ياسين مجنون ليلي
11/12/13
11
"ليلي"
نظرت لها بصدمه وقد تساقطت دمعاتي بغزاره ، تناسيت العالم من حولي وأنا أري نواره صديقه طفولتي وحياتي والتي لم أنساها يوماً ، دائمًا كنت أتذكرها في حديثي وفي دعائي ،كنت ادعوا الله ليلا نهاراً حتي أراها ، هي الآن تقف أمامي وقد أصبحت أجمل واجمل عن ذي قبل ، لم الحظ نظرات من حولي ولا تمتمت شكري بإسمي وقد بدى أنه تذكرني ارتميت اُعانق نواره وقد تعالي صوت شهقاتنا ، شدد كلتانا من العناق وأخذت أردد بشوق وحنين
=نووااره ...نوارر ..وحشتيني.
دفنت الأخري رأسها في عنقي وهي تشدد من عناقها وتستنشق رائحتي بلهفه
=ليله...مش مصدقه .
خرجت من عناقها علي مضض وقلت بإشتياق وحنين
=يااه يا نواره مشفتكيش من ١٣ سنه.
ضحكت الأخري بحنين وتكمله
=١٣ سنه وشهرين واربع أيام....مش مصدقه أنك قدامي ...انت بتعملي اي هنا.
قال العم شكري بلهفه وهو يتقدم ناحيتي
=لّيل بنتي ...كبرتي .
تقدمت منه بشوق وكدت اعانقه فقوف يآسين حائل بيننا وقال بغيره
=هتحضنها قدامي..سلام بالأيد وخلاص.
نظر الحميع له بصدمه ومن ضمنهم كنت أنا فهتفت بحزن علي فعلته
=يآسين دا عمو شكري.
ضحك بسخريه وقال بعدم رضا
=والله عمو شكري ف كدا اسيبه يحضن مراتي كدا عادي.
صرخت نوراه امامي وقالت سريعاً بشهقه وهي تضع يدها علي فمها وتنظر ناحيه يآسين
=دا يآسين جيرانك اللي بتحبيه من وانتي ص...
وضعت يدي علي فمها وقلت بتحذير وغيظ
=هتفضحيني ... أيوا هو ...ما تجيبي ميكروفون وتذيعي للشارع بالمره.
انفجر يآسين في الضحك وهمس بجوار أذني بغرور
=بقا أنا مشهور للدرجه يا ليلتي.
فقالت نواره بغمزه ماكره وهي تبتسم ببلاهه
=اتجوزتيه ياعم الله علي الحب.
شعرت بالخجل وحاولت تدارك الموقف فقال زيد بسخط
=ما تفهمونا يا جماعه بدل ما احنا عاملين زي الاطرش في الزفه كدا.
ضحكت بصخب فأشارت علي نوراه وأنا عانقها
=دي نوراه صديقه طفولتي.
حك مصعب رأسه بعنف فقال بخبث
=طيب حلو والله ...كدا هنعرف نستفيد.
حينها تدارك شكري الموقف وقال بغضب لمصعب
=إنت لسه واقف قدامي ... أمشي من وشي واتفضل من غير مطرود.
أشار مصعب لنفسه وقال بسخريه
=من غير مطرود اي انت كان ناقص ترميني من البلكونه اللي ورانا دي.
ثم أكمل بجديه وهو يجلس مره أخري
=بص يا عمي أنا بقولك اهو انا بتقدم لبنتك نواره علي سنه الله ورسوله ومش طالع من هنا غير لما نحدد كتب الكتاب.
تطاير الشرر من عين شكري بغضب حارق ولكن تظاهر بالبرود وقال بعدم قبول
=طلبك مرفوض واتفضل امشي.
حينها قال أبي بلباقه وأدب وهو يشير لنا بالسكوت
=مفيش حد يفتح بوقه ...الكلام معايا ومعاك دلوقتي يا شكري... أنا طالب ايد بنتك لأبني مصعب...وقبل ما تقول اه او لا... أنا حكتلك الظروف اللي حصلت قبل كدا ... وإن كل حاجه خرجت عن اراده الجميع...، وحصل طلاق من سنتين..دلوقتي ابني لسه شاري بنتك وبيحبها وأنا طالب منك تنسي الماضي ونفتح صفحه جديده.
وأكمل وهو يوجهه بصره ناحيه مصعب
=وصدقني لو قلت مش موافق... هاخد أبني واعتبر إننا مجيناش من أساسه.
هتف مصعب بغضب
=بابا بتق.
قال له بتحذير
=الكبار بيتكلموا دلوقتي استني.
قال شكري بحزن وهو يضم نوراه بين يديه
=مفيش حاجه اسمها انسي الماضي يا نور الدين إبنك كسر قلب بنتي ووجعها بنتي إللي مشفتش ضحكتها ليا سنين بسبب وجعها من إبنك،، جتلها حاله نفسيه بسببه واتوجعت واستحملت كلام الناس ، إبنك اللي اتجوز ، وأنا مستحيل اخلي بنتي البكر تتجوز واحد مطلق.
حينها قالت نواره بهمس والتي كنت أجلس جوارها وببحه وهي تنظر لأبيها برجاء
=بابا عشان خاطري اسمعه وشوف اللي حصل معاه ...عشان خاطري متكسرنيش للمره التانيه... أسمعه واحكم بعد كدا.
وقف أبي بعد حديثه وقال وهو يتجهه للخارج
=كدا انا اخدت رأيك ...يلا بينا يا ولاد.
وقفت جوار أبي وهممنا بالوقوف فقال مصعب بإنكسار وغضب
=وأنا مش طالع من هنا ...واقسمت بالله ما خارج غير لما أحدد كتب كتابي عليها.
تساقطت دمعات نواره بغذاره وهي تحرك يد أبيها الذي ينظر لمصعب بشرود
=بابا عشان خاطري دول ماشين ...اديهم فرصه عشان خاطري.
حينها قال أبي بنفاذ صبر علي إلحاحها
=اقعد يا نور الدين انت ضيف فبيتي وأنا إذا كنت تصرفت معاك كدا مش عشانك انا عشان اللي عمله ابنك فبنتي...انت علي عيني وعلي راسي.
ثم أكمل وهو يسأل مصعب
=انت طلقت مراتك ليه
ضحك أبي بغموض ليآسين وقال بخبث
=مش قلتلك ...شكري دا ميجيش منه غير كدا.
ضحكنا بخفه علي خبث ابي
فقال زيد بمرح
=طلعت مش ساهل ياحج.
جلسنا مره أخري فقال مصعب بإبتسامه باهته وهو يحاول أن يداري ألمه خلف ابتسامته
=متنفقناش في الجواز...وعاوزك تصدق حاجه انا لولا وصيه امي بنتك كان زمانها معززه مكرمه فبيتي.
ثم غمز لابيها بخفه وهو يضم يده بوضع حمل جنين وهو يحرك يده زهاباً وأياب بتعاقب
=وكان زمانك حاطط حفيدك علي رجلك.
نظر له بإستنكار وغيظ ثم مال علي نواره وتحدثا قليلاً ..
فنظرت حينها لمصعب وقلت بسعاده ونظراتي تلتهم نواره
=أخيرا يا يآسين...مش مصدقه إن شفت نوراه ...بالصدفه دي.
ربت علي يدي بحنان وقال بحب وهو يري نظرات اللهفه بيننا
=أظن قلتلك اللي فرقوا قادر يجمعكوا.
حينها تداركت ما فعله قبل قليل وقلت بضيق
=كدا تكسفني ومتخلنيش احضن عمو.
ضحك بسخريه وقال بغيظ مكتوم
=سلميلي علي عمو ياختي مش قاعده مع إبن أختك هنا عشان تحضني راجل قدامي.
ثم قال بشرر وغضب
=دا لو كان قرب كنت خليت وشه شوارع.
رفعت حاجبي وقلت بتقزز
=وشه شوارع!! اي يا يآسين الألفاظ البيئه دي.
أبتسم بسماجه وقال ببرود وهو يقلب عينه بصبر
=هوريكي شغل البيئه بجد لو حد قرب منك...وسمحتيله.
شعرت بالغضب وقلت بعدم رضا علي حديثه
=علي فكره دا فمقام بابا ...هتغير من واحد قد بابا.
تعالت ضحكاته بمساجه فنظروا له بغرابه فمال هو وهمس بإذني بتحذير
=أنا بغير منك أنت ذات نفسك من نفسك ...وبعدين بلاش تختبري صبري في موضوع الغيره دا ...لما أبقي كيس جوافه ابقي اعملي كدا.
نظرت بغضب وحولت بصري للناحيه الاخري وأنا أدرك أن الحوار مع لن يفيد بشيئ فقال بهمس ملاوع
=بتعصبي عينك عليا يا لولي...طيب لينا بيت يلمنا.
قال شكري لنواره والتي بانت فرحتها بشده بعد همساتها هي ووالدها
=قومي نادمي أختك ومامتك...عشان نحدد كتب الكتاب.
تهللت اساريرنا بفرحه وسعاده اخيرا علي موافقته وحين خرجت نوراه وقد تعلقت عنيها بمصعب ... قال هو بجفاء وبغض.
=أنالحد دلوقتي مش مقتنع بيك لبنتي ... أنا عملت كدا عشان سعادتها لأني مش هقدر استحمل تجيلها نكسه تاني بسببك... وأعرف إني لا طايقك ولا طايق وجودك ...عشان اللي يأذي بناتي بشعره مالهوش عندي غير إني اكرهه.
تغيرت ملامح وجهه مصعب وقد طغي عليها الحزن لحديثه فقال بتفاؤل
=وأنا هخليك أنت بنفسك تقول إني مكنتش هلاقي حد احسن من بنتي ليك.
بينما قال أبي بدفاع عن مصعب وهو يشعر بالضيق من حديثه عن إبنه
=متقولش كدا يا شكري.. مصعب دا والله طيب وغلبان بس هي الدنيا اللي بتلطش فيه يمين شمال . وأنا اوعدك إن بنتك فوق راسي وعلي عيني.
اندفعت بعدها نواره وبيدها مريم التي دخلت بخجل فرفع زيد رأسه بشوق ولهفه هو الآخر وقال وهو يصفر بهمس
=البنت احلوت الله وأكبر.
جلست علي القرب منه فمال وقال لها بسعاده وهو يري التهاء الجميع في الحديث ما عداي فقد كنت اتفقد نظراته
=بقيتي حلوه قوي علي فكره.
رفعت رأسها بصدمه ناحيته وقد تحلي وجهها بحمره الخجل فقلت له بضيق
=بتتشقط البت قدام ابوها يا زيد ...هي وصلت ...ياخي عيب.
شعر بالحرج وقد حك رأسه كالمعتاد عندما يخجل بينما مريم وضعت رأسها أرضا وهي تكاد تموت من فرط خجلها علي إندفاعه الوقح....
فقال زيد بحرج وخجل وهو يميل ناحيتي ويهمس
=يا ليلي ماهي البنت تتشقط بصراحه.
تمالكت نفسي من أن افتك به وقلت بضيق وتحذير
=زيد دي مش بنت من الشارع عيب ... وبعدين دي مش أخلاقك أقعد كدا واتهد بدل ما تبوظ موضوع اخوك وأحنا مصدقنا.
انقضت الجلسه بسلامه وقد تم الاتفاق علي عقد القرآن والزفاف بعد شهرين من الآن...وعدنا للمنزل بسلام...وكل شارداً في ما يشغله....
💖🌈💖🌈💖🌈
"يآسين"
جلست علي الفراش بعدما ابدلت ملابسي وانتظرت خروج ليلي من المرحاض ، فامسكت هاتفي اُقلب فيه بملل ، خرجت بعدها تردتدي منامه صيفيه ذات لون كلون عينيها تقدمت وجلست بجوار بضيق بان علي وجهها سحبتها جواري فقالت بضيق
=نعم..في حاجه.
كبت ابتسامته كادت تشق وجهي وقلت بجديه مصطنعه وأنا اسحبها مره أخري بعدما ابتعدت عني
=مالك في حد دايقك مراتي باخدها فحضني عشان ننام.
نظرت لي بحنق وقالت وهي تسحب يدي من يديها
=لا مش مراتك أنا.
رفعت حاجبي وقلت بسخط
=امال مين شاقطك من الدقي مثلا.
ظلت تطلع لي بضيق وبعد كلماتي قالت بحنق وهي تبتعد عني
=ايه اللي بتقوله دا.
قلدتها وقلت بسخرية
=وايه اللي بتعمليه دا.
صاحت بتحذير وغيظ وهي تربع يدها وبنبره مدللة لم تقصدها
=يآسين.
أسبلت عيني بعد هتافها المدلل وقد خارت حصوني وقلت بنبره عاشقه
=قلب يآسين وعشق يآسين ومجنونه يآسين.
إحمر وجهها خجلاً ولكنها لملمت شتاتها وقالت بحنق
=متحاولش عشان أنا مدايقه منك خالص خالص.
ضحكت بخوفت علي طفوليتها وقلت بتوجس
=وليه زعلانه خالص خالص بقا.
إستشاط وجهها حنقا وحاولت القيام من جواري ولكني قلت بندم
=خلاص خلاص بما إنك ققالبه بوزك بنكد الستات المصريه الأصيل دا فشكل الليله مش معديه ومش فايته.
ثم أكملت بتساؤل وقد اعتدلت في جلستي وفعلت مثلما تفعل
=بعد إذن سيده الحسن ينفع تقوليلي يآسين زعلك في أي.
ضربتني بخفه علي يدي وقالت بغيظ وقد انكمش وجهها وتقارب حاجبيها
=بقا مش عارف برضو ...ينفع اللي عملته دا بقا عمو شكري اللي مربيني وشفته بعد سنين طوال متخلنيش اسلم عليه.
شردت في عينيها الفيروزيه وقلت بهيام وانا ارفع يدي لاُباعد بين حاجبيها
=متكشريش وشك دا أولا ً ... ثانياً انا بغير يا ليلي ... وثالثاً أنا مقلتلكيش متسلميش أنا قلتلك متحضنيش...رابعاً... بحبك.
إحمر وجهها خجلاً مره أخري وقالت بحزن وإنكسار وقد تذكرت والدها
=بس أنا بحب عمو شكري قووي يا يآسين...حسيته بابا لما شفته كان نفسي اترمي فحضنه قووي يمكن يعوضني حضنه عن حضن بابا اللي وحشني قوي
قربتها لي وعانقتها بحنان وقبضت علي خصلاتها المتمرده كتمردها واستنشقتهم بحنين ثم رفعت وجهها لتتقابل عيني البنيه مع فيروزتها وقلت بعشق
=أنا هنا عشان اعوضك عن أي حد يا لّيلّه حياتي.
ثم أكملت بلغه شاعريه اذابتها وكانت تلك آخر الكلمات ليندسل الستار معلناً عن عشق متين لن ينفك طرابته ولو طالت السنوات
=تذكري مولاتي دائما أني هنا..،عندما تشتاقين لعناق أبيكِ فأنا موجود لاُذيب هذا الإشتياق.. وعندما تتلهفين لرائحه حنان أمكِ فأنا موجود لاُشبع هذه اللهفه..وعندما تشتاقين للضحك مع أخيكِ فأنا هنا لأجعل الابتسامة لا تعرف طريق سوا لخديكِ... وإذا اشتقت للثرثره مع أختك فأنا هنا أستمع لك بكل اُذن صاغيه....فلاكن لكي الجميع يا ليله العشق يا سيده الحسن والجمال.
💖🌈💖🌈💖🌈💖
"نواره"
درت حول نفسي بسعاده ولهفه وصوت ضحكاتي يتعالي شيئاً فشيئ فقالت مريم بسخرية
=براحه علي نفسك يا جوليت لتطيري.
تقدمت منها ومسكت يدها واوقفتها ودورت بها وأنا أقول بهيام
=جوليت أيوا انا جوليت ودا أسعد يوم فحياتي.
ضحكت بسعاده وقالت بحنان
=ربنا يتمللك علي خير يا حبيبتي.
رفعت يدي وقلت بقنوط بعد تنهيده حاره
=يااارب يااارب كملها علي خير يارب .... أنا مبسوطه قوووي كمل سعادتي علي خير.
ثم أكملت بشوق وحنين
=متعرفيش لما شفت ليلي حسيت بأي ...بجد كنت طايره من السعاده إني شفتها...بعد كل السنين دي أشوفها لا وأي هنبقي سلايف متخيله.
هتفت بهيام وهي شارده لا تعي ما تقول
=عقبال ما أبقي سلفه معاكوا كدا.
ضحكت بشده ثم صفقت بسخريه
=انتِ وقعتي يا قلب أختك.
تدراكت ما قالت فحاولت تغير الموضوع ومداره ارتباكها
=هتكملي جهازك امتي قدامك شهرين.
امسكتها وأجلستها علي طرف الفراش وقلت بمكر
=متحاوليس تغيري الموضوع ...في اي ...هو التور طلع يتحب ولا اي.
ضحِكت بخفوت وقالت بتهرب وخجل
=لا مش زي ما انتِ فاهمه خالص .. كفايه استجواب رايحه انام من الصبح مع ماما بنضف ...اي مفيش ديمقراطيه.
ثم رمت قبله في الهواء وفرت هاربه..
أعلن الهاتف وصول رساله فعملت علي الفور أنها من مصعب فتحتها
"كدا اول خطوه ...ولسه"
تزينت علي ثغري ابتسامه بلهاء وعانقت الهاتف ودفت رأسي في الفراش بخجل..
❤️🌈❤️🌈❤️🌈❤️
بعد مرور شهر....
فرغ المنزل إلا من وجودي أنا وأبي فقد ذهب مصعب لزياره نواره وزيد في جامعته أما لليلي فذهب لزياره والدتها، جلست بجوار أبي بتعب ولم ألحظ نظراته المتوتره ناحيتي وما إن رفعت بصري حتي اتحدث فلمحت نظرة التوتر في عيناه فسألته بغرابه
=بابا مالك...عاوز تقول حاجه.
سألني بترقب وهو يحاول مداره نبره الحزن في حديثه
=عامل اي انت وليلي ...والعلاج وصل لفين.
أطلقت زفيرا عاليا وقلت بعدم اهتمام مصطنع
=مفيش من ساعه آخر مره من شهرين مرحناش تاني غير العلاج وقال تستمر عليه ولو في نتيجه هيظهر وحدوا بالحمل...بس شكلنا مطولين حبتين تلاته كدا.
ربت علي قدمي وقال بألم
=وهو سنك في حبتين تلاته تاني يابني ...انت دخلت في التلاتين.
وأكمل بحزن دفين
=دا اخوك هيتجوز الجوازه التانيه وإنت مش قادر تشيل عيل في إيدك.
شعرت بغصه منكسرة في حلقي ولكني تفاديت الأمر وقلت برضا
=بابا أعمل أي يعني الموضوع مش بإيد حد غير ربنا.
اجاب بشرود
=دا بالنسبه لليلي بالسنبالك إنت لا.
رفعت حاجبي بعدم فهم علي حديثه الذي لم اشعر بالارتياح ناحيته
=قصدك اي مش فاهم.
حاول ضبط نبرته وقال بنبره مهزوزه من رد فعلي علي ما سيقوله
=يعني بإيد ربنا بالنسبه لليلي عشان دا غصب عنها أما انت فكويس ومفكش حاجه.
تمالكت نفسي من الغصب وقلت بهدوء كي استخرج منه ما يريد الوصول إليه
=قصدك اي بالضبط يا بابا ...عاوز توصل لأي فهمني.
ربت علي قدمي مره أخري وقال بعدما وقف ليهبط للمسجد
=ولا حاجه يابني ربنا يكتبلك اللي فيه الخير.
وقفت أنظر لاختفائه بغضب وعتاب ، فقد حاولت فهم تلميحه ولكني تغاضيت عن الأمر فمهما حدث لن أتخلي عن ليلي لأمر ليس بمقدورها حله.
💖🌈💖🌈💖
بعد مرور أسبوع....
"ليلي"
إستيقظت صباحاً بقلب مقبوض وشعرت بعدم الارتياح ، نظرت حولي لاري يآسين نائم بهدوء جواري اتكأت علي مرفقي وظلتت أنظر له بحنين واشتياق ، لا أعلم ماهيه ما أشعر به سوي انني أريد ألشبع من النظر إليه وكأنني سأفقده ، إعتصاره شعرت بها في قلبي منذ ايام وها هي تزيد يوما فوق يوم وإلي الآن لا تفسير..!
لمست بأناملي ذقنه التي تمنو بتساوي علي وجهه وقد شردت في سنواتنا الماضيه وأنا اُحدث نفسي بهمس ألم يحن يا الله أن تقول كن فيكون ، ألم يحن أن احمل جنين في احشائي ، ألم يحن أن اسمع ولو لمره من طفلي كلمه أمي ، إلا استحق أن اتهوه في شعور الامومه ، لماذا هذا الاختبار يا الله ، أقُسم إنه اقسي اختبار اُوضع فيه ، أنها الامومه شعور مغمور بالحنان والحب ألا استحقه ، هل تمنعني عنه لاني قد لا أكون جديره به ..، ولكن لا فأنا حينما أري طفل بين يدي تغمرني السعاده من كل جانب وكأني قد امسكت قطعه ألماظ بيدي ، اشعر بالسعاده لوجودي بجانب أي روح تطفوها الملائكه من كل الأركان ، تلك الرائحه المميزه التي تطوف الجنين لو وصُفت بجميع الروائح لن تصل لحلاوتها وخُدرها .. أفقت من شرودي حينما رمش ياسين بعينه فمسحت دمعاتي التي تساقطت سريعاً حتي لا يراها وابتسمت ابتسامه باهته ولكن علي من اُخفي فإنه يآسين انتفض بخوف وقال بقلق ونبره ناعسه
=ليلتي ..مالك.
إقتربت منه وقبلت جبينه وقلت بسعاده
=صباح السعاده علي صانع السعاده.
رفع حاجبه بضيق وقال وهو يدرك تهربي من الحديث
=ليلي في أي كنتي بتعيطي ليه.
ارتميت اُعانقه وأنا أخذ قدر كافي من رائحته لأحفظها داخلي
=مفيش يا يآسين ... أنا بس سرحت فينا ودمعت من فرحتي إنك جمبي.
ضيق عيانه ناحيتي بعدما أخرجني من عناقه وقال بتشكك
=دا بس.
أومت برفض وقلت بحزن وتلعثم وأنا أشعر بتلك الاعتصاره تعود مره أخري
=مش عارفه ...قلبي مقبوض ومش مستريحه... خالص ... حاسه بإحساس مش عارفه اوصفه... بس ... بس أنا كويسه وعادي.
عانقني وربت علي ظهري بحنان وقال بهدوء
=مفيش أي حاجه هتحصل متخافيش يا حبيبتي أنا جمبك.. أهدي خالص
❤️🌈❤️🌈❤️
" يآسين"
عصراً...دخلت طابق أبي لاطمئن عليه فوجدته يخرج من غرفته بعدما بدل جميع ملابسه وارتدي ملابس للخروج ، وقفت أتطلع إليه بغرابه ف أبي ليس بالشخص المُحب للخروج من المنزل فأقصي خروج له هو للمسجد والجلوس به مع جيراننا
نظر لي وقال بتساؤل
=فاضي عايزك معايا في مشوار.
رفعت حاجبي بدهشه وأشرت إلي نفسي وقلت بغرابه
=أنا ومشوار !! فين دا.
ضحكت بشده وقال بمواساه علي فعلتي
=عارف إن مستغرب وإنه مش عادتي ...بس أيوا عاوزك تيجي معايا نزور واحد اعرفه.
سألته بفضول
=مين الواحد دا.
سحبني من يدي وقال وهو يهم بالخروج تهرباً من الإجابة
=واحد زميل ليا...يلا بس عشان نلحق.
هبطت مع للاسفل وركبت السياره فتوليت القياده وجلس هو بجواري ، تبادلنا بعض الأحاديث أثناء سيرنا ولكن استوقفني سؤال
=بابا اشمعنا انا...ما في مصعب الأكبر.
أجاب بغموض ونبره لم ارتاح لها
=مصعب اخوك فالشغل...وبعدين أنا عاوزك انت.
تنهدت بعدم ارتياح ولكني فضلت الصمت حتي اعرف ما يجول بخاطره...
وصلنا إلي حيث اعطاني العنوان فخرج رجل وقور في استقبالنا تقدم ناحيه ابي وقال بترحاب شعرت بمبالغةً فيه
=نور الدين بيه اتفضل. نورتنا.. أهلا وسهلاً.
رحب أي به بحراره وقال بود
=دا نور يا محمود تسلم .
مد يده وسلم علي وقال بسعاده
=سياده الباشمحاسب اتفضل يا باشا...نورتنا.
ابتسمت له بعمليه وقلت وأنا لا اطمئن له وهو يلتهمني بنظراته
=الله ينور حضرتك.
ضحك أبي ومال ناحيتي وقال بسخريه علي ما تفوهت به
=مش عارف ترد ...في حاجه اسمها ينور حضرتك.
تداركت ما قلت فحككت رأسي بحرج ولكني تجاوزت ذلك وسألته بإستنكار
=بس مين. الراجل دا يا بابا...اول مره اشوفه.
أجاب بعدم اهتمام او بتهرب لم استطع أن احدد ماهيه حديثه
=صاحب قديم.
تقدمنا للداخل وأجلسنا في غرفه الضيوف وقال بترحاب وهو يقدم لنا الماء
=والله نورتونا..دقيقه واحده وراجع.
خرج وتركنا انا وأبي فقلت لأبي بضيق علي ما يحدث
=بابا هو في اي...مين دا.
كاد أن يتحدث ولكن قطع صوته حين دخل الرجل وخلفه أبنته فقال الرجل بموده وهو يشير ناحيتي بتودد
=ادخلي ياعروسه قدمي العصير لعريسك.
تملكني الغضب من كل جانب علي ذلك الموقف الذي وضعني فيه نظرت له بصدمه وكدت اصرخ به ولكنه قال بتحزير وهدوء وهو يبتسم بسماجه لمحمود
=اقعد وممتتكلمش ولا كلمه متصغرنيش قدام الراجل.
قلت والشر يتطاير من عيني
= وانت كدا مش بتقلل مني يا بابا... مش بتقلل من ليلي.
قطع همساتنا حينما تقدمت الفتاه بخجل وقالت بأدب وهي تضع المشروب أمام أبي
=اتفضل يا عمي.
قال أبي بود وقد أعجبه أدبها
=يزيد فضلك يابنتي.
كادت أن تضع المشروب أمامي فصحت بغضب
=مبحبش الفراوله.
قال محمود بحرج وهو يدرك غلاظتي في الحديث
=سامحنا يابني منعرفش ...اخليها تعملك أي حاجه تاني قول بس بتحب أي.
أجبت بنفور و بغض
=مبحبش حاجه شكراً.
حاول أبي تدارك الموقف فقال بتبرير
=معلش يا محمود يآسين بس راجع من شغله تعبان وانت عارف هو شغال مدير حسابات فشركه كبيره وجبته علطول علي هنا.
تعالي رنين هاتفي فأخرجته من جيبي فاضاء ب"ليلتي" قبضت علي يدي بغضب حارق فبعثت لها رساله
"حبيبتي أنا فمشوار بره مع بابا بيزور واحد صاحبه نسيت اقلك ..متزعليش"
أضاء إسمها مره أخري تبعث لي
"طيب يا حبيبي خد بالك من نفسك هستناك علي العشاء اكيد...وخد بالك من باباك".
ضحكت بسخريه علي نقاء قلبها فهي تذكرني بسلامه أبي يينما الآخر يحاول تزويجي بأخري غيرها...
وجدتها حجه فقلت لأبي بلهفه مصطنعه حتي أخرج من تلك الزيجه...
=بابا في مشكله كبيره حصلت في الشركه والمدير لسه مكلمني وقالب الدنيا عليا ...لازم أمشي يلا عشان اوصلك.
وقف أبي وقال بقلق
=وأنت مالك انت.
أجبته بحنق وأنا ألملم اشيائي من علي الطاوله
=هو أي اللي مالي انت ناسي إني مدير الحساسبات... معلش يا استاذ محمود نيجي مره تاني.
خرجنا سريعاً وحاول أبي أن يلطف الحدث فوعد الرجل بزياره أخري حتي يتسني أن تتعرف العروس علي بينما أنا ضحكت بسخريه علي أفعال ابي...ضعدت السياره بغضب فجلس ابي بجواري وما إن ابتعدنا قليلا عن منزل الرجل حتي نظرت لأبي وقلت بصياح وقد تعالي صوتي
=أي اللي إنت عملته دا يا بابا...انت مدرك اللي حصل دا.
تحلي أبي بالهدوء وجاوبني بتبرير
=اه مدرك يا يآسين انت خلاص كبرت وبقيت فوق التلاتين سنه وكل ما فرصه ليلي للحمل بتقرب كل ما فرصتك انت للخلفه بتضيع وسنك
بيكبر.
ضربت علي بوق السياره بغضب وعنف وقلت وقد وصل صبري عنان السماء
=ودا ميدلكش الحق إنك تعمل كدا وتحطني فموقف زي اللي حصل دا يا بابا.. انا راضي وبشكر ربنا ولايمكن اتخلي أو اسيب ليلي.
أجابني ببرود وكأن الأمر لن يدمر حياه من حوله
=وأنا قلتلك سيبها ... إنت تتجوز عليها وهي تفصل علي زمتك.
ضحكت عالياً بسخريه ثم صفقت بيدي وقلت ببغض
=عارف اللعنه أهو اللي انت بتقوله دا ألعن...بدل ما اوجع قلبها اكسره خالص...بتكحلها عميتها.
مش شده سرعه السياره أثناء العوده وصلنا في وقت قياسي للمنزل فقال ابي بلهجه آمره قبل أن يهم بالخروج من السياره
=البنت محترمه وكويسه ...مهد الموضوع لنفسك ولمراتك عشان هتكتب علي البنت وهتدخل مع أخوك ولو معملتش كدا اعرف إني غضبان عليك ليوم الدين.
صرخت بوجهه وهو يدخل بوابه المنزل
=مستحيل يا بابا مستحيل.
💖🌈💖🌈💖
"ليلي"
حل المساء وقد برز القمر في السماء حوله الكثير من النجوم اللامعة في صوره تبرز جمال وإبداع الخلاق....وقفت اتطلع من الشرفه في إنتظار يآسين ولكن دون جدوي ..دخلت الي الغرفه مره أخري وقمت بالاتصال عده مرات به ولكن لا يوجد رد ارتديت ملابس لأهبط للأسفل حتي اسأل أبي عن سبب غيابه فقد كان معه منذ بضع ساعات..وما إن خطوت خارج الغرفه حتي سمعت صوت مفاتيح المنزل أدركت أنه قد وصل أسرعت للخارج وأنا أقول بقلق
=يآسين فينك من بدري.
خطي للداخل خطي متعبه فشعرت بالقلق يتسرب في جسدي وأنا أري في وجهه علامات الحزن والضيق....تنهد هو تنهيده حاره وألقي جسده بإهمال علي الأريكة .. تقدمت بلهفه وجلست جواره وامسكت بده وسألته بضيق علي حاله
=يآسين حبيبي مالك.
فتح عينيه بتعب ونظر لي بشرود فمسح علي وجهه بعدها وقال بإبتسامه باهته
=مفيش يا حبيبتي أنا كويس.
نظرت له بتشكك وقد أدركت وجود خطب ما فقلت بحزن
=عينك بتكدب يا يآسين ممكن تقولي في أي حصل.
ألقي بنفسه بين يدي وقال بترجي
=ليلي عشان خاطري أنا تعبان قوي متضغطيش عليا.
ثم نظر لملابسي وقال بتساؤل
=أنت كنت رايحه فين.
مسدت علي شعره بحنان وأجبتن بنبره ناعمه
=لما لقيتك متأخر قلت انزل اسأل بابا عنك وأشوفه هو كمان لو عاوز حاجه.
صرخ بغضب وقد تشنج جسده
=متنزليش لبابا تاني.
إذن فحالته تتعلق بوالده ولكن ماذا فعل معه حتي تكون هيأته بتلك الطريقه سألته بترقب
=مالك يا يآسين أول مره تتكلم عن بابا كدا أي اللي حصل بينك وبينه.
تشنج جسده مره أخري ولكن تمالك نفسه وقال بتهرب
=مفيش يا ليليي...طمنيني عليكي.
قمت من علي الأريكة ووقفت أمامه وقد شعرت بالضيق مما يحدث فربعت يدي وسالته
=يآسين أي اللي حصل معاك انت وبابا قولي.
قبض علي خصلات شعره بتعب فاجلسني مره أخري ومسح علي وجهه بنفاء صبر وقال بتوتر
=ليلي هحكيلك بس عشان خاطري تبقي هاديه ومتزعليش مني والله مكنتش أعرف.
ثم سرد ما حدث من ساعات وأنا أستمع له بصدمه علي ما فعله أبي كيف له أن يفعل أمر كهذا ألا يدرك عواقب فعلته ، تساقطت دمعاتي بغذاره وخذلان علي من أدعوه بأبي ، ليس فقط بل اهبط للأسفل كل يوم لاقضي حاجته وأجلس معه ،
مد يآسين يده وكاد أن يتحدث ولكني قمت سريعاً وتقدمت لباب الخروج ثم فتحته وهبطت لاسفل وأنا لا اعبئ بنداء يآسين
دخلت للاسفل وصرخت ببكاء
=عميي.
ثم رددت بصوت أعلي وأنا أشعر بالم حاد في قلبي ، لمجرد تخيل أن أخري ستشاركني في يآسين....
=عمي
كان أول من خرج زيد يليه عمي فقال زيد بقلق علي حالتي
=ليلي مالك في اي.
لم اعبئ لأي حد سوي أني صرخت في وجه أبي بكسره
=بقا دا جزاه كل السنين اللي شيلاك فوق راسي ...عاوز ابنك يتجوز غيري.
تشنج جسده من التوتر وقال بتبرير
=ليلي بنتي اسمعيني ... يآسين خلاص كبر وكل ما فرصتك تقرب هو فرصته بتبعد ... وأنا نفسي اشوف احفادي.
ثم أكمل بحزن وهو يحاول الاقتراب مني
=اسمعيني يابنتي أنا مقولتش هيسيبك هو هيتجوز وانتي معاه ولو مش عوزاها تيجي هنا أنا هجيلهم شقه بره.... مصعب دي تاني جوازه لي ويآسين مشالش عيل في أيده.
صرخت في وجهه وأنا ابتعد عنه بنفور
=أبعد عني ما تقربش.
بينما صرخ زيد بعدم رضا علي ما يحدث
=أي اللي انت بتعمله دا يا بابا ...بقا ماما بوظت حياه مصعب وانت هتبوظ حياه يآسين حرام عليك بقا .
إقترب يآسين مني وامسك يدي ونظر لأبي وقال يإقرار
=أنا مش هتجوز علي ليلي ولا هسيبها مهما حصل.
صرخ أبي وقد أحمر وجهه بتعب
=وأنا مقلتش تسيبها هي معاك لحد ما تخلف بس انت تتجوز وتخلف من واحده تاني...من حقي أشوف احفادي.
صرخت بالمقابل وقد تشنج جسدي ببكاء حاد
=بقا انا تعمل تعم كدا معايا دا انا شيلاك فوق راسي وبقولك يا بابا وبعملك كل اللي تعوزه ...دا انت سهام معملتش معاها كدا واللي كانت مرمطاكوا معاها.
ثم سألته مراره علي حديثه الجاف والذي أصاب بسهم في قلبي
=يعني يآسين لو هو اللي فيه المشكله هتخليني أسيبه واتجوز غيروا.
أجاب ببرود وكأن ما يقوله لن يكسر قلب أحدهم
=لو انتِ عاوزه كدا براحتك يابنتي سبيه ... أنت من حقك تبقي أم.
تطبع يآسين له بصدمه وإنكسار علي ما تفوهه به
=بابا أنت بتقول اي .
ربعت يدي بعدما مسحت وجههي وقلت بموافقه
=وأنا موافقه يا عمي...بس قبل ما هتمضي عقد جواز ابنك هتمضي عقد طلاقي منه.
قبض يآسين علي خصلاته بغضب وصرخ
=وأنا مش هتخلي عنك مهما حصل.
إحمر وجهه أبي بتعب ثم قبض علي قلبه وقال
=ووانا من حقي أشوف حفيد ليا أنا لا جرحتك يا بنتي ولا أنت يابني انا قلت تفضلي معاه لحد ما تحملي وهو يتجوز واحده تخليه يخلف دلوقتي.
ثم أشار علي يآسين وقال وقد بالغ تعبه الكثير
=وأعرف انك لو مكتبتش علي البنت اللي كنا عندها مع أخوك إني متبري منك وهغضب عليك لحد ما أموت.
ثم قبض علي قلبه أكثر وقد بدء نفسه في التلاشي ووقع أرضاً بإستسلام..
تقدم يآسين بخوف وقلق وصرخ
=بابا.
تقدم زيد هو الآخر وأمسك يده وقال وهو يهزه
=بابا اصحي بابا.
ولكن لا حياه لمن تنادي..فقد انقطع نفسه ووقف قلبه عن العمل
بينما وقفت بجسد متلصب وأنا أشعر الارض تدور حولي ثم تقدمت من باب المنزل وصعدت للاعلي بخطي مترنحه وقد عزمت الأمر علي التخلص من كل هذا العناء....
يتبع»»»»»»»»»»»»»»»»💔💔💔
12
"مصعب"
كنت أجلس مع نواره نتحاور فيما تبقي في الطابق الخاص بنا من تجهيزات بعدما قمت بتبديل طابق زيد مع طابقي القديمه حتي لا أجرح كرامه نواره وأجعلها تخضع للعيش في مكان كنت متزوج فيه سابقاً
كانت تجلس علي المقعد المجاور لمقعدي بخجل فإقتربت منها وهمست جوار أذنها بسعاده
=خلاص فاضل علي الحلو تكه ... وكلها أسبوعين وتبقي في بيتنا.
إزدات خجلاً من تقاربي فإبتعدت وقالت بهمس
=ربنا يتمملنا علي خير.
نظرت في عينها وقلت بحنان وأنا أود أن امحي كل نظره خوف في عينها كلما تقارب موعد الزفاف خوفاً من الماضي
=والله مش هتنازل عنك أبدا يا نواره ...وهمحي كل ذره خوف جواكي مني ... ويوم فرحنا هيبقي أجمل يوم في حياتنا.
قطع حديثي رنين هاتفي بإسم"زيد"
قمت بالرد وما إن سمعت كلماته حتي قمت ألملم أشيائي بخوف وعلي عجل وقلت سريعاً
=بابا في المستشفي بيموت.
إنتفضت من مقعدها وقالت بخوف
=بيموت إزاي أي اللي حصل.
قلت بلهفه بعدما خرجت صوب باب الخروج
=مش عارف وقع من طوله ومفهوش نفس... هيبقي اطمنك ...سلام.
رددت من ورائي بخوف وقلق
=في حفظ لا رد عليا وطمني.
🌈 ❤️🌈❤️🌈❤️🌈
"ليلي"
دخلت طابقي وجسدي يرتجف بألم علي ما يحدث شعرت بالانكسار والحزن علي ما وصلت إليه الأيام، إحساس بالعجز يتملكني من كل جانب ، ماذا فعلت في حياتي لأستحق كل هذا العناء والمشقه وياليت الأمر بيدي شعرت بالتشتت والأفكار تضارب في عقلي ، لا أعرف ماذا أفعل او أين اذهب كل ما أتمناه في تلك اللحظة هو الهروب ليس إلا..، الهروب لمكان لا يعرفني به أحد حتي أصرخ تلك الصرخه التي دامت لسنوات معلقه في حبالي الصوتيه، ولكن هل هناك مفر من تلك الحياه وقسوتها ، دخلت لغرفتنا بخطوات محفوظه وما إن خطوت بها حتي اجهشت في البكاء وأنا أنظر لكل قطعه أساس بها أتذكر ضحكتي وهمساتنا ، أتذكر أول ليله لي في هذا المنزل ، كم كانت السعاده تغمرني ، كنت أقف أطل من تلك الشرفه وأنا ابتسم لشرفتي وأقول ها قد حصلت علي مرادي ولكن ، تحطم كل شيئ فوق رأسي ، ارتميت علي أرضيه الغرفه اسفلي وأنا اغرز أصابعي في ذلك السجاد صرخت بمرارة
=يااااااااااارب.
صرخت وصرخت ولكن ليس هناك من يستمع لي ، أطلقت تنهيده حاره ثم تماسكت وقمت أجلس علي الفراش وقد عزمت الأمر سأترك المنزل وساطلب الإنفصال بلا عوده...
أخرجت إحدي الحقائب الكبيره من أسفل الفراش وفتحت خزان الملابس ثم أخرجت كل ما يخصني منه وقد قمت بوضعهم في الحقيبه ثم أخذت تلك العلبه التي جاورتني كالكابوس منذ سنوات كلما أتيت بإختبار من الحمل وفشلت في ان أحصل علي نتيجه أضعه بها حتي أصبح يلازمني كالوباء ...
إقتربت من جانب ملابس يآسين ودفنت نفسي في ملابسه لأخذ أكبر قد من رائحته لعلها تطفئ لهفه حنيني واشتياقي ، أخذت أفضل قطعه في ملابسه أحبها ثم وضعتها في الحقيبه لتكون عون لي في ايامي القادمه...لملمت كل ما يخصني واغلقت الحقيبه ، ومع كل خطوه أخطوها للخارج كانت روحي تنسحب وكأني في سكرات الموت ، وضعت المفاتيح الخاصه بالمنزل فلم تعد تلزمني ، وأخذت ورقه وقلم من علي المنضضه وخططت بعض الكلمات لتكون آخر ما بيننا ثم خرجت ..
🌈❤️🌈❤️🌈❤️🌈
"يآسين"
شعرت بالعجز من كل تلك الاحداث التي تصب فوق رأسي ، ونهايتها أن أبي اُصيب بسكته قلبيه وتوقف قلبه عن العمل وتلاشت أنفاسه ها نحن نقق جميعاً بترقب أمام غرفه الطواري ننتظر خروج أحد ليطمأننا ، بينما كل عقلي مع ليلي احاول الوصول لمها ولكن دون رد ، شعرت أن حالتها سائت بعد ما حدث ولما لا تسوء وهي تري الحياه بيننا تزيد تعقيدا يوما بعد يوم ، جلست اهز قدمي بعنف وانا انتظر أن يخرج أحد يدلي بأي حديث يبعث الهدوء بنا حتي أذهب لليلي
بعد نصف ساعه خرج الطبيب براحه وقال بعدما انتزع كمامته
=الحمدلله المريض بخير جتله سكته قلبيه وعرفنا نتفادي للموضوع في أسرع وقت ... ياريت تاخدوا بالكوا منه وممنوع العصبيه وياريت نفسيته تبقي كويسه...عن إذنكوا
أوقفته وسألته بخوف
=طيب نشوفه أمته وهيطلع أمته.
أجاب بتوجيهه
=هو حالياً تمام بس نفضل نخليه تحت المراقبه لحد بكره ونكتبله بعدها علي خروج...ولو عاوزين تشوفوه اتفضلوا.
اندفعنا بعد حديثه للداخل بقلق فوجدنا مجسياً علي الفراش بإستسلام ..وما إن سمع خطوات اقدامنا حتي فتح عينيه ببطئ ونظر لنا ثم اغمضها وذهب في ثبات
توجههت ناحيتهم وأنا أنوي الذهاب للاطمئنان علي ليلي...
=هروح أشوف ليلي ... أول ما بابا يصحي تتصلوا بيا علطول.
💖🌈💖🌈💖
"ليلي"
جلست علي الفراش في منزلنا بتعب فلم تتركني أمي بل ظلت تكرر أسالتها الدائمة والتي لم تكف عنها منذ دخولي المنزل فصرخت بها بنفاذ صبر وأنا أشعر بعدم تحملي للحديث
=ماما والله لو مستبتنيش في حالي هاخد شنطتي وروح اقعد في أي فندق.
جلست بجواري وربتت علي قدمي وقالت بحنان أموي
=يابنتي دي أول مره تعمليها أي اللي حصل بس...وبعدين شفت عربيه الإسعاف واخده عمك نور الدين من شويه واخوكي لما عرف راح علي المستشفي يفهم اي اللي حصل ...مش المفروض تكوني مع جوزك.
أطلقت تنهيده حزينه قبل أن أرمي تلك القنبله
=أنا ويآسين هنطلق يا ماما خلاص.
شهقت بصدمه ووضعت يدها علي فمها وقالت بعدم تصديق
=أنت بتقولي اي ... ليه حصل اي.
🌈❤️🌈❤️🌈❤️🌈
"يآسين"
دخلت الطابق بخطي سريعه واتجهت لغرفتنا فوجدتها فارغه ، يحثت عنها في كل مكان بدون فائده حتي لفت انتباهي أن باب خزان الملابس مفتوح ولا يوجد اي قطعه تخصها ، انقبض قلبي بخوف من أن تكون قد ذهبت ، خرجت سريعاً وقبضت علي مفاتيح المنزل التي علي المنضده فلاحظت وجود ورقه مطويه اسفل المزهريه...
فتحتها وقرأت
"لما هتشوف الرساله دي هكون أنا فبيت بابا ، أنا مش هخليك تتحط فإختيار زي دا. ، وعشان كدا بحلك من الموضوع وبطلب منك تجيب المأذون وتيجي تطلقني ، أنا عارفه إنك متشتت دلوقتي ومش عارف تاخد قرار ، بس بالنسبالي الموضوع بسيط جدا وهو إني أطلق وانت نفذ يمين باباك واتجوز ، وياريت متجليش البيت غير وفي إيدك المأذون ..ليلي"
قبضت علي الورقه بغضب وقلت بعتاب
=كدا يا ليلي دا وقته دا .
وقفت وأنا أهُم بالذهاب إليها فصدع صوت رنين الهاتف بإسم مصعب
فتحت بلهفه وأنا أعلم أن اتصاله ليطمإنني علي أبي
=مصعب بابا كويس.
أجابني بتشتت وهو يحاول فهم ما دار بيني وبين والدي
=يآسين بابا كويس وفاق ..بس بيقول متجيش تشوفه غير لما تنفذ اللي هو قاله...هو في أي أنا مش فاهم حاجه.
ابتلعت غصه حزينه وقلت قبل أن اغلق الهاتف
=زيد يحكيلك.
ثم سقطت بجسدي علي المقعد وقلت بإنكسار
=ليه يا بابا بتعمل كدا...عاوز تدمر حياتي ليه.
🌈❤️🌈❤️🌈
"ليلي"
صرخت أمي بغضب وعدم رضا علي ما سردته
لها
=إزاي نور الدين يعمل كدا ...بقا دي أمانه فتحي لي....عاوز يدمر حياتكوا.
مسحت ما تساقط من عيني وقلت بألم وقله حيله
=خلاص يا ماما حقه صبروا سنين كفايه بقاا.
عانقت رأسي ووضعتها علي صدرها وربتت علي خصلاتي وقالت بمواساه
=يا بنتي هو كان بإيدك يا ضنايا... دا بإيد ربنا ...يعني لو هند مبتخلفش هنروح نعمل فيها كدا...دا قضاء ربنا.
اُجهشت في البكاء وشددت من عناقها وأنا أقول برجاء
=خليكي جمبي يا ماما ... أنا قلبي واجعني أوووي...محدش حااسس بيااا...ولا حد حاسس بالنار اللي فقلبي.
ثم أشرت ناحيه قلبي وقلت بنحيب
=محدش حاسس بقلبي... أنا بقيت مطفيه يا ماما مفياش روح.
اُدمعت عيناها وشددت علي عناقي وقالت بصوت مبحوح
=يا حبيبتي يا بنتي احكي يا ضنايا أنا امك متشليش في قلبك يا ليلي أنا محلتيش غيرك انتِ واخوكي فالدنيا دي.
خرجت من عناقها ونظرت في عينها حاولت التماسك حتي لا اُحزن قلبها ولكن وجدت بكائي يزيد وأنا اردد
=كله عاوز مني حاجه مش بأيدي يا ماما ... انا استحملت اللي مفيش حد يقدر يستحمله يا أمي ....كله بيبوصلي علي إني اللي بيحصلي دا بإيدي بس والله يا ماما مش بإيدي مش بإيدي والله.
ثم أكملت بنحيب بعدما ممدت رأسي علي قدميها وعانقت خصرها
=تعبانه يا أمي ...ليلي مكسوره وعاجزه ...ليلي بتعيش اوحش ايام حياتها.
كانت تحاول التماسك أمامي ولكنها لم تتحمل فبكت وقالت بحنان بالغ
=متعيطيش يابنتي ...متعيطيش والله ربنا هيعوضك ربنا عوضه حلو ...ادعي ربك يابنتي انتِ وبتصلي ولحي بالدعاء متياسيش من رحمه ربنا.
وضعت كلتا يدياي علي وجههي وقلت وقد تمزق نياط قلبي من حملي لعبئ سنوات
=مش قادره يا أمي أنا عمري ما يأست من رحمه ربنا أنا بس يأست من حياتي كلها ...لما اتجوزت يآسين كنت طايره من السعاده ...بس مكنتش أعرف إني هقع علي جدور رقبتي ...مكنتش أعرف إني هتحط في اختبار صعب بالشكل دا.
ثم نظرت لها وكانت نظراتي تحمل الكسره والألم بل والاكثر الانيهار
=يعني أنا مش نفسي اكون ماما...مش نفسي اشيل ابن ولا بنت ليا بين أيدي وأفرح بيه ..هو أنا اللي مانعه نفسي يا امي عشان عمي يزيد وجعي ويجبلي واحده تشاركني جوزي وحياتي لا وكمان اشوف ليآسين إبن من واحده غيري ...هو دا الانسانيه عندوا...مستحيل هستحمل يا أمي مستحيل... عشان كدا انا هتطلق.
فتحت فمها لتتحدث ولكن قطع صوتها رنين جرس المنزل فوقفت أمي واتجهت للخارج فسمعت همهمات وقد ميزت صوت يآسين في ثوان عندما اقترب صوته من غرفتي ....
دخل الغرفه بوجهه حزين ومتالم ما إن رأاني حتي تقدم وجلس بجواري وقال بلهفه وهو يري حال وجهي
=ليلي اي اللي عملاه في نفسك دا.
اتخذت مسافه كبيره بيننا فقال بعتاب وهو ينظر لتلك المسافه
=بقا بتبعدي عني يا ليلي... أنا يآسين يا حبيبتي.
فضّلت الصمت ولم اعبئ بحديثه فقال وهو يخرج الورقه التي تركتها في المنزل وقال بلوم وعتاب
=بقا اللي بينا كلمتين في ورقه يا ليلي...هونت عليكي تسبيني ...مش كفايه اللي أنا فيه.
حدجت فيه لثواني ثم قلت بصوت مبحوح
=وأنا بحلك من اللي إنت فيه يا يآسين وبقولك طلقني ونفذ اللي أبوك عايزه.
قبض علي خصلات شعره وقال بغضب ونفاذ صبر
=ليلي إنت شغاله تقولي طلاق طلاق طلاق هو اي الطلاق بقي لبانه فبوقك ولا اي .... انا مستحيل اتخلي عنك لو مهما حصل .
صرخت بوجهه في المقابل بعناد
=وأنا لا يمكن أعيش مع واحده تاني...عاوز تتجوز يبقي طلقني.
أطلق زفيرا عالياً وقال بقله حيله وهو يحاول الاقتراب مني
=ومين قالك إني هتجوز غيرك يا ليلي أنا مش موافق يا حبيبتي .
أشرت له بيدي وقلت برجاء وتوسل
=متقربش مني متقربش.
ثم أكملت بلهجه صارمه وقد حسمت الأمر
=أنا مش هستحمل أشوفك بتختار باباك عني وأنا عارفه إنك هتووافق فالأخر... فعشان كدا لو ليا خاطر عندك يا يآسين لو هتوافق علي الجوزاه دي تطلقني أحسن عشان أنا مش هستحمل أشوفك في وضع زي دا مع واحده غيري.
شعرت بتشتت في عيناه فأدركت أن الأمر محل تشاور في عقله فقلت بيأس
=بصتك دا دليل إن الموضوع فمحل تفكيرك يا يآسين .
ظل ينظر لي بألم فقال بالاخير وهو يشعر بالعجز
=بابا كان هيموت يا ليلي جاتله سكته قلبيه...ومش راضي يشوفني ولا هيخليني أقرب ناحيته غير لما أوافق... أنا متشتت أكتر منك.
شعرت بالحزن عليه فمهما بدر منه بالاخير عشت معه سنوات وكان بمثابه أبا لي فقلت بعدم إهتمام وقلبي يتمزق من الداخل علي ما هتفت به
=خلاص نفذ اللي هو عاوزه ...بس مش هكون علي زمتك.
هامت سحابه حزن في عينيه وقال برجاء
=ليلي عشان خاطري متسبنيش انا ماليش غيرك.
كدت أضعف أمام نبرته تبك ولكني تماسكت وهتفت بثبات
=أنا عارفه إنه غصب عنك بس أنا كمان غصب عني يا يآسين.
كانت نبرته تحمل الترجي قبل التساؤل حين قال
=ينفع تاخديني في حضنك.
قطع حديثنا طرقات خفيفه علي الباب ودخل بعدها لُبيد ووقف أمام يآسين وقال بهدوء
=أنا عرفت من مصعب اللي حصل ...بص يا يآسين انت صاحبي وجيران وزي اخويا وكله تمام... وأنا مش هدخل بينك وبين ليلي عشان دي مشكله تخصكوا انتوا الاتنين وأنا عارف إنك بتحبها قد أي بس الموضوع لو خرج بره الحب هتلاقيني واقف قدامك ... لأنك سعادتها هتكون محافظتش علي الامانه اللي سلمتهالك أنا وبابا فياريت تصلح امورك مع مراتك ، واختي وتشوف هتوصولوا لأي.
أستمع له برحابه صدر علي حديثه ، ولم يضف لُبيد كلمه اخري بل خرج واغلق الباب وراءه فوقف يآسين وقال وهو يهم بالذهاب
=ليلي أنا هسيبك يومين هنا تهدي اعصابك وفي اليوم التالت هاجي اخدك البيت... أنا معنديش بنات تنام بره بيتي.
ثم أكمل برجاء حينما رأي نظره العناد في مقلتي
=من غير ولا كلمه أنا تعبان ومش مستحمل ...يمكن اليومين دول نعرف ناخد قرار صح.
ثم خرج بينما نظرت لاثره بحزن وحنين ، تمنيت أن أخذه بين يدي وامتص ما يكنه بداخله من ألم ولكن وجدت نفسي أدفن رأسي في الفراش وابكي بمراره وإنكسار.....
يتبع»»»»»»»»»»»»»»»»»❤️🌈
13
"الجزء اتسمح يا جماعه ورجعت نزلته تاني عشان في جزء كبيره اتمسح ..اللي عمل فوت ⭐للي اتسمح يرجع يعمل تاني واللي كتب حاجه يكتبها تاني لاني ملحقتش اشوف حاجه الواتباد مسح البارت"
لو لقيت الفوت "التصويت" ⭐ أرتفع في الاجزاء اللي فاتت هنزلكوا بارت قبل معاده اللي هو يوم الثلاثاء إن شاء الله 👍🏻
ساعدوني أخلي تقيم الروايه يبقي عالي 💖
قراءه طيبه💙
"مصعب"
كانت نوراه معي علي الهاتف تبكي علي حال ليلي بعدما قصصت عليها ما حدث وأدي إلي ذهاب أبي للمشفي اجهشت في البكاء
=حرام اللي باباك بيعمله دا يا مصعب ...هو كان بإيدها كل دا ليه كسر قلبها كدا.
زفرت بضيق علي بكائها وعلي حال يآسين وليلي شعرت بالتشتت من كل جانب فقلت لها برجاء
=نوراه متبكيش عشان خاطري أنا مش مستحمل وحدي ومش عارف اتصرف ازاي ...اتكلمت مع بابا وبرضو مُصر علي قراره وعاوز يجوز يآسين معايا.
رأيت يآسين قادماً ناحيتي بهيئته الحزينه فقلت لنواره علي مضض
=حبيبتي هقفل دلوقتي عشان يآسين جه .
تقدم يآسين وألقي بجسده علي المقعد وأطلق تنهيده متعبه ثم أغمض عينيه بخمول ، تابعته بنظرات متألمه علي حاله فقلت بسخريه وأنا اقلب بكلتا يداي
=ياخي متقولش اننا نحس منعرفش نفرح مع بعض أبدا لازم واحد يفرح التاني يتنكد.
فتح عينيه وقد اُغشيت بالدموع وقال بعجز
=أول مره احس إني عاجز بالشكل دا...لو منفذتش طلب بابا هبقي قطعت كل علاقتي بيه ومش هيبصلي تاني وهخسره..ولو وافقت ليلي هتسيبني... أنا حتي مش متخيل إني ممكن اعيش مع واحده تاني غير ليلي مهما حصل.
شعرت بنفس الحيره ولكن إنقبض قلبي من حالته فربت علي قدمه وقلت بحنان
=كله بيعدي يا يآسين .. بس اللي مستغربه إصرار بابا علي الجوازه دي.
تنهد بتعب وأيد إصرار أبي حين قال بنبره منكسره
=أي حد مكانه كان هيفكر كدا أنا وليلي متجوزين من خمس سنين تقريباً ومحصلش خلفه فطبيعي إنه يفكر بالشكل دا.
ثم نظر ناحيتي وقال بنظره يملئها الرضا
=بس أنا مش معترض يا مصعب والله لو مخلفتش خالص أنا راضي .
فرت دمعه دون وعي علي وجهه وقال ببحه موشكه علي البكاء
=بس أنا لو وافقت هخسر ليلي وأنا خسارتي لليلي معناها خسارتي لحياتي كلها....وفي نفس الوقت خسارتي لبابا خساره رضا ربنا عليا.
ثم أكمل وهو يمسك يدي ويتذكر ما حدث معي منذ سنوات
=كنت دايماً فاكر إني حاسس بيك لما اتحطيت في نفس الموقف من سنين لكن أول مره أكتشف اللي إن اللي كنت حاسه ميجيش نقطه فبحر من اللي انت كنت عايشه يا مصعب.
وظل ثواني ينظر لي حتي قام بعدها وإتجهه للخارج وهو يتجهه ناحيه منزل ليلي.
🌈❤️🌈❤️🌈❤️🌈
"ليلي"
كنت ساجده أتضرع لله وأبكي فلم يعد قلبي يتحمل كل هذا الألم بكيت وانتحبت وأنا أرجو الله وقد خارت قواي ولم يعد هناك قدره للتحمل
=يارب ...يارب يا صمد يا مجيب الدعاء ...إستجب لدعائي يارب ... يآرب قل كن يارب ليكون ...طال صبري يارب سنين ...لحيت فالدعاء كتير يارب إصلح لي شأني يارب... إنت الرزاق ارزقني ...انت الكريم اكرمني ...أنت الوكيل توكلت عليك يارب .
لم أشعر بتعالي صوت بكائي كل ما أشعر فيه بتلك اللحظه هو خشوعي في صلاتي وقد صُب كل تركيزي علي هذا القرب الذي بيني وبين الله وأنا أحاول أن أطلب العون منه
=يارب أنا تعبت سنين يارب ...مجاش الوقت اللي أرتاح فيه...والله تعبت ياارب.
إنتهيت من صلاتي فوجدت باب الغرفه يُفتح علي عقبيه وتقدم يآسين للداخل بضيق فها هو اليوم السابع لي بمنزل أبي بعدما رفضت العوده للمنزل
تقدم وجلس علي طرف الفراش بوهن وسألني بعتاب حاد
=مش كفايه يا ليلي ولا اي ...موحشكيش بيتنا.
قمت وطبقت سجاده الصلاه ثم قبلتها ثلاث ووضعتها علي الأريكة وجلست عليها وقلت بثبات وأنا أحاول مداره نبره الحنين والاشتياق لصوته ورائحته التي عمت جميع الاطراف
=باباك بقي كويس.
تأفاف بضيق وقال بنفاء صبر وهو يكور يده بغضب عندما شعر ببرودي تجاهه
=معرفش عنه حاجه حلف إخواتي ميجبوش سيرته قدامي.... وبعدين أنا مش جاي افتح فسيره بابا أنا جاي اتكلم معاكي خلاص انا تعبت.
ثم وقف وتقدم ناحيتي ثم دني مني وقال وهو يمسك يدي بحنان
=ليلي عشان خاطري اعرفي إني مفيش واحده فقلبي غيرك إنت حب حياتي وسنيني يا ليلتي ...بس ...بس.
شعرت بتوتر نظراته فأ
تعليقات
إرسال تعليق