![]() |
رواية جاريتي
من الفصل الحادى والعشرون حتي الخامس والعشرين
بقلم ساره مجدي
لم يحتمل البقاء عند أخته أكثر من ذلك ... أراد أن يفهم كل شىء يريد أن يطمئن قلبه عليها
جالسا أمام زين يقص عليه كل ما حدث ... كان يستمع إليه بتركيز شديد وبعد أن قص عليه كل ما يعرف ظل زين صامت لبعض الوقت ... ثم قال
- حاول تعرفلى أسمه حسان أيه ... ولو تعرف تجبلى صوره ليه ... وأنا هجبلك قراره.
كان ينتظر الغد بقلق وخوف ... وحين ذهب إلى الشركه تأكدت شكوكه وظنونه ... كانت شاحبه متوتره غير مركزه بالمره ... وهو حاول بكل الطرق أن يخفف عنها حمل العمل وأنتهى اليوم والحمد لله ليخرج خلفها ويتكرر المشهد من جديد ... ليخرج هاتفه ويلتقط لذلك الرجل صوره ... ثم تحرك خطوتان فقط ليجد صبى القهوه أوقفه سائلاً
- بقولك أيه يا نجم .. هو إللى هناك ده أسمه حسان أيه .
لينظر له صبى القهوه بشك ليقول له أيمن سريعاً
- أصل بصراحه جايلى يعرض عليا أشتغل معاه وأشاركه بفلوس كتير ... وقالى أسمه حسان إبراهيم فا كنت عايز اتأكد
ليلوى صبى القهوه فمه بمتعاض وهو يقول
- مش هيبطل نصب .. يا بيه أسمه حسان عوض السباعى .... ومسجل خطر .. وكان مسجون .. علشان رمى الأنسه ملك بماية نار أيام مكان خاطبها .
كانت المعلومات تنهال عليه دون تعب وعند المعلومه الأخيره كان الزهول والاندهاش و الصدمه ولكن ذلك الصبى لم يتوقف عن الحديث ليخبره باقى الأحداث دون طلب منه
- أصله نصب على الأنسه ملك وأهلها .. وقالهم أنه صاحب محل أدوات منزليه كبير .. وأنه معاه شهاده عاليه .... وبعد ما أتخطبوا أكتشفوا كل حاجه .. وأنه صايع وبلطجى ..وسوابق .. ولما الأنسه ملك فسخت الخطوبه أستناها وهى راجعه من الشغل ورما عليها ماية نار بس الحمد لله أنها مجتش على وشها بس هى فضلت فى المستشفى ياما .... وهو أتقبض عليه ولسه خارج بقاله أسبوعين .
غادر من أمام الصبى دون كلمه .. كان عقله لا يستوعب كل تلك المعلومات .... كيف تتحمل وحدها كل ذلك ... لابد أن يحل ذلك الموضوع .. هو قضى على اسطورة كراجى الكاشف ... ورجل بضخامة الشهاوى ولن يستطيع أن يقضى على تلك الحشره حسان
أتصل على صديقه ليعرف أين هو ... وأخبره أنه قادم له
كان أول يوم لها فى عملها الجديد كانت جالسه فى مكتبها وهى تتذكر رد فعل والدها على ذلك
- أعتبرى نفسك فى مهمه رسميه .. أعملى شغلك بزمه وضمير .. خليكى جد جداً ... وأتعاملى بالتزامك وأدبك ... حطى ديماً حدود .... لكن مش بحده .... خليكى راجل .
لتضحك على تلك الكلمه الأخيره ...وهى تقول فى نفسها
- راجل أيه بس يا بابا أنا عايزاه يشوفنى ... هند رستم .. مارلين مونرو وأنت تقولى خليكى راجل والله ده كتير
كان يتابعها وهو يقف على باب مكتبه الفاصل بين مكتبه ومكتبها ... يراها ترفع حاجبها الأيمن مع حركه يدها كاستفهام .... وبعد قليل وجهها كله يظهر عليه علامات الأمتعاض ... ثم نظرات بلاهه وابتسامه سمجه ...أنها حقاً مجنونه أبتسم وهو يقترب من مكتبها وقال بصوت عادى
- آنسه فرح لو سمحتى ممكن فنجان قهوه .. طبعاً أنا عارف إن ده مش اختصاصك بس معلش بقا استحملينى لحد ما الساعى يجى بكره .
ابتسمت بمجامله وهى تقف لتتوجه إلى خارج الغرفه وقالت
- مفيش حاجه يا أستاذ زين ... ثوانى ويكون جاهز
جلس على الكرسى الذى أمام مكتبها وأمسك هاتفها ليجده مفتوح أخرج هاتفه وأتصل على نفسه ثم حذف الرقم ... ووجد أسم بابا ... أخذ الرقم أيضا عنده وسجله .. وأعاد هاتفها إلى مكانه من جديد .وكأنه لم يفعل أى شىء .
حضرت بعد ثوانى وبين يديها صينية تقديم صغيره عليها كوب ماء وفنجان من القهوه وضعتها أمامه على الطاوله الصغيره
وعادت لتجلس خلف مكتبها ترتب تلك الأوراق كما أمر .
ظل يتابعها بعينيه حتى استمع إلى صوت هاتفه فشكرها على القهوه ودخل إلى مكتبه ليجيب على صديقه
كانت تستعد للذهاب إلى شقه حذيفه هى ومهيره حتى يروا آخر التطورات توضيب الشقه فى نفس اللحظه التى تقف فيها مهيره أمام سفيان بخجل ....
ليمسك ذقنها ليرفع وجهها إليه وهو يقول
- مالك بس يا حبيبتى
لتجيبه هى بخجل وصوت خفيض
- كنت قعدت أنا مع أواب وماما نوال كانت راحت هى مع جودى ....يمكن زوقى ميعجبهاش
لينظر لها بصمت لبعض الوقت ولكن عقله وقلبه يتألمان من أجلها .
اقترب منها بهدوء وأمسك وجهها بين يديه ونظر إلى عينيها وقال
- أولا كل واحد وله زوقه ... ولو أنتِ هتسعديها تختار حاجه فأنتِ هتقولى رأيك أنتى ... وهى لو عجبها هتاخد بيه معجباهش هتعمل حاجه تانيه ... يعنى مثلاً أنا بقولك الفستان ده مش حلو عليكى لكن أنتِ شيفاه حلو ... طلاما مقتنعه يبقا كلامى ملوش لزمه والعكس صحيح أنا ممكن أكون شايفه حلو جداً ... بس أنتِ مش مقتنعه فمش هتلبسيه لأنك لو لبستيه وأنتِ مش مقتنعه مش هتكونى مرتاحه ... فهمتينى يا حبيبتى
ظلت تنظر إليه بابتسامتها الناعمه ثم حاوضت خصره بذراعيها وهى تقول
- ربنا يخليك ليا يا سفيان ... أنا مش عارفه من غيرك كنت هعمل أيه ... بجد أنت كتير اووووى عليا .
ليضمها إلى صدره بقوه وهو يقول
- أنا وأنتِ بنكمل بعض ... وأنا وأنتِ محتاجين بعض .... وأنا وأنتِ بنحب بعض
لتبتسم بسعاده وهى تستمع لنبضات قلبه العاشقة لها
كان ينتظرهم فى سيارته حين استمع إلى نغمة هاتفه ووجد أسمها ينير شاشته فاجابها بعشق يزيد يوماً بعد يوم ......
- اهو أنا مش بحب حركات البنات دى ساعات علشان يلبسوا
لتضحك وهى تقول
- والله أنا غلطانه أنى بتصل بيك علشان تطلع تفطر
ليقول هو بمرح
- يا خبر ده أنا شرير ... يا بنتى فطرت أنزلى بقا ورايا شغل كتير .
لتستمع لصوت جرس الباب فقالت له
- خلاص مهيره نزلت اهى .. ونازلين على طول سلام .
لتقبل أواب وهى تقول له
- هتوحشنى على فكره ... خلى بالك من تيته .
ليضحك الطفل بمرح وهو يقول
- طبعاً هخلى بالى منها ... أنا البطل
لتقبله من جديد وهى تقول
- أحلى بطل يلا سلام
ثم قالت بصوت عالى
- أنا نازله يا نوال .
لتقول والدتها بصوت عالى مؤنب
- نوال على طول كده ... طيب لما تجيلى يا جودى .
لتضحك وهى تفتح الباب وتقول لمهيره الواقفه تلعب فى هاتفها
- يلا بسرعه لحسن نوال هتربينى من جديد .
لتضحك مهيره وهى تقول سائله
- عملتلها أيه المرادى ؟
لتجيبها جودى وهى تمثل عدم الأهتمام
- قولتلها يا نوال .. فيها حاجه دى
لتضرب مهيره كف بكف وهى تقول
- يا بنتى أعقلى ده أنتِ خلاص هتتجوزى وعندك مسؤليات كبيره وأولها أواب
لتنظر لها جودى بتركيز وهى تقول
- يا بنتى لازم شويه المرح والفرفشه دول وإلا الحياه هتكون كئيبه .... وبعدين أواب محتاج إللى يضحكه ويهزر معاه مش إللى يديلوا تعليمات وبس .
لتهز مهيره رأسها بنعم وهى تقول
- فعلاً معاكى حق ... ربنا يوفقك يا جودى .
كان يجلس أمام صديقه يشعر بالتوتر والقلق هو أخبره بكل ما سمعه من صبى القهوه ولكنه لم يقص عليه قصه خطبته لملك .... وبالتبعيه أرسل زين صورته وأسمه إلى صديق له بالداخليه حتى يتحقق منه ... وها هم ينتظرون الرد
حين وصل أيمن إلى مقر الشركه .. ورأى شحوب وجهه وتوتره طلب من فرح المغادرة ولكنها أعدت كوبان من القهوه وبعدها غادرت
كان القلق هو العامل المشترك بين الصديقين ... فملك فى مشكله حقيقيه ... والأمر ليس هينا أبدا حين رن هاتف زين وقف أيمن سريعاً أمامه ينتظر أن يعرف ما سيقوله ذلك الضابط
تحدث إليه زين لبعض الوقت .. ودون بعض الأشياء فى ورقه ثم أغلق الهاتف لينظر لأيمن نظرات غير مفهومه ضرب أيمن سطح المكتب وهو يقول
- فى أيه ما تنطق
ليقف زين وهو يقول
- فعلا كل المعلومات إلى صبى القهوه قالهالك مظبوطه ... والأكثر من كده أنه كان المفروض يتسجن سنه واحده بس السنه التانيه دى اتسجنها علشان شوه وش مسجون معاه بمايه النار .
جلس أيمن مكانه لا يعرف ماذا عليه أن يفعل .... لابد من أن إنقاذ ملك وعائلتها من ذلك المجرم جلس زين أمامه وقال
- أحنى ممكن نخطفه ... ونحبسه شويه عندنا من غير ما يعرف أحنى مين ولا خطفينه ليه .... ونأمن ملك وعيلتها وبعد كده نسيبه ونلبسه تهمه حلوه بعدها يترمى فى السجن كام سنه .
ظل أيمن ينظر له لبعض الوقت ثم قال
- نفذ .
مر اليوم وحضرت ملك فى اليوم التالى ... لتجد أيمن يخبرها أن لديهم عشاء عمل مع أحد العملاء وأنه سيمر عليها بسيارته
خافت وشحب وجهها وشعرت بالدوار ... حاولت أن تثنيه عن تلك الفكره .. وأنها ستحضر فى المعاد .. ولكنه أصر ... وزاد إصراره بعد أتصال زين يخبره أنه فى حوذته الأن حسان عوض السباعى .
مر وقت العمل فى الشركه متوتر بشده ... فملك من كتر خوفها زادت أخطائها .... ولكن أيمن كان يفهم حالتها جيداً .... فلم يوبخها .. أو يتحدث معها
خرجت من الشركه وكالعاده هو خلفها يريد أن يطمئن قلبه .. ويرى بعينه أن ذلك الرجل حقاً أصبح الأن غير موجود .
وبالفعل وصلا عند منزلها وكانت هى تتلفت خلفها خوفاً .. واندهشت من عدم ظهوره .. ولكنها تنفست الصعداء ودلفت إلى منزلها سريعاً .
مر الوقت وملك تستعد لذلك العشاء بملابس جديده كانت أشترتها من راتب الشهر الفائت وكعادتها دائماً تجعل ملابس جديده على الجانب للمناسبات الهامه ... أنتبهت على هاتفها الذى يعلو صوت رنينه لتمسك به وقبل أن تقول أى شىء كان أيمن يخبرها أنه ينتظرها بالأسفل
ظل طوال الطريق صامتان ... وعقله يطالبه بسؤالها عن ذلك الحسان
ولكنه لم يستطع وصلا إلى المكان المحدد
جلسا على الطاوله المحجوزه بأسم أيمن حسام الدين أحمد
فى أنتظار ضيوفهم .. ظل ينظر إليها
كانت ترتب أوراقها وتكتب ملاحظات وكل دقيقه تقريباً تتأكد من اعتدال حجابها أول شىء لفت نظره لها حين تقدمت للوظيفه احتشامها حجابها .... ونظرات عينيها الخجوله الموجه دائماً إلى الأرض نادها بخفوت قائلاً
- كل حاجه تمام يا آنسه ملك .
رفعت رأسها عن تلك الأوراق وهى ترفع يدها لتتأكد مره أخرى من حجابها وقالت فى خجل هو أساس طبعها
- اه يا باشمهندس كله تمام
ابتسم لها وقال
- يبقا خلاص اقفلى الورق ده وقوليلى تشربى أيه ؟
اخفضت بصرها مره أخرى أرضا وقالت
- متشكره جداً مش عايزه
ثم نظرت إلى ساعتها وقالت
- مش أتأخروا اووى كده على معادهم ؟
نظر هو الأخر إلى ساعته وقال
- فعلا أتأخروا عشر دقايق
- تسمحيلى يا آنسه ملك أسألك سؤال شخصى
نظرت له بخجلها الفطرى وقالت
- أتفضل
فقال سريعاً وكأنه يخشى أن يتراجع عن سؤاله من جديد
- هو أنتِ مرتبطه ... بتحبى حد أو مخطوبه
أحمر وجهها خجلاً وغضباً وتوترت ملامحها من ذلك السؤال وقالت
- رغم أنه سؤال ملوش أى علاقه بالشغل بس لأ
وفى تلك اللحظه حضر الضيوف الذين كانوا فى انتظارهم تقدم أحدهم ليقف أمامه قائلاً
- أهلاً يا باشمهندس أيمن آسف جداً على التأخير
ليصافحه أيمن بعمليه وهو يقول
- حقيقى أتأخرتم لكن ممكن اتغاضى عن التأخير ده اتفضلوا
وأشار إلى الجهه الذى كان يجلس بها ليتحرك ويقف بجوار سكرتيرته الحسناء التى خطفت قلبه من أول يوم رآها والذى تمنى أن تفتح قلبها له وتخبره بسرها
كانت جلسه عمل مربحه جدا وتسير بشكل جيد ...انتهوا من كل شيء ومن تحديد جميع النقاط واتفقوا على اللقاء بعد الإنتهاء من كتابة العقود بالشروط المتفق عليها.
كانت جالسه جواره فى سيارته الخاصه يوصلها إلى بيتها حين قال
- أنا أما سألتك مكنش تتطفل منى ولا تدخل سألت علشان لما أتقدم لوالدك ميكونش فى أى مانع .
كانت تستمع لكلماته بهدوء حتى قال كلماته الأخيره لتشتعل وجنتها خجلاً وهى تقول بتوتر .
- حضرتك عايز تتقدملى .
هز رأسه بنعم وقال
- أيوه وياريت تحدديلى معاد مع السيد الوالد .
أعادت سؤالها بشكل آخر وقالت
- حضرتك عارف أن بابا كان سواق قطر .. ودلوقتى عاجز ... وعارف أنا ساكنه فين وبعدين حضرتك متعرفش عنى حاجه فى حاجات كتير اوووى لو حضرتك عرفتها ممكن تغير رأيك ومع كل ده برضوا عايز تتقدملى
أوقف السياره على جانب الطريق وقال
- باباكى راجل شريف ربا بنت محترمه مؤدبه أخلاقها عاليه وده أنا شوفته فى الثلاث شهور إللى فاتوا ... و لو على المواضيع إللى معرفهاش مفيش مشكله تحكيهالى ... فالبيت إللى أنتِ خرجتي منه علشان تسكنى قلبى وتملكيه من نظره واحده خجوله أتشرف أنى أكون من أهله وناسه .... بس يارب انتوا توافقوا عليا
وأعاد تشغيل سيارته وتحرك دون أن يضيف شىء آخر حتى تستوعب كلماته ... وتمنى من داخله أن تتحدث تقص عليه كل شئ ولكنها ظلت صامته
كانت تستمع لكلماته بسعاده لا توصف ... و تقدير كبير وإحترام لذلك الشخص الذى رفعها إلى السماء بكلمات ولكنها لمست قلبها وروحها ..... ولكنها لا تليق به ... فلديها أسرار وحكايات مؤكد إذا عرفها سيبتعد
فاقت من أفكارها على صوته يقول
- ياريت بس تحدديلى معاد مع والدك علشان أجيب أختى وجوزها واجى اتقدملك ... وياريت فى أقرب وقت
قال تلك الكلمات حين أوقف السياره أمام بيتها
لتهز رأسها بنعم دون وعى وفتحت باب السياره و ترجلت منها وهى تشعر أنها لا تسير على الأرض بل السحاب الوردى ولكنها تذكرت حسان وما حدث لتعود إلى أرض الواقع .. وتتأكد أنه حين يعلم كل ذلك لن يكون لها فرصه معه .
مر باقى اليوم لم تستطع ملك النوم وفى صباح اليوم التالى كانت تعمل بتركيز شديد فأمس لم ترى حسان ... واليوم أيضاً .... فشعرت بقليل من الراحه صحيح هى تشعر بالتوتر مع كل مره ترى فيها أيمن .. ولكنه لم يتحدث فى شىء .
استمعت لصوت الهاتف الداخلى لتجيب وتسمع صوته يطلب منها الحضور إليه فوقفت وبين يديها نوتتها الصغيره حين دلفت إلى مكتبه كان يجلس على الكرسى الخاص به خلف مكتبه ينظر إلى سقف الغرفه وبين يديه قلمه يلفه حول أصابعه
قالت بهدوء
- تحت أمرك يا باشمهندس
لينظر لها لبعض الوقت ثم قال
- يا ترى حددتى معاد مع والدك ولا لسه
لتتوتر ملامحها وهى تقول
- أنت متعرفش حاجه عنى يا أيمن بيه .... إزاى بقا عايز تتجوزنى ....
صمتت لثوانى قليله وكان هو يتابع كل أنش فى وجهها فرك يدها ببعضهم .... عينها التى تنظر فى كل مكان بقلق
فقال لها بهدوء
- إللى شفته منك يكفينى ... ومش محتاج أعرف أكتر من كده علشان أقدر أخد قرارى بجوازى منك .
اخفضت نظرها أرضا وهى تقول بتلجلج وخوف
- بس لو حضرتك عرفت أن جسمى متشوه أكيد هتغير رأيك .
رفعت عينها تنظر إليه بتحدى لترى ردة فعله على ما قالت .
كانت تعابيره حياديه لا يظهر على عينيه أو ملامحه أى شىء ظل ينظر إليها لدقائق وكأن العالم كله توقف ثم قال بهدوء
- اتفضلى على مكتبك .
ظلت تنظر إليه بملامح آسفه ثم تحركت من أمامه وقبل أن تغادر المكتب قال
- عرفى والدك أنى جاى يوم الجمعه أنا وأختى وجوزها
إلتفتت تنظر إليه باندهاش ليقول لها دون أن يرفع عينيه عن الأوراق التى أمامه
- على مكتبك يا آنسه .
لتظل واقفه فى مكانها لبضع ثوانى ثم غادرت دون كلمه ليبتسم و هو يتوعدها بداخله .
الفصل الثاني و العشرون
كان يقف فى شرفة منزله بعد مكالمه زين له يطمئن أنه استطاع أن يجد من يخلصه من حسان .... بطريقه قانونيه وأيضاً يضمن سلامة ملك وأهلها
أغمض عينيه وأخذ نفس طويل وهو يتذكر أحداث ذلك الشهر أنها حقاً غريبه تلك الفتاه بكل حالاتها غريبه .. وجميع ظروفها أيضاً ... أبتسم حين تذكر قبل قصه حسان وكل ذلك الغموض والأكشن..... كم أن ملك حقاً بريئه
جلس على الكرسى الذى بجانب الشرفه وهو يتذكر ما حدث قبلها بأسبوع بعد أن أكتشف أن أمها مريضه كلى كانت هى أخبرته ذات مره ولكنه من قلقه لم يتذكر وقتها أغمض عينيه من جديد لتعود إليه ذكريات ذلك اليوم
كان يشعر بالغضب مر ثلاث أيام ولم تحضر إلى العمل ولا يستطيع الوصول إليها ... لا يعلم ماذا حدث معها منذ ذلك اليوم التى كانت تقف معه تستمع لتعليماته بانتباه ليسمع صوت هاتفها فيأمرها بالرد لتركض بعدها دون كلمه إلى الخارج ومن وقتها لا يعلم عنها أى شئ
جلس مكانه يفكر كيف يصل إليه
ليقف فاجئه وهو يتذكر صديقتها التى تعمل بشركته وصل إليها ليقف أمامها وهو يقول
- ملك فين يا آنسه فرح ؟
لتنتفض ملك مكانها وهى تقف وتقول بصوت مهزوز
- ما..مامتها تعبت ونقلوها المستشفى .
ليقطب جبينه وهو يقول
- هى والدتها عندها أيه ؟
لتقول بهمس
- فشل كلوى .
ليشعر بوغزه بقلبه مؤلمه وموجعه وهو يتذكر ألمه السابق على أمه وما شعر به وقتها
وتذكر أيضاً حين طلبت ملك إذن لساعتان لتذهب مع أمها للمشفى
أخفض رأسه قليلاً وقال بصوت هادئ
- هى فى أنهى مستشفى
لتمليه عنوان المستشفى
ليخرج سريعاً دون كلمه أخرى
وصل إلى هناك وعرف أين غرفة والدتها وصعد سريعاً ليجدها تجلس القرفصاء بجانب رجل كبير على كرسى مدولب وتستند على الحائط وهى تضع رأسها بين كفيها
أقترب بهدوء وبطلته الجذابة والمهيبه المخالفه للمكان وقف أمامها وهو يقول
- مساء الخير
لترفع رأسها تنظر إليه ثم وقفت سريعاً تنظر إليه بخوف وضياع ويأس ثم قالت
- أيمن بيه
ليقطب جبينه من تلك الكلمه التى عادت مره أخرى للسانها ولكنه لن يعاتب أو يلوم الأن ... فقال مباشراً
- والدتك أخبارها أيه ؟
لتعض على شفتها السفليه بأسى وتقول
- بين الحياه والموت ... خلاص كليتها مابقتش مستحمله ... مفيش أمل
ليقول لها وهو على نفس التقطيبه
- والحل
لتجيبه سريعاً
- محتاجه حد يتبرعلها ولو لقيناه .. هنجيب الفلوس منين .... ملناش غير نقول يارب .
ليقول لها بعمليه
-الدكتور بتاعها فين ؟
لتقول بصوت هادئ ولكنه يقطر ألماً
- مكتبه فى الدور الرابع ... واسمه عبد الحميد .
ليتحرك من أمامها بعد أن هز رأسه بنعم
فى ثوانى انقلبت المشفى رأس على عقب والكل يركض فى كل مكان
ووجدت مجموعه من الأطباء يدخلون إلى غرفة أمها وبعد دقائق كانت أمها فى سيارة الإسعاف لمستشفى خاص و كبيره
وقفت أمامه تشعر بالضياع ليقول لها كل ما يدور بداخلها
- أنتِ ليكى تأمين فى شركتى وده ليكى وللأقارب من الدرجه الأولى ... وعلاج ولدتك على حساب التأمين ده .
لتنظر له ببلاهه ثم قالت
- بس أنا لسه مكملتش حتى ثلاث شهور شغل علشان ده كله
ليبتسم وهو يقول
- من أول يوم ... ويلا بقا علشان نلحق نروح وراهم
وتحرك من أمامها وهو يرسل رساله لصديقه الطبيب بما قاله لها حتى لا يخطئ فى شىء أمامها .
جلست القرفصاء أمام والدها وشرحت له كل شئ لينظر إلى أيمن بأبتسامه شكر وامتنان ... ردها إليه أيمن بأبتسامه حقيقيه ... وربت على كتفه وتحركوا من فورهم إلى المستشفى الخاص .
حاله والدتها لم تكن بذلك السؤ ولكن قلة الضمير هى ما جعلتها تعيش كل ذلك الألم ... وان حالة الكلى ليست سيئه إلى تلك الدرجه .. وما زال هناك وقت للتفكير فى حل العمليه والمتبرع .... حدد لها الطبيب معاد لجلسات العلاج ... وصرف لها أدويه جديده أراحتها .... ولكن ملك لم يكتب لها الراحه بعد ... فظهور حسان جعلها تزبل من جديد ... عاد من أفكاره على صوت هاتفه ليجدها مهيره
اجابها سريعاً وهو يقول
- بنت حلال كنت لسه هكلمك
لتضحك هى بصوت عالى وقالت
- طيب أنا بتصل أطمن عليك وكمان اعزمك على فرح جودى وحذيفه بعد أسبوع .
ليبتسم وهو يقول
- ألف مبروك يا حبيبتى ... وأنا كنت هكلمك علشان عايزك أنتِ وسفيان تيجوا معايا أخطب .
لتهلل بسعاده قائله
- بجد يا أيمن .. هى مين واسمها أيه .. وعندها كام سنه .. بتحبها بجد وهى بتحبك
ليبتسم أيمن بسعاده حقيقيه من كلمات أخته .. هى لم تقل غنيه أم فقيره أو إبنة من .. بل سألت عن الحب ليقول لها
- أنا كنت ناوى أجيلك بعد بكره و اشرحلك كل حاجه .
لتقول له بسعاده
- وأنا مستنياك
عادت زهره وصهيب من شهر العسل وهم فى قمة سعادتهم ... كانت من أجمل الأوقات التى مرت عليهم قبل أن يذهبا إلى البيت طلب منها صهيب أن تمر على عنوان ما
ذهبت إليه وأوقفت السياره فطلب منها أن تترجل وبالفعل
ترجلت من السياره وتحركت لتقف بجانبه فأشار بأصبعه للأعلى فرفعت عينيها إلى الأعلى لتقع عينيها على لوحه إعلانيه كبيره ملونه بشكل جذاب ... وبدأت تقرأ ما كتب عليها شركة «« الزهره للهندسيه والتعمير »» لتشهق بصوت عالى وهى تره أسمها يزين تلك اللوحه
لتمسك يده بقوه تقبلها بحب وهى تقول
- حلوه اووى يا حبيبى .... شكراً يا صهيب شكراً .. دى بجد أحلى مفاجأه .
ليبتسم لها بحب وقال
- دى ولا حاجه جمب كل إللى أنتِ عملتيه علشانى ... يا زهره أنا حياتى كلها قليله عليكى .
لتضم ذراعه التى تمسكها وقالت
- أنت وجودك فى حياتى هو سبب سعادتى ... وهو سبب حياتى
ليربت على رأسها وهو يقول
- تعالى نطلع علشان تشوفى شركتك
لتصحح له قائله
- شركتنا .
صعدا إلى الأعلى وأمام باب الشركه كانت شهقتها الثانيه من إتساع الشركه التى كانت تظنها صغيره ومجرد مكتب هندسى بسيط لتجد كميه كبيره من الموظفين أقترب صهيب من أذنها وقال
- أوصفيلى إللى أنتِ شيفاه عايز أشوفها بعنيكى .
لتنظر له بحب وبدأت فى الوصف وهم يسيرون إلى الداخل
- على اليمين مكتب الإستقبال والبنت إللى واقفه فيه حلوه ... وده مش حلو على فكره
قالت الأخيره بصوت تحذيرى ....ليبتسم صهيب أكملت قائله
- وبعد الإستقبال على طول فى طقم مكتب جلد تحفه لأنتظار العمله ....على الشمال قسم الهندسه
واو بجد ست مهندسين ومهندسات .
ظلت إبتسامة صهيب على وجهه يستمع إليها هو بالتأكيد يعرف كل ما تقوله الأن ولكن الوصف بصوتها السعيد المندهش مختلف تماماً ومبهج جداً...... أكملت هى
- على اليمين فى ثلاث مكاتب أنا مش عارفه الحقيقه هما أيه
ليقول لها
- خدمة عملا ... يعنى الرد التليفونات .... أى حد كان يسأل ويفهم ويستفسر كده يعنى .
لتهمم بفهم ثم أكملت
- اممممم فهمت .. حلوه الفكره .... أحنى وصلنا لمكتب المحاسبه .
ليقول هو
-وقدامه السكرتارية مش كده
- فعلاً وفى الوش مكتب المدير .
ليبتسم وهو يقول
- مكتبنا ... المكتب ليه دخلتين من بره هنا ومن عند السكرتارية ... تحبى تدخلى منين
لتمسك بذراعه بقوه وهى تقول
- من السكرتارية طبعاً علشان أشوف سكرتيرة حضرتك .
ليضحك وهو يقول
- أيوه شوفيها ووصفيهالى .
لتضرب ذراعه بقوه ليضحك بصوت عالى فى نفس اللحظه التى وقفت فيها شابه جميله كانت تجلس خلف مكتب السكرتاريه تنظر إلى صهيب بإعجاب لتقوم زهره بقرصه فى خصره .لينتبه لها فقالت بصوت ثابت
- صباح الخير يا آنسه
لتجيبها قائله
- صباح النور يا فندم أى خدمه ... الباشمهندس صهيب لسه مجاش
ليضحك صهيب وهو يقول
- هو أنا أتأخرت اووى كده ليه
لتنظر له الفتاه بدون فهم ولكن نظرات الإعجاب بعينيها لم تقل لتقول زهره من بين أسنانها
- يظهر أن حضرتك أصلا مش هتيجى تانى .
ليضحك بصوت عالى لتشعر الفتاه بالضيق من تلك الفتاه التى تمسك بذلك الشاب وقالت
- ممكن أفهم حضرتكم مين
ليجيبها صهيب بجديه
- أنا المهندس صهيب ودى تبقا المهندسه زهره زوجتى وشركتى .
لتتلجلج الفتاه وهى تقول
- أنا آسفه جداً ... أتفضل يا فندم .. أتفضلى حضرتك .
وفتحت باب مكتب صهيب .وهى تكمل
- أنا آسفه جداً أنا مكنتش أعرف حضرتك وحضرتها
لتجيبها زهره قائله
- حصل خير تقدرى تتفضلى على مكتبك وتطلبيلنا أتنين عصير
وبعد خروج تلك الفتاه قالت زهره بقوه
- وبعدين بقى أحنا هنبدأها كده ....
ليمد لها يده وهو يقول
- تعالى يا زهرتى
لتتقدم منه و تمسك يده ليجلسها على قدمه وهو يقول
- خليكى متأكده أنى حتى لو كنت بشوف ... عمرى ما هشوف غيرك ... يا زهره أنتِ الحياه بالنسبالى ... وأنا لايمكن أضحى بحياتى علشان أى حاجه مهما كانت .
لتضمه بقوه وهى تقول
- أنا بحبك اوى وبغير عليك اوى .. أعمل أيه بس
ليضمها هو الأخر وهو يقول
- تطمنى يا زهره .. أنا مستحيل أكون لغيرك
ليفتح الباب فجأه وتشهق الفتاه بصوت عالى وخرجت سريعاً
- لتقف زهره بخجل ويضحك صهيب بصوت عالى .
كانت فرح منكبه على بعض الأوراق تحاول ترتيبها .. وتنظيمها بعد أن راجعتها كان هو يراقبها من خلف زجاج مكتبه ... أبتسم وهو يتذكر مراقبته لها طوال ذلك الأسبوع ... أنها جاده جداً فى عملها .... هادئه معظم الوقت .. وفى الغالب لا يظهر جنانها إلا مع والدها ووالدتها ... أو مع صديقتها ملك
اعتدل فى جلسته وهو يفكر يريد أن يتحدث معها أن يناغشها يفهم منها من هو ذلك المدعوا مصطفى أبو حجر ....
وقف على قدميه وخرج من المكتب ووقف أمامها ولكنها لم ترفع عينيها عن الأوراق فجلس وهو يقول
- إزيك يا آنسه فرح
لتنتفض واقفه تنظر له بقلق
لينظر لها باندهاش .... وأشار بيده لها بأن تهدء لتجلس من جديد وهى تنظر له باستفهام فقال لها
- أنا آسف مكنتش متخيل أنى بخض اوى كده
لتقول له بهدوء
- لا أبدا أنا بس كنت مركزه اووى فى الورق إللى قدامى
ثم رفعت عينيها إليه وهى تقول
- هو حضرتك عايز حاجه
- قهوه
لتنظر له ببلاهه ثم قالت
- نعم
ليبتسم إبتسامه سمجه وهو يقول
- عايز قهوه
لتظل نظراتها البلهاء على وجهها ثم قالت
- حاضر هطلب لحضرتك
ليقاطعها وهو يقول
- لأ أنا عايزها من إيدك ... لو سمحتى
ظلت تنظر إليه وهى تفكر بداخلها أنها تريد أن تضربه بشئ حاد فوق رأسه ولكنها تراجعت عن الفكره لتظهر لها فكره جديده وابتسمت بشر وهى تقول
- حاضر يا أستاذ زين
وقالت الأخيره بصوت هادئ بطئ
ظل ينظر إلى ظهرها وهى تغادر الغرفه ... ليرفع حاجبه وابتسامه منتصر ترتسم على ملامحه .
كانت جودى وحذيفه يتجولان بين اتيليهات فساتين الأفراح وكانوا مثل الأطفال يتشاجران على كل شىء ... ذلك الفستان ضيق ... وذلك قصير ... هذا مفتوح .... كانت جودى تختار الفساتين التى تثير الغيره حتى ترى تلك النيران التى تشتعل فى عينيه
حتى وقفت أمام فستان أحلامها فستان كفستان الأميرات أشارت إليه بأصبعها ليبتسم وهو يقول
- تعالى نشوفه .... هيبقا بيجنن عليكى .
ظل جالسا ينتظرها ليجدها تدخل وبيدها صينيه وعليها كوب قهوه وكوب ماء وضعتها أمامه بأبتسامه سمجه وهى تقول
- اتفضل
ليبتسم لها بانتصار ويمسك كوب القهوه ويحتسيه تحت نظراتها الشامته .
أنتهى من احتساء الكوب ونظر لها بأبتسامه كبيره وقال
- شكراً بجد تسلم إيدك .... فنجان القهوه من تحت إيدك له طعم مختلف
لتبتسم بشكر ثم قالت
- بألف هنا
ليضرب على سطح مكتبها بأصابعه وهو يقول
- كنت عايز أسألك هو باباكى بيشتغل أيه
لتنظر له بتركيز ثم قالت
- مدير عام فى مصلحه حكوميه
- ليكى أخوات
لتنظر له بحزن وهى تقول
- أيوه ليا أخ واحد بس الله يرحمه .
لينتبه على كلماتها وهو يتذكر ذلك الموقف حين كانت تكلم والدها
ليترحم عليه بصوت عالى لتأمن خلفه ... كاد أن يقول شىء أخر ولكنه شعر بألم قوى بمعدته جعلته يقف سريعاً ليتجه إلى الحمام
لتضحك هى بسعاده واخرجت من جيب بنطالها كيس صغير به بودره لونها أبيض قبلته وهى تقول
- شكراً يا قمر .. علشان يبطل يعاملنى على أنى خدامه عنده
كان أيمن يلملم أغراضه حين ضغط ذر استدعاء من ملكت قلبه ..... دلفت إلى مكتبه فقال لها
- أنا مسافر بكره لمسألة ضروريه ... اجلى كل مواعيد بكره
لتجيبه قائله
- حاضر يا فندم .. حضرتك تأمر بحاجه تانيه
ليتقدم ويقف أمامها وهو يقول
- مش أوامر يا ملك .. ولو هأمر حد أكيد مش أنتِ
صمت لثوانى ثم قال
- متنسيش تقولى لوالدك أنى جاى يوم الجمعه أنا وأختى
لتقول له
- أنت مش مصدقنى لما قولتلك أنى جسمى متشوه
لينظر لها بغضب ثم قال
- يا بنتى أفهمى أنا بحبك .. لا يهمنى ظروفك ولا فقرك ... ولا تشوه جسمك ..... ولا خايف من البلطجى إياه ... أنا بحب روحك .. نظرة عنيكى .. برائتك .. خجلك إلتزامك .. يا ملك أنتِ ملاك ... وأنا محتاج ملاك فى حياتى .
ظلت تنظر إليه باندهاش وهى تقول
- البلطجى .
لينتبه لكلماته ولكنه لم يعد هناك مكان للتراجع ليقول لها
- بعد ما اجيلكم يوم الجمعه وتوفقوا عليا هحكيلك كل حاجه ... ماشى .
لتهز رأسها بنعم .... ولكن نظرات عينيها كانت كلها شك وخوف ... وقلق
فأقسم هو بداخله أن يبدل تلك النظرات ... إلى سعاده وفرح ... ثقه وأمان .
الفصل الثالث والعشرون
كان يجلس أمام شقيقته ينظر إليها يحاول أن يفهم ما يدور بداخل عقلها ... لقد قص عليها كل شىء وطلب منها أن يكون بينهم فقط .. حتى لا يجرح ملك
كانت نظراتها فخورة سعيده ... وكان هو لا يفهم لما تلك النظرات فقال
- مقولتليش رأيك يا مهيره .
لتبتسم وهى تقول
- أنا مش قادره أقولك أنا قد أيه فخوره بيك وبتفكيرك
وقفت على قدميها لتقف بجانب النافذه تنظر إلى العالم فى الخارج وهى تقول
- لو تعرف أى واحده فينا وميكونش عندها مشكله فى شكلها أو جسمها بتكون محتاجه أنها ديما تشوف فى عيون إللى بيحبها أنها أحلى واحده فى الدنيا .... مبالك بقا لو عندها مشكله زى أو زى ملك كده ...
تنهدت بصوت عالى ...... في نفس الوقت كاد سفيان أن يدخل إلى الغرفه ولكنه وقف يشعر بالألم حين وصلت إليه كلماتها
- لو تعرف أنا قد أيه بخاف يجى اليوم إللى سفيان يفوق من وهم حب العارجه .. ويفكر أنه يستاهل الأحسن والأجمل ... لكن كل ما التفكير ده يسيطر عليا الاقيه هو يأكدلى على حبه وعشقه ... أنا ساعات بحس أنى بحلم .
إلتفتت إليه لتقول
- ملك هتحتاج منك أنك ديما تبين حبك وعدم رفضك لمشكلتها ... لو حسيت من جواك أنك مش هتقدر تعمل ده .. يبقا بلاش .... لأن ساعتها جرحك ليها هيكون زى الدبح .
أقترب أيمن ووقف أمامها وهو يقول
- مهيره سفيان فعلاً بيحبك .. حبه باين فى عنيه فى كل حركه وهمسه ولمسه ليكى ..... حبه مش محتاج إثبات ولا دليل أنا ساعات بغير عليكى منه زى ما هو بيغير عليكى منى .... أنا بتمنى أكون لملك زى سفيان ليكى
خرج سفيان من جديد وأغلق الباب بهدوء وظل واقف أمام الباب لبعض الوقت ... لتلتفت مهيره إلى أخيها بأبتسامه واسعه ...وهى تقول
- شكراً يا أيمن أنا فعلاً بحاول أشيل كل الأفكار دى من دماغى ... لكن أنت بقا لازم تعمل حسابك أنك هتقابل حاجات زى دى مع ملك .
ليقترب منها بحب وضمها إلى صدره بقوه وقال
- ربنا يخليكى ليا يا أحلى أخت فى الدنيا
- هى ربنا هيخليها ان شاء الله ... لكن أنت الله يرحمك
ألتفت الأثنان ليروا سفيان واقفا بطوله الفارع وجسده الضخم يضم ذراعيه أمام صدره وينظر لأيمن بشر ليبتعد عن مهيره سريعاً وهو يقول
- والله العظيم أختى ... وبعدين ده حضن أخوى والله وكنت لسه بشكر فيك
ليقترب سفيان ببطء قاتل وهو يقول
- هو مش أنا قولتلك قبل كده متقربش من مراتى .... ولا هو مفيش سمعان كلام .
ليبتعد أيمن للخلف وهو يقول
- أهدى يا أبو نسب ... والله أخوهاااا ... أخوها
ليمسكه سفيان من ملابسه وكاد أن يضربه إلا أن مهيره أمسكت يده وهى تقول ببكاء
- سفيان فى أيه أنت هتضربه بجد
لينظر إليها سفيان باندهاش وإلى تلك الدمعات التى تملئ وجهها وقال
- مهيره أحنى بنهزر ... وبعدين أنا بغير عليكى من أى حد حتى أخوكى إللى شايف نفسه حلو
لتنظر مهيره لأيمن المبتسم وسفيان الذى ينظر إليها بحنان
لتضمه بقوه وهى تقول
- أنا بحب حنانك وطيبة قلبك ..... وبعدين أنا عمرى ما هكون لحد غيرك .
ليضمها بحنان وهو ينظر لأيمن الذى فهم من نظرته أنه أستمع ولو لجزء صغير من حديثهم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظل زين طوال اليوم يشعر بألم قوى فى معدته ... لا يكاد يغادر الحمام حتى يعود إليه من جديد .... لا يعلم ماذا حدث معه هو لم يتناول أى شىء اليوم سوى القهوه
ليقف صامتا وهو يفكر ... ماذا وضعت لى تلك القصيره فى كوب القهوه
شعر بالشر يقفز إلى عقله ... وقد قرر أن ينتقم منها ... ولكن بطريقته الخاصه
كان يفكر كيف ينفز خطته حين استمع إلى صوت هاتفه ليجده جاسر صديقه من أيام عمله فى الداخليه وهو من كلفه بإيجاد حل لمشكلة حسان ... الذى كان مقيد فى إحدى المخازن القديمه حتى يجدو حل فيه ... ليتصل هو بجاسر وقص عليه كل شىء ليخرج جاسر بخطه قويه وهى أن يخرجوه ولكن فى مكان صحراوى وهناك سيتصل جاسر بقبيله من البدو التى تساعد الداخليه فى الإمساك بالمجرمين الهاربين إلى الصحراء واتفق معهم على ترك ذلك الحسان هناك وهم يتعاملوا معه بطريقتهم ... و أوصى به أنه لص مغتصب ... وهم لم يتهونو بأى شكل ولكنه فى أنتظار إشاره أيمن
عاد بتفكيره إلى تلك القصيره من جديد حين شعر بألم فى معدته وعاد إلى الحمام من جديد ... وهو يرتب لها رد مناسب .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت جالسه فى غرفة ابنتها تنظر إليها وهى ترتب أغراضها فى الحقيبه حتى ترسلها إلى شقتها الجديده شقة حذيفه
رفعت عينيها إليها لتجدها تبكى بصمت تركت ما بيدها واقتربت منها وجثت على ركبتيها وقبلت يدها وهى تقول
- مالك يا نونو بتعيطى ليه
لتربت على رأسها وهى تقول
- كبرتى يا جودى وخلاص هتتجوزى ويكون ليكى بيت لوحدك ... بنتى الصغيره إللى كانت لسه إمبارح بضفاير ... خلاص بقت عروسه وفرحها بعد يومين
لتبتسم جودى وعيونها تمتلئ بالدموع وقالت
- عمرى ما هكبر عليكى يا أمى .. هفضل جودى الصغيره إللى كانت بتفضل تلف وراكى فى البيت ... هفضل محتاجه حضنك .. ونصايحك ... و إهتمامك .... هفضل جودى إللى بتحب ضفيرة الأستاذه نوال
لتعتدل فى جلستها وتعطيها ظهرها لتبدء نوال بصنع ضفيره طويله لجودى .. وعيناها تبكى دون توقف .... بعد أن أنتهت من صنعها ظلت ممسكه بها وهى تقول
- خلى بالك من جوزك .. بلاش عند للعند ... اسمعى وناقشى ... و أواب أنا عارفه أنك بتحبيه ... بس خلى بالك ديما .. مرات الأب ممكن كلمتها تبقا تقيله ... أدى النصيحه والقرار لأبوه .... خليكى حضن كبير ودافى للاتنين .... وخلى بيتك ديما كله حب وسعاده .. زعلك مع جوزك جوه أوضتك ... ميخرجش براها حتى لو فضلتوا مده ..... احفظى سره .... وكونى معاه مش عليه
لتلتفت لها جودى تنظر إليها بحب وإحترام وقالت
- حاضر يا ماما .. كل كلامك أوامر
لترتمى بين ذراعيها كطفله صغيره ظلت تركض حتى وصلت إلى حضن أمها بشوق كبير .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جالسه بصغيرها على المرجوحه الكبيره فى حديقة بيتهم ... تغنى له أغنيه للأطفال بصوت خفيض حتى ينام .. فى تلك اللحظه كان جواد يقترب منهم فأشارت له بيدها أن يصمت فهز رأسه بنعم واقترب بهدوء ليجلس أرضا أمامهم ... نظرت له باندهاش وأشارت برأسها إلى الكرسى ولكنه هز رأسه بلا ظلت تغنى لصهيب الصغير وعيناها ثابته على جواد الذى يتابعها بشوق وحب .. ومن وقت لآخر يرسل لها قبله فى الهواء ... حتى تأكدت أن الصغير ذهب فى نوم عميق أشارت له بأنها ستضعه فى فراشه وتعود ... وبالفعل وضعت الصغير فى فراشه وعادت لتجده مازال على نفس جلسته أرضا لتقف أمامه سائله
- أنت قاعد كده ليه قوم تعالى أقعد جمبى على المرجيحه
ليجيبها بأبتسامه صغيره
- أقعدى طيب
لتجلس هى على المرجوحه ليقترب هو على ركبتيه ويجلس أسفل قدميها ويضع رأسه على فخذها وهو يقول
- أنا محتاج ده أكتر ... محتاج أحس أنك لسه جمبى ومعايا .. محتاج أحس أنك لسه حبيبتى وكل دنيتى
لتقطب جبينها وهى تقول
- مالك يا جواد أيه إللى حصل خلاك تكون فى الحاله دى .
نظر لها لثوانى ثم قال
- غالى
لتقطب جبينها بغضب وقبل أن تقول أى شىء قال هو
- اتحكم عليه النهارده فى قضيه صهيب ب15 سنه سجن .. وفى قضيتنا 7 وبعد ما رجع السجن قتل نفسه .
لتشهق بصوت عالى ثم قالت
- الله يرحمه .. مبقاش يجوز عليه إلا الرحمه .
وضع رأسه من جديد على قدميها وقال بصوت ضعيف
- أنا لسه حبيبك يا ميما ... أنا لسه الحب الأول والأخير ... أنا لسه جوادك إللى هتوصلى بيه للسعاده الأبديه
شعرت بقلبها أنه مازال خائف من الماضى ... أصبح لديه شك فى كل شىء فأرادت أن تطمئنه فقالت
- أنت أغلى من حياتى ... وأنت كل عمرى إللى فات وإللى جاى .... وأنت الأهم عندى بس بعد صهيب ابنى طبعاً
قالت الأخيره بصوت مازح ليضحك وهو يقول
- طبعاً أكيد هو قبل أى حد وقبل كل الناس .
لتبعد رأسه عن قدمها وتجلس أمامه أرضا وهو يقول
- إللى فات خلاص راح ومات واندفن ... ومش عايزين نفكر فيه ... و أوعى تخلى الماضى عقبه فى طريق المستقبل .... أنا بحبك وبعشقك .. ومش عايزه حاجه من الدنيا غيرك أنت وصهيب .
ليضمها بقوه وهو يقول
- وأنا كمان .. أنا كمان بحبك اووى ... وأنتِ عندى أغلى من عمرى وحياتى كلها .... وبعدك أنا ولا حاجه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عاد أيمن إلى مدينته بعد أن تناول وجبة الغداء مع أخته وزوجها التى كانت مليئه بالضحك والمرح ....
وصل إلى بيته وهو يفكر كيف سيتغلب على مخاوف ملك .. وكل تلك الهواجس بداخلها ... هل الحل هو أسلوب سفيان الحب والأحتواء .. ام أن يضعها فى مواقف تستطيع من خلالها إثبات قدراتها وثقتها بنفسها ..... هل يدعمها فقط ام يظهر حبه وثقته و إيمانه بها جلس على أقرب كرسى يفكر حين خرج زين من الحمام وهو ممسك بمعدته ووجه شاحب بشده
انتفض أيمن واقفا واقترب من صديقه ويرتسم على ملامحه معالم القلق وهو يقول
- مالك يا ابنى أنت عيان ولا أيه
لينظر له زين بطرف عينه وهو يقول بسخريه
- المؤدبه الملتزمه .... معرفش حطتلى ايه فى القهوه ... أنا بتصفا يا أيمن .
ليضحك أيمن بصوت عالى بعدما فهم كلماته التى يقصد بها فرح وقال
- أكيد عملتلها حاجه .. ما هى مش هتعمل فيك كده من نفسها
قال ببراءه بعد أن جلس على الكرسى بتعب
- كل الحكايه أنى بطلب منها هى تعملى القهوه فيها حاجه دى
ليرفع أيمن حاجبه وهو يقول
- يا برئ .... هى كده عادى يعنى مش فى عندك عمال بوفيه ... هى سكرتيره ولا خدامه عند جنابك
ليعدل ياقه قميصه وهو يقول
- هى تطول تبقا خدامه عندى .. يا ابنى أصلاً آلاف زيها بيتمسحوا فيا ويتمنوا يبقوا تحت رجليا .
ليرفع أيمن حاجبه بتقزز وأشار له بأصبعه بتحذير
- زين أنت عارفنى كويس مبحبش الكلام بالطريقه دى .. ولو أنت بتفكر فى فرح بنفس الطريقه من بكره ترجع شركتى أنت فاهم
لينفخ زين بصوت عالى وهو يقول
- وأنت كمان عارفنى كويس ... وعارف دماغى ... وإن أنا عمرى ما كنت بفكر فى الستات بالشكل ده ... بس بعد إللى حصل معايا .... بقيت بحس أنهم كتله خيانه ... كائن شمال بطبعه ... مش عارف ... بس أنا أول ما بشوفها بحس أنى عايز أضايقها وخلاص
ليضحك أيمن وهو يجلس على الكرسى الأخر قائلاً
- يبقا وقعت يا صاحبى ولا حد سمى عليك .
ظل زين ينظر إليه وهو يفكر هل حقاً وقع فى غرامها كما يقول أيمن أغمض عينيه بتعب وهو يحاول طرد الفكره من رأسه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت جالسه بجانب والديها تتناول وجبة الغداء وعلى وجهها إبتسامة إنتصار لاحظها والدها ليقول لها
- عملتى أيه فى الراجل يا كارثة حياتى
لتنظر إلى والدها ببراءة وقالت
- أنا أبدا يا بابا ده أنا بس بدل ما احط سكر نسيت وحطيت خلطة الملين ... بس
وقالت الأخيره وهى ترفع كتفيها ببراءة الأطفال
ليرفع والدها حاجبيه فى اندهاش وتشهق والدتها بخوف وهى تقول
- حرام عليكى ده يعينى هيفضل فى الحمام طول اليوم ليه كده يا فرح
لتنظر لأمها وهى مازالت تدعى البراءه وقالت
- بالغلط يا ماما ... يعنى تفتكرى هعمل كده فيه متعمده .... وبعدين يعنى عادى اهو زمانه نظف بطنه كده وهيرتاح ان شاء الله .
ليضرب والدها كف بكف وهو يقول
- لا حول ولا قوه إلا بالله .... يا بنتى هو أنتِ مش ناويه تعقلى .. مره يساعدك تقوليلوا كلكوا مصطفى ابو حجر ... ومره تانيه تحطيله الملين ... أنتِ ناويه تموتيه أمتى .
لتقف فرح وهى ترسم الحزن على ملامحها وقالت
- على فكره أنت ظالمنى .... أنا غلبانه وطيبه .... وأنتم ناس شريرين
لتظهر معالم الاندهاش على والدتها وهى تقول
- شريرين دى فى أنهى لغه دى ... أسمها أشرار
لتلوى فرح فمها وهى تقول
- هو ده إللى فرق مع حضرتك .. معلش احنا أحمره متزعليش
لتقول لها بغضب
- يا بنتى أيه أحمره دى كمان جمع حمار حمير .... يا حماره .
لتبكى فرح بطريقه مصتنعه مضحكه
- شايف يا سي السيد الست أمينه بتعمل فيا أيه .. وأنت ساكت كده ... هروح أنا ألم هدومى وأروح على أمها .
وغادرت سريعاً ووالدها يضحك بصوت عالى .... وأمها تبتسم بسعاده
نظر السيد أحمد إلى أمينه وقال
- شكل بنتك بتحب
لتنظر له باندهاش وقالت بتعجب
- هى علشان حطتله الملين فى القهوه يبقا بتحب
ليهز رأسه بنعم وهو يقول
- أيوه طبعاً أنتِ مش فاكره أول مره شوفتك فيها ... حطيتى ملح بدل السكر .... لا وكمان كنت عملاها من غير وش .
لتضع يدها أسفل ذقنها وهى تقول بأبتسامه
- أنت لسه فاكر يا أحمد
ليبتسم بحب وهو يقول
- كل لحظه معاكى فكرها بالثانيه والدقيقه ... أنتِ الحب كله يا أمينه
لتضحك بصوت عالى وهى تقول
- وأنا كمان بحبك يا سى السيد
لتخرج فرح من الغرفه وهى تقول
- وأنتوا ليكوا أوضه تحبوا بعض فيها .... راعوا السناجل شويه
ليضحكا على كلماتها بصوت عالى لتدخل هى الغرفه وتغلق الباب .... حين سمحت لدمعاتها أن تخرج من سجن عينيها وهى تنظر إلى صورة أخيها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
طرقت باب غرفه والدها ليسمح لها بالدخول وفقت أمام الباب تفرك يديها بتوتر وهى تقول
- بابا كنت عايزه أقولك على حاجه
لينتبه لها الأسطى حسن قائلاً
- قولى يا ملك فى أيه ؟
لتجلس أمامه وهى تقول
- أصل يعنى... كنت عايزه..... أقولك على حاجه كده .
ليربت على يديها و هو يقول
- قولى يا بنتى فى أيه قلقتينى
لتقول بهدوء مخالف لكل العواصف والخوف الذى بداخلها
- أيمن بيه عايز .... عايز يجى لحضرتك يوم الجمعه
لينظر والدها إليها باهتمام وقال مستفهماً
- خير يا بنتى .
لتقول وهى تخفض رأسها قليلاً
- هيجى هو وأخته وجوزها ... علشان ... علشان
قاطعها قائلاً
- علشان أيه ما تقولى يا بنتى
- عايز يخطبنى
قالتها سريعاً بخوف ليبتسم والدها وهو يقول
- طيب وأنتِ خايفه ليه
لتنظر له بقلق هى لا تعرف ماذا عليها أن تفعل الأن هل تقول له عن خروج حسان من السجن ... ام لا تتحدث وتثير قلقه .. ولكن أيمن يعلم عنه هى لا تعرف كيف عرف عنه وماذا عرف بالتحديد .. ولكن هى حقاً خائفه
لتقول له بهدوء
- علشان التشوه إللى فى جسمى تفتكر ده هيكون عادى
لينظر والدها إليها بشفقه وقال
-أحنا نعرفه ... ونشوف لو معندوش مشكله خلاص .. ولو هو قادر يعملك العمليه .
لتقف على قدميها وهى تقول
- لأ طبعاً هو يا يقبلنى زى ما أنا يا يفتح الله ... عن إذنك
ليخفض والدها وجهه بهم وهو يفكر فى حال ابنته الذى كان هو إحدى أسبابه .
الفصل الرابع والعشرون
مر يومان وكانت فرح تشعر بشئ غريب بزين ... كان هادئ جداً .. وبتعامل بحدود ورسميه .... لا تستطيع أن تمسك عليه غلطه .. ولكنها تشعر أن القادم صعب
~~~~~~~~~~~~~~~
كان يجلس فى مكتبه يشعر بالملل .. أنه سيذهب إليها غداً ... وغداً أجازه فلماذا تأخذ أجازه اليوم
ضرب سطح المكتب بيده وهو ينفخ بملل
أخرج هاتفه ليتصل بها
كانت هى تجلس القرفصاء تحاول أن تأتى بشئ أسفل السرير ..... وحين أمسكت به تنفست براحه كان كيس كبير جداً أخرجته لتجلس جيداً بجانبه وهمت بفتحه حين أستمعت إلى صوت هاتفها
لتقف وتتوجه نحو الكومود بجانب السرير .... لتجد أسمه ينير شاشة هاتفها شعرت بالتوتر والخوف ولكنها مدت يدها المرتعشه وأمسكت الهاتف .... وقالت
- السلام عليكم
صمت قليلاً يستمع إلى صوتها المهزوز ثم قال
- أنا نفسى أفهم أنا جايلك بكره واخده أجازه ليه النهارده
صمتت متفاجئه من هجومه المباغت ولكنها أجابت
- هو أنا مش من حقى أخد أجازه ولا أيه
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- لأ طبعاً من حقك .. ومن حقى أنا كمان أقولك أنك وحشتينى وأن المكتب وحش اووى وكئيب اووى من غيرك .
خطف قلبها ونبضاته بتلك الكلمات .. ولم تستطع قول شىء ولكنها أغلقت الهاتف سريعاً
ليضحك هو بصوت عالى وعاد ليجلس خلف مكتبه وهو يشعر أنه أستعاد نشاطه وحيويته ... وبعد أن جلس نظر إلى الهاتف وهو يعترف لنفسه قبل أى شخص آخر أنه يحبها قائلاً
- وقعتينى يا بنت الأيه ..... أيمن بيحب يا بشر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت واقفه أمام خزانتها الكبيره ترتب بعض الثياب حين شعرت به يحاوطها من خصرها وهو يقول
- وحشتينى يا خوخه .
لتبتسم وهى تقول
- حلو خوخه .. يبقا ديجه وخوخه .
ليضحك بصوت عالى وهو يمسك يدها ليجلسها على السرير ويجلس أمامها قائلاً
- طمنينى عليكى عامله أيه
لتنظر له باندهاش وهى تقول
- طول ما أنت جمبى .. وولادى بخير .. أنا زى الفل
ليربت على قدميها وهو يقول
- أنا و الولاد جمبك ومعاكى ... أنا بسأل عن خوخه .. نفسها فى حاجه ... محتاجه حاجه
لتهز رأسها بلا وهى تقول
- انت مش مخلينى عايزه حاجه ربنا يخليك ليا
ليخرج من جيبه علبه صغيره وأمسك يدها ليضع فى معصمها أسواره رقيقه ورائعه
ابتسمت بسعاده وهى تنظر إليها ثم أقتربت وضمته بحب وهى تقبل رأسه بحب أبتعد عنه تمسك بها بأطراف يديها ثم قالت
- صحيح خلصت الشقه فوق ولا لسه
ليخفض رأسه ثم قال
- اه خلاص تقريباً والعفش هيجى بكره
لتبتسم بهدوء وعينيها تقع على الأسوار من جديد رفعت عينيها إليه لتجده ينظر أرضا فمدت يدها تربت على كتفه وقالت
- مالك يا عادل فى حاجه مضيقاك .
لينظر لها وهو يفكر هو لا يريد أن يجعل مريم دائماً بينهم ولكنه حقاً قلقا عليها .... مريم ليست صغيره وألم الحمل صعب وخطير جدا عليها .ولكنه لن يستطيع التعامل بأريحية فى ذلك الموضوع مع خديجه
أبتسم لها بحب وقال
- ولا حاجه تعبان بس شويه ومحتاج أرتاح ونام
لتقف سريعاً تخرج له ملابس منزليه مريحه وقالت
- هعملك كبايه لبن علشان تهدى أعصابك وتعرف تنام
خرجت سريعاً ليمسك هو هاتفه ويتصل بمريم ولكن ظل بلا رد حتى يأس ان ترد عليه ولكن وجد صوت آخر يجيبه قائلاً
- السلام عليكم يا أستاذ عادل
ليبتسم وهو يقول
- إزيك يا زينب هى مريم فين
لتجيبه سريعاً لاستشعارها القلق فى صوته
- أكلت وأخدت الدوا ونامت .
ليتنهد براحه ثم قال
- طيب الحمد لله ... لو حصل أى حاجه كلمينى على طول ماشى .
- حاضر متقلقش تصبح على خير
أغلق الهاتف ... ووقف ليبدل ملابسه وتمدد على السرير ...حين دلفت خديجه إلى الغرفه وبين يدها كوب الحليب أمسك منها الكوب وهو يقول
- تسلم إيدك يا خوخه .
لتربت على كتفه وتحركت تغلق الخزانه التى تركتها مفتوحه ولملمت بعض الأغراض وأبدلت ملابسها لشئ مريح وتمددت بجانبه أنهى كوب الحليب ليضعه بجانبه على الكومود وفتح ذراعه لها لتتوسد ذراعه مبتسمه وأقترب منها قبل أعلى رأسها وأوشك أن يقبل شفتيها لتضع يدها على فمه وهى تقول
- أنت شكلك مش رايق .. وتعبان ... تعالى أنت النهارده نام فى حضنى .
ليتوسد هو صدرها ويغمض عينيه بعد أن قبل يديها وذهب فى ثبات عميق ..
كانت هى تفكر تعلم أنه مشغول البال بسبب ما قاله له الطبيب عن حالة مريم .. هى نفسها قلقه عليها فمريم ليست صغيره وحملها خطر ... أغمضت عينيها وهى تدعوا الله فى سرها أن تمر كل الأمور على خير.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت ترتب الثياب فى خزانتها وكانت مهيره تساعدها بطيهم وتعليقهم على الشماعات .... حين قالت جودى بضحك
- تعرفى يا مهيره أنا بحب حذيفه من زمان جداً من وأنا لسه ذئرده صغيره كده نص متر ... بس هو مكنش يبان عليه خالص ... لحد ما سافر وأتجوز ورجع كل ده وأنا كنت فاكره أنه ولا حاسس بيا
كانت مهيره تستمع لها وعلى وجهها إبتسامة سعاده
نظرت لها جودى وهى تقول
- كنت بحلم أن حذيفه يحس بيا ولو جزء صغير من إحساس سفيان بيكى ... كنت بتمنى أعيش معاه قصه حب حلوه .... نتخانق ونتصالح ... أحس معاه بكل حالات الحب
لتقف مهيره وهى تقول
- أنتِ تستحقى أنك تعيشى كل إللى أنتِ بتتمنيه
لتقترب منها جودى وهى تقول
- وأنتِ كمان .. تستاهلى حب سفيان تستاهلى تعيشى معاه كل إللى أنتِ بتحلمى بيه ..... شيلى أى حاجه من دماغك ممكن تضايقك أنتِ وسفيان وحبيه من كل قلبك ...وعقلك .. حسى بيه بكل كيانك .... أنتِ تستحقى تعيشى
ظلت مهيره تنظر إليها بعيون تمتلئ بها الدموع فاقتربت جودى وضمتها بحب لتغمض مهيره عينيها وهى تفكر كيف تسعد سفيان ولأول مره .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان ينظر لها من خلف زجاج مكتبه وهو يتوعدها لقد بدء فى تنفيذ خطته ... سوف ينتقم بطريقته الخاصه
وقف على قدميه وهو يقرر البدء فى تنفيذ خطوته الثانيه بعد نجاح الخطوه الأولى
جلس أمامها مباشره دون إصدار أى صوت لتنتفض وهى تضع يدها على صدرها وهى تقول
- حرام عليك خضتنى .
ليبتسم بسماجه وهو يقول
- آسف بس ده طبعى هادى كده ومش مزعج
شعرت أنه يقصدها هى بكلمه مزعج .... ولكنها رفعت حاجبها وعادت إلى الأوراق أمامها دون كلمه أخرى
طرق على المكتب بأطراف أصابعه بحركات رتيبه
لترفع عينيها إليه ثم قالت
- هو حضرتك عايز حاجه .... يعنى حضرتك مش وراك شغل
لتتسع ابتسامته السمجه وهو يقول
- أعتقد يا آنسه أنك أنتِ إللى بتشتغلى عندى ... مش أنا .
شعرت بالإهانة فى كلماته لتقول له بهدوء
- صح بشتغل عند حضرتك لكن مش ملكك وممكن فوراً أسيب الشغل عندك إللى كان تطوع منى ... وأرجع لشغلى القديم من جديد
شعر بالصدمه من كلماتها وكأنه نسى للحظه أنها معه لفتره قصيره ولكنه لن يسمح بذلك
ليقول لها بعظمه وغرور
- بس أنا ممكن أخلى صاحبى يرفدك .
لتنظر له بثقه وهى تقول
- أولا باشمهندس أيمن راجل أخلاق ومحترم ... ولا يمكن يعمل كده ... ثانيا لو حصل ده فالرزق بتاع ربنا متفتكرش أنك كده بتذلنى فأنت غلطان لأنى مش هقبل بده أبدا
شعر بالندم لكلماته ولكن لا مجال للتراجع الأن وقف على قدميه ونظر إليها بأحترام وقال
- أنا آسف جداً ... أنتِ أكيد معاكى حق فى كل إللى قولتيه ... وأنا أكيد مقصدش أذلك .. عن إذنك
غادر سريعاً ودخل إلى غرفته وهو يخرج هاتفه ليتصل بشخص ما وقال
- أحنا على معدنا مش كده
صمت لثوانى ثم قال
- تمام وعلى أتفقنا أرجوك
ليبتسم لما يسمع من محدثه ثم قال
- متشكر جداً ان شاء الله مش هتأخر
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جالسا فى شرفه منزله ينتظر رجوعها بكوب الشاى الذى يحبه من يدها ... سمع صوت خطواتها ليبتسم جلست بجانبه وهى تقول
- الشاى يا حبيبى
ليمد يده فوضعت يدها ليقبلها وهو يقول
- تسلم إيدك يا قلبى .
كانت الجلسه هادئه حتى قال صهيب
- كنتى هتعملى أيه يا زهره لو عندى أتغلب على حبك ورفض جوازنا
صمت حاد كان الرد على سؤاله لدرجة كذب أذنيه التى تستمع لصوت أنفاسها
وبعد دقيقه كامله قالت
- كنت قتلتك وقتلت نفسى .
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- لا وعلى أيه الطيب أحسن
ثم أمسك هاتفه وقال لها
- أفتحى آخر محادثه مع جواد
لتنفذ طلبه بصمت ليكمل هو قائلاً
- شغلى الأغنيه إللى بعتهالى دى كده
لتنفذ طلبه لتصدع أنغام الموسيقا مع صوت رامى صبرى مغرداً .
أنا أعمل أى حاجه عشان نكون مع بعض
قولى عايز أيه وأنا أجبلك .. ولا عايزانى أتشقلبك
ده أهد الدنيا عشان بس ثانيه أشوف فيها
أنا عارف أن أنا محقوقلك أعملى فيا إللى يروقلك
قول على فى قلبك كله مفيش حاجه هنخبيها
لتضحك بسعاده وهى تضع رأسها على كتفه ليقول لها
- كل كلمه فى الأغنيه دى بقولهالك كنوع من الإعتذار ليكى
ليصدح صوت رامى صبرى مره أخرى
بتعرف قيمه الحاجه أما تبقا بعيد
تندم بس من غير الندم ما يفيد
قولى عايزه أيه وأنا أجبلك ولا عايزانى أتشقلبلك
ده انا أهد الدنيا عشان ثانيه بس أشوفك فيها
أنا عارف أن أنا محقوقلك اعملى فيا إللى يروقلك
قول على فى قلبك كله مفيش حاجه هنخبيها .
حين أنتهت الأغنيه قالت هى بصوت هادئ ملئ بالحب
- كفايه أن أنت معايا دلوقتى .. بتاعى وملكى ... وإن أنا بس إللى حبيبتك .
ليريح رأسه على رأسها وهو يقول
- أنتِ جنتى على الأرض ومفيش عاقل فى الدنيا يضحى بالجنه علشان أى حاجه تانيه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جالسه بغرفه صديقتها كل منهم جالسه بصمت تفكر فى ما يشغل بالها
ملك قلقه ومتوتره وتشعر بالخوف
خائفه من زياره الغد ... لا تدرى ماذا سيكون رأى أخته تلك ... وأيضاً هى لا تعرف عنه شىء .... هو غامض صامت ... ظهر فجاءه فى حياتها ... لا تعرف عنه أبسط المعلومات .... هى بالفعل لا تعرف عنه سوى عمله وأنه يتيم وله شقيقه واحده
وكانت الأخرى تجلس ولأول مره بهدوء ... تفكر بحيره فى كل تصرفاته .... غريب ... فى بعض الأوقات ثلجى دون تعابير واضحه ... وأوقات أخرى
ساخر بغيض متعالى من هو .. وأى الشخصيات هو .. ام أنه شخصيه أخرى تماماً
نظرت فرح لملك وقالت
- هو إحنا بنحب أنهى الراجل الطيب والحبيب .. ولا القاسى الحامى .... ولا إللى على طول غضبان بس بيخاف عليكى ... أحنا عايزين مين فيهم
ظلت ملك صامته تنظر إلى صديقتها بحيره ثم قالت
- معرفش يا فرح .. بجد أنا محتاره مش عارفه أيمن ده أنهى فيهم ولا هو إللى أنا بحلم بيه وبتمناه ... طيب هو أنهى فيهم الطيب ولا القاسى ... الغضبان ولا الهادى .بيحبنى فعلاً ولا بيتسلى
لتنظر لها فرح ببلاهه وهى تقول
- يتسلى ده إللى هو إزاى وهو جايب أهله وجاى يخطبك أنتِ هبله يا ملك .
نظرت لها بحيره ورفعت كتفيها بلا تعرف .
أرتاحت فرح على ظهر السرير وقالت بدندنه .
البنت تحب الولد الناصح إللى بيبقا فلاتى
وفى نفس الوقت تحبه مؤدب يعنى عينه فى الأرض
و رومانسى يقولها بيبى وعمرى وكل حياتى بس ميمنعش يكون متوحش جداً وقت الجد
بينام بدرى ويروح الجيم بس يسهرها لحد الفجر
ويكون فقرى وخفيف الدم وتنك لو يحتاج الأمر
عايزاه مشغول عنها شويه وتملى بيملئ حياتها
مش عارفه أفهمك إزاى بس هحاول ابسطها
عايزاه يبقى بروطه وقطه وديماً واثق فيها لكن دمه يكون حامى أنما طبعاً ميغيرش
وتحبه يكون غنى جداً يصرف كل فلوسه عليها ويحوش علشان المستقبل يعنى يموت على القرش
بينام بدرى ويروح الجيم بس يسهرها لحد الفجر ويكون فقرى وخفيف الدم وتنك لو يحتاج الأمر
من الأخر عايزاه ميكس ما بين حاجه طعمها مر وحاجه طِعمه متقوليش أنك مش فاهم علشان أنا أصلا مش فاهمه .
لتضحك ملك بصوت عالى على كلمات تلك الأغنيه وشاركتها فرح الضحك ثم قالت
- والله إحنا فعلاً مجانين .. أحنا مش فاهمين نفسنا وعايزينهم يفهمونا .
ظلت الصديقتان يتحدثان لوقت طويل وغادرت فرح بعد أن أتفقت معها على الهدوء .. وأن تستخير الله قبل كل شىء
كان يقود سيارته فى إتجاه مدينة شقيقها وكانت هى تنظر إليه بسعاده ... فاليوم مميز حقاً ... ابتسمت وهى تتذكر صباحاً حين استيقظت لتجده غارق فى النوم وهو عارى الجزع كما تعود منذ أصبحت تنام بجواره اعتدلت لتجلس أمامه ناظره إلى وجهه ... ابتسمت وهى ترى وجهه وهو نائم كطفل برئ ... وحين ينظر إليها تكون كل ملامحه تنبض حب وعشق .. وعيناه الخضراء الوقحه ... وحين يغضب تشعر أنها أمام وحش كاسر يمكن أن يحطم الدنيا بما فيها
و كم هو قلبه كبير محب رقيق متفهم ... دائما يحتويها يحبها بلا حدود
أمسكت خصله من شعرها وبدأت فى مداعبة وجهه ليجعد ملامحه لتبتعد لثوانى ليهدء ثم عاودت الكره ليمسك يدها قبل أن تصل إلى وجهه فصرخت من المفاجئه
لينهض سريعاً ويمددها على السرير وينظر إليها من علو وعلى وجهه إبتسامه مشاغبه وقال
- هو أنتِ أتبدلتى ولا أيه .. بس أقولك أنا عجبانى مهيره الجديده .. إللى كل يوم بتفاجئنى
كانت عيناها ثابته على عينيه تنظر إليه بعشق فأكمل قائلاً
- أمبارح كان من أحلى الأيام إللى مرت عليا معاكى ... وخصوصاً أن أنتِ إللى عملتيلى المفاجئه .
ظلت صامته تنظر إليه وهى تتذكر ما فعلته أمس كانت واقفه فى المرسم تضع لمستها الأخيره على اللوحه بعد أن أعدت كل شىء بالخارج .
طاوله متوسطة الحجم ... ووجبة عشاء مميزه ... وشموع ملونه وعطره ... وأيضاً بعض الورود التى نشرتها فى كل المكان وبعد أن أنتهت من كل ذلك
نزلت إلى شقتها أخذت حمام ساخن وارتدت فستان أزرق قصير يصل إلى ركبتيها ذو حملات رفيعه
وصففت شعرها بطريقه مميزه .... صعدت مره أخرى إلى غرفة المرسم وأتصلت به تخبره أنها فى أنتظاره شعر هو بالخوف وعاد سريعاً إلى البيت
صعد إلى غرفة المرسم سريعاً وقف عند الباب مزهولا مما يرى ظلت عيناه تدور فى المكان بأعجاب حتى وقعت عينيه عليها .... معشقوته وصغيرته ... تقف بارتباك بطلتها التى خطفت أنفاسه .... أقترب ببطئ شديد وعيناه لا تتحرك عنها حتى وقف أمامها
ظل ينظر إليها بإعجاب شديد وأنبهار بذلك الثوب الذى يظهر مفاتنها بطريقه مستتره تثيره
أمسك يدها ليقبلها بحب ....ثم أنحنى ليقبل شفتيها بعشق وحب جارف
أبتعد عنها دون أن يبتعد بشكل صريح وقال
- أنا بحلم صح .... ولا ده بجد أحلى واقع .... دى الجنه صح ... ما هو أكيد الجنه لأنك بين إيديا وبالجمال ده ... لا وكمان أنتِ إللى بتفجئينى .
لتنكس رأسها بخجل ثم قالت ما جعل قلبه يتألم بشده لكنه لم يظهر لها ذلك
- أنا نفسى تكون مبسوط وسعيد نفسى أفرحك وأحسسك أنى فعلاً طبيعيه .... مش عايزاك تحس بالنقص ... أو أنى مش زى أى واحده تانيه .... نفسى على طول تكون مبسوط معايا .... أنت كبير اووى يا سفيان اووى .
ليضمها إلى صدره وهو يقول
- أنتِ كل حاجه أنا عايزها .. وجودك فى حياتى نعمه كبيره وفضل كبير من ربنا
خرجت من حضنه تنظر إلى عينيه بحب وسعاده ثم سحبته من يده ليجلسا سويا يتناولا وجبة عشاء مميزه وسط ضحكاتها على قصص سفيان وأصدقائه .. وحكايات طفولته
عادت من ذكرياتها على لمساته الخفيفه لوجنتها وهو يقول
- كان نفسى أسرح زيك كده فى إللى حصل إمبارح يا شقيه
لتخفض رأسها وابتسمت فى خجل
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يشعر بالتوتر والقلق ... كان يقطع صالة منزله ذهابا وايابا من التوتر .... كان لا يفهم سبب ذلك التوتر ... هل يخشى حقيقته التى لا تعلمها
هو أتخذ قراره منذ قرر الأرتباط بها أن يخبرها حقيقته كامله .. لن يخبئ عنها شىء صحيح لن يجرح والدته أو يسئ لها بأى كلمه لكن من حقها أن يخبرها حقيقته ... ولها القرار الأخير
كان يتابعه بعينيه فى صمت كان يتفهم إحساسه من الصعب على الأنسان أن يعيش بماضى مؤلم ومحرج .... ولكنه معه فى قراره عليه أن يخبرها بكل شىء ومن وجهة نظره لا يجد سبب لترفضه فهى أيضاً لديها أسرار وماضى بشع
وقف وهو يقول بملل
- خيلتنى أقعد بقا .. ليه كل التوتر ده ... هى مش ملاك بجناحين وملهاش ماضى وم
وقبل أن يكمل كلماته كانت يد أيمن تمسكه من ملابسه وهو يقرب وجهه منه قائلاً من بين أسنانه
- أوعى تكمل وإلا هتخسرنى للأبد .... إلا ملك يا زين إلا ملك
ليمسك زين يد أيمن وأبعده عنه وهو يقول
- أنت عارف أنى مقصدش حاجه وحشه ... إللى أقصده أن كل إنسان له ماضى .. او قصه ... حكايه مؤلمه او مفرحه ... وإللى ميتقبلكش بجميع ظروفك ويقبلك زى ما أنت يبقا ميستهلكش .
ظل أيمن ينظر إليه بصمت ولكن حركه عينيه تنبئ من أمامه أنه خائف و حائر
ظل الصمت بين الأصدقاء لفتره طويله حتى كسر ذلك الصمت صوت طرقات الباب .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تدور فى المنزل مثل النحله ترتب البيت وتعيد الترتيب من جديد ... تراجع كل الأشياء فى المطبخ التى ستقدم كضيافه ... وتعود لغرفتها تتفقد ملابسها كان والدها يراقبها بعينه فى صمت .. وكانت والدتها تحاول تهدئتها حتى قالت
- أنا مش عارفه أنتِ مش راضيه ليه نجيب شوية حاجات من جارتنا الست أم أبراهيم ... أهو هتحسى أن البيت أحسن شويه
نظرت لها ملك باندهاش ثم قالت
- ليه يا أمى مالوا بتنا ... إللى جاى علشان شويه عفش ودهان ... يبقا ميلزمنيش ... أنا مش هغش حد ... أحنا كده ... أنا لا بستعر منكم ولا من بتنا يا أمى ... أنتوا فوق دماغى وبيتنا كبير بينا مش بعفش جديد
ليبتسم والدها بسعاده ... كم يشعر بالفخر من تلك الفتاه الذى يشعر أحيانا أنها أفضل من الرجال وأقوى ...
كان يخشى أن تكون خجله من وضعهم وتظهر ذلك لخطيبها المزعوم .. ولكنه الأن أطمئن
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان ينظر إليها بخبث تستشعره هى ولكنها لا تعرف سببه
نظرت إليه بشك وهى تقول
- مالك يا سيد أحمد فى أيه ... بتبصلى كده ليه
ليضحك والدها باستخفاف وهو يقول
- ولا حاجه بستعجب بس ... سبحان الله ربنا رزقنى ببنت ولا الولاد .... ناقص يطلعلها شنب
لترفع حاجبيها باندهاش وهى تردد
- شنب
لتنظر له بشر وهى تقول
- قالب عليا ليه يا سى السيد .. الست أمينه مزعلاك ولا أيه .
ليقول لها بتقزز
- لا يا أختى مش مزعلانى وبعدين ما يخصكيش .... أنتِ صحيح ما قولتليش أخبار شغلك الجديد أيه ومديرك كمان لسه عايش ولا الله يرحمه من أفعالك فيه
كانت تشعر بالغيظ .... لماذا يتحدث معها بتلك الطريقه ... ماذا فعلت هى ولماذا هو متحامل عليها بتلك الطريقه
ظلت تفكر دون أن تجاوبه ليقف وهو يقول
- خليكى سرحانه .... أقوم أنا أروح مشوارى .... أكيد هيكون أفيد من قعادى معاكى.
كانت تشعر بشئ غريب يحدث ولكنها لم تهتم وقفت هى الأخرى ودلفت إلى غرفتها وتمددت لتذهب سريعاً فى نوم عميق .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت جالسه على سريرها الكبير فى غرفتها الجديده تأكل بعض الفاكهه عاده لديها منذ كانت صغيره وزادت فى فترة حملها ... بل أصبحت شره بشده للفواكه
كانت زينب تجلس أمامها وعلى وجهها إبتسامة سعاده ... فالسيده مريم وجدت سعادتها أخيراً أبنتها بجانبها وحب حياتها أصبح حقيقه ملموسه فى يومها .... السيد عادل أسم على مسمى .. رجل قل نوعه من الرجال فى هذا الزمان ... ذلك الرجل الذى يحاول بكل طاقته أن يعدل بين زوجاته .
حين أخبر السيده مريم أنه قد جهز لها شقه جديده بها كل شىء .. كامله لا ينقصها أى شىء ... كانت سعادتها كبيره ... ولكنها أيضاً خشيت أن تكون خديجه غير راضيه عن ذلك فصعدت لها لتعرف موقفها قبل دخول الشقه الجديده لتجدها مرحبه غير ممانعه ... أرتاحت كثيراً وخاصه بعد ما عرفت من عادل أنه سوف يسافر مع خديجه والأولاد إلى أى مدينه ساحليه .... كانت تود أن تذهب معهم حقاً ولكنها شعرت أنه تعويض بسيط من عادل لخديجه بعد موقف الشقه وأيضاً حملها صعب بسبب سنها .... فا من الخطر عليها السفر .
أنتبهت مريم لزينب الصامته وقالت
- مالك يا زينب فى حاجه مضيقاكى
لتتسع إبتسامة زينب وهى تقول
- مضايقة أيه يا ست مريم ده أنا فرحانه اووى علشانك ... ربنا يهنيكى و يسعدك ديماً يارب .
لتبتسم مريم بسعاده وهى تقول
- والله يا زينب أنا ما عايزه حاجه تانيه من الدنيا ربنا رجعلى بنتى وجمعنى بعادل .. ورزقنى منه بذريه كمان ... والله ما عايزه حاجه تانيه .. أنا بس نفسى كل إللى حوليا يبقا مبسوط وسعيد .
ليقطع كلامهم صوت هاتفها لتبتسم وهى تجيب
- كنا لسه فى سيرتك ... طول عمرك ابن حلال
ليضحك وهو يقول
- طبعاً يا ماما .. المهم كنتوا جايبين سيرتى بالخير ولا الشر
لتضحك وهى تقول
- لأ طبعاً بالخير .... طمنى وصلتوا الحمد لله
ليجيبها بعد أن نظر إلى باب الحمام نظره سريعه
- اه يا حبيبتى .. بقالنا نص ساعه ... قولت أطمن عليكى .
لتبتسم وهى تقول
- أطمن أنا كويسه خالص .. خلى بالك أنت من الولاد وفرح خديجه على قد ما تقدر .
ليبتسم وهو يقول
- ربنا يخليكى ليا يا مريم .. هقفل أنا دلوقتى وهبقا أكلمك تانى .
وأغلق الهاتف لينظر إلى باب الحمام من جديد وتنهد فى راحه هو لا يريد أن يضايق خديجه بأى شكل .. رغم تأكده من معرفتها أنه سيستغل أى فرصه ويتصل ليطمئن على مريم ولكنه لا يريد تعكير صفو الرحله ... ويريد أن يشعرها بالتميز ولكنه أيضاً لا يستطيع ألا يطمنئن على مريم وخاصه فى هذه الظروف .
تنهد مره أخرى وهو يقول
- يارب ... يارب ساعدنى أعدل بينهم وأرضيهم .... اللهم عفوك ورضاك .... اللهم عفوك ورضاك .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فتح الباب ليجد أخته وزوجها ليبتسم فى سعاده وهو يقول
- حمد لله على السلامه .
ليضربه سفيان فى كتفه و يدفعه للخلف وهو يقول
- شايفه أخوكى قليل الزوق مش يقول اتفضلوا .. سايبنا واقفين على الباب
ليرفع أيمن حاجبه وهو ينظر لسفيان قائلاً
- يا ابنى هو أنا لحقت .. أنا لسه فاتح الباب .
قبل أن يجيبه سفيان وقعت عينه على زين ليقترب منه بهدوء ثم لكمه فى معدته بقوه تألم على أثرها زين بشده وشهقت مهيره بخوف ليقترب منها أيمن مهدئاً وهو يقول
- متخافيش أتنين تيران أكيد ده سلامهم يعنى مش هيسلموا زى باقى البنى آدمين
لتضحك بخفه ثم سمعت صوت سفيان يقول بتهكم
- ليك واحشه يا زين سافرت وقولت عدولى
ليعتدل زين فى وقفته بعد أن خف الألم قليلاً وهو يقول
- يخربيت هزار البوابين ده ... والله يا ابنى كنت مرتاح منك .. ومش هرد عليك علشان خاطر مراتك بس .
ليرفع سفيان حاجبه وهو يقول
- لا والنبى رد ...
ثم دفعه من كتفه ليسقط على الأريكة بتئوه مكتوم .
ثم جلس سفيان على الأريكة الأخرى ليشير إلى مهيره أن تجلس بجانبه .
ولكنه وجدها تتحدث مع أخيها بشكل جدى جداً ... فنظر إلى زين وقال
- هو مال أيمن متوتر ليه
ليرفع زين كتفيه وهو يقول
- عايز يعترف بكل حاجه ... وخايف من رد الفعل
ليصمت سفيان لثوانى ثم وقف على قدميه وهو يقول
- هو صح ... والصح أصح أن يتبع
وقف سفيان أمام أيمن قائلاً
- قولها كل حاجه أنت مفيش أى حاجه من دى تعيبك .. أنت راجل بجد .. وأى أب يتمنى زوج زيك لبنته .
أبتسم أيمن بسعاده من كلمات سفيان ولكنه لم يعلق بشئ ولكنه نظر إلى مهيره وقال
-المحامى كلمنى وقالى أن كل حاجه خلصت زى ما قولتله
والقصر دلوقتى بقا بأسمك .
لتنظر مهيره إلى سفيان بتوتر ثم عادت بنظرها إلى أخيها قائله
- أنا مش مرتاحه كده يا أيمن .. أنت ليك حق فيه .
ليسكتها أيمن بأشاره من يده وقال
-أنا أخدت حقى خلاص ... والمحامى هيتصل بيكى علشان يجيبلك الورق .
لتهز رأسها بنعم وصمتوا ثلاثتهم ليقطع ذلك الصمت صوت زين الذى قال
-أحنا مش هناكل النهارده ولا أيه ؟
ليضحك الجميع على ذلك الطفل المتزمر .
الفصل الخامس والعشرون
كان يجلس ينظر إلى خطيب ابنته المزعوم وبجانبه أخته و زوجها كان يشعر بالخوف حين أستقبلهم من هيئتهم وملابسهم التى تدل على الغنى الفاحش
ولكنه وجدهم بشوشين مريحين وما أراحه أكثر ... هو عدم رؤيته لنظرة إذدراء .. او تعالى
حين جلست السيده أنعام بعد أن قدمت الضيافه قالت مهيره
- أومال العروسه فين ... نفسى أشوفها من كلام أيمن عنها
لتقف السيده أنعام من جديد وهى تقول
- هجبها حالاً
لتغيب لثوانى وتعود وخلفها فتاه قصيره نسبياً ... ترتدى فستان طويل زهرى اللون ... وحجاب أبيض به وردات زهريه صغيره ... ملامحها رقيقه وقفت مهيره سريعاً لتحتضنها
قبل ذلك بدقائق كانت ملك جالسه فى غرفتها تفرك يديها بخوف وتوتر حتى دخلت والدتها تطلب منها الخروج كانت تسير خلفها تفكر بخوف فى رد فعلهم على بيتهم ومستواهم الأجتماعى ولكنها فاقت من أفكارها على ضمه قويه من جسد صغير لتنظر لها لتجدها فتاه قصيره مثلها فى الطول ولكنها ترتدى ثوب قصير نسبياً يصل إلى بعد ركبتيها بقليل وملامحها بريئه باسمه فابتسمت ملك لها حينها نظرت مهيره لأيمن قائله
- طلعت بتفهم يا أيمن ... وزوقك يجنن .
لتخفض ملك رأسها بخجل ليقول سفيان بهدوء
- أقعدى من فضلك يا مهيره خلينا نتكلم بقا
لتعود مهيره لمكانها بين أخيها وزوجها وتجلس ملك أمامهم وبجانبها والدتها ليتكلم سفيان قائلاً
- أحنا يا أستاذ حسن يشرفنا نطلب أيد كريمتكم الآنسه ملك لاخويا أيمن
لينظر والد ملك إلى سفيان وقال
- والله يا ابنى الشرف لينا بس أنا
ليقاطعه أيمن قائلاً
- خلينى أقول لحضرتك عنى شويه حاجات وبعدها عندى طلب لو سمحتلى
وقص أيمن على والد ملك طبيعة عمله ... و ذكر والده حسام بكل خير ووالدته وأخته الأخرى ونيته فى شراء فيلا صغيره للزواج... وأنه غير معارض لعملها بعد الزواج إذا أرادت... وتكلم عن كل أمور الزواج من مهر وشبكه وتجهيزات البيت كامله عليه وأكد كلماته وأبطل إعتراض ملك بأنه شرع الله وهذا حقها من الأساس
وأكد كلماته سفيان وأنه فعل نفس الشئ مع مهيره رغم غنى والدها الفاحش
وبعد أن اتفقا على كل شىء قال أيمن
- تسمحلى يا عمى أقعد مع ملك عشر دقايق بس عندى موضوع لازم أعرفهولها قبل ما أسمع رأيها
ليبتسم السيد حسن وهو يقول
- ملك خدى الأستاذ أيمن وأقعدوا فى البلكونه شويه
لتقف ملك وأيمن خلفها مباشراً ودلفوا إلى الشرفه أشارت له أن يجلس على إحدى الكراسى الموجوده وجلست هى على الأخرى أبتسم لها وهو يقول
- بصى يا ملك أنا عندى حكايه كده عايزك تعرفيها والكلام ده يكون بينى وبينك ... وعلى أساسها قررى هتوافقى عليا ولا لأ
شعرت بالتوتر والقلق وهزت رأسها بنعم فقال بقلق
- أنا أسمى فى الأوراق الرسميه أيمن حسام الدين أحمد وامى أمل أبراهيم حسين .... لكن .
صمت قليلاً ثم أكمل بتوتر
- لكن الحقيقه أن أسمى الحقيقى أيمن راجى محمود الكاشف ..... أمى وأبويا كانوا متجوزين وحصل مشاكل كتير بينهم لدرجة أن أبويا كان هيموتها هربت منه بعد ما طلقها وأتجوزت أبويا أقصد يعنى أبويا إللى ربانى ولما عرفت أنها حامل بابا حسام رفض أنه يعرف أبويا الحقيقى الحقيقه خوفاً عليا منه و على أمى ومهيره تكون أختى بنت الكاشف يعنى ... إنما بنت بابا حسام مش أختى بأى شكل .
أخفض رأسه بخجل ثم قال
- دى حقيقتى ... يا ترى هتقبلينى بحكايتى دى .
ظلت تنظر إليه ثم قالت أغرب رد
- أنت عرفت موضوع البلطجى إزاى
ظل ينظر إليها باندهاش ثم أنفجر ضاحكاً
لتنظر له باندهاش ثم قالت
- هو أنا قولت حاجه تضحك أوى كده
ليصمت لثوانى ثم قال
- أنا حكيت دلوقتى ظروف صعبه ممكن تخليكى ترفضينى بسببها وأنتِ بتسالى على حاجه تانيه خالص
أخفضت نظرها بخجل لتقول بعد عده ثوانى
- كفايه أنك صارحتنى .. وأكيد وجود أختك معاك يأكد كلامك ... وكمان كلامك ده هيفضل بينا .
أبتسم بسعاده ليجدها تقول
- ممكن بقا تقولى أيه حكايه البلطجى دى إللى قولتلى عليها
ليبتسم لها وهو يقص كل ما حدث حتى وصل إلى مصير حسان
- وهو دلوقتى بين إيدين البدو ... وهما هيعرفوا يتصرفوا معاه يعنى ما بقاش فى منه أى خطر .
أخفضت بصرها بعد أن أعطته إبتسامه مهزوزه ثم قالت
- بس أنت متعرفش أنو كان كاتب كتابى عليه صح
ليقطب جبينه للحظه ثم أبتسم وقال
- مفيش مشكله عندى ... لأنك أنتِ أهم حاجه عندى .... أنتِ غاليه عندى اووى يا ملك وفى كلام تانى كتير عايز أقوله بس مش دلوقتى
وقال الأخيره وهو يغمز لها بمشاغبه لتقف سريعاً وتدلف إلى الداخل .
ليبتسم بسعاده ثم تنهد براحه وذهب خلفها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يجلس على كافتريا من تلك الكافتريات المنتشره على البحر ينظر إلى الساعه كل ثانيتين ... يشعر بالتوتر ولأول مره لماذا ذلك الشعور الذى دفن بداخله منذ سنوات .... لماذا يشعر بمشاعر طفل صغير أول يوم له فى المدرسه ويخشى ترك والدته ... لما يخشى من تلك المقابله بقوه .... هو ليس نظيف تماماً وكلمات زين وسفيان ترن بداخل أذنه الصراحه هى الأفضل ... الصريح يحترم ..... وإن كل شىء حدث بالماضى هو ما يجعلنا ما نحن عليه الأن من أشخاص نظر إلى ساعته مره أخرى بتوتر أكبر ثم نظر إلى البحر يحاول أن يستمد منه بعض الهدوء والراحه حين شعر بظل بجانبه ليلتفت إليه ينظر إلى ذلك الرجل الذى خط الشيب شعره ولكنه ذات هيبه تفرض نفسها وقف سريعاً ليمد يده بالسلام وهو يقول
- أهلاً أستاذ أحمد .. سعيد جداً أن حضرتك قبلت دعوتى .
ليجلس السيد أحمد أمامه بعد أن رد سلامه وقال
- لازم أجى طبعاً .. لأنى محتاج أفهم
طرق زين سطح الطاوله التى بينهم بطرف أصبعه بتوتر واضح ثم قال
- أنا ..... أنا مش أنسان سوى .... أنا عيشت مئاسى كتير فى حياتى ..... شفت أبويا لما مات وامى كمان اندبحت قدام عينى .... شفت فشلى أنى أكون ظابط كويس يقدر يحمى الناس ... ما بالك بقا بأقرب الناس ليه .... أنا أكتر أنسان معترف أنى مريض نفسى ..... زى ما هعترف دلوقتى أنى محتاج فرح فى حياتى .
كان ينظر إليه بتمعن من وقت وصوله يحاول أن يفهم ذلك الجالس أمامه لم يتوقع تلك الكلمات لقد صدم حقاً من صراحته ... ولكنه أيضاً معجب به ... قليل من يعترف أن لديه مشكله وقليل أيضاً من يعترف باحتياجه لشخص فى حياته .... ولكن السؤال الأساسى لماذا فرح بالتحديد وهو جاوبه على ذلك السؤال الغير منطوق وكأنه قرء أفكاره
- فرح مختلفه جداً عنى ... أنا جد جداً وحاد ... وهى مرحه ولينة الطبع .... أنا شايف الحياه من منظور باهت وغامق ... وهى شيفاها من منظور كله حياه وتفائل وأمل ..... أنا بجد محتاجها فى حياتى .. محتاج أحس أن فى أمل ... أن فى شىء مختلف فى الحياه دى غير القتل والظلم محتاج أحس أن فى أمل وحياه
ظل السيد أحمد ينظر إليه بصمت لبضع ثوان ثم قال
- أنت قولت أنا محتاجها فى حياتى مرتين من غير ما أفهم عايزها فى حياتك إزاى .
كان يعلم جيداً أنه سؤال شائك ... الإجابه عليه ستحدد أشياء كثيره .
اخفض زين رأسه قليلاً وقال
- أنا كنت خاطب قبل كده .... لكن سابتنى لما سبت شغلى فى الداخليه ... هى كانت يهمها المركز الأجتماعى والأسم والسلطه .. ولما أنا أتخليت عنهم هى أتخلت عنى ..... أنا صعب عليا أفكر أخطب تانى صدقنى .... لكن كل ما أحاول أفكر فى فرح بطريقه سيئه أتأكد أكتر أنها إنسانه هايله من كل الجوانب .
صمت الأثنان لبعض الوقت حتى قال زين من جديد
- أستاذ أحمد أنا بطلب من حضرتك أيد الآنسه فرح ... عارف أنه الأصول أنى أجى البيت ... وده هيحصل ... بس أنا محتاج شويه وقت ... محتاج أقرب من فرح .. محتاج أحسن صورتى قدامها .... علشان أنا لو جيت دلوقتى هى أكيد هترفضنى .... ومكنتش عايز أعمل كده من غير علم حضرتك .
أطرق السيد أحمد برأسه قليلاً ثم نظر إليه بقوه ثم قال
- أنا موافق بس معاك شهر واحد وداخل المكتب مش براه
ليبتسم زين إبتسامه مهزوزه وهو يقول
- أنا متشكر جداً
ليقاطعه السيد أحمد قائلاً
- دى مش ثقه فيك أنا لسه معرفكش لكن أنا أحترمت صراحتك وأعترافك بمشاكلك وأنك محتاج المساعده ... لكن ثقتى الكامله فى بنتى وتربيتها .
ليبتسم زين وهو يقول
- وأنا كمان واثق فى تربية حضرتك .... وأعتقد أنك عارف أنك مربى راجل .
ليضحك السيد أحمد بصوت عالى وشاركه زين الضحك براحه ولأول مره .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت جالسه معه بمكتبه تعمل على مشروع جديد ... هو أعطاها الفكره كان يستمع لصوت أنفاسها المنتظمة أراد أن يتحدث معها ولكنه شعر بتركيزها العالى فى العمل لم يرد أن يقاطعها مرت عدة دقائق أخرى كان هو مغمض عينيه يستمع لصوت أنفاسها حتى قطع ذلك الهدوء وتلك الحاله الحالمه التى كان يعيش فيها صوت طرقات على الباب لتأذن زهره للطارق بالدخول
لتجد سالى السكرتيرة تدلف إلى المكتب عيناها ثابته على صهيب الغير منتبه لها بأى شكل ولكنها شعرت من داخلها بالخطر ... صهيب أصبح مختلف عاد صهيب القديم قبل الحادث واثق وهادئ ...
ظلت تتابعها بعينيها حين سلمت له بعض الأوراق ليوقعها شعرت بأهتزاز يده قليلاً كادت أن تذهب إليه لتجد تلك السكرتيرة تعرض عليه المساعده كاد قلبها أن يقف خوفاً من موافقته كانت تنتظر رده وكأنها كلمه ستحيها او تميتها
كان هو يستمع إلى صوت تنفسها المختلف الأن ليس هادئ ولا منتظم أنها خائفه ليقول لسالى بهدوء حزر
- شكراً يا سالى أتفضلى أنتِ وأنا همضيهم وأبعتلك تخديهم
لينتبه لشهقه زهره الخافته وكأنها لم تكن تتنفس بعد خروج سالى فكر كثيرا هل يسألها ما بها ام يتجاهل وفقط ولكنه قرر أن يتجاهل ويثبت بالفعل لا الكلام
فنادها بصوت هادئ لتنظر له بضياع ولكن ابتسامته الهادئه أعادتها إلى رشدها وأجابته بهدوء مخالف لما داخلها
- أيوه يا حبيبى
ليقول لها بابتسامته التى تخطف الأنفاس
- ممكن تيجى تساعدينى علشان أمضى الورق ده
لتقترب منه وجلست على قدميه لتمسك الأوراق
وهى تقول
- يا سلام هو أنا أطول ... من عيونى يا هندسه
وبدأت فى تعريفه على الأوراق و تمسك يده لموضع التوقيع ويوقع هو بأسمه حتى أنتهوا ليترك القلم ويضم خصرها بقوه لتحاوط رقبته بقوه ليضغط هو ذر طلب سالى لتدخل مباشراً لتجده يضم زهره بتلك الطريقه وحين اشتم رائحتها ضرب على ظهر زهره بخفه وهو يقول
- تعالى يا سالى خدى الورق أتمضى .. وأنا مروح مع مراتى .
لتنظر له زهره بسعاده وتقف سريعاً ليقف هو الأخر ويمسك يدها ويخرجا سوياً أمام عيون تلك الحاقده
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تقف داخل قاعه كبيره مزينه بالورود وستائر بيضاء وأرجوانيه رقيقه ... كانت تبتسم بسعاده التفتت لتنظر إليه وهى تقول
- أنا مش بحلم صح ... إحنا فاضل على فرحنا أسبوع
ليقترب منها وأمسك يديها ليقبلها وقال
- أنا كمان مش مصدق يا جودى ... أخيراً ... أخيراً هتكونى ليا ..... أخيراً حلم السنين هيكون حقيقه .
كانت تنظر إليه بحب وسعاده قالت هى الأخرى
- فعلاً حلم السنين بيتحقق ... أمنيات الماضى هتبقا حقيقه ... أنا وأنت فى بيت واحد ونعمل عيله كبيره ... أصحى وأنام على عيونك وملامحك .... هعملك كل حاجه بأيدى .... هتكون كل حياتى وأنا كل حياتك .
أقترب الخطوه الفاصله بينهم وقال بصدق
- أنتِ أغلى حلم أتحقق ... وهعيش عمرى كله أشكر ربنا عليه بأنى أحافظ عليكى من نسمة الهوا ..... أوعدك أن حياتى تكون بيكى وبس .
ليقطع تلك اللحظه قبل أن تجاوبه المسؤل عن القاعه وهو يقول
- خلاص يا دكتور قررتم الحاجات إللى أنتم عايزنها
لينظر له حذيفه بغل وأجابه من بين أسنانه
- أيوه خلاص هتنفذ كل إللى قولنا عليه بس فين مشغل الدى جى
لينظر المسؤل لإحدى العمال وسئله عن مشغل الموسيقا وعلم أنه لم يحضر بعد فأخبره حذيفه أنه سيمر عليه مساءٍ .
وخرجا سويا يدهم فى يد بعضهم فى حب واضح لا يخطئه أى شخص يراهم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت نوال تعمل فى المطبخ لتحضير وجبه الغداء وكان أواب جالسا بجانبها عند طاوله المطبخ يلون بعض الرسومات الكرتونيه كانت تنظر إليه من وقت لآخر لتجده منهمك بشده وللعجب خطوط يده على الأوراق منتظمه وجيده جداً ... أخفضت نار الموقد على الطعام واقتربت منه بأبتسامه حانيه وقالت
- لسه مش جعان يا حبيبى
ليرفع رأسه عن أوراقه بابتسامته البريئه المحببه وقال
- شكراً يا تيته ... هستنى جودى وبابا .
لتربت على رأسه بحنو ثم قالت
- كنت عايزه أسألك على حاجه ممكن
ليترك القلم من يده فى حركه تعود عليها من والده حين يطلب التحدث معه ويكون يعمل يترك ما بيده وينتبه له بشده
ابتسمت نوال على حركته الناضجه تلك وقالت
-أنت عارف أن بابا وجودى هيتجوزا الأسبوع الجاى
ليهز رأسه بنعم فأكملت قائله
- أنت مبسوط ... ولا زعلان .. عايز بابا يتجوز جودى .. وجودى تكون زى ماما ليك ولا لأ
ليظل الطفل صامت لعدة ثوانى ثم قال
- أنا بحب جودى وفرحان أنها هتعيش معانا ... بس جودى مش ماما .. جودى صحبتى .
لتتفهم نوال إحساس الطفل وابتسمت له وهى تقول
- إللى يريحك يا حبيبى أهم حاجه راحتك .
ليعود بتركيزه إلى رسوماته من جديد
ظلت تنظر إليه لبعض الوقت ثم تنهدت ودعت الله فى سرها أن يسعدهم جميعاً .
~~~~~~~~~~~~~~|~|~~~~~
بعد أن أبلغت ملك موافقتها لوالدها تمت قراءة الفاتحه وتحديد موعد الخطبه بعد فرح جودى بأسبوع قبل أن يرحلوا قام سفيان بعزيمتهم لفرح أخته وأصر عليهم بشده حتى وافقوا ... وسعد أيمن بذلك بشده ... أخذ سفيان مهيره وسبق أيمن للأسفل بعد أن تحدثت كثيراً معها .. ويعتبرا أصبحا أصدقاء وذلك أسعد أيمن بشده وأيضاً أسعد سفيان لأنه تغيير كبير فى شخصية مهيره
كانت ملك تقف أمامه بعد أن تركها والدها مع أيمن لتودعه
كان ينظر إليها بحب حين نظرت إليه قالت
- فى حاجه كمان نسيت أقولك عليها
لينظر لها باهتمام فأكملت
- حسان .... حسان لما أنا أكتشفت حقيقته وطلبت منه الطلاق بلطج عليا أنا وأبويا وامى .... ولما كل رجالك الحته وقفوله أجبر أنه يطلقنى .... وبعدها بدء يغلس عليا فى الرايحه والجايه ..لحد يوم ..... كنت راجعه من شغل لسه مستلماه جديد ... كان واقف فى مكان مدارى ... مخدتش بالى منه
صمتت لثوانى ليتحفز كل جسده لما سيسمعه الأن يعلم أنه من أصعب ما يمكن أن تعيد هى على نفسها ذكرى ذلك اليوم الذى يعلم بعض منه وليس كله .. ولكنه يؤلمه بشده .
أكملت هى بهدوء حزر وصوت مهزوز
- لقيت حد بينادى عليا بلف أشوف مين وفجاءه لقيت حاجه زى المايه وقعت عليا وألم رهيب فى جسمى كله ولمحته وهو بيجرى ومن صوت صريخى الناس أتلمت وشوية شباب من الشارع مسكوه وراحوا بيه القسم .. وبلغوا عنه وباقى الناس ودونى المستشفى ... ولما الظابط جالى وحكتله كل إللى حصل وبقت قضيه ... أكتشفوا أن عليه قضايا كتير وأتسجن .
كان ينظر إليها بتفهم ولكن بداخله غضب كبير لا يستطيع وصفه لو كان هذا الحسان بين يديه الأن .... لقتله بدم بارد
نظرت له بخوف وهى تقول
- التشوه إللى ف
ليمنعها من تكملة كلماتها وهو يقول
- أنا مش فارق معايا كل الكلام ده ... هنبقا نتكلم فيه بالتفصيل بعد كتب الكتاب .... ولو الموضوع ده مضايقك ... مضايقك أنتِ ... سهل جداً نعمل عمليه تجميل وبرضوا هنأجل الكلام فى الموضوع ده لبعد كتب الكتاب .. علشان أقولك كل إللى فى نفسى براحتى
وغمزها بشقاوه ثم قال
- هنزل بقا لأن كده سفيان هيخنقنى .... وباباكى كمان هيحدفنى من هنا .
لتضحك بخجل ليقول
- أيوه كده أمشى وأنا قلبى مطمن ... سلام يا خطيبتى
نزل السلالم سريعا وهو يشعر كأنه طفل صغير حصل على حلواه الخاصه ... وأغلقت هى الباب واستندت عليه وعلى وجهها إبتسامه سعيده .. أراحت من تتابعها من بعيد .
بداية الروايه من هنا 👇👇👇