القائمة الرئيسية

الصفحات

صماءلاتعرف_الغزل زهرةاللافندر_ويسا من الفصل السادس عشر حتي الفصل العشرون كامله علي مدونة النجم المتوهج للروايات

اعلان اعلى المواضيع



  صماءلاتعرف_الغزل

زهرةاللافندر_ويسا

من الفصل السادس عشر حتي الفصل العشرون

🌹🌹🌹🌹🌹🌹

الفصل السادس عشر


تصل الي حجرته مرورًا بالسكرتيرة الخاصة التي تم تعينها مؤقتا من قبل شادي حتى رجوع سوزان من إجازتها ..لا تعلم لما لا تريحها نظرات تلك النهى ..لا ليس نظراتها فقط بل ملابسها وكثرة طلاء وجهها بادوات التجميل أيضًا....

تأخذ نفسًا بثقة وتطرق الباب قبل الدخول 

عند دخولها قام يستقبلها كعادته بابتسامة خلابة بل خلابة جددًا ..مايها أصبحت تهيم بابتسامته الخلابة ..الذي يخصها بها فقط....

ليقول بمداعبة :"ربع ساعة تأخير ..كدة هتتعرضي لخصم ..احنا شركة محترمة ...

غزل بتفكير:"طيب مادام فيها خصم يبقى امشي بها"..كادت ان تتحرك وجدته يمنعها يقول بلهفة :"تمشي !!....تمشي فين ؟...أنا ماصدقت انك وصلتي"

ليكمل بابتسامة رقيقة :"غزل !!!..مش ناوية تريحيني بقى وتغيري رأيك "

غزل بتوتر :"مش اتكلمنا في الموضوع ده قبل كدة يايوسف"

فتراه يمسك كفيها ويودعهما قبلتين يقول:"لسه عندي أمل تغيري رأيك ..أنتي ليه مش مصدقة أني بحبك ؟"

فتسحب كفيها من بين أصابعه بخجل ...فيضيق بصمتها ويتحرك مبتعدا عنها يقول:"أنا عارف انك مش قادرة تنسي اللي عملته فيكي ..وأنك مش قادرة تحبيني ..أنا عاذرك ..بس عايزك تعرفي ان وعدت نفسي ان دي اخر مرة هطلب منك ده ..أوعدك مش هضايقك تاني "

فتخطو خطوات هادئة لتصل اليه وترفع يدها تلمس كتفه بهدوء :"يوسف!!!"

"خلاص ياغزل ..مابقاش له لازمة الكلام "

"أنا موافقة"

فيلتفت منتفضا غير مصدقا سماعه لهاتين الكلمتين يقول بتوسل :"انت قولتي ايه؟..أنا مسمعتش غلط صح؟"

"أنا موافقة يايوسف"

فتراه يدور كالمجنون بالحجرة يبحث عن شئ يقول :"أنا هكلم عمي ...لازم ارتب معاه ونحدد ميعاد الجواز "

"يوسف!!...مافيش جواز"

"يعني ايه؟.."

تأخذ نفسًا وتقول:"أنا وافقت علي خطوبة مش اكتر من كدة"

"مافيش الكلام ده أنتي عايزة تجننيني ..مافيش خطوبة ..جواز علي طول"

تقف تضع يديها في خصرها تقول:"خطوبة"

"جواز"

خطوبة"

"جوااااااز"

................

"بارك الله لكما وبارك عليكما"جملة خرجت من فاه المأذون لتصدح بعدها زغاريد الاحتفال 

لتنظر اليه غير مصدقة لسرعة إتمامه للأمر لينتهي بعقد القران كحل وسط لنزاعهما لقد كان حريص علي تنفيذ رغبتها في عدم اتمام الزفاف واكتفى بعقد القران ....

لتجده يقترب منها يساعدها علي الوقوف تحت ذهولها ويطبع قبلة حانية فوق كفها ويليها قبله فوق جبينها يقول :"مبروك ياحرمي المصون "

لتبتسم مع انحباس دموعها غير مصدقة لتبدل الأيام عدوها اصبح زوجها ...

فتجد اقتراب يامن يضرب فوق كتف أخيه مهنئا له يقول :"مبروك يايوسف ..بس خلي بالك غزل وراها رجالة أبقى فكر بس تزعلها "

ليتحرك يمد كفه اتجاه غزل مهنئا لها وكادت تصافحه لتجد كف يوسف يقبع في كف أخيه قائلا ببرود:"الله يبارك فيك ..غزل مابتسلمش علي رجالة "

ليكتم يامن ضحكته علي تصرف أخيه المجنون.....

أما عنها لقد وقفت مبتعدة مراقبة للأحداث تشعر بألم في قلبها وحزنًا يعتليها رغم فرحتها لفرحة اختها ولكنها مرعوبة من نوايا يوسف اتجاهها ارادت اكثر من مرة تنبيه غزل منه ولكنها كل مرة تصاب بالجبن و لاتستطع المواجهه تدعو ربها ان يقيها شره وان يكون بالفعل صادق النوايا معها ...تقترب بأرجل مهزوزة اتجاههم تحتضن غزل بقوة غريبة تريد حمايتها داخله :"مب..روك ياغزل ..ربنا يتمم بخير " 

فينتبه كلا من يوسف ويامن لها وكلا منهما يعتلى وجهه رد فعل مختلف...

"الله يبارك فيكي ياتقى..عقبالك ياخبيبتي"

تتحرك لتواجهه بتوتر تهرب من نظرات عينه تقول:"مبروك يابشمهندس"

فيجيبها بوجه جامد "الله يبارك فيكي "

وتتصرف تحت مراقبة شخصا ما .......

...........

"مش هتباركيلي ياصفا ؟؟..لسه قلبك اسود قالها ناجي بكبرياء 

لتضغط علي عكازها :"مبروك ياناجي ..بس أتمنى مايطلعش ابن اخوك من عينتك ويبهدل بنات الناس معاه .."

"يوسف ده تربيتي ..ومتخافيش هيحافظ على بنت عمه "

صفًا بسخرية :"لا أنا كدة اطمنت على بنتك ...ياخوفى تنكوي بنفس النار اللي كويت بيها غيرك ياناجى ....كله سلف ودين "

ليقبض قلبه من كلماتها البسيطة ويجد نفسه ينظر لهما بشرود خائف.....

..............

"مبروك ياغزل مبروك يايوسف"قالها محمد بمداعبة 

غزل:"عقبالك يامحمد مع أني زعلانة منك .."

"زعلانة!!"

تهز رأسها :"مش عارفة هتفضل متردد لحد امنى ..لحد ما الفرصة تروح من أيدك وترجع تندم ..أنا اقصد سوزان يامحمد .."

لم يستطع الرد عليها في محقة لا يعلم لما يتحلى بهذا العيب 

"أنا مش عارف أوصلها ومش بترد علي اتصالاتي"

غزل بتأثر لحالة:"للأسف يامحمد سوزان خطوبتها علي ابن عمتها الأسبوع الجاي"

يقف مصدوما مما سمعه ..يرفض تصديق هذه الكلمات ...

..............

بعد تهنئتها لغزل فضلت الانسحاب عن لحفل لتشتم نسمات الهواء بحرية بعيدًا عن مراقبة عينه الصقرية الكارهة لها ...

فتخطوا خطواتها بفستانها الأخضر ذو الأكمام وكعبها العالي فوق الحشائش الخضراء الرطبة وهي شاردة ..في الأيام وما تفعلها 

........

أما عنه ابتعد عن صخب الحفل واضعًا هاتفه فوق أذنه يتواصل مع احد الزملاء بالمشفى يحاول تمديد إجازته بعضا من الوقت ..مع متابعة لبعض الحالات التي قام بإجراء لهم عمليات جراحية ليتبدل من يامن المرح ليامن العملي البحت ...

وعند محاورته واندماجه بالحديث لاحظ من تسير علي الخشائش بشرود تحت الإضاءة الخافتة ليضيق عينيه بتساؤل ماذا تفعل خارج الحفل؟....

لتقع عينيه علي شئ ما بارز انه أنبوب مسئول عن الري اثناء سيرها..

يكاد ينبهها ليتفاجأ بسقوطها علي وجهها أرضا تحت ذهوله فيفيق من صدمته متوجهًا اليها بسرعة قائلا :"أنتي كويس.....ااااه"

ليتعثر هو الآخر بخرطوم مياة فيسقط فوقها ....

ليقول وهو فوقها :"ده أنا أمي دعيالي بقى؟"

فيفيق علي دفعها له بعصبية شديدة :"اوعى يا بتاع انت ..أيه قلة الأدب دي؟.."

فيبتعد عنها دون الوقوف :"انا ؟؟..بتاع"

وقليل الأدب ..؟!.."

"أف ..اوعى.."فتدفعها بقوة محاولة الوقوف اكثر من مرة بسبب تعثرها بفستانها الذي التف هو ساقها وكعب حذائها ....

فيقف يرتب ملابسه بغرور ثم يمد يده اتجاهًا يقول :"هاتي أيدك "

تظل ناظرة الي يده برهبة حتي حركت كفها ليقبع بين أصابعه ويساعدها علي الوقوف ....

تقف ترتب فستانها بخجل من الموقف..ظن انها للتتذكره فقد ساعدها من قبل علي تبديل ملابسها...

لتهم مبتعدة عنه فتتوقف فجأة وتلتفت له تقول :"شكرا انك ساعدتني يوم حفلة غزل يادكتور ..عن أذنك "

فتختفي تحت ذهوله يقول :"افتكرتني ..افتكرتني"

...............

بعد الانتهاء من الحفلة دخلت حجرتها تجلس علي حافة الفراش تنظر لخاتمها القابع بيدها اليسرى بإحساس جديد يدغدغها .لقد أصبحت اليوم زوجة يوسف الشافعي....فتقوم بخلع حذائها الذي سبب في الم لايحتمل لأصابع قدامها وتعزم علي خلع فستانها لتنعم بحمام دافئ يريح جسدها من إرهاق اليوم.......

بعد الانتهاء من حمامها اكتشفت نسيانها لملابسها فوق الفراش لتلتف بمنشفة كبيرة حول جسدها وعند خروجها ارتعبت من عدم وجود الإضاءة بالحجرة لتعقد حاجبها تقول :"هو أنا قفلت النور قبل ما ادخل .."

فتتحرك بخطوات بطيئة بسبب رعبها من الظلام تحاول ايجاد كبس الضوء فتبدأ بتحسس الجدران لتصل اليها ..فتلامس أصابعها يد بشرية وسط الظلام لتطلق صرخة وتحاول الهروب ولكن يديه أحكمت عليها ليقول بصوت رجولي:"ده أنا ياغزل ..يوسف !!....يخربيتك فضحتينا "

تردد بلهاث :"يوسف !!..."

"اهدي أنا مااعرفش انك خفيفة كده..ضيعتي المفاجأة"

غزل بلوم :"مفاجأة ..انت بتسمي الرعب ده مفاجأة ..؟!..حرام عليك "

لتصدح ضحكه خشنه :"طيب استني أولع النور "كاد ان يتحرك ليجدها تتشبث به برعب قائلا:"وحياة ميتينك ماانت متحرك "

"هههههه وحياة!!...ميتيني!!!..الاتنين don't mix"هههه طيب تعالي معايا نشوف النور "...

بعد إضاءة الضوء التفت اليها ليقف مبهورًا بصورتها ليقول بشرود :"إنك لميت لا محالة".....

"أنتي بتستهبلي صح ؟..خلتيني أولع النور وأنتي كده ..أنتي عايزة تقتليني صح؟..طيب اروح انام ازاي دلوقت!!!!!...

لتسأله بسذاجة :"أنا عملت ايه؟"

لم يستطع الوقوف مكانه ليقترب فحأة يحتضنها لصدره يقول :"بتقولي عملتي ايه ؟؟..أنتي هتموتيني بشكلك ده .!!!!"

ليكمل بمكر:"هو أنا قولتلك مبروك ؟؟."

لتهز رأسها بالموافقة..

ليقترب منها بابتسامة جذابة يضع يده داخل سرواله ويخرج منها سلسالها والسوار الماسي ...ليرفع يدها ويزينه بسؤالها الماسي ويطبع قبلة عميقة بباطن كفها ...فيتحرك ليقف خلفها ويزيح خصلات شعرها المبتلة ويزين عنقها بسلسالها الذي ظل يحتفظ به دائما....لتشعر بعدها بأنفاسه الساخنة تلفح عنقها فتغمض أعينها باستسلام لقبلته التي أودعها بجانب عنقها .....

لتلتف تواجهه تقول بعدم إدراك :"يوسف"

ليبتلع كلماتها في قبلة مشتاقة عميقة بإحساس مختلف اول مرة يقبلها قبلة له حق فيها ..الان أصبحت له حلاله .مالكها ... يشعر باستسلامها بين ذراعيه ....

يبتعد عنها بعد ان شعر انه لن يتوقف إذا صار الوضع علي هذا المنوال...

يرفع وجهها لينظر بعينها يقول:"بحبك ياغزل بتحبيني زي ما بحبك ..؟؟"

لم تستطع تحديد مشاعرها فكل شئ حدث بسرعة كل ماتعرفه انه بدأ يجذبها له بدأت تعشق ابتسامته رائحته طريقة تدخينه طريقة سيره ولكنها لا تعلم هل هذا هو الحب ؟!!..

عندما طال صمتها شعر بالضيق ولكنه وعد نفسه ان يتركها حتى تعترف بنفسها بحبه ...

رفع كفه يلامس وجنتها بحنان يقول:"أنا مش مستعجل ..أنا عارف ان كل شئ حصل بسرعة ..بس أوعدك ان مش هايكي تحبيني خليكي تعشقيني .."

فيتركها بأفكارها بعد ان طبع قبله فوق جبينها .....

.............

"ماما أنا قررت اخطب "قالها محمد بعد ان اندفع داخل حجرة راوية 

لتضع يدها فوق صدرها بفزع:"بسم الله الرحمن الرحيم ..في ايه يامحمد حد يدخل علي أمه كده ؟...وأي القرار اللي بيطلع بعد نص الليل ده ؟...أقولك روح نام وأنت بكرة هتكون كويس "

محمد بغيظ:"أمي بالله عليكي أنا مش بهرج أنا فعلا عايزة اخطب وبسرعة "

رواية بعدم تصديق :"انت غيرت من غزل ولا ايه؟..اصلك من ساعة مارجعت من كتب الكتاب وأنت مش طبيعي..طيب سيب الغيرة دي لتقى"

"أنا خارج يارواية شكلك مش عايز يتكلم جد"

رواية بضحك:"طيب تعالى يامحمد ماتزعلش ..ها قولي بقى العروسة حد اعرفه ولا من زمايلك في الشركة"

محمد بارتباك :"من الشركة يارواية"

رواية :"طيب مالك بتقولها وأنت زعلان كدة"

محمد بحزن:"اصل عرفت من غزل انها هتتخطب لابن عمتها الأسبوع الجاي..

رواية بحزن:"طيب هي عارفة انك عايزها وبتحبها"

يهز رأسه بصمت ...لتسأله بهدوء:"هي بتحبك ؟.."

ليصمت محمد لم يستطع الإجابة فهو يشعر بحبها له لكنها امتنعت عن الاعتراف بذلك 

عندما طال صمته أكملت :"طيب يابني لو هي عايزاك وأنت عايزها ليه ماقولتليش من بدري؟"

يظل صامتا بخجل من والدته 

لتقول :"آه كده فهمت ..فضلت متردد لحد ماضاعت من أيدك "

محمد بتأثر:"طيب اعمل ايه دلوقت أنا بتعذب مش متخيل انها تتجوز حد غيري"

"تروح نجيب عنوانها ورقم تليفون مامتها اكيد موجود بياناتها في شئون العاملين "

لتأتي فكرة بعقله فيقول:"غزل ..غزل هي اللي هتوصلني ليها"

هو يتحرك خارجًا تذكر شئ فالتفت لها يقول:"فاكرة سمية بنت عم رضا صاحب بابا الله يرحمه ؟..كانت غزل طلبت مني اشوفلها حد يكون مع خالتي صفا 

أنا كلمتها وهتيجي من بكرة تكون معاها"

فتهز راوية رأسها بحزن لايعلم سببه الا هما......

.................. 

يقف وسط حجرة مكتبه مغمض العينين باستسلام يلف ذراعيها حول جسدها الصغير يشتم رائحة شعرها المسكية التي تُذهب عقله ..لقد اعتاد في الاونة الأخيرة استقطاع بعض الوقت لضمها الي صدره بدون همس أي كلمات كأنه بذلك يشحن طاقته بشحناتها الغزلية أما عنها فكانت تسند رأسها فوق صدره ويعلو وجهها ابتسامة هادئة وأصابعها تتلاعب بطرف سترته ..لتقول بهمس:"

انت ماتعبتش من الوقفة "

"لا..طول ما أنتي في حضني ما اتعبش أبدا.."

غزل بدلال :"أنا خايفة حد يدخل علينا فجأة زي المرة اللي فاتت "

يوسف بابتسامة هادئة:"احنا مش

لنعمل حاجة غلط أنتي مراتي ..فاهمة؟"وكمان شادي حرم يدخل من غير ما يخبط بعد التهزئ اللي هده مني"

"حرام عليك ده شادي غلبان وطيب وجدع و..."

يوسف بضيق:"غزل!!!.انا مااحبش مراتي تتكلم وتتغزل في راجل تاني "

غزل بحزن:"أنا مااقصدش!!.."

يوسف بغضب مزيف:"ماينفعنيش الكلام ده ..يلا صلحيني"

غزل بدموع :"لا ...."

يوسف مندهشا من تغيرها :"غزل انت زعلتي أنا كنت بهرج معاكي ..طيب خلاص ماتزعليش ..أنا اللي اصالحك "

لينخفض وجهه ويلثم شفاهها بنعومة بقبلات متقطعة ويعتذر لها بين قبلاته ....

ليتتفضا الاثنان نتيجة فتح الباب بقوة بدون طرقه ..لتتحول صدمته الي غضب قائلا:"أنتي متخلفة ازاي تدخلي من غير ماتخبطي علي الباب"

تقف نهى بتنورتها القصيرة واحمر شفاها الصارخ تقول بمياعة:"آسفة ياباشا ..خبطت الباب ومحدش رد عليا حتي سماعه المكتب مرفوعة "..لتشير له بعينها اللي هاتف المكتب ..نعم لقد رفع سماعته حتى لايزعجه احد ...

يوسف :"ده ما يمنعش انك المفروض ماتدخليش من غير إذن"

فيشعر بغزل التي تدفن وجهها بصدره إحراجًا تحاول الابتعاد عنه تقول:"أنا هروح اشوف محمد وراجعه"

ليمسك ذراعها مانعها عن الابتعاد عن احضانه بتحدي لتلك النهى يقول:"استني هنا ..مافيش مرواح في حته"

ثم يوجهه حديثه لنهى:"ايه بقى الحاجة المهمة اللي خلى حضرتك تدخلي علينا زي الإعصار كدة؟"

تقف مستندة علي مقبض الباب بمياعة :"في واحد برة عايز يقابلك ..اسمه جاسر الصياد

#صماءلاتعرف_الغزل

#زهرةاللافندر_ويسا

❄️❄️❄️❄️❄️❄️

الفصل السابع عشر 

قراءة ممتعة

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


تقف نهى بتنورتها القصيرة واحمر شفاها الصارخ تقول بمياعة:"آسفة ياباشا ..خبطت الباب ومحدش رد عليا حتي سماعه المكتب مرفوعة "..لتشير له بعينها اللي هاتف المكتب ..نعم لقد رفع سماعته حتى لايزعجه احد ...

يوسف :"ده ما يمنعش انك المفروض ماتدخليش من غير إذن"

فيشعر بغزل التي تدفن وجهها بصدره إحراجًا تحاول الابتعاد عنه تقول:"أنا هروح اشوف محمد وراجعه"

ليمسك ذراعها مانعها عن الابتعاد عن احضانه بتحدي لتلك النهى يقول:"استني هنا ..مافيش مرواح في حته"

ثم يوجهه حديثه لنهى:"ايه بقى الحاجة المهمة اللي خلى حضرتك تدخلي علينا زي الإعصار كدة؟"

تقف مستندة علي مقبض الباب بمياعة :"في واحد برة عايز يقابلك ..اسمه جاسر الصياد

..........

لحظات وقف في صدمة من ذكر اسمه أمامه لتشعر غزل بتغيره وهبوط ذراعه الذي كان يحيط بها ببطء ..ليقول بغضب بعد إفاقته من الصدمة:"تطلعي تقوليله يوسف الشافعي مش فاضي يقابل حد ...اتفضلي"

لتنصرف نهي بدلع وهي ترمق غزل نظرات باردة ..لتقول غزل مهدئة إياه :"

يوسف مالك ؟؟..الراجل ده مضايقك في حاجة؟.."

عند انتهاء كلماتها وجدت الباب يدفع ويدخل منه رجل في مثل عمر يوسف يظهر عليه الاناقة طويل القامة قمحي البشرة يقول :"مش عيب ماترضاش تقابل صديق عمرك ؟..ولا ايه يامدام ؟.."

ليغضب يوسف ويمرر نظره بين غزل المنكمشة وجاسر عدوه اللدود بخوف يصرخ به:"كلامك معايا أنا ..ماتوجهلهاش كلام انت فاهم "

ليلتفت اليها بغضب اعمى :"اطلعي برة ...حالًا"

لتذهل غزل من طريقته الجافة فتحبس دموعها بسبب إحراجها أمام السكرتيرة وذلك الشخص لتنتفض خارجة من الحجرة 

يقول جاسر بلوم مزيف :"تؤتؤ في حد يعامل مراته المعاملة دي وقدام الغرب ..لا انت اتغيرت خالص يايوسف"

"فين يوسف الدنجوان ..النحنوح ..اللي ليوزع عواطف علي الكل"

فيضرب المكتب بقبضته:"ايه اللي رماك عليا ياجاسر ؟..بقالنا سنين بعيد عن بعض آيه اللي فكرك بيا"

جاسر يجلس بأريحية ويظهر عليه الجدية :"ايوه كدة خلينا في المفيد "...

ليكمل مع تغير نبرته التي يشوبها بعض التوتر حاول السيطرة عليه "أنا جايلك انهاردة مش بصفتي جاسر صديق عمرك ولا بصفتي عدوك ..اعتبرني شخص تاني غير اللي انت تعرفه زمان عشان تقدر تسمعي وتقدر الكلام اللي هقوله.."

ليبل شفتيه بلسانه محاولًا ترتيب كلماته انها من اصعب اللحظات التي يمر بها ....

"أنا جاي انهاردة وطالب أيد أختك ملك "

لحظات مرت عليه لم يستطع تحديد ماألقاه علي مسامعه ليجد نفسه غير قادرًا علي تحمل اثباط نوبة الضحك لتصدح ضحكاته عالية وتدمع عينيه من شدة الضحك ليقول بين ضحكه الهستيري:"بقى انت .....جاي بعد السنين..دي ..تطلب أيد اختي ...أنا ...ههههه..اكيد شارب هههه"

يضيق جاسر بتصرفه:"انت بتضحك ليه؟...ايه الغريب في ان اطلب أيدها "

ليفاجئه يوسف بسؤاله :"شوفتها فين ؟!..."

جاسر بتوتر:"شوفتها في النادي "

"اتكلمتوا"

"لا ...أنا شوفتها وسألت عنها وعرفت انها أختك "

فيريح يوسف ظهره علي مقعده :"طلبك مرفوض يابشمهندس .....المقابلة انتهت"

جاسر محاولًا تخفيف حدة الموقف :"يوسف !!..خرج اللي بينا بره حسابات ملك ،.انا فعلا بحبها .و...."

ضربة من يوسف فوق مكتبه اخرست جاسر ليقول بين اسنانه :"أنا كمان كنت بحبها !!!!....أنت خاين ياجاسر وأنا ماسلمش اختي لواحد زيك "

"مش ذنبي اللي حصل صدقني سنين بحاول أفهمك وأنت مش حابب تسمع ..أنا عمري ماكان بيني وبينها أي حاجة ويوم مالقتها عندي أنا أتفاجئت زيك بوجودها قدام باب شقتي ...."

انت عارف ان ابوها كان في مصالح بينه وبين أبويا وكان مستخدمها ورقة ضغط عليا "

"انت عايز تقنعني انها جاتلك شقتك من غير ماانت تكون انت مارست وسختك معاها ؟؟؟"

"سنين بحاول أفهمك انها مش بتحبك وأنت متمسك بيها وروحت خطبتها ولولا شركة عمك والمصالح اللي كانت هتيجي من وراها مكانش ابوها وافق على خطبة بنته من طالب لسه بياخد مصروفه "

ليقف يوسف بغضب مستعر :"اطلع برررره ..ماشوفش وشك تاني وموضوع اختي تنساه نهائي "

جاسر يقف ويهم بالخروج يقول بتحدي:"أنا ماشي بس هتشوفني كتير بعد كدة"

ليضرب يوسف الباب بقطعه كريستال فتسقط متهشمة مع تسارع انفاسه........

..............

تجد من يوقفها اثناء سيرها يقول :"مدام غزل ..مدام غزل!"

لترى من سبب الضيق ليوسف يحاول اللحاق بها فتتوتر من اقترابه ليقول بوقار:"مدام غزل !!..أنا جاسر الصياد اللي كنت بالمكتب من شوية ...كنت حابب اباركلك طبعًا مع انها متاخرة ...وكان في موضوع مهم حابب أكلمك فيه ..ده الكارت بتاعي ..هستنى مكالمة من حضرتك لان الموضوع بخصوص ملك ..ياريت يوسف مايعرفش عشان مايحصلش مشكلة عن إذنك "

ليتركها وهي شاردة في الموضوع الذي يريدها فيه فتخفي الكارت الخاص به بحقيبتها مترددة في اخبار يوسف.....

...............

يجلس. بسيارته منتظرا خروجها من بوابة الجامعة بعد استدراج ملك في الحديث عنها علم مواعيد خروجها ومحاضراتها ليستغل فرصة عدم حضور ملك لهذا اليوم ...حتى يستطع الحديث معها ...يلمحها تخرج من باب الجامعة وشخصًا يقوم بملاحقتها للحديث معاها ليضيق عينيه فيلاحظ عدم تفاعلها مع هذا الشخص وتحاول إجابته باختصار ...يتحرك من سيارته ليقف امامهما وأول من لاحظه كان (علي)ليقول :"ايوه ؟...في حاجة "

لتلتف خلفها وتجحظ عينيها من رؤيته وتتذكر لحظة سقوطها أمامه أرضا لتخجل من هذة الذكرى وتقول :"دكتور يامن !!!!...ايه اللي جابك هنا "

فيبتسم لانها متذكرة اسمه ويقول:"عاملة ايه ياتقى ؟...أنا كنت جاي احد ملك وتليفونها مقفول "

تحييه بخجل :"ملك ماجاتش انهاردة ازاي تكونوا في مكان واحد ومش عارف انها ماخرجتش ؟"

ويرتبك من كلماتها ..وينقذه سؤال الشاب لها:"مش هتعرفينا ياتقى؟.."

"ده الدكتور يامن اخو ملك .....وده علي زميل لينا في الدفعة ..

"اهلا وسهلا ":قالها يامن برسمية ليقول لها "تقى كنت عايزك في موضوع "

فيحرج علي رغم ضيقه وينصرف ويودعهم بهدوء ....

لتقول تقى بتعجب:"موضوع ايه اللي عايزني فيه؟"

"على الواقف كدة ؟..طيب نقعد في مكان نتكلم "

لتجيبه بحدة :"ولا واقف ولا قاعد أنا مش بقعد مع حد غريب ..عن إذنك "

يوقفها يامن يقول :"انت دايما حنبلية كدة ..أنا مش غريب أنا اخو ملك وابن عم غزل "

الزفر بقوة تاركة إياه بتجاهل ..استمر بالسير بجوارها رغم تجاهلها ليقول:"صدقيني أنا عايزك في موضوع مهم جدا ..طيب تعالي حتى أوصلك ونتكلم .."

فتنظر له بغضب صارخة :"لو مابعتدش داوت هنسى انك اخو صاحبتي ..وهلم عليك الناس .."

ظل ينظر حوله بارتياب من علو صوتها 

يقول:"على فكرة أنا دكتور محترم ماينفعش اللي بتعمليه ده ..أنا مااقصدش اضايقك ...أنا اسف ..."

هم ينصرف فوجدها تقول:"كنت عايز ايه ؟"

ليبتسم يامن ابتسامته الجذابة :"كان في وحدة غبية عايز اقولها أني معجب بيها ..وعايز موافقتها علي ان اكلم اخوها وأتقدم رسمي ..."

................

دخل بابتسامته الجذابة واضع يده بجيوبه يدندن بصوته سعيدا لما حدث منذ الساعة عندما ألقى على مسامعها مفاجأته ليتلون وجهها بألوان الطيف ويتفاجأ بهروبها لتستقل سيارة اجرة للعودة لمنزلها ولكنه لم يترك الفرصة تضيع من يده ليسرع في ركوب سيارته ويسير خلف سيارة الأجرة فيشاهدها تستد رأسها بشرود ..لقد أعجبه مشاكستها فيضغط بوق سيارته بطريقة ملحوظة كأصوات أبواق زفة الأفراح ليلتف جميع الركاب بما فيهم هي فيرى في عينها الدهشة والخجل كأن كل الموجودين يعلمون مقصده ..فتشير اليه بإيهامها بطريقة عرضية علي رقبتها..كتهديد منها ...فيضحك على فعلتها ويبادلها التحية العسكرية بأصابعه أمام جبهته 

............

يدخل على اخته فيجدها متقوقعة ضامة صحنًا من حبوب الذرة لصدرها وتأكل منه بدون تركيز بسبب تركيزها في الفيلم المعروض ليجلس بجوارها باريحية يقول :"ملك !!!..ملك!!!!"

فتمل منه تقول :"ايه عايز ايه؟!..."

"عايز اخطب تقى "

لتجحظ عينيها تقول :"اوعى تقول تقى صحبتي ؟...."

"هي بعينها ..."

"يانهار ألوان !!!!"قالتها ملك بصدمة ....يتعجب من رد فعلها يقول:"مالك ؟..أنا قولت هتفرحي ان اخترت صحبتك"....

"هو في حاجة تخصها مااعرفهاش"

ملك بتوتر:"ايه ؟..لا طبعًا ..تقى كويسة جدا ..بس اشمعنى هي ؟!.."

"مش عارف حاجة كدة شدتني ليها بغض النظر عن الكوارث اللي دايما تجمعنا"

فيكمل بإصرار "أنا قررت اكلم محمد وأتقدم لها رسمي ،.عقبالك ياملوكتي مانخلص منك "...يتركها شاردة في هذه الكارثة انها تعلم ان تقى كانت تهيم بأخيها يوسف ..كيف سيقبل يوسف وجودها.مع يامن ؟!...

"استر يارب من الجاي"

...................

وقفت بشرفتها مراقبة تحركاته أمام المسبح لقد كان يحارب شياطينه بعد حضور ذلك الشخص الذي يدعى جاسر وقد انقلب حاله حتى معها ..عند عودتهما لم يهتم حتى بالنظر اليها ليسترضيها اكتفى بالانصراف لتسير خلفه مثل الطفلة التائهة الغاضب منها والدها وتحاول استرضائه ..ألمها جفائه بعد ان كان يهيم بها ويحاول اختلاق الي مناسبة لإظهار عشقه لها ..بماذا اخطأت ؟..لاتعلم!...

منذ فتره حدثها محمد انه نجح في السفر إلى سوزان للتقدم لها رسميًا رغم انه كانت تنتظر مثل هذا الخبر الا ان حزنها طغى علي مشاعرها فلم تشعر بالسعادة المطلوبة له .....

.........

تسير بملابس النوم بخف القدمين بغضب طفولي متجهه في الظلام إلى ذلك الأرعن الذي تربع على عرش قلبها في مدة قصير لتصل إلى حافة المسبح حيث تقبع ملابسه الذي كان يرتديها بالشركة من الواضح انه لم يبدلها منذ الصباح ....

تقف متخصرة بيديها تهز بساقها بغضب طفولي منتظرة ظهوره من المياة ...

ليظهر بعد دقائق شاهقًا نتيجة منع الهواء لمدة داخل المياة ...فيلاحظ وقوفها وينظر اليها للحظه ثم يعود مرة اخري للسباحة للطرف الآخر من المسبح بتجاهل متعمد ...

لتصرخ بغضب :"ممكن افهم أنا عملت ايه غلط عشان تتجاهلني كده؟"

بصمت للحظات ليجيبها بصرامة :"روحي نامي ياغزل دلوقت"

ترفع حاجبها من جفائه لها فتجيبه :"مش متحركة من هنا يايوسف الا ما تقولي أنا عملت ايه ؟..انت كنت كويس معايا لحد ما الراجل ده جه ...أنا مش فاكرة ان حصل مني حاجة "

يصرخ بوجهها :"قولتلك اطلعي دلوقت ..أنا عفاريتي بتطنطت قدامي ومخنوق .."

تشعر بجرح كرامتها لانها تستعطف استرضائه "

تقول ودموعها منحصرة داخل عينيها بتحدي:"مش هطلع يايوسف !!.انا مش بحب المعاملة دي ..ولا انت عشان ملكتني بتتعامل معايا كدة ؟!...وعشان اريحك انت لو قولتليش أنا عملت ايه هنطلك في المية حالًا !!!!..."

ليتعجب من تحديها وإصرارها علي معرفة سبب ضيقه وتحميل نفسها مسئولية ذلك رغم انها ليست ضلعا في ذلك الموضوع فيقول بتحذير :"بطلي جنان علي المسا ..انتى مش بتعرفي تعومى!!"

فيشاهدها تخلع خفيها بحركة من قدمها دون الحاجة إلى الانحناء وترجع خطوات للخلف كأنها تستعد للوثب ..فينقبض قلبه من تهورها...يصرخ بها بخوف :"غزل !!..اياكي تعمليها "

يحاول السباحة للاقتراب من حافة المسبح لمنعها ليراها تجري لتقفز في المياه برعونة غير مسبوقة فتخرج صرخة غاضبة منه باسمها مع مشاهدته لمحاولتها البقاء علي سطح المياه بصعوبة بالغة ...حتى وصل اليها يمسكها بقوة مانعًا إياها من الغرق ...

يقوم بهزها بغضب مستعر من تهورها اثناء سعالها:"أنتي اتجننتي ...غبية ...عايزة تموتي !!!"

لم يشعر بنفسه الا وهو يضمها بقوة خوفا من فقدانها ......

لتجيبه وسط سعالها:"اعمل ايه ؟..إذا كان دي الطريقة الوحيدة اللي هتخليك ترجع تخاف عليا وتصالحني !!!!"

"مجنونة".....

..........

"أنت متأكد من حقيقة مشاعرك دي ؟؟..ومن اختيارك!"قالها يوسف وهو يبتلع قطعة من الخبز علي الإفطار ...لتقطع حديثهم غزل بسعادة:"

طبعًا هو هيلاقي زي تقى فين يايوسف .؟..."

ليجيبها يامن :"اكيد طبعًا كفاية انها أختك واخت محمد هتطلع لمين الا لغزل البنات !!!!" يمرر يوسف نظره عليهما بضيق مع ملاحظته بصمت ملك وعدم تفاعلها معهم ...

فيكمل يوسف بجدية :"عموما عندك فرصة تفكر كويس لحد ما عمك يرجع من سفره ونشوف هنرسى علي ايه؟!...."

لتسأل غزل سؤال يلح عليها :"يوسف هو انت مش ملاحظ ان بابا بيسافر كتير وبيطول في سفره"....ينظر كلا من يوسف ويامن لبعضهما بريبة..فينقذ الموقف الأخير قائلا بداعبة:"يابنتي خليه يسافر مش يمكن يرجعلنا بعروسة"

"لو كدة ماشي"

فيتبادلا النظرات لتقابله نظرة يوسف المملوءة بالامتنان لإنقاذ أخيه الموقف......

............

"هتتأخري ؟"سألها يوسف بهيام وهو يقبل كفها..لتبتسم بسعادة غريبة تجيبه:"اول ما اخلص هكلمك تيجي تاخدني ..مش عايز تطلع معايا بردو !!...."

يوسف بمراوغة:"خليها مرة تانية ..أساسًا خالتك مش بتطقني..."

غزل بجدية:"تمام ..انت هطمن عليها وعلي تقي ومحمد .."

"أنا شحناتي الغزلية اوشكت علي النفاذ ..عايزة اشحن ..ماتتأخريش بدل ما اعملك فضيحة عند خالتك .."

"هههه لا على ايه ؟..مش هتأخر عليك .."

........

"وحشتيني ياسمية ..كدة ماتحضريش كتب الكتاب"قالتها غزل وهي بين احضان صفا....

تجيبها سمية بعملية :"اعذريني كان بابا تعبان مقدرتش اسيبه"

فتلاحظ غزل جديتها في الحديث :"مالك ياسمية بتكلمي رسمي كدة ليه؟....أنا غزل فكراني ..اللي كنتي بتقطعي شعري زمان عشان لونه اصفر وأنتي اسود ...

تبتسم سمية على هذه الطفولة لتقول صفًا:"هي كدة من ساعة مابقت تجيلي ؟...وغلبت معاها تفك زي زمان "

غززل بود :"طيب الحاجة اللي اشترتهالك عجبتك ؟..وأنا بشتري ليا افتكرت لما كان عم رضا بيشترلنا فساتين زي بعض ..فاشترتلك زي "

سمية بكبرياء:"معلش ياغزل اعفيني مش هقدر اخودهم ..."

تتحرك غزل لتواجهها :"على فكرة أنا فاهمة انت بتفكري في ايه ؟؟.وعيب تظني ان أنا بتعامل معاكي شفقة انتو طول عمركم خيركم علينا ومكناش بنرفض هداياكم ،،.ولعلمك أنا كان نفسي تيجي تشتغلي معايا بالشركة بس لقيت ان مواعيدها هتعطلك عن المحاضرات والمذاكرة ...عشان كده حبيت انك تكوني هنا عشان تبقي براحتك ...."

سمية بابتسامة يشوبها الحزن :"ربنا مايحرمني منك "

غزل بمرح :"بقولك ايه ؟..هنقضيها كلام !!!.سبيني اطلع للبت تقى وحضري الفشار وثواني واجبها واجي "

........

"ها ياست العرايس ..ايه رأيك؟"قالتها غزل وهي تتربع فوق الفراش مواجهه تقى ..لتجيبها بدون تفكير :"لا ...أنا مش موافقة"

تعقد حاجبها لتسرعها:"ليه ياتقى ؟..ده يامن دكتور محترم وشكله بيحبك ...أنا فرحت لما قالي تقى ...انت حتى مافكرتيش "

لترى تقى تفرك يديها بعصبية وتحاول الهروب باعينها من محاصرة غزل ...

غزل بإصرار :"أنا ليه حاسة انك مخابية حاجة وكمان مش أنتي بس ..ده ملك ويوسف كمان .."

"هو في حد في حياتك ياتقى"

تبتعد تقى عن مواجهتها والدموع تكاد تهبط :"حد ؟..لا مافيش حد ..خلاص أوعدك أني افكر "

"بسرعة كدة غيرتي رأيك من الرفض لأفكر ..في ايه ياتقى مخبياه عني مش أنا اختك حييبتك "

فتراها تضع وجهها بين كفيها بانهيار ويزداد نحيبها :"أنا بتألم ياغزل ..عايزة ارتاح ضميري مش بينيمني "

تحثها علي الحديث تقول :"انت مافيش واحدة زيك ياتقى ..مالك بس"

"ماتقوليش كدة ...بتزودي عذابي..أنا ولا كويسة ولا استاهل أكون أختك .."

ينقبض قلب غزل فتصمت لعلها تكمل....

ظلت تقص تقى علي غزل ماحدث بينها وبين يوسف من بداية الإساءة لها لنية يوسف علي الاستيلاء علي أموالها ..ولكنها خجلت ان تخبرها ماحدث بينهما في شقته ....كانت تقص عليها وهي تتلقى الطعنات بصدرها بوجه جامد خالي من الحياة ..

تقول تقى ببكاء :"بتكرهيني صح ؟..أنا ما استاهلش أكون أختك "

لتجذبها غزل بثبات انفعالي لاحضانها تقول بوجه جامد :"انت احسن آخت في الدنيا ..أنا هفضل احبك مهما حصل"

..................

طعن ..غدر...ألم ..لما دائمًا تأتي الطعنات من الاقربين ..أيعقل انها سلمت مقاليد حياتها لسجانها !!..لجلادها 

جلست بوجه جامد يسيل فوق وجهها سيول من الدموع السوداء التي لطخت وجهها بسبب كحل العين ..تقبض علي كفيها كأنها تحارب حالها علي القفز في اعماق تلك المياة ...بعد ان تلقت كلمات تقى عما كان يفعله ونواياه ..شعرت انها بدوامة تدور وتدور دون توقف ..لا تعرف كيف مر عليها الوقت وهي جالسة أمام البحر وأمواجه لمنتصف الليل ؟..لاتستطع تحريك ساكن ...اطرافها تيبست ..عزيمتها اثبطت ..حياتها انهارت وانتهت ..انه لم يحبها يوما ..كيف صدقته وآمنت له ؟..كانت دائما محاربة جيدة .له...بدأت تدرك انها وحيدة دائما منذ وجودها في هذه الحياة وحيدة ...تشعر بالخواء يأكلها ..ماقيمة هذه الحياة ..انها لا شئ ..لاشئ على الإطلاق ..فمن رحلوا عنها رحموا من كبدها وعنائها ..لا تعلم لما تصر تلك الحياة علي معاندتها وهزيمتها....

....

سارت تجر اذيال خيبتها بألم منحنية الرأس بخجل من حالها انها كانت ضعيفة أمامه وسلمت له قلبها ..يغطي شعرها وجهها لايظهر منه شئ كسابق عهدها ...

دخلت بأرجل متعبة وأعصاب مهتزة تتمنى ان تقبض روحها في تلك اللحظة على ان تتواجد معه بنفس المكان ..لا ترى أمامها سوى خيبتها وغبائها عند وصولها لمنتصف المدخل وجدته يجذبها بغضب يمسك ذراعيها يهزها بقوة كأنه يهز دمية بلا روح ويصرخ بوجهها :"كنت فين كل ده ؟..ازاي تتأخر بالشكل ده بره"

تنظر له بجمود وعلي وجهها أثار الدموع الملطخة بالأسود 

"انت ساكتة ليه؟...وايه اللي مبهدلك كدة ...ماتردي ...ايه اللي خلاكي تسيبي البيت من غير مااخدك وتليفونك مقفول "تمسك كفيه تخفضهما  ببطء تقول بإصرار:"طلقني !!!!"

#صماءلاتعرف_الغزل

#زهرةاللافندر_ويسا

❄️🌹🌹🌹🌹🌹🌹

الفصل الثامن عشر.....

..................

دخلت بأرجل متعبة وأعصاب مهتزة تتمنى ان تقبض روحها في تلك اللحظة على ان تتواجد معه بنفس المكان ..لا ترى أمامها سوى خيبتها وغبائها عند وصولها لمنتصف المدخل وجدته يجذبها بغضب يمسك ذراعيها يهزها بقوة كأنه يهز دمية بلا روح ويصرخ بوجهها :"كنت فين كل ده ؟..ازاي تتأخر بالشكل ده بره"

تنظر له بجمود وعلي وجهها أثار الدموع الملطخة بالأسود 

"انت ساكتة ليه؟...وايه اللي مبهدلك كدة ...ماتردي ...ايه اللي خلاكي تسيبي البيت من غير مااخدك وتليفونك مقفول "تمسك كفيه تخفضمها ببطء تقول بإصرار:"طلقني !!!!"

يفيق من صدمته على تحركها صعودها بصمت ..فيندفع يجذبها من ذراعها :"

ايه اللي انت قولتيه ده "....تصرخ بوجهه وتدفع من صدره بعنف:

"طلقني يايوسف ..طلقني ،...طلقني عشان أنا عمري ماهكون ليك ..طلقني عشان انت خاين ..خاين للأمانة ..أنا مكدبتش يوم ماقولت عليك شيطان ..."

ليمسكها بقوة رافض افلاتها بصوت مهتز:"طيب ممكن تهدي عشان افهم في ايه ..احنا كنا كويسين الصبح اللي حصل خلاكي متغيرة كده؟.."

"أنا عرفت كل حاجة عملتها فيا ..كل ده ليه عشان حبة فلوس ..تولع الفلوس ..أنا مطلبتش حاجة ..انت اللي جيت غصبتني ان أعيش معاكم ..ضيعت حياتي وخربتها يايوسف ..عملت فيك ايه عشان تعمل فيا كدة ؟!..مش معقول تكون ممثل بارع كدة .."

يوسف بأنفاس متسارعة ..لايستطع التركيز ولا التفكير لقد علمت بمخططاته السابقة ..

ليتفاجأ بجريها الي غرفتها تحتمي بها وتغلق الباب خلفها من الداخل ..ليعلو صوت نحيبها الذي جرح صوتها ....

يصل الي غرفته يطرق الباب 

"غزل !!..ارجوكي تفتحي ..ماتعمليش في نفسك كدة ..كل اللي اتقالك كذب في كذب اكيد تقى اللي قالتلك ..وربي لا اعلمها الأدب .....افتحي ارجوكي ..نتفاهم "

لينصرف فجأة عائدا الي غرفته 

أما عنها فقد كانت تسمع صوته كطعنات بقلبها لتنظر إلي شرفتها وتسير ببطء اليها وتقوم بإحكام غلقها عليها حتى لايتسن له الدخول منها ....

أما عنه عند وصله الشرفة وجدها مغلقة كما توقع ..فيشاهدها من خلف زجاجها الشفاف تجلس خلفها باب الحجرة ضامة أرجلها لصدرها وتدفن رأسها بهما ...

يطرق زجاج الشرفة متوسلا اليها ان تسمعه ..يقول بصوت متألم :"صدقيني ياغزل بحبك ومحابتش غيرك في الكون ده كله ..أنا اسف لو كنت جرحتك ..ارجوكي تسامحي غبائي ".....بعد فشله قام بالجلوس أرضا بشرفتها ليراقب بكائها ونحيبها ..عندما خطط من قبل للإطاحة بها لم يكن يعلم انها ستسرق قلبه وحاله ليندم بعدها علي مخططاته اليها ..

..............

ظلت حبيسة غرفتها عدة أيام رافضة أي تواصل مع المحيطين بها ..فقدت الثقة في الجميع حتي أخيه لم تنجح محاولاته في إخراجها من اكتئابها الذي حل عليها ..

وملك التي كانت تخرج من غرفتها بعيون دامعة على حال اخيها الأكبر الذي لم يترك باب غرفتها ...كان مقيم أمامه جالسا اكبر وقت لديه يحدثها من خلف الباب لعلها تسامحه على غدره ..وتنسحب بعدها مغلقة بابها خلفها تاركة إياه يحاول أثنائها عما تفعله. ..

امتنعت عن الطعام ..فعندما فقد السيطرة على أعصابه هدد بكسر الباب لتراه يحاول دفع الباب بجسده ليمنعه يامن من تهوره ..

كانت تسمع صوت بكائها ونحيبها علي فترات متقطعة مرددة كلمة واحدة وهي الطلاق ...حتى هدأت نوعا ما وبدأت فترات بكائها يقلق ويقلق حتى امتنعت عن الحديث نهائيًا أو البكاء كأن طاقتها قد نفذت ...ماكان يطمئنهم انها بخير ..مراقبته لها من زجاج شرفتها فيجدها تتحرك فاقدة الروح داخلها 

ولكن ماقلقه انه بدأ يلاحظ طول فترات نومها لتتقوقع على حالها اكثر وأكثر 

...............

أما عنه فامتنع فترة للحضور بالشركة حتى توقفت بعض الأعمال والصفقات ليقرر ان يذهب للشركة بضعة ساعات ليعود اليها مرة أخرى 

..........

أما عنها تتردد كلماته وكلمات يامن بعقلها على مدار الأيام السابقة ......

أنها ليست بضعيفة يجب عليها تقويه حالها اكثر من ذلك ..يجب عليها مواجهة الموقف لا الهروب منه بضعف لتقرر الذهاب له مهما كانت نتائج تلك المواجهة

ارتدت ملابسها من سروالها الجينيز لقميصها الفضفاض وجمعت شعرها اعلى رأسها بعشوائية وغطت عينيها بنظارتها الشمسية لتخفي الهالات السوداء وانتفاخ اعينها .....

انزل مهرولة قاصدة الشركة تتجاهل نداء ملك التي اندهشت من ظهورها ...

...........

ظلت خلال الطريق تحاول الاتصال به ولكنه لم يجب على اتصالاتها ...فتدخل من باب الشركة قاصدة المصعد لتجد ورقة مكتوب عليها (مغلق للصيانة) ..فتكمل طريقها صعودا علي الدرج مع محاولاتها للاتصال به مرة أخرى لتتوقف فجأة اثناء صعودها عندما فتح الاتصال لتتسمر قدماها عن الحركة ...وتتسارع انفاسها....

.......قبل وصولها بعشر دقائق 

.......كان يجلس خلف مكتبه مغمض العينين بإرهاق أزرار قميصةً مفتوحة باهمال تطرق الباب تقول :"القهوة ياباشا!!..دي خامس كوباية قهوة تشربها كدة غلط علي صحتك "

"ملكيش فيه أنتي تنفذي الأوامر وبس..واقفلي صوت التليفون ده "

لتقترب منه بغنج مقصود تنظر لشاشة الهاتف وتبتسم بخبث وتضغط علي الهاتف ...تقول بدلع مصطنع:"سيبني اعملك مساج أنا أيدي سحر لو جربتها هتدمنها .....فتقترب منه بحذائها العالي وتنورتها الضيقة القصيرة ...تقف خلفه تقوم بتدليك أكتافه بنعومة تكمل:"اسمع كلامي ياباشا مش هتندم "

ليشعر يوسف بأصابعها تدلك اكتافه. ليتأوه ألما بطريقة رجولية ولكنه بعد لحظات بدأ يشعر بتماديها لتمتد أصابعها أسفل قميصه المفتوح تتلمس صدره بطريقة مثيرة علم من خلالها مقصدها ..ليقبض على كف يدها بقوة مؤلمة لها ويجذبها لتكون في مواجهته قاصدًا تعنيفها ...لتسقط بأحضانه في حركة مقصودة منها تقترب شفاها المصبوغة من خاصته ..ليتفاجأ بفتح الباب بعنف ويجد معذبته تقف وسط الحجرة بوجه بارد متسارعة الأنفاس تحارب بكائها لما رأته..كيف سيبرر لها الان ؟..كيف ستصدق انه ليس له يد في ذلك ؟.. ..فينتفض دافعًا تلك اللعوب عنه صارخا بوجهها :"تطلعي بره واستقالتك تكون عندي حالًا ...."

..........

يقف أمامها متعرقا يشعر كأن الحظ يعانده لتدخل عليه بعد طول غيابها في مثل هذا التوقيت ..لا يعرف ماذا يقول ليجد اول كلمة تخرج منه بغباء:"غزل !!!...أنتي جيتي"

""غزل !!..ااااانتِ ساكتة ليه؟!!...أوعي تكوني فهمتي غلط أأنا ...هي...."...يقترب منها يحاول وضع يده فوق أكتافها ليجدها تتراجع خطوة مبتعدة مع اهتزاز رأسها ببطء يمينًا ويسارًا .. كأن حان وقت إفاقتها من صدماتها به .... 

فيجدها تجري من أمامه فجأة خارج الحجرة ليلحق بها مناديا باسمها لعلها تسمعه ولكنها كانت اسرع منه كأنها تهرب من شياطينها لتتوجه الي المصعد تضغط علي أزراره بعصبية والدموع تسيل على وجهها وعند هذه النقطة جحظت عينيه ويصرخ باسمها عاليا يمنعها من استقلال المصعد ليتلف كل من حوله له بسبب صراخه 

يجري لعله يلحق بها قبل دخولها المصعد ليمنعها ..فيجدها تدخله لحظة وصوله ليدخله معها بأنفاس متلاحقة خائفة ويغلق عليهما .....

يقول بأنفاسه المتقطعة :"غزل احنا لازم نخرج من الاسانسير ف......."

لم يكمل جملته ليجدا هبوط المصعد بشكل سريع مفاجئ يسقطهما أرضا ويتوقف بعدها فجأة ...فتخرج منها صرخة مرعبة ويتملكها الخوف تشعر باقتراب موتها ..عند توقف المصعد زحف علي ركبتيه يهدئ انهيارها ورعبها ضاما إياها لصدره بقوة ..لقد تملكه الرعب هو الآخر لكن يجب عليه التماسك أمامها فيعلو صوت نحيبها الذي اخترق صدره يقول بصوته الأجش :"شششش اهدي...مافيش حاجة هتحصل .....أنا معاكي ومش هسيبك ..مش هسيبك أبدا "

ليزداد بكائها :"خرجني من هنا ..أنا مش عايزة اموت .."

يربت على ظهرها بحنان :"مافيش حدد هيموت ..صدقيني ..أنا عايزك بس تتحركي معايا براحة نشوف الاسانسير وقف فين ؟..."

تهز رأسها رعبًا متشبثة بقميصه رافضة التحرك ..فيمسك وجهها بكفيه هامسا:"أنا مش هسمح بحاجة تأذيكي فاهمة؟..."

ليرى نظرة سخرية بعينيها من وعده لها ويفهم مقصدها ليقول بصوته الأجش وهو مستمر في تقريبها له:"صدقيني أنا بحبك ..مقدرش أعيش من غيرك ..لا أنا مش بحبك أنا بعشقك ..بعشقك ياغزل ...كل اللي أنتي عرفتيه مش حقيقي"

ليرى دموعها تنهمر علي كفه تقول بألم :"تنكر انك كنت متفق مع تقى عليا ..تنكر انك كنت عايز تشيلني من طريقك واني زي ماانت قولت لشادي أني مش من النوع اللي بيعجبك ..تنكر انك سخرت من إعاقتي اللي ماليش ذنب فيها ........عارف أنا عمري ما كنت عايزه أعيش معاكم كنت راضية بنصيبي..نصيبي اللي انت ادخلت فيه وبفضلك فسخت خطوبتي ...عارف يايوسف ايه السبب الأساسي اللي خلتني عملت العملية ؟...انت!!!..عشان مااشوفش نظرة استحقار منك "

ليهز رأسه بالرفض:"مش صحيح أنا........"ليقطع حديثه حركة المصعد فجأة للأسفل مهدد للسقوط ...ليقول وهو يرى رعبها:"احنا لازم نخرج من هنا ..الاسانسير هيقع بينا ...في تليفونك زمانهم مش عارفين اننا محبوسين"

ليتركها تبحث في حقيبتها وتخرج منه هاتفها وعند محاولته الاتصال وجد عدم وجود شبكة ليغضب قائلا:"مافيش زفت شبكة"

"طيب نحاول ننده علي حد يسمعنا"

يوسف بفقدان أمل :"محدش هياخد باله وصوتنا مش هيتسمع "

............

يامن يدخل الشركة يظهر عليه التوتر يقابل شادي الذي يحدث احد الموظفين بعصبية يقول :"في ايه ياشادي ؟..جايبني ومكهرب الدنيا ليه؟.."

"اخوك مش لقينه ..رحت امضي منه أوراق لقيت نهى بتقولي خرج يجري ورا غزل ..اعتقدت انه مشي بس لقيت حاجته وموبايله ومفتاح ألعربيه ..سألت الأمن قالوا ماخرجش..

يامن بضيق:"يكون راح فين تلاقيه هنا ولا هنا..."

شادي بتوتر:"المشكلة ان غزل معاه وأنت عارف ان علاقتهم متوترة الفترة الأخيرة ونهى بتقول كان بيجري وراها ..."

يامن بغضب:"اسأل حد من الموظفين...يمكن شافوهم "

يقطع حديثه رؤيته لمحمد بوجهه القلق :"ايه اللي سمعته ده ..يوسف وغزل مش لقينهم ؟!!!

يامن مهدئًا إياه:"ان شاء الله نلاقيهم اكيد اخذها في أي حته"

"احنا لسه هنتوقع!!!.الشركة مش فيها كاميرات زفت ...خلينا نشوف الكاميرات "قالها محمد بعصبية بالغة.....

...... ...

بعد دقائق قلبت الشركة رأسا علي عقبًا 

بعد كشف الكاميرات لدخولهم المصعد رغم انه تحت إشراف الصيانة ليجن كلًا منهما ويقف يامن ينادي بعلو صوته أمام المصعد لعلهما يسمعا ويطمئن عليهما ....

أما عن شادي فقد قام بإبلاغ النجدة والاتصال بعربة اسعاف مجهزة تحسبًا لحدوث أي شئ لهما 

،.......

يجلس ساندا ظهره بجانب من جوانب المصعد باسط قدميه للأمام لتسند رأسها فوق ساقية يحاول بثها الأمان يلاعب خصلات شعرها العسلية .باصابعه ...فيخترق الصمت سماعها لصوت يامن من بعيد ينادي ياسمائهما ..فتنتفض جالسة علي ركبتيها تشعر بالأمل :"يوسف انت سامع ...ده يامن ..يامن عرف اننا محبوسين وبينده علينا .."فتتحرك بتهور غير مسبوق تقف أمام باب المصعد تضرب عليه بقبضتها وتصرخ :"ياااااامن ...احنا هنا .."

"غززززل !!!!.ابعدي عن الباب ..ماتحركيش الاسانسير ..غزل !!!"

لم يكمل تحذيره ليجد هبوط مفاجئ للمصعد عدة ادوار بسرعة غير محسوبة وتنقطع الأضواء ..فتقع هي أرضا وسط صرخاتها القوية. ليتساقط ألواح معدنية فوقها ويسرع في جذبها أسفله يحميها بجسده فيسقط ألواح المرايات والألواح المعدنية التي تزين المصعد فوق ظهره 

........

عند ثبات المصعد مرة أخرى وجدت نفسها مسطحة علي ظهرها فوق ارضية المصعد وفوقها جسده المتعرق يحيطها بقوة بذراعيه مع تسارع انفاسه 

وثقل جسده يحاول حمايتها وعند تحريكها له في محاولة منها للجلوس خرجت منه تأوه مكتوم شل اطرافها لتقول بخوف :"يوسف !!يوسف رد عليا ..."

يجيبها بألم واضح :"أنا موجود ياغزل ..متخافيش"

"مالك ؟؟.جرالك حاجة؟"

يوسف محاولًا السيطرة علي الألم الذي تملك من ظهره فجأة لايعلم ما اصابه ....أما عنها فكانت تشعر ان خطبا ما اصابه ولا يريد التصريح بذلك فحاولت حثه علي التحرك قائلة بحذر:"

ممكن تجيب التليفون عشان أنا يخاف من الضلمة ..."لتجده لم يجبها ولم تسمع الا صوت انفاسه ليقول بعدها بأنفاس مضطربة :"

مش بذمتك الجو شاعري عايزة تولعي النور ليه ..دي احسن حاجة حصلتلنا انك في حضني والنور مقطوع "..تشعر عند خروج كلماته بحدوث امر ما لينقبض قلبها من نبرة صوته فتحيطه بذراعيها بقوة لتضمه لها اكثر وتظل متعلقة به رغم شعورها بثقل جسده الذي يزداد فتسمعه يهمس بأذنها:"ماتسيبنيش ياغزل ..خليكي معايا "

"أنا معاك يايوسف وهفضل طول عمري معاك .."لتشعر بدموعها التي حرقت اعينها ..

ليقول بصوت هامس :"وأنا كمان هفضل علي طول معاكي ..استحالة اقدر اسيبك أو اطلقك ..أنا مخونتكيش يا غزل مصدقاني ؟"

غزل ببكاء :"مصدقاك يا يوسف..مصدقاك ياحبيبي"

............

يامن بصراخ :"احنا هنفضل واقفين نتفرج واحنا مش عارفين جرالهم ايه ؟.."

شادي يفرك جبينه بتوتر:"محمد راح يجيب حداد يفتح الباب ..النجدة هتتأخر "

ليرى محمد يجري باتجاهما مع رجل في العقد الرابع يلهث ورائه:"أنا جبت الحداد وفهمته الوضع .."

يامن بخوف:"طيب هنقدر تفتح الباب بماكينة اللحام دي ؟..."

الرجل :"بإذن الله ياباشا ..."

يامن بضيق :"طيب مستني ايه يلا أبدا"

..........

يحيطها الظلام من كل جانب تشعر بثقل جسده وارتخاء جسده فوقها ...لقد فقد الوعي منذ قليل ..علمت ذلك عندما توقف فجأة عن الحديث ...

لقد اكتشفت إصابته بجانبه عندما شعرت باللزوجة ساخنة تحت كفها ولكنها تجهل مدى عمق الإصابة ....

ماتشعر به حاليا هو ازدياد الدوار مع عدم قدراتها للتنفس تخاف ان تصاب هي الأخرى بالاغماء ...

تسمع صوت ضربات فوق المعدن ..لا تعلم مصدرها ولكنها متأكدة انهم بدأوا في البحث عنهم ..تحاول تقاوم ضيق تنفسها وتحركه قائلة:"يوسف !!!...فوق يايوسف. عرفوا اننا محبوسين هنا..."

أغمضت اعينها للحظات لم تعرف كم مر عليها من الوقت لتفتح اعينها وتجد وجها قريبا من وجهها يناديها بذعر ..نعم تعرفه ..انه وجه يامن ؟..ولكن أين ..أين هو لقد كان فوق جسدها لما تشعر بالبرودة ؟..تغمض اعينها مرة اخري لتجد ايادي تحركها وتحملها بالهواء وتسمع أصوات متداخله كثيرة وضوضاء ..

تسمع شادي يقول بخوف :"في جرح في ضهره ..فين الإسعاف ؟..."

وتسمع صوت تحفظه عن ظهر قلب يهمس عن قرب :"غزل ..كلميني ..احنا معاكي "..ليكمل محدثا شخصا اخر بصراخ "الدم اللي مغرقها ده منين ؟..مش لاقي اصابه "

ارادت إجابته وطمئنته انه ليس دمائها بل دماؤه هو ولكنها تشعر انها فوق موجة عالية تسحبها بعيدا ....

...........

#صماءلاتعرف_الغزل

#زهرةاللافندر_ويسا

..............

الفصل التاسع عشر 

❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️❄️

ماتشعر به حاليا هو ازدياد الدوار مع عدم قدراتها للتنفس تخاف ان تصاب هي الأخرى بالاغماء ...

تسمع صوت ضربات فوق المعدن ..لا تعلم مصدرها ولكنها متأكدة انهم بدأوا في البحث عنهم ..تحاول تقاوم ضيق تنفسها وتحركه قائلة:"يوسف !!!...فوق يايوسف..مكانا عرفوا اننا محبوسين هنا..."

أغمضت اعينها للحظات لم تعرف كم مر عليها من الوقت لتفتح اعينها وتجد وجهها قريبا من وجهها يناديها بذعر ..نعم تعرفه ..انه وجه يامن ؟..ولكن أين ..أين هو لقد كان فوق جسدها لما تشعر بالبرودة ؟..تغمض اعينها مرة اخري لتجد ايادي تحركها وتحملها بالهواء وتسمع أصوات متداخله كثيرة وضوضاء ..

تسمع شادي يقول بخوف :"في جرح في ضهره....فين الإسعاف ؟..."

وتسمع صوت تحفظه عن ظهر قلب يهمس عن قرب :"غزل ..كلميني ..احنا معاكي "..ليكمل محدثا شخصا اخر بصراخ "الدم اللي مغرقها ده منين ؟..مش لاقي اصابه "

ارادت إجابته وطمئنته انه ليس دمائها بل دماؤه هو ولكنها تشعر انها فوق موجة عالية تسحبها بعيدا ....

...........

استطاع الأطباء من وضعها علي جهاز التنفس لمعالجة ضيق التنفس التي تعرضت له وادي لفقدان وعيها بسبب قلة الأكسجين لتفيق من إغمائها على الكثير من الحركة من حولها والأصوات المتداخلها من الأطباء فتفتح اعينها بصعوبة ليصدمها الضوء الأبيض الموجه لعينيها من كشاف صغير بيد احد الأطباء الذي يقيم حالتها وتسمع صوت مخبجوارها فتلتف له بذهول ..فهي لا تعرف كيف أتت إلى هنا ؟..ومن ساعدها ؟...اين هو ؟!...هو ..هو !!!!

عند هذه النقطة انتفضت جالسة غير عابئة بقناع التنفس والأسلاك وتزيله من علي وجهها برعب :"يوسف !!!..يوسف فين يامحمد ؟..جراله ايه قولي؟ 

محمد بتوتر:"غزل مافيش حاجة حصلت ..خلي الدكتور يكشف عليكي الأول عشان نعرف الدم ده جاي منين؟..."

فتخفض نظرها لملابسها لتجدها مملوءة بالدماء الجافة لتتذكر جرح يوسف تقول بخوف:"يوسف يامحمد ..يوسف كان متعور ...ايه اللي جراله .؟؟؟..."

"حبيبتي يوسف كويس هو لسه خارج من العمليات ومعاه جوه.."

ليتقبض قلبها وتمسك مقدمة قميصها بيدها :"عمليات!!...أنا لازم اروحلوا واشوفوا .."

محمد بصرامة :"اهدي ..انت لسه تحت الملاحظة ..أما اطمن عليكي هتشوفيه .."

غزل بإصرار:"لا ..أنا مش هستنى ..أنا عايزة اشوفه حالًا "

"طيب علي الأقل غيري لبسك اللي مليان دم ده هتروحي كدة ؟؟!.."

كان يريد تعطيلها اكبر قدر ممكن حتى يقوم الأطباء بالاطمئنان على حالة الآخر وإعطاء التقرير النهائي لحالته.....

.................

تقف بأرجل مهتزة لا تحملها أمام الباب لاتعلم لما هي خائفة من الدخول ؟!..رغم لهفتها للاطمئنان عليه لتجد يد حانية تدفعه برفق من ظهرها تحثها علي التقدم للدخول ...

فتشاهده مستلقي فوق الفراش يحيطه الكثير من الأسلاك .الموجودة بصدره المكشوف ويقبع بكفه الأيمن المحلول المغذي ..يظهر علي وجهه الشحوب والإرهاق كان مغمض العينين بهدوء يصل بأنفه خرطوم شفاف يحيط بوجهه يساعده على التنفس ....

تصل اليه وتنحني لتودعه قبلة فوق جبينه فتسقط دمعة متمردة من اعينها فوقه ..لتتراجع تجلس بجواره فوق فراشه ممسكة بكف يده الكبير ..ارادت في تلك اللحظة استيقاظه ليضمها إلى صدره بقوة كما كان يفعل سابقًا ليزيل عنها اي خوف تشعر به ..ألمها رؤيته بهذا الضعف 

لتقول هامسه :"أنا عارفة انك مش سامعني يمكن دي فرصة عشان أتكلم معاك براحتي ...كنت عايزه اشكرك انك حامتني ... كان ممكن أنا أكون مكانك لولاك ......وعايزة أقولك أني مسامحاك مش عشان أنا مش بعرف اكره ولا حاجة ...عشان أنا مش قادرة علي كرهك ..مش قادرة غير أني ..احبك ..قلبي وجعني اوي لما حسيت في لحظة انك مش بتحبني زي ماخليتني احبك !!!!

انت وحشتني اوي يايوسف وحشني حضنك...اللي كنت بتحتويني بيه..لتجد نفسها لاتستطع السيطرة علي دموعها اكثر من ذلك فترفع أصابعها تزيل الدموع الهاربة وتقترب منه تضع رأسها فوق صدره تستشعر ضربات قلبه تحت أذنها تحتضنه بذراعيها ....

كان يشعر بها من قبل وصولها كعادتها رائحتها التي تتميز بها تسبقها بالمكان ..لم تعلم انه أفاق منذ فترة وهو من طلب ان يراها ..القرار الان اصبح صعبا عن ذي قبل ..بعد اعترافها واحتياجها له يصعب عليه تركها الان ...

ليرفع يده يلمس فوق شعرها لتنتفض عند شعورها بحركته تنظر اليه بصدمة بعيون دامعة غير مصدقة لإفاقته في هذه اللحظة ..تخرج كلماتها متحشرجة تنطق باسمه ...

ليربت فوق وجنتها بخفة :"يا روح يوسف "

ليجدها تحرك رأسها وتضع شفتيها تلامس باطن كفه الموضوع فوق وجنتها تودعه قبله وتنظر اليه تبتسم بفرحة وسط دموعها ..

يقول بلوم :"ليه الدموع دي ؟!!.في حد يبقى في حضن حبيبه ويعيط "..

تندفع لتحتضنه بقوة لا تأبى بجروحه تشتم رائحته الرجولية المختلطة برائحة المخدر والمطهرات تدفن انفها في عنقه تقول:"ماتسبنيش يا يوسف ..أنا مش عايزة ابعد عنك "

يقبل وجنتها ويهمس بأذنها:"عمري ما اقدر اسيبك ..بموتي ياغزل "..

فترفع رأسها لتلفح انفاسها وجهها ..ليكمل بمشاكسة:"بس لو فضلتي ضغطة علي الجرح ساعتها ممكن اموت فعلا..."

تبتعد مفزوعة تفتش به :"أنا آسفة نسيت انك مجروح "

فيمسكها مرة اخري يقربها لوجهه :"عارفة لولا الجرح ده ..مكنتش قدرت اتحكم في نفسي وكنت عملت فضيحة في المستشفى "لصدح منها ضحكة أنثوية على مشاغبته لها ليقول بأنفاس متلاحقة:"لا أنت كدة قاصدة تعذبيني ..وأنتي لازم تعاقبي "فيمسكها من كتفيها يقربها بقوة ليسرق قبلة يبث.بها دواوين عشقه بدون كلمات ..لينتفضا كلاهما نتيجة اندفاع فاسد اللحظات الرومانسية يقول:"والله كان قلبي حاسس ان في حاجة بتحصل مش مظبوطة ههههه"

فينظر يوسف بلوم لاخيه نتيجة احمرار وجهها خجلًا ليقول بضيق :"هو انت في حد مسلطك عليا ..ماتروح تشوف حاجة تعملها ولاتتجوز وتريحنا من خلقتك.."

يامن وهو محتضن الباب بطريقة مصحكة يلاعب حاجبيه :"قريب ..قريب اوي ..بس هي ترضى عني "

ليكمل بجدية موجهها حديثه لغزل :"غزل الدكتور جاي يكشف علي يوسف ومحمد عايزك بره .."

كادت ان تتحرك لتجد كفه يمنعها ويقول :"ماالدكتور يجي وهي موجودة ايه المشكلة ؟!..."...

ليفرك يامن جبينه محاولًا التبرير ليقول:"عشان كمان الدكتور هيمر علي غزل ..ماتنساش انها تحت الملاحظة زيك"

"خلاص خليهم ينقلوها معايا في نفس الاوضة ..كدة هبقى مطمن اكتر"

...........

"ساكت ليه ؟؟..ناوي علي ايه يايوسف "

قالها يامن وهو جالس بجواره فوق كرسي بجوار فراشه

ايغمض عينيه بضعف يحارب الدموع الحارقة لعينيه يجب عليه التماسك ..يجب عليه التفكير في مستقبله ..لا ..بل مستقبلهما معًا .....

وعندما طال صمته مال اليه يامن يمسك كفه قائلا بإصرار:"رد عليا ..عشان نشوف حل في المشكلة دي"

ليفتح عينيه ينظر له بجمود يقول من بين اسنانه :"عايزني اروح اقولها ايه؟...ها..فهمني؟...اقولها سوري ياغزل مش هنتجوز عشان اكتشفت أني مش بخلف ......"ثم يكمل بصراخ "الدكتور ده مش بيفهم ..مش يمكن غلطان "

يامن بحدة غريبة:"ماتلفش وتدور يايوسف ..غزل لازم تعرف ده حقها وبعدها هي اللي تقرر تكمل ولالا"

"مقدرش ..مقدرش ازاي عايزني اقولها حاجة زي دي ونفرض عرفت واختارت تبعد اعمل ايه بعدها؟؟!..تقدر تقولي"

يامن وهو مقدرًا لحال أخيه لقد انتابته الصدمة عندما طلب الطبيب بعض الإشاعات والتحاليل للاطمئنان علي مدى إصابة عموده الفقري نتيجة سقوط الألواح ..ليقول يامن بعقلانية:"يوسف انت اخويا الكبير وأنا مقدر إحساسك دلوقت لكن غزل مسئولة مني وأنا مش هقدر اخدعها في حاجة زي دي "

يجيبه يوسف بمراوغة:"سيبني أنا هقولها بنفسي ..وكمان شوف هطلع امتى أنا زهقت من النومة دي.."

"تستحمل شوية يايوسف ..الجرح في ضهرك مش هين وكمان الدكتور كان خايف لا يكون عمودك الفقري اتأثر ..."

ليجدا طرقًا فوق الباب لتظهر بعدها بكوبين من القهوة فتتفاجأ بوجود يامن يجلس بجوار يوسف وعلى وجهه الضيق 

لتقول مبتسمة:"يامن وصلت امتى؟!...مالك في حاجة"

يهز رأسه يحاول ان يكون طبيعيًا أمامها:"ياغزل البنات ..كنت جاي اطمن عليكم بس مالقتكيش على السرير ..كنت فين ياشقية"

"انت ظالمني ..يوسف كان نفسه في فنجان قهوة والدكتور مانعه ..رحت خليت الممرضة جابتلي ورحت اخدها ..."

"فنجان قهوة قولتيلي ..ياعيني عليا محدش بيجبلي اللي نفسي فيه ...ناس ليها غزل وناس ليها مستشفيات وعمليات"

"بكرة تقى تعملك كل اللي نفسك فيه ..أنا مبسوطة عشان كلمت محمد بخصوص تقى .."فتنظر بعيون يوسف كأنها توصل له رسالة بخصوصها ...

فيقطع يامن نظراتهما يقول:"نطمن عليكم بس واتفق معاه على ميعاد الخطوبة...هسيبكم وأروح للدكتور اطمن على يوسف ..."ينصرف بعد ان يلقى اخاه نظرة فهمها يوسف .....

........

سارت بين الأروقة بأرجلها العارجة تبحث بأعينها عن رقم الغرفة وبيدها صندوق شيكولاتة مغلف بأشرطة هدايا تحاول سؤال أي من الممرضات ولكنها تجد الكل مشغول فتقع اعينها على شاب يقف بظهره يتحدث بهاتفه يظهر عليه الضيق يهمهم ببعض الكلام الغير مسموعة فمن الواضح ان من يحدثه سبب له الضيق وهو مستمر في محاولته أثنائها عن الحضور ..فتقترب بخجل محاولة أثنائه عن التحرك من أمام الحجرة التي تقصدها ..ولكنه فشلت في لفت انتباهه ..كلما يتحرك بعيدا وحاولت الدخول يعود يقف مرة اخري أمامه وتفشل في المرور بسببه ..حتى اضطرت لان تتنحنح حتى ينتبه ولكنه قام بالالتفات برأسه لينظر لها من فوق كتفه بإهمال ليعود مرة أخرى يشيح بوجهه عنها ويكمل حديثه بلا مبالاة لها ...

هذه الحركة البسيطة أشعرتها بالإهانة لتنظر لملابسها مرة أخرى تحاول ملاحظة ما بها لكي ينظر لها مثل هذه النظرة ..فهو دائما واثقة من حالها ولكن بسبب ما مرت به اهتزت هذه الثقة التى تحاول إخفائها عن من حولها ..لتشجع نفسها مرة أخرى فتقوم بمد يدها للضرب فوق كتفه بثقة بأصابعها الرفيعة ليلتفت لها باستغراب يمرر نظره عليها من اعلى رأسها الذي يزينه الحجاب بأرجلها ويهز رأسه بتساؤل عن ماذا تريد وهو مستمر في رفع هاتفه لاذنه ...فتبادله طريقته وتشير له بحاجبها خلفه ليلتفت ينظر لباب الغرفة المغلق ويقول لمن يحدثه بالطرف الآخر :"اقفلي يا نانسي دلوقت هكلمك بعدين"

"أي خدمة؟!.."

لتجيبه سمية بكبرياء:"حضرتك واقف سادد الباب ومش عارفة ادخل "

فيلاحظ نبرتها الحادة في الحديث ليضع كفيه بجيوبه يقول:"مين حضرتك بقى عشان نبلغهم "

لترفع انفها بكبرياء :"سمية!!!"

...........

كانت تجلس فوق فراشها بغرفته التي تشاركت معه فيها تتلاعب بهاتفها الخاص فبعد انصراف سمية وشادي ركزت انتباهها على الرد لبعض الرسائل التي تأخرت في الرد عليها الفترة الفائتة لتسمعه يزفر بقوة شديدة فتنتبه له متسائلة:"في حاجة يايوسف ..محتاج حاجة ؟..."

"لا"

فتضيق عينيها وتضع خصلات شعرها خلف أذنها ثم تتحرك من فوق الفراش فتنحصر ملابسها عنها هابطة من الفراش 

عن عمد منها فتلاحظ ارتباكه واشاحة وجهه عنها لتجلس بجواره وتدير وجهه تقول:"مالك؟"

"مافيش"

لتبتسم على طفولته :"شكله فعلا مافيش ...طيب لو قولتلك وحياة غزل عندك ..مش هتقولي ؟؟"

ليزم شفتيه بقوة يقول:"مخنوق منك ..."

مخنوق مني ..أنا؟....ليه "

فتقترب منه اكثر تلاعب خصلات شعره فتراه يتأثر من قربها وتلمع أعينه تقول:"هو أنا من امتى بزعلك؟!..."

"عشان مش عايزة تيجي تنامي جنبي ومشغولة عني بتليفونك"

فتكتم ضحكتها بيدها ليغضب اكثر 

"أنتي كمان بتضحكي!!!.."

"خلاص ماتزعلش أدي ياسيدي التليفون "ليراها تضعه بجواره فوق طاولة صغيرةًوتكمل :"بس موضوع أمام جنبك دي صعب ..احنا في مستشفى والدكتور والممرضات بيدخلوا دايما مش هيبقى شكلها حلو "

"قولتلك اقفلي الباب ...وكمان تعالي هنا ياهانم مدام عارفه ان في زفت دكاترة ايه اللبس اللي لبساه ده ها ؟؟..."فيقوم بإمساكه من أذنها لتتألم قائلة :"خلاص خلاص هسمع الكلام وانام جنبك "

فتتحرك تحت ابتسامته لها تغلق الباب وتتسطح بجواره فيقوم باحتضانها بقوة مشتما رائحتها المسكية يملأ به رئتيه ..يقول بصوت مهزوز:"بقولك ايه ؟؟..ماتيجي نعمل دخلتنا هنا حتى هيكون لها طعم تاني وتجديد "

فتضربه بصدره وتدفن وجهها بصدره خجلًا قائلة:"وقح .وقليل الأدب"

يجيبها بثقة:"طول عمري ياحياتي"

ليودعها قبلة عنيفة بادلته إياها كأنها كانت تحتاجها منه لتظهر له مدى شوقها له........

بعد وصلة القبلات الحارقة التي تبادلاها تركها لتأخذ قسطًا من الراحة ليشعر بنومها فوق صدره منتظمة الأنفاس شارد في هدوئها انه الان ينام قرير العين بها ...لينتبه لصوت رسالة صادر من هاتفها فيمد يده يجذبه قاصدًا اغلاقه لتتسع عينيه بقوة وتحمر اوداجه من شدة الغضب عند رؤية الرسالة الأخيرة

(أنتي عارفة انك تهميني ياغزل واللي يسعدك يسعدني ...سواء معايا أو مع غيري ..أتمنى انك تكوني سعيدة في حياتك )

.............

الفصل العشرون

🌹🌹🌹🌹🌹🌹

بعد وصلة القبلات الحارقة التي تبادلاها تركها لتأخذ قسطًا من الراحة ليشعر بنومها فوق صدره منتظمة الأنفاس شارد في هدوئها انه الان ينام قرير العين بها ...لينتبه لصوت رسالة صادر من هاتفها فيمد يده يجذبه قاصدًا اغلاقه لتتسع عينيه بقوة وتحمر اوداجه من شدة الغضب عند رؤية الرسالة الأخيرة

(أنتي عارفة انك تهميني ياغزل واللي يسعدك يسعدني ...سواء معايا أو مع غيري ..أتمنى انك تكوني سعيدة في حياتك )

...............

تململت في نومها لقد شعرت بالبرودة فجأة لتحرك كفها تستشعر دفئه لتصطدم ببرودة الفراش فتنفض النوم من عينيها وترفع رأسها تبحث عنه لتقع عينيها عليه جالسًا فوق المقعد يراقبها بوجه صعب عليها تفسير ملامحه ..فتبعد خصلاتها عن وجهها وتبتسم له بدلال قائلة :"ايه اللي مقومك من السرير ..؟"

ولكنه ظل ينظر اليها بوجه بارد بدون ان يعلق عينيه يقول :"أنا شايف ان مالوش وجودك في المستشفى ..أنتي بقيتي كويسه.."

لتعقد حاجبها وتنظر اليه تحاول فك طلاسمه الليلة السابقة كان يهيم بها عشقًا اما الان لا تعرف ماأصابه لتجد حالها تقول:"أنا مش عايزة امشي وسيبك ..ولا أنت زهت مني "

ليشيح بوجهه عنها يقول :"أنا كلمت يامن يجبلك لبس عشان يرجعك الفيلا ..أنا مش محتاج حد معايا"

تتحرك من الفراش بقدميها العاريتين لتجلس علي ركبتيها أمامه وترفع أصابعها لذقنه تدير وجهه اليها :"مالك يايوسف ؟..أنا زعلتك في حاجة ..انت كنت امبارح ......كنت......"

"بتحبيني ياغزل؟"

كلمة جعلتها تنظر اليه بذهول من سؤاله المباغت الغير متوقع لما يسألها هذا السؤال الغبي وهي اعترفت له من قبل بحبها لتقول:"أيه السؤال ده؟.."

يشعر من نبرتها انها تتهرب من قولها له ..أراد ان يتأكد من حقيقة مشاعرها له ..أراد ان يتأكد انها لن تتخلى عنه ....

"جهزي نفسك يامن على وصول "

تحزن لجفائه..لما هو دائما هكذا ؟؟.يغرقها عشقا ثم يجعلها تموت ظمأ من العطش ...

لم نلاحظ قبضته التي تضغط على هاتفها القابع بكفه ..لتجده يرفع كفه به أمام اعينها :"تليفونك !!!!!....."

فتحجظ اعينها وتتسارع انفاسها لوجوده معه ليكمل بثبات

"عامر من امبارح بيبعتلك رسايل ..ردي عليه طمنيه"

@يوسف!!!!...يوسف ..أنا ....."

"خلاص ياغزل ..نتكلم بعدين ،...أنا تعبان ومحتاج أنام"

فتحده يتحرك بصعوبة من فوق المقعد ايتجه الي فراشه وعندما حاولت مساعدته رفض بشده لتتوسل له قائلة:"

يوسف اسمعني ..عامر اللي بيني وبينه انتهى ..دي مجرد رسايل بيطمن عليا بيها مش اكتر ..لو قريتهم كلهم مش هتلاقيهم تتعدى السؤال بس ..صدقني"

ليقول بألم :"انت لحد دلوقتي ماحبتنيش!!! ...أنا مش هضغط عليكي اكتر من كدة .."

بتسأله بلهفة :"يعني ايه ؟!.."

وقبل ان يوضح ارتمت بين احضانه باكية تقول:"يوسف أنا بحبك يايوسف ..بحبك .....ماتقساش عليا بالشكل ده "

فتشعر بتسارع انفاسه وزيادة ضربات قلبه فيرفع رأسها ليواجهه يبحث عن صدق كلماتها :"بتحبيني ...بتحبيني بجد ياغزل ..بتحبي يوسف ...يوسف اللي بيعشق كل حاجة فيكي "

فتهز رأسها بنعم ..ليقول بصوته الأجش :"اثبتيلي انك بتحبيني "

فتفكر بضع لحظات وتبتسم بين دموعها ليتفاجأ باقترابها لتضع شفاهها الوردية فوق شفاه ليمنعها بكف يده من الاقتراب قائلا:"انتِ بقيتي وقحة .....أنا مقصدش كدة ...انا اقصد انك تقطعي علاقتك بعامر ....نهائيا......."

..........

جلس يراقبها وهي ممسكة هاتفها تضرب عليه بأصابعها بتوتر تكتب رسالة مختصرة فعندما طلب طلبه وجدها تسحب هاتفها بدون نقاش ترسل له رسالة تعتذر فيها وماسيحدث..لقد طلبت منه بكل ود قطع علاقتهما ورسائلهما لان هذا غير مناسب بعد زواجها ومراعاة لشعور زوجها .......

ترفع عينيها لتواجهه بابتسامة رضا واثقة تقول :"أنا اثبتلك أني بحبك ...خليني جنبك بقى "

ظل على جموده لم يستطع نسيانه لكلماتها عنه ووصفها له بالشيطان ..رغم علمه مسبقًا ان هذا كان رأيها به ..ولكن عند قراءة الكلمات التي تصفه به بابشع الصفات لغريمه ..ألمته رجولته وقلبه ..هو يعلم ان هذا في وقت فائت ولكنه لم يستطع محاربة ألمه وشعوره بالصدمة ..

ليقول بثبات:"لازم ترجعي الفيلا ..أنتي بقالك كتير هنا وكمان عمي عرف باللي حصل فمش حابب انه يجي يلاقيكي انك لسه في المستشفى واحنا طمناه عليكي...."

لا تجد رغبة في الالحاح عليه اكثر من ذلك والتوسل إليه لقد قللت من نفسها اكثر من المحدود...كفاها إذلالًا وتسول مصافحته لتقول بكبرياء:"زي ماتحب "

..................

يجلس أمامها يراقبها وهي تضغط بيدها علي كاسة القهوة بتوتر فعندما لمحها آتيه من الممر تفاجأ ببداية الأمر ولكن سرعان ماتمالك حاله ليظهر عليه الجدية التي نادرا ما تظهر عليه أمامها ..لتقع عيناها بأعينه فيظهر عليها التوتر فتهتز ابتسامتها ....

يقطع مراقبته سماعه لها تقول:"أنا لازم امشي"

تمشي!!!..انت لسه ماشوفتيش غزل ويوسف ..مش كنتي جاية تزويرهم ؟!.."

تجيبه وهي تضع خصلات شعرها الأسود خلف أذنها وتهرب من عينيه:"ايوه ..بس شكلهم تعبانين ..هجلهم وقت تاني يكون حالتهم الصحية اتحسنت..."

"تقى!!!.."

فترفع عيناها تسأله عما يريد ليقول يامن بجدية:"انت لحد دلوقت ما بلغتيش محمد برأيك في طلبي"

"تقى ..أنا إنسان صريح مش بحب اللف والدوران ..لو انتِ رافضاني قوليلي وصدقيني هعفي محمد من الحرج "

تقي وهي تفرك أصابعها :"هو ..هو مش رفض بس ..."

"مدام مش رفض يبقى في أمل ..شوفي ياتقى أنا إنسان عملي بحت فمش هقولك أني وقعت في حبك من أول نظرة والكلام ده ..أنا هقولك أني حسيت بحاجة شدتني ليكي من اول ما شوفتك ولقيت فيكي الزوجة اللي ممكن أبدا معاها حياتي ،.اكيد انت عارفة ان شغلي برة مش هنا فلو وافقتي هتسافري معايا لان ظروف شغلي بتجبرني على التنقل ..ها قولتي ايه؟"...

لا تعرف بماذا تجيبه فسبب رفضها ليس لشخصه وإنما بسبب أخيه وما حدث بينهما ..أيعقل ان تكون زوجة لمثله بعد ماحدث بينها وبين اخيه.....

لتقول بخجل وبصوت مهزوز:"محمد هيتصل بيك يبلغك ردي"

فيبتسم على خجلها ويشعر ببعض الأمل يظهر بعينيها ........

................

وقفت في شرفتها بفستانها الأسود ذو الأكمام الشفافة ويظهر تفاصيل جسدها بدقة ليطول إلى كاحلها ..مع جمع شعرها على جانب واحد فكانت هذة المرة مختلفة عن ذي قبل ....فقد كان بها بعض من النضج 

مر عليهما أسبوعان بعد ان طلب منها ترك المشفى بجفاء ...للتتفاجأ بعدها بخروجه بعد يومين من انصرافها عنه ..فظنت انه لم يستطع الابتعاد عنها ..لتجري عليه بسعادة بسبب تعافيه 

ولكنها عندما حاولت احتضانه بسعادة شعرت بتصلب جسده ليبادلها إياه ببرود 

ظل علي نفس حالته ولم تستطع إزالة الحاجز الجليدي الذي وضع بينهما ...لتأخذ قرارها بالانفصال ردًا لكرامتها في يوم كان مستوي تهورها اعلى من ذي قبل ..لتضرب الأرض بخطوات غاضبة متجهة إلى غرفة مكتب والدها لتفجر بوجهه قرارها النهائي ولكن عند فتحها الباب باندفاع دهشت من وجوده جالسا أمام المكتب مع ابيها ...فتقابلها منه ابتسامة لم تصل إلى عينه وتسمع من والدها انه تم تحديد موعد الزفاف ..زفاف!.اي زفاف؟

لتصرخ بوجههما انه ترفضه وتطلب الانفصال ليتبدل حال والدها الذي يصر على إكمال هذه الزيجة حتى لو كانت رافضة لذلك ...لسبب لا تفهمه.....

تسمع صوت فتح الباب بدون طلب للأذن لتزفر بقوة فهي تعلم انه هو من عطره وخطواته التي تقترب منها..فتشعر بأنفاسه التي لفحت عنقها ويتبعها قبلة فوقه ...فتحاول السيطرة على ضعفها أمامه لاتعلم لما يتعامل معها هكذا ؟...كالقط والفأر...تقترب يبتعد ...تبتعد يقترب .....

ليقول بنعومة وهو يمر يده فوق كتفيها :"سرحانة فيا ..مش كدة؟"

اكتفت بالصمت لاتريد جداله في مثل هذا اليوم المميز ..هو يوم خطبة تقى على يامن ......

فيضمها لصدره بقوة ليلتصق ظهرها بصدره الصلب يدفن انفه بعنقها مشتما رائحتها التي تذهب عقله ..يقول بألم :"

وحشتيني ..وحشتيني اووووي"

فيظهر نبرة سخرية بصوتها :"فعلا"

فيديرها ببطء له ينظر لعينيها اللائمة يهمس أمام شفتيها ببطء:"أنتي عندك شك أني بموت لو أنتي مش جنبي..أنا بعد الايام اللي باقية يوم يوم عشان تنامي في حضني وتبقي ملكي ..ملكي أنا وبس.... كان هيجرالي حاجة لما قولتي لعمي انك عايزة تطلقي ..كدة ياغزل عايزة تبعدي عني ..احنا ماصدقنا علاقتنا بقت احسن"

"أنت السبب...أنت اللي ...اللي....أنا عملت زي ما انت عاوز ومع ذلك لقيت جفاء منك وبعد ..."

يمسك وجهها بكفيه :"صعب عليا يا غزل ..صعب اعرف انك كنت على اتصال بيه طول المدة دي وأنا شوال ذرة مش حاسس ...وأنتي عارفة انه كان عايزك .وغرضه ايه منك .."

تتسارع انفاسه بغضب ويكمل:"أنا شيطان ياغزل؟!....أنا ؟!...عايزاني اعمل ايه بعد ما عرفت أنكم ......"

يبتعد عنها ويدير لها ظهر يحاول لملمة شتات نفسه الا يتهور عليها ..فيتصلب عندما وجد ذراعيها تلتف حوله تقول بدلع:"هو فاضل قد ايه علي زفافنا؟!"

...............

تعلو الزغاريد وتنتشر اجواءالسعادة فاليوم أتمت ماكانت تحلم به ..قد ساعدت في لم شمل اقرب الناس لقلبها وأختها فتشاهدهما بسعادة يبادلون خواتم الخطبة..وسط المباركات والتهاني من الجميع ..لتنتبه لضغط فوق خصرها ضغطة تملكية نتيجة وضعه لكفه فوق خصرها لتلتفت اليه بتساؤل فتلاحظ لين ملامحه و استرخائها مع ازدياد بريق عينيه الصقريتين ليهمس لها بصوت غير مسموع :"ب.ح.بك"....

فتجد الابتسامة تشق شفتيها براحة وينخفض نظرها لشفاه اثناء حديثه فتزيد اشتعاله بهذه الحركة البسيطة كعادتها ..لتجده يضغط على خصرها بقوة اكبر ليلتصق كتفها بصدره يقول بصوته الأجش:"أنتي عارفة عقاب اللي أنتي عملتيه دلوقتي ايه؟...

فتهز رأسها بدلال بنعم ..ليكمل بخشونة:"حظك أني مش عايز فضايح ..بس ملحوقة كلها أسبوع وتبقي في حضني ..ابقي شوفي مين هينقذك مني "

فتحيبه بثقة يشوبها بعض الخجل :"أما نشوف !!!!"

..........

كان يقف خارج الحجرة يراقب الجميع بابتسامة فوق شفتيه يملؤه بعض الحسرة على حاله ...فتقع عينيه علي يامن وتقى الذي يحاول ملامسة كف عروسه وتقبيله هتنتهي كل محاولاته بالفشل مرة بعد مرة لينظر لها بلوم محبب وتشيح وجهها عنه بخجل واضح ...

فتنتقل عينه على اثنان لم يتوقفا عن الجدال والشجار من بداية الحفل ..محمد وسوزان ..فبعد نجاحه للتقدم لها وخطبتها اصبح اكثر رجعية من وجهه نظرها ..لم يكف عن نقد فستانها من بداية الحفل ..فهو من وجهة نظرة ضيق وملفت ويظهر انحناءاتها ...

ليترك مراقبتهم وينقل لنظره لصديق عمره الذي وقع في شباك الحب والعشق ...

ليهيم بمن معه كأنه امتلكها وامتلك الدنيا بقربها ..فهو لم يترك فرصة الا ليحتضنها ويداعبها ويسرق بعض القبلات خفية عن الناظرين ..لتخجل من تصرفاته الفاضحة أمام الجميع 

وعند تحويل نظره لناجي الذي يظهر عليه التعب والإرهاق والشرود ..وجد من يصدر صوتا من خلفه فيلتفت يبحث عن مصدر الصوت ليجد من تشير له وتصدر له صوت كبسبسة القطط ليعرف حاجبيه متسآءلا لتقول له بخجل :"ممكن ثواني ..."

فيتقدم شادي خلفها مراقبا خطواتها العارجة وهي تدخل المطبخ وتصل للطاولة المستديرة التى يستقر فوقها عددا من أكواب العصائر والمياة الغازية فتشير له بحرج للأكواب قائلة :"ممكن حضرتك تشيل معايا الصنية دي "

لتجحظ عينيه من طلبها ..هل اصابها الجنون هذة الفتاة أتريد مساعدته في عملها ؟؟؟..لينظر لها من اعلى رأسها لخمص قدمها باحتقار يقول:"أنتي اجننتي عايزاني اشيلك الصنية !!!..أومال أنتي بتعملي ايه هنا ؟؟..اتفضلي شوفي شغل "

ليلقي عليها نظرة استحقار ويتركها تحاول السيطرة على دموعها من هذا الموقف المخجل ..ناقمة علي ظروفها التى اجبرتها على اللجوء لمثل هذا الشخص ..

فتسمح دموعها بكبرياء لتحاول التحامل لبعض الدقائق على نفسها وتقرر الخرج بنفسها بالأكواب للخارج ....

.........

وقف ينفث دخان سجارته بغضب من تصرف تلك النكرة التى نست حالها ..فهي هنا متواجدة لخدمة الجميع ..ولكن لما هو غاضب بمثل هذا القدر؟!..هل غاضب من طلبها ..?...أم هي كانت المنفث الوحيد لضيقه..لقد شعر للحظة بوحدته لم يعثر حتى على أنثى البطريق.... تشاركه أحزانه وأفراحه مثل الجميع ..

صماءلاتعرف_الغزل

ادسنس وسط المقال
ادسنس اسفل المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS