نوفيلا عرش قلبي كامله
بقلم دينا جمال
Chapter 1
كان يا مكان يا سادة يا كرام في سالف العصر والزمان
مملكة كبيرة بيحكمها الملك شاه الزمان
امتاز بالعدل والطيبة وسماحة الخلق .. يعرفه الداني والقاصي ....امتلك اكبر واعتي جيش في سائر الممالك جميعا ...جيشه المغوار لم يخسر حرب علي مر الزمان ...من تسول له نفسه بالهجوم علي ارضه يدفن تحت ترابها
وبقوة جيوشه العتيدة استطاع غزو ممالك كثيرة واتسعت رقعة ارضه حتي اصبحت أكبر مملكة علي مر الزمان
شمس النهار الساطعة تبعث بأشعتها الدافئة الي جميع أنحاء المملكة يتلألأ تحت اشعتها تلك البحيرة الكبيرة التي تتوسط حديقة القصر الكبيرة ....في الغرفة الملكية علي كرسي العرش يجلس الملك بشموخ يرتدي زيه الملكي الاسود المطرز بخيوط من ذهب ترتسم علي وجهه إمارات السماحة والرضا وجهه بشوش نظرة عينيه هادئة حازمة ....دخل الحارس ينحني امام الملك باحترام يهتف بأدب: مولاي الملك فارس المملكة يقف بالخارج يا مولاي
هز رأسه إيجابا بحزم يهتف باقتضاب : أدخله في الحال
انحني الحارس امامه يهز رأسه إيجابا باحترام ليخرج من الغرفة لحظات ودخل شاب متوسط الطول ذو جسد نحيف بعض الشئ يرتدي ملابس الفرسان الرسمية يحمل سيفه في غمد أسود يطوق خصره.... يغطي وجهه بقناع أسود حالك السودا به فتحتان يظهران عينيه الزيتونية .... وشق صغير يظهر جزء من فمه ......انحني امام الملك يهتف بصوت اجش لم تخلو منه نبرة الأدب : استدعيني جلالتك
ابتسم الملك بفخر يهتف بترحاب : فارس المملكة الاول.... فارسي المغاور لا تعلم مدي سعادتي برؤيتك ....بعد ذلك الانتصار الساحق دمرت الأعداء ....فروا من امامك كالفئران
لم تظهر تعابير وجهه بسبب ذلك القناع الذي يغطيه فقط اعتدل في وقفته يهتف بزهو : أنا فقط افعل واجبي مولاي
قام الملك من مكانه متجها ناحيته ربط علي كتفه بحزم يهتف بابتسامة صغيرة : انت دائما موضع ثقتي يا رويد .....لذلك لدي لك مهمة جديدة
نفخ صدره بحماس يهتف بثقة : اخبرني من تريد فصل رأسه وسأفعل جلالتك
ضحك الملك بهدوء يهتف سريعا : أهدأ يا رجل ..... ليس الامر كما تظن ....اخذ الملك نفسا عميقا يزفره بهدوء لترتسم ابتسامة صغيرة دافئة علي شفتيه همس باشتياق : ولي عهدي سيصل بعد أيام أريد منك أن تكون حارسه الخاص وتدربه جيدا علي فنون القتال
اتسعت عيني رويد بصدمة لم يراها الملك ليهتف سريعا بحدة خفيفة : ولكن يا مولاي أنا قائد الجيوش وفارس المملكة الأول لست جنديا صغيرا لأوكل بمهمة سخيفة مثل هذه
قطب الملك جبينه بضيق لم يعجبه حديث رويد صحيح أنه يحبه ويعتبره كابنه الثاني ولكنه يبقي الملك وعلي الجميع تنفيذ اوامره لذلك هتف بحزم: رويد ....ما اقوله ينفذ دون جدال .... لو لم اكن اعتبرك في مكانه ولدي لفصلت رأسك في الحال...ولي العهد في عهدتك ان حدث له مكروها سأحسبك انت ...هل كلامي واضح رويد
هز رأسه إيجابا علي مضض انحني أمامه باحترام يهتف من بين اسنانه علي مضض : اوامرك مطاعة جلالتك .....بعد إذن جلالتك
اشار له الملك بالرحيل ...ليخرج سريعا من الغرفة بينما عاد الملك يجلس علي كرسي عرشه يبتسم بيأس رويد كطفل عنيد ولكنه يبقي محل ثقته وفارسه الأمين ......ارتسمت ابتسامة حانيه علي شفتيه حينما تذكر ولي عهده ....مسد علي شعره الأبيض القصير يتنهد باشتياق يهتف في نفسه: اشتقت لك بارق ...اخيرا يا صغيري ستعود لاحضان والدك بعد غياب عشر سنوات
__________________
خرج من الغرفة الملكية يكاد يشتعل من الغيظ كيف....كيف يوكل له الملك مهمة سخيفة مثل تلك يشعر بالدماء تشتعل في جسده كله .... يود إخراج غضبه بأي طريقه قبل أن ينفجر رأسه..... اخرجه من دوامه غضبه ذلك الصوت الذي يهتف من جانبه بمرح : رويدك يا رويد لما تطوي الطريق بتلك الطريقة!!!
وقف رويد ينظر لذلك الرجل الذي يبتسم باتساع ليهتف بحدة: زعتر اغرب عن وجهي الآن قبل أن افصل رأسك بسيفي هذا
ضحك زعتر بخفوت ليرفع يديه كعلامة استسلام يهتف سريعا : حسنا حسنا لن امزح ولكن اخبرني لما أنت غاضب
تهدجت انفاسه بضيق ليهتف بحدة: من قال اني غاضب....انا بخير في افضل حالتي
ضحك زعتر رغما عنه ليشير الي عيني رويد الحمراء من شدة الغضب يهتف بتهكم : يا رجل أنت علي وشك ان تنفث النيران من أنفك مثل التنانين وتخبرني انك لست غاضب ....هيا رويد هل ستخفي عن صديقك المقرب ما بك
تنهد باستسلام ....زعتر أمين الخزينة الملكية صديقه المقرب منذ أن جاء الي ذلك القصر هو الوحيد اللذي استطاع اختراق وحدته التي فرضها علي نفسه ليكون هو صديقه الوحيد وكاتم أسراره لا يستطيع ان يخفي عنه شئ
هتف رويد بغيظ: الملك يريد مني أن اكون حارس ولي العهد المدلل .....هتف بغيظ وكأنه يحادث نفسه : أنا رويد فارس المملكة الأول أنا من قتلت مئات الاعداء ....أنا من زهقت الدماء أسهل من شربي للماء أصبح في نهاية المطاف خادم ولي العهد المدلل
هتف زعتر سريعا: إنت تعلم عن من تتحدث رويد ....ولي العهد انه...
قاطعه يهتف بحدة : لا اريد أن اسمع ولو حرف عنه يكفيني ما أنا فيه
رفع كفيه باستسلام يهتف سريعا : حسنا حسنا سأصمت .....الي اين انت ذاهب
تركه ورحل يهتف بغيظ : الي الجحيم !!
تنهد زعتر بتعب ...يهتف في نفسه : ليتك تعلم عن من تتحدث يا صديقي.... ابتسم بحزن ليذهب الي عمله مرة اخري
بينما اتجه رويد الي الغابة سحب سيفه من غمده ..... يتدرب مع نفسه الي أن انقطعت أنفاسه ليسقط ارضا علي ركبتيه ينظر للفراغ بحدة صدره يعلم ويهبط بسرعة رفع يده يتحسس ذلك القناع الاسود الذي يخفي ملامحه ليسمع صوت تلك الصرخات يدوي في عقله : ابييييي ...امييي ....ارجوكم فليساعدني احد .....ارجوكم النيران ستلتهم عائلتي ...سيدي اتوسل اليك انقذ أسرتي
اغمض عينيه بألم لتنساب دموعه بحرقه أسفل قناعه الأسود....يشعر بقلبه يصرخ بألم
مضت عدة أيام انشغل فيهم مع حاشية القصر في تجهيز حفل استقبال يليق بولي العهد .....
وقفت جوار الملك الذي اصر علي ان يبقي بجانبه حتي يستقبلا ولي العهد سويا يتأفف بضيق ....وضع يده علي سيفه سيقتل نفسه ويرتاح من تلك المراسم المملة ....لحظات وقرعت الطبول تنبأ بحضور ولي العهد لتنفرج اسارير الملك بسعادة ....صوت صهيل عالي اقترب منهم ليقفز من فوق خيل اسود كبير ما جعل عيني رويد تتسع بصدمة !!!!!!!
Chapter 2
اتسعت عيني رويد بذهول حينما رأي من قفز بتلك الخفة من علي صهوة ذلك الجواد الاسود الضخم .....أهو حقا من بني البشر ....رجل طويل القامة رويد بالكاد يصل لمنتصف ذراعه ذو جسد ملئ بالعضلات تكاد ملابسه تشكو منها شعر اسود طويل يصل لنهاية رقبته عينان كالصقر حادة حالكة السواد يرتدي ملابس ملكية فخمة غمد سيفه مصنوع من الذهب
هز رأسه نفيا بعنف ليقيف من حالة الذهول التي تملكته ....ليجد الملك يسرع ناحية ذلك الرجل يعانقه بقوة يهتف بسعادة : بارق ....اخيرا عدت لارضك ولدي العزيز اشتقت لك
بلع رويد لعابه بصعوبة يفكر في نفسه....هل هذا ولي العهد الذي أطلق عليه لقب المدلل
فاق من شروده حينما شعر بيد الملك تربط علي كتفه بحزم ينظر لبارق يبتسم بهدوء: بارق ....هذا رويد فارس المملكة الأول وقائد جيوشها سيكون رفيقا لك من الآن ...يمكنك الاعتماد عليه في كل شئ ...رويد هذا بارق ولي عهدي وحاكم المملكة من بعدي
انحني رويد أمام بارق باحترام يهتف بأدب: تحياتي ولي العهد
استقام واقفا ليجد ذلك البارق يقيمه بنظراته لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه يهتف بتهكم : انت فارس المملكة الأول إنت بالكاد تصل لذراعي ولما تضع ذلك القناع هل تخاف علي وسامتك من الحسد ....ما الفوضي التي تحدث هنا جلالتك
اشتعلت عيني رويد بغضب لينظر للملك يهتف باحترام : اسمح لي بالانصراف جلالتك
هز الملك رأسه إيجابا بهدوء ليرحل رويد مسرعا .......بينما نظر الملك لبارق بعتاب ربط علي ذراعه برفق يهتف : تعالا معي بارق .....ليصيح بحزم الي الحراس والعمال: هيا كلا الي عمله
انصرف الجميع مسرعين ....بينما اتجه بارق مع والده الي الغرفة الملكية .....جلسا حول طاولة مستديرة ليبادر الملك قائلا بعتاب : بارق لما قولت ذلك لرويد
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي رويد يهتف بتهكم: جلالتك تعطي لذلك الطفل أهمية كبيرة
عقد الملك جبينه بضيق يهتف بحزم : لولا ذلك الطفل لكنت اليوم اتعفن تحت التراب من احدي الغارات المفاجاءة ......رويد دائما وأبدا كان متصدرا صفوف الجيش الأولي منذ ان كان جنديا صغيرا
اندهش بارق من دفاع والده الشديد عن ذلك الرجل ليهتف بتعجب: يبدو أنك تثق به للغاية جلالتك
هز رأسه إيجابا يهتف بامتنان : لقد انقذني من الموت مرات عدة حمي مملكتي ....بسببه اتسعت رقعتها بهذا الشكل....رويد يملك ذكاء حاد .....ذو عقل عسكري محنك
قطب رويد جبينه باستفهام يسأله بفضول : إذن ما سر ذلك القناع الذي يغطي وجهه والقفاز الذي يغطي يديه
ابتسم الملك بهدوء: قبل عشر سنوات حينما كان الجيش عائدا بعد احدي الحروب وجدت فتي صغير ظهر فجاءة امام حصاني يغطي وجهه بقطعة صوف سوداء قديمة يديه سوداء تماما .....وقف امام الموكب يهتف بحزم وكأنه قائدهم ...اريد محادثة الملك
Flash back
ضحك الجنود بشدة حينما رأوا ذلك الفتي الضئيل يتحدث بذلك الحزم ليهتف رويد مرة اخري بحزم : لما تضحكون ....هل رأيتم مهرجا أنا اريد محادثة الملك اين هو
نزل الملك من علي جواده متجها اليه يهتف بتعجب : ها هو الملك ماذا تريد يا فتي
هتف رويد بحزم : اريد أن اصبح قائد جيوشك
ضحك الجميع مرة اخري ساخرين ليصرخ رويد بحزم ؛ علي ما تضحكون من يري نفسه رجلا فليأتي ويواجهني
نزل احد الجنود من علي جواده متجها ناحيته يهتف بتهكم: حسنا يا صغير أنا سواجهك وسأكون لطيفا معك
اعطاه الجندي سيفا وهو يبتسم ساخرا فهو متأكد أن ذلك الصغير لن يستطيع ان يحمل السيف ..... لتتسع عينيه بدهشة حينما حمل رويد السيف بخفة وكأنه معتاد علي ذلك
ومع بداية المواجهه سقط الجندي ارضا تحت رحمة سيف رويد
ليبتسم رويد بشر تحت ذلك القناع يهتف بتهكم : من الصغير الآن
أصاب الجميع حالة من الدهشة التي جعلتهم عاجزين عن النطق ....بينما ابتسم الملك بهدوء يهتف برزانة : حسنا يا فتي تعالا معي
Back
الملك : اخذته معي الي القصر ...وحينما سألته عن سر ذلك القناع اخبرني ان في احدي الغارات القديمة احترق البيت وعائلته بالداخل حاول ان ينقذهم ولكنه لم يفلح وانتهي به الأمر مشوه الوجه واليدين ....لذلك يخفي ملامحه تحت ذلك القناع ....ومن ذلك اليوم وهو يثبت جدارته وكفائته في القتال يوم بعد يوم الي ان اصبح قائد جيوشي كما كان يريد
هز بارق رأسه إيجابا بشرود ليهز رأسه بعنف يهتف سريعا: أبي مملكة السريال تخطط للهجوم علينا
شخصت عيني الملك بذهول يهتف سريعا؛ ماذا.... متي وكيف عرفت
بارق : من جاسوسي الخاص في تلك المملكة يخبرني ما يخطط له ملك السريال ...آخر رسالة وصلت لي منه اخبرني ان ملكهم يجهز جيوشه استعداد للهجوم القريب علي مملكتك ومن ثم سيزحف الي مملكة الشمال
هب الملك يهتف بحدة: هذا ان بقي حيا ...من يظن نفسه ....اخي العزيز لازال يطمع في ارضي مع اني تركت له مملكته يفعل بها ما يريد
وقف بارق يهتف بثقة : ليس هناك
داعي للقلق جلالتك جيش مملكتي سيأتي قريبا ينضم لجيشك حينها سنسحق جيوش الأعداء ....سأفصل رأس قائدهم الاحمق بيدي
ضحك الملك رغما عنه ليهتف بمرح : تعرف يا بارق أنت تذكرني برويد ما هذا العنف الذي يركض في دمائكم ....تعرف لولا اني متأكد انني لم امسس اي امرأة غير والدتك المرحومة لقلت أنكم أخوة
شارك بارق والده في الضحك ليتجه بعد قليل الي غرفته فتح خزانته القديمة يأخذ منها رداء قديم بدل ملابسه ليخرج من القصر دون أن يعلم أحد .....اتجه الي الغابة يبحث عن تلك الشجرة الكبيرة هنا وهناك ليبتسم بسعادة حينما رآها وقف امامها يتحسس بأطراف أصابعه تلك النفوش التي رسمها عليها معها تلك الفتاة أغمض عينيه بألم يصدم رأسه بجذع الشجرة بعنف يهتف في نفسه : سامحيني جوان .....لولا غبائي لكنتي الآن علي قيد الحياة .....سامحيني حبيبتي ....عشت طوال عشر سنوات اتعذب بنيران فراقك ...ليتني ما تركتك .....لو أعلم اين قبرك لذهبت وبكيت امامه وطلبت منكي السماح
ولي العهد يتخفي في ملابس قديمة ليحتضن شجرة الا تري أنه شيئا عجيب جلالتك : هتف بها رويد ساخرا وهو يقف علي عند مجري النهر بالقرب من بارق
هب بارق ينظر له بحدة يهتف بضيق: ما شأنك إنت .....ماذا تفعل هنا ليلا
رفع كتفيه باستسلام يهتف بلامبلاة : أنا أعيش هنا
هتف بارق بسخرية : في الغابة مع الحيوانات يبدو أنك جيد في التعامل معهم
هز رأسه إيجابا يبتسم بخبث ابتسامه لم يراها بارق ليهتف ببراءة: يبدو ذلك فأنا جيد في التعامل معك
اشتعلت عيني بارق بغضب ليتجه ناحيته سحب سيفه يشهره امام عنقه يهتف بحدة : انت تعلم مع من تتحدث
بقي ثابتا ينظر لبارق بتحدي ليهتف ساخرا : ولي العهد....وحاكم مملكة الشمال ....إن كنت تريد قطع رأسي فأفعل
هتف بارق بتعجب : الا تخاف الموت
ارتسمت ابتسامة مريرة علي شفتي رويد يهتف بشرود : ليته يآتي أنا أنتظره منذ عشرة أعوام
أبعد بارق سيفه عن عنق رويد ينظر له بتعجب ليتجه رويد ناحية نهر الماء يحمل الماء بين قبضته يشرب منه
بارق : اريد الذهاب للسوق
هتف بهدوء : غدا صباحا جلالتك ...الآن علي الذهاب
قالها واختفي بين اشجار الغابة الكثيفة وكأنه لم يكن موجودا من الأساس
_______________________
في صباح اليوم التالي كان رويد يقف جوار بارق في السوق يتأفف بضيق من تعليقات الفتيات الحالمة به وبولي العهد
هتف بارق ساخرا : رويدك يا رويد أنت علي وشك الاحتراق
ابتسم باصفرار يهتف بضيق : أنا بخير ...ها قد رأيت السوق جلالتك ....هل نعود للقصر
نظر له بارق ببرود ليهتف بهدوء وهو يرحل : لاء
جز علي أسنانه بغيظ يمشي خلفه يكاد يتفحم من الغيظ ...ليقف بارق أمام محل لصناعة الفخار والحلي اليدوية ...دخل الي المحل لينحني له صاحب المحل سريعا يهتف بخوف : جججلالتلك وولي العهد في متجري المتواضع كيف لي أن أخدم جلالتك
همس رويد بصوت خفيض ساخر وهو يقف خلف بارق : اعطه عقدا ذهبيا لولي العهد المدلل
التفت بارق ينظر له بغضب ليسحب سيفه يضع نصله عند عنق رويد يهتف بحدة : رويد يا سليط اللسان اقسم ان لم تخرس لسانك سأقطعه لك ......ابتسم رويد ساخرا ولم يرد بينما وقف بارق ينظر لعينيه بتفحص ليجد نفسه يهتف بشرود :عيناك جميلة
اتسعت عيني رويد بذهول ليدفعه بعيدا عنه يهتف بحدة : يا رجل هل أنت شاذ
هز رأسه نفيا بعنف يهتف بحدة : ما الذي تهذي به يا احمق ....عيناك ذكرتني بعينين فيرونكيا حبيبتي
هتف رويد بتهكم : واين هي تلك الفريونيكا
هتف بارق بضيق: تركتها في المملكة خفت عليها من الطريق
هتف بغيظ وهو يخرج من المحل : أذهب الي حبيبتك ولا تخرج مشاعرك الجياشة امامي ...هذا ما كان ينفصني لا يكفيني غزل الفتيات ليأتي هو أيضا ....أنا مشوه يا ناس مشوه .....الرحمة يا ربي الرحمة
Chapter 3
جلس جوار ضفة النهر ينظر للمياه الجارية بشرود عينيه غائمة حزينة شاردة ....امسك عصاه صغيره وجدها ملقاه ليعبث بها علي الرمال الطينية أمامه ...شعر باحدهم يجلس بجانبه لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه
حينما وجد ذلك الرجل يهتف بهدوء : لما يجب أن تكون غامضا لتلك الدرجة
التف رويد برأسه ينظر لبارق ببرود للحظات ليشيح بوجهه عنه ينظر لمجري الماء هتف ساخرا : تلك شئوني الخاصة جلالتك
رفع بارق حاجبه الايسر بتهكم يهتف ساخرا: شؤنك الخاصة إذن ...بصفتي ولي العهد وحاكم المملكة المستقبلي فأنا اريد أن اعلم عنك كل شئ
نظر له رويد للحظات بصمت ليهتف ساخرا : لماذا هل ستطلب يدي للزواج
ضيق بارق عينيه ينظر له بغيظ : لما يجب ان تكون فظا ... ولي العهد بنفسه يجلس بجانبك وانت تتحدث معه بفظاظة ....أتعلم ما يمكنني فعله بك
امسك تلك العصا الصغيرة يرسم بها مرة اخري شخابيط مبعثرة يهتف ببرود: إن كنت تريد أن تقتلني فأفعل
عقد بارق جيبنه بتعجب يهتف ساخرا : يبدو أنك تشتاق للموت
هز رأسه نفيا بهدوء يهمس باشتياق : أنا اشتاق لعائلتي فقط الموت من سيجمعني بهم ...اغمض عينيه يهمس بألم : ليتني استطعت إنقاذهم
لا يعلم لما يشعر بالشفقة عليه وجد نفسه يهتف بهدوء: لا تحمل نفسك فوق طاقتها كنت طفل وقتها ....ومع ذلك حاولت ...ما أصاب وجههك ويديك خير شاهد علي شجاعتك
في تلك اللحظة نظر رويد لبارق بحقد شديد ...نظرات كارهه حاقدة معاتبة اصابت بارق بالذهول .....ليشيح رويد بوجهه في الاتجاه الآخر بعيدا عنه .....وجدها بارق فرصة مناسبة مد يده بخفة ناحية قناع بارق يريد نزعه عن وجهه ولكن ما ان اقترب من وجهه وجد قبضة رويد تقبض علي معصم يده ...اتسعت عيني بارق بدهشة كيف رآه وهو ينظر بعيدا ليسمع رويد يهتف بحدة من بين أسنانه : إياك أن تعيدها أنا بالكاد نسيت شكلي لا ارغب في تذكره من جديد
نفض بارق يده بعنف من يد رويد يهتف بهدوء: لنتبارز إن فزت انا.... ستخلع قناع وجههك ولن ترتديه مرة اخري ....وإن فزت أنت سأنفذ لك ما تريد
قام رويد ينفض الغبار عن ملابسه يهتف ببرود وهو يرحل : لا أريد
ما كاد يتحرك خطوتين حتي سمع بارق يهتف من خلفه بغضب اخافه هو شخصيا : انتظر من تظن نفسك يا هذا .... هذا جزاء معاملتي الطيبة لك .....تتحدث معي بتلك الطريقة اتعرف ما يمكنني فعله بك .....أنت لا تعرف من أنا
التف رويد له يصرخ بغضب : أنت الذي لا تعرف مع من تتحدث ..... أنا فتي رأي عائلته تحرق امام عينيه ....فتي نام في الغابات ليلا مع الحيوانات ....رجل لا يخشي الموت بل يتمناه في كل لحظة .... أنا قائد تلك المملكة ....جيشك العقيم بدوني لا يسوي شيئا ....أنا من تتصارع الممالك الاخري لتضمني إليها .....هل علمت الآن مع من تتحدث يا ولي العهد
هز بارق رأسه إيجابا عقد ذراعيه امام صدره يبتسم ساخرا : نعم .....أنت فتي مغرور سيسقط قناعك قريبا لنري حقيقتك الخفية .... كان من الممكن أن تقول بسهولة أنك خائف من مبارزتي بدلا من ان تمجد في نفسك بتلك الطريقة المضحكة ....
ما كاد ينهي كلامه حتي وجد سيف رويد يلامس عنقه : خسارة الملك سيحزن كثيرا حينما يصل له خبر وفاتك
ابتسم بارق بثقة لينحني بخفة يسحب سيفه من غمده في لحظات لتبدأ معركة خصمين عنفين لن يعترف ايا منهما بالخسارة ابدا في وسط المعركة وقف رويد عن القتال يرهف السمع ليهتف بارق ساخرا: اكمل ام انك خائف
اتسعت عيني رويد بصدمة ليقترب من بارق في لحظة دفعه بقدمه بعنف في صدره ليسقط ارضا ليغرز سيفه في رقبة ذلك الجاسوس الذي يقف خلفه يشهر سيفه محاولا قتل ولي العهد
صاح في بارق بحدة : جواسيس السريال هيا انهض لديه رفقة علينا الترحيب بهم جيدا
نهض بارق بخفة يلتقط سيفه ينظر لرويد بغيظ : لن اسامحك علي تلك الدفعة
ظهر امامهم تسعة جنود ليهتف رويد بخبث : لي خمسة ولك أربعة
بارق بضيق : انت قتلت واحد لك أربعة ولي خمسة
رفع كتفيه بلامبلاة لتبدأ المعركة ويدوي صوت قراع الكتائب ( السيوف ) في كل مكان ...بعد عشر دقائق رمي رويد سيفه بعنف ينظر لبارق بغضب يهتف بغيظ : هذا ظلم لقد قولت.... لي أربعة ولك خمسة لما قتلت ستة وأنا فقط ثلاثة
نظر له بارق للحظات بغموض ليهتف بجد : هيا لنعود للقصر....يكفي ما حدث اليوم
_____________________
ليلا في القصر جلس ولي العهد مع بعض أصدقائه ومنهم رويد يحتسون النبيذ ...لاحظ بارق ان رويد لا يشرب معهم ليهتف بتهكم : ما بك أيها الصغير الا تحب النبيذ ...هل احضر لك بعض الحليب الساخن
اشتعلت عيني رويد بغضب ليتلقط احدي الكؤس النحاسية ليهتف زعتر سريعا وهو يمسك يده: رويد لاء ...انت تعلم عاقبة ذلك الأمر
ابتسم بارق بخبث يهتف ساخرا: اتركه يا زعتر فالصغير لن يتحمل سوي كأس واحد علي الاكثر
وقد كان اشتعلت نيران الغضب في عقل رويد ليشرب بشراهة يجبر فمه علي بلع ذلك المشروب البغيض ...وزعتر يصرخ فيه أن يتوقف دون فائدة ....شرب حد الثمالة ...ليبدأ في الضحك بصوت عالي ...قام من مكانه يترنح في مشيته يضحك بلا توقف وقف أمام الجميع يصيح بصوت عالي : السيدات والسادة
نظر لهم يعقد جبينه بحزن مصطنع: اين السيدات ...حسنا حسنا السادة والسادة انصتوا جيدا ...انا رويد الفتي المشوه ذو الاعين الخضراء الجميلة ....ضحك بثمالة ...ليتجه ناحية بارق يقلد صوت انثوي يهتف بدلال : بارق برقوقي العزيز هل اذكرك بفروينكيا حبيبتك هل هي فاتنة مثلي
وقف يضحك بانهيار ليهتف من بين ضحكاته : زعتر هل يمكنني ان اضعك علي طعامي ارجوك ...ارجوك ارجوك
وقف زعتر يمسك يده بسحبه معه للخارج يهتف بحدة : رويد هيا سأخذك الي منزلك ...يكفي الي هنا
زعتر انتظر سأخذه أنا....خرجت تلك الكلمات من بارق من فم بارق ...ليهتف زعتر سريعا بارتباك : ولكن يا مولاي جلالتك لا تعلم أين يعيش
بارق بحزم : بلا اعلم ...والآن اترك الأمر لي
همس زعتر بقلق : ولكن يا مولاي القناع .....
قاطعه بارق يهتف بحزم : اقسم اني لن أكشف عن وجهه
ابتسم زعتر بامتنان ليأخذ بارق رويد ويرحل ...يحاول إسناده طوال الطريق ينظر له بشقفة هو السبب في حالة الهذيان التي أصابته ....ورويد يثرثر ويضحك دون توقف
بارق: رويد ان تسكن
اشار امامه ليري بارق بيت قديم محترق ....عقد جبينه بتعجب ليجد رويد يتقدم ناحية ذلك البيت فتح بابه متجها الي غرفة صغيرة بها فراش صغير غط في نوم عميق ...لينظر له بارق بحزن يبدو كالطفل الصغير وهو نائم امسك الغطاء يضعه عليه يبتسم بغموض يهز رأسه إيجابا ومن ثم تركه ورحل
_______________________
في صباح اليوم التالي ...فتح عينيه بصعوبة يفرك جبينه بألم يتمتم بضيق: أحمق يا رويد ما كان يجب ان اشرب ...اتسعت عينيه بدهشة ينظر حوله ليجد نفسه محتجزا داخل زنانة صغيره بها نافذة صغيرة تدخل شعاع ضوء بسيط ليتجه ناحيه الباب يدق عليه بعنف يصرخ بغضب: افتحوا الباب اقسم بخالق الكون ان لم تخرجوني من هنا لاشرب من دمائكم أحياء
لحظات وانفتح الباب دخل حارسان ضخام الجثة قيدا حركته ليدخل بعده ذلك الرجل يبتسم بخبث : رويد .....اهلا بك في مملكة السريال ....رويد الصغير
Chapter 4
لحظات وانفتح الباب دخل حارسان ضخام الجثة قيدا حركته ليدخل بعده ذلك الرجل يبتسم بخبث : رويد .....اهلا بك في مملكة السريال ....رويد الصغير
عقد جبينه بتعجب ينظر للواقف أمامه ليهتف بحدة : من أنت وماذا تريد مني
ابتسم الرجل بخبث يهتف ساخرا: أنا ملك السريال ...أرأيت كم أنت عزيز لدينا... الملك بنفسه يستقبلك
ابتسم ساخرا ينظر للجمع أمامه بتهكم ...نظرات ساخرة حادة لا تعرف الخوف ... هتف بتهكم : وماذا يريد مني ملك مملكة السريال
نظر له الملك بإعجاب يبتسم بخبث : تعجبني شجاعتك رويد ....صدقني انت تستحق اكثر بكثير مما تأخذ ....تعيش في منزل محترق علي اطراف الغابة ....لا تملك خدم تحت امرتك .....ليس لديك حتي جواد واحد ...استمع لي أنا اعلم انك رجل ذكي ولن ترفض ما سأعرضه عليك ..... قريبا ستشن مملكتي الحرب علي مملكة اخي الاحمق تعاون معي انضم لجيوشي
ابتسم رويد ساخرا يهتف بخبث : وعلي ما سأحصل مقابل لذلك
اتسعت ابتسامة الملك ليهتف سريعا : كل ما تريد ....قصر فخم بدلا من منزل صغير محترق .... مزرعة خيول بأكملها .....الكثير من الخدم تحت امرتك .....ذهب الماس ياقوت كل ما تريد ستطرز ملابسك من الذهب الخالص
سأجعلك ولي عهدي فأنا لا أملك وريث ...فقط انضم لي ....ستحكم بعدي ارض مملكتي ومملكة اخي الاحمق ومملكة الشمال جميعا لك .....فقط انضم لي ....لست احمق لترفض عرضا كهذا
______________________
كيف اختطف .....صاح بها بارق بغضب حينما اخبره زعتر انه ذهب لمنزله صباحا ولم يجده ووجد سيف من سيوف مملكة السريال ..ملقي علي فراشه
هتف زعتر بتوسل وهو ينظر لبارق برجاء : مولاي ارجوك ....ارجوك أعده...سيقتلونه
صاح بارق بحدة: جهزوا الجيوش سنهاجم مملكة السريال الآن
ولما ستهاجم مملكة السريال : هتف بها رويد ببرود وهو يدخل من باب القاعة الملكية
هرع زعتر اليه يحتضن وجهه بين كفيه يهتف بقلق : رويد هل أنت بخير....هل اذوك
رفع حاجبه الايسر بتهكم يهتف ساخرا: زعتر توقف عن تقمس دور الام الحنون أنا امامك بأفضل حال
كان بارق يقف بعيدا يضيق عينيه يرمقه بنظرات شك ....اتجه ناحيته يهتف بهدوء : نحمد الله علي سلامتك يا فارس المملكة
ابتسم ببرود يهز رأسه إيجابا دون كلام ...ليهتف بارق بشك : ماذا حدث
رفع كتفيه بلامبلاة يهتف بهدوء : اختطفني جنود السريال ....في منتصف الطريق استطعت الهرب منهم قبل ان يصلوا بي الي مملكتهم
عقد بارق ساعديه أمام صدره ينظر له باستنكار ليهتف مستنكرا : واين كنت طوال تلك المدة
رد بثقة : في المنزل
رمقه بنظرات باردة متهكمة للحظات ...قاطعه دخول الملك يهتف بلهفة: رويد ...نحمد لله علي سلامتك .
ابتسم رويد بود ينحني أمام الملك باحترام : تحياتي جلالة الملك
اقترب الملك منه يعانقه بحنان يهمس بقلق : كدت اموت خوفا حين قالوا لي أنك اختطفت ...عشر سنوات يا رويد كفيلة بأن تجعلك ابني حتي وإن لم تكن من دمي
ابتسم بهدوء لتشرد عينيه في الفراغ ...اجفل علي صوت الملك يهتف بسعادة : اليوم سنقيم حفلة كبيرة في القصر الملكي تيمنا برجعوك سالما ....وسأدعو فيها جميع بنات المملكة ربما يعجبك احدهن .....اريد ان اري احد منكما يتزوج ....إنت او بارق
هتف سريعا : مولاي لا داعي ......
قاطعه الملك بحزم : بل هناك داعي رويد ....ما اقول ينفذ ....والآن اذهب واستعد للحفلة ...الخياط الملكي في انتظارك
هز رأسه إيجابا بأدب ليخرج من الغرفة يتمتم مع نفسه بغيظ : حفلة ملكية ....هل يظن اننا في احدي الحكايات الخيالية وستأتي سندريلا لتخطف قلب الأمير ....الرحمة يا ربي الرحمة
ليلا في القصر الملكي ....جموع الحاضرين تتوافد بكثرة الكثير والكثير من الفتيات يتسابقن للدخول في ساحة القصر الكبيرة وقف بارق يمسك بكأس نبيذ يرتدي رداء ملكي ابيض اللون مطرز بخيوط زرقاء غامقة يحمل سيفه في غمد أسود حول خصره وحذاء اسود طويل شعره الاسود الطويل مصفف بعناية لحيته مهندمة بالشعره كما يقولون ....ينظر للجمع امامه ببرود وهو يحتسي من كأسه ليجد رويد يقف بعيدا يرتدي حلة سوداء مطرزة بخيوط صفراء من الذهب ..يحمل كأس عصير بيت يديه كالعادة يضع قناعه الأسود الداكن علي وجهه .....يقف جواره زعتر ...استطاع أن يري من نظرة عينيه أنه علي وشك حرق نفسه حيا....لن يلومه ان فعل ذلك فالحفلة بالفعل مملة جدا ....موسيقي هادئة تنبعث من بين الآلات العازفين الكثير من الأطعمة والشراب موضوعة علي طاولات كبيرة والكثير من الاشخاص في الحفلة منهم من يرقص ومنهم من يتحدث ....وبالطبع لم يسلم من غزل الفتيات الهامس ....نظر للجميع ببرود
ليجد الملك يربط علي كتفه يهمس بحماس : هيا اخبرني من منهن سرقت قلبك
قلب عينيه بملل يهتف بفتور : ابي ....نحن علي اعتاب حرب عاتية أنا لا افكر في هذا الموضوع الآن
نظر الملك له بضيق ليتركه متجها الي رويد يهمس بحماس : حسنا اخبرني أنت من منهن سرقت قلبك وسأزوجها لك في الحال
تنهد بضيق يبتسم باصفرار لينحني امام الملك باحترام: جلالتك نحن علي أعتاب حرب عاتية أنا لا افكر في هذا الموضوع الآن
نظر الملك له بغيظ ليتركه ويرحل يتمتم مع نفسه بغيظ: احمقان يقولان نفس الكلام ....نحن علي اعتاب حرب عاتية....الصبر يا ربي لما لم ترزقني بجوادين بدلا منهما ....سأذهب واخلد للنوم ....كاتكوا الارف عيال تسد النفس
( خليتوا الراجل أتكلم مصري يا بعده 😂😂)
مال زعتر علي إذن رويد يهمس بخبث : انظر الفتيات ينظرن إليك بحالمية ....اقسم انهن يريد الرقص معك
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه يهمس بتهكم: إن خلعت قناع وجهي سيفرون هاربين
نظر زعتر له بحزن ليعاود النظر الي الحفلة
وقف بارق يتفحص الحضور بعينيه دون أن ينطق بحرف واحد ...... فقط يزفر بضيق بين الحين والآخر يحي الجميع بابتسامة صغيرة مصطنعة وانحناءه بسيطة ...لتتسع عينيه بدهشة حينما رآها تدخل من باب القاعة الملكية بفستانها الأزرق ضيق من الاعلي ينزل باتساع يحتضن جسدها بحنو شعرها الاصفر الطويل ابتسامتها الواثقة الجريئة ...وجد قدميه يتحركان ناحيتها دون إرادة منه وقف امامها يبتسم من الصدمة: جوان
ضحكت ضحكة صغيرة بدلال لتهمس بجراءة : ما زلت تذكرني جلالتك
شخصت عينيه بصدمة يهتف بذهول : ولكن كيف رأيت النيران وهي تبلعك
ابتسمت ساخرة ....لتقترب منه تهمس بجراءة : هل يشرفني ولي العهد بتلك الرقصة
ابتسم بخبث يهز رأسه إيجابا ليحتضن اصابعها في كف يده يأخذها الي ساحة الرقص ...تتمايل معه علي أنغام الموسيقي ليتلفت الجميع ينظر لولي العهد وهو يراقص تلك الجميلة ...يتحركان بحركات متناغمة للغاية
همس بارق بسعادة : اشتقت لكِ
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها تهمس بتهكم : حقا !!! لقد كنت تظنني ميتة
اخفض انظاره بخزي يهمس بحزن: صدقيني رحلت مجبرا
ضحكت ساخرة : نعم اعرف ...مجبر ....لقد صرخت باسمك ....استنجدت بك ولكنك لم تلتفت حتي
همس بألم: جوان انتِ لا تعلمين كم احترقت بدونك ...جوان أنا أحبك
ابتسمت بقوة تهتف ببرود : أنا ...لا....انا عشقتك اما الآن اتمني فقط موتك حتي تنطفئ نيراني
لف ذراعه حول خصرها يقربها منه الي ان ارتطمت بصدره ليهمس جوار اذنها بخبث : ما زالت سليط اللسان يا رويد!!!
Chapter 5
ارتسمت ابتسامة واثقة خبيثة علي شفتيه حينما راي عينيها الجاحظتين بصدمة بعدما أخبرها بالحقيقة
تداركت نفسها سريعا لتهز رأسها نفيا بعنف قطبت جبينها بضيق تهتف بحدة: أنت مخطئ يا ولي العهد ....انا جوان ...ذلك المدعو رويد أنا لا اعرفه
توقف عن الرقص نظر لها ببرود للحظات لينفجر في الضحك ...ضحك بملئ فاهه كأنها فقط كانت تخبرته طرفة ظريفة ...شهقت بفزع حينما وجدت نفسها فجاءة مرفوعة عن الأرض بين ذراعيه لينحي قليلا وهو يحملها امام المدعوين يبتسم برسمية : اعتذر للجميع الحفلة انتهت
أخذها متجها الي جناحه الملكي وهي تصرخ وتتلوي بين ذراعيه تصيح بغيظ : هل جننت... بارق انزلني ....ابعد يديك اللعينة عني ....انزلي يا احمق .... إنت أيها الحارس انجدني ذلك المجنون يحاول اختطافي ...
نظر الحارس لهما بدهشة لينكس رأسه لأسفل وكأنه لم يري شيئا ...دخل الي جناحه الخاص لينزلها علي قدميها برفق ....فجاءته حينما دفعته في صدره بعنف تصرخ بغيظ؛ أنت من تظن نفسك لتحملني بذلك الشكل أمام الجميع....لست احدي جواريك او حبيبتك المدللة فيرونيكا
تراقصت ابتسامة خبيثة علي شفتيه رفع حاجبه الايسر يهتف بمكر : وكيف علمتي بأمر فيرونيكا ....أنا لم اخبر احدا بها سواك يا عزيزي رويد
شخصت عينيها بصدمة لتعود للخلف حتي تبتعد عن مرمي يديه بلعت لعابها الجاف قبضت بيديها علي اطراف فستانها ...صرخت بحدة : : أخبرتك اني لست ذلك الاحمق رويد ...انا جوان....جوان ...هااااااا
شهقت بفزع حينما وجدته يقف أمامها في لحظة ابتسم بعبث يهمس بخبث : حسنا حسنا عزيزي رويد .....انت جوان ..الأن اخبرني كيف علمت بأمر فيرونيكا
ابتسمت ببرود تحاول السيطرة علي دقات قلبها الهادرة لتهتف بثقة : مصادفة سمعتك في السوق وأنت تتحدث عنها مع ذلك الفارس المقنع
اقترب برأسه من اذنها يهمس بخبث : جوان علي من تكذبين ....أنا اعرف حقيقتك منذ أن وطئت قدامي القصر ...عينيكي الساحرة كغابات الزيتون كيف أخطاء فيهم.......حينما اقتربت منكي في السوق تأكدت من شكي تلك الغابات الدافئة الذي اجد نفسا استسلم للغرق فيهم بملئ إرادتي ....ذلك اليوم الذي يسبق اختطافك جعلتكي تشربين حد الثمالة .... لتظهر حقيقة جوان
وضعت يدها علي فمها تشهق بذعر : هل كشفت قناع وجههي
ابتسم بثقة يهز رأسه نفيا سريعا يهمس بحب: لاء عزيزي... اقسم اني لم افعل ... فأرتي الصغيرة هي فقط من كنتي تناديني ببرقوقي
رفعت وجهها تنظر له للحظات بعتاب لتكور قبضتيها تضربه علي صدره تصرخ بألم لتنساب دموعها رغما عنها: ابتعد عني ....اكرهك يا بارق...إنت كاذب مخادع جبان....كيف لك ان تتركني ....لقد تخليت عني ...اقسم ان أخبرت احد بما تعرف سأقتل نفسي....أنا رويد فارس تلك المملكة وقائد جيوشها ....همست بألم: عشر سنوات عشت فيهم كرجل حتي إني نسيت إني فتاة كرهت انثوتي ....عشر سنوات وانا اضع لوح خشبي فوق صدري حتي لا يعلم احد بالحقيقة عشر سنوات احترقت فيهم بنيران فقداني لاسرتي ولك .... نظرت له بألم تهمس بامتنان : تعرف أنا أشكرك وبشدة لولا تدريبك لي علي حمل السيف والمبارزة به ما كنت سأصبح ما أنا عليه الآن
دفعته بقوة لتركض خارج الغرفة وهو خلفها يصرخ باسمها : جووووووان ....انتظري جوان ارجوكي
خرجت من القصر الملكي تركض في الغابة وهو خلفها يصدح صوته باسمها ....اختبئت خلف احدي الاشجار الضخمة تضع يدها علي فمها حتي لا تصدر صوتا لتسمع صوته يصيح باسمها برجاء : جوان...جوان ...اسمعيني صغيرتي اقسم رحلت رغما عني ...جوان ارجوكي لا تذهبي مرة اخري...جوان لا ترحلي صغيرتي
هزت رأسها نفيا تنساب دموعها بصمت
سمعت صوت خطوات اقدامه تبتعد لتنهار ارضا خلف تلك الشجرة تتذكر ما حدث في الماضي البعيد
Flash Back
جوان ايتها القردة الصغيرة اتركي تلك العصي من يديكي حالا ...صاحت بها أمها بضيق وهي تري ابنتها الصغيرة ذات الثمانية أعوام تمسك عصا خشبية تبارز بها الهواء كأنها سيف
اتجهت ناحيتها تمسكها من اذنها تهتف بضيق : ايتها القردة الصغيرة لما لا تلعبين بالعرائس مثل باقي الفتيات
دبدبت علي الارض بغيظ طفولي تصيح بضيق : امي تلك العرائس مملة جدا .....فقط الحمقوات هن من يلعبن بها...أما أنا فأحب السيف واريد أن اصبح فارسا عظيما
زفرت والدتها بضيق من افعال ابنتها التي لا تمت للفتيات بصلة لتهتف بضيق: حسنا يا فارس اذهب الي النهر واجلب لنا بعض الماء
ابتسمت بحماس تهز رأسها ايجابا لتأخذ إناء نحاس كبير كان جوار والدتها و تركض تجاه الغابة ......وقفت جوار النهر تملئ ذلك الإناء لتسمع صوت أنفاس عالية قريبة منها ...ابتسمت بحماس تمشي خلف الصوت لتتسع عينيها بسعادة صرخت بغيظ فرحة داخل نفسها: سيييييف
مشت علي اطراف أصابعها تقترب من ذلك النائم علي الارض العشبية يضع سيفه جواره امسكت مقبض السيف بيديها الصغيرتين
لتعقد جبينها بضيق حينما حاولت رفعه لتجده ثقيلا للغاية سحبته بعنف لتسقط علي ظهرها ارضا جلست ارضا تمسد علي ظهرها بخفة تهتف بحنق : سيف احمق ...آه يا ضهري ...لم اكن اظنك ثقيلا لتلك الدرجة
في لحظات فتح ذلك الفارس عينيه ....نظر بجانبه فلم يجد ليصاب بالذعر هب جالسا ينظر حوله ليجد تلك الصغيرة تجلس امام سيفه تتظر له بضيق تربع ذراعيها
هتف بتعجب : من انتي يا صغيرة ولما تنظرين للسيف بتلك الطريقة
زفرت بغيظ لترد بضيق وهي تنظر للسيف: حاولت حمله أنه ثقيل جدا ...رفعت نظرها تنظر له بتمعن تهتف بحماس: هل أنت فارس
هز رأسه إيجابا بتعجب ليجدها تصرخ بحماس : ياااااااه......ارجوك علمني اريد ان اصبح فارسا مثلك
رد بدهشة : فارس!! ولكن انتي فتاة ....
قاطعته تصيح بحنق طفولي : نعم نعم انتي فتاة عليكي اللعب بالدمي ...السيف للفرسان ...عااااا أنا اكره تلك الدمي الحمقاء السخيفة
ضحك عاليا بمرح : حسنا حسنا اهدئي يا صغيرة ما اسمك
قامت تنفض الغبار عن ملابسها اتجهت ناحيته تمد كف يدها الصغير تبتسم ببراءة تهتف بحماس : جوان وأنت
ابتسم بصفاء ليمد كف يده يخفي كف يدها الصغير : بارق
نزعت يدها من يده تهتف بحماس : هل ستعلمني
عقد جبينه بتفكير مصطنع ليجدها تسبل عينيها ببراءة تهمس برجاء: ارجوك ارجوك ارجوك
ضحك رغما عنه ليهز رأسه ايجابا لتصرخ بسعادة ....قبلته علي وجنته ببراءة ليبتسم بحنو قام ينفض الغبار عن ملابسه ليلتقط السيف بخفة بينما تنظر له الصغيرة باندهاش
بارق بجد : حسنا يا صغيرة ....
قاطعته تهتف بضيق : اسمي جوان
بارق ضاحكا: انظري لي جوان....لكي تصبحين بارعة في استخدام السيف يجب ان تجعليه جزءا منكي ....سيفكِ كديكِ يتحرك كما تريدين
هزت رأسها ايجابا بتفهم تستمع له بحماس ...لتهتف سريعا : أمي سوف تقتلني لقد تأخرت للغاية ....هل ستأتي غدا
هز رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة : سأنتظر في نفس الوقت يا صغيرة
هزت رأسها ايجابا بحماس لتحمل ذلك الإناء وتعود راكضة الي منزلها
مرت أربعة أعوام ....تذهب للغابة كل يوم تراه وتتعلم منه حتي اصبحت بارعة للغاية في المبارزة وحمل السيف ....خرجت من منزلها تركض تجاه الغابة تبحث عنه هنا وهناك ...زفرت بضيق حينما لم تجده ....لتخرج سيفها الذي أعطاه لها هدية حينما تمنكت من فنون المبارزة ...أمسكت السيف وبدأت تنحت علي جذع الشجرة الكبير...اسمها واسم بارق وبينهما قلب كبير
ابتسمت بحب ....قلبها ينبض بعنف حينما تراه تشعر باحأسيس رائعة دافئة تداعب خلجاتها حينما تنظر إليه .. سمعت صوته يهتف من خلفها بعبث : ماذا تفعل فأرتي الصغيرة
التفتت له في لحظة ليجد نصل السيف يلامس عنقه بينما تبتسم هي بخبث : فأرتك هااا...تأخرت يا سيد بارق
ضحك عالي بمرح لينحني أمامها يهتف بخوف مصطنع : اعتذر اميرتي الصغيرة ...جيش الملك يستعد لحرب قريبة ولذلك تأخرت
هتفت بصوت رجالي : حسنا يا هذا قبلت اعتذارك
ضحك عاليا ليهتف بمرح : لا اعلم كيف تستطيعين تقليد اصوات الرجال بتلك السهولة
رفعت تلابيب فستانها بغرور مصطنع تهتف بثقة : اعلم اني رائعة ذات مواهب متعددة ....يا الله كم أنا متواضعة
هتف من بين ضحكاته : نعم نعم نشكر الله علي تواضع الكبير
ضحكت بمرح ليشاركها في الضحك قبلا ان يسمعا اصوات صرخات عالية تأتي من كل مكان لينطلق ذلك البوق العالي من ساحة القصر يصيح باقتراب اقتحام الأعداء من القصر....ومعها صرخاتها التي ارتفعت حينما رأت تلك النيران تلتهم منزلها
جوان صارخة؛ بارق عائلتي ارجوك ساعدهم
نظر لها بألم ليهتف سريعا : أنا آسف جوان علي الذهاب للقصر ...ان لم انقذ الوضع سنصبح جميعا تحت رحمة السريال
شخصت عينيها بذعر حينما رأته يركض ناحية القصر ....تركها ...تخلي عنها ...كيف يفعل بها ذلك ...كيف يخون ثقتها به كيف يكسر قلبها بتلك الطريقة ....اندفعت تركض ناحية منزلها ...لتري النيران تحيط بها كأنها وحش يلتهمه بضراوة وقفت أمام المنزل تصرخ وتبكي : ابييييي ...امييي ....ارجوكم فليساعدني احد .....ارجوكم النيران ستلتهم عائلتي ...سيدي اتوسل اليك انقذ أسرتي
أمسكت قدم احد الرجال تتوسل له ليدفعها بقدمه بعنف يفر هاربا ....سقطت علي رأسها لتفقد الوعي
مرت ساعات وهي ملقاة جوار منزلها المحترق فاقدة للوعي ....الي ان بدأت تفتح عينيها بألم نظرت حولها باستفهام لتتسع عينيها بذعر لتجد منزلها تفحم بالكامل تحاملت علي نفسها تشعر بالدماء تسيل من رأسها بعنف ...دخلت للمنزل بخطي بطيئة مترنحة لتشهق بذعر رأت جثث عائلتها متفحمة سقطت علي ركبتيها ارضا ...خرجت صرخاتها الذبيحة تدوي في أرجاء المكان
جلست جوار جثة والدتها تبكي بعنف : أمي...أمي استيقظي ....سالعب بالدمي وساترك السيف ...سأسمع كلامك لن اعارضك ...ابي استيقظ ارجوك لأجل خاطري استيقظ
أغمضت عينيها تبكي بألم لتشعر باقدام تتحرك ناحية منزلها اختبئت تحت فراشها المحترق لتسمع صوته يهتف بقلق : جوان .....جوان ....صغيرتي ...جوان
لتسمع بعدها صوت يهتف بارتباك : يبدو انه ما من ناجين سيدي
سمعته يهتف بألم : ادفنوا الجثث في المقابر الملكية
دقائق واختفت الاصوات خرجت بحذر لتجد البيت فارغ تماما حتي جثث عائلتها اختفت
جلست ارضا ضامة ركبتيها لصدرها تبكي بألم وضعت يدها علي فمها تكبح صرخاتها
صغيرة قد مات قلبها ...صغيرة احترقت برائتها حينما رأت جثث عائلتها محترقة امام عينيها
فتحت عينيها تنظر للفراغ ببرود نظرات حادة باردة تنعي روحها المقتولة ...قامت تأخذ قطعة قماش محترقة تلف بها وجهها ويديها تعرف بالظبط اين عليها الذهاب
Back
فاقت من بحر ذكرياتها العاتي لتسود عينيها بغضب قامت تلملم شتات نفسها تعرف أين عليها الذهاب
_____________________
في صباح اليوم التالي في تلك المملكة وقف امام الملك ينحني باحترام : جلالتك ....أنا مستعد للإنضمام اليك
ابتسم الملك بخبث ليقم من مكانه متجها اليه ربط علي كتفه يهتف بسعادة : اهلا بك يا رويد في مملكة السريال....اهلا بك يا ولي العهد الجديد
Chapter 6
نظر من شرفة غرفته الملكية لضوء الشمس وهو يشرق ببطئ علي ارض مملكته....اخذت نفسا عميقا يزفره بألم يبحث عنها طوال الليل لا أثر لها ....اغمض عينيه بألم اشتاق اليها حد الثمالة كاد قلبه أن يقفز من بين أضلاعه حينما ظهرت امام عينيه من جديد ....كان علي ثقة تامة من انها ذلك الفارس المقنع ...لم تتفهم ان رحيله كان رغما عنه ....لا تعرف كم اشتاق اليها كان يتخفي كاللصوص للذهاب الي مكانهم السري عله يجد ولو حتي طيفها يطفئ نيران وحدته الموحشة
عقد جبينه بتعجب حينما وجد ذلك الفارس يسرع ناحية القصر الملكي ....ذلك الفارس الذي عينه جاسوسا لدي مملكة السريال ...يحاول دخول القصر الملكي ولكن الحرس يرفض ذلك .....فما كان منه الا ان صاح بصوت جهوري في الحرس : افتحوا البوابات في الحال
نظر الحرس له بذعر ليفتحوا البوابات ويدخل ذلك الفارس مسرعا ....بينما ركض بارق لأسفل متجها إليه
ليجد ذلك الفارس يركض ناحيته الي ان وقف امامه يلهث بعنف : جلالتك.....كارثة....جلالتك ...ملك السريال يتقدم بجيوشه ناحية المملكة ....ومعهم رويد الفارس المقنع
شخصت عيني بارق بصدمة لم يكن ابدا سيصل بها الأمر للتحالف مع أعدائه ضده ...ليجد ذلك الفارس يكمل : ملك السريال عرض علي رويد ان يصبح ولي عهده في مقابل الانضمام اليه....وهو وافق ....جاء بالأمس لملك السريال يضع معه خطة محكمة للهجوم
اشتعلت عيني بارق غضبا عقب ما سمعه من الفارس ليبدأ في الصراخ في الجنود بأن يستعدوا للحرب
وقف علي طليعة الجيش يمتصي صهوة جواده الاسود الضخم يرتدي زي الفرسان الحربية ....بجانبه والده وخلفه الآلاف من الفرسان
سمع والده يهمس بحزن : لا اصدق ان رويد يفعل بي هذا....لقد كنت أحبه كولدي كيف يغدر بي بتلك الطريقة
نظر لوالده بشفقة ليهز رأسه نفيا بعنف لا يوجد وقت للمشاعر عليه الانتقام منها لخيانتها له بتلك الطريقة البشعة ....وجه نظره لجيشه الضخم يصيح بحزم : الحرب اما فائز او خاسر ...فائز يجني كل شئ هزيمة الأعداء هي غايتنا ...حتي لو ضحينا بأنفسنا
صرخ الجنود بحماس يقسمون علي فوز تلك الحرب لتبدأ مسريتهم ليتلقوا بجيش الاعداء
علي جانب آخر يسير جيش السريال متجها ناحية المملكة يتقدم طلعية الجيش ملك السريال بجانبه رويد .....نظر الملك لرويد يهتف بضيق: أنا لا أعلم لما اصررت ان نأخذ فقط نصف الجيش
ابتسم رويد بخبث تحت قناعه ليهتف بحدة : الا اكفيك ....الا تعرف من انا ....حسنا عد وخذ باقي جيشك العقيم ....وأنا سأعود لمملكتي وارني كيف ستفوز
هدر الملك سريعا : لا لا لا صدقني لم اقصد انا فقط قلق جيش مملكة اخي كبير للغاية
ابتسم ساخرا يهتف بفضول : صحيح يا جلالة الملك لما تكره أخاك لهذه الدرجة
ابتسم الملك بتهكم يهتف بضيق: الملك درغام الملك العظيم ابي ....لم يعترف بي كابن شرعي ووريث للملكة لاني ولدت من احدي جواريه ....اما شاه فابن الملكة ......اراد مني ان اصبح فقط وزير اخي المدلل بينما يرث شاه كل شئ ....بعد موت أبي لم يرضي شاه بهذا واعطاني تلك المملكة الصغيرة حتي احكمها بعيدا عنه ...هو ينعم بمملكة ابي الضخمة وأنا أعيش في مملكة صغيرة....حاولت قبل عشر سنوات ان اشن حرب عاتية علي مملكته جعلت جنودي يحرقون منازل المملكة باكملها حتي يحل الخراب ولكن بارق ولي عهده الاحمق استطاع ردع جيوشي ..ظللت عشر سنوات احاول تجميع جيشي الذي اباده بارق بلا رحمة
هز رأسه إيجابا بهدوء ينظر لذلك الملك بغموض
في ارض بين المملكتين التقي الجيشان نظر بارق لجوان بغضب نظرات سوداء متوعدة بينما نظر الملك شاه الي رويد نظرات حزينة معاتبة كأنه يقول له كيف تفعل بي هذا
انطلقت صيحات الهجوم من كلا الجيشين لتبدأ المعركة ليركض رويد تجاه جيش السريال يغوص بينهم خلفه صيحات ملك السريال يصيح بدهشة : رويد اين تذهب رويد
دقائق و بدأت صيحات الجنود تنطلق من قلب الجيش ومعها تطاير رقاب الجنود لتتسع عيني بارق بدهشة بينما ابتسم الملك شاه بثقة : كنت اعرف انك لن تخذلني يا بني
صاح بارق بحزم : هجووووووووووم
انطلق الجيشان يتصارعان بضراوة.....رويد وبارق يقطعان الرقاب دون رحمة.....كان يختبئ بعيدا ملك السريال ينظر لبارق ورويد بغضب شديد ....رويد يقف وسط مجموعة كبيرة من جنود الملك شاه يقتلون جنوده ...بينما بارق يقف وحيدا يقاتل بعض الجنود وحده ...كان يود وبشدة قتل رويد ولكن بارق فريسته الأسهل ترجل من علي صهوة جواده متجها ناحية بارق اشهر سيفه من غمده يتحرك بخفة
رفع سيفه يود ان يغرزه في بين احشاءه وقد كان رفع سيفه يطنعه .... لتتسع عينيه بدهشة حينما وجد رويد يقف أمامه في لحظة كان السيف يدخل بين أحشاء رويد ليلتفت بارق لهم ....اتسعت عينيه بذعر حينما وجد رويد غارقا في دمائه التي تلطخ سيف ملك السريال لتتسع عينيه بغضب دون كلمة واحدة كان رأس الملك يسقط تحت قدميه سقط علي ركبتيه جوارها يأخذها بين ذراعيه يصيح بألم : جوان ...جوان ارجوكي لا تتركيني مرة اخري جوان...
وضعت يدها علي فمه تبتسم بشحوب تهمس بألم : أرادت الانتقام يا بارق هو من قتل عائلتي أنا لم اخنك ....حينما أصبحت مكانك علمت انك كان يجب أن تذهب ....انا احببتك يا بارق ....وداعا يا برقوقي
اغمضت عينيها ليصرخ باسمها بألم
__________________________
أمام غرفته الملكية وقف جوار الملك يقص له كل شي ليبتسم الملك بهدوء يهتف بثقة؛ كنت اعرف أنه فتاة ولكني لم اكن اعرف ان تلك الفتاة تكون حبيبة ابني العزيز
هدر بذهول : تعرف ...كيف ومتي
ابتسم الملك بهدوء يشير الي شعره الابيض القصير ؛ يا صغيري ذلك الشيب لم يأتي من العدم .... أنا من جعلت زعتر يتقرب منها لأن طيب ومرح واخبرته بحقيقتها حتي لا يتعامل معها بعفوية
اتسعت عينيه بدهشة والده امكر مما يظن....سرعان ما غامت عينيه حزنا وهو يعلم أنها تصارع الموت في الداخل
ساعات مرت وهو يقف امام غرفتها يدعو لها في قلبه ...خرج الاطباء الملكيين من الغرفة ليتحدث كبيرهم بابتسامة هادئة؛ السيدة بخير ...يبدو انها قوية للغاية
اتسعت ابتسامته ليدخل سريعا للغرفة ليجد قماش ابيض كبير يلتف حول جذعها العلوي كاملا تغمض عينيها ...تنام كالملائكة
تنهد براحة ليجلس علي ركبتيه يداعب خصلات شعرها الاصفر بحنان يهمس بحب : فأرتي الصغيرة قوية كما عهدتها دائما
سمعها تهمس بضعف : اخبرتك اني اكره ذلك الإسم برقوقي
نظر لها بلهفة ليجدها تنظر لها بعينيها الخضراء نظرات بريئة ناعسة ...قبل يدها يهمس بحب ؛ أحبك يا جوان
عقد جبينه بتعجب حينما لاحظ عينيها الشاخسطين بدهشة تنظر خلفه ...التفت خلفه ليجد والده يقف خلفه ينظر لهما بغضب ...بلع لعابه بتوتر ....بينما هتف الملك بحدة مصطنعة: يا الله يا رحيم ...أنا أنتظرك منذ ساعة ولم تطلب منها الزواج
اتسعت اعينهم بدهشة لتهمس جوان بأسف : جلالتك أنا لم اقصد خداعك أنا....
ابتسم بثقة يهتف بمكر : من تخدعين يا صغيرة أنا اعرف انكي فتاة منذ ان رأيتك اول مرة
شخصت عينيها بذهول ليكمل الملك بمرح :الآن دعونا ننهي ذلك النقاش ونبدأ نقاش آخر ... جوان الصغيرة هل تقبلين بولدي الاحمق هذا
هتف بارق بتذمر ؛ ابي أنا لست احمق
هتف الملك بحدة مصطنعة: لو لم تكن احمق لكنت جلبت لي أحفاد ....الرحمة يا ربي سأخبر الجميع بأن يتجهزوا لحفل زفافكم ما ان تستعديي عفايتك ابنتي الجميلة
خرج الملك لينظر بارق لها يبتسم بخبث يهمس بعبث : الملك يريد أحفاد
اتسعت عينيها بخجل لتهمس بخجل: بارق يا وقح هيا الي الخارج
____________________
ماذا حدث بعد ذلك ارجوك يا أبي اخبرني اخبرني ....هتف بها رويد الصغير ذو الخمسة أعوام بإلحاح ليضحك بارق بمرح يحمل الصغير علي ذراعه : ومن ثم تزوجنا وانجبناك يا صغيري
ضيق الصغير عينيه بفضول يسأل والده: وكيف انجبتموني يا ابي
حمحم بارق بحرج ينظر حوله يحاول ان يجد مخرج من سؤال الصغير : ليهتف سريعا وهو يشير للسجادة الملكية الضخمة التي تتوسط ارضية الغرفة : اتري تلك السجادة
هز الصغير رأسه بحماس ليكمل بارق : وضعنا اسفلها بعض حبات من السكر وانتظرنا عشرة أيام ومن ثم وجدناك
ابتسم الصغير بحماس ليهتف بفضول : حسنا يا ابي سؤال آخر
تنهد بارق بمرح يهتف : اسأل يا صغيري
رويد: هل تحب امي
ابتسم بعشق لتيجه ناحية جوان التي تراقبهم بابتسامة واسعة لف ذراعه حول خصرها يلصقها بصدره يهمس بعشق : والدتك يا صغيري احتلت بسيفها عرش قلبي !!!