expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية قطه متوحشه البارت الحادي عشر


البارت ١١
قطه متوحشه

ترجلت روبى من السياره بنفاذ صبر
-ياسر انت بتعمل ايه عندك؟..يلا بينا نمشى قبل ادم ده ممكن يلقينا؟
اجابها ياسر بجفاء
-اسف يا عروسه....انتهت رحلتك هنا
رفعت حاجبيها باستغراب
-نعم؟ّ
اجاب الرجل بدلا منو
-مش هينفع تروحى فى اى مكان بعد دلوقتى...انا خلاص اشتريتك
حملقت بالاثنان بصدمه شديده..ثم تراجعت خطوه للخلف وهى تقول متلعثمه
-ياسر الراجل ده بيخرف بيقول ايه..؟!!
رفع ذراعيه ثم انزلها بخيبه امل
-للاسف ده الى حصل....ارجوكى سامحينى
اخذت تقلب ببصرها بين ياسر والرجل بذعر شديد... ولم يكن عليها سوى ان تطلق العنان لساقيها باقصى مالديها ... فصاح الرجل بصوت مرتفع
-امسكوها حالا..اوعوا تهرب
لقد بدى كل شيء بطيئاً بالنسبة لروبي ...الارض تتداعى اسفلها والمساحة حولها تضيق... قلبها يكاد يقع من هول مايجري حولها.... سرعان ماشعرت بقبضة قوية تلتف حوله رسغها لتسحبها بعنف ولهجة ساخرة تسللت قرب اذنيها
-مفكره نفسك هتهربى يا جميله؟
اخذت تصارع صاحب الجثة الضخمة ان يطلق سراحها وصوت صراخها ايقظ الطيور من اعشاشها
-سبنى اوعى غور....متلمسنيش
امسك ذراعيها بقسوة واجبرها على الوقوف قرب سيدها الجديد.. لم تتمكن ان تكتم مااعتمل بداخلها من غضب عارم اتجاه ياسر وفعلته الدنيئة
-اه ياحيوان يا حقير..هقتلك ازاى تتجرأ وتعمل فيا كده
قبل ان يركب سيارتو قال ببتسامه كريهه
-خلى بالكم منها كويس...ومتنسوش تبلغوا الباشا توفيق الكيلانى عن البضاعه الجديده.
حاولت روبى التملص من ذراعين هذا الرجل ولكن دون جدوى وهى تردد بصراخ
-سبونى امشى..ياسر بلاش تسبنى وتمشى..ياسر يا قذر متمشيش وتسبنى ...ياسر ربنا يخدك
لم يبالي ياسر بصراخ روبي المتكرر... حرك سيارته وابتعد عنهما... بينما هي سحبت عنوة باتجاه الكوخ... كانت تثبت ساقيها على الارض ولكن قوة هذا الرجل اجبرتها على السير رغماً عنها.
وفجأة دفعها لاحدى الغرف لتسقط ارضاً واغلق الباب خلفه باحكام... انتفضت مسرعة واخذت تطرق الباب بقوة
- افتحوا لى الباب حالا...ربنا ياخدكم كلكم يا ولاد الكلب
وفجأه قاطع صراخها صوت انثوى هادئ
- متتعبيش نفسك فى الصريخ،محدش هيسمعك
استدارت نحو مصدر الصوت وتفأجات بثلاث فتيات وبينهم فتاة صغيرة في الرابعة عشر من عمرها... قالت باستغراب
- انتم مين...؟ّّ!!!!!
نهضت احدهم شقراء الشعر وهى تقول
-انا كريمه
اضافت وهى تشير بيدها
- ودى جنا وبنتها تقى...احنا زيك تمام !تم خطفنا وبيعنا...حاولنا نهرب كتير من هنا ولكن كل محولتنا انتهت بالفشل.....اسمك ايه..؟!
-روبى..بس هما هيعملوا بينا ايه؟
-معرفش بالظبط لكن سمعت شويه كلام منهم عن بار
- معنى كده هيخدونا لبار....لا مش ممكن افضل هنا..
اخذت تتحرك بهستيرية بحثاً عن مخرج ما... لمحت الستارة اسرعت بأبعادها... تنهدت بحنق شديد وهي ترى النافذة محكمة بقضبان حديدية.
صرخت بانفعال
-ياربى.....مفيش اى مخرج
نهضت المدعوه جنى وهى تقول بهدوء
-زى ما قلتلك كريمه مش هنعرف نهرب.
رفعت كم قميصها وتابعت بأسى
-ده نتيجه هروبى ..حرقوا دراعى بعلبه سجاير
قضبت روبي حاجبيها لهول ما رأئت
-ده اجرام...لازم يتبلغ عنهم احنا مش سلعه رخيصه للتجاره.
امتد بصرها نحو فتاه صغيره نائمه
-وذنب الطفله المسكينه دى ايه...؟!!انتم عندكم عيله؟
اجابتها تقى والحزن يغمر محياها
- ايوه..اكيد بيدوروا علينا..او حسابونا فى أعداد الاموات
-اخذت جنا تقص لها ماحدث معها وكيف وصلت لهذا المكان.... كانت تعتقد جنى وكريمه انهما ذاهبتان لأجل العمل في احدى الشركات كم ظهر في اعلان على الحاسوب... ولكن كان كله ذلك مجرد خدعة للايقاع بهما.
بعد ساعه فتح الباب رجل وهو يمسك بيده صنيه مليئه بالطعام...وضعها على الارض وقال
-اتهببوا اتعشوا...بعد ثلاث ساعات عندكم رحله طويله.
هتفت روبى ساخطه وهى تنهض
-انا مش هروح معاكم اى مكان...انتم ناس زباله.
لاحت شفتاه ابتسامه ساخره
- وطى صوتك يا جميله..انتى هتقابلى متاعب كتير انت مشوفتيش حاجه منها لحد دلوقتى
انحنت وامسكت بكوب الماء وكادت ترميه به ولكنه تمكن ان يغلق الباب في اللحظة المناسبة ليرتطم على الباب ويسقط ارضاً
-اه يابن الدايخه...وحياه امك لخليك تعفن فى السجن انت ،والاوباش الى زيك.
الرجل ببتسامه مستفزه:متوحشه وأغلق الباب خلفه بأحكام
انهمكت الفتيات الثلاث فى تناول العشاء بينما روبى جلست فى احدى زوايه الغرفه..قالت جنا متسائله
-مش هتاكلى
ردت روبي بضجر وهى تسند ذقنها فوق ركبتها
- لا مش جعانه.
بعد ساعة غطت الفتيات في نوم عميق بينما بقيت روبي تفكر في وسيلة للهرب... لاحت امام ناظريها صورة ادم وكم تمنت ان يكون قربها الآن... رغم حقيقته السيئة التي عرفتها. الا نار اشتياقها اليه يلهب قلبها...تسأئلت ماذا يفعل الآن هل يبحث عنها اما انه نسي امرها... ربما الآن يقضي وقته مع هند .
اثقل النوم جفنيها واغمضتهما رغماً عنها... وفجأة افاقت على صوت فتح الباب... تفاجأت بمجوعة من الرجال... ينقضون عليهم ويربطوهم باحكام... صرخت روبي
- سبونى امشى....محدش يلمسنى يا ولاد الكلب!!!
الفتيات الثلاث لم يصمتن بل تعالى اصواتهم مثيرين ضجة كبيرة تلا ذلك هدوء تام.... عند وضع اللاصق حول افواههم ليجبرهم على الصمت.
لاترى ولاتتكلم هذا مااصبحت عليه روبي ولكن بأمكانها سماع اصواتهم... شعرت بهم يحملونها ويضعونها في مكان ما.... سرعان ماشعرت بأنها تسير... وهذا مااكد لها انها في صندوق السيارة.

اخذ جسدها يرتطم بين الحين والاخر بالارضيه وبالجوانب..انتابها الم وتشنج فظيع بكامل جسدها..بعد فتره زمنيه طويله...اجبرها الرجال على النزول.
قال احدهم
-ياباشا جبنالك بضاعه جديده.
اجابه بهجه امره
-خلينى اشوف جبت ايه المره دى.
ابعد قطعة القماش عن عيونها... تشوشت الرؤيا امامها في بادئ الامر ثم اخذ تتضح شيء فشيء واذا بها في غرفة ضخمة وتقف امام مكتب يجلس خلفه رجل في الاربعين من عمره ولكن لايزال محتفظه بلياقته وقوته.... ابعد اللاصق عن فمها فصرخت متأوه
ادخلها المدعو رياض احدى الغرف فتفاجأت بالكثير من الفتيات يرتدين ملابس فاضحة ويتناولن المشروب بكثرة... لم تعجبها الرائحة ولا العيون المحدقة بها... اخذت تبحث ببصرها عن جنى وكريمه فلم تقع لهما على اثر.... زفرت بضيق شديد... وفجاة شعرت بيد تحط على كتفها... اجفلها ذلك لتستدير مرتعبة...
بقيت روبي جالسة دون حراك... وتلك المرأة تراقبها بنظرات غريبة ومزعجة.... لم تحتمل الجلوس اكثر من ذلك... سألت عن الحمام فاشارت لها احد الفتيات عنه.
استدارت لتراه... سرعان ماشحب وجهها وهي ترى
-كنت بدور عليكى......اختفيتى فين....مش قلتلك هجيبك من سابع ارض...
.............منه محمد ...................
تراجعت روبي نحو الخلف بخطوات مرتبكة وخائفة
- انتي عايزة مني اية ؟
اخذت المرأة ترمقها بنظرات من رأسها حتى اخمص قدميها
-اصل الصراحة انتي جميلة اوي
كادت تقترب اكثر ولكن صوت صارم أستوقفها
- روكا سيبي البت في حالها
استدارت المدعوة روكا حانقة
- بلانكا!! اظن قولتك بلاش تدخلي في شؤني الخاصة!!!
- لو مبطلتيش تخلقي مشاكل هبلغ عنك رياض وانتي عارفة كويس هيكون اية هو عقابك
تجهمت ملامح روكا فور سماعها اسم رياض... اما روبي وجدت في حدة حديثهما فرصة للهرب... عادت لتجلس على السرير والكثير من الافكار راودتها وفجأة تنبهت الى صوت ايقظها من شرودها
- عايزة امي... افتحوا لي الباب.. امي
امعنت النظر لصاحبة الصوت ولم تكن سوى تقي ابنة جنا.. كانت واقفة خلف الباب ... انتفضت مسرعة اليها
- تقي حبيبتي متخافيش انا هنا جنبك
كانت تقي عيناها متورمتان من اثر البكاء... ارتمت على روبي وانفجرت باكيه وهي تقول من بين شهقاتها
- اخدوا امي فين انا عايزها
اخذت روبي تمسد على شعرها مهدئة
-امك بخير مش تقلقي حبيبتي
وفجأة تذمرت عدة نسوة من صوت تقي المرتفع
- خلي البت دي تسكت صدعتنا امي...امي
امسكتها روبي وساعدتها على النهوض والشرر يتطاير من عيناها
- جري ايه منك ليها مفيش في قلوبكم شوية رحمة
تعالت اصواتهن الساخرة... بينما قالت احداهن ل روبي
-ارحميها انتي ... وارحمينا معاكي يا أم قلب كبير مليان رحمة
ثم اخذن يضحكن بصوت مرتفع اثرن استفزاز روبي...
اخذتها روبي للسرير وطلبت منها ان تتمدد قليلاً... كانت تبدو متعبة لهذا آوت للنوم مباشرة... بينما روبي جلست قرب راسها محتارة هل تواسي نفسها اما تواسي هذه الطفلة الصغيرة...المسكينة لايمكنها مفارقة والدتها.
بعد ساعات اخذت تقي تهذي والعرق يتصبب من جبينها بغزارة... وضعت يدها على جبينها وسرعان ماسحبتها مصدومة من شدة حرارتها... قالت متوترة
- يالله حرارتها مرتفعة... هعمل اية ياربي دلوقت؟
كانت تهذي وتكرر باستمرار
-امي... عايزة امي... امي
انتفضت مسرعة نحو الباب واخذت تطرق وتنادي بأعلى صوتها
-افتحوا لي الباب حالاً... .الطفلة الصغيرة مريضة... ارجوكم هي محتاجة للعلاج
وفجأة انفتح الباب واذا به رياض ساخطاً
- مالك يا بت ... كنتي هتكسري الباب من صوتك
اشارت بيدها موضحة
- تقي تعبانة جدا ولازم ناخدها المستشفي
اعترض بحدة
-مستحيل
تنهدت بنفاذ صبر
- اية هو ده الي مستحيل... لو مرحتش المستشفي هيجلها صرع ويمكن تموت
وقف حائراً وهو يقلب ببصره بينها وبين الطفلة تقي حتى نطق ببرود
- هبلغ سيد توفيق الاول وارجعلك
ردت عليه بنبرة متوسلة
-ارجوك بلاش تتأخر
عادت روبي لتجلس قربها... .وبعد لحظات عاد رياض و هم بحملها فكادت ترافقه ولكنه استوقفها قائلاً
- لا خليكي انتي هنا
روبي- بس ازاي هتروح انت وهي لوحدكم علي الاقل خدني انا بصفة امها واوعدك اني مش هتسبب في اي مشكلة
تجهمت ملامح وجههُ ثم قال محذراً
- ماشي تعالي معايا بس عارفة لو هربتي هتكون حياتك وحياتها التمن يا ...يا حلوة مفهوم
في المشفى كانت روبي جالسة قرب سرير تقي بينما كان رياض واقفاً قرب الباب تحسباً لأي طارئ... بعد ساعات انخفضت حرارتها ثم فتحت عيناها بصعوبة وهمت تقول بصوت واهن
-انافين... فين امي...امي
جفلت روبي فور سماعها صوتها وتنهدت بارتياح
- الحمد لله انك فوقتي
اقتربت اكثر منها واردفت بصوت خفيض
-الوسيلة الوحيدة نهرب بيها انا وانتي من هنا هو ان تتدعي انك لسا فاقدة الوعي... تقدري تعملي كدة؟
اومأت لها موافقة... فابتسمت روبي بدورها
- تمام
وفجأة انفتح الباب فكان رياض وهو يقول متسائلاً
- زي ما يكون سمعت صوت... هي البت تقي فاقت؟
بلعت ريقها بصعوبة وتمكنت ان تنكر ببساطة
-لا... المسكينة لسا فاقدة الوعي
اجاب بنفاذ صبر
-مستحيل نفضل هنا اكتر من كدة..لازم نرجع دلوقت
اعترضت روبي بهدوء
- الدكتور مش هيسمح بده...زي ما انت شايف حالتها متحسنتش واحتمال كبير نفقدها تفضل هنا الليلة دي ع الاقل
هتف مستنكراً
-سيد توفيق هيزعل ومش هيسمح بدة يحصل
تنهدت روبي بأسى مصطنع
- اكيد هو دلوقت رجع لبييته ومش هيحس اصلا بغيابك..وبكرة الصبح هنرجع لما تتحسن حالتها انت بس قول يارب
رمقها بنظرات غريبة
-انتي مش بتخططي لحاجة والله اقتلك فيها
تلعثمت في اجابتها
- ازاي يعني يخطر في باالك حاجة زي كدة هبلة انا هخاطر بحياه المسكينة دي
تنهد بارتياح
- ماشي انا هفضل واقف برة زي منا
فور خروج المدعو رياض اطلقت تنهيدة طويله وكأن ثقلاً ازيح عن كاحلها... اقتربت من تقي هامسة - الحمد لله مشي..ودلوقت علينا نفكر بخطة تبعده عن الباب
- واية عن امي؟
طمأنتها بابتسامة
- متقلقيش هحاول مساعدة جنا وكريمة كمان...بس الاول لازم نهرب من هنا
وفجأة قاطع حديثهما صوت دخول الممرضة
- اخبار مريضتنا الصغيرة اييييييية؟
امسكتها روبي من ذراعها وجذبتها بعيداً عن الباب مما اثار ريبة واستغراب الممرضة
- محتاجة لمساعدتك
اتسعت عينا الممرضة وقالت بقلق
- خير فيه اية؟
اقتربت روبي لتهمس في اذن الممرضة وتخبرها انها مخطوفة ويجب عليها الهرب من هنا
شحبت ملامح الممرضة واسرعت لتقول
-هتصل بالبوليس
استوقفتها روبي متوترة
-لا لوعملتي كدة هيقتلونا.. الوضع اصعب مما تتخيلي... كل الي طلباه منك هو انك تبعدي الراجل الواقف قريب من الباب بأي طريقة
طمأنتها الممرضة وهي تمسك بيدها
- مش عايزاكي تقلقي هبذل كل جهدي لمساعدتك...
اخرجت من جيبها بطاقة وبعض النقود واردفت بهدوء
- خدي الفلوس دي يمكن تحتاجيها...وخدي الكارت ده كمان فيه عنواني لو احتاجتي لاي مساعدة متتردديش
أشرقت ملامح روبي واحتضنتها بحنان
- بجد مش عارفة ازاي اشكرك ع مساعدتك
لم يكن صعباً على الممرضة إبعاد رياض وخاصة انها اخبرته ان هناك وباء منتشر وعلى جميع من في المشفى اخذ عينة من دمهم وتحليلها... اغتنمت روبي هذه الفرصة للهرب هي وتقي.
حاولت روبي وتقي التقاط انفاسهما بعد ان تمكنا من الاختفاء في احد الأفرع البعيدة عن المشفى... قالت روبي وهي تناولها بعض النقود وتخلع قلادتها
-اسمعيني كويس اركبي تاكس واطلبي منه انه ياخدك للعنوان ده ... وادي السلسلة دي لشريفة دي تبقا امي..وبلغيهم اني بخير وهرجع في اقرب فرصة!!!
كانت قد اخذت ورقة وقلم من المشفى مسبقاً ودونت عنوان منزلها...
اعترضت تقي بحدة
-مستحيل مش هروح من غيرك
امسكتها من كلتا كتفيها وقالت بنبرة حازمة
- لازم تمشي دلوقت..وانا لازم ارجع عشان اكشف تجارتهم الفاسدة واطمني هبذل كل جهدي لانقاذ والدتك عايزاكي تتاكدي من ده كويس.
تسأئلت تقي بقلق
- طيب هتعملي ايه ..انا خايفة
- هاخد بالي كويس بلاش تقلقي هرجع استخبا في صندوق عربيه الحيوان رياض وبالطريقة دي هعرف مكانهم .
في نهاية المطاف اقتنعت تقي بكلام روبي وساعدتها على ان تستأجر تاكسي.... بعد دقائق تمكنت روبي ان تختبئ بصندوق رياض.
بأمكانها سماع صوت رياض الغاضب وهو يطلق وابل من السباب عليها
- آه يا بنت*****لو لقيتك هقتلك ازاي عرفت تهرب الملعونة
بعد لحظات اخذ رياض يقود سيارته بسرعة جنونية... جعلها تصاب بالغثيان ولكن رغم ذلك جاهدت كي تبدو قويه... كان جسدها يتحرك يمنة ويسرا بسبب الاهتزازت التي تصيب السيارة بين الحين والاخر. واخيراً توقفت في مكان ما... كانت روبي تجهله بالمرة بسبب الظلام الذي يغلفها من كل ناحية... هتف رياض ساخطاً
-مش عارف ازاي هربت بنت الملعونة
اجابه الرجل الاخر بحدة
- لا يا خفيف لازم نلاقيها وباسرع وقت ممكن والا هيقتلنا سيدك توفيق
قال رياض بعصبية
- تعال نركب عربيتك وندور عليهم..اصل بنزين عربيتي خلص
سرعان ماعم المكان الهدوء والسكينة... اخرجت الألة الحادة التي سرقتها من المشفى وتمكنت بعد جهد قصير ان تفتح الباب... اخذت تتفحص المكان بحذر ثم فتحت الباب لتسرع في الخروج.
اخذت نفساً عميقاً وهي تجول ببصرها فيما حولها... وتفاجأت بالمكان لم يكن سوى صحراء قاحلة تغزوها بعض الحشائش والاشواك... وفي مسافات متباعدة منازل مهدمة هتفت بانزعاج
- ايه المكان ده انا فين...ياخرابي باظ كل الي كنت مخططة له
اخذت تسير في خطى مبعثرة ونظرات تائهة وكأنها تبحث عن ضالتها... ارهقها التعب فاجبرها ان تجلس على احد الصخور الضخمة.... اغمصت عيناها وحاولت ان تبحث عن حل ما يخرجها مما هي فيه.
اخذت تبحث في سيارة رياض عن اي شيء... وجدت بعض الحلويات وقناني الماء تناولتهم بنهم ثم ارتشفت بعض المياه... استندت بجسدها على المقعد.
انتفضت جالسة فور سماعها صوت سيارة... ترجلت من السيارة لتختبئ خلفها... وفجأة لمحت ثلاث سيارات حديثة وتبعها نزول عدة رجال... لمحت من بينهم المدعو توفيق الكيلاني... اخذ يتحدثان ببعض الأمور ثم اختفيا في احدى المنازل الصغيرة المهدمة... مرت ساعات وهي تنتظر ان يخرجا ولكن لااثر لهم... تسائلت في سرها ماذا يفعلون هناك ولماذا تأخروا في العودة.
............
في صباح اليوم التالي استيقظ آدم وسرعان ماتنبه لأختفاء روبي فليس من عادتها ان تستيقظ مبكراً... بحث ببصره عنها في انحاء الخيمة فلم يجد لها اثر تسأل في سره مستغرباً"اين يمكن ان تكون قد ذهبت في مثل هذا الوقت؟!"
نهض واسرع لخيمة اخته مارينا
- فين روبي؟ بعد ساعة علينا نتحرك من هنا.
حركت كتفيها واجابته بهدوء
- انا مشوفتهاش من ليلة امبارح..هو حصل حاجة يا خويا
ادم- هدور عليها قرب البحيرة
بعد ساعتين وقف آدم متوتراً وهو يدور براسه بحثاً عنها... هرعت اليها مارينا فوررؤيته بهذه الحالة المزرية
- اية الي حصل ياخويا؟مش لاقيها ؟
تجهمت ملامح وجهه واجابها بعصبية
-روبي ملهاش اثر ابدآآ... وكأنها فص ملح وداب
اتسعت عيناها وحاولت تمالك اعصابها
- هتكون راحت فين؟!
كانت هند تراقب الوضع من بعيد... وهي تشعر بحنق شديد نحوه... لم تعد تحتمل هذا الاهتمام والحب الذي يعتليه اتجاه روبي... فانتفضت مسرعة نحوه وقالت مصطنعة البرود واللامبالاة
- اية مش هتزهق بقا انك تفضل تدورعليها؟
استدار هو ومارينا نحوها بينما قال هو بحدة
-ملكيش دعوة بلي بعمله
هتفت بانزعاج
-هي اصلا مش هنا... انسى آمرها... هي مش بتحبك.... بتفهم انت هي مش بتحبك
ضاقت عيناه واثير الشك في اعماقه
- انتي مخبيه عني حاجة؟
تبلدت ملامحها وحاولت ان تتصنع القوة رغم التوتر الذي اصابها والذي يكاد يفضحها
-انا معرفش حاجة
اخذ يرمقها بنظرات مريبة ثم قال بنبرة تهكمية
- قوليلي فين دلوقت روبي انتي عارفة حاجة عن اختفائها ومخبياها؟
تلعثمت في اجابتها
-انا قلت لك معرفش حاجة عنها
امسكها من كلتا كتفيها بقسوة وقال من بين اسنانه
-انا متأكد انك ورا اختفاءها... يلا قوليلي حالا هي فين؟
شحبت ملامحها فكاد صوته يخترقها
-ابعد عني... مش هقولك حاجة
امسكها آدم بعنف واخذها عنوة لخيمته... بينما لحقته اخته مارينا وهي تناديه
- اخويا هتعمل اية..سيبها...بلاش تورط نفسك معاها
لم يبالي بأحتجاج اخته مارينا... .دفعها على السرير واخرج قنينة زجاجيه صغيرة ثم قال محذراً
-لو منطقتيش هي فين والله لمحي جمالك في ثانية وانتي عارفني لما بقول كلمة بنفذها ..اختك ماتت قبل بسببي ودلوقت هعمل ده تاني معاكي من غير تردد
مارينا-آدم
تنهد بنفاذ صبر
- هند انا عارف لا متأكد انك ورا اختفائها ودلوقت انطقي هي فين؟
امسكت مارينا اخاها بمحاولة مستميته وهي تقول
-آخويا آدم هتعمل اية؟
صرخ بها آدم
-بلاش تدخي يا مارينا... اخرجي من هنا
فتح غطاء القنينة والشرر يتطاير من عيناه غير آبه بنظرات الخوف والتوسل التي غمرت هند
-آدم بلاش تعمل كدة... خلاص هقولك ع مكانها بس الاول ارمي الازازة بعيد عني
اعاد غطاء القنينة ورماها جانباً وبريق انتصار غمرت محياه
-ماشي..ودلوقت انطقي فين اختفت؟
تلعثمت وهي تحاول بلع ريقها بصعوبة
-مشت مع ياسر
رفع حاجبيه بحيرة وكأنه لم يسمع جيداً
-ياسر ولية هو بالذات؟
هتفت ساخطة
-لأنها عرفت الحقيقة الي انت خبتها عليها عشان كدة هربت معاه... هي مش بتحبك يامجنون اييية مش بتفهم...كانت بدور ع اي فرصة عشان تهرب منك انت بالنسبه ليها ولا حاجة ... صاحت به)فاهم انت بالنسبه لها ولا حاجـة
تسمر آدم في مكانه وهو غير مصدق مايسمع من فم هند اخذت كلماتها ترن كالصدى في اذنيه... اشتاطت مارينا غضباً وهي ترى الافعي هند ترمي بسمومها على اخاها الذي بدى مصعوقاً لتزداد عيناه قتامة قسوة.. امسكت مارينا بشعرها بقسوة وانهالت عليها صفعاً
- اخرسي يا كلبه يا بتاعة السحر والاعمال انا خلاص اكتفيت منك ومن عمايلك المهببة! آدم اخويا اوعي تسمع كلامها روبي بتحبك انا متأكدة .
قهقت هند ساخرة من كلامها
-تحبه! بتحاولي تواسيه بالكلام ده...لو كانت بتحبه مكنتش هربت منه...عن اي حب بتتكلمي حضرتك
وضعت مارينا يدها على فم هند لتجبرها على الصمت
-اخرسي... اخرسي مش عايزة اسمع صوتك... يا ملعونه والله هقتلك لو مسكتيش فاهمة
وفجأة استدار آدم على عقبيه ليخرج من الخيمة.. فانتفضت مارينا خلفه وهي تناديه بصوت مرتفع
-آدم انت رايح فين...استني يا آدم
كان آدم يسير بخطوات ثابتة مليئة بالغضب واللؤم... متجاهلاً نداء اخته مارينا... تنبه الى صوت ياسرالضاحك وهو يجلس حول مجموعة من الاصدقاء... تفرس النظر لملامح وجهه لبرهة.. ثم انقضى عليه كالثور الهائج ممسكاً بقميصه وهو يصرخ بأعلى صوت لتزداد عيناه حمرة وشر
- هي فين؟
شحب وجه ياسر وحاول ان يتفوه بشيء ما بصعوبة
-مين... تقصد مين؟
اشتد غيظ آدم وهو يرى ياسريدعي عكس مايشعر
- فين مراتي روبي؟
-لا معرفش..معرفش عنها حاجة
لم يحاول احد التدخل لأنه يعلم ما سيكون عليه مصيره... التفت قبضته الفولاذيه حول عنقه وهو يقول من بين اسنانه
-متحاولش تكذب عليا..هند اعترفت بكل حاجة.
جحظت عيناه وهو يردد بهلع
-دي بتكذب عليك... بلاش تصدقها
اخرج مطواه وقربه من رقبته مهدداً
-دي فرصتك الأخيرة... والا خليت طرف السكينة يقطع شراينك
-حاضر..حاضر...خلاص هقولك بس سيبني اتنفس شوية
ابعده عنه بعنف مما ادى الى فقدان اتزانه ليسقط ارضاً... تمكن من النهوض واخذ يربت على ملابسه ليزيل الاتربة... سرعان ما اطلق العنان لساقيه ليفر هارباً.
لم يكن على آدم سوى اللحاق به بكل ماأوتي من قوة.. توغل ياسر داخل الغابة بخطوات مرتبكة وغير متزنه ... اما آدم تملكه غضب عارم نحوه.
-اه يا قذر يا حيوان والله لقتلك...هترب مني فين؟
اربكه صوت آدم الغاضب... ودون ان ينتبه ارتطم بحجرة متخفية بالنباتات... تدحرج قليلاً وهو يشعر بألم فظيع امتد من فخذه حتى اطراف اصابعه وهو يطلق وابل من السباب والشتائم
-آه يا ابن*****....
سرعان ماخيم ظل آدم الضخم عليه... رفع راسه وتعابير الفزع غمرت محياه... قال رغم ذلك
-ارجوك بلاش تقتلني هقولك علي كل حاجة
صاح به مزمجراً
-يلاآآآآآ انطق
قال من بين تنهداته
-راحت عند توفيق الكيلاني
قطب حاجبيه وصاح به
-توفيق الكيلاني..ولية راحت عنده؟
تلعثم في اجابته
-لأني... لأني
ادم صارخآ -لأنك اية يا حقير انطق
قال كلامه دفعة واحدة-لأني بعتها لية..وواحد من رجالته اصر يشتريها..والله انا متعمدش اعمل كدة الي حصل خارج اردتي ارجوك سامحني.
تسارعت انفاسه واخذ يدور حول نفسه بعصبيه وهو يمرر اصابعه بشعره... ثم انحنى عليه ليجبره على الوقوف وينهال عليه ضرباً... كان فاقداً اعصابه وهو يردد
-يا حقير يا حيوان ازاي تتجرأ تعمل كدة هقتلك واشرب من دمك
اسنده على الشجرة واردف بانفعال
-عايش فين الزفت توفيق الكيلاني انطق؟
امتدت يده في جيبه بصعوبة واخرج بطاقة قائلاً
-ده عنوان بيته
اخذ البطاقة منه ودفعه بعيداً عنه... فور التفاته لمح اخته مارينا تحاول التقاط انفاسها
-آدم..انت عرفت عنها حاجة؟
-ايوة وحروح ادور عليها ومش راجع من غيرها
احتضنت اخاها بحنان
-اوعدني انك مش هتتهور وهتجيب معاك روبي
اخذ يمسد على شعرها مطمئناً
-مش عايزك تقلقي كل حاجة هتكون بخير
جري له والده مسرعآ-آدم ابني استني ثانية
جذب يده وناوله سلاح قديم نوعاً ما ثم اضاف بجدية
-استخدم ده للضرورة... ده سلاح جدك
لاحت على شفتاه شبه ابتسامة وهو يخفي السلاح خلف ظهره... ثم ركب شاحنته وكله امل ان يجد روبي سالمة... فهو لن يحتمل ان يكون السبب مرة اخرى في موت شخص ثاني .
لم تحتمل روبي الانتظار اكثر من ذلك... اخذت نفساً عميق ثم سارت بخطوات حذره باتجاه المنزل الذي دخلوا فيه... تفاجأت لم تكن هناك اية اصوات المكان هادئ بشكل مخيف... اطلت برأسها من النافذة فلم تجد اثر لأي شخص.
وقفت مذهولة في منتصف المنزل الذي اختفوا فيه...تملكها استياء شديد وهي تدور حول نفسها... قالت بانزعاج
-يانهار اسود ايه الي بيحصل هنا ... انا متأكدة انهم دخلوا هنا جوة البيت اختفوا فين دوول بس؟.
كادت تخرج عندما شعرت طقطقه اسفلها... جلست القرفصاء واذا بها امام باب صغير... امسكت بشيء
حاد وفتحته... .اتسعت عيناها وهي ترى نفسها امام سلم ... نهضت غير مصدقه مماتراه... اذن هذا هو المكان الذي كانت فيه...تراجعت نحو الخلف وسرعان مااصطدمت بشيء اجفلها وبث الرجفة في اوصالها........!!!!!
تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close