جاريتي
من الفصل السادس عشر حتي الفصل العشرون
بقلم ساره مجدي
كان يجلس على طاولة الطعام وبجانبه محمد و محمود الصامتان على غير العاده
لينتبه لهم عادل فقال
- مالكم يا ولاد ساكتين ليه
لينظر كلى الولدين لبعضهما ثم قال محمود بخجل
- أنا آسف يا بابا بس عندنا سؤال كده وخايفين حضرتك تتضايق
ليضع عادل يديه على الطاوله وهو يقول
- لا يا حبيبى أسأل أى سؤال ..... وأنا مش هزعل
ليقول محمد بصوت خفيض ... وهو ينظر إلى الطاوله
- هو حضرتك اتجوزت طنط مريم ليه
ظل عادل صامت لبعض الوقت حتى رفع محمد رأسه فابتسم عادل وقال
- أنا هقولك .... وقص عليهم كل شىء بدون الدخول فى تفاصيل لن يفهمها الولدان
كانت تقف هى خلف باب المطبخ تستمع إلى كلماته ... كانت دموعها تغرق وجهها حين سمعت سؤال محمود
- يعنى حضرتك مش بتحب ماما
ليجيبه عادل وعلى وجهه نفس الإبتسامه
- مين قال كده ... أنا بحب خديجه جداً .... حبى ليها كبير كمان ... حب ربنا ذكره فى القرآن ... وقال عنه وجعل بينكم موده ورحمه ..... فى أنواع كتير من الحب حب المراهقه وده بيكون مش منطقى .. وحب بداية الشباب وده بيكون كله جنون وشغف .... وفى حب ناضج بعد كتير من التجارب ... وفى حب العشره الطيبه و فى حب الموده والرحمه و التفاهم والراحه
حبى لمريم حب مراهقه وبدايه الشباب ... وحبى لخديجه الباقى كله ... وضيف عليه أنها ام اولادى .
كان الولدان ينظران لأبيهم بسعاده .... وقف الأثنان وقبلاَ يديى والدهما ورأسه ثم عادا ليجلسا مكانهما فى أنتظار إحضار باقى الطعام .
كانت هى بالمطبخ تمسح دموعها التى تحولت إلى دموع سعاده وفرح ... وبدأت فى تجهيز الأطباق ... وخرجت تحمل بين يديها طبق كبير به طعام ولكنها ظلت واقفه مكانها تنظر إليه بحب ... أبتسم لها بشقاوه ثم غمز لها وقال
- مش هناكل النهارده .
لتضع الطبق على الطاوله أجتمعوا جميعاً ماعدا مريم الصغيره نظر عادل لخديجه وقال
- مريم أكلت حاجه
لتهز رأسها بنعم وهى تضع قطعة لحم فى طبق محمود .. والقطعه الأخرى فى طبق محمد وقالت
- شربت شويه شربه واخدت الدوا .. ونامت تانى
ليهز رأسه وهو يقول
- ربنا يكمل شفاها على خير
أنتهى من طعامه وتوجه إلى غرفته أخذ حمام ساخن وحين خرج وجد خديجه بالغرفه وقد أخرجت له ملابسه وحين شعرت به قالت
- أنا طلعتلك الهدوم .... علشان تنزل لمريم أنت مشفتهاش من أمبارح .
ليربت على كتفها وقبل أعلى رأسها وقال
- ربنا يراضيكى يا خديجه على قد رضايا عليكي
كان ينظر لها كيف تقطع الطعام وكيف تفتح فمها لتضع الطعام به رفعت عينيها إليه لتجده يتابعها فى كل حركه ابتسمت بخجل وقالت
- مش بتاكل ليه
ليبتسم وهو يمد يده يمسك يدها التى تمسك بها الشوكه الذى بطرفها قطعة لحم صغيره ووجه بتجاه فمه ليأكلها بتلذذ
ثم ترك يدها وقال
- الأكل بيبقا كده ... وأمسك بشوكته وقطع قطعة لحمه ومد يده لها لتفتح فمها وعيناها تنظر إلى عينيه
وضع الشوكه مره أخرى فى طبقه وقال
- من ساعة ما جينا هنا وأنتِ ساكته .
صمت لثوانى ليرى ردة فعلها وبالفعل توترت ملامحها قليلاً
فأكمل قائلاً
- أسألى يا مهيره .. قولى كل إللى أنتِ عايزاه
صمتت لثوانى وأخذت نفس بصوت عالى وقالت
- ساعة ما شفتها حسيت بالنقص رغم أنى مش بحب اللبس المكشوف بس .... حسيت بالخوف ... خوفت تحس بالفرق بينى وبينا وتندم ...كان يسمعها بتركيز يهتم بكل كلمه ولكنه لم يعلق ... أنه يريد أن تخرج كل ما بداخلها
أكملت هى قائله
- خفت تشوف عيوبى إلى مداريها حبك ليا
ليشعر بالصدمه من كلماتها ... إذا هى متيقنه من حبه لها .... ولكنها مازالت ترى نفسها لا تستحقه
أكملت قائله
- خوفت تحس بالفرق الكبير بينى وبينها خوفت .... خوفت
ليحسها على الكلام قائلاً
- خوفتى من أيه؟
لتنظر إلى عينيه ليصدم بتلك الدمعات التى تسيل على وجنتيها وهى تقول
- خوفت تسيبنى
لينقبض قلبه ألما ويشعر بطعم مر فى حلقه وقف سريعاً عن كرسيه وجثى أمامها وهو يمسك يدها بيد وبالأخرى يمسح تلك الدمعات وقال وهو ينظر إلى عينيها مباشراً
- أنا بحبك ... أنتِ غاليه اووى عليا ... ونجمه بعيده لحد دلوقتى مش قادر أطولها ... أوعى فى يوم تفكرى أنى ممكن أبعد عنك لأى سبب ... ولو بعدت يبقا ده الموت .... إللى شفتيها فى المكتب دى واحده رخيصه فى نظرى ... متستهلش حتى أنى ابصلها ولو نظره صغيره .... لكن أنتِ ... النجمه العاليه إللى لازم أرفع راسى لفوق علشان أطولها ... وأفضل رافع راسى علشان تفضل معايا .....
قبل يدها بحب وقوه وقال
- أنا وأنتِ دلوقتى نعتبر فى فترة الخطوبه ... علشان أنتِ تتعرفى عليا كويس وتحبينى ... لكن أنا عارف أدق تفاصيلك ... بتحبى أيه وبتكرهى أيه .
ليضرب أنفها بأصبعه وهو يقول
- حتى رسوماتك كنت بموت وأنا شايفك بترسمى ومش عارف أنتِ بترسمى أيه ... كان نفسى اوووى أشوفهم
لترفع يده وتقبلها بحب ثم قالت
- سفيان .
ليبتسم بسعاده وقال
- قلبه
لتضحك بخفه ثم اقتربت من أذنه لتهمس له قائله
- أنا بحبك .
ليبعد رأسه للخلف ينظر إلى عمق عينيها بسعاده حقيقيه
كانت تقود السياره بحرفه عاليه .... تدندن مع الأغنيه التى تنبعث من مذياع السياره كان هو بجانبها مبتسم بسعاده يتذكر تعليقها حين ارتداى كل هداياها الكنزه الحمراء والبنطال الأزرق والساعه وجورب من الجوارب التى أحضرتها والحذاء الرياضى وقفت أمامه وأطلقت صفير عالى وقالت
- لالالأ .. أدخل غير .. أنت حلو بزياده
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- أنا عارف أنى حلو ... بس أكيد زوقك زودنى حلاوه
فتدفعه برفق إلى الخلف وهى تقول
- تمام تمام خش بقا شوف أوحش حاجه عندك وألبسها ... أنا أخاف تنزل معايا كده تتخطف منى
ليقترب الخطوه التى ابتعدها بسبب دفعها له وقال
- زهره أنتِ شيفانى كده علشان بتحبينى ... أى حد هيشوفنى هيشعر بالشفقه عليا علشان أعمى
لتضرب يده بقوه ليتأوه هو وقالت
- كل مره هتقول فيها كده هضربك .... ويلا ماشى طلما خارج بيهم معايا أنا.. لكن متخرجش بيهم لوحدك
ليقول بحزن مصتنع
- محدش بيخرجنى غيرك يا زهرتى
لتصفق فى الهواء وهى تقول
- وأخيراً .
ليقطب جبينه وهو يقول
- أخيراً أيه يا مجنونه أنتِ
لتمسك يده وهى تقول
- أخيراً قولتلى زهرتى .... لقد هرمنا من أجل تلك اللحظه
ظل يقول لها
- والله العظيم مجنونه
وها هو يجلس بجانبها بداخل السياره لا يعلم إلى أين ستأخذه.
طرق الباب كعادته ثم فتح الباب ولكنه لم يجدها فى مكانها المعتاد شعر بالقلق عليها فهى ليست المره الأولى الذى لا يجدها كما اعتاد أغلق الباب ودلف وبدء فى البحث عنها حتى وجدها نائمه فى غرفتها جلس بجانبها وقبل جبينها وحاول أن يوقظها ولكنها لم تستجيب
تذكر كلمات الطبيب من احتمالية حملها؟؟
ورفضها التام للفكره وإصرارها على عدم قدرتها على الإنجاب بعد عملية أستئصال الرحم
حاول معها مره أخرى لتفتح عينيها ببطئ ثم ابتسمت بوهن وقالت
- مريم عامله أيه
ليعبث فى شعرها وهو يقول
- الحمد لله بدأت تتحسن .
لتحمد الله بصوت خفيض فقال هو
- قومى يا مريم نروح للدكتور أنتِ حالتك كده مطمنش
لتربت على يده وهى تقول
- حاضر بس أنام شويه
اغمضت عينيها ليخرج هو وصعد إلى خديجه لتشعر بالاندهاش فقالت بقلق
- مالك يا عادل طلعت على طول كده ليه
ليجلس بتعب وقال
- مريم تحت تعبانه جداً .. ومش قادره تقوم ... ومش راضيه تصدق كلام الدكتور أنها حامل حاولت أخدها للدكتور بس قالتلى هتنام شويه .... فقولت أشوف لو لسه عندك رقم تليفون الدكتوره بتاعتك .
ظلت صامته لبعض الوقت ثم تحركت سريعاً تجلب له الرقم ثم جلست بجانبه وقالت
- أنت خايف من أيه يا عادل
نظر لها بحب وتقدير وقال
- لو هى زى ما بتقول شايله الرحم وملهاش فى الخلفه ... طيب التعب ده أيه .... وأيه سببه بس
لتربت على كتفه وهى تقول
- ان شاء الله خير ... يلا أنزل حاول تصحيها وان شاء الله تطمن .
أوقف السياره أسفل البنايه فنظرت هى إلى الخلف لتبتسم حين وجدت أواب قد غرق فى النوم كان يتابع نظراتها إلى ابنه بسعاده .... فمن الأشياء التى تسعده حقاً هى علاقتها القويه بولده .... وحب ولده لها
أمسك خصله من شعرها الذهبى وقال
- مش ناويه بقا تيجى الشقه علشان نبدأ فيها شغل خلاص الإمتحانات على الأبواب وأنا عايز اتجوز
لتضحك بخفه وهى تقول
- حاضر هقول لسفيان واعرفك ... بس أنت فى الوقت ده هتفضل قاعد فى الشقه ولا هتعمل أيه علشان أواب حتى .
ليضرب بأصابعه على مقود السياره وهو يقول -أعتقد هقعد فى أوتيل علشان أواب يكون مرتاح .... وهبقا أجيبه لنوال طول النهار ويروح معايا بالليل .
لتهز رأسها بنعم ..... ثم قالت
- طيب ما تسيبه معانا على طول ... هيكون كده اريحلوا
ليبتسم وهو ينظر لابنه قائلاً
- صدقينى يا جودى أنا مبقدرش أبعد عنه .
لتربت على كتفه وقبل أن تقول أى شىء سمعا صوت هاتفه ليندهشا حين راء أسم نوال ينير الشاشه
أجاب حذيفه سريعاً ولكنه أيضاً لم يتسطع قول شىء حيث أنه بمجرد قبول الأتصال وجد صوت نوال يصدح
- مينفعش الواقفه دى ... خلى البنت تطلع
ليضحك حذيفه بصوت عالى وقال
- عمرك ما هتنسى أنك كنتى مدرسه فى يوم .... حاضر يا نونو .... إحنا آسفين
لتترجل جودى من السياره وهى تقول
-أبقا بسهولى بوسه كبيره لما يصحى
ليغمز لها بشقاوه وهو يقول
- طيب وأبوه .... ده غلبان ويتيم ووحيد حيران هيمان مشغول وحزين
لتضحك بصوت عالى ثم وضعت يدها على فمها .... ثم قالت
- روح يا عم الهيمان ... لنوال تخليك مجروح كمان .
ضحك بسعاده ورفعت يدها بسلام وتحركت إلى داخل البنايه وبعد أن غابت عن نظره أعاد أتصاله بنوال وقال
- جوزونى بقا ... أنا هنحرف
لتضحك نوال بصوت عالى ثم قالت
- طول عمرك منحرف أيه الجديد ..... أصبر خليك راجل
ليلوى فمه بمتعاض وقال
- اخلينى راجل ... أومال أنا أيه ... ماشى يا نوال مقبوله منك
وأغلق الهاتف ونظر لابنه يطمئن عليه ... ثم أدار السياره وتحرك بها عائداً إلى بيته وهو يتذكر ما حدث معهم فى بيت الرعب
كان يحتضانها بقوه وكلما صرخت احتضنها بقوه وقبل أعلى رأسها .... كان يمسك أواب الذى يضحك طوال الوقت بيده اليمنى وهى باليسرى .... وكان صوت صراخها بمثابة الإذن له بتقبيلها ويظل يقبل رأسها ويحتضنها كانت هى غير واعيه لكل ذلك .. كانت خائفه بشد وحين أنتهت اللعبه وخرجا منها أنتبهت لوضع يده على كتفها
لتضرب يده بقوه بأبتسامه صفراء
مر الوقت بعدها فى مرح لدرجه أنه نسى ابتسامتها الصفراء الذى تدل على التوعد حتى وصلا عند لعبه كبيره تعلم جيداً أنه يخاف منها وظلت تتوسل له أن يركبها معها ... وقبل أن تتحرك اللعبه نزلت عنها ووقفت بجانب أواب تشاهده وهو يصرخ خوفاً حتى نزل منها ينظر لها بشر وركض خلفها لكنه لم يستطع بسب إحساسه بالدوار ... كان أواب يضحك عليهم بشده
عاد من ذكرياته على وصوله تحت بيته ... ليحمل ابنه ويصعد إلى شقته
كانت تجلس بجواره تضع رأسها على كتفه فى تعب ... عيناها تريد الأنغلاق .. وأن تسبح فى نوم عميق .. كان يحاول أن يتحدث معها يفهم ماذا حل بها وبماذا تشعر .. ولكن كل ما تقوله أنها تشعر بالأجهاد و تريد النوم فقط
حين دلفا إلى الطبيبه شرحت مريم كل شىء .. حتى كلام الطبيب المنزلى ..... وحين تم الكشف عليها أكدت الطبيبه أنها بالفعل حامل ..... كانت لا تعلم بماذا تشعر ولكن عادل كان حقاً سعيد حلماً آخر يتحقق هل الله راضى عنه لهذا الحد .... عليه أن ينفذ سريعاً مفاجأه مريم .... وعليه أيضاً مراضة خديجه ...لابد أنها ستشعر بالألم بسب ذلك الخبر .. ولكن كيف ياالله حرمت مريم من الإنجاب طوال تلك السنوات .... ما هذا الظلم الذى وقع عليها من الجميع .. راجى وعذابه لها .. وبعدها عن ابنتها .. ظنها أنها صارت إمرأه ناقصه بعد إستئصال الرحم ... وزواجهم الذى كان لعشرون عاماً على الورق .... هل لو كان أتم زواجه منها من وقتها كان لديها من الأولاد اثنان وثلاث أيضاً ... أغمض عينيه للحظه ثم فتحها لينظر لها كانت تحدق إلى الأمام ويدها تمسد على بطنها بحركه رتيبه كان لا يعلم ماذا عليه أن يفعل هل يتكلم معها ... ام يتركها تقتنع بالفكره وتصدقها .... ولكن قطعت هى ذلك الصمت قائله
- أنا إزاى حامل أنا لازم أشوف الدكتور واتكلم معاه ... لازم يا عادل
ليقول لها وهو يربت على ركبتها حاضر ... فاكره أسم المستشفى
لتهز رأسها بنعم ... وهى تقول
- ايوه أسمها «.....» .... كانت قريبه من قصر راجى
تحرك مباشراً إليها ... وترجلا منها ووقفا أمام مكتب الإستقبال لتتكلم مريم قائله
- لو سمحتى كان فى دكتور شغال هنا من عشرين سنه أسمه أسامه عبد الحميد
لتقطب الفتاه جبينها ثم قالت
- تقصدى دكتور أسامه مدير المستشفى
- أنا معرفش هو أيه دلوقتى . بس هو إللى ولدنى من عشرين سنه
لتقول لهم
- ثوانى أشوف
وبعد عدة دقائق قالت لهم
- اطلعوا الدور الرابع مكتب مدير المستشفى
كان يجلس بجانب صديقه يغلى غضباً من تلك القصيره .... كيف تتكلم معه بتلك الطريقه؟ تهينه وهو من تنازل عن بروده وترفعه وحاول تهدئتها بسبب شعوره بالشفقه عليها بسبب خوفها المرضى
كان أيمن يتابعه وهو ينفخ الهواء بغضب فقال
- يا ابنى فهمنى أيه إللى حصل ؟
لينظر له زين بشر ثم قال بعصبيه وعشوئيه
- حته بت قصيره ملهاش لازمه بتخاف من الأماكن المغلقه .... قعدت جمبها وساعدتها وفى الأخر تغلط فيا وتقولى أنا مصطفى أبو حجر
ليقطب أيمن جبينه وهو يقول باندهاش
- مين مصطفى أبو حجر ده؟
ليزمجر زين بغضب وهو يقول بصوت عالى
- أيمن متعصبنيش
ليصمت أيمن بخوف ظاهرى .... ووضع يده على فمه يمنع ضحكه تفلت منه
وظل زين يقطع الغرفه ذهابا وايابا بغضب
كانت تجلس أمام أبيها وهى تهز قدمها بغضب ..... وهى تقول
- أنا كان المفروض أضربه .... هو إزاى يعمل كده إزاى
ليضحك والدها وهو يقول
- وهو عمل أيه لده كله؟
لتنظر له باندهاش وقالت بغضب
- أنت لسه بتسألنى هو عمل أيه
ليجيبها بهدوء
- ايوه هو أهتم بيكى لما كنتى فى أزمه ساعدك فين المشكله .
لتقف بغضب وهى تقول
- ايوه .... بس ...بس
ليقف هو الأخر قائلاً
- بس أيه ؟
لتصمت دون أن تستطيع أن تجيب ولكن نظره أبيها جعلتها تشعر أنها محاصره فشعرت بالخجل وغادرت سريعاً إلى غرفتها ليضحك والدها بقوه جعلتها تضرب رأسها وهى تقول
- غبيه ... أنتِ يا فرح غبيه ... يعنى المز كان معاكى فى الأسانسير وإنتِ تعملى إللى عملتيه ده .. لا وكمان تزعقيلوا وتقوليلوا مصطفى أبو حجر.... ضاعت الفرصه يا هبله .
كانوا جالسين أمام الطبيب الذى ينظر إليهم بعدم فهم فقال لهم
- أنا مش فاهم حضرتك عايزه أيه بالتحديد
لتتكلم مريم بقلق قائله
- من عشرين سنه حضرتك ولدتنى فى بنتى .. إللى كانت رجليها مكسوره فى بطنى .... أنا كنت مرات راجى الكاشف
ليصمت الدكتور لثوانى ثم قال
- اه افتكرت ... أهلاً بحضرتك ... خير أقدر أخدمك بأيه
لينظر عادل إليه وقال
- حضرتك وقت جوازها من راجى ولما جت تولد حضرتك قولتلها أنك شلت الرحم وهى دلوقتى حامل .. ممكن أفهم إزاى ده حصل
ليهز الطبيب رأسه قائلا
- أولاً مبروك الحمل ... ثانياً وقتها السيد راجى كان طول الوقت عصبى وبيزعق ... ولما جيت أكشف على المدام عرفت أن رجل البنت أتكسرت من ضرب الزوج ليها كمان كنت سامع كلامه عنها أنه بيتمنى موتها .. ويتمنى يخلص منها ... ساعتها جت فى بالى الفكره أنى أقوله أنها مش هتقدر تخلف تانى ... فممكن يسبها فى حالها
وكمان فكرت أن أى ست مش بتستغنى عن دكتور النسا .. فأكيد هى بعد ما تخلص منه هتعرف الحقيقه
ظلت نظرات الحيره بينهم دون كلام
الفصل السابع عشر
نظرت له بحيره و هو يوقف السياره أمام بنايتهم وقالت
- أنت قولت عندك ليا مفاجأه هى فين بقا .
ليضحك بصوت عالى ثم قال
- قطتى الفضول هيموتها .
لتقطب جبينها وكتفت زراعيها أمامها وقالت
- أنت قولت كده ليه بقيت تحرجنى .
لينظر لها بلوم وهو يقول
- أنا أحرجك ... ولا عمرى أفكر أعمل كده .... أنا بحب أهزر معاكى ... وبعدين مين بيحب يحرج حبيبه .. ها ...
ثم أقترب منها حتى أصبح وجهه أمام وجهها مباشراً ... وقال
- مش أنا حبيبك ... صح
كانت تنظر له بصمت ولكن عيناها تخرج قلوب من الحب كاد هو أن يراها
وقالت بصوت خفيض جداً
- حبيبى .
ليبتعد هو فجاء قائلاً
- أنزلى يا بنت الناس أنزلى الله يسترك
وترجل من السياره على أثر ضحكتها الذى يعشقها
أمسك يدها وقال
- متقلقيش مفاجئتك موجوده هنا .
كان ممدد على سريره وبيده هاتفه عقله يطالبه بالإتصال بها ... يريد أن يشاغبها ... لالا .. هو يريد أن يستمع لصوتها وهى نائمه .. مؤكد سيخطف قلبه وروحه .
فاعتدل فى جلسته ... وأتصل بها
كانت غارقه فى النوم بعد يوم شاق فى العمل وأيضاً هنا فى البيت
كانت تستمع لصوت الهاتف وكأنه حلم بعيد
ولكن بعد مده أجابت بصوت ناعس
- سلام عليكم
لم يجيبها بشئ لقد فقد النطق ... ما أجمله صوتها وهى نائمه
لتقول مره أخرى
- الوووو
- آسف أنى صحيتك
لتفتح عينيها فى محاوله لأستيعاب ما يحدث
وقالت
-مين
- أيمن
لتنتفض جالسه على السرير وهى تنظر إلى الهاتف
وقالت بصوت متقطع
- باش ... باشمهندس أيمن ... خير يا فندم فى حاجه حصلت
ليجيبها بصوت هامس
- تعبان تعبان اوووى يا ملك .
لتنتفض واقفه بسرعه وهى تقول
- طيب أعمل أيه أجيب لحضرتك دكتور .... هو .. هو مش مش أستاذ زين عند حضرتك .
ليجيبها قائلاً
- ايوه عندى وأنا دلوقتى كويس .. بس كنت عايز أوصيكى على الشركه .
وأغلق الهاتف وهو يبتسم كم هى بريئه وطيبه
كم هى حضن كبير يتمنى أن ينعم به بالأمان بدل من كل تلك الوحده الذى يعيش بها
ظل يضحك على رد فعلها وجلس ينتظر أتصالها من جديد ولم تخيب ظنه فبعد عدة دقائق أتصلت به فلم يجيب أول الأمر .. وحين أتصلت مره أخرى أجابها بصوت هامس ناعس
- خير يا ملك فى حاجه .
لتشعر بالغباء ولكنها قالت سائله
- حضرتك كويس دلوقتى .
ليحاول كتم ضحكته بصعوبه وهو يقول
- ايوه يا ملك نايم .. أنتِ كويسه فى حاجه حصلت .
لتصمت لثوانى لا تفهم ماذا حدث وقالت
- حضرتك كلمتنى من شويه وقلت أنك تعبان
ليحاول بكل قوته أن يكتم ضحكته وهو يقول
- أكيد كنتى بتحلمى ... أنا نايم من بدرى .... المهم أنتِ أمورك تمام
لتجيبه بتوهه وعدم فهم وقالت
- اه يا فندم تمام .... أنا آسفه ... سلام عليكم
ولم تترك له فرصه للرد وأغلقت سريعاً
فترك نفسه يضحك بصوت عالى .... كم هى بريئه .... عليه أن يعتذر منها
كانت ميما تقف مكانها لا تفهم شىء حتى أدار جواد ذلك الجسد المعلق لتصدم بتلك النظرات التى كانت تسبب لها الرعب ..... ظلت تنظر إليه ثم إلى جواد ودون أن تشعر كانت تتراجع إلى الخلف بخطوات متخبطه ترك جواد جسد غالى المتأرجح وتوجه إليها وحاوطها بذراعيه يدعمها وهى تقول بخوف
- ليه يا جواد ليه ... ليه ... ليه
أمسكها جواد جيداً وقال
- الجرح ده هيتفتح لآخر مره ... ويتنضف ويتطهر ... ويتقفل بنظافه ...علشان يخف .. وميلتهبش تانى ... ولا يسبب ألم تانى .
كانت نظراتها تائه خائفه فأكمل قائلاً
- غالى هنا تحت رحمتك يا ميما.... وأنا كمان ... هتعرفى الحقيقه كامله منه هو ... والقرار هيكون فى إيدك .... أنا مش بخلى مسئوليتى ... أنا عايز أخدلك حقك كامل ... حتى لو حقك ده منى أنا لازم تخديه .
ظلت نظراتها ثابته عليه لثوانى كثيره ... ثم هزت رأسها بنعم فأمسك يدها وأعادها لمكان وقوفها الأول ثم تركها وتوجه إلى جانب الغرفه .... وأنزل الحبل المعلق به غالى حتى أرتاح جسده على الأرض الصلبه أقترب منه جواد وأجلسه جيداً بجانب الحائط .... ثم ضرب جانبه بقدمه بقوه وقال
- أحكى الحكايه من الأول
دخلت إلى المصعد وهو خلفها ووجدته يطلب الطابق الأخير فنظرت له باستفهام فنظر لها بطرف عينيه ورفع حاجب واحد وقال
- فى حاجه
لتنظر له بنفس طريقته قائله
- لأ
ليبتسم وهو يقول
- اصبرى يا قطتى وهتعرفى كل حاجه
لوت فمها كالأطفال وهى تنظر له بغيظ طفولى ليضحك هو بصوت عالى ويقول لنفسه يا الله كم هى رقيقه ومرحه طفله صغيره حرمت من كل ملزات الحياه حرمت من الحب والأمان ... من الراحه بجانب أشخاص تحبهم ويبادلوها الحب .... يعلم جيداً كم المجهود التى تبذله لتخرج تلك الطفله من عتمة ماضيها ..... كم تحاول أن تتجاوب معه ... ولكنه سعيد حقاً .. رغم ضديقه الشديد من تلك الروان ومن كلماتها السامه إلا أنه سعيد جداً لأنه بسببها أعترفت مهيره بالحب ... يعلم جيداً أنها أعترفت له بذلك الحب و قت ما كان بالمستشفى ... ولكن وقتها شعر أنه بسبب إحساسها بالأمان بجانبه وخوفها من خسارته ... لكن اليوم هى تقولها من قلبها ومن كل روحها
آفاق من أفكاره على وصول المصعد للطابق المطلوب فتح الباب وخرج لتخرج خلفه وصعدا السلالم الباقيه حتى وصل إلى باب سطح البنايه وفتحه وقفت بجانبه تنظر إلى سطح تلك البنايه وعلى شفتيها إبتسامة سعاده كبيره .
كان المكان يشبه حديقه صغيره .... الأرض مفروشه باللون الأخضر ... وبجانب السور ... آرائك مريحه ... وعلى الجانب الآخر وسائد كبيره منتشره ومنثوره على الأرض .... وبالجهه الأخرى أرجوحه كبيره بمظله ..... ووسط كل ذلك كان هناك غرفه صغيره بجانبها مرحاض صغير والمكان كله مضاء بإناره صفراء مريحه .نظرت له بحب شديد وابتسامه عريضه أمسك يدها لتقول
- مفاجأه تجنن يا سفيان
ليقول لها بحب
- ولسه المفاجئه الأكبر
لتسير بجانبه وهى تنظر له بحب كبير .. كم تحبه ... وتعشق ما يفعله من أجلها ... دائماً يشعرها أنها وحدها بذلك الكون .. لا أحد أهم لديه منها هى .... فتح الباب ودلف إلى الداخل وهو يسحبها خلفه كانت الغرفه مظلمه بشده حتى تلك الإنارة بالخارج لم تؤثر على ظلمة الغرفه
سمعت صوته يقول
- مستعده للفاجئه
لتقول بحب
- اوووى اووى
فى لحظه خاطفه إضاءة الغرفه كلها لتقف مكانها فى زهول لا تعرف ماذا عليها أن تقول ظلت تتجول بالغرفه تنظر إلى تلك الأدوات ... والفرش والألوان ... تلك اللوحه البيضاء وذلك الحامل ... حتى الكرسى وردى اللون .... الأزهار المنتشره بالغرفه والحائط الجانبى الذى يوجد عليه مجموعه من الأسطوانات وذلك المشغل لهم ... المكيف ... وثلاجه صغيره .. وجهاز صنع القهوه
كل شىء هو لم ينسى أى شىء
ألتفتت إليه تنظر له بعشق خاص به عشق لا يليق إلا به .. عشق لا تستطيع وصفه او تخيله ... إحترام وتقدير ... تقدمت منه ووقفت أمامه ولأول مره ترتفع على أطراف أصابعها لتطبع هى أول قبله لها على شفاهه ... أخذته الصدمه على حين غره ولكنه تدارك نفسه سريعاً ... وبادلها القبله بواحده أشد وأقوى ....ابتعدا عن بعضهما ولم يبتعدا وقالت من بين أنفاسها اللاهثه
- قولى أنت مين ... ملاك .. ما أكيد مش بشر ... طيب قولى أنا عملت أيه حلو فى حياتى علشان ربنا يرزقنى بيك ... ايوه أنت رزق ...رزق كبير اووى أنا مستهلوش ... طيب قولى أرد ده كله إزاى
قولى أعمل أيه ..... أنا لو عشت عمرى كله .... تحت رجليك جاريه لكل أحلامك .... عبده لكل رغباتك
ميكفيش ... لو عشت عمرى كله فى خدمتك ميكفيش
ليضع يده على فمها يسكت سيل كلماتها وقال
- عايزك بس تحبينى .... تحبينى بس يا مهيره
لتقبل يده الموضعه على فمها عدة قبلات ثم قالت
- أنا بعشقك ... أنت سكنت روحى وقلبى .... عقلى بيحترمك .... جسمى وملكك .... قلبى بين إيديك ... وروحى ... روحى هى وجودك وأمانك وحميتك حضنك الكبير .
ليحتضنها بقوه .... ثم قال
- أنا لو عليا أخدك دلوقتى وننزل شقتنا .... وأخليكى مراتى فعلاً ... بس أنتِ تستحقى لليله مميزه ... مميزه جداً ... وقريب هتحصلى عليها .... لكن دلوقتى
أبعدها عن حضنه وأمسك يدها وقال
- دلوقتى عايزك ترسمى ... نفسى أقعد أتفرج عليكى وأتابع كل حركاتك .. كل همسه منك ... كل حاجه ... حلم من يوم ما حبيتك وأنا بحلمه ... أقعد جمبك وأنتِ بترسمى
لتبتسم له وهزت رأسها بنعم ثم تحركت لترتدى البالطو الأبيض فوق فستانها بعد أن خلعت حذائها .... وأمسكت الأدوات وبدأت فى خلط الألوان والرسم .... ليتحرك سفيان ويجلس على إحدى الوسائد الموضوعه أرضا ... بعد أن خلع عنه الجاكيت ... وحذائه وظل ينظر إليها وعلى وجهه إبتسامة سعاده
كانت جالسه فى مكانها المعتاد وعلى وجهها إبتسامة سعاده ويدها موضوعه على بطنها بحركة حمايه وأحتواء ...و كان هو يجلس أمامها ينظر إليها بسعاده وشفقه .... تذكر كلمات الطبيب وهو يقول
- أنا كان المفروض وقتها أطلب البوليس .... لكن خوفاً عليها هى أجلت الحكايه ... وفعلاً لما فاقت من البنج سألتها ... وقالتى لأ مفيش داعى للبوليس ... وعلشان كده لجأت للحل التانى .. وشعرت أن خطتى هتنجح لأنه وشه أتغير لما قولتله الخبر .... واليوم إللى بعده مكنش موجود معاها كان فى واحده ست .... ووقتها سمعتها بتقول للمدام
أنه من ساعة ما عرف إللى حصل .. وهو مش طايق روحه ... والبيت مولع حريقه بسببه .
عاد من أفكاره على صوتها وهى تقول بلهجة غريبه باندهاش سعيد وحزن وخوف خليط عجيب يزهر مع كل حرف
- أنا حامل يا عادل ... حامل تخيل ... هيكون عندى بيبى صغير من أول وجديد ... هعمل معاه كل إللى كان نفسى أعمله مع مهيره ومعرفتش .... هحميه وألبسه وارضعه .... هغنيله
كانت دموعها تغرق وجهها ... وكان هو يسمعها ويتألم قلبه عليها وعلى كل ما مرت به ... وكانت هناك عينان آخران يبكيان فى صمت .... أكملت كلماتها المؤلمه قائله
- هينام فى حضنى .... وهكون حاسه بالأمان .. مش هخاف عليه منك ... ولا هصحى كل شويه علشان أطمن أنه لسه عايش .... مش هصحى كل يوم ألاقى وشه مزرق بسبب ضربك ليه ... ولا هلاقى علامات زرقه فى جسمه ....مش هتكسرله رجله ... ولا هتبعده عن حضنى ...مش هتشكك فى نسبه يا عادل مش كده ... هتحبه ... هتحبه يا عادل زى ما بتحب ولادك ... هتخلى بالك منه ... هتفرحه ديماً ... هتفسحه وتشيله وتبوسه .. هتجبلوا لعب ... هتقول ده ابنى صح يا عادل ... مش أنت هتحبه يا عادل ... مش أنت هتحبه
كان بكائها مرير .... وكلماتها مؤلمه ... كان قلبه يتألم بشده عليها ..كل ذلك بداخلها كل تلك الآلام تحملها بداخل قلبها ولا تشاركها مع أحد .... كل ذلك الخوف بداخلها منذ سنوات ولم يغادرها يوماً
جثى على ركبتيه أمامها وقال
- أكيد هحبه وهخاف عليه هيكون أخو محمد و محمود و مريم الصغيره وهما كمان هيحبوه ... وهيلعبوا معاه ... هجبله لعب وهدايا ... زى ما بجيب لأخواته ... هدلعه وافسحه ... ده ابنى يا مريم ابنى
لتنظر له بتشتت وضياع تنظر له بتوسل أن يكون صادقاً فقالت
- بجد يا عادل بجد أنت عمرك ما كذبت عليا ... عمرك ما خلفت وعد ... أوعدنى ... أوعدنى يا عادل أنك تحبه وتخاف عليه
لتظهر معالم الألم على وجهه ولكنه قال
- أوعدك يا مريم ... أوعدك أحبه وأخاف عليه .. وأحافظ عليه بكل الطرق .
كانت تستمع إلى كلماتهم ... تشعر لأول مره بمعاناة مريم ... كم تألمت فكرت للحظه لو عاشت هى ما عاشته مريم من ألم خاص فقط بأمومتها هل كانت ستسطيع التحمل ..... لا والف لا إلا أولادها قرة عينها .. كلما تخيلت ما حدث مع تلك الطفله على مرئ ومسمع من أمها دون أن يكون لها حولا او قوه لانقاذها ... ولرفع الأذى عنها ... تشعر بصغر عقلها حين منعت عنها أولادها .... وقررت من داخلها بتحسين تلك العلاقه ... هذا لا يعنى أنها ستحبها ... او ستتوقف عن الغيره منها ...ولكن ... لتجعل الأمور أكثر بساطه
ترجل من السياره ووقف مكانه ينتظرها ... وقفت أمامه وقالت
- لف على إيدك اليمين وأمشى عشر خطوات
ليبتسم وهو ينفذ تعليماتها .. ويشعر بها تسير بجانبه
قالت بصوت خفيض .
- فى واحد واقف عند الباب وهو إللى هيفتحه لينا أمشى خطوه واحده وبعدين أطلع درجه واحده
ليبتسم صهيب لذلك الشاب الذى فتح الباب ونفذ ما قالته بهدوء
قالت مره أخرى
- لف على إيدك اليمين تانى ثلاث خطوات .. وهتلاقى الترابيزه بتعتنا .
بعد أن جلسا على الطاوله قالت
- أكيد عرفت أن الترابيزه بتاعتنا جمب الباب على طول وعلى نفس الصف بتاعنا مفيش حد خالص .. باقى المطعم فى ناس عادى
ليقطب جبينه وهو يقول
- وليه الصف بتاعنا مفيهوش زباين
لتقول بغضب مصتنع
- يا سلام عايز يكون فى ناس علشان البنات تعاكسك وتفضل تبصلك
ليقول لها بمهادنه
- بس أنا مش شايفهم ... تبقا فين المشكله
لتضرب يده قائله
- لأ طبعاً فى مشكله .... أنت بتاعى أنا بس ومسمحش لوحده غيرى تبصلك بأعجاب
ليصمت لثوانى ثم قال
- يا زهره أنا ليكى لوحدك ما تخافيش .. مفيش واحده عاقله هتحب واحد أعمى ... وأنتِ يا حبيبتى مجنونه وعلشان كده حبتينى .
لتضرب يده مره أخرى وقالت
- على فكره أنا عقله جداً كمان ... وفى زى كتير ... ثانياً بقا .. بس الكلام ده بينى وبينك .. أوعى يوصل لخطيبى لحسن يدبحنى أصله غيور اووى
ليضحك بصوت عالى .... وهو يقول
- لأ متخافيش مش هقوله .
لتقول هى بمتعاض مصتنع
- أصلك بصراحه يعنى مز فى نفسك كده طويل وجسم رياضى وسكس باكس .... وباى وتراى .. وحاجه كده يعنى استغفر الله العظيم تجنن وتهبل ... فأكيد كل البنات هتموت عليك
كانت عيناه تتسع مع كل كلمه تقولها ثم أنفجر ضاحكاً وبشده وكانت هى تنظر إليه بحب كبير وسعاده أكبر ها هى وأخيراً سمعت تلك الضحكه التى تخطفها من مكانها وترفعها إلى السماء السبع
قال من بين ضحكاته
- أنا بحبك اووى يا زهره ... ونفسى أعمل أى حاجه علشانك ... نفسى أسعدك زى ما بتسعدينى بكل الطرق .... بس أنا بجد عاجز عن ده
لتمسك يده وهى تقول
- حبنى ... وأضحك وعيش وأنت كده تسعدنى سعاده غير عاديه .
حضر النادل سائلاً عما يريدون ليصمت صهيب فقالت هى
- الأستاذ عيد ميلاده النهارده وعايزين نسبطوه ... فهاتلنا أفخم وجبة عشا عندكم .
ليبتسم النادل بأدب وقال
- كل سنه وحضرتك طيب ... تحت أمرك يا فندم .وغادر سريعاً
بعد أن تناولا العشاء الذى كان مميز بالفعل ظلت زهره صامته تنظر إليه فقط كان على وجهه إبتسامه جميله تخطف الأنفاس .... وقال
- هتفضلى بصالى كده وساكته .
لتقول بعد عدة ثوانى
- أيه أكتر حاجه نفسك فيها دلوقتى
ليجيبها سريعاً
- أشوفك .
لتقف على قدميها وتتوجه إليه وتجثوا بجانبه قائله
- أتفضل شوفنى
ليقول لها سريعاً
- أقفى يا زهره مينفعش كده فى ناس حولينا
لتقول له بصوت كله حب وعشق يصل إلى حد الجنون
- ميهمنيش حد .... النهارده عيد ميلادك وأحلامك كلها أوامر
ليبتسم لها بسعاده ومد يده ليضعها على وجهها بدء بذقنها ثم وجنتيها عيناها وأنفها ثم مقدمة رأسها ثم عاد بيده إلى شفاهها ولمسها بأطراف أصابعه لتسرى رعشه لذيذه فى أجسادهم
لتقول هى بصوت ضعيف
- الإمتحانات خلاص آخر الأسبوع الجاى ... نتجوز بعد شهر من دلوقتى أيه رأيك
ليهز رأسه بنعم وهو يقول
- ياريت .
كان جالساً بجانبها حتى غرقت فى نوم عميق فتحرك من جانبها بهدوء وغادر الغرفه كم يشعر بالأجهاد والتعب فكلماتها كانت كالخناجر تغرز فى صدره الواحد خلف الآخر بلا شفقه او رحمه
تنهد بصوت عالى وهو يتذكر خديجه ...ماذا ستفعل هى الأخرى حين تعلم بل تتيقن من حمل مريم .. مؤكد ستنهار هى الأخرى .... دعى الله فى سره أن يعينه .ويقويه ....صعد إلى شقة خديجه وفتح الباب بهدوء .... ثم توجه إلى غرفتهم بعد أن وجد الصاله خاليه من أى شخص بالبيت
فتح الباب بهدوء ليصعق مما يرى
وجد خديجه مكومه على نفسها فى السرير تبكى بحرقه أقترب منها سريعاً وجلس بجانبها ووضع يده على كتفها يحاول أن يجلسها وهو يقول
- خديجه مالك فى أيه ... فى حاجه حصلت أنتِ تعبانه ... طيب الولاد فيهم حاجه ... خديجه ردى عليا
لتنظر له بعيونها الحمراء وهى تقول
- إزاى يا عادل ... إزاى أستحملت ... إزاى إزاى
لينظر لها بعدم فهم ولكن قلبه بدأت قبضه قويه تعتصره من الخوف فقال
- هى مين يا خديجه ... وأستحملت أيه أنا مش فاهم
لتحاول مسح دموعها وهى تقول
- أنا لما تخيلت بس أنى ممكن أبعد عن ولادى ... مع اب زيك حنون وطيب قلبى وجعنى ... مبالك بقا هى غصب عنها سابت بنتها مع اب مريض ... حيوان على هيئه بشر .... إزاى كانت عايشه إزاى يا عادل إزاى .
ليدرك الأن أنها تتحدث عن مريم .... ولكن كيف عرفت كل ذلك هو لم يتحدث معها فى ذلك الأمر قال لها بهدوء
- أهدى يا ديجه ... وقوليلى أنتِ عرفتى منين كل ده
اعتدلت فى جلستها ومسحت دموعها وقالت
- كنت فى البلكونه ساعت ما رجعتوا ... ونزلت علشان أطمن عليها لم شفت شكلك متغير وقبل ما أدخل سمعت كلامها ليك ....
أمسكت يديه وهى تقول
- أحكيلى يا عادل أحكيلى كل حاجه يمكن نار الغيره تنطفى ... يمكن أبطل أخاف منها .. يمكن أحس بيها ...أحكيلى
ليمسك يدها الممسكه بيده الأخرى وقبلها بحب
- أوعى تبطلى تغيرى عليا ... خلى قلبك يطمن وعقلك يرتاح لكن أوعى تبطلى تحبينى
وقبل يدها مره أخرى وقال
- هحكيلك .
وبدء فى سرد كل ما حدث لمريم من يوم عملها فى شركة راجى حتى طلاقها وعودتها .
كانت تبكى بحرقه ... وقالت
- وأنا كنت ببعد العيال عنها ... وأنا مرحمتهاش .... عاشت محرومه من العيال طول عمرها .. وأنا كملت عليها
ليربت عادل على قدمها وهو يقول بمهادنه
- متلوميش نفسك يا ديجه ... أنتِ كنتى معذوره ... و هى فاهمه إحساسك ومقدراه .... وعمرها ما لامتك ولا زعلت منك .... أصلاً يا ديجه إللى يعرفك حقيقى عمره ما يزعل منك
رمت نفسها فى أحضانه وبكت بقوه وبعد بعض الوقت ... قالت
- يلا أنزلها هى النهارده محتجالك بجد ... وبكره أنا هعمل الغدا ونتغدا كلنا سوا .... وهبقا أخلى الولاد ديماً ينزلولها .
ليبتسم لها بحب وقال
- خديجه متجيش على نفسك .
لتقول بحب خالص لا يقل يوماً له وبقوه أمرآه شعرت بألم أخرى بداخل قلبها
- أنا مش جايه على نفسى ... أنا رجعت لنفسى .
مر اليوم ليستيقظ زين وهو متخذ قراره
أمسك هاتفه وأتصل على سفيان الذى أجابه بصوت ناعس
- يا ابنى هو حد قالك أنى ببيع لبن ... متصل بدرى ليه كده يا بارد
ليضحك زين بقوه وهو يقول
- عندى قرار مهم وعايز أعرفهولك وأخد رأيك ونتفق
ليشعر زين أن هناك أمر جلل فاعتدل فى جلسته وقال
- خير يا زين فى أيه .
ليجيبه زين قائلاً
- مش هينفع فى التليفون يا سفيان خلال ساعتين هكون عندك فى الشركه ونتكلم براحتنا
ليجيبه سفيان
-خلاص تمام ... هستناك ... وسلملى على أيمن .
وجلس يفكر فى ذلك القرار الذى أتخذه صديقه .
الفصل الثامن عشر
ظل طوال الليل جالسا بجانب سريرها أرضا ممسك بيدها .... عينيه حمراء من شده الغضب والبكاء أيضاً ..... كان يشعر أنه لم يستطع أن يأخذ حقها بعد ...أغمض عينيه لثوانى ثم فتحها ليخرج هاتفه ويفتح ذلك التسجيل الذى يحمل صوت ذلك الحيوان وأعترافه بكل ما فعله
يتذكر جلوسها أرضا وهى تضع يدها فوق أذنيها تمنع وصول صوت ذلك القذر إليها تكلم غالى قائلاً
- من يوم ما أنا وأنت وصهيب بقينا صحاب وأنا بغير منكم صهيب كل البنات بتحبه وتتمنى تكلمه غنى ومعاه فلوس لكن بسيط ومتواضع ... والكل بيحبه .. وأنت كنت متعلق بيه وكنت ديماً بتسمع كلامه
ومن يوم ما أنا أتصحبت عليكم وأنا ملاحظ نظرات ميما ليك
ليضربه جواد بقدمه فى معدته ليصرخ متألما وقال له
- أسمها لسانك القذر ده مينطقوش .. فاهم .
ليهز رأسه بنعم وهو يتألم ليأمره جواد قائلاً
- كمل
حاول تنظيم أنفاسه ثم أكمل قائلاً
- كنت عارف ومتأكد من حبها ليك لكن أنت مكنتش واخد بالك .... كانت على طول بتابعك بعنيها .. ولما كنت تبقا واقف مع صهيب و تمر من جمبكم بنت كنت بتودى وشك الناحيه التانيه زى ما صهيب علمك... كانت ساعتها بتفرح ويبان ده فى عنيها
حاولت معاها كتير أنى أصاحبها حاولت أخدها منك رغم أنت مكنتش تعرف أصلاً أنها بتحبك لكن هى ولا كان فى أى فرصه أن حد يقرب منها او يلمسها
صمت قليلاً ... ولكن صوت بكائها لم يهدئ رعشه جسدها لم تتوقف
أكمل غالى قائلاً
- طول فترة الدراسه مقدرتش أعملكم حاجه ولا أخسركم زى ما أنا طول عمرى خسران
بعد التخرج قدرت أدمر حياة صهيب إللى عملى فيها كل حاجه فى إيده ... عملت نفسى عامل من العمال و خليته يفتكر أنى هقع من الدور الثالث و لأنى عارف أنه ديماً بيمثل دور المثالى كنت عارف أنه هيطلع ينقذنى ولما طلع زقيته من فوق والمهندس العبقرى بقا ولا له أى قيمه ....
ليمسكه جواد من ملابسه وظل يضربه على وجه وهو يقول
- أنت يا حقير إللى عملت كده فى صهيب ... صهيب إللى كان بيساعد أى حد وكل الناس .. عمره ما غلط فى حد ولا جه على حد .. عملك أيه صهيب عملك أيه يا حيوان يا قذر يا سافل
ظل جواد يلهث من الغضب فأكمل غالى قائلاً
- أما أنت ... فأنا أتصلت بيك وقولتلك أنى تعبان وأنت صدقت وجيت على طول .... ولما جيت كنت مجهز عصير وفيه منوم ... ولما نمت فتحت تليفونك وأتصلت بيها .... و... وقولتلها أنك تعبان وادتها العنوان وفهمتها أن الشقه دى بتاعتك وأن أنا جارك وأنك عمال تهلوس بأسمها فجت وأنا كنت مستخبى ورا الباب وأول ما دخلت وشافتك نايم على السرير ضربتها على دماغها وطلبت أبوها وأبوك ... ونيمتها جمبك بعد ما خففت هدومها .
حينها وقفت وتقدمت منه تضربه بكل قوتها ... وهى تقول
- يا قذر يا حيوان يا سافل ... ليه عملتلك أيه علشان تعيشنى الأحساس ده ليه
ليجيبها بحقد وغل
- ده على أساس أنك كرهتيه .. على أساس أنك معشتيش معاه ست سنين وخلفتى منه كمان .... أنا بس إللى خسرت ... أنتو مع بعض وصهيب خطب وسمعت أنه بيفتح شركة هندسه .. أنا إللى هفضل منبوذ ... أنا إللى هفضل ابن حرام ... ومعرفليش نسب
لتشهق ميما بصوت عالى ... ويظهر الذهول على وجه جواد
ليكمل غالى بغل وحقد
- أنا حاولت احسسكو بالنبذ ... وأن الناس تبصلكم من فوق .. او تبص عليكم بأرف ... لكن كل مادا بتمسكوا فى بعض أكتر وبتعلوا أكتر ... أنا بكرهكم ... بكرهكم
لتقف ميما أمامه بقوه وشموخ بعد أن مسحت دموعها وقالت
- أنت فعلاً متستحقش غير الأحتقار والمهانه .... أنت أنسان حقير وواطى ... مكانك تنداس تحت الرجلين ... جواد وصهيب لازم يعلو ويوصلوا لأنهم من جواهم مليان خير ....لأنهم رجاله بجد ... وعلى فكره مش غلطك ولا عيبك أنك متعرفش أهلك مين ... لكن العيب أنك فعلاً تثبت وبكل الطرق أنك عديم الأصل
نظرت إليه باحتقار ثم بثقت عليه وغادرت الغرفه
تقدم منه جواد ووقف أمامه شامخاً رافعاً رأسه إلى الأعلى بكل فخر وقال
- أنا مش هوسخ أيدى بواحد زيك أنا سجلت كل إللى قولته وهبلغ البوليس .
ثم أعاد رفعه من جديد .. ليصبح معلق فى الهواء كما كان حين دلفا إلى الغرفه
خرج إليها ووقف أمامها وجدها تبكى بقهر وحرقه ولكن هناك نظرة ارتياح لمعرفة الحقيقه اقترب منها خطوه لترفع عينيها إليه ... فقال هو بتوتر
- ميما أحنا لازم نتكلم
لتهز رأسها بنعم ثم قالت
- الجرح القديم أتفتح وأتنظف وأتكوى .... وكلامنا هيكون المرهم إللى يداوى مكان الكوى .
استيقظت مريم لتجد عادل يجلس بجانبها وعلى وجهه إبتسامة سعاده أبتسمت إليه بحب قائله
- صباح الخير .
ليقبلها بين عينيها قائلاً
- صباحك ورد وفل وياسمين
ثم وضع يده على معدتها وقال
- وصباح الخير على حبيب بابا .
لتضع يدها فوق معدتها وهى تتذكر ما حدث بالأمس وكل كلماتها التى قالتها ... شعرت بالندم لماذا قالت له كل ذلك ... عادل ليس راجى ....نظرت له وقالت
- عادل أنا عايزه أعتذر لك
لينظر لها باستفهام وقال
- على أيه يا مريم
لتخفض رأسها وقالت
- على كل الكلام إللى قولته أمبارح أنا عارفه ... عارفه و متأكده أنك مش راجى .... بس أنا ... أنا
ليمسك يدها ويقبلها بحب وقال
- مش محتاجه تعتذرى ولا محتاجه تشرحى وتوضحى أنا فاهم وعارف .... يا مريم أنت خبيتى كل ده جواكى .... حبستيه جوه قلبك .... ولما حسيتى بأمل جديد خوفتى ... خوفتى يتحول لكابوس زى إللى فات .... بس أنا عارف ومتأكد أنك عمرك ما فكرتى فيا بطريقه غلط .
لتقترب منه وهى تقول
- عمرى يا عادل عمرى .... أنت عارف أنت عندى أيه ... وعارف وجودك فى حياتى بيعنيلى أيه ... يعادل أنت الأمان والحمايه .. أنت الحب و الأحترام و الاحتواء .... أنت كل حاجه ... كل حاجه .
ليضمها إلى صدره بقوه ودفن وجه فى طيات شعرها ليتنفس عبيره الذى يسكر وقال
- أنا مش هرد على كل الكلام الحلو ده بالكلام .. انا هرد بالأفعال وليكى عندى مفاجئتين
لتنتبه له بكل حواسها ليقول
- أول مفاجأه ... خديجه عزماكى النهارده على الغدا من عمايل إيديها .... وكمان هتخلى الولاد ينزلوا ليكى كل يوم .
لتنظر له باندهاش وسعاده قائله
- بجد يا عادل بجد .... يعنى خديجه لما عرفت أنى حامل مزعلتش .. بجد
لينظر لها بشفقه وقال
- ايوه يا حبيبتى ... بالعكس فرحتلك جداً
لتصفق كالأطفال وهى تقول
- دى أحلى هديه ... بس عايزه أعرف أيه الهديه التانيه
ليمسك يدها وهو يقول
- ناوى أعدل فى كل حاجه ما بينكم يا مريم ... وعلشان كده أنا هوضب الشقه إللى فوق وهخليها متقلش شىء عن شقة خديجه .... وقبل ما تعترضى ... ده حقك وأنا مش هرجع فيه
لتقول له بسرعه
- أنا مش عايزه خديجه تزعل .... وأنا مصدقت رضيت عنى
ليربت على ركبتها وقال
- متقلقيش أنا هتصرف .
لتهز رأسها وهى تلقى بنفسها بين احضانه قائله بخجل
- أنا حامل يا عادل ... يا ترى مهيره هتقول أيه
جالس فى مكتبه ينتظر دخولها إليه .... حين حضر صباحاً كانت تقف معها إحدى موظفات الشركه هو لم ينتبه لها ليعرف من هى ... ولكنه أيضاً لم يستطع رؤية ملامحها يريد أن يراها الأن ... يريد أن يعرف رد فعلها على ما حدث بالأمس .... يا الله كم هى لذيذه وبريئه .
سمع طرقتها الهادئه على الباب فأذن لها بالدخول
وقفت تنظر إليه بحيره فوقف هو واتجه إليها ووقف أمامها لترفع رأسها إليه فقال
- مالك يا ملك فى حاجه .... ساكته ليه
لتظل على صمتها لثوانى ثم قالت بعد أن اخفضت رأسها ونظرت فى الورق الذى بيدها
- الورق ده مبعوت من قسم الإشراف الهندسى وعايزين رد حضرتك
وتحركت من أمامه لتضع الأوراق على سطح المكتب .
وعادت خطوه واحده للخلف ثم قالت
- بعد إذنك
وتحركت لتغادر ولكنه نادها لتقف مكانها ثم نظرت له قائله
- حضرتك تآمر بحاجه تانيه .
ليقترب هو منها وقال بهدوء
- ملك ... أنتِ والدك بيشتغل أيه .
لتهتز حدقة عينيها بخوف شعره هو ولكنه لم يظهر ذلك ولكنه شعر بألم فى صدره لا يعلم سببه
- كان سواق قطر ... ليه
ليبتسم لها وهو يقول
- بس أنتِ قولتى فى أوراقك أنه متقاعد
ليزداد توترها ولكنها أجابته قائله
- ايوه فعلاً ... لأنه حصلتله حدثه ورجله يعنى ... فطلع معاش .
ليهز رأسه بنعم ثم قال
- أنتِ ساكنه فين يا ملك
لتشعر أنها لم تعد تحتمل كل ذلك فقالت بشئ من العصبيه
- هو فيه أيه حضرتك .... أنا عملت حاجه غلط ... لو على حكاية أمبارح حضرتك فعلاً طلبتنى وأجيب التليفون أوريه لحضرتك .
ليرفع يده أمام وجهها يسكت سيل كلماتها وهو يحاول أن لا يضحك فيزيد من قلقها وقال
- فعلاً أنا أتصلت بيكى .... بس والله ما عارف ليه قولتلك كده ...
ثم نظر لها بجديه وهو عاقد حاجبيه قائلاً
- تفتكرى هموت ....
لتشهق بصوت خفيض وهى تضع يدها على فمها وقالت بسرعه
- بعيد الشر عنك يا فندم ... حضرتك أكيد كويس .
ليبتسم لها وهو يقول
- ميرسى يا ملك طمنتينى على نفسى .... تقدرى تروحى على مكتبك .
وتركها وعاد ليجلس خلف مكتبه لتنظر له باندهاش وهى تحدث نفسها
- أكيد ده مختل مفيش حد بيعمل كده غير المجانين .
وتحركت لتغادر الغرفه ..... ليضحك هو بسعاده
كان يجلس أمام صديقه الذى ينظر إليه ببلاهه وقال
- أنا مش فاهم حاجه يا زين ... يعنى أنت عايز أيه دلوقتى
لينفخ زين فى الهواء بملل وقال
- عايز أفتح فرع لشركتنا فى «....» .... وأنت تمسك الفرع إللى هنا وأنا إللى هناك
ليقول سفيان سريعاً
- ليه يا ابنى ما شغلنا هنا كويس ... معتقدش أننا محتاجين الفرع ده
ليجيبه زين بعصبيه قائلاً
- أنا محتاجه ... محتاج أبعد عن البيت ...وعن ذكرياتى فيه ... محتاج أنسى ... محتاج أعيش يا سفيان ... أعيش .
ليشعر سفيان بالشفقه على صديقه هو يفهم معاناته ... صحيح لم يجربها ولا يتمنى يوماً أن يجربها ولكنه حين يتخيل فقط أن يفقد اى من أمه او أخته او زوجته بتلك الطريقه البشعه يشعر أنه سيجن
تكلم أخيراً قائلاً
- طبعاً من حقك تعمل كل ده وأنا معنديش أى مشكله .
صمت قليلاً ثم قال
- بس أيمن له دخل فى الحكايه دى .
ليهز زين رأسه بلا
ولكنه يفكر أن تلك القصيره الماكره هى سبب ذلك القرار فى البدايه هو لن يترك تاره معها لابد أن يكسر غرورها وعندها .... لابد أن يرد لها صفعتها له ... هو زين الملقب فى الدخليه بالثعلب ... تأتى تلك العصفوره وتهينه .
كان ينظر لتعابير وجه صديقه المتتابعه يحاول أن يفهم فيما يفكر ولماذا هذا الصمت الرهيب ولكنه قال أخيراً
- أيمن لسه ميعرفش أصلاً .... بس أنا ... أنا إللى عايز كده
ليقول له سفيان بعد تنهيده طويله
- إللى يريحك يا صاحبى .
كان يعمل بتركيز شديد حين استمع إلى هاتفه ووجد أسم أخته ينير شاشة هاتفه
فأجابها بسعاده قائلاً
- حبيبة قلبى وحشتينى جداً
لتجيبه بأبتسامة سعاده
- وأنت كمان وعلشان كدة أنا عزماك على الغدا الجمعه الجايه .. ومفيش أعذار لأنى عيزاك فى حاجه مهمه
ليجيبها سريعاً قائلاً
- وأنا مقدرش أرفضلك طلب الجمعه الصبح هكون عندك .
استيقظت من نومها لتجده جالسا أرضا بجانب السرير ... ظلت تنظر إليه وهى تتذكر كل كلماته لها وبكائه
وقف أمامها وقال
- أنا من يوم ما شفتك لأول مره ... وأنتِ سكنتى قلبى ... ولما رحت حكيت لصهيب ....قالى أغض بصرى عنك .. واتقى الله فيكى علشان تكونى حلالى فى يوم من الأيام ..... وعلشان كده كنت بتابعك من بعيد .... وأخلى بالى منك ... من غير ما تخدى بالك .... وبعد إللى حصل كلامى يوميها أننا هنتجوز ومحدش هيعرف حاجه ... مش علشان بس لو كنت غلطت فى حقك لأ ... لأنك حته منى ... اتخلقتى من ضلعى .... أنا أولى بيكى من أى حد .... أنتِ بتاعتى أنا .... أنا آسف آسف على كل إللى حصل .... مقدرتش أحميكى من واحد مريض زى الحيوان ده ..... أنا آسف يا ميما .
جثى على ركبتيه أمامها يقبل يديها وهو يبكى بحرقه ظلت تنظر إليه وإلى دموعه التى تغرق كف يدها التى تبرد نار قلبها جثت أمامه وقالت
- أنا كنت بحبك بجنون ... لما تضحك الحياه تضحك فى وشى .... لما ألاقيك مضايق أفضل مضايقه و زعلانه ..... كنت ببقى سعيده جداً بصداقتك لصهيب ... ولما كنا نقف كلنا مع بعض وأسمع كلامه عن زهره كنت بقول يابختها بيه ويارب أكون عندك ولو حاجه بسيطه من مكانة زهره عنده
بعد إللى حصل رغم كرهى ليك ... لكن من جوايا قلبى رافض يصدق أنك تعمل فيا كده
ولما .... لما قربنا من بعض بعد سنه من جوازنا قدام الناس ... وأكتشفنا أنى كنت لسه زى ما أنا ... وأن محصلش أى حاجه من إللى كنا فكرينه .... حسيت أن قلبى أصدق من أى حاجه وكل حاجه ..... تعرف يا جواد ...... أنا عمرى مصدقت أنك ممكن تعمل فيا كده .... وعلشان كده عشت معاك طول السنين إللى فاتت ..... أنا مش آسفه على أى حاجه يا جواد .... مش آسفه .
ليرمى نفسه فى حضنها يبكيان أيام وأيام وجع وخوف شك وحقد ...ظنون سيئه وألام كبيره .
وظلت هى تبكى وتبكى حتى سقطت مغشى عليها ليحملها بين يديه ويضعها فى الغرفه الخاصه بهم فى ذلك البيت فى المنطقه النائيه الذى يحتفظ فيه بذلك الحقير وجلس أرضا بجانب السرير ينظر إليها بحب وأخرج هاتفه ليرسل التسجيل الصوتى إلى صهيب .
الفصل التاسع عشر
كان يقف بجانب أبيه بداخل الشقه التى يتم تجهيزها لتصبح شركة هندسيه .... لم يتبقى سوى أسبوع على ميعاد عرسهم ولابد أن يكون كل شئ على أكمل وجه
قال والده بعد أن أنتهى من وصف ما أنجزه العمال بداخل الشقه
- كده قدامهم يومين بالكتير وكل حاجه تخلص ... ونجيب العفش .. المكاتب ولوازم الهندسه يا بشمهندس .... بس ما قولتليش أنت أخترت أسم الشركه ولا لسه .
ليهز رأسه وهو يقول
- اه يا بابا .... واليافطه هتكون موجوده بعد يومين
أنتبه إلى وصول رساله على إحدى مواقع الدردشه ليفتحها ويصدم بصوت غالى
اهتزت يده التى تمسك بالهاتف ليساعده والده على الجلوس وهو يستمع معه إلى كل تلك الحقائق ... حتى وصل إلى ما يخص صهيب .... ليفجع الأب مما يسمع ... ومما تعرض إليه ولده من كره وحقد من أنسان مريض نفسياً ... أما صهيب فقد تحجرت عيناه وظهر الشرر بها
شعر الحاج إبراهيم أن ابنه ليس بخير فأمسك يده وأوقفه وغادر الشقه وذهب إلى البيت وبعد أن أدخله إلى غرفته أتصل سريعاً على زهره التى حين عرفت ما حصل انهارت من البكاء ذلك الرجل الذى دمر حبيبها لأربع سنوات ... وما زال يعانى .... كل ذلك بسبب الحقد والغل .... وأمراضه النفسيه حضرت سريعاً ودخلت إليه .... وجدته يجلس أرضا .... بعد أن قام بتكسير كل ما يمكن كسره بالغرفه وجدت إزاز منثور فى كل مكان ..... جلست أمامه تنظر إلى وجهه المحتقن من الغضب وعيناه الحمراء وتلك الدمعه الوحيده التى كسرت رجولته غصباً وغادرت عيناه وضعت يدها على يده ليبعدها بعصبيه و هو يدفعها بعيد عنه و يقول
- جيتى ليه أنا مش عايزك أمشى
لتمسك يده من جديد وهى تقول
- أنا مش همشى يا صهيب وأنت عارف كده وبعدين أنت هتخليه يهزمك تانى ... مش كفايه هزمك أربع سنين كامله دافن نفسك فيها هنا جوه الأوضه دى ..... عمى قالى على كل كلمه قالها الحقير ده وقد أيه نجاحك ونجاح جواد بيقتله ..... وبيقهره ... عايزه يغلبك تانى بحقده وغله ... ولا هتغلبه أنت بأصرارك ونجاحك .... صهيب أنت خرجت للدنيا تانى ... أوعى تستخبى تانى أوعى .
حاول أن يقف لتساعده هى وقف ينظر إليها وكأنه يراها وقال
- غالى كان صاحبى ... كنت بخاف عليه وبحبه ... صحيح كنت رافض كل سلوكياته لكن كنت بشوف فيه شىء كويس .... ليه يعمل كده .... فيا وفى ميما وجواد .. عملنالوا أيه
لتحركه بهدوء بعيداً عن الزجاج الذى أزاحته بحذائها .وأجلسته على السرير وجثت أمامه على ركبتيها وقالت
- هو أنسان مش سوى .... إللى فهمته من عمى ... أنه ميعرفش أهله ... وده خلى عنده عقده ... مشفش تربيه صالحه ... ولا حنان وحب زى إللى أنت وجواد شفتوه ... مكنش فى اب وراه يخرج راجل سوى هو كره نفسه لما أتمنى يكون زيكم ومقدرش ... ده مش ذنبك ولا ذنب جواد ..... ده ذنب أهل عديمى المسؤليه ... و اختياره هو .
ظل يستمع إلى كلماتها التى تطفئ نار قلبه وأمسك يدها ليقبلها ولكن وجد بها سائل دافئ لزج فقال بهلع
- أيه ده إيدك مالها
لتنظر إلى يدها التى تنزف بشده وقالت كاذبه
- ولا حاجه ... دى فيها حاجات من إللى أنت كسرتها وملت الأرض
ليقرب يدها إلى أنفه وقال بعصبيه
-ده دم ... أنتِ مجروحه
ثم نادا بصوت عالى على أمه وقال حين دلفت إلى الغرفه
- أمى إيد زهره ارجوكى شوفيها
لتتقدم أمه منها وهى تمسك يدها لتنظر لها بشفقه لتشير زهره لها علامه السكوت بوضع أصبعها على فمها ... هزت الحاجه راضيه رأسها بنعم وقالت
- فعلاً يا بنى بس متخفش جرح صغير .... خليك بس قاعد علشان الأرض مليانه إزاز وأنا هبعت صباح تنضف الأرض بسرعه ... وهشوف جرح زهره وتجيلك تانى .
بعد أن رحل صديقه ظل جالساً فى مكانه يفكر فيها لقد تركها نائمه وغادر .... وتذكر أمس بعد أن أنتهت من الرسم ونزل إلى شقتهم ... وقفت حائره مكانها لا تعلم ماذا عليها أن تفعل لينظر لها بشفقه لثوانى ثم تحولت نظراته لحب جارف حين وقف أمامها وقال
- مهيره مش عايزك تحتارى .... اليوم إللى هيجمعنا فيه سرير واحد لازم يكون يوم يليق بيكى .... لازم تكونى عروستى بجد .... واليوم ده قريب جداً جداً يا مهيره .
ثم أمسك يدها وتوجه بها إلى غرفتها فتحها وقبل جبينها ويدها وقال
- أنا النهارده أسعد راجل فى الدنيا .... شكراً يا حبيبتى ... شكراً على حبك وثقتك فيا .... شكراً على كل المشاعر الحلوه إللى عشتها معاكى النهارده .....
ثم أقترب منها ليخطف شامتها التى يعشقها ليقبلها بشغف وهو يداعب طابع الحسن بيده ويده الأخرى تتوغل بداخل غابات شعرها ابتعد عنها لحاجتها للهواء وعلى وجه إبتسامة عاشق لتبادله النظرات بحب قوى لا يكذبه أحد .... ليبتسم لها وهو يدفعها إلى داخل الغرفه وهو يقول
- يلا نامى علشان أفضل راجل محافظ على وعده بدل ما أطلع عيل دلوقتى ... وهيكون منظرى نيله خالص .
أغلق الباب سريعاً ليسمع صوت ضحكاتها فقال
- نامى يا بنت الناس خلى اليوم يعدى على خير
لتقترب هى من الباب وتقول
- حاضر ... تصبح على خير
ليجيبها من كل قلبه وروحه .
- وأنتِ كل أهلى .
ليبتسم فى سعاده اقترابها منه بذلك الشكل حلم كان يخشى عدم تحققه .... ولكنها الأن بين يديه تحبه وتثق به
متأكد من أنها لم تصبح من داخلها سليمه بالكامل ... نعم هى أمنت بحبه وثقت به صدقت حب وآمنت به ولكنها مازالت تعانى من نقص فى الثقه .... هو متأكد مع أقرب موقف ستقف خائفه من النبذ ... عليه أن يزيد من ثقتها بذاتها ... وكانت فكره المرسم أول خطوه .... والباقى يأتى .
عاد زين إلى بلدة صديقه ووقف أمام مقر شركته يتوعد تلك القصيره دلف إلى الداخل وهو يدعوا فى سره أن يلاقيها ووقتها لكل حادث حديث
وقف أمام المصعد كالمره السابقه ولكنه لم يستمع لصوت خطواتها ... ولا حتى تلك الأنفاس الرقيقه
أنتبه إلى نفسه قائلاً
- بقا هى أنفاسها رقيقه يا زين ... إحنا هنكدب من أولها
دلف إلى المصعد وطلب طابق صديقه ... وحين خرج منه وجدها تحمل بعض الملفات وتتوجه إلى إحدى المكاتب ظل على وقفته يتابعها ... رقيقه صغيره ... باسمة المحيا ... ملابسها محتشمه وحجابها طويل .خطواتها دائماً يشعر بها متعثره رغم ثباتها .... تابعها بعينيه حين عودتها ليراها تدخل إلى قسم المحاسبه ... تحرك ليسأل الفتاه التى كانت تحدثها قائلاً
- لو سمحتى الأنسه إللى كانت هنا أسمها أيه
لتنظر له بشك ... فقال لها سريعاً
- أصل فى حاجه وقعت منها وعايز اديهالها ... ومش عايز أحرج نفسى بس وأنا معرفش أسمها أيه
لتقول له الفتاه بأبتسامه لبقه
- فرح قسم المحاسبه .
ليبتسم بتشفى وشكرها ورحل سريعاً .
جلس أمام صديقه يخبره بكل ما قرره .... ليشجعه أيمن وأخبره أن فى نفس المبنى يوجد مكتب خالى يمكنه أن يأجره .
- بجد يا أيمن دى فرصه هايله .. ويا سلام بقا لو فى شقه كده قريبه من بيتك كمان
ليقف أيمن سريعاً وهو يقول
- طيب وليه .. ما شقتى موجوده ... ليه تأجر ... ليه تقعد لوحدك وأنا قاعد لوحدى
ليبتسم زين وهو يقول
- متشكر يا أيمن .... بس
- بس أيه
ليقول زين بحرج مصتنع
- كنت عايز منك خدمه صغيره .
ليجيبه أيمن سريعاً وهو يربت على ركبته قائلاَ
- أنت تآمر يا زين كفايه وقفتك جمبى فى الموضوع إياه .
ليرتبك زين لثوانى ثم قال
- بلاش سيرة الموضوع ده أنا بحاول أنساه ... المهم ... فى بنت بتشتغل هنا أسمها فرح فى قسم المحاسبه .... أنا عايزها معايا فى الشركه على مااظبط الأمور .
لينظر له أيمن بشك ثم قال
- أنت تعرفها يعنى
لينفى قائلاً
- لأ خالص أنا بس شفتها كذا مره هنا فى الشركه ... وسمعت حد نداها بأسمها .. بنت ملتزمه ...و محترمه .... يعنى مناسبه للشغل معايا .
ظل أيمن ينظر لصديقه طويلاً ثم قال .
- تمام يا زين ... بس زى ما أنت قولت هى محترمه وملتزمه وبقالها سنين بتشتغل معايا هنا ... ومش هقبل ابداً بأى تجاوز معاها .
ليقف زين أمام صديقه وأمسكه من ملابسه ليقف هو الآخر وقال
- أنا زين الجاسم محتاج أنك تقولى الكلام ده
ليبعد أيمن يده عن ملابسه ويعيد ترتيبها وهو يقول ببرود يشابه برود صديقه
- زين الجاسم لأول مره يكذب .
وتحرك من أمامه ليمسك الهاتف قائلاً
- ملك لو سمحتى أطلبيلى الأنسه فرح قسم المحاسبه .
رغم معرفتها بأن خديجه هى من ستهتم بأمر وجبة الغداء إلا أنها لم تستطع أن تظل جالسه ... وقفت تعد الكب كيك لأن محمد يحبه ... و قامت بإعداد الجيلى من أجل مريم ... وصنعت قالب كيك كبير من أجل محمود و عادل .... و وقفت تعمل بجهد شديد فى صنع صينية البسبوسة بالمكسرات التى تعشقها خديجه
في نفس الوقت كانت خديجه تتمم على مذاق الطعام فالقد أعدت اليوم وليمه كبيره على زوق جميع أفراد العائله .
نادت بصوت عالي على محمد قائله
- أنزل إسأل طنط مريم عندها لمون ولا لأ لأن إللى عندى خلص
ليشعر محمد بالغرابه ولكنه نفذ كلمات أمه ونزل وطرق باب مريم لتفتح الباب له بأبتسامه رائعه وقالت
- تعالى يا محمد .
ليشعر بالغرابه هو أخيه توأم متماثل حتى والده أحياناً يختلط بينهم فقط أمه من تميزهم بسهوله
لاحظت وقوفه وعلامات الاندهاش تملئ وجهه فقالت
- مالك يا حبيبى فى حاجه
ليقول لها ببرائه
- هو حضرتك عرفتينى إزاى .
لتبتسم وهى تقول
- أنت شعرك أنعم من شعر محمود ... ده غير أن أنا سمعت ماما وهى بتنادى عليك .
ليهز رأسه بنعم ثم قال
- ماما بتسأل عند حضرتك لمون لأن إللى عندها خلص
لتمسك يده وتدخله وهى تقول
- اه عندى تعالى ... بس أنا عايزه منك خدمه ممكن
لم يجيبها ... لتنظر له قائله
- هتساعدنى .
ليهز الطفل رأسه قائلاً
- أكيد .
لتمسك علبه كبيره بها الكب كيك تعطيها له وقالت
- طلع دى لماما ... وأنزلى تانى .
نظر إلى العلبه ثم لها وقال
- بس ماما
لتقول له بهدوء وابتسامه ناعمه
- أستأذنها لو قالتك لأ خلاص متنزلش تانى ... متفقين .
ليهز الطفل رأسه بنعم ... وتحرك وبين يديه علبة الكب كيك وكيس صغير به بعض حبات الليمون .
*********************************
صعدت مريم بمفردها رافضه أن تصعد مع عادل حتى لا تشعر خديحه بأى سؤ مهما كان
كانت تحمل بين يديها صينية البسبوسه التى لم تعطيها لمحمد مع باقى الأغراض التى نقلها هو نيابه عنها
استقبلتها خديجه بترحيب حزر ولكنه جيد
وقفت مريم أمامها قائله
- عارفه أنك بتحبى البسبوسه ... حبيبت أشكرك على تعبك النهارده ... وأقولك تسلم إيدك .
مدت يدها بالصينيه لتمسكها منها خديجه بسعاد حقيقيه فكم تعشق البسبوسة وقالت
- تسلم إيدك أنتِ كمان
نظرت إلى الأولاد وقالت
- تعالو يا ولاد سلموا
كان يتابع ما يحدث بصمت لا يريد التدخل فهو يشعر بالتوتر بل الخوف ... دعى الله فى سره أن يعينه ويمكنه من عدم جرح إحداهما .... يعلم أن مريم لا تشعر بالغيره . . بل يعلم كيف تفكر ... هى لا تريد سوى بقاه بجانبها وفى حياتها ... وأيضاً لا تريد أن تخرب علاقته بخديجه ولا بأولاده ويعلم أيضاً بغيرة خديجه التى تدل على حب كبير كيف يلومها عليها
لاحظ سلام محمد المريح نسيباً على مريم وبعده سلام محمود المتحفز ... وبعدهم تقدمت الصغيره لتقف أمامها تنظر إليها بتمعن ثم قالت
- هو إحنا ليه أسمنا زى بعض
لتنظر مريم إلى خديجه وقالت
- ماما تقولك يا حبيبتى
لتنظر الصغيره إلى أمها تنتظر الإجابة لتشير لهم خديجه حتى يجلسوا وهى تقول
- تعالى نقعد وأحكيلك .
كانت تتذكر شجارها الأخير مع عادل بسبب مريم ... كانت تشعر بنار تحرقها ....فمن وقت معرفتها بجنس الجنين وهى تخشى أن يفكر فى أن يسميها على أسمها ولكنه لم يتكلم لم يقل يوماً وهى تريد أن ترتاح
انتظرته حتى عاد إلى المنزل وجلست أمامه قائله بهدوء مصتنع
- مقولتليش هنسميها أيه
ووضعت يدها على بطنها البارزة لينظر لها بنظره متفهمه قائلاً
- قولى اقترحاتك وأنا أختار
لتندهش من إجابته ولكنها قالت
- لسه مش عارفه قولى أنت كده يمكن إختيارك يعجبنى
ليدعى التفكير للحظات ثم قال
- أيه رأيك ..... فى شمس .... او ... هبه .... او يارا .... او ممكن منه
كان مع كل أسم ينطق به كانت تشعر بالاندهاش .... هو لم يذكر أسمها من قريب او بعيد
هى لم تعد تحتمل .. تعلم أنها غبيه أن سألته ولكنها تريد أن ترتاح أن يتوقف عقلها عن فرض الصور والتخيلات عن رغبته فى تسميتها على أسمها فقالت باندفاع
- يعنى قولت كل الأسماء دى ومقولتش أسمها عايز تقنعنى أنك مش بتتمنا أنك تسميها على أسمها
ظل ينظر إليها كثيراً ثم قال
- للدرجه دى شيفانى ندل وخسيس ... أنا لا يمكن أجرحك جرح زى ده... لأنى عارف ومتأكد أن ده هيوجع فعمرى ماهعمله ... أنا مش عارف ليه لحد النهارده مش عايزه تصدقى أنى بحبك .. ولا يمكن أجرحك .
عادت من ذكرياتها على سؤال ابنتها فقالت
- يوم ما ولدتك كنت حاسه بنشاط وطاقه فقررت أنزل أجيب شوية طلبات للبيت ..... نزلت ولفيت واشتريت ... وأنا راجعه حسيت بوجع جامد ومكنتش قادره أتحرك كنت واقفه جمب سور كبير سندت عليه وحاولت أكتم صوت صريخى بس مقدرتش صرخت بصوت عالى فجأه لقيت واحده مسكانى وبتساعدنى .... ولقيت نفسى داخل المسجد إلى كنت سانده على السور بتاعه .... إللى ساعدتنى أولد كانت راهبه بس عندها خبره لأنها كانت دكتوره قبل ما تترهبن ....
صمتت قليلاً وكان كل من عادل ومريم يستمعون إلى الحديث وعلى وجههم إبتسامه هادئه وكان عادل يتذكر ما حدث حين أتصلت به ووجد من يحدثه شخص آخر غيرها ... وأخبره بما حدث ليركض إليها سريعاً ... وكان الأولاد الثلاث يستمعون بتركيز شديد ... أكملت خديجه حديثها قائلاً
- كنت فى عز ما أنا بتألم وبقول يارب ... يارب ... كانت هى بتقول يا مريم يا عذراء .... وفى دقايق كانت الأنسه فى حض الراهبه دى
صمتت لثوانى ثم قالت
- عيونى كانت عليها فى كل حركه بتعملها معاكى إزاى حضنتك ولفتك بخمار أبيض واحده من المسجد جابته ..... وأنتبهت أن فى ستات كتير واقفه جمبى غير واحده قاعده جمب دماغى ... وكانت بتقرأ سورة مريم ... غمضت عينى لثوانى وفتحتها لقيت الراهبه قاعده جمبى وضماكى لحضنها وهى بتقول
- بسم الرب ملاك .... اتولدت جوه المسجد .... وعلى سورة مريم العذراء الرب يبارك فيها
داعبت شعر مريم الصغيره وقالت
- ووقتها قررت أسميكى مريم .
ضحك عادل بصوت عالى ثم قال
- والحمد لله أن هى إللى قررت
لتضحك مريم وهى تقول
- بس يا عادل أى حاجه وكل حاجه من حقها ... و كان لازم هى إللى تقرر
لتقف خديجه متخصره وقالت بغرور مرح
- طبعاً كله قرارى أنا ... أنا سيدة القصر
ليضحك الجميع على ذلك المرح الذى لم يعتاد أحد منهم عليه من قبل
وضع يده على الهاتف ليقطع اتصاله بسكرتيرته وقال
- مش دلوقتى يا أيمن .
لينظر له أيمن بشك ... ليقول له موضحاً
- أنا لسه ما ماجردتش المكتب ولا عملت أى حاجه هنقولها ليه من دلوقتى .. أنا بس حبيت أن أنت تكون عارف من الأول
ليهز أيمن رأسه بنعم ....ثم قال
- تمام يا زين ... تمام
خرج زين من مكتبه ليستدعى أيمن ملك قائلاً
- لو سمحتى يا ملك عايزك تأجلى أى مواعيد عندى يوم السبت الجاى لأنى مسافر الجمعه ومش عارف هرجع السبت ولا لأ .
لتهز رأسها بنعم رفع عينيه إليها وقال
- أيه يا ملك مش بتردى ليه .
لتقول سريعاً
- آسفه يا فندم .. حاضر أوامر تانيه
ليأخذ نفس يملئ به رئتيه عله يهدء وقال
- لأ مفيش طلبات تانيه ... يا ملك
لتتحرك خطوه واحده .... ثم وقفت مكانها من جديد ونظرت إليه قائله
- باشمهندس كنت يعنى
لينظر لها باهتمام قائلاً
- خير يا ملك عايزه أيه
لتقول بخجل
- ممكن بس يعنى أتأخر بكره ساعتين بس
ليقطب جبينه وهو يقول باهتمام
-ليه ... أيه السبب يعنى .
اخفضت رأسها وقالت
- لازم أروح مع ماما بكره المستشفى علشان عندها جلسة غسيل كلى .
ليتحرك ويقف أمامها قائلاً
- ألف سلامه عليها .... مفيش مشكله ..متشليش هم .
لتنظر له بأبتسامه بسيطه وقالت
- شكراً لحضرتك .. عن إذنك
ظل ينظر إلى مكانها الخالى وهو يشعر بشعور غريب لم يفهمه
مرت الأيام سريعاً وكان زفاف زهره وصهيب بسيط ولكنه راقى وملئ بالسعاده ..... كانت زهره تجلس صباحاً على سريرها تنظر إلى صهيب النائم بجانبها تذكرت تفاصيل ليلتها أمس وكم كان رقيق محب كم كانت هى متشوقه ومتلهفه لقربه ... كم من مره داعبها بكلماته الرقيقه .... ولمساته الناعمه .... كم من مره سألها هل هى بخير .... كم كان مراعى وحساس .. سعيده هى حقاً تشعر أنها تطير فوق السحاب اقتربت منه تقبله برقه وهى تداعب شعره القصير ..... حين بدء يتململ فى نومه .... لتقول له بهدوء ... بصوت يملئه الإغراء
- حبيبى أفتح عينيك ... وحشتنى .
وأحنت رأسها لتقبله قبله صغيره على شفتيه ليحولها هو لقبله طويله متملكه ومتطلبه استجابت هى لها بكل جوارحها .
كانت تنام على صدره بعد أن أخذها إلى عالمه الساحر المليئ بالحب .... تداعب أصابعه أصابع يدها لتقول له
- أنا مش قادره أصدق ... أنا وأنت والحب .
لتضحك بخجل فطرى وهى تخبئ وجهها فى صدره ليقول لها
- مكسوفه من أيه هو أنا شايفك ... وبعدين إزاى مسكوفه أومال مين إللى كانت معايه من شويه مجنونه ومنفتحه .
لتضرب صدره بقوه قائله
- أيه الإحراج ده .... أنا وأنا فى حضنك بنسى أنا مين ... وبعدين أنت جوزى حلالى حبيبى .... وملكى وأعمل فيك إللى أنا عايزاه.
ليضحك بصوت عالى وهو يقول بتقرير
- فى ده معاكى حق أنا جوزك حلالك وملكك ومن حقك تعملى فيا كل إللى نفسك فيه .... ما هو لو معملتيش معايا أنا هتعمليه مع مين يعنى .
قال الأخيره بلهجه تحزيريه شريره مصاحبه لشد بعض خصلات شعرها
لتضحك وهى تقول
- طبعاً طبعاً ... هو أنا قولت حاجه
كان نائم بجانبها يستند على يده ينظر إلى ملامحها الهادئة الرقيقه ... أبتسم بحزن وهو يتذكر خوفها منه ... وخجلها ... ترددها الذى شعره بكل حواسه ..ولكنه رفض أن يرجع إلى الخلف من جديد .. لقد نفذ وعده وأقام لها حفل زفاف صغير .. صحيح لم يحضره أحد غيرهم ولكنه جعلها ترتدى فستان الزفاف كأى فتاه وجعل لها به ذكريات رائعه وتلك الصور ستذكرهم بذلك اليوم دائماً
أمسك خصله من شعرها ليتذكر بعد أن أصبحت زوجته قولاً وفعلاً .... خجلها الذى لم يجعلها تستطيع النظر إليه او هكذا كان يفكر .. حتى صدم بما داخل عقلها من أفكار حين قال لها
- أخيراً يا مهيره ... بقيتى بين أيديا وفى حضنى ... أخيراً النجمه العاليه سمحتلى ألمسها ... وأقطف من نورها .
لم تجيبه بل شعر بها تخبئ نفسها فى حضنه ظن أنها خجله فقال
- متتكسفيش يا حبيبتى .... أنا وأنتِ دلوقتى بقينا واحد ... والكسوف مبقاش له مكان ما بينا .
ليسمع صوت بكائها التى تحاول كتمه بصعوبه ليعتدل فى جلسته ويجلسها أمامه ينظر إلى وجهها المحتقن من محاوله كتم بكائها فقال بقلق
- مالك يا حبيبتى ... فيكى أيه ... أنا أذيتك ... تعبانه .. بتتألمى
لتهز رأسها بلا ليقول بقلق واضح
- طيب ليه ده كله أيه إللى حصل
لتنظر له بخوف جعله يشعر بالصدمه وازداد باندهاش صادم حين قالت
- عايز تفهمنى أنك أتبسط معايا وانى أنا طلعت ست كامله أقدر أسعد راجل زيك
كانت علامات زهول ترتسم على ملامحه ... وشعور داخلى بالقهر ... وصدمه بالغه افقدته النطق للحظات ..... قال بهدوء لا يعرف من أين أتى به
- أنتِ بتقولى أيه ... حرام عليكى يا مهيره أنا كنت فى سابع سما ....
أمسك يدها يضعها على قلبه وهو يقول
- أسمعى قلبى ... طيب بصى فى عينى .... أسمعى نبرة صوتى وأنا جمبك ... يا مهيره أنا النهارده ملكت الدنيا يوم ما أمتلكتك .... أنا وأنا بين أديكى كنت حاسس أن الدنيا كلها بين إيديا .. وأنا فى حضنك .. كنت حاسس أن أنا ملك زمانى ومفيش حد قدى .... مهيره ارجوكى ثقى فيا وفى حبى ... أرجوكى سيبى نفسك ليا وخرجى من جواكى أى خوف .... أنا شايفك بعينى ست الستات .. وقبل الليله دى كنتى ملكة البنات .
أرتمت فى أحضانه تبكى بحرقه وقوه وهو يربت على ظهرها بحنان حتى هدأت تماماً ثم أبتعدت عن حضنه لتقبل يده وجبينه ووجنتيه ثم ظلت تنظر إلى شفاه ليبتسم بشقاوه وهو يرفع حاجبه الأيسر ... حتى اقتربت منه دون أن تنظر إلى عينيه وقبلته قبله خجله صغيره تركها تفعل ما يريحها ... أشعرها باستجابته وسعادته بما تفعل
لتبتعد تنظر إلى عينيه بخجل لتجد إبتسامة عشق رائعه على وجهه لتقول بخجل
- أنا عارفه أن عقدى ساعات بتضايقك ... بس أنت أستحملتنى الفتره إللى فاتت ... أستحملنى شويه كمان ... و أوعدك أنى أحاول بجد أنى أنسى كل الألم والخوف واليائس إللى كنت فيه ... أنا بحبك بحبك جداً ونفسى أسعدك .
ليضمها الى صدره وهو يقول
- وأنا بحبك جداً ... لو صدقتينى بجد هترتاحى وعمرك ما هتخافى ولا هيجى فى بالك أى حاجه من إللى بتضايقك دى .
كان يتحدث مع صديقه عبر الهاتف يطمئن عليه .... فلقد أهدى صديقه رحله إلى منطقه ساحلية هادئه ... فبعد ما حدث مع غالى وكل تلك الأحقاد والغل الذى كان بداخله والتى لم يكن يتخيلها ..... وبعد أن أخبره بما حدث ... وثورته وغضبه الذى طاله و طال زهره لبعض الوقت قبل أن تستطيع أن تسيطر عليه من جديد وتعيده لنفسه مره أخرى .
- طمنى عليك يا صاحبى .. رفعت راسنا ولا أيه
ليضحك صهيب بصوت عالى ثم قال
- وأنت مالك أصلاً ... وأرفع راسك أنت ليه أصلاً
ليقول جواد بجديه مضحكه
- يا ابنى أنا بتكلم بالنيابه عن معشر الرجال جميعاً .
ليضحك صهيب مره أخرى ثم قال
- طيب يا أخويا طمن معشر الرجال .
ليصمت الصديقان لثوانى حين قال صهيب
- ميما أخبارها أيه
ليتنهد جواد براحه ثم قال
- بدأت تهدى ... ضحكتها بقت أصفى .. سعيده على طول ... وديماً تقولى أنها بتحبنى .
ليقول صهيب بسعاده
- الحمد لله ... أنا بجد حسيت بصدمه كبيره لمجرد التخيل ما بالك بيها هى وهى عاشت كل الكذب والحقد ده
ليقول جواد بتقرير
- معاك حق ... أنا كمان ارتحت جداً يا صهيب ... جداً
أحساس أنك ممكن تكون أرتكبت زنا ده صعب جداً يا صاحبى حتى بعد ما أنا وهى فعلاً بقينا زوج وزوجه وأكتشفنا أن هى زى ما هى ماجاش فى بالنا ولا تخيلنا أنها ممكن تكون لعبه حقيره اووى كده من حد زى غالى .
ليقول صهيب بتحذير
- خلاص يا جواد بلاش تفضل تتكلم فى الموضوع ده ... أنساه وعيش وخليها هى كمان تنساه
ليجيبه قائلاً
- أنت معاك حق ... بس صحيح مقولتليش أخبار آنسه زهره أيه
قالها بمشاغبه ضاحكه ليجيبه صهيب
- شكلك كده زهقت من لسانك ونفسك تخلص منه .
ليضحك جواد بصوت عالى وهو يقول
- خلاص يا عم أنا آسف .. أسيبك بقا لحسن العروسه تقلب عليك .. سلام يا مشرف معشر الرجال .
الفصل العشرون
كانت عائده من عملها مرهقه فاليوم قامت بعمل إضافى حتى تستطيع الذهاب مع والدتها إلى جلسة غسيل الكلى .... رغم تفهم مديرها ... ولكن لم ترد أن تكون مقصره فى أى شىء ... هى تتقاضى أجراً كبيراً وفى الحقيقه ذلك الأجر يساعدها كثيراً وهى ليست على إستعداد لخسارته .... كادت أن تصل إلى البيت حين سمعت صوته البغيض من خلفها
وقفت مكانها ترتعش خوفاً ولكنها لم تظهر ذلك على ملامحها
وقف أمامها ينظر إليها بشر وضحكه سمجه ..... وقال
- يا أهلاً يا أهلاً بست الحسن و الجمال .... راجعه متأخره ليه يا مزه .. مش معادك ده ... ولا أنتِ بتتسرمحى بعد الشغل
كان قلبها ينتفض بداخل صدرها خوفاً ولكنها أجابته بصوت ثابت نسبياً
- ميخصكش .
ليقترب منها حتى لفحت وجهها أنفاسه الكريهه قائلاً
- يخصنى ونص .. ولا أنتِ نسيتى
قال الأخيره بحركه موحيه وأشاره من عينه لكتفها .
شعرت وكأنها فى ذلك اليوم ... وكل ما حدث فيه يتكرر من جديد ..نظرت إليه وقالت
- أوعى تكون فاكر أنى هخاف منك .... أنا مبقاش عندى حاجه أخسرها وممكن أقتلك أنت فاهم ... أبعد عنى أحسنلك .
وغادرت سريعاً قبل أن تفقد شجاعتها وتبكى خوفاً حتى عبرت باب البيت لتغلقه بقوه وتستند عليه تبكى ... تريد أن لا يلاحظ أحد عليها أى شىء ... فلن يزيدهم هذا إلا ألماً .... وكان هو يتابعها بعينيه وهو يتأمل كل انش فى جسدها ويتوعدها بداخله .... وعينه تخترق مفاتنها الذى يشتهيها ويتمنى أن يمتلكها بين يديه .... قال بصوت خفيض
- قريب اووى ... هجيبك زحفه وتبوسى جزمتى وتتمسحى فى رجلى زى القطط
كان ذلك الواقف بعيد يتابع ما يحدث دون فهم لأول مره يرى مكان كهذا .... منطقه شعبيه بسيطه للغايه .. بيوتها متراصه بجانب بعضها ... ومتقابله بشكل قريب جداً .... الأطفال تملئ ذلك الشارع الضيق بين البيوت ... وبعض السيدات تجلس على أبواب هذه البيوت تعمل شىء ما هو لم يرى جيداً ... ولكن هناك سر كبير لدى تلك التى خطفت قلبه
كان يجلس مع السيده نوال وجودى .. و أواب لتناول وجبة الإفطار بعد إصرار نوال وجودى على بقاء أواب معهم بالبيت حتى زفافهم ... بدلا من حياة الفنادق الغير مستقره
نظر إلى نوال وقال
- على فكره أنا أتصلت بابنك علشان أستأذن يعنى قبل ما اجى بس هو مردش عليا ... عامل فيها عريس
لتنظر له نوال بطرف عينيها وهى تقول
- ايوه عريس طبعاً ... وأحلى عريس فى الدنيا ... ربنا يسعدهم ... وبعدين أنت عايز إذن ليه ما أنا موجوده يا واد ولا أنا مش ماليه عينك .
ليقبل يدها وهو يقول
- ده أنتِ تملى عين التخين ... وأنتِ الخير والبركه .. بس الأصول أصول يا نونو .
لتضحك وهى تقول
- لا يا حبيبى وأنت سيد من يعرف فى الأصول
لتضحك جودى ويشاركها أواب الضحك حين قالت
- تعالى نسيب عواجيز الفرح دول مع بعض .. وندخل أحنا جوه نكمل لعب .
لتغادر وهى تغمز لحذيفه جعلته يستشيط غضباً وقال
- شايفه يا نونو عمايل بنتك ... ديماً كده ركنانى على الرف ... طيب تعتبرنى أواب وتلعب معايا ... أنا عايز ألعب عريس وعروسه يا نونو بقا تعبت .
لتضحك نوال بصوت عالى وهى تقول
- يا ابنى أعقل أنت دكتور جامعى ... خليك وقور واهدى كده مينفعش
لينظر لها بشر وهو يقول
- جوزينى يا نوال
لتقول بتقرير
- خلص شقتك بسرعه
ليقف سريعاً قائلاً
- أسبوع وتكون خلصانه
لتضرب كف بكف وهى تقول
- لا حول ولا قوه إلا بالله يا ابنى أسبوع أيه بس ...
نظرت له ثم قالت
- خلص الشقه وتتجوز بعدها بأسبوع ماشى .
جالس يفكر فيها حين رآها اليوم بعد أن غادر مكتب صديقه كانت تتحدث فى الهاتف وتبتسم وتقطب جبينها. . وتضحك شعر بشعور غريب أراد أن يعرف من ذلك الشخص التى تحدثه هل من الممكن أن تكون مرتبطة ... اقترب بهدوء ووقف خلفها ليسمعها تقول
- وبعدين معاك بقا يا أبو حميد ... هى الست أمينه تضايقك ترخم عليا أنا .... وبعدين يا سى السيد فين سلطاتك
لتضحك بعدها وهى تقول
- خلاص أنا هكلمها ... بس كده بقا ممكن هى تقولك لم هدومك وعلى أمك
لتضحك مره أخرى وهى تقول
- خلاص خلاص .. متزعلش كده .... أنت حبيبى يا أبو حميد .
صمتت لثوانى ثم قالت
- الله يرحمه .. لأ طبعاً فاكره يا بابا وقراءت له الفاتحه
بعد ثوانى قالت
- أنت عارف اليوم ده ماما بتكون عصبيه جداً .. خلينا نستحملها .. وأنا هكلمها واخليها تقلب عليا أنا
لتضحك بصوت عالى وهى تقول بمرح
- لا داعى للمدح دعونا نعمل فى صمت .
كان يستمع إليها باندهاش .. كم هى مرحه .. ولكن من الواضح أن اليوم ذكرى وفاة شخص من أقاربها .... ولكن من هو يا ترى ... ولكنه أبتسم لعلاقتها بوالدها ... فيبدوا أنها مقربه منهم بشده
أنتبه لها عائده إلى مكتبها فاختبئ جيداً حتى لا تراه ... هو يريد أن يختفى عن عينيها تلك الأيام حتى ينتهى من كل شىء .... وليرى وقتها ما هو رد فعلها على عملها معه .
جالسه فى غرفتها تتذكر ما حدث معها منذ أكثر من سنتين ... كانت عائده من عملها الجديد ... حين سرقت حقيبة يدها لتصرخ بصوت عالى مستنجده بأى شخص وبعد عدة دقائق كانت فقدت الثقه فى أن يكون أحد لحقه .
و بدأت فى التحرك لتعود إلى بيتها لتسمع صوت من خلفها يلهث وهو ينادى
- يا آنسه .. يا آنسه .
لتقف تنظر إلى الخلف فوجدت شاب بملابس بسيطه وقف أمامها يلهث وقال
- اتفضلى شنطتك
لتمسك الشنطه بسعاده وقالت
- أنا متشكره اووووى ... تعبتك
فابتسم لها وغادرت سريعاً
أغمضت عينيها وهى تفكر ليتنى لم أنتظر ... ليتنى لم ألتقى به لتضع يدها على كتفها وهى تبكى قهراً .... وخوفاً
جالسه على البحر تنظر إليه بسعاده وأصابع يدها تداعب خصلات شعره الناعمه ... ظل الصمت بينهم هى تنظر للبحر وهو ينظر إليها
حتى قالت بهدوء وبصوت يسكنه الألم
- تعرف أن عمرى ما شفت البحر ... كان ديماً بابا مشغول وبعيد عنى .. ده غير كل الأحداث إللى حصلت واللى أنت طبعاً عارفها .... كنت ديماً بحلم أشوفه وأقعد قدامه
حاول أن يغير تفكيرها وقال
- ده أنا قولت أكيد حسيتى بالملل ... وكنت هقولك نروح مكان تانى ... هنا مفيش غير أنا والبحر
لتنظر له وهى تقول بحب أسعده جداً ولمس قلبه
- وأنا مش محتاجه أكتر من من كده .. لأن فى الأساس أنت لوحدك كفايه .
ليقف سريعاً ثم حملها بين ذراعيه وقال
- طيب تعالى لما أخد كفايتى أنا كمان .
لتضحك بصوت عالى وهى تلف ذراعيها حول رقبته قائله
- وأنا تحت أمرك .... بس أنا كمان محتاجه أخد كفايتى
ليضحك بصوت عالى وهو يغلق باب الشاليه بقدمه وقال
- حبيبتى تأمر وأنا عليا أنفذ .. أنا أطول أوصل مولاتى للأكتفاء ..... ده أنا أتمنى ... ويكون يوم سعدى وهنايا
ووضعها على السرير وبدء فى مرحلة التقبيل من قدميها مروراً بيدها رقبتها حتى وصل إلى شفتيها ليقول
- تسمحلى مولاتى .
لتجيبه قائله
- مش مسموح لغيرك .
و غرق معها وأغرقها فى بحر عشقه الغير منتهى .
كانت زهره جالسه أمامه فى غرفتهم بالفندق التى حجزه لهم جواد .... تقطع بعض الفاكهه و هى تقول
- أنا لو كنت مسكتها كنت قطعتها زى الفاكهه دى البت البجحه عماله تبصلك وأنا قاعده جمبك ولا عملالى حساب ... لأ وكمان أيه جايه بكل بجاحه تكلمك قال أيه بتسأل على الساعه .... لا وأنت زعلان منى أنى جبتها من شعرها .. ده أنا كان المفروض أرميها فى البحر .
كان يضحك مع كل كلمه تقولها ... وعند قولها الأخير لم يتمالك نفسه ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- يا مجنونه هو أنا أصلاً كنت شايفها .... وبعدين أنت بتغيرى عليا اووى ... يمكن فاهمه الحكايه غلط .
لتمسكه من ملابسه وهى تقول بشر
- أغير ليه أنا أغير على حاجه بحبها وهى مش بتاعتى ... لكن أنت بتاعى ملكى ... بأسمى .. وإللى تقرب من أملاكى انسفها .. مفهوم
ليضحك مره أخرى وهو يقول
- أنتِ عنيفه اووى يا حبيبتى .... أهدى يا حبى أهدى ... أنا ملكك .. وبتاعك ..وتحت أمرك كمان لتجلس مكانها من جديد بعد أن تركت ملابسه وقالت
- أنا لو عليا عايزه انقبك ... بس بقول سيبى الناس تشوف بديع صنع الله .. ويقولوا سبحان الله
ليضرب جانب رأسها وهو يقول
- متنزلى صورتى على الفيس وقولى لو عجبتك أضغط ليك وقول سبحان الله ..... او اشحتى بيا .
لتقول له بهدوء
- بقا معقول القمر ده يتشحت بيه .... وبعدين مين قالك أنى كل لما أشوفك ما بقولش سبحان الله ... يا ابنى أنت من بديع الخالق ... متجيب بوسه .
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- لأ ممكن تخدينى كلى
لتمسك يده وهى تقول
- والله فكره ... تعال تعال ...هحيلك حدوته .
عادت مهيره وسفيان إلى بيتهم بعد قضاء أسبوع من العسل مع وعد بتكرار ذلك قريباً جداً ومفاجئه كبيره .... عادت بسبب قدوم أخيها ورغبتها فى الإنتهاء من كل الأمور المعلقه
كانت جالسه بحضن السيدة نوال وهى تبتسم فى سعاده
كانت السيده نوال تستمع إلى مزحات سفيان مع جودى لترى بعين قلبها مدى سعادة ابنها ... لتشعر بالراحة مالت على مهيره تسألها
- طمنينى عليكى يا حبيبتى
لترفع مهيره عينيها إليها وعلى وجهها إبتسامة سعاده وقالت
- أطمنى عليا أنا كويسه جداً ... بس الأهم تسأليه هو ... ياترى هو مبسوط ولا لأ .
لتنظر لها نوال بحنان ... مازالت مهيره تشعر بعدم الثقه وربتت على كتفها وهى تقول
- بصيله وأنت تعرفى .... اسمعى ضحكته ... ولمعه عينيه ... شوفى نظراته ليكى كل دقيقه ... ابنى سعيد جداً .
جلس أمام أخته ينظر لها بتمعن حين قال
- طمنينى عليكى ... أخبارك أنتِ و حذيفه أيه
لتبتسم بخجل وهى تقول
- حذيفه طلع بيحبنى يا أبيه ... أنا مكنتش مصدقاك ... كنت بشوف تصرفاته وأفكر فى كلامك وأفضل أقول أنك غلطان ... هو عمره ما حبنى ... بس دلوقتى صدقتك ... سفيان حذيفه مش بس بيحبنى ده مجنون بيا
ليضربها على رأسها وهو يقول
- يا بت احترمى أن أنا اخوكى الكبير ... طيب اتكسفى ... ولا خلى خدودك تحمر
لتبتسم بخجل وهى تقول
- يا أبيه أنت مش بس أخويا ... أنت صاحبى وأبويا وكل ما ليا
ليضمها إلى صدره بقوه وهو يقول
- فعلاً أنتِ بنتى وأختى وصحبتى ... وأنا فرحان جداً أنكم سعدا مع بعض .... وهو لو بس فكر يزعلك .. هزعله على نفسه اووى .
كانت تلملم أغراضها حتى ترحل فى نفس اللحظه الذى خرج فيها أيمن من مكتبه ظل ينظر إليها طويلاً ثم قال
- أنا بكره مسافر .... ومش عارف هرجع السبت ولا لأ ... فى جميع الأحوال هنكون على تليفونات
ظلت تنظر إليه بعض الوقت تحاول تجميع عقلها .. هى الأن تشعر بالخوف .. أصبح عاده يوميه أن تراه وأن يعترض طريقها بعد خروجه من السجن ... تشعر بالرعب .. لم تستطيع أخبار والدها ... فماذا سيفعل لها بحالته تلك غير أنه سيشعر بالعجز
كان ينظر إليها ويرى تعابير وجهها التى تتغير كل لحظه وأخرى ... هو يراقبها طوال ذلك الأسبوع ليس لشئ سوى احساسه بخوفها من ذلك الرجل الذى يوقفها كل يوم أسفل منزلها لا يفعل شىء سوى التحدث لبضع ثوان ثم تغادر سريعاً ... فرقع بأصابعه أمام وجهها لتنظر له بنظره استغاثه اختفت سريعاً وهى تقول
- حاضر ... حاضر
زاد أحساسه بأن هناك شىء ما .. وشئ خطير .... فاقترب منها وقال
- فى أيه يا ملك مالك ... فى حاجه حصلت
لتهز رأسها بلا .. وعيناها تقول نعم
ليقول بهدوء
- ملك متخافيش منى ... قوليلى لو فى حاجه وصدقينى هكون قد المسؤليه ...
ظلت تنظر إليه لبعض الوقت ثم قالت
- مفيش حاجه يا باشمهندس كل حاجه كويسه .
وغادرت مباشراً دون كلمه أخرى .
خرج خلفها و سار خلفها حتى وجد ذلك الشخص يقترب منها
حاول الاقتراب قدر الإمكان حتى يسمع ما يقوله لها ...وقف بجانب حائط البيت اللذين يقفون أمامه ليسمعه يقول لها
- أهلاً بست البنات
نظرت له بصمت لثوانى ثم قالت
- هو أنا مش هخلص بقا من ظهورك فى وشى كل شويه ... عايز أيه يا حسان
ليحك رأسه وهو يزوم وكأنه يفكر وقال
- يمكن عايز أشوف طلتك البهيه .... او ممكن لسه بحبك وعندى إستعداد أسامحك على إللى فات
لتقول له بعصبيه
- أنت إللى تسامحنى ... بعد مارمتنى بماية نار ... أنت إللى المفروض تسامح .
صمتت لثوانى ثم قالت
- وبعدين مين قالك أنى ممكن أرجع لك .
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- ده على أساس مين إللى هيقفلى .. ابوكى العاجز ولا أمك إللى بتموت كل يوم من غسيل الكلى .
اقترب منها خطوه وقال بشر
- أنا صابر عليكى ومطول بالى .... لكن لو صبرى نفد مش جسمك إللى هيتشوه ... هخليكى متسويش حاجه فى سوق الحريم ... وهخليكى تكرهى نفسك .. ومتفكريش تخرجى من البيت .
وغادر هو تلك المره ... بعد أن بث الرعب بداخل تلك الواقفه ترتجف كالأطفال
كان مصدوم مما يسمع ... ما هذا ... من ذلك الشخص .. وكيف ألقى عليها الأسيد .... وأين ... ولماذا هى صامته الأن ... كل تلك الأسئله وأكثر تدور بداخل رأسه لينتبه منها ليجد مكان وقوفها خالى .
غادر سريعاً وعقله يعمل فى كل الاتجاهات يحاول حل كل تلك المعادلات برأسه ...
وكانت هى خائفه حد الرعب ... لا تجد أحد لتفيض له بمكنون نفسها وتلقى إليه بكل ذلك الحمل الكبير ... لا تجد من يقف بجانبها يساعدها ويحميها عادت إلى ما حدث من سنتين بعد أن أعاد لها الحقيبه ..... كانت كل يوم تراه فى ذلك الشارع يقف بجانب محل كبير لبيع مستلزمات المطبخ كانت تظن فى بادئ الأمر أنه يعمل به .. وكانت هى تعمل فى شركه صغيره ..... وفى إحدى المرات وقف أمامها وقال
- إزيك يا ست البنات .. يارب تكونى بخير .
لتبتسم بخجل وهى تقول
- الحمد لله ... خير فى حاجه
لينظر حوله ثم نظر إليها وهو يقول
- شكلك مش فكرانى .. أنا إللى لحقت الحرامى ورجعتلك شنتطتك
لتهز رأسها بنعم وهى تقول
- ايوه أفتكرت ... شكراً مره تانيه يا...
- حسان .. أسمى حسان عوض .
لتقول بخحل وهى تحاول إنهاء الحوار
- شكراً يا أستاذ حسان ... عن اذنك علشان أتأخرت
ليقف جانباً وهو يقول
- آسف يا ست البنات ... اتفضلى وفى رعايه الله
لتغادره وعلى وجهها إبتسامه خجله وسعيده
فاقت من ذكرياتها على صوت أمها تنادينا ... لتمسح وجهها الغارق بالدموع وتخرج إليها
كان يقف فى وسط مقر شركته الجديده بعد أن قام بتأجيرها وقام بفرشها بما يليق ... وعمل إعلان فى الصحف ... وقام بكل الإجراءات اللازمه وتعين بعض الأفراد
جلس على الكرسى الخاص به خلف مكتبه وهو يتذكر حين طلب من صديقه أن يستدعى فرح ويخبرها بما اتفقا عليه
حين دلفت إلى الغرفه لم تلاحظ وجوده وجلست تستمع إلى كلمات أيمن ويظهر على ملامحها الاندهاش مع كل كلمه حتى وصل إلى أسمه وأشار إليه
لتقف هى سريعاً وهى تنظر إليه بفزع .. خوف .. رعب .. لم يحدد ما هى تلك النظره التى كانت تنظر له بها .. او ربما كانت نظرة اندهاش واستفهام ... فملامحها الساخره على الدوام .. حتى فى أكثر المواقف جديه لا يستطيع الأن تحديد هوية شعورها ولكن كلماتها أوضحت رفضها للفكره .. وهى تقول
- ايوه يا باشمهندس بس أنا محاسبه مش سكرتيره .
ممكن ملك تقوم بالدور ده
ليقول أيمن بعصبيه لم يفهمها زين
- لأ طبعاً إزاى يعنى .. ملك هتبقا سكرتيره فى شركتين صعب جداً
نظر إلى زين نظره قاتله وهو يقول
- وده وضع مؤقت بس لحد ما الشركه تقف على رجليها .. والموضوع هيكون سهل يعنى هتقومى بالى انت تعرفيه المحاسبه وتنظيم مواعيد زين والشركه .. وأنا عارف أنك قدها
- كانت تشعر بالسعاده من داخلها .. ها هى الفرصه تأتى إليها دون تعب أن تكون بجواره طوال الوقت ... ولكن ما كان يشغلها حقاً لماذا هى بالتحديد وترجمت ذلك بسؤالها
- بس هو اشمعنا أنا ؟
ليجيبها أيمن بهدوء
- لأنى عارفك كويس يا فرح أمينه .. وبتحبى شغلك ... وأكيد هتساعدى زين بكل طاقتك .
أبتسم زين لقدرة صديقه على إقناع أى شخص بالموافقة على ما يريد .ليستمع بالفعل لموافقتها
وقف هو أمامها ومد يده وهو يقول بطريقه غير مريحه
- ان شاء الله ترتاحى معايا على الآخر
شعرت وقتها فرح أنها سقطت فى فخ ما ولكنها لم تدرك بعد ما هو ... ولكنها الأن تشعر بالخوف حقاً ... وتريد أن تتراجع ولكنها كانت تبتسم له وهى من داخلها تقول « يا ماما »
كان حقاً يبتسم أن حتى ذكراها يجعله يبتسم .. هو الأن لم يعد يهتم بانتقام .. وأى إنتقام هذا ولماذا ... هو يريد تلك الغريبه أن تكون بجواره أن يراها عن قرب .. يكتشف من هى ... ولماذا هى دائماً ساخره ومرحه ... رغم أدبها والتزامها .. ولكنها فى أشد المواقف صعوبه تبتسم ... يريد أن يعرف كل شئ عن حياتها خاصه بعد محادثتها مع والدها ... من ذلك الشخص الذى توفى .. ويجعل والدها ووالدتها فى حاجه لمشوره منها ... ولماذا كانت تبكى وقتها ولكن صوتها كان ضاحكاً ... أنها فتاة المتناقضات .. يوجد بها كل شىء وعكسه ... هو يريد أكتشافها ... هو يريدها وكفا .
وصل أيمن بيت أخته التى رحبت به بسعاده فائقه .... وكان هو يشعر بسعاده مماثله كم
هو جميل ذلك الأحساس رغم أنه عاش عمره كله مع أخت .. ولكن دائماً والده كان يضع بينهم حدود فلم يكونا صديقين.. ولم يجلس ويتحدث معها بحريه وانفتاح كما حدث مع مهيره ... لم يكن يستطيع أحتضانها او تقبيلها كأى أخوه ... ولذلك كل هذا مميز جداً لديه
كان الجميع مجتمع لديها .. أمها وزوجها ...الذى أكتشف أنها حامل وسعد كثيراً لسعاده مهيره بالخبر .. وأيضاً السيده نوال ... تلك السيده كم يحبها وأيضاً جودى وخطيبها وابنه ... ذلك الطفل المميز الذى يشعر معه أنه فى قطعه من الجنه ببراءته وشفافيته .. ومرحه ... وأيضاً يشعر معه أنه يجلس مع رجل كبير بالغ .... أنها حقاً عائله مميزه .
وقفت مهيره أمامه وقالت
- تعالى معايا عايزه أتكلم معاك فى حاجه مهمه
ذهب خلفها ليجد نفسه فى غرفه نوم غايه فى الرقه و الجمال ... ابتسم لها وهو يقول
- سفيان مدلعك على الآخر .
لتبتسم هى الأخرى وقالت وهى تجلس على طرف السرير
- سفيان ده هديه ربنا ليا ... ربنا يخليهولى
ليأمن خلفها ثم قال
- خير يا مهيره كنت عايزه أيه
ظلت تفرك يديها بتوتر ليتقدم ويقف أمامها ثم جثى على ركبتيه وأمسك يدها وقال
- قلقتينى فى أيه ؟
لتقول مباشراً
- شركه بابا والقصر
شعر بالبلاهه للحظه ثم قال
- مالهم ؟
لتقول وهى تنظر له بحيره
- هنعمل فيهم أيه ؟
أخفض رأسه وهو يتذكر وقت دخوله إلى الشركه لأول مره مع الشهاوى ... وآخر مره بعد ما حقق انتقامه من راجى وقام بنقل كل ملكية الكاشف والشهاوى بأسمه
وذهب إلى هناك ليجد الشهاوى يجلس على كرسى والده بتكبر ظل أيمن ينظر إليه ثم قال بصوت جهورى
- أنت بتعمل أيه هنا يا شهاوى
لينظر له الشهاوى بغضب ثم قال
- أنت إزاى يا حيوان أنت تتكلم معايا أنا بالطريقه دى أنت متعرفش أنا مين
ليقترب أيمن من المكتب وهو يقول بحقد وكره واضح
- أنت قذر يا شهاوى قذر ....و النهارده نهايتك
لينظر له الشهاوى بغضب وهو يقف على قدميه يقول بعظمه
- أنت مين علشان تكلمنى أنا بالشكل ده أنت مجرد أداه بتحكم بيها بفلوسى .
ليضحك أيمن بصوت عالى وهو يقول
- أنت إللى مين .... أنا مالك مجموعة الكاشف ... وكمان مالك مجموعة الشهاوى
واقترب منه ليقول فى أذنه
- وأنت ولا حاجه
ثم يضغط زر جانبى
ليحضر أمن المجموعه و يمسكون بالشهاوى
نظر أيمن له بأنتصار وهو يجلس على الكرسى الفخم خلف المكتب وقال
- أرموه بره
ليسحب رجال الأمن الشهاوى إلى الخارج بصوره مهينه وهو يقول بصوت عالى
- كل ده بتاعى ..كله بأسمى ... أنا الشهاوى مفيش حد يقدر يقف قصادى .
كان يستمع إلى صوته وهو يبتعد ويخفض ثم وقف لينظر من النافذه الزجاجية الكبيره إلى الشارع الكبير ... وهو يشعر الأن أنه قد أخذ بثأره كاملاً .
عاد من أفكاره على صوت مهيره تقول
- أنت عارف أنا عمرى مااشتغلت .. وسفيان ملوش فى شغل بابا ... وبصراحه أنت أولى بكل دول .. أنت اتحرمت من كل ده طول سنين عمرك .
ليبتسم لها .. كم هى بريئه وطاهره من الداخل
أمسك يدها ليقبلها وهو يقول
- بصى أنا عندى شركتى إللى بصراحه مش هقدر أسيبها أنا بنتها بتعب وجهد .. لو أنتِ موافقه نبيع الشركه والفلوس تتوزع علينا بالشرع ... والقصر ده بتاعك أعملى فيه إللى أنتِ عيزاه
لتجيبه بعد ثوانى من التفكير
- أنا معنديش مشكله فى بيع المجموعه بس القصر أنت ليك نصيب فيه ...ولازم
ليضع يده على فمها يسكتها وهو يقول
- القصر بتاعك وأنا هتنازلك عن نصيبى فيه ومش عايز جدال فى الموضوع ده .. والمجموعه أنا هتصرف وأشوف شارى كويس
وانحنى يقبل يدها مره أخرى حين دلف سفيان إلى الغرفه ليرى ذلك المشهد ليقترب سريعاً منهم ويمسك أيمن من ملابسه خلف رأسه ...وهو يقول
- أنت بتعمل أيه مع مراتى فى أوضة النوم .
ليضحك أيمن بصوت عالى وهو يقول
- أيه المسكه دى يا سفيان أنت ماسك حرامى .. وبعدين دى أختى يا جدع
لتشهق مهيره بصوت عالى وهى تقول
- فى أيه بس.. سفيان أنت ماسكه كده ليه
ليقول لهم بغضب مصتنع
- هو أنتوا لسه شفتوا حاجه .. شرفى .. ولا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
ليقول أيمن سريعاً
- فى أيه بس يا معلم حنفى .. دى أختى يا ابنى .. أهدى يا ابن حميدو .
لتضحك مهيره بصوت عالى .. كم هى سعيده الأن ولا تتمنى شىء آخر ليترك سفيان ملابس أيمن وهو يقول
- خلاص تنزل المر دى علشان بس مهيره ضحكت ....
وضرب كتف أيمن بقوه ليتاوه بشده وهو يقول
- بس لو اتكررت تانى متلومش غير نفسك .
وأمسك مهيره من كتفها وقال
- يلا يا حياتى كلهم بيسألوا عليكى بره .
تكمله الروايه من هنا 👇👇👇
بداية الروايه من هنا 👇👇👇
تعليقات
إرسال تعليق