القائمة الرئيسية

الصفحات

الأخبار[LastPost]

عشق الادم الفصل الأول والثاني بقلم ياسمين عزيز كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات والوصفات

 


عشق الادم

الفصل الأول والثاني

بقلم ياسمين عزيز

الشخصيات


ادم الحديدي؛ يبلغ من العمر 32 سنه ذو رجوليه طاغيه وسيم جذاب ببشره برونزيه و شعر اسود و عيون قاتمه. شخصيه حديديه مسيطره لاأقصى حد تجذب له الجنس الاخر ترتمي تحت قدميه أجمل النساء كيف لا و هو رجل أعمال ثري ووريث إمبراطورية تضم عديد الشركات العالميه. 


ياسمين احمد؛ بطله الروايه تبلغ من العمر 21 سنه تدرس في السنه الاخيره اداره اعمال ذات جمال طفولي ساحر ببشره بيضاء نقيه كبشره الأطفال و شعر اشقر طبيعي شخصيتها مرحه و طيبه و قويه في نفس الوقت.


صفوان الجندي الابن الوحيد للمليونير احمد الجندي العدو الأول لادم. وسيم ذو جسد ضخم مليي بالوشوم الغريبه


رنا رفعت؛ ابنه خاله ياسمين تدرس معها في نفس الكليه من اسره غنيه جميله و جذابه بشعر اسود طويل و عينان زرقاوان و بشره بيضاء شخصيتها مرحه و شجاعه و ذات لسان سليط


زاهر مجدي؛ صديق ادم طبيب مشهور يبلغ من العمر 33 سنه وسيم ذو جسد رياضي و بشره بيضاء و عيون زرقاء


غاده؛ صديقه ياسمين حقوده و طماعه من اسره متوسطه. 


سهى الدميري من اسره غنيه و معروفه جميله ذات جسد ممشوق كعارضات الازياء و شعر اشقر قصير تحب ادم و تسعى للزواج منه عاشقه للمال و السلطه. 


_بقيه الشخصيات نكتشفها مع الاحداث


💜💜💜

في منزل صغير بحي شعبي بسيط تستيقظ بطلتنا

الجميله على صوت المنبه ،مطت يديها بتكاسل

لتغلق المنبه متمتمه بتذمر:"امتى يا رب اكمل دراستي و انام براحتي". 

اخذت طريقها الي الحمام للقيام بروتينها اليومي قبل الذهاب إلى جامعتها. 3


في طريقها وجدت امها كعادتها في المطبخ تقوم بإعداد فطور الصباح قبلتها بحب قائله:"صباح الخير يا احلى ام الدنيا".


ضحكت الام بخفه و اجابت:"باين مزاجك رايق النهارده يلا صحي اخوكي عشان حيتاخر على المدرسه".


انقلب وجه ياسمين و توجهت متأففة إلى غرفه أخيها توقظه:"اووف موال كل يوم، سهران على النت للفجر ازاي حيقوم بدري، صاحت ياسمين" رامي قوم يلا اتاخرت على المدرسه".


تمتم رامي بكلمات غير مفهومه و شد الغطاء على راسه لاكمال نومه، نظرت إلى الغرفه لتجدها مبعثره، ملابس متسخه مرميه على الكرسي باهمال، الكتب و الدفاتر مرميه هنا و هنا و أوراق ممزقه تملأ الارضيه.


أمسكت ياسمين بكوب الماء لتسكبه دفعه واحده على جسد أخيها الذي انتفض واقفا يشتم بصوت عال.


خرجت ياسمين راكضه تختبئ وراء امها محتميه من أخيها الذي لحقها متوعدا:"تعالي هنا يا جزمه و الله لاوريكي النهارده". 3


ياسمين و هي تختبئ وراء والدتها :"ماما و النبي امسكي الثور داه"


رامي بحنق و هو يحاول الوصول إليها "انا ثور ياجاموسه يا حماره في حد يصحى حد كده".


ياسمين بيخرية :"ماهو عشان تبطل سهر كل يوم و تتعلم تذاكر يا فاشل"


رامي بصراخ :" و انت مالك..."


صاحت الام بغضب لتنهي حوارهم الذي لا ينتهي

"خلاص انت و هي اسكتوا حتتأخروا على مدارسكم و انت يا رامي السنه دي ثانويه عامة ذاكر شويه يا ابني مش كل الوقت نت "


بعد ساعه هبطت ياسمين درج العماره المتهالك لتجد رنا و غاده تنتظرانها في آخر الشارع كالعاده.


ياسمين بمرح :" صباح الخير يابنات"


البنات "صباح القشطه يا روني"


لاحظت ياسمين  تأنق غاده التي كانت ترتدي فستان اسود ضيق و حذاء بكعب عال لتسألها :


" ايه الشياكه و الحلاوه دي كلها يا غاده"


ضحكت رنا و اجابت:"انت ناسيه ان النهارده اول يوم تدريب في الشركه"


ضربت ياسمين جبينها و قالت:"ااااوف انا نسيت خالص كله من الغبي رامي ابو شكله الغبي".


قالت غاده بخبث:"انت دايما حلوه يا ياسو حتى 

بالجينز و الكوتشي يلا يارنا عشان حنتاخر من اول يوم"


في قصر آل الحديدي،الذي يعد من أجمل القصور و افخمها في البلاد،يتكون من اربعه طوابق و عشرات الغرف الانيقه، تحيط به حديقه خضراء شاسعه بها عده انواع نادره من الأشجار و الورود و ثلاثه حمامات سباحه كبيره و كاراج يضم عشرات السيارات الفاخره و اخرى قديمه نادره بالاضافه إلى صاله رياضه فخمه تحتوي على أحدث الاجهزه و المعدات.


في الصاله الرياضيه، يجلس آدم على اريكه جلديه تتوسط الصاله، صدره العريض يرتفع و يهبط تحت وطأه أنفاسه اللاهثه، فقد انتهى للتوه من تمارينه الرياضيه الصباحيه،مسح رقبته و ووجهه من العرق الغزير الذي كان يغطيهما، نظر إلى الساعه المعلقه أعلى الحائط المقابل له ليجدها تمام السابعه، لقد امضي ساعه و نصف وهو يتمرن حتى أنه مزق كيس الملاكمه الرملي من شده ضرباته،يشعر بضغط كبير هذه الأيام بسبب تراكم الأعمال في شركاته خاصه الفرع الجديد الذي افتتحه مؤخرا في إيطاليا،اصبح لايحضى بالنوم سوى لساعات قليله تتخللها كوابيسه المعتاده، لينهض باكرا و يتوجه إلى الصاله الرياضيه و منها إلى شركته الرئيسيه.


وقف بقامته المديده متجها إلى غرفته ليستحم و يرتدي ملابسه ثم يتجه إلى المقر الرئيسي ليبدا عمله.


أمام بنايه راقيه ضخمه حيث شركه AH


تتوقف سياره ادم الفارهة متبوعة بسيارات الحراسه الخاصه لينزل السائق و يفتح  الباب بسرعه فيترجل ادم و يدخل الشركه بشموخه المعتاد.

يلقى ادم نظرة تقييميه على الموظفين الذين يعملون كخليه نحل فلا مجال للتقصير او التهاون.


يتوجه إلى مصعده الخاص الذي يوصله إلى الطابق الاخير يفتح باب مكتبه بعصبيه تتبعه سكرتيرته بخطى متعثره تدعو في سرها ان يمر اليوم على خير.


ادم بنبره غاضبه:"ابعثيلي الاستاذ احمد و الاستاذ خليل و هاتيلي القهوه بتاعتي بسرعه.


بعد عدة دقايق يمسك ادم ملف اصفر اللون و يقلب صفحاته بعنف :" حد يفهمني ايه الي بيحصل داه داه لعب عيال مش شغل يعني ايه معاد تسليم كومباوند النور يتأخر 3 شهور انتو مش عارفين قيمه الشرط الجزائي الي حندفعه في حاله التأخير داه غير سمعة الشركه.


احمد باحترام و خوف:"آدم باشا التأخير الاخير لي حصل في شحنه الحديد خلانا اسبوعين متعطلين".


- آدم بنبره غاضبه:"ماهو لو كان الاستاذ خليل المسؤول على توفير المواد الاوليه كان شاف شغله كويس مكانش دا حصل، حالا تعين جروب عمال تاني و تشتغلو ساعات اضافيه و داه طبعا حيتخصم من ارباحكم و لو التسليم متمش في المعاد اعتبرو دي اخر مره نشتغل فيها مع بعض الاجتماع انتهى اتفضلو" .


أرخى ادم جسده على الكرسي ناضرا إلى السقف بشرود أغلق عينيه سامحا لذكريات الماضي بالمرور أمامه كشريط : ذكريات الوحده و الألم و الحرمان.


(ادم عاش في ملجأ و كان اسمه الحقيقي سيف.)


فلاش باك


-مديره الدار بغضب:"مش معقول كده يا سيف كل يوم تضرب حد من صحابك و تعمل 

مشكله" .


-ادم/ سيف ببرود :"هو كان بيتريق عليا عشان الحرق إللي في ظهري انا ضربتو عشان يتربى و يبطل و حعمل كده مع أي حد يضحك عليا.


مديرة الدار بصياح :" هو انت ايه مش نافع معاك 

اي عقاب اتفضل على الغرفه الأنفراديه حتبقى 

هناك شهر عشان تحرم تعمل مشاكل هو انا فاضيالك 

مش ورايا حد غيرك بقالك 5 سنين هنا لحد مابقى 

عمرك 12 سنه و مفيش حد راضي يتبناك طبعا

واحد عنيف و مشوه كمان زيك مين حيقبلك".


خرج سيف/ آدم من المكتب بهدوء عكس براكين 

الغضب التي اشتعلت بداخله بسبب الكلمات 

القاسيه التي اعتاد عليها من حوله كانت كسياط 

تجلد روحه و تقتل براءته.


نهايه الفلاش باك


رنين هاتفه المتواصل أيقضه من شروده فتح ادم 

سماعه الهاتف ليسمع صوت صديقه الوحيد زاهر.


زاهر بمرح: "حبيب قلبي واحشني بقالي 10 ساعات 

مشفتكش".


آدم بجمود:"عاوز ايه ورايا شغل".


زاهر بنبره لعوبة:"يكونش قاطعت حاجه مهمه".


ادم و قد فهم ما يرمي اليه :"عندك دقيقتين لو مقلتش عاوز إيه حقفل ".


-زاهر :"نفسي مره تجاوب زي زي الناس أنا طلبتك عشان افكرك النهارده اول يوم تدريب لرنا و صاحباتها لي كلمتك عليهم إمبارح زمانهم وصلوا".


-آدم :" قلها تسأل الريسبشن على مدام فريده من قسم HR و هي حتعرف الباقي".


-زاهر:"طب مش حوصيك على رنا دي...


-ادم مقاطعا:" ماانت عارفني الشغل شغل انا مابجاملش اي حد و هي حتكون زيها زي أي متدرب هنا و بعدين كفايه انها حتدرب في شركه AH داه لوحده كفايه حيعزز ال cv متاعها و حتتقبل في اي شركه تقدم فيها و انت عارف... انا مابقبلش غير الطلبة المتفوقين بس".


زاهر:" مغرور، على فكره واحده من صاحباتها الأولى على دفعتها 3 سنين. بقولك ماتيجي معايا سهره زي سهرات زمان دااحنا حن......... دا قفل في وشي فجأه زي كل مره بس انا نسيت اقوله يابارد مممم خليني أكلم  رنا و اقولها".


أوقفت رنا السياره أمام الشركه.


غادة باندهاش:" هو انت متأكده يارنا ان دي هي الشركه دي برج".


ردت رنا ضاحكة :" دا نفس كلامي لما شفتها مع زاهر اول مرة يلا خلينا ندخل".


في الداخل بقيت ياسمين و غاده تتاملان الشركه انا رنا فذهبت إلى الاستقبال للسؤال على مدام فريده.


-رنا و هي تنادي عليهما:"يلا يا بنات قسم HR في الطابق الثاني.


توجهت الفتيات الى المصعد. رنا و غاده ركبتا مصعد الموظفين الذي كان  لسوء الحظ  ممتلئاََ فاضطرت ياسمين لدخول المصعد الاخر الذي لم تكن تعرف انه يخص الطابق الاخير.


توقف المصعد خرجت ياسمين فوجدت نفسها في طابق فارغ لفت انتباهها مكتب صغير في آخر الرواق فتوجهت اليه كان مكتب فارغ فوقه بعض الملفات شاشه حاسوب و خزانه كبيره تحتوي عده ملفات كبيره و منظمه استنتجت ياسمين انه يخص سكرتيرة و في الجهه المقابله باب اسود كبير.


بعد انتهاء المكالمه مع صديقه زاهر رن هاتف ادم من جديد برقم مختلف.


-المخاطب:"كل حاجه تمام ياباشا احنا مراقبين الواد لي ظهر في الكاميرا بس طلع مش لوحده كان معاه اثنين كانوا مستنينوا في عربيه الظاهر كان عامل نفسه بيسأل الحراس على حاجه بس هو في الحقيقه كان بيتاكد من وجود الكاميرات و أماكنهم".


آدم بنبرة آمرة:"تمام خليكم وراه واعلمني بالجديد داه جاسوس جديد لابن الجندي".


-اشتدت قبضته على الهاتف حتى برزت عروق يديه و رقبته، احمرت عيناه بغضب لو رأى أحدهم هيأته لمات رعبا. نمت ابتسامه خبيثه على شفتيه:" انا لحد دلوقتي سايبك بمزاجي لحد ما اشوف اخرتك ايه، فاكر نفسه قدي و هو حشره و لايسوى و اقدر في اي لحظه افعصه تحت جزمتي ".


سحب اخر أنفاس سيجاره الفاخر ليشكل سحابه دخانيه زادت من هالته المرعبه فجأه لفت انتباهه شخص غريب في شاشه المراقبه امامه يقترب من باب مكتبه. يركز بعيونه الصقريه على الباب الذي فتح ببطي.. شديد...


لم يدري كم من الوقت بقي يحدق بها  جميله بل ساحره كملاك نزل فجأه من السماء على هييه بشر هذا مافكر به للحظات.


وجهها الأبيض المستدير ووجنتين كالاطفال و شعر اشقر ينساب كشلال ذهب و شفتين بلون الكرز.


ذهول أصابه عندما رفعت رأسها لتنظر له بخوف و خجل لتصطدم خضرواتيه بعينيها الرماديه الفاتنه، انتبه لحركه شفتها المرتجفه و هي تتمتم بعبارات الأسف، 

استدارت تضع يديها الصغيره على مقبض الباب عندها هب ادم واقفا من مقعده بحركه سريعه ليجد نفسه يجذبها بعنف غير مقصود لتقع في حضنه.


دهشه،خوف و فزع هذا ماشعرت به ياسمين و هي

تجد نفسها بين ذراعيه. حروف و كلمات مبعثره خرجت من شفتيها المرتجفتين:"انا آسفة حضرتك  اصل  الاسانسير....".


ابعدها ادم قليلا و قد زالت دهشته:"انت مين؟ ".


أجابت ياسمين بهمس :"انا ياسمين بدور على مدام فريده".


  ادم:"انت متدربه جديده هنا".


اومات ياسمين براسها و ضغطت على شفتيها السفلى كمحاوله للسيطره على توترها.


بهدوء مصطنع فتح ادم الباب لينادي على السكرتيره التي قدمت بسرعة :"خذي الانسه ياسمين لقسم HRو هاتيلي ملفات المتدربين الجداد على مكتبي".


في قسم HR.


أقبلت رنا بلهفه عندما رأت ياسمين:" انت كنت فين يا ياسمين؟".

ياسمين و هي تتذكر ما حصل:"ححكيلك بعدين.".


دخلت مدام فريده و في يدها كومه من الملفات ووزعت على المتدربين عده مهام لاختبارهم و تعليمهم أولى خطوات الحياة العمليه.


في مكتب آدم


أمسك بملف ياسمين و هو يركز ببصره على صورتها الموجوده أعلى الورقه. ردد اسمها بهمس:" ياسمين احمد يا ترى انت مين؟.


تناول هاتفه و أجرى اتصالا بأحد رجاله:" حبعثلك اسم شخص عاوزك تعرفلي حياته كلها من يوم ما اتولد لحد النهارده بالتفصيل النهارده بالليل تبعثلي كل حاجه و تحط حد يراقبه من غير ما يحس".


قطع الإتصال ثم وضع هاتفه فوق المكتب و تناول إحدى سجائره الفاخره من العلبه الانيقه ليشعلها.


تراجع بجسده على الكرسي مغمضا عينيه يتذكر ملامحها الطفوليه يتخيلها في احضانه و بين ذراعيه.


هو زير نساء محترف قابل الاف النساء من مختلف مدن العالم، لم تجذبه اي امرأه. 1


كل من  قابلهن كن يلهثن وراء نفوذه و ثروته بالاضافة إلى وسامته القاتلة كلهن عاهرات في نظره يرتمين تحت أقدام بحركه واحده من أصبعه، قست ملامحه فجأه و هو يتخيلها مثلهن امرأه جشعة و طماعة تختفي خلف ملامحها البريئه. 


في منتصف النهار في كافتيريا الشركة


جلست البنات على طاوله لتناول بعض السندوتشات الخفيفه 

-ياسمين بارهاق:"انا تعبت جدا مكنتش اعرف ان الشغل حيبقى متعب كده داه احنا تقريبا كنا بنهزر في الجامعه.


-أيدتها غاده:" معاك حق داه في فرق كبير بين النظري و العملي في اداره الأعمال و مدام فريده دي مبترحمش خلتني اعيد ملف صفقه اجهزه طبيه مرتين عشان غلطه بسيطة".


مطت رنا شفتيها بسخريه و قالت :" طبعا يا بنتي دي شركه HR دي من أكبر الشركات في البلد و كل اللي بيشتغلو هنا كفاءه على أعلى مستوى و في فرع ثاني في أمريكا و وواحد في إيطاليا، مستر ادم صاحب الشركه انسان صعب التعامل معاه لو في اي موظف غلط او قصر في شغله بيرفده على طول مش يعيد الملف و على فكره مدام فريده بتقيم المتدربين و بتعمل rapport على كل واحد فينا و بتديه لادارة الشركة مستر ادم داه بالرغم انه صاحب زاهر بس انا بخاف منه جدا انا قابلته مره... ".


قطع حديثها وجود مصطفى و هو موظف يعمل في الشركه منذ سنتين و قد تعرف عليهم أثناء عملهم معه في نفس القسم.


القى مصطفى التحيه عليهم و استأذن للجلوس معهم.


رحبت به رنا و ياسمين عكس غاده التي ابتسمت ابتسامه صفراء و تمتمت بانزعاج :" داه الي كان ناقص حتة موظف يتغدى معانا داه ايه الحظ داه".


استأذنت للذهاب إلى الحمام فغاية مجيئها إلى الشركه هو التعرف إلى أحد المدراء او العملاء الأثرياء و ليس موظف بسيط.


وجه مصطفى نظراته المعجبه الى ياسمين التي كانت ترتشف كأس العصير بعدم اهتمام 

-"ايه رايك في جو الشغل يا انسه ياسمين؟ ".


قال مصطفى باهتمام فهو قد أعجب بياسمين منذ أن رآها فحاله كحال اغلب موظفي الشركه.


أجابت ياسمين ببراءتها المعهودة:"اداره الأعمال داه عالم كبير جدا و انا بحاول اتعلم".


اجابها مصطفى مبتسما:"طبعا كلنا بنتعلم بس لو احتجتي اي مساعده انا موجود".


على طاوله غير بعيده تجلس سكرتيره ادم و معها موظفان. تساءل الأول :"مين المزز الي قاعدين مع مصطفى دول". 

أجابته السكرتيره:"دول متدربتين جداد داه اول يوم ليهم هنا".


ثم امالت براسها نحوهما و همست بخبث:الي شعرها اسود دي رنا رفعت دي بنت الدكتور الجراح خيري رفعت و بتعتبر خطيبة زاهر مجدي صاحب ادم باشا دي بنت محظوظة عيله غنية و حلوه و كمان خطيبها بيموت فيها اما الثانيه دي واحده اسمها ياسمين دي كانت في مكتب ادم باشا الصبح و الله اعلم كانو بيعملو ايه مانتو عارفين الباشا بيعرف ستات كتير يمكن دي واحده منهم ".


تفحص الرجل الثاني جسد ياسمين بقذاره قائلا :" بس البنت حلوه اوي بصراحه دي صاروخ تحل من على حبل المشنقه".


اجابت السكرتيره بغيره :" دي باين من لبسها بنت فقيره و بعدين ميغركش وشها البرئ ياما تحت السواهي، يلا البريك خلص انا طالعه مكتبي".

عشق الادم

بعد اسبوع


*في قسم HR الذي يحتوي على عدة مكاتب متلاصقه للموظفين أسندت ياسمين راسها علي مكتبها الصغير هامسة لرنا:"روني انا تعبت جدََا انا حاسه اني مش حقدر اكمل شهر التدريب داه انا بقالي اسبوع بروح هلكانه انام على طول".


ردت رنا ضاحكة:"امال حتشتغلي ازاي داه مجرد تدريب يعني بيدونا حاجات بسيطه بس".


تأففت ياسمين قائلة يتذمر :"مش عارفه بس بصراحه الشغل في الشركه دي متعب جدا دول و لا في اليابان، شفتي كاميرات المراقبة مالية المكان داه اكيد صاحب الشغل بيراقبنا يا لهوي.. ".


انتفضت ياسمين فجأه عندما سمعت صوت مدام فريده (رئيسه قسم الموارد البشريه في الشركه و المسؤوله على تدريبهم) و هي تقول بسخريه:"الله، الله ايه داه انتوا فاكرين نفسكم في نادي و الا ايه طول الوقت عمال بترغوا وإنت يا ست ياسمين جاية تكملي نومك هنا لو شفتك تاني نايمة انا حكتب تقرير للإدارة و اطلب فيه إلغاء تدريبك هنا ".


ردت ياسمين بخوف:"تلغي التدريب، لالا يا مدام فريدة انا كملت كل الشغل الي حضرتك اديتهولي و الملفات جاهزه اهي".


تفحصت الملفات سريعا ثم نظرت إلى رنا قائلة:" و انت يا انسه رنا لسه مكملتش".


خللت رنا شعرها الحريري بأناملها بتوتر لتجيبها دون النظر اليها:" نص ساعه و الملفات تكون على مكتب حضرتك".


مطت مدام فريده شفتيها بسخريه:" ملفات!! دا هو ملف واحد بقالك يومين بتراجعيه بصراحة انا مش عارفه مستر ادم قبلك في الشركة انت و الي اسمها غاده دي ازاي؟ دي أول مره تحصل طول عمره بيختار المتميزين بس... على العموم في ايدك نص ساعه و انت يا آنسه ياسمين اطلعي فوق على مكتب ادم باشا بعتلك".


شهقت ياسمين بعد سماعها كلام مدام فريده التي توجهت إلى مكتبها و تمتمت بخوف:" باعثلي انا؟ ليه هو عاوز مني ايه اكيد حيطردني انا عارفه هي اكيد قالتله اني مقصرة في الشغل.. ".


قاطعتها رنا بتعجب :" هي مين الي مقصرة دا انت اشتغلتي ادي انا و العشر متدربين الي اتقبلو في الشركه كل ملف بياخد في ايدك نص ساعة و بعدين هي لو كانت قالتله كان بعثلي انا و غاده ماانت لسه سمعاها دلوقتي على العموم انا حكلم زاهر و اقله متخافيش".


في نفس الوقت في مكتب ادم


دخل زاهر المكتب كعادته بدون طرق الباب صائحا بمرح:" ادم باشا حمد الله على السلامة ياظ جيت امتى من ايطاليا".


قهقه ادم بخفه محتضنا صديقه مرددا:" ادم باشا و ياظ طيب تيجي ازاي دي على العموم الله يسلمك لسه واصل حالا".


جلس زاهر على الكرسي المقابل للمكتب واضعا رجليه على المنضدة الصغيرة أمامه و قال غامزا لادم:"طيب ايه اخبار المزز هناك طمني".


هز ادم يديه كلامه استسلام :"ملحقتش يادوب كملت الشغل هناك و رجعت عشان مشكله الكومباوند الجديد".


اعتدل زاهر في جلسته و قال:" طيب انا كنت عاوز أسألك هو ايه اخبار رنا في التدريب أصل كلامنا 

بالتلفون بقى قليل جدا و كل اما اسألها تقلي مفيش مشكلة و عادي".


رمى اليه آدم ملفا يحتوي على تقييم المتدربين في الأسبوع الماضي قائلا ببرود:" خطيبتك دي بنت متدلعه آخر حاجه ممكن تنفع فيها هي اداره الأعمال لو مكنش عشانك انت انا مستحيل اخليها تدخل الشركه مستواها ضعيف جدا لازمها تدريب مكثف انا مش عارف انت متمسك بيها ازاي رغم أنها مش بتبادلك نفس المشاعر".


نفخ زاهر بضيق ففي كل مرة يتعمد ادم الى تذكيره ان رنا لا تحبه مثلما يحبها و انها وافقت على خطوبتهما لأجل العائلتين.


حدق به قليلا ثم تكلم " بحبها يا اخي بعشقها مش قادر اتخيل حياتي من غيرها. قول غبي قول معنديش كرامه بس متقولش سيبها انا لسه عندي امل انها تحبني في يوم من الايام".


اكمل زاهر حديثه بنبره حزينه:"بكره لما تحب زيي حتعرف انا بتكلم على ايه المهم انا حستأذنك آخذها عشان عازمها على الغداء النهارده سلام".


انهي كلامه ثم خرج تاركا الآخر يفكر في كلام صديقه.


قفزت صورة ياسمين إلى ذهنه... فطوال الاسبوع الماضي و هو يراقبها من خلال شاشة هاتفه المتصل بكاميرات الشركه يراها و هي تعمل على الملفات الكثيره التي تنجزها بأمر منه ثم يراجعها بنفسه

ابتسم عندما تذكر تذمرها الدائم من كثره العمل و ثرثرتها الدائمه مع رنا و نومها على المكتب.


صورها تصل اليه حتى و هي في الخارج مع صديقاتها يعلم بكل تحركاتها اليوميه يعرف كل شي عنها، عائلتها، أصدقاءها، جامعتها.. تضايق و هو يتذكر كلام الرجل الذي كلفه بمراقبتها بعدد الرجال المعجبين بها آخرهم مصطفى الموظف بقسم الحسابات... سيجد حلا سريعا فهو قد قرر انها ستكون ملكه منذ أن وقعت عليها عيناها، منذ أن دخلت مكتبه و صورتها لم تبرح خياله أصبح يفكر بها دائما... 1


زادت إبتسامه إتساعا عندما تذكر أنها هي سبب رجوعه السريع من سفره فقد قام بحظور الاجتماعات المهمة فقط اما الأخرى فكلف بها مدير الفرع هناك. 

تناول سيجاره و شرع في تدخينها منتظرا قدومها....


في مكان آخر


في نادي فخم خاص بالطبقه الثريه تجلس سهى الحديدي مع صديقاتها راندا و شاهي.


صاحت راندا فجأه :"oh my God مش دي ايمي حسن اللي كانت معانا في الجامعه بصوا صور خطوبتها....دي عاملاها في Paris".


قالت شاهي و هي تأخذ الهاتف من راندا:" واو شوفي يا سهى خطيبها دول بيقولو مليونير ساكن في البرازيل عنده شركات هناك بنت المحظوظه ازاي تعرفت عليه؟".


أجابتها سهى بحسد:" بكره يسيبها دي بنت تافهة كانت لازقة في كل شباب الجامعة و محدش عبرها مش عارفه عجبه فيها ايه دي".


شاهي:"بصي الخاتم تحفة واو كاتبين انه مصمم خصيصا على لون عيونها واو.... دي فكره اورجينال اوي".


ردت سهى بتكبر:" انا في خطوبتي حخلي ادم يبعث يصممولي طقم مجوهرات كامل عشاني".


اكملت في سرها بتصميم:" بكره يكون ادم ليا و ثروته كلها تكون تحت ايدي و ساعتها حعمل كل الي انا عاوزاه". 3


في مكتب ادم


- خليها تدخل".


هذا ما قاله ادم لسكرتيرته قبل أن يعيد سماعة الهاتف الى مكانها.


سلط بصره على الباب الذي انفتح بهدوء لتدخل ياسمين و قلبها يكاد يخرج من مكانه من شدة خوفها،وضعت يدها اليسرى على اليمنى لتمنع ارتجافها، فمنذ اكثر من ربع ساعة و هي تقف أمامه دون أن يكلمها او يعيرها اي اهتمام او هذا ما ظنته.


اما هو فكان يراقبها منذ دخولها بدءا من فستانها الأزرق الغامق الذي يصل فوق ركبتيها بقليل ليبرز جمال ساقيها الرشيقتين، يضيق من الأعلى و يتسع قليلا في الأسفل، شعرها الأشقر الذي رفعته إلى الأعلى على شكل كعكة مهملة تاركة الحرية بعض الخصلات الشارده تهبط على وجهها الأبيض المستدير،عنقها المرمري الذي ظهر بسخاء، شفتيها المطليه بلون احمر كحبة فراولة جاهزه للأكل. و اخيرا عينيها الفاتنة التي تلونت بلون فستانها تظللها رموش سوداء طويلة جعلتها تبدو كلوحةجعلتها تبدو كلوحه فنيه تريد أن تشاهدها دون كلل او ملل.


أسنانها البيضاء ظهرت بوضوح و هي تقضم شفتها السفلى بتوتر،حركتها العفوية التي جعلت الدماء تغلي في عروق الجالس امامها.


فتح ادم ازرار قميصه العلوية قائلا بأمر :"بطلي حركتك دي".


هزت ياسمين رأسها بتعجب لتتوسع عينيها بدهشة و تتوه الكلمات من عقلها عندما رأته يقف بشموخ خلف مكتبه الفخم.... لم تقابل في حياتها البسيطة رجلا وسيما كالذي تراه أمامها كانت تراهم فقط في شاشة التلفاز او الهاتف.


تطلعت بانبهار إلى جسده الضخم بكتفيه العرضين و ساعديه القويين الذين ظهرا تحت أكمام قميصه المرفوع.


شعره الاسود مصمم بعناية ذكرها بنجوم السينما، عيونه الخضراء الداكنة التي تومض ببريق لامع كم كان مختلفا عن صوره التي تملأ الجرائد و المجلات هذا مافكرت به ياسمين في عقلها.


قطعت أفكارها فجأة عندما رأته يشير باصبعه إلى الكرسي المقابل للمكتب يدعوها للجلوس.


سحبت ياسمين أطراف فستانها الذي انحسر إلى أعلى نتيجه جلوسها ثم همست بصوت منخفض:"حضرتك طلبتني".


زاد توترها و هي تراه يقترب ببطئ و يجلس على المنضده الصغيره امامها،مال عليها بجسده الضخم يتكئ على ذراعي الكرسي الذي تجلس عليه بيده فيما تسللت يده الأخرى تجذب القلم الذي تخلل به شعرها لينساب حول وجهها ليهمس ادم باعجاب:"كده احلى". 2


تنفست ياسمين بارتياح و هي تراه يبتعد باتجاه النافذه الزجاجيه التي امتدت على طول الحائط. دقائق طويله مرت قبل أن يلتفت ادم فجأه قائلا :"تتجوزيني". 6


صدمه كبيرة احتلت ملامحها...ارتجاف ساقيها و تعرق يديها رغم برودتهما، لم تصدق ياسمين ما سمعته اذنيها للتو.


آدم الحديدي بنفسه يطلب يدها للزواج، منذ أن أخبرتها مدام فريده انه يريدها في مكتبه و هي تفكر هل سينهي تدريبها و يطردها من الشركه، ام سيوبخها بسبب اهمالها و ثرثرتها مع رنا أثناء العمل.

لكن لما لم يستدعي رنا أيضا... اه رنا خطيبة صديقه طبعا مهما فعلت لن يحاسبها احد أما هي يستطيع طردها بسهوله. 

اصلا هي لو لا رنا لما استطاعت دخول شركة كهذه.


بقيه أصدقاءها بعضم محظوظون لأنهم استطاعوا الحصول على فرص تدريب في شركات اخرى و منهم من مازال يبحث.


فإن طردت من الشركة ستضطر إلى البحث مجددا. لكن ان يريد الزواج منها هذا مالم تفكر فيه ابدا حتى في أقصى أحلامها.


من هي؟فتاة فقيرة و يتيمة تسكن في حي شعبي، تعلم جيدا انها جميلة، سمعت الكثيرين يمتدحون جمالها. 

جيرانها في الحي، زملاءها في الجامعة حتى في الأماكن العامه تلتفت الانظار إليها أينما ذهبت.


حتى صديقتها رنا دائما ماتقول لها انها تمتلك أجمل عينين رأتهما في حياتها. لكن رجل وسيم و ثري مثله من المؤكد انه التقى بمئات الجميلات. 

في مجتمه المخملي الذي يعيش فيه هناك بالتأكيد من أجمل و أغنى منها، لما لا يختار فتاة تناسبة، لماذا هي.


هو حتى لا يعرفها جيدا هي متأكدة بأنه رآها مرة واحدة عندما دخلت مكتبه منذ اسبوع عن طريق الخطأ. 

تنحنحت ياسمين تنظف حلقها الذي جف فجأه قائله بصوت هامس:"افندم"؟؟.


أجاب آدم و قد أحس بحيرتها و عدم تصديقها لما سمعته:"انت سمعتيني كويس يا ياسمين، انا بطلب ايدك للجواز و مش مستعجل على إجابتك فكري براحتك و لو عاوزه تاخذي اجازة مفيش مانع".


ياسمين بتلعثم بس إنت.... أقصد..... حضرتك انا معرفكش كويس و انت كمان متعرفنيش".


آدم بتاكبد-"لا،انا اعرفك كويس و عارف عنك كل حاجه، و متقلقيش انت لو وافقتي اكيد حديلك وقت عشان تتعرفي عليا قبل مانتجوز".


في منزل ياسمين


في الليل و بعد العشاء، نشفت السيده سلوى(ام ياسمين) يديها بعد انتهائها من غسل الأطباق ثم جلست مقابل ابنتها على الطاوله الصغيره في المطبخ.


-" ها يا ست ياسمين ايه هي الحاجة المهمة الي عاوزه تقوليهالي بعد العشاء؟ ". 


" دي يا ماما كل الحكايه".هذا ما قالته ياسمين بعد أن حكت لأمها كيف قابلت ادم و كيف طلب يدها. 

سلوى بحنان "طيب و انت ايه رايك يا حبيبتي؟".


ياسمين بحيرة "مش عارفهعارفه ياماما لسه مش مستوعبة الي حصل. يعني واحد زيه يتجوز واحده زيي دا الفرق الي بينا فرق السماء عن الأرض".


سلوى بمرح "واحده زيك؟ يا حبيبتي دا انت قمر،اكيد عجبتيه ايه الجديد يعني ما إنت مشاء الله كل اللي يشوفك يعجبك بيكي ".


ياسمين "يا ماما دا مليونييير عارفه يعني ايه يعني البنات حوليه أشكال الوان ملكات جمال و ممثلات احلى مني بالف مرة ما انا وريتك صوره الي ماليه الجرايد باختصار هو من عالم ثاني زي النجوم كده، ياماما داه سكر محلي على كريمه على فرواله على قشطة ".


قهقهت سلوى على حديث ابنتها و قالت:" الي يسمعك كده ميقولش انك كنت زي الكتكوت المبلول و انت في مكتبه".


-" اه و النبي ياماما اسكتي انا قلبي كان حيقف من كثر الخوف حتزوجه ازاي".


تنهدت الام بحزن و قالت:" فكري كويس يا حبيبتي انا مش حضغط عليكي بس راجل زيه بصراحه ميترفضش، حيعيشك مرتاحه انا مش عايزاك تعيشي زيي... انا اتزوجت ابوكي و هو حتة موظف حكومي مات و خلاني احارب في الدنيا لوحدي داه حتى معاشه يدوب يكفي نص الشهر، لولا خالتك ام رنا كان زماني متمرمطة، الحمد لله هي كملت دراستها و اتجوزت راجل غني، شفتيها عايشة مرتاحة ازاي فيلا و خدم و فلوس دي خالتك هي اللي بتدفعلنا اجار الشقه كل شهر داه غير مصاريفك انت و اخوك انا مش عايزاكي تعيشي زيي،دي فرصة و صعب تجيلك ثاني فكري يا حبيبتي و انا حاأقف جنبك مهما كان قرارك".


-مسحت ياسمين عينيها الدامعتين و احتضت امها قائلة:" حاضر يا ماما أوعدك اني حفكر".


طوال الليل و هي تتقلب في فراشها، لم تستطع النوم و رأسها يكاد ينفجر من كثرة التفكير، تفكر في كلام والدتها،تخيلت كيف ستتغير حياتها ان تزوجته على الأقل ستخرج امها و أخيها من حياه الفقر التي يعيشونها، لطالما تمنت ان تمتلك سيارة و ملابس باهضه الثمن و حقائب و ان تسافر مثل رنا.... اعتدلت فجأه مستنده على وسادتها الصغيره تلوم نفسها على أحلامها تساءلت :منذ متى و هي تهتم بالمال. لم تكن يوما جشعة او طماعةو لم تستغل جمالها للحصول على قرش واحد فلما تحسد ابنه خالتها على حياتها. لطالما كانت راضيه بحياتها...


استمرت ياسمين في أفكارها حتى غلبها النعاس لتنام دون أن تشعر... 


في الصباح الباكر هاتفت رنا و طلبت منها القدوم باكرا لأنها ستخبرها امرا هاما..


اوقفت رنا السياره في مكان هادئ ثم إلتفتت لياسمين الجالسه بجانبها و قالت :"بقولك ايه يا ياسو انا حاسة انك متغيرة من امبارح من وقت ما جيتي من مكتب مستر آدم... ساكته و شاردة مش عوايدك يعني دي حتى مدام فريده ماادتليكيش شغل كالعادة".


اخذت ياسمين نفسا عميقا قبل أن تقول دفعة واحده:"مستر ادم طلب ايدي، انا لسه مش مستوعبه الي حصل و مش عارفه اعمل ايه،حاسه اني ملخبطة يا روني".

قطعت ياسمين كلامها عندما رأت مظهر صديقتها المضحك عيناها الزرقاء متسعة بدهشة و فمها مفتوح و كأنها احد شخصيات الصور المتحركة.


حركت يدها أمامها قائلة:" رنا.... انت يابنتي رحتي فين؟؟ ".


احتضنتها رنا بقوة حتى سمعت طقطقة عظامها و قالت" كنت عارفه ان في يوم من الايام حييجي الأمير بتاعك و يطلب ايدك للجواز،ماهو مش معقول واحدة بجمالك تتزوج واحد عادي".


ابتعدت ياسمين بصعوبة من أحضان صديقتها و هي تقول ساخرة:"انت مجنونه، أمير ايه و عادي ايه هو انت شايفني سندريلا، ابو شكلك بوزتي شعري".


صاحت رنا بفرح:" ايوا سندريلا بالضبط كده،بقولك ايه انت لازم توافقي عشان مستر آدم داه صديق زاهر المقرب و انت كمان انتيمتي يعني انا و انت حنبقى قراب حتى بعد الجواز".


-"لا انت فعلا مجنونه يعني عاوزاني أوافق عشان ابقى معاك، نفسي اعرف ازاي دكتور عاقل زي زاهر بيحب هبله زيك".


-"بيحبني على هبلي انت مالك خلينا فيك انت... ، واو حتبقي حرم ادم الحديدي داه حيكون خبر الموسم في الصحافه و الجرايد".


هزت ياسمين راسها قائله بسخريه :" طبعا حيقولوا زواج رجل الأعمال المعروف بالبنت الفقيرة".


-" طب و ليه ميقولوش زواج ادم الحديدي بالفاتنة ياسمين".


ضحكت ياسمين:" انت دايما أفكارك زي القصص و الحكايات، أمير رومانسي بيتزوج بنت حلوة، ماهو الدكتور زاهر راجل رومانسي و بيعاملك كانك اميره انت مش بتحبيه ليه".


أجابت رنا متاففة:" مين جاب سيرة زاهر دلوقتي،انا منكرش ان هو وسيم و جذاب و هادي و بيدلعني اوي بس مش حاسه ناحيته بأي حاجة".


ياسمين -" طب وافقتي ليه و حتتزوجيه ازاي و انت مش بتحبيه؟ ".


رنا -" ماانت عارفة انه صاحب المستشفى الي بتشتغل فيها ماما، و هي بتقول انه كويس و مناسب ليا،...".


ياسمين مقاطعة -" طب و انت؟".


رنا و قد تخلل الحزن صوتها "يعني عاوزاني اعمل ايه ارفض دي ماما ممكن تروح فيها او مش بعيد تقتلني و بعدين هو راجل بتحلم بيه اي بنت يعني مفهوش غلطه زي مابيقولو ممكن ححبه بعد الجواز مش عارفه، انا بحاول أتأقلم و هو كمان مش بيضغط عليا ماعلينا خلينا فيكي انت دلوقتي ".


ياسمين بتهكم-" يعني انا اللي حالتي احسن منك... راجل كنت بحلم اني اعدي من جنبه الاقييه عاوز يتزوجني، رنا انت على الاقل زاهر بيحبك و بتعرفوا بعض كويس،و من نفس الطبقة الاجتماعية و حتى لو حصلت مشاكل بينكم في المستقبل حتلاقي عيلتك إنما أنا مليش حد".


رنا و هي تفكر في كلامها " طب حتعملي ايه".


ياسمين بتننيدة :" مش عارفة بجد مش عارفة خايفة أوافق اندم او ارفض بردو اندم. يلا خلينا نروح على الشركه احنا اتاخرنا".


شغلت الأخرى السيارة قائلة يضحك :" احنا نتأخر براحتنا دلوقتي ما إنت بقيتي المديرة دلوقتي و صاحبة الشركة كمان بس امانه لو وافقتي تتزوجي مستر ادم خوذيلي بثاري من مدام فريده انا ساعات بكون عاوزه اقتلها و اريح منها العالم كله،و خاصة جوزها الغلبان ".


اجابتها ياسمين مؤيدة:" اه و الله معاكي حق بس داه شغلها و هي بصراحة ماغلتطش احنا احيانا الي بنزودها انا بكمل شغلي و اقعد أتكلم معاكي او أنام على المكتب و انت كمان مش بتركزي و شغلك كله غلط عايزاها تعمل ايه تجبلنا هدية مثلا".


زمت رنا شفتيهابانزعاج:" لا يااختي تقعد تهزق فينا في الرايحه و الجايه".


يتبع

في حي شعبي اخر و تحديدا في منزل غادة +


صرخت غادة -"ايه؟ إنت بتقولي إيه.... مستر ادم صاحب الشركه طلب ايد ياسمين؟ انت متأكده؟ طيب حكلمك بعدين يا رنا.. لالا انا نص ساعه و حاجي الشركه.... ماشي.. يلا باي" .


رمت غاده هاتفها بقوة على سريرها الصغير و خرجت إلى الصاله حيث وجدت امها تترشف فنجان شاي.


الام "ايه يا حبيبتي انت مش رايحة الشركة النهارده". 

غادة بعصبية :" اسكتي يا ماما أسكتي دي مصيبة انا حتجنن ازاي داه يحصل.. ".


وضعت الأم كوب الشاي فوق المنضدة الصغيرة و قالت بلهجتها الشعبية المميزة:"جرا ايه يابت ماتتكلمي في ايه مالك عالصبح؟".


غادة بجنون -"صاحب الشركه ياماما مستر ادم خطب ياسمين".


قطبت الام جبينها بحيره و تساءلت:" ياسمين مين؟..

اااه تكونش صاحبتك الحلوه ام غمازات و الله البنت حلوه بصراحه و تستاهل انا فاكره يوم ماجات هنا تزورك بعدبصراحه و تستاهل انا فاكره يوم ماجات هنا تزورك بعد ما خرجتي من المستشفى داه يومها نص نسوان الحاره جوم عندي يسألوا عليها دي حتى الوليه ام هشام اللي ابنها في أطاليا جات عاوزه تخطبهاله".


صاحت غاده بنفاذ صبر :" يا ماما ام هشام مين و نسوان ايه بقولك حيتجوزها عارفه يعني ايه يعني حتبقى مليونيرة بنت الكلب دي بنت مسهوكة انت مش عارفاها زيي".


اكملت غاده بهستيريا:" ياسمين ياسمين هو فيها ايه زيادة عني ها.... كلهم عاوزين رفتة في الجامعة في الشارع حتى في الشغل...... دا انا كنت مقطعه نفسي فساتين و مايك اب عشان ألاقي واحد غني أوقعه تقوم هي بالجينز و الكوتشي جايبه صاحب الشركة مره واحده".


اكملت كلامها و ارتمت على الاريكة القديمة تلهث بانفعال." مش حخليها تتهنى بيه يا انا ياهي يعني رنا تتجوز زاهر و هي تتجوز مستر ادم،انا ليه دايما حظي قليل كده، طول عمري عايشه في الحارة الزبالة،مش حبقى عايشة في الفقر طول عمر... ". 2


-" ياحبيبتي استهدي بالله كده بكره حيجيلك نصيبك انت كمان".


تحدثت الام محاوله تهدئه ابنتها التي دخلت في نوبة من الغضب و الجنون

-" نصيب ايه يا ماما... هو انت بتتكلمي على سامي ابن طنط فوزية... حتة مدرس بيقبض ملاليم كل آخر شهر قال ايه بحبك ياغادة، اعمل ايه بحبه داه اشتري بيه جزمة و الا شنطة، انت مشفتيش رنا عايشة إزاي دي بتصرف في اليوم اد اجار الشقة الي احنا بنحتار كل شهر ازاي نسدده، انا عايزه اعيش زيها مش عاوزة اكمل حياتي في التعب و الشقاء".


الام بأسف على حال ابنتها:" كل واحد و نصيبه في الدنيا.. ".


قاطعتها غاده بتافف و هي تتجه إلى غرفتها :" و النبي سيبيني ياماما نفس الكلام كل يوم و الحال مش بيتغير انا خلاص مبقيتش مستحملة العيشة دي". 1


بعد حوالي ساعه وصلت غاده إلى الشركه و قد حاولت قدر الإمكان ان تخفي مشاعر الحقد و الغيرة داخلها.


امسكت الملفات التي كانت فوق الطاولة بعصبية قائلة في نفسها بحقد شديد:"بقى انا مش طايلة ابقى حتة موظفه في الشركه دي و ياسمين حتبقى صاحبتها حتة واحدة".


خللت اصابعها الرقيقة في خصلات شعرها القصير تحركه بعنف و تابعت"انا لحد دلوقتي مش قادرة أصدق اللي حصل و هو عجبه فيها ايه دي حتة بنت فقيرة اكيد عاوز يتسلى بيها".


فجأة ضيقت عينيها بمكر شديد و ارتسمت على شفتيها ابتسامه خبيثة عازمة على تنفيذ فكرتها.


في الكافتيريا.


-رنا بحماس:"ايه رايكم يابنات بعد الشغل نخرج نروح اي حته احنا بقالنا كتير مخرجناش مع بعض غير للكلية او الشركة".


أجابت ياسمين:" انا دماغي مصدعة مش عاوزه اروح اي حتة خليها مره تانية".


رنا بزعل:"بطلي كسل بقى خلينا نخرج نتفسح انا و انت وغادة و بعدين انا عازماكي عالبيت عندنا ماما بتقول انك وحشاها و عاوزه تشوفك انا حكلم طنط سلوى عشان متقلقش عليكي ".


-غادة:" طيب روحي كلميها برا عشان الكافتيريا دوشة و مش حتسمعي حاجة".


بعد أن ابتعدت رنا عنهما اقتربت غادة بكرسيها من ياسمين لتهمس في أذنها بخبث :" إلا قوليلي 

عملتي إيه في موضوع مستر آدم ".


-" لسه مش عارفه ". اجابتها ياسمين بحيرة


غادة بابتسامة شريرة لم تنتبه لها الأخرى -" انا رأيي توافقي بصراحة دي فرصة و لا في الأحلام دا انت حتعيشي ملكة يابنتي، دا حتى لو طلقك حتبقي بردو كسبانة".


قاطعتها ياسمين هاتفة بفزع:"يطلقني؟".


-"طبعا هو انت فاكره راجل زيه حيتزوج بنت عادية ليه متاخذينيش يا حبيبتي بس انت مش لايقة عليه خالص و انت عارفه دا كويس يعني هو حواليه ستات أجمل و احلى منك بكتير و كمان من أغنى العائلات في البلد،هو اكيد بعدين حيزهق منك حيديك فلوس تكملي بيهم حياتك".


ياسمين و قد ظهر الخوف جليا على ملامحها-" انت بقولي ايه ياغادة".


غادة بتفسير -" طب قوليلي هو عاوز يتزوجك ازاي انت مسالتش نفسك ليه و بعدين ما انا قلتلك داه كفايه اسمه الي حيبقى مقترن باسمك سواء و انت مراته او طليقته".


تمتمت غاده في داهلها بعد أن لاحظت تأثر ياسمين بكلامها:" و لسه ياصاحبتي انا مستحيل اخليكي تفرحي بيه".


في أحد المطاعم الفاخرة....


يجلس ادم مع صديقه زاهر يتناولان طعام الغداء. 

زاهر:" هو انت بتتكلم جد يا ادم انت عاوز تتزوج ياسمين؟ ".


ادم:" ومالها ياسمين".


زاهر بحماس:"و لا حاجه دي بنت جميلة و متربية كفايه انها قريبة رنا و بصراحة انا مسمعتش عنها غير كل خير بس انا قصدي ليه هي بالذات داه انت أشهر عازب في مصر فجأه كده قرر يتزوج اكيد في حاجة".


ازاح ادم الطبق جانبا و شبك يديه هاتفا بحيرة:" مش عارف يا زاهر من اول مشفتها و انا مش قادر انساها مش عارف يمكن عشان وشها الطفولي بيفكرني في نفسي لما كنت صغير أو يمكن مليت من النسوان الطماعه الي عمالة تحوم حوليا مش عارف بس في حاجه زي المغناطيس شداني ليها".


-زاهر بمرح:"لا دا انت واقع بقى بس بصراحه عرفت تختار البنت حلوه اوي... ".


قاطعه آدم الذي تجهمت ملامحه فجأة : زاهر.. "


زاهر " خلاص يا عم سكتنا اهو"..


انتهى اليوم بذهاب ياسمين إلى منزل رنا لتشجعها خالتها على الموافقة على طلب ادم فمدحت لها عائلة الحديدي المعروفة و ان ادم وريث لعدة شركات في مصر و الخارج و انها محظوظة لانها ستكون فردا من العائله. 


في مكان بعيد كليا و تحديدا في احد الدول الاوروبيه

في غرفه فاخره في قصر الجندي

يستيقظ شاب وسيم مفتول العضلات جسده الضخم مليئ بالوشوم الغريبه ولحيته السوداء الكثيفه أظهرت بياض بشرته الناصعه.


هو صفوان الجندي ابن المليونير احمد الجندي له عدة شركات و مصانع و عقارات في العديد من بلدان العالم... 

مط جسده بكسل و هو ينظر بسخرية إلى جسد الفتاة النائمة بجانبه... مد يديه إلى علبة السجائر بجانبه ليشعل سيجارة و ينفث أنفاسها بتلذذ يتأمل السقف المزخرف بشرود


فجأة امسك بهاتفه يخاطب شخصا ما قائلا بلغة اجنبيه متقنة:"جهز الطائرة سنسافر إلى مصر".


التفت إلى الفتاة التي استيقظت للتو تفرك عينيها ليشير الى رزمة النقود المرمية باهمال على طرف الفراش قائلا:"خذيها و غادري".


لهجته الحادة الأمرة و مظهره المخيف كانتا كفيلتين بجعل الفتاه تفر هربا.


تذكر عندما اتصل به مساعده في مصر يخبره بأن ادم الحديدي امسك بأحد رجاله الذي بعثهم للتجسس عليه، ملامحه الوسيمة اختفت تدريجيا لتظهر أخرى شيطانية....


قبض بشدة على هاتفه الباهظ الثمن حتى برزت عروق يديه و رقبته ليرميه بقوة على الحائط لاعنا بانفاس لاهثة:"الله يلعنك يا آدم، الله يلعنك كلكم يا شويه بهايم، أغبياء مش نافعين في حاجه،كلاب،،.".


اتجه نحو البار الصغير في ركن الغرفه ليسكب مشروبا يهدئ به اعصابه، متوعدا لآدم في نفسه.. . 


دلفت سهى ابنه عم ادم الشركة كعادتها تتهادى بخطواتها الرشيقه،كانت جميلة بشعرها الأشقر القصير و فستانها الاسود الضيق الذي يلف جسدها المنحوت ليبرز منحنياتها بسخاء، توجهت إلى المصعد دون اهتمام بالموظفين الذين اعتادوا على وجودها.


ثم طرقت باب مكتب ادم بخفة قبل أن تدخل

و هي تصرخ بفرح مصطنع، ألقت بنفسها بين أحضان ادم تقبله على خده و هي تقول بغنج منفر :"ازيك يا دومي عامل ايه وحشتني موووت".


ابعدها ادم عنه و هو متضايق من طريقتها الوقحة

:"الحمد لله ازيك انت ياسهى".


جلست على الكرسي و هي تضع ساقا فوق الأخرى و تخرج من حقيبتها علبه صغيرة مزخرفة باللون الذهبي ثم اردفت:"دي هديتك يا دومي انا عارفة انك مبتحبش تاخد هدايا من حد بس انا تعبت جدا و انا بختارها لما رحت آخر مرة ل paris.".


وضع ادم العلبة باهمال فوق المكتب قائلا ببرود

:"تعبتي نفسك ليه على العموم شكرا".


وقفت سهى تتمشى بدلال و هي تحاول أن تجذب انتباه ادم الذي كان يعاملها بجفاء و نفور ككائن لزج مقرف،فالبرغم من محاولاتها المستميتة لايقاعه في شباكها الا أنه كان يصدها في كل مره فهو يدرك حقيقتها البشعة وراء قناع الزيف و التملق الذي ترتديه، يعلم جيدا انها تسعى للزواج منه لأجل ثروته و مكانته الاجتماعية فقط.


وضعت يدها تمررها فوق كتفه باغراء لينتفض ادم كمن لدغته عقرب و يدفع يدها عنه و هو يقول بغضب مكتوم :"سهى.. دا مكان شغل يا ريت تمشي من هنا عشان انا مشغول دلوقتي".


أجابته برجاء :"آدم ارجوك انا..".


قاطعها بصوت صارم و هو يشير إلى الباب بعينه انت بنت عمي و اختي و داه مش حيتغير ابدا مهما حاولتي يلا تفضلي مع السلامة.. ".


نظرت له سهى بغضب قبل أن تخطف حقيبتها و تغادر. اغلقت باب المكتب بقوة و هي تتوعد له بداخلها، اتجهت نحو السكرتيره تسالها بهمس

"في اخبار جديدة".


اجابتها ندى هي تغمز بعينيها:" الباشا عاوز يتزوج".


نسيت سهى غضبها للحظه و هي تسمع هذه الأخبار الجديده قالت بلهفة و هي تمد لها ببضع ورقات نقدية:"بتقولي ايه يعني ادم اخيرا قرر يتجوزني انت سمعتي ازاي؟ ".


تراجعت ندى بكرسيها فجأة و هي تنظر إلى الواقفة أمام باب المكتب ثم أشارت لسهى بخفية ثم رفعت سماعه الهاتف لتقول:"ادم باشا الانسة ياسمين و عاوزة تشوف حضرتك".


نظرت سهى بتعجب لهذه التي تراها لأول مره فرغم بساطه مظهرها الا انها كانت جميله جدا.... نيران الغيرة التي نشبت في قلبها و هي تسأل ندى بحسد :"مين البنت دي و ايه الي جابها هنا؟".


نظرت لها ندى لبرهة ثم اجابتها بهمس :"دي ياسمين و قريبا حتبقى خطيبة الباشا".


ضحكت سهى باستهزاءقبل أن تردف بصوت عال :"انت بتهزري؟ انت بتقولي ايه يا مجنونة خطيبة مين اللي بتتكلمي عنها دي ".


دارت بجسدها إلى ناحية مكتب ادم لتفتح الباب بقوة و تدخل و هي تقول:" حخلي ادم يطردك حالا،".


سارت بخطوات غاضبة لتقف مباشرة أمام ياسمين تتفحصها بتكبر :" انت مين و ايه اللي جابك هنا؟".


افاقت ياسمين من دهشتها و هي تشعر بذراع ادم تلتف حول كتفيها بتملك قبل أن يتحدث بصوت واثق:"دي ياسمين خطيبتي و قريبا حنتجوز".


جن جنون سهى و هي تسمع كلمات ادم،حاولت السيطره على نفسها و هي تقول:"مبروك".


ألقت عليها نظره اخيره قبل تتجه إلى الخارج و هي تلعن و تشتم بكل لغات العالم الذي تعرفها.


خرجت من المصعد وهي تكاد لاترى امامها من شده الغيظ، كم أرادت جذبها من شعرها و سحقها تحت قدميها، لاتنكر جمالها الباهر الذي تتميز به تلك الشقراء الصغيره و هذا مازاد حنقها و غضبها.. افاقت من خيالاتها عندما اصطدمت بفتاة بدت لها موظفة في الشركه، فتاة جميلة بشعر اسود قصير و بشره خمرية، ترتدي ملابس انيقة.


دفعتها بغطرسة و هي تصرخ :"انت عمياء مش بتشوفي ادامك،انا مش عارفة الأشكال دي دخلت الشركه ازاي".


فغرت غاده فاها وهي تستمع لسيل الإهانات من هذه الفتاة الغريبة التي يبدو عليها ملامح الثراء من خلال ملابسها الباهضه الثمن، كانت سترد عليها و لكنها شعرت بمن يجذبها من ذراعها برفق،التفتت لتجده مصطفى زميلها في العمل الذي قاطع تسائلاتها و هو يقول بهمس:" دي الانسه سهى بنت عم آدم باشا و بتحاول تخليه يتجوزها ".


اتسعت عينا غادة من الدهشة ثم رمت حزمة الملفات التي كانت تحملها بين يدي مصطفى و انطلقت مسرعة إلى خارج الشركه تبحث عن سهى.


نظر آدم بتسلية إلى ياسمين و هي تحاول التخلص من احتضانه لها، جذبها بخفة لتقف أمامه و هو يشعر بارتجاف جسدها الصغير بين ذراعيه،وضع يديه على وجنتيها المحمرتين خجلا يمرر اصابعه عليهما بنعومه.رفع وجهها بسبابته ببطئ و هو يسلط نظره على كل انش من ملامحها وصولا إلى عينيها الفاتنتين.


أما هي فقد كانت تتحاشي النظر اليه، تشعر باحتراق جسدها تحت لمساته، مشاعر جديدة اكتسحت قلبها وعقلها فهذه اول مرة تقترب فيها من رجل، و خاصة رجل مثله طاغي الرجولة، و بالرغم من ذلك فهي لاتنكر إحساس الأمان الذي يبعثه وجوده .


لتستجمع قواها اخيرا و تقول بصوت خافت محاوله الابتعاد:"حضرتك مينفعش كده".


ابتسم بمرح على خجلها مجيبا:"هو ايه اللي مينفعش".


ياسمين:"حضرتك قلتلها اني.... خطيبتك و انت لسه مسمعتش رأيي".


آدم بصوت رجولي واثق:"اولا بلاش حضرتك دي و ثانيا تعالي نقعد الأول عشان نتكلم براحتنا".


ياسمين:"اوكي... بس ممكن تبعد شويه عشان ميصحش".


قهقه آدم بصوت عال و ثم تحرك ليجلسها على الاريكة بجانبه دون أن يبعدها عن احضانه وهو يقول بصدق :" و الله غصب عني، مش عارف ايه اللي بيحصلي لما بشوفك بس برتاح جدا لما تكوني قريبه مني..... على العموم منوره مكتبي المتواضع my princesse تشربي ايه؟".


تنحنحت ياسمين بينما تجيبه بصوتها الناعم :"و لا حاجه انا جيت عشان....".


قاطعها و هو تحركت اصابعه بين خصلات شعرهها الحريري:"ششش مش عايز اسمع غير كلمه موافقه، عشان مينفعش تقولي غير داه... ثواني و راجعلك".


تحرك آدم باتجاه الحمام الملحق بمكتبه، أغلق الباب وراءه بهدوء ينافي العاصفة المشتعلة داخله، فتح صنبور المياه لينثر بعض القطرات على وجهه و راسه 

علها تخمد بعض النيران التي اشعلتها تلك الصغيرة في جسده، ناعمة و جميلة و مغرية كحلوى المارشميلو، يجب عليه بذل جهد اكبر للسيطرة على نفسه حتى لا يلتهمها.


خرج سريعا من الحمام متجها إلى الثلاجة الصغيرة الموجودة في احد أركان الغرفة ليأخذ زجاجتي عصير و يعود إلى الاريكة.


راقب يدها البيضاء الناعمة و التي تحولت إلى وردية و هي تقبض بشده على الزجاجة حتى تكاد تكسرها من التوتر.


ليتحدث بصوته الرجولي الجذاب:"قلتي ايه؟ ".


وضعت الأخرى الزجاجة فوق المنضدة امامها ثم شبكت يديها بتوتر قائلة:"انت عارف اني من عيلة على قد حالها، كل اللي حواليا شايفين اني لازم أوافق عشان انت غني و معاك فلوس و حتعيشني زي الملكات و حبقى من عيلة الحديدي المشهورة".تغيرت نبره صوتها التي اكتسحها بعض الحزن و هي تتابع:"بس انا مش عاوزة كل داه، انا متجراتش اصلا احلم اني اتجوز راجل زيك، لو قلتلك اني مش طمعانة في فلوسك و لا عاوزه حاجة منك اكيد مش حتصدقني و لا الناس كمان حتصدقني انا حاسة اني محتاره و ضايعة، خايفة أوافق و اندم و خايفة ارفض كمان اندم".


احتضتها ادم و هو يربت على على ظهرها لتهدأ و هو يهمس لها:" انا فاهم إحساسك كويس جدا و متأكد انك انسانة نقية و بريئة و آخر همك المظاهر و الفلوس و يمكن دي من أكثر الحاجات اللي شدتني ليكي و خلتني اختارك من كل بنات الدنيا،وافقي يا ياسمين،يمكن انا اللي محتاجلك اكثر ما انت محتاجاني".


هزت ياسمين راسها موافقه دون وعي منهاوهي تشعر و كأنها في عالم اخر و هي بين ذراعيه. 


الجديد بعد تفاعلكم علي الالبوم 


يتبع ♥️♥️

الفصل التالت والرابع هنا 👇👇


من هنا


تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

CLOSE ADS
CLOSE ADS
close