رواية أحببت خديجه حصريه وجديده وكامله جميع الفصول
رواية أحببت خديجه حصريه وجديده وكامله جميع الفصول
الحب. ما اداركم ما الحب. هو هناء وسعادة حينما نكون مع من نحب.مع من نعشق. مع من هواه القلب لكن .
يكون عذاب ومرار والم. وكثييرا من الوجع. حينما نعيش مع اخر. لا نحبه
تحكمنا حياتنا معه
العشرة ... المودة.... الرئفة في بعض الاحيان.
لكن ليس حب.. ليس عشق ... يريح القلب ويدواي الروح.
وفي هذه الرواية يتعذب قلبان وتتألم روحان. ولكن كلا منهم يتألم في صمت.
لم يستطيع اي منهم البوح بما في قلبه. ويعيش مع اخر في صمت قاتل
وللحظ العسير. ان القدر جمعلهم يعيشوا في منزل واحد. تحت سقفا واحد. ولكن كلا منهم. مع شخصا آخر.
يتألم كلاهما. كلما رأي الاخر بين احضان غيره . وتنهش الغيرة والنار قلبه وروحه. ولكن ليس باليد حيلة.
ولكن......
هل يحنوا عليهم القدر ويجمعهم؟
هل يحيا معا بسعادة في يوم من الايام؟
لا احد يعرف. ما يخبأ القدر.
***************************
زين: ضابط شرطة برتبة رائد . شاب يبلغ من العمر 33 من عمره. ببشرة قمحي رجولية. وعيون زرقاء تغرق الناظر لها مثل البحر. وشعر اسود بلون الليل الحالك. وجسد رياضي متناسق. وملامح رجولية. تجبر اعتي الفتيات والنساء بالوقوع في غرامه.
ولكن ليس فقط لملامحة الجذابة
ولكن ايضا لشخصيته الرائعة. فهو ذو شخصية قوية. شديد غامض بعض الشئ من ما يزيده جاذبية واثارة.
خديچة: فتاة جميلة ببشرة بيضاء وملامح فاتنة. وعيون بندقية. وشعر عسلي بلون العسل الجبلي الاصيل. تسحر حقا من رئها.
تبلغ من العمر 20 عاما. تدرس بكلية الحقوق. بشخصية هادئة وجميلة.
ترتدي النقاب وحمدااا لله انها ترتديه.
لانها ان كانت لا ترتديه لفتنت الكثير والكثير.
هذان هما ابطال روايتي. اما باقي الابطال فسوف يأتي ذكرهم اثناء سرد الرواية. واتمني ان تنال اعجابكم. وارجوا الدعم منكم... 😊😊
ندأ اولي مشاهد الرواية .
في منزل عائلة عثمان الطوخي. والد خديچة
مريم والدة خديچة تناديها بصوت عالي.
مريم: خديچة يالا يا حبيبتي هتتأخري علي الكلية.
خديچة جاءت مسرعة وعلي وجهها ابتسامة ساحرة: انا جيت اهو. وقبلت يد والدتها ورأسها.صباح الخير يا ماما.
مريم بإبتسامة حنونة: صباح النور يا عيون ماما.قوليلي نمتي كويس امبارح. كنت سايباكي طول الليل بتذاكري.
خديچة: اااه يا أمي انا صدعت من المذاكرة. ادعيلي يا أمي. احسن انا خلاص تعبت. حقوق دي طلعت صعبة اوي.
مريم: انتي اللي عنيدة. وتستهلي علشان وقتها كلنا حظرناكي انها صعبة. ومحتاجة حفظ وتركيز. وانتي اللي صممتي اشربي بقي.
خديچة. تذكرت سبب تصميمها علي دراسة الحقوق. لانها ارادت. ان تكون دراستها قريبة من عمل من تعشق من صغرها. وتمنت ان تكون قريبة منه. حتي لو بمجرد دراسة شئ قريب من دراسته وعمله. فتبسمت بسعادة.
مريم: ايه سرحتي في ايه .
خديچة : لا ابدا ما فيش حاجة.اومال بابا وعمار فين.
مريم: ابوكي بيصلي الضحي. وعمار تلاقيه بيلبس. روحي خبطي عليه. وقوليله يجي بسرعة هيأخر هو كمان علي شغله.
خديچة: حاضر يا ست الكل.
وذهبت خديچة لمناداة. عمار اخيها. وطرقت الباب بلطف. فأجابها من الداخل. يسمح لها بالدخول.
دخلت خديچة.
خديچة: صباح الخير يا عموري.
عمار بإبتسامة: صباح الخير يا لمضة. واحدة غيرك تقولي يا ابيه عمار. بس انتي مشكلة.
خديچة: هههههههه. الحق عليا انا اللي مش عايزة اكبرك يا هندسة. واقولك يا ابيه. وبعدين انا كبرت خلاص بقي ما بقتش صغيرة.
عمار: طيب يا ستي. ما انا مش هخلص من لامضتك دي علي الصبح.
خديچة: طيب ماما بتقولك يالا علشان هتتأخر علي الشغل.
عمار: تمام جاي. روحي انتي اجهزي علشان متأخرنيش لسة هوصلك الجامعة.
خديچة: لا لا لا تقلق. انا جاهزة اهو. بس انت شد حيلك.
صدع رنين هاتف عمار. بإسم منار خطيبته. والتي عقد قرانها منذ شهر. وقريبا سوف يتم البناء. فتبسم ودق قلبه فهو يحبها جداااا.
عمار: احمم طيب يالا روحي انتي وانا جاي وراكي. مش هتأخر.
نظرت خديچة للهاتف ورأت اسم منار. فتبسمت. وبمشاكسة.
خديجة: اممم. طيب مش عايز مني حاجة. انا ممكن اساعدك. وارد علي منار لحد ما تلبس.
عمار صر علي اسنانه بحنق: خديچة. بطلي غلاسة. وامشي من هنا بدل ما اظبطك.
خديچة: هههههههه. خلاص خلاص . خارجة اهو ماتزوقش.
وغمزته بعينها. ابقي سلملي علي منار.
وخرجت خديچة. وضحك عمار علي مشاكسة اخته. وقام بالرد علي حبيبته.
عمار: روح قلبي صباح الفل
منار: يا سلام. كل ده علي بال ما رديت عليا. ازعل انا بقي دلوقتي.
عمار: حقك عليا يا حبيبتي. بس البت خديچة الغلسة كانت كاتمة علي نفسي. ومكنتش عارف ارد عليكي.
تبسمت منار: لا خلاص مش زعلانة. بس ما تقولش عليها كدة. علشان انا بحبها.
عمار: اممم. اطلع انا منها يعني.
منار: لا طبعا يا حبيبي. انت الاصل هو انا اقدر.
عمار: لا انا كدة بقي لازم. اسمع بالتفصيل. سمعيني يا روحي.
علي مائدة الافطار. خرجت خديچة.فوجدت والدها خرج وجلس علي رأس المائدة. فذهبت له وقبلت يده ورأسه.
خديچة: صباح الخير يابابا.
عثمان بإبتسامة: صباح الخير يا حبيبتي عاملة ايه.
خديچة: الحمد لله يابابا . مادمت حضرتك بخير انا ببقي كويسة.
مريم: يا سلام عليكي بكاشة. وعلشان كدة واكلة عقله. بيحبك ويدلعك.
عثمان: هههههههه. اخدتي بالك يا ديچة. امك بتغير
خديچة: هههههههه. لا واخدة بالي دي علطول بتغير مننا.
مريم: كدة ماشي. انا مش عاملة غداء. ابقوا شوفوا بقي مين هيأكلكم.
عثمان: لا لا كله الا الغداء. حرام عليكي انا باجي جعان.
مريم: يبقي تبطل تغيظني انت وبنتك
خديچة غمزت امها: هههههه. واحنا بردوا لينا بركة غيرك يا مريوم. انتي ست الكل.
تبسمت مريم: ايوة يا اختي اضحكي عليا. ما انتي اونطجية. قوليلي اخوكي ما جاش يفطر ليه .
خديچة: ابدا. اصله مشغول بيكلم منار في التليفون. وانتي عارفة بقي مكالمة منار. شكلي كدة مش هروح الكلية النهاردة.
جاء عمار من خلفها. وضربها برفق علي رأسها.
عمار: قولنا بطلي لاماضة يا غلسة. انا خلاص خلصت. انتي بقي فطرتي ولا هتعطليني.
خديچة بغضب : اي. كدة بتضربني. ماشي مردودالك يا هندسة.
عمار: هههههههه. انتي اكنك متربية في ورشة مكانيكي. يخرب عقلك.
مريم: هههههه. بكرة ترتاح منها وتتجوز وتقعد مع الست منار
عثمان: خارج كدة بزعبيبك علي البنت اللي حيلتي. طب قول صباح الخير الاول.
عمار : اسف يا ابي حقك عليا. بس اللمضة دي زهقتني.
واقترب من والده وقبل يده ورأسه. احلي صباح علي احلي اب في الدنيا دي.
عثمان: صباحك فل يا بشمهندس.
وذهب لامه وقبل يدها ورأسها.
عمار: صباح الخير يا احلي مريم في الدنيا.
مريم: صباحك عسل يا عيون مريم.
خديچة: مش يالا بقي كفاية تأخير كدة هتأخر علي المحاضرة.
عمار اخذ لقيمة صغيرة ورشفة من كوب الشاي وبزهق من الحاح اخته
عمار: يالا يا غلسة. بلاها فطار قدامي.
في منزل عائلة الغندور.
تجلس فاطمة والدة. زين ومروان تنتظر اولادها علي مائدة الافطار
فاطمة. بصوت عالي غاضب: انتي يا ام احمد. اطلعي صحي البهوات اللي فوق دول انا تعبت منهم. ياارب يتجوزوا بقي ومرتتاهم تشيل همهم وارتاح منهم بقي. لا اله الا الله . الاتنين عاملين اضراب محدش فيهم عايز يتجوز ويفرح قلبي. يارب اهديهم.
وبعد قليل نزل مروان اخي زين الاكبر. و هو من يدير اعمال ولدهم بعد وفاته. وشخصيته قريبة من زين ولكن هو اصعب بكثير. فهو لم يرق قلبه لأمراة ولم يحب من قبل. وعلاقاته بالنساء كلها علاقات عابرة لتمضية الوقت فقط. وفي بعض الاحيان تكون للمتعة لكن ليس حب.
مروان: صباح الخير يا ماما عاملة ايه.
فاطمة . مبوزة وزعلانة: منه صباح النور.
مروان: مالك يا ست الكل بس مين زعلك.
فاطمة : يعني مش عارف انت واخوك. غلبت معاكم. ونشف ريقي علشان واحد فيكم يتجوز.
وانتم ودن من طين وودن من عجين.
مروان تنهد بحنق: وبعدين يا ماما هو انتي مابتزهقيش من الكلام في الموضوع ده. يا سيتي انا مش عايز اتجوز. انا كدة مرتاح وعايش سلطان زماني. اجيب واحدة تقرفني وتطلع عيني ليه . انا كدة مرتاح
فاطمة بغضب: ياسلام. يعني عجبك عشتك دي. وانت كل يوم والتاني مع واحدة. انت فكرك انا ما اعرفش. لا عارفة . وعارفة كمان انك بتغضب ربنا وتنام معاهم. وانا خايفة عليك الموضوع ده بيجيب غضب ربنا ويجيب الفقر. اسمع كلام امك واتجوز. اهو علي الاقل تبقي فرحتني. وكمان عفيت نفسك بالحلال. بدل الحرام اللي انت غرقان فيه ده.
مروان لكي ينهي المناقشة: حاضر يا أمي موافق. علشان خاطرك. بس لما الاقي واحدة مناسبة. وبنت ناس ومتربية. ابقي افكر في الموضوع ده. ماشي يا ست الكل . ممكن نفطر بقي
فاطمة تبسمت: وماله افطر يا حبيبي. روح يارب يريح قلبك يا مروان يا ابن فاطمة. زي ما ريحت قلبي.
في هذا الوقت نزل زين من الاعلي وتقدم منهم بخطواته الرشيقة وهيأته التي تخطب القلب والنظر. فهو رجل بشخصية تأثر القلوب. اقترب من والدته وقبل راسها. وابتسم ابتسامته الجانبية الجذابة.
زين: صباح الخير يا امي. كدة الدعوة الحلوة علي الصبح تطلع لمروان وزين لا. ازعل انا بقي.
فاطمة : ودي تيجي بردوا. بدعيلكم ليل نهار. انتم الاتنين ربنا يصلح حالكم. وييسرلكم طريقكم. هو انا ليا غيركم في الدنيا.
جلس وبدأ في تناول الافطار.
فاطمة: بقولك ايه يا زين يا حبيبي. انت كمان مش ناوي تتجوز وفرحني بيك.
ابتسم زين بجاانب فمه ابتسامته الجميلة جدااا.
زين: طيب بذمتك مين المجنونة دي اللي هترضي تتجوز ظابط شرطة.
فاطمة : نعم ليه بقي يا حبيبي . ده انت الف مين تتمني ضفرك. ده انت بنات العيلة كلها والجيران كمان بيتهبلوا عليك. انت بس تشاور. وهما يجولك هوا.
ابتسم زين بهدوء.
زين: يا امي. هما بس بيبقوا مبهورين في الاول. ظابط وبريستيچ. بعد كدة يبدأ النكد.
وتنهد بتعب. يا امي انا في شغلي ماليش مواعيد و طول الوقت سهر وسفر ومأموريات. وتعب ووجع قلب. انا كدة مرتاح اجيب واحدة تنكد عليا وتقد تقولي مابتقعدش معايا ليه مابتخرجنيش ليه. وليه التعب ده بس.
فاطمة : طيب واخرتها. ايه هتفضل كدة. ده انا ماصدقت. اقنع اخوك ووافق. تقوم انت ترفض.
وبكت بحزن . واكملت
يا ولاد ارحموني انا كبرت وتعبت. ونفسي افرح بيكم وانتم واجعين قلبي. معاكم. انا يا ولاد مش هعيش اكتر ما عيشت. وخايفة اموت قبل ما افرح بيكم.
حزن زين ومروان علي بكاء والدتهم. فهي برغم الحاحها عليهم في اي امر ايا كان. الا انها ام حنونة ومحبة لهم. و تحملت من اجلهم الكثير وعاشت لهم
ولم تفكر بأن تتزوج وتأتي لهم زوج ام. لا تدري ماذا يفعل بهم. وآثرت راحة اولادها علي احتياجاتها كأي انثي.
زين قبل يدها وابتسم بحنو:خلاص يا ست الكل اوعدك. هفكر انا كمان في الموضوع ده. وان شاء الله قريب افرحك يا ستي. ماشي.
تبسمت فاطمة من بين دموعها: صحيح يا زين.
زين: صحيح يا حبيبتي. بس دعواتك بقي اني الاقي عروسة تكون حلوة وبنت حلال.
فاطمة بفرحة: ده انا يا قلب امك هدعيلك ليل نهار. وكمان انا بنفسي اللي هنقيلكم عرايسكم بنفسي. وعلي زوقي.
صدم كلا من مروان وزين ونظرا بعضهم لبعض ووقف الطعام بحلقهما. وسعلا الاثنان بشدة.
فزعت فاطمة وقلقت عليهم وقامت من مقعدها وقدمت لكل منهم كوب ماء.وشربا الاثنان. وبعد قليل هدأت نوبة السعال التي اصابت الاثنان. واخذا نفسا براحة.
فاطمة: بيحسدوني عليكم انا عارفة والله. بيحسدوني. معايا شابين رجالة زي الورد ربنا يحفظكم من عنين الناس .
هاه قولولي بقي ابتدي اشوف عروسة مين فيكم الاول.
زين حمحم :اكيد مروان طبعا ده هو الكبير.
مروان صك علي اسنانه بغيظ من اخيه الذي يوقعه مع امه وهو يعلمها جيدا
مروان: بتدبسني يا زين ماشي مردودالك.
زين: ههههههه تعيش وتاخد غيرها يا ميرو. انا نازل علشان هتأخر علي شغلي سلام.
فاطمة تبسمت : بالسلامة يا حبيب قلبي.
والتفتت الي مروان. هاه قولي بقي يا مروان عايز العروسة شكلها ايه. بيضة ولا سمرا. تخينة ولا رفيعة. طويلة ولا قصيرة.
مروان: احممم. بصي يا ست الكل ما تتعبيش نفسك. انا قريب بإذن الله هجبلك عروسة علي مزاجك. ماشي. يالا سلام علشان اتأخرت انا كمان.
ورحل من امامها من قبل ما يسمع منها رد. فهو يعرف امه جيدا. لن تنهي هذا الحوار.
فاطمة: يوووووه. مشي كدة من غير ما نكمل كلامنا. وتبسمت بفرحة. بس مش مهم انا هدور واشوف عروسة علي مزاجي. وان شاء الله هجبله عروسة زي القمر. وبعدها ابقي افوق لزين. يارب يسرهالي ووقعني في عروستين بنات حلال.
................................................
امام جامعة خديچة.
تترجل خديچة من سيارة اخيها عمار
خديچة : سلام يا هندسة.
عمار: هههههههه. سلام يا لمضة. خالي بالك من نفسك اوعي حد يعاكسك
خديچة: يا هندسة هو انا باين مني حاجة ما انا اهو متغطية من فوق لتحت.
عمار: لا بردوا خالي بالك في ناس طفسة ما بتفرقش معاهم متغطية ولا متعرية. يالا اشوفك في البيت. لو بابا مش جاي يا خدك. تكلميني ما تروحيش لوحدك فاهمة
خديچة: حاضر يا حبيبي ما تقلقش مع السلامة ربنا يحفظك.
عمار: ويحفظك يا حبيبتي. سلام
................................................
بداخل مكتب زين
زين: يا ابني ما تتعبش نفسك. انا هعرف ازاي انطقه. ملكش دعوة انت بس انت عارف انا مليش في الطريقة دي
خالد: يا زين افهم. الاشكال دي ما ينفعش معاهم. الادب. دول لازم يتروقوا علشان يعترفوا.
زين: اوفففف. وبعدين معاك يا خالد انزل من علي وداني. انا مش فايقلك. مش كفاية امي اللي عايزة تجوزني دي. لا وكمان هي اللي تنقي العروسة بنفسها.
خالد لم يتمالك نفسه من الضحك:هههههههههههههه
زين بغضب :خااالد
خالد: خلاص خلاص. معلش بس اعمل ايه. مش مصدق. انك تتجوز ده انت عامل اضراب لا وكمان علي زوق امك يعني هتبقي فل من كله
زين: طيب نقطني بسكاتك. انا مش ناقص.
خالد: احمم. زين احنا صحاب عمر. عايزك تجاوبني بجد انت عمرك ما حبيت
تنهد زين وشرد بذاكرته في الايام الخوالي.
كان زين وعمار اصدقاء في مدرسة واحدة. وكانوا يتبادلون الذهاب الي بعضهم البعض من اجل المذاكرة.
وكان زين دائما عند ذهابه الي عمار في المنزل كان يحب الجلوس مع خديچة كانت صغيرة وجميلة وبريئة وكانت هي ايضا عندما تراه تركض اليه وتتعلق به. وتظل جالسة معهم ولا تريد ان تذهب وتظل معهم طوال فترة المذاكرة. وظل الحال هكذا حتي انهي الاثنان المرحلة الثانوية. بتفوق.
واختار كلا منهم مستقبله. عمار اختار كلية الهندسة فهو يعشق الرسم ويحب التصميم والمعمار.
اما زين فهو منذ الصغر يريد ان يكون ضابط. ويعشق الاكشن والمطاردة. فدخل كلية الشرطة.
وبعد التحاق كلا منهم بكليته ظلا يتزاورون في الاجازات. وكانت خديچة تنتظر الاجازة بفارغ الصبر. حتي يأتي زين وتراه فهي تحبه جدااا. وتعشق اللعب معه.
الي ان كبرت خديچة واصبح من المحال ان تري زين او تجلس معه وتتكلم. فهي اصبحت فتاه بالغة ولم تعد صغيرة.
كان هذا الامر بحزن زين وخديچة ايضا. فهو يشعر نحوها بشعور لم يشعر بيه نحو اي فتاه اخري. وايضا ارتدت النقاب فأصبح من الصعب حتي ان يراها ويشبع نظره منها. ومع الوقت تيقن انه يحبها بل ويعشقها. ولكن لا يعلم اهي ايضا تحبه وتشعر بنفس شعوره ام انه بالنسبة لها مثل عمار اخ اكبر فقط. ولم يتجرأ مرة واحدة بأن يتكلم معاها او يحاول سؤالها عن حقيقة مشاعرها نحوه. فهو كتوم جداااا. ويغشي علي كرامته وكبريائه من الرفض من. من عشقها قلبه.
افاق زين من شروده. علي صوت صديقه
خالد:زززززززين انت يا ابني روحت فين
زين : هاه ااااانا لا ابدا انا معاك اهو .
خالد : طيب جاوب. سكت ليه
زين: احممم. بقولك ايه انت فايق ورايق وانا ورايا شغل عن اذنك.
وهرب زين من الاعتراف بحبه .
ماتنسوش تصلوا علي النبي 🌺
(((أحببتُ خديجه)))
(((الفصل الثاني)))
في منزل عائلة الغنور.
فاطمة تتكلم في الهاتف مع احدي صديقاتها.
فاطمة : ايوة يا سميحة. لازم تشوفي معايا. وتفكريني ببنات معارفنا انا لازم الحق مروان قبل ما يرجع في كلامه.
سميحة: بس كدة من عيوني. طيب ايه رئيك في نهي بنت عفاف
فاطمة: امم. لا دي طويلة اووي عاملة زي الزعافة شوفي واحدة تانية.
سميحة: طيب ايه رئيك في هبة بنت زينب.
فاطمة: لا لا دي قصيرة وشبه الكورة
سميحة: يوووه وبعدين معاكي يا فاطمة. انتي كل واحدة تطلعي فيها القطط الفطسانة. اومال انتي عايزة ايه ملكة جمال.
فاطمة: ايوة يا اختي عايزة ملكة جمال. ده انا ابني بسم الله عليه. راجل طول بعرض وزي الفل. وزي القمر. لازم مراته تبقي زيه واحلي كمان.
المهم فكري معايا انتي بس
سميحة :امري لله طيب ايه رئيك في ...
................................................
في مكتب زين
يجلس ويتابع احدي قضاياه. ومنهمك
ويدق الباب ويدخل عمار. وعندما رآه زين تبسم وفرح جداااا. فعمار هو اقرب اصدقائه واحبهم اليه. فقام وسلم عليه بحرارة.
زين: عمور. اهلا حبيبي نورتني. فينك وحشني.
عمار: لا يا راجل لما انا واحشك كدة مابتسألش عليا ليه. ولا المجرومين واخدينك مننا.
زين: اعمل ايه بس يا عمار. ما انت شايف الوضع عامل ازاي والله غصب عني المهم طمني عمي عثمان وطنط مريم عاملين ايه.
عمار: الحمد لله حبيبي بخير وبيسألوا عليك دائما وماما نفسها تشوفك انت بقالك كتيير ماجتش عندنا.
زين: معلش ان شاء الله في اقرب وقت هاجي ازوركم.
وبتردد وقلبه يدق بلهيب الشوق احممم. قولي وديچة عاملة ايه.
عمار: بخير كويسة الحمد لله. اسكت طالع عينيها في المذاكرة. حقوق دي متعبة. كلها دش ورغي
زين: انت هتقولي ما انا عارف انت ناسي اني درست كل ده في كلية الشرطة. احممم علي فكرة انا مستعد اساعدها في اي حاجة لو احتاجتني يعني.
عمار: خلاص هقولها واشوف هي محتاجة حاجة ولا لا. فاكر لما كانت صغيرة وتيجي تفضل كاتمة علي نفاسنا واحنا بنذاكر.
زين تبسم بحنو وحنين: طبعا فاكر . ودي حاجة تتنسي.
عمار: هههههه ولا التدبيسة اللي كانت بتدبسهالك كل مرة تصمم تخليك تجبلها شكولاتات وبونبوني وليلة كبيرة من يومها غلسة ولمضة.
زين: ههههههه. اه دي كانت مشكلة كانت بتاكل شيكولاتة بإفتري. بس لا حررام هي ما كنت غلسة دي طول عمرها هادية ورقيقة.
عمار: طيب قولي انت فاضي الشهر ده. انا خلاص فرحي قرب ولازم تحضر.
زين: ان شاء الله ادعيلي بس ما تجنيش مأمورية مفاجأة. اليومين دول ماسكين قضاية صعبة ومؤرفة.
عمار: ماليش فيه. حتحضر يعني حتحضر. وكمان عايزك تكون فاضي يوم وتنزل معايا نجيب البدلة وشوية حاجات ليا. انا طول عمري بحب زوقك.
زين: بس كدة. وانا تحت أمرك. لو تحب النهاردة انا معاك مش مشغول قوي ممكن ننزل دلوقتي
عمار: تمام اوي يا ريت يالا بينا. بس هنروح البيت الاول. اخد حمام واغير هدومي دي. مش معقول هنزل بشكلي كدة انا لسة راجع من الموقع وحالتي صعب. طوب ودبش واسمنت . ههههههههههه
زين: هههههههههه. طيب تمام يالا بينا.
وخرج. زين وعمار واستقلي كل واحدا منهم سيارته. واتجها الي منزل عمار.
................................................
في منزل عثمان
مريم: يا ديچة تعالي حضري معايا السفرة. علشان ابوكي جعان. وعمار زمانه جاي.
خديچة كانت قد انهت تغير ملابسها للتو. وخرجت لوالدتها.
خديچة: انا اهو يا حبيبتي. بس بقولك ايه. ما تعرفيش عمار اكل العصافير الصبح ولا لا.
مريم: لا والله يا بنتي. ماسألتهوش. وبعدين ما انتي كنتي معاه الصبح مسألتهوش ليه.
خديچة: نسيت. طيب بصي انا هدخل اشوفهم واحطيلهم اكل. واجاي اساعدك . حرام دول روح وماينفعش نسيبهم من غير اكل كل ده.
مريم: طيب روحي وما تتأخريش.
دخلت خديچة اللي الشرفة الخاصة بغرفة عمار اخيها. وابتسمت للعصافير التي تعشقها. وبدات تضع لهم الطعام. وتكلمهم وتتأملهم.فهي تحب العصافير وبالخص عصفورها المفضل. زين
امام منزل عمار وصل الي المنزل. وخلفه زين بسيارته.
ترجل منها واغلقها. واتجه الي سيارة زين.
عمار: يالا تعالي اطلع معايا لحد ما البس
زين: اطلع فين انت مش قايلهم. وانا ما ينفعش اطلع كدة علي غفلة
عمار: مش انت لسة بتقول انك نفسك تيجي تسلم . اهو بقي تعالي معايا وسلم عليهم بنفسك
زين تذكر انه من الممكن ان يري. حبيبته خديچة. ويطمئن عليها
احممم طيب تمام يالا بينا.
وصعد الاثنان الي المنزل. ودخل عمار في البداية ليتحقق من عدم وجود والدته واخته في الخارج من دون حجاب. وبصوت عالي.
عمار: السلام عليكم. امي زين معايا ماشي.
مريم من الداخل بفرحة: اهلا اهلا. ينور حبيبي. ثواني اخلص اللي في ايدي واجي اسلم عليه وقوله انه هيتغدا معانا.
عمار: ههههههه. شوفت حماتك بتحبك.
زين تبسم بتمني: ااااه ياريتها تبقي حماتي فعلا.
عمار: طيب يا امي احنا داخلين أوضتي ماشي.
مريم:ماشي ياحبيبي.
ادخل عمار زين الي غرفته واستأذن منه للذهاب الي الحمام ليأخد حمام ويعود له. وبعد ذهاب عمار. سمع زين صوت همس يأتي من الشرفة فإقترب منها ليستمع الي صوتها الذي أثر قلبه فهو لم يختلف كثيرا عن صوت العصافير التي تتحدث معهم . وعندما اقترب اكثر رئها .
رئي حبيبته وصغيرته. وهي تقف تطعم العصافير وتحدثهم وقد اطلقت علي احدهم اسمه. زين وكانت تحدثه.
خديچة: ههههههه. تعرف يا زين انت فيك كتير من زين . واثق كدة من نفسك وتقيل وليك شخصية. بس في نفس الوقت حنين وهادي. تعرف. انا كنت بحب اوي اقعد مع زين مع ان شخصيته هادية وغامض كدة. بس عنيه فيها حنيه فظيعة.
وتنهدت بيأس.
عارفة هتقول عليا. مجنونة وموهومة. بس اعمل ايه انا مش شايفة راجل غيره
كان زين يستمع لها بدهشة وصدمة وشوق في ان واحد. احقا تحبه مثلما يحبها احقا تعشقه ولا تري رجلا غيره مثلما يعشقها هو ولا يري انثي غيرها. ااااه يا قلب ااان لك ان تفرح وتفوز بمن امتلكت قلبك . وظل يتأملها بهيأتها الساحرة. فهي رغم بساطتها وبرائتها. وارتدائها لملابس طفولية بعض الشئ وعليها رسوم كارتونية. الا انها تشعل اللهيب بجسده. وشعرها الذي ينسدل خلفها وضحكتها الجذابة. فاااه والف اااه من ضحكتها فهي لا تدري ماذا تفعل بهذا المسكين. ولكنه حمد الله ان الشرفة مغلقة من الخارج ولا تظهر شئ من الداخل فلو كان احد يرها غيره لذهب اليه وااقتلع عينيه. فهو يغار عليها حد الجنون. وفجأة وجدها تودع عصافيرها وتتجه لداخل الغرفة وكانت صدمتها وهي متجهة للداخل لتجده في مواجهتها وكادت ان يختل توازنها وتقع الا ان يديه كانت اسرع في التقاطتها وطوقها من خصرهاواقترب من وجهها وقلبه ينبض بعنف. وشوقه ينطق في عينيه. ولم يختلف الحال عندها. فقد كانت دقات قلبها مثل الاجراس. واقشعر جسدها من احتوائه لها بهذا التملك وغابت في عينيه التي تبثها كل هذا الشوق والغرام. فهي كانت تتمني ان تراه. وفجأة وجدته امامها. والاصعب انها الان بين زراعيه. فإشتعل وجهها خجلا من هذا الموقف
حاولت ان تنطق شيئ.
خديچة: زين ااانا اسفة ما كنتش اعرف انك هنا.
زين وهو يشدد من ضمها لصدره و يلهث من تصارع انفاسه من شدة الرغبة التي تتملكه في هذه اللحظة.
زين: ولا انا كنت اعرف اني هشوفك واسمع كلامك.
خديچة بصدمة: كككلام كلام ايه
زين وهو يبتسم ابتسامته الجانبية التي تزيده وسامه.
زين: كلامك اللي قولتيه للعصفور زين اللي مسمياه علي اسمي
خديچة شعرت ان دلو ماء بارد قد انصب عليها فلم تعرف ماذا تقول له. يااا خجلي اهو حقا سمع كلامي وعلم بحبي له. هي لم تنطقها ولكن كلامها كان يدل علي ذالك. فسكتت ولم تدري بماذا ترد.
زين: وهو ينظر في عينيها. ديچة
خديچة نظرت له بشوق واعجاب لسماع اسمها من بين شفتيه : نعم
زين : انا... ااانا
ولكن في هذا الوقت استمع زين لصوت عمار ووالدته بالخارج. فأبعدها عنه بهدوء. وهو يهمس لها.
زين:اسمعي ادخلي البلكونة بسرعة وحاولي تتداري. واكني ما شوفتكيش وانتي ما كنتيش عارفة تخرجي. ماشي.
خديچة: اومأت له برأسها والتفتت لتدخل الي الشرفة مرة اخري. ولكنه امسك بيدها ونظر لها بحب ظاهر في عينيه.
زين: ديچة. احنا لازم نتكلم في كلام مهم جداااا لازم اقولهولك ماشي.
خديچة: اومأت برأسها له وهي تبتسم بخجل.
زين: قبل ان يترك يدها طبع عليها قبلة حنونة برقة ونعومة.
خديچة سحبت يدها بخجل واتجهت اللي داخل الشرفة ووقفت اسندت ظهرها الي الحائط وهي تضع يدها علي صدرها تريد ان تهدئ. انفاسها المتصارعة ودقات قلبها التي تدق بعنف شديد. وهي لا تصدق ان اليوم الذي كانت تتمناه من سنين من وقت ما كانت مراهقة وهي تحب زين ولم تحب غيره. وكانت تتمني لو انه يشعر بها ويبادلها نفس الشعور. وهاه هو اليوم يقترب منها وتري في عينيه الحب. ااااه ما اسعده من يوم. فهذا حقا يوم ميلادي. اليوم الذي لاول مرة تشعر فيه بحب زين لها.
جلس زين وهو في حالة غريب احاسيس وشعور جديد عليه تمناه وحلم بيه. واليوم تحقق. فهل حقا جاء اليوم الذي سوف تكون فيه خديچة حبيبتي وزوجتي. يااالله. متي يأتي هذا اليوم.
دخلت مريم وعمار الغرفة.
عمار اخذ حمام وارتدي بيجامته المنزليه. وامه احضرت لهم الغداء.
مريم: اهلا يا زين يا حبيبي عامل ايه ووالدتك واخوك بخير
زين: الحمد لله بخير حضرتك عاملة ايه والله وحشاني انتي وعمي عثمان
مريم: اه وعلشان كدة بتسأل
زين: معلش انا عارف اني مقصر معاكم بس غصب عني شغلي صعب
بس اوعدك من هنا ورايح هتشوفيني كتير.
مريم تبسمت: الله يعينك حبيبي انا عذراك. ربنا يقويك ويسترها معاك. وعموما انا ابقي سعيدة اوي لما اشوفك انت غلاوتك من غلاوة عمار تمام.
عمار: ااه انا عارف هنقضيها سلامات ومش هناكل انا جعان.
زين: يا بني انت هو الطوب والزلط اللي انت شغال وسطهم دول. بقوا كمان في لسانك.
عمار: ههههههه تصدق فعلا انا اتأثرت اوي بالطوب والزلط. قوليلي يا ماما ديچة رجعت امتي انا من ساعت مارجعت مش شايفها. وكان مش في أوضتها
مريم وقد تذكرت الان ان خديچة عند العصافير في شرفة عمار.
مريم: يانهاار. دي ديچة في البلكونة عندك بتأكل العصافير وانا نسيت خالص فاكراها في اوضتها.
عمار: انتي بتتكلمي جد ازاي انت شوفتها يا زين.
زين حاول ان يهدأ ولا يظهر عليه توتره: احممم لا ما شوفتش حد.
دخل عمار يبحث عنها في الشرفة فوجدها تختبأ في ركن بعيد فضحك علي هيأتها هو ظن انها من خوفها من روؤية زين لها. ولا يعرف انها من ما كانت تعيشه منذ لحظات.
عمار: ههههههههه. مالك عاملة زي الكتكوت المبلول
ليه كدة. وليه ما ندهتيش علينا.
خديچة: احممم . اااصل لما جيت اخرج ليقت زين قاعد في الاوضة وما عرفتش اخرج. روح بقي هاتلي الاسدال بتاعي والنقاب. خاليني اخرج
عمار: ههههههه. طيب استني ماما هاتي لديچة اسدالها والنقاب
مريم: حاضر ثواني.
واحضرت مريم لخديچة اسدالها ونقابها وارتدتهم وخرجت تحت نظر زين الذي ود لو قام واخذها من بيهم وتزوجها في الحال ليهدئ ثورة شوقه اليها. ولكن صبراااا.
عمار: ايه يا ديچة مش هتسلمي علي زين.
خديچة نظرت لزين وقلبها ينبض بعنف وهي تتذكر نفسها وهى بين ذراعيه منذ قليل.
خديچة: احمم اازيك يا زين عامل ايه.
ابتسم زين علي حالها وارتباكها الواضح والتي فشلت في تخبئته.
زين: ازيك انتي يا ديچة. قوليلي عاملة ايه في الدراسة. علي فكرة انا قولت لعمار لو احتاجاتي اي مساعدة انا تحت امرك. خالي عمار يكلمني وانا اجيلك هوا.
خديچة: ابتسمت. بصراحة في حاجات كتيير صعبة. بس انا مش عايزة اتعبك واعطلك. انا عارفة شغلك صعب ومتعب وما عندكش وقت.
تنهد زين بحب ونظر لها بحنين لم يستطيع اخفائه.
زين:اوعي تقولي كدة انتي بالذات تتعبيني براحتك تعبك راحة بالنسبة ليا.
وبعد ذالك شعر انه تسرع في قوله وحاول ان يبدل الحوار ليداري توتره.
احممم ووبعدين انتي نسيتي ولا ايه. مش انا زمان اللي كنت بذاكرلك.ماكنتيش تحبي عمار يذاكرلك فاكرة ولا نسيتي
خديچة تبسمت: طبعا فاكرة. وعمري ما نسيت.
عمار: ههههههه. اهم حاجة الشيكولاتة ولا نسيتي دي كمان
خديچة وكزت عمار في كتفه.
خديچة: عمار وبعدين معاك.
عمار: ايه مش عايزة حد يفكرك انك كنتي طفسة وبتموتي في الشيكولاتة ومازلتي. لسة قارفانا كلنا.
زين: ههههههه. خلاص يا ديچة ما تزعليش منه هو كدة دبش زي اللي شغال فيه. وعموما ياسيتي انا مش ناسي وجبتلك شيكولاته معايا زي زمان. اتفضلي.
خديچة سعدت بشدة لتذكره اشياء بسيطة من ايام طفولتها. مثل هذه. اذا هو حقا يفكر بها واخذت منه الشيكولاته وهي تبتسم.
خديچة: شكراااا بجد انا بحب النوع ده اووي
عمار:ده وقفنا مخصوص واحنا جاين علشان يجبهالك. وكان هيبعتهالك معايا علشان ما كنش عايز يطلع.
مريم:كدة يا زين ما كنتش عايز تطلع تسلم علينا.
زين: لا والله مش كدة. بس مكنتوش عارفين وما كنتش عايز اسبب اي قلقك. واديكي شوفتي ديچة بسببي اتحبست في البلكونة.
مريم: يا حبيبي ولا يهمك. ديچة زي اختك. وانت تيجي في اي وقت ده انت اللي مربيها علي ايدك.
وقف الكلام في حلق زين شعر بشئ من الغضب. وانه سيكون من الصعب الحصول علي خديچة. فهم ينظرون له امه مثل اخيها خصوصا وفارق السن بينهم 13 عام. شعر بوخز في قلبه لمجرد فكرة رفضهم له. وخصوصا انهم يرونه اخ لها.
خديچة شعرت بتغير ملامحه ونظراته اليها التي تسألها هل هي ايضا تراه هكذا مثلهم ام تراه حبيبها.
خديچة: احممم تعالي يا ماما علشان نغدي ابي زمانه جاع . وكمان ادوقه شيكولاته زين.
وخرجت خديچة ووالدتها ولكن نظرت لزين قبل ان تخرج نظرة طمأنينة. تبثه ثقتها وحبها.
وفهمها زين وتنهد بإرتياح وجلس مع عمار واكل معه. وبعد الغداء . ذهبا الاثنان الي التسوق وشراء بذلة عرس عمار . وبعض المستلزمات الاخري. وايضا اشتري زين بذلة شديدة الجمال والرقي وكان حقا وسيما بها كانه هو الذي سوف يتزوج. وبالفعل هو تمني ذالك ان تكون هذه بذلة عرسه علي خديچة.
................................................
وفي المساء ذهب اللي المنزل ورأت امه الاشياء التي عاد بها. وسألته عنها فقال لها ما حدث.
فاطمة بسعادة : صحيح عمار خلاص هيتجوز.
زين بإبتسامة: ايوة يا امي هيتجوز اخر الشهر. يعني كمان اسبوعين كدة.
فاطمة: ياسلام ماشاء الله. ربنا يا ابني يتممله بخير. انا طول عمري بحب الواد ده. متربي كدة وابن ناس.
عمار: ايوة فعلا عندك حق. عمار ده اعز صديق ليا. احمممم. بقولك ايه ما تنسيش تجهزي نفسك انتي كمان علشان هتيجي معايا. علشان تباركي لطنط مريم وعمو عثمان.
فاطمة: اه طبعا وماله يا حبيبي. اجي معاك. هو باينلي ليه اخت مش كدة. انا بقالي سنين ماشوفتهمش. يمكن من ساعة ما انت ما كنت في ثانوية عامة
زين تبسم ابتسامته الجذابة: اه يا امي خديچة.
فاطمة: ااايوة هي خديچة. والله يا بني اسمها كان رايح من بالي. عموما عيوني يا حبيبي هجهزلهم هدية حلوة كدة. واجي معاك.
زين: ان شاء الله. انا طالع اوضتي. قوليلي هو مروان لسة ما رجعش
زمت فاطمة شفتيها بحصرة.: وهو اخوك بيجي دلوقتي. تلاقيه سهران مع واحدة من اياهم. ربنا يتوب عليه ويتهد ويتجوز بقي.
تنهد زين فهو يكره تصرفات اخيه الاكبر. هو لا يكبره بكثير بل بعامين فقط. ولكن هناك اختلاف بينهم. فزين يبدوا اعقل واحكم من مروان. مروان رغم قسوته الا انه لا يعبأ بشئ حرام ام حلال خطأ ام صواب. بل يفعل ما يحلو له. دون ادني اعتبارات
زين: ربنا يهديه يا امي ادعيله.
فاطمة: بدعيله يا ابني وانا في ايدي ايه غير الدعاء. ربنا يهديه.
زين: طيب انا هطلع اخد شاور . ولما يرجع ابقي اندهيلي انزل نتعشي كلنا مع بعض.
فاطمة: حمام الهنا يا حبيبي. حاضر انا هخلي ام احمد تجهز العشاء. ولو اخوك اتأخر نتعشي انا وانت.
زين : تمام يا ست الكل ماشي.
................................................
في منزل عثمان
تجلس خديچة في غرفتها تستعيد ما حدث في النهار . وتحدث نفسها.
خديچة: يارب انا عارفة ان اللي حصل النهاردة ما ينفعش لما زين شافني بشعري من غير حجاب وكمان النقاب. بس انا غصب عني انا لما خرجت من البلكونة اتفاجأت بيه. وكمان لما مسك ايدي قبل ما اقع. انا كنت زي المسحورة. مش مركزة في حاجة. يارب سامحني.
وتبسمت. بس زين كدة شكله فعلا بيحبني. ولا انا بيتهيألي. وياتري ايه الكلام ده اللي هو عايز يقولهولي. اااااه يارب زين يكون بيحبني بحد وابقي زوجته نفسي اعيش معاه في بيت واحد.
وبعد قليل بدأت خديچة تشعر بألم ببطنها واشتد االالم اكثر ولم تعد تتحمله. وصرخت صرخة قوية دوت في ارجاء المنزل
خديچة: ااااااااااااااه
🫶🏻ماتنسوش تصلوا علي النبي 🫶🏻
(((أحببتُ خديجه)))
(((الفصل الرابع)))
مروان جلس بتعب : نعم يا أمي اتفضلي خير.
فاطمة بحماس وسعادة: اما النهاردة لما روحت فرح عمار صاحب زين شوفتلك حتة عروسة انما ايه عسل ادب واخلاق وجمال كاملة من كله
مروان بتأفف: يا ماما عروسة ايه بس. ما انا قولتلك انا هشوف بنفسي انتي مش هتعرفي زوقي.
فاطمة: ازاي بس انت بس اعرف هي مين. دي تبقي خديچة اخت عمار. صاحب زين . يعني من ناحية الاصل والعيلة مافيش كلام. ولو علي التعليم دي ماشاء الله في كلية باينلي كدة قالتلي حقوق. والجمال بقي ما قولكش. بس هي منتقبة
مروان بتفكير : امممم. يعني هي حلوة
فاطمة ابتسمت: حلوة بس دي تقول للبدر قوم وانا اقعد مكانك.
واخرجت هاتفها وعرضت له الصورة التي التقطتها لخديچة من دون علمها.
فاطمة: شوف كدة انا صورتها علشان اوريهالك من غير ما هي تاخد بالها. شوف حلوة ازاي.
اخد مروان الهاتف من والدته ونظر فيه. واذا به يتجمد كالصنم. يااااالله ماهذا الجمال. انها حقا فاتنة. لم تكذب امي . من يستطيع ان يرفض فتاة مثلها. خصوصا انها مع هذا الجمال بها مميزات اخري ذكرتها له امه.
مروان بإعجاب: دي فعلا جميلة اوي يا امي. قولتيلي هي مخلصة حقوق
فاطمة: لا لسة في الجامعة فاضلها السنة دي واللي جاية.
مروان شعر بضيق. فهي بهذا الشكل تصغره بخمسة عشر عاما. هي بالعشرين وهو بالخامسة والثلاثون.
مروان: ايوة يا امي بس دي كدة صغيرة اوي عليا. ممكن اهلها يرفضوا
فاطمة: انت بتقول ايه ليه بقي ان شاء الله . وهما هيلاقوا احسن منك فين. وبعدين يا حبيبي طول عمرنا نعرف ان الراجل ما يعيبوش الا جيبه. وانت اللهم بارك جيبك مليان ومش ناقصك حاجة. قول اه انت بس وانا هتصرف ملكش دعوة.
مروان ابتسم وهو ينظر لصورة خديچة: تمام. هفكر يا امي وارد عليكي
فاطمة : يعني اكلمهم
مروان: لا لا اوعي يا امي . اانا لازم افكر كويس. وبعدين انتي تعرفي اهلها اه. لكن انا كمان لازم اسأل عليها بطريقتي ولما اخد قرار. هبلغك. بس اوعي تقولي لحد ولا تفاتحي حد في حاجة . فاهمة يا أمي اياكي. والله الغي فكرة الجواز دي خالص
فاطمة:لا لا وانا عبيطة خلاص مش هكلمهم الا لما تقولي انت. طيب اقول لزين يجس نبضهم.
مروان : ده بالاخص زين لا. ده صاحب عمار وممكن يقع بلسانه. اصبري يا امي عليا بس يومين كدة. ده جواز مش حاجة سهلة.
فاطمة: خلاص يا حبيبي اللي يريحك. انا مش هجيب سيرة لحد الا لما انت تفكر وترد عليا.
مروان ابتسم: تمام يالا بقي تصبحي علي خير يا ست الكل.
فاطمة : انت من اهل الخير. ربنا يارب يجعلها من نصيبك وتتجوز وتفرح قلبي يا مروان يا ابني.
مروان: ان شاء الله يالا انا طالع انام
فاطمة بمكر: طيب هات التليفون. وخده معاك ليه
مروان بإحراج : ايه احمم لا ولا حاجة انا نسيت مش اكتر. ثواني بس.
وارسل مروان صورة خديچة من هاتف والدته لهاتفه. ليحتفظ بها فهي بالفعل اعجبته.
مروان: اتفضلي يا سيتي تليفونك اهو. تصبحي علي خير
فاطمة بسعادة بالغة: وانت من اهل الخير يا قلبي.
صعد مروان الي غرفته واخذ حماما ودخل فراشه وفتح هاتفه واخذ ينظر الي صورة خديچة ويبتسم. ولا يعرف لماذا للحظة تخيلها زوجته ومعه في فراش واحد.
مروان: ايه يا مروان مالك. دي مجرد صورة تعمل فيك كدة. اومال لو شوفتها قدامك هتعمل ايه. ده انت عرفت ستات بعدد شعر رأسك. معقولة البنوتة دي تلخبطك كدة. ااااه. شكلك كدة يا مروان هتتهد وتتجوز. وربنا استجاب لامك
وابتسم مرة اخري وهو ينظر لصورتها. ونام وهو علي حالته تلك.
................................................
في الصباح استيقظ زين وارتدي ملابسه ونزل لاسفل. وجد والدته تنتظره إفطار. اقترب منها وابتسم وقبل رأسها
زين: صباح الخير يا أمي
فاطمة: صباح الهنا علي عيونك يا حبيبي. قولي ايه الشنطة اللي معاك دي
زين: دي شنطة صغيرة كدة. علشان طالع مأمورية كدة في السريع
فاطمة بقلق: مأمورية. وهتتأخر
زين: لا يا حبيبتي. بالكتير 3 او 4 ايام مش اكتر
فاطمة: ربنا يا ابني يحفظك ويستر طريقك. وترجعلي بالسلامة انا قلبي بيوجعني عليك كل مرة تسافر فيها
زين ابتسم وقبل يدها: ماتقلقيش عليا. ابنك راجل ومايتخفش عليه. اهم حاجة تدعيلي انتي بس.
فاطمة: دعيالك يا نور عيني ترجعلي سالم غانم يارب
زين: يا رب يا حبيبتي. يالا انا ماشي بقي علشان ما اتأخرش
فاطمة: طيب كمل فطارك . انت مالحقتش تاكل حاجة
زين: لا يا حبيبتي كفاية كدة. مش عايز اتأخر. سلام . ابقي سلميلي علي مروان.
فاطمة: ان شاء الله من عيوني. بالسلامة انت.
وتنهدت بتعب: ياااارب. رجعهولي بالسلامة ده انا مليش غيره هو واخوه. ويهديك يا مروان يا ابني وتفرح قلبي.
................................................
في داخل مكتب زين يستعد هو وصديقه خالد للذهاب الي العملية المكلفين بها.
خالد بتزمر: انا مش عارف هو مافيش غيرنا في ام الادارة دي ده هم. كل يوم والتاني عملية ومخاطرة. مايشوفوا العيال الجديدة دي بدل ما هما قاعدين كدة مالهمش لازمة.
زين بنفاذ صبر: نفس الكلمتين بتوع كل مرة. انت مش هتكبر بقي وتفهم. والظباط الجداد اللي بتقول عليهم عيال دول. لسة بيتعلموا وياخدوا خبرة. واحنا كنا زيهم في يوم من الايام. واظن المفروض تكون عارف ان العمليات المهمة دي ماينفعش يطلعها غير الظباط الكبار والخبرة. علشان ده مستقبل بلد وارواح ناس. يارب تفهم وتكون دي اخر مرة اقولك الكلام ده. وتفكك بقي من دول البت المستحية ده. كتك الهم علي الصبح اتفضل اخلص .
خالد بتأفف: اوفففففف. حاضر اتنيلت خلصت.
زين : طيب اتفضل استناني تحت انا نازل وراك.
خالد : ليه ما ننزل مع بعض.
زين : لا هعمل تليفون واجي وراك اتفضل بقي هوينا.
خرج خالد لانتظار زين بالاسفل. واخرج هو هاتفه وادخل به بطاقة اخري غير التي بها رقمه ووضعها بالهاتف . واخرج رقم خديچة. واتصل عليها ليستمع الي صوتها الجذاب الذي يبثه الراحة فهو يريد ان يمتع سمعه برقة صوتها ولكن لم يريد ان يحدثها من رقمه الخاص فهو يشعر بالحرج منها فهو اراد ان يذهب لخطبتها مباشرة بعد زواج عمار ولكن هذه المأمورية التي جائته فاجأة. اربكت كل شئ ويخاف ان يحدثها فتسأله عن كلامه الذي وعدها به. وهو يريد ان يتقدم لها مباشرة لا يريد ان يحدثها هي فتخجل منه. لكن لم يستطيع منع نفسه من رغبته الملحة في سماع صوتها الوردي الذي يداعب اذانه.
اتصل زين بها وبعد ثوان جائه الرد وسمع صوتها.
خديچة تجيب: السلام عليكم ....السلام عليكم....
وعندما لم تجد رد اغلقت الهاتف
فإتصل مرة اخري وجائه الرد مرة اخري وهي تلقي السلام.
اخرج زين . تنهيدة حارة تحمل الكثير،والكثير من الشوق واللهفة لمعشوقته الصغيرة.
سمعت خديچة التنهيدة والانفاس في صمت . ولكن شعرت بشئ غريب. فإن دقات قلبها إزدادت واحست انها تعرف هذه الانفاس جيداااا. مهلا انه حبيبي . انه زين فإبتسمت ورددت اسمه من دون وعي
خديچة: زين. زين انت اللي بتتكلم
صدم هو واندهش وفرغ فاااه بشدة. كيف عرفت اني المتصل كيف؟!
فلم يتمالك نفسه ولم يستطيع منع لهفته للحديث معها. ونطق
زين: ديچة . انتي عرفتي ازاي اني انا!! انا ما اتكلمتش.
خديچة رقص قلبها طربا فلقد اصابت وكان هو المتصل ولم يكذب عليها قلبها وحقا هي لم تخطأ في تميز انفاسه عن انفاس غيره.
خديچة بخجل : ااااصل . اححممم. ببصراحة مش عارفة بس حسيت ان انت.
زين ابتسم بحب اذا فأنتي تشعرين بي . وتميزين انفاسي فلكي حق . فأين تجدين انفاس مثلها تحمل لكي كل هذا الحب والشوق والحنين. فااااااه من الشوق والحنين لكي معذبتي الصغيرة.
زين بهيام: عاملة ايه. نمتي كويس اكيد تعبتي امبارح
خديچة: هتصدقني لو قولتلك عيني ماشفتش النوم. انا صاحية من امبارح.
زين بقلق ممزوج بحب: مالك فيكي ايه . حاجة تاني بتوجعك
خديچة: لا ابدا مجرد ارق مش عارفة انام.
زين: زعلانة علشان عمار اتجوز وساب البيت.
خديچة تأثرت فهي بالفعل حزينه لرحيل اخيها وبكت : عمار هيوحشني اوي مش عارفة ازاي هقعد من غيره
زين بفزع: ديچة علشان خاطري ما تعيطيش . انا اسف وحياتي بلاش عياط.
خديچة ازالت دموعها برفق: خلاص مش هعيط.
زين تنهد بتعب فهو تمني لو كانت امامه وحلاله ليستطيع ان يضمها لصدره ويزيل حزنها ويجفف دموعها ويبثها الحنان والحب الذين طالما تمني ان يغرقها بهما.
زين: ايوة كدة شاطرة. تعرفي انا قريب كدة جاي انا وامي علشان نزوركم. وهجبلك معايا الشيكولاته اللي بتحبيها. ايه رئيك
خديچة فرحت وتهللت اساريرها: بجد. تنورونا طيب امتي.
زين : ان شاء الله يومين بالكتير اخلص بس الشغل اللي ورايا. بس عايزك تدعيلي يا ديچة
خديچة بدعاء صادق : ياارب يوفقك وينصرك ويسدد خطاك.
زين ابتسم : ااااالله ايه الدعوة الحلوة دي. ربنا يسمع منك.
خديچة بمكر: طيب هو انت كنت بتتصل ليه
زين بتردد. فهو لا يريد ان يقول الحقيقة انه ذاهب لعملية خطرة. وكان يريد ان يودعها
فهو يخاف عليها ان تقلق وتحزن. فهو. اصبح يدرك مدي قدره عندها وانها تبادله نفس الشعور
فالفرحة التي تكسوا عينيها لرؤيته والرعشة التي تغلب علي صوتها . والقلق البادي منها عليه كل هذا يشعره انها تحبه مثلما يحبها.
زين: ااانا ااصل كنت عايز اطمن عليكي انتي من وقت ما خرجتي من المستشفي وانا ما كلمتكيش. وحتي امبارح شوفتك كدة بسرعة مالحقتش اطمن عليكي. واسف لو ازعجتك.
خديچة بإندفاع: لا لا ابدا انا مااقصدش. انا بس كنت بسأل وعموما متشكرة اوي علي سؤالك واطمن انا بقيت بخير.
زين: طيب يا ديچة. انا مضطر اقفل دلوقتي علشان عندي شغل مهم وان شاء الله هاجي ازوركم انا وامي. اتفقنا يا ديچة
خديچة بخجل مفرط : اااان شاء الله تشرفوا البيت بيتكم . يالا سلام بقي
زين اغمض عينيه بشوق: خالي بالك من نفسك
خديچة: حاضر وانت كمان خالي بالك من نفسك. سلام
زين: سلام
اغلق زين الهاتف وهو يتخلله احاسيس متناقضة. فهو حزين لانه سيغيب عنها ومضطر لتأجل موعده معها ليتقدم لها فهو كم تمني هذا اليوم. وكان يفكر انه لن يوافق علي الخطوبة والعقد وبعده الزفاف لا لا هو كان يخطط لعقد القران في اسرع وقت. هو يتمناها زوجته في غمضة عين. والان هو مقيد بعمله فصبرا حتي ينتهي هذا العمل المؤرق. ولكن في ذات الوقت هو فرح وصدره منشرح فهو تحدث معها واستمع لصوتها وصمع همسها ودعائها له فأعطاه هذا جرعة مؤقته من الحب فأااااااااه من الحب وألامه اااااااه من هذا العذاب. يا ليتني تشجعت منذ زمن. ياليتني صارحتك ولكني كنت اخشي ان تجرحيني بانك لست لي . ولكن هذا القدر ولا مفر من القدر
استجمع زين شتات نفسه وعاد زين الحاسم الهادئ الوقور وليس زين العاشق المحب الغارق حتي النخاح في حب هذه الصغيرة. وذهب لقضاء عمله والقيام بواجبه.
................................................
في شركة المقاولات الخاصة بعائلة الغندور والد مروان وزين.
والتي يديرها مروان
يجلس مروان في مكتبه وهو سارح في شاشة هاتفه ويطالع صورة خديچة التي اخذها من هاتف والدته. كان يطالعها بإعجاب وابتسامة.
مروان تنهد : معقول! بقي انتي تلخبطيني كدة من مجرد صورة. انا افضل احلم بيكي واصحي من عز نومي وافضل افكر فيكي واتخيلك بتتكلمي ازاي بتمشي ازاي ااااه. ههههههههه. مش ممكن صدق اللي قال . مايقع الا الشاطر . وانا اشطر الشطار يا خديچة. وشكلك كدة مادام دخلتي دماغي هتكوني حرم مروان الغندور.
دق باب مكتبه. ودخلت السكرتيرة الخاصة به لتخبره ان كريم. مساعده يستأذن في الدخول.
فأذن لها وسمحت له بالدخول.
كريم بنبرة عملية : تحت امرك يا مروان بيه.
مروان: تعالي يا كريم انا عايزك في مهمة كدة بس حسك عينك حد يعرف بيها او يشم خبر
كريم : تحت امرك اؤمرني
مروان: اتفضل دي بينات لبنت اسمها خديچة. عايز كل حاجة عنها
بتخرج تروح فين. وبتعرف مين مين اصحابها. ليها علاقة بحد. كل حاجة عايز كل حركة تتحركها اعرفها. والكلام ده في ظرف يومين مفهوم
عايز تقرير بكل تحركتهامن اول ما تخرج من بيتها. لحد لما ترجع مفهوم.
كريم: تحت امرك كل حاجة هتم زي ما حضرتك عايز. ماتقلقش. عن اذنك.
مروان اراح جسده علي كرسيه واغمض عينيه وهو يفكر بخديچة هل ستعجب به؟
هل ستوافق علي الزواج منه؟
..............................................
جالسة في الشرفة تتأمل عصفورها الذي اسمته علي اسم من احبت ومن عشقت منذ نعومة اظافرها. تحدثه وتضحك معه. وهي تقص عليه ما دار بينها وبين زين في الهاتف. وشردت وهي تتذكر حبيبها رجلها الذي يسحب الهواء عندما يكون معها في مكان واحد. لا تستطيع التنفس وهي تراه امامها. فرجولته وجاذبيته وشخصيته تخطف الانفاس وعينيه. ااااااه من عينيه. فهي تغرق بهم تغرق في لون البحر المهلك بهم. تغرق في لون السماء الصافية بمقلتيه. اااااااه منها واااااه من ما تفعله بها فهو لو يدري مدي تأثير عينيه عليها لرحمها من عذابها واغمض عينيه.
واخرجت تنهيدة حاااارررة تخرج معها الكثيير والكثيير من الشوق والتعب . فكم تتوق لليوم الذي تكون فيه زوجته.
خديچة: يارب بقي يا زين تتقدملي امتي هتيجي. حتي من اخر مرة كلمتني ما كلمتنيش تاني. اااااه. وحشششتتني اووي اوي. انا مستنية اليوم اللي تيجي انت ومامتك فيه زي ما وعدتني.
وذهبت الي غرفتها ودخلت الي فراشها واغمضت عينيها وهي تفكر به وتتمني ان تراه في احلامها.
................................................
مر ثلاثة ايام وتقريبا زين واصدقائه كانوا انهوا معظم عملهم ويستعدون للعودة . وكان في ليلة يجلس زين في مكان هادئ تحت ضوء القمر. يهيم علي وجهه وهو يتذكر صغيرته وحبيبته.
فااااه منك يا معذبتي كم اريدك الان معي. كم اريد حضنك وحنانك.
اريدك حب لا يموت وعشقا لا ينتهي وشوقا لا يهدأ ولا يتغير.
اريد ان اري صورتي في عينيك كلما نظرت اليك.
اريد ان اتنفس رائحة عطرك كلما اقتربت منكي.
وهذا يكفيني يا حبيبتي. اهواك واشتاق اليكي فأنتي ملكتيني وملكي كل جوارحي.
واسمك سيظل محفورا في قلبي حتي الموت.
فهذا القلب سيكون ملكك ولا احد غيرك يا حبيبتي يا معذبتي
كم اشتاقك كم اشتاق للون العسل في عينيك كم اريد ان اغرق في بحر العسل الصافي فيهما.
ولكن صبرا يا قلب فبعد ساعات سأعود لها واخطفها واسكنها بين احضاني صبرا.
................................................
مرت هذه الايام ومروان يتابع اخبار خديچة فعلم عنها كل شئ واطمأن لها وعاد في يوم الي المنزل. ليجد والدته تنتظره .
مروان بإبتسامة : مساء الخير يا امي عاملة ايه.
فاطمة: الحمد لله يا حبيبي انا بخير. المهم انت نويت علي ايه في موضوع خديچة. مش ناوي تريح قلبي
ابتسم مروان: خلاص يا ست الكل انا ناويت اخطبها كلمي اهلها وحددي معاهم معاد ونروح نتقدملها. ايه رئيك.
تهللت اسارير فاطمة وفرحت كثيراااا واخذت تطلق الذغاريد واحدة تلو الاخري.
ضحك مروان وضمها واحتضنها بحنو.
مروان: ههههههههه. خلاص يا امي الوقت اتأخر . الناس تقول ايه
فاطمة: ما اللي يقول يقول وانا مالي المهم اني فرحانة اوي يا مروان ربنا يا ابني يجعلها من نصيبك . انا البنت دي دخلت قلبي بشكل .
مروان وهو مازال محتفظ بإبتسامته: مش لوحدك يا امي انا كمان ارتاحتلها اوي. المهم يكون لي نصيب فيها .
فاطمة: طبعا هيكون ليك نصيب بإذن الله. اسمع انا بكرة من النجمة هتصل بيهم واقولهم ان احنا رايحينلهم اخر النهار اتفقنا.
مروان: اتفقنا. قوليلي بقي هتعشيني ولا انام خفيف
فاطمة: هعشيك طبعا يا نور عيني ده النهاردة عيد. وانا بنفسي اللي هجهزلك العشاء. من عيوني. اطلع يالا خد حمامك. وانزل تلاقي الاكل جاهز.
................................................
اتي صباح يوم عصيب يوم يحمل الكثير والكثير من الالم والحزن علي قلبين . ويحمل فرحا وسعادة وامال علي قلوب اخري. اتصلت فاطمة بمريم والدة خديچة واخبرتها انها ذاهبة لهم في المساء. ولم تخبرها السبب. فضلت ان تفتتح معهم الحديث اثناء وجودهم هناك . ورحبت الاخيرة بها جداااا.
وجاء المساء واستعد مروان وفاطمة وذهبا لمنزل خديچة. وبعد خروجهم وصل زين المنزل. ولم يجدهم. سأل أم احمد عنهم لم تقول له شئ بل اكتفت انها اخبرته انهم ذهبوا للخارج. فقلق مروان علي والدته ان تكون قد اصابها مكروه. فإتصل عليها. واجابته
فاطمة: ايوة يازين ازيك يا حبيبي
زين: انا بخير يا امي انتي فين انا وصلت البيت مالقتكيش في حاجة
ضحكت فاطمة: هههههه. انا كويسة مالك مخضوض ليه بس. بقولك ايه احنا في الطريق لبيت عمار. تعالي حصلنا
خفق قلب زين. بعنف فلماذا هي ذاهبة الي هناك. احقا شعرت بأنه يريد خديچة وذهبت لتخطبها له.
زين: ليه يا امي رايحة ليه
فاطمة: لما تيجي هقولك. يالا بقي علشان تحصلنا احنا يادوب لسة خارجين من البيت هتلحقنا ان شاء الله.
اغلق زين الهاتف معها وخرج بسرعة واستقل سيارته وانطلق علي منزل خديچة.
...............................................
اخذت تجوب الغرفة ذهابا وايابا وهي متوترة وقلقة جدا
فهي منذ علمت بقدوم والدة زين وهي فرحة وسعيدة ولكن هناك شئ يقلقها ويوترها ولا تعرف سببه.
خديچة: ااااه يارب اخيرا حلمي بيتحقق وزين جاي يخطبني انا فرحانة اوي . بس مش عارفة خايفة ليه.
وصلت فاطمة ومروان ورحب بهم عثمان ومريم وكان عمار ايضا في انتظارهم وجلس الجميع دون خديچة يتحدثون. الي ان رن جرس المنزل وصل زين . وجلس معهم وهو لا يعلم شئ
فاطمة: اومال فين خديچة. دي وحشاني اوي اندهيها يا مريم انا عايزاها
مريم: حاضر ثواني
وذهبت مريم واحضرت خديچة. ودخلت فتعلق نظر زين ومراون عليها كلاهما خفق قلبه لرؤيتها ولكن هي خفق قلبها لرؤية زين فقط لم تري غيره ولم تتنفس غير عطره هو فقط .
سلمت خديچة وجلست وهي خجلة من هذا الموقف. وتختلس النظر لزين وهو ايضا يختلس النظرات لها ولكن مايحيره هو سبب زيارة والدته لهم.
فاطمة: بصراحة بقي يا جماعة احنا جاين النهاردة علشان نطلب ايد خديچة لمروان ابني قولتوا ايه
صدم كلا من زين وخديچة ونظرا لبعضهم البعض. وكانت الدهشة تحتل ملامحهم. كأن علي رؤسهم الطير
ماتنسوش تصلوا علي النبي 🌺
(((أحببتُ خديجه)))
(((الفصل الخامس)))
بعد طلب فاطمة خطبة خديچة لمروان . احتل الصمت والدهشة ملامح الجميع . ولكن فيما يتعلق بزين وخديچة لم تكن دهشة فقط. بل نصل حاد غرس في قلب كلايهما. واخذ القلبان ينزفان في صمت. ولكن خديچة كانت تموت حزنا.
الهذا السبب كنت تريدني يا زين. الهذا السبب كنت تطلب مني الحديث عن امراا هام .
كنت تريدني زوجة لاخيك !!
كيف ؟!!! كيف ؟
استطعت ان تفعل بي هذا. ؟؟!!!!
الهذا السبب كنت انت ووالدتك تودان زيارتنا!!!.اااااه منك ومن جرحك لي
واااه من غبائي وانا التي ظننت انك تريدني لنفسك
توهمت حبك لي!!! !توهمت اعجابك بي!!!
ايعني هذا ان اهتمامك بي كان كأخت صغيرة فقط.!!! فقط يا زين.!!!؟
زين كان يتقطع من الندم بداخله لتأخره في اخبار الجميع عن رغبته في خديجة. واولهم هي. هي من احبها . هي من عشقها .
كيف اخيه يريدها؟!!
اين رئها؟!!!
اين اعجبته؟!!
من اخبره عنها؟!!
لماذا هي ؟!!
لماذا!!؟ لماذا؟!!!
قطعت هذا الصمت فاطمة. بدهشة من صمت عثمان ومريم.
فاطمة بريبة :ايه يا جماعة ماسمعش ردكم يعني خير
انتفضت خديچة عند سماع فاطمة كانها كانت مغيبة في عالم آخر. وقامت مهرولة الي غرفتها ودموعها تنساق علي وجنتيها. ولكن لم يلاحظها احد. لإرتدائها نقابها الذي يحجب وجهها عن الجميع حتي زين لم يستطيع ان يري مدي تأثرها بهذا الحديث او يستشف منه ردة فعلها اكانت حزينة ام خجلة!!!
مريم بإحراج و بتردد:اااسفة يا جماعة . هي تلاقي خديچة بس انكسفت.
فاطمة: اه طبعا اكيد. هي اصلا بسكوتة وبتتكسف من خيالها. المهم انتم رئيكم ايه. ماسمعتش رئيك يا حاج عثمان
عثمان بحيرة: والله يا حاجة انتي والاستاذ مروان وزين علي راسي بس يعني. حضرتك مش شايفة ان الاستاذ مروان يعني احممم. اكبر من خديچة بكتير. دي يا دوب 20 سنة .
تچهم وجه مروان واغتاظ فهذا الذي حظر امه منه وهي طلبت منه تولي الامر. نظر الي والدته التي غمزت له ان يصمت
فاطمة بتأكيد وثقة : اولا بقي مافيش استاذ دي. مروان علي طول ده زي ابنك
ثاني حاجة بقي ما تأخذنيش. احنا طول عمرنا نعرف ان الراجل ما يعيبوش الا جيبه. ومروان ماشاء الله مقتدر ربنا يزيده.
ده غير بقي انه لا حرم ولا عيب. النبي (ص). كان اكبر من السيدة عائشة بكتيير. وصحابة كتير كانوا اكبر من زوجاتهم.
وانا الحاج غندور الله يرحمه كان اكبر مني ب 12 سنة. فين بقي المشكلة.
ده غير ان مروان اللهم بارك شاب وصحته زي الفل زي ما انت شايف. يعني الفرق اللي بينهم مش هيبان.
عثمان بإقتناع: والله يا حاجة معاكي حق. انا نفسي الفرق بيني وبين مريم 10 سنين. وطبعا مروان مايتعيبش. وده شرف لينا المهم في ده كله وقبل كل حاجة رأي ديچة. انا مش ممكن اغصبها.
مروان بثبات ومكر : لا طبعا غصب ايه حضرتك.حضرتك اسألها لو رفضت مفيش مشكلة ده جواز لازم يكون بالتراضي. انا لما والدتي فاتحتني في موضوع خديچة اتحمست طبعا لسمعتكم واخلاق عمار وخديچة اللي والدتي وزين. ياما اتكلموا عنهم. شجعني اني اوافق واتقدم لخديچة. وايا كان الرد ده مش هيغير شئ من الاحترام والود اللي بينا. وكفاية اني اتشرفت بحضرتك
عثمان بإعجاب برد مروان المهذب: الله يبارك فيك يا ابني ربنا يجمع بينكم علي خير لو ليكم نصيب مع بعض.
طيب عموما قبل اي شئ انتم عارفين لازم نستخير كلنا وكمان خديچة. واللي ربنا ريده هو اللي يكون. ولا ايه
فاطمة بفرحة :اه ايوة اومال ايه لازم الاستخارة طبعا. بس يعني عايزين نعرف مبدايا كدة رأي خديچة موافقة ولا مافيش نصيب.
عثمان: طيب ادخلي يا مريم اسألي خديچة عن رئيها المبدئي. وبلغينا.
مريم: حاضر عن اذنكم.
كل هذا الحديث وزين لم يعي نصفه او تقريبا كله. هو مغيب تائه لا يدري ماذا يحدث. احقا هو في علم!!! احقا كل هذا يحدث!!!!
احقا من يتكلمون عنهم. هما اخي وحبيبتي!! . لا لا بالتأكيد انا احلم لالا ليس حلم بل كابوس بغيض يقتلني غيرة وغضب.
ياااالله. انا لا اتحمل كل هذا الآلم....فرج يارب عني ما انا فيه. يارب لا تضعني في هذا الامتحان الصعب...
دخلت مريم لخديچة ودقت باب غرفتها واستأذنت
مسحت خديجة دموعها بحزن واذنت لوالدتها ودلفت اليها.
مريم : ديچة حبيبتي قوليلي انتي. ايه رئيك في اللي سمعتيه. موافقة علي مروان. نديهم كلمة ونستخير ولا ايه.
صمتت خديچة وهي تفكر في زين. الذي تظن انه خدعها واوهمها بحبه. والان ياتي ليخطبها لاخيه الاكبر. اذا
هو طعنني وجرحني. وانا قبلت اعدك يا زين اني سأنتقم . واريك انني لست خديچة الصغيرة. التي لم تروق لك. ولم تراها حبيبة وزوجة. وقدمتها لاخيك. سأريك انني انثي بحق ولست طفلة.
خديچة بتحدي الوجع والكبرياء: انا موافقة يا امي. وان شاء الله هستخير
مريم بحيرة: حقيقي يا ديچة. بس لازم تحطي في اعتبارك فرق السن. تقريبا كدة هيكون 15 سنة. دول مش قليلين.
خديچة بعدم اهتمام: عادي يا امي مش هتفرق. ابي نفسه اكبر منك ب 10 سنين وطول عمركم متافهمين.
مريم: ايوة حبيبتي. بس ما تنسيش انا وابوكي ولاد عم. وتقريبا مربيني علي ايده . وطول عمره بيفهمني . وعمره ما زعلني ودايما بيفهم دماغي .
تنهدت خديچة بمرار. فهي بعد زين لا يفرق الامر بالنسبة لها. فبعده يتساوي رجال الدنيا لا فرق بينهم
خديچة بزهن شارد وتيه: ماتقلقيش يا امي ربنا كريم. اتفضلي بلغيهم اني موافقة
مريم بفرحة : والله وهتبقي عروسة يا ديچة. واحلي عرسة كمان. يالا انا رايحة ابلغهم.
خرجت مريم. وارتمت خديچة علي وسادتها تبكي بالم ومرار..
خرجت مريم وابلغتهم بموافقة خديچة المبدئية.
سعد الجميع. عدا زين الذي صدم. احقا وافقت كيف؟!
والحب الذي رئيته في عينيها.!!!! والهفة التي كانت تكسوا صوتها وهي تحدثني!!!!. كل هذا كذب ؟! هراء؟! اوهام؟!
لا لا كيف تفعلي بيه هذا يا خديچة كيف ؟انا احبك ...اقسم اني احبك.
تهلل وجه كلا من فاطمة ومروان. وتنفس مروان الصعداء. فهو كان يخاف ان ترفضه ويحرج هو وتهان رجولته امام الجميع.
فاطمة بسعادة: طيب بقول ايه بقي ما تأخذونيش يعني. مروان جاء معايا علي مدحي ووصفي لخديچة. لكن يعني هو من حقه يشوفها المرة دي ولا ايه. مش باين بيسموها رؤية
عمار: هههههه ايوة يا طنط اسمهارؤية طبعا من حق مروان يشوفها
عثمان: ادخلي يا مريم اندهي خديچة علشان مروان يشوفها. وماتنسبش خليها تخرج من غير النقاب.
انتفض زين كأن لدغه عقرب من شدة الغضب.
ماذا؟!!تخرج ليراها اخي !!!! وانا!!!؟ انها ملكي انا انها تخصني انا كيف ؟ !!!كيف تخرج اليه ويري وجهها كيف!!!!
اهدأ يا قلب اهدأ. فإنك ان لم تهدأ الان سوف تهشم رأس اخيك . الغبي الذي ترك كل نساء وبنات حواء. ولم يجد غير حبيبتي صغيرتي انا. اااه منك ايها المعتوه. فأنت كنت لا تريد الزواج. والان تريد من حبيبتي انا. !!!تريد خديچة!!!؟
اغمض عينيه بالم وهو يعتصر قبضة يده. حتي ان الدماء توقفت عن الدخ فيها وكانت شديدة البياض من شدة غضبه.
عمار: احممم . طيب تعالي معايا يا زين نقعد احنا برا لحد ما يخلصوا الرؤية.
غضب زين اكثر وتبدل لون البحر الازرق في عينيه الي الحمار المدمر فهذا ما كان ينقصني. اخرج انا لاترك حبيبتي ليرها اخي.!!! اهو حلال له وحرم علي كيف يعقل هذا؟!!!
ما هذا اليوم الشديد الجنون الذي امر به.
فلم يستطيع ان يتحمل اكثر من ذالك. قام وخرج واتجه الي الباب الخارجي.
لحقه عمار في دهشة من ردة فعله. وناداه
عمار: زين.... زين.. استني رايح فين بس انا مقصدش اضايقك انت عارف مش هينفع خديچة ترفع النقاب قصادك.
اغمض زين عينيه بوجع.
زين بقلب محطم : عارف يا عمار عارف.
عمار: طيب رايح فين دلوقتي.
زين وهو يلچم دمع القلب قبل العين: انا عندي شغل مهم ولازم انزل معلش اعتزر لهم . عن اذنك
تعجب عمار من تصرف زين فهو لا يدري ماذا حل به ولما كل هذا الحزن الذي يراه في عينيه.
دخلت خديچة من دون نقابها وجلست وما ان رئها مروان الا وكأن نار الدنيا اشتعلت بجسده. يااالله. ما هذا الجمال. حقا انني ان لم اتزوجك انتي فمن تستحق الفوز بمروان الغندور. غيرك يا فاتنة. اعدك يا احلي خديچة ان تكوني ملكي. ملك مروان الغندور. ولا احد غيري سيفوز بكي.
خجلت خديچة من نظرات مروان الجريئة التي تتفرسها بوقاحة واخفضت رئسها خجلا منه.
فاطمة بثقة: شفت يا مروان الجمال علشان تبقي تسمع كلامي. عمرك شوفت جمال كدة . قمر ماشاء الله.
مروان ابتسم بإعجاب: طبعا يا امي مفيش جمال كدة. خديچة اكنها حورية من الجنة.
كانت خديچة خجلة ومتوترة من نظراته وايضا حديثهم. وتوترها ظهر وهي تفرك كفيها ببعض في ارتباك.
عثمان: الله يخليكم يا جماعة. ده من زوقكم.
فاطمة: ازاي بقي. دي احلي ما شفت عيني. تعالي يا ديچة اقعدي جنبي يا حبيبتي
قامت خديچة وجلست بجوار فاطمة وهي تتهرب من نظرات مروان لها.
مروان: قوليلي يا خديچة. انتي ليه اختارتي تدخلي حقوق.
خديچة : اصلي طول عمري نفسي اكون محامية
مروان بخبث: امممم. وانتي ناوية تشتغلي بعد ما تخلصي
خديچة نظرت له بشراسة: ايوة طبعا اومال هقعد في البيت
مروان ابتسم فهو اعجب بنظرة التحدي التي رئها في عيون هذه القطة الشرسة. وقابلها بنظرة تحدي اعمق منها . انها لن تخطوا بقدمها باب بيته بعد انهاء دراستها . ستكون سجينته. فهو لن يسمح لاحدا غيره ان يستمع حتي لصوتها الجذاب الذي يرن في الاذان يهلك القلب
عثمان: قولي يا مروان انت عندك مشكلة في شغل خديچة بعد التخرج
مروان بمكر الثعالب : احممم. لا طبعا. هي بس تخلص علي خير وانا بنفسي هفتحلها اكبر واحسن مكتب محاماه . دي هتكون مراتي
وقعت الكلمة مثل الصاعقة علي آذن خديچة. احقا انا سأتزوج غير زين احقا سأكون لرجلا اخر . سامحك الله يا زين. وهنا ارادت ان تسأل عنه فهي عند دخولها لم تراه ولا حتي بالخارج. فأين ذهب!!!؟
فاطمة : طيب بقول ايه يا حاج ما نسيب العرسان شوية لوحدهم يتكلموا ايه رئيك.
قامت خديچة غاضبة: لا لا طبعا ما ينفعش. عن اذنكم.
وخرجت خديجة واتجهت لغرفتها .
عمار: معلش يا جماعة خديچة بتتكسف. ده غير انه ماينفعش يقعدوا لوحدهم. ياريت ما تزعلوش
مروان صك علي اسنانه بغضب ولكن لم يظهر هذا لهم. ولكن اخذ عهدا علي نفسه انه لن يتركها وسيتزوجها مهما كلفه الامر.
فاطمة: لا ابدا مفيش حاجة بكرة بإذن الله يقعدوا ويتكلموا زي ما يعجبهم.
مريم: ربنا يجمع بينهم علي خير.
فاطمة: اللهم امين. طيب نستأذن احنا بقي . وان شاء الله في انتظار ردكم النهائي وانا متأكدة ان خديچة ان شاء الله هتكون زوجة ابني
مريم: ان شاء الله. بس ليه تمشي دلوقتي. لسة بدري
مروان: لا معلش انا كمان عندي شغل . فرصة سعيدة اني اتعرفت عليكم.
عثمان: احنا اسعد يا ابني نورتونا.
مروان: انا مبسوط اني قعدت معاك يا عمار. انا كدة عرفت ليه زين بيحبك اوي .
عمار: هههههههه. زين ده حبيبي واعز صاحب ليا.
مريم: الا هو فين صحيح.
عمار: نزل . بيقول عنده شغل ومستعجل
فاطمة تنهدت: هو الشغل ده ما بيخلصش . ربنا يقويك يا ابني . يلا سلام عليكم.
الجميع : وعليكم السلام
................................................
يجلس امام شاطئ النيل ويلقي بالحجارة في الماء . ويطلق الزفير الحار الذي يخرج معه غضبه وحزنه والمه.
احببتك يا صغيرة
احببتك يا خديچة
عشقتك يا معذبتي
رضيت بكتمان حبي وعشقي في صدري.
رضيت ان احبك من بعيد
همستي لي بود. نظرتي لي بشوق
اچچتي نار قلبي وايقظتي مارد حبي
اقتربت منك ارتشف من عطرك ولون البندق في عينيكي.
وياليتني لم افعل
تاهت مني روحي. هدمت حصوني امام عينيك.
اااه من عينيك....وعدتني ...بنت لي امال واحلام.
واخيرا ايقظتني من احلامي علي كابوس البعد والفراق.
اااااه يا خديچة ااااه. من نار قلبي
كيف لي الحياه من دونك. كيف ؟!!!
صدع رنين هاتفه مرات ومرات.. وهو لا يجيب لا يريد ان يحدث احد. لا يريد ان يري احد. فيكفيه ما حل به من حزن وهم. وفرت دمعة هاربة.
ده انا عمر عيني . عيني يا عيني . عمر عيني ما دمعت الا علي كل شئ غالي .
وانتي يا عمري ضحكة عمري . انتي ياعمري ضحكة عمري. وانتي اللي بقيالي.
انا اتعودت لو حبيت امان اشتري اوفي.
وعمري في لحظة ما اتمنيت. يطيب دمعي غير كفي.
انا اخترت ان اعيش ليكي . وسيبت حياتي في ايديكي.
انا عمري عيني ما دمعت الا علي كل شئ غالي.
حبيبتي الحب مش احلام ولا قصة ولا حكاية.
وشاهدة الدنيا والايام علي كل اللي جوايا.
يا اول قلب حبيته . واكتر حب حسيته.
يا احلي بداية ونهاية.
انا عمر عيني . عيني يا عيني . عمر عيني ما دمعت الا علي علي كل شئ غالي.
تنهد بألم ومرار. ولا يعلم ماذا حدث. ولا ما سوف يحدث.
هل حقا صغيرته ضاعت منه!
هل حقا لم تكن تحبه ولا تكن له اي اعجاب؟
هل حقا سوف تتزوج من اخيه؟!
استند برأسه للخلف وهو مغمض العينين. وقلبه ينزف دما...
واخرج زفيرااا محملااااا بإسمها
ااااااااااه يا خدييچچة.
................................................
جالسة في فراشها متكومة تضم ساقيها وتدفن وجهها بين ركبتيها وتبكي. تبكي بحرقة والم وجرح.
جرح كرامتها التي هدرت وهي التي كانت تتنازل عن حيائها وتنظر له.
هي التي تنازلت عن اخلاقها وحدثته وحدها في الهاتف.
هي التي تنازلت عن دينها وفرحت بوجودها بين زراعيه وبين احضانه. نست او تناست وقتها كل شئ. كل ما كان يشغل تفكيرها هو حبها له. وشغفها له. وراحتها وهي تتنفس عطره. وهي تتدفئ بلهيب احضانه.
وبعد كل هذا لم يعيرها اهتمام. لم يحبها لم تعجبه. فهي بالنسبة له اخت فقط. هو يعتبر نفسه مثل عمار اخيها.
والا لما يأتي ليخطبها لاخيه. لما ؟
اااااه منك يا زين. اااااااه من جرحك.
فمهما جرحت في حياتي لن يأتي جرح يضاهي جرحك الذي سببته لي.
فهو ليس جرح قلب وفؤاد فقط. بل جرح كرمة وكبرياء.
وااااه من جرح الكرمة . صعب . صعب . جداااااا.
ولكن مهلا هل حقا سأتزوج من مروان. هل سأقوي علي ان اكون لرجلا غيره. كيف؟ كيف!
لا لا انا سوف ارفض. نعم سوف ارفض لا استطيع ان اكون لغيره ابدا ابدا.
انا وافقت حينها فقط لأثأر لنفسي. ولكن لا لاتزوج فعليا.
وبكت من جديد وهي تردد اسمه بوجع ودموع.
لا استطيع يا زييين لا استطيع يا زييين
اااااااه يا زين لما فعلت بي هذا لما زين. لما يا حبيبي لما؟!
................................................
دخل المنزل في وقت متأخر وهو مهموم. وعندما دخل وجد اخيه يجلس ويتصفح هاتفهه.
نظر له شظراا وبغضا. شعر بيه اخيه رفع راسه من شاشة هاتفه. وحدثه بعتاب
مروان : زين انت يا ابني سيبتنا هناك ورحت فين. كدة تمشي من غير ما تقول.
زفر زين بحنق من هذا السارق الذي جاء ليسرق احلامي.
زين بوجه عبوث : كان عندي شغل مهم.
مروان: معلش تتعوض في الخطوبة بقي ان شاء الله.
زين بإستفهام: انت ليه روحت تخطب خديچة.
مروان: مش فاهم يعني ايه ليه. عادي
زين بنفاذ صبر : يعني انت ماتعرفهاش. ولا عمرك شوفتها روحتلها ليه. واشمعن هي.
مروان: بصراحة انا مكنتش اعرفها. امك هي اللي لما شافتها في فرح عمار رجعت تحكي ووتحاكي عنها. ومعجبة بيها اوي. وبيني وبينك كلام في سرك. صورتها من غير ما تاخد بالها وورتني الصورة.
وتنهد بحرارة . اااااه يا زين حته بنت حكاية جمال ايه وجسم ايه وشعر ايه.
استشاط غضبا من هذا الغبي الذي يتفنن في وصف صغيرته بهذا الابتذال والاسفاف. ولكن انتي يا امي السبب. سامحكي الله يا امي . سامحكي الله.
زين: بس بس ايه ما تحترم نفسك. دي بنت ناس.
مروان: وانت زعلان ليه واحد بيوصف خطيبته.!!؟
زين: بس هي لسة ما بقتش خطيبتك. انت يادوب اتقدمت. مش يمكن ترفضك.
مروان بتحدي : لا هتوافق انا متأكد
زين بشك: متأكد! متأكد ازاي مش فاهم.
مروان بكذب وافتراء: ابدا اصلها كانت بتبصلي من تحت لتحت كدة ولما غمزتها ضحكت. يبقي عجبتها يا زين ولا ايه.
صك علي اسنانه بغضب چم. فاي كلام يقوله هذا المعتوه. من التي تنظر في الخفاء وتضحك له. خديچة!!!
لا لا مستحيل هو بالتأكيد يكذب.
زين بغيرة وغضب : انت كداب. خديچة بنت محترمة ماتعملش كدة ابدا
مروان بتحدي : كداب. انت بتكدبني ليه . وبعدين مين قال انها مش محترمة عادي. واحدة معجبة بعريسها ايه المشكلة هو انا واحد من الشارع. ايه مشكلتك انت مش فاهم.!!؟
سئله زين بضياع : اشمعن خديچة!!!؟
مروان بإستفهام: مش فاهم يعني ايه اشمعن خديچة.!!!
زين بحيرة : يعني ليه هي بالاخص اللي اتقدمتلها وانت كنت رافض الجواز نهائي. وماتقوليش البوقين السافلين دول. شعرها وجسمها انت فاهم
مروان: انت بتكلمني كدة ليه انت ناسي اني اخوك الكبير
زين: مروان الكبير كبير بأفعاله مش بعمره. وانطق بقي ليه هي
مروان: بصراحة يا زين انا اول ما شوفت صورتها وانا اتخطفت. قلبي دق واتأكدت من ده النهاردة لما شوفتها قدامي حقيقة. انا بجد شكلي ابتديت احبها يا زين
زين اغمض عينيه بغيره: وانت شوفت صورتها فين قبل النهاردة!!!؟
مروان بتردد: احممم..ااصل يوم فرح عمار ماما صورتها وورتني صورتها وعجبتني..
اشتعلت النار بصدره واعتصر قبضته بقوة وغيرة من فعلة امه...مهما كانت مبررراتها ماكان ينبغي لها ان تفعل هذا...وتصورها علي حين غفلة..والاصعب....ان تطلع عليها اخيه....
زين بغضب چم: وازاي امي تعمل كدة!!! ازاي تنتهك خصوصة وعرض البنت بالشكل ده!!!!دي امانه وهي كانت لازم تحافظ عليها...
مروان لوي شفتيه بلامبلاه من غضب اخيه...الذي لايعيره اهتمام...لان ما يتكلم عنه زين....ليس من المهم بالنسبة له...هو مايهمه الفائدة العائدة عليه من وراء اي شئ...مهما كان اي هو من من يري ان الغاية تبرر الوسيلة حتي ان كانت الوسيلة خاطئة لا يهم المهم ان يصل لما يريد...
مروان بضيق: عادي بقي وهي يعني ماما كانت اذتها في ايه....هي عملت كدة علشاني وبس...المهم سيبك من كل ده...المهم اني عجبتها وهي عجبتني وهتجوزها...
زين بمرار وعقل شارد:..ببس....بس مش شايف انها صغيرة عليك
مروان بإحرج:احمم. ايه لا طبعا عادي زي ما ماما قالت الرجل ما يعبوش الا جيبه. وانا الحمد لله انت عارف. ده غير بقي خديچة دي ما ينفعهاش عيل توتو من بتوع اليومين دول. دي عايزة حد خبرة علشان يعرف يدلعها صح
استفز من تلميح اخيه الفچ في حق حبيبته وتقدم نحوه بخفة الفهد في لمح البصر. وامسكه من ملابسه وهدر فيه بقوة.
زين بغيرة ونار: انت اتجننت انت بتقول ايه. ما تحترم نفسك دي خديچة. مش واحدة شاقطها من الشارع.!!؟
غضب مروان وامسك يد زين وازاحها عنه بعنف وصرخ فيه.
مروان بحيرة من غضب اخيه : وانت مالك يخصك ايه. واحد بيتكلم عن خطيبته . انت مالك وايه اللي مزعلك كدة
زين يحاول ان يداري غيرته : علشان ااا. علشان . ديچة تبقي زي اختي وانا زي عمار يعني لو هو مكاني وسمع كلامك عنها بالشكل ده. مش هيسكت. وبعدين قولتلك لسة ما بقتش خطيبتك. اما تبقي توافق. وتتجوزها ابقي قول اللي يعجبك قبل كدة لا
نظر له مروان بغيظ وغضب وتحدي چم.
مروان: هتوافق وهتشوف. وهتجوزها يا زين بالزوق بالعافية هتجوزها . وهتشوف.
وتركه واتجه لغرفته.
امسك زين بخصلته بقوة يكاد ينزعها من جزورها. من شدة غضبه وغيرته. ثم جلس علي اقرب مقعد ودفن وجهه بين راحتيه وهو يتنهد بنار ناااار الغيرة التي تقتله.
ااااااه يا رب يارب ارحمني ارحمني من هذا العذاب.
ماتنسوش تصلوا علي النبي
(((أحببتُ خديجه)))
(((الفصل السادس )))
مر اسبوع... سبعة ايام كأنها الدهر كله علي الجميع.
مراوان ينهار كل يوم ويخشي رفض خديچة له. ويتوعد لها ان رفضت. بالويل والافاعيل....
خديچة تتألم كل ساعة وكل دقيقة. وهي لا تعرف ماذا تفعل. ترفض مروان ولا تتزوج ابدا. غير حبيبها..!!! ولكن كيف!! كيف وهو لم يفكر بها!!؟
كيف و هي شعرت انه لا يبادلها نفس المشاعر.!!! لا يهتم لحبها ولا لعذابها.!!! ولو رفضت مروان اذن سوف تبتعد عنه للابد.
فجأها جائها شيطانها ووسوس لها انها ان تزوجت مروان سوف تكون قريبة من زين تراه وتعرف اخباره تتكلم معه. وهي يكفيها النظر في عينيه.
ولكن عقلها بخبرها انها هكذا تتلاعب بالنار. ومن يتلاعب بالنار تحرقه وحده لا احد غيره.
كانت ضعيفة ممزقة لا تعقل ولا تعي الصواب.
فهي في حرب بين قلبها وشيطانها وبين عقلها وحكمتها.
فياتري ماذا ستفعل من سيكون له الغلبة القلب !! ام العقل؟
اما زين يتقطع حزنا وغيرة ولهفة لمعرفة رأي خديچة. ويجن جنونه كلما تخيل موافقتها الاخيرة
اذن سوف تتزوج اخي
اااااه منك . لا .. لا بالله عليك يا صغيرتي لا تطعنيني بيديك. لا تتزوجي من غيري وبالاخص مروان. لا اخي لا يا خديچة ارجوكي
جلس زين علي فراشه وهو. يتمزق الما. يفكر ماذا يفعل
زين: طيب احاول اكلمها احاول اعترفلها بحبي يمكن ترجع عن قرارها وماتتجوزش مروان.
بس .. بس .. معقول تكون مابتحبنيش. بس .. بس. انا حسيت انها ميالة ليا .. حسيت بنظرة شوق في عنيها.
لا لا يازين . اكيد انت اتوهمت. هي لو زي ما بتقول. ما كنتش وافقت عليه ووافقت علي الرؤية. والوقت ده كله بتستخير.
لو كان كدة ليه وافقت ليه. ليه ماحاولتش ولا مرة تكلمني. اكيد انا مش علي بالها. اكيد عجبها مروان
علشان حرك وبتاع ستات اكيد عجبها اسلوبه وطريقته اكيد انشدتله.
واطلق تنهيدة حارررة. خرجت من القلب واخترقت ما بين الضلوع واغمض عينيه بأسي وارتمي علي فراشه وهو يتعذب وحده. لا يستطيع ان يحدث احد ولا يخرج ما يولچ صدره لاحد. فمن سيفهمه من صيصدقه. الجميع سظن به الظنون. انه هو من ينظر لخطيبة اخيه ويتمناها لنفسه. لا احد سوف يتفهم وجعه والمه.
فأثر الصمت والعذاب والالم وحيد كعادته دائم الصمت والغموض
................................................
رنين هاتفها يرن بلا توقف والمتصل رقم لا تعرفه . وهي كانت غارقة في افكارها واحزانها ولكن. رنين الهاتف المستمر ازعجها فقررت الايجاب.
خديچة: السلام عليكم
المتصل . بصوت حاني ولهفة عاشق: احلي واجمل السلام عليكم سمعتها في حياتي ايه الصوت ده كناريا يا جدعان.
عقدت حاجبيها في تسأل هي تعرف هذا الصوت ولكن ليست متيقنه من صاحبه. فأجبته بغضب
خديچة: مين حضرتك
المتصل. بولع: انا!! انا العاشق اللي داب في عنيكي من اول ما شوفتهم . انا الدايب فيكي وفي كل تفصيلة فيكي من مرة واحدة شوفتك فيها.
عرفتي انا مين.
تيقنت خديچة من صاحب الصوت واغمضت عينيها بوجع. واجابت
مروان!
مروان: ايوة مروان. مروان اللي ابتهدل علي ايدك. يا ست الحسن.
خديچة : ممكن تبطل تتكلم بالطريقة دي لو سامحت
مروان: مش بإيدي غصب عني . انا هتجنن عليكي من يوم الرؤية.
وانتي سايباني النار تاكل فيا وتقتلني. وانا علي اعصابي من ردك عليا.
ارحميني يا ديچة ارحمي قلبي حرام عليكي.
ارتبكت خديچة من طريقته في الحديث فهي ليست معتادة علي سماع كلمات الغزل والحب.
ومروان كان متمرس بها ويتقنها بحرفية شديدة . ويعرف كيف يوقع الفتيات في شباكه. وهذه ليست اي فتاة فهي التي تحدي نفسه واخيه انه سينالها ولابد ان يكسب. التحدي باي طريقة ممكنة.
خديچة : احمممم. ممكن اعرف انت بتتصل ليه. وجبت رقمي منين
مروان: يووووووه لاسباب كتير منها انك وحششتيني.
واني هموت واسمع صوتك
واني خلاص بقيت اسير عنيكي. وابتسامتك اللي لسة ما شوفتهاش لحد دلوقتي. وكمان هموت واعرف ردك . موافقة عليا ولا لا.
اما بقي جبت رقمك منين. فانا اقدر اعمل اي حاجة
اللي يحب بيعمل المستحيل علشان يقرب من اللي بيحبه
وانتي لو كنتي في آخر الدنيا كنت هجيبك واعرف اوصلك
سرحت خديچة في حديثه فهو محق من يحب يفعل الافاعيل ليحصل علي من يحب.
اذن! فزين لم يحبني لم يحاول الوصول لي ! ؟
اما هذا المجنون فبرغم عدم حبي له. ومقابلتي الجافة له يوم الرؤية. الا انه حاول وبحث. واتي برقمي وهاتفني
ااااااااه منك يازين ياليتك انت من استمع منه لهذا الحديث المعسول ياليتك .
مروان: ايه روحتي فين . خديچة ارجوكي ريحي قلبي ووافقي . انا بجد عمري ما في واحدة شدتني كدة. انا حقيقي حاسس اني حبيتك من اول نظرة. دوبت في عنيكي اياكي تكسري قلبي يا ديچة اياكي
خديچة لم تدري بماذا تجيبه وهو يترجاها وهو يغدق عليها بالحب وكلمات الغزل والشوق.
خديچة: ااايوة بس.. بس المفروض انك تتصل بابا. او عمار
مش بيا انا
مروان: وحياتك عندي هكلم ابوكي وامك واخوكي وعيلتك كلها. بس بلي ريقي يا اجمل حورية شوفتها
خديچة بخجل جلي علي صوتها: مروان لو سامحت بلاش الكلام ده
مروان وقد شعر انه اصاب الهدف : بتتكسفي؟!
خديچة: انت رئيك ايه
مروان: وانا بعشق كسوفك.. هاه يا ديچة ردي عليا بقي
خديچة: ارد اقول ايه
مروان: قولي ااه. وريحي قلبي
خديچة كانت متخبطة مابين حبها لزين. وبين رفض مروان وكسر قلبه. خصوصا بعد ماسمعته منه. فهي لا تريد ان تكون سبب في كسر قلب انسان . مثل ماكان زين السبب في كسر قلبها.
وايضاا اتاها شيطانها في هذه اللحظة . ووذكرها بزين وقربها منه عند. زواجها من مروان.
مروان:يااااااااه. للدرجة دي صعبه.
وبحزن مصتنع. شكلي تطفلت عليكي وانتي مش عايزاني. انا اسف. بس كنت اتمني توافقي . وما تكسريش قلبي .
خديچة بتحدي لنفسها وحبها الواهم: مروان انا موافقة.
مروان بفرحة وانتصار: حقيقي يا ديچة يعني خلاص . بقيتي بتاعتي بقيتي. ليا لوحدي.
ااااه ياديچة اوعدك اني اسعدك. مفيش ست في الدنيا الا لما هتحسدك علي السعادة. اللي هتكوني فيها.
واكمل بهدوء وهو يقتع الكلمات. اوعدك ... يا حبيبتي يا احلي حورية اني احبك وادلعك احلي واجمل دلع.
خديچة بخجل: احممم. ابقي كلم بابا.
وعمار وحدد معاهم كل حاجة .
مروان: من عيوني يا حبيبتي. ايوة كدة اكلمهم بقلب جامد .
خديچة: احمم. اانا مضطرة اقفل سلام بقي
مروان: مع اني نفسي افضل اكلمك اطول وقت ممكن. بس خلاص زي ما تحبي. سلام يا قمر.
اغلقت خديچة الهاتف وهي تبكي .
ااااه ماذا فعلت؟!
هل ما فعلته صواب ام خطأ!! ؟
هل حقا من الممكن ان انسي زين بمروان؟
هل يستطيع مروان ان يجعلني انسي وجعي وجرحي من زين؟!
ياارب اريحني. فقد انهارت قوتي ولم اعد اعلم. ماهو الصواب. يارب قدرلي الخير حيثما كان. فأنا تعبت. حقا تعبت.
................................................
دخل المنزل وهو علي حاله منذ ما حدث. حزين وجهه شحب يبدوا عليه التعب والارهاق وقلة النوم والراحة.
دخل ووجد والدته واخيه يتحدثون ويضحكون . القي السلام وجلس
زين بإرهاق : مساء الخير
فاطمة:مساء النور يا حبيبي.
وبقلق مالك يا زين انت يا ابني شكلك مش مريحني بقالك اسبوع تعبان ومابتكلش فيك ايه يا حبيبي.
اغمض عينيه ومسد عظمه انفه بإرهاق وتعب وتنهد بمرار.
زين: مافيش يا امي . ما تشغليش بالك مجرد ارهاق من الشغل وكمان عندي صداع فظيييع دماغي هتتفرتك.
وارح رأسه علي ظهر الكرسي بتعب
فاطمة بقلق وخوف قامت ووقفت بجواره. ومسدت رأسه بحنان. وازاحت خصلات شعره برفق.
فاطمة: مالك يا قلب امك. الف سلامة عليك قولي اجبلك ايه يريحك. منه لله الشغل اللي تعبك وهد حيلك كدة. وبهدلك.
فتح عينينه برفق ونظر لوالدته بعتاب لم يستطع البوح به لها او لمخلوق.
ااااااه يا امي. لو تعلمي من التي جرحتني وغرست السكين بقلبي . ااااااه لو تعلمي من الذي سرقني وسرق احلامي. اااه يا امي.
انها انتي! انه اخي!
عائلتي هي من جرحتني وفعلت بي كل هذا
واغمض عينيه مرة اخري وكادت ان تفر منه. دمعة ولكن ادركها واعادها مكانها تزرف في صمت بداخله.
فاطمة: ااانا هروح اجبلك لقمة تاكلها. واجبلك حاجة للصداع ثواني يا حبيبي مش هتأخر. وذهبت للداخل
مروان: ايه يا عم مالك. بتدلع علي امك ليه. ليك حق ما انت الصغير اللي علي الحجر.
رمقه زين بغضب فماذا يريد هذا المعتوه. ايحسدني علي قلق امي. اولم يكفيه ما اخذه مني. عجبا لك يا غبي.
زين قوس فمه بسخرية : هي ناقصة قرك. ماتكست احسنلك.
مروان: ههههههه. لا يا عم ولا قر ولا بتاع. انا كلها شوية ومراتي تيجي تنور البيت وتدلعني براحتي وانت اشبع بأمك.
استقام زين في جلسته. وانتبه وبتسائل.
زين: مين يا اخويا اللي جاية
مروان: ايه ماسمعتش. مراتي بقولك مراتي . ديچة.
زين صك علي اسنانه بغضب وغيره : وانت لسة عرفت رأيها. اظن بعد التأخير ده كله في الرد عليك خلاص المفروض تنسي وتشوف غيرها.
قام مروان ووضع يديه بجيوب بنطاله القطني واقترب من زين ورمقه بتحدي.
مروان: لا اشوف مين انا قولتلك هتجوزها يعني هتجوزها. وعموما هي وافقت خلاص
صدم زين : وافقت انت متأكد. عمار اللي بلغك.
مروان بثقة وغرور: تؤتؤتؤ. هي بنفسها اللي بلغتني
زين بإندهاش : هي؟! اازاي!
مروان: ابدا كنت بكلمها في الفون وهي اللي قالتلي.
زين بغيرة قاتلة: وانت بتكلمها في الفون من امتي.
مروان بكذب : من يوم الرؤية.بس هي مش عايزة حد يعرف.
زين شعر بدوار يعصف به ولم يعد يستطيع الوقوف وجلس علي المقعد بخيبة أمل.
زين: انت بتتكلم جد
مروان: ايوة طبعا. وكلمت عمي عثمان واتفقت معاه هنروح بكرة ونتفق علي كل حاجة ونحدد معاد كتب الكتاب والدخلة. انا قولتله مش عايز خطوبة ولا كتاب . عايز اتجوز علي طول.
زين كور قبضته بغضب. ماذا ؟! زواج بهذه السرعة. وهي كانت تحدثه في الهاتف؟!
وانا اموت غيرة كل ساعة ااااااه .اهدئ يا قلب اهدئ.
انا لم اعد احتمل ثورتك بين الضلوع. تعبت اقسم اني تعبت.
مروان: ايه ساكت ليه مش هتقولي مبروك.
زين بمرار والم. ولسانه ثقيل لا يساعده في قولها.فلمن سيبارك لسارق قلبه وحبه واحلامه. يبارك له زواجه. من من؟ من حبيبتي وصغيرتي التي اغار عليها من نفسي. ماهذا العقاب الذي اعاقبه منك يا زمن.لما؟فما جرمي!
ماهو ذنبي لأوجع كل هذا الوجع.
تحامل علي نفسه واجبر لسانه علي النطق بصعوبة وخرجت باهتة خاليه من اي فرحة
زين: ممم.... مممبروك
وقام وانطبق وصعد لغرفته بسرعة لانه ما عاد يستطيع حبس دموعه اكثر من ذالك.
خرجت فاطمة من المطبخ. ولم تجد زين فسألت مروان
فاطمة: الله . اومال فين زين علشان ياكل وياخد الدواء
مروان بلا مبالاه. وهو يعبث بهاتفه: ابدا طلع اوضته. حطي الاكل هو دلوقتي ينزل.
وضعت الطعام وجلست بحيرة وتفكير
فاطمة: بقولك ايه يا مروان. اخوك ماله . بقالوا فترة حزين ومتغير ماتعرفش ماله.
اجابها مروان بخبث: غيران
فاطمة بعدم فهم: غيران؟! من مين. ومن ايه.
مروان: مني. علشان هتجوز وهو لا . شكله الموضوع حلي في عينه. اتجدعي بقي وشوفيله عروسة حلوة زي ديچة كدة. علشان انا اتجوز وهو. ورايا علي طول.
فاطمة بفرحة: بس كدة من عنيا. ده يوم المني. اخلص من جوازتك بس وبعد كدة افوقله واجوزه بنت ايه قمر.
مروان: احلي من ديچة؟
فاطمة: وهو فيه في جمال ديچة.
ربنا يا ابني يصلحلكم الحال وتتهنوا يارب.
مروان: يارب يا امي يارب.
................................................
تجلس في غرفتها في حيرة وقلق وتجوب الغرفة ذهابا وايابا.. فمروان ووالدته يجلسون بالخارج مع عائلتها ليحدوون ميعاد الزواج.
وبعد فترة دقت والدتها باب غرفتها. ودخلت اليها
مريم: ايه يا ديچة ما خرجتيش ليه كل ده الحاجة فاطمة بتسأل عنك.. وكمان عايزين ناخد رئيك في حاجة تعالي ورايا بسرعة
اومأت لها بخفة وخرجت ورائها وسلمت وجلست
فاطمة : اهلا اهلا بعروستنا عاملة ايه يا قمر.
خديچة: الحمد لله بخير. نسأل الله العافية
فاطمة : يارب. دائما يا حبيبتي.
عثمان: ديچة . الحاجة ومروان . كانوا عايزين رئيك في حاجة
عايزنكم تتجوزا. في الڤيلا معاها. علشان تونسوها . خصوصا ان مروان مش عايز يبعد عنها. لانها هتكون وحيدة بعد الجواز وزين دائما مسافر
خديچة صدمت . نتجوز فين ازاي بس
مش هينفع. لا لا نقعد في شقة لوحدنا احسن.
عمار: ليه بس يا ديچة . الحاجة فاطمة بتحبك زي بنتها. وهتكونوا مرتحاين مع بعض . فكري تاني
خديچة بعصبية : لا لا قولت لا
فاطمة بصدمة من رد فعل خديچة . وحزن ظاهر في نفس الوقت . فهي حقا تحبها مثل ابنتها ولم يصدر منها اي تصرف يزعجها . اذا لما كل هذا الرفض.
فاطمة بدموع: خلاص يا عمار ما تضغطش عليها هي حرة ده حقها.
مروان بغضب وحيرة: ايوة يا امي بس انا وعدتك اني ما سيبكيش
فاطمة وهي تمسح دموعها : معلش المهم تكونوا مبسوطين انا مش مهم.
حزنت خديچة ورق قلبها لهذه السيدة التي تحبها وتحترمها . فهي لم تؤذيها. هي لا تريد العيش معها من اجل زين وليس هي. هي خافت من قربها منه لهذه الدرجة. هي ظنت ان تكون قريبة منه تعرف اخباره تراه تتكلم معه من حين لاخر . لكن ليس العيش معه في منزل واحد تحت صقفا واحد اغراب عن بعضهم . هذا كثثير فوق الاحتمال بكت خديچة واقتربت من فاطمة وجلست بجوارها وربتت علي يديها .
خديچة: انا اسفة . والله ماقصدش ازعلك حقك عليا.
فاطمة ابتسمت بحزن: لا يا بنتي ولا يهمك انا مش زعلانة انا بس كان نفسي نعيش في بيت واحد مع بعض. حتي زين لما يتجوز هيعيش معانا هو ومراته. بس انتي لازم تكوني مرتاحة. اعملي اللي يعجبك. بس يا بنتي عايزاكي تفهمي وتعرفي كويس اني مش حماه ولا وحشة . انتي بنتي ووالله بحبك زي بنتي .
خديچة بوجع : ههههو زين هيتجوز
فاطمة: ان شاء الله اخلص من جوازتكم انتي ومروان. وافوق ليه واجوزه.
خديچة بألم اذن انا اتألم واغار عليه وهو يخطط للزواج من اخري يا لغبائي اذن فلك ما تريد .
خديچة بقوة: انا موافقة اننا نتجوز مع حضرتك في للڤيلا.
مروان بفرحة: بجد يا ديچة
فاطمة بسعادة: صحيح يا بنتي من قلبك ولا علشان ماتزعلنيش.
خديچة: لا من قلبي. انا بحب حضرتك جداا. زي ماما وهنكون مرتاحين مع بعض.
عثمان: علي خيرة الله. كدة تمام.
مريم: الف مبروك يا حاجة فاطمة . الف مبروك يا مروان.
مروان: الله يبارك فيكي يا حماتي
فاطمة: مبروك علينا وعليكم. ربنا يحميهالك يا مريم. يا زين ماربيتي . واوعدكم كلكم. ححطها في عنيا الاتنين.
عثمان: احنا متأكدين يا حاجة انتي ست الكل ربنا يبارك فيكي.
مروان: طيب يا عمي ايه رأي حضرتك في اول الشهر نتجوز.
خديچة: لا لا طبعا ده كدة هيكون بعد اسبوعين بدري اوي.
عمار: ايوة كمان امتحانات ديچة بعد شهر خليها بعد الامتحانات احسن .
مروان: ليه بس. هو انا يعني همنعها من الامتحانات. نتجوز وبعد الشهر تمتحن عادي. لكن انا بصراحة مش هقدر اصبر عايزها النهاردة قبل بكرة.
خجلت خديچة من كلامه.
مريم:ايوة يا بني بس ااا
فاطمة: مابسش بقي. خلينا نفرح ولو هي نقصها حاجة انا وانتي من النجمة ننزل ونجيبلها كل حاجة.
مريم: لا ابدا. انا ديچة بجهزها من وهي صغيرة . وماشاء الله جهزها يكفي 4 عرايس. بس انا بتكلم عليها هي. يعني انا شايفة يعقدوا العقد الاول وياخدوا علي بعض وبعد كدة الجواز.
مروان: لا يا حماتي وحياتك. انا هخليها تاخد عليا في يوم واحد ماتقلقيش. بس بجد صعب اوي استني شهر واكتر. خصوصا ان الڤيلا جاهزة مش ناقصها حاجة ابدا. واوضة النوم خديچة ممكن تنزل تختارها في يوم مش مشكلة. هاه قولتوا ايه
عمار:ههههههههه. انت مستعجل اوي يا مروان
مروان: ههههههههه. اظن بقي انت اكتر واحد المفروض يبقي فاهمني وحاسس بيا ولا ايه انت لسة عريس جديد
عمار: ههههههه. فعلا حاسس بيك بس المهم رأي ديچة . هاه يا ديچة قولتي ايه.
خديچة كانت تشعر انها في داخل دوامة لا تدري ماذا تفعل. لقد انقلبت حياتها بين عشية وضحاها. فچأة هدمت احلامها وتحطمت امالها. وانكسر قلبها . والان يحددون معاد زواجها. ولكن انا لابد ان انسي زين لابد ان اعيش حياتي. مع من احبني واختارني. لا اظل ابكي حصرة علي من اهانني وكسر قلبي.
وبدموع الجرح والالم .... ولكن انا.... انا .... احبه بل اعشقه ماذا افعل ؟
وقامت مسرعة الي غرفتها
فاطمة : ههههههه. ديچة انكسفت.
مريم: هههههههه. ايوة طبعا ديچة اصلا كانت لاغية فكرة الجواز دي لحد لما تخلص كليه . بس بقي النصيب . مروان غير كل حاجة.
فاطمة : ربنا يتمم علي خير ويرزقهم بالزرية الصالحة
جميعا: اللهم امين
مروان: طيب يا عمي ايه رأي حضرتك. ارتب كل حاجة علي اول الشهر واحجز القاعات
عثمان: والله ياابني هقول ايه ربنا يتمم بخير
فاطمة بفرحة عارمة: تقول مبروك وتتوكل. علي الله.
واطلقت. سيل من الزغاريد متتالية
مريم: هههههههههه. ربنا يديكي الصحة. يا حاجة. ويفرحنا بيهم
فاطمة: يارب يا حبيبتي. اسمعي بقي انا بكرة بإذن الله هكلمك ونتقابل وديچة تيجي معاكي نختار فستان الفرح. المكان اللي تقول عليه هنروحه والفستان اللي تختاره هشتريهلها. يارب يكون بكام انا عيوني ليها. ومروان مش هيستخسر فيها حاجة ابدا.
مريم : ان شاء الله . نتقابل بكرة.
................................. ..............
وجاء اليوم التالي . وتقابلوا واشتروا فستان الزفاف. وجهز مروان كل شئ. وحجز قاعات الزفاف.
وجاء اليوم المنتظر. اليوم الذي مر عليهما كأنه دهر. والذي تألما فيه اشد الالم.
ماتنسوش تصلوا علي النبي
(((أحببتُ خديجه)))
(((الفصل السابع )))
في قاعة الزفاف الخاصة بالرجال كان يقف في ركن بعيد.. والحزن والالم يكادان يقتلانه حقا..
يقف ينظر لاخيه وهو سعيد فرح يتلقي التهاني والمباركة من الجميع .
فحق له ان يفرح كيف لا وهو سيتزوج بحورية قلبي و صغيرتي الجميلة التي لم اري في جمالها ولا رقتها ابدا. التي أحببتها في صمت بيني وبين نفسي
التي لم أجرؤ علي مصارحتها بما في قلبي.
وهذا ما ضيعها من بين يدي . وابتسم بسخرية من سذاجة مشاعره وقلبه العذري....
انا!!!انا الذي ظننت اني اكبرها بأعوام واخجل من الاعتراف بحبي لها .
جاء اخي والذي يكبرني انا بأعوام.. وتشجع وتقدم لها. واليوم يقف سعيد بزواجه منها. اليوم ستكون زوجته وحلاله . اليوم ستحرم علي . سيحرم علي النظر لها والتفكير بها. وتمنيها بين احضاني.
اليوم !! ماهذا اليوم!!!!
ما اقصاه من يوم. يوم عذابي ووجعي. يوم تبيت حبيبتي بين احضان اخي ينعم بها وانا احترق غيرة وألم .
يارب ..... يارب ..... انزل سكينتك علي الليلة...ما اقساها من ليلة....كيف ستمر هذه الليلة!!!؟ كيف!!!؟
وهذا هو عقاب الكتمان والتردد...المشاعر والمصير القدري لا يستقيم معه التردد...والكتمان....عندما نعشق لا نتردد....عندما نختار شريك حب...شريك عشق...شريك قلب...نغامر....نچاذف....نخوض التجربة والمغامرة....وايا كانت النتيجة رغما عنا نتحملها...ولكن يكفينا شرف المحاولة والمچاذفة.... التخاذل والتراخي اسواء واعنف ما يقتل الامل والحب....ويدمي القلب...كثيراا مانخسر ما بين ايدينا وما هو من حقنا بسبب الخوف من المستقبل...نضيع اجمل ما نملك بالحياة بسبب التخاذل والجبن..
اقترب مروان من زين .
مروان بتساؤل: زين . انت فين يا ابني واقف بعيد ليه وسايبني لوحدي. هو انا ليا غيرك يقف جنبي في يوم زي ده.
نظر له زين بالم وكسرة. وازاح دمعة هاربة فرت من عينيه غفلة. وجلي صوته من محزنه وحدثه.
زين يتماسك بقوة: احممم. ااانا موجود اهو. بس صحابك كانوا جنبك وسيبتكم مع بعض تتكلموا.
مروان بضيق: صحابي !!!صحابي ايه بس . انت اخويا يا زين اخويا الوحيد. اللي مليش غيره. عايز تسيبني لوحدي تفتكر انت يوم فرحك هسيبك لوحدك كدة واقف بعيد!!!؟
أنب نفسه ولام قلبه . فحبه وعشقه لها وغيرته عليها. غفله ان اخاه ليس له ذنب في هذا.
هو تقدم لها واعجبته وهي وافقت عليه واعجبها. فلماذا. يلومه ويغضب منه.
الملام حقا هو . هو الذي تردد. هو الذي كان كتوم ولم يبح بمشاعره. فلما يلوم اخيه علي غلطته هو..غلطة من صنع يداه هو..لما يلوم اخيه علي فرحته. في يوم عرسه. الان لابد ان ينحي قلبه وغيرته جانبا ويقف بجوار اخيه. فهذا هو القدر...والقدر مهما عاندنا لا مفر من القدر.
نظر له زين بقلب يحترق ألم وأومأ له برأسه . موافقا علي حديثه.
زين بحزن ظاهر: عندك حق اسف متزعلش مني.
وجذبه لاحضانه وضمه وربت علي ظهره وبارك له.
الف مبروك. يا مروان
مروان بعتاب: اخيرا افتكرت تباركلي ماشي يا عم. ماردودالك يوم فرحك.
يالا بينا نروح للناس اللي جاية تبارك دي.
علشان بعد شوية خلاص المأذون جاي وهنكتب الكتاب. واعمل حسابك هتكون شاهد علي العقد انت وعمار. معاك بطاقة يا حضرة الرائد ولا اخدك علي القسم.
اغمض عينيه بألم يحاول ان يهدأ. من ما يشتعل بداخله..وبرجاء صامت مخفي....يكفي يا أخي ...كفااااك استحلف بربك...لا تغرس السكين اكثر من ذالك. يكفي ألم. لم اعد احتمل . اتريد مني ان اشهد ايضا علي قتل قلبي. ونزيف روحي . اااااه من قسوة عقابك يا زمان.... ولكن من يشعر بيي....فا انا الوحيد الذي اقف في عزاء قلبي ومأتم عشقي....حسنا اخي لك ما تريد.
اومأ برأسه لاخيه بخفة. وابتسم بسخرية.
زين : لا يا عم معايا ماتقلقش. وبعدين مين ده اللي يخدني القسم. القسم ده لعبتي يا غندور.
مروان بسعادة : هههههههه. انا غندور الكبير وانت غندور الصغير. اتجدعن بقي علشان تحصلني . يا معلم
زين تنهد بحسرة: ان شاء الله يالا المأذون جه.
وبالفعل جاء المأذون وبدأ في عقد القران. وكاد قلب زين ينخلع آلما...وطعناااا... وهو يري يد اخيه في يد عثمان ويسمع كلمات تذبحه ذبح.
... زوجتك ابنتي البكر الرشيد . خديچة عثمان
.. ...... وانا قبلت زواجها ....
.... مبارك لكما ومبارك عليكما وجمع بينكم في خير....
اااااه من وجعي . انتهي كل شئ الان!!!... الان اصبحت حبيبتي زوجة اخي!!! . انتهي... الصعب...
وجاء الاصعب. لابد الان ان يخط بيديه شهادته علي زواج اخيه وحبيبته. يخط بيديه شهاته علي ذبح قلبه...يخط بيديه شهادة وفاة قصة حب لم تكتمل او...لم تكتب بعد....ماتت في مهدها...مثل جنين قتل في رحم أمه...ولم يقدر له الاكتمال والخروج للحياة....
امسك القلم وخط اسمه علي عقد زواجهم.
يالوجعي... يالقهري ..... انا الان اتقطع حزنا... اذن ماذا سأفعل بعد سويعات قليلة .... بعد ان اشاهدهم يدخلون غرفة واحدة ويغلق عليهم بابا واحد ماذا ! ماذا؟..غرفة واحدة!!!!! اي....اي فراااش واحد!!!!؟ اغمض عينيه بقوة من قساوة التخيل...
افاق علي الاصوات التي تعالت بالضحك والمباركات .. والذغاريد التي انتلقطت من القاعة المجاورة قاعة النساء...
فهم اخذوا الدفتر لتخط العروس بالموافقة ووافقت ...
وعاد عمار بالدفتر ... وانتهي كل شئ.
اقترب من اخيه واتزمه في عناق طويل ....
زين: مبروك يا مروان ربنا يسعدك يا حبيبي.
مروان بفرحة عارمة: الله يبارك فيك يا زين عقبالك.
زين بكسرة: ان شاء الله.
عمار اقترب من زين .
عمار بلوم وعتاب: تعرف انك ندل. انت فين يا ابني ما حدش شافك من يوم ما مروان اتقدم لديچة. وما حضرتش اي اتفاق ينفع كدة!!!؟
زين ابتلع ريقه بغصة: معلش يا عمار كان عندي شغل ما انت فاهم بقي .
عمار: عارف والله ربنا معاك. الا قولي صحيح. مش انت يوم فرحي قولتلي انك عايز تتقدم لواحدة عجباك. ايه بقي !!! قولي ايه اللي حصل.
تنهد زين بمرار: لا بقي خلاص اصل احنا ما اتفقناش. رفضتني
عمار بدهشة: انت بتتكلم جد. رفضتك ازاي هو انت تترفض.!!!
زين اومأ له بجرح: ايوة رفضتني واتجوزت كمان. ربنا يسعدها. المهم انها تكون مبسوطة دي اهم حاجة.
عمار بحزن: انت شكلك حبيتها يا زين.
زين نظر للفراغ امامه وتنهد بحسرة: حبيتها بس!!!! انا عشقتها يا عمار دي اول واخر حب في حياتي.
عمار بصدمة: للدرجة دي . وازي ما حكتليش . كدة يا زين ده احنا اصحاب عمر بحاله!!!
زين بندم جلي ظاهر: يارتني قولتلك ... يارتني حكيتلك .. بس انت عارف انا طول عمري كتوم ومش بعرف اخرج اللي جوايا.
وحاول ان يغير مسار الحديث خلاص بقي. ربنا يهنيها. قولي انت ايه اخبارك. عامل ايه في الجواز.
عمار بهيام: عايش يا صاحبي . عايش. الجواز ده نعمة من ربنا وخصوصا لما يرزقك بزوجة صالحة تحبها وتحبك. بتعيش في جنة علي الارض.
زين ابتسم بسرور لصاحبه: ربنا يسعدك يا عمار واتجدعن بقي عايزين نشوف الانتاج الجديد
شكله ايه. عايز ابقي عم بسرعة.
عمار: ههههههههه حاضر من عنيا. هجبلك عيل واسميه زين بس يارب يطلع عنيه زرقاء زيك. علشان يبقي حليوة كدة والبنات تتخانق عليه . فاكر انت ايام ثانوي. البنات كانت بتتراهن عليك.
زين ابتسم بخفة: ايوة فاكر. كانت بنات فاضية ورايقة. اهي ايام بقي وراحت لحالها.
عمار: ودلوقتي مافيش حاجة كدة ولا كدة ده انت شغلتك تنطق الحجر.
زين اخرج تنهيدة حااارة: ايوة دي حقيقة.. بس انت عارف ان طول عمري ماليش في العك ده . انا مش ممكن اغضب ربنا ولا هلمس ست الا في الحلال.
عمار ابتسم: ربنا يبارك فيك يا صاحبي وينولك اللي في بالك.
يالا بقي علشان مروان مستعجل وعايز يروح.
ابتسم بسخرية....ما ببالي يا صاحبي اخذه اخي وتنعم بيه....وحرم علي...وانتهي الامر...
زين بحزن: تمام يالا بينا
................................................
في قاعة النساء
تجلس عروس حزينة نادمة تلوم نفسها وتعتذر لها علي ما فعلت بها.
ولكن ماذا يفيد الندم واللوم الان! ؟
لا شئ انتهي الامر واصبحت زوجة لغيره. وليس اي غير بل اخيه ...! اخيه!..
اااااااااه يا خديچة ماذا فعلتي . ماذا فعلتي ....
اااااااااه يارب سامحني سامحني.
اااانا كنت ممجروحة متخبطة لا ادري ماذا اقترفت يداي ....
اللهم قوني واششد ضعفي وخذ بيدي .
يالله ان قلوب العباد بين يديك. تقلبها كيف تشاء . فأرح قلبي . واصرفني عنه. واجعل ميل قلبي لزوجي انا لا اريد ان اعصيك. يارب ... يارب..
كان الندم يأكلها آكل يذبحها ذبح...ولكن هي من اختارت...هي من انساقت خلف ضعف وسوء اختيار...خلف شيطان مرير زين لها ما هو ليس لها....ماهو سيكون عذااب والم...
اقتربت منار زوجة عمار من خديچة . وصدمت من هيأتها الحزينة ليست هيات عروس ابدا...
وعيونها الباكية وزينتها التي تلطخت بفعل الدموع التي كانت انهااااار ..
منار بفزع: مالك يا ديچة في ايه ليه كل العياط ده . انا قلقت عليكي.
خديچة نظرت لها بضعف وانكسار.
خديچة: اانا تعبانة يا منار تعبانة ... ومخنوووقة.....انا مش عارفة ازاي عملت كدة...ازااااي
وبكت اكثر واكثر...
منار محاولة تهدأتها لكي لا تلفت الانظار اكثر من ذالك.
منار: ديچة تعالي معايا الحمام بسرعة لازم تظبطي الميكب اللي اتبهدل ده. الناس هتقول ايه تعالي بسرعة
واخذتها الي المرحاض وجففت دموعها . واصلحت لها زينتها وسألتها بهدوء.
منار: مالك يا ديچة انا زي اختك احكيلي حبيبتي فيكي ايه!!؟
خديچة بتعب وارهاق. فالصداع يكاد يطيح برأسها بعد نوبة البكاء التي انتابتها منذ قليل.
خديچة: مش قادرة اتكلم بجد يا منار . بس اكيد لما اكون مستعدة هحكيلك...بس الخلاصة اني ماكنتش عايزة الجوازة دي....
منار بقلق وصدمة: انتي متأكدة! ازاي!!!طب فهميني...
خديچة اومات لها: اايوة مش عايزاها...بس اكيد هحكيلك وافهمك....
دخلت عليهم مريم بقلق
مريم: ايه يا بنات ايه اللي اخركم كدة. .ونظرت لإبنتها وفزعت من دموع عينيها.
مالك يا حبيبتي فيكي ايه!!!؟
منار وقد شعرت بحيرة خديچة
منار: ههههههه. ابدا ديچة خايفة . عروسة بقي ومكسوفة حضرتك فاهمة
مريم اقتربت منها وضمتها بحنان ودموع.
فإحتضنتها خديچة يقوة واچهشت بالبكاء.مراااار... كأنها تطلب منها الحماية تتمني ان تأخذها معها للمنزل. فهي حقا خائفة بل مرتعبة. مما هو آت...
مريم: علي عيني يا قلب امك فراقك والله. بس لازم كل بنت مسيرها للجواز ومروان ابن حلال وبيحبك وهيحفظ عليكي بطلي عياط بقي انا اصلا بتقطع ربنا عالم. بيا....
دخلت فاطمة :ايه يا جماعة ملكم . ورأت هذا العناق الذي رق له قلبها. وجعل عينيها تدمع.
فاطمة : وبعدين معاكم بقي انا قلبي وجعني لزمته ايه بقي كل ده. انتي يا ديچة خايفة مني ولا من مروان.
والله يا حبيبتي حنحطك في عنينا اوعي تخافي. انا هكون مكان ماما
اخرجت مريم خديچة من احضانها برفق. ونظرت في عينيها. بقلق..
مريم: حبيبتي الحاجة فاطمة اهي بتطمنك اهو. قوليلي ايه اللي مخوفك تاني . انا قلبي بيقولي ان في حاجة تانية. مالك!!!؟
خديچة جففت دموعها واخذت شهيقا طويلا.
خديچة بهدوء: مافيش حاجة يا ماما انا خلاص بقيت كويسة. ماتقلقيش عليا...
فاطمة ابتسمت: طيب يالا بقي البسي الكاب بتاعك والنقاب علشان مروان عايز يروح...
خديچة بخوف : ليه مممممالسة
بدري هو ليه مستعجل.
فاطمة: ههههههههه. قوليلها انتي يا مريم هو ليه مستعجل...
مريم وقد شعرت بخوف وفزع صغيرتها.
مريم: ماتخفيش يا حبيبتي. مش احنا اتكلمنا مع بعض امبارح وفهمتك ..كل حاجة....حاولي تهدي يا حبيبتي انتي كدة ممكن تتعبي...
منار: ولا تعب ولا حاجة هي هتبقي زي الفل ماتقلقيش انتي بس.
وامسكت بيد خديچة .
يالا تعالي يا ديچة علشان اساعدك تلبسي الكاب والنقاب.
وخرجت الفتاتين. والتفتت مريم لفاطمة وبرجاء
مريم: علشان خاطري يا حاجة فاطمة خالي بالك من خديچة. دي مرعوبة
ووصي عليها مروان. خاليه يا خدها بالهداوة بالله عليكي انا قلقانة عليها اوي ..
فاطمة ابتسمت:ولا تقلقي والله في عنيا. يالا بينا علشان مانتأخرش عليهم ...
ارتدت خديچة حجابها ونقابها وخرجت مع والدتها وفاطمة والنساء. وكان والدها ومروان في انتظارهم امام باب القاعة.
واخذ ابيها بيدها وضمها اليه بحنو بالغ. فهي صغيرته المدللة الجميلة. التي اطعمها بيديه وهي صغيرة. التي امسك بيدها لتخطوا اولي خطواتها. الذي رقص قلبه فرحا. عندما نطقت اسمه اول مرة. و التي سوف يحرم منها اليوم ويسلمها لزوجها . من الليلة ستأتيه زائرة وبكي فرحا وحزنا في آن واحد.
فا في كل الاحوال. هي اصبحت عروس تسر النظر . فبارك لها وتمني لها الصلاح في حياتها ودعي لها بالزرية الصالحة.
عثمان: الف مبروك يا حبيبتي. ربنا يسعدك. ويرزقك الزرية الصالحة. خالي بالك من نفسك. ومن زوجك. واتقي الله فيه هو جنتك ونارك يا ديچة انتي عارفة
ارضيه علشان ربنا يرضي عليكي يا بنتي...
خديچة بعيون دامعة.: حاضر يا بابا. بس انت وماما هتوحشوني اوي.
عثمان: وانتي كمان يا حبيبتي والله. بس هي دي سنة الحياة. تعالي بقي لما اسلمك لزوجك.
واخذ بيدها واوصلها لمروان. الذي التقط يديها بشغف وشوق. وضم كفيها لصدره ومال عليهما ولثمهما بقبلة حارررة. فهذه اول مرة يمسك بيديها ويشعر بنعومتها. ونظر في عينيها. بشوق
مروان: مبروك يا حبيبتي الف مبروك. اخيرا بقيتي مراتي يا ديچة.
خجلت من لمسته وكلامته. ونظرت لاسفل .
مروان: تؤتؤتؤ. النهاردة مش عايز كسوف. انا هتجنن عليكي من اول يوم شوفتك فيه.
عمار اقترب منهم بمشاكسة: ايه يا عم خالي الحاجات دي لما تروح .
مروان: هههههههههه. عندك حق انا اصلا عايز اطير علي البيت.
وقف هو بعيد بجوار السيارة ينتظرهم
وعيناه تكاد تخرج من مسكنها وهو يري اخيه يمسك بها بهذا التملك. وهو يقف بعيد غريب محرم عليه الاقتراب.
اقترب منه مروان وهو يضم ذراع خديچة وخلفهم الجميع. وركبا الاثنان في الخلف . وامه بجواره واستقل هو مقعد السائق . وانتطلق الي المنزل وخلفهم عائلتها.
ووصلوا جميعا للمنزل وودع الاهل ابنتهم . ودخلوا هم المنزل وصعد العروسان لغرفتهم .
وامه لغرفتها...
وجلس هو في غرفته يحاول ان يهدأ. فهو يريد ان يندفع لغرفة اخيه. ويأخذها منه. ويضمها لاحضانه فهو حقا يطوق لعناقها حقا يتمني ان يكون كل هذا كابوس . ويفيق منه ليجدها كما كانت حبيبته وصغيرته...من دون مساس... ويتزوجها هو.
دخل المرحاض وجلس في المغطس وفتح الصنبور وانهمرت عليه المياه وهو يحاول ان يطفأ نار جسده. نار الغيرة .. نار الالم. نار الندم.... نيران كثيرة تنهش بجسده تأكله اكل.
............... .... ........................
اخذ هو يقترب منها خطوة وهي ترجع للخلف خطوة. فهو لم يعد يستطع الصبر. اكثر من ذالك يود ان يلتهمها حالا لم يبقي فيه عقل.
اخذت لبه بجمالها الساحر
مروان: وبعدين هتفضلي ترجعي كدة خلاص الباب وراكي . هتروحي مني فين .
خديچة بخوف وفزع: مروان ارجوك. سيبني اخد عليك انا بجد خايفة اوي منفضلك.
مروان: خلاص بقي هو مش احنا صلينا علشان تهدي شوية في ايه.
واقترب منها واعتقل خصرها بذراعه بقوة مما جعلها تدخل لاحضانه بقوة واخذ يمرر انامله في خصلات شعرها البني الحريري. وهمس بالقرب من اذنيها بشوق
مروان: انا عايزك تسيبيلي نفسك خالص . واوعدك هخليكي تعيشي ليلة تحلفي بيها العمر كله.
وقبل ان تنطق بحرف واحد. كان التقط شفتيها بشغف وشوق جارف. وظل يقبلها بنهم وعنف . حاولت ان تبتعد ان تهرب من هذا الحصار ولكن لم تستطع. فقوته الجسمانية تفوقها بكثير..
ظل يقبلها بعنف ثم ترك شفتيها بعد عناق كاسح. تركها بعد ان تورمت من قبلاته و نزف منها الدم من اثر هجومه عليها.
واخذ يقبل عنقها ونحرها وكل ما يقع تحت شفتيه.
حاولت ان تجد صوتها وهمست من بين دموعها .
خديچة: مروان ارجوك كفاية ارجوك.
كأنه لم يسمعها كأنه مغيب .. مخدر ... لا يعي شئ من حوله سوي انه يريد. ان يطفأ نار جسده من شوقه لها يريد ان يتملكها بأي ثمن.
ودون الاهتمام بها وبدموعها وخوفها وفزعها. حملها والقي بها علي الفراش. وخلع قميصة بسرعة حتي انه قطع ازراره لم يطيق الانتظار لحلها برفق. واقترب منها ومزق فستانها بعنف بالغ. وشرع في اخذ حقه منها عنوة وغصب ..
وهنا اطلقت خديچة صرخة مدوية دوت في ارجاء المنزل وتبعتها صرخات اقوي واصعب.
................................................
وصل الصراخ لاذنيه وهو جالس في شرفة غرفته ينفث دخان سيجائره . ففزع وانقبض قلبه . واندفع للتحقق من اسباب صراخها ولكن لم يستطع طرق باب غرفتهم.
فأسرع للأسفل لغرفة والدته. ودخل عليها افزعها.
زين: امي .. الحقي ديچة بتصرخ تعالي شوفي مالها.
تبسمت امه بهدوء. ووضعت مصحفها بجوارها وخلعت نظارتها الطبية.
فاطمة: يا حبيبي ما تقلقش. دول عرسان.وده طبيعي انت فاهم بقي.
عبثت ملامحه وعقد حاجبيه في غضب. اتقصد انها تصرخ لانه ... لانه.....
لا لا لا اريد ان اتخيل لا اريد
اغمض عينيه بغضب وكور قبضته وهو يغلي كغليان الحميم.
وابتلع ريقه بغصة.
بس مش للدرجة دي!! دي بتصرخ بهستيرية
امي ارجوكي ديچة امانة في رقبتنا. اطلعي شوفي مالها. مروان مجنون وممكن يأذيها انا عارفه.
فاطمة : يا حبيبي ما تخفش هما لو احتجوني هينهوني لكن مايصحش...
وقبل ان تكمل جملتها بترتها عند دخول مروان عليهم وهيأته ممزقه ومشعثة. وقميصة عليه اثار دماء.
مروان بغزع: امي الحقيني خديچة اغمي عليها وبتنزف انا مش عارف اعمل ايه.
صدمت فاطمة وضرت صدرها بكفها بخوف وقلق.
فاطمة : انت عملت ايه في البت يا مروان . ده انا وعدت امها نحطها في عنينا حرام عليك يا شيخ حرام عليك.
احمرت عينيه واشتعلت النار برأسه وهي تبحث عن مخرج لها ولا تجد. اندفع اليه وامسكه من تلابيبه والصقه بالحائط. وبصوت هادر غاضب.
زين: انت عملت فيها ايه . ديچة جرالها ايه انطق لااقتلك
مروان بحنق: ابعد ايدك انت مالك دي مراتي. اوعي خاليني اشوفها دي مبتنطقش.
دفعه زين بقوة واوقعه ارضا وركض لاعلي ليري ماذا فعل هذا المعتوه بصغيرته.
ولكن اسرع خلفه مروان وهو يناديه بغضب.
مروان: زين ... زين ... استني عندك ..
تري ماذا حدث لخديچة وماذا سيفعل زين مع اخيه! ؟
يتبع ماتنسوش تصلوا علي النبي 🌺
(((أحببتُ خديجه)))
(((الفصل الثامن)))
وصل عند باب الغرفة ووضع يديه علي مقبض الباب وقبل ان يحركه. وجد يد مروان تمسك به ونهره بعنف ودفعه بقوة وغضب.
مروان بغضب : انت بتعمل ايه.!!! فاكر نفسك هتدخل انت اتجننت رسمي.!!!اللي جوه دي مراتي وعريانة عايز تدخل كدة ازاي!!!؟
كانت انفاسه سريعة وغاضبة وحانقة من هذا المعتوه . ولكنه محق!!! كيف نسي في هذه اللحظة انه لايجوز له ان يدخل عليها هكذا .!!!!؟ حتي لو لم تكون بالحال التي ذكرها اخيه. في كل الاحوال لا يحل له ان يدخل عليها هكذا دون استأذان.
لكن فزعه وقلقه اللذان ينهشان في قلبه اعمياه عن هذا الامر. وعن حرمانيته...وانه لا يحل له ذالك....
ولكن القلب احيانا لا يري ولا يخضع لكل المعاير والاعراف...ويعميه سلطان العشق عن الكثير والكثير..
هدر فيه زين بقوة : انا لازم اتطمن عليها انت عملت فيها ايه.!!!!
مروان بحنق شديد:وانت مالك انت بتدخل في اللي مايخصكش ليه. دي مراتي انا.
زين وقد نفرت عروقه واشتعل معها جرح نافذ ينزف: ومتربية علي ايدي انا... وبتثق فيا انا... واهلها سايبنها امانه عندنا ووافقوا علي جوازك منها لانك اخويا انا.... و علشان كدة هي تخصني انا كمان..... قسما بالله لو كنت اذتها ما هرحمك. انت مجنون دي مراتك مش واحدة شاقطها من الشارع. ازاي تعمل فيها كدة. ازااااي!!!؟
مروان بضيق : مالكش دعوة قولتلك....وابعد عني انا مش طايق نفسي يا اخي...
جاءت خلفهم والدتهم تلتقط انفاسها فهي لا تصعد الدور الثاني نهائي لعدم قدرتها علي الصعود والهبوط . فهي تفضل المكوث في الاسفل وغرفتها ايضا بالاسفل .
فاطمة بأنفاس متقطعة: كفاياكم خناق بقي . وسعوا خالوني ادخل اشوف البت اللي قاطعة النفس جوا دي.
افسح لها الاثنان الطريق ودخلت لتتفحص خديچة .
وعند دخولها رأت ما لم تتوقعه....فستان زفافها مطروح ارضاااا..وهي نفسها.... خديچة!!! عارية في فراشها وعلي وجهها اثار الضرب وجسدها ايضا به كدمات في انحاء متفرقة وغارقة في دمائها. ووجهها شاحب وشفتيها زرقاء.
وجسدها مثل الثلچ. كأن الدماء سحبت منه. كان منظر يدمي القلب ويحزن بحق....فأي انسان يقوي علي فعل هذا!!!!!
لا هو بالفعل عندما فعل فعلته كان اقرب ما يكون للحيوان....حيوان همجي وحشي لا يدرك غير جوعه فقط...
شهقت فاطمة بفزع وضربت خديها بكفيها مرات متتالية في صدمة ودهشة. وهي تتمتم.
فاطمة بدموع : يالهوي ... يالهوي... يالهوي.
البت بتروح مننا . منك لله يا مروان يا ابن بطني منك لله .
وخرجت وهي تبكي وترتجف وامسكته من جانبي قميصة الممزق الذي مزقه وهو غايب العقل. وهدرت فيه بغضب.
ايه اللي عملته ده. انت مجنون...مجنون!!!! البت بتموت دي اتصفت انت مجنون.. مجنون. مش ممكن تكون بني آدم...
مروان بندم وحزن: خلاص بقي يا امي ابوس ايدك. انا مش متحمل تأنيب....بكفاااية... المهم دلوقتي نطلبلها الدكتور بسرعة.
فاطمة برعب من حالها : دكتور مين البت لازم تروح المستشفي دي بتنزف وممكن تموت الله يخربيتك....انا اللي استاهل ..اني جوزتك وظلمت بنات الناس معاك...رووووح...ربنا يسامحك
امشي قدامي ساعدني نلبسها هدومها بسرعة. امشي.....
اومأ لها بضيق وعبوث... ودخل معها الغرفة واغلقا الباب خلفهم ليلبسوها ملابسها وحجابها.
ضرب هو الباب بقبضتيه الغاضبة وهو يتقطع غلا وغضبا. وهو يلوم نفسه ويحملها ذنب هذه المسكينة الراقدة بالداخل فهو يعرف اخاه حق المعرفة ويعرف ماضيه القذر مع فتيات الليل. ويعرف ميوله الحيوانية . ولكن خشي ان حاول ان يلمح لابيها وعمار بشئ. يكون يفضح اخاه ويظنون انه يوقع بينهم. ..او انه لا يريد هذه الزيچة لاسباب غير حقيقية. وظن ايضا ان اخاه قد يكون تغير بعد رؤيته متمسك بخديچة ويحبها....بهذااا الشكل المميت...
ولكن كما يقال( ذيل الكلب لن يعتدل ويظل علي عوجه مهما حاول الاستقامة )...هكذا بعض الناس مهما حاولت ان تصلح من شأنها تبقي خبيثة غادرة لا تستطيع ان تكون نقية....الا ان يشاء الله...
ظل يجوب الممر الخاص بالغرف بسرعة وغضب . كان مثل الاسد الثائر الغاضب المحتجز في قفص. ولا يستطيع الخروج. مرت عليه الدقائق كأنها ساعات طوال. وهو ينتظر خروجهم. وبعد دقائق فتح باب الغرفة وخرج مروان بعد ان ابدل ثيابه الممزقه.
يحملها بعد ان اللبسها ثيابها بمساعدة والدته.
رأها بين ذراعيه مثل الجثة الهامدة لا تحرك ساكن.
اسرع نحوه. بلهفة وقلق.
زين وعينيه تخطفها بالنظر ليطمئن عليها : هي لسة ما فقتش.!!!!؟
فاطمة بدموع: لا يا ابني. انا قلبي واكلني خايفة يكون جرالها حاجة....ربنا يستر...
مروان بحنق: هيكون جرالها ايه بس. ما كل البنات بتعمل كدة.هي اول ولا اخر واحدة تتجوز.. هي اللي فرفورة ....
وكذته والدته في كتفه بسخط
فاطمة: انت ليك عين تتكلم كمان اخرس خالص.
زين رمقه بغضب ووعيد ولكن يصبر ليس هذا موقف حساب..اطمئن علي قطعة من روحي اولا ثم يأتي عقابك ايها المعتوه الغبي.
زين بعبوث: طيب يالا بينا بسرعة لازم نطمن عليها.
انا هسبقكم علي تحت اطلع العربية ...يالا بسرعة.
وبالفعل هبط في سرعة. الريح واستقل السيارة وادار المحرك بسرعة فائقة ولحقوا هم به. وانطلق بالسيارة بجنون . كان قلبه ينبض بعنف يصرخ من قلقه عليها. يود لو استطاع ان يلتفت اليها بالخلف ويجذبها لصدره يضمها بحنانه يأخذ المها ووجعها.....
اااااااه يا حبيبتي. ليتني اوقفت هذا الزواج. ليتني تزوجتك وان كان حتي....غصبا عنك. علي الاقل انا لم اكن لاوذيكي بمثل هذا الشكل ابدا ابدا...انتي روحي كيف لي ان اركي بهذا الشكل!!!كيف!!!؟
وصلوا جميعا للمشفي وادخلوها للكشف عليها. وبعد فترة ليست بالقصيرة. خرجت الطبيبة .
هرول اليها ثلاثتهم في لهفة
زين بلهيب: خير يا دكتورة. ديچة عاملة ايه دلووقتي!!! طمنينا!!؟
الطبيبة :للأسف الانسة دي اتعرضت للاغتصاب بشكل وحشي وهمجي وللضرب كمان.
مروان بغضب : انتي بتقولي ايه.!!! اغتصاااب ايه!!!!؟
دي مراتي والنهاردة دخلتنا. ودي كانت دخلة عادي زي اي عرسان
عقدت الطبيبة ساعدتها بغضب : دي مصيبة تانية. لما حضرتك تعمل كدة في مراتك. دي شئ مقرف...مش طبيعي...
مروان بعصبية :انتي اتجننتي ولا ايه . هو مين ده اللي مقرف . اتلمي بدل ما اتغابي عليكي.
الطبيبة بسخرية: والله ما استبعدش عليك حاجة. اللي يعمل كدة في عرسته يوم فرحها ممكن يعمل اي حاجة .!!!
مروان بسخرية : انتي مستفزة علي فكرة...
زين دفعه بقوة وغيظ حتي الصقه بالحائط الرخامي: انت تتنيل تسكت احسنلك. بدل ما اقسم بربي.... اصورك اقتيل دلوقتي. انت ايه!!! بجح ليه كدة..!!؟
وتوجه بحديثه للطبيبة
انا اسف ليكي معلش. بس حاليا هي عاملة ايه فاقت ولا لسة والنزيف اخباره ايه.!!؟
الطبيبة بنبرة هادئة : الحمد لله النزيف وقف. وهي كمان فاقت. بس حالتها الجسدية والنفسية سيئة جداااا .
فاطمة بشئ من الراحة : طيب هي ممكن تخرج امتي!؟
الطبيبة ابتسمت لها: عادي هي ممكن تروح معاكم . بس طبعا هتستمر علي العلاج بتاعها والتعليمات اللي هبلغكم بيها.
ثم نظرت لمروان شزرا واكملت.
وطبعا الاستاذ يبعد عنها وما يحاولش يقربلها نهائي لحد لما تخف وتتحسن..
مروان بتهكم: والله!!!. وانا بقي هاخد اوامر منك اذا كنت اقرب من مراتي ولا لا.!!!؟ انتي بتحلمي!!؟
الطبيبة بعصبية: والله اللي عندي قولته. وانتم احرار. بس انت ماينفعش تقرب منها علي الاقل لمدة اسبوع. عن اذنكم.
زين وهو يرمق اخيه بوعيد: ادخلي يا امي اتطمني علي ديچة ما ينفعش نسبها لوحدها...
اومأت له والدته...ودلفت للغرفة لتجدها متكومة علي نفسها تبكي بمرارة ووجع.
اقتربت منها وجلست بجوارها علي حافة الفراش. ومسدت علي شعرها
بحنان امومي . وبدموع
فاطمة : الف سلامة عليكي يا حبيبتي سلامتك يا ديچة الحمد لله انها جات علي قد كدة. الدكتورة قالت انك ممكن تروحي معانا دلوقتي . طمنيني حاسة بإيه دلوقتي. يا عنيا!!!؟
خديچة بضياع ودموع : ماما . عايزة ماما. هاتيلي ماما لو سامحتي....عايزة ماما...
فاطمة بتأثر وحزن: وهو انا مش زي ماما.!!!! الوقت اتأخر ولو كلمناها ممكن تتخض. معلش انا معاكي ماتتكسفيش مني. قوليلي مالك يا نور عيني. والله انا وزين بهدلنا مروان. ده زين مسك فيه وكان هيضربه. صدقيني..
اغمضت عينيها بألم. ورن الاسم في اذنيها يذبحها . زين..!!!. زين!!!
اااااه منك يا زين. اااااه منك...والف اااااخ...انت ...انت السبب فيما وصلت له اليوم. انا حاولت ان اثأر منك. ثأرت من نفسي ذبحت حالي بيدي...انا التي دفعت الثمن انا!!!؟
يا ليتني ما فعلت ليتني ما فعلت...ولكن بما ينفع الندم بعد ما حدث... سامحك الله يا زين. سامحك الله يا ....يا حبيبي. وبكت بندم وجرح...اوجاع جسد منتهك وقلب مغروز به نصل حاد لا تقوي علي خلعه..فإن خلعته مزقت معه ما تبقي من قلبها....وروح مهانة...تبكي بقهر....
................................................
يقف وهو يعقد ساعديه امام صدره ويرمق اخاه بنظرات . لو خرجت بما في قلبه في هذه اللحظة. لاحرقته حيا....لاخرجت معها سهههام مزقته اربا....
فهو غاضب ثائر يقتل غيرة والم من ما فعله هذا المعتوه بصغيرته وحبيبته.
مروان يحاول ان يظل متماسك ولا يخضع لنظرات الغضب واللوم الذي يسلطها عليه زين.
مروان: احمم. ايه هتفضل تبصلي كدة كتيير ولا ايه!!!؟
حرر ساعديه وتقدم منه حتي وقف امامه مباشرة.
زين بصوت حازم: انت ايه اللي عملته ده!!. انت مريض وحيوان مش بني آدم..
مروان بغضب: زين ما تنساش اني اخوك الكبير ومش هسمحلك تكلمني كدة انت فاهم. ولاخر مرة هقولك ما تدخلش في اللي ما يخصكش .
صك علي اسنانه بقوة وكاد ان يسحقها من غضبه من هذا المكابر. الذي لا يريد بعد كل ما حدث. ان يعترف بخطأه. وامسكه من تلابيبه. وهدر به.
زين بصوت أمر: اسمع بقي انت تنسي خالص اني ما ادخلش في اللي بتعمله في خديچة. انت فاااااهم..قولتلك دي متربية علي ايدي
زي زي عمار تمام. ومش هسمحلك تأذيها.
انت لازم تفرق بينها وبين الاشكال الزبالة اللي كنت بتعرفها. دي بنت بيور خام. مالهلش في القرف اللي انت غرقان فيه.
واسمع بقي لو ما اتعدلتش معاها وعاملتها كا ملكة . اقسم بالله لفضحك قدامها وقدام اهلها . واقولهم انك وسخ وبتاع نسوان وكل يوم بتنام مع واحدة ريكلام زبالة زيك. انا اللي سكتني في الاول. خفت افضح اخويا. وقولت ده اكيد اتعدل وحب ديچة وربنا تاب عليه خلاص ربنا ستره بلاش انا افضحه....
لكن واسختك توصل لديچة اقسم بالله ما هسيبك انت فاهم. الا دي..دي بعمرك كله...انت سامع!!؟
لا ينكر مروان انه اهتز من حديث اخيه. ويخاف من الفضيحة. امام زوجته واهلها. وايضا يعلم ان زين يفعلها. فهو يبدو عليه انه بالفعل يكن الكثير من التقدير لديچة. ولا يتحمل عليها النسيم. يبدوا انه يعوض بها حرمانه من وجود اخت بحياته. ويعتبرها اخته بالفعل.
مروان : احممم. انت فاهم غلط انا بس كنت متحمس شوية مش اكتر. لكن انا فعلا توبت وبعدت عن كل الستات اللي اعرفهم.
انا بجد بحب ديچة. بس اول ما اتقفل علينا باب واحد ما اقدرتش اتحكم في نفسي انا بشر يا زين. خلاص بقي غلطة وعدت.
زين بأنفاس ملتهبة: انت كنت واخد ايه؟
مروان تلعثم في الحديث: ايه ااه وولا حاجة . هههخد ايه
زين بنظرة ثاقبة وواثقة: بقولك كنت واخد ايه. انطق يا مروان. اللي عملته فيها ده. مش طبيعي انت كنت تحت تأثير مخدر.
وبصوت غاضب . انطق
مروان: احممم. ككنت واخد ***
امسك زين رأسه بكفيه. وهو يحاول ان يكتم غضبه من هذا المجنون الغبي.
زين بدهشة : وانت كنت محتاج الزفت ده في ايه. !!!هاه.!! رد عليا. !!!دي زي العصفورة في ايدك. مش محتاجة كل الهباب ده.!!؟
انت غبي.. غبي .. اسمع انت لازم تسمع كلام الدكتورة وتبعد عنها واياك تقرب منها الا لما ترتاح. انت فاهم.
مروان تنهد بحنق. فهو. لا يملك الخيار لابد ان يمتص غضب اخيه.:حاضر..ممكن تسكن بقي انا تعبت كل واحد بيقطمني كفاااية..دي جوازة مهببة...
رمقه بإشمأزاز.: هباب علي دماغك...هي مهببة علشان انت اللي الغبي..
وتقدم من باب غرفتها. ونقر عليه نقرات خفيفة.
وفتحت له والدته.
زين بلهفة عاشق: امي طمنيني ديچة عاملة ايه!!
فاطمة : الحمد لله بخير
زين: طيب يا امي من فضلك. حطيلها حجابها علشان هدخل مع مروان اتطمن عليها..
.
فاطمة : حاضر يا حبيبي ثواني.
دخلت لها ووضعت لها حجابها ونقابها واذنت لهم.
وعند دخول الاثنين. حينما وقعت عينيها علي مروان صرخت برعب وتمسكت بفاطمة تحتمي بها.
خديچة: لا لا خاليه يخرج بالله عليكي. ما تخلهوش يقربلي ربنا يخليكي انا خايفة منه.....اوعي يعمل كدة تاااني بالله عليكي...
ضمتها فاطمة بحنان محاولة تهدأتها بلطف
فاطمة :اهدي اهدي يا حبيبتي ما تخفيش. انا جنبك...
كان ينظر لها وقلبه يعتصر حزنا والما. حبيبتي ما كل هذا الخوف والرعب.
الهذا الحد ارعبك واوجعك !!! ما ذا فعل بك هذا المعتوه حبيبتي يا ليتني استطيع ان اضمك لأحضاني الان. ليتني استطيع ان ابثك الامان والراحة.
وضرب الحائط. بقبضته بقوة وغضب واغمض عينيه بألم.
ااااه يا ربي ما كل هذا. كيف لي ان احتمل. اقسم انه لو كان جبل لكان الان تراب. مما يري ....لو جبل لهدم فتات....اااااااه..الهمنى يا الله الصبر....
مروان سك علي اسنانه.يكفي ما تحملته من لوم وعتاب الي الان هل سأتحملك انتي الاخري : اوففففففف. انا اتخنقت دي ليلة سودا انا نازل تحت
وخرج من الغرفة غاضب منهم جميعا.
دخلت الطبيبة: هاه يا ديچة بقيتي احسن
خديچة بوهن وصوت مبحوح من الصريخ: الحمد لله.
الطبيبة: طيب اتفضلوا. ده الدواء بتاعها. ومكتوب مواعيده والتعليمات في الروشته.
وهي تقدر تخرج معاكم دلوقتي بس زي ما فهمتكم.. تمام.
فاطمة: حاضر يا دكتورة هنعمل كل اللي قولتي عليه من عنيا.
زين: شكرااا ليكي. انا وولدتي هنجبها لحضرتك بعد اسبوع تطمنينا عليها
الطبيبة بإبتسامة: وانا هنتظركم. عن اذنكم.
زين بحنو : ديچة تقدري تمشي ولا انادي لمروان يشيلك.
خديچة رمقته بغضب وعتاب: لا لا انا همشي لوحدي. مش عايزاه يقرب مني.
وحاولت ان تقوم من الفراش بمساعدة والدته. وقامت في وهن. وعند خطوها اول خطوة. لم تسعفها قدميها في الصمود وخارت قواها واوشكت علي السقوط.
الا انه كان يراقبها بإهتمام وعند رؤيتها تسقط. اسرع اليها بخفة الفهد واحتواها بين يديه ورفعها اليه ونظر في عينيها بلهفة.
زين:انتي كويسة.. هتقدري
نظرت له بحب وعتاب وشوق. وعلي قدر ما كانت غاضبه منه. الا عندما اقترب منها وشعرت بدفأه ونظرته الحنونه. لم تستطع الصمود وحنت له.
ااانا كويسة ححاول امشي . ولكن مثل المرة الاولي . لم تستطع وكادت تقع فلم يجد بدا من حملها هو.
زين:انا هشيلك معلش غصب عني وعنك. انتي مش
هتقدري تمشي. خاليني انا اشيلك لحد العربية.
خفق قلبها ودق بجنون. وهي تشعر بنفسها بين احضانه ومحمولة علي ذراعيه. حاولت التملص منه والنزول.
خديچة: لا لا ااانا همشي ححاول تاني. ارجوك كدة ماينفعش.
زين بحنان : والله ما هتقدري. معلش انا عارف انه لا يجوز المسك. بس احنا مضطرين. طيب بصي انا هكلم مروان يطلع يشيلك معلش استحمليه بس لحد ما نرجع البيت.
خديچة التقطت انفاسها فهذا ارحم بكثير من حمله هو اياها: طيب .. طيب بس نزلني
انزلها برفق ووضعها علي حافة الفراش. واخرج هاتفه واحاول الاتصال علي اخيه لكنه كالعادة مستهتر. وهاتفه مغلق حاول مرة ومرة. وكل مرة الهاتف مغلق.
زين بيأس: ديچة مروان فونه مغلق . معلش خاليني انا انزلك . اسمعي الكلام.
ومال عليها وحملها برفق وضمها بحنان.
اهدي اهدي بس ربنا يشفكي ويطمنا عليكي يا ديچة.
فاطمة: اهدي بقي ياديچة. زين زي اخوكي. هو دايما يقول ديچة دي اختي الصغيرة اللي متربية علي ايدي . ده زي عمار يالا بينا .
هدأت ولم تستطع المقاومة . فهي بجانب تعبها والمها الجسدي. فهي متعبة الروح والنفس.تحبه وتعشقه. وتتمني قربه . ولم تكن تتوقع هذا الموقف. فقررت ان تترك العنان لقلبها للنيل بهذه اللحظة الجميلة. التي لا تعرف هل ستحظو بمثلها مرة اخري ام لا . اللحظة التي تستشعر دفئ احضانه تنعم برائحته . فدفنت رئسها في صدره واحاطت رقبته بذراعيها .
فإقشعر جسده هو من لمستها خفق قلبه وتمني لو كانت زوجته هو الان. لكان ازاح هذا النقاب الذي يخفي عنه وجهها الذي يعشقه ويحفظه بتفاصيله. والتقم شفتيها في قبلة ناعمة دافئة يخرج لها بها حبه ولهفته عليها .
فضمها لصدره بحنان واغمض عينيه بشوق. فهاهي حبيبتي وصغيرتي بين ذراعي وفي احضاني. ياليت الطريق يطول.
اااااه كم احبك. كم اعشقق كم اتمناكي يا خديچة.
دخل المصعد هو ووالدته وهي مازالت بين ذراعيه
تستمع لدقات قلبه.وتحيرت في صوتها العالي وزيادة سرعتها فقلبه ينبض بعف وقوة
ااااه يا حبيبي ليتك زوجي الان اقسم اني لم اكون لاترك هذا الحضن ابدا. فأنا لم اشعر بالامان الا الان وانا بين احضانك يا زين يا حبيبي.
يارب لما كل هذا العذاب !!..... لما كل هذا الالم!!...... لما تزوجت مروان! لما لم اتزوج زين لما يارب! ؟!
خرجوا من المصعد واتجه بها الي السيارة وجد مرون مستند الي السيارة وهو يدخن بشراسة. واتسعت عيناه وفرغ فاه وهو يري زوجته بين زراعي اخيه. تقدم نحوه وهو غاضب.
مروان: انت ازاي تشيلها كدة. انت اتجننت.
وانتي يا هانم يا محترمة ازاي تخليه يشيلك بالشكل ده.
زين رمقه بسخرية: ماانت لو كان عندك دم. كنت فضلت مع مراتك. تطمن عليها. لكن انت تنح ومابتفهمش. انت مش نزلت وسبتنا . كنا هنستني حضرتك بقي لحد لما تحن علينا وترجع. وكمان فونك متنيل مغلق جربت اكلمك بدل المرة 10 وانت نايم زي تليفونك.
وسع كدة وافتح باب العربية .
كتم غيظه وافسح له الطريق وفتح له باب السيارة.
مال بها برفق وحنان كأنها قطعة كريستال غالية نفيسة . يخاف عليها ان تنكسر. اجلسها في المقعد وبنبرة اچشة متعبة مرهقة حزينة من فراقها احضانه . كدة مرتاحة ولا تحبي تنامي وماما تركب جنبي قدام.
نظرت له بشوق. فقد شعرت بالبرودة تدب في اوصالها بمجرد ان ابتعدت عن احضانه.
حركت رئسها بخفة . لا انا كدة مرتاحة متشكرة اوي يازين تعبتك
تنهد بشوق: تعب ايه بس انتي ماتعرفيش غالوتك عندي . انت كبيرة اوي عندي يا ديچة.
رمقته بعتاب : زي اختك مش كدة.انا عارفة انك بتعبر نفسك زي عمار
اغمض عينيه بأسي : ايوة بالظبط كدة اختي الصغيرة . اللي كبرت علي ايدي
مروان: ممكن توسع بقي علشان امك تركب. خالينا نروح الفجر هياذن. انا تعبان وعايز انام.
انتصب في وقفته ورمقعه بغضب. فهذا البارد. كل همه ان ينام ويرتاح. كيف ! واين له الراحة وزوجته بهذا الشكل. اااه منك يا معتوه. ماذا افعل معك بحق الله انت غبي غبي.
صعدوا جميعا الي السيارة . وادار هو المحرق وانطلق بها . وكان طوال الطريق يسترق لها النظر . يتألم لفراقها . يفكر كيف ستكون الايام القادمة ماذا سيفعل مع اخيه. كيف سوف يحميها منه .
وصلوا جميعا للمنزل ونزل هو واتجه لها بالخلف وهم ليحملها.
امسكه اخيه من كتفه
مروان: اظن انا موجود . انا هشيلها.
ومال هو ليحملها ففزعت منه ومن لمسته.
رمقها بضيق. ممكن تهدي بقي انا هشيلك بس مش هاكلك يعني .
عبثت ملامحها ولكن ما باليد حيله. هذا اخف الضررين.
فهي لا تريد خوض هذه التجربة مرة اخري. لن تتحمل ان تكون بين احضانه ويتركها مجداااا. وايضا . انبت نفسها لهذا الشعور . شعرت انها تذنب وتخطأ وايضا تخون هذا الغبي المتوحش. فهو بالنهاية زوجها .شائت ام ابت زوجها.
حملها مروان واتجه بها للداخل .
وحين اتجه بها لاعلي. اوقفه زين
زين: مروان . ديچة هتنام مع ماما الليلة دي.. دخلها اوضتها.
مروان بدهشة : نعم ليه بقي ان شاء الله. ازاي يعني
فاطمة: زي الناس . الدكتورة قالت لازم ترتاح علي الاقل الليلة خليها تنام معايا. بكرة ربنا يحلها. يالا نايمها في الاوضة.
نفخ بحنق وضيق ونظر لهم بغضب. ودخل بها الي حجرة والدته والقاها علي الفراش بعنف.
مما جعلها تتألم بضعف.
خديچة: اااه. بالراحة يا اخي
انتفض زين بجزع واقترب منه ووكزه في كتفه.
زين: انت غبي يا بني آدم انت. ما بالراحة عليها . هي ناقصة مش كفاية اللي عملته فيها.
فاطمة : ربنا يهديك روح . روح اطلع نام امشي .
تركهم غاضب وحانق وصعد لغرفته .
نظر هو لها برفق.
زين: ديچة معلش ماتزعليش منه. هو كدة طبعه زفت. بس اول مايهدي والموقف ده يعدي علي خير . هيبقي كويس هو بيحبك صدقيني.
خديچة بخيبة امل: عارفة عموما انا عايزة انام ممكن
زين: طبعا انا طالع اوضتي. ولو احتاجتوني في اي وقت انا صاحي مش هنام.
فاطمة : ماشي يا ابني انا كمان هصلي الفجر وانام. كانت ليلة صعبة الحمد لله عدت علي خير.
زين: طيب تصبحوا علي خير
فاطمة وخديچة : وانت من اهل الخير
توضأت فاطمة وصلت فرضها ونظرت لخديچة وجدتها تغط في نوم عميق فحقا كان يوما عصيب متعب مرهق بكل ما حدث به . دثرتها بالغطاء جيدا. ومسدت شعرها
بحنان ورفق. فهي حقا سيدة حنونة وطيبة القلب وتحبها مثل ابنتها التي لم تلدها. وظلت بجوارها تنظر لها بعطف.
................................................
صعد هو غرفته وجلس يفكر في كل ماحدث . وجافه النوم ولم يستطع النوم ابدا.
هبط لاسفل ونقر علي باب غرفة والدته برفق . وبعد لحظات فتحت له والدته
فاطمة : خير يا حبيبي عايز حاجة.
زين بلهفة: طمنيني . ديچة عاملة ايه يا امي نامت
فاطمة: الحمد لله يا ابني دي نامت بسرعة اوي من الدواء اللي اخدته والتعب اللي شافته والله غالبانة وصعبت عليا. قولي انت ما نمتش ليه لحد دلوقتي.
زين تنهد بتعب: انام ازاي يا امي بعد اللي حصل. كمان مش عارف الصبح لما اهلها يجوا يشوفوها. هنقولهم ايه. والبيه طلع نام ولا علي باله.
فاطمة: والله ياابني عندك حق. ربنا يستر. يالا اطلع انت يا حبيبي ناملك ساعتين وريح . وربنا يكملك بعقلك. والله اوقات بحس انت الكبير مش مروان.
تبسم زين بحصرة: الكبير مش بسنه يا امي . يالا يا حبيبتي ادخلي نامي وارتاحي انتي كمان تعبتي. تصبحي علي خير
فاطمة: وانت من اهل الخير يا حبيبي ربنا يرضي عليك يا زين يا ابني.
ترك والدته واتجه لغرفة اخيه وفتح الباب ودخل ليري هل نام حقا ام لا . قوس فمه بسخريه وهو يراه مستلقي علي وجهه. ويغط في نوم عميق ولا يحمل هم شئ.
فتنهد وتذكر المقولة الشهيرة. (لا ينام الليل الا خالي البال).
خرج و اغلق الباب خلفه واتجه لغرفته واستلقي في فراشه ووضع يديه خلف رئسه وتبسم غصبا عنه وهو يتذكرها بين يديه وفي احضانه. واغمض عينيه بشوق. وحاول ان ينام وتكون هي اخر ما تخيله وراه امام عينيه ...
ماتنسوش تصلوا علي النبي
(((أحببتُ خديجه)))
(((الفصل التاسع)))
اتي نور الشمس وهو يحمل معه الكثير والكثير من الاحداث والاوجاع. لقلبين مغرمين متعبين . مخطئين ايضا في حق نفسهما وبعضهما...مذنبين في حق من حولهما... كتما حبا كبير. دارا عشقا مميتا.
لما ؟! لما نخبئ مشاعرنا.!!! لما نهرب من احاسيس صادقة طاهرة بريئة؟! للاسف الاعذار والمبررات كثيرة بعضها مقنع واخر واهي ضعيف... يشعرنا بضعفنا وقلة حيلتنا وعدم تمسكنا بسعادتنا وحبنا. لما نفضل سعادة الاخرين علي سعدتنا. لما نترك ماهو حقا لنا لغيرنا...لما نترك ما يسعدنا ونختار طريق الالم والعذاااب...
والاعذار . خجل! ؟ كبرياء؟! خوف؟! اعذار كثيرة. نتائجها تجرحنا وحدنا تقتلنا دون غيرنا..وان آذت من حولنا لن يكون بمقدار آذي انفسنا..
وفي هذا اليوم هناك قلب محطم... استيقظ مختلف مقرر الكثير من التغير استجمع قوته ولمم شتات ضعفه وقرر ان يبدأ حياة جديدة حياة يخبئ بها حبه وضعفه . ويرتدي ثياب القوة والسعادة بحياته الجديدة زيفا وزورا...ولكن ليس باليد حيلة...لن يستطيع القلب ان ينول مبتغاه اذا ليبتعد..
استيقظت فاطمة ولم تجد خديچة بجوارها في الفراش نظرت بعينيها. فوجدتها ساجدة علي الارض تصلي فتبسمت. وانتظرت الي ان انتهت خديچة من صلاتها.
انهت فرضها ووجدت فاطمة استيقظت تبسمت لها و ذهبت وقبلتها من رأسها وجلست بجوارها.
خديچة بهدوء: صباح الخير يا طنط
فاطمة بسعادة: صباح الفل والجمال علي احلي عروسة في الدنيا. بس بلاش طنط دي. قوليلي يا ماما ولا ما نفعش.
خديچة ابتسمت: ازاي بس . ده شرف ليا طبعا. خلاص من هنا ورايح انا هندهلك ماما. ولا تزعلي...
فاطمة بفرحة : تسلميلي يا نور عيني. قوليلي عاملة ايه النهاردة احسن. وايه اخبار الالم لسة تعبانة.!!!
خديچة تنهدت بقلة حيلة : اه الحمد لله احسن كتير وكمان لما صحيت لقيت هدوم ليا هنا علي الكرسي اخدتها ودخلت اخدت حمام وخرجت اخدت الدواء اللي لقيته علي الكمود . والحمد لله انا احسن كتيير عن امبارح...
فاطمة: الحمد لله. ما انا لما انتي نمتي طلعت اوضتك وجبتلك الهدوم دي. قولت اكيد هتصحي تحتاجيها. والحمد لله انك بقيتي احسن.
واكملت بتردد. احممم ديچة كنت يعني عايزة اقولك لما يعني اهلك يجو بعد شوية يباركولك ياريت ماتقوليلهمش حاجة . اللي حصل حصل. وانا وزين اتكلمنا مع مروان وهو قال هيعتذرلك هو بس كان متحمس زيادة عن اللزوم.
خديچة تبسمت بوجع: من غير ما تقولي يا ماما انا كنت ناوية علي كدة اصلا مكنتش هحكي حاجة ....مافيش داعي اضيع فرحتهم بيا...خصوصا ان ماما قلبها مش بيتحمل تلاقيني تعبانة...
فاطمة بإتياح: صحيح اللي قال...يازين ما اختارت والله... حبيبتي ربنا يكملك بعقلك يارب.
خديچة : طيب بعد اذن حضرتك انا هطلع اصحي مروان اكيد ماما وبابا وعمار زمانهم جاين..
فاطمة بإبتسامة: وماله حبيبتي اطلعي وانا بنفسي هروح مع ام احمد نحضرلكم احلي فطار.
................................................
كان يجلس في الاسفل بجوار غرفة والدته. لم يغمض له جفن لم يذق طعم النوم ظل طوال الوقت يتقلب في فراشه لم يتذوق النوم ولا الراحة. ونزل اللي الاسفل وصنع كوب من القهوة ويجلس ينتظرها تستيقظ ليطمئن عليها وظل يفكر بها الي ان وجدها تخرج من غرفة والدته . فهرول اليها وبلهفة وقلق
زين بحماس: ديچة!!
خديچة بجمود مصتنع: نعم
زين بدهشة من ردها الفاتر : صباح الخير..
خديچة بفتور: صباح النور
واتجهت لدرجات السلم لتصعد لغرفتها التي تشارك زوجها بها.
زين بحيرة من ردها وتحاهلها اتجه خلفها: ديچة استني..
خديچة توقفت دون ان تلتفت : نعم
زين : مالك انتي لسة تعبانة.!!؟
خديچة وهي تحاول ان تهدأ وتظل متمسكة بقناع القسوة.
خديچة: انا كويسة الحمد لله ما تقلقش..
زين بوجع : طيب ممكن تبصيلي انتي ليه بتكلميني كدة....هو انتي زعلانة علشان صممت اشيلك امبارح!!؟
اغمضت عينيها فهي تحاول ان تهرب من حصار عينيه لا تريد ان تضعف تريد ان تكمل ما بدأت وما قررت !
التفتت له وبجمود
مش فاهمة بكلمك ازاي انا بكلمك عادي ...وبعدين مش زعلانة ولا حاجة. اللي حصل حصل..
قطع رده عليها نزول مروان
مروان بعبوث : صباح الخير
التفتت له خديچة واقتربت منه وهي تتصنع الرضا وابتسمت وبنبرة ناعمة.
خديچة:صباح النور انا كنت لسة جاية اصحيك دلوقتي
مروان بدهشة هو كان منتظر منها ان تكون غاضبة وعابثة ومتجاهلة له لا تكون بهذه الرقة والبشاشة .
مروان بإبتسامة اقترب منها وطبع قبلة علي جبينها : حبيبتي عاملة ايه النهاردة ...
خديچة ابتلعت ريقها بألم: الحمد لله احسن كتيير ماتقلقش.
مروان: ديچة انا اسف اانا ..
قاطعته ووضعت اصابعها علي شفتيه.
خديچة:ششششش ما فيش داعي للاسف خلاص اللي حصل حصل. وانا متأكدة انك مكنتش تقصد تأذيني . واسفة يعني لو كنت ضايقتك برد فعلي في المستشفي امبارح.
مروان سعد للغاية بمسامحتها له وعدم عضبها منه وضمها له بقوة وهو يعتذر .
مروان:حبيبتي انا اللي لازم اتأسف . حقك عليا. وهمس بمشاغبة . بس الحق عليكي انتي اللي حلوة زيادة عن اللزوم وجننتيني..
خديچة خجلت وابتسمت : مروان ما ينفعش كدة زين واقف.
مروان: احمم. ازيك يا زين معلش بقي. ديچة خدتني منك صباح الخير.
بقولك ايه هنستأذنك احنا . وهنطلع اوضتنا ولما يحضروا الفطار ابقوا اندهولنا.
واحتضن يد خديچة وصعد الدرج وذهب بها لغرفته...
كان يقف يتابع كل شئ. بدهشة وصدمة ووجع والم. ..وجرح. يااااه الكثير والكثير من الاحاسيس شعر بها ممزوجة مع بعضها البعض...خليط عچيب موجع للغاية..
اهذا الذي كانت تختبئ منه في احضاني. البارحة ؟!
اهذا الذي ذبحها والمها واراق دمائها البارحة؟!
ما هذا ؟! هل احلم كيف سامحته بهذه السرعة. الهذا الحد تحبه الهذا الحد شغل قلبها ؟!
اغمض عينيه بألم . ولكن من المعاتب من المذنب لما يلومها لما ينكر عليها. اليس هو من تراجع!
اليس هو من تخلي!
اليس هو من استسلم !
ماذا كان ينتظر منها ان تشعر به من دون كلام من دون تلميح!
ان تفهم حبه من دون البوح لها!
ماذا يريد ماذا؟ اااااه من الانسان يريد كل شئ من دون تعب. ...يريد الحب..الشعور...السعادة...وهو صاامت..خانع......
لكن ليس بعد الان. من اليوم سيتعب نعم سيتعب ويتألم. من اليوم سوف يري كل ما يجرح ويدمي القلب....ان كان ظن ان ما مر عذاااب. اذااا فهو لم يعرف العذاب بعد...والقادم هو الموت حيااا بحق..
ظل هامد مجروح يتخيل ما يحدث بينهم في الغرفة الان . هل يقوم بمصالحتها!
هل يقبلها !
هل يحتضنها!
هل ......!..الكثييير من هل...الكثير. من الاسئلة..
يكفي يكفي لا اريد ان اعرف لا اريد . ااااه ياربي كيف لي ان اتحمل بعد الان كيف؟!
جاءت والدته من خلفه وربتت علي كتفه وابتسمت.
فاطمة : صباح الخير يا زين عامل ايه يا حبيبي .
زين تنهد بحزن: صباح النور يا امي .
فاطمة نظرت لوجهه العابث وبقلق امومي : مالك يا حبيبي انت ما نمتش كويس ولا ايه.
زين قوس فمه بسخرية. فمن سهر الليل قلقا عليها وحاملا همها ووجعها. تجاهلته واتجهت لمن اذاها وآلمها وتجاهلها ونام وتركها تتألم والاكثر انها سامحته. ولكن لما لا فهو في النهاية زوجها.
والاهم انها لا تعرف شئ مما في قلبي لا تعي ما اخبئه لها من حب وعشق. لكي تفهمني وتشعر بي. لما الومها واعتب عليها. فالمخطئ هو انا .
فاطمة بقلق زائد: مالك يا نور عيني فيك ايه
زين ابتسم بألم ليطمأنها : ولا حاجة يا امي. انا فعلا ما نمتش كويس اللي حصل امبارح مش سهل. بس الحمد لله كل حاجة بقت تمام. وديچة واضح انها بقت احسن كتير من امبارح.
فاطمة بسعادة: ايوة الحمد لله. انا ماصدقتش نفسي لما صحيت لقيتها بتضحك ومش زعلانة ولا بتعيط. وكمان قالتلي انها مش هتقول حاجة لاهلها عن اللي حصل.
زين بنغزة في صدره: وواضح كمان انها اتصالحت مع مروان.
فاطمة : الحمد لله ربنا يبعد عنهم الشيطان ويهدي سرهم . بقولك ايه ما تندهلهم علشان نفطر كلنا.
زين بغضب اشاح عنها بوجهه: لا لا طبعا انا لا. عيب اخبط عليهم اطلعي انتي او ابعتيلهم ام احمد.
فاطمة : طيب خلاص براحة . طيب نادي ام احمد تنده عليهم.
زين زفر بضيق وبصوت غاضب: ااام احمد.
ام احمد. جاءت تهرول: نعم يا زين بيه.
زين بنفاذ صبر: اطلعي اندهي لمروان وديچة علشان يفطروا.
ام احمد : من عيوني.
................................................
بعد صعودها معه غرفتهم اقترب منها مروان ورفع نقابها ونظر لها بشوق.وهو يمرر اصابعه علي وجهها الناعم بلطف .
مروان: وحشششتيني .
اقشعر جسدها من لمسته وقربه . وحاولت ان تظل علي ثباتها . وتكمل ما بدأت وما قررت . فهي حسمت امرها انها لابد ان تتعايش مع وضعها الجديد. والذي لم يفرضه عليها احد هي من اختارت ان تضع البنزين بجانب النار. وان لم توقف هذا الشعور الذي يعتريها عند رؤية حبيبها . لن تستطيع السيطرة علي حالها فيما بعد. لابد ان تعطي مروان فرصة ليقترب منها وهي ايضا. فهو اصبح زوجها وبرضاها لابد ان تحترم هذا . ولا تخطئ في حق ربها وزوجها ونفسها.
ابتعدت خطواط عنه بشئ من الغضب .
خديچة : علي فكرة انا لسة ما سمحتكش علي اللي حصل امبارح
مروان : ليه بس مش انتي تحت قولتيلي انك مسمحاني ومش زعلانة.
خديچة : ايوة ده بس علشان زين كان واقف. وانا مش حابة ان احنا نناقش اي شئ يخص حياتنا الخاصة قدام اي حد. اي حاجة لازم تكون بين الزوج وزوجته. ولولا ان هما عرفوا امبارح اللي حصل غصب عني. انا عمري ما كنت هقول لحد حاجة. بس انت اذتني وخوفتني منك.
اقترب منها وطوق خصرها برفق وضمها لصدره بحنو . وازاح حجابها بلمسة مثيرة وبنبرة ولع واشتياق.
مروان: انا اسف ما كنتش اقصد اوجعك او اخوفك. حقك عليا .
وطبع قبلة علي مهل علي وجنتها . مما جعلها تتتورد حمرة فإبتسم بغرور . وطبع قبلة مماثلة علي وجنتها الاخري . فإزدادت ضربات قلبها من هذا القرب والخوف دب في اوصالها خشية ان يكرر فعلة امس.
حاولت التملص من بين ذراعيه لكنه كان يحاصرها بمهارة. واقترب من اذنها وهمس بنعومة.
هششششششششش اهدي ما تخفيش انا مش ممكن اكرر اللي حصل امبارح. وطبع قبلة هادئة علي رقبتها وتبعها بقبلة وقبلة . حتي شعر بإرتعاشة جسدها . فإبتعد عنها بهدوء وهو يمرر انامله في خصلات شعرها العسلي وبنبرة ناعمة.
اصلا اللي غلطان في اللي حصل امبارح ده انتي . انتي السبب
فنظرت له بدهشة. انا ازاي !
اقترب منها حتي شعت بأنفاسها الدافئة تداعب وجهها ورقبتها .
ايوة انتي. اسألي. شعرك العسلي الناعم الطويل اللي جنني ده.
اسألي عيونك وجفونك اللي سحرتني ببرائتها وجمالها.
اسألي شفايفك الجميلة المرسومة ولا اجمل لوحة . جننتي وخلتني مش شايف قدامي هموت واكلهم هتجنن واخطفهم بين شفايفي وارتوي من عطشي منهم .
اسألي جسمك وجماله ولونه انا بني آدم يا ديچة بني آدم ضعيف قصاد كل الجمال والانوثة دي. اعذريني غصب عني. ديچة انا بحبك .. بحبك...
وما ان انهي كلمته حتي مال وخطف شفتيها بسيل من القبل الناعمة الرقيقة. وحملها برفق واتجه بها لفراشهم وظل ينهل من رحيق شفتيها ويروي نفسه من دفئ احضانها .
هي كانت تشعر بتغير جزري في طريقته معها فهو اليوم مختلف يعاملها برقة وحب. عكس الامس كان همجي متوحش.
وكان لابد لها من الاستسلام له لكي لا يكرر غصبها علي شئ.
ولكن كان قلبها يتمزق ألما وجرحا وهي تشعر بنفسها بين احضانها يستحل جسدها ويقترب منها بحقه انه زوجها. ولكن ان امتلك الجسد . فلن يمتلك الروح والقلب. فهما ملك آخر .. آخر لا يعلم حبي ولا يدري عني شئ. لا يعلم مدي عذابي وانا في احضان غيره. لا يعي مدي ألمي وانا مجبرة علي الخضوع له...
كم اتألم ااااه ياربي . ارحمني .. ارحمني.
لم ينقذها شئ الا طرقات علي باب الغرفة ...
فحاولت التملص منه بهدوء
خديچة بخفوت: مروان ارجوك ... كفاية .. الباب بيخبط .
ابتعد عنها وصدره يعلو ويهبط من تسارع انفاسه. فهو الجم رغبته المتأججة نحوها بصعوبة بالغة. لا يريد ان يخسر مسامحتها علي فعلة امس. ويريد ان يكسب ودها برفق.
مروان : طيب ما تسيبك من اللي بيخبط
وخليكي معايا. انا مالحقتش اشبع منك امبارح.
واقترب منها وهو يتنفس صعوبة. ارجوكي انا مش قادر ابعد عنك .
وما ان اقترب منها ليلتهم شفتيها من جديد. الا والباب يدق مرة اخري .
فأبعدته عنها بسرعة ونهضت من الفراش بتوتر. وبصوت مرتعش
خديچة: ايوة مين
ام احمد: انا يا ست البنات زين بيه والحاجة فاطمة مستنينكم علشان تفطروا.
خديچة: طيب . حاضر نازلين.
والتفتت اليه ووجدته ينظر لها بغيظ وشراسة.
احممم. ممكن تقوم علشان ننزل
زفر بضيق ونهض من الفراش بغضب. واقترب منها
مروان: اوففففف. انا اللي غلطان كان المفروض ماسمعش كلام حد واخدك واسافر بعد الفرح.
لكن امي واهلك اللي صممه يطمنوا عليكي الاول . ماكنش حد ضايقنا دلوقتي .
خديچة: ايوة علشان كان زماني ميتة دلوقتي بعد اللي عملته امبارح.
اقترب منها واحاط خصرها واكمل بمشاغبة
مروان: تؤتؤتؤ. بعد الشر علي القمر بتاعي .يارب انا وانتي لا. وبعدين خلاص بقي عديها.وانا اوعدك مش هتصرف معاكي كدة تاني. هكون هادي وحنين ورقيق علشان ما ضايقكيش بعد كدة . اتفقنا.
خديچة : اخذت شهيقا عميقا. اتفقنا.
اخذت حجابها ونقابها وارتدهم وهبطا معا للاسفل. واتجها للطاولة وكانت فاطمة وزين يجلسان في انتظارهما.
فاطمة ببشاشة:الله اكبر . ربنا يحميكم يا حبايبي وما يدخل شيطان بينكم. ويهدك يا مروان يا ابن بطني يارب.وتقدر الجوهرة اللي ربنا بعتهالك
مد ذراعه واحاط خديچة واحتضنها وطبع قبلة علي رأسها. وهو يبتسم.
مروان:احلي واجمل جوهرة. ديچة دي عيوني يا أمي . ربنا يخليها ليا. وان شاء الله هدايتي هتكون علي ايديها. بس هي ترضي عني
خديچة ابتسمت بفتور : ان شاء الله ربنا يهدينا جميعا.
فاطمة:يارب يا حبيبتي يالا افطروا بالف هنا وشفا
وبدؤا جميعا في تناول الطعام ولكن هو وهي لا يتذوقان طعم شئ . لا يعرفان طعم الحلو من المالح . فالاثنان داخلهم ناراا تنهش بهم ولا احد يدري .
ولكن هو برغم غيرته ونار جسده المشتعلة الا ان قلقه عليها وعلي صحتها يقتله يود لو . استطاع ان يستكشف بنفسه ان كانت تتألم ام لا. جلي صوته وسألها.
زين: احممم. قوليلي يا ديچة اخدتي دواكي النهاردة.
اغمضت عينيها بغيظ. لما يهتم بي لما يخاف علي ويعبأ لامري . كل هذا لانه يعتبرني اخته الصغيرة يشعر بالمسؤلية نحوي. وابتسمت بسخرية اااه منك يا زين ياليتك نظرت لي من البداية كحبيبة وليس كأخت .
احممم ايوة اخدته اول لما صحيت.
زين بلهفة: ازاي تعملي كدة. ازاي تاخدي الدواء من غير فطار اوعي تعملي كدة تاني. تاكلي الاول وبعد كدة تاخدي الدواء فاهمة.
مروان بدهشة من اهتمام اخيه الزائد عن الحد بزوجته. فالشك يتسرب لقلبه لما كل هذا الاهتمام الانها تربت علي يديه منذ الصغر ام هناك شئ آخر. فرد عليه بحدة.
مروان: اظن انا بس اللي امر مراتي. وياريت تسيب حكاية الدواء دي عليا انا. انا هعرف ازاي اهتم بصحة مراتي ماتشغلس نفسك انت.
شعر زين بشئ من الحرج وان مشاعره ظهرت للعيان امام الجميع. وعلي وشك ان تفضحه. حاول ان يغير مجري الحديث.
احممم. ايوة طبعا انت استاذ في النسيان. انت تنسي وهي تنسي. وتتعب وتدوخ وتقرفونا معاكم. وتجرجرونا في نصاص الليالي . انا يا حبيبي مش فاضلكم عندي شغل. وامك تعبانة . بعد كدة هنسيبكم تتفلقوا.
فاطمة: ههههههههه. ماتصدقهوش. ده بيقول كدة من ورا قلبه . ده كان هيتجنن عليكم امبارح.
شعرت بنصل يغرس بقلبها. اللهذا الحد هي ثقل عليه . هل فعل كل هذا من اجل الرجولة والمسؤلية فقط . اغمضت عينيها بألم .
مروان: لا يا حبيبي ما تخفش . ديچة دي حبيبتي وهخالي بالي منها. و علي فكرة. النهاردة بعد ما حمايا وحماتي يمشوا. احنا هنسافر علي طول.
وقف الطعام بحلقه وسعل بخشونه عدة مرات. بعد سماع خبر سفرهم وغيابها عن عينيه وانفراض اخيه بها .
انتفضت ذعرا عليه وقامت من مقعدها بسرعة واخذت كوب ماء واعطته له بلهفة وقلق.
خديچة بفزع:اشرب بسرعة . مالك ايه اللي شرقك كدة. مش تخلي بالك.
نظر لعينيها بعمق يحاول ان يستشف سبب خوفها عليه ولهفتها عليه هكذا. الانه مثل اخيها فقط ام. لا لا تعقل يازين هي تتصرف بعفوية لا تحمل تصرفاتها علي غير محملها وتفسرها علي هواك انت .
ابعد نظره عنها وارتشف من كوب الماء برفق.
الحمد لله . تقريبا شرقت من الاومليت انا اصلا مش باكل منه كتير بيتعبني.
خديچة: طيب ليه تاكل منه .بلاش كل حاجة تانية.
اومأ لها بموافقة:احمم. حاضر وحاول ان يخبئ توتره.قولولي هتسافروا فين
مروان بنظرة ثاقبة ومتفحصة: سهل حشيش.
خديچة : طيب خاليها بكرة احسن اكون استعديت.
مروان: لا النهاردة. انا عايز استمتع بالاجازة انا مش هقدر اسيب الشركة كتير . لازم ارجع بسرعة.
زين بغيرة : وهتقعودوا قد ايه.
مروان وهو يرتشف من فنجان الشاي ببرود :اسبوع تحب تيجي معانا.
زين وقد شعر انه يريد ان يهشم رأسه هذا الغبي يمزح وانا اتقطع غيرة. قام من مقعده
زين: شكرااا يا ظريف انا مش زيك يا حبيبي شغال بيزنس مان. انا ظابط وقتي مش ملكي . عن اذنكم انا عندي شغل.
فاطمة: يا بني النهاردة. الجمعة شغل ايه ده بس.
زين : ما انتي عارفة يا امي شغلي مافيهوش خميس وجمعة. انا وقت ما يحتاجوني بيطلبوني.
مروان: ما تفكك من شغلك المقرف ده. وتيجي تشتغل . معايا احسن اهو كمان تراعي نصيبك
زين: لا يا سيدي انا مبسوط في شغلي انا ما انفعش في حاجة غير اني اكون ظابط. عن اذنكم.
كان مروان يقتله الظن والشك. لما هاذان الاثنان ينخلعان علي بعضهما البعض بهذا الشكل . لما اللهفة في تصرفاتهم. اهي الاخوة فقط ام!؟
لا لا لو كان هناك شئ اخر لما اذن وافقت هى علي زواجها مني ولما لم يتزوجها هو . لا لا اعوذ بالله منك ايها الشيطان.زين اخي الصغير ولا يمكن ان يفكر بزوجتي. نعم هو فقط يخشي عليها مني. لعلمه بماضي الحافل مع الجنس الناعم.
وبعد قليل جاءت عائلة خديچة محملين بالهداية . وباركوا لهم و وجلس الجميع يتسامر ويتبادلو اطراف الحديث.
وكانت منار ومريم. وخديچة يجلسون في غرفة. خديچة يتحدثون ويطمئنون عليها.
مريم : الحمد لله حبيبتي انك
بخير واتطمنت عليكي . انا امبارح كنت هموت من قلقي والله. كنت طول الليل صاحية وقلبي مقبوض واعيط ولما تعبت. وكنت هتصل بيكي بدل المرة 10 وابوكي يقولي انه مايصحش وعيب اكلمك في وقت زي ده. اقوله طيب اكلم الحاجة فاطمة يقولي الست تلاقيها نايمة. طيب اكلم زين. يقولي عيب هتقوليله ايه . لما تعبت منه سلمت امري لله وصليت وداعيتلك ربنا يحميكي . والحمد لله عدت علي خير.
خديچة ابتسمت بفتور: الحمد لله ما تخفيش عليا انا بخير. وانا هنا وسط اهلي مروان بيحبني اوي وعايز يسعدني بأي شكل. وماما فاطمة طيبة جداااا وانا بحبها وهي بتحبني.
وأكملت وهي تشعر بغصة في حلقها. وووزين زي عمار اخويا بالظبط. قاعد لمروان علي الواحدة. مش عايزه يزعلني بكلمة . كلهم بيحبونوا
مريم بسعادة: الحمد لله ربنا ريح قلبي وقر عيني . واتطمت عليكي زي ما اتطمنت علي اخوكي. ربنا يفرحني بذريتكم وتكون ذرية صالحة اللهم امين.
خديچة ومنار: اللهم امين.
منار بمشاغبة: ويخليكي لينا يا ست الكل . بس طبعا بعد جواز ديچة . انتي وعمو هتعملوا شهر عسل جديد مش كدة.
خديچة: ههههههه. ايوة انا حاسة بكدة.
مريم بخجل: الله وبعدين معاكم انتم قليلين الحياء اوعوا. انا نازلة اقعد شوية مع الحاجة فاطمة قبل مانمشي اوعوا.
منار: هههههههه. اتكسفت يا مريومة.
خديچة: هههههههه. ايوة باين كدة.
خرجت مريم من الغرفة وهي تنظر لهاتين الفاتاتين بخجل وعتاب. وبعد خروجها نظرت منار لخديچة وسألتها.
منار: ديچة. ممكن بقي تقوليلي مالك انا من امبارح وانا مش مرتاحة. طمنيني.
خديچة كأنها تنتظر سؤالها لتترك لدموعها وآهاتها العنان وبكت بحرقة.
منار بفزع ضمتها وحضنتها برفق وبقلق ظاهر عليها.
منار: مالك يا ديچة ايه اللي حصل انا كدة قلقت زيادة.
اخرچت الكلمات متقطقة من بين شهقاتها ودموعها.
خديچة: ا ا ان نا ه هحكيلك . ك كل حاجة.
وقصت عليها كل شئ منذ البداية. وما ان انتهت. حتي صعقت منار من ما سمعت...وقامت كمن لدغها عقرب...
منار:!!!!! مش ممكن يا ديچة ليه تعملي كدة. ليه . ليه لما انتي بتحبيه كدة . ليه وافقتي تتجوزي مروان اخوه... ليه يا ديچة. فين عقلك..فين حياءك...فين دينك....فين خديچة...انتي ازاي حالك قلب...ازاي...!!؟
لم تجيبها ولكن ظلت تبكي بألم وتأنيب . امسكتها منار من كتفيها وهزتها بعنف .
ليه . ليه تعملي كدة. كنتي بتفكري في ايه وقتها. عايزة تبقي جنبه وتشوفيه وتكلميه . مافكرتيش ده ممكن تكون نتيجته ايه.!!!
هو ماكنش واخد باله منك. وبيعتبرك اخته . لكن لما يتعود عليكي ومشاعرك وتصرفاتك تفضحك . ممكن يفهم . وقتها لاقدر الله ممكن تحصل حاجات ماينفعش تحصل .
وأكملت بخوف. ربنا يستر بجد. انتي حطيتي البنزين جنب النار. ولو الدنيا ولعت وقتها ماتلوميش غير نفسك. انتي اللي ممكن تخسري الاخوات بعض.....انتي عارفة لو حس بيكي وفهم وطاوعك عارفة ممكن يحصل ايه.....ردي عليا عارفة ده ممكن يوصلك لفييين....!!!؟
خديچة انهارت اكثر واكثر هي تلوم نفسها بما يكفي . ولكن حديث وعتاب منار ارهقها اكثر واوجعها.
خديچة برجاء وحيرة: والحل اعمل ايه. ااانا خايفة مشاعري تفضحني قصاده. انا بموت يا منار بموت. انا غلطاانة...انا مذنبة..عارفة بس ارجوكي كفاااية...انا بموووت والله بموووت.. قوليلي اعمل ايه.. قوليلي اتصرف ازاي....انا ماليش اخوات غيرك...وحياتي ماتبقيش انتي كمان قاسية عليا..كفاية قسوة القدر. والدنيا...كفااااية..وظلت تبكي بمرار...
رق لها قلب منار. فهي خاضت تجربة الحب والعشق. وتعرف انه ليس باليد. بل بالقلب . حنت لها وضمتها بحنان.
منار: الحل الوحيد. انك تتجنبي علي قد ما تقدري . حاولي ماتجتمعيش معاه في مكان واحد. وتحاولي تتحكمي في مشاعرك وتتعاملي معاه. اكنه اخوكي واخو زوجك وبس.
واخرجتها من احضانها ونظرت لها لتحثها علي الاهتمام بحديثها.
والاهم . تهتمي بزوجك مروان. مروان يا ديچة مالوش ذنب في كل ده. هو حبك واتجوزك.. ووثق فيكي واأتمنك علي بيته وعرضه. بلاش تخوني الثقة دي.
حاولي تقربي منه وتحبيه اهتمي بيه. ويمكن ربنا يكرمك وتنسي زين وتحبي مروان. فاهماني يا ديچة.
خديچة بوجع ودموع: فاهماكي . فاهماكي. وربنا معايا بقي ويساعدني....هو اعلم بقلبي ونيتي...والله ما عايزة اغلط ولا اقع في اي ذنب...ربنا يغفلي كل ذلاتي يارب...
................................................
اخذ مروان خديچة الي سهل حشيش. لقضاء اجازة الزواج. وكان يعاملها بلطف ولين. كانت خديچة بالنسبة له نوع جديد مختلف عن الذي يعرفه. كل من عرفهم فتيات ليل وعاهرات. اما هي . كانت البكر الوحيد الذي عرفها . كان مستمتع بالتجربة. خجلها وبرائتها وتصرفاتها. كانت تشعله رغبة اكثر بها.
قضي معها ايام سعيدة. وممتعة.
وبعد عودتهم مر شهران علي زواجهم.
كانت خديچة تسير علي نصائح منار . تتجنب زين لا تتواجد معه في مكان واحد. تحاول التقرب من مروان وفهمه.
تكثر من الصلاة والدعاء. تشغل نفسها بالمذاكرة . فإمتحانتها علي الابواب. لانها في الامتحانات الفائتة. لم تكن بالمستوي المطلوب. فقررت ان تركز جيدا في هذا النصف من العام.
ولكن مروان لاسف لم يدم اهتمامه بها كثيرا. فمل بسرعة من الروتين والحياه الزوجية. وحن لحياة العهر وفتيات الليل.
كانت خديچة لا تستطيع مسايرته في ما يريد . فهي بريئة غافلة عما يحدث في هذه الاوساط .
وعاد هو لحياته القديمة .. عاد يسهر ويسكر. ويعاشر العاهرات. ويعود لها كل ليلة متأخر.
والاهم انه اتخذ لنفسه غرفة. اخري. لينام بها وحده. لانه لا يريدها تراه عند عودته ساكر ويترنح بهذا الشكل المخزي.
وذات ليلة هي قررت ان تكلمه وتناقشه في هذا للوضع المخجل. فهي عروس مازالت في شهورها الاولي يتركها هكذا . لماذا وعند عدته. سمعت صوت محرك سيارته يتوقف فإرتدت ملابسها وحجابها وذهبت لغرفته التي اتخذها منفردا بعيدا عنها وعندما دخلت عليه من دون استاذان.
تجمدت من هول ما رأت وصدمت منه. فهي لم تكن تتوقع ما رأته عينيها
تري ماذا كان يفعل مروان. وماذا تخبأ الايام لخديچة وزين.
😊ماتنسوش تصلوا علي النبي 😊
(((أحببتُ خديجه)))
(((الفصل العاشر)))
صدمت ودهشت ووضعت يدها علي فمها لتمنع شهقة وصرخة قوية شعرت بها.
لقد رأته يجلس وامامه الطاولة ويساوي مسحوق ابيض بواسطة بطاقة الائتمان خاصته. وبعدها اخذ انبوب مجوف ووضعه في انفه وإستنشقه !!
نعم هو يتعاطي المخدرات !!
يااا االلله ما هذا؟!
ماذا يحدث لي ماهذا العقاب الذي اتلاقاه.
خرجت الكلمات بصعوبة من بين شفتيها. وهي تبكي بصدمة.
خديچة: مروان. انت بتتعاطي مخدرات.
فزع منها عند سماع صوتها وانتبه لوجودها وغضب من دخولها عليه ورؤيتها له بهذا الوضع المخجل المخزي.
اندفع ناحيتها وكمم فمها بيده بغضب. واغلق الباب من خلفها خشيه ان يسمعها احد.
وهدر بها بعصبية وغضب
مروان: اكتمي بوقك ده. واقسم بالله لو مخلوق عرف باللي شوفتيه دلوقتي. لاقتلك يا خديچة . انتي فاهمة.
ازاحت يده التي تكمم انفاسها وهمست بدموع ووجع.
خديچة: ليه .. ليه يا مروان تعمل كدة ليه
حاول ان يداري خجله منها. بكبرياء
مروان: وانتي مالك يخصك ايه . انا حر
خديچة : لا مش حر. انا مراتك وليا حق عليك. ومش ممكن اقبل اني اعيش معاك . وانت مدمن مخدرات. انت سامع. لو فضلت علي حالك ده وهتكابر. يبقي طلقني
وقعت الكلمة علي مسامعه مثل الصاعقة. ماذا قالت طلاق؟!
لم يتمالك نفسه ورفع كفه في الهواء وهبط علي وجهها بضربة قوية افقدتها توازنها ووقعت ارضا وهي تمسك بخدها المتألم ومسحت خيط الدماء الذي نزل من جانب فمها من اثر الضربة .
لم يتوقف هو عند هذا. بل نزل بمحازاتها وامسكها من حجابها الذي انخلع في يده بسهولة. وامسك بخصلات شعرها بقوة وهزها بعنف . وهي يتوعدها.
مروان: قولتي ايه سمعيني تاني. طلاق ! طلاق ايه ده اللي بتطلبيه. انا مروان الغندور مراته تطلب منه الطلاق. ده بموتك يا خديچة. سامعه. بموتك.
انا اللي اقرر. اطلقك ولا لا. مش انتي. وبعيدهالك تاني. اي مخلوق هيسمع باللي حصل ده. هيكون اخر يوم في عمرك. سامعة.
ازاحت يده واخذت حجابها ونقابها وارتدتهم علي عجالة. وخرجت من غرفته مهرولة تبكي لا تري امامها وكادت ان تقع عدة مرات وهي تسير في مرر الغرف . وهي مندفعة بقوة كادت تقع ولكن وجدت نفسها بين ذراعين قويتين امسكتها بإحكام. ووجدت نفسها بين احضانه . رفعت نظرها له وكان هو. معذبها وسبب شقائها. حبيبها الخفي. زين.
نظر لها بقلق وفزع فحالها الذي هي عليه وهروبها المخيف من شئ يجهله وعيونها الباكية الحزينة. خلعت قلبه وافزعته عليها وسألها بإهتمام.
زين : ديچة انتي كويسة مالك بتجري ليه كدة. وليه بتعيطي ايه اللي حصل.
انتزعت نفسها من بين ذارعيه بحدة وغلظة . فهي تحمله ذنب ماهي فيه الان وما آلات اليه . من حزن وضياع. وفرت من امامه مهرولة اللي غرفتها واغلقت الباب خلفها بعنف وقوة .
دهش هو من فعلتها فهي حتي لم تجيبه وركضت من امامه دون كلمه. فحزن بشدة. فهو منذ عودتها مع اخيه من اجازة الزواج. وهو لم يراها الا مرات قليلة ولا يتسني له محثتها ولا الاطمئنان عليها. فهي دائما تتجاهله. هو لا يريد شئ سوي الاطمئنان عليها ورؤيتها سعيدة.
لكن ماذا بها الان من ما كانت تهرب ولما كانت تبكي.!
بالتأكيد هو وليس غيره مروان الغبي المتهور. لابد انه اغضبها فهي بالتأكيد كانت تأتي من غرفته. كور قبضته واندفع ناحية غرفة اخيه وفتحها ودخل فلم يجده. في الغرفة
وبعد لحظات وجده يخرج من المرحاض . ويطوق خصره بمنشفة والاخري يجفف بها راسه.
اندهش الاخير من دخول اخيه غرفته في هذا الوقت وسأله .
مروان: زين؟! في ايه. ايه اللي جابك هنا دلوقتي .
زين بغضب: انت عملت ايه لخديچة خلاها تخرج تجري بالشكل ده. وبتعيط.
مروان بلا مبالاه: وانت مالك. مراتي وانا حر فيها مالكش دعوة
زين يحاول ان يتمالك اعصابه قدر المستطاع لكي لا يهشم رأس هذا المستفز الغبي.
كام مرة هقولك ان ديچة تهمني زيك تمام انت اخويا وهي اختي. ومش هسمحلك تهنها او تجرحها انت فاهم. وتتعدل كدة وترجع أوضتك. انا مش فاهم ايه حكاية نومك لوحدك دي. ده انت كنت هتموت عليها من كام شهر بس.
مروان وهو يرتدي بنطاله القطني و التيشرت خاصته وذهب امام المرأة وبدأ يمشط شعره ببرود .
ابدا زهقت. عادي انت عارفني بمل بسرعة.
ووضع الفرشاة والتفت له ثم بقي انا عايزك تفكك من حكاية اختي واسمح ومش اسمح دي. انت عارفني كويس مش بحب حد يمشي كلامه عليا. انا حر في مراتي . وانت تخليك في حالك. سامع. واتفضل بقي روح اوضتك عايز انام.
كان مندهش من برود اخيه وحديثه السئ عن خديچة. هل حقا مل منها! هل حقا لم يكن يحبها من البداية! هل كانت له تجربة فقط! والان مل منها لعبة لعب بها ومل واصابه الزهق.
نظر له وجده قد استلقي علي الفراش واغمض عينيه.
مروان: اطفي النور وخد الباب في ايدك . مع السلامة
صك علي اسنانه بغيظ . وخرج وصفق الباب خلفه بقوة. وذهب لغرفته واخذ يجوب الغرفة ذهابا وايابا . وهو يكاد ينفجر. يريد ان يذهب اليها يطمئن عليها وضمها لصدره. فهو. عند رؤية عينيها تبكي وهو يشعر بقلبه يتمزق من الألم.
ودخل لشرفة غرفته يستنشق الهواء لعله يطفئ نار شوقه اليها واشتعال جسده من لهفته عليها.
وهو علي حاله ينظر الي الغراغ ويستنشق الهواء . سمع همس لنحيب وشهقات مكتومة . نظر بعينيه فوجدها تجلس في ارضيه شرفتها ضامة ساقيها وتبكي في صمت وحزينة .
فزع اكثر واكثر . تري ماذا بها لما تبكي. لما تجلس بهذا الشكل.
ماذا فعل بكي هذا المختل يا صغيرتي.
ناداها بهدوء وولع وقلق .
زين: ديچة مالك ايه اللي حصل بتعيطي ليه وايه اللي مقعدك كدة. طمنيني عليكي.انا قلقان علي
رفعت رأسها ونظرت له بلوم وعتاب. تريد ان تصرخ به وتقول له انت السبب. انت الذي اعطاني الامل. انت من تخيلت وتوهمت حبه وخلي بي .انت من جعلني انتقم منه في نفسي. اردت ان اثبت لك انني انثي وكبرت ولست الفتاه الصغيرة التي كنت تجلسها علي قدميك في الماضي. اني اصبحت فتاة عاشقة محبه . ولكن وااسفاه. ذبحت نفسي بيدي. قتلت قلبي وألقيت بنفسي في النار . نار اخيك المهمل المدمن . الذي تطاول علي وصفعني ويعلم الله ما يخبئه لي القدر غير ذالك.
كل هذا كان حديث نفسها تتمني ان تصرخ بيه وتلقيه في وجهه. ولكن آثرت الصمت. فماذا يجدي انكشاف السر الان. لا شئ هو بكل الاحوال لم يراني غير اخت صغيرة. يحمل نفسه همها ومسؤليتها وهي بعيدة عن اهلها. لن يراها غير ذالك. ابداااا
هكذا ظنت هي.
لم تجيبه ولا بكلمة واحدة وقامت من مجلسها بوهن وضعف ودخلت غرفتها واغلقت زجاج شرفتها والقت بجسدها علي الفراش وظلت تبكي وتبكي حتي نامت علي حالها باكية وحزينة.
................................................
اما هو فبعد تجاهلها له وعدم ردها عليه غضب وقلق اكثر واكثر. وتيقن ان الامر كبير.
هي تتألم . نعم تتألم في صمت.
تري ماذا تخبئين عني حبيبتي. ماذا اصابك.
وامسك براسه بقوة وكاد ان يقتلع خصلاته من شدة غضبه .دخل الي غرفته وجلس علي الاريكة . يفكر بها وبنفسه والحال التي آلا اليه الاثنان. ولكن لم تذق جفونه النوم لم ينعم جسده بالراحة . طوال الليل.
................................................
في الصباح دخل هو ليأخذ حماما باردا بالرغم من برودة الطقس. الا انه لم يشعر بهذه البرودة بل يشعر بجسده كأنه كتلة من النار.
فقلبه لم يهدأ ابدا حتي يطمئن عليها ويعرف سبب حالتها التي كانت عليها .
انتهي من حمامه وارتدي ملابسه وهبط الي اسفل فوجدها تجلس مع والدته علي مائدة الافطار ويبدوا عليها الحزن والارهاق. فيبدوا انها لم تهنأ بالنوم مثله.
جلس بهدوء عكس البركان الذي يتأچچ بداخله .
زين : صباح الخير
فاطمة : صباح الفل يا حبيبي . مالك انت كمان. شكلك شايل الهم ليه كدة. مش كفاية ديچة.
زين بترقب وقلق : مالها ديچة. ونظر لها بحنان. فيكي ايه من امبارح وانتي كدة. ايه اللي حصل بس قوليلي. لو مروان هو اللي مزعلك. والله العظيم لجبلك حقك منه. بس انطقي مالك.
فاطمة بقلق: هو فيه ايه . هو ايه اللي حصل امبارح مش فاهمة.
تنهد زين بحيرة من صمت صغيرته: مش عارف يا امي . انا رجعت بالليل متأخر وانا رايح اوضتي. قابلت ديچة وهي بتجري من اوضة مروان وكانت هتقع وانا لحقتها وبتعيط. سألتها مالك ماردتش عليا. وطول الليل قاعدة تعيط في بلكونة اوضتها. ومش عايزة تقولي مالها.
فاطمة نظرت بقلق لخديچة التي كانت تزيل دموعها المنهمرة بصمت .
فاطمة: مالك يا بنتي ايه اللي حصل. هو مروان زعلك. قولي والله انا اللي هقفله بس قولي مالك .
قطع حديثهم نزول مروان . جلس بمنتهي اللا مبالاه . والقي عليهم الصباح بتأفف.
مروان: صباح الخير. ونظر لها وهو يرمقها بوعيد ان نطقت بحرف .
نظرت له بغضب وتقزز منه ومن افعاله التي تخزي .
نظرت لهم فاطمة وفهمت انه هو من وراء ما هي فيه . نظرت له ووجهت له الحديث بعتاب.
مروان. مالها مراتك زعلانة وبتعيط ومش عايزة تقول مالها انت عملتلها ايه امبارح .
نظر لها واجاب ببرود كعادته.
مروان: ماعملتش حاجة . اساليها هي مالها.
فاطمة بتأفف: لا اله الا الله. ما انا بقولك بنسالها مش بترد.
زين بغضب : اظن انت اكيد عارف. لانك انت اللي مزعلها. انطق بقي وخالي عندك دم.
قام من مقعده وهو يرمقهم بسخرية.
مروان: انا قولت ما عملتش حاجة. ومش عايز وجع دماغ.
انا ماشي هتأخر علي الشركة.
ونظر لها بغرور. هاه جاهزة علشان اوصلك جامعتك .
خديچة من دون ان تنظر له : انا مش رايحة الجامعة النهاردة. عايزة ازور ماما وحشتني.
رمقها بغضب وصك علي اسنانه. فهو يخاف ان تذهب هناك وتفضح امره .
مروان بعصبية: واشمعن النهاردة. عايزة تروحي ليه. مافيش خروج لوحدك. هي تجياك هنا.
خديچة بغضب قامت من مقعدها وهدرت به بسخط:
انت ليه بتتحكم فيا كدة. انا عايزة ازور امي . وهي مش ملزمة تيجي هنا هي تيجي بمزاجها. انت فاهم. وكمان . انا هروح لوحدي هو انت حابسني وانا ماعرفش.
اقترب منها وهو يصك علي اسنانه وكاد ان يفتتهم. من شدة غضبه :
انتي اكيد اتجننتي ازاي تردي عليا كدة. وايه رئيك بقي مش هتروحي لوحدك. واذا كان عاجبك
خديچة بعند وتحدي : لا مش عاجبني وهروح ازور امي.
غضبه وصل للقمه من تحديها له. فرفع كفه وكاد يكرر فعلة امس. ويصفعها ولكن وجد قبضة حديدية تعتصر معصمه بقوة وكادت ان تكسره.
انه هو زين. ازاح يده.ودفعه بعيدااا بقوة وجنون ووقف بينهم وهو يشتعل غضبا. يصك علي اسنانه بجنون. وهدر به
زين بغيرة مدمرة: انت اكيد اتجننت انت عايز تمد ايدك عليها قصادي كمان ايه الجنان ده. اوعي تفتكر اني هسمحلك بكدة انت فاهم. الا خديچة يا مروان. ده انا مش اكسر ايدك..لا انا اكسر دماغك وعظمك...انت فاااهم
دفعه مروان بعصبية ولكن اثبات وقوة بنيان زين لم يستطع ان يحرك فيه ساكنا: انت مالك بتدخل في اللي ملكش فيه ليه . مراتي وانا حر فيها اربيها علي كيفي..
زين بغضب وكزه بقوة في صدره ضربة اوجعته: انت بتحلم..اني اسيبهالك.... انا اللي هقفلك من هنا ورايح واياك تفكر بس انك تكرر اللي كنت هتعمله وده . اقسم بالله اقتلك... انت سامع.
مروان بغضب: اسمع بقي انا زهقت منك. اانا..
صرخة والدته بترت كلاماته وسبابه
فاطمة: بااااااااس. اسمع انت . انت واخد بنت ناس علشان تحافظ عليها وتتقي الله فيها . مش تضربها وتهينها. انا كمان مش هسمحلك بكدة ابدا . انت فاهم وزين عنده حق هو. زي اخوها ولازم يقفلك. وانت راجع نفسك واتقي الله في بنات الناس. ولعلمك خديچة هتروح لامها البنت محتاجة تفضفض مع امها . ايه هتمنعها من اهلها كمان...
مروان اعتصر قبضته بغضب وهو يحاول ان يتمالك نفسه فجميعهم يعنفوه ويقفون بجانبها هي. حسنا فلنصفي حسابتنا علي انفراض انا وانتي يا خديچة ..
مروان بنفاذ صبر:مش هتخرج لوحدها وانا مش هستناها انا ورايا شغل مش صايع
تترزع تستني لما ابقي افضي انا ابقي اوديها بنفسي هناك.
خديچة بتحدي: انا هروح لامي النهاردة انا مش صغيرة ومش لازم استناك توصلني.
قبض قبضته وكاد ان يلكمها بها ولكنها اختبأت خلف زين ووقفت ورائه وامسكت بقميصه بقوة تحتمي به.
زين بغضب چم: انت شكلك غبي ومابتفهمش..ماقولتلك مش هتمد ايدك عليها افهم....امشي يا مروان ..امشي...انا هوصلها عند مامتها. واياك تفكر تكررر اللي كنت عايز تعمله ده. علشان دي مش رجولة...راجل مد ايدك عليا انا راجل لراجل مش علي عصفورة زي دي..
مروان نظر لها وله بشر: ماشي يا خديچة. انا هخليكي تروحي . بس بوقك يتفتح بكلمة هقطع لسانك. وانتي فهماني كويس...
فاطمة بإستغراب: ايه اللي بتقوله ده. انت عملتلها ايه.
مروان بعصبية: ماعملاش حاجة. هو فيه ايه. عاملينلي محامين عنها. انا حر في مراتي مش كل شوية س وج. في ايه انا زهقت والله اخدها واعيش بعيد عن هنا. وابقي اربيها علي كيفي.
زين: اقسم بالله انت اكيد اتجننت. تربي مين. دي متربية احسن تربية. بس انت اللي مش واخد علي النظافة. امشي دلوقتي . ونتكلم بعدين انت دماغك ضربت. امشي..
مروان بغيظ منها فهي سبب ما حدث وثورته علي امه واخيه: احسن انا اصلا مش طايقها. بس اسمع ما تسبهاش تخرج لوحدها انت فاهم..
زين عقد ساعديه بسخرية : مش محتاج تقولي كدة. بالسلامة انت..انا معاها..اتكل
رمقها بوعيد وخرج وهو يستشيط غضبا.
اغمض عينيه بألم وهو مازال يشعر بقبضتيها الصغيرتين المتشبثة بقميصه تنهد بحصرة علي ما آلات اليه من خوف وفزع من اخيه المعتوه. التفت لها وهو ينظر لها بحنو. وهو يقتله زبلان عينيها وحزنهما ودمعتها المتساقطة...اااااه يا صغيرتي ما اقسي قدري وقدرك...الذي اوقعك مع هذا المختل....
زين بحنو ولين: ديچة مروان عملك ايه. لو رايحة فعلا لاهلك تشتكي منه قوليلي وانا هوقفه عند حده..والله . بس اتكلمي..انا قلبي مش متطمن عليكي...
نظرت هي لاسفل بقهر وبكت.
اعتصر قلبه حزنا عليها..ايعقل ان يكون فعل شئ تستحي من ذكره....ااااه منك يا غبي ااااه من منك...
زين بغصة في حلقه: طيب لو مكسوفة مني قولي لامي . وهي هتفهمني...علشان خاطري..
فاطمة اقتربت منها وضمتها بحب وبكت هي في صدرها : مالك حبيبتي. قوليلي ايه اللي
حصل بس.
خديچة خرجت من حضنها برفق ودموع : مافيش حاجة . انا بس عايزة اشوف ماما محتاجة اقعد معاها يمكن ارتاح...
فاطمة: طيب يا نور عيني. روحي البسي وتعالي زين هوديكي عندها.
نظرت له بعتاب ووجع. لا معلش مش عايزة اتعبه. انا هاخد تاكسي هو اكيد عنده شغل.
رمقها بحنين وشوق: شغل ايه بس. انتي اهم. اطلعي البسي وتعالي انا هوصلك . انا مستنيكي. يا ست البنات ياللا..
فاطمة بإبتسامة ربتت علي كتفها: روحي حبيبتي البسي ماتتأخريش. زين مش هيسيبك.. .
نظرت له بعتاب وحسرة..لن يتركني..!!! حقاا!!!. هو بالفعل تركني...هجرني ومزق قلبي...وانتهي الامر..
زين : ديچة عايز اقولك حاجة مهمة قصاد أمي..لو في اي وقت..مروان فكر يمد ايده عليكي اجري وتعاليلي وانا اقسملك هكسره قصادك...فاهمة اوعي يضربك وانتي تسكتي تعاليلي بسرعة..
نظرت له بإمتنان وحب وهزت رأسها : حاضر عن اذنك..
والتفتت بهدوء..وصعدت لغرفتها وابدلت ملابسها وهبطت لاسفل وذهبت معه وركبا السيارة سويا. وادار محركها وانطلق.
كانا الاثنان يشعران بشوق وحنين لوجودهما سويا في مكان واحد...
هي شعرت انها رغم غضبها منه وانه السبب في زواجها من اخيه. الا انها مازالت تحبه تتمني ان ترتمي في احضانه وتبكي وتشتكي وتخرج كل ما يثقل صدرها ويرهقها. فلا يوجد حضن في هذه الدنيا افضل من احضانه هو.
هو . تمني نفس امنيتها في صمت . اراد ان يوقف السيارة ويضمها اليه يشعرها حبه وحنانه . يطمأنها فهو يشعر ان بها هم وحزن كبير. ولكن ما باليد حيلة فهي لا تحل له لا يستطيع لمسها ولا البوح بما في قلبه نحوها.
اراد هو ان يكسر حاجز الصمت الذي يعم السيارة. بينهم.
زين : احممم. بقولك ايه تحبي اشغل اي حاجة تسليكي لحد ما نوصل
خديچة بلا مبالاه: مش فارقة عادي.
زين ادار مشغل الموسيقي وللحظ العسر. ترتفع موسيقي وكلمات جعلت قلبها يدق بعنف ويعتصر الما دموعها تنهمر في صمت وهي تداري وجهها في زجاج السيارة الذي بجوارها لكي لا يري هو دموعها.
حبيته بيني وبين نفسي وماقولتلوش علي اللي في نفسي. ماعرفش ايه بيحصلي لما بشوف عنيه. مابقتش عارفة اقوله ايه . ماعرفش ليه خبيت عليه . بضعف اوي وانا جنبه وبسلم عليه. كل حب الدنيا دي في قلبي ليك. ده انت اغلي الناس عليا روحي فيك. ده انت لو قدام عنيا اشتاق اليك.
علي بالي ولا انت داري باللي جرالي . والليالي سنين طويلة سيبتهالي يا انشغالي بكل كلمة قولتهالي.
اغمضت عينيها بألم. فقد لامست هذه الكلامات جرحها فهي تعاتب نفسها لتفكيرها فيه بإستمرار . وهو لا يدري عنها شئ تحبه في الخفاء. اخرچت تنهيدة حاااررة تولچ معها وجع وجرح كبير.
اما هو فقد صك علي اسنانه بقوة وبرزت عروق رقبته من شدة غضبه من نفسه وتأخره في طلبها للزواج. تمني انه كان تقدم من وقت مبكر لما كانت ضاعت منه الان. كانت الان زوجته هو وليست زوجة اخيه . جرحته الكلمات وانبته كثيراااات
حبيته بيني وبين نفسي وماقولتلوش علي اللي في نفسي ماعرفش ايه بيحصلي لما بشوف عنيه. مابقتش عارفة اقوله ايه . ماعرفش ليه خبيت عليه. بضعف اوي وانا جنبه وبسلم عليه.
الكلام لو كان يعبر علي الحنان. كنت قولت اني بحبك من زمان. كل يوم الشوق بيكبر عبيا باااان.
علي بالي ولا انت داري باللي جرالي.
قبض علي محرك السيارة بقوى. فقد غضب من نفسه بشدة. لعدم البوح لها بحبه من البداية. فهو احق بها من اخيه. هو لا يقدر قيمتها لا يحبها مثلي ابدا. ابدا.
وصل الاثنان امام منزل خديچة. صف السيارة امام البناية. والتفت اليها. ورمقها بود. وابتسم.
زين: وصلنا يا ديچة تحبي اطلع معاكي
هي كانت هائمة تفكر ولم تنتبه لوصولهم . الا علي صوته هو. التفتت له ورات ابتسامته الجذابة التي تذوب فيها عشقا
خديچة :طبعا تنور. بس انا هدخل المسجد قبل ما اطلع عايزة اسلم علي المحفظة بتاعتي قبل ما اطلع البيت. من يوم ما تزوجت ماشوفتهاش.
زين بإعجاب: للدرجة دي بتحبيها علشان تروحيلها قبل ما تشوفي مامتك.
خديچة تنهدت بتعب: اصلي بحبها اوي هي معايا من وانا صغيرة ومربياني وكمان برتاح في الكلام معاها بهدي وارتاح جدااا من كلامها.
زين ابتسم: طيب اللي يريحك. تحبي ابقي اعدي اروحك انا.
خديچة: احمممم. هو مروان مش هيجي يا خدني.
زين:مش عارف هو ماقلش. تحبي اتصل اسأله
خديچة:لا لا خلاص انا هبقي اكلمه واسأله روح انت شغلك انت اتعطلت جدااا انا عارفة.
زين اغمض عينيه بشوق: اتعطلت ايه بس.عطليني انتي ياستي كل يوم ولا يهمك. ولو تحبي انا اللي اوصلك الجامعة كل يوم بدل مروان.انا تحت امرك.
ابتسمت خديچة. رغما عنها:امممم. تسيب شغلك يعني وتشتغلي سواق
قهقه زين بسعادة: هههههههههه. وانا اطول ابقي سواق ديچة هانم الصغننة اللي منورة البيت والدنيا بحالها.
نظرت له بعشق وسألته من دون وعي: هو انت لسة شايفني صغيرة
يازين لحد النهاردة.
فاجأهه سؤالها وتصلب نظره وعينيه تنظر في عينيها بعشق. نعم اراكي صغيرة فأنتي حبيبتي ومعشوقتي ومدللتي. ولكن انتي اكمل انثي رئيتها فأنتي تفعلي بي مالم تستطع فعله اعتي النساء. واكثرهن اثارة.
ولكن لم يستطع ان ينطق بحرف واحد من هذا الحديث. افاق من شروده وابعد نظره عنها بصعوبة واخذ شهيقا قويا.
زين: احممم. طبعا انتي لحد ما تعجزي هفضل اشوفك ديچة الصغيرة اللي كانت بتشوفني تجري عليا وتتعلق في رقبتي وتسألني علي الشيكولاته . فاكرة يا ديچة.
شعرت بألم وجرح كبير ورغبة قوية في البكاء. وآثرت الهروب من امامه بسرعة قبل ان تفقد زمام نفسها وتنفجر باكية في احضانه . اغمضت عينيها بقوة وتنهدت بيأس.
خديچة: ايوة طبعا فاكرة. عن اذنك انا نازلة.
فتحت باب السيارة وترجلت منه واغلقته مرة اخري .
نزل هو الاخر ونظر لها من اعلي السيارة وبنظرة حنان ونبرة خوف وقلق.
زين: ديچة خالي بالك من نفسك. ولو مش عايزة مروان يوصلك كلميني. وانا هجيلك بسرعة. ماتقلقيش. اتفقنا
خديچة أومات برأسها برفق: ان شاء الله ربنا يسهل. مع السلامة انت
التفتت وتركته وتوجهت الي المسجد. وراقبها هو بأعين عاشقة خائفة يريد ان يطمأن عليها. وبعد دخولها المسجد .ارتدي نظارته الشمسية و استقل سيارته وانطلق.
................................................
دخلت المسجد وبحثت بنظرها عن محفظتها وجدتها تجلس في حلقة قرأن وحولها عدد من النساء والفتيات . هي تقرأ وهن يرددن خلفها.
اتجهت لها مباشرة. وجلست في الحلقة في صمت. حتي انتهت الحلقة. قامت بلهفة الي محفظتها والتزمتها في عناق طويل مفحم بالعواطف والحنان.
حفصة المحفظة بسعادة: حبيبتي يا خديچة وحشتيني جداااا والله عاملة وايه اخبار الزواج.
خديچة بضياع وحزن چلي علي ملامحها وصوتها.
خديچة: انا تعبانة ومحتجالك جدااا . جداااا. وبكت بكاء يدمي القلب.
حفصة بخوف وريبة: لا حول ولا قوة الا بالله. مالك يا بنتي فيه ايه.
قصت عليها خديچة كل شئ من البداية. لم تخبئ ولم تداري شئ. فهي تريد النصيحة والنصيحة الصحيحة . لن تحصل عليها ان كذبت او دارت شئ. وبعد انتهائها من الحديث.
تچهمت ملامح حفصة وتمتمت: استغفر الله العظيم . انتي كان عقلك فين يا خديچة لما عملتي كدة. ليه لما تيقنتي انه مش حاسس بيكي وجالك يخطبك لاخوه. ما رفضتيش مروان. ليه تزوجتيه وانتي قلبك مش ليه. ليه تتزوجي شخص وقلبك وعقلك مع غيره. وده مش اي حد. ده اخوه يعني اقرب شخص ليه. مافكرتيش انك ممكن تضعفي في يوم وتقربي منه وممكن يقع المحظور. افرضي هو حس بيكي وفهم انك بتحبيه مافكرتيش ممكن يحصل ايه وقتها وانتي علي زمة اخوه. ليه ماجتيش قولتيلي ليه!
خديچة بدموع الندم والذنب: غصب عني والله
الشيطان كان مزينلي كل حاجة. استغل ضعفي وحيرتي . انا منار قالتلي نفس كلامك بس حاولت من وقتها ابعد عنه. والله ماكنتش بكلمه كتير ولا بقعد معاه . كمان هو مش متواجد في البيت بإستمرار. بس تغير مروان معايا وادمانه اللي اكتشفته ده. تعبني ووجعني زيادة. مش عارفة اعمل ايه. انا لازم اتطلق لازم.
حفصة بتعقل: وواجبك. اللي لازم تعمليه ؟
خديچة بعدم فهم: مش فاهمة حضرتك تقصدي ايه!
حفصة: اقصد انك لازم تفكري في حكمة ربنا من كل اللي حصل ده. اينعم انتي غلطي لكن كل شئ بقدر. وربنا يريد انك تتزوجي مروان. مش يمكن تكون هدايته وتوبته علي ايدك. وانتي كمان تتوبي من ذنب حبك لزين وتنشغلي معاه في مصيبته دي. وحاله ينصلح وتعيشي معاه مرتاحة...خديچة يا بنتي ربنا اوقات بيحي قلوب بموت قلوب...بيصحي احساس بموت احساس...بينجي ناس بهلاك ناس...بس الاكيد كله بما كسبت ايدينا ولا يظلم ربك احدااا..الخلاصة ان كل اللي حصل بحكمة وتدبير ربك....احتسبي وحاولي واستغفري واستعيني بالله لعله يريح صدرك ويزيح همك...ربك حنان منان...ولا يمكن يظلمك..دوري علي الحكمة من زواجك وعذابك...يمكن تبردي قلبك...
خديچة بتفكير وارتياح من حديث محفظتها: طيب لو مروان رفض...و ماتغيرش ومارضيش يتعالج. اعمل ايه وقتها.!!؟
حفصة: تبقي عملتي اللي عليكي وعندك عذرك..وقتها انا اللي هقولك اتطلقي. بس المهم تكونوا بذلتي قصاري چهدك ولم تختذلي جهد ولا محاولة...
خديچة اغمضت عينيها بتعب واخذت زفيرا ملتهب: حاضر هعمل اللي قولتي عليه...واحاااول.. بس ادعيلي ارجوكي انا محتاجة دعائك.
حفصة ابتسمت بدفئ: هدعيلك حبيبتي وانتي كمان صلي وادعي. وان شاء الله ربنا يسدد خطاكي ويعينك علي ما إبتلاكي.
خديچة خرجت من عندها وهي عازمة علي تحدي نفسها ومروان وعاهدت نفسها ان تبذل اقصي جهدها. وتحاول ان تساعد مروان في محنته. وذهبت لوالدتها وقضت معها اليوم وجاء والدها واخيها ومنار زوجته. وقضت مع عائلتها وقتا جميلا ملئ بالضحك والفكاهة والعواطف الجميلة والدفئ. وفي المساء اتصلت بمروان وطلبت منه الحضور لياخذها الي المنزل.
................................................
كان ينتظرها في السيارة اسفل البناية حتي تهبط اليه. وعند ركوبها معه السيارة . انطلق بالسيارة وهو عبوث غاضب منها بسبب الشجار الذي شب بينهم في الصباح. ولا يعرف ما اذا كانت فضحت امره لاهلها ام لا.
خديچة نظرت له بهدوء: مروان ممكن نقعد نتكلم في مكان هادئ قبل ما نرجع البيت.
نظر لها مروان بتسائل فهو لا يعرف اهي غاضبة ام راضية! ماذا تنوي معه: ليه ؟
خديچة بنعومة: من غير ليه. عايزة اسهر مع زوجي شوية فيها حاجة دي
مروان لانت ملامحه العابثة وابتسم: لا مافيهاش حاجة . حاضر هوديكي مكان يجنن.
.....................................................
في مطعم راقي وذو ذوق عاااالي جداا. كان يجلسان سويااا
مروان: هاه ايه رئيك في الكان ده حلو.!!
خديچة ابتسمت : اه جميل جداااا وهادئ ا
(((رواية أحببتُ خديجه)))
((((الفصل الحادي عشر)))
حسمت امرها واستجمعت شتاتها وتوكلت علي ربها واستعانت به واجابته بثقة..
خديچة ربتت علي يديه بحنان وابتسمت: انا جنبك يا مروان ومش هسيبك هفضل معاك وهساعدك لحد لما تخف وتبعد عن كل الحاجات دي. ماتحملش هم..
مروان بسعادة وخوف في آن واحد: بجد يا ديچة!!! يعني مش هتسيبيني!!!. ببببس انا خايف ااذيكي وانا مش في وعيي. هتتحمليني.!!!! انا.اانا ببقي واحد تاني وقتها..!!؟
خديچة مطمأنة له..وربها وحده يعلم خوفها وارتعابها مما هو آت: ماتخفش هتحمل ومش هسيبك. انا مراتك وده واجبي اني اقف جنبك
وماتقلقش مافيش مخلوق هيعرف حاجة. ده سر بيني وبينك. لحد لما ربنا يزيح الغمة دي....بس المهم تكون صادق معايا وتحسم امرك واياك ترجع تاني السموم دي...
مروان بحب : بحبك.... بحبك يا احلي حاجة في حياتي. انا للأسف مش مقدر النعمة اللي ربنا من عليا بيها . بإنه بعتك ليا. واوعدك هتغير علشانك انتي وعلشان لما ربنا يرزقنا بأولاد اكون جدير بيهم واقدر اربيهم كويس. انا بعتذرلك عن اي حاجة عملتها او قولتها زعلتك في اي وقت...واوعدك والله هتعالج ومش هرجع تاني...اوعدك اكون جدير بجوهرة زيك..
خديچة تبسمت بأمل : وانا بعد كلامك ده. عمري ما هتخلي عنك. حتي لو انت طلبت مني كدة. بردوا مش هسيبك..وربنا معانا ومادامت نيتنا خير..يبقي اكيد ربنا هيكون معانا دايما ويقوينا...
مروان بمشاكسة: طيب ايه رئيك بعد ما نتعشي. نروح بسرعة علشان انا من النهاردة هنام معاكي في اوضتك.!!
واكمل بوقاحة وهو يغمز لها بعينيها... وهتكون ليلة جنان هطيرك بس من النهاردة بجد هكون انسان جديد..
خديچة بخجل: مروان بس بلاش كلامك ده... احممم. وبعدين ما انت كنت سايني اشمعن دلوقتي.!!!
مروان ابتسم بخجل من حاله وقبل يدها بحنان: خلاص بقي ما بقاش عندي حاجة اخبيها عليكي. هترجع اوضتنا سوا. مش اوضتك لوحدك. يالا بقي قوليلي تحبي تاكلي ايه....... انا جعاااان مووووت من فرحتي..
اكملا سهرتهما وتناولا عشائهم وقضيا وقتا مختلف عن زي قبل..ثم عادا المنزل..
................................................
كان يجلس في حديقة المنزل يقتله القلق عليها . خصوصا بعد ما جعل والدته تتصل بمنزل والديها ليطمأن عليها. واخبرتها والدتها انها ذهبت مع مروان من وقت طويل.
زين: تري اين انتي ! ماذا فعل بكي؟
ياربي اني قلق عليها اخشي ان يؤذيها وهي معه ولما تأخرا هكذا.
وهو في داومة قلقه وحيرته جاءت سيارة اخيه فإلتفت اليهم في لهفة. فوجدهم يترجلون منها ويظهر عليهم السعادة ويضحكان.
شعر بغيرة تقتله فإقترب منهم بخفة وهو يجاهد نفسه ليداري غيرته
مروان: مساء الخير
زين بوجه عابث: مساء النور. حمد لله علي السلامة
مروان: الله يسلمك هي ماما نامت؟!
زين وهو يرمق خديچة ليستشف حالتها: ايوة استنتكم كتير علشان نتعشي سوا. ولما اتأخرتم اتصلت بطنط مريم وقالتلها انكم مشيتم من بدري. وتليفونتكم مقفولة.
مروان وهو ينظر لخديچة بسعادة: اصلنا سهرنا واتعشينا برا. كنت بصالح حبيبتي علشان كنت مزعلها. بس خلاص هي سامحتني مش كدة يا حبيبتي.
خديچة بحنان: كدة طبعا احنا مالناش غير بعض. ربنا يخليك ليا
مروان اقترب منها وقبل رأسها بود: ويخليكي ليا يا اجمل ما في حياتي . يالا بينا علشان ننام
والفت لاخيه تصبح علي خير يازين .
واحتضن ذراعيها وذهبا للداخل . وسط ذهول وغيرة اخيه يكاد يقتله الالم وهو يراهم هكذا....وهو هنا غريب وحيد..
هو لا يتمني لهم السوء ولكن الحب والغيرة والوجع اشياء واحاسيس يشعر بها رغما عنه. ليس بيده فهو يحبها. وياليته لم يحبها من البداية لكان الان في راحة. ولكن هو القدر!! وااااه من القدر ومشيئته! تفرض علينا اشياء ليس بيدنا شئ سوا ان نتعايش معها بالرضا او الغصب .
كتم غيرته والمه وصعد غرفته وحاول ان يغفو ولكن هيهات من اين يأتي النوم والراحة من اين!!
اكمل ليلته كباقي لياليه الحزينة القاتلة....ليلة سوداء تضاف الي عمره..ورصيده من الآسي والعذاب..
................................................
اتفق مروان وخديچة ان يلجأ مروان لاحد الاطباء المتخصصة في حالات التعافي من الادمان طلب منه الطبيب ان يدخل المصحة . وبالطبع لم يوافق مروان بسبب خوفه من انتشار الخبر وهذا بالطبع يؤثر بالسلب علي سمعته وسمعة اخيه وعائلته وعائلة خديچة ايضا بالاضافة لتأثير هذا علي عمله وشركته وسمعته وسط الناس.
فإقترح عليه الطبيب ان يذهب لمكان نائي وهادي ويرافقه احد المساعدين له ومعه بالطبع خديچة ووضح له صعوبة الامر وانه يحتاج لارادة واصرار وعزيمة. والاهم هدف. نعم هدف قوي يدفعه ليتخلص من هذه السموم.
وهدف مروان كان موجود كانو....خديچة ...فعزم امره وترك الشركة لمساعده يتولي ادارتها خلال فترة غيابه واخذ خديچة والممرض المختص الذي ارسله معه الطبيب. وسافر الي الشاليه الخاص به بالساحل الشمالي....
مرت الايام ومروان يحاول الصمود يحاول التماسك يتظاهر بالقوة . ولكن بدأت تظهر عليه اعراض التعب..والتعافي . عرق دائم وانفاس عالية دقات قلب توقظ القتيل. ثائر ثورة الثيران الهمجية في حلبة الثيران. دائما شاحب....مجهد...عصبي غاااضب....
وفي هذا اليوم كان في اصعب حالته ثائر غاضب يحطم كل شئ امامه كسر كل ما طالته يداه.
حاولت خديچة تهدئته باللين هي والمساعد المرافق لهم.
حاول المساعد تكتيفه والسيطرة عليه.
المساعد حسن: اهدي .. اهدي يا مروان باشا كدة انت ممكن تأذي نفسك...انت ايه حصلك كنت بقيت كويس..
مروان بأنفاس متقطعة ووجه شاحب وعيون زائغة وهيئة شعثة مجنونة. : ابعد عني .. ابعد بقولك .. ططيب بص. اديني اي حاجة وانا هديك اللي انت عايزه ..اااالمبلغ اللي تطلبه..بببص الفلوس هنا خد اللي يكفيك...بببس. بببس... ابوس ايدك هموت مش قادر..
حسن : صدقني مش هينفع . انت خلاص بدأت تتحسن والسموم دي بدأت تخرج من جسمك . جسمك بدأ يتخلص منها . خاليك قوي وكمل . صدقني هتدعيلي..
مروان برجاء: خديچة ارجوكي علشان خاطري . سطر واحد وحياتي ابوس ايدك.... هاين عليكي تشوفيني كدة . ااانا تعبان .. تعبان ....وحياة اغلي حاجة عندك ريحيني....
خديچة بقهر ودموع فهي لم تكن تتخيل ان تري في حياتها هذا المشهد . ومن هو البطل زوجها. كانت تتقطع الما وحزنا وهي تراه بهذا الضعف والذل....
خديچة بضياع : غصب عني يا مروان والله مش بإيدي. انت لازم تخف لازم. مش انت وعدتني انك هتقاوم علشاني مش كدة.
دفع حسن واوقعه ارضا واندفع ناحيتها وامسكها من معصمها بقوة وهو يهزها بعنف. انا مش عايز اتعالج انا محتاج هيروين دلوقتي فاهمة دلوقتي . والا هقتلك يا خديچة هقتلك. سامعة
حاول حسن تخليصها منه فمنعته خديچة.
خديچة بدموع: حسن سيبه اخرج ارجوك انا هتصرف معاه
حسن بقلق عليها من حالة الهياج التي تعتريه: ماينفعش يا مدام كدة ممكن يأذيكي مش هتقدري عليه لوحدك.
مروان بغضب: قالتلك اطلع برا ايه مابتسمعش. سيبنا لوحدنا
خديچة: ارجوك يا حسن اخرج دلوقتي انا هتصرف معاه. اخرج
خرج حسن وذهب مروان خلفه واغلق باب الغرفة بإحكام. واقترب منها وهو في شدة غضبه. وامسكها من ذراعيها بقوة هتديني اللي الهروين ولا
لا ماتخلنيش أأذيكي . اقسم بالله هموتك انتي فاهمة.
خديچة بخوف وضعف ودموع تتراجع خطواط في رعب من حالته.
خديچة: اهدي .. اهدي .. يا مروان انا ديچة مراتك مش انت بتحبني . مش قولت انك هتخف علشاني حاول
كان الغضب يظهر عليه بشدة وانفاسه قوية متسارعة تتنافس للصعود زفيره كزفير اسد جائع واخذ يتقدم منها خطوة وهي ترجع خطوة.
مروان: لو خايفة علي نفسك اديني اللي انا عايزه . والا مش هرحمك
خديچة: لا لا مش هتاخد حاجة انت خلاص عديت مرحلة كبيرة وقربت تخف. وحياتي بالله عليك خاليك قوي وقاوم . قاوم علشاني . واستعين بالله ربنا هيعينك وهيخليك اقوي ارجوك.
مروان لم يحتمل كلامها ولا نصحها فقد كان غائب عن الوعي . اقترب منها بشدة واخذ يضربها ضربات قوية لم يسلم شبرا واحدا من جسدها من بطشه ضربها بعنف حتي كانت بين يديه مثل الجثة لا تتحرك كانت تنزف من فمها وانحاء من جسدها . لم يكتفي فمزق ثيابها واخذها قوة وبطريقة وحشية همجية . اخرج فيها كل طاقته وغضبه والم جسده. وبعد انتهائه كانت قد خارت قواه والرتمي علي الفراش في ثقل وتعب وغط في نوم عميق لم يدري بشئ من حوله.
اما هي فكانت في حالة يرثي لها . متعبة وموچوعة . موچوعة الجسد والروح والقلب. تتمزق بين واجبها للوقوف مع زوجها . وما تتلاقاه ثمن لذالك . وبين الم قلبها من اشتياقها لحبيبها من فقدانها لوجوده بجوارها لحمايته لها . اااااه لو كنت معي الان ما كان حدث لي ذالك. كنت دافعت عني . انت الوحيد الذي يستطيع السيطرة علي مروان وهو في هذه الحالة لكنه الوعد وانا وعدته اناحفظ سره حتي عنك انت. ولكني تعبت اقسم تعبت .
ورفعت رأسها للسماء تدعوا ربها .
ياااارب اعيني علي ما إبتليتني . اعني علي مساعدته . يارب هون هذه الايام . ياااارب.
قامت من الفراش وهي تجر اقدامها لا تقوي علي السير كانت تترنح بتعب. سحبت شرشف الفراش عليها تداريها جسدها المنتهك الذي ينزف ودخلت الي المرحاض لتغتسل وقفت تحت المياه وفتحت الصنبور وانهمرت عليها الماء واختلطت بدمائها جلست في المغطس وهي تبكي وتنحب وضمت جسدها بذراعيها تلتمس الامان تلتمس الراحة. الحنان.
ولكن اين تحصل عليهم في هذه الايام الصعبة. ظلت علي حالها ولم تدري كم مر عليها من الوقت وهي هكذا. ثم قامت واغتسلت ولفت جسدها بالمنشفة خاصتها وخرجت وقفت امام المرآه تنظر جروحها وكدمات وجهها وجسدها ولونها الازرق تنهدت بألم واخذت دهان لمثل هذه الكدمات ودهنت به جسدها وارتدت ملابسها . ثم نظفت الغرفة من اثار اعتدائه عليها منذ ساعات. وبعد ذالك توضأت وصلت وقفت تتضرع لربها ينهي عذابها وبلائها. وبكت .. بكت كثيرااا.وبعد ان انهت صلاتها .قامت وذهبت ونامت علي الاريكة الموجودة بالغرفة فهي لا تريد ان تشاركه الفراش بعد ما حدث لا تريد ان توقظه تريده ان ينام اطول وقت لكي يشفي سريعا .
ضمت نفسها بذراعيها ووضعت رأسها وبعد دقائق كانت قد غفت في ثبات عميق .
مرت الساعات وجاء ضوء الشمس يشق ظلام الليل الحالك. وتسربت اشعتها للداخل وايقظت هذا النائم المتهاالكٌ..تململ في نومته بإرهاق فهو ايضا يتألم جسده متعب يجاهد للتخلص من سموم قذرة زرعها هو فيه ولابد ان يتحمل ما زرع ويجني الالم والندم. حتي يخرجه ويتم شفاءه..
امسك رأسه بألم وجلس نصف جلسة ونظر بجواره لم يجدها جاب بنظره الغرفة فوجدها متكومة علي نفسها تنام علي الاريكة عقد حاچبيه بتسائل لما تنام بعيدا عنه. وفي لحظة تذكر ما حدث ليلة امس وما فعله معها صك علي اسنانه وكور قبضته وضرب بها الفراش بغضب من نفسه وضعفه بسبب هذه المخدرات الملعونة.....التي جعلته يفعل هذا بحبيبته وزوجته . سحب بنطاله الملقي علي الارض وارتداه وذهب بهدوء وجلس علي ركبتيه امامها الاريكة علي الارض ونظر لها بعطف وحب. ولفت نظره كدمات وجهها ورقبتها اغمض عينيه بمرار وتأنيب لإذائه لها بهذا الشكل . ازاح خصلاتها برفق واقترب منها وقبلها بحنان يريد ان يعتذر لها عن ما بدا منه.
شعرت به هي وفتحت عينيها وعندما رأته بصدره العاري وقربه منها انتفضت بفزع وابتعدت عنه بخوف ان يكمل ما فعله امس.
رأي هو خوفها منه وفزعها فحاول تهدأتها. وامسك يدها فخافت اكثر . فلم يحتمل هذا الخوف والرعب الظاهر في عينيها . فقربها اليه وضمها بحنان واسف واعتذار. ضمها بقوة. وهو يبكي بجزع وندم و يعتذر لها.مراااارا..
مروان بعيون باكية: اسف .. اسف يا حبيبتي . والله ماكنت اتمني اعمل فيكي كدة . حقك عليا يا ديچة اسف.سامحيني ارجوكي . وزرف دموع الندم والالم والاعتذار....بغزااارة
شعرت به وبضعفه واعتذاره ونداوة دموعه علي رقبتها. فأشفقت عليه وعلي حاله.
فلفت ذراعيها حول رقبته وضمته برفق وانهمرت دموعها حزنا علي حاله وحالها هي الاخري...
خديچة ببكاء: عارفة .. عارفة انه غصب عنك. ومسمحاك والله....ده قضاء ربنا ولازم نصبر عليه..
خرج من احضانها برفق وقبل يديها بحب وعرفااان بجميلها معه..
مروان: انا مهما اعتذرتلك عمري ما هوفيكي حقك . ومهما شكرتك عمري ما هشكرك الشكر اللي تستحقيه . انتي حفظتي عليا وعلي سري مافضحتنيش مش بس كدة. وقفتي جنبي واتحملتيني . متحملة مني كل البهدلة والارف ده. علشان اخف وارجع كويس. وانتي مالكيش ذنب في اي حاجة ...انتي ذنبك ايه تتجوزي واحد زيي مقرف وحياته بايظة وفاسدة...وكمان تتحملي معاااه قسوة الرجوع والتصليح للي انكسر وفااات..
وضم يديها بحنو وقربها من فمه ولثمهما بقبلة حارة اخرچ معها حبه واعتذاره لها. ونظر لها ببرائة. وضعف وحب صاادق حقيقي ليس مخادع ولا مزيف..
مروان: انا ضربتك جامد مش كدة اتوجعتي. ياريتني تتقطع ايدي قبل ما كانت تتمد عليكي....يارتني امووت ولا اذيكي كدة... اسف...اسف حبيبتي..
خديچة: وضعت اناملها علي شفتيه تمنعه من اتمام جملته. بعد الشر عليك . انت ان شاء الله هتخف وتبقي كويس. وخلاص فات الكتير ومابقي الا القليل. انت قربت تخف تماما. وانا معاك زي ما وعدتك
واغمضت عينيها بمرار. وهتحملك لحد ما تخف حتي لو فضلت تضربني وتعمل اللي عملته امبارح . انا راضية بس المهم تخف...
مروان ابتسم : انا بجد مش عارف انا عملت ايه في دنيتي كويس علشان ربنا يرزقني بيكي . انتي هدية . وهدية غالية اوي اوي كمان. بحبك يا ديچة بحبك .
.
خديچة ابتسمت: طيب مش تقوم تغتسل وتتوضا وتيجي نصلي سوا وتشكر ربنا بقي علي الهدية دي. وكمان ندعي ربنا يقف جنبنا في المحنة دي ويمن علينا بفضله...
مروان ابتسم بسعادة:حاضر هدخل اخد حمام واتوضا ومش هتأخر
وقبل ثغرها قبلة رقيقة ودلف الي المرحاض واغلق الباب...
اغلقت عينيها وهي تبكي فماذا عساها تفعل..
لابد ان تتحمل وتحكمل مشوارها للنهاية . لابد ان تقوم بواجبها وتنفذ وعدها . ولكن وهي تفكر ظهر لها طيف حبيبها وتذكرته بهدوئه ورزانته وعيونه الزرقاء الصافية التي تضاهي البحر سحرااا وجمالا. ابتسمت من بين دموعها وهي تتذكر ابتسامته الجانبية الجذابة فلها تأثير قوي عليها يقتلها شوقا وعشقا. عطره الذي لم تشم مثله ابدا كأنه صنع له خصيصا . اغمضت عينيها بشوق وهي تتمني ان تراه تأنس بوجوده. ولكن سرعان ما أنبت نفسها ووبخت قلبها علي اصراره علي حب وعشق وتذكر من لم يشعر بها من كان سبب عذابها وشقائها.....
كفاااك يا قلب...كفاااك ومازلت علي عهدك....اهدئ وتناسي ارجوووك...فأنا ما عدت استطيع التحمل.....ااااااااه من شوقي لك زيني....اااااه منك يا زين...ولكن مهما فعلت ومهما تألمت بسببك....ستظل زين الرجال في عيني وسيدهم...انت....انت فقط....
خرج مروان من المرحاض وهو يجفف خصلاته بالمنشفة وقع نظره عليها وهي شاردة الذهن لم تشعر به حتي ولا بخروجه من المرحاض. اقترب منها وجلس بجوارها ومد اناملها تتحسس وجنتيها بدفئ وهو ينظر لها بحب.
مروان ابتسم: حبيبتي سراحانة في ايه. وليه بتبكي..
نظرت له هي ولم تعرف بما تجيبه ابتسمت برقة وهزت رأسها بخفة.
خديچة: مافيش حاجة انا كويسة...ماتقلقش..
مروان وقد شعر انها ربما تبكي بسببه وتأنب نفسها علي زواجها منه وتشعر بالندم...
مروان بتساؤل: ديچة انتي ندمانة انك اتجوزتيني مش كدة. ااانا عارف وصدقيني مش بلومك..انتي معاكي حق في ندمك....
نظرت له بضياع لا تعرف بماذا تجيب . فهي حقا ندمة علي زواجها منه ولكن ليس بما عرفته عنه واكتشفته من ادمان وماضي حافل بالمنكرات. فهو ندم وتاب ولو كانت احبته لم تكن لتندم بل كانت ستظل بجانبه ولن تتخلي عنه.
ولكن ندمها الان لانها طاوعت قلبها وتزوجت رجل لم تحبه تزوجت رجل وقلبها ملك رجل غيره ومن هو اخاه اخاه الصغير . فهي ندمة لما اقترفت في حق نفسها وقلبها وكرامتها. ولكن لن تستطع البوح بما في صدرها لن تملك الشجاعة لمصارحته بما في قلبها..
تألم هو من طول صمتها وتيقن من ظنه وانها بالفعل ندمة علي زواجها منه. فشعر بنغزة في قلبه.
مروان بألم: ياااه للدرجة دي ندمانة يا ديچة . بس عندك حق اي واحدة مكانك كانت لازم تندم ...
اشفقت عليه لانه ليس له ذنب فيما هي فيه. ليس ذنبه انها تحب غيره ولم تحبه.
فمدت اناملها لذقنه ورفعت وجهه اليها ونظرت له برقة وابتسمت .
خديچة: مين اللي قالك اني ندمانة اني اتجوزتك.
مروان احنا لينا نصيب نعيش مع بعض. قدرنا كدة . وانا مش زعلانة عارف كنت ازعل واندم امتي.!!؟
نظر لها بلهفة لمعرفة السبب.
خديچة: لو كنت كابرت وعاندت ومارضتش تتعالج . وقتها بجد كنت ندمت.
لكن بعد ما قررت قرار صعب زي ده وانت عارف نتيجته ايه. واتحملتها اتحملت الم وتعب واعصابك اللي بتبوظ اول لما حالتك بتسوء.
كل ده عملته لانك توبت بجد وعايز ربنا يسامحك وكمان علشاني علشان تعيش معايا سعيد...
ازاي بعد كل ده اندم. ماينفعش . المهم انك تفضل قوي وتكمل...ماحدش معصوم يا مروان كلنا علي ذنب...وربنا بيقدر لكل واحد معاد لتوبته واقلاعه عن الذنب والمعصية...ربنا كريم ورحيم..
مروان بسعادة شديدة: صحيح يا ديچة يعني هتفضلي معايا ومش هتسبيني ابدا...يعني هنكمل سوااا ونخلف....وتبقي ام وولادي..مش كدة..
خديچة بجرح نااازف غااائر : لا مش هاسيبك... واللي ربنا كتبه لينا هنشوفه..
قربها اليها وطوق خصرها بتملك وقبلها برقة.... قبل شفتيها بحب وشوق فهو حقا كل يوم يحبها اكثر ويتمسك بها اكثر واكثر. ويتمني قربها اكثر واكثر.
كانت قبلاته في تزايد وشدد من احتضانه لها...الان الاحساس مختلف...الشوق ممتع ليس كليلة أمس كانت انتحار وليس بها روح ولا حياة...كان مغيب..
شعرت هي ان الامور من الممكن ان تتطور ولن تستطيع منعه وقتها. وفي نفس الوقت هي غير مستعدة لذالك خصوصا بعد تجربة امس المريرة.
حاولت التملص من بين يديه بخفة وحاولت ان تخرجه من هذه الحالة..
خديچة: مروان كفاية انا لازم اتوضي علشان نصلي وبعد كدة احضرلك الفطار. انت نمت امبارح من غير عشاء
مروان وهو يجد صعوبة في الابتعاد عنها . فقد غلبه شوقه ورغبته بها. ولكن كفاها ما فعله بها البارحة. فإبتعد عنها وهو يداري رغبته بها. وابتسم وقبل چبهتها بحنو.
مروان بهدوء: بس انا مش جعان انا شبعت خلاص وفطرت وغمز لها بخبث.... بوستك دي وجبة تشبع اصلا.انتي اجمل فطااار حبيبتي..
خديچة بخجل وهي تبعد خصلاتها خلف اذنها : لا طبعا انت لازم تتغذي كويس الفترة دي علشان جسمك يقدر يقاوم دي تعليمات الدكتور. وانت لازم تسمع الكلام خاليك تعدي الازمة دي بدون خساير...
مروان تبسم من قلقها وحملها لعبئه وعبئ صحته..: وانا تحت امرك يا احلي دكتورة . والله العظيم انتي اللي دكتورة مش هو...انتي عملتي اللي ماحدش كان ممكن يعمله...
خديچة: ههههههههه. طيب ...يا استاذ بكاااش...وسع بقي خاليني اقوم.
افسح لها وقامت وبالفعل جهزت له الفطور واكلا سويا .
واكملت معه باقي فترة التعافي وكانت تتحمل نوبات غضبه وهياجه . وايضا تهتم بطعامه وغذائه حتي شفي تماما من مرضه . وتعافي كليا وعاد انسان جديد . او بالاحري عاد لطبيعته قبل هذا الفخ...وزاره طبيبه هناك واتطمئن عليه....وسمح له بالرجوع لحياته الطبيعية كما كااان..
.
وقررا العودة الي المنزل وبالفعل عادا معا وكانت والدته واخيه في انتظارهم علي احر من الجمر . فغيبتهم طالت..وارهقت قلب عاااشق متيم منتظر ليروي ظمأ حرمانه وووحشته...
ودخلا المنزل واستقبلتهم فاطمة بفرحة : اهلا اهلا بحابيبي الحلوين وحشتوني اوي يا ولاد كل دي فسحة
مروان بإبتسامة احتضن والدته فقد اشتاق اليها...
مروان: وحشتيني اوي يا امي اوي عاملة ايه.
فاطمة : وانت يا نور عيني وحشتني . قولي مالك شكلك تعبان انت ماكنتش بتنام كويس ولا ايه.
كانت تتحدث هي وولدها اما العاشقان كانا غارقان في بحر العيون....لهفة لم يكن لها مثيل..
غرقت هي بحر عينيه الزرقاء بصفائها كانت تحتضنه بعينيها من شدة شوقها اليه...كانت تتوق لهمسه قبل كلامه...لطلته قبل من بعيد قبل ظهوره امامها بهيئته وحضوره الخاطف...
اما هو فلا ملام عليه....غرق هو في عسل عينيها وذاب في حلاه. فقد اشتاق لها ومزقه الشوق والحنين لها...اشلااااء.. وود لو استطاع ان يجذبها لاحضانه ويضمها ضمه تختلف لها اضلاعها من شدة الشوق...ااااااه يا خديچة كم افتقدتك...وافتقدت نور عيني بغيااابك..كم اتمني استنشاااق عبيرك وهمسك.. ولكن ما باليد حيلة لا يستطيع ان يفعل ذالك...
فاطمة : ايه يا ديچة ماوحشتكيش!!! ماوحشتكيش.. ماما فاطمة واقفة بعيد ليه كدة. تعالي في حضني ده انتي وحشاني يمكن اكتر من مروان..
وضمتها بحب وحنان فهي حقا تحبها وبالفعل افتقدتها جدااا. هي بالنسبة لها ابنتها التي لم يقدر لها انجابها...
خديچة بحنين تبسمت:واحضرتك كمان وحشتيي اوي والله. طمنيني عاملة ايه..
فاطمة :انا زي الفل المهم انتم كويسين. ومبسوطين!!!
خديچة تنهدت بتعب واجهاد: الحمد لله. بخير..
مروان: ازيك يا زين وحشني.
زين احتضنه وقبله..هو يغار منه ولكن لم يكن ليكرهه او يتمني غيابه او ايذائه. هو بالنهاية اخااه: انا زي الفل...وانت كمان عامل ايه...
مروان : بخير تمام الحمد لله. قولي كنت بتعدي علي الشركة زي ما طلبت منك.
زين: ايوة وكل حاجة تمام ماتقلقش. واديك رجعت علشان تتابع كل حاجة بنفسك...
شعرت هي بدوار يعصف بها كأنها تدور في حلقات ولا تستطيع التوقف....
لمحها هو وخفق قلبه لرؤيتها تترنح. عقد ملامحه بإنزعاااج..تري ماذا اصابها!!؟
لم تقوي هي علي الوقوف ولم تستطع حتي الكلام لتستنجد بأحدهم. وغامت عينيها واوشكت علي السقوط..
ولكن هو لم ينتظر استنجادها ولحقها بخفة الفهد وطوق خصرها وضمها بفزع وهو يردد اسمها بقلق..
زين بفزع وجنون: ديچة ........!
تري ما اصابها!!!
احقااا انها....!!؟
ولو حقااا هذااا ماذا سيكون الحااال!!؟
ماذا يخبئ القدر لهاذان العاشقاااان اكثر من هذا!!؟؟
احقااا هناك اكثر!!!!!!؟
🥰ماتنسوش تصلوا علي النبي😍
(((رواية أحببتُ خديجه)))
(((الفصل الثاني عشر)))
ضمها بقوة ليمنعها من السقوط ارضا وهو فزع عليها تري ماذا اصابها لكي تفقد وعيها بهذا الشكل .!!؟
زين بدقااات قلب فزعة: ديچة ... ديچة مالك فيكي ايه. ردي عليا..
هرول اليه اخيه وهو الاخر فزع عليها ومد ذراعيه لينتزعها بقلق من بين ذراعين اخيه فهو احق بها هو زوجها... حملها برفق واتجه الي الاريكة الضخمة ووضعها عليها وهو يقتله القلق والخوف عليها.
ذهبت اليه والدته بلهفة وخوف....لتطمأن عليها..
فاطمة بقلق :بسم الله ....مالها ايه بس اللي جرالها. استر يارب دي كانت داخلة زي الفل.
مروان وقد شعر برعب يدب في اوصاله من شدة خوفه...نعم لقد احبهاا..وندم علي ما فعله معها....والان هي حبيبته وزوجته...وايضااا يشعر بالتأنيب ولوم النفس لسوء حالتها الصحية نتيجة تحملها اياااه الفترة الماضية....تحملت تعب اعصاب وخوف...ورعب...تحملت ضرب وسباب ومهااانة...
مروان وقد لمعت عينيه بدمعة خوف وندم ان يكون قد لصابها مكروه..: مش عارف . مش عارف..يا أمي...حبيبتي. حبيبتي ردي عليا......مالك بس حصلك ايه...
و حاول ان يفيقها ويضربها برفق ضربات متتالية.... علي وجنتيها لتستفيق..... ولكن لم تستجيب فأزاح نقابها عن وجهها لتتنفس بحرية اكثر....
كان هو يقف يطالعهم بقلق وغيرة وهو يري حقه ملك لغيره. فهي حقه هو ...هي حبيبته هو. ولكن الواقع انها احبت اخيه وتزوجته هو ولم تشعر به...هذا ظنه...!!
. تألم لما يشعر به وما يثقل كاهله.....وعند رؤية اخيه يزيح نقابها ازاح وجهه للجهة الاخري فهذا ايضا ليس من حقه ليس من حقه اي شئ. هو غريب عنها هذا الواقع لا مفر منه....
فاطمة : مروان بقولك ايه طلعها اوضتها وحاول تشيلها الهدوم دي علشان تتنفس. وحاول كمان تفوقها شممها اي حاجة. وانا هتصل بالدكتورة وهخليها تيجي تشوفها...
مروان ضمها لصدره بحنان: يعني مش نوديها المستشفي احسن...لتكون فيها حاجة عايز اتطمن عليها....
فاطمة تطمئنه:لا لا ان شاء الله تكون حاجة بسيطة وماتحتجش المستشفي. والدكتورة تيجي تطمنا...
اومأ لها مروان بخفة وحمل زوجته ..برفق وحنان....وصعد بها لغرفتهم...
وقف ينظر لاخيه وهو يحملها بين يديه وهو لا يستطع تحمل نار قلبه التي صعدت لرأسه تفتك به.
تنفس بصعوبة لما يشعر به ويثقل صدره....
ولكنه افاق من شروده علي صوت والدته وهي تحدث الطبيبة صك علي اسنانه فهو منذ فترة يشعر بان والدته تخطط لشئ . فهو يفهمها جيدااا. ..ولا يخفي عليه من حيلهااا....التفت لها وسألها بإهتمام...
زين بترقب: دكتورة مين يا امي اللي انتي كلمتيها دي!!!؟
فاطمة ابتسمت: دي الدكتورة يارا ...
زين بنفاذ صبر وقد ثبت ظنه: يارا .!!! اممممم . مش دي الدكتورة اللي شافت ديچة يوم فرحها وقابلنها من يومين لما تعبتي بالليل ورحنا المستشفي....وفضلته تتكلموا....ورجعتي ولا اكنك كنتي تعبااانة وصحتك اتحسنت...ما شوفتيها. !!!؟
فاطمة بتصنع البرأة: اه هي. اصلها لما قابلنها تاني ادتني رقمها علشان لو احتجناها في حاجة....
زين وقد فهم ما تخطط له وبنظرة ثاقبة: بس يا امي هو ده السبب في انك اخدتي رقمها!!!!؟
فاطمة بإرتباك: ااايوة . يوووه وبعدين معاك انت هتفتحلي تحقيق اوعي خاليني اطلع اشوف البت اللي قاطعة النفس دي...
وذهبت من امامه لانها متأكدة انها ان مكثت اكثر سوف يعرف كل شئ تخطط له...
امسك هو رأسه بغضب وجلس علي المقعد ودفن وجهه بين راحتيه لا يعلم متي يكتب له الراحة من عذاب حبه وعشقه...او بالاحري لعنة عشقه..!!!!!
وبعد مرور الوقت جاءت الطبيبة يارا ودخلت واستقبلها هو لوجود امه واخيه بالاعلي بجانب خديچة..
زين بلباقة: اهلا دكتورة يارا . اسفين لتعبك..
يارا بخجل وهي تحاول ان تداري اعجابها به: اهلا بحضرتك يا حضرة الظابط. وبعدين مافيش تعب ولا حاجة...طنط وخديچة انا حبيتهم اوي..
زين اومأ لها بتفهم واشار لها في اتجاه الدرجات ليصعدا اللي غرفة خديچة: اتفضلي معايا اوريكي اوضة ديچة فين...
اومأت له وسارت معه وهي تختلس النظر اليه فهي لم تعجب في حياتها بأحد مثله . اثرها برجولته ووقاره وثقته بنفسه وهيبته الطاغية . وملامحه الرجولية القوية والتي بنفس الوقت وسيمة للغاااية.... فهو يخطف العين حقا. اغمضت عينيها بإستمتاع لتنفسها رائحة عطره التي طغت علي المكان . فهي رائحة رجوليه قوية تناسبه بشدة...
كانت تسير خلفه هائمة في خيالتها . حتي وصلا امام غرفة اخيه توقف والتفت لها ليجدها تنظر له بهيام وتبتسم ابتسامة بلهاء. فحممم ليخرجها من افكارها التي كشفت له بوضوح. امامه...
زين بحرج: احمممم. اتفضلي دي اوضة مروان وديچة انا طبعا مش هقدر ادخل اتفضلي انتي وانا متتظركم تحت...
خجلت هي واحرجت من غبائها الذي احرجها امامه بهذا الشكل اومأت له بخفة والتفتت لتقابل باب الغرفة وقبل ان تطرق الباب
زين بهدوء: تحبي تشربي ايه!!!؟
يارا بخجل: لا ابدا متشكرة مش عايزة حاجة...
زين تنهد : طيب هخلي ام احمد تبعتلك عصير..
وهبط الدرجات بخفة ورشاقة للهبوط لاسفل. اما هي فقد تعلق نظرهااا به حتي غاب عن نظرها.....و اخذت شهيقا قويا واستجمعت شتاتها الذي تبعثر في وجوده...وحضوره المهلك. . ودقت دقات خفيفة علي باب الغرفة.
وماهي الا لحظات وفتحت لها فاطمة الباب وما ان رئتها الا وتهللت اساريرها وسعدت بشدة لرؤيتها ورحبت بها....
فاطمة بسعدة: اهلا وسهلا نورتي يا حبيبتي تعالي..
دخلت معها وابتسمت وحيت كلا من مروان وخديچة التي كانت قد افاقت ولكن يبدوا عليها الارهاق والاعياء ووجهها شاحب. وعينيها زابلة غائمة...
يارا: مساء الخير ازيك يا خديچة عاملة ايه.!!؟
خديچة بإرهاق. ابتسمت بوهن: الحمد لله ازي حضرتك اسفين تعبناكي...
يارا : لا ابدا . انا اصلا مبسوطة اني شوفتك تاني . بس المهم نطمن عليكي الاول.
ونظرت لمروان. ممكن تسمحلي اكشف عليها.!!!
مروان اومأ لها وافسح لها الطريق وقام من جوار خديچة . وقبل ان يخرج .حاول ان يتأسف لها عن ما بدا منه في لقائهم الاول....
مروان بحرچ واعتذار: دكتورة يارا . انا بتأسفلك علي طريقتي معاكي اول مرة اتقابلنا. انا كنت مخنوق ومش في وعي اسف....لو كنت ضايفتك...
يارا بإبتسامة: لا ابدا مافيش مشكلة انا مقدرة حالتك وقتها كانت ايه....
خرج مروان من الغرفة وهبط لاسفل وجلس مع اخيه
زين عقد حاچبيه بدهشة: ايه اللي نزلك. هي لحقت كشفت عليها.!!!!؟
مروان تنهد بثقل: لا لسة بس انا سبتها تاخد رحتها وكمان ماما معاها هتساعدها..
زين يحاول ان يطمن نفسه واخاه: اطمن ماتقلقش ان شاء الله خير. تلاقيها بس مرهقة من تعب السفر..وواضح انك كنت بتخرجها كتير وارهقتها معاك الفترة اللي فاتت.
مروان تنهد برچاء : يارب ...يارب يازين.....انت ماتعرفش ديچة دي بالنسبة ليا ايه. دي روحي. انا مش هقدر اقولك هي عملت علشاني ايه ووقفت جنبي ازاي. انا خايف عليها. خايف ربنا يعقابني علي ذنوبي فيها. يارب..يارب تكون بخير...لو حصلها حاجة مش هسامح نفسي....انا تعبتها معايا اوي. اوي..
زين وهو لا يعي شئ مما يقول اخاه ولا يعرف ما يرمي اليه. ولكن من الواضح ان هذا ليس اخيه . !!!!
فقد بدا له انسان اخر هادئ. متزن عاقل وخوفه وقلقه علي صغيرته واضح جداااا. فهدأ كثييرااا لانه هكذا سوف يحافظ عليها ولن يزعجها مجداا....ومادام احبها بهذا الشكل سيكرمها ويتقي ربه فيها....
جلسا سويا وهما قلقان عليها. الي ان سمعا زغاريد والدتهم تتعالي . فدهش الاثنان ونظرا لبعضهما بتعجب. الي ان سمعا صياح والدتهم يعلو بإسم مروان...
مروان بدهشة : ده صوت ماما ولا انا بيتهيألي .!!!!
زين بحيرة: لا هي . بس بتزغرد ليه.!!!!
مروان: طيب تعالي نطلع نشوف فيه ايه.
صعد الاثنان وعند بلوغهم غرفة خديچة وجدوا والدتهم واقفة والسعادة تبدوا عليها والابتسامة تعلو وجهها. وعند رؤيتها لمروان جذبته لاحضانها وهي فرحة وتبارك له.
فاطمة: مبروك يا حبيبي الف مبروك. هتبقي اب. ديچة حامل.
مروان بسعادة وعدم تصديق : بجد . !!!!انتي بتتكلمي بجد يا امي ديچة حامل معقول. انا فرحان اوي....مش مصدق..!!!
فاطمة :طبعا بتكلم جد. ادخل معايا وانت تتأكد من الدكتورة بنفسك.
دخل الغرفة وهو لا يتمالك نفسه من الفرحة .
فاطمة نظرت لزين وهي تبتسم: عقبالك يا زين يا ابني لما افرح بيك وبأولادك .
ودخلت خلف اخيه الغرفة.
اما هو كان يقف كالصنم . مصدوم! مدهوش! يشعر بالغيرة! يحسد اخاه لفوزه بها في بادئ الامر والان بحملها منه!...ااااااااه يا چرح غائر مازال ينزف....كلما حاولت لملمتك وتطبيبك...طعنت من جديد.....كل مرة والطعنة اقوي واعنف....كل مرة والچرح يكبر ويعمق.....ااااااه ياقلبي....ااااه..
اهتز كيااانه وهو لايعرف ماذا اصابه!!!!هو مشلول التفكير. كل ما وضح اليه في هذه اللحظة . هو انه كتب عليه حرمانه منها للابد. كل يوم تبتعد عنه خطوة. بعد خطوة. كل يوم الحواجز والعوائق تزيد بينهم.
الان لابد ان افقد الامل لابد. فأنتي لن تكوني ليه . لن احظي بكي...يا صغيرة...لن تصلي لحضني يوم يا خديچة.....انتهي
ستظلين حلم بعيد . نجمة تتلالق في السماء البعيدة . لا اقوي علي لمسها ولا امتلاكها.....حرمتي علي اكثر واكثر.....
اغمض عينيه بألم وفرت دمعة خائنة حزينة من عينيه . اعتصر قبضته وضرب بها الحائط ..عدة مرااات غاضبة ثائرة.....وهو يتمني لو فقد ذاكرته في هذه اللحظة. لكان افضل له. علي الاقل سوف يرتاح من هذا الالم وهذا العذاب....
كلما تذكر كيف جاء هذا الجنين .
كيف كانت حبيبته بين احضان اخيه....كيف كانت سعيدة ومستجيبة...
خرچت ااااااه من صدره مريرة محملة بالوجع والجرح والغيرة .
هبط الدرجات بسرعة وجنون. واستقل سيارته وصار من غير هدي. لا يعرف الي اين يذهب. ولا الي من يشكو.
................................................
كان يحتضنها بقوة ويقبلها بجنون من وجنتيهااا...
وهو لا يصدق ما سمعه لتوه. احقا زوجته حامل يالله . كم انت كريم . كم انت رحيم.
ترزقني بزوجة مثل خديچة وتقف بجانبي وتعينني علي التعافي مما ابتليت. واتعافي بصحة من دون ان يفضح امري. والان ترزقني بطفل . ومن من!!!؟ من خديچة حبيبتي التي لو جوبت الارض لن احظي بمثلها...
يارا: ههههههههه. لا بالراحة عليها يا استاذ مروان. خديچة ضعيفة ومحتاجة الراحة والغذا.
مروان اخيرا تمالك اعصابه وابعدها عن احضانه وقبل جبينها برفق: حاضر .. حاضر..ماتقلقيش... انا بنفسي هخلي بالي منها . بببس هو حضرتك متأكدة . انها حامل مش بيتهيألك...!!؟
يارا: ههههههههههه. لا والله متأكدة هي حامل.فعلا..
مروان حك رأسه بإحراج وابتسم: اصل بصراحة دايما اشوف الحكاية دي في الافلام. الدكتور يكشف ويقول حامل نفسي اعرف كانوا بيعرفوا ازاي.!!؟
يارا وهي تحاول ان تكتم ضحكة قوية علي سؤاله: بصراحة انا معرفش هما كانوا بيعرفوا ازاي. انا هتكلم عن اللي انا متأكدة منه. طبعا انا سألتها شوية اسألة وضحتلي الموضوع والاعراض اللي بتشتكي منها وكمان عملتلها تحليل دايما بيكون معايا بحكم شغلي. ده كله غير اني سمعتها هي ووالدتك صوت نبضات الجنين...
مروان بدهشة: بجد ازاي... طططيب ممنكن اسمعه انا كمان..ارجوكي....!!؟
ابتسمت له واومأت بخفة واخرجت جهاز صغير من حقيبتها. ووضعته علي بطن خديچة وصدع صوت دقات الجنين ينبض بقوة
كانت علامات الدهشة والفرحة تكسوا وجهه. ودمعت عينيه...بفرح وقلب يحلق بين السحاااب...وهو يستمع لنبض ابنه بين احشاء زوجته . كم رائعة هذه اللحظة حقا....لحظة بالدنيا وما فيها...
يارا اطفأت الجهاز ووضعته في حقيبتها. والتفتت اليهم.
يارا: طبعا تمشي علي الدواء ده. والتعليمات كمان كويس . وبعد اسبوع تجيني المستشفي ونعمل 4D. ونعمل التحاليل المطلوبة....
ونطمن علي البيبي...
مروان بتأكيد : طبعا طبعا. ولو عايزاها من بكرة كمان اجبها لحضرتك. انا تحت امر ديچة حبيبتي المهم صحتها....
يارا: لا مالوش لزوم. انا اتطمنت عليها النهاردة الحمد لله. وبعد اسبوع اشوفها تاني....بس المهم تاكل كويس...
فاطمة بمكر امومي: طيب ما نجبهالك العيادة بتاعتك احسن...
يارا تبسمت: والله اللي يعجبكم انا تحت امركم تعالوا مكان ما تحبوا...
فاطمة: خلاص نجبها العيادة الاسبوع اللي جاي
يارا: تمام. عن اذنكم
فاطمة: استني لما انزل اوصلك.
وخرجت معها لتوصلها الي الاسفل. واثناء هبوطهم الدرجات
فاطمة: قوليلي يا يارا. ايه رئيك في زين ابني
خفق قبل يارا لسماعها اسمه فهو مقل حضرته يقلب كيانها ويربكها .
يارا بخجل وارتباك: احمممم. رئي ازاي يعني
فاطمة بمكر: يعني شكله اسلوبه كلامه كدة يعني.
يارا: والله حضرة الظابط انسان محترم وخلوق وانا بحترمه والكام مرة اللي شوفته فيهم بأعجب بشخصيته جداااا. ربنا يخليه لحضرتك هو واخوه
فاطمة بإرتياح: انتي كمان انا ربنا عالم حبيتك ازاي . اكنك بنتي زي ديچة تمام. وان شاء الله قريب تبقي زيها في كل حاجة.
خفق قلبها بسعادة وهي تستمع الي تلميحات فاطمة.
يارا: طيب استأذن انا بقي واشوف حضرتك الاسبوع اللي جاي بإذن الله
فاطمةغمزت لها : ان شاء الله نتقابل قبلها وعندكم في البيت بس قولي يارب
خجلت واحمر وجهها من هذا الموقف التي هي فيه. وهرولت من امامها بسرعة ووجهها يشع احمرار وسخونة.
ضحكت فاطمة ملئ قلبها علي خجل يارا. وتمنتها زوجة لابنها زين
فاطمة: يارب تكون من نصيبك يازين يا ابني يارب. وافرح بيك زي اخوك.
................................................
كانت شاردة الزهن مازالت لا تعرف حقيقة شعورها . اهي سعيدة. بخبر حملها ام حزينة. احقا سوف تصبح ام من غير حبيبها. احقا كتب عليها ان تظل زوجة له وتظل تعيش مع حبيبها في بيت واحد. احقا ستظل تتعذب وهي تراه امامها كل يوم وهو غريب عنها كيف! ؟
احقا ليس هناك اخر ولا نهاية لعذابها !...
احقا ستظل تتعذب وتظل اسيرة العشق المستحيل!
اااااااااه ياربي.
الي متي!!! ؟
الي متي!!!!؟
كانت شاردة لم تسمع حرف من ما قاله مروان وهو يتحدث بحماسة وسعادة كان يثرثر بالكثير من الكلام . الي ان انتبه هو لشرودها وعدم وعيها لحديثه فحثها علي الانتباه له بهزها بخفة..
مروان: ديچة . حبيبتي انتي كويسة مالك. سرحانة في ايه!!!؟
اخيرا انتبهت له وكأنه يأتي بها من بئر عميق معتم: هاه. بتقول حاجة يا مروان
مروان ابتسم: يااااه. بقول حاجة ده انا ريقي نشف يا شيخة وانا بكلمك. بس ولا يهمك. المهم مالك حاسك مش مبسوطة بالحمل!!؟
خديچة بإرتباك: لا طبعا ازاي تقول كدة.
اانا مبسوطة جدااا.
مروان بحيرة: اومال مالك مش بتتكلمي ولا حتي باين عليكي الفرحة.!!؟
خديچة اغمضت عينيها وهي تلعن نفسها انها اوصلت له هذا الشعور...
ااااه من غبائك يا ساذجة....كيف لم تنتبهي....لما تچرحيه هكذا....الم تري عينيك فرحته بك وبچنينك....ملعون عشقك المستحيل الذي غفلكي بهذا الشكل...
خديچة: لا ابدا. اصلي بصراحة خايفة مش عارفة افهم احساسي احنا اتجوزنا بسرعة . ودلوقتي حامل . ودراستي مش عارفة انا حاسة اني متلخبطة...
مروان ابتسم وربط علي يدها يطمئنها: حبيبتي لو علي الحمل.. احنا كلنا جنبك. انا وماما وكمان مامتك مش هنسيبك. والمذاكرة. انا هوصلك دايما زي ما كنت بعمل واليوم اللي ماتقدريش تروحي الجامعة. اقعدي في البيت وانا اجبلك المحاضرات لحد هنا. واخلي زين يشرحهالك ايه ريئك...
خفق قلبها لذكره. وخافت ان تجلس معه ايضا ويشرح لها لا لا لن تتحمل هي لابد لها ان تتجنبه قدر الامكان لابد ان تقاوم شعورها نحوه . لابد ان تدفن عشقها له فهي اصبحت زوجة وام في المستقبل القريب. لابد ان تتحكم في قلبها الملعون بأي شكل...
خديچة بشئ من الغضب: لا لا. شكرا انا مش عايزة حد يشرحلي حاجة انا ان شاء الله هبقي كويسة واقدر اروح الجامعة. ربنا يسهل...
مروان جذبها لاحضانه وهو يتنفس راحة.
مروان: ااااااه يا ديچة انا مش قادر اوصفلك فرحتي بحملك ازاي. انا بجد محظوظ بيكي. انتي نورتي حياتي غيرتيني بجد ....انتي حياة ودنيا جديدة...اجمل دنيا.... انا بحبك بحبك.
خديچة: زرفت دمعة ندم والم من عينيها وهي تستمع لحديثه. فهو اصبح يستحق حبها ووفائها له. ولكن لعنة الله علي القلب الخائن. الذي لا نستطيع التحكم به ليتنا تستطيع وهبه لمن يحبنا وليس لمن احببناه ولم يشعر بنا. اااااه منك يا قلب فأنت لك قانون خاص بك تفعل ما يحلو لك.
وصدق من قال القلب ليس له سلطان هو سلطان نفسه...هو سيد مملكته يتملك ويأمر والچوارح تطيع في صمت وزل....
شعر بدموعها وصمتها مد انامله ورفع وجهها ليقابل عسليتها الحزينة..
مروان بحب والم في آن واحد: انا عارف انك مش بتحبيني زي ما بحبك. ولحد النهاردة مش عارف السبب اللي خلاكي تتجوزيني وانتي مش بتحبيني. بس كل اللي عايزك تفهميه. اني يمكن ماحبتكيش في الاول كنت معجب بيكي وبس. بس والله العظيم حبيتك من كل قلبي. وعايزك تديني فرصة اخليكي تحبيني او علي الاقل تحبي عشرتي واكون ليكي الزوج والسند وعمري ما هطلب منك فوق طاقتك. ومش هطلب اسمع منك كلمة بحبك. عايزك يوم ماتقوليها تكوني حساها. ولو ماحستيهاش ماتقوليهاش. كفاية انك تبتسمي في وشي. واوعدك اكون اب تفتخري بيه لابنك اوبنتك اللي جاي. بس انتي كمان توعديني تحاولي تحبيني ممكن.وانا هساعدك.. بس حاااولي علشان خاطر ابننا اللي جاي...
كانت تسمعه وهي تتقطع الما عليه احقا بداخله كل هذه المشاعر والحنان. احقا هي عمياء لا تري كل هذا الحب. احقا هو يحبها لهذه الدرجة.
عذرا يا زوجي ولكن اعدك اني سوف اتغير واشعرك بالسعادة وسأعمل جاهدة لانتزع حبه من قلبي وازرع حبك انت. اعدك...
خديچة بدموع: اوعدك ... اوعدك يا مروان. بس ارجوك خاليك جنبي. واوعي تتغير خاليك كدة حبني يا مروان بصدق وانا اوعدك ححاول والله ههحاول.
ابتسم وضمها بقوة وهو سعيد فأمله في طريق التحقيق. وقريب جداااا سوف يمتلك قلبها مثل ما امتلك جسدها...
مروان: انا جنبك وتحت رجلك بس انتي خاليكي جنبي...
................................................
عاد المنزل وهو حزين يحتل ملامحه العبوث والحزن .
جلس علي اقرب مقعد واراح رأسه عليه واغمض عينيه وهو يشعر انه مازال مشلول التفكير لا يستطيع اتخاذ قرار...
شاهدته والدته واقتربت منه ومسدت رأسه بدفئ وهي تخلل اصابعها في خصلاته السوداء الغزيرة.
فاطمة: مالك يا ابني فيك ايه حساك مش مبسوط ليه دايما ساكت ومهموم كدة. فضفضلي ده انا امك حبيبتك.!!؟
ابتسم وفتح عيناه ورمقها بألم واخرج تنهيدة مريرة
زين:ولا حاجة يا ست الكل انا بخير بس مشغول شوية...
فاطمة بخبث: بس انا عارفة مالك. انا فاهمة كل حاجة...
رمقها بدهشة : عارفة؟! عارفة ايه!!
فاطمة بإبتسامة: انت شكلك كدة غيران من اخوك. عايز تتجوز وتخلف زيه. مش كدة...
تنهد براحة وابتسم بسخرية : ومين بقي اللي قالك كدة. انا مش عايز اتجوز. كدة اريح...
فاطمة بعبوث: ليه كدة يا ابني ده انا هتجنن علي اليوم ده. نفسي افرح بيك زي اخوك كدة ليه عايز تحرمني من اليوم ده...
وبكت والدته بحزن فرق لها قلبه وقام من مقعده وجثي علي ركبتيه بجوارها ولثم كفيها بقبلة حنونة. ومد انامله ليزيل دمعها.
زين: ليه بس الدموع يا حبيبتي.
ثم تنهد بتعب. هو مش انت فرحانة بمروان وديچة والبيبي اللي جاي. انشغلي بيهم وسبيني بقي مع نفسي. انا مش بفكر في الجواز دلوقتي...
فاطمة وبكائها يزداد: انت بتقول ايه . فرحتي باخوك عمرها ماتنسيني فرحتي بيك. انتم الاتنين ولادي. وعايزة اتطمن عليك زي ما اتطمنت علي مروان.
واكملت بلين ورجاء.
وبعدين صدقني الجواز بيريح البال ويغير البني آدم. اهو تبقي فيه في حياتك واحدة تحبها وتحبك وتخاف عليك. تستناك بالليل وانت راجع من شغلك تعبان تفضفض معاها تتكلم تكون سكن ليك زي ربنا مابيقول.
طيب بذمتك انت مش ملاحظ التغير اللي حصل لمروان.
هو ده مروان. بتاع زمان . شوف بقي هادي وحنين ازاي.
وحياتي عندك وافق وخاليني افرح بيك...
اغمض عينيه وتنهد بقلة حيلة فماذا يفعل او يقول امام كل هذا الكم من الرجاء منها ..
زين بقلة ذات يد: حاضر يا امي حاضر . ادعيلي الاقي بنت الحلال اللي تكون من نصيبي...
ابتسمت وازالت دموعها بفرحة: ولا تقلق انا خلاص لاقيتها.
عقد حاجبيه بتعجب: لاقتيها؟! ازاي مش فاهم!!؟
فاطمة: يارا.
زين صك علي اسنانه هو كان يعلم منذ البداية: يارا مين؟!
فاطمة: الدكتورة يارا اللي جات كشفت علي خديچة.
تنهد بنفاذ صبر اذن كل هذا مدبر اااه منك يا فاطمة تخططين ولا تهنئي الا بتنفيذ خطتك...
زين بتعب: انا قلبي كان حاسس. انك مش هتجبيها لبر. كنت فاهم انك بنمري علي كدة...
فاطمة: والله بنت زي الفل.جمال و ادب واخلاق وتعليم عالي. وكمان واضح ان اهلها ناس طيبين...
زين بسخرية: والله كل ده. وايه كمان!!؟
فاطمة: بص انا بفكر نروح نتعرف عليها هي واهلها ونشوف. واللي في الخير ربنا يعمله..
.
زين مسح وجهه بكفيه ليهدأ من تسرع والدته : يا امي ليه الصربعة دي بس مش لما ابقي اوافق انا الاول..
فاطمة بحزن: كدة يبقي انت رجعت في كلامك ومش عايز تريح قلبي
انت ليه يا ابني مش عايز تفرح قلبي . هو انت من امتي قاسي كدة.
تنهد بإرهاق فمناقشة والدته في هذا الامر لن تجدي نفع. خصوصا انه لن يستطع البوح بالسبب الحقيقي لرفضه للزواج.
زين : حاضر يا امي حددي معاد مع اهلها ونروح نتقدم لها. واللي ربنا ريده هو اللي هيكون
تهللت اساريرها وفرحت بشدة لموافقته.
فاطمة بإبتسامة: روح يا زين يا ابن بطني ربنا يفرح قلبك ويسعدك ويريح بالك. ويجعلك في خطوة خير ورزق...
زين ابتسم بحزن فمن أين يأتي الخير و راحة البال والقلب. وانا لن احظي بحبيبتي. فهي قد ضاعت مني وللابد..
زين بوجه يكثوه الحزن: ان شاء الله يا امي. المهم انتي تفضلي تدعيلي وتكوني راضية عني.وبحزن
امي هو انتي عمرك غضبتي عليا او دعتيلي بقلة الراحة ووجع القلب قبل كدة.!!!؟
عبثت فاطمة وتلاشت ابتسامتها ومدت يديها واحاطت وجهه بين راحتيها ودمعت عيناها.
فاطمة: ليه يا حبيبي بتقول كدة. انا؟!
انا يا زين ادعي عليك ولا علي اخوك. ده انتم نور عيني اللي بشوف بيه. هو انا ليا غيركم.
وانت بالاخص طول عمرك حنين وطبعك هادي عمرك ما تعبتني ولا زعلتني. ليه يا ابني بتقول كدة. انت كأنك شايل هموم الدنيا علي راسك.
زين دمعت عيناه والقي بنفسه في حضن والدته. حضن الام الذي يزيل التعب والالم. وبكي و لم يستطع منع نفسه من البكاء. لم يعد قادر علي التماسك لقد طفح كيله من الاحتمال...لم يعد جبل صبره وتماسكه يتحمل لقد خااارت قواه...وامتلأت العين ببكاء بدمي القلب..
زين بصوت متحشرج بالدموع: ااااااه يا امي..اااااااااه انا تعبان .. تعبان ... نار في قلبي يا امي نار .. بتاكل فيا....قلبي بيوجعني...انا مجروح... مجروووح يا أمي....حبيبتي راحت مني ضاعت. راحت لغيري . انا بتقطع ... مش قادر اخبي تعبت .. تعبت والله تعبت. انا بندبح كل لحظة بسكينة باردة....ماحدش حاسس بيا...انا مش قادر..خلاااااص مش قااادر...
زهلت فاطمة من حديثه فهي لاول مرة تستمع لاعترافه بعشقه وحبه .ودموعه وانكساره ولكن لما خبي عني لما لم يصارحني...مذ متي وهو يحمل كل هذا بقلبه وحده...!!؟
فاطمة وهي تحتضنه بقوة وحنان وتمسد خصلاته الغزيرة: انت بتحب يا زين.!!!؟ طب ليه مالقولتليش.!!! ليه مااتجوزتهاش!!؟
زين وهو يغمض عيناه بحزن وغضب. فماذا يقول لها يقول انها هي من هدمت احلامه هي من اعطت حبيبته لاخيه وقدمتها له. وزينتها في عينيه..هي التي غرزت الخنجر في ظهره ولم تبااالي..... لم يستطع البوح. بل تنهد بثقل وخرج من احضانها ومسح دمعه...
زين بحزن : اااه..ايوة يا امي حبيت...حبيت وعشقت. بس لاسف اللي حبيتها حبت غيري واتجوزته.....ماحبتنيش....
فاطمة بقهر علي ولدها : يا قلب امك . ومين دي اللي ترفضك وتفضل عليك واحد تاني.
انساها. انساها يا حبيبي وانت الكسبان اللي يبيعك بيعه ولا تسأل فيه. وان شاء الله ربنا يرزقك باللي تريح قلبك وتسعدك وتنسيك اللي بعتك دي. ويا حبيبي لو مش عايز يارا خلاص اللي يريحك مش مهم اشوفلك واحدة تانية .
زين ابتسم وقبل كفها : لا يا امي. يمكن تكون هي دي اللي ربنا بعتهالي خصوصا في الوقت ده. اكيد ربنا ليه حكمة. وانا كمان هستخير واللي ربنا يختارهولي انا راضي بيه. انا طالع انام وانتي بكرة كلميها وحددي معاها معاد.
يلا تصبحي علي خير. استقام في وقفته ومال عليها وقبل رأسها والتفت ليصعد غرفته
فاطمة استوقفته: زين
زين التفت اليها : نعم يا امي
فاطمة: ماتنساش يا حبيبي بكرة بأمر الله. تبقي تبارك لاخوك وديچة. انت خرجت من غير ماتباركلهم.
زين اخذ شهيقا قويا واطلق زفيرا مريرا وهز رأسه : حاضر يا امي هبا
(((رواية أحببتُ خديجه)))
(((الفصل الثالث عشر)))
مرت اشهر وكل شئ علي حاله خديچة تتجنب زين وتغار بشدة عندما تراه بالقرب من يارا. تهنش بها النيران وهي تراها تتدلل عليه وتتكلم معه. تحسدها لانها حلاله وزوجته. وهي غريبة عنه.
وفي يوم كانت تجلس خديچة مع فاطمة وخديچة امامها الكثير من الكتب والمراجع وكانت تتأفف بملل.
خديچة: اوففففف. انا تعبت ايه بس الهم ده . انا صدعت
فاطمة : ههههههههه. شدي حيلك انتي خلاص امتحاناتك فاضلها اسبوع.
خديچة بتزمر طفولي: عارفة وانا خلاص تعبت حفيدك مزهقني وابنك مطلع عيني والامتحانات مخلصة عليا. اعمل ايه بس.
فاطمة: ههههههههه. والله انتي مصيبة. ابني ده حتي بقي نسمة ومابيعملش حاجة. من الشغل للبيت انتي ظالماه . وحفيدي بقي ده يدلع براحته هو حر . قوليلي بدأ يتحرك كدة ويرفص.
خديچة: ههههههه. اه يا ماما بيتحرك ويرفص. ده بيرزغ كمان . شكله هيطلع لعيب كورة.
وكانتا هي وفاطمة تتحدثان وتضحكان. ودخل زين في ذاك التوقيت. ليستمع لصوتها وضحكاتها التي يعشقها. فأخيرا رئها فهي دائما ما ان تراه تهرول مسرعة ولا تتواجد معه في مجلس واحد الا قليل فكم افتقدها بشدة.
دخل بهدوء وابتسم.
زين: مساء الخير
فاطمة : مساء النور يا حبيبي
ما ان سمعت صوته الا وقد خفق قلبها بقوة فهي دائما ما تصعد غرفتها قبل ميعاد روجوعه المنزل . وهو اليوم جاء مبكرا عن موعده. كانت تود ان تمتع نظرها به ولكن انبت نفسها واستقامت وهي تجمع كتبها واوراقها لتصعد غرفتها وتبتعد عنه.
خديچة وهي تجمع اغراضها: مساء النور ازيك يا زين.
اقترب منهم وجلس علي المقعد المجاور لوالدته ورمقها بحنين وابتسم.
زين: الحمد لله. انتي عاملة ايه وحبيب عمه عامل ايه . تعبك اكيد مش كدة.
خديچة بإرتباك: الحمد لله . عادي بقي انا خلاص اتعودت. عن اذنكم انا طالعة واضتي
زين بلهفة: ما تخليكي قاعدة معانا . اومال فين مروان لسة ماجاش
خديچة: لا لسة هو بيتأخر الفترة دي علشان بيجهز للمشروع الجديد.
زين : طيب خاليكي معانا ويارا زمانها جاية كلمتني وهتخلص عيادة وجاية احنا بقالنا كتير ما اتجمعناش.
خديچة صكت علي اسنانها من الغيظ والغيرة . فهذا الغبي يريدني ان انتظر زوجته لاجلس معهم واراهم يتغزلون ببعضهم. واقف انا استشاط غضبا. والموت قهرااااا...
خديچة بعصبية: لا معلش اصلي عندي مذاكرة اسهروا انتوا براحتكم.
فاطمة : طيب ما تقعدي معانا ونتعشي كلنا مع بعض. واهو زين يساعدك في مذاكرتك لحد مايارا ترجع ونتعشي اقعدي بس واسمعي الكلام .
خديچة بإحراج: لا مماعلش مش عايزة اتعب زين . انا هطلع اذاكر ولما يارا تيجي ابقي انزل اتعشي معاكم...
قام زين ووقف امامها وهو مشاق لها :ومين قالك اني هتعب انا يا ستي تحت امرك . اتعبيني زي ما يعجبك . تعالي بس واسمعي الكلام..
جلست وقلبها ينبض بقوة من مكوثها معه في مكان واحد .
قامت فاطمة: انا هروح اجهز الاكل مع ام احمد لحد ما يارا ترجع.
وهبعتلكم شاي..
.
جلس علي المقعد المجاور لها .
زين : هاه يا ستي قوليلي بقي كنتي بتذاكري ايه..
خديچة جاهدت لتجد صوتها فقربه اربكها وعطره افقدها صوابها وودت لو فرت هاربة من امامه . ولكن حاولت التماسك . لكي لا تلفت الانظار والشكوك..
خديچة: احمممم. قانون
زين: امممم قانون. دي من اتقل المواد فعلا. بس ولا يهمك انا هقولك علي طريقة تسهل عليكي حفظ القوانين تمام.
خديچة بدقات قلب مجنونة خائفة :تمام
زين بسعادة : شوفي بقي يا ستي ............. .
كان يشرح لها وهي تحاول التركيز قدر الامكان. وهو ايضا كان يجاهد ليبدوا في منتهي التركيز فيما يقول . بالرغم من انه بداخله صراع قوي . بين انها حبيبته وعشق روحه. وبين انها زوجة اخيه وحامل ايضا في ابنه...ولكن القلب...اااااه من القلب وحكمه ودقاته التي تدق بإسمها هي دون غيرها....
زين تبسم بهدوء : هاه يا ست البنات فهمتي كدة.
خديچة تبسمت بإعجاب : بصراحة اه.فهمت... انت محاضر رائع . والله خسارة انك مش دكتور في الجامعة. بدل الدكاترة الخنيقة اللي بتدرسلنا.
زين قهقه علي عبثها وهي تذكر محاضريها..: هههههههههه. لا بجد . لا ياستي انا كفاية عليا شغل الدخلية رغم صعوبته بس بلاقي نفسي فيه...
ونظر في عينيها بحب. بس قوليلي لو كنت بدرس عندكم في الجامعة كنت هبقي دكتور مريح ولا خنيق. وانتي واصحابك تقطعوا في فروتي....
خديچة : هههههههههه. لا لا ما تقلقش كانوا هيحبوك .
ثم سرحت في بحر عيناه. بس المشكلة انهم كانوا هيسيبوا المحاضرة ويسبلولك.هيسرحوا في عنيك ووسامتك..وهدوئك ورجولتك...هيضيعوا في رجواتك وثباتك اللي يجبروا اي حد انه يعجب ويتعلق بيك...
دق قلبه من وصفها تري!!! لا هي تجامل ليس اكثر اتزن وتعقل يا زين ارجوك...وقهقه زين ليداري لهيب شوقه لكلماتها.. : لا يا شيخة . انتي شايفة كدة...!!!؟
خديچة بحرچ من خداع قلبها لها والذي اجبر السان ان ينطق ويبوح..: هههههه. ااااايوة و يارا بقي كانت ذبحتك...
لم يدري بنفسه وهو يسألها: طيب وانتي!!!!!
تلاشت ابتسامتها وتحيرت في سؤاله. ماذا يقصد . انا!!!!اااانا ايه!!!!
استفااق لنفسه بحرچ : احممم. ايه لا اقصد انتي هتسبيهم يعكسوا اخوكي كدة!!!! ايه مش هتغيري!!!؟
خديچة بغيرة خفية وحنين: لا ماتقلقش ماكنتش هسيبهم. انت عارف انت غالي عندي ازاي...كنت هعضهم.....
زين رمقها بشوق وضحك : ههههههههههه..وانتي كمان غالية عندي اوي يا ديچة ... اوي.
كانا للاثنان ينظران في عيني بعضهما بهيام . ولكن كل منهم ينفي مايراه من حب في عينا الاخر. يكذب نفسه ويقنعها انه واهم. متخيل...حااااالم...وان هذه النظرة ماهي الا سرااااب يفسرها هو علي هوا قلبه....
دخلت يارا في هذا الوقت لتري هذا المشهد الاثنان غارقان في بحر العيون ولولا انهما يمنعا نفسهم لكانا الان في احضان بعضهما.
انقبضت وغارت وشعرت بالغيرة من خديچة لاول مرة
يارا بغيرة وغضب: مساء الخير.
انتبه الاثنان لها وكل منهم كأنه عاد من مكان بعيد . من احلام وامنيات يتمناها ويحلم بها
خديچة بإرتباك فهي تيقنت من نظرة ونبرة يارا. انها تغار. ولعنت نفسها لان عينيها فضحتها.
خديچة: مممساء النور. ازيك يارا
زين من داخله تمني ان يارا تتأخر وينعم بمجلسه مع خديچة.
زين تنهد واستقام ووضع يداه داخل جيب بنطاله ونظر ليارا بثبات مقابل لنظرة الغيرة التي تطل من عينيها.
زين: مساء النور . حمد لله علي السلامة .
يارا: اسفة قاطعتكم.
خديچة بخجل وهي تجمع اغراضها : لا لا احنا خلصنا زين بس كان بيشرحلي حاجة واقفة قصادي
زين : راحة فين يا ديجة . احنا هنتعشي كلنا ماما بتحضر الاكل
يارا صكت علي اسنانها : زين ممكن تيجي معايا فوق عايزاك ضروري.
تنهد زين بحنق: حاضر اتفضلي .
والتفت لخديچة ورمقها بود. ديچة ابقي قولي لماما اننا مش هنتأخر اوك.
خديچة اومأت له بخفة: حاضر...
وصعد مع زوجته لغرفتهم وتعمدت يارا ان تبقيه معها حتي تهبط معه لكي لا تتركه ينفرد بخديچة مرة اخري فقد دخلت الغيرة قلبها وانتهي الامر ولن تخرج بعد الان..
وجاء مروان وجلس الجميع وتناولوا العشاء وكان زين برغم وجود الجميع الا انه كان يتابعها بكل حنين كل لفته كل ايمائة منها لم تخفي عليه....كان يبتسم في الخفاء كلما تذكر حديثهم منذ قليل وكيف كانت بقربه...اطلق تنهيدة معبئة بشكوي وعتاب للقدر الذي جعلها تجلس امامه بجانب اخيه وهو يجلس بجانب يارا....ولكن لعل الله يحدث بعد ذالك امرااااا. !!!!!؟؟؟
. ..............................................
مرت الايام والاشهر وكل يوم تتقدم خديچة في حملها ويقترب ميعاد ولادتها .
اما يارا فقد تيقنت من شكوكها وظنها من ان زوجها يكن مشاعر حب لخديچة وليست مشاعر اخ لها او لانه اخو زوجها.
لا فهي امرأة . انثي تفهم وتعرف الحب جيدااا. فالهفة التي تراها في عين زين عند رؤية خديچة تنم عن حب وعشق. فهي حتي لم تري هذه النظرة لها ابدا منذ زواجها منه.
وفي ليلة من الليالي كانت خديچة تجلس في غرفتها وحيدة لتأخر مروان في عمله كالعادة في الفترة الاخيرة فهو علي وشك افتتاح مشروع خاص بشركته ضخم للغاية.
وبدأت تشعر بألم في اسفل بطنها ألم غريب لم تعهده منذ بداية حملها....وبدأ الالم يزداد ويزداد ولم تعد قادرة علي احتمال الالم...
................................... ............
كان يقف في شرفة غرفته ينفث دخان سيجاره ويتنهد بقوة وثقل فهو يشعر بقبضة في صدره لا يعرف سببها. يوجد شئ يخبره انها ليست بخير او انها تتألم. ولكن لا يعرف ماسبب هذا الشعور...
جاءت زوجته من خلفه واحتضنته من الخلف وهي تتنهد بشوق فهي تفتقده فهو اليوم قد عاد لتوه من مأمورة خاصة بعمله. وهي تشتعل رغبه به..
يارا بنبرة عاشقة: وحشتني اوي اوي يا زين.
القي سيجاره والتفت اليها وابتسم . فهو يشعر بحبها له ولا يمكن له ان يقابل هذا الحب بجفاء وفتور ابدا فهي زوجته في كل الاحوال...ولها عليه حقوق..
لف ذراعيه حول خصرها وابتسم
زين: وحشتك قد ايه!!!؟
يارا بدلال جذبته من مقدمه ملابسه ليقترب اليها حتي لا يكون هناك مسافة تفرق بينهم. وارتدت خطوات للخلف ليدخلا معا داخل الغرفة وهي تهمس بالقرب من شفتاه بشوق...
يارا بدلال ونعومة: حالا هتعرف وحشتني قد ايه...
ومدت يديها وحلت رباط روبها الحريري ليظهر اسفله غلاالة حريرية مغرية للغاية ورائحتها تفوح منها بقوة وكانت مثيرة بحق اقتربت منه ولفت ذراعيها حول عنقه وقبلته برغبة مهلكة.. بادلها العناق والقبلات لم يستطع صدها وهي بهذه الحال ابدا . وفي لحظة كانا في الفراش كانت تنهل من بحر رجولته وحنانه .
اما هو كان يتخيلها انها هي التي بين يديه. كان يقبلها هي يعانقها هي يشعر بها هي وليست يارا. وبعد ان انتهي افاق علي وجود يارا هي التي بين يديه...
قام عنها واستند بجزعه علي موأخرة الفراش و اغمض عينيه بقوة وهي يأنب نفسه علي هذا التفكير ...يوبخ عقله و قلبه علي هذا الجنون.... هو رغما عنه يفكر بها ويتمناها ولا يسطع السيطرة علي حاله ابدا....اااااه من عشقي الملعون يجبرني علي الخطأ...اعتذر لك اخي ولكن وربي اقسم اني مجبر ليس بإيرادتي...اسف لك ولها....
افاق من تفكيره علي حركة اناملها علي عضلات صدره بدلال
يارا ابتسمت وقبلته : للدرجة دي كنت وحشاك . كنت فاكرة ان انت بس اللي كنت واحشني...
زين تنهد بهدوء : ليه بتقولي كدة . طبعا وحشتيني..
يارا : صحيح يا زين وحشتك.!!؟؟
زين : ايوة طبعا ليه مستغربة.!!!
يارا: زين انت من وقت ما اتجوزنا عمرك ما قولتلي بحبك. ليه!!!! نفسي اسمعها منك اوي...
زين صك علي اسنانه فهو حاول مرارا ان يقولها لها حتي لو كذبا ولكنه لم يستطع . يشعر ان لسانه لا يطيعه في النطق بها لغيرها هي وحدها من امتلكت قلبه ....
وفجأة انتفض من سكونه وقد وصل لمسمعه صوتها..تستغيث.
زين بلهفة : ديچة..
يارا بغيرة وعبوث: ديچة!!! وايه جاب سيرتها دي دلوقتي!!!؟
زين بقلق: انا سامع صوتها بتصرخ..
يارا صكت علي اسنانها بغضب چم وغيرة : لا ماسمعتش حاجة...وسيبك منها بقي وركز معايا ممكن...هي اكيد معاها جوزها..ده لو كانت بتصرخ اصلا..
شعر بتسرعه وغيرة زوجته واحاول ان يهدأ...لعله مازال في تخيالاته وتخيل صوتها...ربما!!!!؟
...............................................
اشتد بها الام وما عادت تتحمله واطلقت صرخة قوية اخرجت بها ما تشعر به من الم لا يحتمل . ولكن لم ينجدها احد.
تحاملت علي ألمها وارتدت حجابها ونقابها وخرجت من الغرفة تجر قدميها فهي ما عادت تستطع السير عليهم. ولكن انتهي لم تستطع اكثر من ذالك. وشعرت بشئ دافئ يسيل علي ساقيها نظرت فوجدت الدماء تسيل منها بقوة وخارت قواها واطلقت صرخات متالية دوت بقوة في ارجاء المنزل...
................................................
انتفض من جانبها في الفراش وهو فزع.
زين بجنون : لا لا دي فعلا ديچة . ده صوتها دي بتصرخ..اااانا لازم اشوف فيه ايه.!!!
يارا بغيرة وغضب صكت علي اسنانها: وبعدين بقي من شوية قولت كدة وانا قولتلك ماسمعتش حاجة . خلاص بقي. هي صوتها بيرن في ودنك ليه كدة.!!!!!
ولكن هذه المرة لم يستمع لها وارتدي ملابسه في عجالة ليهم لاكتشاف الامر....
يارا عقدت حاچبيها: انت بتلبس ليه رايح فين!!!؟
زين بعصبية وغضب: بقولك سمعتها بتصرخ ايه ما بتفهميش. هستني ايه تاااني!!!!؟
وتركها تغلي في غضب. وعند خروجه في الرواق وجدها متسطحة علي الارض تبكي وتتالم وحيدة والدماء قد اغرقت ملابسها...
فزع عليها وهرول اليها وقلبه يكاد ينخلع من خوفه عليها ومد ذراعيه ليرفعها عن الارض ويحتضنها بقوة وكادت دموعه تخونه وتفر حزنا علي حالها.
زين برعب: ديچة . مالك ايه اللي حصل ردي عليا....حاسة بإيه!!
خديچة بالم ودموع تمسكت بقميصه بقوة تستغيث به: هموت مش قادرة يا زين بطني بتتقطع..
هموت الحقني يا زين ابوس ايدك. علشان خاطري..مش قادرة..
زين بحنان: بعد الشر عليكي اوعي تقولي كدة....ماتخافيش انا معاكي مش هسيبك ابدا ....
وبصوت جاهوري يفزع الميت . ياااااررااا...ياااااررااا واتا
خرجت مسرعة علي صوته الذي يناديها بقو. واتجهت اليهم ورأته يحتضنها. وهي تتشبث به بقوة . وقفت تحملق بهم في دهشة..
زين بغضب: انتي متنحة ليه كدة. ماتقربي تشوفي مالها ...دي بتنزف وشكلها حالتها صعبة..
فزعت منه واقتربت منها واردفت ببرود
يارا: دي ولادة مبكرة هي لسة في السابع لازم ننقلها المستشفي...
زين بخوف ضمها لصدره رغما عنه : طيب حاولي تسعفيها هنا دي. دمها اتصفي...
اعتدلت في وقفتها ولوت فمها بسخط:ماينفعش . هنا مافيش امكانيات لازم مستشفي. انا هتصل بالمستشفي تبعتلها عربية..
زين وهو يهم ويحمل خديچة بين ذراعيه .: وهو انا لسة هستني المستشفي لما تبعت عربية دي تموت. يلا بسرعة اجهزي انا هنزلها تحت في العربية... وانتي حصلينا بسررررعة...
واتجه للدرچات وهبط بسرعة وجنون وقلبه يكاد يتوقف من الدق والفزع علي صغيرته التي يحملها بين يديه تتآلم وينزف الدم منها...
وقفت تطالعه بدهشة وهي لا تصدق الهذا الحد يحبها.!!! لما لم اراااك يوم تتلهف علي بهدذا الشكل!!!!
زين وهو يهبط الدرجات التفت اليها بغضب: بسرعة . يالا يا يارا اخلصي بسرعة...مالك متنحة ليه كدة!!!؟
ذهبت وارتدت ملابسها وهبطت اليهم. ووالدته ايضا ذهبت معهم. وتوجهوا جميعا الي المشفي وطوال الطريق كان يضرب محرك السيارة بقوة وغضب كلما سمع صراخها وتأوهاتها التي تقطع في قلبه مثل السكين الحاد....
وما ان وصلو المشفي وادخلها بيده للداخل واخذوها منه لتجهزيها للدخول للعمليات. ذهب لزوجته وبرجاء...
زين برجاء : يااارا ارجوكي خالي بالك منها لو بتحبيني اوعي ديچة يجرالها حاجة....فاهمة!!!
كانت تحاول ان تكتم غيرتها وهي تري الخوف والفزع يطلان من عينيه عليها بهذا الشكل..
يارا ببرود مصطنع: ماتقلقش انا هقوم بواجبي لاني دكتورة . مش علشان خاطرك...هي زيها زي اي مريضة بولدها....عن اذنك..
شعر بإحراج واستند بظهره للحائط وفهم مغزي حديثها فهي تبدوا عليها الغيرة. وتيقن ان مشاعره فضحته اثناء خوفه عليها....ولكن لايهم....ما يهم الان هي....صغيرتي تخرج بخير لا تتتأذي...نعم هذا اهم شئ.....
ذهبت له والدته وهي تربط علي كتفه..بهدوء وحزن..وقد تسرب خيط الحقيقة لقلبها...
فاطمة بحنان: زين يا حبيبي كلمت اخوك وقولتله.!!!
ضرب مقدمة رأسه بقوة فهو نسي تماما ان يهاتف اخاه ويخبره بولادة خديچة.
فلهفته عليها انسته كل شئ. اخرج هاتفه وقام بالاتصال بأخيه ....
زين بتوتر : معلش يا امي انا بس من خضتي علي ديچة نسيت . ثواني هكلمه اهو...
وبالفعل هاتف اخيه.... ايوة يا مروان انت فين.!!!
مروان : انا في عشاء مع عملاء ليه في ايه.!!؟
زين بعصبية: سيب كل حاجة وتعالي بسرعة علي المستشفي خديچة بتولد. بسرعة..
مروان بقلق : ايه بتقول ايه. دي لسة في السابع!!!
زين اغمض عينيه خوفا وقلقا: اهو اللي حصل بقي تعالي بسرعة يا مروان..
مروان: حاضر .. حاضر .. انا جاي مسافة السكة...
اغلق الهاتف مع اخاه وتنهد بتعب ومسد عظمة انفه بإرهاق....
فاطمة برفق: بقولك ايه يا حبيبي ما تروح انت البيت تغير هدومك. اللي كلها دم دي. وترتاح انت مالحقتش ترتاح ولسة راجع من المأمورية...
زين بنفي ولهفة: لا لا يا امي مستحيييل... ما اقدرش امشي الا لما اطمن علي ديچة .. لما تخرج بالسلامة ...
فاطمة بدمعة ندم : للدرجة دي بتحبها!!!
زين نظر لوالدته بصدمة: هي..ههههي ..هي... مين!!!
فاطمة بدموع : ديچة . مش انت بردوا بتحبها!!!
زين ابتلع لعابه بصعوبة وخوف من افتضاح امره : ايوة طبعا دي اختي الصغيرة...ما انتي عارفة...دي كمان بقت مرات اخويا وهتجيبلنا حتة مننا كلنا...
فاطمة بهدوء تطمئنه: ايوة طبعا ما انا عارفة . ربنا يخليكوا كلكم لبعض حبيبي...عقبالك...
بقولك ايه وديني اوضتها اتوضي واصلي وادعيلها الفجر اذن اهو...
زين نادي للممرضة لتوصل والدته للغرفة لتتوضأ وتصلي...
فاطمة: ماتيجي معايا نصلي سوا
زين بإحراج فهو لن يستطع الصلاه وهو بتلك الحالة ...
زين بحرچ: احممم. لا يا امي معلش انا هبقي اصلي لما ارجع البيت ....انتي شايفة هدومي كلها دم لما ارجع ابقي اغتسل واصلي...
تفهمت فاطمة انه لا يستطع الصلاة وانه كان مع زوجته . وما حدث لخديچة اربكه ولم يستطع للاغتسال.
اومأت له بتفهم وذهبت مع الممرضة وتوضات وصلت ودعت لها ...ولابنيها..وتمنت لهم دوام الحب والالفة وراحة البااال....
اما هو ظل يجوب رواق العمليات بحنق وقلق الي ان جاء اخيه يهرول
مروان: زين. طمني ديچة عاملة ايه.
زين بقلق: مش عارف اتأخرت اوي جوا. انا هموووت من القلق..
مروان وهو ينظر لملابس اخيه بفزع: ده دم ديچة!!!
زين تنهد بحزن : ايوة هي نزفت كتير اوي....
خرجت يارا وهي يبدوا عليها الارهاق والتعب.
زين اندفع اليها : يارا طمنيني هي عاملة ايه!!!
.
تجاهلته يارا والتفتت لمروان لتطمأنه هو . فهو احق هو زوجها..وليس انت يا زوجي..
.
يارا: ديچة كانت عندها ولادة مبكرة. ونزفت كتير . بس الحمد لله النزيف وقف والبيبي بخير جابت ولد زي القمر مبروك يا مروان..
مروان تنهد براحة : الحمد لله .. الحمد لله. متشكر اوي يا يارا...البيبي صحته كويسة طمنيني....
زين بلهفة عليها هي وليس المولود..: وهي..هي اهم يا يارا... كويسة!!!!
يارا بحنق: الحمد لله كويسة هما هيدخلوها اوضتها وشوية وهتفوق..وماتقلفش يا مروان البيبي زي الفل..
وبعد فترة افاقت خديچة وتجمعوا جميعا حولها.
فاطمة : بسم الله ماشاء الله . ايه الواد القمر ده يا ديچة. ده صورة طبق الاصل مين زين شبه الخالق الناطق...
مروان: ايوة فعلا ده كله زين حتي نفس لون عنيه..
كانت بجانب المها وتعب المخاض. تشعر بخجل وارتباك . الهذا الحد تعشقه لتنجب طفلها يشبهه...ما هذا الحرچ يا الله...
هو كان يحمل الطفل ويبتسم . ما اجمله حقا . وايضا لا يعرف هل حقا هي تكن له مشاعر بحق لتنجب شبيهه ام انه يتوهم وهذه مجرد صدفه....
اما يارا كانت تقف تشتعل غيرة وهي تري زوجها يحمل الطفل ويبدوا عليه كل هذا الفرح وهذه السعادة ..
زين بسعادة : هاه ناوين تسموه ايه بقي!!!
مروان: هو مش لع شبهك. يبقي يتسمي علي اسمك . زين. ولا ايه رئيك يا ديچة...
خديچة تبسمت بوهن : اه طبعا ما عنديش مانع هو عمه وزي ابوه. يبقي زين...
فاطمة ابتسمت: ماشاء الله. ربنا يا حبايبي يخليكم لبعض ودايما كدة في فرح وسعادة.
وعقبالك يا زين انت ويارا لما تفرحونا ببيبي حلو زيكم كدة...
بدا علي يارا الحزن والارتباك.
اقترب زين من اخيه واعطاه زين الصغير . واقترب من يارا واحاطها بذراعيه وابتسم.
زين: ان شاء الله قريب ويجي شبه يارا وحلو زيها كدة...كفاية زين واحد..قصدي اتنين...
يارا نظرت له بإمتنان وابتسمت لانه شعر بها وجبر كسرها: ان شاء الله.
مكثت خديچة في المشفي يومان ثم عادت المنزل ومرت شهور والحال هو الحال.
كلا من الحبيبان . يسكن في احضان اخر يتلوع الما وصمتا.
مازال الجرح والوجع ينهش بهما. واااه من هذا الوجع فقد بلغ بقلبهما منتهاه.....
الي ان جاء يوم يحمل اولي مفاجأت القدر تري ما هي هذه المفاجأت وما تحمل لزين وخديچة....
زين يجلس في مكتبه ومنهمك في عمله . دخل عليه زميله خالد وهو فزع ووجهه يبدوا عليه الصدمة
خالد: زين . زين الحق.
زين بدهشة : في ايه يا خالد مالك!!!
خالد : مصيبة .. مصيبة
زين : انطق في ايه ...
خالد بحزن: مروان اخوك...
ماتنسوش تصلوا علي النبي
((((أحببت خديچة))))
((((الفصل الرابع عشر))))
خالد بحزن شديد: مروان اخوك...
زين بقلق دق قلبه بخوف: ماله مروان يا خالد انطق!!!اخويا ماله..؟
خالد نكث رأسه ارضا بحزن : عمل حادثة وفي المستشفي. والحادثة صعبة اوي وهو حالته خطر..
زين بصدمة وثب نحوه بسرعة وقوة وامسكه من ذراعيه يهزه بعنف
زين: مروان حصله ايه انطق اخويا جرواله ايه.!!!؟.
خالد : اهدي يا زين ارجوك. هو حاليا في المستشفي بس حالته خطيرة وطلب منهم يكلموك لما ما عرفوش يوصلولك..مروان ادلهم رقمي و كلموني انا...
زين ازدرق ريقه بحزن : هو في مستشفي ايه!!؟
خالد : تعالي انا جاي معاك.
................................................
فتح باب الغرفة ودخل ببطئ وروية تجاه اخاه المحاط باللفاف الطبي والاجهزة الطبية الكثيرة ووجهه وجسده لا يخلوان من الجروح والكدمات. تقدم منه ودموعه تنهمر علي وجنتيه اقترب من فراشه وامسك بيده واحتضنها بقوة
زين بحزن: مروان سلامتك يا اخويا سلامتك ....
التفت له بوهن وضعف وخرجت الكلمات من فاه بصعوبة خافته متقطعة .
مروان : زين .. اااانت جيت اتأخرت ليه.!! كنت خايف اموت قبل ما تسامحني...
زين بدهشة: ايه اللي بتقوله ده انت مش هتموت دي حادثة بسيطة وان شاء الله هتخف وتبقي عال . وبعدين اسامحك علي ايه بس. ده احنا اخوات..
مروان ازدرق ريقه بصعوبة : اااانا عارف انك بتحب ديچة ومن زمان. ومع ذالك اتجوزتها. وانا عارف انك بتحبها...
زين دهش وصدم..ايعقل ان اخي كان علم بحبي لها وتزوچها!!!: انت بتقول ايه.!!!
مروان اومأ له بضعف ودمعت عيناه: ايوة غيرتك وغضبك اللي كانوا واضحين عليك لما عرفت ااني هتجوزها فهمتهم. كنت بشوف في عنيك حزنك وغيرتك عليها. ومع ذالك تممت جوازي منها....
في الاول كنت قاصد اني اخدها منك علشان عجبتني ماكنتش حابب اخسر رهاني معاك اني اتجوزها...وحتي بعد جوازي منها كنت بشوف خوفك عليها مني...كنت بتخطف عليها اكتر مني....انا ماكنتش لسة حبيتها....
لكن صدقني بعد ما اتجوزتها وعشنا مع بعض... حبيتها ...حبيتها اوي.اوي ووالله ندمت اني كسرت قلبك. بس اللي كان بيواسيني.
اني ماكنتش عارف اذا كانت هي بتحبك ولا لا. كنت بحس انها شيفاك اخ مش اكتر...
كمان خديچة وقفت جنبي كتير وساعدتني .كتييير..علشان ابدأ من جديد...
زين انا كنت مدمن...
زين دمعت عيناااه بنغزة الغدر و امسك خصلاته بقوة من الغضب: انا مش عارف كم المفاجأت دي اللي بسمعها منك النهاردة انت بتقول ايه!!!
مروان بندم: ايوة وخديچة عرفت ووقفت جنبي وساعدتني. لما سافرنا انا وهي
كنت بتعالج مش بنتفسح.
استحملت مني ضرب واهانة وبهدلة كنت بكسر الشاليه فوق دماغها من غضبي.
كنت بنام معاها علشان اطلع غيظي والوجع اللي في جسمي من الالم اللي انا فيه.
وهي استحملت اسحملتني وساعدتني وخفيت . وبقيت انسان جديد . توبت وبقيت اصلي ورجعت لربنا علي ايديها...
ربنا بعتهالي علشان ترجعني عن طريق الضلال اللي كنت فيه. وكمان جابتلي ولد منها....
زين انا هموت بس هسيب ديچة وزين ابني امانة في رقبتك. اتجوزها وعوضها عن اللي شافته معايا بحبك وجنيتك. انا عارف انك بتحبها خاليها تحبك. يمكن تقدر تعمل اللي انا مقدرتش عليه...يمكن تخليها سعيدة لاني حاولت بس فشلت دايما شايفها حزينة وساكتة...يمكن حبت عشرتي بس ماحبتنيش.....
زين برغم حزنه من ما فعله اخيه سلفا الا انه في النهاية اخيه لا يستطيع كرهه. وخصوصا وهو بوضعه الحالي....ولن يتشفي فيما حدث له ابداااا..وكانت نيته صادقة يتمني الشفاء لاخيه...
اقترب منه وامسك بيده. بدمعة خوف وعفو..
زين بحنان : وانا مسامحك..والله مسامحك... بس انت مش هتموت ..ااانت هتعيش. وخديچة هتفضل مراتك. انت..مش هتكون غير ليك انت...
مروان بإرهاااق وشعور بإقتراب الأجل: زين مافيش وقت للكلام ده. قولي انت كلمتهم علشان يجوا...انا خايف اموت قبل ما اشوفها واشوف زين...وامي..
زين بقلب يتمزق حزناا علي اخيه: ايوة وجاين في الطريق. انا بعت خالد يجيبهم وزمانهم جاين في الطريق...
مروان بدموع شدد علي يدي اخيه: زين خالي بالك من ابني . وديچة حطها في عنيك وقولها تسامحني اني حرمتها منك....قولها اني ما كنتش سئ ولا شرير...اااانا كنت ضعيف..بس لما فوقت كانت خلاص بقت مراتي وحبيتها....انا اسف..اسف يا زين...الغدر جالك من اقرب حد ليك....من اخوك اللي مالكش غيره...اللي كان لازم يحبلك الخير...لكن خانك وشافك وانت بتتألم قصاده كل يوم وهو بيتفرج عليك....
زين بدموع: مروان كفاية. .. كفااااية ارجوووك....هي اصلا كانت بتحبك انت مش انا.هي عمرها ما حست بيا.. شايفاني اخ وبس.... وعلشان كدة اتجوزتك وخلفت منك. ماتلومش نفسك ارجوك. اللي حصل حصل...
فتح باب الغرفة ودخلت تهرول هي ووالدته ويارا تحمل زين الصغير.
اقتربت منه وهي تبكي وامسكت بيده.
خديجة بفزع: مروان مالك ايه اللي عمل في كدة...!!!! الف سلامة عليك..
مروان احتضن يدها بقوة وقربها من فاه وقبلها بقوة وشوق وعيون دامعة:
خالي بالك من نفسك يا حبيبتي انا حبيتك .. حبيتك اوي اوي. افتكريني يا ديچة ارجوكي...اوعي تنسي اني حاولت اعوضك...سامحيني لو كنت اذيتك...
خديچة وهي تبكي بحرقة فهي لا تنكر ابدا انها احبت عشرته منذ تغير واصبح افضل وانه كان يتفنن في اسعدها لا تنكر انه اغرقها حبا وحنانا...
.
خديجة بدموع وحزن: ماتقولش كدة ارجوك انت ليه بتوجع قلبي .!!!!ليييه انت هتبقي كويس انا متأكدة..
اقتربت منه والدته وقدميها لا تحملاها وهي تري ولدها واولي فرحتها راقد هكذا كانت تبكي وقلبها يتقطع حزنا.
نظر لها بحنان فهي اصل الحب والحنان هي امه واول حضن ضمه بحنان..
مروان: امي . هتوحشيني. سامحيني يا امي علي اي حاجة عملتها زعلتك ارجوكي. انا ياما تعبتك ووجعت قلبك من وانا صغير...
فاطمة ببكاء مرير: عمري ما هسامحك لو سيبتني ومشيت. لو غدرت بيا ومت مش هسامحك. اهون عليك توجع قلبي اهون عليك اني اشوفك كدة لا لا اوعي اوعي يا ابن بطني اوعي...
مروان بدموع : امي احضنيني يا امي..
فاطمة وهي تزيل دمعها بقوة : لا لا مش هحضنك. انت عايزني احضنك علشان تموت في حضني لا لا يا مروان..
زين بإنهيار ضرب الحائط بقبضته بقوة... : امي ارجوكي كفاية....
مروان: ديچة انا عايز اوصيكي وصية وتنفذيها علشان خاطري.
خديچة : يا مروان كفاية. كفاية. انت ليييه بتعمل كدة..اسكت اسكت..
مروان: هاتي ايدك. وانت يا زين هات ايدك.
نظرا لبعضهما بدهشة لما يريد يديهما
اخذ يد كلا منهم ووضع يد زين علي يد خديچة. واطبق عليهما...
مروان: ديچة انا طلبت من زين يتجوزك. مش هأمن عليكي انتي وابني غير مع اخويا ارجوكي اوعي ترفضي. ارجوكي..وافقي تتجوزيه...
خديچة: سحبت يدها بصدمة. انت بتقول ايه اسكت.. اسكت..
نظر مروان ليارا: يارا قدري موقف زين واوعي تقفي في طريق الجوازة دي ارجوكي. مش هسامحك لو منعتيهم...
.ونظر لصغيره بحنين...هاتي زين عايز احضنه...
.
كانت الغيرة تنهش بها ولكن ليس محلها الان...قربت اليه صغيره الذي يبلغ اشهر قليلة. احتضنه وزرفت دموعه بغزارة وقبله . ثم نظر لوالدته يرجوها...
امي ارجوكي احضنيني
لم تتمالك نفسها فهي تيقنت من اقتراب اجله اقتربت منه واحتضنته بقوة ضمته لصدرها الذي كان ملجاه الاول منذ صغره.
كانت تبكي وهي تحضنه وهو احتضنها بقوة حتي شعرت بإرتخاء يداه من حولها شعرت. بتوقف انفاسه . وعلمت انه قابل ربه وانتهي الامر.
بكت بقهر ومرار وهي تضمه بقوة واخرجت صرخة قوية مريرة
ااااااااااااه. ااااااااااااه. لا لا غدرت بيا يا مروان غدرت بيا ليه. ليه مشيت وسبتني مين اللي يموت الاول مين
ااااااه. انت اللي كنت لازم توصلني لقبري مش انا مش انا يا حبيبي
ياريتني موت قبل ما اشوف اليوم ده ياريتني موت.
كان الجميع يبكي ولا يصدق ان الامر انتهي ومات مروان .
اقترب من امه واحتضنها بقوة وهما يبكيان . احتضنته تتشبث به فهو ما تبقي لها.
فاطمة: اخوك مات يا زين مروان مات يا زين. مات .. اااااه يا قلبي اااااه يا ابني .. يارب .. يارب
زين ببكاء: امي كفاية كفاية ماعدش فاضلي غيرك. امسكي نفسك ابوس ايدك.
فاطمة: ازاي .. ازاي .. ابوك زمان كسرني بموته . واخوك كمل عليا قطم ظهري ومات وسابني . ابني مات قصاد عيني مات ...
كانت تنظر له لا تصدق موته لا تصدق ان كل هذا حدث بلمح البصر. ايعقل ان مروان مات بعد كل هذا . ايعقل انه بعد ان انصلح حاله وتاب يموت لما ؟!
لما يتلاعب بها القدر لما يضعها دائما في هذه الاختبارات الصعبة.
شعرت ان قدماها مثل الهلام لا تشعر بهما وزاغ بصرها ووقعت ارضا فقدت وعيها ولم تشعر بشئ.
رأها هو ابتعد عن حضن والدته. واقترب منها وحملها ووضعها في غرفة اخري ليتم اسعافها. وعاد لاخيه .
قام بكل اجرأت الدفن ودفن اخاه وهو حزين هو مهما كان يتمني قربها
ابدا لم يكن ليتمناه علي چثة اخيه . لم يتمني موته ابداا.
افاقت هي من صدمتها وعادت للمنزل . كان المنزل حزينا صامتا لا يعلو فيه غير صوت وبكاء الصغير. كانت فاطمة طوال الوقت حزينة تبكي وتحتضن صورته. وهي ايضا كانت دائمة المكوث بغرفتها لا تفارقها الا للضرورة عندما يستدعونها عند مجئ المعزون .
كان طوال الوقت حزين يفكر بحديث اخيه الاخير لا يعلم حكمة الله من ما حدث كله.
ولكن ما تيقن منه ان ما حدث كان في مصلحة اخيه لا محالة .
نعم لعل الله فعل هذا ليرجع اليه مروان ويتوب قبل موته فأجله محدد عند ربنه.
جرح قلبه ليحي قلب اخاه. لم يكن كحزين علي جروحه والمه قدر سعادته بخاتمة اخيه فقد مات بعد ان تاب من ما كان عليه. لا يهم ما حدث له هو لا يهم.
ولكن هل ستنفذ هي وصية اخيه وتتزوج منه؟!
ام انها مازالت تحب اخيه ولن تستطع نسيانه ؟!
هل ستكون من نصيبه اخيرا . ام سيتعذب من جديد وتختار غيره؟!
اطلق تنهيدة قوية لا يعرف ماذا تخبئ له الايام مجددا.
نفض كل هذه الافكار عنه وذهب لخزانة ملابسه ليأخذ منها ملابسه واثناء بحثه لفت نظره مغلف طبي مخبأ ويبدوا انه مغلف به تقارير لتحليل ما. امسكه وقام بقرأته وما قرأه صدمه وجعل عيناه تجحظ بقوة والغضب يكثوا ملامحه.
كانت يارا تخرج من المرحاض ترتدي روب الاستحمام. وتجفف خصلاتها وما ان رأت المغلف بيده حتي ارتبكت ووقعت من يدها المنشفة.
زين بعصبية وهو يصك علي اسنانه غضبا و يشهر المغلف في وجهها : ممكن اعرف ايه ده وليه خبيتيه عليا.
اطرقت رأسها خجلا منه ودمعت عيناها.
يارا: انا عارفة اني كان لازم اقولك من اول جوازنا انا اسفة
زين : ليه خبيتي عليا ليه
يارا : انا اصلا عارفة اني مابخلفش من قبل ما اتجوزك.
زين بصدمة : انتي بتقولي ايه.
واكمل بغضب هو انا ليه كل الناس بتطعني في ظهري ليه الكل بيتعمد يجرحني . انا اذيتكم في ايه عملت فيكم ايه لده كله ليه ليه ماقولتليش من الاول. كنتي سيبيني اختار ليه عملتي كدة.
يارا ببكاء: علشان حبيتك. حبيتك وكنت خايفة تبعد عني. كان عندي امل اتعالج. وفعلا حاولت كتير. كنت باخد العلاج وعملت اكتر من عملية بس مافيش فايدة .
زين بدهشة :عملتي ايه! عملية ازاي وامتي؟!
يارا: لما كنت بسافر للمؤتمرات اللي كنت بقولك عليها كنت بسافر اعمل العمليات دي.
زين ابتسم بسخرية : اهاه. والبأف جوزك نايم في العسل مش عايز يجرحك ويفاتحك في الموضوع علشان خايف علي مشاعرك. وانتي بتستغفليه وبتعملي كل ده من وراه.
حلو اوي . وياتري بقي ايه النتيجة لكل ده.
يارا بإنكسار: انا عندي مشكلة في الرحم من يوم ولادتي وحاولت اصلحها بس مافيش فايدة. انا عقيم يا زين عقيم . انا اسفة اسفة... ارجوك سامحني ارجوك.
اغمض عيناه وامسك رأسه يحاول ان يتماسك يتحمل هذا الكم من صفعات القدر .
لا يعرف ايغضب منها لانها خبأت عنه وخدعته منذ البداية
ام يشفق عليا لان الامر ليس بيدها. فهي في النهاية مخيرة في هذا . هذا قدر الله ليس لها دخل.
اقتربت منه وربطتت علي كتفه بإنكسار وضعف تترجاه بأعين دامعة عاشقة ان لا يتركها لا يعاقبها
يارا: اسفة .. سامحني .. انا بحبك والله بحبك.. لو عايز تتطلقني اانا مستعدة ....
قطع حديثها ورجائها بجذبه لها واحتضنها بقوة يشفق علي حالها حزين لما هي فيه .
زين: بس .. بس .. اسكتي .. انا عمري ما هطلقك حتي لو مابتخلفيش. ده مش بإيدك ده قدر ربنا. انا بس اللي زعلني انك خبيتي عني خدعتيني.
لكن مش بلومك ابدااا.
كانت تبكي في احضانه وتتشبث به بقوة.
يارا: يعني مش هتسيبني هتخليك جنبي
اغمض عينيه بشدة لا يعرف ما هو الصواب. ولكن ما يتيقنه حاليا انه لايستطع كسر قلبها وانوثتها في هذه اللحظة ابدا.
فهذا هو زين هذا هو الرجل بحق هذا هو الحبيب هذا هو الزوج الذي تتمناه اي فتاه او انثي .
هذا الذي لم ينسي عشقه وحبه . هذا الذي لم يجرح زوجته ولم يهنها لمجرد انه لا يحبها بل اكرمها واعزها .
حتي بعد ما عرفه من حقيقة موجعه انها لا تنجب. لم يكسرها ولم يطلقها لهذا السبب بل اشفق عليها واحتواها . احتوي حزنها وانكسار انوثتها ولم يعيرها.
هذا هو الرجل يا سادة ..
................................................
مرت اشهر علي موت مروان. ومرت معها اشهر عدتها ايضا . كان الحزن بدأ يخف وبدأ الجميع يعود لحياته.
وفي يوم كانت تجلس هي وصغيرها مع فاطمة كانت تلاعب الصغير والذي بلغ عامه الاول فذا اليوم هو يوم ميلاده.
كانت تلاعبه وتدغدغه وهو يضحك ويقهقه بقوة وصوت ضحكاته تچلچل في المنزل وهي ايضا تضحك لضحكه
فاطمة: ههههههههههه. ماشاء الله عليك يا زين ضحكتك سكر يا قلب جدتك
خديچة تلتقط انفاسها من مداعبة الصغير والضحك معه: ايوة والله يا ماما مش عارفة طالع لمين ضحكته تجنن كدة.
فاطمة بمكر: طبعا لعمه لزين الكبير ولا انتي ايه رئيك.
ارتبكت ولم تعرف بماذا تجيبها
خديچة: ماما كنت عايزة افاتحك في موضوع.
فاطمة : قولي يا حبيبتي.
خديچة : احممم. حضرتك عارفة ان عدتي من مروان خلصت خلاص. وقعادي هنا مابقاش له لزوم. بابا وعمار عايزني ارجع اعيش معاهم .
وبصراحة انا ماحبتش اعمل كدة قبل ما اتكلم معاكي.
فاطمة بصدمة نظرت للصغير بحزن: عايزة تحرميني منك ومن زين . ده هو اللي فاضلي من ابوه ليه كدة يا ينتي.
وبعدين انتي ناسية الوصية!
رجف جسدها وخفق قلبها بشدة . هي تحاول ان تتهرب من هذا الزواج لا تريد ان تتزوجه رغما عنه من اجل الوصية فقط.
تشعر ان كرامتها تهان من جديد .
فاطمة : ساكته ليه . مش مروان وصاكي تتجوزي زين. ولا انتي مش عايزة زين . زين ابني مش غريب عليكي ده انتي متربة قصاد عينه وعارفاه كويس. زين راجل بجد حنين وقلبه كبير عمره ماهيظلمك لا انتي ولا يارا ولا حتي زين الصغير. وافقي .. وافقي يا ديچة لو ليا معزة عندك. علشان خاطر مروان.
كانت تائهة متخبطة لا تعرف ماذا تقرر. اتتجوزه حقا وتنعم بقربه الذي تمنته ليالي طويلة تنعم بدفئ احضانه التي تشتاقها بشدة .ام ترفض لانه سيتزوجها واجب ليس اكثر. ولكن هي تحبه تعشقه وهذه فرصتها .
دخل هو بهدوءه الشديد وحضوره الطاغي وهو يحمل بين يديه قالب حلوي كبير والكثير من الالعاب وهو مبتسم.
زين: السلام عليكم.
فاطمة : وعليكم السلام اهلا يا حبيبي .
خديچة وهي تنظر لما في يديه بدهشة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فاطمة: ايه اللي في ايدك ده يا حبيبي
نظر لها بحنان ووضع ما يحمله علي المنضدة. واقتربمن الصغير وحمله وقبله بحنو.
زين: انتم ناسين ان النهاردة عيد ميلاد زين ولا ايه.
فاطمة بفرحة: ربنا يخليك ليك و لينا يا حبيبي .
كانت ترمقه بحب واعجاب فهو حقا رجلها الذي لم ولن تعشق غيره ما حييت.
خديچة: متشكرة اوي يا زين تعبت نفسك.
اقترب منها وهو يحمل الصغير ونظر لها وابتسم : تعبكم راحة اوعي تقولي كدة. زين ابني انا كمان ولا ايه.
انا اصلا كان نفسي اعمله احلي واكبر عيد ميلاد بس الظروف اللي احنا فيها دي هي اللي منعتني. بس اوعدكم السنة اللي جاية هيكون اكبر عيد ميلاد .
فاطمة ابتسمت وقامت واخذت قالب الحلو واتجهت للمطبخ.
انا هدخل اجيب اطباق وعصير مش هتأخر .
وغمزت لابنها وهي تمر بجواره وهمست له.
كلمها بقي دلوقتي وانا هتأخر شوية ماشي .
اومأ لها بخفة وتابع والدته حتي اختفت من امامه واقترب منها بشوق وحنين
زين: ديچة عايز اتكلم معاكي شوية.
خفق قلبها من قربه هذا فإبتعدت عنه وجلست علي الاريكة: احممم. اتفضل اتكلم.
ابتسم لتوترها وانزل الصغير ارضا ووضعه بين العابه واغراضه . واقترب منها وجلس بجوارها وتنهد بشوق .
زين: ديچة انتي لسة فاكرة كلام مروان قبل مايموت ولا لا.
خديچة بتوتر: ككككلام ايه.
زين: لما طلب مننا تجوز . عايز اسمع رئيك . موافقة ولا لا .
خديچة بخجل : اااانا .. ممش عارفة اقولك ايه .. ببس انا لازم اخد رأي بابا وماما وعمار.
ابتسم هو لخجلها الذي يعشقه . علي فكرة انا بسالك عن رئيك انتي مش هما . انا كدة كدة هكلمهم بس انا عايز اعرف رئيك انتي موافقة تتجوزيني.
اطرقت رأسها خجلا ولولا ان وجهها مغطي بنقابها لرءي احمراره الداكن الشديد.
اقترب منها اكثر ومد اناملها لاسفل وجهها واداره اليه ونظر لعينيها نظرة عاشق محب فصحته عيناه.
ديچة . موافقة تتجوزيني
نظرت في عينيه بشوق فهي تعشق لون البحر في عينيه وتفاصيل وجهه الرجولي الذي يخطف انفاسها بشدة ورغبة.
اومأت له بخفة فإبتسم وخفق قلبه ولكن اذناه ابت الا وتسمع موافقتها .
اسمعها يا ديچة قولي انك عايزاني.
ذابت في نظراته ونبرة صوته الرخيم ونطقت برضي.
موافقة اتجوزك.
لم يتمالك حاله وود لو استطاع ان يخطفها في قبلة عاصفة يخرچ لها ما في قلبه لها من حب.
اقترب اكثر وكانت انفاسه تصل اليها بحرارتها الملتهبة وامسك بيديها وقربها اليه وقبل باطن كفيها برقة واحتضنهما بقوة وقربهما من قلبه واكمل بنبرة رخيمة .
وانا اوعدك تكوني سعيدة معايا وعمرك ما هتندمي ابدا يا ديچة ابدا
كانت قد ذابت من قربه ونبرته والشوق التي رأته في عينيه ولم تدي انها معه في وضع مهلك فهو قد اقترب منها لدرجة انها اصبحت بين احضانه واعينيهما في عناق طويل وايديهما متشابكة بقوة قرب رأسه منها واسند جبينه علي جبينها واغمض عينية.
احنا هنكتب كتابنا يوم الخميس. انا بجد محتاجلك يا ديچة محتاجلك اوي اوي
كان قلبها يرفرف من السعادة وهي تستمع اليه! احقا يريدها بهذا الشكل! ايعقل ان حلمها قد تحقق وهو بالفعل يحبها!
فردت عليه بصوت مجهد . صحيح يا زين انت محتاجني .
شدد من احتضان يديها واطبق عليها بقوة ونظر في عينيها .
اكتر من ما تتخيلي بكتير بكتير اوي. انا عايزك معايا دلوقتي صدقيني.
لم يشعرا بحالهما ولا وضعهما كانا مغيبين في عالم اخر نسيا انهما محاطين بأخرين .
كانت قد خرجت فاطمة ورأت وضعهما فصمتت وتراجعت بهدوء لتترك لهم المجال للحديث بحرية فهي تتمني زواجهم وبشدة. ولكن جاءت يارا وصدمت من ما رئت. فهي في عمرها ما رأته يحتويها هي بهذا التملك .
وقعت حقبيتها من يديها من هول الصدمة
فزع الاتنان وابتعدت هي عنه واخيرا قد شعرت بما حولها كانت بالفعل منومة مغناطيسيا وهي بالقرب منه. استجمع هو شتات نفسه واستقام وهو ينظر لهذا الواقفة بخجل تطرق راسها من شدة احراجها وارتبتكها من ما حدث بينهم انفا.
يارا بغضب : ممكم اعرف ايه ده بقي . وانتي ممكن تقوليلي كنتي قاعدة جنب جوزي بتعملي ايه. هاع ردي عليا.
زين بصوت حاد غاضب: يااااارا . اوعي صوتك يعلي واياك تكلميها كدة تاني. خديچة في حكم خطيبتي وهنتجوز يوم الخميس
يارا بدهشة: ايه
خطيبة مين وجواز ايه ده اللي بتتكلم عنه. وانا! انا فين ليه ماقولتليش
شعرت بحرج شديد والتفتت لتهرب من امامهم فالحرج والخجل بلغا منها منتهاههما.
استوقفها هو بصوت امر
زين: ديچة استني. واقترب منها بخفة ووقف امامها ورفع رأسها لتنظر اليه. وبحنان.
اوعي توطي راسك ابدا. فاهمة انتي ماغلطيش. انتي هتبقي مراتي زيها تمام فاهمة وانا اللي بقرر مش حد تاني.
اومأت له بإرتباك وخرج صوتها خجل: طيب ممكن اطلع اوضتي لو سمحت
تنهد واومأ لها : اطلعي وياريت تتصلي بعمي عثمان وعمار وتقوليلهم اني رايحلهم بعد ساعة علشان نحدد كل حاجة.
اومأت له بخفة وهرولت من امامهما والخجل يقتلها.
يارا : ممكن اعرف انت هتتجوزها ليه رد عليا هو انا مش مالة عينك .
زين اطبق علي ذراعها بغضب وصك علي اسنانه: ممكن توطي صوتك واتفضلي قدامي علي اوضتنا نتكلم.
................................................
كانت تجوب غرفتها ذهابا وايابا وهي تقطم اظافرها بحيرة وارتباك
يارب انا ايه اللي عملته ده ازاي وافقت اني اتجوزه . طيب ويارا ذنبها ايه هي مهما كانت مراته. وحقها تغبر عليه وتمنعه كمان .
ااااه يارب. بس . بس انا كمان بحبه نفسي يكون ليا مكان في قلبه وفي حياته . كمان تنا النهاردة حسيت انه في حاجة جواه ليا ايوة.
نظرة عنيه ولمسة ايده بنتطق بتقول انه عايزني بجد.
اوفففف انا مش عارفة اعمل ايه بس مش عارفة.
وفجأة ضربت مقدمة راسها بقوة.
اخخخ. انا نسيت زين تحت لوحده بيلعب وماما في المطبخ. انا هنزل بسرعة اشوفه.
خرجت من غرفتها متوجهة لاسفل ولكن استوقفها صوتهما العالي وصراخ يارا. حاولت المضي في طريقها ولكن الفضول دفعها لتعرف ماذا تنوي يارا. وقفت ووصل اليها صوتهم.
في غرفتهما.
زين: قولتلك وطي صوتك فاهمة ولا لا .
يارا بصراخ: لا مش هوطي صوتي . الا لما تجاوبني عايز تتجوزها ليه.
زين اطلق زفيراااا قويا: علشان دي وصية اخويا مروان ولا نسيتي.
يارا : بس كدة ولا في سبب تاني اهم واقوي.
زين عقد بين حاجبيه:تقصدي ايه.
يارا بدموع: اقصد انها هي الخير هي الارض الخصبة اللي بتجيب ولاد وانا الخراب الارض البور اللي ما بتجبش عيال. العقيم . مش كدة.
زين : انتي عايزة توصلي لايه.
يارا: انت عايز تتجوزها عشان تخف منها مش كدة. عشان تجيبلك الطفل اللي انا ما عرفتش اجبيهولك. مش كدة.
كانت تقف خارجا مصدومة لا تصدق ما تسمع ايعقل انه تزوجها لتنجب له فقط مستحيل. ولكن ما صدمها اكثر رده عليها .
زين : وايه امانع اني ابقي عايز طفل مش من حقي ولا ايه.
يارا: يعني معايا حق. انت مش عايز تنفذ وصية اخوك وبس انت عايز تتجوزها لنفسك عايز تبقي اب.
زين: ايوة عايز ابقي اب. وكمان هنفذ وصية اخويا . ايه المشلكة . انتي ليه زعلانة انا من حقي طفل من صلبي
يارا بإنكسار: وانا هتسبيني خلاص.
رق قلبه لها واقترب منها وضمها برفق. يايارا انا كام مرة قولتلك مش هسيبك. انتي مراتي وعمري ما هطقك. بس جوازي من ديچة ده حق من حقوقي وانتي زي ما انتي مراتي.
كانت قد اكتفت بما سمعت هرولت غرفتها وهي تبكي.
اهذا الحد هي مهانة مازال يجرحها من جديد. اهي بالنسبة له ماعون يحمل له طفله فقط يتزوجها انانية منه ليكون اب.
كيف يسمح لنفسه ان يتلاعب بمشاعرها بهذا الشكل. اكان ما شعرته معه منذ قليل تمثيل هل كان يتقرب منها شئ في نفسه.
بكت وبكت كم هي حمقاء كم هي غبية لانها مازالت تخدع به.
................................................
ذهب هو بالفعل لصديقه عمار ووالديها وطلبها للزواج وهم رحبوا بحفاوة شديدة.
اما هي فقد ذهبت لمعلمتها الحبيبة. واستشترتها. في امرها لم ترد ان تكرر فعلتها وتقرر شئ يؤثر عليها مثل ما حدث في الماضي.
ونصحتها ان تتزوج من زين. فهي بالتأكيد لا تريد ان تكرر مأسأتها وتتزوج رجل اخر وهي قلبها معه هو. ففي كل الاحوال هذا الوضع افضل من غيره. حتي لو تزوجها من اجل الانجاب. هي كأنثي. وانثي عاشقة تستطيع ان تستمليه لها وتجعله يشعر بحبها له.
فإقتنعت بحديثها ووافقت وجاء اليوم الموعود يوم زواج الحبيبان العاشقان .
كان يضع يده في يد والدها ويررد خلف المأذون كلمات يتراقص لها قلبه وتغني لها اوطار عشقه طربا وفرحا وحبا
قالها بشوق وانا قبلت زواجها
ياااااااه. االأن فقط . احقا آن الاوآن لتكون زوجته وحلاله احقا اصبحت ملكه بعد كل هذا العناء . حمداااااا لك ياربي حمداااااا لك.
انتهي عقد القران الذي عقد في المنزل وذهب الجميع وصعدا هما لغرفتهما الجديدة فهو اصر ان يبتاع لها غرفة نوم جديدة وتكون في غرفة اخري غير التي كانت تتشارك فيها مع اخاه. دخلا الغرفة وما ان اغلق باب الغرفة الا ووثب نحوها بخفة الفهد كانت مازالت خجلة هذه اول مرة تكون وحيدة معه في غرفة واحدة وايضا كزوجة لا تعرف ماذا تفعل تطلق العنان لشوقها ورغبتها به ام تلاعبه الاعيب حواء. وتجعله يعشقها حتي النخاع. وبنظرة ماكرة ابتسمت واختارت الاعيب حواء. فهي ستستمتع باللعب معه فهي تعشقه وتموت به عشقا ولكن ليس كافي لابد له ان تتأجج نيارن الحب والرغبة داخله.
كان يحتضن ذراعيها من خلفها ويضمها اليه بشوق وهو في قمة الشوق. اخيرااا بقيتي مراتي اخيراااا
ابتعدت عنه في خجل
خديچة:احمممم ااانا عايزة اغير ه
(((أحببت خديچة)))
((((الفصل الخامس عشر قبل الاخيره)))
مرت الايام وكانا العاشقان يتقربان من بعضهما اكثر واكثر . كلا من هما يستمتع من لعبة القط والفأر التي تدور بينهم . فهو يعشق مزاحها وشقوتها فهي الان عادت ديچة الصغيرة الماكرة الشقية التي تأثر قلبه بحيلها فنسي كل شئ الا وجودها معه . حتي الليالي التي كان يقضيها مع يارا بحكم انها زوجته ايضا ولها عليه حقوق. كان يقضي الليل كله يتقلب في فراشه لا يستطيع النوم.
يدخل شرفة غرفته ويجلس ينظر الي السماء. ويتذكرها هي كيف امضي ليلته السابقة معها هي . كيف كانت بين احضانه كان يغمض عينيه بإستمتاع. يتذكر رائحتها الذكية وشعرها الذي يغطي وسادتها بجوارها . كم يعشقها ويعشق كل انش بها.
اما يارا فكل يوم تشعر بإبتعاد زين عنها اكثر واكثر . تشعر انه يحب خديچة تيقنها من ظنونها اصبح يقينا واضح امامها. ولكن هي تحبه ولا تعرف ماذا تفعل ما الذي يتوجب عليها لإسترجاع زين لها وحدها...
رنين هاتفها يصدع بإلحاح وتصميم دون توقف كان يمر هو من جانب غرفتها ووصل الرنين لأذنيه تردد في الدخول...ولكن دائما ما يغلبه الخوف والقلق عليها ان تكون بحاجة له تري اين هي لتترك هاتفها يرن بلا توقف!!!
هي ليست بالاسفل.. اتكون مريضة!!! ام تكون نائمة!!!
اذن لادخل في كل الاحوال ليطمئن قلبي...ان كانت بحاجة الي..او نائمة اغلقه لكي لا يزعجها مرة اخرى...وهم بالدخول..
........……......................................
كانت بالمرحاض تغتسل وسمعت هاتفها يرن بهذا الشكل خرچت مسرعة لان هذا الرنين الخاص بهاتف والدتها.. فقلقت ان يكون اصاب احدهم مكروه....التفت بمنشفة علي عچلة بإهمال وخرجت تبحبث عن الهاتف ليرن بغرفة الملابس اسرعت والتقطته واجابت علي والدتها...
خديچة بلهفة وقلق: السلام عليكم...خير يا ماما في ايه!!!؟
دخل هو بروية واخد يچوب الغرفة بعينيه لم يجدها ولم يجد الهاتف..الي ان سمع صوتها الرنان يطل من غرفة الملابس...تقدم بهدوء وحذر الي ان رآها وما أن وقعت عينيه عليها الا وقت تچمد بأرضه ياااااااا الله ما هذا...لا لا يا مچنونة ماذا ستفعلين بي اكثر من ذالك!!! فهيأتك هذه لا تليق الا بحورية بحر فاتنة خرجت لتوها من مملكة البحور....ما هذا الچسد البض الذي يلمع ببريق الماء الندي...!!! وما هذا الشعر الغجري الذي تتساقط منه حبات الماء كحبات لؤلؤ!!!!
ااااه يا خديچة واااه من چنوني بك...قتلتي قلبي عشقاا وشوقااا.
لم تشعر به هي ولم تلتفت بل وقفت تعبث ببعض الملابس وهي منهمكة في الحديث مع والدتها..
خديچة براحة: ربنا يهديكي يا مريوم وقعتي قلبي...خرجت اجري من الحمام قولت فيه مصيبة..
مريم بحنان: حبيبتي ربنا يبعد عنك وعننا المصائب...انا بس انشغلت عليكي بكلمك من بدري وانتي مش بتردي....وجربت تاني دلوقتي طولتي عليا عارفة كنت حالا هطلب زين يطمني عنك..
تبسمت هي بحنين: زين!!!! واشمعن زين...هو يعني في البيت ليل ونهار...ده بيفضل برا البيت كتيير اوي..
مريم بتساؤل: قوليلي يا ديچة عاملة ايه مع زين!!! طمنيني مرتاحة!!؟
تنهدت بحالمية وجنون: اااااه يا ماما مرتاااحة...مرتاااحة اوي اوي اوي...يعني هتجوز راجل زي زين وهبقي تعباانة...مستحيل...زين ده مافيش راجل يشبه ابداااا.راجل منفرد في كل شئ..
تبسم هو واستند بجزعه علي جانب الحائط بسعادة وهو يستمع لمديحها فيه وصوتها الندي الجذاب...
مريم بإطمئنان: طمنتي قلبي يا ديچة....بصراحة كنت خايفة يعني تكوني مش عارفة تتأقلمي معاه بعد مروان...اكمن زين يعني كان زي اخوكي مش زي مروان وكدة...
عقدت هي حاچبيها بغضب طفولي بحت: يوووووه يا ماما مابلاش اخوكي دي بقي تعبت منها حرااام...الله ثم ده كااان..كااان يا امي زي اخويا كااان...دلوقتي هو زوجي..مستوعبة يا ماما ولا لا!!!؟
كتم هو ضحكة ملحة علي تزمرها وغضبها لذكر علاقتهما السابقة كأخ وأخت...وقلبه يرفرف بالسعادة لتقبلها الواقع انها اصبحت زوجته...ولا يدري انها ما شعرت به كأخ ولو للحظة واحدة...بل كان الحبيب والعشيق منذ البداااية...
مريم ضحكت هي الاخري علي عبثها: ههههههههههه.خلااااااص يا ستي حقك عليا...المهم انك مبسوطة وسعيدة...ربنا يسعد ايامكم ويباركلك في زين الصغير وزين الكبير...
تنهدت هي بقلق وخوف: اااااه يا أمي بالله عليكي ادعيله...انا بخاف عليه من شغله ده اوي...كل مرة يسافر فيها او يروح مأمورية..قلبي يقع في رجلي وما ببطلش دعاء ورجاء...بخاف يحصله حاجة...يا خبر يا ماما لو جراله حاجة او نصاب او انجرح...ده اموووت عليه...
تصلب هو بدهشة :!!!!!!! احقاااا تكني لي كل هذا!!!!..منذ متي يا صغيرة!!!! احقاااا احببتني ام كنتي تحبينني!!!؟
مريم بمزااح:ههههههههههه.. لا لا ده انتي حالتك صعبة اوي...وشكلنا كدة وقعنا ولا حدش سما علينا....
خجلت هي وتبسمت بخفوت: يوووووه..الواحد ما يفضفضش معاكي من غير ماتترأي ابداااا...خلاص مش هتكلم ياللا روحي شوفي حبيب القلب وسيبيني اكمل حمامي...
مريم بسعادة: ههههههههههه.حبيب القلب بيسلم عليكي...ياللا روحي كملي حمامك وابقي كلميني لما تخرجي عايزة اسمع صوت زين حبيب تيتا ماشي..
خديچة : حاضر هكلمك لما اخلص وانزله تحت..انتي عارفة هو مش بيسيب حضن تيتا فاطمة ابداااا
مريم : ربنا يخليهاله ويخليه ليها ياللا حبيبتي مع السلامة..
خديچة : سلام حبيبتي..
ما ان اغلقت الهاتف الا وقد وجدت قبضتان قويتان تسحقها لحضن ملتهب بقوة...فقد فقد السيطرة علي حاله ولم يعد يحتمل الانتظار....وقف بخلفها وضمها ضمة شرسة...وهو يتنفس عبير خصلاتها المبللة...
زين بهمس اچش منهك بإشتياق: من امتي وانتي بتخافي عليا كدة وانا مسافر!!!! عمرك ما قولتي..!!؟
تچمدت هي بدهشة من وجوده من الاساس فضلاااا عن قربه هكذا ولمسته الساحقة لها وايضااا سماعه لها وهي تتغزل به وتشكوا فراقه ووحشة اللهفة عليه عند الغياب...
جاهدت بقوة لتتماسك وتجد اي نبرة تنطق بها : ززززين..اانت هنا من امتي!!
ابتسم وادارها اليه لتقابله ويراي عينيها....
زين بحب: انا هنا من زمااااان اوي اوي...بس انتي اللي ماكنتيش واخدة بالك...
تراجعت هي خطوات لتجد ارفف الملابس خلفها تصتدم بها فتأوهت بخفوت...فأسرع اليها خطوة وجذبها اليه بعتاب..وهو يتفحصها ماذا المها!!!!
زين : مش تخلي بالك انتي بتبعدي ليه بس..!!!
خديچة بخجل من وضعهما وحالتها التي هي عليها : ااااانا...اااصل...اااانا هدخل الحمام ااااصل انا كنت باخد حمام وخرجت ارد علي الفون...ععن اذنك..
ابتسم بمكر العاشقين لهروبها من امامه ولكن لم يمهلها قبل ان تمر من بين يديه جذبها من ذراعها وارجعها بين احضانه...
زين وهو يتأمل قطرات الماء المتساقطة من خصلاتها علي كتفها بحياء...تنهد بإشتياق...
زين: انسي انك تهربي مني....وبعدين ليه عايزة تحرميني من المنظر الجميل ده!!! مش حراام عليكي..!!!؟
كانت تائهة في السعي بين عينيه والشوق الناطق بها وبين شفتيه وندائها..كادت تستجيب ولكن تذكرت انها اقسمت تعذبه مثل ما تعذبت في غيابه....ان تجعله يعشقها ويتمناها حد الجنون ولم تدري هذه الغبية انه. يحفر ملامحها وحروفها علي جدران قلبه....دفعته بقبضتيها برفق في صدره بدلال..
خديچة تبسمت: وايه المنظر ده بقي اللي انت بتتأمله كدة!!!!؟
تبسم وهو ينظر ليديها الدافعة لصدره واكمل وهو يضم يديها بين قبضته الحانية ويقبلها بحنو..
زين : اظن انتي مهما استقويتي مش هتقدري تبعديني بالايدين الصغيرين دول ولا ايه...!!!! ثم انا لو اتشقلبتي مش هسيبك الليلة....
قلبها يدق بطبول تنذرها بإقتراب كل شئ....تري اتستجيب ويكفيها ابتعاد ام تكمل..ولكن السؤال الاهم هل تستطيع هي من الاصل الابتعاد او الصمود امام رجل طاغي الرجولة والحنان مثل عشيقها هذا!!!!؟؟؟؟
رآها تائهة لم تنطق ولكن تنظر لعينيه فقط اقترب منها وقبل قطرات الماء علي كتفيها بإثارة جعلت الجنون يدب من رأسها الي اخمص قدميها...
زين قبل كتفها ويديه تعتصر خصلاتها المتناثرة علي كتفها وظهرها...واخرج تنهيدة حارة من شوقها لها...
زين بهمس : اااااه يا ديچة من جمالك..!!! انا كأني شايف لوحة بتنطق قصاد عيوني....ومن شدة اتقانها مش قادر. افرق اذا كانت حقيقة ولا مرسومة....كل تفاصيلك بتجنني...عارفة انا حاسس بإيه دلوقتي!!!؟
اغمضت عينيها بإشتياق للمزيد من القرب والاعتراف...اكمل. اكمل يا من عذبت قلبي ليالي طوال.. اغرق سمعي وكياني بكلماتك. اكمل واشفي صدري الذي امتلاء ملام وعتاب لك...
خديچة بهمس مستجيبة وهي تنظر في عينيه: حاسس بإيه!!!؟
لمع وميض الحيلة والمكر في عينيه لرؤيته لها بهذه الحالة...واستسلامها شعر وتيقن انها حانت اللحظة...سحبها بقوة من خصرها واحتضنها وقرب رأسها له ليقبلها بجنون ولكن ليست كأي قبلة كانت كلمات تخرج لتطنق بحبه...كانت صرخات عشقه الحبيسة سنوات وايام....لفت يديها علي كتفيه لتشاركه الجنون.. شعر بها تستجيب وتستسلم تشجع وتقدم وغاص في بحر عشقها اكثر واكثر..حملها بين يديه وخرج بها للغرفة حتي وضعها في فراشهما الذي ما زال يضم عاشقان كل منهم يأبي ان يعترف بعشقه حتي ينطق الاخر..ولكن عجبااا لعاشقين مثلهما.. يعاند اللسان ولكن لا يقوي الجسد ولا تقوي والجوارح علي العناد بل تستجيب وتنهار وتغرق في لحظات ليست من الدنيا....
زين وهو يضمها بشدة مما جعلها تتألم...
خديچة تجاهد لتبعد شفتيها من بين اسره لهما وبأنفاس متقطعة : كفااية يا زين لو سمحت....اااحنا اتفقنا علي ايه!!!..
لم يستمع لها بحرف ولم يتوقف عن ما بدأ ولا ما ينوي...بل اكمل...واكمل بجنون...
زين بصوت اچش مدمر من عشق هذه الماكرة الصغيرة : شششششش..كفاااية ايه!!!! انتي تجننيني وتقوليلي كفاااية!!! تؤ..انسي انا مش هبعد...
خديچة تختبره ايختار رضاها ام رغبته هو!!؟
خديجة بخبث حواء: يعني لو قولتلك مش مستعدة دلوقتي هتكمل بردوا....عموما ده حقك..وانا منعته عنك وانت لازم تاخده..
ما ان انتهت من جملتها حتي رفع رأسه عن نحرها الذي كان يهيم به عشقااا..ورمقها بعتاب..
زين : وتفتكري ان زين ممكن ياخدك غصب...!!!
قام عنها واستند بجزعه علي فراشه واطلق تنهيدة صبر واحتمال....ااااااه يا غبية اتتخيلين اني اريد ما هو حق لي فقط!!!! انا تظنين اني اريدك شهوة ورغبة!!!!!!؟؟ ما اجهلك بعشقي وقلبي...ما اجهلك بزين يا خديچة..!!!!!
شعرت هي بتيقن ظنها...نعم هذا هو زين...لم يكن ليإخذ الا ماهو بالرضي والقبول....ماكان منتهك ولا متجاهل....ضمت منشفتها التي بالكاد تغطي جسدها وبعثرها هو. بجنون...واقتربت منه بحذر ووضعت رأسها علي صدره واغمضت عينيها بعشق...
كان هائم وسارح وانتبه بقربها وتوسطها لصدره ابتسم علي غباء النساء وتنهد بحبها الذي مهما كانت تتصرف بحماقة لن يتغير فهو يعشقها هي لم يعشق جسدها وانوثتها فقط..احتوا جسدها بذراعه وضمها له بشدة حانية محببة لها وقبل خصلاتها النادية...
شعرت هي بحنان لم تعده قط...حتي مروان حينما تغير وتحول لانسان جديد لم يكن بهذا الهدوء والحنان....لا لا زين مختلف...زين كأنه رچل تشع من بين انامله الرجولة والاحتواء. نعم هو رجل بصفات وطباع الملوك الواثقة.. لم يهتز ولم يستفز بأي احتياج يبقي ملك لا يأخد ولا يرضيه الا ما جأه طوعاااا ورضاااا...تنأي روحه عن المأخوذ عنوة وغصب..
الطلقت تنهيدة حااارة : زين...انت متأكد انك راجل زي كل الرجالة اللي في العالم ده!!!؟
عقد حاجبيه هو بعدم استيعاب للسؤال ماذا تقصد هذه الحمقاء!!!؟
زين : يعني ايه مش فاهم!!! راجل زيهم ازاي يا هانم!!!؟
خديچة وقد لاح في فكرها ظنه من السؤال وكتمت ضحكة ساخرة وابتعدت عن صدره..
خديچة :ههههههههههه.لا لا مش قصدي اللي جه في بالك....ااانا قصدي انك مختلف..
ابتسم هو علي سحر ضحكتها وايضااا علي التوضيح: هههههه.ماشي هعديها اصلك لو كنتي تقصدي كدة كنت قتلتك...بس تقصدي ايه بإني مختلف!!!
نكثت رأسها خجلااا : قصدي يعني...ااان...ااان اي واحد مكانك ما كنش صبر عليا كل الفترة دي من غير يعني...احممم..اانك تاخد حقك كزوج وكدة...فهمت!!!
ابتسم واغمض عينيه واطلق زفير حاااار منهك....اااااه يا صغيرة اوحقي منك هذا فقط!!! اوحقي فيك فراش وعلاقة.!!!؟ اذااا فأنتي لم تعرفي الحقوق عدل...
نظر لها ورمقها بعشق يجبر الحجر ان ينطق ولكن هذه الحمقاء تأبي التصديق انه يحبها....استقام في جلسته واقترب منها ومد انامله تداعب خصلاتها برفق..
زين : انتي ليه فاهمة ومتخيلة اني اتجوزتك علشان اسباب ووعود!!!! ايوة مروان وصاني اتجوزك...وايوة زي اي راجل بتمني اخلف...و ايوة كمان زي اي عاقل وانسان عنده احساس بيشوف انثي زيك تهلك وتجنن اي متزن بجمالها وسحرهاااا بتمني اقرب منك وتكوني معايا زي اي زوجين....بس كل ده مش السبب اللي خلاني اتجوزك...ولا بيخليني اقرب منك والمسك....ولا بيجبرني اضمك لحضني...لا يا ديچة انا اللي جوايا ليكي اكبر من كدة....انتي عندي في حتة تانية خالص.. ثم مش زين اللي بيرضي نفسه وشهوته يا ديچة....اوعي في يوم تتخيلي اني ممكن اجبرك تكوني هنا في السرير ده غصب عنك او لاني عايز ده....يوم ما تكوني معايا هيكون ده علشان انتي عايزة ومستعدة وراضية والاهم حابة....فاهمة يا ديچة!!!؟؟
كانت تسمعه وقلبها يعنفها ويذكرها بمن عشقت حتي النخاع..حق له ان يعشقه فمن لا يعشق مثيله.......ارأيتي يا حمقاء...عرفتي الان لما اعشقه واهيم به!!!!! ..هذا الذي لم ولن تحبي ولا تعشقي غيره...كنتي تلومينني علي تعلقي به....تذكري كيف كانت حياتك من قبل....تذكري. كيف كنتي تتمنين نظرة منه...كلمة حانية....ضمة متشوقة والان هو يعترف لك بكل هذااااا..انسابت دمعة علي وجنتيها احزنته وتعجب منها وقرب شفتيه منها يقبل وجنتيها الندية بدمعة لم يعرف سببها..
زين برفق: مالك بس بتبكي ليه!!!
خديچة بندم: انا اسفة اني جرحتك بالشكل ده....ما كنتش اقصد ازعلك....بس بصراحة انا كل يوم بعرفك اكتر واتمسك بيك اكتر....علاقتنا دلوقتي مختلفة عن الاول...
تبسم بحنان وسحبها برفق وضمها واستلقي علي الفراش وهو تتوسد صدره كوسادة حانية...
زين : ديچة احنا اتفقنا نقرب واحدة واحدة....اتفقنا نفهم بعض كويس لان زي ما انتي لسة قايلة احنا دلوقتي غير الاول....احنا دلوقتي زوجين....ديچة عايزك توعديني بحاجة ممكن!!!؟
خديچة شددت من التفاف ذراعيها له بقوة وتنهدت: موافقة اوعدك بإيه!!!.
تبسم هو من احتضانها له وايضااا من موافقتها المسبقة..
زين : ههههههههههه..موافقة كدة علي طول!!! مش تعرفي الاول الوعد!!!؟؟
خديچة تبسمت براحة: ليا كان الوعد موافقة...
زين رفع وجهها ليقابل عسليتها ويحدثها : عايزك ماتعمليش اي حاجة لمجرد انك مراتي وان ده حقي وانك مجبرة...اوعي تديني اي حاجة واجب او الزاام....يوم ماتقربي يا ديچة قربي علشان انتي عايزة ده....
ووضع رايحه يده علي قلبها وبحنان....قربي علشان ده بيحس وبدأ يدق..
ولو قربت منك في يوم وانتي مش عايزة اوعي تخليني اقرب....قوليلي لا..فاهمة قولي لا يا ديچة...
لم تعرف بما تجيب تصرخ بكل صوتها وتعترف بعشقها تقول بجنون احبك...احبك يا زين ام تنتظر ما يخبأ لها القدر....ام تستمتع بمشاكسة اللعب معه...ولكن كل ما يملئ فكرها الان هو انه تتمني لو اكمل ما بدأ منذ قليل...اقتربت منه بإندفاع وقبلته هي بلهفة تفاجأ منها ولكن رقص قلبه بإستمتاع وسعادة...فهي جاوبته لحظياااااا وبالفعل لا بالحديث...ضمها وشاركها الاجابة والاقرار وغاباااا سويا في عناق وقبلات لم يجربها عاشق قبلهم من شدة سحرها ومزاق الراحة بعد العناء...
زين بحالة جنون: عايزاني يا ديچة....!!!
اومأت له بخفة وخجل ازاح منشفتها التي تحجبها عنه والقي بكل شئ يفصله عنها وكادت تحين اللحظة الا ورنين هاتفهه هو يرن ويشغلهم...هو لم يهتم ولم يريد ان يسمع...ولكن هي التي حسته علي الاجابة..
خديچة برفق تبعده وتفيقه : زين رد طيب...
هو غائب لاهي لا يريد شئ ولا مخلوق غيرها : تؤ مش هرد...اللي عايزني يستني هو ده وقته..!!!؟
خديچة تبسمت بسعادة تمسكه بها واسكتت كل كلمة...وعادت معه مرة اخرى...الي ان دقات الباب دقت ودقت ودقت حتي تأففف هو بحنق وغضب.
زين: يوووووه هو فيه ايه الكوكب هيتهد دلوقتي فون وباب..
كتمت هي ضحكاتها من حنقه وتنهد هو ورمقها بعتاب: بتضحكي ماشي..اشحال ما انتي شايفة بنفسك الحالة الزفت دي...حسابك بعدين...
سمع صوت ودقات الباب مرة اخرى...بعصبية سخط: نننننعم مين!!؟
ام احمد : اااانا يا زين بيه معلش كنت عايزة الست خديچة..اااصل الحاجة قالتلي اندهلها علشان زين الصغير وقع وبيعيط جامد....
انتفضت هي من تحته بقلق : زين!!! هو كويس يا ام احمد...اانا جاية اهو ثواني...
ام احمد : هو اتعور حاجة بسيطة بس بيعيط ومش بيسكت...
قام هو الاخر فزع علي الصغير وهي انطلقت لترتدي ملابسها ورأها فزعة بشدة ضمها بحنان..
زين: اهدي هو اكيد كويس ماتقلقيش...تعالي ياللا نشوفه...
اومأت له بخفة وخرجت معه وهو مطبق علي يديها بقوة وهبطا سويا لرؤية الصغير...ولكن حين خروجهم من الغرفة كانت يارا تخرج من غرفتها ورأته يخرج معها من غرفتها وهو يمسك بيدها....احترق قلبها وشبت نيران الغيرة من جديد...هي لم تهدأ ولم تنطفئ ولكن تخمد قليلا حينما تبتعد خديچة عن زوجها وتعود تتأچچ من جديد حينما تكون بجانه امامها..
....................................................
كانت في غرفة والدته تحمل صغيرها بحنان وتقبله بلهفة : حبيبي الف سلامة عليك...انا اسفة سيبتك لوحدك...
فاطمة بعتاب : كدة بردوا يا ديچة هو لما يبقي معايا يبقي لوحده.!!!! والله يا بنتي ده سيبته دقيقة بس دخلت المطبخ لأم احمد اخليها تجبله كوباية لبن سمعته بيصرخ ..
خديچة بنفي: لا لا يا ماما والله ما اقصد كدة...انا عارفة حضرتك بتحبيه ازاي واكيد بتخافي عليه يمكن اكتر مني...اااانا بس قصدي اني اتإخرت فوق وسيبتهولك كتير وانتي اصلا تعبانة...بس والله ماكنت هتأخر كدة..
ونظرت له بخجل مما كان يحدث بالاعلي...فتبسم هو بمكر واقترب منها والتقط الصغير وقبله بحب..
زين : معلش حصل خير ثم انتي بتلومي نفسك ليه..!!! ده قدر كنتي هتبقي قصاده ويقع ويتعور بردوا ده قضاء ربنا.. وهمس لها بمشاكسة....والله ابنك ده انقذك كان زمانك دلوقتي بتستغيثي......
نظرت له بدهشة...غمز لها بطرف عينيه بتأكيد...اهاه كنت في حالة ما يعلم بيها غير ربنا...وانتي اللي كنتي هتدفعي الثمن..وهمس اكثر..اصلحك حلوة اوي يا ديچة...
خجلت هي وكتمت ضحكتها وهي تتحاشي النظر لولدته لتفضح همسهم وسبب ضحكتها...
رفع هو الصغير لأعلي وبجدية مصتنعة: ثم انت يا بيه مش تجمد كدة وتخليك راجل في راجل يعيط من خبطة زي دي!!! عيب عليك...ده انا لازم انشفك شوية كدة هتطلع مايص..
ضحك الصغير من ارتفاعه ومشاكسته له....وهو وايضااا ضحك لضحكته التي تثلچ الصدر..: يخربيت ضحكتك دي...ليك حق ماهي النحلة هتجيب ايه غير عسسسل يعني..!!!!
فاطمة بسعادة: ههههههههههه.ابسطي يا ست ديچة بقيتي نحلة....
ديچة رفعت احدي حاجبيها وبعناد: امممم.نحلة.!!! طب خالي بالك بقي علشان قرصة النخلة بتوجع وممكن تموت...
احاط خصرها بقوة وضمها وهمي: انا عندي مناعة ماتقلقيش اقرصي انتي وموتيني ومش هشتكي..
خديچة بدلال: متإكد..مش هتزهق من زن المحلة..!!!؟
هز رأسه نافيا: تؤتؤ...مش هزهق زني زي مايعجبك....بس ما تزعليش بقي لو الاسد افترسك...انتي بتقرصي بس هو بيلتهم!!.
خديچة ضحكت بملئ فيها واضحكته معها : هههههههههههههههه.
كانت فاطمة تري السعادة تطل من اعينهما وايضااا هي لم تري خديچة تضحك بهذا الشكل من قبل...لم تراها تتمازح مع مروان بهذه العفوية...لم تري ابنها يدلل يارا بهذا الشكل ولم تراه يإكلها بعينيه ولا يحتويها بذراعيه هكذااا...تيقنت من ظنونها وان الاثنان كانا يكتما شيئاااا وبالاخص ابنها...وتذكرت حديثه عن حبيبته التي هجرته وتزوجت...ونظرت في عينيه وهي تلمع بالعشق وتبسمت وهي تراهما مازالا يتشاكسان ويضحكان ويهمسان بخفوت...
فاطمة : الا قوليلي يا ست نحلة ..مش ناوية تجيبلنا اخ ولا اخت لزين!!!!
تبسمت هي ولم تنطق اما هو فقربها اليه اكتر وقبل خصلاتها وتبسم: اولا يا امي بقي دي غزااال مش نحلة...ثانيا بقي هنجيب اخوااات لزين مش اخ واحد ماتقلقيش بس سيبيني وانا هبهرك...
تعالت ضحكاتهم ثلاثتهم حتي دخلت يارا وهي تستشيط غضبااا وزاد الغضب والغيرة وهي تراهم في هذا العناق هو يحمل الصغير بذراع ويضمها هي بذراعه الاخر ومقربها له وعينيه في عينيها وضحكته تچلچل بالمكان...
فاطمة وقد رأتها اما الاثنان لم يشعرا بها ومازالا يتهامسان...
فاطمة : تعالي يا يارا حبيبتي شوفتي زين اتعور حبيب تيته...
فزعت هي من رؤية يارا وازاحت ذراعه وابتعدت عنه كا من لدغت...
اما هو عقد حاجبيه بدهشة لفعلتها ولكن نظر للواقفة عاقدة ساعديها بترقب ويبدوا عليها الحنق....
يارا بسخرية : وانتي كنتي فين يا ديچة وابنك بيقع!!!؟
خديچة بإرتباك وتوتر : اااانا...ااانا كنت فوق وماسمعتوش
اقترت منها يارا بغيرة وامسكت بطرف خصلاتها وجذبتها بشئ من القوة : بس شعرك مبلول!! كنتي بتاخدي حمام!!!!؟
خديچة بتآلم من جذبها لخصلاتها..: ااااه..كنت باخد حمام..
يارا بغيرة ووقاحة: ويا تري بقي كنتي بتاخدي حمام لوحدك ولا معاكي حد بيساعدك ونظرت له تقصده بتلمحيها بإشارة وتحدي...
زين كان يسمعها من البداية ولم يروق له فعلتها بجذبها من خصلاتها وتلمحيها الفچ لهما...قبض علي معصمها بغضب وقربها منه وهو يصك اسنانه بغضب..
زين : بطلي تلميحاتك دي لو سمحتي وتاني مرة ما تلمسيهاش..مفهوم..
يارا بغيرة وجنون: والله!!! ايوة ليك حق ما هي الهانم كانت واخداك اوضتها وواضح انها خسلتلك مخك كمان معاها مش البيه كان معاها بردوا في الدش ده ولا انا غلطانة..!!!؟
زين يتمالك نفسه بجنون من وقاحتها ولكن عذرها الكبير غيرتها التي يقدرها جيدااا ولكن يكفي هذا القدر من الوقاحة والتجاوز...وضع الصغير بين يدي والدته وارتد خطوات امامها وبلهجة أمرة غاضبة لابعد حد..
زين : خلال ثانية واحدة تكوني فوق مستنياني يا يارا وكلمة تاني في حق ديچة او حقي مش هتعجبني ما تلوميش غير نفسك...لان صدقيني انا متماسك لأقصي حد حقيقي وتصرفي لو فقدت صبري هيوجعك اوي..
يارا بحنق وعصبية شديدة: انت كمان بتهددني لا يا زين بيه انا مراتك زيها تمام والاولي كمان هي اللي اخدتك مني واحدة غيرها ترفض تتجوز مش ما تصدق تمسك فيك وجوزها لسة ميت من شهور وتخرب بيتي كمان..
لم تحتمل هي اهدار لكرامتها اكثر من ذالك وفرت هاربة من امامهم وصعدت غرفتها باكية....
زين تقدم منها واطبق علي وجنتيها يسحق فمها بغضب چم: اقسم بالله تجرحيها تاني ولا تضايقها يا يارا هتشوفي زين تاني غير اللي تعرفيه....ولسانك ده هقطعهولك فاهمة...
جاهدت بقوة لتخلص وجهها من بين قبضة يده الساحقة وهي تتألم من فكها بشدة..: كدة يا زين!!! بتوجعني علشانها؟!
زين جذبها من ذراعها بغلظة وغضب: هو انا لسة وجعتك..انتي اللي كلامك رصاص حي وعمالة تضربي فيها ولا علي بالك ده غير طولة ايدك ولا فاكرة ما اخدتش بالي وانتي بتشدي شعرها بغباء ده غير كلامك اللي زي السم في حقها...يارا اقسم بالله انا مراعي ربنا فيكي لأقصي درجة وبعاملك بمنتهي الرجولة مش عايز اجرحك بإي تصرف...بقول ست وغيرانة وحقها وبتجاز في حقي كتييير....بس لما يبقي في حق ديچة مش هرحمك...ابعدي عنها بقي هي بتتجنبك وتبعد عنك ولا بتحاول تحتك بيكي ولا تضايقك...وانتي بتتعمدي وتنتهزي الفرص وتجرحيها..اااايه بقي هو انتي هتفتكري سكوتها ده ضعف لا فوقي انتي مش كاسرة عنيها ولا هي عملت غلطة وبتداريها..دي مراتي زيك تمام فاهمة ولا لا....كلامي ده مش هعيده تاني وقصاد امي اهو لو اتكررت وجرحتيها قسما بربي لوريكي الوجع والوقاحة شكلها ايه...
غادر من امامها وصعد لها يطيب خاطرها بعد ما اهينت منذ قليل...اما يارا فقد جلست بچوار فاطمة تبكي بحزن...
يارا : شوفتي زين يا طنط...زين بقي مختلف...عمره ما كان كدة...هي بتقومه عليا انا متأكدة...هي عايزاه يطلقني...
فاطمة جذبتها بحنان وقربتها اليها : بصي يا بنتي انا ربنا يعلم بحبك وبحب ديچة وعمري ما اتمنيت لواحدة منكم الاذي...بس الحق يتقال هي عمرها ما زعلتك ولا جلبت سيرتك الا بكل خير ومش ديچة ابداااا اللي تقوم زين ولا تتمني خراب بيتك...وزين عمل الصح واحد غيره بعد اللي قولتيه وعملتيه كان مد ايده عليكي بس هو ماسك نفسه ومش عايز الامور بينكم توصل لكدة...ولعلمك لو هي اللي كانت مكانك وقالت في حقك اللي قولتيه في حقها كان هيعمل كدة بردوا....الخلاصة يا بنتي اهدي
(((أحببت خديچة)))
((((الفصل السادس عشر الاخير)))
ليه بتبعدي عنه. انتي لما بتبقي قاعدة جنبه ويارا تيجي بتنطي كأن لدغتك عقربة. يا بنتي ده جوزك زيها تمام. يا ديچة انا بحب يارا ربنا يعلم بس كمان بحبك وبحب ابني وانا بصراحة شيفاه سعيد معاكي. الفرحة اللي وشه والنور اللي بيظهر عليه وانتي معاه عمره ما كان موجود قبل كدة. عيشي يابنتي واتبسطي.
خديچة : ايوة بس يارا
فاطمة: مالكيش دعوة بيها. هقولك كلمتين حطيهم حلقة في ودنك. ليكي حق خديه من الدنيا غصب عن اي حد.ماتخليش حد يحرمك من حقك. اتهني وعيشي وافرحي . ده وقتك .
يالا اطلعي ناميلك ساعتين وانا هدخل انام جنب زين حبيبي يالا .
ابتسمت لها واحتضنتها بسعادة وصعدت غرفتها تفكر بكلام فاطمة واخذت قرارها انها ستطلق العنان لحبها وعشقها لن تبالي بأحد لن تحرم نفسها من حبيبها فهو حقها من الدنيا والحياة. وستأخذه وبقوة.
مرت ايام سفره عليها سنوات كانت الوحشة والوحدة تقتلها من دونه. كان يهاتفها يوميا وكل ما تسنح له الفرصة بالانفراض مع نفسه يهاتفها . يغازلها يمازحها يخبرها بمدي شوقه لها وانه افتقدها. وافتقد طعم العسل من شفتيها. الي ان جاء اليوم الذي يعود فيه . والذي اخبرها به وبموعد وصوله. وبالفعل وصل المنزل وقلبه يسبقه هرولة اليها دخل ولم يجدها وجد والدته والصغير سلم عليهم وقبلهما بحرارة وسأل عنها والدته. لتخبره انها تنتظره بغرفتها . صعد اليها وقدماه تسابق الريح. فتح باب الغرفة بروية ودخل ليجد الغرفة مظلمة لا ينيرها الا انوار خافتة وشموع حمراء وعشاء لفردين فقط. وكأسان من العصير. خفق قلبه بقوة ايعقل انها صنعت كل هذا من اجله هو. اغلق الباب واوصده بإحكام . ودخل خطوتين وهو يطوق شوقا لرؤيتها. حتي هرجت تتمايل في دلال من غرفة الملابس تعلق نظره بها وهو يراها ترتدي غلالة حمراء حريرية قصيرة للغاية تظهر جمال قوامها بوضوح واغراء. بحملات رفيعة ورقيقة وشعرها العسلي ينساب علي ظهرها بتمايل وزينتها التي مع انها رقيقة وهادئة الا انها اظهرت انوثتها بشدة وقف يطالعها بذهول وقلبه يخفق من الاثارة اكلها بعينيه من خصلتها المصففة والمهذبة بعناية الي ساقيها التي تزينها بخلخال رقيق. ورائحتها التي تفوح تغطي علي الهواء. لم يصدق مايراه هي تزينت كل هذه الزينة من اجلي انا وصنعت العشاء لي انا. هل حقا تنوي ان تكون هذه ليلتنا . افاق من دهشته علي لمستها الحانة علي وجنتيه وبنبرة عاشقة.
خديچة: وحشتني . وحشتني اوي.
ابتسم بفرح وطوق خصرها بتملك: انتي كمان وحشتيني اوي اوي اوي. بس قوليلي ايه الجمال ده. هو فيه كدة. انتي ولا حوريات الجنة.
ابتسمت بخجل: عجبتك!
زين تنهد بحرارة:عجبتيني ايه بس انتي دوبتيني . انا خلاص بقيت اثير لعنيكي وشفايفك وكلي علي بعضك كدة. بقيتي بتموتيني.
خديچة بدلال: يعني ممكن تحبني زي يارا.
هنا لم يتحمل ان يصمت اكثر من ذالك هذا وقت الاعتراف: انا عمري ماحبيت يارا. انا حبيتك انتي واتمنيتك انتي .
دهشت وقلبها ينبض بعنف ماذا قال اهو يحبني حقا: انت بتقول ايه. انت بجد بتحبني يازين. من امتي
زين احتضنها بقوة ودفن وجهه في خصلاتها يستنشق عبيرها : اااااه يا ديچة انا اتعذبت في حبك اوي . اوي. انا بحبك من زمان من وانتي عيلة بضفاير. بس طول عمري خايف اعترف بحبي ده.
خديچة بذهول: ولما انت بتحبني ليه ما طلبتنيش للجواز. ليه جيت تخطبني لاخوك.
زين : ما حصلش. انا كنت ناوي لما ارجع من المأمورية اجاي اتقدملك . بس رجعت لقيت امي ومروان عندكم. بيخطبوكي . وقتها اتشليت مابقتش عارف اعمل ايه. كان املي الوحيد انتي انك ترفضي لكن انتي وافقتي واتجوزتي مروان. وقتلتيني في اليوم الف مرة وانا بشوفك معاه وفي حضنه
خديچة ببكاء: يعني انا كنت صح انت كنت بتحبني. بس انا كمان انصدمت وتفكيري اتشل لما لقيتك معاهم بتخطبني لاخوك. وافقت علشان انتقم منك.
زين بدهشة: انتي تقصدي انك كنتي بتحبيني وحاسة بيا !
خديچة: بحبك . بحبك ايه بس انا بعشقك من صغري عمري ما اتمنيت راجل غيرك. كنت انت الرجالة كلها في عيني. انتي حبيبي حبيبي يا زين ووالله لو كنت اعترفتلي عمري ما كنت هتجوز مروان ابدا. انا كنت بموت وانا معاه. انا بحبك انت بحبك بحبك.
لم يتخيل ان كل امنيه قد تحققت تزوجها ونعم بقربها والان تعترف له بحبها له منذ الصغر. حملها بين يده ودار بها بفرحة وهو قلبه يرقص من السعادة.
بحبك . بحبك . بحبك
ضحكت بقوة واحتضنته ايضا. وانا بحبك .بحبك . بحبك.
توقف عن الدوران ونظر لها بشوق واتجه بها لفرشهما خلع ملابسه وشاركها الفراش بحب كانت قبلاته واحضانه الليلة مختلفة عن زي قبل. كانت بالفعل ليلة زواجهم كانت يداه تحتضن جسدها وتتغزل به بجراءة ومتعة. خلع عنها غلالتها واصبحا جسد واحد لا يفصله شئ. اصبحت زوجته حقا قولا وفعلا. اخذها لعالم لم تدخله من قبل عالم عشقه وحبه كانت تشعر انها هذه اول مرة تسكن بين احضان رجل. لم تشعر بهذه المتعة والاثارة مع مروان ابدا. ربما الحب هذه المرة هو ما يشعل الرغبة داخلها كانت ذائبة بين يديه تتقلب معه كشخص واحد لا يفصله شئ. كانت اجمل ليلة مرت بها وبه. وبعد وصلة من الغرام والعشق والحب المتبادل. قام عنها يلهث من شدة ما تملكه من رغبة وهو معها. كان لاول مرة يشعر بالرضي بعد اقامة علاقة مثل هذه. نظر لها بحب وامسك بكفها وقربه منه وقبل باطن كفها بإثارة. مبروك يا احلي واجمل واطعم ديچة في الدنيا.
اقتربت منه وتوسدت صدره تحتضنه بحب: مبروك عليا انا اجمل واعظم راجل وحبيب في الدنيا. مبروك عليا زين حبيبي .زين الرجال كلها...
احتضنها بقوة واغمض عينية واطلق تنهيدة قوية: ياااااااااه يا ديچة. لو اقولك انا حلمت باليوم ده قد ايه كتير كتير اوي.اوي...ااااه لو اوصفلك عذابي في بعدك..خصوصااا واغمض عينيه بقوة وهو يلوح بخياله ذكري ليلة زواجها من ايه...وكم كانت مؤلمة هذه الليلة وما تبعها من ليالي طوال....
رفعت راسها ومدت اناملها تداعب
خصلاته ...بحنان ودمعت عينيها بندم.... زين انا اسفة بجد اني....
بتر جملتها واعتذارها فأطبق علي شفتيها وقبلها بقوة يسكتها. وابتعد عنها يستند بجبينه علي جبينها. ششششش مافيش كلام في اللي فات خلاص. اللي حصل حصل . المهم النهاردة وبكرة. خلاص بقينا سوا مافيش حاجة ممكن تفرقنا . من النهاردة زين وخديچة مش هيبعدوا ابدا عن بعض ابدا...من الليلة اللي اعترفتيلي فيها بحبك هي دي لحظة ميلادي...بداية حياتي....انسيي اللي فات وانا كمان لازم انسي...
خديچة بهيام: انا بحبك اوي يازين اوي. ولو عشت عمري كله معاك مش هبطل احبك...
زين قبلها بنعومة ورقة: وانا بحبك وبعشقك يا قلب زين وبموت فيكي....انتي حبيبتي اللي اتمنيتها من كل ستات الكون...بحبك.....
خديچة بشوق چارف وخجل متأچچ: تعرف انا نفسي في ايه!!؟
زين بحنو وهو يقبل نحرها ووجنتيها : اؤمري مش تتمني!!!!
خديچة جذبته اليها بجنون: عايزة الليلة دي تتعاد لحد ما احتار في عددها لا ابقي فاكرة ولا قادرة انسي!!!!
ابتسم بوميض العاشق المستجيب..وضمها ليدخلها بين ضلوعه من جديد : وانا هححقلك اللي جه في بالك واتمنتيه..هتكون ليلة وليلة وليلة...هتكون سنين في ليلة اوعدك.تنسي حياتك قبل الليلة دي بحلوها ومرها...
وعاد ليغوص بها من جديد في بين امواج عشقه بحر غريق لا يسبح فيه غير عاشق متيم حتي النخاع سباح ماهر يسبح بحرفية ومهارة لا يخشي علو الموج ولا تقلب البحر....كانت معزوفة موسيقية يعزفان بها علي آلات عشق...اللمسات والهمسات والقبلات لم ولن تتكرر. كانت ليلة بحق..
انتهي العذاب والفراق وتصالح معهم القدر. وجمعهما سويا. سافر الحبيبان لقضاء اجازة زواج . كانت ايامهما جميعها سعادة وفرح لم يجعلا الحزن يدق لهن باب
وبعد عودتهم شعرت يارا بأن الحب قد بدا عليهم وانها ليس لها مكان بينهما. وقررت الرحيل وهذه المرة لم يمنعها زين. فهو قد اكتفي بخديچته خاصته تغنيه عن كل نساء الارض. وعاش معها ومع زين الصغير ووالدته. حياة اقل ما يقال عنها انها سعيدة . ومرت شهور وحملت خديچة من زينها حبيبها وانجبت له صغيرة تشبهها واسموها حياة. لان حياتهما بدأت منذ الليلة التي حملت بها خديچة.
ومرت السنوات وكبرا الصغيران قليلا. وفي ذات يوم دخلت خديچة الغرفة علي زوجها لتجده يخط بقلمه كلمة النهاية ويمضي اسفلها
** احببت خديچة**
اقتربت منه واحتضنته من عنقه وقبلته .
بتكتب ايه.
احتضن يداه التي تلتف حول عنقه وقبلها. برقة.
بكتب حكاية حبي معاكي . من يوم ما شوفتك وانتي صغيرة لحد النهاردة .
التفت لتجلس بجواره وفتحت دفتره وامسكت بالقلم. وكتبت اسفل النهاية.
البدايييييية.
نظر لها بدهشة رافعا حاجبه . فإبتسمت وقبلته . علشان يا حبيبي احنا حكايتنا لسة بتبتدي. مش بتنتهي.
ازاح الدفتر بعيدا وحملها بين يديه يقبلها بحب واتجه لفراشهما. عندك حق احنا لسة يادوب بنتبدي...
البداااايييييييييييييية..
🌹ماتنسوش تصلوا علي النبي 🌹
(((أحببت خديچة)))
(((الخااااااااااااااااتمة))))
أحببت خديچة!!!! هي رواية زي اي رواية كتبتها ليها سبب..ودائما العامل المشترك في كل رواياتي هو طبعااا الحب...الحب بكل اشكاله وانواعه...حكاياته وازماته...جنونه وعقله..
هنا كانت حكاية ممكن تكون بتحصل كل يوم وفي بيوت كتير...
**زين...زين شخصية رائعة انسان متزن وسوي...قلبه دق وحب..حب بنت صغيرة كبرت قصاده...بس ليه تخلي !!!! ليه سكت!!! ليه ماحاولش يكلمها او يلمحلها!!!!
طيب كل اللي لامه زين وسكوته واتهموه بالسلبية...!!!؟
طيب ما تيجوا نشوفها صح.!!!
زين بيدخل بيت عمار من صغره وخديچة كانت قصاده وعمار واهله بيأتمنوه لاقصي حد...ولان هو انسان امين وخلوق بيحفظ العهود والحرمات من يوم ما كبرت واتمنعت عنه وهو بيحترم البيت واهله....واحد غيره لا كان فكر ولا قدر اي شئ كانت هتبقي مراهقة تنبهر بيه وبوسامته بمكانته وكان يستميلها ويقرب منها براحته وهي كانت ممكن تستجيب..لكن هو فضل الانتظار للوقت اللي شافه مناسب...هو عارف وفاهم انهم مش بيفكروا يزوجوها غير لما تنهي دراستها كان شايف ان وقتها هيكون انسب انه يصارحهم ويتقدم هتكون كبرت ونضجت وتقدر تختار وتقرر بشكل سليم مش مجرد بنت مراهقة مش عارفة تحدد مشاعرها...كمان ليه لما جاتله فرصة انفراده بيها ما اتكلمش..!!!
هنا بقي انا معاه وضده!!؟. ايوة معاه لانه كان حابب يفضل مختار الطريق الصح وفي النور ويتقدملها رسمي لان هي تستاهل الفرحة والعزة دي قصاد اهلها...
وضده لان مش معني انك تخاف علي حبيبتك وتعزها انك تكتم مشاعرك....كان ممكن يلمح لها بإستحياء...او بمنتهي الصراحة وبشكل محترم..مش لازم يكون فيه تجاوز قولا او فعلا علشان تعترف بحبك....مجرد اعتراف برئ نقي كان كفيل ينهي كل شئ..
لكن!!!!! القدر...كل رواية ليا وكل حكاية هقول تاني وعاشر القدر....القدر هو المتحكم في كل شئ...الحياة والعلاقات مرتبطة بقدرنا واللي مكتوب لينا.....مهما كان مع مصلحتنا او ضدها
....بس في النهاية هو قدر محتوم..
الخلاصة زين انسان نادر الوجود حب وعشق اتعذب واتألم لكن لا خان ولا غدر ولا حتي لما بقت مراته فرض عليها حبه ولا حقوقه...كان عايز حبه ليها هو اللي يجبرها تعيش معاه مش الواقع اللي اتفرض عليها كان متخيل انها اتجوزته لأسباب تانية مختلفة....وفضل صبور وطويل البال...غيره كان اتعجل وما فرقش معاه غير نفسه ورغباته وبس...زين زيه زي كل ابطالي....رجل مفتقد في زمن كثرت فيه الذكور وندرت فيه الرجال...
**خديچة بنت زي بنات كتير بتحلم وتحب وتتمني تعيش قصة حب مع الانسان الوحيد اللي حبته وقلبها دقله...الخوف والخجل والكبرياء منعوها زي كل البنات انها تعترف لزين بحبها او تلمحله...
كل اللي لام خديچة انها كانت تتصل بزين وتفهم منه!!! هو ده منطق مين.!!!
يعني انتي يتقدملك اخو الشخص اللي بتحبيه وتلاقيه معاه وقبلها بيقولك جاينلكم البيت في موضوع مهم..واخوا جاي يخطبك. انتي بالعقل هتروحي للشخص ده وتسأليه انت بتحبني ولا لا!!!! او انت ليه ما خطبتنيش انت!!!؟
مستحيل طبعااا اي واحدة هتعمل كدة..
انا عتابي الوحيد وخطأ خديچة انها زي ما انا وضحت خلال السرد..انساقت وراء شيطانها وخالفت اخلاقها ودينها انها فكرت تتجوز مروان علشان تكون جنب زين يعني هو مش هيبقي زوجها بس اهو يبقي قصادها..تشوفه...وتحس بيه.....لا حسبت حساب العذاب ولا العقاب...
ونتيجة ده كانت ايام ولايالي طويلة بتتألم وتتعذب... وهي عايشة ميتة مع شخص بجسدها بس لكن قلب وروح ملك زين..
وده كان منتهي الظلم لمروان مهما كان سئ وظالم..هو ما اجبرهاش تتجوزه...خصوصا انها وافقت بكامل ايرادتها وحريتها كان الافضل تبعد عن الاتنين ولو حتي عاشت سنين من غير زواج.....
وده درس لكل واحدة قلبها مع حد اياكي ثم اياكي تتخيلي انك هتقدري تنسي انسان بإنسان.مستحيل لان الاول انسان له مواقف ورصيد في قلبك..وايا كانت اسباب بعده بس بعد..والتاني مالوش ذنب تكوني معاه بنصف انسانة..دي منتهي الانانية...يا تنسي وتبدأي من جديد وانتي متأكدة انك نسيتي وتجاوزتي الماضي والتجربة يا إما تصبري وتستني علاج القدر والوقت كفيل ينسيكي او يخليكي تتناسي..لكن طول ما قلبك بيدق ولسة حنينك للماضي صاحي اوعي تظلمي نفسك ولا تظلمي قلب ثالث معاكي كل ذنبه انه حبك وجالك لحد عندك...
بس هنرجع تاني ونقول ** القدر...هو اللي كان مقدر زواجها من مروان برغم كل ده لشئ وحكمة وسبب..بس المهم انها ندمت وتابت عن وسوسة الشيطان وتجاهلت كل الاسباب اللي ممكن تقربها من زين وحاولت تتأقلم مع مروان وساعدته ووقفت جنبه في محنته...وعلشان كدة ربنا جعلها سبب في هدايته وهو كمان عوضها عن كل الاذي اللي سببهولها...
مروان*** مروان هو اكبر مستفيد من كل الحكاية دي....عاش لاهي عاصي ضعيف قصاد شهواته ونزواته...لا عارف يرجع ولا قادر يكون احسن... ربنا سبحانه يعلم قدر مروان ووقته وساعة موته...ولحكمة عنده ربنا كتبله التوبة وحسن الخاتمة...ليه!!! وعمل ايه علشان ربنا يسخرله كل دول علشان يهديه!!!! ماحدش يعلم ولا يعرف..
الرسول (ص) قال يعمل الرجل بعمل اهل الجنة طيلة حياته حتي يصدق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيموت فيدخل النار..
ويعمل الرجل بعمل اهل النار حتي يصدق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيموت فيدخل الجنه...
ماحدش يحكم علي حد ولا حد يقيم حد ولا حد يتآلي علي الله ويقدر احكام ونهايات البشر والخلق...كلنا علي ذنب ومعصية وكلنا قلوبنا بين يدي الله يقلبها كيفما يشاء... الخاتمة بيد الله..ممكن انسان انت شايف كل افعاله سيئة بس لعله بينه وبين ربه شئ لا احد يعلمه...شوفت شخص علي ذنب ادعيله بالهداية لكن ماتظنش انك افضل منه....لعله هو اقرب اللي الله منك...ولعلك انت ترآي الناس سمعة وذكر وليس ابتغاء وجه الله...وتكون خاتمته هو افضل من خاتمتك انت.
مروان ربنا قدرله التوبة وحسن الخاتمة طيب مين السبب!!! زين وخديچة..زواجه منها كان نقطة البداية لتحول حياته من والي من الضلال والسكر والزنا...الي التوبة والندم والهداية...قاومت معه وساعدته وسترته حتي لما اعترفت لزين بحبها ما ذكرتش مروان بأي سوء ولا فضحت ستره..لو انتم اخدتم بالكم...
وزين كمان ما عرفهاش انه عرف ولا ضيع صورة اخوه ولا زم فيه وقالها انه تعمد يتزوجها وهو عارف حب زين ليها...
.بس مروان لما فاق وندم..كان فات الاوان ومش هيطلق مراته اللي حملت في ابنه ويهديها لاخوه..خصوصا انه مايعرفش حقيقة مشاعرها تجاه زين...بس في النهاية هو استفاد وربه اكرمه بالتوبة قبل الموت وكمان ذاق حلاوة الحلال والنظافة والحياة النقية العفيغة بعد معاشرة الحرمات والذنوب....ربنا احيا قلب مروان بجرح وانكسار قلب زين وخديچة ولعل مروان عند الله افضل منهم برغم سوءه في البداية بس ربنا اعزه واكرمه في النهاية ماحدش يعلم!!!!..
والاكيد انه غلط واذنب في حق اخوه لما شاف حب خديچة في عنيه ومع ذالك صمم واتجوزها وهان عليه يعذب اخوه....
يارا*** يارا حبت واتآلمت واتوجعت زي اي ست وانثي مكانها بس..ليه خاضت التجربة دي!!!
يارا ربنا قدر عليها انها ما تخلفش وهي بحكم انها طبيبة عارفة ده من قبل زواجها بس هل ده يحرمها تتزوج وتعيش حياة!!! لو تزوجت من اي حد تاني كانت ممكن تنجرح اضعاف اضعاف من اتوجعت هنا...لان هنا اتوجعت احساس وشعور...لان زين اتجوز خديچة وبيحبها...مس لانه تزوجها بسبب يارا وعلشان تخلف لانها مش بتخلف...زين ماجرحهاش ولا اهانها لانه يعلم حق العلم انه لا بإيده ولا ايديها...ده قدر ونصيب ربنا كتبه...رضي بنصيبه معاها ونصيبها هي كمان...بس تزوجت وفرحت وعاشت مع زين حياة بتنمتاها بس مع الوقت وطبع الانسان وخصوصا بنات حواء كان صعب تتأقلم وتعدي حب زين لخديچة...خصوصا بعد اعتراف زين ليها بحبه لخديچة...اختارت تبعد وتكمل حياتها بشكل مختلف ولعل النهاية ليها تكون افضل مين عالم...
النهاية ان كل شئ وكل موقف وكل مصير في حياتنا بيد الله وبقدره..وله حكمة وسبب.مش لازم دايما نعرف السبب ولا نفهمه بس لازم نؤمن بيه وبوجوده...نحاول نتغير ونجاهد نفسنا للأفضل ولكن في النهاية..قدر ربنا يغلب وينتصر بحكمة..
دي كانت نظرتي وفكرتي لأحببت خديچة.. منكم من يتفق معايا ومنكم من يكون ضدي بس في النهاية دي آراء وافكار...
الخاتمة لسة فيها لمحات من حياتهم اللي كملت ويارب تكون عجبتكم واشوفكم علي خير في رواية جديدة وكل سنة وانتم طيبين ورمضان كريم...ولعلها ايام توبة لنا جميعااا احنا لسة في العشر التوبة واللي جاين عشر المغفرة وربنا يغفرنا بعفوه..وختامه عشر العتق من النار اللهم اعتق رقابنا جميعااااا من النار...ويعفوا عنا ويرحمنا...
هتوحشششوني 😍😍😍😍
#خاااااااتمة أحببت خديچة
#ريحانة الجنه 🌹
************************************
لمحااااات من الحياة..
في المستشفي التي تعمل بها يارا...نهارا...كانت تجلس في غرفة مكتبها وتراجع بعض المراجع..واذ بباب غرفتها يدق بإستأذان..
يارا : اتفضل ادخل...
دخل رجل وسيم يبدوا عليه اللياقة والاناقة وايضااا الروح المرحة..دخل يبتسم بمشاكسة..
حاتم بمزاح: قمر الدفعة والمستشفي وكليات مصر كلها وحشششااااني...
رفعت رأسها وتبسمت من سماع صوته ورؤيته وقامت مرحبة به بلهفة.
يارا بدهشة: حاااتم..يخرب عقلك انت رجعت امتي يا مصيبة!!!؟
تقدم منها وامسك بيديها واطبق عليها بلهفة قوية : انا لسة راجع من ٣ ايام بس..وحششتيني يا يارا عاملة ايه طمنيني!!!
يارا تهللت اساريرها بسعادة فهو صديق دراسة وكفاح كان الطف من في المجموعة..مازح ضاحك متفائل شخصية تؤثر القلب..وتترك آثرها بحق..
يارا: انا تمام بخير اهو قولي انت ايه اخبارك!!! وشغلك...وحياتك احكيلي بسرعة!!؟
حاتم ضاحك: ههههههههههه.ما تهدي يا بنتي ايه الفضول ده هقولك والله بس واحدة واحدة..شوفي يا ستي انا بعد ما خلصنا جامعة وسافرت لندن.. كملت دراسة هناك واخدت الماچستير والدكتوراه...واشتغلت في مستشفي في هناك..والدنيا كانت تمام اوي..
يارا يتردد: طيب..احممم..ووواتجوزت ولا لا!!!؟
حاتم ابتسم بمكر فهما كانا يكنان لبعضهما بعض مشاعر الاعجاب ولكن لم تتطور لحب وعلاقة : ايوة يا ستي اتجوزت..وخلفت كمان..
تغيرت ملامح يارا للحزن وخيبة الأمل..لا تعرف لما هذا الشعور ولكن هناك شئ بداخلها قفز للحياة عند رؤية حاتم ...
ولكن هو لم يصمت طويلا ليتركها بهذه الحال واكمل..
حاتم بخبث واختبار لمشاعرها ومازالت ام ذهبت مع السنين : وطلقتها....
تبسمت بفرحة لم تستطع ان تكتمها وتهللت ملامحها : بجد!!! ازاي احكي قول...
حاتم تيقن ان السنين ان كانت عفت بغبارها علي مشاعرها تجاهه لكن لم تموحوها كليا بل احتفظت بها والان تناثرت حبات الغبار في الهواء...وانتعشت الاحاسيس من جديد...
حاتم تنهد بضيق: ابداااا هي انجليزية اتعرفت عليها وانا بدرس حبتها واتعلقت بيها وعشنا فترة مع بعض وبعد كدة حملت مني واتجوزنا...بس بدأت تتغير ومش قادرة تعيش بطبعي واسلوبي وطبعااا معتقداتي ولا تقاليدي في الحياة..حصل صدام كبير وكان ده للأسف بيآثر علي چوليا بنتي..البنت بدأت تبكي وتنطوي مع صريخنا وختاقتنا...وقتها قررت انقذ نفسي وبنتي..طلقتها...بس علشان اخد بنتي ساومتني تخيلي!!!؟
يارا بعبوث واستنكار: ساومتك!!!؟. دي ام دي!!؟
حاتم بضيق لذكراها: للأسف..طلبت 100000 $. علشان تتنازل عن چوليا..
يارا: مش ممكن ودفعت!!!؟
حاتم تبسم بسخرية: ايوة طبعااا بنتي عندي بالدنيا كلها....دفعتلها واخدت چوليا وباقي الفلوس اللي تعبت فيها السنين دي كلها...ورجعت مصر..
يارا بإرتياح: طيب بما انك رجعت ناوي علي ايه!!!
حاتم بتفكير: مافيش انا لما رجعت كلمت الدكتور فوزي مدير المستشفي ما انتي عارفة كان بيحبني اوي اول ما اشتعلت هنا...والحقيقة رحب بيا وعرض عليا ارجع اشتغل هنا...وهرجع فترة كدة لحد ما اشوف عيادة مناسبة واوضبها وافتحها...المهم انتي عاملة ايه..!!!! سمعت انك كمان زيي اتجوزتي واتطلقتي!! ليه يا يارا!!؟
يارا تبسمت بحزن: نصيب يا حاتم زي جوازك وطلاقك انت كمان..نصيب..بس كمان انا عندي مشكلة في الرحم ومستحيل اخاف..وزين زي اي راجل من حقه يخلف...واتطلقت..
حاتم رمقها بحنين واسمك بيديها وضمها بحنان وطبع قبلة حانية عليها : انسي..انسي يا يارا اوعدك اللي جاي احلي ليا وليكي...
يارا نبض قلبها من جديد بعد حزن وعذاب وتبسمت بأمل: تفتكر!!!؟
حاتم بمشاكسة: تؤ انا متأكد..ده انا تييييمو..تيييمور ولا نسيتي!!!
يارا ضحكت بسعادة: ههههههههه..لا ما نسيتش...بس قولي فين بنتك نفسي اشوفها اوي!!!؟
اخرج هاتفه واظهر بعض الصور لها واراها اياها...: بصي جميلة بنت اللذين جمال انجليزي علي خفة دم مصري وحاجة كدة كوكتيل يجنن.لازم تتعرفي عليها..
يارا بسعادة: ياريت يا حاتم دي جميلة اوي وواضح من صورها معاك انها فعلا مشكلة ومرحة..
حاتم بحماس: جدااا مش عايز اقولك...استني هفرجك علي شوية صور وڤيديوهات لينا سوا مسخرة شوفي...
ظل حاتم ويارا يتبادلان اطراف الحديث والمرح والضحك...وشاهدان الصور والمقاطع وتعالت الضحكات والحكيات والطرائف...وكئن حاتم عاد ليحيها من جديد وينير دنياها بعد ما اظلمت بطلاقها من زين..
توالت اللقاءات والمواعيد...تأچچ الحنين والحب وعادت اللهفة وعادت دقات القلب تدق لتخبر كلا منهم بإحتياجه للآخر..وعدم القدرة علي التخلي عنه...وفي ذات يوم كانا الاثنان في منزل حاتم الذي تحت التجهيز ومعهم العمال ومهندس الديكور والصغيرة چوليا تچول حولهم بمرح فقد تعودت علي يارا واحبتها واصبحتا صديقتين مقربتين...
حاتم بحيرة: يارا..ايه رئيك في اللون ده لاوضة النوم الكبيرة!!!؟
يارا بإعجاب: بص هو اللون يجنن وجديد مش اي حد بيعمل كافيهات في النوم بس عجبني بكل درجاته..بس مش مهم رآي المهم رآي اللي هتشاركك فيها..
حاتم ابتسم بمكر شديد وسحبها من يدها بسرعة لغرفة النوم واغلق الباب خلفه وهي مازالت دهشة من فعلته..
يارا بدهشة: مالك فيه ايه!!! ازاي تاخدني كدة قصاد العمال والبنت وتقفل الباب!!
حاتم طوق خصرها بتملك واقترب منها بمراوغة : مش انتي بتستعبطي وتختبريني!!!! انا جبتك هنا علشان اجاوبك واقولك مين اللي هتشاركني الاوضة دي..
قبل ان تتيقن مقصده كان يكمل دهشتها ويفاجأ شفتيها بقبلة مجنونة متلهفة..حاولت صده في البداية ومنعه..ولكن لم تتحمل الحنين اليه استسلمت له فتعمق اكتر لتكون سيل من القبلات الحارة ولم تكن قبلة واحدة...حتي ابتعد عنها وهو يلهث من شوقه اليها وبهمس : انتي يا يارا..انتي اللي هتكوني معايا هنا...انا هتقدملك الليلة وهيكون ده بيتنا..موافقة تكملي حياتك معايا ومع چوليا!!!؟
يارا بسعادة غامرة تتوهج في عينيها وملامحها : موافقة...موافقة انتم كمان تشاركوني حياتي ونكمل سوا...
تبسم بحب واقترب ليقبلها من جديد ولكنها منعته بدلال: تؤتؤ كفااااية كدة...خاليها لما نتجوز بقي..
حاتم تنهد بشوق وقبلها من جبينها بحنان: نخليها لما نتجوز...بس انا كدة هكتم علي نفس الناس اللي برا دول ولازم البيت ده يخلص في ظرف يومين انا مستعجل...عااايز ابوس..
يارا بفرحة: ههههههههههه.بطل جنان وياللا نخرج شكلنا وحش وكمان چوليا لوحدها برا...
حاتم : تمام يا حبيبتي يا للا بينا...
استوقفته بشغف لسماع هذه الكلمة : انت قولت ايه!!!
حاتم بحب: حبيبتي..قولت حبيبتي...انتي حبيبتي يا يارا...
يارا بدمعة شوق فهي لم تسمعها قط من زين: بتحبني بجد يا حاتم!!!؟
حاتم بدهشة من دمعتها مد انامله بحنان وازاح دمعتها وقبلها من وجنتيها : ايوة بحبك...ليه مستغربة...بحبك يا يارا والله بحبك...
يارا ارتمت بين احضانه بتعب: وانا كمان بحبك يا حاتم بحبك اوي..اوعي تسيبني...اوعي تتخلي عني..فاهم
حاتم ضمها بقوة وحنان : مستحيل حبيبتي اسيبك او اتخلي عنك مستحيل...
اكملا كل شئ واتمم الزواج واصبحا زوچين في منتهي السعادة...وعاشت يارا مع حاتم وچوليا ما قسم وقودر لها..عاشت ماحرمت منه...والذي يخبئه لها القدر...
**********************************
كانت تصرخ بجنون من الآلم والوجع وهو يحملها ويهرول بها..
خديچة بدموع: همووووت يا زين مش قادرة بجد همووت..
زين قلبه يكاد ينخلع عليها يود لو اخذ المها ووجعها هو.. : اهدي..اهدي حبيبتي ان شاء الله هتبقي بخير...
استوقفته المساعدة واخدتها منه علي حامل المرضي..وحين هو علي حاله وقلقه اذ بيارا تشاهده تقدمت منه..
يارا: زين!!! خير فيه ايه!!؟
تعجب هو من رؤيتها ولكن ليس هذاالوقت للتعجب: ديچة الدكتورة بتاعتها اللي ولدتها في حياة..سافرت وهي جالها تعب وواضح انها بتولد..وجبتها هنا انا خايف عليها اوي يا يارا..
يارا تبسمت وربتت علي كتفه بإطمئنان: طيب اهدي كدة وانا هدخل اولدها ما تقلقش..
تعجب من هدوئها وابتسامتها منذ متي تتلهف علي خديچة!!!!
زين برجاء: يارا..ارجوكي بالله عليكي ديچة بين رحمة ربنا ثم ايديكي اوعي تت..
اسكتته هي : شششش ما تكملش..اللي فات مات..وانا ابتديت من جديد وانتم كمان ربنا يسعدكم...ووعد هتكون بخير..ادعيلها انت بس..
قبل ان يرد عليها تقدم حاتم بتساؤل: يارا..لسة عندك شغل!!؟
يارا تبسمت له: ده دكتور حاتم جوزي يا زين...
زين تبسم براحة حقاا تزوجت لعله خيرا لها مني..ورحب به بهيبة وحضور : اهلا دكتور حاتم..
يارا: وده زين يا حاتم اللي كلمتك عنه..
لم ينكر حاتم انه شعر بالغيرة من زين عند رؤيته فهو عند سماع حكايته معها لم يغار هكذا....ولكن بعد رؤيته لزين بشخصه وفا زين شخص يفرض هيبته وحضوره علي اي تجمع او حضور...خاصة ملامحه ورجولته...فحق لها ان تتألم لفراقه..
حاتم بغيرة يكابر ويجاهد في كتمانها: اهلا يا حضرة الظابط...اتشرفت بيك...
شعر زين بغيرته وعبثه..فاوجه حديثه لها بجدية : دكتورة يارا مش هوصيكي علي ديچة..انتي عارفة هي ايه بالنسبة ليا!!!
يارا تبسمت: ما تقلقش قول يارب..
وقف يطالعه بغيرة وغضب..لان ظنه كان انه هو افضل من زوجها السابق وانه فرصة ذهبية لها..ولكن كلما نظر له غار غيرة رجال..فا زين رجل واثق وسيم انيق..ذو طباع عاقلة متزنة...رجل يغار منه اي رجل وليس حاتم فقط...اما هو لم يعيره اهتمام ولم يلتفت له مع رؤيته له بجانب عينيه يأكله بنظرات الغيرة والغضب...ولكن تجاهله اولا لانه يقدر غيرته كرجل...ثانيا انه واثق لا يهز كياته مثل هذه المواقف..
خرجت هي وقد انجبت له صغير جميل..وقد ردت اليه روحه من جيد بعد ما اتطمئن علي صغيرته وحبيبته...وعادا كلا لبيته وحياته..
***********************************
في منزل زين وخديچة...كان الجميع يحتفل بالمولود الصغير....وكانت فاطمة تحمله بين يديها...
فاطمة بفرحة چامحة: هاه يا ولاد مش ناوين تسموه بقي!!!؟
زين نظر لخديجة بإتفاق: مش احنا بقالنا اسبوعين بنقولك ماحدش هيسميه غيرك..وانتي حرة اتأخري بقي والواد يفضل كدة من غير اسم!!!
فاطمة بدموع وحزن: ما انا قولتلكم مش هقدر..
زين جثي علي ركبتيه امامها وقبل يدها : قولتلك سمي...سميه علي اسمه انا موافق..ده اخويا يا أمي..
فاطمة بحزن ودمع: بس..بببس ده فال وحش..
خديچة اقتربت منها وتبسمت وقبلتها من رآسها: لا يا ماما..احنا منهين عن التشاؤوم والتطير...كل شئ بأمر ربنا والاعمار دي بين يدي الله...انا وزين اتفقنا نسميه مروان...
فاطمة بحنان : انتي يا بنتي هدية ونعمة ربنا بعتهالي انا وولادي...ربنا يسعدك واشوفك انتي وزين وولادكم في. احسن حال..
خديجة تبسمت: طول ما انتي معانا وراضية ربنا هيرضي علينا ويسعدنا..
انشغل الجميع في المباركات والتهنئة ومضت الليلة بسعادة وذهب الجميع ونام الصغيران زين وحياة في غرفتيهما والمولود الصغير يشارك والديه غرفتهما..كانت تضعه في فراشه الهزاز برفق وحنان..تقدم هو منها برفق وشوق وطوقها بلهفة واحتضنها وقبل خصلاتها العسلية..
زين تنهد براحة: ااااااااه يا ديچة الثالث....بقي عندنا ٣اولاد انا بحلم حلم جميل مش عايز اصحي منه...
التفتت اليه وتبسمت وطوقت كتفيه بحنان : تؤ تؤ...انت في حقيقة يا روحي...احنا سوا وخلفنا تاني..ربنا مايحرمني منك ابداااا...انت اكبر واجمل حلم حلمته واتمنيته وربنا حققهولي...
زين بمشاكسة: وبعدييين انا مشتاااق والانسان ضعيف وانتي في حل مني الفترة دي ايه العمل بقي!!!
خديچة ضحكت بدلال لشوقه: اممممم..هو انا ما قولتلكش!!!!
زين رافعااا حاجبيه بمكر: لا ماقولتليش!!! خير!!
ديچة : احممم اانا بقيت تمام مافيش حاجة...
زين بتفكير: اممم بدري كدة!!! وده امااان يا روحي!!! حلاااال الله اكبر يعني ولا ايه!!!؟ ابوس ايدك دي فيها غضب من ربنا...
خديچة ضاحكة بجنون: ههههههههههه هو انت متخيل اني هغشك في حاجة زي دي...بص يا روحي هفهمك...
النفاس مش زي ما الناس فاهمة لازم تفضل المرآة ممتنعة عن الصلاة والطهور اربعين ليلة لا...الاربعين دي هي اقصي مدة تمكثها المرآة لتطهر...مش الزام....يعني متي طهرت وارتفع الدم..ورآت علامة الطهر اغتسلت وصامت وصلت...وكل ست وطبيعتها زي الحيض بالظبط مش كل الستات لها نفس المدة والحكم...فهمت يا زوجي العزيز...!!!؟
تبسم هو وقبل جبينها بحب: فتح الله لكي يا زوجتي الجميلة...تمام ما دومتي متيقنة وواضح كدة انك فاهمة انا هتوكل علي الله وارجع للغابة بتاعتي...تعالي يا غوالي الشارد انتي علشان الاسد بتاعك جعاااااان موووت..
حملها بحب وشوق واكمل ليلة من ليالي الهناء..ليلة تضاف الي رصيد السعادة..
زين وهو يغمر وجهه بين خصلات العسل المجنون: بحبك...بحبك يا ديچة...عايز اعيش معاكي كل ليلة ليلتين...لعوض بيها الليالي والسنين اللي مرت عليا من غيرك....اااااه من شوقي اللي مش بيهدي ولا بينتهي...
سحبته هي بجنون وقبلته بشوق ماكرة عاشقة : ولو قولتلك نعيش الليلة ٣ واربعة ونعوض ايامي وايامك وسنيني وسنينك...انا بحبك اوي يا زين..حب مش حب عادي....انا الرجال في عيني وفكري انت. مهما شوفت وصادفت..انت...انت وبس...
زين بنااار تشتعل كل لحظة: اطبق عليها وقبلها بلهيب كانت قبلاتها لكل انش بها تصرخ بحب وشوق وجنون عاشق.....
زين : بعشقك...وهفضل اعشقك لحد اخر نفس.
الايام واليالي كتيرة وياما فيها حكاوي ومواقف..واكيد حكايتهم ما خلصتش ولسة ليها بقية..
تمت
ماتنسوش تصلوا علي النبي 🌺


تعليقات
إرسال تعليق