رواية معشوقة الليث
(( الفصـل الـأول ))
والتاني
فى إحدي العـمارات السـكنية متوسـطة الـحال
بـشقة بالـدور الثالـث
كان يجلس ذلك الشاب و هو يرمق تلك المتعجرفة بتوتر..
صمت دائم منذ أن جاء منذ خمسة عشرة دقيقة لم يقطعه سوي صوتها البارد و هي تقول :
- و بعدين..عجباك القاعدة يعني يا رامي ؟ !
تنحنح رامي بتوتر و قال :
- أحم..أنا كنت جاي أخد مريم..أظن كفاية كدا بُعاد و كل دا عشان مشكلة تافهه !
أشتعلت عيناها و هي تقول بحنق و سخرية لاذعة :
-تافهه؟؟..يا عنياااا..روح ياخويا شوف أخواتك و الست أمـــك عاملين أية فى أختي و بعد كدا أبقي أتكلم يا..يا ديك البرابر !
= يعني أعلقلهم المشنأة يعني يا رُسل..ما هي مريم برضو مبتسكتش !!!
- حوش حوش الملايكة اللى بيرفرفوا عندك !
قالتها بتهكم واضح ، أكملت من بين أسنانها :
- أختي يجليها بيت ليها لوحدها و يتكتب بإسمها تحسباً لأي حركة وطينه تطلع منك أو من أهلك..لكن قُعاد معاهم فى بيت واحد لأ!!
هتف بإستنكار :
- قصدك أية يا رُسل ؟!
وضعت رُسل ساق فوق أخري و هي تقول ببرود :
- هعيد تاني عشان عارفه أن فهمك على قدك..تجيب شقة لأختي تقعدها فيها مُعززة مُكرمة تاخدها من هنا و عليها بوسة غير كدا إنساها خالص !
صرخ بغضب :
- دي مراتي و أنا ليا الحق أني أخدها فى أي وقت و فى أي مكان !
صاحت بحنق :
- صوتك ميعلاش عليا أحسنلك..و الكلام اللي أنت بتقوله دا كان ينفع لو كنت راجل و عندك كرامة..ما أنت مدام مش حافظ كرامة مراتك قدام أهلك تبقي مش راجل و معندكش ذرة نخوة كمان !!
نظر لها بنظرات لو كان لها أثر فيزيائي لكانت أحرقتها بحق..!
فمن هي لتتحكم بكل شئ و تتحكم بزوجته تحت مسمي " شقيقتها الكبري " ، دلفت لغرفة الصالون سيدة ذات وجه بشوش و هي تحمل بيديها صينية مذهبة عليها ثلاث أكواب من العصير الطازج ، هتفت حميدة و هي تضع الذي بيدها على الطاولة الزجاحية المستديرة :
- هدوا نفسكوا يا ولاد..كل حاجة بالتفاهم !
جز رامي على أسنانه و هو يقول :
- تعالي أحضرينا يا حماتي و شوفي ست الصحفية بتقول إية !
جلست حميدة بجانب بكريتها و قالت بعتاب :
- أنت برضو غلطان يا رامي يابني !
مسح على وجهه بقلة حيلة لتقول رُسل بفجاجة :
- قُصره..دي شروطي و عليك لا تنفزها أو لأ و أنا الصراحة بحبذ الإجابة التانية عشان إنشاء الله إنشاء الله إنشاء الله نخلعك و نجرجرك فى المحاكم أنت و أهلك كلهم !
عبس رامي و قال بتوعد و هو ينهض :
- ماشي يا رُسل...هنفذ اللى قولتيه بس عشان بحب مراتي و باقي عليها لكن حاجة تانية لأ..أنا ماشي !
ذهب من أمامهما فصاحت ببرود و هي ترفع رأسها قليلا ً:
- خد الباب في إيدك يا رااامي !
سمعت صوت صفع الباب فأبتسمت بظفر و ألتفتت لوالدتها التي كانت تحدجها بغيظ !
قالت حميدة بحدة :
-أنتي مش هتعقلي و تبطلي أسلوبك الدبش دا أبداً..بترمي طوب و زلط يا شيخة ؟ !
نظرت لها بنظرات بلهاء متسعة و قالت :
-كان لازم أعمل كدا عشان الموكوسة بنتك !
أتت فى تلك اللحظة فتاة ربما فى أوائل عقدها الثاني و هي تصيح بحنق :
- و الله أنتي رخمة مشتيه زعلان !
رفعت شفتها العليا و من ثم لوتها للجانب و هي تقول بتهكم و سخرية :
-يا ختي حلوة..أنشفي كدا يا بت..ما هو أنتي اللى قاعدة تقوليله قلبي و فشتي و كليتي و عاملة للقلاحه سعر لغاية لما إفتكر نفسة كوز درة بحاله..طبق الأصل الموكوسة التانية بس أنتي على أكبر !
نظرت لها مريم بغيظ و هي تزم شفتيها لكنها لم تتحدث فهذه شقيقتها الكبري بالأول و بالأخير و تهمها مصلحتها !
أستقامت رُسل و من ثم وثبت تجاه غرفتها لتغير ملابس العمل ، فهي تحتاج للنوم بشدة و هذا الأبلهه أفسد مخططاتها بالنوم منذ ساعة !
" رُسل محمود الغمراوي ، فتاة فى السادسة و العشرون من عمرها ، تعمل بمهنه الصحافة ، فتاة قصيرة القامة و ممشوقه القوام ، قمحية البشرة ، ذات شعر بندقي يصل لأخر كتفها و عيون واسعة باللون الزيتوني الفاتح، و يغطي وجنتاها نمش منثور بشكل محبب ، تحب عملها كثيراً و كذلك عائلتها ، فهي بعد موت والدها أصبحت هي من تمسك بزمام الأمور "
ضربت حميدة على فخذيها و هي تقول بقلة حيلة و سخط :
- هتشلني بنت محمود..مش كفاية أخواتها الصغيرين أتجوزوا و أتخطبوا و هي قاعدة فى أرابيزي بسبب كلامها الدبش دا..لأ و كمان هتخرب على أختها !!!
///فـى نـصف الكـرة الأرضيـة الأخـر
///و تحـديداً بالولايـات المتـحدة الامريكـية
يجلس ذلك الرجل ذا المظهر المنمق و الذى يدل علي أنه من أحد أصحاب الطبقة المخملية و هو ينفث دخان سيجارته الكوبيه بشرود ، أنتفض فجأة عندما لاحظ وجود ظل ضخم أمامه ، رفع رأسه بتوتر ليطالع ذلك الضخم بخوف فتك بفرائسه!!
رفع ذلك الضخم مسدس الكاتم للصوت بوجهه و قال بصوت أجش :
- Go.. to.. hell
أنطلقت بعد أقل من ثانية الرصاصة سريعاً من فوهه المسدس لتستقر بمنتصف رأس ذلك الرجل لـ يخر صريعاً بعدها !
أبتسم ذلك الضخم بثقة من تحت قناعه المتطور من السليكون و الذي يرسم ملامح شخص أخر و من ثم مضي مسرعاً نحو الشرفة !
/// فـى صـبـاح الـيـوم الـتـالـي
أفاقت بتأفف على صوت هاتفها المزعج و هو يرن ، جذبته من على الكومود و نظرت له بنصف عين لتجده رئيسها المتعب ، زمت شفتيها بتبرم و من ثم فتحت الخط قائلة ببطئ :
-صباح الخير !
صاح نَظمي بسرعة :
-أجهزي حالاً يا رُسل...سبق صحفي محصلش لسة الخبر طازة !
أعتدلت فى نومتها و قالت بأهتمام :
- إية هو ؟ !
قال بعزم :
- السفير المصري فى أمريكا أتقتل إمبارح..و لسة السلطات عارفة حالاً..يعني أنتي لو طلعتي على المطار دلوقت و روحتي كتبتي تقرير و صورتيلك كام صورة هيبقي سبق صحفي جامد خصوصاً أن مفيش حد من الجرايد التانية عرف بالموضوع دا !
حكت شعرها و صمتت لثانية تفكر بالأمر و ما لبثت حتي قالت بتحدي :
- تمام..ساعتين بالكتير و هبقي فى المطار !!
أغلقت معه و من ثم توجهت لخزانه الملابس لتخرج منها بنطال من الچينز الثلجي و كنزة بدون أكمام باللون الأبيض و چاكت من الجلد الأسود بخطين بِيض على كلاً من ذراعيه ، أرتدتهم و أدخلت الكنزة بالبنطال و من ثم أنتعلت حذاء رياضي باللون الأبيض به خطوط سوداء من الجانبين ، أخذت حقيبة متوسطة للسفر من فوق خزانة ملابسها و بدأت بوضع بعض الأشياء الضرورية ، وضعت نظراتها السوداء القاتمة و هتفت بإبتسامة عذبة :
- وقت الشغل يا سووووو !!
///بعـد ساعـة و نـصـف
ترجلت من سيارة الأجرة التي كانت تقلها بتأفف و هي تلعن و تسب بشقيقتها الرعناء و زوجها !
تمتمت بحنق و هي تنقد السائق :
- قال ابن الجزمة يقولي أبقي هتيليك عريس من أمريكا يا أبلة رُسل..أبلة فى عينيك يا بعيد..شكله نسي نفسه الحيوان..نسي جده اللى كان بيشرب السحلب من خرطوم الغسالة !
نظر لها السائق بغرابة لكنه لم يتحدث ، أخذت حقيبتها و جرتها خلفها متجه لصالة المطار حيث ستقابل الأبلهه الأخر المسمي بـنَظمي!!
لمحته يقف قبالة باب القاعة فرسمت إبتسامة سمجة على وجهها و هتفت بسعادة زائفة :
- أستاذ نَظمي هنا مخصوص..لا دا أنا كدا أتغر حضرتك !
عدل نَظمي من وضعية ياقته بحركة إفتخراية و قال :
- أحم..طيارتك لسة فاضلها ساعة هقولك فيها على تفاصيل القضية !
أومأت له و من ثم مضت للداخل بخطواتها الثابتة للداخل..!
(( الفـصـل الثـانـي ))
/// بـعـد مـرور عـدة سـاعـات
حطت الطائرة علي أراضي أرض الأحلام بسلام ، بعدما أنتهت رُسل من الإجراءات اللازمة جرت حقيبتها خلفها و خرجت من المطار ، أوقفت سيارة أجرة و أستقلتها ، هتفت بهدوء :
- أقرب فندق لمنطقة ******** إذا سمحت
أومأ لها السائق لتسند رأسها علي زجاج السيارة بتعب و هي تناظر الشوارع المبتلة بمياه المطر ، شبه إبتسامه ظهرت علي شفتيها و هي تتذكر ذلك الحلم الذي يراودها كثيراً و الذي فى الحقيقة يروقها جداً..
أغمضت عينيها و هي تتذكر محتوي ذلك الحلم الغريب الذي فسرته أنه مجرد هلوسات..
(( فـلاش بـاك ))
كانت تقف في كوخ كبير من الخشب و هي ترتدي فستان قصير ذا قصة عشوائية باللون الأسود ، نظرت لذلك الماثل أمامها بإبتسامة واثقة تزين ثغرها و من ثم أقتربت منه بخطي وئيدة !
وقفت قبالته بثبات تطلع له بنظرات باردة تضاهي نظراته ، جذبت ذراعه المعضله و لفت حول رسغه خيط سميك باللون الأحمر و فعلت نفس الشئ مع نفسها ، أبتعدت عن قليلاً و بدأت تدور حوله ببطئ في البداية لكنها ما لبست حتي بدأت ترقص بحيويه بحركات إستعراضيه و هي تدور حوله بسرعة ، كلما دارت يلتف الخيط عليه أكثر و أكثر حتي بات مكبلاً أياه بالكامل ، حاول الفكاك منه بشراسه لتقترب منه مرة أخري و تقول و هي تطالعه بنظرات متحدية :
- عمرك ما هتعرف تهرب من حبال حبي !
(( بـاك ))
لم تفق من شرودها إلا علي صوت السائق و هو يقول بإنجليزيته المتقنة :
- وصلنا سيدتي !
هزت رأسها بفهم و قامت بإعطاءه نقوده ، ترجلت من السيارة آخذه حقيبتها الصغيرة و من ثم دلفت للفندق..
///بـمـصـر
///بـمـنـزل رُسـل
توجهت حميدة لفتح الباب بتأفف و هي تلقي بحجابها علي شعرها ، تمتمت بسخط :
- مبقالهمش غير خمس شهور متجوزين و جاية غضبانة عندي !
زمت شفتيها و هي تقول بحسرة :
- يا خيبتي ياناا فى بناتي..واحدة أتعقدت من الأرتباط و الجواز عشان واحد زبالة..و التانية الدبش اللي بتحدف طوب و زلط و مسلح دي..يا ربي اللي يشوفها و يسمع إسمها يقول أنها رقيقة و هادية و نادية لكن لأ أبداً..قولت لكل واحد نصيب من أسمه عشان كدا سمتها رُسل لكن دي أبداً..داخلة في الكل شمال ؛ و التالتة جاية غضبانه !
أدارات مقبض الباب و فتحته لتطل مرام بملامحها الهادئة الحزينة !
أبتسمت بوجهها سريعاً فبادلتها مرام الإبتسامة بهدوء ، دلفت للمنزل مغلقه خلفها باب الشقة ، دنت من وجه والدته مقبلة وجنتها و هي تقول :
- أزيك يا دودو !
ربتت حميدة علي ظهرها متشدقه بـ :
- الحمد لله يا حبيبتي !
أردفت برقه :
- هو رامي هنا و لا أية ؟ !
برمت شفتيها و هي تقول بحنق :
- طبعاً مش سامعه صوتهم اللي لامم علينا الجيران..دماغها قدامه جزمه قديمة أنما مع رُسل تقعد تلومها أنها بتكلمه كدا و واخدة منه موقف !
قهقهت برقتها المعتادة و قالت :
- ما أنتي عارفة مريم..بتموت فيه ربنا يخليهم لبعض !
هتفت حميدة بتضرع :
- و يهديلهم حالهم يارب !
= هروح أسلم علي رامي يا ماما !
- ماشي يا حبيبتي..هجهز الغدا حالاً و بالمرة رامي يتغدا معانا !
أومأت لها مرام و من ثم خطت نحو غرفة الجلوس ، ثواني و عادت منها سريعاً و قد تجمد وجهها بصدمة و كساه حمرة قانية ، رأتها حميدة فهرعت إليها قائلة بقلق :
- في أية يا مرام ؟ !
هزت رأسها بتوتر لتقطب حميدة جبينها قائلة :
- حاجة حصلت مع أختك و جوزها..هما صوتهم أختفي مرة واحدة كدا لية ؟ !
ثم خطت تجاه غرفة الجلوس لتمنعها مرام و هي تقول بإبتسامة متوترة :
- لا يا ماما مش فيه حاجه بس أنا..أنا جاتلي كارشة نفس فـ وشي عمل كدا متقلقيش !
ضيقت حميدة عينيها و من ثم قالت بعدم إرتياح :
- ماشي..هعمل نفسي مصدقاكي !
أبتسمت لها مرام بتوتر ثم خطت بسرعة نحو غرفتها مغلقة الباب سريعاً ، ضربت حميدة كفاً فوق كف علي المعاتيه التي أنجبتهم ، قالت و هي تضرب يدها علي جانبها بقلة حيلة :
- اللهم لا أسألك رد القضاء لكني أسألك اللطف فيه !
************
///فـي الـسـاحـل الـشـمالـي
///بــ إحـدي الـشـواطئ
صوت تلك المركبة المسماه بـ الـ " چيت سكي " يصدح في الأجواء فتجعل الأنظار تتوجه نحوها و تتعلق بها بل بـ الذي يمتطيها !
ذلك الشاب ذا الجسم الرياضي المنحوت بشعره الأشقر و بشرته البيضاء التي أصبحت قمحية بسبب الشمس ، أما عينيه الخضراء القاتمة فيغطيها نظرات شمسية أنيقة..
بعد فترة ليست بقصيرة وصل هبط عنها متجهاً لإحدي المقاعد الطويلة ، ألتقط هاتفه من عليها و فتحه ليجد ست مكالمات فائتة من شقيقه الأكبر ، عبس و هو يتمتم ببلاهه :
- طب أتصل و لا ما أتصلش..أصل لو أتصلت هيهزقني !
قام بإعادة الأتصال ليزم شفتيه و يبتلع ريقه بشكل مضحك و هو يضع الهاتف علي أذنه ، ثواني و أبعد الهاتف عن أذنه و هو يغمض عينيه و يعض علي شفتيه ، فقد وصله صراخ شقيقه الأكبر !
قرب الهاتف من وجهه و صرخ قائلاً :
- خلا..خلااااااااااص...كفااااااية تهزيييق !
= أنت لسة شوفت تهزيق يا صايع..ما أنت لو كنت قدامي كنت عدلتك !
ضحك ببلاهه و هو يقول :
- الحمدلله أصلاً أني مش عندك..أنا ناوي أعيش في الساحل و أعيش برضو فى الساحل ؛ كنت فاكرني هقولك أموت لكن لأ مش أنا يا حبيبي !
= ولا..أتلم كدا و بطل شغل اللماضة بتاعتك دا..!
- هيهيهيهيهيهي ما انا متلم أهه كنت شوفتني متبعطر ياخويااا ؟ !
= زفت...عايزك تيجيلي..فى ظرف يومين يا إياد لو مجتش هتلاقيني في وشك و شوف ساعتها أية اللي هيحصلك !
- حاض..أوعااااا الفحت ليقع تحت !
= أية !
- بقولك مع السلامة يا حبيبي !
ثم أغلق الخط سريعاً و هو يزفر بإرتياح ، تطلع لتلك الأجنبية التي تتعمد أن تتمشي أمامه بتلك الملابس الفاضحه بخبث لكن أنقذه من الوقوع بين براثنها وصول أصدقاءه ، جلس فادي بجانبه و هو يقول :
- أرحم نفسك شوية !
بينما هتفت سارة بإزدراء :
- زوقك أنحدر أوي يا إياد !
حدجهم بإزدراء قائلاً :
- عيال فصيلة أقسم بالله..هادمين للذات !
قالت سارة بحنق :
- سيبك من اللي أنت فيه دلوقت..أنت لازم تيجي حفلة عيد ميلادي !
= لا يا ماما معطلكيش..أنتي ناوية تعمليها في القاهرة و أنا لن أبرح مكاني هذا إلا لما أسافر لأمي و لأخويا !
- إياد بطل بواخه..بس أقولك أنت اللي خسران دا صحباتي في الجامعة كلهم هيبقوا هناك !
= شوفت..بتلاقيلي مدخل أزاي !
قالها و هو يزم شفتيه بشكل مضحك ، قهقها كلاهما لتسترسل سارة قائلة :
- يبقي تسافر معانا النهاردة بقاا..أنا جاية الساحل مخصوص عشان أجيبك !
هز رأسه و هو يقول :
- خلاص..أقنعتيني الصراحة !
**************
///بـعـد مـرور يـومـيـن
خللت أصابعها في شعرها بحيرة و هي تطلع من النافذة ، فما توصلت إليه بهذين اليومين لم تتوصل إليه الشرطة ذات نفسها ، حتي الضابط المسئول للقضية تفاجئ من حديثها كيف لها أن تكتشف مثل هذه المعلومات في يوم واحد بمفردها و هي غريبة بتلك البلاد الكبيرة !
أسترجعت كلمات الضابط التي كان يحذرها من خلالها في الأستمرار بالبحث وراء القاتل أكثر من هذا فهذا سيكون خطراً علي حياتها !
زفرت بضيق فهي لم تكشف سر هذا القاتل المحترف لن تهدأ أبداً ، هي رُسل محمود لم تعتاد أبداً أن تخفي حقيقة أو تستسلم !
أغمضت عيناها تستجمع فيهم أفكارها المشتته ، دقائق و فتحت عينها و قد طل منهنا إصرار و عزيمة ينبئان بأنها لن تستسلم أبداً !
*************
- أغبياااااااء..جميعكم أغبيااااء !
صرخ بها ذلك الرجل الذي يبدو من شكله أنه في أوائل عقده الخامس..!
أسترسل بغضب جام :
- كيف لعربية مثل تلك أن تمسك شيئاً عليكم..أخبروني !
أنكسوا جميعهم رؤوسهم ليزفر و من ثم يصرخ بهيستريا :
- أريد تلك الفتاة حالاً..هيااا تحركوا !
ولوا جميعهم هاربين ليجلس ريتشارد علي مقعده الوثير ، أمسك بسيجارته الكوبيه بين أصبعيه ثم أشعلها و وضعها بين شفتيه ، أخذ نفس عميق منها و نظر لتلك الصورة التي بيده !
نفخ الدخان بالصورة قائلاً بمكر و خبث :
- أمممممم..وقعتي بطريقي رُسل ؛ نعم أريد أن أقطعك إرباً لكن لا مانع من التمتع بهذا الجمال الشرقي الهادئ قليلاً !
///صـبـاحـاً
///بـ الـفـنـدق عـنـد رُسـل
أستيقظت بتأفف علي صوت طرق علي الباب ، أزالت الغطاء عنها و هبطت من علي السرير متجهه للباب حتي تفتحه ، وضعت يدها علي المقبض و قبل أن تديره ظهر لها شخص من العدم !
لم يتثني لها الصراخ حتي فقد ضغط ذلك الشخص علي مكان بعنقها جعلها تتهاوي بين ذراعيه القويتين فاقدة الوعي..!
_ يُـتـبـع _