رواية إجرام الحب الفصل الاول والثاني والثالث بقلم الكاتبه زينب محروس حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية إجرام الحب الفصل الاول والثاني والثالث بقلم الكاتبه زينب محروس حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
أنا مصابة بالڤيروس يا تقى، النهاردة ظهرت عليّ الأعراض.
شهقت تقى و قربت من صاحبتها و هي بتسألها بصدمة:
_ أنتي بتهزري يا آية؟
ابتسمت آية بانكسار، و ثبتت خصلة شعرها المتمردة بعيد عن عيونها و قالت بحزن:
_ مش بهزر يا تقى، أنا فعلاً حاملة للڤيروس.
سحبتها تقى من إيدها و قالت باستعجال:
_ أنتي لازم تشوفي دكتور فورًا.
سحبت آية إيدها، و قالت بسخرية:
_ دا على أساس إني ميكانيكي مثلًا! متنسيش إن أنا اكتر واحدة عارفة الأعراض بحكم شغلي.
تقى عيونها دمعت، و خرج صوتها مرتعش:
_ لازم يكون في علاج، مينفعش أخسرك يا آية.
ابتسمت لها آية و مسحت الدمعة اللي نزلت على خدها، و قالت بهدوء:
_ متقلقيش يا حبيبتي، أنا الحمدلله اكتشفت الموضوع في أوله، و باخد شوية أدوية كدا تهدي الأعراض شوية.
سألتها تقى بترقب:
_ سيف عرف الموضوع ده؟
حركت آية دماغها بنفي و قالت:
_ لاء ميعرفش و مفيش حد يعرف، أنا قولتلك أنتي بس لأن أنا بالفعل بدأ أنفي ينزف، فمش عايزاكي تقلقي و مش لازم حد يعرف يا تقي لحد ما البحث بتاعي يخلص.
اعترضت تقي و قالت:
_ أنتي لسه ناوية تشتغلي يا آية؟ أنتي لازم ترتاحي في البيت عشان الموضوع ميزدش اكتر من كدا، و غير كدا المركز لو عرف إنك مصابة بالڤيروس و خبيتي عنهم دا ممكن يكون سبب فصلك من شغلك.
متقدرش تنكر إنها بالفعل خايفة تخسر شغلها، لكنها حاولت تطمن صاحبتها لما قالت:
_ متقلقيش، و بعدين متنسيش إن سيف خطيبي هو مدير القسم بتاعي......يعني معايا واسطة.
قالت جملتها الأخيرة بهزار، فكان الرد من تقى:
_ سيف دا هو أول واحد هيتخلى عنك لو عرف، و بعدين شغلك في المختبر ممكن يزود تعرضك للفيروس أكتر.
ردت آية بإصرار:
_ انا لازم أكمل، لأن أنا بالفعل قربت اوصل للقاح الڤيروس، و بكدا هقدر أفيد نفسي و أنقذ باقي المرضى.
و بالفعل صممت آية إنها تكمل في البحث عن لقاح الڤيروس اللي انتشر مؤخرًا، و كأن اللقاح ده هو الرسالة اللي بسببها دخلت كلية العلوم و أخدت بعدها دراسات عُليا، و في الآخر اشتغلت في المركز القومي للبحوث، وكان سيف خطيبها هو اللي رشحها للوظيفة و اتقبلت بسببه، و بالرغم من حزنها لارتفاع نسبة الوفيات و الحالات المصابة بالڤيروس إلا أنها شافتها فرصة عشان تقدر تثبت لخطيبها و زمايلها في الشغل إنها كانت تستحق الثقة و تستحق تشتغل معاهم بدون واسطة من سيف خطيبها.
★★★★★★
على الطرف التاني، خرج سيف من المختبر بعد ما خلع الجلاڤز الطبي و غسل إيده كويس و عقمها بالكحول، و بعدين دخل مكتبه و من وراه دكتور تلاتيني اصغر منه بسنتين، و في نفس الوقت يبقى زوج أخته.
بدأ سيف بالكلام لما قال بجمود:
_ اقفل الباب وراك كويس يا عادل.
و بالفعل نفذ كلامه، و قرب قعد على الكرسي المقابل، فسأله سيف باهتمام:
_ ايه الاخبار في المختبر؟؟
رد عادل بغباء:
_ ما انت لسه متفقد الوضع بنفسك يا دكتور!
اتنهد سيف بضيق مكتوم:
_ ركز يا عادل، أنا بتكلم على المختبر بتاعنا.
_ لحد دلوقت مفيش نتيجة، محدش من الدكاترة اللي هناك عارف يوصل لحاجة.
رجع سيف بضهره و مازال دراعه ممتد و بيحرك القلم بخفة على المكتب، و قال بشرود:
_ لازم اوصل للقاح قبل أي حد، مينفعش الدكاترة هنا يكتشفوه قبلي.
رد عادل بخبث:
_ متقلقش أنا مركز مع الدكاترة هنا كويس، و لو حد وصل لحاجة هعرفك.
اعتدل سيف في قعدته و قال بتأكيد:
_ عايزك تركز اليومين دول، و حاول على قد ما تقدر تأخرهم في البحث، و أنا هركز مع المختبر الخاص.
_ حتى لو الدكتورة آية وصلت لنتيجة؟
_ أهي آية بالذات لازم تركز معاها، أنا عارف إنها شاطرة و هتقدر تكتشف العلاج، بس مش معنى إني خطيبها يبقى هسيبها تبوظ مسيرتي المهنية.
و خرج سيف من مكتبه عشان يقابل آية و يستفسر عن سبب غيابها عن المختبر لمدة يومين، لأنه عارف إن عمرها ما بتغيب غير للضرورة
★★★★★★
تاني يوم كانت آية شغالة في المختبر، و عادل بيشتغل قصادها على أبحاثه و فجأة حست كأن الدنيا بتلف حواليها، سندت على الطاولة الرخام اللي قدامها و هي بتحاول تستعيد توازنها، لكنها حست كأن الدنيا بتسود في عيونها و دي كانت من أعراض الڤيروس، و يادوب قدرت ترفع دماغها حست بنزيف الدم من أنفها، و بحركة سريعة مسحت الدم و خرجت من المختبر و نسيت أوراق البحث بتاعها.
كل اللي حصل ده كان تحت أنظار عادل اللي اتحرك بسرعة و صور البحث بتاعها.
و من غير ما يضيع وقت توجه لمكتب سيف عشان يوريه آخر تطورات آية في البحث، و بعد قرأة البحث كويس، ابتسم بإعجاب و قال:
_ كنت عارف إنها هتقدر توصل للقاح، ابعت الصور دي فورًا للدكاترة في المختبر عندنا.
و بالفعل نفذ كلامه، و اتفق مع سيف أنهم لازم يعملوا حاجة تعطل آية عن إكمال البحث لفترة مؤقتة، فكانت أول فكرة تخطر على بال عادل هي إجازة مرضية، و بالفعل اتكلم عن تعب آية و الأعراض اللي ظهرت عليها، فوقف سيف و على وشه ملامح الصدمة و قال بصوت مخنوق:
_ مستحيل! دي أعراض الڤيروس.
ابتسم عادل بمكر:
_ طب ما دا كويس، اهي جت من عند ربنا، كدا هتاخد إجازة إجباري. حلو ده....
زعق سيف بغضب:
_ حلو ايه و زفت ايه! دي مصيبة!
عقد عادل حواجبه و قال باستغراب:
_ مصيبة ليه؟ انت مش عايز تعطلها عن إتمام البحث؟!
خبط سيف على المكتب بعصبية قال باستنكار:
_ بس مش عن طريق الموت! و أنت عارف إن الڤيروس دا ملهوش علاج لحد دلوقت و مميت! و آية تبقى خطيبتي!!!
حاول عادل يهديه و يقنعه:
_ انا مقولتش أنها تموت، إحنا كل اللي هنعمله هنوصل الخبر لإدارة المركز فهيعطوها إجازة، و في الوقت اللي هي ترتاح فيه في البيت أنت تاخد البحث بتاعها و تكمل عليه و تصنع اللقاح و تعالجها، يبقى أنقذت خطيبتك و تاخد الفضل في إكتشاف اللقاح، مش دا كان هدفك؟؟
سكت سيف و هو بيفكر في كلام عادل، لأنه فعلاً عايز ياخد الفضل في إكتشاف اللقاح، و عشان كدا هو أنشأ لنفسه مختبر بيشغل فيه دكاترة تبعه و لكن بصورة غير قانونية، و مستحيل يضيع تعبه في الفترة الأخيرة عشان خاطر خطيبته حتي لو كان بيحبها، فهو حبه لنفسه أكبر، و عشان كدا خرج الرد منه بهدوء:
_ وصل الخبر للإدارة.
★★★★★★
في الوقت اللي كان خطيبها بيسرق فيه مجهودها، كانت آية بتلفظ أنفاسها بصعوبة في حمام المركز، و مكنش قدامها حل غير إنها تتصل بتقى اللي بتشتغل في شركة مجاورة للمركز.
مكنتش تقى بترد عليها، و هي مبقتش قادرة تقف اكتر من كدا، فقعدت على الأرضية و هي بتفك حجابها لعل و عسى تقدر تتنفس.
الثاني
مبقتش قادرة تقف على رجلها فقعدت على الأرض، و هي بتحاول تتصل بصاحبتها عشان تنقذها لكنها مكنتش بترد، فكت طرحتها عشان تسهل عملية التنفس لكن مفيش فايدة.
في الوقت ده كان سيف بيدور عليها، و في موظفة قالت إنها شافتها داخلة الحمام و من وقتها لسه مخرجتش، فدخل بسرعة و هو بيدور عليها زي المجنون و بينادي اسمها.
لما آية سمعت صوته، بدل ما تستغيث به، حطت إيدها. تكتم أنفاسها اللي كانت بتاخدها بصعوبة، و نتيجة لحركتها سهلت الموضوع لمخها، و غابت عن الوعي.
و أخيرًا استخدم فونه يرن عليها، و أول ما سمع رنة فونها دخل مباشرة من غير إستئذان، ملحقش يتصدم بوضعها، هو شالها و اتحرك فورًا للمستشفى.
اول ما بدأت آية تفتح عيونها، أخدت ثواني عشان تستوعب اللي حصل و تستوعب المكان اللي هي فيه، و لما سمعت شهقات والدتها اللي ماسكة إيدها و بتعيط، غمضت عيونها بقلة حيلة، و بالرغم من محاولاتها عشان تتكلم بصوت طبيعي إلا إن صوتها كان ضعيف لما قالت:
_ أنا كويسة يا ماما.
حركت والدتها دماغها برفض و قالت بتمني:
_ كويسة ايه بس يا آية! ياريتني كنت أنا حبيبتي!!!
حاولت تقعد و هي بتقول:
_ بعد الشر عليكي يا ماما، أنا و الله كويسة.
قربت تقى و ساعدتها تقعد، ف آية شكرتها و سألتها عن اللي حصل، فعرفت منها إن سيف هو اللي أسعفها و رجع لشغله بعد ما اطمن عليها.
شهقت آية بفزع و قامت من مكانها و هي بتقول:
_ لازم اتكلم معاه فورًا، أنا لازم أكمل شغلي اليومين دول.
منعتها تقى من الحركة و هي بتقعدها بدفعة خفيفة:
_ لاء طبعًا شغل ايه، لازم تخفي الاول.
نقلت آية نظرها بين والدتها و بين تقى:
_ انا خلاص قربت أصنع اللقاح، لو مكنتش تعبت كان ممكن يكون جاهز دلوقت.
تدخلت والدتها وقالت:
_ موجود في المختبر دكاترة كتير يا حبيبتي، هما هيتصرفوا أنتي بس ارتاحي.
مكنش كلامهم كافي عشان آية تقتنع تاخد إجازة، لكن دخول الدكتور اللي طلب منهم يتعاملوا معاها بتحفظ و اتباع وسائل الحماية، كان كافي عشان هي تبدأ تخاف على الناس اللي حواليها عشان متكونش سبب في مرض حد، و خصوصًا إنهم مش متأكدين إن الطريقة الوحيدة لانتقال الڤيروس هي عن طريق الدم أو الجروح، و دا بسبب انتشاره السريع اللي ممكن يكون بسبب التلامس أو التنفس.
★★★★★★
فضلت في بيتها أسبوع، و بتتعامل مع العيلة من بعيد و رافضة اي حد يقرب منها، و كان سيف مشغول بالحصول على اللقاح في أسرع وقت، حتى إنه بيكتفي بمكالمة واحدة في اليوم عشان يطمن عليها، و في آخر يومين مبقاش يكلمها و لما هي اتصلت مسمحش بفرصة عشان تقول اللي عندها.
خفت الأعراض نوعًا ما بفعل الأدوية المؤقتة اللي بتاخدها، و عشان كدا قررت تروح المختبر و عشان تطلب من سيف يكمل البحث بتاعها و تشرح له طريقة شغلها و اللي كانت بتفكر تعمله.
و بالفعل راحت آية عشان تقابله في المركز لكنه مكنش موجود، و لما فكرت تستناه لاحظت إن زمايلها بيتعاملوا معاها بتحفظ من غير ما حد يقرب منها، لذلك قررت ترجع البيت بعد ما حست إن سيف كمان ممكن يكون بيهرب منها عشان خايف يصاب بالڤيروس.
★★★★★★
على الطرف التاني كان سيف شغال بنفسه على اللقاح في المختبر الخاص بيه، و كان متعصب على الآخر لأن البحث اللي سرقوه من آية مكنش كامل، و لذلك كان مضطر سيف إنه يصبر شوية و يكمل بحث بنفسه، في الوقت ده وصل عادل اللي قال من غير مقدمات:
_ آية جت النهاردة المركز و كانت عايزة تقابلك، بس قولتلها إنك هتتأخر، هتعمل ايه تقابلها و لا ايه؟؟
أضاف سيف جزء من البودرة الكيميائية لدورق التفاعل:
_ ايوه هقابلها....اتصل بها أنت على ما أنا أخلص.
سأله عادل بتأكيد:
_ أنت متأكد؟ اكلمها!
رد عليه سيف بزهق:
_ ايوه يا سيدي أخلص بقى.
كان سيف بيتكلم على أساس يتقابلوا في المركز، لكن عادل فهم إنه عايزها تيجي المختبر السري، و بحكم سوء التفاهم ده اتصل عادل على آية و طلب منها تحضر عشان تقابل سيف.
اول ما خلص المكالمة سمع صوت سيف، و لما دخل يشوفه سأله بجدية:
_ الناس الجديدة اللي هتجرب اللقاح وصلت؟
_ ايوه.
_ مضتهم على العقد و قبضتهم الفلوس؟
_ ايوه، كله تمام.
شاور سيف على حقنتين جنبه و قال:
_ طيب دلوقت تاخد الڤيروس و تحقنهم بيه، و تكلم الناس اللي هيجربوا اللقاح و اول ما يوصلوا تعال عشان تخليهم يجربوه.
★★★★★★
و هي خارجة من البيت قابلت تقي اللي كانت جاية تشوفها، فسألتها باستغراب:
_ انتي خارجة و لا ايه؟
_ ايوه رايحة أشوف سيف.
_ و سيف ميجيش هو يشوفك ليه؟ هو المريض اللي يروح يزور السليم؟؟
_ أصله مشغول يا تقي، فهروح انا و أصلا عايزة أقوله على فكرة ممكن تنجح و نلاقي اللقاح.
اتكلمت تقى بسخرية:
_ أنا مشوفتش حد عنده ثبات على المبدأ زيك، لسه من كام ساعة كنتي زعلانة عشان الدكتور مش معبرك و دلوقت متشيكة و رايحة تقابليه!
ضحكت آية بخفة:
_ مجبورة بقى، هعمل ايه!
ردت عليها تقى بجدية:
_ بلاش تروحي، و بلاش تساعدي سيف يوصل للقاح لأنه مش هيعترف بمساعدتك.
_ لاء طبعًا، سيف مش كدا، و بعدين أنا مش مهتمة الفضل يرجع لمين على قد ما أنا مهتمة نلاقي حل للڤيروس ده......متنسيش إن أنا دلوقت بموت على البطيء يا تقى.
أنهت كلامها و طبطبت بخفة على كتف صاحبتها، قبل ما تتخطاها و تكمل في طريقها.
لما وصلت العنوان اللي اخدته من عادل، كان الحي سكني، لكن العمارة اللي فيها المختبر كانت خالية من السكان، و دا كان باين على التراب اللى على سلم العمارة.
اول ما وصلت الطابق التاني بدأت تشم ريحة غريبة هي تعرفها كويس، لأنها مواد كيميائية. قربت من باب الشقة و خبطت مرات متتالية.
فتح لها واحد من اللي هيجربوا التركيبة، و لما سألته عن سيف فكان رد الراجل:
_ منعرفش حد اسمه كدا، اللي هنا دكتور عادل.
_ طيب هو فين؟؟
شاور الراجل على باب مقفول قصاد بابا الشقة:
_ جوا في الأوضة بيجيب الحقنة.
سألته آية باستغراب:
_ حقنة ايه؟؟
_ علاج الڤيروس الجديد ده.
ابتسمت بسعادة:
_ هما وصلوا للقاح؟؟
رد عليها الراجل بزهق:
_ بقولك ايه يا أبلة، انا مش عارف حاجة تقدري تستني دكتور عادل و هو يفهمك.
دخلت آية و قعدت تنتظر خروج سيف أو عادل، و هي بتساءل عن المكان و محتواه و خصوصًا إن سيف مذكرش موضوع الشقة دي قبل كدا، هي عارفة إنه بيدير شركة أدوية بجانب شغله الحكومي، لكن متعرفش حاجة عن الشقة.
مرة تانية حست بنزيف أنفها، فاتحركت للحمام عشان تغسل وشها، و في الوقت ده خرج عادل و بدأ يعطي التركيبة عن طريق الوريد للراجل الخامسيني و الولد اللي معاه و اللي كان تحت السن القانوني، قبل ما يفوت خمس دقايق كانوا الاتنين وشهم محمر بطريقة غريبة و كأنهم مخنوقيين و وقعوا على الأرض فاقدين الوعي أو خلينا نقول فارقوا الحياة.
كان الموضوع معتاد بالنسبة لعادل، كان رد فعله هو مكالمة هاتفية بيطلب فيها الحضور عشان يخفوا الجثتين، و دا كله تحت أنظار آية اللي اتخشبت مكانها وظهرت على وشها علامات الصدمة.
الثالث
اتخشبت آية مكانها لما شافت اللي حصل، مش معقول الشاب اللي دايمًا تمدح في طيبته يرتكب ذنب كبير زي ده بكل برود!
من صدمتها نسيت إنها كانت جاية تقابل خطيبها، و انشغل تفكيرها دلوقت بالتدوير عن طريقة عشان تهرب من المكان بدون ما حد يحس إنها كانت موجودة أصلًا.
دخل عادل عشان يبلغ سيف باللي حصل، و كان رد فعله هو اليأس و العصبية بسبب فشل التجربة للمرة اللي ميعرفش عددها.
غير عادل الموضوع لما قال:
_ الدكتورة آية زمانها على وصول.
سأله سيف بانتباه:
_توصل فين؟
_ جاية هنا عشان تقابلك.
كانت تأثير الجملة عليه أشد من لدغة العقرب، لأنه هب من مكانه مرة واحدة و زعق بعصبية:
_ نهارك اسود يا عادل، ايه اللي جايب آية هنا؟؟
عادل بتوضيح:
_ مش أنا سألتك لو هتقابلها، و أنت قولت لي ماشي! زعلان ليه بقى؟؟
خلع الجلافزات الطبية و حدفها في الأرض، و رد بتهكم:
_ زعلان من غبائك!
اتحرك سيف بسرعة يغسل أيده، و اخد فونه عشان يرن على آية و يغير مكان المقابلة.
★★★★★★★
في نفس الوقت لما آية استوعبت غياب عادل و خلو المكان من الأحياء، خرجت بسرعة من الحمام و من الشقة كلها و هي بترتعش و بتتلفت حواليها عشان تتأكد إن محدش شايفها.
من كتر الخوف و التوتر، مبقتش أعصابها متحكمة كويس في حركتها، حتى لما وصلت عند نهاية السلم تجاه بوابة الخروج كانت هتقع لكنها تفاجأت بإيد فولازية بتلحقها قبل ما توصل للأرض.
مرت ثواني و الاتنين على نفس الوضع، هو ساكت و هي تتنفس بسرعة رهيبة، لكنها بعدت عنه بفزع لما رن فونها برقم سيف، و بدل ما تستقبل المكالمة فصلتها.
سألها الشاب باهتمام:
_ انتي كويسة يا آنسة؟
_ لاء.
بمجرد ما نطقت بالرد انفجرت في البكاء، لكنها حاولت تكتم صوتها، ف الشاب نقل نظره بينها و بين الطابق العلوي بتردد و كأنه بيفكر هيعمل ايه، و أخيرًا اتكلم و قال:
_ طيب لو تحبي خلينا نمشي من هنا.
حركت دماغها بموافقة و خرجت بسرعة من العمارة و هو وراها، اول ما وصلوا لنهاية الشارع اشتري ميه، و طلب منها تشرب و تهدى، و بالفعل شربت و بدأت أنفاسها تنتظم، و عقلها يستوعب الوضع الحالي و يتقبل الأحداث اللي حصلت.
حط الشاب إيده في جيوبه و سأل باهتمام واضح:
_ أنا ممكن اعرف إيه اللي خضك كدا يا دكتورة؟؟
ضيقت آية عيونها باستغراب و كانت إجابتها:
_ أنت تعرف منين إني دكتورة؟
ابتسم لها بتكلف، و مد إيده عشان يسلم عليها وقال:
_ أنا دكتور عمار العناني شغال في مركز البحوث.
_ بس أنا أول مرة أشوفك.
_ لاء ما أنا شغال في مركز غير اللي حضرتك شغالة فيه، بس ساعات بنتعاون مع دكاترة من عندكم بخصوص بعض الأبحاث ف سمعت عنك قبل كدا.
اقتنعت بكلامه، لكنها فضلت السكوت فرجع سألها تاني:
_ مقولتليش حضرتك كنتي خايفة كدا ليه؟؟؟
بلعت ريقها و هي بتفكر تقول على اللي شافته و لا لاء، و أخيرًا حسمت أمرها وفضلت الهروب:
_ بعد إذنك لازم ارجع البيت.
اتحركت من قدامه بعقل شارد، لدرجة إنها منتبهتش لأصوات العربيات، و على اللحظة الأخيرة شدها عمار بعيد عن الطريق و هنا كان بدأ أنفها يسيل مرة تانية. و بفعل اصطدامها بصدره العريض، استقر دمها على قميصه، فبعدت آية بسرعة عنه و بدأت تنضف قميصه بطرف طرحتها و هي بتكرر اعتذارها اكتر من مرة.
لكن عمار أبتسم و تغاضي عن اللي حصل و أصر إنه يوصلها بعربيته عشان يطمن إنها وصلت بيتها بخير.
اول ما وصلت البيت كان سيف قاعد مع والدتها، و لما شافها ابتسم لها بحب و فضل يتكلم معاها و يطمن على صحتها و كان باين فعلاً إنه بيهتم بصحتها، لكن في الحقيقة هو كان بيمهد الطريق عشان يسأل لو هي راحت مكان المختبر و لا لاء، لكنها كذبت و قالت إنها لما كانت رايحة تقابله تعبت في الطريق و عشان كدا رجعت، كانت خايفة تتكلم عن اللي شافته فيحصل مشكلة بينهم و ميصدقهاش، و خصوصًا إن عادل متزوج من أخت سيف.
مر يومين و سيف بيحاول يتواصل مع آية قدر الإمكان عشان خاف لو غاب عنها تروح تدور عنه في مكان المختبر و تكتشف شغله الغير قانوني.
و بينما هي قاعدة مع والدتها و بتتصفح مواقع التواصل، تفاجأت بخبر القبض على عادل بتهمة خطف شخصين، و اللي هما نفس الأشخاص اللي هي شافتهم فى المختبر.
و في نفس اللحظة رن جرس الباب، و مكنش حد غير عمار اللي استغربت تواجده، لكنها مع ذلك رحبت بدخوله.
و لما كانت والدتها بتجهز الضيافة، استغل انفرادهم و قال بجدية:
_ انتي شاهدة على جريمة دكتور عادل مش كدا؟؟
بلعت ريقها بتوتر، و قامت من قدامه و هي بتقول بتلعثم واضح:
_ أنا معرفش حاجة عن الموضوع ده.
وقف قصادها و قال بثقة:
_ لاء أنتي عارفة اللي حصل كويس يا دكتورة، و شوفتي عادل و هو بيقتلهم بتجربة اللقاح، ما هو مش معقول يكون وجودك في المختبر و في نفس يوم اختفاء الأشخاص و حالة الرعب اللي كنتي فيها، و في الأخير مشوفتيش حاجة!
_ طب و لو أنا شوفت حاجة دا هيفرق معاك في ايه؟
_ مش هيفرق معايا أنا، دا هيفرق في حق الناس اللي ماتت بسبب حاجتها للفلوس! و بسبب النصب على عقولهم من واحد زي عادل!
سألته آية بترقب:
_ انت عايزني أشهد ضده؟؟
_ ليه لاء! انتي لو شوفتي اطفال الراجل اللي مات و لا الأم اللي قلبها محروق على ابنها، ساعتها هتعرفي إن خوفك من شهادة الحق لا يقل عن المشاركة في قتلهم.
اتحركت آية و فتحت الباب و قالت بتكشيرة:
_ شرفتنا يا دكتور.
فهم عمار من أسلوبها إنها بتطرده، فأخد فونه و اتحرك للخروج واتكلم بيأس:
_ كنت مفكر عندك ضمير يا دكتورة، يا خسارة.
بدأ دور آية في التهرب من سيف عشان خافت لو غلطت قصاده في الكلام يحصل مشكلة تأثر على علاقتهم، و دا كله و مخطرش على بالها تفكر إن سيف ممكن يكون له يد في أعمال عادل، حتى إنها نست إن عادل بنفسه هو اللي طلب منها تروح تقابل سيف في نفس العنوان.
و لما وصل الأمر للمحكمة، و اتقررت الجلسة الأولى، حاول عمار إنه يتواصل مع آية عشان تقدم شهادتها اللي هتفرق في الحكم، لكنها كانت بترفض تقابله.
لكن في النهاية تغلب عليها ضميرها، و قررت تروح المحكمة بنفسها عشان تشهد ضد عادل، لكنها أول ما وصلت قابلت عمار اللي كان موجود و اتبسط جدًا لما شافها، و حب يسألها عن اللي شافته قبل ما يدخلوا لقاعة الحكم، و بالفعل اخدها بعيد عن الزحمة و بدأت آية تحكي اللي حصل و بدون سابق إنذار أخدت ضربة فقدتها الشعور بكل حواسها.
يتبع.
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺


تعليقات
إرسال تعليق