رواية أنت عمري الفصل الحادي والاربعون حتى الفصل الأخير بقلم الكاتبه أمل مصطفى حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية أنت عمري الفصل الحادي والاربعون حتى الفصل الأخير بقلم الكاتبه أمل مصطفى حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
نزل خالد وأيمن وهم في كتف بعضهم البعض وعيونهم حمراء ومازالت اثار الدموع تلمع علي رموشهم
جلس أيمن جوار فردوس يبتسم لها بحنان الفرحه والراحة تزين ملامحه
بينما جلس خالد جوار زينب بينما هتف أيمن يوجه حديثه للجد أنور يشرفني يا حاج أنور أن أحط إيدي في
إيدك نكتب كتاب خالد علي زينب يوم الخميس لو يناسبك والفرح كمان اسبوعين
لم يكن يتوقع أنور أن يشعر بكل تلك السعادة عند تحديد زفاف زينب وبعدها عنه لكن ما مرت به في الشهرين
الماضيين جعلوه يعيد ترتيب الأولويات وهي سعادتها في المقام الأول حتي لو تألم قلبه من البعاد
لذلك هتف بترحيب ده شرف كبير لينا
وخالد نعمه وعوض من ربنا رزقني بيه علي كبر علشان يكون سند ليا ولاحفادي من بعدي
انطلقت زغاريد الفرحه من فم سناء وفردوس بقوة جعلت الجميع يضع يده علي اذنهم
ابتسمت كلا منهم بإتساع لأن اليوم يعد الأسعد في عمرهما
يلا يا خالد خد عروستك واهلها يتفرجوا علي شقة بنتهم
صعد الكل مع خالد ماعدا الفردوس ظلت واقفه حتي
اختفوا من أمام ناظرها و ارتمت في حضن أيمن الذي استقبلها بكل الحب تشكره علي حنانه وحبه لأولادها
حرك يده علي ظهرها وهو يهتف بصدق أنا بعتبرهم
ولادي وحقي من الدنيا أنا بحبهم و اعطيهم عيوني لأنهم
حته منك يا فردوس يا حته من قلبي وروح الروح
ضم وجهها بين كفيه وهتف بعشق
الروح في بعدك اتقتلت بسهم الفراق و ودفنت في قبور التمني و الإشتياق
لحظه لقاكي نسيت أن العمر عدي حسيت أن سبتك إمبارح شوقي وحبي رجعوا شبابي
نعم تفهم ما يقوله وما يشعر به الأن لأنه يحدث معها أيضا لقد تقلص عمرها منذ ارتباطها به وشعرت أنها
مازالت تلك الصغيرة التي وقعت بهواه ليست تلك المرأه التي ستصبح في القريب العاجل جده الحب لا يعرف عمر
لذلك هتفت بحب وأنا كمان يا أيمن في بعدك كنت جسد بلا روح زي الغصن اللي من غير اوراق بقربك أرتوي وغطاه الخير من عذوبة لقاك بحبك يا عمري
ينحني عليها يقبلها بحب لكنه تركها فجأه عندما دخلت شوق تبحث عن امها
ابتسموا لبعضهم واخذتها فردوس وصعدت للأعلي
تحت نظرات أيمن التي تتابعها بحنان لقد اصبحت زهرة في أوج قوتها
دخلت عليهم بإبتسامه أيه رأيك يا زوبه عجبتك
تلفتت زينب حول نفسها بإنبهار لم تتوقع أن تعيش يوما في مكان بهذا الجمال وهي تهتف تحفه تحفه يا ماما أنا مكنتش متخيلة أنها تكون بالروعه دي ومافيش حاجه ناقصه أبدا
عانقتها فردوس تتهنوا فيها يا حبيبتي وتكون قدم الخير والسعادة علي قلوبكم يارب
*********
نزل أدهم وعشق للأسفل ثم توجهوا للصالون وجدوا نعمة
هي وغادة يتناولوا الشاي القوا عليهم التحيه وسألوا علي يونس
نظر كلا من نعمة وغادة لبعضهم
عشق بحيرة من ضحكهم وهي تسأل في أيه ضحكونا معاكم
هتفت نعمه بحنان قال إنه رايح يشوف الجد أنور ولما عرف أنهم عند خالد قال أنا أصلا عايز أشوف خالد واطمئن عليه
صدعت ضحكة أدهم وهو يهتف كذبت أنا في حاجه أخوكي اتبهدل وهو لسه صغير عمال يلف وري حبيبة القلب من بيت لبيت صدق اللي قال الحب بهدلة
رددت نعمه خلفه فعلا الحب بهدلة ومرمطه
جذب عشق من يدها وهو مازال يضحك
ابتسمت عشق بحب علي ضحكته النابعه من القلب وهي تهتف أنت غيران منه ليه يعني إحنا كده بنحب بضمير ومش بنعرف نخبي مشاعرنا
مال عليها بشغف وهو يقرب شفتاه من وجهها وانفاسه الدافئه تدغدغ مشاعرها أنت هتقوليلي ما أنا عارف كل
ده هو أنا وقعت من قليل عندكم قدرة غريبه في تصهير الحديد وإذابة المشاعر يعني حاليا نظرة الحب اللي في
عيونك دي ضربت قلبي بعاصفه من المشاعر اللي بتقولي بلاها ملاهي
بعد أن كانت تستمع له بحالميه تحولت ملامحها لعبوس طفولي مم جعله يضحك بقوة وهو يقبل أرنبة أنفها
يلا بينا علي الملاهي حلم عشق قلبي أوامر لأزم يتحقق
بعض مرور نصف ساعة وصلوا أمام الملاهي نزلت بسعادة متناهيه وركضت شمال ويمين وهو يسرع في خطواته
خلفها حتي لا يضايقه أحد وقفت جواره وهي تهتف بطفوله و تشاور علي الألعاب أنا عايزه اركب دي ودي ودي كمان
هتف أدهم برفض علي آخر أختيارها بلاش دي هتخافي منها
تعلقت بذراعه وهي تتحدث بحب عمري ما اخاف وأنت معايا
وقف يقطع التذاكر ثم توجه بها إلي القطار السريع وكل مره ينزل بها ينقبض قلبها وتشعر بإنسحاب روحها
تتمسك بيده بقوة وهي تغمض عيونها تتذكر لحظاتهم الرومانسيه حتي تطرد الرعب الذي تشعر به بينما هو
يتابع حالتها ليقرب وجهه منها ويتمسك أقوي بيدها كأنه يخاف خسارتها
**********
وصل يونس فيلا أيمن دخل بلهفه يبحث عن كنزه الصغير استقبله الجميع بترحاب
توجه بسرعه لمكان جلوس شوق وهو يطمئن عليها ثم تحدث بعتاب كده يا شوق كل لما أحب اشوفك ألف وراكي كده
ليه مش تقعدي في البيت أنا مش بحب الخروج الكتير من البيت
تحدثت بطفوله أعمل أيه يا يونس أنا لسه صغيرة ماينفعش أفضل في البيت لوحدي علشان كده كل لما يخرجوا ياخدوني معاهم
اقتربت الخادمه تبلغهم وجود المحامي نظر لأمه وأيمن بحيره تحول تعجب لما هتف المحامي بأنه يريد جميع الورثه حتي يفتح الوصيه
هتف خالد بتعجب ورثة مين ووصية أيه
تحدثت فردوس بضيق أنا نسيت ابلغك أن شهاب اتوفي
والمحامي كان بينتظر خروجك من المستشفي علشان يفتح الوصية
لم يظهر علي خالد أي اهتمام من أجل الوصية ولا الحزن من خبر وفاة أبيه
وهتف برفض ورث أيه وبتاع أيه إحنا مش عايزين حاجه منه
نظر له المحامي بعدم تصديق من رفض ثروة بهذا الحجم لكن ليس له دخل هو يقوم بوظيفته فقط لذلك
هتف استلموا الحاجه وبعد كده أنتم براحتكم تبيعوها او تفرقوها علي الجمعيات الخيرية أنا عبد المأمور ثم تركهم وذهب بعد ان فتحها امام الجميع
جلس خالد بعد ذهاب المحامي وهو يسأل والدته مات أمتي
من شهرين بعد ما دخلت المستشفي بأسبوع جالنا الخبر
لأزم تشور أخواتك يا خالد قبل ما ترفض
نظر لها بأعين متسعه فيما يأخذ رايهم أنا مش هدخل فلوس حرام علي أخواتي كل قرش منه قذر
الورث حلال يا خالد يابني حتي لو كان مصدره مخدرات ربنا طهره بالورث لمجرد أن المال يصبح ورث بيكون مال
حلال كان هذا رد الجد أنور
أنا يا جدي مش عايز اي حاجه تفكرني بيه عايز انسي كل حاجه تخصه هو مكنش موجود في حياتنا وهو حي ازاي
اخليه موجود بعد الموت لو كان ينفع اغير اسمي وامحي اسمه من جنب اسمي كنت عملتها
تعكر صفو يومه وفرحت رجوعه استغفر في سرة وهو يحدث نفسه منكد عليا حي وميت حسبي الله
استأذن خالد من الجد أنور بأن يأخذ زينب و يجلسوا في حديقه الڤيلا وعندما وافق تحركوا للخارج جلسوا علي مقعد بين الزرع وهتف خالد
كنت عايز أتكلم معاكي في موضوع نظرة له بإهتمام
خير سمعك
أنا عارف إنك ممكن تكوني متضايقه من موضوع وجودنا في الفيلا مع أيمن لأنك مش هتكوني براحتك
بس أنا ضعفت قدام دموعه اضطرت أوافق وفي نفس الوقت نجهز شقتنا لو مرتاحناش نرجع بيتنا بأي حجه
أيه رأيك
تحدثت بحنان أنا وأنت عشنا عمرنا محرومين من حنان الأب أنا بسبب وفاة بابا وأنا صغيره رغم أن أمي وجدي
مش قصروا معايا بحبهم و حنانهم لكن الأب مختلف يمكن أنا وأنت اللي نقدر ونحس بالفرق ده لأننا اتحرمنا منه
وأنت باباك عايش بس يعتبر ميت
لكن حقيقي أنا حسيت الحنان ده مع بابا أيمن في نظرته في تصرفاته في حبه وحنانه علي أخواتك و خاصتا ندي
هو إنسان محترم جدا ولا ده إحساسي بس
خالد بإبتسامه لا عندك حق متعرفيش لما بيحضني بكون زي الطفل الصغير اللي مش عايز يخرج من حضن أبوه من جمال الإحساس ده
طيب يعني حبيبي مش منزعج
إبتسمت بحب لا حبيبك هيكون كويس في أي مكان أنت فيه
ابتسم بحب وهو يهتف الباشا صرف لي مرتب شهرين أيه رأيك نروح نجيب فستان الفرح
ضحكت زينب أنا عملته من زمان هو و البدله بتاعتك كمان
نظر لها بعدم تصديق بجد عملتيه أمتي
طافت بعيونها سحابة حزن وهي تهتف بعد دخولك المستشفي بأسبوع اليأس و الحزن تمكن مني ودخلت في حاله صعب لدرجة أن مكنتش بنام إلا لما أخد حقنة مهدئ
الدكتوره طلبت مني أفكر في حاجات إيجابيه علشان أقدر أخرج من حالتي دي مالاقتش حاجه أجمل من فستاني و بدلتك
كل يوم أسهر عليهم لحد ما أتعب و أنام مكاني
وأنا بعشم نفسي إنك راجع بالسلامه لحضني تلبس البدلة وأنا البس فستاني والحمد لله ربنا كان رحيم بينا كلنا
ورجعت بألف سلامه وحلمي اتحقق و هلبس فستاني عشان أزف لحبيبي
كلماتها دائما مثل البلسم لروحه هتف بحب حبيبك بيستني بعد بكره بفارغ الصبر علشان يضمك بحضنه
***********
يلا يا حبي أدهم رن علينا كام مره
روان طيب ثواني أنا خلصت أهو
خرجت ومراد يصفر قلبي يا ناس علي العسل بتاعي
كل مادة تحلوي أكتر من الأول ارحميني
اقتربت منه بحب أنا بحلو لأن معاك وبين إيديك
أنت سبب جمالي وكلامك ده يزيدني فرحه
انحني يقبل يدها التي علي صدره أنا بقول بلاها أدهم أو خالد وخلينا في بيتنا أحسن أصل أنا عايز أكتشف سبب الجمال ده كله أيه
نظرت له بعدم رضي لا يا سيدي ماليش دعوة أنا مش بخرج من زمان وعايزه أحضر أي حاجه إن شاءالله سبوع
خلاص نحضر ولما نرجع نشوف موضوعنا ده
ركب سيارته ثم تحرك وجد أدهم والحرس في انتظاره توجهوا للحفل الذي كان في الحاره توقفوا بشكل يبهر الأعين و يرعب القلوب عندما نزل أدهم ومراد و خلفهم
عدد كبير من الجاردات استقبلهم خالد بترحيب كبير
جلسوا في الصوان وحضر المأذون و بدأ مراسم كتب الكتاب مالت روان علي مراد فاكر يوم كتب كتابنا
رمقها بحب أكيد طبعا مافيش حاجه تخصك بنساها كل حركه أو همسه ممكن
أحكيلك عليها كل حاجه حصلت من يوم ما ده دق ليكي وهي جوه مش تفارقني وكل أحلامي أمنياتي في الحياه أنك تفضلي معايا متبعديش عني لحظه
بحبك بحبك يا مراد أنت عوض ربنا اللي بحمده عليه ليل نهار تعانقت العيون في نظرة عشق جميله
فاق من تأثيرها علي إنطلاق الزغاريد
بقولك أيه أنا مش قادر أتحمل أكتر من كده يلا بينا
بس يا حبيبي
مافيش بس يلا وإلا أرتكب جنايه هنا أخذ يدها وتسلل دون أن يراه أحد
********
يبدوا عليه الضيق وعدم الراحه سألته عشق مالك يا حبيبي في حاجه مضيقاك
لا أبدا أنا كويس
طيب ليه مش حاسه بكده
ما تشغليش بالك أنتي
همست بحب ماليش غيرك أشغل نفسي بيه
تمتم بصبيانية مراد خد روان وهرب رايح يعيش حياته
ويونس قاعد جنب شوق ومش مخليها تتحرك
كاد يكمل عندما اتت سناء تطلب من عشق الذهاب معها لأخذ رأيها في شيء
توجهت معها للداخل وهي تشرح لها ما تريد من صنع جو رومانسي لخالد وزينب
عشق بهدوء
لا يا حبيبتي ماينفعش كده في وش اللي رايح واللي جاي
وقفت تظبط المكان و فردوس وندي تساعدها حتي انتهى
سناء و فردوس بإعجاب تسلم إيدك يا عشق ذوقك يجنن
تسلمي يا طنط
رنت ندي علي سيد حتي ينادي خالد حتي يبارك لزينب
و زينب تجلس بخجل في الغرفة التي اجهزتها عشق لعشاء رومانسي للعروسين
أتي خالد و زغرد الجميع و إحتضنته كلا من سناء و فردوس علي التوالي
زينب بتستناك جوه علشان تتعشوا مع بعض
خالد برفض ::
ما ينفعش الوقت عشان الناس اللي بره
ندي برفض ملكش دعوة بابا أيمن وسيد ها يسدوا مكانك
دلف إلي الداخل وجد الطعام موضوع علي طاوله مزينه بالشموع وهي تجلس بخجل تفرك يدها
تحرك تجاهها غزت جسده رعشة لذيذة من فكرة أنها اصبحت حلاله علي سنة الله ورسوله مم زاد فرحته
وقلبه يرقص بين ضلوعه من تلك المشاعرة التي تملكته عندما طل علي ملامحها الرائعة ثم جلس جوارها وهو يهتف بشغف
ألف مبروك يا زوبه
مازالت تفرك يدها وهي ترد الله يبارك فيك يا حبيبي
مرر عيونه عليها بوله أنت اللي قلب حبيبك وعمره الجميل اللي عمره ما تخيل أن ممكن يشوفه أااه لو
تعرفي أنا حاسس بأيه الوقت يا زوبة لما بقيتي علي اسمي
لم تنطق وهو يكمل بندم و أسف
أنا مش عارف اقعد للعشاء معاكي علشان الناس اللي بره بس هاكل معاكي حاجه علي السريع علشان القمر بتاعي ما يزعلش
ابتسمت له بخجل تريد الاعتراض علي تركه لها لكن حيائها يمنعها
ابتسم علي نظرتها الخجوله وهو يردف بس قبل الأكل عايز منك حاجه ضروري ياريت مش تزعلي مني أو تفهميني غلط
رفعت عيونها بإهتمام
هام في نظرتها و شدة جمالها وأخرج أنفاسه ببطء يحاول السيطرة علي مشاعرة التي تضرب بجسده مثل
صاعق عالي وهو يهمس هو أنتي كنت ناقصه جمال يظهر إنك هتزعلي فعلا مني
تتابع تعبيرات وجهه التي تتغير بين الثانية و الأخري بحيرة لا تعلم ما حدث عندما وجدت نفسها في اقل من
الثانية أسرها بين أسوار أحضانه القوية وقبلها بنهم و رغبه أهلكت عفته كثيرا
ظل فتره كأنه غريق وهي طوق النجاه
نسي نفسه ونسي الناس يعيش لحظات من الجنه ينعم بشهدها ودفء قربها الذي تحول في لحظه فزع عندما
شعر بإنسيابها من بين يده وعندما رفع وجهه يطالعها وجدها فاقده الوعي بين يده من هول ما عشته في تلك اللحظات ضربها بهدوء علي و جنتها زينب حبيبتي
فوقي يا قلبي أسف لكنها لم تستجب مال علي الطاوله يجذب كوب ماء وهي مازالت بين احضانه
جاء بكوب الماء ينثر منه علي وجهها فوقي يابت الله يخرب بيتك هنروح في داهيه هيقولوا عملت فيكي أيه
فتحت عيونها بتعب في أيه أنا فين ضمها لصدره براحه وهو يهتف بمرح منك لله يا شيخه سايبتي ركبي كل ده عشان بوسه
أومال لو كنت عملت حاجه تانيه هتموتي في ايدي
تحدثت بخجل وهي تبتعد عن احضانه أرجوك ما عنتش تعمل كده تاني
اتسعت عيونه مما تقول ألا تعلم أنه دخل جنتها وتذوق شهد قربها ولن يستطع أحد علي ايقافه أو اخراجه من نعيمها حتي لو هي نفسها
وجدها مازالت تنتظر رده
لينظر لها بخبث وهو يهتف أوعدك ماعدتش تتكرر لحد يوم الفرح مقدرش أوعدك بأي حاجه تانيه
فتح تليفونه وهو يزيل أثر الروج من شفتاه ويمسح لها
وقبل جبينها أشوفك بعد ما المعازيم تمشي ثم أكمل بتهديد أوعي تنامي أنا بقولك أهو
************
أخذها أدهم ونزل أمام البحر مثل يوم كتب كتاب ندي
ضم يدها بين دفء يده يدها يسير بها وهو يهتف عارفه أنا حاسس بأيه الوقت
نظرت له وهي تسأله بفضول أيه يا حبيبي
أوقفها أمامه وحجزها من خصرها بين يديه وتحدث بهيام وعيونه تلتهم ملامحه بشغف مشاعري ليكي
كل ماده في ازدياد خايف علي قلبي قوي
أنا اللي بعشقك يا حلم عمري اللي أتحقق بلقائك ربنا ما يحرمنيش منك أبدا يا حبيبي
***************
وصل مراد المنزل وهو يبحث عنها بعيناه يشتاقها بجنون
ألا يهدئ ذلك القلب أبدا من العشق الذي يجري في وريده مجري الدم من أجلها كم غريب هذا العشق داء ودواء قد يجعلك تعيش في سعاده فوق السماء
وقد يخسف بك الأرض تحت رمال الحزن و التمني
ظل سنوات يموت من البعاد و الأن يتنفس عشقها بكل حب وهيام
مراد مجرد نطق أسمه فقط أحياه ماذا قد يحدث إذا اقتربت و لمسها بيمناه
تحرك تجاهها كامغيب لم يتكلم فقط يتأملها يمرر عيونه علي كل شبر في جسدها بعشق
حرك أنامله عليها بنعومه نزولا و صعودا حتي أغمضت عينها وتمنت قربه
قضوا ليله في غاية الروعه لكن دائما لا تكتمل الفرحه
حيث صرخت روان من الألم
توتر مراد وهو يتحرك حولها بضياع لا يعلم ماذا يفعل
قام بالاتصال علي أدهم الذي رد بسرعه عندما تكرر الإتصال و رأي رقم مراد علم أن روان تلد
فتح الخط سمع صراخ مراد كأنه هو الذي يتألم
طلب منه أدهم الهدوء حتي يعرف كيف يتصرف
ولكنه لم يستطع فعل شيء وهي في تلك الحاله
أردف مراد برعب ::
لا يا أدهم مش هقدر أسوق وهي بالحاله دي أرجوك تعال بسرعه
قفز أدهم من الفراش بسرعة البرق لأنه يعلم أن خوفه عليها سوف يضعفه وخاصتا وهي بتلك الحاله
هتفت عشق بتوتر ::
أتصل بالمستشفي تبعت إسعاف يروح يا خدها
لأن تعبها هيزيد ومراد مش هيعرف يتصرف
قبلها أدهم وهو يؤكد كلامها عندك حق بس روحي صحي أمي بسرعه ارتدت عشق إسدال و توجهت لغرفة غاده التي قامت بسرعه ترتدي ملابسها
قابلهم أدهم ونزلوا بسرعه ركبوا السيارة ثم تحركوا
أتصل بمراد وهو في الطريق سمع صراخ أخته وبكاء صديقه وهو يصرخ به بسرعه يا أدهم روان بتموت
أدهم بخوف ::
بعد الشر عليها الإسعاف في الطريق يوصل قبلي
اجمد كده يا مراد هي محتاجه وجودك الوقت
كأنه لم يسمعه وهو يصرخ عليه سرعه يا أدهم أرجوك مش قادر أتحمل منظرها ده
وصلت سيارة الإسعاف وقف أدهم بسيارته وجدهم يدخلونها السياره ومراد منهار جوارها
وصلوا المستشفي ودخلت غرفة العمليات بينما جلس مراد علي الأرض جوار الباب ودموعه تسيل
جلس أدهم جواره مالك يا مراد أنت عمرك ما كنت ضعيف
خرج صوته محشرج من البكاء ::
أنا مع أي حد مش ضعيف إلا روان يا أدهم أنت عارف هي أيه بالنسبه ليا دي حب عمري وكل حياتي لو حصل لها حاجه مش هقدر أتحمل
أنت مش عارف أنا كنت عامل أزاي وهي بتتألم قدامي كنت حاسس بروحي بتروح مني كنت بموت من خوف خسارتها
انقبض قلب أدهم وربت علي كتفه إن شاء الله تخرج بالسلامه وتفرح بإبنك
علي مقربه منهم تجلس عشق تحتضن غاده وهي تطمئنها بأنها سوف تكون بخير
************
كلما تأخر وجودها بالداخل كلما اصابه الجنون وقف بفزع يريد التوجه للداخل بينما وقف أدهم امامه يحاول
تهدئته بينما مراد يأخذ انفاسه بطريقه صعبه وهو يردف
أتأخروا جدا يا أدهم قلبي حاسس أن في حاجه غلط
أدهم بهدوء افرض دخولنا شتت الدكتورة و اذيتها
في هذا الوقت كانت تمر إحدي الممرضات اوقفها أدهم وهو يسألها ممكن تسألي علي حالة مدام روان اتأخرت ليه
هزت رأسها بإحترام وبعد بعض الوقت خرجت تبلغهم أنها تلد قيصري ولذلك تأخرت
نظر لهم مراد بأعين متسعه وهو يهتف قيصري أيه هي الدكتورة مش بلغتنا انها تولد طبيعي أيه حصل
انقبض قلب غادة لكنها لم ترد زيادة هياج مراد لذلك هتفت اوقات كتير بتحصل امور خارج عن ارادتهم
فبيعملوا اللي فيه مصلحة المريضه أكيد في حاجه حصلت اصبر
مر الوقت بطيء جدا حتي خرجت الممرضه بفراش الطفل الذي رفض مراد القرب منها مم جعل غادة تنحني
عليه تشتم رائحتها بدموع الفرحه وعيون مراد معلقه بباب الغرفه حتي خرجت الطبيبه اقترب منها وهو يهتف بصوت متعب روان مالها فيها ايه
الدكتورة ببسمه مدام روان جميله وزي الفل و هتخرج حالا
مراد بضيق لما هي بخير ليه ولدت قيصري واحنا عارفين انها هتولد طبيعي
الدكتوره بعمليه أنا لحد يومين بس كان الجنين بوضعه الطبيعي اللي هو الرأس اتجاه المخرج الطبيعي بتاعه ولما
دخلنا الميلاد لاقيت الوضع اتغير والجنين هينزل برجله وده بيكون غلط علي الأم والجنين وبيكون الميلاد
القيصري هو الأفضل لكن مدام روان بخير هي والمولود الحمد لله والوقت هتخرج وحضرتك تطمن عليها بنفسك بعد أذنك
خرجت من الغرفه تدفعها الممرضات تحرك جوارها وعيونه عليها يتأمل التعب الظاهر بقلب ملتاع لدرجه جعلته ينفر من طفله الذي لم يراه حتي الآن
دخل خلفها وهي مازالت تحت تأثير البنج وعندما غادرت الممرضات انحني يقبل جبينها وجلس جوارها يحرك
أنامله علي وجهها ويضم كف يدها بين يديه
دخل أدهم وعشق احترموا حالته وصمته بينما
وبعد مده قصيرة دخلت غادة تحمل حفيدتها تقبلها بفرحه و الممرضه تدفع فراشه حتي تركته جوار فراش أمه تناولها منها ادهم يقبلها بحنان
عشق بفرحة ماشاء الله تبارك الرحمن عروسة خلوده وصلت يا ماما ابتسم أدهم وهو يجذبها تحت ذراعه
رفعت يدها تحركها بحذر علي وجنتها الدافئه
اقترب منه ادهم خد بنتك يا مراد
لم يرد وابتعد بوجهه للإتجاه الأخر احترم ادهم رغبته ووضع ابنة اخته مرة اخري في فراشها وهو يقبلها
ظل علي حاله أكثر من ساعه ثم انتفض عندما سمع صوتها الضعيف وهي تأن من الوجع وكلما خرج البنج من
جسدها تبداء بشعور مؤلم اهتاج مراد وطلب تواجد الدكتورة التي اتت علي وجه السرعه
وهي تنظر لعصبيته بتعجب فهي لأول مرة تري لهفه رجل علي زوجته بتلك الطريقه وهتفت بحكمه حضرتك ده طبيعي بيحصل مع أي ست
هتف بغضب انت مش شايفه بتتألم أزاي
طلبت من الممرضه أن تعطيها قمع مسكن (لبوس )
ووجهت نظرها لغادة برجاء ممكن حضرتك تفهميه أن ده طبيعي وان المدام زي الفل حمد لله علي سلامتها
مر اليوم وهو لم يترك كفها
*************
بعد مرور اسبوعين
الله أكبر الله أكبر بسم الله ماشاء الله
بدر منور يا زوبه ربنا يحميكي يا قلبي
ابتسمت بخجل شكرا يا ماما قبلتها سناء وظلت ندي تزغرد بسعاده متناهيه أخيها يستحق تلك الملاك ولا
يستحقها غيره فهو كان لهم الأب والسند و الحمايه لقد فتحوا عيونهم عليه كان الأب و الأخ ورغم صغر سنه لم
يجرحهم في يوم ولم يشتكي أبدا من ثقل الحمل
يقطعها من نفسه لأجلهم
خرجت في يد جدها و خالد يقف تحت وعيونه معلقه بالسلم ينتظر ظهور ملاكه يشعر بالتوتر الشديد
لا يعلم كيف يتحكم في نفسه أمامها الأن يخاف عليها من جموح مشاعره الثائرة داخله مثل حمم بركانيه لا يستطيع إخفاق ثورتها بشر
أصدقائه يقفون خلفه يشدوا من أزره توتره واضح وضوح الشمس لجميع الأعين
مال عليه هاني أهدي كده يا وحش بلاش تكسفنا
ضحك سيد علي غضب خالد الذي يخفي خلفه توتره
أوعي يا خالد تكون من الناس اللي ينطبق عليهم مثل من بره هلا هلا ومن جوه يعلم الله
كتم هاني ضحكته
بينما رمقه خالد بنظره حارقه وهو يتحدث من بين أنفاسه بايخه علي فكره احمد ربك إنك جوز أختي
كنت عرفتك أن بره وجوه واحد
نظر. سيد وهاني لبعضهم و انفجروا في الضحك
كاد يخرج به جام توتره لولا نزول ملاكه التي خطفت أنفاسه بطلتها البهية قطعه من الحسن والجمال كأنها من
حور الجنه لم ينتظر نزولها بل صعد وحملها بين يده مثل عصفور صغير تحت صدمة البعض وضحك البعض الأخر
نزل بها السلم تحت خجلها وتوجه بها إلي القاعة
هتفت سناء من بين ضحكتها الواد تجن يا عيني ده كان كويس و بعقله ربنا يسامحك يا زوبه
عشق بضحك والله قولتلها الكلام ده من فتره مصدقتنيش
فردوس بسعاده سيبوه ربنا يهنئ
تعب كتير يا قلب أمه وربنا أراد أن يعوضه
تمتمت عشق بفرحه
عندك حق يا طنط بعد الصبر جبر
وضعها علي كرسي الكوشه وجلس جوارها ممنوع تقومي من جنبي لا فيه رقص ولا غيره علشان ما ارتكبتش
جريمه النهاردة حتي لو صحباتك طلعوا برده لا
حاضر يا سي خالد اللي تأمر بيه
توقف عن اكمال أوامره وتحولت نظرته الغاضبه لأخري مصدومه وهو يسألها بذهول مالك يا زوبه لهجتك اتغيرت كده ليه
تتلاعب بمشاعره التي تتأجج أمامها
وهتفت بخبث أبدا يا حبيبي أنا زي مانا بس الوقت أنت بقيت جوزي وحبيبي وواجب عليا الطاعه
تحدث بهمس بت أنتي أنا أصلا مش علي بعضي مش ناقصه سهوكه
ضحكت وهي تداري وجهها بيدها
إبتسم علي تصرفها
واقترب منها وهو يهمس مين علمك الخبث ده يا روحي
نظرت له بغرام وهي تهتف أبدا يا حبيبي بدلع عليك شويه
خالد بخبث طب اثبت علي وضعك ده لحد ما يتقفل علينا باب واحد يا روح حبيبك
كادت ترد عندما صدعت موسيقي أغنية ( لعيونك ) إليسا
جذبها وقام يرقص علي نغماتها
في عيونك لغز وأسرار❤️ في عيونك رحله ومشوار
في عيونك حسيت بأمان ❤️ في عيونك قلبي أنا غرقان
علي كيفك وديني علي كيفك و ناديني و خليني في عيونك
تتحرك خطواتهم علي نغمات الموسيقي
حتي انتهت الرقصه لم يرد ابعادها عن احضانه لكنه اضطر أن يجلسها عندما
صعد أصدقائه للرقص معه فرحه كبيره القلوب يملؤها الحب و الفرحة
بعد انتهاء الزفاف ركب خالد السيارة وخلفه جميع السيارات حتي المطار
لقد حجز له أيمن تذاكر للإمارات حتي يقضي شهر العسل
في ڤيلته هناك
لا أحد يصدق أن خالد البادي جارد الذي لم يكن يملك ثمن شوز لأخيه أو درس أخته يعوضه الله بهذا الشكل
يقضي شهر العسل في دولة الإمارات ويعيش في فيلا
لكن الله وعد الصابرين بعوض يتعجب له أهل الأرض
والسماء كم أنت رحيم يا الله
(إن صبرتم أجرتم وأمر الله نافذ وإن ضجرتم كفرتم وأمر الله نافذ)
*******
رواية أنت _عمري
البارت _42
***********
في الصباح
نزل زين وخلود يتناولوا طعام الفطار في الخارج قبل ان يذهب بها جامعتها
توجه بها لإحدى الكافيهات ورغم انهم من الاثرياء لكن كل شيء جذب اهتمامها دائما القاهرة بحياتها الصاخبه وشوارعها المزدحمة تخطف العيون
سألها زين بإهتمام المكان عجبك
تحدثت بحماس كل حاجه هنا عجبتني تحس أننا في عالم مختلف عن حياتنا
أحب حماسها وأراد تشجيعها حتي لا تشعر بغربه
غمز وهو يهتف بتلاعب طيب يا ستي ليكي عليا كل يوم تروقي عليه فيه نروح مكان جديد
تورد وجهها بخجل من مغزي كلماته تنهره بصوت منخفض زين بطل هزار إحنا حوالينا ناس
ضحك بقوة لفتت نظر الجميع مم زاد إحمرارها لم يرحم خجلها وهو يهتف حبيبي أنت يا أحمر يا قمر والله لولا
إننا في الشارع كان فاتي بقطف براحتي
لم تعد تستطع الإحتمال وقف هو ايضا ومازال وجهه مبتسم من خجلها تتابعها عيون الحضور تحسدها علي هذا الشخص المرح
تحركت بخطوات سريعه بينما هو دفع الحساب وخرج خلفها يجذبها من خصرها تحت خجلها وهو يهتف يلا يا مزة الصعيد ونوارة كلية الهندسه
دارت ابتسامتها حتي لا يزيد في اخجالها ركبت جواره وتحرك بها حتي وصل ودخل من البوابه
نزل من السيارة بشكله الرجولي الخاطف للأنظار ببشرته السمراء الجميلة وجسده المتناسق وتلك النظارة التي
زادت هيئته وسامة توجه لبابها فتحه وتناول كف يدها بين يده وتوجه بها ليري مواعيد المحاضرات وأيامها
حتي يظبط اموره علي مواعيدها و يفرغ نفسه في اوقات عودتها
الكثير من العيون تتابع دخولهم الغريب وهو ممسك بيدها مثل طفل صغير يخاف عليه من الإبتعاد بينما هي تتحرك
جواره بخجل و رضوخ وصل بها امام قاعة المحاضرات الخاصه بها واعطاها جدول محاضرتها الذي صوره بهاتفه
وقف امامها يتحدث بحنان يعلم جيدا رهبتها من المكان والأشخاص الذين يختلفوا عنها في كل شيء لذلك اراد
دعمها عندما هتف قبل ما تخلصي بعشر دقائق تلاقيني هنا في انتظارك وأي حد يضايقك توقفيه عند حده و تبلغيني اتفقنا
هزت راسها بموافقه
يكرر كلماته لو حصل أي حاجه رنه بس تلاقيني قدامك اوعديني إن وقت ما تحسي بأي خوف أو قلق تكلميني
هتفت بحب حاضر أوعدك وبعدين أنا ليا مين غيرك أحتمي فيه
تركها وخرج في طريقه لمكان عمله الجديد
ظلت تتابع ابتعاده بتوتر وهي تتنهد بحب
سمعت خلفها صوت انثوي هييح يقطع الحب وسنينه مين المز ده يا عسل
التفتت لها خلود بإستغراب نعم
ابتسمت لقاء وهي تهتف نعم الله عليكي يا عسل بقولك مين القمر ده قريبك خطيبك اخوكي ويارب يكون اخوكي
أصله عشش في الجمجمه
طالعتها خلود بزهول تحول غيرة وهي تهتف بحده جوزي يا قمر يعني شيلي الفكرة خالص من دماغك
وتركتها وابتعدت وهي تحدث نفسها عديمي حياء
لكن تلك القاء لن تتركها عندما ركضت خلفها تضحك وهي تهتف طب بس استني يا عسل مالك خلقك ضيق كده ليه أنا بهزر معاكي هو انت مش بتحبي الهزار
وقفت خلود تتحدث بقوة بهزر بس أي حاجه بعيد عن زين
الله اسمه زين اسمه حلو قوي اسم علي مسمي
نفخت خلود بغضب وبعدين معاكي أنا صعيدية وربنا يكفيكي شرنا لما نغير علي رجالتنا ممكن تروح فيها ارواح
ضحكت لقاء بمرح والله بهزر معاكي أنا بحب الضحك والهزار ثم مدت يدها تعرف نفسها أنا لقاء الفرقة الأولي
خلود وهي تمد يدها وانا خلود الفرقه الاولي برده
جذبتها لقاء وهي تشجعها تعالي اعرفك علي الشلة بتاعتنا
سألتها خلود بتعجب لحقتي تعرفي ناس وتكوني شلة أمتي احنا لسه أول يوم ولا انتم كنتم مع بعض في ثانوي
لا انا اول يوم ولسه بتعرف بس كل ما ارتاح لواحدة بضمها للشله تعالي اعرفك عليهم تحركت خلود جوارها وتوقفت امام ثلاث فتيات و شابين
توقفت خلود وهي تسألها هي الشلة فيها شباب
لقاء أه أكيد احنا زملاء
خلود بإعتذار أسفه مينفعش
نظرت لقاء بحيرة ليه بس دي صداقه محترمه ومافيش أي تعدي وبعدين كده كده بنقعد جنب بعض و بنحضر العملي وكله مع بعض هتفرق أيه
خلود وهي تبتعد أسفه جدا بعد اذنك توجهت للمدرج اختارت مكان به بعض الفتيات وجلست لم تجد الوقت
لإلتقاط انفاسها عندما وجدت احدهم يجلس جوارها وهو يهتف الجميل أسمه أيه أنا طلال نظرت ليده بضيق
وهي تهتف لو سمحت ابعد روح مكان تاني
هتف بضيق وهو يسحب يده أنا اقعد في أي مكان احنا هنا مش في مدرسة وكل واحد يعلم تختته
ردت بعنف طيب اشبع بالمكان أنا سيباه و ماشية
**********
مرت الأيام ومازال مراد يتجنب الإقتراب من ابنته
اقتربت منه روان بخطوات بطيئه فهي مازالت تتألم من جرحها وعندما وجدها تقترب منه وقف يستقبلها بلهفه
ليه خرجت من الأوضه ساعدها علي الجلوس جواره وهو يمرر يده علي رأسها بحنان الجرح ده طول ياريت بإيدي أخد منك كل آلامك دي
ابتسمت له بحب ووضعت كف يدها المحرر علي كف يده المحتضن كفها الأخر وهي تتحدث بهدوء كل حاجه تهون قصاد أن يبقي معايا حته منك
تغيرت معالمه لترفع كفها علي وجنته وتنظر بعيناه أنت مش بتحبني
اتسعت عيونه بصدمه وهو يهتف بسرعه هو انت لسه بتسألي يا روان معقول كل ده مش قادر اوصلك أنك أغلي حاجه في حياتي
حركت كفها بحنان وهي تبتسم ده مش سؤال أنا بعرفك أن بنتنا دي انتاج حبنا يعني حته مني ومنك ولو بتحبني يبقي لازم تحبها لأنها حته من روان حبيبتك
-ضمها بقوة لأحضانه وهو يهتف بوجع مش قادر كل ما افتكر صراخك و تعبك اتخنق واحس انها هي السبب
-حبيبي دي طبيعه الحياة خروج روح من روح مش سهل
أنا اللي تعبت وقت ما شوفتها نسيت كل تعبي اتمنيت
انهم يكونوا اتنين و ثلاثة زادت من ضمه وهي تهتف وحياة روان عندك تيجي معايا تشوفها و تضمها علشان فرحتي تكمل
كلماتها له مثل المخدر الذي يفقد بعده السيطرة علي نفسه ودون كلام وقف يجذبها ببطء حتي تقف وتسير جواره إلي غرفتهم عندما توقف في غرفته تحدث بصدق أنا اعمل أي حاجه علشان اشوفك فرحانه دايما
ضمته بحب وقبلت صدره ثم توجه لفراش ابنتها رفعتها بين احضانها بحنان وتوجهت بها لمكان وقوفه ابتسمت وهي تمد له يدها بابنته
أخذها بحذر وعندما مرر عيونه علي ملامحها ابتسم بتلقائية
تعلم جيدا أن مفتاح قلبه في ضمه لها لذلك شجعته بحنان ضمها لحضنك يا حبيبي وانت هتحس بشعور مختلف عمرك ما تحس في جماله
نعم استجاب لكلماتها وعندما فعل انتفض قلبه بشكل غريب شعور مختلف ولذيذ طالت ضمته
لتعلم روان أنها نجحت في تقاربه لإبنته التي ابعدها عن صدره وحرك أرنبة أنفه علي وجنتها الناعمه بحنان
رفع رأسه وهو يبتسم باتساع لتقترب منه بفرحه
أخذها تحت جناحه وهو يقبل جبينها
*********
عند عشق
ضمتها نعمه وهي تبكي هتوحشوني يا ولاد علي عيني أبعد عنكم ثم قبلت خالد قلب تيته نعمه علي عيني بعدك عني بس مقدرش أسيب عمي أكتر من كده
عشق بحنان ::
كفايه عياط يا ماما بقي إحنا نجيلك و نكلمك فيديو
غاده وهي تحتضنها::
والله هنبقي نيجي بس لما روان تشد حيلها شويه
يونس بملل وبعدين بقي في وصلة العياط دي أنا تعبت فرحانين تعيطوا زعلانين برده تعيطوا ..
ثم وجه حديثه. ل نعمة بعدين ما أنا قولتلك يا ماما تعالي نعيش هنا أنتي اللي مش موافقه
نعمه مافيش حد يقدر يخلع جذوره بعد العمر ده ويعيش في مكان غير اللي أتربي عليه
هتف بحزن يعني لما أجي أتجوز هنا تعيشي هناك وأنا هنا مش ممكن
نعمه برفض فهي لم تستطع العيش دونه لا يا حبيبي عمري ما أبعد عنك
**************
بعد مرور الأيام
دخل غرفتها وجدها تنام بعمق و إ بنته تفتح عينها وتلاعب نفسها إقترب منها بحنان وحملها قلب بابي و
ضحكته أنتي يا حبي إبتسمت وهي تحرك يدها علي وجهها بعشوائيه تخطف القلوب إستنشق رائحتها بمتعه
كبيره أنا حبيتك قوي لأنك حته من روحي بس عمر ما حد ياخد مكانها في قلبي ❤️
نفسي أخليها أسعد إنسانه في الدنيا ..
عارفه يوم ميلادك حاسيت أني بكرهك عشان الألم اللي عاشته و حست بيه بس لما شوفت ملامحك اللي شبها صفيت علي طول و سامحتك ...
تجلس خلفه وهي تهيم به عشقا لم تتخيل وجود حب بهذا الشكل وما يزيد إستغرابها أن يكون من نصيبها
كلما تذكرت نفسها وهي تركض خلف وائل تشتري منه الإهتمام والحب تلعن نفسها الغبيه وتشعر بالإشمئزاز
شعر بها وهي تضمه من الخلف اهدته قبلة ناعمه علي عنقه جعلته يغمض عيونه بشوق ومتعه وضع صغيرته ثم التفت يجذبها
لتصبح علي قدمه صباح الجمال علي عيون حبيبي
روان بخجل فين الجمال ده بعيون منفوخه وشعر منكوش
غرز أنامله بين خصلات شعرها حتي يعيد ترتيبهم وهو يبتسم إ
إنتي ليكي صوره واحدة في عيوني مش بشوف غيرها حتي بعد ما نعجز هفضل شايفك البنوته الجميله اللي خطفت قلبي
إقترب منها وكاد يقبلها عندما بكت الصغيره فجأه
إلتفت لها مراد بضيق
وهو يردف أنتي يابت حد مسلطك عليا وقت ما أقرب منها تعيطي مانتي بقالك ساعه صاحيه وساكته
ضحكت روان بأنوثه وهي تقبله بنعومه وقف بغضب طفولي أه أصل أنا ناقصك أنتي كمان
ثم ترك الغرفه بضيق وضحكات روان تلاحقه لتزيد حنقه
*************
في الجامعه عند خلود
اوقفها صوت من خلفها باتت تشمئز منه بشده وكل يوم تعيش حرب نفسيه بين أن تقص لزين ما يحدث حتي
يوقفه عند حده وفي أخر لحظه تخاف عليه لأنه مهما
كان يعد غريب ولا يعلم شيء عن ماهية أهل المكان
لكنها غيرت قرارها وسوف تقوم بإبلاغه عندما اخترقت كلماته أذنها
مش تحن بقي يا قمر بقالك شهرين وبرده تقلان علينا ..
لم ترد خلود أو تعيره أي إهتمام مم جعله يشتعل من الغيظ و خاصتا عندما رأي نظرة السخريه في عيون أصدقائه
لأنه دائما يتكبر بينهم بإنجذاب الفتيات له ولا يوجد فتاة واحدة تستطيع مقاومته وها هي حاول معها بكل الطرق علي مدار شهرين لكنها لا تلين وأصبح محط سخرية اصدقائه
تحركت بعيد عنه وهي تشعر بالضيق وقف خلفها إبتعدت إلي مكان أخر بينما اقتربت منها لقاء وهي تتحدث أيه رأيك تيجي تتمشي معانا بنات بس مافيش أولاد
خلود معتذره ماينفعش لأن زين جاي ياخذني خليها مره تانيه إن شاءالله بس نكون بنات بس
طيب ثم نظرة خلفها لسه بيضايقك
أردفت خلود بضيق ::
ده شخص بارد جدااا لو كان عندنا هناك كان أخواتي قتلوه
إقترب منها مره أخري
أردفت لقاء مش رجوله إنك تضايق واحدة مش عايزه تتعامل معاك الراجل بجد ما يفرضش نفسه علي حد
نظر لها بسخريه وهو يتحدث ::
خليكي في حالك ولا عشان مافيش حد معبرك
تحركت خلود تبتعد بسرعه كاد يمسك يدها عندما شعر بمقبض من فولاذ يغلق علي معصم يده بقوة آلامته رفع عيونه قابلته عيون زين الوحشيه التي تجلده دون كلام
وقفت خلود بحمايه خلفه وهو يتحدث لذلك الحقير بعنف أنت بايع نفسك ولا أيه عارف لو كنت لمستها
كانت إيدك دي وحشتك ثم ضغط عليها بقوه وهو يكمل بس للأسف عندي اللي يفكر في الحاجه ومش يعملها ياخد نفس عقاب اللي عملها ثم كسر يده
التي بين يديه مم جعل الأخر يطلق صرخة ألم عاليه لم يكتفي زين بذلك بل لكمه بقوة أوقعته و خسر إحدي أسنانه
إقترب أصحابه لمساعدته لكن وقفت زين ونظرته الشرسه جعلتهم يرتعبوا ويقفوا مكانهم
تعلقت بذراعه بخوف و إرتعاش ضمها تحت ذراعه وتحرك بها للخارجه دون كلام
ركب سيارته وهو يسألها عم حدث قصت له كل ما كان يفعله
توقف بالسياره فجأه وتحولت ملامحه لأخري متوحشه و أنفاسه تتلاحق من شدة غضبه ثم إلتفت لها بضيق أنا قولتلك أيه من أول يوم لو حد ضايقك رنه بس أكون معاكي
تحدثت بتوتر كنت خايفه أزعجك في شغلك
صرخ بغضب ::
يولع الشغل والدنيا كلها ولأن واحد حقير زي ده يلمسك
أول وأخر مره يا خلود .... الموضوع كان ممكن يطور و ياخدك في عربيته
نظرة له بصدمه هز رأسه أه هنا غير عندنا كل يوم عشرات حالات خطف تحرش و إغتصاب عشان خاطري أعملي اللي بطلبه منك ضروري
اردفت بتوتر ::
حاضر يا حبيبي و أسفه علي اللي حصل
***************
في غرفة فهد
تأملها وهي تنام قلبه يتألم من أجلها لقد تغيرت معالمها
تغير كبير برز عظم وجهها من قلة الطعام وكثرة النوم
جلس جوارها وهو يحدثها بحنان ماسه حبيبتي فوقي بقي يا قلبي وحشتيني قوي فتحت عينها بتعب
إبتسمت له بضعف وهي تهتف وأنت كمان وحشتني
وضع وجهه بين عنقها وهو يتحدث بشوق لقد حرم منها منذ فترة حتي الكلام والطعام الذي كانت تشاركه اياه كل يوم فقده في كثرة نومها
وحشتيني ووحشني وجودك بين إيديا مش مصدق أن بعيد عنك
بقالي 3 شهور كتير قوي عليا يا عمري
حركت يدها علي ظهره بحنان أنا قولتلك أكتر من مرة أنا معاك بس أنت اللي رافض
ضمها أكتر لأحضانه خايف عليكي ياقلبي
كفايه التعب اللي أنتي فيه أكمل بحنان اللي أنا فيه أهون مليون مرة من حالتك الصحيه دي
همست له بحب حتي لو قولتلك أنت كمان وحشني !!
إبتعد عنها يتأمل نظرتها و يتأكد من صدق كلماتها هل فعلا تريده ام تفعل ذلك لإرضائه
نظرتها جعلته يشتعل ذاتيا لم يحتاج أكثر من مجرد نظرة اشتياق أثارت بحر مشاعره الهادئه حولته لفيضان اغرقهم معا في بحر من العسل
********
في غرفة عشق
كاد يدلف عندما سمعها تتحدث لأول مرة بتلك الحدة مع أحد عندما هتفت لمن معها علي الطرف الأخر اعرفي أنت و اخوكي إنكم في غربة ومافيش عندكم حد يشيل حد ومسير الصغير يكبر
علي فكرة هم هنا عايشين كويس ومش محتاجين وجودكم الكل هنا جنبهم و أنا براعيهم واحن منكم كتير
بس نقول أيه أهل وغصب عنهم قلوبهم بتشتاق لأولادهم
كلمي اخوكي و اتفقي معاه أنا متكفله بكل شيء
من تذكرة الطيارة والفترة اللي هيقيموها عندكم وكمان هعطيكوا تعويض تحملكم ليهم الفترة دي عايزه
في خلال يومين يكون متصل بيهم يقولهم أن ظروفه كانت صعبه ولما ظبطها عايزهم عنده يومين وممنوع حد منهم يعرف أن أنا اللي طلبت
ولو مرتحوش معاكم اوعدك أن حتي جنازتهم مش هتمشوا فيها
ثم أغلقت الخط وانفجرت في بكاء شديد كيف يكون الأبناء بتلك القسوة بعد تعب الأهل ومعاناتهم حتي يصلوا بهم بر الأمان
دلف بسرعه عندما سمع بكائها و سألها بلهفه مالك يا قلبي حصل أيه
عانقته وهي تبكي القسوة بقت كتير في القلوب
بتحايل علي أولادهم علشان يحنوا ويجبروا خاطر اهلهم في الكبر و يكلموهم
عايشين في ايطاليا من سنين طويلة وعندهم شغلهم الخاص ورغم كده بيستكتروا في أهلهم
مكالمه كل كام شهر مافيش مرة جمعوا من بعض و يبعتوا ليهم دعوة شهر حتي كل سنتين
أكملت ومازالت دموعها تسيل لو ظروفهم ضيقة كنت عذرتهم بس مافيش سبب للجحود دة اونكل ناجي وطنط فتون مافيش احن منهم
تألم علي حالتها وقلبها الذي لا يتحمل القسوة وهو يحدثها حبيبتي مش كل الناس زي بعضها في اولاد
بيتعبوا و يشيلوا من بقهم علشان اهاليهم
أنت عملتي اللي عليكي ولو زعلانه أنا ممكن اقرصهم قرصه صغيرة تربيهم
نظرت له بلهفه وهي تسأله بجد يا أدهم نعرف نعمل حاجه غمز لها بمرح شوفي أيه يعجبك وأنا اعمله هو أنت
فاكرة أن معارفي واتصالاتي تقتصر علي مصر بس
مسحت دموعها وهي تبتسم خلاص لو متعملوش حلو معاهم نتصرف إحنا
ضمها بقوة وهو يغمض عيونه دائما قلبه يشعر بالخوف عليها من طيب قلبها
رن هاتفه برقم فهد
فتح الخط بسرعه وظل يسمع ما يقوله في صمت
ثم هتف طيب يا فهد شوف عايز تيجي أمتي وأنا احجزلك
تمام بكرة الصبح تجيلك سيارة إسعاف مجهزة تنقلها
لا متقلقش ده مركز كبير ومتطور بتديره دكتورة اجنبيه للحالات الحمل الحرجه هكون في انتظارك
تتابع المحادثه بإهتمام وبعد اغلاق الخط سألته برده حالة ماسه مش بتتقدم
لا بيقول أنها في الزيادة
فعلا ماما نعمة وكل البيت زعلان جدا علي وضعها
***********
رواية -أنت- عمري
البارت - الأخير
*******
عودة لمنزل فهد عندما علمت أمه بقرار الذهاب بها إلى القاهرة
تحدثت بهدوء:
ـ ليه البهدلة يا بُني؟ هنا كلنا واخدين بالنا منها وبنرعاها.
ثم وجّهت كلماتها لأم ماسه:
ـ مش كده يا صفاء؟
ردت صفاء بحيرة:
ـ أيوه، إحنا مش سايبينها.
لكنها، كأم ترى ابنتها تذبل كل يوم عن الآخر، تؤيد كلام فهد،
الذي تحدث بكلمات قاطعة:
ـ أنا خلاص قررت ومافيش رجوع، وبعدين أنا مش مرتاح لوضعها ده. وأكيد شايفه حالتها ومنظرها بقى عامل إزاي، دي بتموت قدامي، وأنا مش هافضل أتفرج عليها، ولو حكمت هسافر بيها برّه مصر. المهم إنها تكون بخير.
تستمع له صفاء بقلب يطير فرحاً على اهتمام فهد بابنتها، التي تنعم بحبه وحنانه، وتدعو لهما بدوام الألفة بينهما، فهي لم تتوقع كل هذا الاهتمام منه بزوجته، مما تعلمه عنه من قوة الشخصية والقسوة.
لذلك جلست بفخر ورأس مرفوع، بأن كبيرهم وصاحب الكلمة العليا من نصيب ابنتها الوحيدة، ترى أمامها زوجاً محباً وحنوناً.
بينما هتف الجد بتشجيع:
ـ اعمل اللي يريحك يا ولدي، وإن شاء الله يكون خير.
---
في فيلا أيمن
حمل خالد زينب، التي صرخت من المفاجأة وهي تسأله:
ـ بتعمل إيه يا مجنون؟
ركض بها تجاه البول وهو يهتف:
ـ فرصة إنهم مسافرين، هنلعب شوية!
ضحكت زينب:
ـ بس ماما وأخواتي موجودين!
قفز بها:
ـ خليهم ييجوا يلعبوا معانا!
تعلقت بعنقه:
ـ أخواتي مش بيعرفوا يعوموا!
هتف بمرح:
ـ خلاص، ألعب أنا وإنتِ.
نظر حوله بعيون خبيرة، وفجأة تعانقت الشفاه في قبلة حب، وجذبها معه تحت الماء، ثم صعد مرة أخرى تحت حنقها.
ـ افرض حد شافنا! أقول إيه لماما؟ والبنات موجودين!
جذبها مرة أخرى لصدره:
ـ هم جوا بيجهزوا الأكل.
كاد يكمل كلامه عندما سمع من خلفه صوت شوق وهي تناديه:
ـ أنا عايزة أنزل معاكم!
رمقته زينب بنظرة شامتة وهي تبتعد عن أحضانه،
غمز لها بتلاعب وهو يمد يده لشوق:
ـ تعالي يا حبيبتي، إنتِ قلب خالد.
ثم حملها بين ذراعيه.
تركته زينب بغيرة وصعدت تتوجه للداخل، قابلت أمها التي ضحكت على هيئتها وهي تسألها:
ـ إيه حصل؟
هتفت بحنق:
ـ خالد حب يهزر، حدفني في حمام السباحه ، والوقت معاه شوق قلب خالد.
أنا طالعة أغير.
هتفت سناء بعتاب:
ـ في واحدة تكشّر كده علشان جوزها بيحبها ويناغشها؟
بِت نكدية! ده خالد ده بلسم، ربنا يرزق أخواتك رجالة في نص نخوته وجدعنته.
هتفت زينب بملل وهي تبتعد:
ـ أيوه أيوه، عارفة، أنا اللي هطلع غلطانة!
تابعتها سناء ببسمة حب وهي تدعو لهما بدوام الحب والفرحة بينهما،
بينما خالد ما زال يعلّم شوق، التي استجابت له بسرعة.
اقتربت سناء منهم ببسمة متسعة:
ـ يِظهر إن في ناس هنا غيرانة علشان بنقول لغيرها قلب خالد!
خالد بضحكة رنّانة:
ـ لا بلاش تقولي!
ـ لا يا خُويا، بقول، وده واضح جداً، لأنها طالعة بتدخن!
رفع شوق بين يديه حتى تكون في مستوى وجهه وهو يحدثها:
ـ تعالي يا شوق نطلع، وخليها مرة تانية نكمل.
هتفت برفض:
ـ لا يا خلودة، خليني شوية!
أجابها وهو يصعد بها:
ـ لا، مرة تانية، علشان روح خالد لازم تتصالح الوقت حالاً، وإلا هيبقى يوم نكد!
---
دخل غرفته، وجدها تخرج من الحمام وهي ترتدي برنس، وعندما طالعت بسمته الساحرة، ابتعدت بنظرها الجهه الأخري حتي لا تضعف وهي تمر من جواره دون اهتمام.
وقبل أن تبتعد، كانت محمولة بين ذراعيه، وهو يهتف بمرح:
ـ مميزات الزوجة صغيرة الحجم إنك تقدر ترفعها وتلعب بيها في أي وقت، دون أي مجهود!
عبست بوجهها وهي تهتف:
ـ أنا مش صغيرة! أنا حجمي طبيعي جداً! إنت اللي سيادتك ضخم زيادة!
ضحك خالد بمرح وهو يحرّك أرنبة أنفه على وجهها ويتحدث بخبث:
ـ بذمتك، مش أول حاجة شدتِك ليا الحجم المهيب ده؟
لم تستطع السيطرة على حنينها لتلك الذكرى، لذلك نظرت بعمق في عيونه بهيام،
وهي تهتف بصدق:
ـ إنت خطفتني من أول لحظة، وفضلت شاغل بالي.
يومها سألت ماما: في حد ممكن يحب من أول مرة؟
ولما وصفت لها فارس أحلامي، وصفتك إنت بالظبط. كانت كل كلمة بتعبر عن خالد وبس.
تحولت حالتها من شجن لغيرة، وهي تتحدث بغضب:
ـ إياك، ثم إياك، تقول لحد غيري "قلب خالد"!
يتابع تغيّر حالتها المزاجية بقلب عاشق، وهتف بغرام:
ـ حاضر يا قلب خالد، سماح المرة دي.
شاورت له على وجنتيها تريد منه تقبيلها:
ـ صالحني يلا.
اتسعت ابتسامته وهو يهتف:
ـ أنا خالد، يعني الجود كله، ولما أعطي لازم يكون بكل ضمير، يا قلب خالد.
أكمل بخبث قبل أن يقبّلها بشغف:
ـ يا بركة دعاك يا فردوس.
وخطفها معه في جولة من جولاته الرائعة، يذوبان معاً في دنيا الغرام.
*******
بعد مرور الأيام، كانت عشق تقف في مطار القاهرة تحتضن فتون وهي تبكي:
"هتوحشيني قوي يا ماما فتون."
بكت الأخرى وزادت من ضمها، وهتفت:
"وأنتِ أكتر يا روح ماما. إحنا مش هنتأخر، احتمال منكملش الشهر، بس ناجي مرضاش يكسر خاطر ابنه. وقال: نشوفهم مرة من نفسنا، ماحدش عارف هنشوفهم تاني ولا لا."
وجهت كلماتها لناجي:
"وأنت كمان يا بابا، هتوحشني قوي."
ناجي بصدق:
"تصدقي لو قلتلك إنك أقرب لينا من ولادي اللي خلفتهم؟ والراحة اللي بنحسها في وجودك، ما حسيتهاش معاهم."
بكت عشق، فالموقف كان صعبًا على قلبها.
أكمل بحنان:
"رغم انشغالك وحياتك الجديدة، مافيش يوم يعدي من غير ما تطمني علينا وتودينا. الأولاد مش اللي بييجوا من الصلب، في ناس كتير مخلفتش وربنا عوضها بقلوب رحيمة مليانة حب وحنان زي قلبك. وناس خلفت وعاشت وحيدة منسية بين أربع حيطان. بندعيلك ليل نهار، ربنا يعطيكي على قد نقاء قلبك وطهره."
هتفت برجاء:
"أرجوك يا بابا، لو مرتحتش أو حد ضايقك، قولي، اتكلم معايا. مافيش حاجة في الدنيا تجبركم على التحمل. أنا هنا في انتظاركم."
*****
في الصباح
وصلت سيارة الإسعاف إلى داخل المستشفى، وكان أدهم وعشق في استقبالهم.
نزل من السيارة الأخرى أهل ماسة وعواطف، والدة فهد.
وبعد ساعة من التحاليل والفحوصات، طلبت الدكتورة زوجها إلى المكتب، فتوجه إليه أدهم وفهد بعدما استقرت ماسة والحريم في الجناح الذي تم حجزه.
في غرفة المكتب، وقفت الطبيبة تستقبلهم بابتسامة ترحيب، وهتفت:
"مرحبًا بك، بشمهندس فهد، تفضل بالجلوس."
سألها فهد:
"خير يا دكتورة؟ أريد معرفة حالة زوجتي كاملة."
أجابت:
"لا تقلق، سيد فهد، مدام ماسة أصبحت هنا تحت رعايتي، وسترى بنفسك تغييرًا كبيرًا في حالتها. حالتها من الحالات القليلة جدًا التي تُصاب بهذا الشكل، ولم تجد الرعاية الكافية التي تساعدها على مرور تلك الفترة بخير. فهي ترفض الطعام بشكل كلي، وهذا يسبب خطرًا عليها وعلى جنينها. المعدة ترفض الطعام بشكل قاطع، مما يسبب ضعفًا جسديًا للأم، وبالتالي هناك جنين يريد التكوين، لذلك يسحب ما يحتاجه من جسدها هي. لكنني أعدك بتحسن سريع خلال فترة مكوثها لدينا."
فهد:
"تقصدين أنها سوف تبقى هنا؟"
"طبعًا، سوف تبقى ليس أقل من أسبوعين حتى يتم مساعدتها بشكل جيد على تحمل باقي الأشهر دون خسائر لها أو للأجنة."
اتسعت أعين كلا من أدهم وفهد، الذي زادت دقات قلبه بفرحة:
"ماسة حامل في توأم؟"
ضحكت الدكتورة وهتفت:
"نعم، هي تحمل توينز ، لذلك جسدها مرهق جدًا."
---
استضاف منزل زين أهله، وكانت خلود في منتهى السعادة، لقد اشتاقت إليهم بشدة.
عرض عليهم أدهم أكثر من مرة المكوث عنده، لكن فهد اعتذر لأنه لن يترك ماسة. وظلت عشق والجميع يتبادلون الزيارات.
ظل فهد جوارها أكثر من ثلاثة أيام، وعندما بدأت تتحسن، تركها مع أمها وطلب من زين المرور عليهم كل يوم حتى يعود للبلد لإنهاء بعض الأعمال.
لم ينقطع تواصله معهم
وعندما عاد بعد يومين طرق الباب ودخل بلهفة، وجدها تجلس على الفراش، ورغم أن التعب ما زال ظاهرًا على ملامحها، لكن جلوسها في حد ذاته معجزة.
اتسعت ابتسامته وهو يهتف:
"أخيرًا، الدنيا نورت من جديد."
ابتسمت له بخجل، بينما أخفضت والدتها وعواطف وجوههن بحرج، فلم يتوقعن هذا التصرف من شخص بهيبته.
وقفت عواطف وهي تجذب صفاء:
"تعالي نتصل بزين يجي ياخدنا، أصل تعبنا من جو المستشفى."
وافقتها صفاء بصمت، بينما جلس فهد على طرف الفراش، يتناول كفها، ينحني عليه، يقبله بحنان:
"نورتي حياتي والدنيا كلها يا ماسة الفهد."
ابتسمت بحب وهي ترد:
"الدنيا منورة بوجودك معايا واهتمامك بيا، يا سيد الناس كلها."
اعتدل في جلسته حتى أصبح جوارها، وضمها تحت ذراعه:
"من زمان مشوفتكش قعدة كده، بجد وحشتيني جدًا، وآسف إني اتأخرت في أخد الخطوة دي، سامحيني."
مالت على كتفه ووضعت كفها على صدره:
"تفتكر قلبي يقدر يزعل منك علشان يسامحك؟ بحبك قوي قوي يا فهد."
ماما حكت ليا كل حاجه عملتها وخوفك عليا بجد أنت أجمل حاجه ربنا انعم علينا بيها
قبل جبينها وهو يضع كف يده على يدها التي تحتل صدره:
"ولا يحرمني منك أبدًا، يا حبيبة العمر. الكل باعت ليك السلام، البيت مالوش طعم من غيرك بجد."
مرر أنامله على وجنتها وهو يكمل بفرحة لا تساويها فرحة أخرى:
"أنتِ حامل في توأم."
اعتدلت بعدم تصديق:
"بجد؟ محدش قالي!"
ابتسم فهد على سعادتها:
"لأن أنا طلبت من الدكتورة متبلغش حد بالموضوع علشان أبلغك بنفسي."
قبلت صدره:
"أنا مش مصدقة حبك ده يا فهد، حاسة إن في حلم جميل خايفة أصحى منه."
ضمها وأغمض عيونه وهو يهتف:
"أنا اكتشفت إني بحبك بجنون، وإن حبك مزروع جوايا من سنين، يمكن كمان من قبل ما أشوفك. تعبك ونومك المستمر صابني بحالة من عدم التوازن والتعب النفسي، كنت هتجنن، إزاي مش قادر أحمي مراتي ولا أخفف عنها؟ إزاي مطلوب مني قلبي يبقى حزين واقف بين الناس جبل متهزش؟ إزاي أخرج أتابع مصالحي، واقف مع ده وأحاسب ده، وأنا قلبي وروحي معاكي في البيت؟ بجد، الفترة اللي فاتت دي كانت صعبة عليا قوي."
وربنا اكد لي أن مافيش قلوب من حجر لكن كل قلب ليه مفتاح مع شخص معين لما بيظهر الأبواب بتتفتح و القلوب بتنبض بالحياة وأنا مفتاح قلبي كان بين ايديك
رفعت يدها تحركها على وجنته:
"ده أجمل شعر سمعته اتقال في الحب."
ابتسم وهو يقبل كف يدها:
"كلامي بقى شعر؟"
"أجمل وأعظم كلام ممكن الواحدة تسمعه من راجل بشخصية فهد المنشاوي، عنوان للقوة والشموخ والرجولة كلها. أنا أسعد وأغنى ست في الكون بحبك ليا يا فهد."
تعالت أنفاسه، جذبها أكثر لأحضانه، واقترب من أذنها يهمس بحميمية:
"الدكتورة قالت مافيش حاجة تمنع القرب، مش كده؟"
توترت من نظراته وهي تفهم مقصده، مش عارفة ممكن تسأل.
لم يفلتها وهو يهيم بها عشقًا:
"والله ما أنا سايبك، وبعدين، أسأل ليه؟ ما أنا أكتشف بنفسي."
---
في منزل سناء
طرق بابها، وتوجهت لتفتحه، فوجدت أمامها يونس الذي تعودت على زيارته في الفترة الماضية. قابلته ببسمة وترحاب:
- أهلًا يا يونس، تعال ادخل، جدك أنور جوه.
تحرك أمامها بخطوات ثابتة، وألقى التحية على الجد أنور الذي استقبله ببشاشة:
- أهلًا بالغالي، أخبارك إيه؟
جلس أمامه وهو يردف:
- بخير يا جدي، أنا جاي علشان ليّا طلب مهم عندك.
هتف الجد بصدق:
- إنت تأمر يا يونس.
قال يونس بجدية:
- أنا طالب منك إيد شوق ليا، وقبل ما تقول إننا لسه صغيرين ولسه بدري، أنا بس عايز حضرتك تعطيني كلمة إنها مش هتكون لغيري.
تمتم الجد بصدمة:
- اللي بيحصل ده غريب ؟ وأنا مقدرش أعطيك كلمة في حاجة مش ملكي. افرض، لا قدر الله، لما تكبر مش تكون عايزاك، يبقى أنا دمرت حياتها!
- أوعدك يا جدي، لو في يوم حسيت إنها مش حابة وجودي في حياتها، أنا هنسحب. أنا راجل، وعمري ما أقبل إن واحدة تعيش معايا غصب وده وعد من يونس محمود المنشاوي .
رغم أن الموقف غريب ويعد كوميدي، لكن كلماته وقوة شخصيته جعلت الجد يثق أن أمامه الآن بذرة رجل قوي يهابه الزمن، لذلك وافق وهو يهتف:
- وأنا واثق فيك يا يونس، وسواء عشت لليوم ده أو لا، أنا ببارك ارتباطكم.
دخلت سناء ببسمة:
- وأنا كمان موافقة يا يونس.
********
توقف الجميع في غرفة ندى بالمستشفى يباركون لها على سلامتها، وتلك الطفلة الجميلة التي أسمتها "ورد".
حملها خالد بفرحة كبيرة، وظل يستنشق رائحتها وهو يقبلها.
زينب بلهفة:
- عايزاها شوية يا خالد، من وقت ما خرجت وإنت شايلها!
هتف بفرحة:
- أصلها ناعمة جدًا ودافئة!
- ماليش فيه، أنا عايزة أشيلها.
هتفت ندى بتعب:
- اعطِها لها بقى يا خالد، بلاش تتعبها.
وضعها بين يديها:
- تمام، كل أوامر مامي تُنفذ!
أتى أقارب سيد يباركون للمولود الجديد، ووقفت سيدة تستقبلهم بفخر في تلك المستشفى التي أصر عليها أيمن، ورفض أن يكلف زوج ابنته أي مصاريف.
جهز أيمن غرفتها في المستشفى بشكل مبهج، بتلك البالونات الملونة والأزهار.
بينما ظلت زينب تلاعب الطفلة بفرحة طفلة، طلب أيمن من خالد أن يتحدث معه في الخارج:
- خير يا بابا؟
قال أيمن بفرحة كبيرة:
- عايز آخذ رأيك، نعمل السبوع في قاعة؟ ولا نجهز جنينة الفيلا؟
- بقول قاعة أفضل، بس لازم ناخد رأي جوزها الأول، علشان ميزعلش ويقول لغينا وجوده. سيد طيب وجدع، بس حساس وممكن يفهم الموضوع بطريقة تجرحه.
ربت أيمن على كتفه:
- طيب يا بطل، تبقى دي مهمتك. هو صاحبك، وإنت تفهمه أكتر مني وتقدر تقنعه.
- تمام، هنزل أشوفه وأكلمه. طلبات أيمن باشا أوامر.
ابتسم له أيمن، وقبل أن يبتعد خالد، ناداه:
- خالد، استنى!
التفت له، وجده يفتح له ذراعيه. تحرك خالد مرة أخرى تجاهه، وارتمى بأحضانه، بينما همس أيمن:
- عقبال ما أشيل ابنك يا حبيبي. ده اللي هيكون حفيدي ويتربى في حضني.
تب لك خالد لما دائما تضعف بين يده مثل الطفل الذي لا يشعر بالأمان غير بين ذراعيه أغمض عيونه وهو يقبل كتف أيمن قبل أن يتجه للبحث عن سيد
تعيش روان ومراد أجمل أيام عمرهم بتلك الزهرة الجميلة التي بدأت تتحرك بينهم، وانتعش البيت بروح تلك الصغيرة التي وهبتهم حياة.
تجلس روان تتابع ما يحدث ببسمة عريضة، وهي ترى حبيبها ينحني على ركبتيه وكفيه، ويتحرك جوار صغيرته، يداعبها وهي تضحك بصوت يخطف القلب والروح.
وقفت تذهب للمطبخ، وبعد وقت بسيط أتت وهي تحمل صينية عليها قطع الفاكهة والعصير. ثم انحنت جوارهم تضع حملها، وجلست جوارهم على الأرض.
رفعت كأس العصير لمراد، الذي جلس وجذب طفلته لتجلس على قدمه، يسقيها من كأسه.
قالت روان، وهي تحمل قطعة من الفاكهة وتضعها في فم مراد الذي يهتم بإطعام ابنته:
- إيه رأيك نجيب طفل كمان؟
توقفت يده في الهواء قبل أن تصل لفم طفلته، وعيناه تتأمل روان، وهتف بحزن:
- مش ممكن أحطك مرة تانية في العذاب ده. أنا راضي بطفل واحد.
مالت عليه، تقبل وجنته، وهي تردف:
- وجع الميلاد منسي يا حبيبي، وأنا مش أول ولا آخر ست تتألم لحظة الميلاد. أنت عشت حياتك وحيد، يرضيك بنتك تعيش نفس الوحدة؟
هز رأسه بأسف:
- لا طبعًا، بس...
وضعت يدها على شفتيه:
- مفيش "بس"، أنا عايزة البيت يتملي عليك أولاد، تعوض بينهم اللي اتحرمت منه.
نظر في عيونها بعشق فاق علي يد صغيرته تجذب منه الكأس حتى تُكمل تناوله، وسكب جزء منه على ملابسها، دون وعي، لأنه يفقد الشعور بما حوله عندما تكون روان بهذا القرب.
ضحكت روان على حالته، وجذبت منديلًا لتجفف لصغيرتها صدرها:
- معلش يا قلبي، بابي مكنش هنا.
وقف مراد وهو يحملها، متوجهًا بها للحمام حتى ينظف ملابسها، وينظر لروان بخبث:
- ربنا يسامح اللي كان السبب، كل ما تقربي مني، تسقط الشبكة عن كل القنوات!
ضحكت روان بصخب من معنى كلماته، وعندما ابتعد، ضمت نفسها بفرحة كبيرة، وهي تتمتم:
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي، ولا يحرمني أبدًا من حبك.
******
أوصل خالد عشق، ثم توجه إلى المشغل. توقف أمام الباب ونزل من سيارته، وتوجه إلى الداخل.
طرق على باب المكتب، وجد والدته تجلس على المكتب تدير بعض الحسابات.
- صباح الورد على أعظم مديرة.
رفعت عينها وهي تبتسم، ثم وقفت وتوجهت له:
- حبيبي، راجع بدري النهارده؟
- عشق عندها زيارة ساعتين، قولت أجي أمر عليكم.
ضمته بحب وهي تغمز:
- جاي تطمن علينا جماعة ولا حبيبة القلب وحشتك؟
غمز لها بمرح:
- بحبك وانتِ متابعه كل المواقع يا حب، بس ده ما يمنعش إنك القمر بتاعي.
ضربت كتفه بحنان:
- آه يا واد يا بكاش، عمومًا هعمل نفسي مصدقاك، وهي في المكتب بتاعها بتعدل بعض التصاميم.
توجه للخارج وهو يهتف:
- أروح أنا علشان شايف إنك مشغولة قووي.
صحبته ضحكة أمه:
- قوي قوي يا قلب أمك!
عند زينب
تجلس مندمجة، تضع بعض التعديلات على موديل جديد. لقد خصص لها خالد مكتبًا لتبدع به وتخرج أجمل أعمالها.
هذا في الظاهر، أما المقصد الخفي الذي لا يعلمه غيره، أنه أبعدها عن مكتب والديهم حتى يختلي بها كيفما يشاء كلما أخذه الشوق.
لم يطرق الباب، بل فتحه بحذر، فهد. دلف للداخل ثم أغلقه، كل ذلك دون أن تشعر به زينب، التي تعطي ظهرها للباب، حتى وجدت نفسها تُرفع في الهواء.
صرخت فزعة وتعالت ضربات قلبها، وعندما تقابلت عيناها بعيونه التي تعشقها، وضعت رأسها على كتفه بتعب، وخرجت حروف كلماتها مهدجة من حالتها:
- كده يا خالد؟ فزعتني بجد.
عدلها بين أحضانه تواجهه، وهو يتعجب من حالتها وضربات قلبها المتزايدة:
- في إيه؟ حصل للخوف ده كله يا زوبة؟
تمتمت بما جعله يشتعل من الفكرة:
- قولت في حد غريب دخل يأذيني، ولما حسيت بإيد راجل بتتحرك عليا، خوفت أكتر.
أجلسها على المكتب، وحاصرها بذراعيه حولها، وعيونه تشتعل بجنون:
- راجل غريب مين يا زينب؟ اللي يقدر يدخل مكتبك ويحط إيده عليكي؟ إنتِ مجنونة؟! دانا كنت أخرب الدنيا! وبعدين أنا مراقب كل شبر في المشغل، ولا تكوني فاكرة إنها سايبة!
لاحظت غضبه من كلماتها، لذلك حاولت تلطيف مزاجه وهي تعتذر:
- آسفة يا حبيبي، إنت عارف أنا لما يكون معايا تصميم جديد، بكون مندمجة جدًا معاه، لدرجة إنّي مسمعتش الباب وهو بيتفتح أو يتقفل.
ابتعد وهو يهتف بسخط:
- ضيعتي اللحظة الرومانسية، منك لله!
تحركت حتى وقفت أمامه وهي تهتف بدلال:
- وإيه اللي يضيعها؟ وأنا وإنت موجودين مع بعض أهو!
نظر لها بعبس طفولي:
- كنت عايز أشيلك، وإنتِ تتعلقي برقبتي وتقوليلي "وحشتني" وتبوسيني.
ابتسمت:
- طيب شيلني وأنا أعمل كل ده.
هو برفض:
- لا ياختي، كتر خيرك، الحاجات دي حلاوتها بعفويتها، وإنتِ قفلتيني!
- يلا سلام، ثم تحرك بخطوات بطيئة لباب الغرفة.
انصدمت من رد فعله الذي لم تتوقعه، لكنها أبدًا لن تتركه يخرج من عندها حزين، لذلك ركضت خلفه وضمته من الخلف، وهي تهتف بحب:
- آسفة يا حبيبي، سامحني، مش ممكن أسيبك تمشي زعلان، أنا كده هتعب نفسيًا.
مرر كفوف يده برقة شديدة على يديها التي تحتضنه، وهتف بغرام:
- ومين قالك إن أنا ممكن أمشي من قبل ما أقطف كل محصول الفراولة بتاعي، لحد ما يجيلي انتفاخ!
التفت لها وحملها وهو يقبلها بغرام:
- شوفتي؟ مافيش أجمل من اللحظة العفوية!
نظرت بعمق في عينيه، لتجد بهما الخبث والتلاعب الذي أغرقها فيه حتى يصل لما يريد.
لكن لا يهم، يكفيها أنها هنا، بين أحضانه التي لا تريد الخروج منها أبدًا.
---
تجلس عشق مع فريال وعزة في حديقة الفيلا. لقد طلبتهن ليقضين معها يومًا من الصباح، واستجبن بسرعة، لقد افتقدن وجودها.
يتخاطفن خالد من بعضهن، وهو يبتسم لهن ببراءة.
وقفت عزة تهتف:
- يلا يا بنات نلعب كورة!
وقفت فريال موافقة.
هتفت عشق:
- كورة إيه يا مجانين؟!
عزة بملل:
- يلا يا عشق، أنا مصدقة ألاقي مكان واسع أخرج فيه موهبتي. يلا يا فريال!
وقفت فريال أمامها وهي تحفزها:
- يلا، شوّطي يا عزة!
ظلوا يركضون خلف بعضهم، وضحكاتهم تصدح بمرح.
هتفت بملل وضيق:
- يلا يا عزة، شوّطي بقى! بقالك ساعة واخدة الكورة! هو مارادونا اللي هيشوط؟!
كان أدهم وفهد وسالم في طريقهم للداخل، عندما صدمت الكرة قدمه. انحنى يتناولها ببسمة، وهو يهتف:
- عندكم حد بيلعب كورة؟
تعجب أدهم، فهو لم يتوقع أن يحدث ذلك منهن، وهتف:
- لا، ابني لسه صغير!
وجدوا أمامهم فتاة تقترب على حياء، وهي تطلب منه الكرة. مد سالم يده:
- اتفضلي.
بينما رحب بها أدهم:
- أخبارك يا آنسة فريال؟ نورتينا!
لم ترفع عيونها وهي ترد:
- منوّرة بأهله، بعد إذنك.
تحركت وعيون سالم تتابعها، بينما عادت فريال وجهها محمر. ألقت الكرة على عزة بضيق:
- ابقي العبي لوحدك بعد كده! خليتي شكلي وحش، وأنا بجري ورا الكورة وألاقي نفسي بين ثلاث رجال، هيقولوا عليّ إيه الوقت؟!
وقفت عزة ببرود، وهي تقترب منها، تمرر يدها عليها:
- الكتكوت بتاعي يتكسف؟! ياختي، كميلة!
بينما سألتها عشق:
- هو أدهم معاه حد؟
جلست بندم:
- آه، معاه اتنين رجالة لابسين جلاليب.
****
رواية أنت - عمري
الجزء الثاني البارت الأخير
******
كان أدهم، وفهد، وسالم في طريقهم إلى الداخل، عندما اصطدمت كرة صغيرة بقدم سالم . انحنى يلتقطها وهو يبتسم، هاتفًا:
– عندكم حد بيلعب كورة؟
تعجب أدهم، فلم يكن يتوقع شيئًا كهذا، وهتف مستنكرًا:
– لا، ابني لسه صغير!
وما هي إلا لحظات حتى اقتربت فتاة في حياء، تطلب منهم الكرة بصوت خفيض. مدّ سالم يده مبتسمًا:
– اتفضلي.
بينما رحّب بها أدهم بلطف:
– أخبارك يا آنسة فريال؟ نورتينا.
لم ترفع عينيها، وهي تردّ بصوت خافت:
– منور بأهله... بعد إذنك.
تحركت مبتعدة، وعيون سالم تتبعها بصمت.
أما فريال، فعادت إلى صديقتها ووجهها محمّر من الحرج. ألقت الكرة على عزة بضيق وهي تهتف:
– ابقي العبي لوحدك بعد كده! خليتيني شكلي وحش وأنا بجري ورا الكورة، وألاقي نفسي وسط ثلاث رجالة! هيقولوا عليّ إيه دلوقت؟
وقفت عزة ببرود، واقتربت منها تمرر يدها على كتفها بحنان، قائلة:
– الكتكوت بتاعي يتكسف؟ يا ختي... كميلة!
بينما سألتها عشق بهمس:
– هو أدهم معاه حد؟
جلست بندم، وقالت:
– آه، معاه اتنين رجالة لابسين جلاليب.
---
في تلك الأثناء، كانت فردوس تبكي في غرفتها، يغمرها الحزن والعجز. لا تعلم كيف تتصرف، ولا مع من تتحدث.
دخل أيمن الغرفة بابتسامة:
– فوفه، حبيبتي... إنتِ فين يا قمر؟
لكنه عبس فور أن رآها جالسة، تعطيه ظهرها. اقترب من الفراش، حتى صار أمامها، وجدها تمسح دموعها بحزن. جلس بسرعة، يسألها بلهفة:
– مالك يا فردوس؟ حصل إيه؟ الولاد كويسين؟
تأملته بصمت، وأعصابه كانت قد تدمرت من الخوف. قال بتوتر:
– في إيه يا فردوس؟ اتكلمي، أرجوكي!
هتفت بصوت مرتجف، تخشى ردة فعله:
– في أخبار مش كويسة... وخايفة من رد فعلك.
مدّ يده، يحركها على وجنتيها بحنان:
– تخافي مني أنا؟ أنا أيمن... حبيبك.
ليتها لم تتحدث، أو ليتني اصُبت بالصمم، ولم أسمع تلك الكلمات التي غرست في جسدي كالسِهام، بلا رحمة، على يد أقرب الناس إلى قلبي...
– أنا حامل... ومش عارفة إزاي! أنا باخد برشام!
اتسعت عيناه بصدمة، وكرر كلماتها:
– بتقولي... بتاخدي برشام؟ إيه؟ مش ممكن!
نكّست رأسها بحزن، فرفع ذقنها بيده، وهتف:
– بتبكي وتقولي "أخبار مش كويسة"؟! ده ربنا عوّضني بعد العمر ده بحِتّة منك! عمري ما كنت أتخيّل أن حاجه زي دي تحصل ...
شهقت، لأن فهم تفهم حالتها خطاء ، وهتفت بسرعة:
– والله الموضوع مش زي ما أنت فاهم! أنا بتكلم عن الحياة والناس... أنا جدة! ومعايا خالد... راجل، ما شاء الله.
الناس مش بترحم، ومش عارفة الولاد هيتقبلوا الوضع ولا لأ!
وقف مبتعدًا، فقد جُرح من تفكيرها. هي تبحث عن رضا الجميع... إلّا هو!
وقفت تمسك يده برجاء:
– أرجوك يا أيمن!
جذب يده، وهو يهتف بحزن:
– أرجوك؟! آخر حاجة كنت أتوقعها منك إنك تفكري في مشاعر الكل... إلا أنا!
مش متخيلة أنا حاسس بإيه؟! وأنا حلمي المستحيل اتحقق في لحظة!
من غير إراده مني تمنيت طول عمري يكون ليا طفل... من صلبي، ومنك إنت بالذات! وبعد ده كله ألاقيكي شايلة همّ وزعلانه وكمان بتاخدي برشام من ورايا ابتسم بوجع وهو يكمل ياااه أنا كنت أخد قلم كبير في نفسي ؟!
لو كنتي بتحبيني، كنتي فرحتي... ومفكرتيش في حد غيري.
ثم ترك الغرفة، وابتعد.
********
بعد يومين، لاحظ خالد أن أيمن تغيّر. به شيء يخفيه، وأمه أيضًا عيونها منتفخة، وصامتة دائمًا. أراد أن يعرف ما حدث، لكنه فضّل أن يتركهم حتى يتصافوا.
في المساء، طلب أيمن جمع العائلة. لاحظ الجميع التوتر بينهما، بينما وقف أيمن يتحدث بحزن:
– أنا طلبت أجمعكم النهاردة، لأن عندي موضوع مهم... وبما إنكم عيلتي الوحيدة، حبيت أرجع لكم قبل ما أتصرف.
جذب كلامه انتباه الجميع، ثم هتف بعتاب:
– فردوس... حامل.
شهقت الفتيات، بينما وقف الأولاد يركضون إليه ويحتضنونه بسعادة.
أما خالد، فقد ظلّ صامتًا... يعلم أن هناك المزيد.
أكمل أيمن بصوت منخفض:
– فردوس زعلانة... وشايفة إن حملها مني كارثة وفضيحة ليها وليكم. نسيت مشاعري أنا... وللأسف مفكّرتش فيها. علشان كده، حبيت آخد رأيكم. واللي هتقولوا عليه، أنا هنفذه من غير كلام... ننزل الطفل؟ ولا نسيبه؟
هتف الجميع دون تردد:
– نسيبه طبعًا!
سالت دموع فردوس بصمت... لم تكن تتوقع أن موقفها يجرحه بهذا الشكل. أيمن ينزف من الألم، وللمرة الثانية، تكون هي سبب جرحه... وهو الذي عاش عمره من أجلها.
كانت الشهور الماضية الأجمل في حياتها، حولها من ربة منزل ذابلة، إلى سيدة قصر مدللة. وماذا أعطته بالمقابل؟!
ابتسم لهم بحزن، وهو يقول:
– أتمنى تقدروا تقنعوها... بعد إذنكم.
تابعته بنظرات ملتاعة، بينما جلست جوارها زينب وندى. تحدثت ندى بحنان:
– ليه عملتي كده يا ماما؟ وكسرتي فرحتكم؟
نظرت لها فردوس بخوف:
– خايفة عليكي يا حبيبتي... من مسخرة أهل جوزك، وحماتك، على أمك اللي حملت في السن ده! وعلى شكل أخوكي بين أصحابه...
أرادت ندى التخفيف عنها، فهتفت بسخرية:
– مسخرة إيه يا مزّة؟! دي حاجة ترفع الراس! إن أمي لسه صغيرة وبتخلف... مش هم اللي عجزوا!
أما خالد، فكان صامتًا منذ بداية الجلسة. كانت فردوس تترقب رأيه بشدة. فقرر أن يريحها:
– أولًا، يا أمي... ده أمر ربنا، و بيجازي بابا أيمن علي قد طيبته ونقاء روحه أن يكون ليه طفل منه .
– أما بالنسبه لأصحابي وشكلي قدام الناس؟ ميهمنيش رأي حد. دي حياتنا، ومحدش ليه فيها .
– أنا كل اللي يهمني دلوقت إنك تصالحي بابا أيمن... شكله موجوع من رد فعلك جدًا، وهو ميستحقش كده.
---
لم تصعد فردوس إلى غرفتها، بل خرجت إلى الحديقة تنتظر عودته. لم تجف دموعها، وكانت تراجع نفسها مرارًا وتكرارًا. علمت كم كانت قاسية عليه برد فعلها وكلماتها. حاولت التواصل معه، لكن هاتفه كان مغلقًا.
وبعد مرور ساعتين، عاد أيمن إلى المنزل، حزن شديد يملأ قلبه، يشعر بأنه كبر فوق عمره مما فعلته. أوقف سيارته وسار بأكتافٍ متهدلة نحو الباب، لكنه لم يصل إليه، عندما سمع صوت نداء فردوس.
حاول التماسك، ورسم البرود على ملامحه، حين رآها تقبل عليه بلهفة. ألقت عليه التحية، فردّها ببرودٍ وعدم اهتمام.
سالت دموعها مرة أخرى، وهي تشعر بنفوره وعدم رغبته في الحديث. هتفت بصوت متهدّج من البكاء:
– ممكن نقعد نتكلم مع بعض شوية؟
رفع عينيه، والتقت نظراته بعينيها المنتفختين من البكاء:
– لسه في حاجة عايزة تقوليها؟ أظن الموضوع منتهي... وإنتِ خدتِ قرارك.
أمسكت كف يده برجاء:
– أرجوك يا أيمن، اسمعني.
تحرك جوارها بقلبٍ موجوع، من رد فعلها وعيناها المتورمتان من البكاء. هو الذي أخذ على نفسه عهدًا بتعويضها عن ما عاشته مع طليقها.
جلست، وجلس أمامها، يضع كفيه على الطاولة، ينتظر حديثها.
ابتلعت ريقها، تحاول جمع أفكارها، لعلها تنهي الحزن الذي بينهما.
قالت بصوت متألم :
– أيمن... بالنسبة لفردوس، الجنة اللي فُزت بيها بعد صبر طويل، على عذاب ومرار الحياة مع أسوأ شخص ممكن إنسان يقابله.
أنت الجبر اللي جه بعد الصبر.
أنا، قبل ظهورك في حياتي، كنت جثة... مالهاش أي قيمة.
حياتي كلها كنت بعافر علشان أوصل ولادي لبر الأمان.
كنت مدفونة حيّة، ويئست إن حد ينقذني.
استسلمت للموت، ومع آخر نفس خرج مني... لاقيتك.
انتشلتني بكل قوتك، زلّلت التراب من على جثتي، ورديت فيها الروح.
يعني حياتي دلوقتي... ملكك أنت.
أنا آسفة إني جرحتك. آسفة إن الموقف شتّتني، ونسّاني إنك الوحيد اللي ليك الحق فيه.
رفعت كفوفه بين يديها، وانحنت تقبلهما بحب ودموع، مما جعل كل حصونه تنهار. وقف، وجذبها إلى صدره، يقبّل رأسها بحنان:
– قلبي وجعني قوي من رد فعلك اللي مكنتش مصدقه!
بقي إنتِ حبّيتي ولادك، وحافظتي عليهم... اللي من أكتر راجل بتكرهيه.
والطفل اللي جاي مني... تنفري منه وتبقي كارهة وجوده؟
هتفت بنفي سريع:
– أبدًا يا أيمن! ابنك هيبقى أغلى الغاليين.
أنا دايمًا كنت بتمنى ولادي يكونوا شايلين اسمك، حتى من قبل ما أقابلك.
وحمدت ربنا إن مافيش واحد منهم خد جينات أبوهم، وإلا كنت مت بحسرتي!
ضمها بقوة:
– بعد الشر عليكي... إياكي تقولي كده تاني.
ثم ابتسم:
– إيه؟ مش هنحتفل بأجمل خبر؟!
ابتسمت، وهي تمسح دموعها:
– أكيد طبعًا نحتفل.
أخذها تحت جناحه، وتوجّه بها إلى غرفتهم.
---
في تلك اللحظة، دخل خالد غرفته، وأغلق الشباك وهو يبتسم. اقتربت منه زينب، وسألته:
– اتصالحوا؟
هزّ رأسه مؤكدًا:
– أيوة... بابا أيمن عاشق، والعاشق ميقدرش يزعل من حبيبه مهما جرح فيه.
تنهد قليلًا وأكمل:
– رغم إني انصدمت من موقف أمي...
إزاي حبيتي ولاد الراجل اللي بهدلك ودمر حياتك؟
وزعلتي لما حملتي من أكتر شخص بتحبيه؟
بس... أنا عذرها. هي خافت من كلام الناس ومعايرتهم.
لكن إحنا خلاص... بعدنا عن الحارة، وعن الناس اللي بتحشر نفسها في كل حاجة.
كان المفروض تفرح وتعيش حياتها بقى.
---
في تلك الشقة التي خُصصت لإقامة والد ماسة وأخيه خلال فترة علاجها، ساد الهدوء بعد يوم طويل من المتابعات والزيارات. جلس سالم إلى جوار أخيه إبراهيم، وكانت ملامحه تحمل شيئًا من التردد، لكن عينيه كانتا تلمعان بشيء من الحسم.
قال سالم وهو ينظر أمامه بثبات:
– أنا شُفت بنت في بيت أدهم… وعجبتني جدًا. وعايز أطلبها رسميًا.
انتبه إبراهيم على الفور، بينما قفزت صفاء من مكانها تصيح بفرحة غامرة:
– يا ألف نهار أبيض! ألف مبروك يا حبيبي!
لكن إبراهيم رفع يده قليلاً وقال بهدوء:
– استني يا صفاء… نفهم الأول. هي تبقى قريبة أدهم؟
هز سالم رأسه نافيًا:
– لا، صديقة مراته. ولما فهد سأله عليها، قال إنها إنسانة محترمة جدًا وأخلاقها عالية.
ابتسم إبراهيم وأومأ برأسه قائلاً:
– يبقى على بركة الله. كلّم فهد يشوف لنا ميعاد معاهم. ولو في قبول، نشرع في الجواز على طول. كفاية عزوبية لحد كده.
وفي مساء اليوم نفسه، كانت عشق تمسك هاتفها، تُجري اتصالًا بفريال. وما إن ردت فريال حتى بادرتها عشق بحماس:
– فريال، عندي لكِ خبر مش طبيعي! سالم، أخو ماسة، عايز يتقدملك.
تجمدت فريال لثوانٍ، قبل أن تنطق بدهشة:
– سالم؟! هو يعرفني منين؟ ده ما شافنيش غير دقيقة لما خدت الكورة منه!
ضحكت عشق وقالت:
– باين إن الدقيقة كانت كفاية بالنسبة له! قال إنه شاف فيك حاجة مختلفة، وسأل فهد عنك، وأكدله إنك محترمة وأخلاق.
تلعثمت فريال وهي تقول:
– بس… ده قرار كبير. أنا مش مستعدة ليه … ومش عارفة بابا وماما هيقولوا إيه.
طمأنتها عشق:
– قولي لهم، وهو هييجي البيت رسمي مع أهله. مش جاي يلعب.
---
في صباح اليوم التالي، كانت فريال تجلس مع والدتها في المطبخ، مترددة في فتح الموضوع. لكن نظرات والدتها كانت كفيلة بجعلها تتكلم:
– ماما، في عريس طلبني… عن طريق أدهم جوز عشق .
رفعت الأم رأسها بدهشة:
– عريس؟! إمتى وفين؟ هو شافك قبل كده؟
– شافني مرة بس… بعت يسأل جوز عشق ولما شكر في اخلاقي، طلب يتقدم رسمي.
دخل والدها في تلك اللحظة، لتعيد عليهما فريال الكلام. ساد الصمت لبرهة قبل أن يتحدث والدها بحزم:
– هكلم عشق وأسأل عليه ولو كويس يبقي علي خيرة الله
---
مرت أيام قليلة، وكان سالم يقف أمام منزل فريال، بجواره أخوه إبراهيم وصفاء، . استقبلهم والد فريال بكثير من التحفظ، لكن كلماته كانت موزونة، ورحب بهم بأدب.
بدأ الحديث بين العائلتين، وتحدث سالم بثقة وهدوء:
– أنا مشفتش فريال كتير، لكن شفت منها الاحترام والحياء، وده كفايه يخلي قلبي يرتاح ليها.
وأنا جاي النهارده أطلبها على سنة الله ورسوله.
نظر والد فريال إليه طويلًا، ثم التفت إلى ابنته الجالسة بخجل في طرف المجلس:
– فريال، رأيك إيه يا بنتي؟
نظرت فريال إلى الأرض، وصوتها بالكاد خرج:
– موافقة يا بابا… لو حضرتك شايف إنه مناسب.
ابتسم الأب أخيرًا وقال:
– طالما بنتي مرتاحة، يبقى على بركة الله.
امتلأ البيت بأجواء البهجة، وعقدت الخطبة في جو عائلي دافئ، حيث تجمعت القلوب على النية الطيبة والاحترام المتبادل.
كانت فريال، للمرة الأولى منذ زمن، تشعر بالطمأنينة. لم يكن سالم رجلاً وسيماً فقط، بل كان ناضجًا، صادقًا في كلماته، ومتحمسًا لحياة تبدأ بالحب والاحترام.
أما سالم، فكان يشعر كأنه حاز على كنز، وكل لحظة تمر قربها، تثبّت في قلبه أنها "الاختيار الصح".
---
اجتمعت فريال مع صديقتها المقربة عشق، و جلسن في الحديقة الخلفية للبيت، تحت ضوء القمر الهادئ، فيما كانت عزة تُعدّ بعض المشروبات الساخنة في المطبخ وتأتي بها إليهن بعد قليل.
عشق كانت تحدق في وجه فريال بإمعان قبل أن تبتسم بمكر وتقول:
– هااا... إيه رأيك بقى في العريس؟ لسه بتقولي ده واحد شفته دقيقة وكنت بجري ورا كورة؟
ضحكت فريال بخجل، ثم نظرت إلى السماء و ردّت بهدوء:
– مكنتش أعرف إن الدقيقة دي هتغير كل حاجة في حياتي.
اقتربت منها عشق، وضعت رأسها على كتفها بدلال وقالت:
– يعني بنحمد ربنا على الكورة اللي جات برجلك؟
هزّت فريال رأسها والابتسامة لا تفارقها:
– الحمد لله...
في تلك اللحظة، عادت عزة بصينية الشاي وجلست قربهما، وقالت بمرح:
– أحب أنا جو العيون والكلام الكبير ده، بس أنا اللي شايفة أنه داخل حامي علينا وعايز الخطوبه والفرح في يوم واحد !
انفجرن بالضحك جميعًا، لكن فجأة خفتت ضحكة فريال، وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تنظر لعشق بعينين ممتلئتين بالصدق والامتنان:
– تعرفي يا عشق... أنا عمري ما كنت أتخيل إني ممكن أعيش بعيد عن بيتنا، عن بابا وماما، عنكم. كنت دايمًا لما أسمع كلمة "غربة" قلبي يقبض.
أمسكت عشق بكفها برقة وسألتها:
– طب إيه اللي خلاك تقبلي فجأة؟
أجابت فريال بصوت خافت:
– سالم.
نظرتا إليها في ترقب، فأكملت وهي تسرح في الذكريات القريبة:
– من أول مرة اتكلم معايا، وأنا حاسة إن في أمان في صوته، في نظراته. كان بيبصلي كأني شيء نادر،
كأنه شايفني بعيون غير اللي كل الناس بتشوفني بيها. ولما زارنا مع أهله، حسيت إن قلبه جاي قبل رجله. ساعتها بس... حسيت إني ممكن أسيب بيتنا،و وأعيش في بيت تاني معاه.
صمتت الفتاتان للحظة، تتأملان صدق كلماتها، ثم هتفت عزة:
– طالما كده، يبقى أنا بطالب بجائزة نوبل للكورة اللي خلتكوا تتقابلوا!
ضحكت فريال بحرارة، بينما عشق همست لها:
– إنتي هتبقي عروسة جميلة، وربنا كاتب لك الخير معاه. وأنا واثقة إنك هتبقي مبسوطة معاه .
مدت فريال يدها تمسك بكف عشق، ثم بكف عزة:
– من غيركم، مكنتش اوصل للثبات اللي أنا فيه دلوقتي. أنتم سندي … ربنا يخليكم ليا.
---
لم تمر سوى أيام قليلة على الخطبة، حتى بدأ الحديث الجدي عن موعد الزفاف. في العادة، كانت مثل هذه الأمور تأخذ وقتًا، لكن هذه المرة كان الوضع مختلفًا. سالم، منذ اللحظة الأولى، كان واضحًا وصريحًا:
– مش عايز أطوّل الخطوبة… لو في قبول منكم، نبدأ نجهز على طول.
جلس مع والد فريال ووالدتها يتحدث بهدوء، لكن عينيه كانتا تفضحان لهفته. فريال أيضًا، كانت تبدو خجولة لكنها موافقة، ولم تُبدِ أي اعتراض.
تدخل والدها أخيرًا وهو يسأل بابتسامة خفيفة:
– مستعجل ليه يا سالم؟ لسه الناس ما لحقتش تفرح بيكم.
رد سالم بصدق لا يخلو من الحرج:
– أنا هسافر بعد شهرين شغل خارج البلد، ومش حابب أسيبها من غير ما تكون على ذمتي. كمان… أنا عايز أبدأ حياتي معاها بسرعة، من غير تأجيل.
نظرت الأم إلى ابنتها التي احمرّ وجهها خجلًا، لكنها أومأت برأسها في صمت. ابتسم الأب وقال:
– طالما ده طلبك، وإنتوا متفاهمين، يبقى نبدأ نجهز من بكره.
---
بدأت أيام التحضير تمر كالعاصفة. الجميع كان مشغولًا، وفريال كانت بالكاد تستوعب ما يحدث حولها. للمرة الأولى، ترتب غرفتها لتصبح "غرفة عروسة"، تجرّب فساتين، وتقابل مصممي الكوشة، وتختار الدعوات. وبين كل لحظة وأخرى، كانت تسرق دقيقة لتكلم سالم على الهاتف.
– متخيل يا سالم؟ أنا هبقى مراتك كمان أسبوعين!
ضحك من قلبه، ورد بلهفة:
– وأنا مش مصدق إني خلاص لقيتك. كنت فاكر إن نصيبي اتأخر، طلع مستنيك.
أما عشق، فكانت الأكثر حماسة في البيت، تتحرك كالنحلة، تتابع كل تفصيلة، وتمازح فريال طوال الوقت:
– اتجوزي بسرعة يا فريال، لحسن الولاد في الحارة هيقعدوا يعضّوا صوابعهم ندم!
---
في جلسة هادئة قبل الزفاف بأيام، جلست فريال مع والدتها في المطبخ. سألتها الأم بخفوت:
– إنتِ مرتاحة يا بنتي؟ كل حاجة ماشية بسرعة.
ابتسمت فريال وهي تمسك بكف والدتها:
– آه يا ماما، مرتاحة جدًا. سالم راجل، وحسين معاه بمشاعر مكنتش اعرف أنها موجوده
مسحت الأم على شعر ابنتها برقة، و همست بدعاء:
– ربنا يكتب لك السعادة يا بنتي، ويجعله سندك في الدنيا.
---
اقترب يوم الزفاف، وكانت القاعة تتزين بالأبيض والورود الهادئة. في قلب الحفل، وسط التهاني والزغاريد، وقف سالم يضع الخاتم في إصبع فريال، وهمس لها بهدوء:
– من النهارده، كل يوم هيكون لينا ... مع بعض فرحه.
ابتسمت له، والدموع تلمع في عينيها.
– وكل يوم... هيكون أحلى بيك.
******
عند فهد
خرجت ماسة من المستشفى بعد تحسن حالتها بشكل لافت، و الابتسامة لا تفارق شفتيها، تلك التي كانت بالأمس باهتة و مكسورة.
كانت تسير إلى جوار فهد، وقد بدا عليه الإرهاق الممتزج بالامتنان، عينه تراقب خطواتها وكأنها تمشي فوق قلبه.
ركبت السيارة بهدوء، وأمسك يدها دون أن يتحدث، لم تكن الكلمات تكفي لتصف كم كان خائفًا من فقدانها، لكنها عادت، أقوى و أهدأ وأكثر إصرارًا.
---
مرت الشهور التالية كأنها قطوف من الجنة، لم يتأخر فهد لحظة في الإعتناء بها، كان يلازمها في كل خطوة، يحمل عنها عبء الأيام، و يحيطها بحب لم تشهده من قبل.
صحتها تحسنت، وروحها ازدادت إشراقًا، حتى جاء … يوم ولادة التوأم.
مرّت الساعات ببطء ثقيل، وكل دقيقة تحمل في طيّاتها قلقًا و مزيجًا من الدعاء والصمت. كانت ماسة في غرفة العمليات، تستعد لاستقبال أول أطفالها، والتوأم الأول في عائلة المنشاوي .
في الخارج، اجتمع الجميع في صالة الانتظار وكأنها بيت صغير اجتمع فيه النبض الواحد. كانت عشق تمسك يد والدتها بخوف، وعيناها لا تفارق باب العمليات.
جلس فهد على الكرسي المواجه للباب، لا يتحدث، لا يتحرك، عيناه كأنهما نُزعتا من وجهه و سُكنت في الداخل مع ماسة.
كان صوت أجهزة التنفس و الإشعارات في الداخل يختلط مع خفقات قلبه، وكلما مضت دقيقة، انحنى ظهره أكثر، و كأن الانتظار سلبه قوته.
جلس الجد المنشاوي الكبير في زاوية الغرفة، ساكنًا بصمته، يُسبّح بهدوء، ويداه تمسكان بمسبحته التي لم تفارقه يومًا،
لكن ملامح وجهه كانت مختلفة... فيها رجاء وخوف، وفيها لهفة لا تليق إلا بأب يخشى على قلب حفيدته التي لم ينجبها.
وفجأة... فتح الباب.
خرجت الممرضة وهي تبتسم، ثم قالت بنبرة هادئة:
– مبروك، المدام ولدت توأم... ولد وبنت، الأم بخير، بس محتاجة راحة.
ما إن نطقت حتى اندفع فهد واقفًا، ارتج جسده بالكامل، و تقدّم خطوتين لا يدري بعدها أيتكلم أم ينهار.
نزلت دمعة حارة على وجنته، أول دمعة تخرج من حصنه الذي ظل سنوات مشيدًا على الخوف والصبر.
ركضت عشق نحو الممرضة تسأل عن ماسة، بينما صفاء
احتضنت فهد وهي تبكي فرحًا:
– ألف حمد وشكر ليك يا رب... ألف حمد وشكر!
---
دقائق قليلة مرت قبل أن تُفتح أبواب غرفة الإفاقة، و تُدفع ماسة على سريرها ببطء نحو الغرفة الخاصة.
كانت مرهقة، ووجهها شاحب، لكن ابتسامتها الخافتة عند رؤية فهد وهو يركض نحوها كانت كافية لبعث الحياة في المكان.
انحنى عليها، أمسك يدها، ووضع جبينه فوقها، كأن روحه استعادت مكانها.
– ولد وبنت يا ماسة... والله نورتي الدنيا.
هزت رأسها ببسمة مرهقة، ثم أغمضت عينيها مطمئنة، فقد عاد قلبها إليها على هيئة فهد وصوته.
---
دخل الجميع الغرفة بهدوء، و احدًا تلو الآخر، ومع كل شخص دخل، امتلأت الغرفة بدفء جديد.
ثم دخل الجد المنشاوي الكبير، يتقدم خطواته بثقل سنين، لكنه كان يحمل بين يديه شيئًا مختلفًا… دعاء الأجداد.
اقترب من الحاضنة التي وُضع فيها الطفلان، مد يده بثبات، ورفع الطفل الأول – الولد – بين يديه، ثم همس في أذنه:
– الله أكبر… الله أكبر.
أذّن له كما فعل لابنه من قبل، وكما يأمل أن يُفعل له يوم رحيله. ثم أذّن للبنت، و قبّل جبينها.
جلس بعدها على الكرسي، يضم الطفلين على صدره، و تغمره دموع الرجولة الصامتة:
– أولاد فهد… أولاد المنشاوي.
---
خرج بعدها إلى الجميع وقال بصوته الحاسم:
– عشر عجول، العقيقة تكون في ساحة الدار الكبير، يتوزع لحمها على الغريب قبل القريب… عائلة المنشاوي استقبلت النور.
ضحك الجميع، وبكت صفاء، و احتضنت ابنتها ماسة وهي تقول:
– دي فرحة ربنا بيكافئنا بيها بعد سنين صبر.
---
كان ذاك اليوم ذكرى لا تُنسى.
الصور التي التُقطت، الدعوات التي رُفعت، الابتسامات التي تناثرت في الهواء، جعلت من تلك الولادة ميلادًا جديدًا للعائلة بأكملها…
و لفهد، كان الميلاد الحقيقي لقلبه، حين سمع كلمة "بابا" على لسان الزمن.
*******
بعد شهر بمنزل أدهم
نزلت درجات السلم بفرحة متناهية الحدود، لقد قتلها الشوق في تلك الفترة التي ابتعد فيها عنها.
لأول مرة منذ زواجهما، يتركها كل تلك الفترة.
ركضت نحوه بفرحة، استقبلها بين أحضانه بشوقٍ غامر، رفعها وهو يقبّلها.
ـ "وحشتيني... وحشتيني يا عشق الروح ونور العين."
ـ "إنتَ اللي وحشتني قوي، قوي يا أدهم. أول وآخر مرة
تبعد عني كل ده... أنا كنت بموت من شوقي ليك."
ـ "أوعدك ماعادش هتتكرر، لأنك وحشتيني أكتر بكتير... مكنتش مركز في أي حاجة."
نسي أمه وابنه، وظل ينهل من شهدها في محاولة فاشلة لإخماد نيران شوقه الثائر.
قالت بعشق، وهي تحرّك أناملها الدافئة على صدره:
ـ "يعني عايز تفهّمني إنك بين الأجنبيات دول، مافيش واحدة لفتت نظرك كده ولا كده؟"
ضحك بصخب، وهو يمسك يدها ويقبّلها:
ـ "هو كان في واحدة لفتت نظري قبلك علشان تلفت بعدك؟!"
ثم غمز لها بمرح:
ـ "رغم إن ده ما يمنعش إنهم حاجة جبارة... من الآخر."
هتفت بغيرة، وهي تضربه على صدره:
ـ "طب خليهم ينفعوك!"
جذبها قبل أن تبتعد، لتقع على صدره مرة أخرى.
مرر عينيه على ملامحها بعشق، ورفع بعض خصلات شعرها بأنامله، وهو يتحدث بحنان:
ـ "مليون مرة أقولك... و لآخر يوم في عمري..."
وضع يدها على قلبه:
ـ "ده فتح علشانك وقفل تاني عليكي. لا بشوف، ولا بسمع، ولا بحس غير بعِشق... عشق بس، هي اللي ملكتني."
ضمّت نفسها أكثر لحضنه، قلعته الحصينة:
ـ "وأنت كمان يا أدهم... من قبل ما أشوفك، وأنت فارس أحلامي. وبعد ما شوفتك، بقيت كل أحلامي.
ربنا يخليك ليا... إنتَ عمري الجميل اللي ابتدى بوجودك."
***"**
تمت بحمد الله
أتمني أن كنت ضيفه خفيفه عليكم
وعشتوا مع أحداث روايتي وقت لذيذ


تعليقات
إرسال تعليق