القائمة الرئيسية

الصفحات

اعلان اعلى المواضيع



 احفاد_اليخاندرو

الفصل_الاول


‏ *"كلّما ﺧﺎﻟﻄﺖُ اﻟﻨﺎس إزددتُ يقيناً أنّ اﻷﺧﻼق ﻣﺜﻞ اﻷرزاق تماماً، هى ﻗِﺴﻤﺔ مِن الله، فيها ﻏﻨﻲّ و فيها ﻓﻘﻴﺮ"*


صلوا على رسول الله 


والان نعلن بداية رحلتنا ......


___________________________


صمت طويل يعم المكان نظرات تنطلق من الأعين؛ البعض منها محذرة والبعض متخوفة، وأخرى باردة لدرجة تجعلك تتمنى لو تركض هربًا من تلك الغرفة الخانقة والتي ينتشر بها رائحة دخان؛ البعض خرج نتيجة تدخين ذلك الشيء المسمى بالسجائر، والبعض يخرج من الأفواه ليس لشيء ولكن لشدة برودة الطقس في مثل تلك الأيام التي تتوسط فصل الشتاء.


كانت الأجواء تبعث في النفس قشعريرة والجميع ملتف حول طاولة طولية الشكل يترأسها من أحد الجوانب رجل في منتصف عقده الرابع ومن الطرف الآخر يترأسها رجل قد انتصر الشيب في رأسه على شبابه ليظهر الشعر الابيض في رأسه بوضوح إلا أن ذلك لم يمنع الرجفة التي سرت في أجساد البعض وهو ينطق بكل جدية وهدوء :


" اذا هذا هو قرارك الاخير بيتر ؟؟؟" 


ابتلع المدعو بيتر ريقه برعب وهو يمرر اعينه على جميع الجالسين، حتى وقعت على والده الذي رماه بنظرة محذرة، لكنه كان قد قرر وانتهى الأمر ليفتح فمه مطلقًا كلمات هو مدرك أنها قد تكون الأخيرة :


" نعم يا زعيم هذا قراري الاخير ..."


صمت قليلًا ثم أضاف :


" اريد الانفصال عن المجموعة فلا قِبل لي بعيش حياة مليئة بالمخاطر خاصة وقد اضحيت زوجًا مؤخرا، لذا اريد البحث عن حياة طبيعية رفقة زوجتي  "


صمت يراقب تعابير ذلك الذي يترأس الطاولة ينتظر حكمه على ما قاله فهو يعلم جيدا صرامته فيما يخص مجموعته والتي تستولى تقريبا على بقعة شاسعة من العالم ويتحكم بكل من فيها وكيف لا وهو " اليخاندرو فوستاريكو "  صاحب اقوى كلمة في عالمهم؛ العالم الذي ما أن تخطو بقدميك داخله، تكون كتبت على نفسك الهلاك .


" حسنا لا بأس، لكن بيتر أنت تعرف القوانين صحيح ؟؟؟"


سأل اليخاندرو وهو يمرر أنظاره بين الجميع ليرى هزة صغيرة متردد صدرت من بيتر وهو يجيبه بكلمة صغيرة وصلت له بسهولة :


" نعم ...وانا مستعد "


ابتسم اليخاندرو ثم نظر لأكبر أحفاده جواره وهو يشير له بعينه لاتباع تقاليدهم المعتادة في مثل هذه الظروف ...


هز انطونيو رأسه وهو يخرج مسدسه يضعه في منتصف الطاولة ثم ابتسم بسمة جانبية صغيرة وهو ينظر لجميع الوجوه المتحفزة، فهو من موقعه هذا يسمع ضربات القلوب وكأنها في صراع، البعض يخشى أن يقع الاختيار عليه والبعض الآخر _ كأخيه _ يتمنى لو يقع الاختيار عليه ....


فالأمر يتم كالتالي، يتم وضع أحد المسدسات على الطاولة ثم يتم لف المسدس عدة لفات حتى يتوقف، ومن يواجه فوهة المسدس يكون هو المختار والاحق بقتل ذلك الذي تجرء واراد الانسلاخ عن مجموعتهم، وله مطلق الحرية أيضا في العفو عنه إن أراد، لكن عليه أن يتحمل ما سيقال عنه من جبن وخوف لبقية حياته .


قاطع ذلك الجو المشحون صرير الباب الذي انفتح معلنًا عن وصول فبريانو الذي ما أن وقعت عينه على المسدس الذي يدور على الطاولة حتى انقشع وجهه عن بسمة واسعة وهو يستند بكتفه على اطار الباب هامسًا باستمتاع :


" اه انظروا يا لكم من انذال ...كيف تبدأون بدوني ؟؟؟ اللعنة عليكم جميعًا "


نفخ انطونيو بملل وهو يعود بعينه على المسدس الذي أصبحت حركته أبطأ بكثير حتى قلت تدريجيا إلى أن توقف كليًا ليتوجه على أحد الأشخاص، اتجهت جميع الأعين بسرعة لذلك الرجل والذي لم يكن سوى والد بيتر .


أخرج فبريانو صوتًا مستنكرًا من حلقه وهو يصيح بضيق شديد لما آلت إليه الأمور :


" حسنًا هذا ليس ممتعًا البتة "


تحدث بخيبة أمل وهو من كان يأمل في رؤية بعض الـ.....توقفت افكار فبريانو فجأة وهو يلمح الرجل وقد حمل سلاحه يوجهه لابنه بنظرات لا توحي أنه قد يعفو عنه كما تخيل، فهو ظن أن بيتر قد نجى من الأمر عندما وقع الاختيار على أبيه، لكن يبدو أن والده لديه رأي آخر .


فتح بيتر عيونه بشكل متسع لدرجة تخيف وبشدة من ينظر إليه وهو يهمس بعدم تصديق :


" أبي هل ستـ......"


لكن لم يمنحه والده الوقت الكافي لاتمام كلمته وكان صوت الطلقات يكاد بصم آذان الجميع غير مصدقين لما حدث للتو .


وعقب صوت الرصاص سقوط بيتر أرضا ثم صرخات حماس خرجت من ذلك المجنون في الخلف :


" يا رجل انت حقير اقسم "


أنهى فبريانو حديثه وهو يضحك بصخب لذلك العرض الفريد الذي شاهده للتو ثم تحرك نحو الخارج وقد انتهى من مشاهدة العرض لكن لم ينس أن يلتفت للرجل وهو ينظر له بخيبة أمل هامسا بحزن مصطنع :


"  تقتل ابنك بيدك ؟؟؟؟ عارٌ عليك يا رجل "


أنهى حديثه وهو يخرج من المكان بأكمله بعدما ارتدى نظارته متجاهلًا الجميع خلفه ليعم صمت طويل في المكان لم يقطعه سوى كلمات انطونيو وهو ينظر لأخيه واولاد عمومته بالتحرك :


" حسنًا يا سادة انتهى الاجتماع " 


أنهى الحديث ليخرج وخلفه باقي اولاد عمه تاركين الاب ينظر لجثة ابنه بصمت غامض خانق ..والبعض  يرمقه باستنكار، والبعض الآخر بتشجيع فهو لم يكن ليتحمل كم الخذلان الذي سيوجه له إن رحم ابنه .


تحرك انطونيو وهو يضع الهاتف على أذنه متحدثًا بصوت غامض مخيف :


" نفذ ما أمرتك به "


__________________________


تحركت صوب المسرح الذي يتوسط تلك الحانة الزاخرة بالكثير من السكارى واللصوص وقطاع الطرق والقتلة، لكنها حقًا لا تهتم كثيرًا هي هنا لتقوم بعملها ثم تحصل على بعض وريقات المال وبعدها تغادر سريعًا لشقتها المتواضعة لتحظى ببعض الراحة تنسى بها إرهاق اليوم .


توقفت على المسرح وهي تحمل مكبر الصوت حتى تبدأ الغناء لهؤلاء المعتوهين _ كما تقول دائما _ لكنها توقفت وهي تدور بعينها في المكان لتجد أن لا أحد ينتبه لها لذا قامت بالضغط على جزء في المكبر ليخرج صوت عالٍ مزعج جعل الجميع ينظرون لها بغضب شديد لتبتسم هي بسعادة فها هي حصلت على انتباههم، لذا ودون تضييع وقت بدأت تغني بصوت رائع وهي تبتسم مغمضة العين، لكن مجددا لا أحد ينتبه لها .


وهناك على إحدى الطاولات كانت تجلس رفقة صديقها بعدما تمكنت بصعوبة من الهرب من حراس والدها الذي يلصقهم بها دائما، ابتسمت وهي تشعر بيد رفيقها تمر على منحيات جسدها بشكل يثير الاشمئزاز.


اقتربت منه وهي تهمس في أذنه بنبرة مغوية :


" اشتقت لك حبيبي "


نظر لها الشاب نظرات بشعة وهو يغمز لها :


" اه لو تعلمين كم اشتقت إليكِ يا جميلة ..لكن ما عساي افعل فوالدكِ يحيط بكِ بشكل خانق مانعًا ايًا كان من الاقتراب "


أطلقت الفتاة ضحكات عالية وهي تميل عليه مقبلة خده قبلة مغوية هامسة :


" حسنًا حبيبي لا تنس أنني في النهاية ابنة خافيير الذي تهتز له المدينة بأكملها كما أنه يملك من الأعداء ما لا عدد له "


ابتسم لها الشاب وهو ينظر لها بسخرية مخبرًا نفسه أن هذا هو السبب تحديدًا لمرافقته لتلك السطحية الغبية ....


من بعيد كان يقف رجال انطونيو وهم يتهامسون بنبرات مخيفة ليقول أحدهم وهو يسرع نحو مخرج الحانة :


" حسنا ابنة خافيير هي تلك الفتاة التي ترتدي سترة حمراء لامعة على تلك الطاولة ...ها أنا انهيت مهمتي سوف ارحل لاتولى أمر المكان الذي ستبقى فيه "


هز الجميع رأسه بنعم ثم عادوا بأعينهم على الطاولة التي تجلس عليها تلك الفتاة غامضة الملامح بسبب أضواء المكان الخافتة لكن الفضل لسترتها التي تلتمع بشكل يزعج العين وها هي تنهض من طاولتها ليتحرك الرجال سريعًا خلفها لعلهم يجدوا فرصة للحصول عليها .


وعلى المسرح كانت هي لا تزال تغني، لكنها فتحت عينها فجأة عندما سمعت صراخ أحد المخمورين بها وهو يقول بانزعاج شديد :


" ليوقف احدكم تلك الفتاة المزعجة فقد أصابت رأسي بالصداع " 


فتحت الفتاة فمها بصدمة كبيرة وقد توقفت عن الغناء لتصرخ في المكبر بغيظ شديد :


" ماذا قلت يا اصلع ؟؟؟ هل وصفت للتو غنائي بالصداع ؟؟؟ الويل لك ولعائلتك يا سمين "


" افضل أن ترقصي لي بدلًا من صوتك المزعج هذا "


فتحت عينها بصدمة من وقاحته تلك وهي تصرخ فيه بغضب كبير :


" اللعنة عليك يا سمين اقسم إن تحدثت بكلمة إضافية لارقصن على جثتك العفنة "


أبعدت نظرها من على الرجل ثم أخذت تصرخ في المكبر تنهر الجميع وكأنهم طلاب مذنبين :


" أنا أتكرم عليكم واغني في تلك الحانة الحقيرة التي لا ترتقي لمستوى فني العالي وانتم يا حمقى تصفون غنائي بالمزعج؟؟؟ اللعنة عليكم جميعًا أنا لن اغني لكم مجددا لترقصوا على أصوات السيارات "


أنهت حديثها ثم هبطت من المسرح بغضب شديد تسب وتلعن في الجميع، وتلعن الظروف التي جعلت تلجأ لتلك الوظيفة بدلًا من الغناء في اكبر مسارح العاصمة، توقفت عن التمتمة وهي تشعر فجأة بشيء بارد يصطدم بجسدها والذي لم يكن سوى أحد المشروبات الذي يحمله أحد رواد المكان لتنتفض بغضب شديد وهي تدفع الرجل بعيدًا عنها وفي الثانية التالية كانت يدها تصطدم بوجهه مسببة عودته للخلف ثم صرخت في وجهه بغضب مخيف :


" الويل لك يا قذر هل تعلم ثمن تلك الكنزة ؟؟؟ لقد كلفتني نصف راتبي لشهر يا حقير "


أنهت حديثها وهي تنظر للرجل في الأرض الذي سقط بسبب قوته ضربتها بالإضافة لعدم وعية بما يحدث ...


تحركت بعدها الفتاة صوب الحمام وهي تسب وتلعن في هذه الحياة التي تعيشها ثم دخلت للمرحاض وخلعت ثيابها محاولة إزالة ما به من آثار لذلك المشروب المقرف...


دخلت فتاة للحمام وهي تترنح بعدم وعي ثم خلعت سترتها والقتها على الحوض وأخذت تعدل من وضع ثيابها ثم دخلت لإحدى المراحيض...


نظرت الأخرى للسترة بخبث وهي تبتسم مفكرة أن تلك الفتاة لن تنتبه لغياب سترتها فهي تبدو ثملة وبشدة لذا لا ضير من استعارتها قليلًا ...تبعت تفكيرها بخلع ثيابها ثم ارتدت تلك السترة وهي تقف أمام المرآة تنظر لنفسها قليلًا مفكرة :


" حسنًا لا بأس بها رغم بشاعة اللون لكن لا بأس فانتِ جميلة دائما عزيزتي جولي  "


أنهت حديثها بغمزة لنفسها في المرآة ثم تحركت صوب باب الحمام سريعًاقبل خروج الفتاة وهي تمني نفسها بسهرة أمام التلفاز مع بعض البوشار و...


توقفت فجأة  عن التفكير والسير؛ لرؤيتها ثلاث رجال ذوي أجساد ضخمة يسدّون مدخل الحمام وهم يحملقون بها كما يحملق الجائع في قطعة اللحم.


" أفسحوا الطريق لي رجاءًا " 


" كريستن ؟؟؟؟؟"


كانت تلك كلمة أحدهم وهو يرمق السترة بشك لترفع هي حاجبها بعدم فهم :


" عفواً  ؟؟؟؟" 


انحنى أحد الرجال على رفيقه وهو يهمس له بحنق :


" اعتقد أنها هي المطلوبة فهي ترتدي نفس السترة ذاتها، لنحضرها وننتهي من هذا فأمامنا ساعات طويلة في الطريق " 


هز رفيقه رأسه باقتناع ثم نظر للفتاة التي كانت تقف متخصرة في انتظار أن يفسحوا لها الطريق، لكن بدلًا من فعل ذلك تقدم منها أحدهم وفي ثوانٍ كانت تتوسط ذراعيه بعدما خدرها .


تحرك الرجال وهم يحملون الفتاة لخارج الحانة وبالطبع فما من أحدٍ يسأل عما يفعلون في ذلك المكان وكان هذا لصالحهم ....


وعلى طاولة ما كان يجلس وهو يراقب فتاته تقترب منه بوجه عابس قائلة بغيظ :


" حسنًا حبيبي القاك لاحقًا فقد اتصل أبي، ويبدو غاضبًا جدا لأنني تركت الحرس الخاص بي يجب عليّ الرحيل "


نظر الفتى لها بملل غير عابئ بالأمر فعليًا :


" حسنا لا بأس جميلتي، لكن أين هي سترتك؟؟؟ فالجو بارد في الخارج "


لوت الفتاة فمها بحنق وهي تحمل امتعتها متحدثة بضيق :


" لا اعلم خلعتها في المرحاض وعندما خرجت لم اجدها ....ذكرني ألا نحضر لذلك المكان القذر مجددًا "


____________________________________


دخل ماركوس للقصر وهو يتحدث مع أخيه الكبير يحاول إقناعه بشيء ما، لكن من ملامح مايك يظهر أنه يرفض الأمر تمامًا ....


" حسنًا ماركوس لقد سأمت حقًا منك لما لا تنشغل في شيء آخر بعيدًا عني ...انظر فبريانو يجلس هناك اذهب وازعجه وتوقف عن ازعاجي " 


رفع فبريانو عينه من هاتفه وهو يرمق الاثنين ببرود شديد ثم ابتسم فجأة وهو يفتح ذراعيه بسخرية :


" نعم تعال يا حبيب فبريانو فصدري الحنون يتسع للجميع " 


أنهى حديثه وهو يشير لادم الذي يجلس جانبه بوجه متجهم ويظهر أنه قد دخل في نقاش مع فبريانو وقد فشل كعادته فلا أحد يستطيع اجبار فبريانو على شيء لا يريده ...


انتبه الجميع لدخول انطونيو وهناك أحد الرجال يتبعه وانطونيو يحدثه بجدية كبيرة مخيفة :


" حسنًا ضعها في أي مخزن حتى أتفرغ لها ...عملك ينتهي هنا "


أنهى حديثه وهو يصرف الرجل ليبتسم جاكيري الجالس جوار فبريانو ويهمس له بخبث :


"  يبدو أن العزيز انطونيو يخطط لشيء ما "


ابتسم فبريانو وهو ينظر لانطونيو بفضول شديد ثم فتح فمه بنية الحديث لكن منعه انطونيو بحركة من يده وهو يجلس بعدما فتح ازرار سترته :


" لا تحلم أن أخبرك بما اخطط له فبريانو "


" اه مابك يا رجل أنا فقط كنت سأسألك عن اسم مصفف شعرك فقد اعجبتني قصتك "


ضحك انطونيو على ابن عمه ثم نظر بعينه في جميع الأرجاء ليجد الجميع وعلى غير العادة متجمعين ليقول بتعجب :


" ذكروني إن كانت هناك مناسبة اليوم لتجمعكم ؟؟؟" 


تحدث مارسيلو بعدم اهتمام وهو يتصفح هاتفه :


" لقد غادر جدك في رحلة طويلة "


لم يبدو أن انطونيو قد تفهم المغزى وراء حديث ذلك اللا مبالي مارسيليو ليقول بحاجب مرفوع :


"  وهذا يعني ........"


ترك انطونيو باقي جملته معلقة على أمل أن يكملها أحدهم علّه يفهم المغزى وراء هذا التجمع السعيد الغريب ....


" سنحضر نساء "


هكذا تحدث مايك بعبث سريعًا بما يدور في خلده منذ علم بمغادرة جده القصر، لكن ما كاد انطونيو يفتح فمه معنفًا ذلك القذر حتى سمع الجميع صوت عالي جدا يصرخ بغضب جحيمي  :


" ماذا ؟؟؟؟ ماذا قلت ايها الشاب ؟؟؟؟ ".


__________________________________


خرجت من منطقة التفتيش وهي تحمل حقيبتها على كتفها ثم تحركت نحو الخارج وهي تدور برأسها في الإرجاء باحثة عن خالها الذي من المفترض أنه أتى لاستقابلها ...


خلعت نظارتها لتضعها أعلى شعرها تزفر بضيق ناظرة في ساعة يدها تترقب وصول عمها بفارغ الصبر فهي حقًا لا تحب أن تكون في مكان غريب وحدها...تشعر وقتها أنها محط الأنظار وهذا الشيء يدفعها للاختناق وبشدة.


وللمرة التي لا تعلم عددها تنظر في ساعة يدها لعلها تلتهي قليلًا عن هذا الجمع الذي يحيط بها، لكن فجأة انتفضت بسرعة للخلف وهي تشعر بظل يخيم عليها وصوت رخيم يتحدث بلكنة ايطاليا 


"  تفضلي معي آنستي فالجميع في انتظارك " 


فتحت عينها بصدمة وهي تنظر لصاحب الجسد الضخم ذلك والذي لم تفهم أي كلمة مما تحدث فهي ابدا لا تفقه اللغة الإيطالية، تمسكت بحقيبتها وهي تتحدث بلغة عربية بسبب توترها الكبير :


" هو خالو اللي بعتك ؟؟؟" 


نظر لها الرجل بتعجب :


" عفواً يا آنسة لم افهم ما قلتي "


وايضًا هي لم تفهم حديثه لذا سريعًا تحدثت بانجليزية متقطعة لكثرة خوفها من مظهره :


" هل هو من ارسلك ؟؟؟" 


نظر لها الشاب قليلًا قبل أن يهز رأسه باحترام داعيًا إياها بعينه أن تسبقه في السير، تحركت خلفه وهي تضم حقيبتها بخوف وما كادت تنحني لتحمل حقيبتها من الأرض حتى سبقها هو وحملها مشيرًا لها أن تتحرك أمامه، وبالفعل نفذت الأمر سريعًا وهي تسير أمامه حتى وصلت لسيارة حديثة تصطف أمام باب المطار ثم صعدت إليها تبتلع ريقها تحاول حمل هاتفها للتحدث مع خالها، لكن تذكرت فجأة أنها نسيت شحن بطاريتها لذا أغمضت عينها قليلًا لتهدأ وهي تفكر أنها الآن في طريقها لخالها ....


وهناك أمام المطار ترجل بسرعة من سيارته وهو يصرخ بغضب شديد في ابنته ناظرًا في ساعة يده :


" عاجبك كده ؟؟؟ زمان البنت اترعبت وهي واقفة لوحدها في المطار كل ده "


هبطت ابنته من السيارة وهي تنظر لوالدها بحزن شديد فهي سبب التأخير بعدما أصرت على المجيء معه لاصطحاب ابنة عمتها ....


" آسفة والله ...أنا هعتذر ليها عن التأخير يا بابا خلاص بقى "


نظر خالد لابنته بضيق وهو يتوقف في منتصف صالة الاستقبال ينظر حوله محاولًا البحث عن ابنة أخته الكبرى، لكن أبدًا لم يلمحها في المكان، شعر بالقلق فجأة وهو يخرج هاتفه ينظر للساعة به من المفترض أن طائرتها قد حطت منذ ساعة تقريبًا، حاول الاتصال بها ليجد أن هاتفها مغلق 


" يا ترى أنتِ فين يا روبين ؟؟؟؟" 


_____________________________________


كانت تنظر حولها بضيق فهي منذ استيقظت وجدت نفسها في ذلك المكان القذر وتلك الرائحة تكاد تصيبها بالغثيان والرطوبة تنتشر في المكان، نهضت من مكانها وهي تتحرك صوب ذلك الباب الحديدي وهي تصرخ بالجميع في الخارج غافلة عن أن المكان عازل للصوت بشكل كامل :


" اللعنة عليكم يا قذرين ..أنا أعلم من ارسلكم وعندما اخرج سأخرج أعينكم من محاجرها بيديّ، بالتأكيد أحد المنافسين لي هو من ارسلكم "


كانت تصرخ وهي تضرب الباب بقدمها مغتاظة بشدة تفكر أنه ربما يكون أحد المغنيين في تلك الحانة هو من فعل هذا بها بسبب غيرتهم من صوتها الجميل ونجوميتها بين جميع السكارى .


هكذا سخرت " جولي " من نفسها وهي ما زالت تحدق في الباب، أو لربما يكون حبيبها السابق ذلك القبيح هو من ارسلهم لينتقم منها على ضربه يوم افتراقهما ؟؟؟؟؟؟؟


ايًا كان من ارسلهم تقسم أن تذيقه الويل ........


________________________


" هيا اخبرني من سيحضر نساء؟؟؟؟ اخبرني " 


ابتلع مايك ريقه  من تلك النبرة التي خرجت من العجوز للتو وهو ينظر حوله في الوجوه علّه يجد من ينجده من بين يديها ولم يجد أمامه سوى أخيه ليسارع القول وهو يشير لماركوس ليس لخوفه منها بل ليتخلص فقط من حديثها المزعج  :


" إنه ماركوس ... هو من يريد إحضار النساء سيلين "


دارت أعين المرأة التي تدعى سيلين في الوجوه حتى وقفت أمام عين ماركوس الذي لم يستوعب بعد ما قاله أخيه وهي تصرخ بغضب شديد :


" أنت ؟؟؟ أنت يا ماركوس ؟؟؟ خيبت املي أيها الشاب، وانا من ظننتك لطيف "


فتح ماركوس فمه لينفي تلك التهمة عن نفسه لولا مايك الذي جذبه إليه وهو يمنعه من الحديث.....


"  لا تلومي نفسك سيلين فالجميع ينخدع أيضًا بذلك الوجه اللطيف، لكن حسنًا دعينا نقول الحقيقة ...الشاب يمر بفترة صعبة ويحتاج لبعض اللين في حياته، أعني انظري إلينا تسعة شباب وعجوز، اقسم أن لا أحد يتحمل تلك الحياة الصعبة، نحتاج لأيدي ناعمة تربت عــ"


توقف مايك عن الحديث فجأة وهو يرى عكاز سيلين يهبط على جسده بغيظ شديد وهي تصرخ به :


" أيدي ناعمة ؟؟؟؟ وهل تظن أن هناك امرأة ستتحمل شخيرك الذي يوقظ جميع من بالقصر ؟؟؟"


تأوه مايك بغيظ شديد وهو ينظر لها بشر هامسًا :


" ايتها العجوز اللعينة لولا جدي لكنت قتلتك اقسم "


نظرت سيلين للجميع بعدما انتهت من ذلك العابث مايك وهي تشير بعصاها في جميع الوجوه قائلة بسخرية :


" أخبروني من سيتحمل العيش مع تلك الوجوه العفنة، أو من ستتحمل الاستيقاظ كل يوم على وجوهكم ؟؟؟؟ أنا من الآن مشفقة على من ستقع في حب أحدكم، يا خيبتك في أحفاده يا اليخاندرو "


أنهت سيلين حديثها وهي تتحرك ببطء تتوكأ على عكازها وهي تتمتم بضيق بينما الشباب كانوا ينظرون في أثرها بضيق شديد فتلك العجوز دائما ما تنغص عليهم حياتهم، لكن لا أحد منهم يجرأ على أن يمس شعرة منها فهي رفيقة جدهم منذ الطفولة رغم أنها تفوقه في العمر بكثير، وهي أيضًا من عملت على تربيتهم  .


" يوما ما سأقتل تلك العجوز "


هكذا تحدث جاكيري بضيق وهو يراقب حركات سيلين الواهنة يضيف على حديثه :


" انظروا إليها تكاد تنافس الاهرامات في عمرها، سنموت وتظل هي في هذه الحياة "


تحدث انطونيو وهو يخرج الجميع من أفكاره :


" حسنًا انتهينا سوف اذهب للراحة قليلًا ولا أريد أن أسمع صوت واعني بصوت أنت يا جايك "


انتبه جايك على حديث اخيه ليفتح فمه باعتراض وهو يصيح فيه بحنق :


" ماذا ؟؟؟ أخبرتك إن كنت تنزعج من صوت الموسيقى أن تبدل غرفتك بإخرى ....بدلّها مع ادم "


انتفض آدم سريعًا وهو يهتف باعتراض :


" ارجوك دع ادم وشأنه أنا لا احتمل ضوضائك تلك يكفيني شخير مايك "


فتح مايك فمه بصدمة من حديث ادم يصرخ بغيظ :


" مهلًا أنا لا اصدر شخيرًا أثناء نومي...هل ستصدق حديث تلك العجوز المجنونة ؟؟؟ " 


نظر جايك لادم بغيظ : 

" حتى انت يا صغير أصبحت تعترض، آهٍ من زمن لا يتركنا ابرياء "


رفع آدم حاجبه بسخرية ليقطع ذلك الحديث الممل صوت فبريانو وهو يتحرك من مكانه قائلًا بملل شديد :


" سأخرج للحديقة وأقطع بعض الاخشاب وانتم أكملوا حديث الاطفال هذا "


أنهى حديثه وهو يتحرك نحو بقعته المفضله في القصر والتي تكون الحديقة الخلفية والتي تحتوي على الكثير من الأشجار الضخمة وركن يحتوي على أدوات التقطيع يفرغ بها فبريانو طاقته دائما بعيدًا عن القتل .


نظر الجميع لبعضهم البعض بعد رحيل فبريانو ليعم صمت طويل لم يقطعه سوى صوت جاكيري وهو ينهض حاملًا مفتاح سيارة ملوحًا بيده للجميع :


" حسنًا كان نقاشًا صغيرًا مملًا كالعادة ...ذكروني ألا اجلس معكم مجددًا يا رفاق، وداعًا ".


___________________________________


نظرت حولها بخوف شديد وهي تسير إلى جانب شقيقها تحاول ألا تظهر رعبها للجميع، انتفضت على يد شقيقها وهو يضغط عليها قليلًا :


" رفقة ...."


التفت رفقة لأخيها وهي تبتلع ريقها ليقترب هو منها هامسًا :


" متتوتريش كده الناس واخدة بالها منك ومن حركاتك المتوترة دي "


صدمت رفقة وهي تضع يدها على شعرها تتأكد أن باروكة الشعر مثبتة جيدًا ليهز اخوها رأسه بيأس وهو يطمئنها :


" متقلقيش الباروكة ثابتة ...اهم حاجة أنتِ بس خليكِ واثقة في نفسك، اول ما هتوصلي ايطاليا هتلاقي في المطار واحد اسمه جون مستنيكِ وهو هياخدك على السكن اللي هتقعدي فيه حاولي متجذبيش الأنظار ليكِ هناك تمام ؟؟؟ وانا هكلم واحد معرفة هناك يخلصلك كل الورق "


هزت رفقة رأسها بتفهم وهي تنظر لأخيها بدموع تأبى الهبوط لا تصدق انها سترحل عن بلدتها هاربة بل و متنكرة أيضًا في هيئة أخيها بعدما ضاقت بها السبل في بلادها ....


" متقلقش يا حبيبي هكون بخير وكل شوية هطمنك انت بس صليلي وخليك دايما على تواصل معايا "


ابتسم الشاب وهو يحاول منع دموعه من الهبوط ثم جذب أخته الصغيرة لاحضانه بقهر شديد وهو يهمس لها بوجع فشل في اخفاءه :


" حقك عليا يا رفقة مقدرتش احميكِ ولا قدرت ابرئك بس اوعدك اني هحاول تاني وتالت لغاية ما برائتك تظهر للكل ...أنتِ بس خلي بالك من نفسك "


ابتسمت رفقة وهي تبتعد عن أحضان أخيها تمسح تلك الدمعات التي تزين خدها وهي تقول ممازحة :


" متخافش يا اسكندر اختك قدها وقدود انت ناسي لما كنت بمسك ولاد الحارة كلهم اضربهم ؟؟؟" 


ضحك اسكندر بشدة عليها وما كاد يتحدث حتى سمع صوت النداء الخاص برحلة أخته ليضمها سريعًا ثم ابتعد عنها ينظر في عينها بقوة :


" من انهاردة أنتِ مش رفقة سمعاني ؟؟؟ أنتِ من النهاردة اسكندر ابراهيم "


ابتسمت له رفقة وهي تحمل حقيبتها ثم ابتعدت عنه وهي تقول بصوت عالي نسبيًا بسبب صوت المكبرات في المطار :


" متخافش يا باشا اسمك في الحفظ والصون ...هخلي إيطاليا كلها تحلف باسكندر "


____________________________


هبطت من السيارة بعد رحلة طويلة على طريق وعر تعتقد أنه لربما كان جبل ما فهي للحظات كانت تشعر أن السيارة تصعد بها ولا تسير على طريق مستقيم ...


ابتلعت ريقها وهي تنظر لذلك الذي وضع حقيبتها أيضًا ثم أشار لشيء وهو يقول بإيطالية متنقنة ناسيًا أنها لا تفهم لغته :


" السيدة سيلين في انتظارك "


أنهى الرجل كلمته ثم تحرك سريعًا قبل أن يصدر منها ردة فعل مما جعلها تقف في مكانها بصدمة كبيرة لا تعلم ماذا تفعل سوى أنها استدارت ببطء لتجد نفسها تقف في مكان واسع يشبه الحدائق العامة في بلدها 


" وهو من امتى خالي كان عايش في قصر ؟؟؟ معقولة كون ثروة كبيرة اوي كده في الكام سنة اللي سافرهم ؟؟؟" 


همست روبين لنفسها وهي تنظر حولها بعدم فهم لا تفهم شيئًا تسير بلا هوادة تحدق بكل شيء حولها وكأنها في متحف ...

انتبهت على نفسها انها نست حقيبتها خلفها لتعود ركضًا تحملها ثم تكمل سيرها مجددًا تحاول ايجاد باب الدخول لتلك القلعة التي تشبه قلعة محمد علي  التي كانت قد زارتها في إحدى رحلات المدرسة سابقًا ...


" هو خالي بيشتغل في الاعضاء ولا ايه ؟؟؟"


وأثناء سيرها انتبهت لصوت عنيف يأتي من مكان قريب لها لتبتسم بسعادة وقد وجدت ما يدل على وجود بشر في تلك المدينة المصغرة _كما ترى_ لذا سريعًا ركضت نحو ذلك الصوت بلهفة شديدة وهي تصرخ باسم خالها، لكن فجأة توقفت وهي تراقب بعينها ذلك الجسد المثير _ من وجهة نظرها _ والذي يملكه شاب يرتدي تيشيرت دون أكمام باللون الاسود يحمل فأسًا ضخم بعض الشيء وهو يكسر بعض الاخشاب أمامه بقوة مرعبة .


اخذت عين روبين تتبع الفأس وهي تصطدم بجذع الشجرة الذي يقبع أمام ذلك الشاب مقطعًا إياه لقطع صغيرة ...


كان فبريانو يقطع الاخشاب وهو يخرج بها كل طاقته التي عادة ما يخرجها في مهماته، لكن وقت فراغه يخرجها في ذلك الـ...توقف عما يفعل وهو يستمع لصوت تحطم بعض الاخشاب الصغيرة أسفل قدم ما لذا ببطء رفع رأسه وهو ينظر من بين خصلات شعره التي هبطت على جبينه لكثرة تعرقه،  ليجد فتاة صغيرة تحمل حقيبة ظهر كتلك التي ترتديها الفتيات الصغيرات اثناء ذهابهم للمدرسة، مرر أعينه ببطء على جسدها بدئًا من ذلك الجاكت الجلدي وحتى بنطالها ذو خامة الجينز وصولًا لحذائها الابيض والذي اتسخ جراء سيرها في الوحل تقريبًا، وبعد تلك الرحلة على ثياب الصغيرة عاد مجددًا لوجهها ذو الملاح الـ...حسنًا يمكن القول ذو الملامح العادية جدا ....ضيق عينه وهو يراها تبتسم له ببلاهة شديدة وكأنها صغيرة تقابل والدها بعد يوم دراسي صعب .


ركضت روبين بسرعة صوب ذلك الرجل والذي خمنت سريعًا بذكاء منقطع النظير أنه البستاني الخاص بخالها، لذا تحدثت سريعًا بانجليزية متقنة غير تلك التي كانت تحدث بها الضخم الآخر :


" حمدًا لله انني وجدتك في تلك المتاهة ..هل تعلم أين هو خالي ؟؟؟" 


رفع فبريانو حاجبه بعدم فهم ليس لحديثها فهو يفهم الإنجليزية جيدًا، ولكن لمقصدها أي خال ذلك الذي تقصده تلك الصغيرة؟؟؟ 


ترقبت هي رده ولكن كل ما صدر منه كان التواء صغير جانب فمه يشبه الابتسامة، لكنها ابدًا لم تكن هكذا وايضًا نظرات غامضة جعلتها ترتاب وهي تقول بصوت منخفض :


" أولست بستانيّ هنا يا فتى ؟؟؟ "


فتح فبريانو فمه يمنع خروج ضحكة على حديثها، هل نعتته للتو ببستانيّ وايضّا فتى، هو الذي بعمر الـ ٢٩ تأتي فتاة لا تصل حتى لبداية صدره وتنعته بفتى، لكن لا بأس ببعض المتعة لذا انحنى قليلًا وهو يقترب من وجهها هامسًا ببسمة مستمتعة باردة بعض الشيء :


" نعم أنا البستانيّ هنا، بما تأمر سيدتي ؟؟؟؟؟"


______________________________


كان مايك يستعد للخروج وهو يقف أمام المرآة مبتسمًا يمني نفسه بقضاء ليلة رائعة كعادته مستغلًا تفرغهم الغريب عن العادة هذا، لكن فجأة وجد الباب الخاص بغرفته يفتح بشكل مفاجئ لينتفض للخلف بسرعة وهو يرى ماركوس يقف جواره يعدّل من وضع ثيابه يقول ببسمة :


" حسنًا يا اخي لقد تجهزت لنذهب "


" عفواً يا صغير ماذا قلت للتو ؟؟؟" 


توقف ماركوس بتعجب وهو يرمق أخيه :


" ماذا؟؟؟؟؟ سأذهب معك ...اريد الاستمتاع الليلة واستغلال غياب القائد "


ضحك مايك بسخرية شديدة و ماكاد يتحدث حتى وجد مارتن يدخل عليهم وهو يبتسم بخبث شديد غامزًا لمايك :


" هناك فتاة في الاسفل تنتظرك منذ فترة والشباب قـ "


فتح مايك عينه بصدمة ولم يستفسر عن مقصده حتى وهو يدفعه بصدمة كبيرة راكضًا على الدرج يتسائل عن هوية تلك التي تجرأت و خطت بقدمها قصرهم، لكن تصلب فجأة وهو يجد ابناء عمومته وأخيه الغبي قد تكفلوا بالفتاة فهذا مارسيليو اللامبالي يحتضنها بشكل فج وجايك قد استغل الأمر وهو يرسمهما وآدم جالس يراقب الأمر بترقب شديد وكأنهم في عرض ما ...


هبط سريعًا وهو يصرخ بجنون في اولاد عمه أن يتركوا الفتاة وشأنها :


" انتم يا اوغاد دعوا الفتاة وشأنها "


انتبه مارسيلو على أخيه ليقول ببسمة واسعة :


" ها قد جاء مايك يا جميلة، أخبرتك أنك لن تشعري بمرور الوقت معنا "


أطلقت الفتاة ضحكة عالية جعلت ادم يصفر وهو يقول باستمتاع :


" اين أنتِ يا سيلين لتري النساء  "


" نساء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟......." 


فتح الجميع أعينهم بصدمة كبيرة وهم يستمعون لصوت معروف لهم وبشدة، لينتفض ادم بصدمة وهو ينهض من الأريكة يقفز من فوقها حتى سقط ارضًا، لكنه رغم ذلك تحامل على نفسه ونهض سريعًا يركض .


ابتلع جايك ريقه وهو يجمع أدواته بكل هدوء قائلًا بثبات مزيف :


" حسنًا يا شباب نكمل لاحقًا فقد تذكرت الان موعد مهم جدًا "


أنهى حديثه وهو يغادر المكان رفقة أدواته يتلو في نفسه الصلوات شفقة على مارسيليو و مايك .....


نظر مارسيليو للفتاة بين يديه بفزع ليتركها فجأة فتسقط أرضًا وهو يقول ببسمة غبية :


" هذه ..... تلك الفتاة ....أنها اقصد أنها رفيقة اخي وجاءت بحثًا عنه و......." 


" ماذا يحدث هنا ومن تلك الفتاة ؟؟؟؟؟" 


وكان ذلك الصوت كفيلًا بجعل الجميع يرتعبون في أرضهم والذي لم يكن سوى لاليخاندرو الوحيد الذي يستطيع ارعابهم وهم من يقذفون  الرعب في صدور الجميع  .......


تحدث مايك وهو يشعر بضربات قلبه تكاد تتوقف من نظرات جده فهو يعلم جيدًا كما الجميع رأي جده في إحضار نساء للقصر ...قانون جده واضحًا داخل حدود القصر لا لهو ولا عبث، في الخارج لكم مطلق الحرية فيما تفعلون، وأثناء حديثه وقعت عينه على إحدى الصور التي تملأ بهو المنزل :


" جدي أنها ....هي تكون ....فبريانو "


نظر اليخاندروا لمايك ببرود وهو يردد كلمته :


" فبريانو ؟؟؟؟" 


" لا ...اقصد نعم ...هي هي حبيبة فبريانو "


فتح مارتن فمه بصدمة لما سمعه للتو :


" من بيننا نحن التسعة لم تجد سوى فبريانو لتلصق به مصيبتك ؟؟؟؟ سيقتلك بطريقة تجعلك تتمنى لو انك أخبرت جدك بالحقيقة "


ابتسم اليخاندرو وهو ينظر لمايك مرددًا :


" فبريانو إذا ؟؟؟؟ حسنًا فليتصل احدكم بفبريانو ويخبره أننا ننتظره هنا رفقة صديقته ........" 


________________________________


كان يتحرك بهيبة شديدة يتبعه رجاله صوب تلك الغرفة التي تقبع بها ضحية هذه الحرب المشتعلة بين قائدهم و أحد زعماء المافيا الآخرين ..


تحدث بصوت بارد مخيف كعادته يحمل في طياته ظلام دامس :


" هل احضرتموها ؟؟؟ "


هز أحد الرجال رأسه وسارع في الإجابة بكل قوة وجبروت :


" نعم يا سيدي حدث كل شيء كما خططت وهي الآن تقبع في هذه الغرفة تحت تأثير المخدر " 


همهم ببرود ثم تحدث بعدها وقد وصل أمام الغرفة مباشرة :


"هل حدث من جهتها أي مقاومة ؟؟؟ "


" لا ياسيدي ؟؟؟ لا شيء، فكما علمنا عنها سابقا أنها فتاة حمقاء غبية لذا لم نجد صعوبة في احضارها لهنا " 


هز رأسه في إشارة على استحسانه لما فعل رجاله ثم مدّ يده وفتح باب الغرفة التي تقبع خلفها ابنة واحد من أكبر أعدائه الذين تجرئوا وتعدوا على أراضيهم .


فتح الباب بكل برود يمتلكه وهيبة ورعب يتلبس جميع من أمامه، لكن كل ذلك اختفى وهو يشعر بشيء يقفز فوق اكتافه بعنف شديد ...


انتفض جسده وهو يدخل للغرفة سريعًا يحاول ابعاد ذلك القرد الذي يتعلق برقبته جاذبًا شعره بعنف شديد والذي اتضح أنه لم يكن سوى تلك الفتاة الحمقاء الغبية كما قال رجاله .


اغتاظ بشدة وهو يصرخ برجاله أن يبعدوها عن رأسه لكنها أبت إلا أن تهبط بشعره كله في يدها وهي تصرخ :


"اه اذا انت رئيس تلك العصابة اقسم إنني سأريك الويل يا حقير تريد اغتـــ.صــابي؟؟ سأريك ما سأفعله بك أيها الوغد " 


انهت كلماتها وهي تزيد من جذب خصلاته ليصرخ  انطونيو وقد فاض به الكيل جاذبًا إياها بعيدًا عن رأسه وقد أصبحت تتمسك به كالخفاش :


"اللعنة عليكِ..اتركيني يا لعينة وابتعدي عن شعري ...اضيئوا تلك الأنوار يا حمقى " 


أنهى حديثه تزامنًا مع نجاحه في ابعادها عن شعره واخيرًا، سحبها أمام وجهه في نفس وقت إضاءة المكان كله ليقع نظره عليها فتاة سمراء البشرة قليلا ذات ملامح شرسة وحادة ككلماتها السامة اطال الاثنين النظر في بعضهما البعض حتى قاطع تلك النظرات حديث الفتاة بحنق شديد :


" يا ربي ما هذا القبح ؟؟ يارجل أنت حتى اقبح من حبيبي السابق ...لأول مرة أرى شخص بهذا القبح عن قرب "


ابتسم ببرود شديد وهو يرفع يده عنها ملقيًا إياها ارضًا بعنف متجاهلًا سبابها الوقح الذي لا يليق بفتاة، ثم تحدث بصوت مخيف وهو ينظر لرجاله مشيرًا لتلك الفتاة ارضًا :


"من هذه ؟؟؟"


" ابنة خافيير يا سيدي ".


ابتسمت الفتاة بغباء شديد تهز رأسها بإيجاب موافقة على حديث الرجل :


" نعم إنها أنا بالفعل ابنة خافيير ماذا تريد من أبي يا هذا ؟؟؟"


تجاهلها هو ليبتسم بسمة جانبية وهو يشير للفتاة بسخرية :


"تلك العجوز ؟؟؟ ابنة خافيير فتاة في التاسعة عشر من عمرها وانتم ذهبتم واحضرتم لي عجوز وقحة وتخبروني أنها ابنه خافيير ؟؟؟ "


أنهى كلماته بصراخ رنّ صداه في المكان كله ليرتعب الجميع منه متراجعين للخلف بينما هي نظرت له بصدمة مشيرة لنفسها باستنكار شديد :


"عجوز ؟؟؟ يا اللهي أنه ليس قبيح وحسب بل وقح أيضا ؟؟؟ هييييه أنت يا سيد من هي العجوز ؟؟  "


نهضت تنفض ثيابها ثم نظرت له بتحفز شديد مشيرة له بالتقدم :


" تعال لاريك من هي العجوز يا قبيح، اعرف تمامًا من ارسلك إنه بوبي سولو ( مغني ايطالي مشهور ) صحيح ؟؟؟ هو يغار مني ومن نجاحي لذا ارسلك للتخلص مني، أنا أدرك جيدًا الالاعيب ذلك الوسط القذر "


كانت تتحدث وهي توجه اصبعها أمام عينه بغيظ شديد ...نظر انطونيو حوله لرجاله بعدم فهم :


" من تلك الغبية التي احضرتموها بحق الله ؟؟؟؟ هل اختطفتم ابنة مايكل جاكسون ام ماذا ؟؟؟"


نظر الرجال له بعظم معرفة ليجيب أحدهم :


" سيدي هي نفسها الفتاة التي كلفتنا باحضارها ولا نعلم عما تتحدث لربما كانت مجنونة أو ما شابه " 


التفتت جولي بصدمة لذلك الوقح وهو تقول بعدم تصديق :


" لا اصدق كم الوقحين الذين أحاط بهم ...أليس بكم شخص راقي لعنة الله عليكم يارجال "


صمتت قليلًا تحاول الهدوء ثم تنفست بهدوء وبعدها رفعت عينها لانطونيو الذي يراقبها ببرود يحاول معرفة من تلك المجنونة التي أحضرها رجاله ؟؟؟؟؟؟؟


" حسنًا دعنا نصل لاتفاق ما رأيك ؟؟؟؟" 


ولم تتغير ملامح انطونيو ولو بمقدار صغير وهو يراقبها تتحرك في المكان بحرية ثم توقفت فجأة وهي تقول باستسلام وكأنها كانت في حرب مع نفسها :


" أنت الآن ستتركني ارحل وانا سأقسم أنني لن اغني مجددًا لمدة أسبوع كامل، حسنًا ؟؟؟؟"


ولم تلقى ردًا من انطونيو سوى نظرة ساخرة قبل أن يتركها ويخرج من الغرفة بخطوات بطيئة باردة آمرًا رجاله أن ينتبهوا لتلك المجنونة حتى يعلم جيدًا ما حدث، لكن وقبل أن تخطو قدمه لخارج الغرفة حدث ما جعله يتصنم وهو يفتح عينه بصدمة كبيرة هامسًا بعدم تصديق وبكلمات متقطعة مخيفة :


" ما هذا.....الذي.....تفعلينه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟" 


________________________


وتلك فقط البداية، وكل ذلك تمهيد لما نحن على وشك خوضه في تلك الرحلة 💜


وتذكروا انتم لم تروا شيئا بعد ......


توقعاتكم للي جاي 


دمتم سالمين

الفصل الثاني من هنا 👇👇👇👇


الفصل الثاني


ادسنس وسط المقال
ادسنس اسفل المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS