ماوراء الابتسامه
البارت الثاني والتالت
بعد مرور أسبوع ، أتى موعد الجلسة الثانية و قد
ذهبت سهيلة فى موعدها .
الطبيب : أهلا بيكِ مرة تانية يا سهيلة ، تسمحى
أقولك يا سهيلة بدل ما آنسة سهيلة؟
سهيلة : اه طبعا يا دكتور .
الطبيب : تمام عايز أعرف أخبارك ايه المرة دى ،
هل فى أي فرق ؟
سهيلة ببعض الارتياح: اه الحمد لله ارتحت كتير
يا دكتور، ممكن أعرف بقا أنت ازاى عرفت أنى
مش منتظمة و طلبت منى ده؟
الطبيب: الأول هنكمل جلستنا بعدين هقولك السبب.
سهيلة : تمام .
الطبيب : طيب خلينا نكمل ، هتحكي من فين المرة
دى؟
سهيلة : من قبل الخطوبة بفترة .
~~~~~~~~~~~~~~
ذهبت سهيلة إلى بيت يارا حتى تجلس معها قليلا
فهما لم يجتمعا منذ أكثر من شهر و قد اقتربت
موعد امتحانات الثانوية العامة و تريد أن
تخطط معاها لحفل الخطوبة قبل أن تنشغل
بالمذاكرة.
سهيلة بحماس: أنا مش مصدقة أنه خلاص
خطوبتك اتحددت بعد الامتحانات، بس
أنتِ مش قلقانة علشان ضغط المذاكرة و التحضيرات
و كدة ؟
يارا بلامبالاة: لا و هقلق ليه ، أنا دلوقتي هذاكر
و هما حجزوا القاعة مفيش غير الفستان و الميك أب.
سهيلة : طب و فستانك اخترتي شكله ؟
يارا : لسة مش لاقية حاجة عجبانى.
أخرجت سهيلة هاتفها بحماس: بصى أنا لما اتخطب
أن شاء الله هعمل ده .
ثم أرتها صورة لفستان جميل يتميز بتصميمه الرقيق.
سهيلة : أما بقا ل خطوبتك هحجز فستان أن شاء الله.
يارا: اه حلو الفستان ، طيب هو أنتِ متعرفيش
ميك أب ارتست كويسة؟
سهيلة : اه أعرف ليه؟
يارا: أصلى مش لاقية خالص حد كويس أحجز معاه
و لما جيت أحجز عند واحدة كويسة لقيتها مشغولة وقت القاعة ف عايزة أحجز من دلوقتي مع واحدة حلوة
و ميعادها يناسب القاعة بردو.
سهيلة : اه أنا أعرف واحدة كويسة جدا فى *******
هكلمها لك و أشوف مواعيدها.
يارا : شكرا يا سهيلة مش عارفة أقولك ايه.
سهيلة بود: على إيه يا بنتى ، إحنا أخوات.
مرت الأيام بعد أن تواصلت سهيلة مع الفتاة
التي تعرفها و أخبرتها أنها مشغولة فى الموعد
الذى أخبرتها به .
يارا بتوسل: حاولي معاها تانى يا سهيلة بالله
عليكِ مبقاش علي امتحاناتى غير أسبوع
و أنا مش لاقية حد غيرها كويس .
سهيلة بقلة حيلة: حاضر هحاول معاها تانى .
و بالفعل ظلت سهيلة تحاول إقناعها حتى نجحت.
يارا بفرح : شكرا يا سهيلة على وقفتك جنبى
مش عارفة من غير كنت هعمل ايه.
سهيلة : متقوليش كدة إحنا أخوات يا بنتى.
بعدها مر الوقت حتى انتهت امتحانات يارا
و فى اليوم الذى سبق يوم الخطوبة .
سهيلة : بقولك يا يارا هتطلعى امتى على السيشن
علشان ألحق أجهز نفسي و أروح معاكِ؟
يارا بتوتر: اا مش عارفة أقولك ايه بس وليد
مانع أنه أي حد يجي معايا ومحدش هينفع حد
يروح غير أنا و هو بس حتى
لميس صاحبتى اللى هى بنت خاله مش هينفع
تروح.
سهيلة بحزن: كان نفسي اجي معاكِ و نتصور سوا
ثم أضافت بمرح: يا ستي مش مشكلة نبقي
نتصور كتير بعدين.
يارا بلامبالاة: اه اه تمام.
في اليوم التالى استعدت سهيلة بكل حماس للمناسبة
ف بالنسبة لها هذه خطوبة أقرب الناس إليها.
حان وقت الذهاب للقاعة ، ذهبت برفقة عائلتها
و هى مبتسمة بسعادة،ما لبث أن تحولت هذه
الإبتسامة إلى صدمة عندما رأت يارا
لقد كانت ترتدى الفستان الذى ارته لها !
عقدت حاجبيها وهى لا تفهم شيئا، لقد ارتها هذا
الفستان الذى كانت تنوى تنفيذه و ارتدائه فى خطوبتها
هى و يارا أيضا لم تخبرها أو ترها أبدا الفستان
الذى اختارته.
فتحت هاتفها بسرعة لتتأكد لعلها واهمة و لكنه
كان نفس تصميم الفستان بالضبط باختلاف خامته فقط.
شعرت بضيق فى قلبها بسبب هذا التصرف غير
المتوقع و المبرر ، لم ترد التفكير بأن يارا سرقت
فستان أحلامها و لم تخبرها حتى .
اصطنعت الإبتسامة و هى تقترب منها لتبارك لها
ذهبت لها و سلمت عليها و لكن تفاجأت من سرعة
و برود سلام يارا فى المقابل و أيضا لميس
و سارة لم يتركا لها الفرصة للبقاء بجانبها.
بعد قليل حين اقتربت سهيلة من يارا لترقص
معها ، أمسكت بيدها و فى نفس اللحظة
أمسكت يارا بيد سهيلة ثم أفلتتها و أمسكت
بيد صديقاتها الأخريات و سهيلة تقف وحيدة .
شعرت بالاحراج و الإهانة و تجمعت الدموع فى
عينيها ، و ل إلا يلاحظها أحد خرجت مسرعة
من القاعة و هى تقف بعيدا و تبكى .
كانت تبكى بشدة و هى تستنكر كل ما حدث .
كانت مستغرقة فى أفكارها حين مُدت بد إليها
بمنديل.
تطلعت بإستغراب لتجد شاب غريب يمد يده
إليها بمنديل و هو ينظر بعيدا .
سهيلة: أنت مين ؟
الشاب بهدوء : مش مهم أنا مين المهم دلوقتي
تمسحي دموعك و بعد كدة متعيطيش غير على
اللى يستاهلك بس.
سهيلة بعصبية: وأنت مالك اعيط على اللى
أنا عايزاه وأنت مين وايه اللى خلاك تيجي تتكلم
معايا ؟
الشاب بهدوء: أنا شوفت اللى حصل فى القاعة
و كنت عارف أنك هتخرجي تعيطي ف حبيت
اجي أقولك مش كل الناس مهما كانت
غلاوتهم عندنا يبقوا يستاهلوا نعيط عليهم
أو يستهلكوا مشاعرنا و وقتنا ، أنا آسف.
سهيلة بحرج: أنا اللى آسفة مقصدش بس ....
قاطعها: فاهم أنتِ عايزة تقولى ايه و مش مشكلة
أنا عاذرك و علشان كدة بقولك مش أي حد
يستاهل تعيطي عليه كدة، فى ناس تستاهل
بجد و فى ناس متستاهلش تبصيلها أصلا.
سهيلة بامتنان : شكرا لحضرتك على المواساة و المنديل و قالت بإستغراب : بس هو أنت مين ؟
هو بإبتسامة: تقدرى تعتبريني عابر سبيل و الله
أعلم ممكن نتقابل تانى .
ثم رحل بهدوء كما أتى و سهيلة تنظر لأثره حتى
اختفى و بقيت تنظر لفترة طويلة!
~~~~~~~~~~~
الطبيب : يعنى أنتِ معرفتيش هو مين ؟
سهيلة بإبتسامة شاردة: لا و لحد النهاردة معرفش
هو مين .
الطبيب وهو يبتسم : بس واضح أنه وجوده مع أنه كان لوقت بسيط بس أثره فضل سنين طويلة .
سهيلة بحيرة : فعلا سبحان الله من ساعتها مش
قادرة أنساه و اللى هو قاله .
الطبيب : ده يمكن حب ولا ايه؟
سهيلة باستنكار: لا طبعا حب ايه؟ ده شخص
شوفته لدقايق بس ولمرة واحدة ازاي أحبه
هو بس مروره كان لطيف و مواساته ليا خلانى
أفضل فكراه.
نظر لها بعدم اقتناع قبل أن يقول : طب وايه
اللى حصل بعد كدة ؟
ارتسم الألم فى عيني سهيلة و هى تتنفس
بحدة .
الطبيب : طب خلاص واضح أنه إحنا بدأنا ندخل
فى الجد، كفاية النهاردة لحد كدة و نكمل المرة
الجاية إن شاء الله.
سهيلة بتثاقل: إن شاء الله.
سهيلة بحماس : مش هتقولى بقا على السبب
يا دكتور و إزاي عرفت أنه أنا مش منتظمة .
الطبيب: أكيد مش هعرف لوحدى، أنا خمنت و لو
كنتِ قولت أنك منتظمة أكيد كنت هطلب منك
طلب تانى ، قوليلي بقا مين اللى خلقنا ؟
سهيلة بإستغراب: ربنا .
الطبيب : طيب مين بيرزقنا كل حاجة فى حياتنا سواء
تدين ، صحة، مال، جمال أو حتى ابتلاء باختصار كل شئ فى حياتنا ؟
سهيلة بإستغراب أكبر: ربنا طبعا .
الطبيب بإصرار: طيب، لو إحنا فرحانين، متضايقين،
زعلانين أو بأي حال ، بنشكر مين ، بندعى مين ؟ بنشتكى و نستنجد بمين أو بنحكى لمين ؟
سهيلة و قد وصلت إلى أعلى مراحل الاستغراب:
ربنا طبعا يا دكتور إيه الأسئلة الغريبة دى؟
الطبيب : عارفة أهم حاجة أو شرط لازم يكون موجود
فى الصحاب علشان نصاحبهم يا سهيلة؟
سهيلة بحيرة: إيه؟
الطبيب: الصحبة الصالحة. أهم حاجة و أول حاجة
تدورى عليها فى أصحابك هو كدة.
تشوفى إذا كانت الصاحبة اللى أنتِ معاها دى هتعينك
على القرب من ربنا ولا لا، لما تشوفك بتعملى أو بتتجهى لحاجة غلط أو طريق مش واضح هتمنع و توجهك ولا لا وجودها فى حياتك هيكون مصدر أمان و سعادة ليكِ ولا لا
هتكون هى الملجأ و الحضن اللى تجرى عليه و قت
تعبك ولا هتترددى؟ هتعرفى تعبرى قدامها عن كل
ما يدور فى نفسك و لا هتخجلى من الانتقاد.
فهمتِ قصدى؟
ثم أكمل بشرح : يارا من البداية مكنتش كدة و و واضح
أنه تعلقك بيها كان أكبر من اللازم و تخيلك و أمنيتك
اللى تتمثل انكم تبقوا مع بعض من الطفولة للأبد
يمكن كانت من جهتك أنتِ بس ،
بالنسبة لعلاقتك الشخصية بربنا بقا
مهما كان وضعك مكنش لازم تكونى مقصرة فيها
و متتوقعيش مثلا من أول يوم صلاة و لا أسبوع
ولا مهما كانت المدة تلاقى سحر و حياتك اتحولت
وكل حاجة بقت تمام بالعكس ممكن تنتظمى فى
الصلاة و تلاقى المشاكل كترت فى حياتك
و الابتلاء بيزيد و هو ده الإختبار الحقيقي و الحتة
اللى بيلعب عليها الشيطان .
أنا بصلى أهو و تمام بس مفيش حاجة بتتغير
يبقى ايه فائدة الصلاة؟
غلط إحنا مش بنصلى علشان حياتنا تبقى تمام و فل
ده اعتقاد خاطئ، لازم تفهمى الأول إحنا بنصلي
ليه و ساعتها أنتِ هتبقى تمام حتى لو حياتك جحيم.
الصلاة أساس حياتنا و فى أي حال، مش لازم نكون
بنصلي لمطلب أو غرض معين دنيوي
بل هى خالصة لوجه الله تعالى، فهمتِ؟
سهيلة بذهول : اه فهمت .
الطبيب : كويس جدا ، قوليلى بقا عندك
أي هوايات شخصية أو موهبة؟
سهيلة : اه كنت بحب تصوير المناظر الطبيعية أوى
بس معملتهاش من فترة طويلة .
الطبيب : دى بقا مهمتك للمرة الجاية ، قدامك
أسبوع و لما تيجي تجيبي ليا أكثر صورة
صورتيها فى الأسبوع ده حسيتها أثرت فيكِ
أو عبرت عنك .
سهيلة : تمام يا دكتور .
ثم ذهبت و عاد الطبيب يفكر مجددا ...
يتبع .....
ما_وراء_الإبتسامة.
البارت الثالث...
هبطت السلالم مسرعة فقد تأخرت عن موعدها
ليستوقفها مشهد بقيت تنظر له لفترة ليست بالقصيرة .
كان الطبيب ينظر إلى ساعته بنفاذ صبر ، فقد
تأخرت كثيرا و لم تتصل حتى الآن.
سمع طرق الباب ليأذن لصاحبه بالدخول فوجدها
هى .
الطبيب بقلق: اتأخرتِ كدة ليه يا سهيلة وحتى
متصلتيش تقولى أنك هتتأخري، أنا كنت على
أخلى السكرتيرة تتصل بيكِ.
لم تجبه و هى تتوجه لتجلس على الكرسى
و الوجوم يسيطر على ملامحها و نظراتها.
الطبيب بإستغراب: مالك حاجة حصلت؟
سهيلة بجمود : شفتها .
الطبيب بإدراك: يارا؟
سهيلة و قد بدت نبرتها مرتجفة رغم التماسك
الظاهر عليها : ااه هى .
الطبيب و هو يضيق عينيه: طب و ده خلاكِ
حاسة بأيه؟
سهيلة بنبرة مرتجفة: مش عارفة بس فجأة
كنت ببصلها بحسرة على كل اللى فات و إزاي
كل حاجة بدأت و إزاي انتهت .
الطبيب بعطف: لو مش عايزة جلسة النهاردة و تحكى
بلاش.
سهيلة بإصرار: لا لازم احكي.
الطبيب : براحتك و أنا سامع .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد الخطوبة بيومين ، كانت سهيلة شبه منعزلة
فى غرفتها لا تفعل شيئا غير الأمور الأساسية
فى حياتها ك الأكل و النوم و الصلاة فقط
ولم تتحدث إلى يارا و يارا بدورها لم تتصل بها .
استدعاها والدتها للحديث معها قليلا .
سهيلة : نعم يا ماما فى حاجة ؟
والدتها بحنان: بصي يا حبيبتي مش هقولك زى
بقية الأمهات أنتِ كبرتي والكلام ده كله بس
متقدم لك عريس .
سهيلة باعتراض: يا ماما....
قاطعتها والدتها : عارفة قصدك و أنك كمان شهر
ولا حاجة داخلة تالتة ثانوى اللى هى مرحلة مهمة
و أنك صغيرة بس هو شافك فى فرح يارا
و طلب من خالتك تقولى هو قريب بابا يارا
من بعيد و رغم أنه خالتك قالتله حتى أنه أنك لسة
بتدرسي، هو قال خطوبة و لما يجي الوقت المناسب
تتجوزوا.
دار بخلد سهيلة أن يكون هو نفسه الشاب الذى
حادثها خارج القاعة ، لم تعرف لماذا فجأة ارتاحت
للأمر.
سهيلة : اللى تشوفيه يا ماما ، ممكن يجي و لو
مرتحتش مش هوافق.
والدتها بفرحة : طبعا ياحبيبتي و محدش هيغصبك
على حاجة ، أما أروح أقول لأبوكِ بقا.
ذهبت و تركتها تفكر ، أيعقل فعلا أن يكون نفسه
ذلك الشاب و قد تقدم لخطبتها؟
تحمست نوعا ما و ذهبت لإخبار يارا .
فتحت هاتفها و تطبيق الواتس لتجدها متصلة ف
فرحت كثيرا و أرسلت لها .
سهيلة بحماس: يارا ، تعرفى إيه اللى حصل ؟
أتقدم لى عريس و أنا وافقت يجى .
ظلت لبعض دقائق متصلة قبل أن ترد .
يارا : بجد ؟ مبارك .
ثم ظهر أنها لم تعد متصلة و قد أغلقت التطبيق .
حدقت سهيلة إلى الشاشة بذهول و عدم استيعاب
و قد اضطربت بشدة .
لم تصدق أن هذا ما حدث للتو ، و بهذه البساطة ؟
بقيت جالسة مكانها بجمود لبعض الوقت
حتى بدأت فى البكاء مرة أخرى و تشهق
شهقات متتالية .
فى وسط الأمر وصلها إشعار بنزول منشور حديد ليارا
بالاشارة إلى صديقتيها لترى المفاجأة و أنها
كانت جلسة تصوير الخطوبة بحضور سارة ولميس!
ضحكت بسخرية و مرارة و هى تنظر إلى الصور التى تثبت كذب يارا مجددا، ألم تخبرها أن خطيبها رفض
حضور أي صديقة لها حتى ابنة خاله !
فى المساء أخبرتها والدتها أنها ستذهب فى اليوم
التالى إلى بيت خالتها (والدة يارا) و أنها ستذهب
معها ، ولم تستطع الإعتراض أو إخبار والدتها أي شئ.
و ذهبوا فى اليوم التالى و بعد الترحيب جلسوا
سويا أربعتهم و حاولت سهيلة تجاهل يارا
و الصمت قدر الإمكان.
والدة يارا : بس هقولك محمد اللى متقدم لسهيلة
بقا ماشاء الله عليه أدب و أخلاق و وظيفة كويسة
يعنى إن شاء الله مش هيخليها محتاجة حاجة .
والدة سهيلة بمزاح: يارب سهيلة توافق و يارا
تاخد دور أخت العروسة و تعمل زى ما سهيلة عملت
مع يارا .
والدة يارا و هى تقطب جبينها : و سهيلة عملت إيه مع يارا ؟
والدة سهيلة ببساطة: يعنى زى ما سهيلة لقت لها
البنت بتاع الميك أب و فضلت وراها لحد ما وافقت
على الميعاد ده حتى مراحتش معاها السيشن
لأنه وليد مكنش راضي أي حد يروح حتى لميس
و سارة .
والدة يارا باستنكار: بس ده محصلش، يارا هى
اللى كانت عارفة البنت دى و حجزت معاها فى
الميعاد اللى هى عايزاه لأنها معرفة لها .
يارا ببرود : وليد ممنعش حد يجي معايا يا طنط
خالص و أنا مقولتش لسهيلة حاجة زى دى خالص .
والدة سهيلة بذهول: إيه اللى بتقولوه ده ؟
أنا سهيلة قالت ليا الحاجات دى بنفسها أيام
الخطوبة .
يارا : هتلاقيها غلطت ولا حاجة يا طنط بس
مفيش حاجة من دى حصلت .
عادا إلى المنزل بصمت و لم تتفوه سهيلة
بأي كلمة هناك أو حتى فى الطريق إلى المنزل.
والدتها : أنا نفسي أعرف أنتِ ليه متكلمتيش
هناك و فضلتِ ساكتة ؟
سهيلة : يعنى هقول إيه يا ماما ؟
والدتها بغيظ: تقولى اللى قولتيه ليا و إلا معنى
سكوتك ده أنه كلامك صح .
سهيلة بمرارة : هيفيد بأيه لو اتكلمت مهو كل واحد
عارف نفسه وربنا شاهد على اللى حصل وأنه
أنا فعلا عملت معاها كدة و فى الآخر بتنكر
كل ده يبقى أتكلم ليه ؟؟؟؟
والدتها : طيب ربنا يسامحهم بقا بس مش هنسي
لهم الحركة دى أبدا.
بينما ذهبت سهيلة بصمت إلى غرفتها مجددا
لتأخذ حقيبتها و تذهب إلى دروسها .
بعدها ظهرت نتيجة الثانوية العامة و قد
نجحت يارا و لكن مع الرسوب فى مادتين و إعادتهما
بينما صديقتها قد رسبتا و سيعدان السنة مجددا .
حينها لم تتخلى سهيلة عنها و قد ساعدتها بالبحث
عن جامعة تناسب مجموعها رغم انشغالها
فى دروس الثانوية التى بدأتها للتو و رغم ذلك
كانت كثيرا ما تعمل دروسها و ترافق يارا للبحث
عن جامعة لها .
و فى مرة و حين كانت سهيلة عائدة من درس لها
لم تنتبه أثناء عبورها الطريق و صد'متها سيارة .
أفاقت فى المستشفى و قد أحست أن جميع
جسدها يؤلمها و لا تستطيع الكلام.
سهيلة بهمس : ماما ....بابا ...
والدها بلهفة : أخيرا صحيتي يا بنتي .
والدتها بفرحة و دموع : الحمد لله حمدا لله على السلامة.
سهيلة بتعب: هو إيه اللى حصل ؟
والدها : و أنتِ معدية الشارع عربية خبط"تك
و جيتي المستشفي و رجلك اتكسرت بس الحمد لله
مفيش غير رضوض و يعنى هتعرجي على رجلك شوية بعد ما تخفى و مفيش حاجة تانى .
سهيلة : الحمد لله دائما و أبدا ، أنا عطشانة أوى.
والدتها بحنان : حاضر بس يجي الدكتور يقول
مسموح بالمية ولا لا .
فى المساء كانت والدتها جالسة تتحدث فى الهاتف .
والدتها : اه هى كويسة دلوقتي الحمد لله، فاقت
بس لسة مش قادرة تمشي ، تكلميها؟ طيب ثانية .
والدتها : سهيلة ... خالتك عايزة تكلمك.
سهيلة : أيوة يا خالتو.
خالتها: ألف سلامة عليكِ ، وحمد الله على السلامة
إن شاء الله تقومى على خير.
سهيلة : الله يسلمك يارب .
خالتها : خدى يارا عايزة تطمن عليكِ.
يارا : حمدا لله على سلامتك يا سهيلة.
سهيلة : الله يسلمك يا يارا .
يارا : عاملة إيه دلوقتي ؟
سهيلة : بخير الحمد لله على كل حال.
يارا : يارب دايما، هبقى أكلمك بعدين بقا، سلام.
سهيلة : سلام.
و أنتهت المكالمة ، ثم مر يومين آخرين و لكن
بدون أي إتصال من يارا أو ذهبت لرؤيتها حتى .
سهيلة بتردد : ماما ... هو يارا مكلمتكيش تانى ؟
والدتها بتوتر : لا...بس خالتك كلمتني امبارح
تطمن عليكِ.
تحولت نظراتها للحسرة و الحزن و لم تتكلم .
بعد قليل دلف والدها إلى الغرفة وهو متوتر .
والدها : سهيلة يا بنتى إحنا دايما عارفين أنه
أي حاجة بتحصل لنا بتبقى خير من ربنا حتى
لو إحنا مش شايفين ده صح ؟
سهيلة بقلق : فى ايه يا بابا ؟
والدها : محمد الشاي اللى متقدم لك بعت أنه
كل شئ قسمة و نصيب.
ظهرت إبتسامة على وجهها ف صُدم والديها.
سهيلة : مش حضرتك قولت أنه أي حاجة تحصل
بتبقي خير لينا ؟ ف الحمد لله ربنا كشف حقيقته ليا .
والدتها براحة : اه والله يا بنتى ما كان يستاهلك.
سهيلة : تمام أنا عايزة أنام بقا تصبحوا على خير.
تبادلوا النظرات قبل أن يخرجوا من الغرفة
و يتركوها وحيدة ، وعندها اختفت الإبتسامة!
~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تبكى و تشهق بقوة شهقات متتالية .
انتحبت لفترة طويلة حتى أحست أن قلبها
على وشك التوقف .
و كل هذا و الطبيب يراقبها بشفقة و عطف .
ثم نهض من مكانه و توجه إليها و فى يده محارم
ورقية .
أخذتها منه وهى تجفف دموعها و مضى وقت
قبل أن تهدأ قليلا .
الطبيب : كفاية كدة النهاردة .
سهيلة بصوت مبحوح : لو سمحت ممكن أمشي.
الطبيب : تمام براحتك و أن شاء الله أشوفك المرة
الجاية و ولو عايزة تيجى قبل الميعاد فى أي وقت
تعالى.
لم تنتظر ثانية أخرى و أخذت حقيبتها ونهضت
حتى تذهب إلى المنزل بسرعة و تعود إلى بيتها
لتبكى ب حرية و كما أنها لا تريد رؤية أي أحد.
كانت على وشك الذهاب إلى غرفتها حينما نادتها
والدتها، ف استدارت لها و هى تدعى الله إلا تنتبه
لبكاؤها.
والدتها : متعرفيش اللى حصل ؟ مش يارا بنت
خالتك فسخت خطوبتها.
سهيلة بصدمة: نعم!!!.
يتبع...
ما_وراء_الإبتسامة.
DianaMaria.