زين أيه إللى حصل أنت كويس ؟
ليقترب زين ولا تظهر على وجهه أى مشاعر وجه جليدى لشخص ذات روح ميته وقال
- أنا إللى ضربت عليك نار
ليقطب سفيان بين حاجبيه و كاد أن يرد عليه حين سمع طرق على الباب ودخول الشرطه
تحرك زين ببرود وارتكن على الحائط المجاور ينظر إلى سفيان بهدوء شديد
كان عقل سفيان يفكر ويفكر
لماذا فعل صديقه هذا هو أكثر شخص على درايه به .. يعلم أنه فعل ذلك لسبب ولابد أن هناك تفسير .
حين سألته الشرطه عن الفاعل نظر إلى زين نظره خاطفه وقال
- معرفش مشفتش حد ... كمان شغلى بيخلقلى أعداء كتير فمش هقدر أحدد مين إللى عمل كده
لتكمل الشرطه أسئلتها وتتمنى له الشفاء وتغادر
ظل زين ينظر إلى سفيان بجمود ثم قال
- أنا كنت عارف الرصاصة رايحه فين وتأثيرها عليك هيكون أيه .... غيرى كان هيكون فيها موتك .
ظل نظر سفيان ثابت على ملامح صديقه المرهقة والمتألمه
ولم يتكلم
تحرك زين إلى الباب ليغادر .... ولكنه قبل أن يفتح الباب قال بصوت ميت
- أنا أخدت بتارى يا سفيان .... أخدت تار أمي
وفتح الباب وغادر سريعاً دون كلمه أخرى
ظل سفيان ينظر إلى الباب المغلق وعقله يدور فى دوائر مغلقه .... زوجته ... صديقه .... حين فتح الباب مره أخرى لتدخل أمه وبعدها عادل الذى شرح لهم كل شىء عن أيمن وأين مكان مهيره .... بدأت الرؤيه تتضح أمام سفيان ... إذن أيمن هو ذلك الصديق الذى كان يساعده زين .... الأن فهم معنى كلمات صديقه أن غيره كان هيكون بموته .... تذكر أيضاً ذلك الشاب الذى حضر إلى مكتبه مع الشهاوى... ونظراته الغير مفهومه
مرت أيام وبدء سفيان فى التعافى .. ظل أيمن لبضعه أيام مع أخته حتى يطمئن عليها .... كان يرى حب سفيان لها الواضح للجميع ... أيضاً وجود أمها ... والسيد عادل ... وأيضاً السيده نوال كان من أكثر الأمور راحه له أن أخته فى يد أمينه
كان جالساً فى غرفته حين طرقت أمه الباب فسمح لها بالدخول .... لتبتسم له وهى تقول
- جواد بره .
لينزل قدمه على الأرض وهو يقول
- خليه يتفضل يا أمى .
دخل جواد بصخبه المعتاد ليبتسم صهيب بسعاده وهو يقول
- يا ابنى أنت بقيت أب أعقل بقا .
ليجلس جواد على السرير قائلاً
- يا ابنى مفيش أحلى من الجنون .... العقل ده سبناه للناس إلى دمها تقيل .
ليضحك صهيب بصوت عالى وهو يقول
- تقصدنى أنا مش كده
ليضحك جواد بصوت عالى وهو يقول
- لا يعم العاقل .. أنت حلو بعقلك كده ...
صمت قليلاً ثم قال
- جواد أنا محتاج منك خدمه .
لينتبه له صهيب جيداً وهو يقول
- خير يا صاحبى
ليتنهد جواد بصوت عالى ثم قال
- أنت فاكر إللى حصل زمان صح .... وبكره يعني... ليصمت دون أن يكمل وترتسم على وجهه معالم الخجل شعرا به صديقه رغم صمته ليتنهد بصوت عالى وهو يقول
- الموضوع ده خلاص أنتهى ومر ... وميما نسيته وإلا مكنتش اتجوزتك يا جواد
ليبتسم جواد بسخريه وهو يقول
- ميما قلبها كبير .. صحيح عمرها ملامتنى .. ولا فكرت تفتح الموضوع ده .... لكن أنا متأكد أن الموضوع ده لسه بيألمها ...
صمت لدقائق ثم قال
- تعرف نفسى أبدل كل ذكرايتها فى اليوم ده لذكريات جديده حلوه وسعيده .
ليربت صهيب على قدميه وهو يقول
- نفذ فوراً ... وخلى ديما فى بالك أن حبها ليك كبير و الحب الكبير ده هيغفرلك ويسامحك ... وينسالك كمان .
ظل جواد ينظر إلى صهيب ... الأن يرى صهيب القديم .... المبتسم دائماً .... المتفائل ... صحيح هناك نظرات تفلت منه يظهر فيها مدى خوفه
فقال بمرح
- فين زهرتك صحيح
ليرفع حاجبه وهو يقول
- أولاً أسمها آنسه زهره .. ثانياً مع صاحبتها فى المستشفى .
ليقول جواد باستفهام مستفز
- آنسه زهره .. طيب ما أنت بتقول لمراتى ميما عادى ليه بقا مش بتقولها آنسه ميما... أقصد مدام ميما
ليضحك صهيب بصوت عالى ثم قال
- أيوه كده أعدل لحسن آنسه دى وحشه اووى فى حقك .... وبعدين الواد ابنك ده جه منين .
ويعدين يا حيله .. ميما أختى وأنت عارف كده كويس وخصوصاً بعد الموضوع إللى أنت جاى تكلمنى فيه ... لكن زهره .. زهرتى أنا بس .
كان ممددا على السرير ينظر إليها بحب .. كانت ترتب له ملابسه فى الخزانه .... بنشاط وسعاده نادها بصوت هامس لتنظر له بشك وهى تقول
- أنت ناديتنى .
ليهز رأسه بنعم فاقتربت بهدوء لتقف بجانب السرير وهى تقول
- محتاج حاجه .. جعان ولا عايز تنام
ليقطب جبينه وهو يقول
- هو لازم أكون عايز حاجه مينفعش تقعدى معايا كده ونتكلم شويه .. ده أنا مصدقت خرجت من المستشفى ... وخلصت من الزيارات ... وحشتينى يا مهيره وحشتينى جداً
لتحمر خجلا وهى تقول
- ما أنا معاك على طول اهو ...
ليقول بلوم
- معايا فين..... أنتِ بتخدمينى اه ... بترتبى الاوضه اه ... بتأكلينى اه... لكن مش معايا ... أنتِ يأما بتساعدينى أغير هدومى .. او بتغيرلى على الجرح ..... يا مهيره أنا مش عايز كده أنا عايزك جمبى تخدينى فى حضنك كده وتريحينى
وقال الجمله الأخيره بطريقه ذات ايحاء ليزداد احمرار خديها وهى تقول
- أنا تحت رجليك أأمرنى وأنا أنفذ
لينهرها بصوت عالى وهو يشير لقلبه قائلاً
- أنتِ هنا ... جوه قلبى ... مش تحت رجلى .. أمتى هتبطلى تفكرى بالشكل ده .
لتنكس رأسها ثم قالت
- أنا آسفه بس أرجوك بلاش عصبيه .... هعمل كل إللى أنت عايزه
كاد أن يمسكها من شعرها ليهز رأسها الصلب ذلك ليخرج منه كل تلك الأفكار التى تؤلمه بشده ويقول لها لا أريد سوى سعادتك ... راحه بالك وقلبك .... أن يقبلها حتى تقتنع أنه يحبها ... و أنها بنظره هى كل الكمال .... ولكن نجدها منه صوت الباب
لتقف سريعاً وهى تقول
- هروح أشوف مين .
عاد أيمن إلى مدينته بعد أن أطمئن على أخته .. ووالده فى المصح النفسى ... وأيضاً الشهاوى دخل إلى مصح نفسى ولكنه تابع للحكومه بسبب جرائمه وتسجيلات أيمن له ... والأوراق القديمه فى قضايا السلاح .... فبعد موت ابنته وضياع كل املاكه جن جنونه وأمسك سلاحه وخرج إلى الشارع يطلق النار على الماره بعشاوئيه ولولا ستر الله لكان هناك أموات بالالفات
نفض رأسه عن كل تلك الأمور .. فهو الأن حصل على عائله كبيره أخته وزوجها ... و السيده مريم وقبل الجميع السيد عادل ... عاد من أفكاره ... إلى من تسكن عقله
أبتسم وهو يتذكر تلك الصغيره التى لم تفارق مخيلته ... هو لم يجد سبب لذلك ....
كان يتممد على سريره حين رن هاتفه لينظر لاسم صديقه بشفقه فبعد ما حدث .. وإشعاله للنار فى قصر الشهاوى ... وأخذه بثأر والدته اعتزل العالم والناس وحبس نفسه فى بيته ورفض أن يراه قبل سفره
أجاب أتصاله قائلاً
- إزيك يا زين
ليجيبه زين بهدوء وبعد عدة ثوانى قائلاً
- كويس .. عايش .... المهم أنت فين
ليجيبه سريعاً
- رجعت بيتى
ليقول زين بعد تردد
- سفيان
ليتفهم أيمن أتصال صديقه .. هو لم يستطع تخطى خطئه فى حق سفيان رغم أنه قام بما يستطيع لينقذه ولكنه من بعد أن أخبره بنفسه ... ومن بعدها رفض اتصالاته او طلبه بالذهاب إليه .
ليجيبه أيمن قائلاً
- اتحسن كتير متقلقش .. وعلى فكره هو مش زعلان منك بالعكس جداً .
ليظل زين على صمته لثوانى ثم قال
- كويس أنك بخير ... سلام
وأغلق سريعاً لينظر أيمن إلى الهاتف وهو يرفع حاجبه باندهاش
ثم تذكر ما كان يفكر بها قبل الأتصال ليقرر الأتصال بها ومشاغبتها قليلاً
كانت جالسه بجانب والدتها تساعدها فى إعداد بعض وجبات الطعام لتجعلها جاهزه على التسخين فقط
فى الحقيقه هى ما كانت تقوم بكل شىء ... ولكنها توحى لأمها أنها تساعدها ...حتى تبعد عنها فكره عدم قدرتها على العمل ..... لقد بدأت فى عمليات غسيل الكلى لوالدتها .. بعد أن تقاضدت أول راتب .... لقد مر شهر الأن على عملها وأيضاً غياب السيد المدير .. الذى يحملها عمل يفوق قدراتها بمراحل كبيره ... ولكن حين أستلمت الراتب كاد قلبها أن يتوقف .. لم تتوقع فى أقصى أحلامها أن تحصل يوما على ذلك الراتب الكبير ... ولكنها لا تريد أن تسعد كثيراً فربما هو لهذا الشهر فقط استنادا لعملها الأضافى والمسؤوليه الكبيره التى تقع على عاتقها .
ولكنها لم تتحمل أن تتأكد من هذا الشئ وفى نفس اليوم اشترت كرسى مدولب لوالدها ... وأحضرت جميع الأدوية الخاصه بأمها ... وأحضرت اللحوم والدجاج وفواكه مختلفه ... وأيضاً بعض العصائر .... ولم تنسى نفسها لتشترى طقم جديد حتى يتناسب مع عملها .. ولكنها بعد اشترائه شعرت بالذنب الكبير فى هدر ذلك المال على شىء ثانوى لتعيده من جديد وتشترى بثمنه عبائه لأمها وبيجامه جديده لوالدها
ابتسمت فى سعاده وهى تتذكر نظرات والدها السعيده الفخوره بها ... ولا سعادة أمها كطفل صغير حصل على الحلوى الخاصه به .
افاقت من أفكارها على صوت أمها تخبرها أن هناك من يهاتفها .
لتترك ما بيدها و تذهب لترى من هو .
كادت فرح أن تجن ... لقد عرفت أن أسمه زين .. ولا شىء آخر ... فملك لا تعلم عنه شىء سوى أسمه وفقط ...
كانت تمسك بهاتفها تبحث على صفحات التواصل الأجتماعى علها تجد صفحته الشخصيه ولكنها لم تصل لشئ ....
ألقت الهاتف بجانبها على السرير ثم قررت أن لا تبحث مره أخرى عن ذلك الشخص الثلجى ... ذو العيون الخلابه ... والطول الفارع .... والجسد الممشوق
نهرت نفسها عما تفكر به ... وتحركت لتغادر غرفتها لتجلس مع والدها قليلاً
خرجت من غرفتها لتجده يجلس على ذلك الكرسى .... الذى كما تقول والدتها دائماً متزمره ... ورثه عن أبيه .. فلا يجلس إلا عليه وممنوع أن يجلس أحد غيره عليه حتى إذا حضر ضيوف إلى البيت .. وجلس أحد عليه يطلب منه والدها أن يجلس فى مكان آخر .
ابتسمت وهى تجلس أرضا أمامه قائله
- أنت قاعد لوحدك ليه ... أومال فين أمينه يا سى السيد
ليضحك والدها ويسير معها على نفس خط مرحها قائلاً
- بتجيب المايه إللى بملح علشان تغسلى رجلى .
لتتكلم من خلفه قائله
- ومش عايزنى ارقصلك كمان يا سيد أحمد عبد الجواد
لتنفجر فرح ضحكاً حين اجابها السيد أحمد قائلاً
- وفيها أيه يا أمينه ... هو مش أنتِ مراتى برضو .. ولو مرقصتيش ... تلمى هدومك وعلى أمك .
لتقف فرح وهى تحاول السيطره على ضحكاتها
- وبتقولوا عليا أنا مجنونه ومش عاقله .. طيب هجيبه منين فى بيت الأبيض وأسود ده
لتجلس والدتها على الكرسى الآخر الذى بجانب والدها وهى تقول
- والله أنتِ السبب أصلاً فى الجنان ده ..... أنتِ إللى عدتينا
لترفع فرح يدها عالياً وتضع اصبعها على مقدمة رأسها و تتمايل وهى تقول
- و جنانى ده عين العقل العقل ده داء بيعى و جنانى ده شىء مش سهل
ثم أشارت إلى والدها و أكملت قائله
- تقدر تتجنن زى
ليقف والدها أمامها وهو يفتح ذراعيه ويكمل الأغنيه
- أنا أحب أسهر للصبح وعمرى مروح .. بدرى ... مخلوق رافض للنصح ..... والعمر بقيسه بسهرى ... وبصاحب كل الخلق البيه صاحبى والفقرى واتعشى فى باب الخلق وافطر على البحر فى بحرى
ليقترب هو وفرح من مكان جلوس أمينه ويكملوا
- اجى أتغدى ملاقيش .. ملعنش الأزمات
لتظل أمينه تنظر إليهم بشر واضح ... وهم يتمايلون أمامها وهم يغنوا بأصواتهم البشعه لتقف وتدفعهم للخلف قليلاً ثم بدأت فى التمايل للأمام والخلف وهى تقول
- وأنا ويايا بعيش زى المليونيرات .... وأحلم وأنا معيش ملعنش الأزمات
ليضحك الجميع فى سعاده ... وظلت فرح تنظر إلى أبيها الذى يناغش أمها بحب لم ينتهى يوماً او يختفى .. وانسحبت إلى غرفتها ووقفت أمام ذلك الإطار الذى يحمل صوره شقيقها وقالت ببسمه باكيه
- محافظه على الوعد يا طارق .... على طول أنا سبب فى ضحكتهم ... أنا مكانك يا طارق ويوم ما نتقابل ... هكون منفذه الوصيه كامله .... متقلقش أطمن ونام مرتاح
كانت تحمل أكثر من خمس كتب وتسير فى رواق الجامعه تحاول الوصل إلى المدرج الخاص بها ... كانت متأخره بما يكفى ليقوم الدكتور بطردها ... لقد استيقظت متأخره بسبب مكالمه حذيفه الطويله معها أمس .. كم هو رومانسى .... يدللها كثيراً ...... من وقت اعترافه بحبه وطوال فتره مكوس سفيان فى المشفى ..وهو يحاوطها باهتمامه وحبه .... كم تشعر الأن بالسعاده .
تذكرت الأن تأخرها على محاضرتها وطردها الوشيك ولكن ما باليد حيله عليها أن تجرب ... كادت أن تنعطف يمينا حتى اصطدمت بشخص ما رفعت رأسها لتغرق عيناها فى بحر عينيه مع ابتسامته العذبه ليقطع هو ذلك الشعور وهو يضحك بصوت عالى قائلاً
- طيب شيلى على قدك .
لتلوى فمها كالأطفال وهى تقول
- ملكش دعوه .. ووسع بقا علشان متأخره على المحاضره
ليوقفها قائلاً
- دكتور محسن مش هيدخلك المحاضره بعد التأخير ده كله ....ليه تحرجى نفسك
لتقول بصوت طفولى وهى تكاد تبكى .
- هيقول حاجات مهمه النهارده .
ليقول لها بمهادنه وكأنه يتكلم لأواب
- خدى المحاضره من أى واحده من زميلاتك
لتهز رأسها بنعم دون كلام .
ثم تنهدت بصوت عالى و هى تقول
- طيب هروح أقعد فى الكافتيريا لحد المحاضره الجايه
ليوقفها مره ثانيه وهو يقول
- أنا معنديش محاضرات ... تعالى أقعدى فى مكتبى أحسن
لتقول بسرعه ولهفه
- بجد
ليبتسم بسعاده وهو يشعر بتلهفها لتجلس معه ولكنها قطعت كل آماله وهى تقول
- ياريت أكيد قعدة التكيف أرحم من الحر إللى بره ده
سوف يقتلها ... ويذهب يجلس فى غرفته ويشعل المكيف
كادت أن تتحرك ليوقفها مره أخرى قائلاً
- أستنى أنتِ كده هتتكفى على وشك
لتقطب جبينها بعدم فهم فقال موضحا
- رباط الكوتشى مفكوك .
لتنظر إلى الكتب التى فى يدها ثم حاولت النظر إلى قدميها لتلوى فمها كالأطفال وقالت
- طيب أمسك
ليجيبها ببلاهه قائلاً
- أمسك أيه ؟
لتنظر إلى الكتب ثم له وقالت
- الكتب يعنى هتمسك الرباط
ليبتسم بشقاوه وهو يقول
- والله فكره
وقبل أن تستوعب أى شىء كان ينحنى أمامها ليمسك رباط الكوتشى ويربطه لها بأحكام
ظلت تتلفت حولها فى حرج وهى تقول
- حذيفه قوم ميصحش كده أحنى فى الجامعه حد يشوفك هيقولوا أيه
ليقف أمامها فجأة وهو يقول
- هو أنا بعمل حاجه غلط خطيبتى وبربطلها الكوتشى أيه المشكله
لتنظر له بحب كبير وهى تقول
- المشكله إننا فى الجامعه وأنت دكتور هنا وأنا طالبه ... أرجوك متعملش كده تانى .
ليضرب أنفها بإصبعه وهو يقول
- أنا أعمل إللى أنا عايزه فى المكان إللى أنا عايزه وفى الوقت إللى أنا عايزه ... طلما مش غلط .
ثم مد يده ليمسك منها الكتب وهو يقول
- يلا تعالى
وتحرك من أمامها سريعاً فى إتجاه مكتبه لتظل تنظر إلى ظهره بسعاده وهى تفكر ما المشكله لو قبلته الأن هل ستحدث مشكله تنهدت بحب ثم تبعته بهدوء .
الفصل الثانى عشر
حين أمسكت الهاتف ورأت أسمه ينير شاشته ظلت ممسكه بالهاتف لا تعلم ماذا عليها أن تفعل .
أخذت نفس عميق ثم أجابت قائله
- السلام عليكم
ليبتسم وهو يجيب
- وعليكم السلام .. اتأخرتى فى الرد ليه كده .
لتتوتر قليلاً ثم قالت
- أنا آسفه بس مكنتش سمعاه .
ليهمم ثم قال
- أخبار الشغل أيه
لتقطب جبينها بحيره قائله
- هو مش حضرتك كنت بتعرف كل حاجه كل يوم
ليقول لها بتقرير
- أيوه بس قولت أشوف يمكن فى حاجه حصلت بعد مكالمتى .
لتقف على قدميها وبدأت تسير فى الغرفه بتوتر قائله
-لا يافندم مفيش حاجه حصلت
أراد أن يشاكسها قليلاً فقال كذباً
- أنا قدامى لسه أسبوعين ... أنا سايب ورايا شويش مش كده
لتصمت قليلاً هى لا تريد أن ترتكب حماقه بخروج كلمه خاطئه تجعلها تخسر وظيفتها فقالت بأبتسامه صفراء
- أكيد يا أيمن بيه
ليصرخ فيها قائلاً
- أقسم بالله يا ملك لما أرجع لهعرفك عقاب كلمتك دى
وأغلق الهاتف سريعاً لتنظر له بحيره وتوجس ماذا قالت ليثور بهذه الطريقه . رفعت كتفها بمعنى لا تعرف و ألقت الهاتف على السرير وخرجت تكمل ما كانت تفعله
كان هو كالأسد الحبيس .... دائماً يصدر منها تصرف يجعله يود قتلها بيده المجرده ....جلس مكانه يفكر ... هو لم يتعامل معها لأوقات كثيره ... ولا يعرف عنها تفاصيل كثيره .... ولكن دائماً يشعر أنها تضع حواجز بينها وبين أى شخص يحاول الاقتراب منها ..... ولا يفهم السبب ..... وهو متأكد أن هناك سر كبير خلفها
اقترب منها بهدوء وهى تقف خلف النافذة الكبيره بغرفة نومهم ... تنظر إلى الخارج بشرود ... رغم حبها له ورغم سنوات زواجهم الست ... مازال هناك رواسب لذلك الحادث بداخلها مهما حاولت النكران ..... يتأكد من ذلك فى شرودها هذا ... وأحيانا تفلت منها نظرات لوم وعتاب حين تظن أنه لا ينتبه إليها ..... اليوم هو ذكرى ذلك الحادث ... اليوم مر ست سنوات على زواجهم .... اليوم على الرغم من إتحاد قلبان تحبا وتعاهدها على الحب الأبدى ... إلا أنه ذكرى مؤلمه مريره لكليهما احتضنها من الخلف فأجفلت قليلاً ولكنها ابتسمت وهى تريح رأسها إلى الخلف على كتفه وتحيط يده التى يضعها على بطنها بيدها
تكلم مباشراً ودون مقدمات ... يريد أن يفتح ذلك الجرح لمره واحده أخيره ... ويغلقه إلى الأبد .
- ميما أنا آسف .
لتقطب جبينها وهى تعتدل لتنظر إليه باستفهام فأكمل بعد أن قبل يديها
- ميما نفسى تتكلمى ... تخرجى كل إللى جواكى .... لومينى اضربينى اتهمينى بالجبن بالخيانه بالكذب .... قوللى قد أيه أنا كنت حقير وسافل
لتضع يدها على فمه تسكت سيل كلماته الموجعه .... هى تعلم أن جرحها مازال ينزف رغم مرور كل تلك السنوات .... وانجابها لثمرة حبهم ... ولكن ذلك اليوم يأتى إليها بكل الذكريات المؤلمه .... ولكنها تعلم جيداً أنه يلوم نفسه ويعذبها ليس فى ذلك اليوم بس ولكن كل يوم ... أحياناً ترى نظراته الأسفه .. وأحياناً أخرى تستمع لهمساته الليليه حين يظن أنها غارقه فى النوم ... كم من مره أعتذر منها وقبل يدها ... بل وقبل قدميها أيضاً .. وهو يبرر ويلوم نفسه .... كم من مره كانت تود أن تاخذه بين يديها تخبره أنها الأن لا تهتم حتى ولو كذباً ... ولكن ما كان يضايقها حقاً هو ذلك الإحساس بالرضا من أفعاله تلك ... وكأنها تثأر لنفسها منه ....
ابتسمت له بحب حقيقى وهى تقول
- هتخرجنى فين النهارده .
ليبتسم لها بانكسار وهو يقول
- أولاً ماما هتيجى علشان تقعد مع صهيب .... النهارده كله بتاعنا .... وكله مفاجأت .
ليحتضنها مع همسه المؤلم
- عارف أنى مستحقش السماح ... بس لحد ما موت هطلبه منك ... وهعتذر .
كانت دموعها تتجمع فى عينيها ... و همسه يصل إليها يجعلها تشعر بألمه وغصه مؤلمه تسكن حلقها ... ولكنها لم تستطع أن تقول اى شىء ... وهو لم ينتظر منها أى رد ... هو يستحق ذلك المرار .
طرقات ملحه على الباب أيقظته من غفوته الإجبارية ... هو من ذلك اليوم وهو لا يستطيع النوم ... أمه تأتى إليه تلومه على ما فعل ... هو لم يعى فداحة خطئه إلا بعد أن رأى جسد ندى الشهاوى يتهاوى من نافذة غرفتها .... أحياناً ينتصر شيطانه ويبرر له ما فعله ... ولكن هناك فى مكان بعيد بداخله شىء يلومه وبشده
تحرك بخطوات ميته ليفتح ذلك الباب ... سوف يلكم ذلك الذى يقف خلفه على ذلك الإزعاج
فتح الباب وعلى وجهه علامات الشر ... لتختفى سريعاً وظهرت معالم الأرتباك حين وقعت عيناه على سفيان الذى يستند إلى الحائط بكتفه السليم وينظر له بنظرات يفهمها جيداً ظل الاثنان ينظران لبعضهما دون كلام حتى قطع ذلك الصمت صوت سفيان المتهجم وهو يقول
- كنت عارف أنك بارد .. بس مكنتش أعرف أنك قليل الزوق .
ليزداد توتر زين وهو يشير إلى سفيان بالدخول خطى إلى الداخل خطوتين و ألتفت إلى صديقه الذى أغلق الباب ووقف ينظر إليه فى ترقب
ليضع سفيان يديه فى جيب بنطاله وظل ينظر إلى صديقه مشعث الشعر ..... غير مرتب الملابس حيث يرتدى شورت منزلى على قميص كلاسيكى .... وذقنه الناميه ... وعيناه شديدة الحمره من قلة النوم
قال مباشره بدون مهادنه
- أنا مش بلومك على إللى أنت عملته ولا زعلان منك .... لكن أنت محتاج ده علشان تفوق
ولم يعطى للواقف أمامه فرصه ليتخيل ما هذا الشئ الذى يحتاجه ليجد لكمه قويه فى وجهه ... و أخرى فى بطنه وأخيراً ضربه سفيان بقدمه ليسقط أرضا نفض سفيان يديه وهندم نفسه من جديد
وقال ببرود
- القهوه بتاعتى مظبوطه .
وترك زين مسجى على الأرض وجلس على أقرب كرسى بعد أن أزاح من عليه كومه من الملابس ...واضعاً قدم فوق الأخرى بخيلاء
ظل زين جالساً أرضا ينظر إلى صديقه ... هو بالفعل كان يحتاج إلى تلك اللكمات حتى يخرج من ذلك الأحساس المؤلم ... كان بالفعل يحتاج إلى شعور الألم الحسى حتى يتخلص من الألم النفسى
وقف سريعا ودون كلمه دلف إلى غرفته أخرج ملابس نظيفه ودلف إلى الحمام
ظل سفيان جالساً مكانه دون كلمه أخرى حتى شعر بحركة صديقه تبعه بعينيه حتى وجده يدلف إلى الحمام فوقف سريعاً يلملم كل تلك الأغراض وجمع جميع الملابس المتسخه فى حقيبه ووضعها بجانب الباب .... وأعاد ترتيب الغرفه ... ثم دلف إلى المطبخ ليجمع كل الأغراض الملقاه في كل مكان إلى أماكنها .. والأشياء الأخرى جمعها بكيس كبير للقمامه ووضعها أيضاً بجانب الباب ولكن من الخارج ... ثم عاد إلى المطبخ ليحضر كوبى من القهوه
خرج زين ليجد سفيان يقف أمام النافذه ورائحة القهوه تملئ المكان أبتسم ابتسامته الساخرة وتقدم يأخذ كوبه ...ووقف بجانب صديقه قائلاً
- أنا عارف أنك مش زعلان منى ... وعارف كمان أنى عملت الصح ..علشانك وعلشان أيمن ... لكن .
صمت لبضع ثوانى كان سفيان يركز بصره عليه يعلم ما خلف تلك اللاكن... ولكنه يعلم أيضاً أنه لابد أن يقول هو كل ما بدخله حتى يخرج ذلك الألم بيديه فيطيب جرحه
أكمل زين وعيناه شارده فى اللا شىء قائلاً
- أنا كنت محتاح انتقم لامى ... بس بعد ما حققت انتقامى .. حسيت بالألم من جديد .... حسيت وكأنى لسه شايف أمى أمبارح بتندبح .... والأكتر .. أنى حسيت أن أنا كمان بندبح ... لدرجة أنى حاسس بألم قوى جداً فى رقبتى
ظل سفيان ينظر إلى صديقه بشفقه ... أن صديقه يتألم بشده ولابد من إخراجه من تلك الحاله .
وضع يده على كتف صديقه يدعمه وقال
- أنا عارف أحساسك ومقدره يا زين ... وأنا لو مكانك كنت هعمل زيك ... ومش هسيب أى حد أزا إللى بحبهم حى .... وأنت خلاص نفذت ده ... أرجع بقا ..متفضلش فى الأحساس ده كتير .... أرجع عيش حب واتجوز ... أشتغل بكل طاقتك ... خلى أمك تحس بالفخر بيك ... استسلامك للحاله دى موت ... وأنت مينفعش تموت نفسك .....
تنهد بصوت عالى ثم أكمل قائلاً
- ولكم فى القصاص حياه .... حياه يا زين ..مش موت ... أنت أخدت بتارك ... أرجع للحياه .
ظل زين ينظر إلى سفيان لبعض الوقت يفكر فى كل كلمه قالها صديقه ... ولم يتكلم سفيان مره أخرى ترك المجال لصديقه يفكر فى كلماته ويحللها
وبعد عدة دقائق قال
- أنا ممكن أسافر يومين ؟
لينظر له سفيان بشك .
ليبتسم الأخر وهو يقول
- مش هروح بعيد ... هروح أقعد يومين مع اخو المدام
ليضحك سفيان بصوت عالى ليندهش الواقف أمامه ليقول من بين ضحكاته
- أخو المدام .... أنا كنت هموته ... بس يلا نفد من أيدى
ليزداد اندهاش زين و هو يقول
- تقتله ليه
لينظر له بشر وهو يقول
- علشان واخدلى حجة أنها أخته وبيقرب منها براحته ... تخيل بقا إللى يجيب سريتها على لسانه هعمل فيه أيه
ليصل إليه تهديد سفيان واضح وصريح ليتنحنح فى خوف وهو. يقول
- اااا اقصد هروح أقعد مع أيمن يومين .
ليربت سفيان على كتفه وهو يقول
- مفيش مشكله ... بس مطولش علشان أنا الفتره الجايه مشغول شويه .
ليهز زين رأسه بنعم .
كانت تقف فى غرفته بعد أن طلبت منها زوجة عمها جمع الملابس التى تحتاج إلى غسيل
كانت تدور بداخل الغرفه وكأنها لأول مره تراها .... ولكن عدم. وجوده رغم عدم رأيته لها يجعلها تتفقد كل مكان بأريحية ... هى تعلم أنه سوف يخرج من الحمام فى أى لحظه ... ولكن تلك اللحظات المسروقة فى غرفته بمفردها لهى كنز بالنسبه لها ....
خرج من الحمام يشعر بانتعاش حقيقى .... ولكنه وقف فى مكانه وهو يشتم رائحتها فى المكان ... وكلما اقترب من غرفته تزداد رائحتها قوه ليدق قلبه بعنف داخل صدره وقف عند باب الغرفه لا يعلم هل رأته ام لا ولكنه يشعر بها تتحرك فى الغرفه بأريحية ... وأيضاً يستمع لأصوات فتح الإدراج وإغلاقها فقال بمرح
- دى حمله تفتيشيه تفقديه لأحوال الرعيه .
لتشهق بصوت عالى ليضحك هو بقوه لتقول
بغضب مصتنع
- مش تكح .. خضتنى .
ليرفع حاجبه قائلاً
- على فكره أنتِ فى اوضتى ... يعنى المفروض أنا إللى أقولك بتعملى أيه هنا فى اوضتى .. وبتفتشى على أيه
لتشهق مره أخرى وهى تقول
- وعرفت منين أنى .....
لتصمت وهى تضع يدها على فمها ... تسكت باقى
كلماتها التى تكشف فعلتها
ليقترب هو بهدوء وقال
- فتشى براحتك يا زهره اوضتى ملكك ... لأنى أنا نفسى ملكك .
ليصمت لثوانى كانت هى تنظر إليه بحب حقيقى ليكمل
- تعرفى ساعات بفكر أكتبلك صك لملكيتك ليا .... علشان أكون عبدك بجد .... بالقانون والأعراف.... لأن فى ملكيتك ليا حياه .... تعرفى ساعات كتير بحس أنى نفسى أعمل حاجات كتير .. بس عمايا مكتفنى .
لتضرب صدره بقوه ليتأوه وهو يقول
- حرام عليكى إيدك تقيله .. ده أنا بقولك كلام حلو .. تضربينى ليه
لتقول بعد أن ضربته مره أخرى
- علشان بتقول عمايا ... يا صهيب أنت بتشوف بقلبك وإللى بيشوف بقلبه ده بيكون أقوى وأجمل وأصدق حد فى الدنيا ... العين بتخدع لكن القلب لأ .
صمتت لثوانى ثم قالت
- وبعدين أيه صك الملكيه ده ... أولا أنا مش محتاجاه فى حاجه لأنك ملكى بدون نقاش ... بس ملكى وأنت ملك على قلبى وعقلى وروحى .
ثم أمسكت يديه لتقبلها بحب وهى تقول بمشاغبه
- نفسى اخبى أيدك دى .. البنات بيموتوا على الأيدين إللى زى إيدك كده .... العروق بتعمل شغل عالى اووى يا صهيب
ليقطب جبينه وهو يضرب رأسها بيده الأخرى قائلاً
- يا فصيله ... عروق أيه وايد أيه .. أنتِ هبله يا حبيبتى
لتصمت تماماً ... تستمتع بوقع تلك الكلمه بصوته ومن شفتيه ... عضت شفتها وهى تغمض عينيها بحالميه
ليقول لها بصوت هامس
- مالك يا مجنونه سكتى فجأه ليه .
لتقول هى الأخرى بصوت هامس بسبب احساسها به الأن
- هو أنا بجد حبيبتك يا صهيب .
ليقول سريعاً وبتأكيد
- طبعاً حبيبتى
لتقترب منه وهى تضم يده إلى صدرها قائله
- قولها كتير .... أفضل قولها لحد ما اصدقها ... وأعتقد أن عمرى ما هصدقها .
-كانت جالسه فى مكانها المعتاد حين استمعت لطرقات سريعه على الباب وقفت سريعاً وهى تعدل من طرحة إسدالها فتحت الباب لتجد خديجه تقف أمامها وهى تبكى ..فقالت سريعاً
- مالك يا خديجه فى أيه
لتجيبها خديجه سريعاً وهى تسحبها من يدها لتصعد معها إلى شقتها
- مريم سخنه مولعه ولا كمدات نافعه ولا خافض الحراره ومش عارفه أعمل أيه
صعدت معها سريعاً ودلفت إلى الشقه وهى تقول
- جهزى البانيو بمايه فاتره بسرعه
ودخلت إلى غرفة مريم وحملتها لتضعها فى الماء
لتشهق بصوت عالى ... نظرت مريم إلى خديجه قائله
- أتصلى بعادل بسرعه خليه يجيب الدكتور
حضر عادل سريعاً ومعه الطبيب فى نفس الوقت التى غيرت مريم وخديجه ملابس مريم الصغيره
وقفت مريم فى الخارج تتطلع إلى شقة خديجه هى لأول مره تصعد إلى هنا وأول مره ترى شقتها المجهزة شعرت بغصه بحلقها ولكنها تغاضت عنها سريعاً كان عادل ينظر إليها وإلى نظراتها إلى شقة خديجه ألمه قلبه عليها وقد أتخذ قرار كان يؤجله منذ مده
استمعوا إلى كلمات الطبيب الذى قال
- كان تصرف سليم أنكم خليتوا جسمها كله فى المايه
لينظر عادل لمريم بفخر
فأكمل الطبيب كلماته
- كانت بدايه حمه ... الأدوية دى تلتزموا بمواعيدها وان شاء الله خلال يومين هتتحسن
خرج الطبيب وعاد عادل إلى الداخل وجلس بجانب ابنته وقبل أعلى رأسها .
نظرت خديجه إلى مريم وقالت
- شكرا يا مريم .. مش عارفه من غيرك كنت هعمل أيه
لتربت مريم على كتفها وهى تقول
- مريم بنتى ..... ربنا يشفيها و يعافيها ... بس
لينتبه عادل لها بكل تركيزه حين قالت خديجه
- بس أيه .
لتقول مريم بخوف
- ممكن أبقا أطلع أطمن عليها .
ليتحفز عادل لرد خديجه حين ابتسمت وقالت
- أكيد طبعاً تشرفى فى أى وقت .
لتبتسم مريم بسعاده وغادرت سريعاً
كاد عادل أن يذهب خلفها ولكنه لم يتحمل ترك مريم الصغيره .... ليؤجل حديثه قليلاً ... ولكنه لابد من تلك المفاجئه المؤجله .
الفصل الثالث عشر
كانت بداخل مكتبه تشرف على تنظيفه .. فى عاده لها منذ سافر حتى إذا عاد وجد مكتبه نظيفاً مرتبا كانت تمسك بيدها دفترها الصغير تدون به بعض الأشياء حين شعرت بأن الفراش توقف عن العمل لترفع رأسها عن مفكرتها لتجد ذلك الطويل الضخم يقف عند الباب
شعرت بالغباء وهى تقول
- هو الأسبوعين مرو بسرعه كده
ليشير إلى العامل بالانصراف وعلى وجه إبتسامة إنتصار ثم تقدم بهدوء ليقف أمامها . وقال
- صباح الخير يا شاويش ملك .
ظلت تنظر إليه قليلاً ثم اخفضت بصرها وقالت
- صباح الخير يا فندم .. حمد لله على السلامه
ليقول وهو على نفس ابتسامته
الله يسلمك .
ثم انحنى قليلاً للأمام وقال
- استعدى للشقاء إللى بجد ... يا ملك هانم
وتركها واقفه مكانها لا تفهم ماذا يعنى
جلس مكانه وهو يقول بصدق
- برافوا عليكى المكتب بجد نضيف جداً ..
ثم نظر إليها بنظرات لم تفهمها وهو يقول
- شكراً على إهتمامك يا ملك .
لتجيبه بعمليه اغاظته
- ده شغلى يا فندم .
ليرفع حاجبه قائلاً
- عايز تقرير شفوى عن كل إللى حصل فى فترة غيابى .. على ما اجتمع مع رؤساء الأقسام
لتنظر له ببلاهه جعلته يريد وبشده أن يضحك وبصوت عالى .
واقفه أمام باب غرفته متردده ... لا تعلم ماذا عليها أن تقول .. لقد أجلت السنه الأخيره لها بسب عدم دخولها الإمتحان بعد كل ما حدث معها .. ولكنها تريد حقاً أن تتقرب منه تريد أن تسعده وجلوسها هكذا يجعل من عقلها يعمل بكل الاحتمالات السيئه .. هى فقط لا تريد شىء سوى أدواتها الخاصه بالرسم الموجوده فى قصر والدها .. هى لم تحضرها معها وقت زواجها بسفيان خوفاً منه ... فهى لم تكن تعلم أى حياه ستعيشها فى بيته
طرقت الباب بهدوء يسمح لها بالدخول .
كان جالسا على طرف السرير ... يضع اللاصقه الطبيه على مكان جرحه حين استمع لطرقتها الخافته على الباب ليشعر بالضيق مازالت هناك حواجز بداخلها
سمح لها بالدخول ..لتقف تنظر له وحين لاحظت ما يفعله اندفعت تمسك بيده تبعدها عن الجرح .. وامسكت اللاصقه الطبيه ووضعتها بحرص وبهدوء على جرحه
كان يتابعها بعينه وكم ارتعش كل جسده على أثر لمستها ليده ... لهفتها خوفها عليه .. اهتمامها به .. كل ذلك يعطيه الأمل فى وصال قريب .. ولكن خجلها .. وجرحها القديم فى كبريائها مازال ينبض بألم كبير .. يمنعها من الاستمتاع بحبه وقربه .
انتهت مما تفعل لتنظر إليه بلوم وهى تقول
- منادتش عليا ليه .
ليبتسم لها وهو يقول بحب ويده تلتف حول خصرها
- كنت فاكرك نايمه مرتدش اقلقك ... بس بما أنك هنا فلازم أصبح عليكى
ويقربها منه أكثر ويجذبها للأسفل ... لتجلس على ركبتيها أمامه .... فيحنى رأسه إليها ويأخذ شامته المحببه فى قبله طويله قبله بث فيها كل شوقه وحبه .. قبله متطلبه طويله
كانت مأخوذه بقبلته .. بحنانه ..وحبه واحتوائه .. شعرت أنها تطير فوق السحاب
أبتعد عنها لاحتياجهم للهواء نظر لها بحب جارف وقال
- صباحك حب وعشق ... صباحك ود ... صباحك ورد وفل وياسمين .
كانت تشعر بفقر كلماتها .. هى لا تستطيع أن تجاريه فى كلمات الغزل الذى يمطرها بها ساعدها لتقف ووقف أمامها ينظر إليها بسعاده وقال
- النهارده هرجع بدرى ... ونطلع نتعشى سوى أيه رأيك
لتهز رأسها بنعم ... أبتعد عنها حتى يكمل ارتداء ملابسه فتحركت خلفه تساعده
جلس على الكرسى ليرتدى حذائه فجثت على ركبتيها لتساعده فى ارتدائها وهى تقول بخجل
- كنت عايزه أطلب منك حاجه .
ليمد يده ويوقفها على قدميها ويدفعها برفق لتتحرك إلى الخلف وهو معها ينظر إلى عينيها حتى وصلت إلى السرير اجلسها عليه برفق ثم جلس على ركبتيه أمامها وقال
- كده أطلبى كل إللى أنتِ عايزاه .
لتنظر له بحب رآه بداخل عينيها أسعده جداً وود لو أخذها الأن إلى أحضان شوقه الجارف
ظلت صامته تنظر إليه فقال هو
- مقولتليش حبيبتى كانت عايزه أيه
لتخفض بصرها وهى تقول بصوت خفيض
ليقول هو سريعاً وباندهاش
- أدوات رسم
لتقول سريعاً ظناً منها أنه سيرفض
- أنا مش هشترى جديد .. أنا بس عايزه أروح أجيبهم من القصر .
لينظر لها باندهاش أكبر قائلاً
- هو أنتِ مكنتيش جبتيهم معاكى .
لتهز رأسها بلا
ليسألها
- ليه ؟
لتحنى رأسها قليلاً وهى تقول
- مكنتش عارفه حياتى هنا هتكون أيه .. وممكن أنت تكون مش بتحب الرسم ..و متحبش أرسم فى بيتك .
صمتت قليلاً وهو ينظر لها بتمعن ... وبألم كم ألمه قلبه عليها كيف لم يلاحظ أنها من وقت زواجهم هى لم ترسم لم يرى بيدها ورقه وقلم .. كيف لم ينتبه وهو يعلم جيداً مدى حبها للرسم ليفيق من أفكاره على صوتها الهامس
- أصلا .أنت مكنتش مهتم بالى أنا بعمله ...
رفعت عينيها إليه وهى تقول
- ممكن أروح أجيبهم .
ظل ينظر إليها طويلاً ثم قال
- حاضر من عيونى ... مهيره تؤمر وأنا أنفذ وفوراً .. بس ممكن نروح بليل لما أرجع .
لتهز رأسها بنعم ثم قالت
- شكراً
ليقبل يديها بحب ثم وقف على قدميه وقال
- يلا سلام علشان الحق أرجع بدرى .
وخرج سريعاً وهو يرتب الأفكار برأسه حتى يسعدها حقاً
كانت تتحدث معه فى الهاتف حين استمعت لصوت أواب المتذمر يطالب بالحديث معها
ضحكت بصوت عالى وهى تقول
- حبيبى زعلان ليه خليه يكلمنى يا حذيفه
ليقول بصوت عالى أسكت ذلك الصغير وجعلها تنتبه بكل حواسها
- حبيب مين ده أنتِ مقولتهاليش ولا مره ... أنا بس إللى حبيبك
وقبل أن تضحك وجدت أواب الذى سحب الهاتف من والده وقال
- سيبك من بابا ... قوليلى .. هنعمل إللى اتفقنا عليه أمتى
لتبتسم وهى تقول
- يوم الجمعه أيه رأيك
ليقول بفرح
- اوكى
وأعطى الهاتف لحذيفه وعاد إلى غرفته سريعاً
كان ينظر إلى ابنه بحيره وقال
- هو أنتِ وابنى متفقين على أيه
لتضحك بصوتها الذى يخطف قلبه وهى تقول
- يوم الجمعه هنروح الملاهى
ليقول باندهاش
- ملاهى أيه ... مين إللى هيروح الملاهى .
لتجيبه ببرائه
- أحنى
ليشعر بمرحها ينتقل إليه فقال
- موافق بس بشرط ندخل بيت الرعب
لتضحك وهى تقول
- أغراضك خبيثه أنا عارفه بس أنا موافقه جداً
كانت جالسه على كرسيها الوثير تفكر ولأول مره فى حالها من يوم زواجها من عادل .. هى حقا لم تطمع يوماً فى أى شىء بالحياه سوى قرب عادل .. وحب وأمان ابنتها
لماذا إذاً شعرت بذلك الشعور ... فهى من يوم زواجها من راجى ولم يعد يفرق معها على ماذا تجلس او على أى شىء تسير ... وأين تنام على ريش نعام او تنام على الأرض الصلبه ... ولكنها الأن تتمنى أن تعيش حياتها مع عادل كامله ... تنهدت بصوت عالى ثم نظرت إلى شقتها الصغيره وابتسمت كم تعشق تلك القطع .. كل قطعه أثاث أتى بها عادل على زوقه الذى يعرف جيداً أنه زوقها
تلك الأريكة و ذلك الكرسى ... تلك الطاوله وهذه السجاده الناعمه ..... حتى ألوان الستائر والحوائط .. وإذا خيرها أحدهم بين بقائها بجوار عادل أو القصور تختار عادل بكل تعقيدات حياته ... حتى بوجود خديجه وأولاده
شعرت ببعض الدوار.. وألم قوى فى معدتها
ولكنها تغالبت عليه ووقفت تستند على الأثاث حتى وصلت إلى سريرها تمددت عليه وذهبت فى نوم عميق
كان يجلس بجوار ابنته يتفقد حرارتها من وقت لأخر
وكانت خديجه تقف بالمطبخ تحضر وجبه غداء خفيف من أجل مريم .. وأيضاً اطعمت التؤام وذهبا إلى غرفتهما
وضعت طعام عادل على صينيه كبيره ودلفت إلى الغرفه تنظر إليه بحب حقيقى ... يزداد مع كل محاولاته لأرضاها ... لكلماته الناعمه الذى يمطرها بها ... تشعر كم هى أنانيه أحياناً .. فهى دائما تشعره بالذنب .. حين يذهب لمريم ولكن ماذا تفعل لذلك القلب الذى يعشقه ويشعر بالغيره الحارقه
فاليوم هو يوم مريم .. ولكنها لم تتكلم وتسأله وهو لم يلمح أنه سيذهب إليها ... هل تسأله ام تصمت
جلست بجواره وربتت على ركبته قائله
- ان شاء الله هتبقى كويسه
نظر لها وابتسم إبتسامه مطمئنه وقال
- ان شاء الله .... ربنا يطمنا عليها
أشارت إلى الطاوله الصغيره التى وضعت عليها صنيه الطعام وقالت
- قوم كلك لقمه ... أنت من ساعه ما جيت من الشغل وأنت قاعد جمبها
ليبتسم لها وهو يقول
- دى حته من روحى ... بنتى وحته من قلبى .... وإللى يوجعها يدبحنى
لتسأله بصوت منخفض
- بتحبها اووى كده علشان هى بنتك .. ولا علشان على أسمها
لينظر لها باندهاش وقال
- أيه إللى أنتِ بتقوليه ده يا خديجه ... مريم بنتى حته من قلبى ... بحبها وبحب أخواتها .... كلهم عندى واحد ... و كل حياتى
لتبتسم له بحب وعينها تتجمع بها الدموع
- أفضل قولى كده كتير يا عادل ... أنا عارفه أن ليا مكان فى قلبك .... وانى غاليه عندك .. بس أنا أنانيه فى حبك ... ونفسى أبقا أنا بس إللى فى قلبك ... بس ده صعب جداً أنا عارفه ... بس أفضل طمنى ديماً أرجوك
ليمسك يدها وقبلها بحب وهو يقول
- مش محتاجه ترجونى يا خديجه .. أنتِ مراتى و حبيبتى ومكانك فى قلبى كبير ... وليكى مكانه خاصه جداً ... أوعى تقولى الكلام ده تانى ... ولو على المراضيه والكلام الحلو ..والغزل ... فانا بموووت واعاكسك
لتضحك بحب ثم قالت
- طيب يلا قوم كل لقمه ... وأنزل لمريم
ليقول بهدوء
- لأ أنا هفضل هنا النهارده ... علشان لو حصل حاجه تانيه لمريم أكون موجود .
لتقول بصوت خفيض
- طيب مريم مش هتزعل
ليبتسم وهو يضرب أنفها بأصبعه
- لا مش هتزعل هى هتفهم ده ... وممكن ابقا أنزل أطل عليها
الفصل الرابع عشر
كانت جالسه بجواره فى سيارته الحديثه ... وهو ينطلق فى طريقه إلى المفاجئة الذى قام بتحضيرها من أجلها بعد مناقشات طويله مع صهيب .
كانت تنظر إلى الطريق تحاول أن تخمن إلى أين سيذهب بها ... ولكن الطريق صحراوى تماما نظرت إليه وهى تقول بوجه طفولى
- جواد احنى رايحين فين ؟
لينظر لها بطرف عينيه دون أن يجيبها
لتجعد انفها وتذم شفتيها ... فيضحك بصوت عالى على مظهرها الطفولى ... فمد يده ليمسك وجنتها بأصبعيه السبابه والأبهام وهو يقول
- الفضول قتل القطه ... أصبرى يا قطه .
لتلوى فمها وهى تنفخ الهواء بغيظ
ليضحك هو مره أخرى بصوت عالى
كانت تقف بداخل محل للملابس الرجاليه .. تنظر إلى جميع الموديلات بحيره ... حتى وجدت تلك الكنزه الحمراء
اقتربت لتمسكها حين اقترب الشاب الذى يعمل فى المحل سائلاً
- تحت أمرك يا آنسه .
لتنظر له ثم إلى الكنزه وهى تقول
- ده مقاس «...»
لينظر إلى تكيت الكنزه وهو يقول
- ايوه يا فندم
لتبتسم بسعاده وهى تقول
- هخدها بس ممكن تلفهالى هديه
ليهز رأسه بنعم وهو يتحرك لينفذ أمرها
خرجت من المحل سعيده بأول هداياها ... لتدخل لمحل آخر وآخر وآخر .حتى أنتهت من كل ما تريد شراءه
أتصلت على والدها لينفذ الجزء الخاص به من الأتفاق ... وهو أن يتصل بصهيب ويطلب منه المجئ إليه لأمر عاجل ... فيوصله والده الذى يعلم بأمر الخطه
كانت تعمل بكل جهد .. تعلم أنه لن يتسطيع لروأية كل هذا ولكنها ستنفذ ما تريد بطريقه تجعله يشعر بكل شىء
وضعت البالونات على الأرض بكميه كبيره جداً ... وأيضاً علقتها بالسقف بشكل متدلى تصل لقمة رأسه .... ووضعت اشرطه ملونه كثيره وعلقتها على النوافذ حتى يسمع صوتها مع تحريك الهواء لها ... وضعت الأستريوا بمكان مناسب واوصلته بهاتفها
جعلت زوجة عمها تتصل بعمها وتلك هى الأشاره حتى يعودا ... وضعت قالب الحلوى ... وزجاجات المياه الغازيه ... ووضعت الشموع ووقفت تنتظر قدومه
وقفت زوجة عمها أمامها تبتسم فى سعاده ... ثم اقتربت منها لتقبل جبينها ثم قالت
- أنا مش عارفه أشكرك إزاى يا بنتى .... ربنا يكرمك ويسعدك زى ما بتسعدى ابنى بكل طريقه
لتقبل يدها بأحترام وهى تقول
- حضرتك مش محتاجه تشكرينى .... صهيب عندى أغلى من كل الدنيا ... وأتمنى رضاه وسعادته منايا وهدفى .
قبل أن تجيبها زوجة عمها سمعا صوت طرقات على الباب
لتبتسم زوجة عمها وهى تقول
- أنا هدخل اوضتى .
ثم ربتت على كتفها وغادرت لتتوجه إلى الباب
قبل ذلك بلحظات
كان يصعد السلم بجوار والده وحين وصلا إلى الباب ليقول والده
- معقول كده نسيت المفاتيح تحت ...
وضع يده على كتف ابنه وقال
- خبط أنت وأنا هنزل أجيبهم بسرعه
وغادر سريعاً
كان يشعر بالغرابه .. فعمه طلبه لشئ سخيف لا معنى له . ووالده كيف يترك المفاتيح فى السياره ... ولكنه لم يبالى وطرق الباب وبعد عدة ثوانى فتح ولم يستمع لصوت أمه المرحب به .. ولكنه تنفس عطرها ليقول بهمس
- زهره
ابتسمت دون أن تجييه ولكنها انحنت أمامه تخلع عنه حذائه فنهرها قائلاً
- زهره أنتِ بتعملى أيه
لتجيبه بصوتها العذب ..
- ثوانى بس
خلعت حذائه وجوربيه ثم وقفت من جديد أمامه وهى تمسك يده وتقول
- تعالى معايا ومن غير أسئله
أبتسم إبتسامه صغيره هو يحب جنانها وشقاوتها ..يحب جميع مواقفها معه
بدأت قدمه تلامس البالونات ليقطب جبينه بانتباه .. بلونه تلامس قدمه اليسرى وأخرى تلمس قمة رأسه .. وأخرى تلامس قدمه اليمنى ..ويسمع صوت الأشرطة الملونه تتحرك بقوه ... خطوه أخرى ... واستمع إلى غنوة عيد الميلاد .
ليقف مكانه وعلى وجه معالم السعاده ترتسم على جميع ملامحه .
رفع يدها الممسكه بيده وقربها من فمه ليقبلها عدة قبلات وهو يقول
- تعبتِ نفسك اووى يا زهره ... بس بجد فرحتينى جداً ... أنتِ بجد نعمه كبيره ... وفضل ورضا من الله .... أنا بحبك بحبك جداً .
لتقبل يده هى الأخرى وهى تقول
- وأنا كمان بحبك جداً .. بس خلى الحب على جمب دلوقتى وتعالى نطفى الشمع .... لتقف والدته بجواره قائله
- كل سنه وأنت طيب يا حبيبى
ليقبل أعلى رأسها ثم يديها وهو يقول
-وأنتِ طيبه يا أمى .. ربنا يباركلى فى عمرك .
ويربت والده على كتفه قائلاً
- يارب العمر كله سعاده وهنا يا صهيب
ليقبل رأس والده بأحترام وقال
- ربنا يخليك يا بابا
أقتربت زهره وبيدها عدة حقائب للهدايا و أمسكت يده ليبتسم وهو يقول
- أحلى مفاجأه ... شكراً يا زهره
لتحرك الحقائب التى بيدها وهى تقول
- اطفى الشمع بعد ما تتمنى أمنيه علشان تاخد الهدايا بتاعتك .
ليقول باندهاش
- هدايا
لتبتسم وهى تقول
- ايوه ... ويلا بقا أتمنى أمنيه
ليغمض عينيه لثوانى ثم فتحها وقال
- فين الشمع بقا .
لتمسك الكعكة أمامه قائله
- قدامك
أطفئ الشمعه بسرعه ومد يده قائلاً
- هاتى بقى
لتمسك يده فيقبلها وهو يقول
- الله أحلى هديه
لتضحك بصوت عالى ثم قالت
- ههديك بإيدى ليه ما هى أصلاً بتاعتك .. و صاحبتها ملكك .
اجلسته على كرسى طاولة الطعام وجثت أمامه على ركبتيها قائله
- أول هديه ..
واخرجت الكنزه الحمراء
ليمسكها ويمرر يده عليها مبتسم ورفع حاجبه حين قالت
- لونها أحمر .
ثم أخرجت الهديا الثانيه ليمسكها يين يديه ليجدها ساعه رجاليه فزادت ابتسامته
واخرجت الهديه الثالثه ووضعتها بين يديه .... ليجدها مجموعه من الجوارب من الخامه الذى يحب
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- مجنونه والله
لتبتسم بمرح وقالت
- مجنونه بيك
ثم وضعت فى يده الهديه الرابعه
ليجدها علبه صغيره فتحها ليتلمسها بيده وأبتسم وهو يضعها بقرب أنفه ليتعرف على رائحة عطره
لم يعلق وهى أيضاً كانت تتابع حركه أصابعه على الزجاجه ثم إغماض عينيه
أمسكت الهديه الخامسه ووضعتها فى يديه
ليستشعر خامتها بيده وهو يقول بمرح وسعاده
- وأخيراً لقينا البنطلون .
لتقول هى بشقاوه
- تفتكر أسيبك تمشى من غير بنطلون يعنى .
ليضحك بصوت عالى وهو يضرب جانب رأسها قائلاً
- يا مجنونه
لتضع فى يده الهديه الأخيره
ليجدها علبه كرتونيه تحسس جوانبها ثم فتحها ليتحسس ما بداخلها ليضحك بصوت عالى مره بعد مره
كانت تتابع تعابير وجهه المحتاره ثم تعابير اكتشافه لهوية الهديه من صدمه ودهشه لضحكته العاليه التى تخطف أنفاسها حتى فاقت على كلماته الضاحكه المشاكسه
- أقسم بالله مجنونه .. كوتشى كوتشى يا مجنونه
لتضحك هى الأخرى وهى تجيب
- ايوه علشان كده أكون كونتلك طقم كامل على زوقى ... ثم اوقفته على قدميه وهى تقول
- ودلوقتى اتفضل أدخل ألبسهم علشان أنا عزماك على العشا .
ليظل واقف فى مكانه صامت لعدة ثوانى كانت خلالها تتأمله بشغف .حتى اقترب منها خطوه وضمها بقوه وقبل جبينها بحب ... وقال
- ربنا ما يحرمنى منك يا زهره .. ويقدرنى أقدر أحبك وأسعدك ولو بشئ بسيط من كل الحاجات إللى أنتِ بتعمليها علشان تسعدينى .
لتضع يدها على وجنته وهى تقول
- وجودك بس جمبى و معايا هو ده إللى أنا بتمناه ... ومش عايزه غيره .
كانت تستعد للذهاب مع سفيان إلى العشاء لقد أتصل بها يطلب منها الإستعداد تريد أن تبدو جميله منه أجله هو .. هو يستحق الأفضل ... وهى مؤكد ليست الأفضل لكنه يقول عكس ذلك ... دائماً ترى فى عينيه نظرات الإعجاب ... ونظرات الأهتمام دائما تحاوطها .... كانت دائماً السيده نوال تخبرها أنها مميزه لدى سفيان ... وان حبها بقلبه كبير لا يوصف ولكن دائماً تشعر بالخوف .... تشعر أنه سيأتى يوم ويشعر كم هى لا تليق به ... يشعر أنه بحاجه لأخرى كامله لا نقص فيها ولا عيب
افاقت من أفكارها على صوت هاتفها
لتبتسم وهى ترى أسم أخيها ينير شاشة هاتفها
لتجيبه قائله
- حبيبى وحشتنى جداً .
ليبتسم وهو يقول
- وأنتِ كمان يا حبيبتى والله ... أكيد فى أقرب فرصه هجيلك ... وأنتِ أكيد لازم تجيلى بيتى ولا مش عايزه تشوفيه
كلمات بسيطه لا خطئ فيها جعلت تلك الواقفه أمامه تحمر خجلاً ... وتنظر له بزدراء لم تستطع أن تداريه ليجد نفسه يضحك بصوت عالى على تلك اللوحه الفنيه الرائعه التى أمامه لينتبه لصوت أخته وهى تقول
- أنا قولت أيه يضحك ... أنا بقولك خايفه أنت تضحك
ليعتذر منها وهو يقول
- أنا آسف يا حبيبتى ...أنا مضحكتش على كلامك أصلى أفتكرت حاجه كده .. آسف يا قلبى ....وبعدين هو أنتِ فى منك ... أنتِ بجد رووعه فى كل حاجه ... شكلاً وروحا وأخلاق ... يا حياتى أنتِ مفيش منك .. وكل إللى فى دماغك ده ... وهم ...وهم فى دماغك أنتِ بس ... خديها من أنا راجل وافهم فى المواضيع دى جداً .
ليزداد انعقاد حاجبى الواقفه ولا تعلم لماذا طلب منها الأنتظار ... هل لتسمعه يتباها بعلاقاته النسائيه أمامها
اتسعت عيناها بصدمه وهى تسمعه يكمل
- وبعدين سفيان بيحبك جداً .. وبيتمنى رضاكى .. تعرفى أنا لو مكنتش اتأكدت من ده بنفسى مكنتش سبتك ليه ابداً .
كانت تريد أن تضربه على رأسه الأن بشئ قوى ... حتى ترى لون دمائه .... مؤكد ليس لديه دماء من الأساس
كاد أن يضحك مره أخرى .. ولكنه لم يرضى أغضاب أخته القلقه .
فابتسم لأخته التى تشعر بخوف عظيم وقال
- عيشى يا مهيره عيشى واتبسطى حبيه بكل قلبك .... سيبى نفسك وخليه يطير بيكى على سحاب الحب .... شيلى من دماغك كل إللى مخوفك لأنه مش فى دماغوا أصلاً ولا بيفكر فيه وأنا اتأكدت من ده بنفسى .
كادت أن تتحرك لتخرج من هذه الغرفه لم تعد تستطيع سماع ما يقوله ... أنه ليس برجل .. أنه حيوان على هيئه بشريه لاحظ أنها وصلت إلى حد الانفجار فقرر إنهاء ذلك حتى تهدء
فناداها لتقف قائلاً
- لحظه يا ملك .
لتقف مكانها تلعنه وتسبه
وعاد هو يكمل كلماته الأخيره مع أخته قائلاً
- خلاص يا حبيبتى ... النهارده سيبى نفسك وعيشى كل لحظه مع جوزك .. فرحيه وافرحى معاه وأنا هبقا أكلمك تانى أطمن عليكى
أنهى الأتصال ونظر إليها وهو يقول
- هو مش أنا قولتلك تقفى على مخلص المكالمه كنتى رايحه فين حضرتك .
لتكتف ذراعيها أمامها وهى تقول
- صحيح أنا سكرتيرة حضرتك بس ده مش معناه أقف أسمع الكلام الفارغ إللى كان بيحصل ده
لينظر لها بغضب... ولكن من داخله سعيد سعيد وبشده و وقف ليتحرك ويقف أمامها قائلاً
- أنتِ بتقولى أيه يا آنسه ... أنتِ ناسيه أنك مجرد سكرتيره عندى ملكيش أى حق ... كل إللى عليكى أنك تسمعى كلامى وتنفذيه ...فبأى حق تتكلمى عن تصرفاتى يا هانم
لتنظر له بألم وعيونها تجتمع بها الدموع
- أنا صحيح فقيره بس مسمحش لحد يتكلم معايا كده حتى لو كان المدير بتاعى ... صحيح أنا بشتغل عندك بس أنا مش جاريه شريها من سوق النخاسه .... ولو حضرتك مش عايزنى أشتغل هنا أنا فوراً أقدم استقالتى
ظل ينظر إليها طويلاً ثم قال
- لأ ... متقدميش استقالتك لأنى هرفضها .. وأنا مش بقلل منك يا هانم ... بس كلامى يتسمع مفهوم
لتخفض رأسها وهى تقول بصوت هامس
- مفهوم
- اتفضلى على مكتبك ... وهاتيلى ملفات الصفقات الأخيره كلها
لتهز رأسها بنعم
وتحركت خطوتان لتقف مكانها مبهوته بما قاله
لتلتفت له باندهاش قائله
- حضرتك قولت أيه
لينظر إلى عينيها قائلاً
- أنا كنت بكلم أختى ... مهيره .
شهقت بصوت عالى وهى تضع يدها على فمها ليتقدم هو خطوه واحده وقال
- طبعاً أنتِ فكرتى فيا أنى شخص زباله وحقير وبتاع ستات ... لأ وكمان متجوزين وكمان بنصحها تعمل أيه مع جوزها المخدوع مش كده .
لتتكلم سريعاً قائله
- أنا آسفه .. والله
ليشير لها بيده أن تصمت وقال
- اتفضلى على مكتبك .. و حضريلى الحاجات إللى طلبتها .
و ألتفت ليعطيها ظهره قبل أن يضحك أمامها بصوت عالى
خرجت سريعاً وهى تلعن نفسها وتوبخها بشده .. وتلوم نفسها على ظنها السئ به
أما هو فجلس على مكتبه وهو يقول
- هو أنتِ لسه شفتى حاجه ده أنا هجننك قريب .... يا ... ملك هانم .
الفصل الخامس عشر.
كان يقف أسفل البنايه ينتظرها بكامل هيئته التى تخطف الأنفاس.
كانت تنزل الدرج بحظر تخشى أن تسقط من التوتر والقلق .. تحاول أن تنفذ تعليمات أخيها أن تترك نفسها اليوم دون خوف دون تذكر لعرجها دون أن تتذكر ذلك الرجل فائق الرجوله الذى ينتظرها بالأسفل ... أخذت نفس عميق قبل أن تخرج من باب البنايه لينتبه إليها سفيان فيعتدل فى وقفته وتظهر على وجهه إبتسامة سعاده .... حين وقعت عينه عليها ضرب قلبه بقوه يالها من ملكه فى رقيها وجمالها .... كانت تقترب منه بخجل وذلك الفستان بلون العسل ينساب حول جسدها ليزيدها جمالاً ورقه .... حتى وقفت أمامه ليمسك يدها ويقبلها بحب وهو يقول
- خطفتى قلبى .... رغم أنه ملك إيدك ..... أنتِ جميله اوووى يا مهيره ...
ثم أضاف بمرح
- ويارب النهارده يعدى على خير ونروح بيتنا بسلام ومانبتش فى القسم
لتضحك بصوت عالى ليكمل هو بعد أن فتح لها الباب
- اركبى اركبى بدل ما أعمل دلوقتى فعل فاضح فى الطريق العام .
كانت نائمه بجواره بعد أن استنفذت كل حيلها فى محاوله لمعرفة إلى أين يأخذها لكن بائت كلها بالفشل
توقف بالسياره فى المكان المخصص لها و ترجل منها .... وغاب لثوانى ثم عاد إليها .. وضع شريط اسود على عينيها استيقظت وهو يحاول ربط الشريط لتقول بصوت ناعس
- أيه ده يا جواد .... بتغمى عينيا ليه .
ليقول بصوت عابس .
- علشان أنتِ دلوقت مخطوفه
لتقول بشقاوه مماثله
- وياترى مين من العصابات الأجراميه إللى خطفنى .
ليجبيها متقمصاً شخصية سعيد صالح وهو يحملها بين ذراعيه
- عصابة اللهو الخفى .. يعنى قولى على نفسك يا رحمن يا رحيم .
وصل بها إلى المكان المنشود وانزلها لتقف على قدميها و وقف أمامها وهو يقول
-ّقبل ما أفك الشريط ... عايز أسمع منك كلمه واحده
لتهز رأسها قائله
- كلمة أيه .. أنا مش فاهمه حاجه .
ليمسك يدها ويقبلها قائلاً
- ممكن يجى يوم وتسامحينى .
لتقطب جبينها وهى تقول
- أسامحك .... أنا مش زعلانه منك
ليصمت لثوانى وهو يقول
- أنا بتكلم عن الموضوع القديم .
لتصمت هى الأخرى لعدة ثوانى شعر فيها أن عمر طويل مر حتى قالت
- أنا محتاجه أخد حقى .... محتاجه حقى يرجع ... محتاجه أرد الإيهانه يا جواد
ليمسك يدها وهو يقول
- استعدى لأول مفاجأه
كانت تقف بجانب أواب يأكلان الآيس كريم بنهم شديد كان حذيفه يتابعهم وكأنه فى رحله مع طفلين كانت جودى ملطخه انفها ووجنتيها ... وكأن ابنه نسخه مصغره منها .. وهو أيضاً وجهه ملطخ بالايس كريم ... ولكن تظهر على ملامحهم السعاده .
وقال
- أنا حاسس أنى معايا طفلين مش طفل واحد
لتجيبه جودى وهى تلتهم قطعه كبيره من الآيس كريم
- الآيس كريم ملوش سن الكبير والصغير بيحبه .. وبعدين أنا بقالى كتير مكلتوش
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- طيب اتفضلى خديه على الحمام واغسليله وشه واغسلى وشك أنتِ كمان
لتضحك وهى تقول لأواب
- يلا يا حبيبى .. لحسن بابا هيفضل يتريق علينا
كان أواب يريد أن يلعب كل الألعاب ... لا يخاف من المرتفعات او السرعه ... لا يخاف اى من اللعب المخيفه ... كان يستمتع بكل الألعاب ويصرخ بسعادة فى حين كان حذيفه يشعر بالخوف .. وقلبه يسقط أرضا من الخوف وكانت جودى تتابعهم بسعاده ... وكانت دائماً تسخر من حذيفه بسب خوفه
انتهوا من جميع الألعاب تقريباً ... وجلسا فى مكان لتناول الطعام كان حذيفه سعيد حقاً مد يده ليمسك بيد جودى المستريحه على الطاوله وقال
- أنا عمرى ماعشت يوم زى ده ... حسيت أنى رجعت طفل صغير
لتضحك هى الأخرى وتقول
- وأنا كمان اللعب مع الأطفال يخلينا نرجع أطفال كمان لا هموم ولا مشاكل .. هو سعاده وفرح و لعب وبس .
نظر إلى أواب المنشغل فى طعامه وقال وهو يغمز لها
- هندخل بيت الرعب
لتنظر له بمشاغبه وهى تقول بصوت عالى
- بيت الرعب ... أنا بحبه جداً .
لينظر لها أواب بسعاده وقال
- بيت الرعب هااااا
لينظر لها حذيفه بشر لتضحك هى بصوت عالى
جلس أواب فى المنتصف بينهم فى العربه المخصصه لبيت الرعب
وكان حذيفه يشعر بالغيظ من تصرفاتها معه
ولكن حين بدأت السياره بالدخول إلى بيت الرعب شعر لتشبثها بيديه
ليجلس أواب على قدميه ... ويحاوطها بذراعه فخبأت وجهها فى كتفه ليبتسم هو بسعاده وقبل أعلى رأسها .
كانت تسير معه صامته تماماً وتركته يقودها إلى المكان الذى يريد ... فهى لا ترى شىء وهو يريد مفاجئتها
وقف لتقف هى الأخرى وقالت
- ها ينفع أشيل الشريط ده بقا .
ليضع يده علي عينيها وهو يقول
- أنتِ طلبتى تنتقمى مش كده ... عايزه تخدى حقك .... أنا مش عارف أيه إللى حصلك .. وأيه إللى أنتِ عانيتى منه هناك ... لكن الفرصه جتلك يا ميما .
ليرفع يده عن عينيها و أبتعد عنها خطوتان .لترفع يدها وتزيل ذلك الشريط عن عينيها
اغمضت عينيها لثوانى من الضوء القوى الموجود بتلك الغرفه التى تقف فيها حاولت فتح عينيها أكثر من مره حتى وضحت الرؤيه لتشهق بصوت عالى وهى ترى أمامها شخص مكبل بأغلال معلق فى السقف وهو يتدلى بالمقلوب كان ظهره لها فلم تتبين من هو ولكن صوت جواد جاء من خلف ذلك الجسد المتدلى وهو يقول
- إللى قدامك ده إللى كان عايز يدبح زمان ... إللى قدامك ده هو الماضى الأسود إللى مش عارفين نتخلص منه إللى قدامك ده الماضى فى أبشع صوره .. وجه وقت الإنتقام
كانت جالسه بجانبه فى السياره صامته تريد أن تكسر ذلك الصمت فقالت أول شىء ورد إلى ذهنها
- هنروح على فين
لينظر لها نظره خاطفه وهو يقول
- عرفت مكان تحفه ... وأكله جنان هنتعشا هناك ... وبعد كده محضرلك مفاجئه
لتهز رأسها بنعم وعادت لصمتها من جديد
وبعد عدج دقائق صدحت نغمه هاتف سفيان لينظر إلى الأسم الذى ظهر على الشاشه ليقطب جبينه وأجاب سريعاً
- أهلاً يا ماهر خير .
استمع إلى محدثه لثوانى ثم قال
- طيب تمام أنا جاى
أغلق الهاتف ثم نظر إليها وقال بأسف
- أنا لازم آمر على الشركه فى حاجه مهمه ... تحبى تيجى معايا .
لتخفض بصرها وهى تقول
- مفيش داعى ... وقفلى تاكسى يروحنى ... وأنت روح شوف شغلك .
لينظر لها لثوانى ثم عاد بنظره إلى الطريق وقال
- أنا مش هلغى الخروجه أنا بس محتاج أروح المكتب لأن فى عميل هناك .. هشوفه ونخرج على طول .
صمت لثانيه واحده ثم قال
- وبعدين منفسكيش تشوفى شركتى
لتهز رأسها بنعم ليبتسم بسعاده وأدار السياره ليتوجه للشركه .
وصل أمام الشركه ليقول لها
- يلا يا قمر
لتترجل من السياره بقلق وخوف ليمسك يدها بحنان وقبلها بتشجيع
وصعدا سوياً إلى غرفة مكتبه .. فتح الباب وأشار لها بالدخول ودخل خلفها ليراها تنظر إلى الأمام باندهاش وصمت .
لينظر لما تننظر إليه ليجد سيده بملابس أقل ما يقال عنها فاضحه جالسه على الكرسى المقابل لمكتبه .
رسم الجديه على ملامحه وأمسك بيد زوجته وتقدم الخطوات الفاصله بينهم وبينها ووقف أمامها وقال
- أهلاً وسهلاً أنا سفيان الحديدى .
ثم أشار لزوجته بحب وقال بأبتسامه عريضه
- ودى مهيره مراتى. ...
ثم أكمل مباشراً وهو يجلس مهيره على الكرسى المواجه لتلك السيدة الغريبه
- ماهر قالى أن حضرتك عايزانى ضرورى خير
لتتكلم تلك السيدة بعنجهيه
- أنا روان الشامى .. سيدة أعمال .. وعايزه جارد وعرفت أن شركتكم ليها سمعه كويسه
كانت نظراتها مثبته على سفيان وحركات عينيها ويدها تتسم بالأغواء ولكن بالنسبه لشخص كسفيان وجدها إنسانه رخيصه أبتسم لمهيره ابتسامته الخاصه ثم عاد بتركيزه إلى تلك الجالسه أمامه وقال
- تمام يا مدام روان .. قوليلى حضرتك عايزه كام جارد ... وأيه هى المهمه بالتحديد
لتقول له
- عايزه عشره .. بس مش فاهمه يعنى أيه المهمه دى
ليقول بنفاذ صبر
- يعنى أيه وجه الخطر إللى حضرتك بتواجهيه علشان أقدر أختار الجارد المناسب
كانت تتابعه جيداً ..وهو لم ينظر إلى تلك الجالسه أمامه نظرة إهتمام ولا نظرة رجل لأمرأه بل كان يتحدث معها وكأنه لا يراها
أنتبه على صوت روان وهى تقول
- عايزاهم ديكور يخوفوا أى حد يقرب منى .. عايزه كده الناس إللى تشوفنى تترعب وتعملى ألف حساب
ليظل سفيان ينظر إليها وهو يحاول تهدئة نفسه ولكنه لم يستطيع .. أن تلك الجالسه أمامه أخرته هو وحبيبته عن نزهتهم وعشائهم سوياً .... وليس هذا فقط بل تريد جاردات للتباهى والفشخره .
ضرب على سطح المكتب بقوه لينتفضا الجالستان أمامه ولكنه أراد إنهاء الأمر وبعدها يهتم بمهيره فقال بصوت جهورى
- حضرتك جايه سوق للعبيد .. علشان تاخدى عشر جاردات للفشخره ده على أساس أيه ... الجارد ده مهمته الحمايه والحفاظ على حياة العميل ... لكن مش للفشخره ولا أنهم يبقو حرس تشريفه .
شعرت روان بالإهانة لتقف على قدميها بتعالى وقالت
-أنت إزاى تتكلم معايا كده أنت مش عارف أنا مين .. وبعدين من الواضح أنك عمرك ما اتعاملت مع الطبقه الراقيه ... صحيح وهتعرفهم منين
ثم نظرت لمهيره باستعلاء وقالت
- طلاما متجوز واحده عارجه زى دى
ليضرب سطح المكتب من جديد وهو يتحرك ليقف أمامها قائلاً
- كلمه تانيه هنسى أنك واحده ست ... إللى أنتِ بتتكلمى عنها دى ملكه من ملوك المجتمع .... بس هى أنسانه حقيقيه ومتواضعه ... ومحترمه
قال الأخيره وهو يشير إلى جسدها العارى نسبياً .
ثم تحرك خطوه واحده وأمسك بيد مهيره لتقف بجانبه وقبل يدها بحب وإحترام ثم نظر إلى الأخرى بازدراء وقال
- طلبك مش عندنا ... وياريت متشرفيناش بتشريفك مره تانيه
وقبل يد مهيره مره أخرى لتنظر له بحب صادق وهو يقول
- يلا بينا يا حبيبتى أتأخرنا بما فيه الكفاية .
وغادرا مباشراً دون إلقاء نظره أخرى على تلك الواقفه تشتعل غضباً
وصل أمام الشركه لا يعلم لماذا طلب منه صديقه أن يحضر إلى هنا .... كان أنتظره أمام البيت او خرج هو باكراً... ترجل من السياره بطوله الفارع وجسده المتناسق... وتلك العيون الساحره التى تلفت الأنظار وقف أمام المصعد ينتظر حضوره حين استمع لنقر خطوات متعثره وكأنها طفله
لم يلتفت ولكنه شعر بأحد يقف بجانبه ومن الواضح أنه أقصر منه بكثير .
لم يلتفت ولم ينظر لها حين فتح باب المصعد دلف إلى الداخل ودخل أيضاً تلك القصيره الذى لم يرى وجهها حتى الأن بسب دسها لوجهها بداخل كومه من الأوراق ... ولكنه يشعر أنه قابلها من قبل تلك الرائحه لقد اشتمها من قبل .
وقفوا لثوانى داخل المصعد ولكن فجاء انقطع الطيار الكهربائى .
لترفع تلك القصيره رأسها من كومة الأوراق وهى تقول
- هو أيه إللى حصل
ليجيبها ذلك الواقف خلفها بلامبالاه
- الكهربه قطعت
لتلتفت إليه بعنف وهى تقول
- يعنى احنا متعلقين دلوقتى .
لتصمت وهى تنتبه لمن يقف أمامها .... أنه هو ... ذلك الطويل ... زين ..
ولكنها تذكرت ما هى فيه الأن ... ليبدء جسدها بالأرتعاش ... والتلعثم فى كلماتها
ليشعر أن لديها مشكله فسائلها بصوت مهتم
- أنتِ كويسه
لتهز رأسها بلا بعصبيه وهى تقول
- أنا بخاف من الأماكن المغلقه
ثم جلست أرضا و ضمت ركبتيها إلى صدرها وحاوطتها بذراعيها ... وبدأت فى بكاء صامت دون صوت
رغم خوفها المرضى إلا أنها كانت لا تريد أن تظهر أمامه بذلك الموقف المغزى
جثى على ركبتيه وقال
-متخافيش أكيد لاحظو إنقطاع الكهربه وهيتصرفوا بسرعه
كانت تنظر إلى عينيه التى خطفتها من أول نظره وهزت رأسها بنعم
ظل جالس أمامها وهو يضع يده على ركبتها .. لم تتحرك ولم يتحرك
وبعد عدة لحظات عاد الطيار الكهربائى لتنتبه إلى جلستها ويده التى على ركبتيها لتقف سريعاً ليفاجئ هو بحركتها ليستند على يديه لا يقع بسبب وقوفه على ركبه واحده
لتقول هى بعصبية
- أنت إزاى تحط إيدك عليا كده .. ولا هو أى استغلال وخلاص ... صحيح كلكم مصطفى أبو حجر
أنهت كلماتها وانفتح باب المصعد لتخرج سريعاً تاركه ذلك الثلجى يغلى غضباً .
كانت تقف أمامه خائفه بالمعنى الحرفى فبعد ما حدث وقت مكالمته مع أخته وهو يتعامل معها بأسلوب جاف جداً
كان يملى عليها ما يريده دون النظر لها
قررت أن تعتذر .. هى أخطأت ولابد من تصليح هذا الخطأ .
قالت بصوت هامس بالكاد سمعه
- باشمهندس أيمن .
ليرفع عينه عن الأوراق التى أمامه ونظر لها بصمت قالت مباشراً
- أنا آسفه يا ياشمهندس .. أنا غلطت فى حق حضرتك ... أنا مستعده للعقوبه إللى حضرتك تحددها لأنى أكيد استحقها
شعر بالشفقه عليها هو قام بتلك الخدعه كمشاغبه معها بسبب تلك البهويه التى وهبتها له لم يقصد أبداً حتى وهو يمثل دور المتجاهل لم يكن سوى لزيادة المشاغبه
ترك القلم الذى فى يده ووقف على قدميه ليتحرك من خلف مكتبه ووقف أمامها وقال
- مفيش عقوبه يا ملك .. هو زى ما قولتى كان فى غلطه وسؤ تفاهم .... بس
لتظل تظر له حين ظل على صمته وقالت
- بس أيه ؟
ليبتسم وهو يقول
- بس أنا مش زى ما أنتِ مفكره .. أنا أمى وأبويا ربونى كويس وعارف كويس جداً أيه الحرام والحلال ... وعايز كمان أقولك أن أنا عمرى ما كان ليا علاقات نسائيه من أى نوع .
كانت تنظر له بانشداه ولم تتكلم ليقطع هو ذلك الصمت وقال
- أنسى الموضوع ده زى ما أنا هنساه .... واتفضلى على مكتبك نفذى إللى قولتلك عليه .
عاد إلى مكتبه وجلس عليه وعاد بتركيزه إلى الأوراق التى أمامه ليبتسم هو إبتسامه بسيطه وغادرت الغرفه وأغلقت الباب لينظر هو إلى الباب وعلى وجهه إبتسامه دافئه ثم أخذ نفس عميق وقال
- هتتعبينى معاكى أنا عارف ... بس براحتك أنتِ تستاهلى
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇
بداية الروايه من هنا 👇👇👇
تعليقات
إرسال تعليق