![]() |
حبه_عنيف 🌷🌹🌷🌹🌷🌹🌷
الفصل_العاشروالحادي والثاني عشر
🌹🥀🌹🥀🌹🥀🌹🥀🌹🥀
خرجت من المرحاض بتعب و وجه شاحب بعد أن تقيأت للمرة الثانية من شدة توترها.
لم تنم من الليل شيئًا و جافى النعاس عينيها من فرط خوفها من القادم.
بقى عدة ساعات فقط لتصبح زوجة ضرغام...و ربما أقل!
جلست على الفراش و هي تعتصر معتدها بألم...تشعر كأنها أصبحت مُلتفة حول نفسها من التوتر كما يحدث معها دائمًا عندما تتوتر لأي سبب و لكن هذه المرة الألم لا يطاق.
فتحت الأدراج الواحد تلو الآخر تبحث عن مسكن و لكنها لم تجد.
نهضت بإرهاق شديد متجهة إلى باب الغرفة لتبحث بالمطبخ و لكن قبل أن تصل كانت صفية تفتح الباب بهدوء.
نظرت إلى ياسمين الشاحبة بقلق من حالتها و تقدمت منها لتربت على رأسها قائلة بحنان:
- مالك يا بنتي؟
أجابت بصوت كان الإرهاق جليًا فيه:
- مفيش...معدتي بتوجعني بس شوية.
قالت صفية بنظرات مُشفقة:
- طب تعالي..هديكي مسكن.
ذهبتا إلى المطبخ حيث جلست ياسمين إلى الطاولة بينما أحضرت لها صفية المسكن.
تناولته ياسمين و هي تخشى أن تتقيأ مجددًا ما إن يدخل أي شئ إلى معدتها.
نظرت إلى صفية قائلة:
- كنتي جاية لية يا دادة بدري كدا؟
أجابت صفية بنظرات فاضت إشفاقًا:
- ضرغام قالي أصحيكي علشان تجهزي...علشان هو طلب المأذون و هيجي بعد شوية.
ابتسمت بسخرية قائلة:
- مستعجل على إية؟...هو أنا هطير؟!
- إنتي كنتي عايزة تطيري فعلًا.
قالتها صفية قاصدة مغزى معين فهمته ياسمين بوضوح ثم أكملت قائلة:
- أنا حذرتك من موضوع الهروب دا قبل كدا يا ياسمين...كل إللي إنتي عملتيه إنك سهلتي عليه طريقه.
خفضت ياسمين عينيها التي أدمعت ثم قالت بجمود:
- أنا مش ندمانة إني حاولت أهرب...أنا ندمانة إني إستغليت عصام و دخلته في الموضوع دا.
تساقطت دموعها بالفعل و هي تكمل:
- كان هيموت بسببي...الله أعلم حالته إية دلوقتي.
رفعت عينيها قائلة بصوت أصبح مختنقًا:
- ممكن يا دادة تحاولي تعرفي أي أخبار عنه و تقوليلي حالته بقت عاملة إزاي؟...لو حصله حاجة أنا....
قاطعتها صفية بسرعة و عينين متسعتين و هي تشاهد اقتراب ضرغام من المطبخ قائلة:
- بس..إسكتي خالص و متجبيش سيرة عصام تاني على لسانك لو مش عايزاه يتأذى.
ابتسمت لضرغام بارتباك قائلة قبل وصوله إلى المطبخ لتُعلم ياسمين باقترابه:
- عايز حاجة يا حبيبي؟
قال و هو يتفحص ياسمين بنظراته بينما هي لم تلتفت له:
- لا أبدًا.
- طب أنا هروح أشوف حضروا الفطار على السفرة ولا لأ.
خرجت صفية سريعًا بينما نهضت ياسمين تنوي الذهاب و لكن أوقفها صوت ضرغام:
- ياسمين إستني...خلينا نتكلم و نتفاهم.
جلست مجددًا خافضة بصرها ثم قالت:
- نتفاهم في إية؟...ما إللي إنت عايزه هيحصل خلاص.
جذب مقعد الطاولة ثم جلس قائلًا بهدوء:
- أنا مكنتش عايز كدا...مكنتش عايز أتجوزك غصب عنك أكيد.
رفعت عينيها المُحمرة من قلة النوم و كثرة البكاء و استغلت ما ظنته فرصة قائلة:
- إحنا لسة فيها...لو فعلًا مش عايز تتجوزني غصب عني يبقى سيبني أرجع لأهلي.
زفر بحنق قائلًا:
- ياسمين..أنا بحبك و الله...إديني فرصة بس.
قالت بصوت مختنق:
- إنت إديتها لنفسك خلاص.
- ما إنتي إللي مش عايزة تديني أي فرصة...لية كدا يا ياسمين؟
نظرت إليه بحدة قائلة بشئ من العصبية:
- ألا قولي..لما بيحصل معاك مشكلة و أي حاجة وحشة و تبقى هتموت و تنسى..بتعمل إية؟
بُهت وجه ضرغام و قد فهم مقصدها بوضوح بينما أكملت ياسمين قائلة:
- طيب لما بتكسب مناقصة أو لما بتعقد صفقة كبيرة...حفلاتكوا بيكون شكلها إية؟
أوقف استرسالها في الحديث قائلًا:
- أنا عارف إني شخص وحش بس أنا مستعد أتغير و أتحسن على إيدك.
أسندت مرفقيها إلى الطاولة و وضعت يدها على جبينها و لم تجب عليه و قد أدمعت عينيها.
نظر إليها قائلًا:
- وعد مني يا ياسمين أتغير عشانك...بس إنتي ساعديني.
لم تجب و ظلت على وضعها و قد تساقطت دموعها و هي تفكر...ماذا ستكون ردة فعل أهلها عندما يعلمون بأمر زواجها؟...لقد رفض والدها هذا الرجل رفضًا قاطعًا.
ماذا تراه سيفعل عندما يعلم بزواجها منه؟
نهض ضرغام بهدوء و هو يراقب حيرة ياسمين و تخبطها ثم خرج تاركًا إياها تبكي بصمت.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
ما إن أصدر المنبه صوتًا حتى أوقفه محمد سريعًا فهو كان مستيقظًا بالأساس.
نهض عن الفراش سريعًا بنشاط فهو سيواجه ضرغام اليوم.
دلف إلى المرحاض و هو يتمنى ألا يعانده حظه و أن يكون ضرغام بالشركة.
منذ أن اختطفت ياسمين و هو لم يذهب إلى عمله و أكتفى بتبليغ سليم بأنه قد حلت عليه كارثة.
لم يلاحظ اختفاء ضرغام من وسط الشركة و العمل لعدم ذهابه إلى الشركة و لكن أبلغه رجل الأمن الذي تواصل معه البارحة أن ضرغام قد ذهب إلى الشركة البارحة لوقت قصير.
بالطبع لم يرفض رجل الأمن إعطاء محمد ما طلب من معلومات فمحمد محبوب من قِبل الجميع بالشركة فيما عدا الحاقدين.
كما أن رجل الأمن يعلم بعلاقة الصداقة التي كانت ببن محمد و فؤاد مما جعله يظن أن العلاقة بين محمد و ضرغام لابد أنها وطيدة.
خرج من المرحاض و هو يتنهد بثقل...سيتعمد أن يتأخر اليوم حتى يذهب إلى الشركة و منها إلى مكتب ضرغام مباشرة...يجب أن يضمن وجوده وإلا سيفسد كل شئ.
أغمض عيناه ببطء حزين ثم فرك وجهه بحنق.
ابن صديقه أصبح على أعتاب الإجرام و هو يقف مكتوف الأيدي...أو لعله أصبح مجرمًا بالفعل!
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
صعدت إلى غرفتها بخطوات ثقيلة و دموع متلاحقة...لقد أصبحت زوجته.
وكلت حسان و تم عقد القران سريعًا...أسرع مما تخيلت.
دلفت إلى المرحاض المُلحق بغرفتها لتستحم بالماء الدافئ بعد أن أزالت عنها حجابها بحنق فهي لم تكن تزيله عن رأسها أبدًا بالفترة الماضية مما سبب لها الاختناق.
خرجت مرتمية على الفراش بإرهاق جلي و غلبها النوم سريعًا من شدة إرهاقها و قد تركت شعرها فوضوي بدون حجاب لأول مرة بعد أن تم اختطافها.
و ما فائدة الحجاب الآن فلقد أصبحت زوجته...على الأقل لتتخلص من اختناقها به لفترة قصيرة حتى.
دلف ضرغام إلى الغرفة بعد نوم ياسمين بتسلل حتى لا تستيقظ فتمسك به بالجُرم المشهود.
ارتفع حاجبيه في دهشة عندما رآها تنام دون حجاب.
اقترب من الفراش و هو ينظر إليها بتمعن...إنه شعرها بالفعل!
لطالاما فشل في تخيل شعرها و لكنه كان دائمًا مقتنع أن الشعر البني يناسبها.
جلس إلى جوارها و تلمس شعرها بعينان تلمعان و بدأ الشيطان في عمله على الفور و وسوس له أن يأخذ قسطًا من الراحة إلى جوارها.
كاد أن يستجيب للعرض المغري لولا أن فُتح الباب فجأة بحذر تبعتها شهقة خافتة خرجت من صفية بشعور أقرب للذعر.
أشارت له أن يأتي فتذمرت ملامحه بضيق فأشارت له مجددًا فزفر بحدة ثم نهض ذاهبًا إليها.
- في إية؟
قالها ضرغام بحنق بعد أن خرجا من الغرفة فأجابته صفية بضيق قائلة:
- هو إية دا إللي في إية؟...ياسمين نومها خفيف إفرض صحيت و شافتك؟
قال ببساطة:
- و إية يعني؟
زفرت صفية بحنق منه ثم قالت بهدوء:
- لازم تخليها تثق فيك الأول يا بني...أُصبر على رزقك و إوعى تجبرها على أي حاجة تاني فاهم؟
- أنا عمري ما هجبرها على أي حاجة تاني يا دادة..إطمني.
ارتسمت ابتسامة على وجهها قائلة بحنان:
- ماشي يا حبيبي...إثبتلي بقى إنك بتحبها.
نظر إلى ساعته قائلًا:
- أنا هروح الشركة علشان الشغل كله على دماغ سليم و زمانه بيلطم...خلي بالك من ياسمين...هاجي بعد العصر علشان نروح نجيب فستان الفرح.
تجمدت ملامحها قائلة بدهشة:
- فستان الفرح؟!
أومأ قائلًا:
- انا مخلتهاش تنقل في أوضتي علشان لسة في فرح.
اتسعت ابتسامة صفية بفرح قبل أن تنحسر مجددًا قائلة بقلق:
- و هتعمل إية مع أهلها؟
احتدت ملامحه قائلًا قبل أن ينصرف:
- هتصرف.
اطمأنت صفية على ياسمين مجددًا بعد انصراف ضرغام ثم ذهبت إلى المطبخ لتشرف على تجهيز الطعام.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
دلف إلى الشركة بهيبته المعهودة التي سرعان ما لفتت أنظار الموظفين خاصة بعد غيابه عنها.
كان قد استقر خلف مكتبه عندما دلف سليم قائلًا بدهشة:
- مش مصدق إنك جيت...عملت إية في موضوع الخطف دا؟
صمت لبرهة ثم أكمل سريعًا بجدية:
- ضرغام...لو الخاطف طلب فدية كبيرة فدا معناه أنه عارف إنك وراها و هتدفع...إللي يعرفوا موضوعك إنت و ياسمين أصلًا يتعدوا على الصوابع..لازم يكون الخاطف عرف من حد منهم.
أجابه ضرغام بهدوء:
- أنا حليت الموضوع دا خلاص.
دفع الباب بعنف بالغ و دخل رغم السكيرتيرة التي تحاول منعه و لكنه دخل ، بل و أمسك ذاك القابع على مكتبه من مقدمة ملابسه صائحًا بعنف:
- فين بنتي يا ضرغام؟..أنا متأكد إن إنت إللي خطفتها.
أبعد ضرغام يديه عن قميصه ببرود و نظر إلى السكيرتيرة قائلًا:
- روحي إنتي على شغلك دلوقتي.
ما إن خرجت السيكرتيرة حتى صاح مجددًا:
- بقولك فين بنتي؟
- بنتك بخير.
قالها ببرود و كأنه لم يفرق فتاة عن أهلها و يسبب لهم الرعب و الذعر بينما خاب أمل محمد الأخير بأن يكون ضرغام ليس الفاعل و جُن جنونه من بروده قائلًا:
- إنت إية؟..معندكش إحساس؟!...إسمع..البنت ترجع البيت فاهم؟
استدار ضرغام ينظر عبر ذلك الحائط الزجاجي الذي ينظر منه دائمًا و قال:
- بنتك في بيتها أصلًا.
- إية؟...إزاي يعني؟
قالها محمد بدهشة بينما استدار له ضرغام مجددًا قائلًا بابتسامة باردة:
- إطمن يا عم محمد...بنتك في بيت جوزها.
صاح محمد غاضبًا و هو يعيد إمساكه من مقدمة قميصه:
- عملت إللي في دماغك و إتجوزتها؟
هذه المرة أزاح ضرغام يديه بحدة و قد تخلى عن بروده و صاح:
- متعملش نفسك مش واخد بالك إني بحبها...رفضتي لما إتقدمتلها و كنت هتجوزها بسرعة لأقرب عريس كويس إتقدم علشان تحميها مني مش كدا؟
لم ينطق محمد بأي شئ فهو لا يستطيع إنكار ما قاله بينما ابتسم له ضرغام بانتصار و قال بخفوت:
- إنسى..بقت ليا خلاص.
شحب وجه محمد و أومأ نافيًا بعدم تصديق قائلًا:
- لأ...ياسمين كانت رافضاك...هي عمرها ما تتجوزك و هي عارفة إني رافضك.
ابتسم قائلًا بسخرية:
- مش جايز غيرت رأيها لأي سبب؟
- يبقى أجبرتها.
ازدادت ابتسامته الساخرة اتساعًا و هو يقول:
- جايز...و مين عارف؟
قطب جبينه بحيرة و هو لا يدري أين الحقيقة فضرغام يراوغ ولا يريد إخباره بما حدث بالضبط...ربما يكذب...بل لابد أنه يكذب بالفعل فياسمين لن تتزوج به أبدًا و هي تعلم أن أباها رافض.
استدار ليذهب فواجه سليم الذي يقف مصدومًا في ركن بالغرفة.
تقدم منه بامتعاض قائلًا:
- شايف صاحبك بيعمل حاجة غلط..مش توقفه أو تحاول تمنعه؟
أجابه سليم بحرج و توتر:
- هو خبى عليا و الله يا عم محمد...مكونتش أعرف.
ابتسم محمد بسخرية قائلًا:
- " المرء على دين خليله "...أنا بقول في إية بس؟
أنهى حديثه خارجًا من الغرفة بينما لحق سليم به قائلًا:
- يا عم محمد...يا عم محمد إسمعني بس و الله ما كنت أعرف حاجة.
ذهب محمد غاضبًا بينما رجع سليم أدراجه إلى غرفة المكتب.
دلف قائلًا بعصبية:
- بجد بحييك على الشغل الفاخر إللي إنت عملته...خطة متخرش المية..تخطفها و تغيب عن الشركة و تعمل نفسك بدور على الخاطف...بس الحق عليا..كان لازم أشك فيك من الأول علشان أنا كنت عارف إنك بتخطط لحاجة بس فكرت إن خطتك باظت لما ياسمين إتخطفت.
لم يجبه ضرغام و أخذ يتمعن بملف ما بهدوء فاقترب سليم قائلًا بحنق:
- إنت إتجوزتها بجد؟
أجابه ببرود و هو مازال يتمعن بالأوراق:
- لا بهزار.
ازداد حنق سليم قائلًا:
- أجبرتها إزاي؟
أراح ضرغام ظهره على المقعد و رفع عينيه لسليم قائلًا بعبث:
- و مين قالك إني أجبرتها؟
- أومال إية؟...وقعتها في غرامك يا ضرغام الفؤاد؟!
ابتسم قائلًا ببرود:
- لا أجبرتها.
- أوووووووووف.
صاح بها سليم بحنق بالغ قبل أن يقول بعصبية مفرطة قِلما تصيبه:
- أنا هغور من هنا..معنديش طولة بال أتحمل برودك دلوقتي...يا أخي الله يكون في عونها.
خرج سليم كالإعصار بينما همس ضرغام لنفسه:
- الله يكون في عوني أنا على حبها.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
كانت ياسمين تجلس بملل إلى طاولة في المطبخ بينما تقوم صفية بالإشراف على الخادمات حتى خرجن لينظفن الغرف عندما أنهين عملهن بالمطبخ.
نظرت إليهن ياسمين قائلة:
- دادة..هو أنا ممكن أساعدهم بما إني مطولة هنا بدل الملل دا؟
التفتت لها صفية بشئ أقرب إلى الفزع قائلة:
- إنتي إتجننتي؟...عايزة تقطعي عيشهم يا ياسمين؟...ضرغام لو عرف هيخرب بيتهم و أنا و إنتي أولهم.
تأففت ياسمين و أسندت مرفقيها إلى الطاولة واضعة وجنتيها على يديها بملل.
دلفت حنان إلى المطبخ و جلست في مواجهة ياسمين ثم قالت لصفية:
- هو إللي بيحصل دا عادي يا صفية؟
التفتت إليها صفية تناظرها بعدم فهم بينما تطلعت إليها ياسمين منتظرة توضيح فقالت:
- ضرب النار دا بيحصل على طول؟...إمبارح ضرغام و أول إمبارح حسان.
أجابت صفية بسخرية:
- لا مش على طول..دا بس علشان ضرغام خطف واحدة و إتجوزها غصب عنها بس.
نكست حنان رأسها قائلة بأسى:
- اه منك يا ضرغام...لو أبوك كان موجود كان عرف يتصرف معاك هو.
قالت ياسمين بشرود:
- يا ريته طلع طيب زي عمو فؤاد الله يرحمه.
نظرت إليها حنان بدهشة قائلة:
- إنتي تعرفي فؤاد الله يرحمه.
- مش أوي يعني...فاكرة عنه شوية حاجات صغيرة كدا.
- تعرفيه منين؟
أجابتها ياسمين و قد خرجت من شرودها:
- كان صاحب بابا.
قطبت حنان جبينها قائلة:
- باباكي؟...مين؟
- محمد عبد الكريم.
احتلت معالم الصدمة وجه حنان بينما استمعوا جميعهم إلى ضوضاء بالخارج...إنه صوت سيارات الشرطة.
دلف أفراد الشرطة إلى الداخل برفقة حسان الذي لم يستطع منعهم بوجود إذن التفتيش.
لحسن الحظ أن ضرغام قد رجع إلى المنزل بهذا الوقت...كان موقنًا أن محمد سيبلغ الشرطة و لهذا جاء بالأساس.
دلف إلى الداخل قائلًا:
- خير يا حضرة الظابط؟
أجابه الضابط بعملية و هو يشير إلى محمد الذي يقف إلى جواره:
- أستاذ محمد عبد الكريم بيتهم حضرتك إنك خطفت بنته ياسمين محمد عبد الكريم و بيقول إنك إعترفت صارحةً إنها موجودة هنا و معانا إذن بالتفتيش.
أجاب بكل أريحية:
- هي موجودة هنا فعلًا بس في سوء تفاهم.
ثم أخرج ورقة من جيبه معطيًا إياها إلى الضابط قائلًا:
- بص في الورقة دي كدا.
قرأ الضابط الورقة بعناية و التي لم تكن سوى قسيمة الزواج فرفع حاجبيه بتعجب ثم نظر إلى محمد قائلًا باستنكار:
- حضرتك بتهزر يا أستاذ؟!
ابتلع محمد ريقه بوجل خشية أن يكون ما أخبره إياه ضرغام صحيح...أخذ الورقة من الضابط و ما إن قرأها حتى كُبتت أنفاسه و زاغت عينيه ناظرًا إلى ضرغام بخزي جلي.
قال ضرغام للضابط المنزعج:
- دا سوء تفاهم يا حضرة الظابط...أكيد في حاجة غلط.
أومأ الضابط ثم انسحب أفراد الشرطة إلى الخارج بينما بقى محمد متسمرًا مكانه يرفض تصديق ما حدث.
سمحت صفية لياسمين بالخروج أخيرًا بعد انصراف أفراد الشرطة.
أغمض محمد عينيه بخزي مرير..لقد أصبحت ياسمين زوجة ضرغام...هو لم يكن يكذب.
لقد ظن أن ياسمين ستقاومه أكثر من ذلك...لربما أجبرها و لكنه يعلم أن ضرغام لا يؤذي ياسمين فهو يعشقها حتى النخاع.
ترى من وكلت ياسمين ليزوجها؟...هل هي سعيدة بذلك الزواج و قد تسلل ضرغام الفؤاد لقلبها النقي أم أن ضرغام أجبرها على الإستسلام بشكل ما؟
- بابا.
أخرجه صوتها الرقيق من دوامة أفكاره العاصفة و رفع إليها عينيه التي تفيض خزيًا و ملامح وجه مصدومة ترفض التصديق.
اقتربت تريد معانقته و الإختباء بأحضانه من هذا الضرغام المخيف لكنها ما إن تقدمت خطوة حتى تراجع هو مثلها إلى الوراء قائلًا بمرارة خزي سيطرت على حلقه:
- وكلتي مين يا ياسمين؟...خليتي مين ياخد مكاني؟
ياريت متابعه أو إرسال طلب صداقة لضمن وصول المنشور عند نشره شكراا
#حبه_عنيف
#الفصل_الحادي_عشر
🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌸🌺🌸
توقفت ياسمين مكانها و قد تسمرت بصدمة..لقد أثبت لها والدها أنها فشلت في تخيل ردة فعله.
تحركت شفتيها بارتجاف قائلة و قد بدأت عيناها تدمع:
- بابا.
لم تزول نظرات الخزي من عينيه بينما لم تتحمل ياسمين نظراته تلك و بدأت تبكي بعنف.
نظر إليها بحنين جارف تغلب على خزيه بينما تقدم ضرغام منها بهدوء يحاول تهدأتها بعد أن أمر بانصراف حسان و رجاله.
قالت من بين شهقاتها لوالدها الذي يخفض عينيه أرضًا:
- دا محصلش بإرادتي..و الله هو أجبرني...إسمعني بس أنا هحكيلك إللي حصل.
أجابها و هو يراقب سوء حالة ابنته:
- عارف إنه أجبرك...بس هعمل إية أنا بالحكاية دلوقتي؟
ثم أكمل و هو يرشق ضرغام بنظرات باتت كارهة:
- لا ليا للحق أخدك لا بالشرع ولا بالقانون.
توقفت فجأة عن البكاء ناظرة إلى والدها بذهول.
هل سيتركها هنا و يرحل؟...انسابت دموعها مجددًا بعدم تصديق و هي تراقبه يوليها ظهره هامًا بالذهاب.
أولاها ظهره و شعوره بالعجز يقتله..يمزقه إلى أشلاء صغيرة...لقد أصابه ضرغام بسكين حاد في منتصف قلبه...أصابه بابنته الكبرى.
عليه أن يخرج من هنا فورًا..لم يعد يستطيع الاحتمال أكثر...عليه أن يخرج قبل أن ترى ابنته ضعف والدها و عجزه أكثر...لا يجب أن ترى دموع حاميها القوي!
تركها تبكي وراءه منتزعًا روحه و قلبه حتى لا ترى ضعفه...يعلم أن ضرغام لن يؤذيها و لكنه سيعود.
ما إن تقدم خطوتين حتى اندفعت ياسمين راكضة إليه و هي تصيح:
- بابا.
صرخت بألم ساقطة أرضًا بعنف عندما التوى كاحلها من شدة اندفاعها بينما صاح ضرغام بخوف:
- ياسمين.
التفت محمد بفزع إلى ابنته و ركض إليها سريعًا بقلق.
جثى على الأرض أمام ابنته الباكية في مقابل ضرغام يتفحص قدمها المصابة بقلق.
زفر ضرغام بغضب و كاد أن يحمل ياسمين و لكنها ابتعدت عنه برفض أغضبه أكثر قائلة و هي تنظر إلى والدها بعينين باكيتين:
- بابا هيشيلني.
قطب ضرغام جبينه قائلًا بحنق:
- عم محمد راجل كبير يا ياسمين و....
تمنع عن إكمال حديثه عندما حملها محمد بكل سهولة صاعدًا بها إلى الأعلى عندما أخبرته أن غرفتها بالطابق الثاني.
كان لايزال يقف مندهشًا عندما اختفيا عن ناظريه.
خرج عن دهشته مناديًا حسان الذي حضر على الفور بصوت جهوري.
- إتصل بالدكتور بتاعي..قوله يبعت دكتورة كويسة على هنا بسرعة.
أنهى جملته صاعدًا إلى الأعلى و دلف إلى الغرفة التي كان بابها مفتوحًا.
كانت ياسمين جالسة على فراشها تبكي بينها هي تتمسك بوالدها الذي يجلس إلى جورها و هو يحتضنها محاولًا تهدأتها و قد بدا الحزن جليًا على وجهه و فاض من عينيه.
ضغط ضرغام على أسنانه بحنق مفرط...لا يحتمل حتى قرب والدها منها.
اقترب منها قائلًا:
- خلاص متعيطيش...الدكتورة زمانها جاية.
لم تجبه ياسمين فهي بالأساس لا تبكي بسبب ألم قدمها.
قالت من بين شهقاتها:
- بابا..خودني معاك...متسبنيش هنا.
- إنتي مش هتتحركي من هنا.
قالها ضرغام بحدة و هو يحاول السيطرة على أعصابه بينما أجابت هي:
- سيبني مع بابا شوية لو سمحت.
كاد أن يرفض و لكنه ضعف أمام نظراتها المترجية فخرج من الغرفة حانقًا.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
دلف ضرغام إلى غرفة ياسمين برفقة الطبيبة و لم تخفى عليه ملامح محمد المصدومة بينما قد توقفت ياسمين عن البكاء أخيرًا.
- دا إلتواء بسيط هيخف بعد أسبوعين إن شاء الله لو إلتزمت بإللي أنا قولته.
قالت الطبيبة تلك الكلمات و هي تعطي ضرغام ورقة مدون بها علاج.
همست ياسمين بأذن والدها:
- بابا...سيبني مع ضرغام شوية و أنا هقنعه يسيبني أروح معاك.
أجابها بعدم اقتناع:
- بتحلمي يا ياسمين...هيسيبك إزاي يعني؟
- سيبني معاه بس و أنا هقنعه.
خرج محمد من الغرفة بعد دلوف ضرغام الذي كان قد خرج ليجعل أحد الحراس يجلب العلاج المطلوب.
توجس عندما رآها تنظر إليه بنظرات كنظرات الجرو الصغير.
اقترب و هو يعلم ما ستطلب منه لكنه لن يقبل بالطبع فهي واهمة إن ظنت أنه سيبقل بشئ كهذا.
- ضرغام.
قالتها بصوت رقيق كاد أن يفقده صوابه.
جلس إلى جوارها و هو يحاول استيعاب مدى تأثيرها عليه قائلًا في نفسه " احذر مكر حواء ".
تعلقت بذراعه منادية إياه مجددًا بصوت بدا له أكثر رقة من السابق:
- ضرغام.
نظر إلى ذراعه الذي أصبحت تحتضنه و أجاب بتوجس:
- نعم.
ارتسمت على شفتيها ابتسامة مُهلكة قلما تُظهرها و قالت:
- دادة صفية قالتلي إنك ناوي تعمل فرح..و إنك عايز تجيب فستان الفرح إنهاردة.
أومأ مبتلعًا ريقه بتوتر...يخشى ألا يستيطيع احتمال دلالها أكثر...لكن مهلًا..لن يسمح لها باستغلاله.
- بلاش إستغلال يا ياسمين.
أجابت برقتها المعهودة:
- مش إستغلال..بس خلينا نتفق...أنا و بابا إتحطينا تحت الأمر الواقع و بقيت مراتك خلاص..يعني حتى لو مشيت من هنا دا مش هيغير حاجة.
قطب جبينه قائلًا بحنق:
- هتمشي تروحي فين؟...دا بيتك و هتفضلي فيه.
تطلعت له بعينين الجرو مجددًا قائلة:
- مش إنت قولت هتعمل فرح؟...هروح عند بابا و بعد كدا دا هيبقى بيتي..بس بعد الفرح.
- ياسمين..الفرح بعد يومين.
تصنعت الدهشة قائلة:
- و بالنسبة لرجلي إللي ممنوع أمشي عليها لمدة أسبوعين دي؟!
نظر إلى قدمها المصابة دون أن يجيب بينما أمسكت هي بيده قائلة برجاء:
- خلينا نأجل الفرح أسبوعين بس لحد ما رجلي تخف بس هكون عند بابا لحد وقت الفرح.
نظر إليها دون أن يجيب فقالت برجاء:
- عشان خاطري.
أجابها بضيق:
- ماشي يا ياسمين...عشان خاطرك.
ثم احتدت عيناه قائلًا:
- بس أي حركة غدر هتيجي منك أو من....
قاطعته بجدية بحتة:
- مفيش حركات غدر...مش أنا إللي أوعد و أخلف.
نهض خارجًا من الغرفة باختناق و هو لا يعلم كيف سيتحمل غيابها بعد أن اعتاد على وجودها دائمًا.
وقف أمام بوابة الفيلا يراقب انصرافهما بحسرة لاعنًا عينا الجرو تلك و كلامها المنطقي الذي جعله يواقف على رحيلها.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
بعد مرور أسبوع.
دلفت ريم إلى غرفة ياسمين و هي تحمل عشاءًا سريعًا قائلة بمرح محاولة التخفيف عن أختها:
- يلا يا ياسمين نهجم على السيندوتشات بسرعة..أنا عصافير بطني بتصوت.
لم تجبها ياسمين التي كانت تحدق بهاتفها بتركيز.
وضعت ريم الصينية جانبًا متجهة إلى ياسمين.
جلست إلى جوارها ناظرة إلى الهاتف بفضول قبل أن تقول بإعجاب:
- الله...دا جميل أوي.
أجابتها ياسمين و هي تنظر إلى صورة فستان الزفاف في الهاتف قائلة:
- ضرغام بعتلي الصورة علشان يجيبه لو عجبني...هو جميل أوي فعلًا.
ابتسمت ريم قائلة بشرود:
- و الله ضرغام دا مجنون.
التفتت لها ياسمين بتعجب فقالت ريم موضحة:
- عشان حب واحدة و معرفش يوصلها يقوم يخطفها و يتجوزها غصب عنها هي و أهلها...يا جبروته.
انتبهت ريم إلى أن الصورة التي تحدق بها ياسمين بالهاتف قد تغيرت فكانت صورة لضرغام و هو يرتدي حُلة الزفاف و قد أرسلها إلى ياسمين لتخبره برأيها بها. شهقت واضعة كلتا يديها على فمها بعدم تصديق و قالت محاولة التخفيف عنها:
- ياسمين...المز دا يبقى هو ضرغام؟...يخرب بيت المزازة..أنا عايزة واحد من دا.
- مزازة؟!
قالتها ياسمين بدهشة بينما أجابتها ريم قائلة:
- أيوة...إنت مش شايفة عامل إزاي؟...متخيلتش يكون مز للدرجة دي.
- ريم أسكتي...عيب كدا.
قالتها ياسمين بحدة بينما استمرت ريم و هي ترى نجاح أقوالها في التخفيف عن ياسمين:
- بصي لو إنتي لسة مش عايزاه ممكن تدهولي أنا عايزاه.
رمقتها ياسمين بحنق فقالت ريم متصنعة الاستسلام:
- خلاص هو بقى جوزك أصلًا مينفعش...طب هو معندوش أخ؟...لو مز زي ضرغام كدا أنا هخطفه و هجبره يكتب عليا و أهي تبقى فرصة علشان ضرغام يعرف أن الدنيا داين تدان.
لم تجبها ياسمين بينما عبست ريم بتصنع قائلة:
- إنتي زعلتي علشان بعاكس جوزك؟...طب ما هو أنا كمان عايزة أتجوز واحد مز...إشمعنى إنتي يعني؟
همست ياسمين بحنق:
- يا رب صبرني.
أجابتها ريم بعبث:
- فعلًا لازم ربنا يصبرك على المز دا ليوم الفرح لتوقعي في الرذيلة.
هنا نهضت ياسمين بعصبية قائلة و هي تضربها بالوسادة:
- و الله ما أنا سيباكي.
ركضت ريم إلى خارج الغرفة سريعًا و هي تضحك بصخب قائلة:
- خلاص يا ياسمسنا بقى..قلبك طيب...بعدين متمشيش على رجلك..هتبوظ و هتجوز ضرغام أنا بدالك.
أجابتها ياسمين و هي تقبض على الوسادة بقوة و تحاول اللحاق بخطوات ريم السريعة:
- هضربك يعني هضربك.
رمقتهما منيرة الجالسة على الأريكة إلى جانب زوجها قائلة باستنكار:
- هيفضلوا أطفال مهما كبروا.
أجاب محمد و هو يراقب ياسمين التي تضرب ريم بالوسادة بعد أن أمسكت بها أخيرًا:
- لا مش أطفال...بس تقدري تقولي إن بنتك الصغيرة عفريتة...شايفة عرفت تطلع ياسمين من المود إزاي.
ارتسمت ابتسامة راحة على وجه منيرة و لكن سرعان ما زالت و حل محلها معالم القلق و هي تقول:
- أنا خايفة على ياسمين أوي من الراجل دا يا محمد.
تنهد محمد بثقل...منذ أن قص عليها ما فعله ضرغام بالتفصيل من البداية و هي قلقة للغاية..تخشى أن يؤذي ابنتها المسكينة التي وجدت نفسها فجأة مكبلة من جميع الجهات بحب لم تكن تعلم عنه شئ.
حاول أن يطمئنها قائلًا:
- ضرغام بيحبها...مش هيأذيها أبدًا و هيحافظ عليها على قد ما يقدر.
- بس هي مش بتحبه و بتخاف منه كمان.
أجابها بهدوء قائلًا:
- بصي لنص الكوباية المليان...هتجوز واحد بيحبها و بيخاف عليها و مستعد يتغير على إيديها كمان...ممكن تكون هي السبب في هدايته...تفائلوا بالخير تجدوه.
التفت إليها قائلًا بتمني:
- عارفة يا منيرة..لو بقت ياسمين السبب فعلًا في هداية ضرغام...يبقى ربنا بيحبها بجد.
- يا رب يا محمد يا رب تكون هي السبب في هدايته.
- آمين.
رددها أكثر من مرة من أعماق قلبه و هو يتمنى أن يطمئن على ابنته و إن كان مضطرًا لتركها لدى ضرغام.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
بعد مرور أسبوع.
تطلع ضرغام إلى نفسه بالمرآة بتركيز قائلًا لسليم الذي يجلس عابس الوجه:
- في حاجة ناقصة؟
لم يجبه سليم..فقط نظر إليه باستنكار فقال ضرغام:
- هتفضل مقموص كدا كتير؟
- اه هفضل كدا و لولا العشرة مكونتش جيت فرحك إللي معمول بالغصب دا.
التفت إليه ضرغام قائلًا:
- إنت أكتر واحد عارف أنا حاولت قد إية أوصلها...كان في طريقة غير دي يعني؟
أجابه سليم ساخرًا:
- لا و نِعم الطُرق بصراحة.
- إنت مالك زعلان أوي من الحوار دا كدا لية؟
نهض سليم قائلًا بعصبية:
- علشان مبقتش عارف أحط عيني في عين عم محمد...و علشان صعبانة عليا البنت يا أخي.
التفت ضرغام إلى المرآه مجددًا قائلة و هو يتفقد هيئته:
- متقلقش..ياسمين هتعرف بعدين إنها كانت غلطانة لما رفضتني.
- ماشي يا ضرغام الفؤاد.
قالها سليم بسخرية فأجابه ضرغام:
- مش قصدي على كدا...هتفهم قصدي بعدين.
خرج ضرغام من الغرفة ذاهبًا إلى غرفة ياسمين.
طرق الباب بهدوء ففتحت له ريم و ما إن رأته حتى ابتسمت باتساع فقال بتوجس:
- خير؟!
لم تزُل ابتسامتها قائلة:
- خير إنت...جاي هنا لية دلوقتي؟
- عايز ياسمين.
- عايزها في إية؟
أجابها باستنكار:
- هقولها حاجة يا حشرية.
قالت باستفزاز:
- تؤ تؤ...مينفعش دلوقتي...مينفعش تشوف العروسة بفستان الفرح دلوقتي...يلا سلام.
أنهت حديثها و دلفت إلى الداخل مغلقة الباب خلفها.
جلست تتصنع الشرود إلى جانب ياسمين الشاردة فعلًا و التي انتبهت إليها قائلة:
- مالك..في إية؟
التفتت إليها ريم قائلة بوله مصطنع:
- ضرغام على الحقيقة أمزز بكتير.
نهرتها منيرة قائلة:
- عيب يا ريم.
أغلقت ريم عينها اليمنى و فتحتها سريعًا لوالدتها دون أن تلاحظ ياسمين بينما تقول:
- سوري يا ماما...الواحد قدام الحاجات دي مبيقدرش يسكت....هيييييح يا ريته خطفني أنا.
تجاهلتها ياسمين الغارقة بتوترها الذي لم تنجح محاولات ريم لإزالته فهي ليست عروس عادية بل هي عروس مجبرة على الزواج من قِبل العريس رغم وجود أهلها إلى جوارها.
لم يحزنها شئ في هذه الزيجة بقدر عجز والدها الذي لم يستطع مواراته بالكامل...لطالما كانت علاقة ياسمين بوالدها قوية للغاية...تخشى أن ينفد صبره و تحدث كارثة...على ضرغام أن ينتبه و يتقى شر الحليم إذا غضب.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
انتهى الزفاف و بدأ المدعون في الإنصراف.
تنهدت حنان بضيق و هو ترمق ياسمين بشفقة و ترمق ضرغام باستنكار.
لقد حضرت اليوم بعد أن غادرت لأختها منذ أسبوعين بينما لم تستطع أخت ضرغام الحضور لمكوثها خارج البلاد مع زوجها و ابنها الرضيع.
بدأت أنفاس ياسمين تعلو و هي تشعر و كأن أجلها قد حان بينما يحاول محمد كبح جماح غضبه الذي سرعان ما اشتعل و هو يرى حال ابنته.
ودعت ياسمين أمها و أختها و سلمى التي لاتزال مصدومة مما حدث حتى الآن.
خرجوا لينتظروا محمد بالخارج تاركين لهما حرية الحديث دون مراقبة أحد لهما باستثناء ضرغام الذي يرفض ترك ياسمين و لو لبعض الدقائق لتوديع والدها الحنون.
كبت محمد دموعه غصبًا و هو يحتضن ابنته بشدة و تعالت أنفاسه شوقًا من الآن.
ربت على رأسها قائلًا بصوت لم يصل إلى ضرغام الذي يقف على بُعد عدة أمتار منهما:
- مش عايزك تخافي يا حبيبتي..ضرغام بيحبك و مش هيأذيكي.
تجمعت الدموع بعينيها تنم عن مدى خوفها فأحاط وجهها بكفيه و مسح على وجنتيها بإبهاميه قائلًا:
- متعيطيش...أنا معاكي دايمًا يا ياسمين و قبلي ربنا معاكي..خليكي فاكرة دا كويس.
ثم أكمل قائلًا:
- مش إنتي قولتيلي إن ضرغام مستعد يتغير على إيديكي؟...لو إنتي بقيتي السبب في هدايته بجد..متخيله هيكون أجرك عامل إزاي عند ربنا؟
نظرت إليه ياسمين بعينين تلمعان بطمع...طمع في الأجر...طمع في الجنة.
احتضنها مجددًا بحنان قد فاض منه قائلًا و هو يربت على ظهرها:
- يلا روحي إطلعي أوضتك...و إتعاملي مع جوزك بما يرضي الله يا ياسمين مهما كانت الطريقة إللي إتجوزتوا بيها...عارف إن دا هيكون صعب..بس جوزك ممكن يكون سبب في دخولك الجنة و ممكن يكون سبب في دخولك النار.
خرجت من حضنه ثم أومأت له بابتسامة فبادلها إياها بابتسامة مُطمئنة.
صعدت الدرج و ابتسمت لوالدها الذي يراقبها من الأسفل مجددًا قبل أن تختفي بالرواق.
تنهد ضرغام براحة بعد انتهاء وصلة العشق الممنوع كما أسماها...لم يكن ليتحمل أكثر و لو لم تنهيها هي لأنهاها هو فشعور الغيرة بشع!
ابتلع محمد غصته بمرارة و فتح أول أزرار قميصه و هو يجاهد ضد اختناقه.
رمق ضرغام الذي يتقدم منه باستنكار و استدار موليًا إليه ظهره ينوي الذهاب.
ما كاد يخطو خطوتين حتى ناداه ضرغام الواقف خلفه مباشرة:
- عم محمد...أنا...
لم يكمل حديثه عندما أتته لكمة قوية بجانب فكه من محمد الذي لم يعد يستطيع التحمل...هو يطمأن من حوله و هو ليس مطمئنًا بالأساس...رغم علمه أن ضرغام لن يؤذي ابنته و لكنه قلقًا.
نظر إليه ضرغام بصدمة و هو يضع يده موضع اللكمة كأنه يتأكد من مدى صحة ما فعل محمد و لكن محمد لم يكتفي بعد.
أمسكه محمد من مقدمة قميصه صائحًا به بصوت علت نبرته:
- متبصليش كدا...أنا إللي يقرب من بناتي أكله ني...هم الحاجة الوحيدة إللي طلعت بيها من الدنيا دي...إللي مصبرني إني عارف كويس إنك بتحبها و مش هتئذيها بس لو حصل غير كدا إنت هتشوف عم محمد جديد...و لو إنت محتاج تربية أنا ممكن أربيك من الأول خالص يا ابن فؤاد.
متابع للصفحه الشخصيه أو إرسال طلب صداقه لضمن وصول إشعار إليك عند النشر مباشراا
#حبه_عنيف
#الفصل_الثاني_عشر
✨⚡✨⚡✨⚡✨⚡✨⚡
كان ضرغام لايزال مصدومًا عندما لكمه محمد مجددًا صائحًا به:
- لا فوق...إنت متستهلش ضوفر بنتي...إنت فين و هي فين.
كان ضرغام يحدق به بذهول و هو يحاول استيعاب أن محمد المحاسب الذي بات حماه مؤخرًا يضربه و يوبخه.
عاجله محمد بلكمة أخرى قائلًا بغضب:
- فوقت ولا لسة؟
و قبل أن يفكر ضرغام أن يجيب حتى لكمه محمد مجددًا و ثم جذبه من مقدمة بذلته صائحًا:
- ها...فوقت؟
احمر وجه ضرغام و برزت عروقه من الغضب و قد استعاب ما يحدث بصعوبة و أزاح يدي محمد عن بذلته بعنف.
- بابا.
قالتها ياسمين التي استمعت إلى صياح والدها الغاضب قبل أن تصل إلى الغرفة فرجعت أدراجها سريعًا.
هبطت الدرج بسرعة و هي ترفع فستان زفافها الطويل.
اقتربت من والدها راكضة إليها خشية أن يؤذيه ضرغام بعد أن رأت والدها يلكمه و هي أعلى الدرج.
وقفت بينهما ناظرة بذعر إلى وجه ضرغام الغاضب الذي يحاول كبح غضبه فقط من أجلها.
اقتربت منه ثم أمسكت بيده تحاول تهدأته قبل أن يؤذي والدها بغضب أهوج.
قالت بنبرة ينبع منها الرجاء:
- ضرغام.
نظر إليها بعينيه الحمراء الغاضبة فارتعبت و لكنها قالت:
- يلا نطلع أوضتنا.
لم يجبها بل أشاح نظره عنها ليرمق محمد بنظرات مستعرة.
التفتت ياسمين إلى والدها بخوف و قالت له برجاء:
- بابا..ماما و ريم مستنينك برا..زمانهم قلقوا عليك.
رمقه محمد بازدراء ثم ذهب بخطوات غاضبة.
التفتت ياسمين تنظر بخوف إلى ضرغام الذي ينظر إلى والدها الذي لم يختفي عن عينيه بعد بنظرات مشتعلة.
هبطت حنان الدرج قائلة بتعجب:
- إنتو لسة هنا؟
لم تتلقى إجابة فقالت لضرغام الذي يوليها ظهره:
- ضرغام..يلا خُد مراتك و إطلعوا أوضتكوا.
انحنى ضرغام ليحمل ياسمين فجأة فشهقت بذعر و هي تتشبث به خشية أن تسقط.
أغلق باب الغرفة بقدمه ثم وضع ياسمين على الفراش برفق قبل أن يتوجه نحو ثلاجة صغيرة في غرفته ليخرج منها قارورة تحتوي على نبيذ فاخر.
نظرت ياسمين إلى القارورة بعينين مشتعلتين و هي تراقب ضرغام الذي حمل كأسًا قبل أن يتوجه إلى الشرفة.
انتفضت ناهضة عن السرير بعنف ثم رفعت فستانها قليلًا قبل أن تركض إلى الشرفة.
و ما إن رأته يشرب تلك اللعنة حتى أخذت الكأس من يده ملقية إياه من الشرفة ليسقط بالحديقة.
نظر إليها بعينيه الغاضبة فاصطنعت البراءة قائلة:
- مش عايزة نبدأ حياتنا مع بعض كدا.
ضغط بعنف على أسنانه قبل أن يقول من بينها بنبرة غاضبة رغم خفوتها:
- أنا بشرب علشان أنسى إللي أبوكي عمله...صدقيني من مصلحته إني أنسى.
أمسكت بذراعه بقلق جلي ثم نظرت إليه قائلة برجاء خائف:
- ضرغام...إنت مش هتئذي بابا..صح؟
التفت إليها ناظرًا إلى ملامحها البريئة..عينيها الراجية و من ثم يديها التي تتشبث بذراعه كلما أرادت منه شيئًا.
يعلم أنها تستغله و تستخدم حبه لها ضده و لكن هو من يسمح لها بذلك..فلو لم يرد هو لما كان حدث أبدًا و لكن ليتسلى قليلًا و يستغلها هو بالمقابل.
اقترب منها أكثر حتى أمسى ملتصقًا بها فتوترت ملامحها رغم محاولتها أن تواري توترها
تحسس وجنتها بظهر إصبعيه قائلًا بصوت حنون و قد امتصت غضبه تمامًا:
- لا يا حبيبتي..طبعًا مش هأذيه.
أخذت قدمها اليسرى خطوة إلى الوراء ثم ابتعدت عنه قائلة:
- ثواني و جاية.
راقب ابتعادها بضيق قبل أن يرفع عينيه يناظر القمر المكتمل بشرود...يبدو أن ياسمين سترهقه قليلًا.
عادت و هي تحمل ورقة ثم أعطته إياها.
نظر إلى الورقة و هو لا يفقه شئ مما دُوِن بها فنظر إليها سائلًا:
- إية دا؟
- دي أدوية هتساعدك في فترة انسحاب الكحول من الدم.
ناظرها بدهشة قبل أن يقول:
- أنا آخر مرة شربت كانت من شهور يا ياسمين.
ابتسمت باتساع و هي تقول:
- يعني إنت مش مدمن كحول؟...طب كويس وفرت علينا مشوار طويل.
رفع أحد حاجبيه قائلًا بمكر:
- علينا؟
توترت قليلًا قائلة:
- أيوة أنا هكون معاك في المشوار دا...مش إنت قولت إنك مستعد تتغير على إيدي.
أومأ قائلًا بابتسامة:
- أنا عند كلامي.
ابتسمت برقة...لقد حصلت على ما أرادت فضرغام لن يؤذي والدها و لكن مازال قلبها المسكين يئن حزنًا بسبب تلك الزيجة و وجلًا مما هي مقبلة عليه معه.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
في الصباح الباكر.
أفلتت نفسها من بين ذراعيه التي تحتضنها ناهضة عن الفراش و جسدها يئن ألمًا.
وضعت يدها على جبينها مغمضة عينيها بوجع من ألم رأسها.
استحمت بماء دافئ ثم بدلت ملابسها لفستان منزلي و حجاب بسيط ثم نزلت إلى الأسفل متجهة إلى المطبخ بعد أن صلت.
بحثت عن مسكن للآلام حتى وجدته فتناولت قرصين منه ثم شرعت في إعداد كوب من القهوة السادة التي تشربها كلما اكتأبت أو حزنت.
جلست على مقعد أمام طاولة بالحديقة وسط الهواء المنعش و صوت زقزقة العصافير.
ارتشفت من قهوتها ثم انكمشت ملامحها من الألم الذي يضرب رأسها بلا رحمة.
وقعت عينيها على تلك الشجرة الكبيرة التي اختبأت خلفها يوم محاولة هروبها و تم كشفها من قِبل حسان.
أخذت ذاكرتها تصور لها الأحداث مجددًا...فشل محاولة هروبها الأولى...استغلالها لعصام...و من ثم زواجها من ضرغام كي تنقذه.
و لولا موافقتها على الزواج لكان عصام الآن في عداد الموتى.
تنفست بعمق محاولة عدم البكاء...التفتت تنظر إلى البوابة التي سمعت صوت صريرها فرأت ريم تتقدم منها بابتسامة عابثة.
ابتسمت بسخرية...لابد أن أباها و أمها قد بعثا بريم لتغير من مزاجها السئ.
اقتربت ريم جالسة إلى جوارها و هي تفتح فمها بذهول مصطنع.
وضعت ياسمين يدها أسفل فك ريم لتغلقه قائلة:
- إقفلي بقك دا لسحن العصافير تدخل جواه.
نظرت إليها ريم قائلة:
- إية المزاميز إللى عند البوابة دول؟
نظرت إليها ياسمين بتعجب قائلة:
- يعني إية مزاميز؟
- جمع مُز يا ياسمين.
ثم أكملت محاولة أن تؤدي مهمتها التي جاءت من أجلها بنجاح:
- أنا إزاي مخدتش بالي منهم إمبارح دول؟
أجابتها ياسمين باستنكار:
- إية إللي عاجبك في الديناصورات دول؟
- عجبني فيهم إنهم ديناصورات.
أكملت بهيام مصطنع و لكنه مُتقن:
- الواحد فيهم طول بعرض كدا قد الحيطة...تخيلي كدا لو أنا متجوزة واحد من دول و ماشية معاه في الشارع...محدش هيعرف يرفع عينه فيا و لا حد هيقدر يضايقني...مش كل شوية بقى واحد بيعاكس.
أمسكت بذراعها قائلة برجاء:
- بالله عليكي يا ياسمين تعالي معايا ننقي واحد لحسن الإختيار بينهم صعب أوي.
اتسعت عيني ياسمين بذهول قائلة:
- تنقي...هي طماطم يا ريم؟!...بعدين دول شكلهم يخوف أصلًا.
عبست ريم قائلة:
- ما هو جوزك كمان قد الحيطة زيهم...بتخافي منه؟
لم تجبها ياسمين فعلمت ريم جوابها من صمتها...بالأساس هي تعلم مُسبقًا أنها تخشى ضرغام.
كادت ياسمين أن ترتشف من فنجان القهوة عندما أخذته ريم من يدها صائحة بها:
- سيبي بقى...أنا طفسة يا ستي و مش هسبهولك.
ارتشفت منه قبل أن تنكمش ملامحها باستنكار من مذاق القهوة المر قائلة:
- قهوة سادة يا ياسمين؟...أومال فين النسكافيه؟
لم تجبها ياسمين و لم تنتظر ريم إجابة بالأساس فهي تعلم أن أختها تشرب تلك القهوة عندما تحزن.
- لا بس تصدقي فيها حاجة حلوة.
قالتها ريم بعد أن ارتشفت من القهوة مجددًا فأجابتها أختها قائلة بشرود:
- مفيش حاجة وحشة كليًا يا ريم...كل شئ ليه مميزاته و عيوبه.
تنهدت ريم و مالت برأسها مسنده إياه إلى كتف أختها قائلة بإصرار:
- أنا عايزة أتجوز واحد من دول...خلي جوزك يجوزني واحد منهم.
- دول معندهمش قلب يا ريم...بينفذوا الأوامر و خلاص و حياتهم معرضة للخطر طول الوقت.
نهضت ريم عن كتف أختها قائلة:
- عايزة تقوليلي إن كل دول مفيش ولا واحد فيهم عنده قلب؟
- إللي كان عنده قلب فيهم راح.
قالتها ياسمين بعينين قد أدمعتا رغمًا عنها و هي تتذكر عصام الذي كاد يموت بسبب استغلالها له.
قطبت ريم جبينها قائلة بعدم فهم:
- قصدك إية؟
- إنتي عرفتي ضرغام أجبرني على الجواز إزاي؟
أجابتها ريم نافية فقالت ياسمين و هي تتنهد بثقل:
- أنا هقولك.
ثم قصت عليها كل ما حدث منذ أن اختطفها ضرغام و حتى أجبرها على الزواج منه.
- طيب معرفتيش أي حاجة عنه بعد ما نقلوه المستشفى؟
أومأت ياسمين برأسها نافية قائلة ببكاء:
- حاولت أخلي دادة صفية تعرف أي أخبار و تقولي بس هي مرضتش و حذرتني أجيب سيرة عصام تاني عشان ضرغام ممكن يئذيه.
قالت ريم محاولة التخفيف عنها:
- مظنش ضرغام هيئذيه تاني...هو إستغل الفرصة علشان يتجوزك بس..هيستفاد إية لو أذاه؟
أومأت نافية برأسها و هي تجيب:
- دا بالنسبة لهم خاين...و الخاين عندهم عقابه الموت..إللي أنقذه بس إني وافقت إتجوزه.
ثم أكملت بشهقات خافتة من أثر البكاء:
- هو قالي من الأول إن لو إتكشفنا الموضوع دا هيكلفه روحه..بس أنا كنت أنانية أوي و إستغليته.
نكست ريم رأسها أرضًا لا تعلم ماذا تقول و قد حزنت لحزن شقيقتها...رأت حارس يقترب من مكانها فاستغلت الفرصة قائلة بعد أن شهقت بتفاجُؤ اصطنعته:
- ياسمين..ياسمين..ياسمين...إلحقي المز دا جاي علينا.
توقفت ياسمين عن البكاء ناظرة إلى ريم بدهشة و لكن خاب أمل ريم عندما رأت أن وجهة الحارس لم تكن سوى مكان آخر.
تقوس فمها للأسفل بطريقة طفولية مضحكة قائلة:
- هو مجاش لية؟
نظرت إلى ياسمين قائلة بوجه عابس:
- هو مش عايز يتجوزني؟
ابتسمت ياسمين رغمًا عنها من كلام أختها ففرحت ريم ببواشر نجاح خطتها و قالت و هي تصطنع النهوض:
- طيب هو مش عايز يجي...هروحله أنا.
أمسكت بها ياسمين سريعًا قبل أن تذهب قائلة:
- بت..إنتي إتجننتي؟...إقعدي مكانك.
- أنا فقدت السيطرة على نفسي خلاص...جوزوني واحد من دول يا إما هروح هتجوز كلب الحراسة القمر إللي عند البوابة دا.
- أنا موعودة بالمجانين.
قالتها ياسمين و هي تضحك فنظرت لها ريم براحة و قد نالت ما أرادت أخيرًا.
طالعتها ياسمين بحنق قائلة:
- مش خلتيني أضحك في الآخر...يلا قومي روَّحي.
ابتسمت ريم مصطنعة الفخر قائلة:
- دي أقل حاجة عندي...بس مش هروَّح دلوقتي و أنا إيدي فاضية كدا..لازم أطلعلي بعريس من المزاميز دول.
- في حاجة أسمها مزاميز؟
- ما قولنا جمع مُز يا ياسمين.
نظرت ريم بحنان إلى ياسمين قائلة بجدية:
- إنتي عارفة إني مش بتحمل شكلك و إنتي زعلانة.
أرادت ياسمين أن تحدثها أختها عن حبها لها قليلًا فسألت:
- لية؟
- علشان بيكون شكلك كيوت و رقيق كدا و بيجيلك عرسان و أنا لأ.
ضربتها ياسمين بخفة على كتفها قائلة بحنق:
- فصيلة.
ضحكت ريم بشدة ثم انتبهت لاقتراب ضرغام منهما فهمست في أذن أختها:
- المُز جوزك جاي علينا...ولا هيطلع رايح حتة تانية زي المز التاني؟
التفتت ياسمين تنظر إلى ضرغام الذي يتقدم منهما ثم قالت لأختها بجدية:
- طب أُسكتي بقى لو مش عايزاه يسمعك و إنتي بتعاكسي رجالته.
جلس إلى جوار ياسمين من الجهة الأخرى قائلًا:
- صباح الخير.
- صباح النور.
أجابته ريم بينما أمسكت ياسمين بيده قائلة بأسلوب لطيف تشوبه الرقة:
- إسمها السلام عليكم...إحنا مسلمين تحيتنا السلام عليكم.
أومأ لها مبتسمًا فسالته بهمس تمكنت ريم من سماعه:
- صليت الصبح؟...إنت مصلتش الفجر.
و قبل أن يجيب ضرغام نهضت ريم قائلة:
- طيب هطير أنا بقى بما إن المهمة تمت بنجاح.
ذهبت ريم سريعًا مندهشة مما تفعله أختها بينما نظرت ياسمين إلى ضرغام منتظرة إجابته فأجابها نافيًا بحرج.
ابتسمت لتزيل عنه حرجه قائلة:
- طيب تعالى نصلي سوا.
نهضا متجهان إلى الداخل ليتوضأ ضرغام و يكون إمامها في الصلاة.
- هو إنت بقالك كتير مبتصليش؟
قالتها ياسمين بعد أن إنتهوا من الصلاة فأجابها بحرج:
- لأ...بس متقطع.
- طب إية رأيك نتخلص من كل الخمور إللي في البيت؟
نظر إليها متعجبًا قليلًا يراها تتعجل.
قالت بإصرار حازم بعد أن ظنت أن هناك بقايا تمسك بذلك المشروب المقزز:
- عايزاك تعرف حاجة كويس يا ضرغام...يا أنا يا الخمرة في البيت دا.
ابتسم إليها قائلًا:
- تولع الخمرة..إنتي أهم بكتير...متحطيش نفسك في مقارنة مع حاجة زي دي يا ياسمين.
بادلته البسمة برضا و خجل كان بَيِّن على وجنتيها اللتان احمرتا.
تلمس وجنتيها بأنامله قائلًا بإعجاب بدا جليًا على وجهه:
- خدودك فيها ورد.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
دلفت إلى الإسطبل لأول مرة لترى على ماذا يحتوي بعد أن أرشدها إليه أحد الحراس.
رأت الكثير من الخيول التي تحبها منهم حصان أسود جذاب ذا هيبة يخطف الألباب و من مظاهر العناية به علمت أنه لضرغام.
تقدمت أكثر و هي تتحسس جباه الخيول و شعرها برقتها المعتادة.
لاحظت صوتًا يأتي من الداخل و قد ظنت أن المكان فارغًا.
تقدمت أكثر تنظر إلى تلك الغرفة المعزولة على اليمين قبل أن تتسع عينيها بفزع و تخرج سريعًا من الإسطبل.
ركضت إلى ضرغام الذي كان يتحدث إلى حسان في الحديقة.
تعلقت بذراعه و هي تكاد تبكي من الخوف مشيرة إلى الإسطبل و هي تقول:
- أسد..في أسد هناك.
استغل الفرصة و ضمها إليه دون رفض منها قائلًا و هو يربت على ظهرها ليطمئنها:
- إهدي بس...هو خرج من القفص؟
- لأ...بس هو بيعمل إية في الإسطبل؟
أجابها بهدوء:
- دا الأسد بتاعي يا ياسمين...أنا إللي مربيه.
اتسعت عينيها بصدمة قائلة:
- هو إنت من الناس إللي بتحب تربي الحيوانات المتوحشة؟
أجابها مبتسمًا:
- لأ..بس الأسد دا بابا الله يرحمه هو إللي كان جيبهولي...كان وقتها شبل صغير خالص.
طالعته بتعجب بينما جذبها هو تجاه الإسطبل فاعترضت قائلة بخوف:
- لأ لأ...مش عايزة أروح هناك تاني...الأسد دا لو جعان هيكولنا.
جذبها مجددًا و هو يطمئنها حتى أصبحا أمام الأسد بالفعل و هي تتعلق بذراع ضرغام بخوف.
نظرت إليه قائلة:
- هو إسمه إية؟...ولا إنت مسمتهوش؟
ابتسم بحنين لوالده الراحل قائلًا:
- إسمه ضرغام.
متنسوش متابعه اوطلب صداقه للصفحه الشخصيه ليصلك الأجزاء عند نشرها
محمداحمد
رواية بدل مااتجوز العريس اتجوزت ابنه البارت الثاني والثالث عشر 👇👇
تعليقات
إرسال تعليق