القائمة الرئيسية

الصفحات

عشق الرجال الفصل الاول والتاني

 


عشق الرجال

الفصل الاول والتاني


فى إحدى القرى الكبيره التى يتميز أهلها بالترابط وبأنهم يد واحده مهما كان بينهم وكذلك نجد فيها عائلتان هم الأكبر والأغنى ويعتبرهم كل أهل البلده كبار البلده وكل من له مظلمه أو حاجه يلجئ إليهم تربط بين كبيريهما علاقه صداقه قديمه ولكن الأحفاد بسب التنافس فى العمل لا يعترفا بتلك الصداقه 

فنجد عائله الحج نعمان الوريدى 

كبير عائله الوريدى التى تعمل فى تصدير الفاكهه والخضروات وأيضاً فى الإنشاءات ولديه ثلاث أولاد 

الكبير هو عثمان وكلمته تسير على الجميع بعد والده رجل حكيم وعاقل متزوج من صفيه ابنة عمه رحمه الله ولديه منها ثلاث أولاد الكبير كامل درس التجاره إداره أعمال وهو من يدير أعمال العائله خلفا لوالده بعد إصابته الأخيره بنوبه قلبيه على أثرها طلب الطبيب منه الراحه التامه ... فاصبح يشرف على كل شيء والقرارات بيد كامل الذى يستشيره هو و جده فى كل شيء ..... يكره النساء بشده بعد تجربه حب فاشله ولا يراهم سوى عاهرات تحت ثوب الفضيله . 

والأصغر منه فدوى درست الحقوق ولكن تقاليد العائله تمنع عمل الفتايات رقيقه وجميله هادئة الطباع ولكنها صاحبه رأى وعنيده والصغيره حور تدرس آداب علم نفس وتعشق ابن عمها سليمان وتحاول أن تطبق عليه بعض ما تعلمته ولكنه دائما يخلف توقعاتها 

والأبن الثانى للحج نعمان هو منصور وهو من يدير الأراضي الزراعيه للعائله وهو رجل قاسى يرى أن المرأه ما هى إلا خادمه للرجل متزوج من نعمات أخت أحد أصدقائه عانت معه طوال سنوات زواجهم ولولا أولادها والحج نعمان لتركته منذ زمن 

لديه من الأولاد ثلاث 

الكبير سليمان وهو يشبه أبيه كثيراً ولكنه ليس بنفس قسوته ولكنه يتعامل مع أى إمرأه بخشونه وجلافه يتقبل منطق أبوه الذى زرعه فيه دون إعتراض .... يعشق ابنة عمه حور ولكنه لا يظهر لها لين أو هواده .والأبن الأخر راشد شاب متعدد العلاقات يعشق البنات فهو على نقيد والده وأخيه ولكن تسكن قلبه واحده فقط ولا يضع أحد معها فى نفس الخانه ولكن ذلك لا يمنع من وجود أخريات 

والصغيره ورد عانت كثيراً بسب والدها هى بطبعها هادئه ولكنها دائما تتجنب التواجد فى محيط والدها تدرس الآداب لغه أنجليزيه ولولا جدها ما كانت أكملت دراستها 

والأبن الأخير للحج نعمان هو الدكتور حسن تزوج زميلة دراسته طبيبه الأطفال أمانى محمود ولديه ابنه واحده مسك لديها ثمانى عشر عاما ولكنها لديها مشكله نفسيه منذ صغرها عند الخوف الشديد تفقد النطق لأيام وتتلعثم إذا أحد صرخ فيها أو فاجئها ...  وذلك كان بسب حدوث محاوله أغتيال لوالدها جعلتها تشعر دائما بالعجز عن الصراخ مثلما حدث وقتها .... وتظل صامته لعده أيام قد تصل لشهر أو أكثر ... ثم تعود إلى طبيعتها .

ونجد أيضاً عائله الحج عمران النادى كبير عائله النادى ولديه ثلاث أولاد الكبير عبد العزيز يدير الأراضي الزراعيه متزوج من إبنة عمته وداد عن قصه حب كبيره وأنجب منها ثلاث أولاد الكبير تمام خريج كليه زراعه وذراع والده الأيمن ... وهو من يدير معه العمل وينميه وأيضاً أنشئ مزارع للدواجن والأبقار وأصبحت مزرعتهم من أكبر المزارع التى تمد الدوله بالثروه الحيوانية ...  وأيضاً يصدرون الفاكهه والخضر إلى أكثر من دوله أوربيه ... قلبه مشغول بحب حياته الذى لا يرى غيرها ولا يريد الزواج من غيرها رغم معرفته بصعوبه ذلك.. وأبنه الأخر حمزه ضابط شرطه على درجه رائد ... مجتهد ومتفوق فى عمله ... وكل رؤسائه يحبونه ويشجعونه قلبه معلق بأبنة عمه علياء وهما مخطوبان وسيتزوجان قريباً ... والصغرى حسناء طالبه فى كليه تجاره السنه الأخيره فتاه طيبه القلب ولكنها مرحه بشده قلبها معلق بشخص غير أمين عليها ورغم المسافات فهى ترى فيه ما يجعلها متمسكه به 

الأبنه الثانيه للحج عمران هى رحمه كانت متزوجه من إبن عمها رضا رحمه الله ومن وقت وفاته وهى تسكن ببيت العائله لديها ولدان الكبير رحيم طبيب أمراض نفسيه وعصبيه يعمل فى مشفى كبير بالعاصمه والصغرى نجاة أنهت دراستها وتجلس بالبيت دائما تشعر أن لا مكان لها فى ذلك البيت تشعر أن لا أحد يحبها حتى بنات خاليها علياء وحسناء ...  تتمنى أن تتزوج وتخرج من ذلك البيت إلى بيت زوج يحبها ويبنى معها حياتهم الخاصه التى تكون فيها كل شيء 

والأبن الأصغر للحج عمران هو حسان مهندس معمارى ويدير عمل العائله هو وأبنه متزوج من عبله أبنة أحد أصدقاء والده ولكنه يحبها بشده ولديه ولدان الكبير عامر وهو يده اليمنى فى العمل وكل المشاريع الهندسيه تحت يده شاب هادئ الطباع وحنون بشده والصغرى علياء فتاه لطيفه هادئه تعشق إبن عمها حمزه بجنون ... ولا ترى غيره فى الحياه ...  ولكن غيابه الطويل بالعمل هى أكبر مشكله تواجههم معا .


••••••••••••••••••••••. 

فى منزل كبير وعريق يبدوا عليه الأصالة والعراقه بيت الحج عمران النادى نجد حديقه كبيره غناء يقف أسفلها شاب شديد الوسامه يتحدث عبر الهاتف بجديه شديده 

- يا دكتور أشرف أنا قولت لحضرتك من أسبوع على موضوع الأجازة وحضرتك وافقت أنا فى البلد حاليا وللأسف مش هقدر أرجع العاصمه دلوقتى ممكن على بعد بكره لحد ما الحكايه إللى هنا تخلص .

صمت قليلا ثم أبتسم وهو يقول 

- شكرا لحضرتك يا دكتور أنا تلميذك

أستمع بتركيز لمحدثه ثم قال 

- حاضر أن شاء الله مش هتأخر 

ليغلق الهاتف ويلتفت ليعود إلى البيت ليجد نجاة أخته تقف خلفه تنظر إليه بشوق اقترب إليها وهو ييتسم وقال 

- حبيبتى عامله أيه ... وحشتينى جدا ... طمنينى عليكى 

لتبتسم له وهى تقول 

- ببقى كويسه وأنت موجود هنا يا رحيم .

تنهد بحزن وقال بهدوء 

- يا نوجه والله كل إللى هنا بيحبوكى أنا نفسى أفهم ليه بتحسى أنك غريبه فى بيتك 

أخفضت رأسها وقالت 

- لأنى عارفه ومتأكدة ... لأن مفيش حد بيحبنا ... زى ما كانوا رافضين جواز ماما من بابا زمان فاكر 

نظر لها بتركيز وهو يقول 

- محدش كان معترض وعادى يكون ما بين العائلات خلافات طلما مش بتوصل لمرحله أننا نخسر بعض ... والخلاف بين خالى حسان وبابا مش معناه أنهم مش بيحبونا ولا متقبلين وجودك 

تنهدت وهى تقول محاوله تغير الموضوع

- أخبار شغلك أيه ... بتعالج المجانين ولا هما إللى جننوك 

ليضحك بصوت عالى وهو يقول 

- أنا أكتشفت أن كلنا مجانين ومحتاجين علاج . 

لتقول له بأقرار 

- لأ واضح التغير الكبير ... بقيت فيلسوف كمان .

ليهز رأسه بنعم وهو يقول مؤكدا 

- فيلسوف ... وأشطر دكتور نفسانى حضرتك .

ليضع يده حول كتفها و هو يكمل قائلا

- يلا خلينا ندخل ... علشان منتأخرش على الوليمة إللى أمك و مرتات عمامك عملينها أنا بستنه وليمه كل شهر دى بفارغ الصبر ... معدتى بتنشف من الأكل الجاهز هناك 

لتهز رأسها بنعم وهى تتحرك معه بهدوء 


••••••••••••••••••••••••

وفى مكان أخر وفى بيت لا يقل عما كنا فيه فخامه وعراقه نجد بيت الحج نعمان الوريد. 

كان يقف أمام المرآه يتأكد من هيئته قبل خروجه ....  فاليوم هام جدا بالنسبه له وللشركه ... اليوم سيعقد صفقه كبيره ستضع شركتهم فى مقدمة شركات التصدير .... وأيضاً يعمل هو وسليمان ابن عمه على مشروع قريه سياحيه ستضع الشركه الصغيره فى صفوف الشركات الكبيره .

خرج من غرفته ليصطدم بأخته الصغرى حور وهى كالعاده تسير وهى ممسكه بكتاب فى علم النفس وبيدها الأخرى قلم تدون به بعض الملاحظات على جانب الكتاب .... أنه يرى بنات عائلته غير كل البنات فهم دائما تحت نظره ويعلم جيدا تربيتهم .. ويعلم أنهم لن يكونوا يوما مثل تلك الخائنه ورغم ذلك لم يستطع أن يرى ورد ابنة عمه زوجه له رغم اقتراح والدته ذلك ... فهو دائما يرى خوفها من عمه .. وتحاشى تعاملها معه أو مع أخوتها ووالدها أيضاً إلا فى أضيق الظروف ... لا تتعامل بأريحية إلا مع الجد نعمان وذلك فى عدم وجود أى منهم .... وذلك يجعله يشعر بالشفقه عليها وهو لن يستطيع أن يتزوجها شفقه فهى تستحق أفضل من ذلك بكثير 

نظرت إليه حور بابتسامه خجوله وهى تقول 

- أسفه يا آبيه كامل ... كالعاده 

ليضرب جانب رأسها وهو يقول 

- يا بنتى بطلى العاده النيله دى ... هتلبسى مره فى الحيط أو تقعى من على السلم .

رفعت حاجبيها باندهاش وقالت 

- صباح التفائل ... شكرا على جرعه النشاط بتاع كل يوم .

لينظر لها من رأسها إلى أخمص قدميها بتقيم لما ترتديه حجاب أبيض على فستان بينك بورود بيضاء وأبتسم إبتسامه جانبيه وتحرك من أمامها وهو يقول 

- خلى عم محسن يستناكى أنتِ و ورد مش ورد كمان عندها محاضرات 

قالت وهى تتحرك خلفه 

- اه بس.

وصمتت لينظر إليها باستفهام وقالت 

- هستأذن جدى علشان عمى يوافق ما أنت عارفه بقا 

ليقف مكانه وهو يقول 

- هتستأذنوا ليه يعنى .

قالت بصراحه ولكن بصوت منخفض 

- عيد ميلاد طنط نعمات بعد بكره و ورد عايزه تجيب لها هديه وأنت عارف عمى منصور بقى 

ليهز رأسه بنعم وهو يقول 

- كويس إنك عرفتينى ..  وأنا هتفق مع راشد وسليمان ونجبلها هديه كويسه .

أبتسمت بسعاده وهى تهز رأسها بنعم

••••••••••••••••••••• 

كانت جميع العائله مجتمعه على مائدة الطعام لتنظر حور نظره خاطفه على من سرق قلبها بادلها لها دون أن يظهر عليه أى تعابير فجلست مكانها بجوار فدوى أختها الأكبر و ورد .لينظر الحاج نعمان إلى عائلته الكبيره بفخر حين وقعت عينه على حور التى غمزت له بشقاوه ليبتسم لها بسعاده يشوبها الحزن حين تقع عينه على ورد التى ترتجف خوفاً بسب والدها 

كانت وجبه الإفطار هادئه كعادتها إحترما لكبار العائله حين أنهى الحج نعمان طعامه وقفت حور خلفه مباشره وهى تقول

- أنا هعمل لجدى القهوة 

ليبتسم كامل إبتسامه صغيره غمز له راشد باستفهام ليهز له رأسه بأشاره يفهمها هو وسليمان جيدا بمعنى سأخبرك

فى تلك اللحظه نظر منصور لورد وقال لها بصوت عالى 

-وأنتى هتفضلى تكلى سنه ما تقومى تعملى ليا أنا وعمك القهوة .... ولا هنستنى حضرتك لبكره 

لتنظر له ورد بخوف والدموع تتجمع فى أعيونها وهزت رأسها بنعم وغادرت الطاوله سريعا وهى تلاحقها نظرات الشفقه من الجميع ... والحسره والأنكسار من والدتها .

••••••••••••••••••••••••. 

أبتسم لها وهى تدلف إلى الغرفه الكبيره التى يجتمع بها العائله ...  وبيدها كوب قهوته

فقال بابتسامه 

- عايزه أيه يا بنت عثمان 

لتبتسم وهى تضع القهوة على تلك الطاوله الصغيره التى بجانب كرسى جدها وقالت 

- ديما فاهمنى من نظره ... بص يا جدو ... طنط نعمات عيد ميلادها بعد بكره و ورد عايزه تجبلها هديه ... وأنت عارف عمى منصور ... فأنا هستأذن حضرتك وبابا وعمى دلوقتى على أساس أنى هجيب ليا أنا حاجات و ورد وفدوى يبقوا معايا ... ماشى .

أبيتسم الجد بحزن وهو يقول 

- ربنا يهديك يا منصور معرفش طالع كده لمين .... ماشى يا بنتى يلا أخرجى أنتِ دلوقتى علشان أكيد أبوكى وعمك هيحصلونى دلوقتى .

وفى نفس اللحظه التى غادرت فيها حور الغرفه دلف عثمان ومنصور ليجلسا بجانب والديهما يتناقشان فى بعض أمور العمل لحظه دخول ورد وبين يديها كوبان القهوه وقفت أمام عمها ليخذ منها كوب القهوه وهو يقول 

- تسلم إيدك يا بنتى ... والله يا ورد ما فى حد بيظبتلى قهوتى زيك 

لتبتسم له بسعاده لم تكتمل حين قال 

- هى بتعرف تعمل حاجه .. أنت بس إللى بتجاملها يا عثمان وعايز تمرعها 

لتخرج ورد سريعاً ودموعها تغرق وجهها 

لينظر له عثمان بغضب وهو يقول 

- ما كفايه بقى يا منصور .. البنت مش بيمر عليها يوم إلا وهى بتعيط بسببك .. اتقى الله فيها يا أخى . 

لينظر إليه منصور ببرود وهو يقول 

- أكسر للبنت ضلع يطلعلها أربعه وعشرين .

ليهز عثمان رأسه بيأس وهو ينظر إلى والده الذى يبدوا عليه علامات الأستياء ولكنه قد مل من كثرة نصحه لأبنه الذى لا يتغير أبدا 

مر بعض الوقت وبالفعل دلفت حور وطلبت الإذن ولكن منصور رفض بشده ولكن الحج نعمان حسم الأمر حين قال 

- البنات هتروح تجيب الحاجات إللى هى عايزاها ومعاهم محسن السواق .

لتبتسم حور وهى تقول 

- شكرا يا أحلى جدو فى الدنيا .

ثم قبلته بحب وقبلت والدها وغادرت 

لينظر منصور لعثمان وهو يقف على قدميه قائلا 

- دلعك فى بناتك هيجبلك العار قريب 

وغادر دون أن يسمح لعثمان بالرد عليه 

••••••••••••••. 

كادت أن تنادى على العم محسن لتسمع صوته المحبب ينادى عليها إلتفتت إلى الخلف وعلى وجهها إبتسامه ناعمه ليقترب منها دون أن يظهر على ملامحه أى تعابير وقال بهدوء

- عندك النهارده محضرتين يعنى هتكونى فى البيت على الساعه 3 مش كده 

ظلت تنظر إليه طويلا ثم قالت 

- لأ أنا والبنات رايحين المول 

ليقطب جبينه ثم قال بغضب 

- وأنا أخر من يعلم ... هو مش المفروض أنك تستأذنى منى 

لتنظر له باندهاش وهى تقول 

- وأستأذن منك أنت ليه ... أنت أبن عمى أنا أستأذنت من بابا وجدى ... وأخويا كمان ... لكن أنت بأى صفه يا ابن عمى .

ظل ينظر إليها بغضب ثم غادر دون كلمه ظلت تنظر فى أثره حتى سمعت صوت ورد من خلفها تقول بصوت باكى غاضب 

- بلاش سليمان يا حور ... ولا أنتى عايزه تبقى نعمات تانيه 

نظرت لها حور بشفقه ثم تحولت نظرتها لتحدى مع كلماتها الأخيره لتقول لها 

- أنا غير طنط نعمات ... أنا بحترمها وبحبها جدا لكن أنا عنديه و دماغى هى إللى بتمشينى يا ورد مش قلبى بس 

لتترقرق عيون ورد ودموعها تسيل فوق خديها وقالت 

- لو أنتِ فاكره أن ماما ما حولتش أنها تغير بابا وبكل الطرق تبقى غلطانه ... ماما ماتت من سنين عايشه علشانى .. بلاش تبقى نعمات تانيه يا حور أبعدى أى حياه هتعشيها بعيد عن سليمان هتكون أكرم وأحسن من الحياه معاه وغادرت من أمامها لتركب السياره وأغلقت الباب وهى تبكى ظلت حور واقفه مكانها لبعض الوقت ثم ركبت هى الأخرى وتحركت السياره الواقفه أمام الباب الكبير للبيت 

فى ذلك الوقت كانت هناك عيون تراقب كل ما يحدث وهو يتألم لكل دمعه غادرت عيون حبيبته البعيده بعد السماء عن الارض

التاني


الفصل الثانى 


كان يجلس خلف مكتبه ينظر إلى أبناء عمومته  

كان ينظر إلى سليمان السارح مقطب الجبين .. يشعر أن هناك شيء يضايقه ... بل هو يعلم جيدا ما هو ذلك الشيء ...   أبتسم بداخله ... وهو يقول 

- يمكن يا حور تقدرى تعملى إللى معرفتش طنط نعمات تعملوا .

ثم نظر إلى العابث الأخر الذى يمسك هاتفه ويبتسم وهو يكتب شيء ما 

لابد أنه يتحدث إلى إحدى الفتايات كم من مره نصحه أن يراعى الله فى بنات الناس حتى يحافظ الله على أخته ولكنه لم يستجيب لكلماته يوما 

طرق على سطح مكتبه ليجعلهم ينتبهون له فقال 

- البنات رايحين المول يشتروا هديه علشان عيد ميلاد طنط نعمات 

قطب سليمان حاجبيه وضرب راشد رأسه بقوه 

وقف كامل على قدميه وهو يتحرك من خلف مكتبه قائلا 

- طبعا عارفين أحنى هنعمل أيه ... زى كل سنه 

وقف سليمان وهو يقول بضيق 

- تمام ... أنا همشى دلوقتى  علشان عندى أجتماع مع مشرفين المشروع

وخرج دون كلمه إضافيه 

أما راشد ظل جالسا مكانه ينظر إلى الأرض  بضيق

ليجلس كامل أمامه قائلا 

- مالك يا عم الفرفوش مكشر ليه

نظر له طويلا ثم قال 

- كل سنه نعمل أفلام وحركات علشان بس نقول لأمى كل سنه وهى طيبه فى عيد ميلادها .... 

ضحك بتهكم وهو يكمل قائلا 

- مش حاجه تضحك 

صمت كامل قليلا وهو يفكر أن عمه ظلم كل من حوله زوجته وأبنائه ...  وسوف يحصد كل ذلك مؤكد .

وقف راشد وهو يقول 

- أنا همشى يا كامل مش هقدر أكمل شغل النهارده وأبقى كلمنى عرفنى هتعملوا أيه 

وخرج ليتنهد كامل بضيق ولكنه عاد إلى كرسيه خلف مكتبه وبدء فى مباشرة عمله

*********************        

كان يجلس فى سيارته .... فى مكان هادئ نسبيا ....عقله يعمل بشكل مؤلم له يفكر فى والدته وما آلت إليه حياتها مع والده مجرد خادمه لا تتحدث لا تناقش حتى معه هو وأخوته تنظر إليهم بحصره وألم فقط .. لماذا لا يتقرب منها ...لماذا يتبع خطأ والده ...  هل سيكون منصور أخر وحور ستصبح نعمات أخرى 

تنهد بضيق وهو ينظر إلى ساعته ... لقد أوشكت على الإنتهاء من محاضراتها ... هل سيتركها تذهب إلى التسوق بمفردها يعلم أنها معها أختها الكبرى وأخته أيضاً ولكنهم بدون رجل يحميهم ماذا يفعل الأن ... وإذا ذهب إليهم لن تتوقف عن كلماتها اللاذعه بأنه لايثق بها ولا يحترم خصوصيتها ... وأيضاً وجوده سيجعل ورد تنكمش على نفسها خوفا ....  نفخ بضيق للمره التى لا يعرف عددها وهو مازال حائرا ... حتى هداه تفكيره أن يتصل بالعم محسن حتى يوصيه أن ينتبه إليهم جيدا وأن يتصل به فوراً إذا حدث أى شئ .

***********************     

كان يقف بسيارته أمام الجامعه كعادته منذ وقع بحبها وعلم من هى وابنة من ...  ينظر إليها من بعيد ويراها حين تخرج من باب الجامعه مع ابنة عمها ... وتركب سيارتهم الخاصه ويسير خلفهم بسيارته حتى يتأكد من وصولهم إلى البيت سالمين ....  أبتسم حين رائها بكامل بهائها وجمالها الطبيعى تبتسم لأبنة عمها التى تلوح لأحد ما بيدها ليبحث بعينه ليجدها فتاه أخرى تقف بجوار السياره الخاصه بهم .... ركبا السياره وتحركت ليسير خلفهم كالمعتاد ولكنه أنتبه أن السياره تسير فى إتجاه أخر شعر بالقلق ولكنه قرر الهدوء والتريث ... واقترب أكثر من سيارتهم حتى وجدهم يقفون أمام المول الكبير ... تنهد بأرتياح ولكنه قرر ولأول مره بالمغامره بترك سيارته وأن يتبعها على قدميه .. لن يتركها تسير داخل المول بمفردها .. لابد أن يكون معها حارسها الأمين  

كانت الفتايات يتمازحون ويضحكون وكان هو قلبه يرفرف مع كل ضحكه لها كانت عيناه لا ترى غيرها ولكن كل الناس كانت تنظر إليه بأعجاب وهيبه بجلبابه  وعبائته السوداء  .... لكنه لم يهتم لكل ذلك كانت الفتايات حين يدخلن إلى أحد المتاجر كان يقف خارجا ولكن فى مكان يستطيع فيه رؤيتها بوضوح 

وفى لحظه خاطفه وهم يسيرون فى أروقه المول أقترب شاب بسرعه من الفتايات و أخذ حقبية إحداهن وركض ليصطدم بحائط بشرى قوى ليسقط أرضا فنحنى ذلك الحائط وأخذ الحقيبه ووقف من جديد ليركل وجهه ليفقد الوعى سريعا كان جميع الناس يتابعون ما يحدث بأندهاش حتى الفتايات 

فنظر إليهم وتحرك خطوتان ومد يده بالحقيبه لتخذها ورد منه بخجل ليقول هو بأندهاش 

- شنتطك .

لتهز رأسها بنعم  ليعود هو لذلك الممدد أرضا وضرب صدره بقدميه 

*****************              

كان يجلس على رأس طاوله الأجتماعات شاب قوى البنيه أسمر البشره بعيون زيتونيه وشعر أسود ناعم ... يستمع إلى شرح إحدى مهندسى شركته عن المشروع الجديد الذى سوف يدخل به المناقصه للمشروع السياحى الكبير ... هو لن يجعل أبن الوريدى يأخذ منه المشروع رغم معرفته ويقينه من أن ذلك يزيد بعد المسافه بينه وبين من ملكت فؤاده ...  توقف المهندس عن الحديث لثوانى ثم قال 

- كده يا باشمهندس عامر كل المساحات تكون مستغله بالشكل الأمثل ... وبشكل جمالى كمان ومريح للنفس 

.ظل عامر ينظر إلى الرسم التوضيحى ثم قال 

- برافو يا باشمهندس تصميم رائع 

وقف على قدميه ثم قال 

- خلاص أنا أعتمدت المشروع ده ... وعايز شغل من نار يا شباب المشروع ده مش لازم يروح مننا مفهوم 

- مفهوم يافندم .

وخرج الجميع من غرفه الأجتماعات ليجلس هو خلف مكتبه يدرس باقى الأوراق 

****************  ********

جالسا فى مكتبه يبحث فى أوراق تلك القضيه يحاول فهم كل أبعادها حتى يأتى إليه كل تقارير المراقبه والتحرى .

ليجد من يدلف إلى الغرفه بسرعه البرق وهو يقول

- الأسدى فى مصر يا حمزه .

وقف حمزه على قدميه وهو يقول 

- أنت بتقول أيه ... دخل أمتى 

ليجلس الرائد خالد على الكرسى المواجه  لحمزه وهو يقول 

- لسه حالا أمن المطار مكلمنى .

جلس حمزه وهو يفكر ثم قال 

- الإداره لازم تاخد خبر ... والتأمين يزيد على الدكتور

ليقول خالد بأقرار 

- فعلا ... الراجل جلنا وطلب الحمايه علشان عيلته ولازم نكون قد المسؤليه .

ليقول حمزه بشرود 

- ولازم أنجح فى العمليه دى ... لازم 

****************          

فى بيت راقى وكبير نجد فتاه جميلة المحيا بعيون مميزه حيث لديها عين زرقاء زرقة السماء الصافية والأخرى زيتونيه ساحره عيون مختلفه كشخصيه صاحبتها الهشه لدرجة نسمه الهواء قادره أن تبعثرها فى كل الأرض وأيضاً  لديها قدرة تحمل لا توصف ....  تمسك بقلم وكتاب وتدور بالغرفه ذهاب وإياب ولكن أيضاً تضم دميه صغيره محشوه على شكل دب صغير وردى اللون أهداه لها والدها يوم مولدها الرابع وطلب منها أن تحافظ عليه وأن ألا يفترق عنها ... لتشعر دائما بقرب والدها منها وها هى أصبح لديها ثمانى عشر سنه وتلك الدميه لا تفارقها 

كان يقف عند الباب ينظر إليها وأبتسامه رقيقه تزين ثغره أبنته وحيدته أغلى ما ملك هى و والدتها مالكه قلبه وروحه 

أقترب بهدوء ووقف فى طريق أبنته التى لم تنتبه له بعد لتصطدم به ويقع الكتاب من يدها مع شهقه عاليه منها وضحكه قويه منه لتقول هى بغضب مصطنع

- هو أنت يا بابى مش مش هتبط ..هتبطل توقف قدامى كد ..كده كل مررر ... مره 

ليقترب منها والدها وهو يقول بمشاكسه

- يا ينتى أنتِ إللى فى دنيا تانيه ... أنا واقف بقالى ساعه .

لتضرب الأرض بقدمها وهى تقول 

- أيووو... أيوووه قول ززززى كللللل مرررره 

ليربت على كتفها وهو يقول 

- خدى نفس يا مسك ... أهدى ... أهدى 

أغمضت عينيها لثوانى لتأخذ شهيق قوى وهى تفكر فى ما يحدث لها حين تتوتر .. تتحدث بلعثمه وصعوبه فتحت عينيها بعد أن أخرجت زفير طويل ثم قالت

- بطل تخضنى يا بابا ولا أنت بتحب تشفنى بتهته .

ليخفض حسن رأسه بحزن وهو يقول 

- أنا يا مسك ... أنا أسف 

لتضع يدها أمام فمه وهى تقول 

- أنا إللى أسفه يا بابا وأستحق العقاب على كلامى ده .

وأمسكت يده تقبلها بأحترام 

ليربت على وجنتها وهو يقول 

- د.أمانى فين مشفتاهش يعنى من ساعه ما رجعت .

جلست على طرف السرير وهى تقول 

- معتكفه فى أوضتها من ساعه ما رجعت من المستشفى ... فى طفل أتوفى النهارده وحالتها كانت سيئه جدا .

ظهرت معالم الحزن على وجه حسن ثم قال 

- الله يرحمه ... أنا مش عارف هى ليه مصره تروح الشغل وهى بالحاله دى .

صمتت مسك لثوانى ثم قالت 

- هى بتحب شغلها أووى يا دكتور وأنت عارف كده ... وأصلا موضوع الحمل ده لوحده عملها أزمه نفسيه .... أنا بشفها لما بتبقى واقفه قدام المرايه و فاكره أن محدش شايفها .... ماما حاسه أن كل حاجه مش فى مكانها سنها وأنها تخلف بعد 18 سنه موضوع مش سهل يا دكتور 

ظهرت معالم الحيره والحزن على ملامح الدكتور حسن ثم قال 

- أنا مش عارف أعمل أيه .. ده نصيب ورزق هنعترض .

هزت رأسها بلا ثم قالت 

- دلعها يا دكتور .... حسسها أنك فرحان أوفر كده .... أعمل معاها زى ما عملت لما كانت حامل فيا ... فين الحاجات دى راحت فين .... أنسى أنى موجوده وأنا هلتزم فى أوضتى ومش هخرج .

ضحك حسن بصوت عالى وهو يقول 

- اه يا شقيه ... ماشى هدلع .... أوفرررر 

وقف على قدميه وكاد أن يغادر الغرفه ولكنه وقف مره أخرى وقال 

- أستعدى أخر الأسبوع  هنسافر البلد جدك عايز يشوفك ... بيقول وحشتيه .

لتبتسم بسعاده وهى تقول 

- بجد ... الله بقى ... تمام هجهز من دلوقتى

ليضحك بسعاده وهو يغادر الغرفه قائلا بصوت مسموع

- العشق الممنوع أنتِ وجدك .

**********************        

كانت حور و ورد وفدوى يشعران بالخوف من ذلك الموقف ... وكلمات ذلك الشخص المهيب الذى يقف أمامهم بهيبه كبيره بذلك الجلباب والعبائه وذلك اللص ممددا أرضا تحت قدميه 

نظر إليهم وقال 

- أنتوا كويسين مش كده 

لتهز حور رأسها بنعم 

كانت ورد تنظر إليه بانشداه .... تشعر بشئ غريب بداخلها ... لا تعرف تفسيره ولا طبيعته ولكنها لا تستطيع أن تخفض بصرها عنه 

أمسك ذلك اللص من مقدمة قميصه وقال له بصوت منخفض 

- مفيش حد يقرب منها ويحاول يأذيها وأنا موجود 

حضر الأمن الخاص بالمول وأمسك اللص وشكروه وغادروا

ليتقدم منهم مره أخرى ثم قال 

- حصل خير ... المهم أنكم كويسين 

لتقول فدوى 

- شكرا لحضرتك بصراحه مش عارفين لو مكنتش موجود كان إيه إللى هيحصل 

ليقول بابتسامه خجله وعيونه دون إيراده منه تتوجه إلى من ملكت قلبه وروحه 

- أنا معملتش غير الواجب .

وكاد أن يغادر لتقول ورد بصوت ضعيف 

- شكرا لحضرتك يا أستاذ ااا

نظر لها بسعاده لا توصف وكاد قلبه أن يخرج من صدره على أثر صوتها الذى حلم كثيرا أن يسمعه وقال بهدوء عكس كل ما بداخله 

- تمام 

 ليظل ينظر إليها وهو يمنى نفسه بسماع أسمه منها بصوتها أن تنطق تلك الشفاه الصغيره أسمه ولأول مره لتبتسم بخجل وهى تقول 

- شكرا لحضرتك أستاذ تمام 

ليحلق قلبه فوق غيمه ورديه من ذلك الأحساس بصوتها فى أذنيه ينطق أسمه رغم ذلك الأستاذ ولكن لا يهم الأهم أنها قالته أنها عرفته ... أما هى فلا تعلم ماذا حدث شيء ما بداخلها أراد معرفه أسمه ... غادر تمام من أمامهم ولكنه ظل موجود خلفهم مختفى عن عيونهم حتى أطمئن أنهم فى السياره الخاصه بهم وكالعادة سار خلفهم حتى أطمئن أنهم عادوا إلى البيت سالمين  

أتفقتا الثلاث فتايات ألا يتحدثا فى الأمر حتى لا يثور والد ورد ... وحتى لا تخرب كل خططهم فى الأحتفال بالخاله نعمات .

***********************     

كالعاده جلسه نسائيه فى مطبخ بيت النادى رحمه تقوم بتجيهز الطعام وعبله تعد أطباق الحلوه المتعدده. .. و وداد تقوم بالتنظيف خلفهم فهم أصدقاء قبل أى شئ من وقت وفاه زوج رحمه وعودتها للعيش معهم وأصبحوا الثلاثه أصدقاء وبشده ....  تنهدت رحمه بصوت عالى لتقترب منها وداد وهى تقول 

- مالك يا رحمه أيه إللى مضايقك

نظرت إليها رحمه طويلا بصمت ثم قالت

- نجاة يا وداد مش عجبانى .... البنت طول الوقت لوحدها حتى مش بتحاول تقرب من بنات خالها  ولا حتى بتتعامل بطبيعتها على طول ساكته مش بشوفها على طبيعتها إلا لما رحيم بيبقى هنا ...مش عارفه أعمل أيه 

اقتربت عبله وهى تقول

- طيب متكلمتيش معاها يا رحمه 

- أتكلمت وردها صدمنى 

لتنظر عبله و وداد لبعضهما ثم إلى رحمه التى أكملت 

- قالتلى أتعامل إزاى براحتى وأنا حاسه أن الكل رافضنى ... حتى جدى مش بيحبنى زى علياء و حسناء 

خيم الصمت على الثلاث سيدات لبعض الوقت لتقطع ذلك الصمت وداد وهى تقول  

- جابت منين الأفكار دى ... والله ده أحنى بنحبها جدا هاديه و عاقله وست بيت محصلتش 

لتقترب عبله من رحمه وربتت على كتفها وقالت 

- حاولى معاها تانى يا رحمه وأنا هكلم علياء تحاول تقرب منها ...و وداد تقول لحسناء كمان .

هزت رحمه رأسها بنعم وهى تدعوا الله أن يهدى أبنتها 

 وفى نفس الوقت كانت علياء و نجاة يقومن بتنظيف البيت مع صباح تلك الفتاه التى تعمل لديهم هى وأمها ...  كانت علياء تنظف غرفتها ومن بعدها غرفه أخيها عامر و نجاة ترتب غرفة الجد عمران هى وصباح التى كانت تتحدث قائله 

- والله يا أبله نجاة زى ما بقولك كده ... هو وقفنى فى الشارع وبيقولى عايز أقولك حاجه قولتله قول لبويا وأنا مالى وسيبته ومشيت .

لتضحك نجاة بشده وهى تقول 

- يخرب عقلك يا صباح ... وبعدين أيه إللى حصل 

لتقول صباح وهى تعدل فى جلستها بعد أن أزالت الغبار من أسفل الخزانه 

- بعدها بيومين لقيت أبويا بيقول جايلى عريس ... ولما جه البيت وقعدت معاه قلى أنا فضلت أضحك بعد جملتك طول اليوم كل ما أفتكر أضحك لحد ما كنت خلاص مش قادر وقررت أجى أتقدملك 

لتقترب منها نجاة قائله 

- هو عارف عنك كل حاجه يا صباح ... الصراحه مطلوبة فى الجواز

لتهز صباح رأسها وهى تقول 

- أيوه طبعا يا أبله نجاة وأنا هخبى ليه أنا كده عاجبه أهلا وسهلا مش عاجبه خلاص بالسلامه لتسرح نجاة فى كلمات صباح التى لامست وتر حساس لديها

****************            

كان يقف فى نفس المكان المعتاد الذى يقابلها فيه ...  هو يعشق طلتها نظرة عينيها كلماتها رقتها ولكن ماذا يفعل لا يستطع أن لا يتحدث إلى الفتايات فكلهن جميلات .. رغم ذلك لم يصل أحد إلى مكانة حسناء فى قلبه ... فأسمها حسناء وهى حقا حسناء .... الشكل والطباع سمع صوت خطواتها ليلتفت ينظر إليها بابتسامه واسعه وقفت أمامه دون كلام ولكن عينيها تتكلم بالنيابه عنها تنبئه بأنها قد علمت بأخر نزواته .

أجلى صوته وقال 

- إزيك يا حسناء وحشتينى اوووى يا حبيبتى .

لم تتحدث ولم تجيب على كلماته رفع حاجبه وهو يقول 

- أيه يا سوسو أنتِ جايه تسمعينى سكاتك ولا أيه ده أنا بقالى أسبوع ماشفتكيش .

ظلت صامته ليكمل هو فى محاوله بائسه منه أن يعتدل مزاجها أو تأجل الكلام فيما يضايقها والذى ليس لديه تفسير له 

- طيب راشد حبيبك موحشكيش 

- أنت أيه حيوان ... مش بنى أدم طبيعى عنده مشاعر منها الإخلاص .... طيب بتخونى كل يوم مع بنت وسكت وقولت يا بت لسه ملكيش حكم عليه ولا ليكى أنك تحسبيه رغم أن الحب إللى ما بينا يدينى الحق ده ... لكن توصل بيك أنك تزنى ... أنت أيه ... رد عليا 

ألقت كل ما بداخلها فى وجهه ليندهش هو من معرفتها بكل ذلك ...  كلماتها المؤلمه المتألمه الموبخه ... جعلته يصمت تماما لم يستطع أن يتكلم أن يدافع.. كلمه زنا فى حد ذاتها جلدت روحه ... ذلك الألم الساكن داخل عيونها ألمه بشده ... أحنى رأسه لتقول هى بتقزز 

- أنت إنسان قزر غاوى رمرمه ... عامل زى الكلاب إللى فى الشوارع ... ياكل من الزباله و أى كلبه معديه تحرك شهوته .... أنا بكرهك يا راشد بكرهك على الأحساس إللى أنا حساه ده بسببك .

كادت أن تغادر لتفاجئ بأخيها تمام يقف خلفها ينظر إليها بغضب شديد

الفصل التالت والرابع هنا 👇👇👇👇


من هناااااا

تعليقات

التنقل السريع
    close