![]() |
غزوة حب
الفصل الخامس والسادس والسابع
ارتدت زينة الاسدال الخاص بـصلاتها حتي تنزل لـ تأتي بـبعض الاشياء من البقالية اسفل البناية خرجت من الشقة تنزل الدرج وقف عند شقة عمها تنظر الي الباب لـعله يخرج من الباب شهقت بـقوة حين فتح الباب بـقوة و كأنه رأها خلف الباب كادت ان تركض هاربة الا انه امسك بـحجابها من الخلف يجذبها نظرت اليه بـطرف عينها و هي ترفع سبابتها بـتحذير الي الاعلي تشير بها بـالنفي و هي تقول بـارتباك :
_ نزل ايدك يا حسام انا لا اسمح
حركها بـيده و لازال يمسك بـحجابها و هو يقول بـحدة :
_ بتعملي اية قدام باب شقتي واقفة كدا لية
تلعثمت و هو يكبح ضحكته علي مظهرها قصر قامتها بين يديه و كأنه امسك بـفأر صغير من ذيله لـ تتحدث هي بـتوتر قائلة :
_ و انا هقف ادام بيتك لية انا كنت نازلة اجيب حاجات من السوبر ماركت
جعلها تلتفت اليه و هو لازال يمسك بها كـ اللصوص قائلاً :
_ انا شوفتك واقفة من امتي و انتي كدابة و لا خلاص اتعودتي علي الكذب عليا
حاولت امساك يده و ابعاده عنها و هي تقول بـغضب :
_ ابعد عني يا حسام اوعي ايدك دي
ابعد يده عنها لـ يقف عاقداً ذراعيه أمام صدره ينظر إليها بتمعن لـ ترمقه بـغضب و ما كادت ان تتحرك لـ يشير اليها بـيده و هو يقول بـحدة :
_ استني عندك
وقفت تتأفف بـضيق و من ثم التفتت و هي تقول :
_ نعم ماما هتقتلني لو اتأخرت ممكن تسيبني امشي انا لا وقفت و لا نيلة
تقدم عنها يقف امامها يسد عنها الطريق و هو يقول :
_ عايزة اية و انا هنزل اجيبه
هزت رأسها بـنفي و هي تقول :
_ لا او سمحت عديني مش عامل فيها عم المقموص ابعد بقي
رفع حاجبه و هو يقول بـحدة :
_ و لسة لحد دلوقتي بس مش هتنزل و انا واقف فانجزي
بدأن تملي عليه بعض من الاشياء التي تريد شراءها أخرجت بعض من الاموال و مدت يدها اليه لـ ينظر الي يدها و الي الاموال التي تمدها له و نظر اليها بأبتسامة صفراء لـ يتحدث بـضيق حاول إخفائه :
_ اطلعي يا زينة
نظرت اليه و هي تهز كتفها بـعدم فهم لـ يصرخ به قائلاً :
_ بطلي غباء يا زينة و غوري من وشي
نزل درجتين لـ تردد اسمه بـنداء ليلتفت اليها بتساؤل لـ تقول بـهدوء :
_ هو يعني احنا كدا اتصالحنا
مال برأسه نحو اليمين و هو يقول بـنفي :
_ لا طبعاً و اطلعي بقي
دبت بـقدمها علي الارض و هي تتأفف صاعدة الي الاعلي و هي تتمتم بـكلمات غير مفهومة لـ يبتسم هو و هو يكمل نزوله الدرج
******************************************
بـالاسكندرية اتجه الجميع الي الشقة الخاصة بـالسيد اكرم بعد ان وصل "علي " مع والدته جلس الجميع بـالردهة يتبادلون النكات والضحك مع بعضهم البعض و تصنعت فيروز الانشغال بـهاتفها و عدم الاهتمام للـحديث في حين كان يتطلع اليها يطالعها بخفية عنهم يتفحص ملامحها التي اشتاق اليها بـكامل تفاصيلها عيناها التي لم يراها فـهي لا ترفع رأسها ابداً عن الهاتف يعلن جيداً انها تفعل ذلك حتي لا تراها يعطيها كامل الحق و اكثر من ذلك أيضاً يعلم ما داخلها كله و لن يسامح نفسه علي ما فعله بها و هو يعلم انها لن تسامحه ابداً مهما فعل انتبه شهاب الي صوت السيد اكرم الذي آفاقه من شروده بها يوجه حديثه إليها قائلاً :
_ اه صحيح يا روز كنت كلمتلك واحد صاحبي عنده مستشفي كبيرة و قالي انه هيعينك في المستشفى بعد اما النتيجة تطلع
انتبهت بـكامل حواسها الي حديث والدها و اتسعت عينها بـقوة و هي تقول بـعدم تصديق :
_ احلف
_روز
قالها والدها بـتحذير لـ تتنحنح و من ثم تقترب من والدها تقبل وجنته بـفرحة و هي تقول :
_ حبيبي يا بابتي ربنا يخليك ليا يارب
نظرت اليها ياسمين بـابتسامة صفراء ناظرة اليها من اعلي الي اسفل و هي تقول لـ والدها :
_ اشمعنا انا بقي يا سي بابا مساعدتنيش اشتغل
نظر اليها والدها و هو يقول بـهدوء مشيراً الي شهاب :
_ و الله لو جوزك موافق علي شغلك اي مدرسة تتمناكي قدمي في اي مدرسة قريبة من البيت و لا انت اية رأيك يا شهاب
نظر إليها شهاب بـنظرة علمتها جيداً نظرة ساخرة مستفزة و هو يقول بـثبات :
_ معنديش مانع طبعا يا عمي
لـ يميل قليلاً نحوها بـشكل غير ملحوظ و يهمس بـخفوت شديد مسموع لها فقط قائلاً :
_ اهو ارتاح من خلقتك
لـ تبتسم هي بـاتساع و هو يقول بـدلال :
_ عشان كدا هفضل جنبك يا روحي
اغمض عينه بـعصبية و هو يشيح بوجه الي الجهة الاخري استمعوا الي صوت جرس الباب لـ يقف والدها عن المقعد يشير الي الباب قائلاً :
_ دا اكيد الدليفري وصل
****************************************
اضطر ان يقيم معها بـذات الغرفة امام العائلة لا يصح ان يكون بـغرفة و هي بـغرفة اخري لـ يترك و يجلس علي مقعد من البلاستيك بـالشرفة ينظر إلي الخارج و يستمتع بـالهواء المنعش حتي يبرد قلبه الثائر بـنيران تشتعل بـروحه اغمض عينه و هو يتنفس بـهدوء في حين تقدمت هي منه وضعت يدها بـرقة و تنحني لـ تهمس جوار اذنه مبتسمة :
_ مش ناوي تحن عليا و تكون جنبي يا شهاب
انتفض واقفاً بـحدة حتي سقطت يدها عن كتفه و اجبرها علي الابتعاد عنه لـ يصك علي اسنانه بـغضب يمسك بـذراعها بـقوة و هو يصيح بها بـعصبية مفرطة يدفعها الي داخل الغرفة قائلاً :
_ اياكي تقربي مني تاني لتاني مرة بقولها اياكي تقربي مني سامعة
القي نظره علي هيئتها و علي ما ترتديه و رغم انه لا يستر منها الا القليل الا انها اصابته بـالغثيان لـ ينظر اليها بـاشمئزاز قائلاً :
_ مقرفة
اغلق باب الشرفة بـقوة بـوجهها و القي بـنفسه علي المقعد مرة اخري يتنفس بـقوة قبض علي كف يده و بدأ يطرق علي سور الغرفة بـقوة و من ثم اخرج الهاتف من جيب بنطاله و جاء بـاحدي الارقام ضاغطاً عليه و واضع الهاتف علي اذنه و حين جاءه الرد تحدث قائلاً :
_ العملية اللي اجلتها ادي ميعاد للمريض اني هعملها بكرا بليل
استمع الي صوت الممرض الخاصة بـعيادته و من ثم رد متحدثاً :
_ ايوة كويس الساعة ٨ .. سلام
اغلق الهاتف و وضع الهاتف بـجيبه مرة اخري و من ثم اغمض عينه يرجع ظهره الي الخلف و تقفز الي ذاكرته حدث هام
فلاش باك
عاد من العيادة بعد ان اعد بعض الاشياء لـ تجهيزاتها النهائية و لم يعد الي منزل عائلته قادته قدمه اليها لـ تراها بعد هذا اليوم الشاق لـ يرتاح قليلاً فتح الشرفة يطلق الصفير الخاص به حتي فتحت هي الستار العازل و اطلت عليه بـابتسامة بشوشة و هي تقول :
_ حمد الله علي السلامة
اعاد خصلات شعره المبعثرة الي الخلف و هو يقول :
_ الله يسلمك .. تعبان جدا و عايزة أنام
نظرت اليه متفهمة فـيبدو عليه الارهاق بـالفعل لـ تسأل بـجدية و اهتمام :
_ اكلت طيب
هزت راسه بـنفي و هو يستند علي الحائط لـ تتنهد هي بـضيق و ترفع هاتفها و هي تقول :
_ خلاص انا كنت هطلب اكل من برا هطلبلك معايا .. ادخل بس خد شاور و غير علي ما الاكل يوصل
ابتسم هازاً رأسه بـايجاب يقول :
_ ماشي
لوحت له بـيدها و هي تدلف الي الداخل بعد ان اغلقت الستار العازل بينهم اغلقت باب الشرفة و ازاحت حجابها عنها و القته علي الفراش و توجهت الي الخارج نحو الردهة وجدت ياسمين تجلس علي الاريكة لـ تجلس بـجوارها و هي تتنهد واضعة هاتفها علي الطاولة لـ تنظر اليها ياسمين بتساؤل قائلة :
_ كنتي بتكلمي شهاب
هزت فيروز رأسها و هي تهمهم و هي تقول بـهدوء :
_ ايوة لسة جاي من العيادة طلبتله اكل معانا
صمتت ياسمين لـ دقيقة و من ثم قالت :
_ بجد اكيد بقي بعتيه علي شقته عشان بابا ميعرفش
هزت فيروز رأسها و هي تقول :
_ اكيد اومال هقول لبابا أية يا ياسمين دا لو عرف ، ربنا يستر
ابتسمت ياسمين بـاصفرار و ربتت علي كتفها و هي تقف اخذه هاتفها معها و هي تقول :
_ ماشي انا داخلة اقعد في اوضتي لما الاكل يجي نادي عليا عشان هنزل اروح لـ هايدي صاحبتي النهاردة
هزت فيروز راسها بـايجاب مبتسمة لـ تتركها ياسمين و تدلف الي غرفتها تجلس علي الفراش و تضغط علي رقم علي ابن عمتها و حين استمعت الي صوته من الطرف الاخر قالت بـغل :
_ هنفذ النهاردة يا علي حبيبة قلبك طلبتله اكل من برا انت تيجي بسرعة تلحق الدليفري قبل ما يطلع بالاكل و حط الحبوب اللي قولتلي عليها دي في الاكل
استمعت الي علي الذي بدأ يتحرك خارج منزله قائلاً :
_ و احط الحباية ازاي في الاكل
تأففت ياسمين و هي تقول بـنفاذ صبر :
_ دق الحباية لحد ما تبقي بودرة و حطها في وسط الاكل
_ ماشي ماشي اقفلي
اغلقت الهاتف و ابتسمت بـخبث تعبث بـخصلات شعرها و هي تقول :
_ فات الكتير ما بقي اللي القليل
ضحكت بـصوت مرتفع و هي تتوجه الي خزانة الملابس تخرج منها ملابسها تستعد للـخروج ...
وصل علي بـسرعة البرق اسفل البناية المقيم بها شهاب انتظر حتي وصل الشخص الذي يصل طلب الطعام الموصي به لـ يوقفه علي انه من سـيستقبل هذا الطلب دفع له الاموال و اخذ الطعام لـ يجلس علي الدرح يفتح عُلبة الطعام و طحن الحبوب و وضعها بـالطعام و اغلقه بـاحكام و صعد بـالمصعد حتي وصل الي الشقة وضع الطعام علي الارض و دق جرس الباب و ركض سريعاً حتي فتح شهاب الباب عقد حاجبيه بـاستغراب و امسك بـحقيبة الطعام و نظر حوله و لم يجد احد لـ يدلف الي الداخل غالقاً الباب خلفه و هو يقول بـضيق :
_ يخربيت حركاتك يا فيروز
وضع الطعام علي الطاولة و جلس علي المقعد و فتح عُلبة الطعام و شرع في تناول الطعام بـهدوء ما ان انتهي حتي اغمض عينه بـثقل يريح ظهره علي المقعد و هو يقول هامساً الي نفسه :
_ انا باين تعبت نفسي اوي النهاردة
بعد خمس عشر دقيقة من ارتخاءه شعر بـجسده يهتز بـالكامل فتح عينه بـصعوبة تري الاشياء مشوشة اغمض عينه بـشدة و فتحها مرة أخري و لكنه يري بـتشوش اكبر حاول الوقوف عن المقعد لكنه ارتمي مرة أخري غير قادر رن جرس الباب لـ يستند علي الطاولة و منها علي كل اثاث بـالشقة حتي وصل الي الباب و هو يشعر بـتخدر و عدم وعي و لكنه لا يغفي فتح باب الشقة لـعله شقيقه استند علي الحائط بـجوار الباب يفتح عينه بـصعوبة ينظر الي من موجود امامه و لكنه لم يري اي ملامح فقط يري حجاب باللون الابيض ملتف حول وجهه اغمض عينه و فتحها عدة مرات و لكن لا يظهر ملامح ايضاً الا ان ما همس به :
_ فـ .. انتـ ي .. فــيــروز
دلفت ياسمين الي الداخل و اغلقت الباب خلفها القت الحقيبة من يدها و فكت الحجاب الغير مثبت بـالاصل و لـ يسقط علي الارض لـ ينسدل شعرها خلف ظهرها تقدمت منه تحاوط وجهه بين راحتي يدها و هي تقول بـخفوت و كان هذا اخر ما استطاع ان يميزه منها او بالأحرى اخر ما يتذكره :
_ انا بحبك اكتر منها يا حبيبي
امسكت بيده تسحبه معها بـرفق نحو غرفته حتي اجلسته علي الفراش و ذهبت لـ تغلق باب الغرفة و تقدمت منه مرة اخري لـ يمد يده حتي يمسك بها و هو يهمس :
_ فـ يروز تعــ الي
جلست علي الفراش بـجواره تفك له ازاز كنزته الامامية و هي تهمس بـاذنه بـنبرة مغوية :
_ جنبك جنبك يا حبيبي
ابتعدت عنه قليلاً تفتح كاميرا هاتفها و تثبته علي وحدة الادراج بـجوار الفراش و تعود اليه في حين احتضنها هو يقبل رقبتها و هو يهمس :
_ انا بحبك
عبثت بـخصلات شعره و هي تقول بـغنج :
_ و انا كمان بموت فيك
باك
عاد من ذاكرته علي وغزات قوية بـقلبه هل خانها بـهذا الطريقة يعلم انه دون وعي و لكن مهما فعل لن و لم تسامح بـحق قلبها المذبوح ابداً و هو ليس بـيده اي شئ لـ يفعله هل سـينتظر حتي تكون ملكاً لاخر هل سـينتظر لـ تزف امام عينه اغمض عينه حين شعر بـحرارة قوية بـعينه تكاد دموعه ان تنهمر منه رغماً عنه وقف عن المقعد و خرج من الشرفة بل من الغرفة كاملة دلف الي المطبخ لـ يروي ظمأه لـ يجد السيد اكرم يمسك بـزجاجة من المياه و يخرج من المطبخ لـ يتحدث شهاب بـهدوء قائلاً :
_ كويس اني لقيتك يا عمي
_ خير يا حبيبي مش جنب مراتك لية محتاج حاجة
قالها بتساؤل لـ يهز شهاب رأسه بـنفي و هي تقول :
_ لا يا عمي الله يخليك بس اصل انا نازل القاهرة دلوقتي عندي عملية ضروري بكرا الممرض كلمني يفكرني بيها كنت ناسي
ربت اكرم علي كتفه و هو يقول :
_ طب ما تستني للصبح
_ لا اصل في تجهيزات و حاجات كتير قبل العملية
قال تلك الجملة شهاب متهرباً لـ يسأل اكرم مرة اخري :
_ و مراتك عارفة
هز شهاب رأسه و الضيق يكاد يخنقه لـ يتحدث بـهدوء و قد اخرج صوته الطبيعي بـصعوبة قائلاً :
_ لا اصلها نامت و انا لازم امشي دلوقتي مش عايز اقلقها
دلف الي الداخل لـ يرتشف الكثير من الماء لـعله هذه النيران بـداخله فـتخمد لـ يدلف اكرم خلفه و هو يقول بـهدوء :
_ عايز اديك اسم واحد تسألي عليه كدا و تجبلي كل حاجة عنه و انت جاي تاني
وضع شهاب الكوب علي طاولة المطبخ و هو يقول :
_ انا مش هرجع اسكندرية تاني يا عمي بس قولي علي اسمه و انا اسأل عليه
_ لا انا عايزك ترجع اسكندرية تاني بعد العملية دي و تسأل علي احمد المنير المحامي
اعترض اكرم علي حديث شهاب و ادلي بـأسم هذا الشخص لـ يردد شهاب اسم ذلك الشخص و هو يتسأل بـهدوء :
_ بينك و بينه شغل و لا اية يا عمي
هز اكرم رأسه بـنفي و هو يقول بـضحك و سعادة :
_ لااا شغل اية دا واحد مكلمني علي فيروز بس لسة مسألتش عليه عايزك بس تسأل عليه و تيجي تقولي علي كل حاجة
دارت الدنيا به و زاغت عينه و شرد و قلبه يدق بـعنف شديد حتي انه لم يشعر بـيد اكرم التي ربتت علي كتفه و تركه و رحل أغمض عينه و هو يعد من رقم واحد الي عشر حتي فتح عينه و تنفس بـهدوء و هو يسحب المقعد الخشبي الموجود و يرتمي عليه بـحدة يبتلع ريقه بـصعوبة و كأن خناجر تغرز بـقلبه بـشكل متتالي و بـطريق مؤذية ..
****************************************
في الصباح قامت ياسمين من الفراش تتنهد حين لم تجده بـالغرفة تقدمت نحو الشرفة فتحتها و لم تجده أيضاً صكت علي اسنانها بـقوة تظن انه خرج لـ يجلس معها لـ يتأملها كما فعل البارحة و لم تستطع التحدث وضعت يدها علي بطنها و هي تشعر بـألم طفيف زفرت بـضيق و هي تفتح حقيبة ملابسها لـ تبدل ثيابها و هي تقول :
_ ماشي يا شهاب بردو مش هطول منها شعرة واحدة مهما عملت
خرجت من الغرفة نحو الخارج و توجهت نحو المرحاض لـ تجد علي يخرج منه ابتسم و هو يراها امسك بـيدها و هة يقول :
_ صباح الجمال
_ صباح النور
نظر اليها بتفحص من اعلاها الي اسفلها لـ يعض علي شفتيه السفلية و هو يقول :
_ وحشتيني
ابعدت يده عنها و هي تقول بـضيق :
_ متشوفش وحش يا علي بس بدل الكلام دا انا تعبانة و عايزة اروح لدكتور
لـ يتشدق هو بـضيق قائلاً :
_ دلوقتي معدناش نعجب يا ست ياسمين و تعبانة و عايزة تكشفي
ضربت كف بـالاخر و هي تقول بـحدة و صوت خافت :
_ كان فيه و خلص يا علي من يوم ما عرفت اني وسيلة لست الحسن و الجمال اشبع بقي بيها
لـ يشير الي بطنها و هو يقول :
_ و الواد اللي في بطنك
رفعت سبابتها بـتحذير امام وجهه و هي تقول :
_ انت عارف انه ابن شهاب يا علي هتستعبط ما احنا دفنينه سوا .. هااا هتيجي معايا و لا أية
_ و هنقولهم اية بقي
ازاحته عن باب الحمام و هي تدلف الي الداخل تقول بلا مبالاه قبل ان تغلق الباب :
_ قول اللي تقوله مليش فيه اتصرف
****************************************
جلس بـالعيادة الخاصة به و لم يدري كيف وصل إلي القاهرة كيف مر الطريق عليه كيف مر بـسلام نظر إلي بعض الاوراق الموجودة امامه مدون بها كل شئ يخص حالة هذا المريض استند علي سطح المكتب و هو يضم رأسه بـكلتا يديه و هو يهمس الي نفسه :
_ لازم تركز لازم تركز دي حياة بني ادم بين ايدك انت اللي هترفع نفسك لسابع سما انت تقدر دا كان حلمكوا سوا حياة بني ادم بين ايدك
تنفس بـقوة يدخل الهواء الي صدره و هو يرجع رأسه الي الخلف منتظر موعد العملية الجراحية التي سـيجريها لـ يرن هاتفه نظر الي المتصل لـ يجده شقيقه شريف فتح الاتصال و هو يقول :
_ الو يا شريف لا رجعت .. مقدرتش اقعد بس هرجع تاني عندي عملية في العيادة و هرجعلهم .. لية لية دا يوجع القلب يا شريف
صمت قليلاّ متنهداً بـتعب شديد و هو يقول :
_ ابوها عايزني اسألها علي عريس متقدملها بما اني جوز اختها بقي
ضحك بـقوة بـهسترية و بـطريقة غير مبررة ثم طرق بـيده بـقوة علي سطح المكتب و هو يصرخ :
_ هسكت و هسكت لحد اما اروح افرشلها عفش بيتها بايدي
تنفس بـقوة و هو يقول بـغضب :
_ اهدي لامتي اهدي لية ربنا ياخدني و يريح قلبي تعبت تعبت دا كله عشان حبيت عمك منه لله كنت قولت لابوها و كان اتصرف و لا قتلها و انا مالي استر علي واحدة زي دي لية
اخذ نفساً عميقاً و هو يقول بـنبرة تنخفض تدريجياً :
_ لحد امتي يا شريف انا مش طايق جبل مايل علي صدري و مش قادر اتنفس .. لا يا شريف مش هتحس بيا محدش هيحس بيا ربنا وحده اللي عالم اللي في قلبي دلوقتي
اغلق الهاتف بوجه شقيقه و هو يهمس بـنيرة خافتة :
_ محدش عارف حاجة و لا حد هيعرف كله اصم و ابكم و لا حد شايف و لا حد حاسس
رأيكوا و تفاعل و تشجيع ٧٠٠ لايك علي البارت
الواتباد عندي مش شغال و لما يشتغل هنزل البارت عليه ان شاء الله و الماسنجر كمان معلق مش عارفة ارد علي اي مسدجات و الله
الفصل السادس
غزوة حب
جلست فيروز بـجوار والدها تميل علي كتفه و تتمسح به كـهرة صغيرة و والدها يبتسم و يعلم ان تلك الصغيرة بـالتأكيد تريد شئ ما منه نظرت اليه فيروز تسبل عينها بـبراءة و هي تهمس منادية بـأسم ابيها لـ يهمهم والدها منتبه اليها لـ تتنحنح و هي تقول بـهدوء :
_ بابا يعني احنا كل مرة بنيجي هنا اقولك خرجني لوحدي و فسحني مش لازم مع حد و انت تقولي عشان خاطر اختك مش هينفع لوحدك كمان عشان ماما و عمتو ادي ياسمين اتجوزت ممكن بقي اخد بابا حبيبي يفسحني لوحدي عشان يبقي اخيرا عشت يوم مميز هنا
امسكت بـيد والدها و هي تتحدث بـرجاء :
_ عشان خاطري يا بابا
نظر اكرم حوله و هو يضيق عينه يتفحص المكان حوله و حين وقعت عينه علي زوجته و شقيقته الذان يجلسان بجوار بعضهم البعض بـالشرفة يتبادلون الاحاديث حتي نظر الي فيروز و تحدث قائلاً :
_ قومي البسي و اياكي تجيبي سيرة لهناء
ضحكت فيروز و هي تقف عن الأريكة تلاعب حاجبيها بـمشاكسة و هي تقول :
_ خايف من ماما يا بابا هقول علي فكرة
ما كاد والدها ان يقف عن الأريكة و هو يرمقها بـغضب حتي فرت من امامه الي غرفتها سريعاً و قد تعالت ضحكتها بـمرح لـ يبتسم والدها بـحنان و هو ينظر بـأثرها ...
_ اكرم
اتاه صوت زوجته لـ يتنحنح و قد يخشي ان تكون قد علمت زوجته ان سـيمرح من دونها و تقيم القيامة فوق رأسه لـ يلتفت اليها سريعاً و هو يقول :
_ ايوة يا حبيبتي جاي
تقدم منها لـ تخرج من الشرفة و تنظر اليه قائلة :
_ هو مش ياسمين اتأخرت هي و علي برا هي قالت لجوزها لـيجي و يزعل يا اكرم
تنهد بـراحة انها لم يعلم شئ و هو يقول :
_ لا متقلقيش هي قالتلي انها قالت لجوزها و انا كلمته قال انه جاي بليل و بعدين يا هناء ما هما بيشتروا هدوم اكيد هيتأخروا
_ انا بس خايفة يحصل بينها و بين جوزها مشكلة يا اكرم اصل بصراحة حاسة ان شهاب قافش كدا و بيتعصب بسرعة
قالتها هناء بـنبرة قلقة لـ يربت اكرم علي كتفها و هو يرد مطمئناً اياها :
_ متقلقيش شهاب طيب جداً انتي بس كلامك معاه محدود انا اتكلمت معاه كذا مرة ولد كويس و مهذب هو انا يعني هرمي بنتي يا هناء
ربتت علي ذراعه و هو تبتسم قائلة بـحنو :
_ ربنا يباركلنا فيك يا حبيبي و يجازيك عننا كل خير
ما ان انتهت من جملتها حتي خرجت فيروز من الغرفة و هي تكمل ترتيب ملابسها و تلف حجابها جيداً لاهثة و كأنها كانت تحارب الوقت حتي لا يعود والدها بـحديثه من جديد و هي تقول بـسرعة :
_ خلصت يا بابا
نظرت اليها هناء و من ثم نظرت الي زوجها نظر يعلم فحواها جيداً رفعت حاجبها لاعلي و هي تقول بتساؤل مضيقة عينها بـغضب :
_ و رايح فين بقي يا بابا
سعل اكرم و هو يمرق فيروز بـحدة لـ تنقذ هذا الموقف علي الفور و بـالفعل علمت ما يريده والدها لـ تتقدم منها فيروز و تمسك بـيد والدتها تبعدها عن والدها و هي تقول بـهدوء :
_ انت بوظتي المفاجأة يا ماما كدا ينفع
لمعت عين هناء بـالفضول و هي تقول مصطنعة اللامبالاة قائلة :
_ أية هي المفاجأة دي
مالت نحوها قليلاً و هي تقول :
_ مش بابا نازل معايا يشتريلك هدية
اتسعت عين هناء و هي تقول بـفرحة :
_ هدية ليا انا ؟ انتي متأكدة
نظرت فيروز الي والدها الذي استمع اليها و كاد ان يخلع نعله و يلقيه بـرأس فيروز لـ تتنحنح بـاعتذار و هي تقول :
_ ايوة طبعا متبينيش بقي انك عرفتي حاجة
هزت هناء رأسها بـايجاب تنظر نحو اكرم مبتسمة و هي تتوجه مرة أخري نحو الشرفة لـ يتقدم اكرم من فيروز بـغضب لـ تهرب هي سريعاً نحو باب المنزل و هي تقول بـاعتذار :
_ و الله اسفة ملقتش حاجة اقولها غير كدا
ثم قالت بتساؤل :
_ يعني كدا كويس و لا تنكد عليك اسبوع كامل ؟
وقف اكرم يفكر و من ثم هز رأسه مقتنعاً يشير اليها بـسبابته و هو يقول :
_ صح اقتنعت بصراحه
تنهدت هي بـراحة و فتحت الباب سريعاً و ركضت خارج الشقة و هي تقول :
_ يلا بقي خلينا نفرفش شوية
***********************************
خرجت ياسمين مع علي من العيادة الخاص بـطبيب النساء و التوليد و هي تضع يدها علي بطنها لـ يضع علي يده علي كتفها و هو يقول بـهدوء :
_ اهو يا ستي مطلعش فيه اي حاجة تخوف
نظرت اليه بـطرف عينها و تدفع يده بعيداً عنها و هي تقول بـتحذير :
_ متحطش ايدك عليا تاني يا علي
ابتسم ساخراً غير مهتم بما تقول بل لف يده حول خصرها و هو يقول بـحدة :
_ بلاش الشويتين دول يا ياسمين اظن انا و انتي عارفين انتي اتجوزتي شهاب ازاي
نظرت اليها بـغيظ لـ يجذبها نحوه و هو لازال يحاوطها لـ يميل نحوها يتحدث بـجوار اذنها هامساً :
_ زي الشاطرة هتيجي معايا دلوقتي نعيش يوم من بتوع زمان عشان عندي ليكي خطة هتجيب فيروز الارض
جذبها بـحدة و هو يوقف بـيده الاخري سيارة أجرة متوجه بها نحو احد الفنادق مبتسماً بـخبث في حين لم تهتم هي الا بـجملة تدمير فيروز هل يمكن ان يكون لدي البشر كل هذا الحقد و الكره لـ احد آخر صعدت معه الي سيارة الأجرة لـ يبتسم هو بـجانب شفتيه بـخبث يتابع الطريق بـأعين مليئة بـالسخرية عليها حتي وصلا الي احد الفنادق الذي يديرها صديقاً له و الذي اعطاه غرفة بـاخر طابق اعطي مساعده المفتاح و هو ينظر الي علي قائلاً :
_ اي خدمة يا صاحبي
انتهي جملته بـغمزة من عينه و هو يعاين ياسمين بـطرف عينه من اعلاها الي اسفلها لـ يشكره علي و يمسك بـيد تلك المتأففة النادمة انها جاءت معه الي هنا صعد بها الي الاعلي و حين دلف الي الغرفة سحبها لـ تدلف هي الاخري غالقاً الباب خلفه تقدم نحوها و ما كادت يده ان تلمسها حتي ابتعدت عنه و هي تقول :
_ هتعمل اية مع فيروز الاول
نظر اليها يدفعها بـرفق نحو الحائط خلفها وضع يده علي الحائط جوارها و هو يقول مبتسماً :
_ هتتبسطي اوي لما تعرفي اللي في دماغي و لما انتي تتبسطي هترجعي ياسمين اللي اعرفها مش كدا
اخر كلماته كان يمرر يده علي وجهها بـرقة لـ تلتمع عينها بـمكر الافاعي الذي يجري بـدماءها و هي تميل نحوه قائلة :
_ قول يا حب
لـ يضحك علي بـصخب عليها و هو يمرر عينه عليها قائلاً :
_ دايما بتعجبيني
***********************************
امسكت هاتفها تلتقط بعض الصور الفوتوغرافيه لها هي و والدها بعد هذه النزهة التي كانت تريد ان تعيش اجواءها و بـالفعل هي سعيدة بـهذا اليوم وضعت يدها بـذراعه و هي تقول بـسعادة :
_ احلي يوم في حياتي يا بابا بجد ربنا يخليك ليا
ابتسم والدها و هو يضع يده علي رأسها و يسير بها عائداً الي المنزل و هو يقول بـحنو :
_ و يخليكوا ليا يا حبيبة بابا
ثم اكمل مضيقاً عينه :
_ الاول معاكي الهدية بتاعت هناء لان لو لقينا بنضحك عليها لا هتكلمني و لا هتكلمك و يومين المصيف هيبقوا يومين حرب اهلية
ضحكت و هي تضع هاتفها بـالحقيبة و هي تهز رأسها قائلة :
_ لا متقلقش معايا
وصلا الي المنزل فتح اكرم الباب و دلف الي الداخل و خلفه فيروز التي اخرجت هدية والدتها و ناولتها الي والدها حين وجدت ياسمين بـالردهة جالسة مع الجميع لـ تستاذن الجميع و تدلف الي غرفتها عالقة الباب خلفها وضعت الحقيبة علي الفراش و نزعت الحجاب عنها فتحت خزانة ملابسها تخرج لها ملابس للنوم بها لقد حسمت امرها و لن تخرج معهم يكفيها مرح اليوم لا تريد ان يعكر صفوها بـمجلسها مع ياسمين و علي الذي يكاد يقتلها بـنظراته انتهت من ارتداء ملابسها قبل ان ترتمي علي الفراش و تتنهد بـثقل و تغلق جفنيها تهرب من تفكير كل ليلة بـنوم عميق ..
خرج الجميع بعد ان قال لهم اكرم ان فيروز لن تتمكن من المجيئ غمز علي بـطرف عينه الي ياسمين التي اخذت المفاتيح بـخفة من والدها دون ان يدري و اعطتها لـ علي و الذي اوهم الجميع انه يريد التنزه مع اصدقاءه و انصرف بـطريق مضاد لـ طريقهم و حين ابعدوا عن اعينه عاد هو الي محل المنزل مرة اخري صعد الي شقة اكرم و هو يطلق صفير موسيقي من بين شفتيه بـسعادة فتح الباب بـهدوء و اغلق الباب خلفه علي صوت صفيره و هو يلوح بـالمفاتيح و هي تصدر صوت موسيقي معه حتي ضحك و القي بها علي الطاولة الموجودة امامه مرر يده علي خصلات شعره و اتجه الي باب غرفة فيروز امسك بـمقبض الباب و حاول ان يفتحه الا انه لم يفتح علم انها تغلق علي نفسها من الداخل لـ يطرق الباب عليها علها تستيقظ و تفتح هي له و لا يكون له اي اثر لـ كسر الباب طرق الباب تارة بـرفق و تارة بـحدة حتي فتحت هي عينها بـبطئ فركت عينها و هي تجلس علي الفراش تقول بصوت ناعس اثر النوم :
_ مين ؟
زاد طرقه للـباب بـاستعجال لـ تعقد حاجبيها بـاستغراب و هي تقف عن الفراش ترتدي نعلها المنزلي و هي تردد بتساؤل باحثة عن حجاب يخفي شعرها و ذراعيها الظاهرين :
_ مين .. بابا ! ، بابا
نادت بـهدوء علي والدها و حين لم تجد رد فقط طرقات علي الباب ابتلعت ريقها بـخوف و هي تضع اذنها علي الباب و هي تقول :
_ مين برا
لم يجد المفر الا ان يرد عليها حتي تفتح الباب لـ يبتلع ريقه بـصوت مسموع لها و هو يقول بـلهاث :
_ الحقي يا فيروز خالي اكرم وقع في الارض
اتسعت عينها بـصدمة و دق قلبها بـخوف و هي تصرخ بـاسم والدها و تفتح الباب منطلقة الي الخارج بـاندفاع الا انه استلقاها بين يديه سريعاً و دفعها الي داخل الغرفة من جديد وسط صرخاتها الحادة دفعته عنها بـكلتا يديها وضع يده علي فمها حين زاد صراخها حدة حاوط خصرها بـيده الآخري و هو يقول بـحدة من بين أسنانه :
_ انا مترفضش يا بت و هكون عايز منك اية غير اللي هاخده دلوقتي غير كدا مش عايز منك حاجة
الزعر يتراقص بـمقلتيها و هي تنظر اليه بـرعب و تحاول دفعه عنها و لكن لا فائدة و كأنها تزيح بـحائط لا بشري ضغط اكثر علي فمها و هو يقول :
_ هرفع ايدي و لو طلعتي صوت تخيلي انتي بقي اللي هيحصل فيكي
هزت رأسها بـايجاب سريعاً لـ يبعد يده عن شفتيها و هو يبتسم بـاتساع حتي ضاقت عينها و هو يراها تدور بـعينها داخل الغرفة و كأنها تبحث عن شئ ما امسك بـالحجاب الموضوع علي كتفها و شعرها يجذبه بـحدة عن رأسها لـ يكشف عن شعرها و ذراعيها لـ تصرخ هي بـأعلي طبقة من صوتها ظلت تلوح بـيدها لـ تطول اظافرها وجهه و هي تحاول قدر المستطاع ابعاده عنها تنفست بـلهاث و هي تشعر انه قلبها سوف يتوقف من شدة الخوف حركت قدمها بـحدة حتي ضربت قدمها اسفل بطنه لـ يتأوة بـقوة و هو يبتعد عنها قليلاً لـ تستغل تلك الفرصة و تركض خارج الغرفة نحو الباب فتحت الباب و ما كادت ان تخرج منه و هي تستنجد بـاحدهم ان ينقذها حتي كمم فاهها مرة اخري و سحبها الي الداخل القي بها علي الارض بـحدة لـ تصرخ بـقوة حين اصطدم ظهرها بـالارض بدأ بـفك ازرار قميصه و هو يصرخ بها بـغضب :
_ اياك اسمع صوتك فاهمة
حاولت القيام و لكن ظهرها يؤلمها حد الجحيم بكت و هي تضع يد علي ظهرها و يدها الاخري ملقية جوارها لـ تتحدث من بين بكاءها الحاد و شهقاتها المتتالية :
_ بالله عليك يا علي سيبني دا انا بنت خالك ابوس ايدك يا علي
القي قميصه علي الارض بعد ان خلعه ، تراجعت هي الي الخلف زاحفة و لكن الألم يغزو ظهرها بـشكل سيئ جداً ما كاد ان يقترب مرة اخري منها حتي صرخت بـقوة و صوت البكاء يغلب علي صوتها :
_ الحقوني حد يلحقني الحقوني
التفت لـ يغلق الباب الذي اكتشف انه مفتوح و هي لازالت تصرخ امسك بـالباب و ما كاد ان يغلقه حتي تلقي لكمة قوية بـوجهه اطاحته أرضاً و ظهر شهاب يلهث فـهو يركض علي الدرج منذ أن استمع الي صوت صراخها لـ يقف يتنفس بـقوة و هو ينظر الي ذلك الملقي بـالارض انتقل بـبصره اليها التي ارتخت حين وجدت شهاب أمامها و صوت بكاءها عالي يصدح بـاذنه يثير جنونه اكثر لـ ينحني نحوه يمسك به و يبدأ بـضربه بـقوة و غل و كل ما داخل صدره من غضب اتجاه و زاد غضبه و عصبيته حين رأه عاري الصدر بين لكم و صفح و ضربات متتالية بـالقدم و الساق حتي انهي امره و تسطح علي الارض بلا حراك و الدماء تخرج منه بـغزارة بصق عليه و هو يلهث و صدره يعلو و يهبط بـشدة يكاد قلبه يخرج من مكانه من فرط الانفعال تقدم نحوها يجثو علي ركبته امامها يتحدث بـخوف عليها و قلق من بكاءها و هيئتها :
_ فيروز انتي كويسة
زاد بكاءها و هي تتسطح بلا حيلة علي الارض امامه يظهر منها ما لا يصح ان يظهر امسك بـيدها يقوم بـتحريكها حتي تقوم لـ تصرخ بـألم و هي تترك يده لـ يتحدث هو بـقلق :
_ عملك حاجة اذاكي
هزت رأسها بـنفي و هي تبكي لا تستطع ان تتوقف عن البكاء و ما نطقت بـكلمة سوا :
_ ظهري
نظر اليها و الي الملقي علي الارض لـ يذهب غالقاً الباب بعد ان ركله بـقدمه لـ يعود يحمل فيروز بـرفق و قد تمسكت بـكنزته و هي تتأوة و تأن بـخفوت حتي وضعها علي الفراش و وضع عليها غطاء خفيف يغطي جسدها المرسوم بـذلك الثوب المنزلي نظر اليها مطولاً و هو يقول بـألم داخلي ينهش قلبه :
_ انتي كويسة متقلقيش انا جنبك
خرج من الغرفة يغلق الباب خلفه عليها لـ يجده يزحف نحو الباب لـ يصك علي اسنانه بـغضب و هو يتقدم نحو يمسك به و يبدأ بـلكمه من جديد و يلقيه علي المقعد صفعه بـقوة و هو يقول بـعصبية :
_ انا هوريك يا ابن الكلب و ربي هخليك تتمني انك كنت موت قبل ما تقرب من فيروز
اخرج الهاتف و ضغط علي اتصال علي رقم السيد اكرم ما هي الا لحظات حتي وصل الي اذنه صوت السيد اكرم لـ يتحدث شهاب علي عجل يحاول التقليل من حدة صوته :
_ ايوة يا عمي انا جيت و الحمد لله اني جيت دلوقتي لو سمحت تعالي
استمع الي صوت اكرم القلق من صوته لـ يتحدث شهاب قائلاً :
_ متقلقش يا عمي تعالي بس و هفهمك و ياريت متتأخرش
اغلق الهاتف و وضعه بـجيبه و نظر اليه و هو يميل يمسك بـشعره و هو يقول بـحدة :
_ انا مش هعمل فيك اكتر من كدا خالك هو اللي هيعمل
جلس علي الأريكة ينظر اليه بـاعين ثاقبة يخرج منها شرارات غاضبة يطلقها نحوه و كأنه يريد اخراج احشاءه من داخله و تقطيعها او اخراج اعينه و تقطيع يديه و قدميه يفكر في طريقة لـ قتله الآن ، ثقلت أنفاسه و هو يفكر ان كان استمع الي صوته قلبه و لم يعود الي الاسكندريه كان ذلك الحقير نال ما اراد منها مرر يده علي وجهه و انتظر حتي دق جرس الباب حين لم يجد اكرم مفاتيح الشقة فتح له شهاب سريعاً و دلف الجميع الي الداخل و ياسمين معهم شاحبة الوجه قلبها يدق بـخوف شديد لم تكن تعلم ان شهاب سـيأتي الليلة ، نظر اكرم الي علي و الي وجهه المليئ بـالدماء بـاستغراب في حين تقدمت منه والدته بعد ان شهقت من مظهره مسحت الدماء بـيدها و هي تقول :
_ يا حبيبي يا بني في اية مالك يا علي
اشار اكرم بـاستفسار الي شهاب قائلاً :
_ في اية يا شهاب اية اللي عمل في علي كدا و اية اللي جابه هنا
لـ يتحدث شهاب يحاول الا يغضب او يثور امام والدها :
_ انا جيت يا عمي لقيت علي موجود في الشقة هنا و بيتهجم علي فيروز و لولا ما جيت و لحقتها
اتسعت اعين اكرم بـصدمة و ذهول و خلفه شهقت هناء الحادة بعد ان ضربت بـيدها علي صدرها :
_ فيروز !!
اندفعت هناء نحو غرفة ابنتها في حين نظر اكرم الي علي غاضباً و تقدم نحوه لـ ينال منه الا ان يد شقيقته ابعدته عن ابنها و هي تقول بـتوسل :
_ الله يخليك يا اكرم كفاية اللي هو فيه حقك عليا انا يا اخويا حقك عليا
دفعها اكرم بـرفق عنه و هو يصيح بـغضب و انفعال :
_اوعي انا اللي كنت هستأمنك علي بنتي
صفعه بـقوة و حاوط بـكف يده رقبته يخنقه و هو يقول بـغضب :
_ جاي تضيع شرف خالك يا ابن الكلب شرفك و انا اللي فاكرك راجل
ابعده شهاب عن علي سريعاً قبل ان يفقد الحياة بين يديه و يكون مصيره السجن امسك به شهاب و هو يقول :
_ خلاص يا عمي انا اديته كفايته المهم دلوقتي فيروز لازم تروح المستشفى
بهت اكرم و نظر اليه بـقلق يسأل بـرجفة اصابة صوته :
_ لية هو عملها حاجة
هز شهاب رأسه نافياً و هو يقول :
_ لا يا عمي متقلقش مقربش منها هي تقريباً وقعت علي ظهرها
ابتعد اكرم عن شهاب و ذهب الي فيروز دلف الي الغرفة لـ يجدها تتسطح علي الفراش و تبكي و والدتها تميل نحوها تحتضنها تربت علي شعرها و تبكي هي الاخري مدت يدها الي والدها حين وجدته أمامها لـ تهمس :
_ بابا
تمزق قلبه عليها و هو يجدها بـهذا الشكل تقدم نحوها جلس علي الفراش جوارها امسك بـيدها يقبلها و هو يقول بـحنان :
_ حقك عليا يا حبيبتي مكنش لازم اسيبك لوحدك
هزت رأسها بـنفي و هي تقول :
_ انت ملكش ذنب يا بابا .. ظهري يا بابا
ربت علي وجهها بـلطف و هو ينظر الي زوجته قائلاً :
_ لبسيها اي حاجة يا هناء
تقدم شهاب من تلك الخائفة المبتعدة تقف ملتصقة بـالحائط امسك بـذراعها بـقوة حتي انها تأوهت بـألم لـ يقول بـحدة متوعداً :
_ اقسم بالله لو ليكي ايد معاه في اللي عمله دا هموتك بايدي سامعاني كويس
نظرت إليه بـخوف و هي تهز رأسها بـنفي قائلة :
_ انا مليش دعوة بيه يا شهاب صدقني
القي ذراعها من يده و هو يرمقها بـغضب قائلاً بـغيظ :
_ هنشوف
رأيكوا تفاعل و تشجيع و توقعاتكوا المواعيد ان شاء الله كل يومين بارت باذن الله
الفصل السابع
غزوة حب
عاد اكرم حاملاً ابنته بعد ان فحصها الطبيب و نصحه بـان تظل متسطحة علي ظهرها فترة حتي تستعيد عافيتها بعد ما اصابها من كدمات مددها علي الفراش و هي غافية بين يديه دثرها بـالغطاء و قبل قمة رأسها لـ يخرج من الغرفة غالقاً الباب عليها و خرج الي الردهة كان يجلس شهاب يهز قدمه بـعصبية و هو يشبك اصابع يده بعضها ببـعض و امامه ياسمين يرمقها بـنظراته الحادة التي دبت الرعب بـاوصالها و تشيح بـرأسها عنه حتي لا تنظر الي عينه جلس اكرم الي جانبه ربت علي ركبته و هو يقول بتساؤل :
_ عملت اية يا شهاب
نظر اليه شهاب و هو يهز رأسه بـايجاب قائلاً :
_ وديته القسم هنا و والدته كلمت واحد قريبكوا و جالها علي القسم تقريباً بردو كان في اسكندرية
تنهد اكرم بـثقل و هو يغمض عينه لـ يتحدث هو بـهدوء :
_ قوم يا بني ارتاح انت جاي من مسافة طويلة
هز شهاب رأسه و هو يقف متجهة الي الغرفة المخصصة له لـ ينظر الي ياسمين بـصرامة و هو يقول :
_ تعالي
ارتجف قلبها و هي تقف بـبطئ و تسير خلفه بـخوف و لكنها حاولت السيطرة علي نفسها و هي تدلف الي الغرفة خلفه ما ان دلفت الي الداخل حتي اغلق هو الباب بـقوة خلفها انتفضت بـخضة و هي تنظر اليه قائلة بـتوتر :
_ اية يا شهاب خضتني
امسك بـخصلات شعرها بـقوة لـ تصرخ من شدة قبضته علي شعرها لـ يضع يده علي فمها سريعاً ضاغطاً عليه و هو يتحدث اليها بـغضب و هو يصك علي اسنانه قائلاً :
_ اسمعيني كويس اقسم بالله لو كنتي انتي اللي زقة الواد دا عليها
جذبها بـقوة حتي الشرفة الذي فتحها بـيده الاخري احني رأسها الي الامام و هو ينحني جوار اذنها يهمس بـشراسة :
_ و حياة فيروز عندي هرميكي من هنا و هقول لابوكي علي كل حاجة
هز رأسها بين يده و هو يقول بـزئير من اعماق قلبه :
_ كل حاجة فاهمة
ابعدها من يده و هو ينظر اليها مشمئزاً منها و هو يدلف الي الداخل غير عابئ بـصوت بكاءها نظرت اليه و هي تسير خلفه تصيح به بـصوت مختنق :
_ انت حالف علي المصحف انك مش هتقول كلمة في الموضوع دا
التفت اليها بـاعين اكثر شراسة :
_ يعني انتي في الموضوع
تقدم منها بـخطوات واسعة لـ تتراجع هي للـخلف و هي تقول سريعاً :
_ لا لا معملتش حاجة انا مليش دعوة بحاجة
نظر اليها مطولاً مضيقاً عينه و من ثم تركها و ذهب نحو الشرفة و هو يدفعها مبتعداً عنها و يغلق باب الشرفة خلفه استند علي الشرفة و هو يمرر يده علي وجهه بـتأفف مستغفراً الله داخله رفع رأسه الي الاعلي ناظراً الي السماء و هو يهمس :
_ الحمد لله رجعت عشانك يا فيروز الحمد لله
**********************************
ارتدت زينة ملابسها و همت للـخروج لـ زيارة خالتها اصغر شقيقة لـ والدتها و الاقرب سناً الي زينة فهي تكبرها بـخمسة اعوام فقط الأقرب لها من بين عائلة والدتها امسكت بـاحمر الشفاه نظرت اليه و من ثم وضعته مرة اخري بـضيق تخرج من غرفتها تودع والدتها و تخبرها انها سوف ترحل اغلقت باب الشقة و نزلت الدرج واضعة حقيبتها علي ذراعها ما ان عبرت الطابق الموجود به شقة عمها حتي وجدت فتاه تصعد الدرج و هي تعدل من هيئتها بعد درجة و الاخري ما ان وصلت اليها حتي تحدثت الفتاه بـصوت رقيق قائلة :
_ لو سمحتي
نظرت اليها زينة بـاستفهام لـ تتحدث الاخري بـهدوء :
_ هو شقة استاذ حسام المحامي انهي واحدة
نظرت اليها زينة تتفحصها من اعلي الي اسفل و هي تقول بـحدة مغتاظة :
_ ليـــة
_ نعم !!
سألت الأخري مستغربة حدة نبرتها و سؤالها و لكنها تحدثت مرة اخري :
_ لو سمحتي فين شقته يا آنسة
اشارت زينة بـضيق نحو الشقة لـ تبتسم لها الفتاه شاكرة أياها و من ثم تصعد نحو الشقة في حين اختبئت زينة تستمع الي ما سـيدور بينهم ...
طرقت الفتاه الباب لـ يفتح لها حسام الذي كان يستعد للـخروج هو الآخر لـ تبتسم و هي تقول بـهدوء :
_ ازيك يا استاذ حسام انا ناريمان لسة فاكرني
دقق فيها حسام قليلاً و من ثم تذكر من تكون لـ يتحدث قائلاً :
_ اه طبعاً فاكرك يا آنسة اتفضلي
اشارت بـيدها بـنفي و هي تقول :
_ لا مفيش داعي انا اسفة اني جيت هنا بس المكتب مقفول
اشار اليها الي الداخل و هو يقول بـهدوء :
_ و لا يهمك اتفضلي جوا نتكلم
هزت رأسها بـنفي و هي تبتسم قائلة ببـساطة :
_ شكراً لو حضرتك رايح المكتب نروح سوا
هز رأسه بـإيجاب و هو يقول مشيراً الي الداخل :
_ ثواني هجيب حاجة من جوا
هزت رأسها بـايجاب مع ابتسامة رقيقة لـ تركض زينة سريعاً علي الدرج حتي تعجبت منها ناريمان و بـسرعة البرق فتحت باب الشقة و دلفت الي المرحاض تأخذ منه سطل بلاستيكي مليئ بـالمياه و ركضت به علي الدرج وقف علي اول الدرج و حين خرج حسام من الشقة و اغلق الباب القت المياه عليه لـ تصعد شهقة متفاجأة منه بعد القيت الماء بـالكامل عليه نظرت ناريمان اليه و الي من القي الماء بـصدمة لما حدث ، رفع عينه اليها نظر اليها بـغضب و هو يصرخ بها بـغيظ :
_ زيـنـة
القت السطل من يدها تضع يدها علي فمها مصطنعة الصدمة و هو يقول :
_ اية دا هي جت عليك يا حسام
صعدت الدرج اليها بـلمح البصر و هو يختصر الدرج لـ طول ساقه حتي وصل اليها و لم تلحق هي الركض و الهروب منه وقف امامها يصك علي اسنانه و هو يقول بـخفوت :
_ بتهزقيني ادام الزباين يا زينة اقسم بالله نفسي اضربك بالقلم احولك دلوقتي
ارتجفت تحاول الهروب الا انها نظرت الي ناريمان و هي تقول :
_ معلس يا قمر اسبقي انتي بقي عشان استاذ حسام مضطر يغير هدومه
نظرت ناريمان اليها و من ثم نظرت الي حسام قائلة :
_ طب انا هروح استناك عند المكتب يا متر
انصرفت لـ يتقدم منها و هو ينظر اليها بـغضب رفع سبابته يـحذرها و هو يقول بـحدة :
_ اللي عملتيه دا قلة ادب يا زينة و خصوصاً ادام واحدة هتبقي خطيبتي
اتسعت اعينها مع انتهاءه من جملته و امتلئت عينها بـالدموع رغماً عنها و هي تهمس متسائلة :
_ بجد انت هتخطبها
هز رأسه بـايجاب و هو يلتفت عنها نازلاً الدرج تاركاً قلب تحطم خلفه و فتاه كادت ان تموت قهراً علي جملة قالها مغتاظاً مما فعلت ، ما كاد ان يفتح الباب حتي نزلت هي الاخري علي الدرج تنادي بـاسمه التفت اليها لـ ينظر اليها لـ تتحدث هي تكز علي اسنانها :
_ بكرهك
اكملت طريقها نحو الاسفل لـ تتحول ملامح وجهه الي البهوت لـ يتحرك خلفها و هو ينادي بـاسمها بـلهفة حتي يراضيها و لكنها لم تقف انما ذهبت و لم ترد عليها لـ يتنهد بـضيق و هو يضرب علي جبهته بـكف يده يبدو ان الامر قد تعقد و لم ينحل لم يكن اغاظتها الا ضربة قاسية له تلك الكلمة خرجت بـجدية تامة من قلبها
***********************************
متسطحة علي الفراش لا حول لها و لا قوة في حين دخلت إليها والدتها بـصنية عليها طعام الفطور تقدمت منها حتي جلست جوارها و هي تضع الصنية علي وحدة الادراج مررت يدها علي خصلات شعرها و هي تقول بـابتسامة :
_ عاملة اية دلوقتي يا حبيبتي
هزت رأسها بـهدوء مبتسمة و هي تقول :
_ الحمد لله يا ماما انا كويسة
ابتسمت والدتها و هو تربت علي كف يدها و تبدأ في إطعامها و هي تقول :
_ يلا بقي افطري عشان تاخدي الدوا و ادهنلك ظهرك
بدأت بـالافطار حتي انتهت و ناولتها الدواء و عاونتها بـالاستدارة حتي وضعت علي هذا الدهان الطبي المخصص لـ ظهرها و من ثم اراحت ظهرها من جديد اغمضت فيروز عينها بـراحة في حين قالت بـهدوء لـ والدتها :
_ ماما لو زينة كلمتك متقوليلهاش اي حاجة عشان بس متقلقش ابقي هاتي اكلمها
نهضت والدتها عن الفراش جوارها و هي تهز رأسها بـايجاب ما كادت ان تأخذ الصنية حتي طرق باب الغرفة و صدح صوت شهاب من خلفه و هو يقول :
_ طنط هناء اقدر ادخل
دق قلبها و اصبح كـقرع الطبول و تهدجت انفاسها لا تريده ان يكون جوارها لا تريده ان يتحدث اليها و تضطر هي رغماً عنها بـالرد و لكنها بـالاخر مدينه له بـالشكر لانقاذها من بين براثن ذلك الحقير .. وضعت هناء الصنية مرة اخري و امسكت بـالحجاب المجاور لـ فيروز و تضعه علي رأسها و هي تدثرها جيداً بـالغطاء الخفيف و سمحت له بـالدخول دلف الي الغرفة و نظر اليها و كأن لم يري شيئاً بـالغرفة سواها ابتسم بـاتساع و هي تنفس رائحتها المنتشرة بـالغرفة لـ يقول بـهدوء :
_ صباح الخير
ردت هناء بـلطف و هي تحمل الصنية مرة اخري :
_ صباح النور يا شهاب
نظر إلي فيروز و هو يقول :
_ انا جاي اطمن علي فيروز
اشارت هناء بـيدها الي المقعد البلاستيكي و هي تقول :
_ اقعد يا شهاب علي ما ادخل الصنية و اجبلكوا عصير
هز رأسه و هو يجلس علي المقعد قائلاً :
_ براحتك يا طنط
خرجت هناء نحو المطبخ تاركة الباب مفتوح خلفها لـ ينظر شهاب الي فيروز و هو يقدم المقعد حتي يكون جوار الفراش امسكت بـحجابها و هي تبتلع لعابها بـارتباك تحاول ان تخفي قلبها النابض بـقوة بين ضلوعها يظهر دقاته في حال هبوط و صعود صدرها بـاضطراب وضع يده بـخصلات شعره و هو يقول بتساؤل :
_ عاملة اية دلوقتي
هزت رأسها و هي تهمس بـجمود و لا زالت تنظر امامها و لا تنظر اليه ابداً :
_ كويسة .. شكراً
_ فيروز انا جنبك دايما مش هسيب حاجة تأذيكي ابداً
توسل بـاعينه ان تصدق جملته لـ تلتفت بـرأسها اليه و هي تقول بـحزم :
_ شكراً يا جوز اختي خليك في اختي و بس و شكراً علي اللي عملته جدآ شكراً
اغمضت عينها تخفي عينها المليئة بـالدموع جملته إصابتها كـخنجر مسموم قد استمعت تلك الجملة قبل ذلك كثيراً منه كانت تلك الجملة في الماضي تزين يومها و تطغي السعادة علي حياتها و يرفرف قلبها في فرحة عارمة اما اليوم فـهي بـالنسبة لها جُرح كبير مؤلم و لن يلتأم ابداً همس بـاسمها بـلوع و هو يقول :
_ انا عارف انك مش طايقاني و لا عايزة تشوفيني بس و الله العظيم لو اقدر اتكلم هقولك علي كل حاجة مش هقدر يا فيروز
وضعت يدها علي اذنها و هي تقول بـحدة :
_ و انا مش عايزة اسمع اي حاجة لا دلوقتي و لا في اي وقت انا اعتبرت انها كانت مرحلة و عدت مرحلة من اسوء مراحل حياتي كمان و مش عايزة افتكرها تاني ابداً
نظر اليها مطولاً حديثها ايضاً يمزقه و لا يدري احداً به تظنه خائناً جباناً هو بـالاصل كذلك في عين نفسه و لكن لا يريد ان يسمع منه هذا يكفي ما يفكر به يكفي ما يشعر به يكفي ألم فوق ألمه نطق قلبه قبل لسانه بـلقبها المفضل لديه :
_ عيون الفيروز
و لكن ايضاً الآن لم يعد لديه تأثير عليها نظرت اليه بـجمود و نظرات ميتة لا روح فيها و هي تقول بـخفوت غاضبة :
_ متقولش الاسم دا بضايق منه بكرهه
دلفت والدتها بـصنية عليها كؤوس من العصير قدمت لـ شهاب لكنه القي نظرة اخيرة علي فيروز قبل ان تقف معتذراً من هناء خارجاً من الغرفة بل من المنزل كاملاً يريد ان يتنفس يشعر بـانفاسه تنحصر بـصدره تخنقه لم يدري ان قدمه تقوده الي اللامكان فقط يسير يتنفس الهواء من حوله لعله نيرانه المستعرة داخله تهدئ و تلطف من جروح عميقة داخل قلبه
***********************************
مر اسبوعين و قد تعافت فيروز و بدأت في ممارسة حياتها العادية جلست بـالردهة جوار والدها الذي احتضنها سعيداً بـشفاءها في حين نظر الي شهاب قائلاً بتساؤل :
_ عملت اية في اللي قولتلك عليه يا شهاب
نظر إليه شهاب مدقق النظر فيه و ظهر الحزن جالي علي وجهها و هو يقول بـهدوء :
_ سألت يا عمي كله تمام مفيش عليه حاجة راجل زي الفل
ابتسم اكرم سعيداً و هو يقول :
_ كويس احنا هنرجع بقي القاهرة بكرا عشان احمد يقعد مع فيروز و يشوفه بعض كل يوم بيستعجلني
نظرت اليه فيروز سريعاً و هي تقول بـخضة :
_ مين احمد دا
_ العريس اللي قولتلك عليه انتي وعدتيني انك هتقعدي معاه
بـتلقائية نظرت اليه في حين كان هو ينظر اليها منتظراً ردة فعلها ابعدت عينها عنه سريعاً صمتت قليلاً بـهدوء ناظرة الي وجهه والدها ثم هزت رأسها و هي تقول :
_ حاضر موافقة اقعد معاه
هب واقفاً بـحدة مستأذناً بـالذهاب للـنوم في حين ابتسمت لـ والدها ابتسامة باهتة في حين امسك اكرم الهاتف لـ يحدد موعد مع هذا احمد المتقدم لـ خطبة فيروز
***********************************
في اليوم المحدد للـقاء فيروز مع احمد في حين وصله عصف الي ذكرتها ذلك اليوم التي كانت منتظرة به ان تكون رسمياً خطيبة لـ شهاب ابتسمت ساخرة علي نفسها الساذجة في حين فتحت والدتها الباب لكي تأخذها لـ تخرج للـضيوف الذي لم يكن سوا احمد فقط دلفت الي الداخل و حين وقعت عينها عليه القت عليه نظرة تقييمية فـهو وسيم بـالفعل و للغاية أيضاً عينه جذابة الي حد كبير جلست جوار والدها و اعين ثاقبة تراقبها بدقة بكل تحركاتها و ردات فعلها و بعد جلسة هادئة بينهم وقف اكرم و هو يقول بهدوء :
_ نسيب العرسان مع بعض شوية يتكلموا يا جماعة تعالوا معايا
خرج الجميع و تأخر هو حتي ينظر الي اعينها نظرة تحذيرية تعلمها جيداً و لكنها قابلتها ببرود و لامبالاه و كأنها لا تراه بالاصل اضطر بالاخير ان يخرج تاركاً اياها معه نظرت بالارض بخجل شديد حين اصبحت برفقته بمفردها تحدث احمد قائلاً بـهدوء :
_ ازيك يا فيروز
هزت رأسها بهدوء قائلة :
_ الحمد لله
تنحنح احمد قائلاً :
_ بصراحة انا شوفتك في فرح اختك من يومها وانا نفسي اتعرف عليكي رقتك اللي باينة في حركاتك
_ شكراً يا استاذ احمد
_ كلميني عن نفسك شوية يا فيروز
ظله يتحدثون في حين شعرت فيروز بالارتياح الكبير في الحديث معه في حين ذلك كان علي الجانب الاخر يجلس علي جمرات تراقص قلبه بالاشتعال و لا يبالي احد به سوا من تعلم ما بداخله جيداً تقدمت ياسمين منه و جلست جواره تمسك بيده رغماً عنه نظر اليها بحدة حتي تبتعد و لكنها لم تبتعد بل مالت نحوه و هي تقول بخبث :
_ حاسة بيك يا روحي قلبك موجوع مش كدا مش عارف تعمل اية و مش عارف تمنعها يا روحي بجد انتوا الاتنين صعبتوا عليا اوي مانا بقي الشريرة مفرقة الاحبة
صك علي اسنانه و هو يبعد يدها عنه قائلاً بغضب :
_ انتي الشيطانة اللي دخلت بينا و بوظت حياتنا انتي اكتر واحدة بكرهها في حياتي و صدقيني عمري ما هحبك ابدا انتي مجرد واحدة غبية مريضة دخلت بين اتنين بيحبه بعض و دمرتي اللي بينهم و هعرف بردو في الاخر اية اللي خلاكي تعملي كدا في اختك اللي مكنش ليها سيرة غيرك و اكتر واحدة بتحبك بس مع واحدة زيك مينفعش حد يحبك
وقف عن الأريكة و ذهب الي الشرفة وضع يده علي قلبه و قد داهمته وخزات عنيفة بقلبه مرة اخري همس الي نفسه يطمئن :
_ ان شاء الله مش هتوافق فيروز مش هتوافق اكيد مش معقول هتوافق
نظر الي الاسفل لـ يري الاخر يذهب يحمد لله لقد غادر ذلك الغصة المؤلمة المُشكلة بقلبه علي هيئة انسان خرج سريعاً لـ يراها نظر اليها و هي تقف امام والدها الذي ابتسم و هو يقول :
_ يعني اقول مبروك
هزت رأسها بنفي و هي تقول بهدوء :
_ انا لسة هفكر يا بابا
ستفكر بماذا ستفكر هل ستفكر بالموافقة علي الزواج من شخص اخر هل ستجعله مُدمر كلياً نظر لها لـ يتحدث والدها قائلاً :
_ بس مبدئياً موافقة
هزت رأسها بايجاب و هي تنظر الي الاسفل قائلة بـخفوت و لكن صدي صوتها كان يطرب اذنه بشكل مستمر :
_ أيوة يا بابا موافقة مبدئياً
رأيكوا .. تفاعل و توقعاتكوا و ان شاء الله في حلقة يوم الخميس تعويض ليكوا
الفصل الثامن والتاسع والعاشر من هنا 👇👇👇👇👇👇
بداية الروايه من هنا 👇👇👇