القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية صغيره ولكن الجزء الثاني بقلم إلهام رفعت حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج


رواية صغيره ولكن الجزء الثاني بقلم إلهام رفعت حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج 



رواية صغيره ولكن الجزء الثاني بقلم إلهام رفعت حصريه وجديده وكامله جميع الفصول على مدونة النجم المتوهج 


ظلت تنظر إلى ذلك الرجل شزرا، لاتعرف هل هي خائفة أم محتقرة هيئته، فقط ملتصقة بنافذة السيارة تتابع الطريق بعين والأخرى مسلطة عليه، ما أن اقتربت من الوصول للمكان المنشود حتى هدأت ملامحها وقل خفقان قلبها، توقفت السيارة على الطريق فاسرعت هي بالترجل منها ثم نظرت للسائق مريب الهيئة باحتقار، هتفت باشمئزاز جم :

- حسابك كام ؟.

رد السائق بغزل صريح:

- اللي تجيبه يا جميل

نظرت له بتقزز من هيئته المخيفة وأسنانه المسوسة المتآكلة ثم أخرجت النقود وألقتها عليه، قالت بنفور: 

- خد

رد السائق بنبرة لائمة وقد رسم الحزن المزيف على خلقته:

- ليه كده يا سنيورة؟

صمت ليتابع بابتسامة سخيفة: 

- لو عيزاني استناكي معنديش مانع يا زغلول .

توجست منه ثم فرت من أمامه راكضة إلى حيث توجد العوامة، سلط الرجل بصره إلى حيث اختفت، هتف بتنهيدة حارة:

- ايووووه يا جدعان، أهي دي الستات ولا بلاش ، دا إحنا متجوزين غفر ....

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

توقفت صوب العوامة وهي تتطلع على هيكلها من الخارج بتفحص، سقطت انظارها تجاه النائم على الاريكة فتسللت بهدوء ثم شرعت في فتح الباب باحتراس جم، ولجت للداخل بأعين مترقبة وهي تتأمل زوايا العوامة من الداخل، مررت أنظارها الشغوفة على الغرف حتى وقعت عيناها على غرفه ما حثها حدسها بأنه بداخلها كونها مميزة عن غيرها، تحركت تجاهها وعندما تقترب أكثر يزداد خفقان قلبها وتضطرب أنفاسها، امسكت مقبض الباب ثم تنهدت في توتر وشرعت في فتحه ....

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

شهقت واضعة يدها على فمها مصدومة، هي تعرف بعلاقاته النسائية ولأول مرة تراه هكذا فقد كان عاري وبجواره تلك الحمقاء، حاولت أن تبث في قلبها القوة ثم بدأت تدنو منه، رفعت يدها لتلكزه في توتر فلم يستيقظ ، عاودت الكره بقوة أكبر ففتح عينيه ببطء ثم نظر لها بصدمة ممزوجة بالغضب، هتف بانزعاج :

- انتي ايه اللي جابك هنا.... وجيتي ازاي ؟.

اجابته مبررة بارتباك:

- جيت علشان اقفشك

نظر لها باستخفاف بائن أزعجها، حدثها بسخرية:

- امشي يا شاطرة عندك مدرسة، ومتنسيش تشربي اللبن قبل ما تنامي

قطبت جبينها مغتاظة، هتفت بغضب لا يليق بعمرها:

- انا مراتك ، وانت دلوقتي بتخوني .

نظر لها باستخفاف مرة أخرى ليتأجج الغيظ بداخلها وإشتد أكثر حين أكمل نومه غير مكترث لها، اغتاظت وهي تكز على أسنانها من عدم مبالاته ثم حدجته بغضب جم، زفرت بضيق واستدارت حول الفراش ذاهبة لتلك الفتاة النائمة بجواره عارية، حدجتها بنظرات نارية ثم لكزتها بقوة، هتفت بامتعاض:

- اصحي ، قومي

استيقظت الفتاة بفزع وأخذت تنظر لها باستغراب فحدجتها الأخيرة بازدراء معنفة إياها بقسوة وقد كلحت قسماتها:

- انتي لسه هتبصيلي، قومي يلا .

وجهت الفتاة بصرها تلقائيا تجاه الراقد بجانبها مما ازعجها بشدة من نظراتها نحوه، هدرت بصرامة:

- قلتلك خدي حجاتك وإمشي من هنا يلا.

أسرعت الفتاة في تغطيه جسدها بالملائة ثم نهضت لتجمع ملابسها، لم تلبث كثيرا حتى دلفت بعدها للخارج ، نظرت لها

"نور" شزرا، هتفت باحتقار:

- بنات قليلة الادب

ثم وجهت بصرها ناحيته، تابعت بحنق:

- بس العيب مش عليكم

تنهدت بعمق ثم تحركت ناحيته متقلدة بالثبات رغم حدة الخوف منه، قامت بمناداته محاولة تصنع القوة :

- زين

كان يستمع إلى كل ما تفعله محاولا كتم ابتسامته ومدعيا النوم وبداخله كان مغتبطا من غيرتها ومن أفعالها، فتح "زين" عينيه ثم سلط بصره عليها، قال ببرود:

- انتي جيتي ازاي؟

توترت "نور" مبتلعة ريقها بصعوبة، اجابته بتلعثم:

- اا..جيت.ف.في.ت.تاكسي

حدجها بنظرات نارية وهي يعتدل في نومته، هدر باهتياج :

- راكبة عربية في نص الليل مع حد متعرفهوش 

ثم اسرع في النهوض من على الفراش وبداخله نيران مضطرمة من أفعالها الهوجاء، تراجعت "نور" عفويا للخلف خيفة من بطشه بها، هتفت بثبات زائف:

- كمان بتلومني، انت بتخوني المفروض تبقى خايف مني

وقف امامها وأصابته نوبة ضحك هيستيرية من حديثها، رد باستهزاء مزعج:

- امشي يا بت العبي بعيد

حدجته بغضب من تعمده التقليل منها، قالت باغتياظ: 

- انا مراتك ولازم تخاف على مشاعري

ضحك هذه المرة ساخطا وهو يمرر أنظاره عليها فكيف لتلك الصغيرة أن تتفوه بهذا الكلام، في حين تشتعل هي غضبا من احتقاره لها وهي تنظر له بوجوم .

تنهد هو بقوة ليفرغ ضيقه، حدثها بجدية:

- هروح ألبس هدومي علشان نمشي .

تحرك خطوة واحدة ثم عاود النظر إليها متعجبا، استطرد مضيقا عينيه ليستنكر ولوجها العوامة:

- أيوة صحيح، إنتي دخلتي هنا ازاي؟

اجابته بعفوية:

- من الباب

تنهد "زين" بنفاذ صبر ثم تحرك نحو المرحاض ليرتدي ملابسه وهو منشغل التفكير فيما تفعله، ولج للداخل فتنفست هي الصعداء وهي تراقبه بتوتر، أخذت هي تتفحص محتويات الغرفه إلى أن وقعت عينيها على المشروب الموضوع على المنضده، مدت "نور" يدها نحو ذلك الكأس ثم قربته من أنفها، اشمئزت من رائحته وسريعا كانت قد أبعدته، همست بتقزز بائن:

- ايه ده بيشربوا ديتول ....

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

بعد وقت ليس بقليل دلف "زين" من المرحاض بعدما إنتهى كليا من ارتداء ملابسه وهندمة هيئته، تحرك نحوها ليجدها واقفة راسمة للبراءة المخادعة، لم يقتنع بكل ذلك بل رمقها بنظرات قاتمة البكتها، أمرها بجدية:

- يلا

اومأت برأسها ممتثلة لأمره، ردت بطاعة:

- حاضر

دلفا سويا لخارج العوامة، حدج "زين" هذا الحارس النائم كالقتيل بنظرات ازدراء حانقة، ثم قام بصفعه على مؤخرة رأسه ففزع الأخير من نومه، هتف باضطراب:

- ايه ده فيه ايه؟

رد بسخط: 

- في محشي يا اخويا، اغرفلك

توتر الرجل قائلا بتلعثم :

- أأ.ز.زين.بيه.

قاطعه قائلا بصوت حاسم:

- لو مشفتش شغلك كويس، هيبقالي كلام تاني معاك

نهض الرجل من مكانه وقد نكس رأسه باكتهاء، رد بانصياع:

- امرك يا سعادة البيه

تأفف "زين" ثم وجه بصره ناحيتها، استأنف بحدة:

- يلا

انتفضت من مكانها إثر عصبيته المفرطة تخشى توبيخه لها هي الأخرى ثن همت بالذهاب خلفه، وصلا الي سيارته فاستقلها ليجلس خلف عجلة القيادة، ودلفت هيا الأخرى بجانبه وهي ترتجف، نظر لها بضيق اربكها، صاح بعصبية من افعالها الطائشة:

- انا هحاسبك على اللي عملتيه ده، ازاي بنت في سنك تطلع في الوقت ده لوحدها

اسرعت في الرد عليه وقد زكت فعلتها:

- أنا مراتك، وجيت علشان امسكك متلبس .

نظر لها بسخط مع ابتسامة مستهزئة على زاوية فمه، سألها متعمدا الاستخفاف بها:

- وهتعملي ايه بقي بعد ما شفتيني؟

عضت على شفتيها السفليه محرجة ثم طأطأت رأسها بانكسار فماذا ستفعل بالفعل؟ فهو محقا، اشاح هو بوجهه عنها ثم شرع في تدوير سيارته لينطلق بها؛ جاء في مخيلته أثناء الطريق وقت طلب والده الزواج منها ....


عودة لوقت سابق ......


هتف زين بضيق :

- بس دي صغيره قوي يابابا

رد والده بجديه :

- دي بنت عمك وهو موصيني عليها، وعلي املاكها

صمت قليلا ثم تابع معللا:

- جواز علي الورق يازين، انت عايز حد غريب ياخد تعبي انا واخويا، مش هيحصل ابدا، تابع بتنهيده

- هيا هتعيش معانا علي اساس انها مراتك، منها حمايه ليها ،ومحدش يقرب منها.

اومأ برأسه وهتف بمعني: 

- موافق بس بشرط

انصت اليه بإهتمام قائلا :

- ايه هو

رد زين بجديه : 

- ما فيش حاجه هتتغير في حياتي كأني مش متجوز

اومأ رأسه بتفهم واردف:

- انت حر في حياتك ، اعمل اللي انت عوزوه، مع ان اللي بتعمله ده بيضايقني.

زين بارتياح:

- يبقي اتفقنا.


باك..


وصلوا الي الفيلا فصف سيارته وامرها بالنزول، اطاعته وترجلت من السياره، ترجل هو الاخر منها ، واغلقها وذهب اليها ،ثم امسك يديها بقوه وقام بسحبها خلفه، دلف الي داخل الفيلا ثم صعد الدرج ساحبا اياها غير مبالي بهيئتها، ولج الي غرفتهم ، وقام بدفعها بقوه فأختل توازنها وكادت ان تسقط ، اردف بعصبيه:

- انتي ازاي جتلك الجرأه تطلعي لوحدك، وعرفتي منين اني في العوامه، نظر لها بغضب وتابع :

- مفكره نفسك هتعمليلي ايه ، ولا اي حاجه.

لم يجد رد منها فتابع بعصبيه مفرطه: 

- ردي عليا ، عرفتي مكاني منين.

ازدردت ريقها واجابته بتلعثم: 

- أ.من.اأ

هتف بنفاذ صبر : 

- اخلصي، ردي عليا.

اجابته بخوف بائن : 

- سمعتك وانت بتتكلم مع واحده في التليفون.

تنهد بقوه ورفع اصبعه محذرا:

- انتي عارفه لو خرجتي تاني من ورايا.

صاحت بنبره سريعه:

- مش هخرج بليل تاني ، اسفه

شلح حذائه ثم ارتمي علي الفراش بملابسه، نظرت له بصدمه واردفت متسآله :

- انت هتنام بهدومك.

لم يرد عليها ، لانه ذهب في نوم عميق.

ذمت شفتيها بضيق وتفوهت بتأفف :

- المفروض انا اللي اتضايق، مش هوه اللي يبهدلني كده

ثم ذهبت لتبديل ملابسها، وتسطحت علي الفراش بجواره، وغطت في نوم عميق.

__________________

في الصباح..


تضع الطعام علي الطاوله بشكل منمق، وما ان انتهت حتي وجدت رب عملها يهبط الدرج، قابلته بابتسامه واردفت:

- صباح الخير يا فاضل بيه .

فاضل بنبره جاده: 

- صباح الخير يا عزيزه ، الولاد صحيوا.

كادت ان تجيبه فقاطعها صوت ابنته الصغري :

-صباح الخير يا بابا.

اجابها بحنو: 

- صباح الخير يا حبيبه بابا.

وجهت حديثها للداده وتسائلت:

- الفطار جاهز يا داده.

عزيزه بطاعه:

- كله جاهز يا سلمي هانم

جلسوا علي طاوله الطعام ، ثم قامت بصب الشاي امامهم.

- صباح الخير علي الجميع 

قالتها ابنته الكبري وهي تتقدم نحوهم .

رد عليها والدها بابتسامه: صباح الخير يا حبيبتي

سلمي بغمزه : صباح الخير يا مريوم

_______________


استيقظت من نومها ثم ارتدت الملابس الخاصه بمدرستها ، قامت بتجهيز حقيبتها وهي تنظر له بتأفف، اقتربت منه ثم قامت بامساك المزهريه والقتها بعنف علي الارضيه ، نهض مفزوعا علي اثر ذلك الصوت المزعج، نظر لها بانزعاج، فاردفت مبرره:

- وقعت مني غصب عني....مش هتصحي بقي ورايا مدرسه.

نظر لها بضيق ونهض من الفراش ، مر من امامها وهو يتأفف فتراجعت للخلف،ثم ولج الي المرحاض، اسرعت هي باخذ حقيبتها ودلفت للخارج.


هبطت الدرج وتقدمت منهم واردفت بابتسامه محببه: 

- صباح الخير

الجميع : 

- صباح النور

تقدمت من عمها وقامت بتقبيل يده ، فقال بحب:

- حبيبه عمها

جلست بجوار سلمي التي نظرت لها بمغزي واردفت هامسه:

- عملتي ايه امبارح

اجابتها هامسه :

- ولا اي حاجه ، الموضوع قلب ، بدل ما يخاف مني رعبني انا

نظرت لها باستخفاف وهتفت :

- خايبه

اردفت بحيره :

- هيا ايه البصه اللي بتبصوهالي دي.

~~~~

- صباح الخير

قالها زين وهو يهبط الدرج

اردف موجها حديثه لوالده :

- صباح الخير يابابا

فاضل بابتسامه محببة : 

- صباح الخير يا ابني ، تابع بجديه : النهارده فيه اجتماع مهم قوي.

زين بنبره عمليه :

- اطمن يا بابا كله تمام.

وجه فاضل حديثه لابنته الكبري قائلا بمعني:

- طبعا النهارده اول يوم ليكي ، وفيه واحد هيعلمك الشغل الاول وبعدين مكتبك هيبقي جاهز.

مريم بتفهم : ربنا ما يحرمنا منك يا بابا.

~~~~~~~~

انتهي الجميع من تناول الطعام ، فاردف زين ناظرا اليها:

- يلا علشان عندي شغل

اومأت برأسها قائله بطاعه : طيب.

قامت الداده باعطاءها علبه الطعام ، ثم وضعتها في حقيبتها 

فاردف في نفسه :

- واخد بنتي المدرسه

~~~~~~

استأذنت سلمي للذهاب الي عملها، حملت حقيبتها ودلفت الي الخارج.

فاضل لمريم: يلا احنا كمان

مريم بطاعه: ايوه يا بابا

_____ _____

في سياره زين..

تنظر اليه بين الحين والاخر، فوجه حديثه اليها محذرا:

- لو عملتي كده تاني ، مش هتعرفي هعمل ايه

اردفت بضيق:

- كمان بتخوني، وانا اللي غلطانه.

وجه بصره تجاهها ، قائلا بمغزي:

- يلا يا كتكوته وصلنا ، اوعي تنسي تاكلي السندوتشات هزعل.

ترجلت من السياره ثم نظرت له بغضب وقامت باغلاق الباب بقوه وذهبت ، ضحك عليها بشده ثم ادار سيارته وانطلق.

~~~

قابلها اصدقائها ، وجدوها غاضبه ، فأردفت ساره بتساؤل:

- مالك يا نانو فيه حد مزعلك

هند بغزل :

- فيه حد يتجوز زين ، ويبقي متضايق

ملك بنبره جاده :

- سيبوها يا بنات ، قوليلنا يا نور في حد مزعلك

نور بنفاذ صبر :

- ما فيش هنقف نتكلم ونسيب دروسنا، يلا.

ساره هامسه اليها : فيه ايه.

نور هامسه : بعدين.

______________

في شركه فاضل...

وصل فاضل الي الشركه بصحبه ابنته ، دلفا الي الداخل وسط ترحيب الجميع به ، بينما هي تنظر الي الشركه بإعجاب ، ثم دلفا داخل المصعد، وذهب بها الي حيث ستعمل.

وجه حديثه لاحد الموظفين واردف بنبره جاده :

- صباح الخير يا باسل ، دي مريم بنتي اللي هتدربها وتعلمها نظام الشغل.

باسل بنبره عمليه :

- تحت امرك يا فندم .

فاضل لمريم :

- روحي يا حبيبتي علي مكتبك ، ولو عوزتي اي حاجه تعاليلي.

مريم مومأه برأسها : حاضر يا بابا

تركها والدها فوجهت حديثها للجالسين قائله :

- صباح الخير ، انا مريم

باسل بابتسامه : اهلا بحضرتك ،وانا باسل 

مريم بنبره لائمه : انا مريم بس

ساندي وهي تصافحها : وانا ساندي

مريم بابتسامه : تشرفنا

باسل بمرح :

- انا اللي هعلمك الشغل ، بس متخافيش مبضربش

ضحكت علي طريقه حديثه ، ثم جلست علي مكتبها

فنظرت له الاخيره بضيق ، وقالت في نفسها:

- ما بيعرف يضحك ويهزر اهو، ولا احنا منشبهش

______________


وصل هو الأخر الي الشركه، قام بصف سيارته ثم ترجل منها ودلف الي الداخل غير مبالي بنظرات الجميع اليه ، فكان في غايه الوسامه كعادته ، ويبدو علي ملامحه الجديه ، فبالرغم من سهراته ولا مبالاته في بعض الاشياء، إلا انه صارم في عمله وملتزم بقوه.

ما ان دلف الي الداخل وجد اخته، فوجه حديثه اليها قائلا:

- من اولها كده سيبه شغلك ورايحه فين.

مريم بنبره عاديه : رايحه اجيب قهوه

زين بضيق : اطلبي من حد يجبهالك

مريم بلامبالاه: عادي يا زين ، مبحبش اعمل فوارق

زين بنفاذ صبر : زي ما تحبي ، سلام يا جميل 

مريم بابتسامه : سلام 

~~~~ ~~~~

اثناء مرورها حامله المشروبات ، ناظره اليها بتمعن غير مباليه للقادم تجاهها ، يتحدث في هاتفه ، فاصطدمت به وسقطت المشروبات جميعها علي ملابسه، نظر الي هيئته بصدمه واردف:

- ايه اللي عملتيه ده ، انتي اتجننتي

مريم بتوتر : انا اسفه جدا

اردف بضيق :

- اسفه ايه، انتي شايفه عملتي ايه ، امشي ازاي دلوقتي

ازدردت ريقها واردفت بثبات :

- طيب اعمل ايه ، القهوه وقعت مني

حدجها بنظرات ناريه ثم ذهب ، فسلطت بصرها تجاهه واردفت :

- وقح

بينما هو ظل يلعن حظه، وهتف بضيق:

- ايه اليوم اللي مش فايت ده، هحضر الاجتماع ازاي، صمت قليلا ثم تابع بغضب :

- بنت قليله الادب ، ناقصها دي كمان

~~~ 

دلف الي مكتب صديقه كعادته، نظر له الأخير قائلا بسخط :

- اللي فيه عاده مبيبطلهاش، وجه بصره الي ثيابه واستطرد بتساؤل: ايه اللي عمل فيك كده يا حس

اجابه بنبره مغتاظه :

- بنت شكلها جديد ، وقعت عليا القهوه

ضحك عليه وتسآل : وهتحضر الاجتماع كده

اجابه بنفاذ صبر : مضطر

زين بتفهم : استني هبعت بسرعه اجيبلك بدله 

رد برجاء : تبقي عملت فيا معروف

~~~~~ 

ولجت الي مكتبها وهي تزفر في ضيق ، وتلعن ذلك الوقح، جلست علي مكتبها ، فاستغربوا من رؤيتها هكذا ، فأردف باسل بتسأول :

- فيه ايه يا مريم ، مش قولتي هتجيبي قهوه

ساندي لاويه شفتيها : 

- يمكن غيرت رأيها ، أصلنا مش قد المقام

حدجتها بغضب ووضحت :

- لو سمحتي مش عايزه كلام ملوش لازمه ، القهوه وقعت مني والموضوع خلص ، سيبوني بقي اشوف شغلي

باسل بتفهم : براحتك بس متضايقيش نفسك

حدجته ساندي بنظرات ذات معزي ، متسآله عن اهتمامه الزائد بها، ثم اشاحت بوجهها إلي الحاسوب ، وهي لاويه شفتيها.

__________

في النادي ...

دلفت سلمى إلي مقر عملها الذي تعشقه كثيرا ، ولجت الي داخل المبني الضخم الخاص بها ، حيث تعمل فيه وتقوم بالاخص بتدريب النساء الحوامل ، وتعليمهم اشياء معينه تعينهم علي الحمل، ما ان تقدمت منهم حتي استقبلوها بالترحاب الشديد، فأردفت احداهن : صباح الخير يا أنسه سلمي 

سلمي بابتسامه عذبه : صباح الخير يا مدام فاتن

سيده ما : أنا حاسه يا استاذه ان فيه حاجه وجعاني ، ياريت تعمليلي حاجه تريحني

سلمي بتفهم :

- هعملكوا شويه تمارين مفيده ، وهتساعدكم في الولاده ان شاء الله.

اثناء حديثها دلف احد العاملين في المبني ، واردف باعجاب:

- صباح الخير ياسلمي ، ما شاء الله طول عمرك نشيطه وملتزمه

سلمي بابتسامه مصطنعه :

- متشكره يا استاذ احمد ، ممكن بقي اشوف شغلي

اومأ براسه واردف بابتسامه سخيفه : اه طبعا ، اتفضلي

سلمي : شكرا

واردفت في نفسها: اوووف علي تقل دمك.

_____________

في مدرسه نور...

جالسه تأكل الطعام هي وصديقاتها ، وتذكرت حديثه لها ، بأن تأكل طعامها واردفت بضيق في نفسها : بارد

جاءت صديقتها ملك بالمشروبات البارده ، واعطتهم اياها قائله:

- أتفضلو

قطع طعامهم قدوم زميلتهم مروه وعزه ، نظرت نور إليهم بتأفف فأردفت ساره : الرخامه وصلت.

هند بانزعاج : يا باي ، إيه ده جايه عندنا ليه دي

ملك بمعني : اكيد جايه ترخم

اقتربت منهم واردفت بمياعه:

- هاي يا بنات 

الجميع بنبره واحده : صباح الخير

عزه ببلاهه : بتعملوا ايه 

ساره بسخط : انتي شايفه ايه بناكل

قطع حديثه تقدم زميلهم فادي في الصف ،واردف موجها حديثه الي نور:

- صباح الخير يا نور

مروه بنبره منزعجه :

- واحنا شفاف يعني ، مش شيفنا

فادي : سوري " صباح الخير عليكم 

مروه مضيقه عينيها موجه حديثها لنور:

- مين ده يا نور اللي كان بيوصلك الصبح

نور باستغراب : بتسألي ليه

مروه بهيام : اصله امور قوي

نور بنبره عاديه : جوزي

مروه ، فادي وعزه بصدمه : إيـــــــــــــه.


الفصل الثاني 

صغيره ولكن..

_________


انتهي من الاجتماع واستأذن بالخروج، امسك هاتفه للاتصال بشخص ما ، اجابه الاخير فأردف :

- أيوه يا عم ابراهيم ، روح هات نور .

ابراهيم بتفهم:

- انا فاكر يا سعاده البيه، وعارف ميعادها كويس، متقلقش حضرتك.

اردف بمزاح :

- اخاف تنسي ياراجل يا عجوز.

ابراهيم بضحك:

- ماشي يا زين بيه، لسه بدري علي ما انسي.

زين: ماشي ، مش هفكرك تاني سلام.

ابراهيم : مع السلامه يا بيه.

_____________

في مدرسه نور

ظل يضحكون بشده علي هؤلاء الحمقي ، ورؤيه الصدمه علي وجوههم ، فهي حقا صدمه ، كيف لصغيره في عمرها ان تتزوج.

ساره بضحك : شوفتو شكلهم كان عامل ازاي.

ملك :

- مروه كانت هتموت غيظ ، دا ان ما متتش .

نور بتأفف : خلاص بقا ، كفايه هزار.

دلفوا الي الخارج ، وجدو السائق بانتظارها، اردفت نور بابتسامه ناعمه : 

- ازيك يا عم ابراهيم .

ساره بمغزي :

- شايفه جايبلك راجل عجوز يوصلك ، بيغير عليكي .

نور لاويه شفتيها :

- ايوه بيغير قوي .

دلفوا داخل السياره ، فأردفت نور :

- احنا هنروح المول نتفرج علي شويه حجات جديده يا عم ابراهيم.

ابراهيم بتساؤل : زين بيه يعرف.

نور ماططه شفتيها : لأ

اردف بتعقل : يبقي نستأذن الاول.

_______________

جاء اليها والدها ، ليصطحبها فوجدها تعمل، فرح لرؤيتها تعمل بجد ، فأردف بنبره حانيه : يلا يا حبيبتي علشان نمشي.

اعتدل الجميع ، واردفت بابتسامه:

- اوكيه يا بابا انا خلصت .

لملمت اشياءها ، وجهت حديثها إليهم قائله :

- مع السلامه يا زملائي .

باسل وساندي : مع السلامه.

~~~~~

في مكتب زين

دلف صديقه الي الداخل كعادته دون استأذان، فإعتاد الاخير علي ذلك ، ثم اردف بتعب : ايه هنمشي بقي.

اجابه بنبره جاده : اه تمام ، شويه كده.

اردف بقر : بتسهر وتشرب وموس في الشغل.

زين ناظرا اليه بضيق : الله اكبر علي عينك دي

حسام : المفروض انك واحد متجور ، يعني تنام بدري.

زين بسخريه :

- متجوز ، علي اساس مش عارف متجوز مين.

حسام بضحك : زميله اختي الصغيره

تابع زين بسخريه : 

خد الجديده بقي ، انبارح قفشتني مع واحده .

حسام بانتباه : وايه اللي حصل .

زين بثقه : اديتها علي دماغها.

حسام بغمزه : جبار

زين بسخط : مبقاش غير العيال.

وجه بصره الي نقطه ما وتابع : دا انا هربيها.

____________

قام بايصالها الي الفيلا ، وما ان ولجت ، حتي اسرع بالسياره لايقال رب عمله.

دلفت الي الداخل ، وجدت ابنه عمها تتحدث مع الداده ، فأردفت بنبره حانيه :

- اجيبلك تاكلي يا بنتي .

اجابتها بتعب : هناكل كلنا مع بعض احسن .

سلمي بتساؤل : مالك يا نور ؟

نور بضيق : يعني مش عارفه .

سلمي بتذكر : 

- ما هو انتي اللي غلطانه ، انا عملت اللي عليا وعرفتك انه هيسهر ، الدور والباقي عليكي.

اردفت بحيره : عوزاني اعمل ايه .

سلمي بمغزي : اهتمي بيه شويه ، مشي معاه بنظام شوق ولا تدوق.

نور بعدم فهم : ايه الكلام ده ، اطبخله يعني.

سلمي بنفاذ صبر : 

- هتفضلي طول عمرك خايبه كده ، تابعت بهدوء :

- اهتمي بيه شويه ، انا عارفه انك بتحبيه .

أومأت برأسها ، وتقدمت الداده منهم ، معطيه اياها حبه للصداع فأردفت بابتسامه : شكرا يا داده .

نور بتساؤل : انتي تعبانه؟

سلمي بتعب : 

- صداع هيفرتك دماغي ، كل مره يتوجعولي ، واقولهم انا مش دكتوره ، ما فيش فايده .

نور بتساؤل : مين دول ؟

سلمي وهي تهم بالنهوض :

- انا لسه هشرح ، هطلع ارتاح علي ما يجوا.

نور وهي تتشبث بها : خديني معاكي اغير انا كمان.

____________

في سياره فاضل..

ابراهيم : أسف يا سعاده البيه علي التأخير ، كنت بوصل زمايل نور هانم .

فاضل بتفهم : ماشي يا ابراهيم عادي ، ربنا يديك الصحه.

اردف موجها حديثه لإبنته : الشغل اخباره ايه معاكي.

مريم بنبره مهتمه :

- كويس قوي يا بابا ، وفيه حجات كتير قوي اتعلمتها.

فاضل بابتسامه محببه : شيدي حيلك ، علشان يكون عندك احسن مكتب.

مريم وهي تقبل يده : ربنا يخليك لينا يا بابا.

اردف وهو يملس علي راسها : ويحفظك يا حبيبتي.


ولج بالسياره الي الداخل ، رحب به البواب كعادته ،فشاور له بيده ، ودلفوا الي الداخل.

عزيزه مرحبه بهم : حمد لله علي السلامه يا سعاده البيه.

فاضل : الله يسلمك يا عزيره .

مريم : حضري الاكل يا داده علشان جعانه.

عزيزه بطاعه : جاهز يا هانم .

استأذنت والدها وهمت بالصعود لتغير ملابسها ، بينما ذهب هو الي مكتبه قليلا.

_________________

بينما هو يلملم اشياءه ، دخل عليه كعادته واردف بضيق : ايه يا ابني مش يلا بقي .

اردف وهو يلتقط هاتفه : ايوه يلا.

اثناء ركوبهم المصعد ، رن هاتفه برقم ما ، ضغط علي زر الايجاب واردف بابتسامه :

- حبيبه قلبي.

زيزي مدعيه الحزن :

- حبيبه ايه بقي ، يعني عجبك اللي حصلي في العوامه .

اردف مبررا : 


- سيبك منها ، هتعملي عقلك بعقل عيله ، ومتخافيش انا ظبطها

اردفت بمياعه : 

- طيب هشوفك تاني امتي .

زين : لما اقرر هكلمك علي طول ، سلام يا قلبي.

زيزي بدلع : سلام يا عمري.

كان يستمع لحديثه مشدوها ، حدجه الاخر واردف بتعجب : 

- مالك يا ابني فيه ايه.

حسام بانبهار : دا أنت جبار ، ارحم نفسك شويه .

زين غامزا بعينيه :

- ما تبقي تيجي معايا .

حسام مشيرا بيده :

- لا يا عم عندي ولايا ، ومسئولين مني .

_______________

جالسه تقطم اظافر يدها ، تفكر في تلك السمجه ، فكيف تخظي بشخص كهذا ، قطع شرودها رنين هاتفها فأجابت بتأفف :

- أيوه يا فادي .

فادي بضيق :

- ايه رأيك في اللي حصل ده ، نور طلعت متجوزه.

مروه بتأفف : أيوه يا سيدي عرفنا .

فادي بخبث : طيب وهتعملي ايه .

مروه بلؤم : سيبني شويه ، اعرف الموضوع بالظبط ، سلام .

انهت مع الاتصال ، ثم قامت بمهاتفه صديقتها ، اتاها صوتها فأردفت بضيق :

- ايه يا بنتي فينك.

عزه وهي تلوك الطعام : باكل.

مروه بغضب : ليكي نفس تاكلي ، بعد الليى عرفناه النهارده.

عزه بلا مبالاه : قصدك علي نور ، يعني اعملها ايه.

مروه بنفاذ صبر :

- روحي كلي يا اختي ، وتابعت بتوعد : بس انا مش هسكت ابدا.

اغلقت الهاتف وهي تنتوي شرا ، واردفت في نفسها :

- مش هسيبك تفرحي ابدا.

_______________

وصل الي الفيلا ، دلف الي الداخل وجدهم علي طاوله الطعام ، جلس معهم واردف بنبره متعبه :

- بتاكلو من غيري.

فاضل بتساؤل : اتأخرت كده ليه ؟

زين بتنهيده : كان عندي شويه شغل.

نور بسخريه :

-آه اصله بيتعب ليل ونهار.

حدجها بغضب ، نظرت له بثقه فطرأت علي بالها فكره ما ، اردفت موجهه حديثها الي عمها :

- ممكن يا عمو ابقي اخرج اتفسح ، مخرجتش من زمان ، ثم تابعت بمغزي : محدش بيخرجني.

فاضل بتفهم : خلاص يا حبيبتي ، ابقي خرجها يا زين.

زين بضيق : عندي شغل كتير يا بابا ، والجمعه ما هي بتروح النادي .

كادت ان تتحدث قاطعها فاضل قائلا :

- برضه يا زين لما تخرج وتتفسح بره احسن .

زين وهو ينهض :

- حاضر يا بابا هشوف ، طالع اغير هدومي.

سلمي بعدم اقتناع :

- زين ده مش راحم نفسه .

فاضل بجديه : خلاص يا سلمي.

_______________

انتهوا من تناول الطعام ، فأردف فاضل وهو ينهض :

- هاتيلي القهوه علي المكتب ، وابعتيلي زين ضروري.

عزيزه بطاعه : امرك يا بيه.

اردفت نور بضيق موجهه حديتها الي ابنتا عمها :

- شايفين بيعاملني ازاي .

مريم بتعقل :

- اهدي يا نور يا حبيبتي ، انتي لسه صغيره برضه .

سلمي بضيق : بس يبطل اللي بيعمله ده .


قطع حديثهم نزوله من علي الدرج ، وجه حديثه اليهم قائلا:

- ربنا يستر علي التجمع ده .

اردفت عزيزه :

- فاضل بيه عاوز سيادتك في المكتب.

اومأ براسه بعد ان حدجهم بنظرات ذات مغزي ، دلف الي مكتب والده واردف :

- خير يا بابا فيه حاجه.

فاضل مشيرا بيده علي المقعد :

- خير يا ابني ، أقعد الاول .

زين وهو يجلس :

- لو هتكلمني عن نور ، انا شرطي واضح من الأول ، وحضرتك وافقت عليه .

فاضل بتنهيده : بس دا ما يمنعش انك تهتم بيها شويه ، تابع بضيق :

- وبطل سهراتك دي علشان صحتك حتي .

زين : انا الحمد لله صحتي كويسه.

اردف والده بجديه :

-البنت لسه صغيره ، وممكن تشكلها علي ايدك ، دا غير انها بتحبك برضه .

اومأ برأسه واردف بنفاذ صبر :

- حاضر يابابا اللي تشوفه .

فاضل بإبتسامه : يا حبيبي يا ابني ، يعني هتبطل سهر.

وجه بصره ناحيته واردف :

-- موعدكش.


الفصل الثالث 

صغيرة ولكن..

ــــــــــــــــ


جالسه بغرفتها تلعن حظها العثر ، فقد تحطمت احلامها وانتهت ، لا تعرف هل كانت تحبه ، ام انه كزوج لا يمكن ان يعوض ، فهو فرصه مناسبه لكل فتاه ، لكن انتهي كل شيء بزواجه .

قطع شرودها دخول والدتها عليها ، التي ظلت تتطلع عليها بحسره علي ما وصلت اليه ، اقتربت منها وجلست بجانبها اردفت بنبره حنونه : هتفضلي قاعده كده كتير .

لم تجد ردا فتابعت بنفس النبره :

- يا حبيبتي ، الدنيا مش هتقف ، انتي اللي عامله في نفسك كده ، انا لو منك ألبس وأخرج .

صمتت قليلا وتابعت بمغزي :

- مش معني انه اتجوز خلاص ، ممكن تخليه يبقي ليكي .

انصتت اليها باهتمام لم تتفهم ماترمي اليه ، تفهمت والدتها واردفت موضحه :

- قربي منه ، انتي عارفه جوازه منها كان عامل ازاي ، وايه الغرض منه، مش جواز علي حب يعني ، ممكن تاخديه منها بسهوله.

اومأت برأسها ، فملست والدتها علي شعرها واردفت بابتسامه:

- يلا يا حبيبتي انا جهزتلك الاكل ، هناكل كلنا سوا ، وبعدين نشوف هنعمل ايه .

اومأت برأسها بطاعه ، ونهضت معها .

**

ظل يصدر ضجيجا كالأطفال الذين يريدون حضور الطعام ، فإنتبه لهبوط والدته واخته الدرج ، فأردف بإبتسامه واسعه :

- مش مصدق ميرا هترجع تاكل معانا ، دا يوم تاريخي .

قاطعته والدته قائله بصرامه :

- عيب يا ولد.

اجلستها علي مقعدها ، فأتي والدها ورآها ، فأردف بنبره فرحه:

- عامله ايه يا ميرا يا حبيبتي ، انا مبسوط انك خرجت من جو النكد ده، تابع حديثه بلوم :

- علي ايه يا حبيبتي تعملي في نفسك كده ، عيشي حياتك وسنك ، متربطيش نفسك بحاجه مش ليكي .

قاطعته زوجته بنبره منزعجه :

ما فيش حاجه مستحيله .

قاطعها قائلا بصرامه :

- سيبي البنت يا ثريا ، متلعبيش في دماغها .

ثريا بضيق :

- انا مبلعبش في دماغ حد ، صمتت قليلا ثم تابعت بمغزي:

- شوف نفسك وسهرك لحد الصبح ، نفسي اعرف بتعمل ايه يا منصور.

اجابها بتوتر :

- هيكون ايه يعني شغل طبعا .

اردفت بسخط:

- شغل ايه ده اللي ياخدك مننا ، وتبات بره .

قاطعها ابنها الصغير قائلا :

- خلاص يا ماما قالك عنده شغل .

ثريا بصرامه :

- بس يا زفت ، دا بدل متشوف دروسك يا خايب .

اردف بضيق : ايه ده انتي هتقلبي عليا ولا ايه .

ثريا بضيق : يلا قوم من وشي ، ذاكرلك كلمتين ينفعوك .

اردف منصور بنفاذ صبر :

- انا رايح الشركه ، عندي شغل كتير .

دلف للخارج وتركها تشتعل غيظا ، تأففت في ضيق ، وجهت بصرها ناحيه ابنتها واردفت بحنو :

- يلا يا حبيبتي كلي ، واللي انتي عوزاه كله هعملهولك .

_______________

استيقظت كعادتها وارتدت ملابسها المدرسيه ، قامت بترتيب حقيبتها، تحدجه بسخط بين الحين والاخر ، تتعمد ايضا القاء الاشياء لتجبره علي الاستيقاظ ، تململ في الفراش اثر هذه الاصوات المزعجه ، التي اعتاد عليه فقد اضحت كالمنبه بالنسبه له ، يعرف انها من فعل تلك المشاغبه الصغيره ، فتح عينيه ووجه بصره تجاهها ، وجدها تنظر له ، فأردفت هي ببراءه كالأطفال:

- عاوزني أتأخر علي المدرسه ، مش كفايه مبتخرجنيش.

نهض من علي الفراش متجها اليها ، توترت بشده خيفه منه، ففكرت بتلطيف الأجواء قليلا ، اخذت تقترب منه بمياعه ، وضعت يديها حول عنقه وسط استغرابه ، واردفت بدلع :

- هيا البنات اللي تعرفهم احلي مني في ايه .

حدجها بتعجب رافعا حاجبيه ، تابعت بدلع زائد مقتربه أكثر :

- انت ليه مش بتحبني زي ما بحبك .

قاطعها بقبله علي شفتيها ، تفاجأت هي به ، جذبها اكثر اليه ، زاده رغبه هدوئها معه ، تعمق في تقبيلها ، ابعدها لتلتقط انفاسها ، فنطرت له مشدوهه ، فأردف وهو يلتقط انفاسه :

- هلبس وجاي .

دلف الي المرحاض ، وضعت يديهه عفويا علي شفتيها ، بدا علي ملامحها ابتسامه صغيره . جلست تلتقط انفاسها قليلا ، يخالجها احساس لم تمر به من قبل .

رفع رأسه من تحت الماء ، نظر لنفسه في المرآه، تذكر قربه الاول منها ، شعور مختلف اجتاح كيانه ، عاتب نفسه علي ما فعل فهي مازالت صغيره ، برر فعلته كونها زوجته ، تنهد واضعا يده علي وجهه ، فتح الماء وشرع في الاستحمام. 

_____________

مر اليوم علي الجميع ..

جلست الأختان يتحدثن عن روتينهم اليومي ، فأردفت سلمي مستفهمه : والشغل كويس علي كده ؟ 

مريم بحماس :

- طبعا ، انا تقريبا عرفت حجات كتير قوي فيه .

سلمي بهدوء :

- كويس ، المهم تكوني مرتاحه فيه وحباه .

مريم بجديه :

- ايوه حباه ، ثم تابعت بسخريه : علي كده بقي انتي حبه شغلك اللي يجيب التعب ده .

سلمي مؤكده :

- اه طبعا ، تابعت بتفهم : هي الستات بطبعهم بيتكلموا كتير ، بس طيبين ومقدره اللي هما فيه .

اومأت برأسها واردفت بمغزي :

- وانتي ايه رأيك في علاقه زين ونور .

سلمي بتنهيده :

- مش عارفه البنت حلوه ، بس صغيره وخايبه قوي ، تابعت بسخط :

- قلتلها تراقبه ، ومتخلهوش يقابل حد وتهتم بيه شويه ، بس مفهمتش عليا .


مريم مقاطعه:

- سيبيها، متلعبيش في دماغها ، هي لسه صغيره ، خليها بنفسها تختار هيا عايزه ايه .

سلمي بمغزي :

- يعني انتي مفكره ان بابا هيدي فرصه لحد تاني في حياتها .

مريم وهي تتثاءب :

- المهم انا جايه من الشغل تعبانه وعايزه انام، تصبحي علي خير .

سلمي بنبره عاديه : وانتي من اهله..

___________________

يتحدث في هاتفه ، لا يشعر بتلك التي تتجسس عليه ، يتحدث مع فتاته المعتاده حول مقابلتهم اليوم ، انصتت الي حديثه جيدا ، ولكن لم يذكر مكان مقابلتهم ، زفرت في ضيق ، انهي مكالمته ، فأسرعت هي نحو الفراش مدعيه النوم ، دلف الي داخل الغرفه ، التقط سترته ومفتاح سيارته ، فتح باب الغرفه واغلقه خلفه بهدوء، نهضت علي الفور لتلحق به ، غير مباليه لما ترتديه ، كانت ترتدي هوت شورت اسود يبرز جمال ساقيها و بادي احمر ذو حمالات رفيعه ، كانت قمه الإغراء ، هبطت الدرج بسرعه كبيره ، رأته يدير سيارته ، زفرت بهدوء ، اسرعت خطاه ناحيه شخص ما ، لكي يأتي معها منعا من تعنيفه اياها ، فأردفت بهمس :

- عم ابراهيم

ابراهيم بتعجب : أيوه يا بنتي 

اردفت بهمس : يلا علشان توصلني .

ابراهيم متسائلا :

- طيب ، بس عايزه تروحي فين ؟ .

نور بضيق :

- قوم وانت ساكت بسرعه ، علشان نلحقه .

ابراهيم بعدم فهم : مين ده ؟ 

زفرت في ضيق ، تفهم حالتها ونهض علي الفور .

ولحسن حظها ، رأته مازال يدلف الي الخارج ، فأردفت باستعجال : بسرعه ياعم ابراهيم امشي وراه .

تفعل ذلك مرات ومرات ، رغم تحذيراته الكثيره لها ، اضحت عادتها هي مراقبته وانتهاء الموضوع بلاشيئ . تتبعته عن كثب لمعرفه مكان وجهته ، ليس لديه ما يزعجه منها ، فهي مع شخص امين ..

~~~~

وصل بسيارته الي احدي الملاهي الليليه، صفها وقام بالترجل منها ، ثم دلف داخل ذلك الملهي .

وصلت هي الأخري واردفت بنبره سريعه :

- أيوه اقف هنا .

ابراهيم بضيق : انا خايف من اللي بتعمليه ده .

نور باقناع : 

- متخافش ، دا هيشكرك ولا عايزني اركب مع حد غريب.

اردف بنفاذ صبر :

- طب هتعملي ايه دلوقتي .

نور بلا مبالاه :

- هنزل اقفشه واجي .

ابراهيم كاتما ضحكته :

- بس المكان باين عليه مش كويس ، وانا خايف عليكي .

نور بتفهم : متخافش ، ما هو زين جوه ، تابعت حديثها وهي تترجل من السياره :

- انا هروح ، خليك هنا ، أوعي تروح بعيد .

اومأ برأسه واردف : ماشي ربنا يستر .

اخذت تقترب من ذلك المكان ، تمعن فيما ترتديه ، أعتلت الصدمه علي ملامحه ، واردف برجاء :

- أسترها من عندك ياارب .

أقتربت من مدخل الملهي ، اخذت تتفحص هيئته الخارجيه المريبه الي حد ما ، دلفت الي الداخل وهي تتلفت يمينا ويسارا باحثه عنه .

جحظت عينيها من المناظر الغريبه ، فالنساء عرايا ، اردفت بسخريه :

- هو انا دخلت حمام ولا ايه .

تفحصت الاشخاص فمنهم من يتحدث بصوت عالي مع احداهن ، وأخر يتحدث مع حاله ، والنساء يتراقصن بمياعه ، تعجبت من ذلك المكان ، وضعت يديها عفويا علي آذانها اثر الأصوات الصاخبه.

لم تشعر بتلك الأعين المترابصه لها ، استمرت في الدلوف ، فوقف قبالتها شخص ما يظهر عليه الثماله ، أردف موجها حديثه اليها:

- الجميل رايح فين كده .

اردفت ببراءه :

- ممكن يا عمو تقولي ألاقي ابن عمي فين .

اردف بضحكه عاليه : عا ايه ، عمو ، هههههههه .

استغربت من طريقه حديثه ، فتابع معطيا اياها كأسا من الخمر:

- اتفضلي اشربي ، انتي ضيفه عندنا ولازم نرحب بيكي .

أخذته منه بلامبالاه واردفت بعدم فهم :

- إيه ده عصير .

اجابها بغمزه : ومش أي عصير .

أخذت ترتشف منه ، عبست بوجهها واردفت :

- طعمه عامل كده ليه .

اجابها مدعيا البراءه :

- هو بيبقي طعمه كده .

نور معطيه اياه : خد ، مش عاوزه .

اردف بنبره منزعجه : وانا قلت اشربي .

ابتعدت عنه علي الفور ،قام بإمساك يدها بقوه ، فصرخت بصوت عالي .

في نفس التوقيت..

جالس علي البار بصحبه فتاه ما يحتسون الخمر ، اردفت الفتاه بمياعه :

- اخيرا حنيت عليا ، تلاقي العيله دي مسيطره عليك .

ثم أطلقت ضحكه مائعه .

اردف محذرا :

- متجبيش سيرتها فاهمه .

زيزي مدعيه الحزن : ايه بتحبها ولا ايه .

زين بضيق : شيئ ميخصكيش .

- قطع حديثهم صرخات فتاه ما ، فأردف متسائلا:

- ايه ده في ايه .

اجابته بلا مبالاه :

- تلاقيها واحده شاربه ومزوداها حبتين .

اخذ يرتشف من كأسه ، سمع صراخها مره أخري ، فبدا صوتها مألوف له ، ادار رأسه عفويا تجاهها ، أعتلت الصدمه علي ملامحه فور رؤيتها ، نهض علي الفور بسرعه كبيره متجها ناحيتها ، ويبدو علي هيئته الغضب .


بدأت تخور قواها اثر ذلك المشروب ، لم تعرف ماذا يوجد فيه ، ابتسم الرجل بخبث وقام بامساكها جيدا ، ولكن تفاجأ بلكمه اسقطته ارضا، اخذ يركل فيه حتي نزف الدماء ، وجه بصره تجاهها وحدجها بنظرات ناريه ، امسكها من ذراعها بقوه وسحبها خلفه .

تعثرت أكثر من مره ، فأصبحت الرؤيه لديها ضعيفه ، لم يبالي بحالتها ، دلفا بها الي الخارج ساحبا اياها خلفه ، 


اخذ يدعو الله كثيرا ، ان تمر الليله علي خير ، هدأت ملامحه قليلا حين رآهم يدلفون للخارج، ترجل من السياره بسرعه كبيره متجها ناحيتهم واردف مبررا :

- سامحني يا بيه ، هي قالت عايزه تيجي وراك ، انا طاوعتها بس علشان متركبش مع حد غريب .

اردف بجمود :

- مش وقته ، العيب مش عليك ، روح انت .

ابراهيم بطاعه : تحت امرك يابيه .


كانت تتمايل يمينا ويسارا ، فوجدها غير متوازنه ، نظر لها بضيق ولم يبالي بحالتها ، سحبها خلفه متجها لسيارته ، وقف قبالتها وجدها تكاد تفقد وعيها ، فأردف متسائلا :

- انتي شاربه حاجه .

نور : مممممممم

دفعا بضيق داخل السياره ، اغلق الباب واستدار حولها ودلف هو الأخر خلف عجله القياده .

اخذ نفس طويل وزفره بسرعه واردف بضيق :

- ما فيش فايده فيكي ، برضه بتيجي ورايا ، تابع بعصبيه :

- يعني لو كان حصلك حاجه هتبقي مبسوطه .

نور : مممممممم

ادار سيارته وهو يتأفف ، ظل ينظر اليها بين الحين والآخر ، وجدها نائمه ، أضحت هذه العنيده الصغيره شاغله الأكبر ، من وقت ان تزوجها ، لم يهنأ علي الترفه كما السابق ، تستمر فيما تفعله رغم تحذيراته الصارمه لها، بعد قليل وصل الي الفيلا ، دلف الي الداخل ، صف سيارته وترجل منها متجها اليها ، فكانت شبه فاقده للوعي ، قام عفويا بوضع ذراه خلف ظهرها والأخر اسفل ركبتيها وقام بحملها ، دلف بها داخل الفيلا فأردفت هامسه في اذنه :

- زين ، بحبك .

صدم مما قالته ، ازدرد ريقه في توتر من قربها منه ، دلف بها الي غرفتهم ، وضعها علي الفراش بهدوء ، تشبثت عفويا برقبته 

اخذ يلتقط انفاسه بصعوبه ، تكاد تكون أنفاسهم واحده ، اقترب منها واخذ يتحسس وجهها بشفتيه ، حتي اقترب من شفتيها، تعمق اكتر في إثبات عشقه لها ، ومازالت لمسات يده تتمرر علي جسدها ، خارت قواها وافلتت يدها ، مما جعله يعود لرشده ، نظر لها مشدوها ، مما كان سيفعله ، أبتعد علي الفور ، تحسس وجهه بكفيه واردف بلوم :

- انت اتجننت يازين ، كنت هتعمل ايه 


الفصل الرابع 

صغيرة ولكن

________


أستيقظت مبكرا للذهاب الي عملها ، فقد اضحي روتينها اليومي ، هبطت الدرج ، وجدت أبيها جالسا علي طاوله الطعام يرتشف قهوته ، وممسك بجريده ما ، دنت منه واردفت بنبره محببه : 

- صباح الخير يا بابا .

اجابها مبتسما :

- صباح الخير يا قلب بابا .

هبطت ابنته الأخري الدرج ، وعلي وجهها ابتسامه واسعه ، وأردفت بمرح : صباح الخير عليكم .

الجميع : صباح النور .

شرعوا في تناول الطعام ، فتساءل فاضل قائلا:

- اومال زين ونور فين يا عزيزه .

عزيزه : لسه نايمين .

اردف باستغراب :

- طيب ابقي صحيهم ، كده هيتأخروا .

اومأت رأسها بطاعه قائله :

- حاضر يا فاضل بيه .

تابع موجها حديثه لأبنته : نمشي احنا بقي يا مريم .

مريم وهي تلتقط حقيبتها : أنا جاهزه .

سلمي وهي تلوك الطعام :

- وانا كمان ، خدوني معاكو .


ذهب الجميع ، فصعدت عزيزه لإيقاظهم، طرقت الباب بهدوء عده مرات، مناديه اياهم .

تململ في الفراش ، فتح عينيه ببطء ،سمع طرقات الباب فأردف متسائلا: مين ؟ 

عزيزه :

- انا عزيزه يا زين بيه ، الوقت اتأخر مش هتصحوا .

زين وهو ينهض :

- طيب يا داده انا صحيت .

وضع يده خلف عنقه يفركه قليلا ، أستغرب تأخيره فهي تعتبر منبهه الخاص ، وجه بصرها تلقائيا تجاهها ، وجدها مازالت نائمه 

شرد قليلا فيما حدث امس ، اخذ نفس طويل وزفره بهدوء ، اقترب منها ودثرها جيدا ، طبع قبله صغيره علي جبينها ، تركها ودلف الي المرحاض ليغتسل .

________________

دلفت مقر عملها ، وجدت ابنه عمتها جالسه مع أصدقاءها ، أبتسمت تلقائيا واخذت تقترب منهم ، واردفت بابتسامه عذبه :

- صباح الخير ، تابعت موجهه حديثها لأبنه عمتها :

- صباح الخير يا ميرا ، عامله ايه بقالي فتره مشفتكيش .

ميرا بابتسامه حزينه :

- الحمد لله يا لومه كويسه .

هاني بإعجاب :

- ايه الجمال ده ياسلمي .

سلمي بابتسامه مصطنعه : ميرسي ، تابعت حديثها لميرا:

- انا همشي بقي يا ميرو ، عايزه حاجه .

ميرا بهدوء : عايزه سلمتك ، باي .

بعدما ذهبت ، أردف هاني :

- بنت خالك دي قمر .

ميرا محذره :

- ملكش دعوه بيها يا هاني ، سلمي غير البنات اللي تعرفهم .

هاني مدعيا الحزن :

- انا بقول ايه يعني ، بقول الحقيقه .

أردفت نهله صديقتها متسائله :

- وهتعملي ايه يا ميرو بعد زين ما أتجوز ؟ 

ميرا بثقه زائفه :

عادي ، زين طول عمره ليا انا ، وكلكم عارفين هو اتجوز ازاي .

هاني بعدم اقتناع :

- يعني زين ممكن يسيب نور ، مفتكرش ، هيسيب كل حاجه تروح لحد غريب .

ميرا بثبات :

- ليه لأ ، هو اصلا مش بيحبها ، ومسيره يطلقه وهتشوفو ، هيا اصلا مش استيل زين .

انهت جملتها غير متيقنه من حديثها ، نظرت امامها واخذت تفكر في شيئ ما .

____________

وصل شركته ، دلف داخل مكتبه وجلس علي مقعده بأريحيه ، ثم أسند ظهره عليه ، دخل عليه صديقه كعادته ، رفع رأسه ناظرا اليه ، تنهد بهدوء ثم اسند ظهره مره اخري ، ورفع رأسه ناظرا للأعلي .

اردف حسام متسائلا : مالك ؟ 

اجابه محدقا للأعلي :

- مش عارف اعمل معاها ايه ، جننتني خلاص .

حسام بتعجب : مين دي !

زين بقله حيله :

هيكون مين يعني غير العيله اللي متجوزها ، تابع حديثه ناظرا اليه :

تعرف انها انبارح كانت ماشيه ورايا لحد النايت كلب .

حسام بأندهاش :

- يا نهار أسود ، وايه اللي حصل ؟

زين بهدوء : الحمد لله مافيش حاجه حصلت ، عدي الموضوع علي خير .تابع بحيره :

- مبقتش عارف اعمل معاها ايه ، حذرتها اكتر من مره وهي برضه عنيده ، أبتسم تلقائيا علي ما تفعله معه .

لاحظه صديقه وأردف بحذر : بتحبها ؟ 

زين بحيره :

- مش عارف ، هي بنت عمي ، لا وكمان مراتي ، بحسها زي بنتي.

حسام بتفهم :

- مش صغيره قوي يعني ، دي زميله ساره أختي ، وفيه بنات صغيرين بيتجوزوا ويخلفوا كمان .

نظر له بتعجب وأردف :

- انت قاعد تتسلي معايا ، معندكش شغل ولا ايه .

حسام بضيق : عندي ، انا بس جيت اصبح عليك .

زين بسخط :

- طب صباح النور ، روح بقي عندي شغل .

حسام وهو ينهض :

- بعتني في ثانيه ، سلام يا زينو .

زين مبتسما : سلام يا حسحس 

~~~~~~~

تتحدث مع زميلها في العمل ، قام باعطاءها عدد من المهام لإنجازها ، وأردف :

- الأوراق دي هتروح لمستر زين علشان يمضيها .

مريم مومأه رأسها : أوكيه .

جالسه تتابع اهتمامه الشديد بها ، فأردفت بمغزي :

- انا شايفه انك مهتم بيها قوي .

باسل عاقدا حاجبيه : قصدك ايه .

ساندي بمعني :

- قصدي لازم تعرف انها بنت صاحب الشركه ، وانك مسئول تفهمها الشفل وبس .

اردف بانزعاج :

- ما هو ده اللي بعمله بالظبط ، لو بقي شايفه حاجه تانيه انتي حره في تفكيره ، تابع بسخريه :

- والأحسن تشوفي شغلك ، متشغليش نفسك بحاجات تافهه .

عاود النظر الي الاوراق الموضوعه أمامه ، تاركا اياها تشتعل غضبا .

دلف خارج مكتب صديقه ، مارا بالرواق الخاص به ، في نفس مرورها هي الأخري حامله الاوراق بيدها ، أصطدم بها تلقائيا ، فسقطت الاوراق جميعها علي الأرضيه ، اخرجت شهقه عاليه ، ثم حدجته بغضب جلي علي محياها واردفت :

- أنت تاني ، انت مستقصدني بقي .

حسام بإنزعاج :

- وانا اعرفك منين علشان استقصدك ، انتي المفروض تخلي بالك ، انتي الي غلطانه .

يستمع من الداخل الي تلك المشاده الكلاميه ، والأصوات المألوفه له ، دلف للخارج علي الفور ، وجد أخته وصديقه يتشاجران سويا ، اقترب منهم قائلا بانزعاج :

- ايه اللي بيحصل ده ، في ايه .

أجابته بصوت عالي :

- الأستاذ ده وقع الورق مني ، لا وبيقول انا اللي غلطانه .

حسام معترضا :

- لأ يا زين هيا اللي ماشيه مش واخده بالها ، وهيا برضه اللي وقعت عليا القهوه 

زين متفهما :

- خلاص يا حسام ، خلاص يا مريم ، انا أفتكرت الموضوع كبير، تابع موجها حديثه لصديقه :

- روح يا حسام علي شغلك وانا بعتذرلك عن اللي حصل .

مريم بعصبيه :

- يعني ايه تعتذرله ، انت بتفضل الغريب علي أختك .

صدم عندما علم بهويتها ، اخت صديقه ، لم يقع في مثل ذلك الموقف من قبل فماذا عليه ان يفعل ، تنحنح بخفوت وأردف بهدوء :

- أنا أسف يا أنسه مريم .

مريم بإستغراب : نعم .

زين بتعقل :

- خلاص بقي يا مريم ، اعتذرلك بنفسه اهو .

أردفت بتأفف : أوكيه ، انا كنت جايه تمضيلي الورق اللي علي الأرض ده .

زين مبتسما :

- متقلقيش همضيلك عليه ، تعالي يلا معايا ، وانت يا حسام روح لمكتبك بقي .

اومأ برأسه وأردف : أوكيه ، سلام .

أمر سكرتيرته بأن تجمع له الأوراق ، ودلف مع أخته الي الداخل جلست ويبدو علي ملامحها الضيق فأردف زين مهدئا إياها:

- خلاص يا مريم أهدي ، وهو كمان اعتذرلك .

مريم بغضب :

- دا بني آدم قليل الأدب .

أردف معاتبا :

- لأ يا مريم مسمحلكيش ، حسام صديق عمري ، ومسمحش بإهانته أبدا ، أنا عارفه كويس وهو متربي .

مريم بزعل :

- ماشي يازين ، إمضيلي الورق عاوزه أمشي .

امسك الأوراق ﻹمضاءه واردف بمعني :

- متزعليش مني يا مريم ، انتي برضه أختي وحبيبتي ، والموضوع مس مستاهل كل ده .

أخذت منه الأوراق واردفت بثبات :

- طيب ، سلام .

~~~~

رآها وهي خارجه ويبدو علي وجهها الضيق ، سلط بصره عليها ، فرأته هي الأخري ، وحدجته بقرف ، لم تنتبه الي الباب أمامها ، فأصتدمت به ، فضحك الأخير عليها ، حدجته بغضب جلي ودلفت الي الداخل ، فأردف في نفسه:

حتي الباب ، بتخبط في الكل ، وبتقاوح كمان ، طبعا مش بنت صاحب الشركه .

بينما هي أغتاظت مما حدث لها أمامه وأردفت بضيق في نفسها:

- قليل الذوق ، زمانه شمتان فيا .

تململت في الفراش ، فتحت عينيها ببطء ووضعت يدها تلقائيا علي رأسها ، محاوله منها للسيطره علي ذلك الصداع الشديد ، أعتدلت في جلستها وهي ممسكه رأسها بكلتا يديها، وأردفت بتوجع :

- آه يا راسي ، صداع جامد قوي 

رفعت رأسها متفحصه المكان ، وجدت نفسها بغرفتها ، أغمضت عينيها وحركت رأسها يمينا ويسارا لتذكر ما حدث معها ، جحظت عيناها لما فعلته أمس وأردفت بخوف بائن :

- يا نهار مش فايت ، زمان زين هيموتني ، يا تري حصل إيه بعد كده .

نهضت بتكاسل من علي الفراش وأردفت متألمه :

- آه ياني ، مرحتش المدرسه النهارده .

توجهت ناحيه المرحاض ، لتنعم بحمام بارد ، يخفف من حده ذلك الصداع ..

_________________

كاد رأسها أن ينفجر من تساؤلاتهم الكثيره، قررت أخذ قسط من الراحه ، فلقد جف حلقها ، قررت الذهاب إلي المطعم الخاص بالنادي لتطلب مشروبا باردا ، ظلت طول الطريق تلعن هؤلاء النساء فأردفت بصوت واضح :

- كذا مره أقولهم أنا مش دكتوره ، برضه يتوجعولي ، أعمل ايه بس ياربي ، تابعت بتفهم :

- برضه معذورين ، إمتي بقي يولدوا ، وتيجي دفعه جديده أرحم .

تتحدث بكل تلقائيه ، لم تنتبه للناظر اليها بتمعن ، أخذ يتفرس ملامح وجهها المتعصبه والهدئه أيضا وأردف في نفسه :

- دي باين عليها مجنونه ، صمت قليلا تم تابع بحيره :

- بس شكلها ما يديش علي جنان أبدا .

أدارت رأسها عفويا ، وجدته مسلطا بصره عليها ، حدجته بإنزعاج وأردفت : 

- فيه حاجه يا أستاذ ؟ 

أجابها بتلعثم :

- ل.لأ .. مافيش .

أردفت بضيق : اومال بتبص عليا ليه .

أجابها بتوتر :

- أنا أسف ، شفتك بتكلمني نفسك و....

قاطعته بغضب : وأنت مالك ، خليك في نفسك .

نظر لها شزرا وأردف : متأسف ، سلام .

ذهب وتركها تنظر اليه بضيف ، فأردفت في نفسها:

- ايه الناس اللي بتحشر مناخيرها في حياه الناس دي .

~~~~

دلف خارج المطعم يسب في تلك الوقحه ، وحديثها الفظ معه ، 

لم ينتبه للقادمه تجاهه ، اصطدم بها دون قصد وأردف :

- انا متأسف قوي ، مخدتش بالي .

ظلت تتفحص هيئه الخارجيه ، فعرفت انه ضابط برتبه رائد ، فأردفت بابتسامه جذابه :

عادي ولا يهمك ، محصلش حاجه يا ....

أجابها بتلقائيه : معتز .

أردفت بإبتسامه : وانا ميرا .

معتز : طيب بعد إذنك .

ميرا : إتفضل .

بعدما ذهب أردفت بمعزي :

يخربيت جمالك ، وكمان بتتكسف ، أنت عمله نادره .......


الفصل الخامس 

صغيرة ولكن

__________


أمسكت هاتفها عازمه علي مهاتفه صديقتها المقربه ، لمعرفه ما حدث في غيابها، أتاها صوتها ، فأردفت بتعب :

- أهلا يا سرسوره .

ساره بلهفه :

- أيه يا بنتي مجتيش النهارده ، وقافله تليفونك ليه.

نور وهي ترتشف النسكافيه :

- كان فاصل شحن، وراحت عليا نومه .

ساره بتفهم : اوكيه ، انا بس قلقت عليكي .

نور بهدوء: أنا كويسه الحمد لله ، انا كنت عايزه أعرف أخدتو أيه

ساره بلا مبالاه :

- عادي ، مافيش حاجه جديده يعني ، دا حتي كان يوم ممل ، تابعت بضيق :

- خصوصا مع صاحبتك مروه ودمها التقيل .

نور بقرف : يا باي عليها هيا هتتعدل امتي البت د......

قاطع حديثها ولوجه الغرفه ، فأغلقت الهاتف علي الفور ، تصلبت ملامحها واعتدلت في جلستها ، اخذ يقترب منها بملامح جامده خاليه من التعبير ، ازدردت ريقها وأردفت بتلعثم بائن:

- أ.أ.أنا..ا...أسفه . 

أردف بجمود : أنا قولتلك إيه قبل كده .

أجابته متصنعه القوه :

- ما أنت اللي بتخوني ، انت اللي غلطان .

رفع يده عاليا فأوشك علي صفعها ، أسرعت هي بإحتضانه وأردفت بدموع :

- متضربنيش أنا أسفه .

شعر بالتوتر من اقترابها منه ، أغمض عينيه يستنشق رائحتها ، إلتفت يده ببطء حول خصرها ، أحتضنها بقوه ، لا يدري ما ذلك الشعور المسيطر عليه ، جذبها اكثر إليه راغبا في المزيد ، سعدت هي بذلك ، أبتعدت عنه وأردفت بابتسامه واسعه :

- خلاص سامحتني .

كاد أن يختنق من بعدها المفاجئ، كمن سحبت الهواء معها .

أردف بتوتر :

- سامحتك ، بس متعمليش كده تاني .

نوره بنبره فرحه : مش هعمل كده تاني .

ذهبت وتركته علي وضعيته تلك ، يتساءل عن هذا الشعور الذي يراوضه. عاد لرشده ونفض تلك الأفكار من رأسه ، دلف إلي المرحاض لينعم بحمام بارد يهدأه قليلا ..

~~~

هبطت الدرج بسعاده بالغه ، فوجدت ابنه عمتها وأخيها أيضا ، أخذت تقترب منهم وأردفت بنبره عاديه :

- هاي ..عاملين إيه 

اجابها بسعاده بالغه : هاي نور، ايه الجمال ده.

نور بأبتسامه : ميرسي .

ميرا بتأفف : فين زين .

نور باستغراب : ليه .

ميرا بمعني : بلاش أسأل عن ابن خالي يعني .

نور بلامبالاه : بيغير هدومه ونازل .

مالك بسعاده : ايه رأيك يا نور نروح نلعب شويه علي ميجهزو الغدا.

نور : أوكيه يلا .

~~~

بعد قليل دلفا إلي الداخل بصحبه أبنته ، فقابلتهم ميرا بابتسامه عاذبه وأردفت : خالي حبيبي حمد الله علي السلامه .

فاضل وهو يحتضنها : حبيبه خالها عامله ايه .

ميرا : الحمد لله كويسه ،ثم وجهت حديثها الي ابنه خالها قائله :

- هاي مريم ، أخبارك ايه .

مريم بإبتسامه هادئه :

- الحمد لله ، زي ما انتي شايفه بقيت بشتغل .

ميرا بإعجاب : واوو كويس قوي .

إنضمت إليهم سلمي قائله بمرح : السلام عليكم .

وجهت بصرها لميرا وأردفت : ايه ده ميرا عندنا .

ميرا : قلت أجي أشوفكم ، وعزمت نفسي علي الغدا .

سلمي بضحك : تنوري يا ميرو .

اخذو يتحدثون سويا ، تفاجا هو بوجودها فأردف وهو يهبط الدرج:

- إيه ده ميرا عندنا .

سعدت لرؤيته وذهبت اليه ، قامت باحتضانه وأردفت :

- جيت أشوفكم بدل ما بتسألش .

زين وهو يحتضنها : ليه كده ، انتي تيجي في اي وقت .

ميرا بابتسامه : ميرسي، ثم تابعت متصنعه الحزن :

- طبعا الجواز أخدك مننا .

اردف بتأفف : جواز ايه وبتاع ايه .

ميرا بفرح : ايه مش مبسوط .

كاد ان يجيبها ، فلاحظ عدم وجودها فأردف باستغراب :

نور فين .

اجابته بلا مبالاه : بتلعب بره مع مالك .

أردف بغضب : إييييه .

ميرا بتعجب : ايه عيال وبيلعبوا سيب.......

لم تكمل جملتها حيث اسرع للخارج ، وجدهم يمرحون معا وتتعالي أصوات ضحكاتهم ، كانت معصوبه العينين وتجري باحثه عنه ، إقترب منها فقامت بإمساكه بقوه وأردفت بسعاده :

- مسكتك .

أزاحت الوشاح من علي عينيها ، فنظرت اليه مصدومه وأردفت بتوتر : زين 

زين بعصبيه : ايه اللي انتي بتعمليه ده .

مالك متعجبا : فيها ايه بنلعب سوا .

ميرا متداخله : محصلش حاجه يا زين لكل ده .

لم يعبأ بحديثهم ، حيث قام بسحبها من يدها ، فقبله والده قائلا بتساؤل : ايه اللي حصل ، صوتكم عالي ليه .

مالك بضيق : كل ده علشان بتلعب معايا .

فاضل بتفهم :

- خلاص يا زين ، بلاش تكبر الموضوع ، فيها ايه لو لعبت شويه .

سلمي : الموضوع مش مستاهل ده كله .

حدجها بغضب ثم ترك يدها ، أقترب عمها منها وأردف وهو محتضن اياها : متزعليش يا حبيبتي .

ميرا بحيره : انا مش عارفه زين مكبر الموضوع ليه .

فاضل بجديه :

- خلاص الموصوع انتهي ، يلا بقي علشان نتغدا.

علي طاوله الطعام ، أسرعت ميرا بالجلوس بجانب زين ، وسط تعجب نور التي قررت الجلوس بجانب مالك فقط لمضايقته، شرعوا في تناول الطعام ، فقامت ميرا بدس الشوكه في الطعام ، قربتها من فمه وأردفت بمياعه :

- ممكن تاكل دي من إيدي .

أجابها بابتسامه : أكيد طبعا 

حدجتهما بغضب ، قررت هي الأخري اغاظته ، دست هي الأخري الشوكه في الطعام وقربتها من مالك وهي تنظر اليهم بحقد وأردفت دون النظر اليه : كل يا مالك .

دخلت الشوكه في عينيه فأردف معاتبا :

- براحه يا نور دخلت في عيني .

اردفت بتأسف : أسفه يا مالك ، غصب عني .

كتمت سلمي ومريم ضحكاتهم ، بينما تعالت ضحكات زين وميرا علي هيئه مالك ، فحدجتهم بضيق وأردف مالك : دمكوا تقيل .

______ ______

قام بتبديل ملابسه بأخري مريحه ، دلف خارج غرفته مستنشقا تلك الرائحه الجميله ، وجه بصره تجاه طاوله الطعام المليئه بالمأكولات الشهيه قائلا باستغراب :

- ايه دا كله يا ماما .

أردفت والدته بحنان بالغ : كله علشانك يا حبيبي .

ساره بزعل : علشانه هو بس .

والدتها بابتسامه : كلي وانتي ساكته يا سوسه .

شرعوا في تناول الطعام فأردف معلنا اعجاب :

- تسلم ايدك يا ست الكل .

اردفت بابتسامه هادئه : تسلم يا حبيبي ، ثم تابعت بعشم :

- ياما نفسي أشوفك في بيتك يا حبيبي ومراتك تعملك اللي نفسك فيه ، وأشوف عيالك حوليا .

أومأ برأسه وأردف :

- لسه شويه يا أمي .

حدجته بتعجب قائله :

بدري من عمرك يا ابني ، تابعت بحزن : نفسي أفرح بيك يا حسام قبل ما يجرالي حاجه .

أردف معاتبا : بعد الشر عليكي يا ماما ، متقوليش كده تاني ، تابع مبررا :

- انا لما ألاقي بنت الحلال مش هستني خالص .

اردفت بحماس :

- وتلاقيها ليه يا حبيبي ، ما هي موجوده .

حسام بتعجب : مين دي! 

والدته بفرح : لبني بنت خالتك .

حسام بتأفف : تاني السيره دي ، أنا أفتكرتك نسيتي يا ماما.

والدته بلوم : مالها بس يا حسام ، دي ألف مين يتمناها .

أردف بانزعاج : مبحبهاش يا ماما ، هيا كويسه وكل حاجه ، بس مفكرتش تكون زوجه ليا .

ساره بتدخل : ما تسيبيه براحته يا ماما .

والدتها بتعنيف :

- أسكتي أنتي ، متدخليش في كلام الكبار.

______________ 

بعد الإنتهاء من تناول الطعام ، ذهبوا لتناول القهوه فأردف فاضل موجها حديثه لميرا :

- ماما عامله ايه يا ميرا.

ميرا بتنحنح : كويسه يا خالو وبتسلم عليك .

اومأ برأسه وأردف :

- أبقي سلميلي عليها، وقوليلها خالو عايز يشوفك وحشتيه قوي

ميرا بابتسامه : حاضر يا خالو هقولها .

قامت بوضع الحلوي أمامهم ، تناولتها ميرا وأردفت : مرسي يا داده ، روحي انتي .

اخذت من الحلوي وقامت بإطعامه منها ، كان ينطر اليه بإبتسامه واردف : ميرسي يا ميرو .

لكزتها ابنه عمها وأردفت بهمس :

- هتسيبيها تأكله كده .

أجابتها هامسه بضيق جلي : عايزاني اعمل ايه .

سلمي : اعملي زيها ، خليه مش شايف غيرك يا خايبه .

نور بتفكير : طيب هشوف .

نهضت من مكانها وصعدت علي الأعلي فأردفت سلمي :

- أكيد هتلبخ ، يا خوفي من اللي جاي .

أخذت تدور في الغرفه ذهابا وايابا ، واضعه اصبعها علي رأسها بتفكير ، لمع في ذهنها فكره ما ، أمسكت هاتفها لﻹتصال بشخص ما ، وأردفت : أيوه يا ساره .

ساره : أيوه يا نانو ، فيه ايه .

أجابتها بضيق : ميرا عندنا وعماله تتمايع علي زين وهو مبسوط.

ساره بتفكير : أممممم 

نور : ايه يا بنتي روحتي فين .

ساره مجحظه عينيها : خلاص لقيتها .

نور بلهفه : هيا ايه بقي .

ساره : .......................

نور بتفكير : وده هينفع .

ساره بثقه : طبعا ، طول ما هو شايفك كده مش هيبصلك .

نور بإقتناع : فكره برضه ، سلام بقي علشان أنفذ .

أخذت تفكر فيما عليه فعله وعزمت علي تنفيذه وانتوت لهم .

~~~~~~

في الاسفل ..

أردف مالك بتساؤل : هيا نور راحت فين ؟

نظر لها زين بسخط ثم أشاح بوجه بعيدا ، فتفاجأ بمن تهبط الدرج ، نظر لها بصدمه ، رأته ميرا محدقا في شيئ ما فوجهت رأسها عفويا الي ما ينظر فأعتلت الصدمه علي ملامحها، اما مالك نهض من مقعده ينظر اليها ببلاهه . وأردف : مين دي .

كانت ترتدي فستانا من اللون الأحمر الناري قصير للغايه ذو حمالات رفيعه وصدر مكشوف ، قامت برفع شعرها للأعلي ، مما جعلها اكبر بالعمر ، وضعت بعض مساحيق التجميل التي زادتها جمالا ، هبطت الدرج بمياعه كبيره ، فنظرت لها سلمي بإنبهار وأردفت في نفسها :

- أخيرا شغلتي مخك المقفل ده.

لم يتحمل رؤيتها هكذا ، خاصه في وجود هذا الأبله ، نهض علي الفور وأمسك ذراعها بقوه ، وأردف بغضب :

- إيه اللي انتي لابساه ده 


الفصل السادس

صغيره ولكن....

___________


قام بسحبها بقوه ، كاد ان ينكسر ذراعها ، لم يبالي بحديث الجميع ولا بتوسولاتها ، فقد فعل مالا يحمد عقباه ، اشعلت الغيره في قلبه ، لايريد ان يتطلع احد عليها ، يعترف لنفسه ولاول مره بحبه لها وغيرته عليها ، دلفا الي غرفتهم ونظر لها بضيق دون ان يترك يدها وأردف بغضب :

- ايه اللي انتي لبساه ده .

اجابته بخوف : فستان .

زين بعصبيه :

- فين الفستان ده ، أنا مش شايفه .

ازدردت ريقها في توتر وأخذت تلوم نفسها علي ما فعلت ،لم تتوقع رده فعله هذه ، لم تتعمد إثاره غضبه فقط ارادت قربه منها ، ولكن حدث غير المتوقع .

حدجها بغضب لرؤيه الأخرين لها هكذا ، أشعلت الغيره بداخله ، أردف بصرامه :

- إياكي أشوفك لابسه كده تاني ، فاهمه .

انتفضت اثر صوته العالي وأردفت متصنعه القوه:

- ما هي ميرا لابسه عريان ، وسيادتك معجب وعمال تهزر .

زين بصوت عالي :

- ميرا مش مراتي علشان أقولها تلبس ايه ومتلبسش ايه .

قررت ان تتدلل عليه فهي دائما ما تنجح في كسب رضاءه عنها، 

قامت باﻹقتراب منه وأردفت متصنعه الحزن :

- يعني معجبتكش ، أنا عملت كده علشانك .

أقتربت أكثر منه وقامت بإحتضانه قائله بدلع :

- عجبتك با زينو .

إذدرد ريقه في توتر وارتفع عنده الإدرينالين ، أبعدها عنه قليلا ، تقابلت أعينهم ، عين مليئه بالرغبه وأخري تنظر اليه بحب وبراءه، جذبها اليه بعنف وقام بتقبيلها ، ظلت غير مستوعبه ما فعله للتو ولكنه شعور ما لامس أحاسيسها ، ابعدها بقوه عنه وسط اندهاشها وتركها وذهب دون ان ينظر إليها .

أخذت تلتقط انفاسها غير مستوعبه ما حدث ، اضحت مدمنه تقبيله اياها ، ولكنه دائما ما يتركها ، تقدمت الي المرآه ناظره لنفسها ، أعتلت السعاده وجهها ، شعور ما يراوضها بقربه منها، ابتسمت تلقائيا ، أضحت تعلم كيف تسيطر عليه وتتجنب غضبه منها ، لمحت عدم تنظيم أحمر الشفاه ، ألتقطت بعض المناشف وهمت بمسح تلك المسا حيق .

~~~~~~~

جلس بالغرفه المجاوره ، يتساءل عما يحدث له فور إقترابه منه، تستطيع تلك الصغيره السيطره عليه ، هي ببرائتها كغيرهن ، تتمكن منه دون أن تدري بما تفعله ، لماذا يبتعد عنها ليست صغيره إلي هذا الحد، يخشي العادات ، ونظرتهم إليه ، أنها زوجته ، قرر إعطاء نفسه فرصه أكبر في جعلها تتقرب منه بإرادتها ، علها تكتسب خبره أكثر في هذه الحياه ، اخرج تنهيده حاره وتسطح علي الفراش ، أغمض عينيه وأخذ يفكر فيما هو آتي .

___________

عادو إلي فيلتهم ، وجدوا والدتهم تجلس بمفردها شارده ، فوالدها عنده أعمال كثيره كما يدعي ، ذهبوا اليها وأردفت :

- مساء الخير يا ماما ، قاعده كده ليه .

ثريا بتنهيده :

- مساء الخير ، ما فيش قاعده بتسلي شويه .

مالك بسعاده: أه يا مامي لو كنتي جيتي معانا ، السهره كانت حلوه قوي ، تابع بضيق : بس زين بوظها في الأخر.

ميرا : أسكت انت .

ثريا بإستفهام : فيه حاجه حصلت .

ميرا بلامبالاه :

- مافيش حاجه يا ماما ، اصل الست نور مزوداها حبتين .

مالك بهيام : آه يا مامي لو شفتيها ، دي كانت قمر .

ميرا بضيق : أخرس ومتتكلمش خالص .

مالك بإنزعاج : مش بقول الحقيقه .

ثريا : بس يا ولد ، قوليلي يا ميرا عملتي ايه ، قعدتي مع زين وأتكلمتوا .

ميرا بابتسامه : أيوه يا مامي ، قريب قوي هيكون ليا .

ثريا بتمني : يارب يا بنتي .

مالك ببلاهه : يارب تتطلق ، علشان أتجوزها أنا .

حدجته اخته ووالدته بسخط ، فأسرع في الإبتعاد عنهم قبل ان يفتكوا به .

_____________

جالس بغرفته يفكر فيما قالته ووالدته ، يعلم مقدار حبها له ، ولكن عليها تركه يختار ما يريدها قلبه ، لا يرغب الزواج بهذه الطريقه ، تشتت تفكيره ، فكر في الترفه قليلا عله يخرج من ذلك الضيق ، أمسك هاتفه لمحادثه صديقه .

وجد هاتفه يعلن عن إتصال ما ، نهض بتثاقل ملتقطا اياه ، نظر الي هويه المتصل واجاب علي الفور قائلا :

- أهلا يا حسام ، مش عوايدك يعني تكلمني في الوقت ده .

حسام بضيق : بتعمل ايه؟ 

زين : نايم ، بتسأل ليه ؟

حسام : ما فيش كنت بقول نخرج شويه ، نشم شويه هوا .

زين بتساؤل :

- مالك يا حسام ، صوتك مش عاجبني .

حسام بهدوء : لأ ما فيش، أيه مش عايز تسهر .

زين : تعبان قوي ، حاسس ان جسمي مكسر وعايز أنام .

حسام بتفهم : طيب خلاص ، أشوفك بكره .

زين بتعجب : عايز تقولي حاجه ، لو عايز نخرج هلبس علي طول حسام مقاطعا : لأ خلاص أنا كمان هنام ، أرتاح انت كمان وبكره نتقابل .

زين بنفاذ صبر :

- طيب زي ما تحب ، تصبح علي خير .

أغلق هاتفه ، وتسطح مره اخري ناظرا للأعلي ، وأخذ يفكر في شيى ما .

____________

متسطحه علي الفراش ، تلعب في خصلات شعرها وتبتسم عفويا ، قطع لحظاتها طرق الباب ، فسمحت للطارق بالدخول ، دلفت ابنه عمها وأردفت : 

- الجميل بيعمل ايه .

نور بابتسامه : ما فيش قاعده .

سلمي بإعجاب :

- بس ايه الجمال اللي كنتي فيه ده ، كنتي صاروخ .

نور بضحكه : مش قوي كده .

سلمي بارتياح :

- كنت فاكره زين هيعملك حاجه ، بس أستريحت لما لقيته خرج علي طول من عندك .

نور : عادي بحسه ساعات طيب معايا ، وبصعب عليه بسرعه .

سلمي بمغزي :

- خليكي كده وراه ، ومتديش الفرصه لأي واحده تقرب منه، فاهمه .

نور ماططه شفتيها : هحاول .

سلمي مقبله رأسها : أيوه كده خليكي ناصحه 

~~~~~~~~~

جلس يفكر فيما دار بينه وبين صديقه ، أحس بضيق صديقه فهو يعرفه جيدا ، أمسك هاتفه للإتصال بشخص ما .....

~~~ ~~~

يقف أمامه شخص يبدو عليه الإجرام ، نظر اليه شزرا ثم أردف بضيق :

- يعني مش هتعترف .

المجرم : يا باشا معملتش حاجه .

قاطعها قائلا بصرامه :

- خد يا ابني الزفت ده ، وعوزكوا تربوه .

المجرم بخوف :

- خلاص يا باشا ، هقول علي كل حاجه .

اردف بإبتسامه جانبيه : تعجبني .

وجد هاتف يعلن عن أتصال ما ، نظر اليه وأذدادت أبتسامته وأردف بسعاده جليه :

- زينو صديق عمري .

زين بضحك : آه يا واطي متسألش عليا .

أجابه مبررا : عندي شغل كتير قوي ، والفتره الجايه هروح شرم ، عندي شغل هناك .

زين متفهما : ماشي يا ميزو، عايزين نتقابل بقي قبل ما تسافر ، وحشتني لمتنا أحنا التلاته .

معتز شاردا : ياااه ، ياريت والله وحشتوني قوي .

زين بابتسامه : يبقي اتفقنا ، الجمعه الجايه في النادي ، نتقابل كلنا .

معتز : ماشي يا زينو أتفقنا ، سلام 

أغلق هاتفه وأبتسم تلقائيا شاردا فيما مضي ، نظر أمامه وجد هذا اﻷبله ينظر له ، حد

= تابع حديثه قائلا بغضب : متخلص يا زفت ، هتتفرج عليا كتير ، قول يلا .

________________

استيقظت مبكرا كعادتها ولم تجده بجانبه ، فعلمت انه لم يأتي ، نهضت من علي الفراش ودلفت الي المرحاض، بعد قليل خرجت وأرتدت ملابسها المدرسيه ، قامت بتجهيز حقيبتها وقررت النزول للأسفل عسي تجده هناك .

هبطت الدرج وجدتهم علي المائده ولم يكن معهم ، أقتربت منهم قائله : صباح الخير .

الجميع : صباح النور.

نور بتساؤل : اومال زين فين علشان يوصلني .

سلمي : شفته انبارح وهوه داخل الأوضه اللي جنبك .

فاضل : أطلعي يا عزيزه صحيه .

عزيزه بطاعه : حاضر .

مريم باستغراب : وايه اللي نيمه هناك بقي .

سلمي بغمزه : عادي يا مريم متدوقيش .

نور هامسه لسلمي : إركبي معانا وقولي عربيتك بايظه .

سلمي بإبتسامه : علشان خاطرك بس .

أرتدي حلته السوداء ودلف للخارج ، هبط الدرج وأقترب منهم قائلا : يلا علشان منتأخرش 

فاضل : إفطر يا ابني الاول .

زين : ماليش نفس يا بابا ، هبقي آكل بعدين .

سلمي وهي تنهض :

- خدوني معاكوا يا زينو .

زين بتعجب : ليه!

سلمي بتوتر: أصل عربيتي عاوزه يتغير علي العجله وكده .

زين قاطبا جبينه : أوكيه ، يلا .

دلفوا الي الخارج فأردف فاضل : يلا احنا كمان يا مريم .

ضحكت مريم فتعجب والدها وأردف متسائلا :

- بتضحكي علي إيه .

مريم بتنحنح : مقصدش يا بابا ، أصل كل يوم بعد ما يمشوا ، تقولي يلا أحنا كمان .

فاضل بإبتسامه : لو حابه يكون عندك عربيه وتروحي لوحدك عادي .

أردفت بنفي : لأ يا بابا، أنا بأبقي فخوره وأنا راكبه جمب حضرتك .

فاضل بإبتسامه هادئه : ربنا يبارك فيكي يابنتي ، يلا أحنا كمان.

مريم بإبتسامه : يلا .

____________

في سياره زين ...

تعمدت الجلوس في الخلف ،فكان يختلس النظرات إليها من المرآه الأماميه ، كسرت سلمي هذا الصمت قائله : 

- عايزاكي يا نور تتشطري السنه دي ، علشان تحددي هتدخلي ايه .

أردفت وهي تنظر اليه بمغزي: 

- أنا محدده أنا عاوزه إيه .

ظهر شبح إبتسامه علي وجهه، من طريقتها في الحديث ، وأردف : وصلنا .

ترجلت من السياره فأردفت سلمي بإبتسامه : مع السلامه يا نانو.

نور وهي تحمل حقيبتها : باي ..سي يو 

أخذت تلوح بيدها لها وتنظر لها الأخيره بإبتسامه واسعه ، حتي دلفت إلي الداخل .

فأردفت : يلا أحنا بقي.

اومأ برأسه وأدار سيارته لإيقالها .

_______________ 

في شركه فاضل...

دلفت داخل الشركه مع أبيها ، أستأذنته ذاهبه إلي مكتبها ، دلفت الي الداخل وأردفت : صباح الخير عليكم .

باسل بابتسامه واسعه : 

- صباح الورد .

حدجته رافعه حاجبيها في إندهاش من تغير حالته ، ثم أردفت بإبتسامه مصطنعه : صباح الخير.

مريم بابتسامه : مضطره أقولكم اني بدأت أفهم الشغل ، ويمكن أسيبكم قريب .

باسل بحزن :

- ليه بس ، ممكن تشتغلي معانا هنا عادي .

ساندي معترضه : متسيبها براحتها يا باسل ، ثم تابعت بمغزي:

- أنت عايز بنت صاحب الشركه تقعد في مكام زي ده .

مريم بتعجب : وليه لأ، علي فكره التواضع حلو قوي ، وانا من طبعي متواضعه .

باسل بإبتسامه : طبعا عارفين ، كفايه زوقك معانا .

مريم : ميرسي ، تم تابعت بجديه : يلا عندنا شغل كتير .

باسل بتفهم : أوكيه .

جدجتهما بغيظ دفين ، وضيقت عيناها تجاههم لإستنباط ما بينهم .

_______________


دلفت إلي الداخل ، وجدتهم مجتمعون حول اللوحه الورقيه الكبيره ، وعلامات السعاده علي وجوههم ، دنت منهم بفضول ، وما ان رآها أصدقاءها حتي أسرعوا اليها ، وأردفوا بحماس زائد:

- فيه رحله لشرم كمان شهر .

نور بسعاده : بجد .

ساره وهي تقفز فرحا :

- أيوه كلنا هنروح سوا ونتفسح ، يااااس .

أضحت السعاده باديه علي ملامحها ، تريد الترفيه والتسليه معا.

حمدت الله علي تلك الرحله ، عليها الخروج كبقيه الفتيات ، عبست قليلا وأردفت في نفسها متسآله : يا تري هتوافق يا زين.

قطع شرودها إقتراب فادي قائلا بتساؤل :

- هاي نور ، مجتيش انبارح ليه .

نور بلا مبالاه : عادي ، كنت تعبانه شويه .

فأديه بابتسامه : سلامتك .

نور : ميرسي .

حدجتهم بخبث وأخذت تقترب منهم ، رأتها ساره قادمه نحوهم ، تأففت بضيق ، فأردفت مروه بفضول :

: مجتيش أنبارح ليه يا نور .

نور بسخط : وأنت مرقباني ولا أيه .

مروه بلا مبالاه : عادي بسأل .

فادي بحماس : طبعا هتيجي الرحله ، مش كده يا نور .

نور بتعالي : طبعا هروح ، أصل جوزي مبيحرمنيش من حاجه أبدا .

حدجتها بحقد وأردفت بابتسامه زائفه:

- يارب يفضل يحبك كده علي طول .

نور بثقه : أكيد طبعا يا حبيبتي .

ساره بتأفف : يلا سلام ، هنمشي أحنا بقي .

ذهبت الفتيات وتركتها تشتعل غيظا وحقدا ، فأردفت مروه بحقد:

- شايفه بتقول إيه ، أنا هخليها رحله سوده عليها .

عزه باستفهام : هتعملي أيه .

مروه بخبث : وقتها هتعرفي .

~~~~

: مالك يا نور .

قالتها ساره وهي تنظر لنور الشارده .

نور بعبوس : تفتكري زين هيوافق أروح الرحله .

ساره بتعجب : وليه لأ .

نور بتنهيده : مش عارفه ، أكيد مش هيوافق .


الفصل السابع 

صغيرة ولكن

_________


جالسون حول مائده الطعام، لتناول وجبه الإفطار ، حدجته بغضب ، ثم وضعت شوكتها بعصبيه وأردفت ؛ 

- أنت هتفضل كده لحد إمتي .


تفهم ما ترمي اليه وأردف بتوتر :

- شغل يا ثريا ، هيكون ايه يعني .


ثريا بعصبيه : شغل ايه اللي ياخدك مننا طول الوقت ، احنا مبقناش نقعد زي الأول .


منصور مهدئا اياها :

- صفقه مهمه يا حبيبتي ، وان شاء الله تخلص علي خير ، أدعيلي انتي بس .

زفرت بقوه ولم تعلق عليه ، أتي أبنها الصغير قائلا بابتسامه فرحه : 

- بابا حبيبي قاعد معانا علي الفطار ، انا مش مصدق .

ثريا بسخط : شايف الولد مش مصدق أنك قاعد معانا .

منصور بنفاذ صبر : خلاص بقي يا ثريا .

مالك برجاء :

- بابا حبيبي بما أنك موجود كنت عايز حاجه كده .

منصور بإنصات : قول عاوز ايه .

مالك بتردد : كنت عاوز عربيه تبقي بتاعتي .

منصور بتعقل : انت لسه صغير يا مالك ، تابع حديثه بمغزي : 

- بس لو شديت حيلك السنه دي ، هيكون عندك أحلي عربيه .

مالك بفرحه : بجد يا بابا متشكر قوي .

منصور بعتاب : بتشكر أبوك يا غبي ، أنت أبني يلا .

مالك بخجل : حاضر يا بابا أسف .


منصور وهو ينهض :

- انا هقوم بقي يا ثريا عندي شغل .

ثريا مضيقه عينيها بعدم إقتناع : وماله يا حبيبي مع السلامه .

ثم أردفت في نفسها :

- يا تري يا منصور بتعمل ايه من ورايا .


دلف للخارج وهو يتنفس الصعداء ، أخذ يتنفس بارتياح كانه خارج من تحقيق ما ، دلف داخل سيارته ، وجد هاتفه يعلن عن اتصال ما ، أخرجه علي الفور ، نظر اليه وبدا علي ملامحه الضيق ، وأردف بتأفف :

- أيوه يا هايدي ، خير .

هايدي بدلع : ايه يا منصوري موحشتكس .

منصور بنفاذ صبر : ما انا كنت عندك من يومين.

هايدي مدعيه الزعل : أخص عليك ، أعمل ايه ما انت بتوحشني .

منصور في نفسه : وحش أما يلهفك .ثم تابعةحديثه معها قائلا : 

- خلاص يا هايدي ، سيبك من الكلام ده ، مراتي بدأت تشك فيا ، لازم نبعد شويه .

هايدي بعصبيه :

- خايف علي شعورها قوي ، ما انا كمان مراتك .

منصور بنفاذ صبر :

- يووه مش هنخلص من السيره دي ، سلام 

اغلق هاتفه وألقاه بعنف ، ثم أدار سيارته وهو يسب تلك الحمقاء.


اخذت تزفر بعصبيه قائله  : كده يا منصور خايف علي احساسها ، مبقاش انا هايدي اما وريتك .

                                    _______


أستيقظت مبكرا علي غير عادتها ، فأحس بها ، نهض هو الأخر ، نظر اليها وأردف باستغراب :

- صاحيه بدري كده ليه .

أجابته بتوتر : ما فيش ، مش بدري ولا حاجه .

نظر لها بعدم اقتناع قائلا وهو يتجه للمرحاض : طيب .


جلست واضعه يديها علي وجنتيها ، وأردفت بحيره : وده أقوله ازاي .


بعد قليل دلف الي الخارج ليرتدي ملابسه ، لاحظ وجودها علي غير العاده

، فهي دائما ما تسبقه في النزول ، لم يعلق فدلف لغرفه الملابس ليرتدي ملابسه ، تابعته بتوتر قائله بنفاذ صبر :

- أنا هقوله أما يخرج وأمري لله .


بعد قليل دلف الي الخارج ، وجدها كما هي ، نظر لها بمغزي فتفهم انها تريد شيئا ما ، تقدم منها وأردف بثبات :

- قولي علي طول عاوزه ايه .

احست بسخونه علي وجهها ، توترت وأردفت بتلعثم :

- ك ...ف.فيه .رحله للمدرسه .، وكنت عاوزه .. اطلع مع أصحابي.

أنصت اليها وأردف ببرود : لأ .

نور بشهقه : ايه 

زين بجديه : قولت لأ .

اعتلي الحزن علي ملامحها قائله :

- ليه كل أصحاب رايحين ، دا أسبوع واحد بس .

زين بعصبيه : قولت لأ ، يعني لأ .


تركها ودلف للخارج ، فأسرعت بالنزول خلفه ، جلس علي الطاوله وهو يتأفف ، فجلست هي الأخري ويبدو عليها الحزن .

رآها عمها فأردف باستغراب :

- مالك يا نور .

أجابته بحزن بالغ : ما فيش .

تابع موجها حديثه لإبنه : مالها نور يا زين ، أنت زعلتها .

زين بعصبيه :

- الهانم عايزه تطلع رحله ، وكمان أسبوع لوحدها بعيد عننا.

نور بإعتراض : لأ يا أنكل ، كل أصحاب رايحين ، وهنبقي سوا .

فاضل بتفهم :

- وفيها ايه اما تخرج وتتفسح مع اصحابها ، بدل ما انت مش فاضي تخرجها .

زين بضيق : قولت لأ ، يبقي مافيش مرواح في مكان .

سلمي متدخله : الموضوع عادي يا زين ، سيبها تخرج وتشوف الناس .

زين بنفاذ صبر : يوووه ، فكونا من الموضوع ده ، يلا علشان أوصلك .

نهضت علي الفور ، وأوشكت عينيها علي البكاء ، دلف داخل السياره ، دلفت هي الأخري وأشاحت بوجهها للخارح ، نظر لها بضيق وقام بإداره السياره وهو يزفر بعصبيه ، عندما وجدها لا تنظر اليه .


بعد قليل وصل الي مدرستها ، ترجلت علي الفور من السياره دون ان تتحدث معه ، أغلقت الباب بعنف وذهبت من أمامه بسرعه، ظل ينظر اليها حتي ولجت الي الداخل ، زفر بقوه ثم ادار سيارته وانطلق .

                            _____________


ممسكه ببعض الاوراق ، تنظر اليها بتمعن ، غير مدركه بالذي دلف دون أستئذان وينظر اليها برغبه ، رفعت رأسها عفويا ، فوجدته أمامها ، شهقت وأردفت بضيق :

- فيه حاجه يا أستاذ أحمد .

أحمد بابتسامه سخيفه :

- أنا بس جيت أصبح عليكي .

أردفت بإبتسامه مصطنعه :

- صباح الخير .

أحمد بتساؤل : أنا عطلتك ولا حاجه  .

أجابته بضيق : الحقيقه عندي شغل كتير .

أردف بنفس الابتسامه :

- طيب اسيبك تشوفي شغلك .

سلمي بجمود : ميرسي .

تتبعته بعينيها حتي دلف للخارج ، فأردفت بتأفف :

- أووف عليك وعلي تناحتك ، بني آدم سئيل .

                          ____________________


وصلت كعادتها اليوميه الي الشركه بصحبه والدها ، دلفا الي الداخل متهيأين لركوب المصعد ، صادف وجوده هو الأخر ينتظره ، ما ان رآهم حتي هتف مرحبا :

- صباح الخير يا فاضل بيه .

فاضل وهو يصافحه : صباح الخير يا حسام .

وجه بصره تجاهها قائلا : صباح الخير يا أنسه مريم .

مريم ببرود : صباح الخير .

فاضل بجديه : يلا الأصانصير وصل .

دلفوا ثلاثتهم داخله ، اخذ يختلس النظرات عفويا تجاهها ، أحست به ولم تبالي ، تعمدت تجاهله لوقاحته في السخريه منها ، وصلا الي الطابق المنشود ودلفوا للخارج ، فهمت بالحديث قائله :

- انا هروح مكتبي يابابا .

أومأ براسه وقال: اوكيه يا حبيبتي ، يلا علي شغلك .

ذهبت الي مكتبها وسط نظراته لها ، التي قاطعا فاضل قائلا : 

- كنت عايز أقولك يا حسام ، حاول تقنع زين بالرحله بتاعه مدرسه نور ، أصله راكب دماغه ورافض .

حسام بإنتباه : ويرفض ليه ، ساره قلتلي عليها وانا بنفسي سألت وفيه ناس مسئوله عنهم ، ومدرسين طالعين معاهم.

فاضل بقله حيله :

- ياريت تقنعه ، وتقوله الكلام ده ، يمكن يغير رأيه .

حسام متفهما : متقلقش حضرتك هقنعه ، وهيوافق ان شاء الله.

فاضل بإمتنان : شكرا يا أبني ، بعد إذنك .

حسام بابتسامه : أتفضل حضرتك .

                               _________


: ايه يعني مش هتيجي الرحله .

قالتها ساره بضيق وهي تجلس بجانبها 

نور بحزن : أيوه رفض خالص ، أنا كنت حاسه .

ملك بضيق : كده الرحله هتبقي وحشه من غيرك يا نور .

ساره مطمأنه : متقلقيش ، هخلي أبيه حسام يكلمه ، هما أصحاب وبيحبوا بعض جدا .

نور بعبوس : ما أظنش ، عمي بنفسه قاله ورفض .

ساره مهدئه اياها :

- أهدي كده ورقي ، وان شاء الله هايجي معانا .

                                ________


دلف اليه كعادته وأردف بمرح : صباح الخير يا زينو .

زين بجمود : صباح النور .

حسام رافعا حاجبه : ايه يا عم مكشر كده ليه .

زين بضيق : والله يا حسام دماغي مش فيا .

حسام بتفهم : قصدك علي الرحله ، نظر له الأخير باستغراب فتابع قائلا:

- بس أحب اطمنك ، ساره أختي هتروح معاها، والرحله مش أي كلام ، فيها منظمين وناس مسئوله عنهم ، مش هيبقوا لوحدهم .

زين باستغراب : وانت عرفت منين اني رافض .

حسام بلا مبالاه :

- باباك قالي أقنعك ، وأنا شايف الموضوع مش مقلق يعني .

زين بتفكير : أنت شايف كده .

حسام بسخريه :

- اللي يسمعك رافض يقول بتغير عليها ، وبتموت فيها .

زين بتوتر : قصدك ايه ، دي مراتي ومسئوله مني .

حسام بعدم إقتناع : طيب ، قولت ايه بقي .

زين بنفاذ صبر :

- أوكيه ، خليها تروح تتفسح شويه .

حسام بمرح : أيوه كده إشطا عليك .

زين بضيق : إشطا ، بلدي قوي .

حسام : بمناسبه القشطه ، يلا علشان انا جعان .

زين : أوكيه ، يلا .

                              ~~~~~~~


: أنا جعانه مش هناكل بقي .

قالتها ساندي وهي تنهض من علي مقعدها .

باسل مومأ رأسه : ايوه يلا ، وجه حديثه لمريم قائلا : 

- يلا يا مريم .

مريم بابتسامه : اوكيه يلا بينا ، انا كمان جعانه .

دلفوا الي الخارج ، متجهين الي مطعم الشركه  .

دلف مع صديقه أيضا ، فتفاجأ بوجوها أيضا ، تقابلت اعينهم ، نظرت له بلا مبالاه وأشاحت بوجهها بعيدا ، زفر في ضيق من معاملتها الفظه معه .

أردف زين متسائلا : هتاكل ايه يا حس .

حسام بلا مبالاه : عادي أي حاجه.

زين : طيب هطلبلك زيي .

أومأ برأسه قائلا : أوكيه ، ماشي .

زين بتعجب : انت كويس ، ملاحظك متضايق .

حسام بضيق : ما فيش متضايق شويه .

زين بتفهم : انا كلمت معتز ، وهنتقابل يوم الجمعه .

حسام بفرحه : وهوه عامل ايه ، وحشني الحيوان ده .

زين بضحك : أديك هتشوفو ، ونجدد الماضي .

                             ~~~~~


في الناحيه الأخري أردف باسل متسائلا  :

- تاكلوا ايه يا جماعه .

ساندي : انا عايزه مكرونه وبانيه .

مريم : وأنا زيها .

باسل : خلاص ، هنجيب كلنا زي بعض .

ساندي : اوك.


وجه بصره تجاهها وأخذ يختلس اليها النظرات ، خدعتها عينيها هي الأخري في النظر اليه ، وجدته ينظر اليها ، حدجته بلا مبالاه ، استغربت ساندي ووجهت بصرها تلقائيا الي حيث تنظر ، فوجدتهم يتبادلون النظرات ، ضيقت عينيها بخبث وأردفت في نفسها:

- لأ ، دا الموضوع كبر ، بقي الحكايه كده ، ماشي .


الفصل الثامن

صغيرة ولكن

__________


كانت سعيده للغايه فور إبلاغها بموافقته علي ذهابها للرحله ، فأردفت بفرحه : بجد يا زين انا مش مصدقه .

زين بضحكه : لأ صدقي ، بس اوعديني ملكيش دعوه بحد .

نور بسعاده :

- ماليش دعوه بأي حد ، هتفسح مع أصحابي بس .

زين بابتسامه عذبه : مبسوطه .

همت بإحتضانه وأردفت بإمتنان :

- قوي قوي يا زين ، متشكره قوي ، ربنا يخليك ليا .


فرح كثيرا لرؤيتها سعيده ، ثم أبتعدت عنه قائله :

- هروح أقول لسلمي ومريم .

زين : أوكيه .


بعدت بضع خطوات ثم عادت مره أخري اليه وقامت بتقبيله من وجنته وأردفت : بحبك قوي .

ثم اسرعت الي الخارج تاركه اياه مشدوها من فعلتها، فبحركاتها التلقائيه تحدث شيئا ما بداخله ، أتسعت إبتسامته لرؤيه السعاده علي وجهها .

                                                  ~~~~


ذهبت الي بنات عمها لتخبرهم بموافقته علي الرحله ، وأردفت بسعاده بالغه :

- زين وافق أروح الرحله .

سلمي بتعجب : بجد! 

نور : ايوه ، ساره كلمتني وقالت حسام أقنعه اروح معاهم .

مريم بابتسامه : يا بختك هتخديلك يومين ترفيه .

نور ببراءه : لأ ، مش يومين دا اسبوع .

مريم بابتسامه : ماشي يا نور برضه يا بختك .

نور بحماس : انا عاوزه هدوم جديده للرحله .

سلمي : ماشي خلينا نروح ، انا كمان عاوزه حجات .

نور بفرح : امتي .

سلمي : خلينا نروح كمان شويه ، علشان بكره مش فاضيه .

نور بتصفيق : اوكيه ، هقول لساره تيجي معانا ، سلام .


مريم زاممه شفتيها :

- عيله ، عيله يعني ، حد يصدق دي مرات زين اللي مجنن البنات.


سلمي بعدم اقتناع :

- وليه لأ ، بنت عمنا وآه هيا صغيره شويه ، بس مش قوي يعني ، فيه بيتجوزو صغيرين وعادي .

مريم بتعقل : برضه ياسلمي ، انا شايفه انها صغيره ومتقدرش تختار حياتها دلوقتي .

سلمي بنفاذ صبر :

- طيب ياست الأخصائيه ، يلا نقوم نلبس علشان نمشي .

مريم وهي تنهض : طيب .

                            ______________


أبلغتها صديقتها بضروره حضورها معهم ، دلفت الي الخارج وجدته جالسا وممسك بهاتفه ، أخذت تقترب منه بحذر ، كادت ان تهم بالحديث ، ولكنها تراجعت ، اخذت نفس طويل وزفرته ببطء وقررت مفاتحته .

كان يلاحظها بطرف عينيه ، تبتعد وتقترب مره أخري ، عادت مره أخري فكتم ضحكته ، لاحظته ينظر اليها فابتسمت في توتر ، وأردف هو بثبات :

- عايزه ايه ؟

جاوبته بتلعثم : أأ..أنا .مش..عايزه.حاجه..

قاطعها بصرامه : عايزه ايه ساره .

ازدردت ريقها وأردفت بتوتر : كنت ..عاوزه .فلوس 

نظر لها بضيق قائلا : وده اللي مخليكي مش علي بعضك .

إقترب منها ووضع كلتا يديه علي كتفيها قائلا بجديه :

- بصيلي 

نظرت له بخجل فتابع :

- مكسوفه تطلبي مني فلوس ، انتي تيجي وتقوليلي علي طول ، فاهمه 

نكست رأسها بخجل قائله : أسفه يا أبيه ، اصلي كنت عايزه هدوم جديده للرحله .

حسام بتفهم : كل اللي انتي عوزاه ياحبيبتي .

ساره بخجل : ميرسي يا أبيه ، أصل نور كلمتني انها هتروح هي وبنات عمها ، وأكيد هيروحوا مكان شيك وكده .

حسام بلوم : ليه وانتي أقل منهم ، أحسن حاجه تجبيها .


قام بفتح حافظه نقوده وقام بإخراج البطاقه الإئتمانيه الخاصه به،

وقال معطيا إياها :

- خدي دي معاكي ، هاتي كل اللي انتي عوزاه ، لم تدري بنفسها غير انها قامت بإحتضانه ، فملس علي شعرها بحنو بالغ، قائلا بابتسامه هادئه:

- انتي اختي حبيبتي ، ماليش في الدنيا غيرك انتي وماما، انتو اغلي حاجه عندي .


واقفه تتابع ما يدور بينهم وعلي وجهها ابتسامه سعيده ، وجدت ابنتها تذهب إقتربت منه وأردفت بحنان :

- ربنا ما يحرمنا منك يا حبيبي .

حسام مقبلا يدها : ولا منك ياست الكل .

ابتسمت بتوتر وأردفت بتردد : مقولتليش يا يعني هتعمل ايه ، عايزه أفرح بيك بقي .

حسام بنفاذ صبر :

- تاني يا أمي ، قولتلك لما ألاقيها هقول علي طول ، ومتقوليليش موجوده والكلام ده ، سيبيني أختار .

فاطمه بهدوء : اللي تشوفه يا ابني .

وأخذت تفكر في شئ ما ..

                             _____________


هبطت الدرج بخفه ، فسألتها والدتها بإبتسامه :

علي فين يا ميرو .

ميرا بإبتسامه واسعه : هروح عند خالو شويه .

ثريا بغمزه : خالو ولا زين .

ميرا بمرح : ايووو يا مامي أحبك وانتي فهماني ، سلام بقي .

ثريا بتمني :

- يارب يا بنتي أشوفك سعيده كده علي طول .

                                            

بعد قليل وصلت الي وجهتها ، وقامت بصف سيارتها وترجلت منها ، دلفت الي الداخل وقابلتها الداده مرحبه :

- أهلا يا ميرا هانم إتفضلي .

أخذت تتفحص الفيلا من حولها وأردفت متسآله :

- هو مافيش حد هنا ولا ايه ؟

جاوبتها عزيره :

- كلهم خرجوا ، زين بيه بس اللي هنا .

ميرا بابتسامه واسعه : بجد .


نظرت أمامها بمغزي ،ثم عاودت النظر للداده قائله : 

- طيب خلاص انتي يا داده، روحي وانا هطلع اسلم علي زين.

عزيزه بطاعه : حاضر ، اتفضلي .

إبتسمت بخبث ، ثم صعدت للأعلي .

                         ________________


يتطلعون علي الثياب المعلقه بإعجاب شديد ، فأردفت سلمي:

- انا عجبني ده قوي هاخده .

مريم بإعجاب : هيبقي حلو عليكي قوي يا لومه.

نور وهي تخرج من غرفه تبديل الملابس : ها ، ايه رأيكم .

ساره مجحظه عينيها : ايه الحلاوه دي .

نور بخجل : ميرسي .


كانتا سلمي ومريم ينظرون لبعضهم البعض وهم يبتسمون من جمال هذه الفتاه ، فأردفت هامسه لأختها :

- برضه صغيره .

مريم هامسه : مخها صغير ، دا قصدي .

سلمي زاممه شفتيها : طيب .


ظلت الفتيات يتجولن لشراء ما هو مناسب لتلك الرحله، فأردفت نور : باقي الميوهات .

ساره بحماس : أيوه علشان نبلبط في الميه .

نور بقرف : نبلبط، so local.(بلدي).

ضحكت الفتيات كثيرا ، وقاموا بشراء ما هو لازم وضروري .

مريم بتعب : انا تعبت خلاص ، وجعانه قوي .

سلمي وهي تتمطع : وأنا كمان ، يلا نجيب أكل .

مريم بتساؤل : تحبوا تاكلوا ايه .

نور بحماس : عاوزه بيتزا ، أنا وساره بنحبها قوي .

سلمي مومأه رأسها : أيوه أنا كمان عاوزه بيتزا ، يلا نروح .

مريم : إيه رأيكم نجيبها ، وناكل في البيت براحتنا .

سلمي بإقتناع : فكره حلوه قوي ، يلا يا بنات .

ذهبوا لشراء البيتزا ، وبعض المشروبات البارده ، دلفوا الي السياره ، ودلفت سلمي خلف عجله القياده ، وأدارتها متجهه الي الفيلا .

                          _______________


فتحت الباب بهدوء شديد ، دلفت الي الداخل وجدته نائم ، شلحت حذائها وسارت علي اطراف اقدامها متجه نحوه ، دنت منه لتطبع قبله علي وجنته ، تململ الأخير في الفراش ظنا منه انها المشاغبه الصغيره ، فتح عينيه بثقل ، اعتلي وجهه ابتسامه صغيره سرعان ما أختفت ، نهض سريعا قائلا :

- ميرا .

ميرا برومانسيه : أيوه يا حبيبي .

زين وهو ينهض : فيه حاجه يا ميرا .

ميرا بحزن : طبعا فيه ، انا بحبك يا زين.

أشاح بوجهه بعيدا وزفر بقوه ، يعلم ما تريده ولكنه لم يفكر بها يوما ،ادار رأسها تجاهها وأردف بثبات :

- ميرا اللي بتعمليه ده ميصحش ، أنتي بنت كويسه ، بس أنت زي أختي ، فاهماني .

ميرا : بس أ...

قاطعها بحزم : ميرا انا قولت اللي عندي .

تركها واقفه والحزن بادي علي ملامحها ودلف الي المرحاض .

تتبعته بحزن قائله : كده يا زين .


سمعت أصوات سياره ما تدلف الي الداخل ، دلفت خارج الغرفه ، فوجدت الفتيات يترجلن من السياره، ابتسمت بخبث وخطرت علي بالها فكره شيطانيه .

                                 ~~~~


ولجن الي الداخل ، حاملين المشتريات والمأكولات اللذيذه ، فوجهت مريم حديثها للداده : 

- خدي يا داده الأكل ده ، وجهزيه علي السفره علي ما اغير هدومي.

عزيزه موماه رأسها : حاضر علي طول .

نور لساره : هطلع اغير هدومي ، ومش هغيب .

سلمي بتفهم : اطلعي يا حبيبتي ، أنا هقعد مع ساره علي ما تيجوا  .

نور : اوكيه ، باي .


صعدت الدرج سريعا " متجهه الي غرفتها ، فتحت الباب وجدت ميرا متسطحه علي الفراش ، عبست ملامحها علي الفور .

ابتسمت لها الأخيره ، ونظرت لها بمغزي وأردفت وهي تنهض : 

- نور انتي جيتي 

نور بضيق : انتي ...

لم تكمل جملتها، حيث وجدته يدلف خارج المرحاض ، حدجته بغضب جلي  وضاممه يديها حول صدرها ، نظر لها بإستغراب من هيئتها ، وجه بصره عفويا تجاه الأخيره ، وجدها مازالت موجوده، فتفهم علي الفور سبب ضيقها .

فأردف موجها حديثه لميرا :

- ميرا انتي لسه هنا ، انا أفتكرتك مشيتي .


ميرا بدلع : طيب يا حبيبي ، همشي انا بقي .

أخذت حقيبتها وهي تنظر لها بخبث ، ثم غمزت بعينيها قائله :

- بااي نور .

نظرت لها الأخيره بإحتقار ، ووجهت بصرها تجاهه بغضب جلي علي هيئتها ، فأردف مبررا :

- انا أفتكرتها مشيت ، أنا مش عارف هيا كانت جايه ليه .


تطلع علي حالتها لاول مره يقوم بالتبرير عن ما يفعل ، عاده لا يبالي احد ، نظرت له بحزن قائله :

- طبعا دي عادتك ، بس مش في أوضه نومي .

زين بعصبيه :

- نور قولتلك مافيش حاجه حصلت ، ولاحظي ان ميرا بنت عمتي مش ممكن أعمل حاجه معاها .

تركها وذهب ليرتدي ملابسه .


حدجته بضيق وأردفت في نفسها : ماشي يا زين .


لأول مره يشعر بالضيق وظنها السيئ فيه ، لاول مره يخشي شعورها ويتحدث بهذه الطريقه ، وأردف في نفسه :

- أنا اعمل اللي انا عاوزه ، أنا متضايق ليه .

                             ______________


هبطت الدرج وعلي وجهها إبتسامه واسعه ، وجدت ابنه خالها ومعها فتاه ما يتسامران ، أقتربت منهم قائله :

- هاي يا بنات .

سلمي بتعجب : ميرا انتي هنا ، تابعت مشيره بإصبعها للأعلي :

- انتي كنتي فوق .

ميرا بلا مبالاه : أيوه كنت بتكلم مع زين شويه ، يلا باي .

سلمي مشدوهه : باي .

ساره بتساؤل : هيا دي ميرا اللي نور مش بتحبها .

سلمي : أيو....


قطمت جملتها ، فور رؤيتها تهبط الدرج والغضب بادي علي ملامحها ، فتفهمت علي الفور ما حدث ، جلست بجانبهم بعصبيه، فأردفت سلمي متسآله :

- عملتلك ايه دي .

ساره بضيق : أوعي تكون ضايقتك .

نور بثبات : لأ ما فيش حاجه حصلت ، معملتش حاجه .

سلمي بعدم إقتناع : بجد 

حدجتهم ببرود يعكس ما بداخلها وأردفت :

- أيوه .

نور في نفسها : 

هفضل كده لحد إمتي ، ماشي أصبر بس عليا


الفصل التاسع

صغيره ولكن...

_________


في صباح يوم الجمعه المليء باﻷحداث .


في منزل حسام..

نهض من علي الفراش ، سمع والدته تتحدث مع شخص ، لكنه لم يبالي ، دلف الي المرحاض ليغتسل ، بعد قليل دلف للخارج ليرتدي ملابسه ، هندم هيئته ووضع عطره المفضل ، تنفس بإرتياح لأنه سوف يجتمع مع أصدقاءه ، فتح الباب ودلف للخارج ، ولكنه صدم مما رآي ..


تفاجأ بأبنه خالته هي التي تتحدث مع والدته ، تقدم منهم بثبات يعكس ما بداخله وأردف : صباح الخير.

لبني بإبتسامه : صباح الخير يا حسام .

فاطمه بإبتسامه واسعه : لبني حابه تروح معاكوا النهارده.

تغيرت معالم وجهه ، فتفهم ما تفعله والدته وأردف بتساؤل: 

- حضرتك مش جايه معانا ولا ايه .

فاطمه : لا يا حبيبي ، انا عندي شويه حجات هعملها، روحوا انتوا واتبسطوا .

نظر حوله متسائلا: ساره فين .

فاطمه : بتلبس وجايه .

حسام بمغزي : 

- كويس قوي علشان تبقي مع لبني ، لأني هقعد مع أصحابي .


حدجته بضيق لتعمده إهمالها، وغير مبالي بها ، نظرت الي خالتها بحسره ، زاممه شفتيها ، فإبتسمت لها مهونه عليها ، أشاح هو بوجهه عنها ، فلابد ان تعرف انه لا يكن لها أيه مشاعر،

حتي لا تنساق وراء السراب ، ويحدث مالا يحمد عقباه.

____________


في فيلا فاضل ...


إرتدت ملابسها الرياضيه ، عباره عن برمودا بيضاء ، وعليه ستره سوداء بأكمام وعقصت شعرها علي هيئه ذيل حصان ووضعه عليه قبعه بيضاء ، ترتدي ملابسها وسط نظراته لها ، فحدجها بإعجاب شديد علي جمال تلك الصغيره .


تشعر بنظراته اليها وتعمدت اهماله والا تعيره أهميه ، قامت بإمساك حقيبتها الرياضيه ووضعت فيها أشياءها، فأستغرب من أهمالها له ، وما زاده حيره خروجها دون أن تتحدث معه ، فأردف متسآلا نفسه :

- مالها دي .


في الأسفل استيقظ الجميع ، فاليوم هو يوم راحتهم من ضغوطات العمل ، اقتربت منهم مبتسمه : 

- صباح الخير.

الجميع : صباح النور .

فاضل بتساؤل : زين فين .

نور بلامبالاه : تلاقيه جاي ورايا .

سلمي هامسه : يا جامد انت ، ايوه عايزاكي تقيله كده .

نور بثقه : ولسه .

_______________


هونت والدته عليها وأمرتها أن تصبر ولا تتعجل ، فهي تسعي في التقريب بينهم بأي طريقه ، تحدثت مع ابنتها هامسه بأن تترك لهما المجال في التقرب وسط تذمر ابنتها ، فوافقت الأخيره علي مضض ، وجلست في الخلف لتترك لهما المجال ،كما أفهمتها والدتها، وسط غضب الأخر الذي نظر لها شزرا ، حدج أخته فذمت هي شفتيها ورفعت كتفيها للأعلي بمعني أن ليس لديها دخل ، فتفهم انه من تخطيط والدته ، التي حذرها أكثر من مره ، ولكن لم تبالي بحديثه .

______________


أنضم بعد قليل اليهم ، ليقلهم الي النادي ، فإعتذرت سلمي وقالت انها ستذهب بسيارتها ، لشراء شيئا ما وسوف تلحق بهم،

هم الجميع بالركوب فجلس فاضل بجانب إبنه ، بينما جلست أخته وزوجته في الخلف .

أردف فاضل بإنشراح :

- النهارده هروح الجيم ، ألعبلي شويه رياضه ، عضمي قافش .

مريم بمرح : أيوه يا عم الشباب .

فاضل بلا مبالاه : شباب ايه بقي ماخلاص .

زين بتعجب : خلاص ايه يا بابا ، دا أنت أصغر مني .

فاضل بضحك :

- ماشي يا سيدي ، متشكرين علي الكلام الحلو ده .

ثم قاد سيارته متجها الي النادي .

_______________


تستشعر برودته في الحديث معها ، فلم يعد أمامها شيئ تقوله ، لأنه وباﻷحري يصدها في الحديث ، فلحفظ ماء وجهها قررت الصمت والصبر أيضا ، وأن لا تكل ولا تمل في محاولتها للإقتراب منه .

وصل بسيارته الي النادي ، وولج إلي الي الداخل ، قام بصف سيارته ، وأردف:

- يلا وصلنا .

_____


بعد لحظات وصل هو الأخر مع أسرته . دلف من البوابه الرئيسيه ، وسار متجها للموقف الخاص ، صف سيارته ، ترجل الجميع وأردف زين بإبتسامه :

- ايه ده ، دي عربيه حسام هنا ، يبقي أكيد وصلوا .


نور في نفسها : يا ذكاوتك يا اخويا .


ما أن سمعت مريم أسمه حتي زادت ضربات قلبها ، وإزدردت ريقها في توتر ، فأردف زين : يلا يا جماعه .

________________


تتفحص جميع الهدايا المنمقه ، حائره في اختيار ما هو مناسب ، لذا استشارت صاحبه المكان عن الأفضل ، فأعطتها عده أختيارات ، وجدتها مناسبه جدا ، فأبدت إعجابها قائله :

- حلوين قوي ، أنا عايزه منهم أتنين .

صاحبه المحل بإبتسامه مصطنعه :

- تحت أمرك يا فندم .


غلفت لها الهدايا بطريقه قيمه ، ونظرت لها بإعجاب ، ثم تناولتها منها شاكره إياها ، دلفت للخارج إلي حيث سيارتها ، وضعت الهدايا بجانبها في المقعد الأمامي ، أدارت سيارتها وأردفت :

- يارب مكنش أتأخرت عليهم .

__________________


صادف وجودها أمام البوابه وجوده هو اﻵخر ، حدجته بلا مبالاه ، ثم أشاحت بوجهها، وتعمدت الدخول أولا ، حدجها بإستغراب رافعا حاجبيه في إندهاش وأردف :

- قلبك أسود قوي .


دلفت هي الي مركز التدريب الخاص بالنساء الحوامل ، ألقت عليهم التحيه وأردفت موجها حديثها لسيدتين :

- دول هدايا علشان قربتوا تولدو ، ثم تابعت بابتسامه محببه :

- وكل واحده تقرب تولد ،ليها عندي هديه .

سيده ما : طول عمرك زوق يا استاذه سلمي ، وشكرا علي هديتك.

سيده أخري : والله بتمني أفضل حامل ، علشان أفضل أجي أشوف حضرتك .

سلمي بضحك : ميرسي قوي علي ذوقكم ، أستأذنكم أنا بقي .

سيده ما بابتسامه : اتفضلي يا حبيبتي .

~~~


صف سيارته هو الآخر متنهدا في ضيق ، من نظرات تلك الفتاه اليه ، لم يمر عليه امر كهذا وقرر الا يعطي الأمر أهميه . 

______________


شغل تفكيرها هويه الفتاه القادمه معه ، تساءلت هل هي قريبته ، أم تربطهم علاقه ما ، لاحظت نظراته لها ، اشاحت بوجهها في توتر ، وقررت ألا تعيره اهتمام ولا تشغل تفكيرها ، قطع شرودها ، أخيها قائلا :

- معتز أتأخر قوي ، وحشني الواد هموت وأشوفه .

حسام مازحا : اسكت لبيجي علي السيره .

زين بضحك مشيرا بإصبعه :

- فعلا جاي أهو .

معتز مقبلا عليهم قائلا بمرح :

- يا خونه وحشتوني .

زين وهو يعانقه : حبيبي يا ميزو ، وحشتني .

معتز : وانت أكتر يا زينو .

حسام بإبتسامه : حبيبي الغالي .

معتز : وحشتني يا حس والله .

زين مشيرا بيده : بابا ،طبعا عارفه .

معتز مصافحا اياه : 

- أكيد ، المهم مايكنش هو اللي ناسيني .

فاضل بضحك : أزيك يا ميزو ، وحشتني يلا .

معتز بمرح : يلا ، يبقي لسه فاكرني .

زين بضحك : مكنش بيقولكم غير كده.

معتز : ماشي يا حاج زي ما انت عايز ، بس احنا كبرنا يعني .

فاضل بضحك : ماشي يا حضره الرائد .

معتز وهو يهندم ياقه قميصه : أيوه كده .

أردفت من بعيد : صباح الخير علي اللمه الحلوه .

الجميع : صباح النور .

حدجها بصدمه فاغرا فاهه من رؤيتها مقبله عليهم ، تسآءل في نفسه عن هويتها ، إقتربت منهم بإبتسامتها الجميله قائله :

- إزيكم يا جماعه 


تلاشت إبتسامتها فور رؤيتها له جالس مع أسرتها ، جلست في صمت ، زاد فضولها لمعرفه علاقته بهم .


نور بملل : أخيرا جيتي ، يلا علشان أنا جوعت .

زين مغيظا اياها:

- اطلبوا الأكل بسرعه أحسن تاكلنا .

نور بغيظ: دمك تقيل علي فكره .

فاضل محدقا به : خلاص يا زين .

معتز بتردد : مش تعرفنا يا زينو .

زين بإستهزاء : نور مراتي .

حدجته بغضب جلي علي هيئتها ، من طريقه تقديمها لصديقه .

معتز بتعجب : بتتكلم جد .

زين بلا مبالاه : ههزر ليه .

معتز بحذر : اصل باين عليها صغيره .

فاضل متدخلا :

- ولا صغيره ولا حاجه يا معتز ، ما فيه كتير بيتجوزوا صغيرين .

معتز بابتسامه : تشرفنا ، بجد انا مبسوط قوي اني شفتكم .

جاء الفطار ، وشرع الجميع في تناوله في صمت ، منهم من هو شارد في الوجوه الجديده والفضول يقتله .


تعجبت من معرفه أخيها بهذا الشخص ، يبدو علي هيئته وطريقه حديثه اﻹحترام والأدب .


والأخري تتساءل عن هويه تلك الفتاه التي اتت بصحبته ، ولم تتعرف عليها حتي الآن .

وآخر جالس يختلس اليها النظرات بين الحين والآخر ،متسائلا عن هويتها فأردف في نفسه : يا تري تقربلهم ايه .

قطع تفكيره صوتها تقول : بابا أصبلك قهوه .

نظر لها بصدمه شديده ، فهي أخت صديقه المقرب .

_________________


: نور هناك أهي يا ماما .

قالها مالك بسعاده وهو يشير بيده ، نظرت له والدته بسخط وأردفت : أنت مش شايف غيرها .

إقتربت منهم بابتسامه واسعه ، رآها أخيها الأكبر، نهض من مقعده وأردف بسعاده بائنه : أختي حبيبتي 

ثريا بابتسامه محببه : وحشتني قوي يا فاضل .

فاضل بلوم : كده متجيش تشوفي أخوكي ، ولا كنتي بتحبي عادل أكتر .

ثريا بابتسامه : انتو الإتنين غلاوتكم واحده ، الله يرحمه .

وجهت بصرها للجميع قائله : هاي يا شباب .

مالك وهو يجلس بجانب نور :

- انا مش مصدق اني شوفتك النهارده يا نور .

نور بابتسامه : وانا كمان يا مالك وحشتني .

نظر لها بغضب ، ولكن لم تعيره اهتمام ، اشاح بوجهه وهو يزفر بقوه .

تقدمت ميرا منه ، واضعه يدها حول رقبته قائله :

- هاي زين .

زين لإغاظتها :هاي ميرا ، اقعدي معانا علشان تفطري .

ميرا : ميرسي ، أحنا فطرنا .

مالك : ايه رأيك يا نور نلعب كره سوا .

نور بتفكير: ممم اوكيه ، يلا يا ساره معانا .

مالك بمرح : let's go.

ساره : تعالي يا لبني معانا .

لبني بإبتسامه مصطنعه : ميرسي ، ماليش في الكره .

ساره بلا مبالاه : ممم براحتك .

~~~~


بعد قليل اردف فاضل متسائلا : هتعملوا ايه يا بنات .

مريم بهدوء : بفكر اروح التراك أجري شويه .

سلمي مؤيده : فكره حلوه قوي ، انا محتاجه اتنشط شويه .

زين : مش يلا يا شباب أحنا كمان .

معتز وهو ينهض : يلا بينا .

حسام وهو ينهض هو الأخر : روحي انتي كمان يا لبني أجري شويه .

لبني بضيق : اوكيه .

زين بتفهم : خدوها معاكم يا بنات .

سلمي بابتسامه : أكيد طبعا ، يلا تعالي معانا .

لبني علي مضض : طيب .

ذهب الجميع فأردفت ثريا متسائله : ايه يا ميرو ، هتعملي ايه يا حبيبتي .

ميرا : هروح لأصحابي أصلهم وحشوني قوي .

ثريا بابتسامه : ماشي يا حبيبتي روحي .


نظر لأخته بابتسامه قائلا :

- مالك يا ثريا ، شكلك مش عاجبني .

ثريا بتنهيده : ما فيش .

فاضل : يعني أنا مش عارفك ، منصور مزعلك .

ثريا بضيق : مش عارفه بقي بيتأخر كتير بره ، والموضوع ده قالقني .

فاضل بتفكير: ما يمكن عنده شغل .

ثريا بإستنكار : يمكن .

فاضل بتفهم : طيب هو فين ، وأنا ابقي اتكلم معاه .

ثريا : بيقول هيحصلنا .

فاضل : هدي نفسك انتي بس ، أنا هقوم اروح الصاله ، ولما يوصل ابعتهولي علي هناك .

ثريا بابتسامه : حاضر يا قلب أختك .

______________


داخل الصاله الرياضيه ، كانت أصوات ضحكاتهم تملأ المكان ، فأردف معتز بضحك شديد :

- فاكر يا زين البنت اللي كان بيحبها حسام .

زين بضحك : طبعا فاكرها كويس ، هيا دي تتنسي.

حسام بغضب : قفلوا بقي علي السيره الزفت دي.

معتز : هههههه يا مجنون ، أعرف حتي معلومات عنها ، رايح تقولها بحبك كده .

زين بضحك : فاكر يا معتز لما جوزها مسكوا من قفاه .

حسام بضيق : ما خلاص بقي .

زين : ايه يا عم حسام بنهزر معاك .

حسام بضيق : الحجات دي مافيهاش هزار ، يعني أقولك انت متجوز عيله .

معتز منتبها : صحيح يا زين ، مش صغيره علي الجواز دي .

زين : بابا اللي جوزهالي بعد عمي ما مات ، كان لازم علشان نحافظ علي أملاكنا .

حسام بسخريه : يعني جوار علي الورق .

معتز مخففا الأجواء : انا بقول نروح نشرب حاجه ونرجع تاني .

زين : اوكيه ، يلا بينا .

_______________


ركل الكره بعنف، فطارت بعيدا ، لحقت بها لتمسكها ، لم تبالي بتلك السياره القادمه نحوها ، توقفت السياره في الوقت المناسب ، شهقت بصوت عالي ، فزع مالك من المتظر وتقدم نحوها بسرعه قائلا بلهفه بائنه :

- نور انتي كويسه .

حركت رأسها وهي تنهج من هول المنظر ، ترجل من سيارته قائلا : انتي كويسه يا أنسه .

لم تجيبه فأردف مالك :

- آه هيا كويسه ، الحمد لله أنك وقفت العربيه علي أخرلحظه .

أومأ برأسه وأردف : الحمد لله ، المهم تخلي بالك المره الجايه.

أخذها مالك وسط نظراته لها فأردف في نفسه : 

- صغيره بس صاروخ .

قطع شروده صوت والده :

- أيه يا وليد ، مش هيا كويسه .

وليد متقدما نحوه : أيوه يا بابا كويسه .

والده بإنزعاج : طيب يلا ، نزلني عند الصاله بالظبط .

وليد غامزا : ماشي ياعم ، بس براحه علي الحديد .

اردف بضيق : ولد قليل الأدب .

________


دلف داخل الصاله الرياضيه الخاصه بكبار السن ، وجده أمامه ، إبتسم تلقائيا واخذ يقترب منه وأردف :

- فاضل باشا بنفسه هنا .

ادار رأسه ناحيه وأردف بإندهاش :

- مش معقول ، فايز المنصوري ، عاش من شافك يا راجل .

فايز وهو يعانقه : موجود ، بس قولت آجي ألعب شويه رياضه .

فاضل بغمزه : صاحبك كمان جاي .

فايز بضحك : عارف ومتفقين نتقابل النهارده .

فاضل : ماشي يا سيدي ، ما انتوا أنتيم من زمان .

فايز بجديه : منصور مش بس صاحبي ، دا أخويا .

فاضل غامزا: هنياله ، مش ناوي تتجوز بقي .

فايز : وأنت متجوزتش ليه .

فاضل ماططا شفتيه : عادي مالقيتش الست اللي تاخد مكان أم زين.

فايز بضحكه : ماشي يا ابو زين .

___________________


وجدها جالسه بمفردها ، ابتسم تلقائيا وتقدم نحوها ، وضع يده علي كتفيها من الخلف ، فشهقت وادارت رأسها تجاهه، فأردف بحب : اتخضيتي يا حبيبتي .

ثريا بابتسامه : اهلا يا حبيبي ، أقعد .

تنظر اليهم بحقد ، تحسدها لحبه الشديد لها ، إبتسمت بخبث وقررت اللعب قليلا .

___________


ظلت تنظر اليها بين الحين والأخر ، تخشي سؤالها فتظن شيئا ما ، ولكن لفضولها الزائد قررت سؤالها ، أخذت نفسا طويلا وأردفت بحذر :

- ما قولتيش يا لبني انتي تقربي ايه لساره .

لبني وهي تقف لتلتقط انفاسها : عادي بنت خالتي ، تنفست بصوت عالي وتابعت : وخطيبه حسام .

أحست بسقوط دلو ماء بارد ، فتجمدت ملامحها ، فظنها كان بمحله ، ادعت الثبات قائله :

- بجد، اول مره اعرف ان حسام خاطب .

لبني بتوتر : أيوه كلام بس ، لسه ما أعلناش الخطوبه .

مريم بجمود : أها ، مبروك .

لبني بإبتسامه مصطنعه : ميرسي يا حبيبتي .

_________________


عاود الكره مره أخري وركل الكره بعيدا ، عنفته نور قائله :

- تاني يا مالك .

مالك : أ...

قاطع جملته صرخه مألوفه له، وجه بصره عفويا تجاه الصوت فوجدها أخته ، تقدم منها فقامت بدفع الكره بعنف ناحيته قائله :

- مش تحاسب يا حيوان ، الكره كانت هتطير دماغي .

مالك ببرود : ما انتي كويسه أهو ، هو أنا كنت قاصد .

ميرا بغضب : قليل الأدب ، يلا امشي من قدامي انت وهيا .

مالك : يلا يا نور نمشي .

نور : تستاهلي ، ثم قامت بإخراج لسانها كالأطفال .


ضحك مالك بشده علي ما فعلت معها ، فإلتقطت الأخيره كوب الماء عازمه علي إلقاءه عليهم ، فأسرعوا في الركض من أمامها.

عصام : خلاص يا ميرو اهدي .

هاني : أيوه مكنوش قاصدين ، هتعملي راسك براس عيال .

ميرا بتأفف : خلاص سكوا علي الموضوع ده .

نهله بمرح : حلاوتك يا ميرو وانت متعصب .

ميرا وهي ترتشف الماء : مش ناقصاكي انتي كمان .

وأردفت في نفسها : ماشي يامالك الزفت ، انا تضحك عليا .

____________


إقتربت بخبث نحوهم ، صدم عندما رآها ، فنظر لها بعينه متسائلا، لم تبالي به ، فإقتربت من زوجته قائله بابتسامه مصطنعه:

- ثريا حبيبتي ، وحشاني قوي .

ثريا وهي تنظر اليها بنظرات متفحصه ، رفعت حاجبيها في إندهاش وأردفت :

- معقوله هايدي ، معرفتكيش ، إتغيرتي خالص .

هايدي بتغنج : للأحسن ولا للأوحش .

ثريا بغمزه : للأحسن طبعا .

دب الرعب في أوصاله ، خيفه من تفعل مالا يحمد عقباه ، لم تبالي به تركته يتخبط في أفكاره ، قطع شروده ثريا قائله :

- فاضل كان عاوزك في الصاله يا منصور .

أنتبه لها وأردف : 

- طيب يا حبيبتي ، هروح أشوفه .

تركهم بعد أن حدجها بنظرات محذره ، لم تبالي به فإستشاط غضبا منها ، ابتسمت هي بخبث لرؤيته في تلك الحاله .

~~~~


دلف الي الصاله الرياضيه ، وجد رفيق عمره ونسيبه يتحدثان ، إقترب منهم ملقيا التحيه : السلام عليكم يا شباب .

فايز وهو يحتضنه : حبيب عمري ، أتأخرت ليه .

منصور بتنهيده : أشغال ، وجه بصره تجاه أخو زوجته قائلا بابتسامه واسعه :

- نسيبي الغالي ، أخو حبيبه قلبي .

فاضل بضحك : بكاش طول عمرك .

منصور متصنع الحزن :

- أنا برضه ، أخص عليك .

فاضل بمغزي : يعني ملكش في الشمال .

منصور ببراءه : ولا شمال ولا يمين .

فاضل بمعني :

- أومال مراتك بتشتكي من سهرك بره البيت ليه .

حدق في صديقه وأردف بتوتر :

- عادي يا فاضل شغل .

فاضل محذرا : ماشي يا منصور، بس أختي خط أحمر ، لو عرفت إنك زعلتها ، مش هيحصل كويس .

فايز متدخلا :

- ايه ده يا فاضل ، كبرت الموضوع قوي ، فعلا عنده شغل .

فاضل بشك : ماشي ، ما أنتوا أصحاب وسركم مع بعض ، بس انا حذرتك ، ثريا أختي وأنا عارفها، ممكن تقلب الدنيا لو فيه حاجه.

اردف بمغزي :

- إن شاء الله الشغل ده هخلص منه قريب .


الفصل العاشر 

صغيره ولكن ...

____________


تجري كالأطفال وتقفز فرحا في أنحاء الغرفه ، تاركته ينظر لها بابتسامه واسعه لرؤيتها سعيده ، لملمت أشياءها الضروريه التي ستحتاجها خلال رحلتها الترفيهيه بصحبه أصدقاءها ، بعد إنتهائها رفعت رأسها تجاهه قائله :

- أنا مش مصدقه اني هروح أتفسح .

إقترب منها وأردف بابتسامه :

- لأ صدقي ، بس أوعديني تخلي بالك من نفسك كويس .

أردفت وهي تقفز أمامه : أوكيه ، متخافش عليا ..

نظر اليها وأردف مدعيا الحزن : يعني مش هوحشك .

أسرعت بإحتضانه من خصره قائله :

- أنت حبيبي يا زين .

ضمها اليه بقوه وأردف :

- وأنتي كمان حبيبتي .

ابعدها عنه قليلا ثم قبل جبينها قائلا :

- يلا علشان ماتتأخريش .

صفقت بيها فرحه وأردفت : يلا .

                                              ~~~~


هبط الدرج ممسكا بيدها كابنته التي يخشي عليها ، أقتربوا من أسرته الواقفه بإنتظارها ، قابلتهم بضحكه جذابه قائله :

- هتوحشوني كلكم.

فاضل وهو يضمها اليه : أنتي اللي هتوحشيني يا حبيبتي قوي .

أبعدها عنه وتابع وهو ممسك بكلتا وجنتيها :

- خلي بالك من نفسك ، وملكيش دعوه بحد .

رفعت حاجبيها في إندهاش قائله :

- زين قالي نفس الكلام ده .

ضحك الجميع علي برائتها ، فهي جمله معتاده ، تقال عاده للأطفال عندما يبتعدوا عن الأهل .

إقتربت ابنه عمها قائله بابتسامه : هتوحشيني يا سوسه .

أحتضنتها بشده ، الذي يراها هكذا يظن انها ذاهبه لإنجاز شيئا ما ،  فأردفت بمرح : خلي بالك من نفسك و...

قاطعتها قائله بنفاذ صبر : يووووه .

ضحك الجميع عليها ، فأردفت مريم وهي تحتضنها : 

- هتوحشيني يا نانو .

أبتعدت عنها ووضعت يديها علي فمها واردفت محذره :

- أوعي تقولي خلي بالك من نفسك .

مريم وهي تزيح يدها :

- لأ مكنتش هقول كده ، كنت هقول حاجه تانيه .

نور بإستغراب : ايه هيا .

مريم بضحك : take care علي نفسك كويس .

صرخت بصوت عالي قائله : عااااا، يلا يا زين نمشي .

تشبثت بيده وسحبت للخارج وشاورت بيدها :

- باي ، هتوحشوني قوي .

                                         ~~~~


وضع حقيبتها بالسياره ، دلفت الي الداخل ، دلف هو خلف عجله القياده ، ادار رأسه نحوها وإبتسم لها ، بادلته هي ضحكه سعيده . فأردف متعجبا :

- كل ده علشان رحله .

نور بابتسامه واسعه : طبعا .

أشاح بوجه ليدير سيارته وأردف بنفاذ صبر : طفله 

                         _________________


: يلا يا حسام هنتأخر 

قالتها ساره وهي تدب بقدميها من شده الغيظ ، ضحك بشده عليها وأردف :

- يا بنتي وقفالي وانا بلبس هدومي ، عيب علي فكره .

ساره وهي تزفر بضيق :

- كل ده بتلبس ، هنتأخر كده .

حسام بانزعاج : طيب اطلعي استنيني ، خليني أكمل لبس .

خرجت وهي منزعجه بشده ، إقتربت من والدتها فتفاجأت بوجود خالتها ، نظرت لها الأخيره وأردفت بابتسامه واسعه :

- خالتك بنفسها جايه تسلم عليكي .

ساره بابتسامه : الله يسلمك يا خالتو .

دلف للخارج ملقيا السلام : السلام عليكم .

أردفت بابتسامه عذبه : وعليكم السلام يا أبني .

ساره بإنزعاج : احنا لسه هنسلم ، هنتأخر كده .

عنفتها والدتها قائله :

- ايه يا بنتي مستعجله كده ليه .

حسام : خلاص يا ماما ، خلينا نروح ونخلض من الوش ده .

أحتضنتها والدتها قائله بحنو :

- خلي بالك من نفسك يا حبيبتي .

ساره بابتسامه : حاضر يا ماما .

إحتضنت خالتها هي الأخري قائله : مع السلامه يا حبيبتي .

ساره : الله يسلمك يا خالتو ، يلا باي.

حمل حقيبتها ، شاورت لوالدتها ودلف بها الي الخارج ثم أوصد الباب خلفهم .

                             ____________


حدجت اختها بتأنيب علي ما يفعله ابنها قائله بضيق :

- البنت بتقولي مش طايقني يا ماما .

نظرت لها بعبوس وأردفت :

- واحده واحده يا عايده ، دا يوم المني عندي لما حسام يتجوز بنت أختي .

زفرت بقوه واردفت : مش باين فيه امل ، لبني بتقولي يوم النادي سبها مع ناس متعرفهمش ، ومشفتهوش غير وهما مروحين .

تتسمع لحديثها بأسي، هي تحب أختها وتتمني ان تزوج ابنها الوحيد لإبنتها ، حذرها كثيرا من الخوض في تلك المسأله اكثر من ذلك ، تنهدت بقوه ، وعليها معرفه قراره النهائي ، حتي لا تتعلق هي به أكثر من ذلك ، وتخسر أختها الوحيده ، نظرت لها بابتسامه جاهدت علي رسمها وأردفت :

- هشوف معاه الموضوع ، وان شاء الله خير .

اشاحت بوجهها في ضيق وأردفت : طيب .

                           _______________


حسام بانزعاج : انتي مستعجله كده ليه .

ساره زاممه شفتيها : خايفه نتأخر 

حسام بنفاذ صبر : مش كلمت زين قدامك ، وقال لسه موصلوش

، متخفيش هنوصل قبلهم ، إحنا أقرب ، أهدي بس .

ساره علي مضض : حاضر 

                                   ~~~~~~~~~~~~


نظر اليها وأردف بابتسامه : أنتي معاكي مين غير ساره ، قصدي عندك أصحاب غيرها .

نور مومأه رأسها : ايوه فيه ملك وهند ، بس ساره الأنتيم بتاعي

زين بابتسامه عذبه :أوكيه 


كانت السعاده باديه علي وجوههم ، يتمازحون سويا ويتبادلون 

                الأحاديث ، حضر الجميع تقريبا ، وما هي الا لحظات ويعلن الإنطلاق . وصلو في الوقت المناسب ، إقتربت منها صديقتها فور رؤيتها قائله بسعاده بالغه : 

- نور ، يلا علشان الباص هيطلع دلوقتي ، عااااا.

نظروا نحوهما بإندهاش ثم أبتسموا لسعادتهم المبالغ فيها .اخذوا الحقائب الي الباص ، فنظر لها زين بوداع مقبلا جبينها ، أبعدها قليلا قائلا: خد .......

قاطعته مشيره بكف يدها : خدي بالك من نفسك ، وملكيش دعوه بحد .

ضحك علي أسلوبها في الحديث قائلا: ماشي 


أحتضن أخته مودعا اياها ، ظلوا متطلعين عليهم حتي اغلق الباص

وشرع في الإنطلاق ، تودعه ملوحه بيدها ، أحس بنغزه في قلبه لبعدها عنه، فنظر لطيفها شاردا .

هناك أعين تراقبهم بحقد خفي ونظرات تنتوي شرا .

تنهد حسام قائلا : يلا يا زين اتأخرنا علي الشركه .

زين مومأ برأسه : ماشي 

دلف كل منهم الي سيارته ، متجهين الي الشركه .

                              ________________


دلفت الي مكتبها فوجدت زميلتها جالسه تضع مساحيق التجميل فحدجتها باندهاش ، وأقتربت منها قائله :

- صباح الخير يا ساندي .

قامت بوضع أحمر الشفاه من يدها امامها قائله بابتسامه مصطنعه : صباح النور 

وجهت بصرها حول مكتب باسل قائله بتساؤل :

- هو باسل لسه مجاش 

حدجتها بتعجب من سؤالها الجرئ، نظرت لها مضيقه عينيها قائله : باسل بره بيعمل شغل 

تم تابعت في نفسها :

- واضح انك مش سهله ، مره حسام ومره باسل ، لازم اعرف الموضوع بالظبط 

                            _____________


صدحت الأغاني الشعبيه في الباص وسط مرح الجميع والتصفيق العالي ، أنزعج المنظم من تلك الضجع ، فقال بصوت عالي نسبيا :

- يا شباب أفرحوا وكل حاجه ، بس بهدوء شويه ، ولما نوصل شرم اعمله اللي انتو عايزينه ، ok

الجميع : ok


رآتها صديقتها تقطم أظافرها ، كأنها تفكر في شئ ما ، او هناك ما يشغل تفكيرها ، أقتربت من أذنها هامسه :

- فيه ايه يا مروه 

مروه وهي تزفر بقوه : 

- شفتيه وهو بيسلم عليها ، كان باين عليه انه بيحبها وخايف عليها 

رفعت حاجبيها قائله باستنكار :

- عادي مش جوزها ، وابن عمها .

مروه بضيق : اوووف ، سيبيني يا مروه افكر هعمل ايه


إقترب منها مبتسما قائلا بمرح :

- هاي نور .هاي يا بنات

ساره : هاي فادي 

فادي ناظرا لنور : واضح انك سعيده قوي بالرحله 

نور باستنكار : اومال ازعل 

فادي بابتسامه واسعه : فيه حجات حلوه قوي في شرم، روحتها مع بابي قبل كده ، رووعه 

ساره بحزن : يا بختك ، احنا اول مره لينا .

فادي غامزا : يبقي سيبوني افرجكم عليها و...

نور مقاطعه : أحنا طالعين سوا ، وهنخرج في اماكن محدده ، لما نعوز حاجه هنقولك 

فادي بضيق : ماشي يا نور براحتك .

تركهم وهو يشتعل غيظا من طريقتها الفظه في الحديث معه

نور بتأفف : أوووف ايه ده .

هند بمعني : أنا خايفه يضايقنا في الرحله 

ملك باستنكار : هيعمل ايه يعني ، ميقدرش يعمل حاجه 

ساره : أحنا نبقي مع بعض وملناش دعوه بحد 

نور بتأكيد : أيوه نخلي بالنا من نفسنا وملناش دعوه بحد 

صمتت قليلا وتبادلوا النظرات ثم أنفجروا ضاحكين عليها 

                        __________________


ترجلت من سيارتها ، ناظره الي شركته بتمعن ، ثم تنهدت بحسره ، أقتربت من هذه البوابه الفخمه ، سمح لها الحارس بالدخول ، نظرت حولها بتفحص شديد ، سألت الاستقبال عن مكتبه فأرشدها اليه ، توجهت نحو المصعد ودلفت اليه ، وصلت الي المكان المنشود، حدجت تلك الجالسه بتكبر قائله :

- ممكن أقابل منصور بيه 

حدجتها الأخيره بنظرات متفحصه ، فمن تكون تلك المتعجرفه ، جاوبتها ببرود :

- في ميعاد سابق يا فندم 

جاوبتها قائله بثقه : 

- قوليلو هايدي وهو هيدخلني علي طول 

حدجتها باندهاش ، ثم أومأت برأسها ، نهضت من علي المقعد وقامت بطرق الباب ، ودلفت للداخل .

بينما جلست هي علي المقعد بأريحيه ورفعت رأسها بثقه

                            ______________


يتمعن بعض الأوراق الموضوعه أمامه بتفحص كامل ثم قال :

- أنا شايف قدامي مشروع كويس جدا

أومأ برأسه قائلا : 

- صحيح ، المشروع كبير ومكسبه أكبر 

حسام باعجاب :

- واضح ان الشركات الأجنبيه دي مخها نضيف قوي ، دايما بيبهرونا 

فاضل : أيوه وكمان فيه شركات كبيره مساهمه فيه ، ودا عاجبني جدا

زين بتأكيد : ايوه ، أنا شايف كده برضه 

حسام وهو ينهض : خلاص هاخد الورق اخلص عليه شويه حجات نهائيه علشان يبقي جاهز 

فاضل : اوكيه يا حسام اتفضل

                         ______________


: فيه ايه يا هدي 

قالها منصور وهو ينظر اليها ، فقالت بنبره عمليه :

- فيه واحده يا فندم عاوزه تقابل حضرتك 

حدجها باستغراب قائلا : واحده ، مين دي 

هدي : ت...

قاطعتها وهي تدلف للداخل قائله : أنا يا منصور 

حدجها بصدمه ثم نهض من علي مقعده مشيرا لسكرتيرته بالخروج قائلا : روحي انتي علي شغلك يا هدي .

هدي بطاعه : تحت أمر سيدتك 

أقترب منها بعضب بائن ، وأمسك ذراعها بقوه قائلا :

ذ هنا .

جاوبته ببرود وهي تبعد يده :

- ايه مش جايه لجوزي .

منصور بنرفزه :

- اوعي اسمعك تقوليها تاني ، انا متجوز واحده بس ، والكل عارف كده كويس 

نظرت له بحقد قائله : وأنا 

أجابها بعصبيه :

- انتي عارفه اتجوزتك ازاي وايه هو شرط جوازنا ، هتلعبي معايا ، يبقي كل واحد يروح لحاله .

ازدردت ريقها في توتر من تغيره المفاجئ تجاهها ، وقررت الإعدال عن قررنا ، أخذت تقترب منه بلال مصطنع قائله :

- كده برضه يا منصوري عايز تسيبني .

منصور بضيق : أيوه انا محدش يلوي دراعي 

هايدي بابتسامه مصطنعه :

- ماشي يا حبيبي اللي يريحك هعمله 

قال محذرا باصبعه :

- الشركه اوعي تجيها تاني ، مراتي بدأت تشك فيا ، ولو هبيع يبقي انتي .

حدجته بحقد داخلي قائله :

- ماشي يا منصور ، انت بس وحشتني قولت اجي اشوفك .

منصور ببرود : هبقي أجي ، ويلا بقي علشان عندي شغل.

قالت بابتسامه زائفه : حاضر يا حبيبي ، باي 

أقتربت منه محاوله تقبيله ولكنه صدها ، تنهدت هي بضيق ودلفت للخارج وتشتعل غضبا من انقلابه عليها ، فهو دائما ما يخشاها خيفه من فضح أمر زواجهم ، فعليها أخذ الحذر فيما بعد ، حتي لا يضيع كل ما سعت اليه هباءا .

                          _____________


يسير حاملا بعض الاوراق قاصدا مكتبه ولكن استوقفه صوت ضحكاتها المألوفه اليه ، أقترب عفويا الي المكتب ، وجدها تضحك بشده مع هذا الرجل ، حدجهما بغضب واضح ، دلف مقتربا منهم قائلا :

- دا مكان شغل ، مش للعب والهزار 

نظرت له وقالت باستنكار :

- فيها ايه لو ضحكنا شويه ، تابعت بسخريه :

- ولا أحنا في مدرسه اللي يضحك ينضرب 

حسام بانزعاج :

- طبعا مش هلوم حضرتك ، لأنك بنت صاحب الشركه ، ثم وجه بصره الي باسل قائلا بحده :

- شوف شغلك يا أستاذ وبص علي قدك 

كادت ان ترد عليه ولكن لم يمهلها الفرصه ، حيث دلفا للخارج ، تتبعته هي بغضب جلي علي هيئتها 


كان هناك من يتابع الموقف بخبث شديد ، أخذت تقترب منه، ملاحظه علامات الغضب باديه علي ملامحه فقالت بمغزي :

- متزعلش نفسك يا مستر حسام ، هما كده علي طول ضحك وهزار ، وطبعا هيا محدش هيقولها حاجه .

حدجها بانزعاج قائلا :

- أتفضلي علي شغلك يا أنسه 

صدمت من وقاحته معها ، تركته وذهبت وهي تستشاط غيظا 


لاتعرف ان كلماتها تلك ، أشعلت شيئا ما بداخله ، دلف الي مكتبه ، وجلس علي مقعده واضعا وجهه بين راحتيه 

وأردف في نفسه :

- ماشي يا مريم ، أما اشوف اخرتها معاكي ايه.


الفصل الحادي عشر 

(صغيره ولكن ..)


توقف الباص في المكان المنشود ، دلف الجميع داخل الفندق منهكين من طول المسافه ، تحدث منظم الرحله بصوت عالي نسبيا قائلا :

- حمد الله علي السلامه ، دلوقتي انا عايز نظام ، علشان نطلع الغرف ، وكل مجموعه هتقعد مع بعضها ، أختاروا بعض بس متقلش المجموعه عن تلاته .


بدأت الثرثره بصوت عالي ومزعج وانتشرت حاله من الهرج والمرج بين الفتيان والفتيات في أختيار من سيمكث مع الآخر ، كان هناك هدوء ظاهر علي نور وأصدقائها وقالت بابتسامه واسعه :

- الحمد لله احنا كده مع بعض وش .

ساره بفرحه : ومحدش يرخم علينا ، ياااااس 


تشدق المنظم مره أخري بالحديث : 

- دلوقتي كل مجموعه يتجمعوا مع بعض علشان يستلموا رقم الغرفه بتاعتهم .


أصطف الجميع في مجموعات وقام بتوزيع الغرف عليهم ، عرف كل منهم وجهته فأنطلق اليها ، للحصول علي قسط من الراحه 

حيث ستبدأ مغامرتهم غدا فالجميع متعب للغايه .


                             ______________


يقود سيارته شاردا في صغيرته ، فهو ذاهب للمنزل ولم تكن موجوده بداخله ، احس بفقدانه شيئا ما ، تنهد بحراره ، قطع شروده رنين هاتفه ، امسكه ونظر الي هويه المتصل ، زفر في ضيق وقرر الإيجاب قائلا :

- أيوه يا زيزي 

زيزي بمياعه :

- كده برضه يا زيزو متسألش عليا المده دي كلها 

زين بتأفف :

- عايزه ايه دلوقتي انا مش فاضي عندي شغل .

زيزي مدعيه الحزن :

- أخص عليك موحشتكش يعني 

زين بنفاذ صبر : عايزه ايه دلوقتي 

زيزي بدلع : انت طبعا 


وصل لقمه غضبه من حديث تلك البغيضه ، فهو ليس بمزاج أفضل للحديث معها فقال بجمود :

- بعدين ، سلام دلوقتي 

أغلق هاتفه قبل أن يستمع لردها ، فكر سريعا في الإطمئنان عليها، ألتقط هاتفه لمحادثتها ، وضغط عده ارقام منتظرا ردها.

                               ______________


دلفت الي الداخل ويبدو عليها التعب ، ما ان رآتها امامها حتي اردفت بنبره متعبه :

- هاتيلي يا داده حبايه للصداع .

عزيزه بتعجب :

- هو كل اما تيجي من الشغل راسك تبقي مصدعه كده.

سلمي بإرهاق :

- أعمل ايه معاهم بس ، ستات زنانين بدرجه مش معقوله ، تقولش حامل فعالم ذره .

ضحكت الداده علي تشبيهها ، وقالت بطاعه:

- أتفضلي انتي يا حبيبتي غيري هدومك ، وأنا هجبهالك لغايه عندك ، وأجهز الأكل .

أومأت برأسها ثم صعدت للأعلي .


وجدت أختها في الردهه الخارجيه ، اقتربت منها قائله بإستغراب: 

- مريم انتي جيتي بدري ليه ، مش المفروض تيجي مع بابا .

أجابتها ناظره للخارج :

- تعبت شويه ، قلت اروح ارتاح 

سلمي بشك : فيه حاجه حصلت .

مريم بتنهيده : يعني .

سلمي بفضول : ايه اللي حصل قوليلي .

                                           ______


وجدت هاتفها يعلن عن أتصال ما ، أسرعت إليه وأمسكته بخفه، نظرت اليه فاتسعت ابتسامتها تلقائيا ، قائله بعبث :

- مين .

أجابها بابتسامه : 

- أنا 

صمت قليلا ثم اردف : وصلتوا الحمد لله .

أجابته بابتسامه فرحه :

- أيوه لسه داخلين أوضتنا من شويه  

زين باستغراب :

- داخلين ، أنتو كتير مع بعض  

نور : أيوه ، انا وأصحابي في اوضه واحده 

زين بإرتياح : طيب كويس ، خلي بالك من نفسك 

ضحكت علي جملته الأخيره قائله : تااني 

زين بابتسامه: وحشتيني 

نور بابتسامه خجله : وأنت كمان ، وحشتني قوي 


ظلوا يتغامزون عليها وهي تتحدث مع زوجها ، ما ان أنهت مكالمتها ، وجدتهم يحدقون بها ، نظرت لهم مضيقه عينيها ، فقالت ساره بخبث :

- أيوه يا عم محدش قدك 

ملك متنهده بحراره :

- هاااا يا بختك ، عقبالنا يارب  


رفعت حاجبيها في أندهاش ، فتفهمت انهم يحسدونها علي ما هي عليه ، فقامت بإلقاء الوسائد عليهم راكضه خلفهم ، ظلوا يركضون ويمرحون سويا وتعالت ضحكاتهم .

                                 ____________


: ايه ، وانتي أزاي تسكتيلو علي الكلام ده 

قالتها سلمي بعصبيه ، بعدما سمعت من أختها ما حدث معها .

أجابتها بتأفف :

- مشي بسرعه ومعرفتش ارد عليه .

سلمي بغضب :

- اوعي تسكتي ، لما تشوفيه بهدليه ، سمعاني .

مريم بحزن : كلامه ضايقني قوي 

سلمي وهي تجلس أمامها :

- وتضايقي نفسك ليه ، أنتي معملتيش حاجه غلط ، هوه اللي زودها ، ولازم توقفيه عند حده .


نظرت امامها في نقطه ما وأردفت متوعده :

- عندك حق ، أنا هعرف ازاي آخد حقي في أهانته ليا .


دلف هوه الأخر فقابلته مرحبه :

- حمدالله علي السلامه يا زين بيه .

زين وهو يتقدم للداخل :

أزيك يا عزيزه ، بابا والبنات فين .

عزيزه : البيه الكبير والبنات طلعوا يغيروا علشان يتغدوا .

زين :

- طيب انا هطلع فوق ، لو حد سأل عليا ، قوليلو نايم شويه .

عزيزه مومأه رأسها : من عنيا 


صعد للأعلي ودلف الي الغرفه متفحصا اياها بعينيه ، أخرج تنهيده حاره من صدره ، تجول في الغرفه ناظرا الي مكتبها الصغير والكتب الخاصه بها ، أبتسم عفويا وأردف :

- يا بنت الأيه ، وحشتيني .

                             __________


نادته والدته لتناول الطعام فخرج اليها مبتسما ، فقابلته بوجه بشوش قائله :

- تصدق البت ساره وحشتني ، كانت عامله حس المضروبه ، صمتت قليلا ثم تابعت :

- انت كلمتها يا حسام .

حسام وهو يلوك الطعام :

- أيوه يا ماما ، وصلوا الحمد لله .

فاطمه بارتياح : الحمد لله 


أخذت تقلب في طبقها ، فأحس بها تريد قول شيئ ما ، فهي والدته ويعرفها جيدا ، تنحنح بخفوت قائلا :

- قولي علي طول يا ماما عاوزه ايه .

أضطربت قليلا ، فهي حقا تريد ان تتحدث معه حول هذا الموضوع المعتاد، نظرت له بتوتر وأردفت بتلعثم :

- أ..يعني ..أ..

حسام باستغراب : قولي يا ماما ، الموضوع صعب قوي كده .

ازدردت ريقها قائله :

- مش صعب ولا حاجه ، ما انت عارفه 

حسام باستنكار :

- عارفه ، موضوع ايه ده .

فاطمه بنبره سريعه : موضوع جوازك من لبني .

ترك ما بيده قائلا بجمود :

- أنا هدخل أرتاح شويه .

فاطمه : يا حبيبي انت مكلتش .

حسام : كلت الحمد لله ، داخل ارتاح .


ألقي بجسده علي الفراش في أنزعاج مما تفعله والدته ، فهي لاتكل ولا تمل من تكرار الموضوع أمامه ، زفر في انزعاج ،ثم دار في مخيلته ما حدث اليوم ، يتسأل عن تحوله المفاجئ عندما رأها تتحدث مع شخص أخر ، الهبته الغيره ، يعرف مدي تربيتها واحترامها ، ولكن ما رآه ، جعله غير مدرك لما فعله، وتوجيه تلك الإتهامات لها ، مسح علي رأسه في ضيق وأخذ ينظر في الفراغ .

                         ____________


في الصباح.....


استيقظ الجميع وأجتمعوا في ساحه الفندق ، فاليوم هو بدايه المرح ، ما بين وجوه سعيده وأخري متشوقه وأحاديث جانبيه ، قطع ثرثرتهم المعتاده صوت منظم الرحله يصدح في المكان معلنا عن شيئا ما :

- يا شباب ، اسمعوني ، النهارده اول يوم في برنامج الرحله ، وهنبدأه بنظام ، اولا : هنروح ال restaurant (مطعم) .

وبعد كده هنروح البحر وتعيشوا بقي .


تعالت أصواتهم ، فاستغرب من اسلوبهم الطفولي ، أشار بيده بمعني الهدوء متابعا :

- واللي عايز يعمل shopping (تسوق) ، ما فيش مانع ، بس مايروحش بعيد ، تابع بصوت عالي قائلا : ok .

الجميع بنبره واحده : ok .

المنظم : let's go


دلف الجميع الي المطعم الخاص بالفندق لتناول وجبه الإفطار،

جلست الفتيات سويا يتمازحن كعادتهن فقالت نور :

- واووو ، انا مبسوطه قوي اني هنزل الميه .

حدجتها ساره بسخط قائله :

- علي أساس ان أحنا مش عايشين في بلد عروسه البحر الأبيض المتوسط .

نور بتأفف :

- البحر هنا غير ، شايفين الناس والجو .

ملك : واوو شرم جميله قوي .


جاء الطعام وشرعن في تناوله بنهم شديد ، انضم فادي اليهم وأستأذن بالجلوس برفقاتهن ، فقالت نور :

- اتفضل .

فادي بابتسامه واسعه : ميرسي.


كانت تتابع مروه الموقف بحقد، ونظرت لهم بمغزي ، قائله في نفسها:

- ماشي أصبروا عليا انتو الإتنين .

                            ___________

في فيلا فاضل..


مجتمعين حول مائده الطعام صامتين ، فقط يتبادلون النظرات بينهم ثم أنفجروا ضاحكين ، بعد فتره من المزاح بينهم أردف فاضل :

- تصدقوا ، ، قاطعه فيا قوي 

مريم بضحك : أيوه يا بابا ، حاسه بحاجه ناقصه 

سلمي بابتسامه : ربنا يرجعها بالسلامه 

فاضل ضاحكا :

- محسسني انها طالعه في مهمه حربيه .

ضحك الجميع ، ثم نظر لابنه قائلا :

- النهارده هتروح الشغل علي طول 

زين مازحا :

- خايف انسي واروح علي المدرسه الأول .


بعد قليل انتهوا من تناول الطعام ، ذهب كل منهم الي عمله ، دلف زين الي سيارته ، وجه بصره للمقعد المجاورله وابتسم عفويا قائلا :

- يا تري بتعملي ايه دلوقتي .

                               ____________


نهضت من علي مقعدها ذاهبه الي المرحاض ، تتبعتها مروه بأعين متفحصه ثم نهضت هيا الأخري خلفها ، دلفت الي المرحاض فحدجتها الأخيره بخبث ، ثم قامت بإخراج شيئ ما من ثيابها نظرت له بضحكه شيطانيه، ما ان اطمأنت من خلو المكان ، قامت بفتح العبوه وقامت بإلقاء ما بها علي الأرضيه ، ابتسمت بخبث وتركت المكان.


قامت بغسل يديها ونظرت لنفسها في المرآه ثم همت بالخروج،فتحت باب المرحاض ، لم تنتبه لذلك الشئ الملقي علي الأرضيه ، وضعت قدميها عليه تلقائيا فأختل توازها وصرخت : عااااااااا

                         ______________


في شركه فاضل ...


دلفت مريم الي مكتبها في صمت ، نظروا لها بتفهم فهم يعلمون سبب  تغيرها المفاجئ ، لم يعلق باسل علي ماحدث ، فما حدث محرج لكليهما ، بينما ابتسمت الأخري بخبث وهي تتابعهم بتشفي لما حدث بالأمس .


ظل حسام واقفا أمام مكتبها يختلق حجه ما للدخول ، لم يجد سوي تكليف هذا الرجل بعمل ما عله يلتهي فيه بعيدا عنها ، أخذ نفسا طويلا وزفره بسرعه ثم دلف الي الداخل .

جاب المكان ببصره ، فحدجته هي باستغراب ،تسآءلت مع نفسها هل يريد قول شئ اخر في حقها ، تركت ما بيدها وحدجته بحقد بائن ، أشاح ببصره عنها موجها حديثه للجالس بالمكتب المجاور قائلا :

- خد يا باسل الورق ده خلصه النهارده علشان ضروري .

باسل مومأ برأسه : 

- أوكيه مستر حسام .


نظر لها نظرات أخيره ثم دلف للخارج ، رفعت حاجبيها في تعجب  قائله في نفسها :

- برضه مش هسكت علي اللي قولته .


لم تلاحظ تلك الأعين المسلطه عليها وتبتسم في الخفاء ، قامت بامساك هاتفها وقامت بارسال رساله ما ، ووضعته امامها ويعلو ثغرها ابتسامه واسعه ، تم اكملت عملها .

                             ____________


كادت ان تسقط علي الأرضيه ، حيث التقطها بسرعه كبيره ، تنفست هي الصعداء ، التم الجميع حولها قائلين :

- ايه اللي حصل .

أجابتهم برعب جلي علي هيئتها :

- فيه حاجه علي الأرض كنت هتزحلق 

صاح المنظم قائلا :

- فين المسؤل عن المكان ده .


اتي مدير الفندق علي الفور ، عنفه المنظم قائلا :

- دا أهمال لو مكنش زميلها لحقها كان زمانها مكسوره دلوقتي 

المدير بحذر :

- أسفين يا فندم ، أكيد دي غلطه مش مقصوده ، وأنا هحاسب المقصر علي اللي حصل .

المنظم مشيحا بيده :

- ياريت وتخلو بالكوا بعد كده .

اومأ رأسه في طاعه ، ولكنها بقلبها الطيب لا تريد الأذيه للأخرين فهتفت قائله :

- لو سمحت متأذيش حد ، بس الغلط ده ميتكررش تاني .

المدير :

- تحت امر حضرتك ، واحنا أسفين مره تانيه .

المنظم : يلا علشان تكملوا فطاركو، خلونا نبدا ال program بتاعنا .

أطاعه الجميع وذهبوا الي مقاعدهم .


جلست هي وسط أصدقائها وقاموا بالأطمئتان عليها ، نظر لها فادي وأردف بابتسامه :

- الحمد لله إنك كويسه .

نور بابتسامه :

- متشكره يا فادي ، لولاك كان زماني مكسوره .


جلست مروه وهي تزفر في غضب ، فكل ما خططت له باء بالفشل ، وحدجتها قائله بتوعد :

- برضه مش هسيبك ، الجيات كتير.


الفصل الثاني عشر

(صغيره ولكن..)


في شرم الشيخ..


أنتهي الجميع من الإفطار ، ثم قاموابتبديل ثيابهم بثياب السباحه، نزل الجميع بعد أتمام كل شيئ، امرهم المنظم بالذهاب للشاطئ، فرح الجميع وصدحوا بالأغاني معبرين عن سعادتهم.

وصلوا الي الشاطئ، منهم من قرر السباحه والآخر باللعب مع أصدقاءه بالكره ، قررت الفتيات اللعب سويا وعدم الإختلاط بأحد حيث قالت ساره :

- أحنا نلعب سوا أحسن .

ملك : أيوه نلعب سوا 

نور : فكره حلوه وبعدين ننزل الميه .

ساره بمرح : يبقي يلا بينا .

الفتيات بصوت عالي : وووووو.


كانت تراقبهم بأعين مثل الصقر ، لن تدع الأمر يمر بسلام ، لابد من تخطيط منظم حتي لا تفشل هذه المره ، قطع تفكيرها الشيطاني صديقتها قائله :

- أيه يا مروه ، إحنا مش هنلعب أحنا كمان .

أجابتها بلا مبالاه :

: روحي أنتي ، سيبيني لوحدي شويه .

حدجتها بتعجب قائله :

- زي ما تحبي .

أردفت الاخيره في نفسها :

- أنا قاعده أهو أما أشوف أخرتها معاكو ....

_______________


: أنسي بقي يا ميرو 

قالتها نهله وهي ترتشف العصير ، حدجتها الأخيره بنظرات دفينه قائله :

- مش ممكن ، انا المفروض أتجوزو مش هيا 

نظر لها صديقها بنفاذ صبر قائلا :

- أرجعي زي الأول يا ميرا ، وسيبك بقي من زين ، انتي مكنتيش كده .

مير بتأفف :

- يووووه ، أنا رايحه التواليت أظبط الميكب .


أخذت تفكر مرارا وتكرارا فيما قالوه ، فالموضوع أصبح لا معني له ، ولكنها قررت ألا تستسلم والخوض في المعركه للنهايه ، تركتهم تريد ان تنفرد بنفسها قليلا ولكن ما رآته ألجم لسانها وتجمدت مكانها وأردفت :

- مش معقول .........

__________


إستأذنت بالذهاب الي الأرشيف للبحث عن شئ ما ، دلفت الي الخارج ، فأرتعدت من ظهوره أمامها بشكل مفاجى، حدجها باستهزاء قائلا:

- ايه شفتي عفريت 

نظرت له بحقد قائله :

- انت بني أدم مستفز ، متفكرش انك ممكن تهني وهسكت ، خليك في حالك أحسنلك ، لهتشوف وش مش هيعجبك .

نظر لها باستغراب وأردف بسخريه :

- هو انتي بوشين 


أعتلي الغضب ملامحها فهو يتعمد استفزازها ، فقررت وضعه عند حده حتي لا يتمادي معها أكثر ، نظرت له بثبات وأردفت بمغزي :

- أحسن ما تشغل بالك بيا ، روح أحسن لخطيبتك ، سلام .

همت بالرحيل ولكنه أسرع بالوقوف قبالتها قائلا باستغراب:

- قصدك ايه ، ومين خطيبتي دي .

أجابته باستهزاء : 

- لبني .

أنصدم مما قالته للتو ، لا يجمعه بها أي شئ، فهل تحدثوا في شئ ما ، أنتوي لها شرا ، عاد لرشده ووجه حديثه للواقفه امامه قائلا بخبث :

- وأنتي ايه اللي مضايقك .

حدجته بصدمه قائله :

- وأنا مالي أنت حر ، بس متشغلش بالك بيا .

لم تنتظر رده ، حتي تركت المكان وذهبت قبيل ان يكتشف امرها ، ظل ينظر اليها بخبث ، حتي أختفت من أمامه ، أبتسم عفويا ، ولكن تلاشت تلك الابتسامه حينما تذكر ما فعلته تلك البغيضه ، ولكنه لن يجعل الأمر يمر هكذا .

_______________


ظلت ميرا تراقبهم ، كادت ان تخور قواها مما رأته للتو ، أبيها مع أمرأه أخري ، تتدلل عليه بطريقه مستفزه ، والواضح تربطهما علاقه ما ، لم تعد قادره علي رؤيه اكثر من ذلك ، ولكنها قررت مواجهه ابيها بما حدث فهي ليست صغيره لترك الأمر يمر دون أخذ حل رادع ، فان علمت والدتها سوف تتشتت عائلتها ولن تسمح بذلك ، تركت المكان برمته وذهبت عازمه علي التنفيذ...

_______________


مل من مطالعه الاوراق أمامه فتركها وزفر بقوه ، وضع رأسه بين راحتيه ، رفعها ناظرا لهاتفه ، رغب في الأطمئنان عليها فهي من تشغل تفكيره .

ألتقط هاتفه ثم ضغط علي عده أرقام منتظرا ردها عليه ، لم تجيبه فقرر مهاتفتها مره أخري ولكن طرق الباب جعله يؤجل الفكره ، سمح للطارق بالدخول ، دلفت السكرتيره قائله بنبره عمليه :

- والد حضرتك طالب يشوفك يا فندم .

زين بثبات : روحي وانا هشوفه .

أمسك هاتفه ليعاود الأتصال بها ولكنها أيضا لم تجيبه ، مما جعله يقلق عليه ، طمأن نفسه كونها لم تراه او مشغوله بشى ما ، نهض لرؤيه والده ، عازما علي مهاتفتها لاحقا .

_________________


مسحت تلك العبره الشاره علي خدها ، يدور في مخيلتها أنهدام بيت الأسره وأشياء لا يحمد عقباه ، تنهدت في حزن ، ترجلت من سيارتها ودلفت للداخل وأردفت متسائله : 

- ماما فين .

الخادمه : في أوضتها يا ميرا هانم .

نظرت امامها في شرود وأردفت : طيب 


صعدت الي غرفتها ، القت حقيبتها بأهمال وارتمت علي الفراش، خانتها عبراتها في النزول ، وقالت بأسي :

- ليه كده يا بابا ، طول عمرك بتحب ماما .

سمعت طرقات علي الباب ، مسحت عبراتها سريعا واردفت بثبات : مين ؟ 

دلفت والدتها قائله بابتسامه : أنا .

ميرا بابتسامه زائفه : اتفضلي يا ماما 

أقتربت منها قائله بحنان :

- مالك يا حبيبتي 

ميرا بتوتر : مافيش يا ماما 

ثريا بشك : شكلك مش مريحني .

ميرا بحذر :

- أنا كويسه يا ماما ، متضايقه بس شويه .


أحتضنتها والدتها من احدي كتفيها وملست علي شعرها قائله :

- انا عارفه ايه اللي مضايقك .

انتفضت من مكانها ، تعجبت والدتها منها ، فقالت الاخيره بحذر:

- عارفه ايه .

حدجتها بتعجب قائله :

- مش انتي برضه زعلانه علي جواز زين .

تنفست الصعداء وقالت :

- أيوه علشان كده .

نظرت لها بشك قائله :

- طيب يا بنتي ، متشيليش هم ، واللي ربنا عايزه هيحصل .

نظرت لها بحسره واردفت : 

- عندك حق يا ماما 

ثريا بابتسامه :

- يلا غيري هدومك، اخوكي زمانه جاي وأكيد هيعمل دوشه علشان الأكل .

أومأت برأسها وتتبعت خروجها قائله بأسي :

- أنتي طيبه قوي يا ماما ، متستهليش حاجه وحشه .

____________


سعدت بشده مما سمعته للتو ، حيث علمت أن احداهن اسمت بنتها علي اسمها ، شعرت بارتياح بحب الناس لها ، علي الرغم من انهم يزعجونها أحيانا بأسئلتهم ، لكنها تلتمس لهم العذر فهذه عاده النساء.

بالرغم من ذلك تعشق عملها كثيرا ، خطر علي بالها فكره ما تتعلق بتحديث المكان ، قطع شرودها صوته المألوف لها ،وجهت بصرها تجاهه قائله بثبات :

- خير يا استاذ احمد 

اخذ يقترب منها ، فأضطربت هي خشيه فعله لشئ ما ، وقف قبالتها وأردف :

- كنت عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم 

______________


في شرم الشيخ...


تعالت صوت ضحكاتهم ، فالجميع في غايه السعاده ، انتهوا من لعب الكره والتقطوا بعض الصور سويا، انضم اليهم فادي قائله بسعاده :

- مش هتنزلوا الميه .

الفتيات بمرح : أيوه .

أقترب من نور قائلا : بتعرفي تعومي .

نور بثقه : طبعا 


كانت مروه تنتظر الفرصه وها قد أتت اليها ، نهضت من مكانها ، وأخذت تقترب منهم لتنفيذ فكرتها الشيطانيه .

______________


تعجبت عن اي موضوع يريد ان يتحدث عنه معها ، فقالت وهي قاطبه جبينها :

- موضوع ايه ده .

أزدرد ريقه قائلا بدون مقدمات :

- أنا بحبك يا سلمي 

اندهشت من جملته الصريحه ، لم تعلق هي ، فماذا ستقول ، لم تكن له أيه مشاعر ، لذ التزمت الصمت .

تابع هو أنفعالات وجهها وتابع بحذر :

- سلمي تقبلي تتجوزيني .

صدمه أخري وقعت عليها ، لم توضع في ذلك الموقف من قبل ، وماذا عليها ان تقول له ، فقالت بتلعثم :

- أ.أنت فاجئتني ..يا .أستاذ أحمد .

تنهدت بقوه ثم تابعت :

- أنا الحقيقه مش بفكر في الموضوع ده حاليا ، انا بعتبر حضرتك زميل مش أكتر ، أنا أسفه .


أعتلي الحزن وجهه ونظر لها قائلا بأسي :

- أنا أسف عن إذنك .

تنفست الصعداء لإنتهاء هذا الموقف المحرج ، قائله بارتياح :

- الحمد لله ، طلع الرد سهل أهو .


دلف للخارج والغضب يعتريه ، لم ينتهي الأمر بعد ، من فتره أصبحت شاغله الأكبر ، لم يستوعب فكره رفضها له فأردف بحقد:

- مش ممكن تبقي لحد تاني 

نظر أمامه وأخذ يفكر في شئ ما 

__________________


في شرم الشيخ .....


كادت ان تغرق اكثر من مره ، فهي لا تجيد السباحه ، قام هو بإسنادها لخارج المياه ، فصدحت القادمه نحوهم قائله :

- تعالو أتفرجوا وشوفوا ، عيني عينك كده مع بعض ، طب أعملوا أحترام لينا ، بلا قله ادب .


التم الجميع أثر صوتها العالي، تقدم الفتيات من نور بفضول زائد لمعرفه ماتقوله هذه النكره ، ولكنها كانت مصدومه مما تقوله ، هي تفتري عليها ، لم تحتمل أكثر مما تقوله تلك الحمقاء ، ركضت مسرعه نحوها ،أمسكت شعرها بعنف قائله :

- أنتي بتقولي الكلام ده عليا .

ابعدت يدها بصعوبه وأردفت بصياح :

- طبعا عليكي ، وانا شايفه كل حاجه بعنيا .

لم تحتمل اكثر من ذلك فأنقضت عليها بعنف ، فصرخت الأخيره بشده اثر الضربات المتتاليه التي تتلقاها منها ، أستمرت في تأديبها حتي ألتم أصحابها لمحاوله أبعدها عنها ، ولكنها كانت متشبثه بها ، حضر منظم الرحله وصدم مما رأي قائلا:

- أنتوا بتعملوا ايه 


أبعدتها الفتيات عنها بصعوبه ، بعد ان ألقنتها درسا ، أمسكتها صديقتها وهي تتأوه من شده الألم ، أقترب المنظم فقالت له :

- أبعدها عني عاوزه تموتني .

وجه بصره عفويا حيث أشارت ، حدجتها بغضب قائله :

- كدابه ، دى كانت بتقول عليا كلام مش كويس .

ردت عليها قائله :

- أنا مش هسيبك ، أنا هبلغ البوليس .


ماهي ألا لحظات حتي قامت بعمل شكوي ضدها ، فأسرع الفتيات نحوها قائلين :

- خلاص يا مروه ، انتي اللي غلطانه 

قالت بثبات :

- انا مش غلطانه ، أسكتوا انتوا مش عارفين حاجه 


هدأها المنظم وحاول جعلها تتنازل ، ولكنها أصرت علي موقفها، حتي تفشي غلها فيما فعلته معها


ساره بحيره : هتعملي ايه يا نور 

نور بعصبيه :

- ما انتوا شفتوا قدامكم قالت عليا ايه ، هيا اللي غلطانه 

ساره بضيق :

- مش هنفضل ساكتين كده ، لازم نعمل حاجه .

قاطع حديثهما شخص ما يقول :

- أتفضلي معايا يا أنسه 

شهقت بصوت عالي ، وبدا الخوف علي هيئتها، لم تجد سوي امساك هاتفها ، ضغطت عده ارقام ، اتاها صوته قائلا بلهفه :

- انتي فين كل ده بتصل عليكي من بدري .

نور ببكاء شديد :

-زين إلحقني .


الفصل الثالث عشر 

(صغيره ولكن ..)


نهض من علي مقعده ، التقط مفتاح سيارته وأسرع للخارج ، اصطدم بصديقه ، فسأله بعدم فهم :

- مالك يازين ، بتجري كده ليه .

لم يتوقف عن الركض فلحقه الأخر علي الفور ، دلفوا سويا داخل المصعد فأعاد سؤاله قائلا:

- متقولي يا زين بتجري كده ليه .

أجابه بإنزعاج :

- نور مقبوض عليها .

حسام بصدمه :

- ايه! ، تابع متسائلا: وعرفت ازاي؟

زين بانزعاج شديد:

- كلمتني ، وبتقول اتخانقت مع بنت زميلتها .

تفهم صديقه موقفه وخطرت علي باله فكره ما فأردف بتعقل:

- معتز في شرم ، أعتقد يعرف يتصرف .

زين بانتباه :

- ايوه عندك حق ، هو معتز مافيش غيره .

اخرج هاتفه وقام بمهاتفه صديقه ، اتاه رده فأردف سريعا:

- معتز ، كنت عايز منك طلب 

أجابه الأخير بقلق:

- فيه ايه يا زين 

زين بضيق :

- نور عندك في شرم ، ومقبوض عليها .

معتز مطمأنا اياه :

- خلاص متخافش انت ، قولي بس مكانها وانا هروحلها هناك .

أملي عليه عنوان الفندق ، فطمأنه الأخير مره أخري ، أغلق هاتفه وتنهد بارتياح ، فسأله حسام بلهفه:

- قالك ايه يا زين .

زين وهو يتوجه لسيارته :

- معتز هيروحلها ، وقالي هيتصرف .

حسام بارتياح :

- طب كويس ، علي ما تجهز ، وتشوف ميعاد طياره قريب ، يكون هو اتصرف .

دلف داخل سيارته واردف :

- لو بابا سأل عليا ابقي قوله.

__________


ظلت تفتري عليها أكثر ، فأنزعجت الأخيره مما تقوله في حقها قائله بغضب :

- هيا اللي غلطانه ، حتي اسألو أصحابنا 

مروه متصنعه البكاء :

- شايف حضرتك ، بهدلتني وتقول عليا كلام محصلش ، انا مش هسيب حقي .

الضابط : .ب...

قاطع حديثه ولوج معتر فنهض الآخر مرحبا به بحراره قائلا :

- معتز باشا ، منورنا ، تابع مشيرا بيده علي المقعد :

- أتفضل سيادتك .

معتز بابتسامه : متشكر يا روؤف .

رؤوف بغمزه :

- خير ، مش معقول جاي تشوفني .

ابتسم له ووجه بصره نحوها ، فنظرت له بحزن ، هي تعرفه جيدا ، حمدت الله انه أتي لإنقاذها فهو صديق زوجها ، تشدق قائلا بمعني :

- جاي علشان نور هانم .

رؤوف ناظرا اليها :

- أنت تعرفها .

معتز مؤكدا :

- بنت عم واحد صديقي ، زين ما انت عارفه .

رؤوف رافعا حاجبيه :

- زين فاضل ، طبعا غني عن التعريف .

معتز بمغزي :

- عايزك تظبط الموضوع كده ، وكمان لازم تمشي معايا دلوقتي.

رؤوف غامزا :

- اعتبره حصل يا باشا .


أحست مروه ان كل ما فعلته ضاع هباءا ، فدائما ما تفشل في ايذائها لذا صاحت قائله بغضب :

- معناه ايه ده ، دي ضربتني .

رؤوف بضيق :

- أقعدي أحسن ما ألبسك قضيه آداب .


صدمت مما قاله للتو ، تراجعت للخلف تلقائيا ،فحدجها بمغزي قائلا :

- أصحابكم قالو أنتي الي بدأتي معاها وأفتريتي عليها ، تابع مضيقا عينيه :

- ورد فعل طبيعي تديكي علقه سخنه وتابع محذرا ايضا :

- أحسنلك تتنازلي ، لاني مش هسيبها تتحبس علي حاجه هايفه

معتز بابتسامه :

- متشكر يا رؤوف .


حدجته بحقد دفين ولم تعلق ، فنظرت له نور قائله بامتنان :

- ميرسي بجد 

معتز بابتسامه عذبه :

- علي ايه ، زين لما كلمني جيت علي طول ثم تابع حديثه لزميله :

- خلاص يا رؤوف ، انا هخدها معايا وانت اتصرف بقا 

رؤوف بتأكيد : 

- متشلش هم يا باشا ، زي ما قولت لحضرتك أعتبره أنتهي .


أخذها معه ودلف الي الخارج ، بينما الأخيره ظلت تتابعه بغضب دفين ، وتوعدت لها .

______________


دلف الي غرفته مسرعا لتجهيز ثيابه ، فموعد طائرته بعد قليل ، حيث ساعده أحد معارفه علي استقلال أقرب رحله لشرم الشيخ، دلف للخارج فوجد اخته فسألته قائله :

- جاي بدري كده ، وجهت بصرها تجاه حقيبه يده قائله :

- وايه الشنطه دي رايح فين .

أجابها بايجاز : رايح شرم عند نور .

سلمي باستغراب : ليه 

زين ناظرا لهاتفه :

- فيه مشكله هناك ، وأنا رايح لها .

سلمي بقلق : ممكن اجي معاك .

زين بضيق :

- انا مش ناقص تأخير، لازم أمشي دلوقتي .

أجابته سريعا :

- ما فيش مشكله ، انا لابسه وجاهزه .

زين باستغراب : وهدومك .

سلمي بايجاز : هجيب من هناك ،يلا بينا 


دلفا الي الخارج واستقل سيارته متجها للمطار ، رن هاتفه فأجاب علي الفور ، وجده صديقه الذي طمأنه علي الفور بإنهاء تلك المسأله ولا داعي للقلق، تنهد بارتياح لإطمئنانه عليها وتابع طريقه.

___________________


علمت ميرا بوجوده في غرفه مكتبه ، تنفست بهدوء وتهيأت نفسيا لتلك المقابله جيدا ، فلا مجال للرجوع ، فهي لن تسمح لأحد بمضايقه والدتها وانهيار اسرتها ، دلفت خارج غرفتها متجه لمكتبه .

طرقت الباب بهدوء ، دلفت للداخل بعدما سمح لها بالدخول ، وجه بصره تجهها قائلا بابتسامه :

- تعالي يا حبيبتي ، عاوزه حاجه .

تقدمت منه بثبات قائله :

- أيوه يا بابا ، كنت عايزه حضرتك في موضوع مهم .

أردف باستغراب : موضوع ايه .

أخذت نفس عميق وزفرته دفعه واحده قائله بملامح خاليه من التعبير :

- هو حضرتك تعرف واحده علي ماما .

_________________


كانت منهمكه في انهاء بعض الأعمال الضروريه ، لم يعد غيرها فقد حان وقت ذهابها ، دلف اليها والدها قائلا بحنان:

- مش يلا بقي يا مريم .

نظرت اليه بابتسامه قائله :

- معلش يا بابا عندي شويه شغل هخلصوا وأمشي علي طول .

فاضل بابتسامه :

- ماشي يا بنتي ، هبقي ابعتلك السواق علشان يوصلك .

شكرته علي ذلك ثم دلف للخارج وتركها تكمل عملها ، تطلعت مره اخري علي الاوراق غير منتبه للواقف قبالتها ينظر اليها ، رفعت راسها عفويا ، فوجدته امامها ، حدجته باستغراب شديد قائله :

- نعم ، عاوز ايه ، جاي تطلع عليا كلام جديد ، ولا مش فاضي غير ليا .

_________________


أعتلي وجه الصدمه ، فكيف عرفت ، لم يعرف احد بزواجه سوي صديقه المقرب ، الجمت الصدمه لسانه ، لا يعرف ماذا يقول ،

جدجته بجمود منتظره اجابته علي سؤالها ، تأخر في الرد عليها فتابعت :

- مرديتش عليا يا بابا 

اجابها بتوتر :

- عرفتي منين 

نظرت له بابتسامه جانبيه، فهو لم يماطل معها في الحديث بل قرر المواجه ايضا ، حدجها هو بحزن فلا داعي للإنكار وعليه تعديل الموضوع .

فقالت بثبات : شفتك معاها في النادي ، صمتت قليلا تم تابعت باستفهام :

- متجوزها يا بابا 

طأطأ رأسه في أسي قائلا : ايوه 

اغمضت عينيها لثواني ثم فتحتها ببطء قائله :

- وهتعمل ايه 

نظر لها قائلا بثبات : هطلقها 

ميرا بمعني :

- ماما لو عرفت مش هيحصل كويس 

أوما براسه قائلا :

- أمك اغلي حاجه عندي ، وجوازي من الست دي كنت مجبر عليه وكانت ظروف .

نظرت له بحسره قائله :

- توعدني يا بابا تطلقها 

أقترب منها وامسك بكتفيها قائلا :

- انتو اغلي حاجه عندي ، وأمك حب عمري ، وعمري ما هحب غيرها .

أحتضنته بقوه وأردفت :

- واحنا كمان بنحبك يا بابا ، ومش عايزين حاجه تفرقنا عن بعض.

ابتسم لها قائلا :

- أن شاء الله ما فيش حاجه هتفرقنا .


لم ينتبه ايا منهم ، للذي يستمع الي حديثهم بحسره واسف...

_______________


جاب المكان ببصره فأستغربت هي منه نظر لها قائلا :

- الكل روح ، مش هتروحي .

حدجته باستغراب شديد قائله بثبات : وأنت مالك .

صدم من ردها الوقح معه ، كتم غيظه قائلا :

- عادي بسأل ، مش اخت صاحبي .

أردفت باستنكار : نعم 

أجابها بايجاز : يلا علشان اوصلك 

أبتسمت بسخريه قائله :

- متشكره ، السواق هيوصلني ، وقولتلك قبل كده خليك في اللي يخصك بس .

تفهم علي الفور ما ترمي اليه ، نظر لها بغضب قائلا :

- انتي حره ، سلام .

نظرت له بتعالي واردفت في نفسها :

- ولسه ، استني بس عليا .

_____________


هبطت الطائره بسلام ، سعد زين بإصرار صديقه لإستقباله ، دلف خارج المطار وجده بانتظاره ، استقلوا سيارته فاردف معتر:

- حمد الله علي السلامه .

زين بابتسامه : الله يسلمك .

وجه بصره تجاهها عبر المرآه الأماميه قائلا :

- حمد الله علي السلامه يا انسه سلمي .

اجابته بتوتر : الله يسلمك .

اردف زين بامتنان :

- متشكر قوي يا معتز ، مش عارف من غيرك كنت عملت ايه

معتز معاتبا :

- متقولش كده يا زين ، احنا اخوات مش اصحاب .

زين بابتسامه :

- حبيبي يا ميزو ، مغلطش لما اخترتك صديق .


بعد وقت ليس بقليل وصلو الي الفندق ، ترجلوا منها وأعتذر معتز بأن لديه أعمال كثيره ، فتفهم زين ذلك وشكره مره أخري علي ما فعل ثم انطلق بسيارته ودلفا الإثنان داخل الفندق ....

_____________


جالسه في ردهه الفندق ، يتملكها الغيظ والحقد معا ، هداتها صديقتها عزه ولكن لا جدوي ، فأصبح الإنتقام أشد ، نظرت امامها وجدته يدلف الي الفندق ومعه فتاه ما ، حدجتهم بتفحص ، ازدادت غيرتها اكثر فقد جاء من اجلها .نظرت الي حالها بحزن بائن وتوعدت لهم .


علم من الأستقبال رقم غرفتها، فأقترحت أخته حجز غرفه لان الوقت متأخر وعليهم الراحه اليوم ، أرضخ لطلبها وحجز غرفه بجوارها . دلفوا للمصعد متجهين للطابق المنشود .

فقال زين بجمود :

- انا هروح الأوضه اللي حجزتها ، خليها تجيلي هناك .

لم ينتظر ردها وتركها وذهب ، دلفت هي الي مكان غرفتهم ، طرقت الباب ففتحت لها ساره ، فقالت بابتسامه :

- ازيك يا سرسوره .

ساره بسعاده : واو سلمي .

ما ان سمعت صوتها حتي اسرعت اليها فأحتضنتها الأخيره بقوه قائله :

- عامله ايه ، كويسه .

أجابتها بحزن : أيوه ، وجهت بصرها عفويا خلفها فلم تجده ، فتفهمت الأخيره وقالت :

- في الأوضه اللي جنب دي ، روحيله .

أعتلت السعاده وجهها لأنها ستراه وقد أتي من اجلها ، دلفت سريعا للخارج ذاهبه اليه .


طرقت الباب فازدادت ضربات قلبه تلقائيا ، ذهب سريعا ليفتح لها ، ما ان رأته امامها حتي ارتمت في أحضانه ، فهي تشعر بالأمان معه ، أحتضنها هو الأخر جاذبا اياها بقوه اليه ، نظرت له بحب قائله : 

- وحشتني قوي .

ملس علي ظهرها بيده واردف :

- وانتي كمان وحشتيني .

ابعدها قليلا قائلا بجديه :

- قوليلي بقي إيه اللي حصل بالظبط 


الفصل الرابع عشر

(صغيره ولكن ..)


أخذت تبكي بشده لما سمعته ، لما فعل هذا بها ، هي من أحبته يوما ، فضلته علي غيره ، تسآلت هل قصرت في شئ ما ، ماذا فعلت لكل هذا ، لن تسامحه فهو خانها ولن تقبل بذلك ، مسحت عبراتها بكفيها ولملمت باقي أشياءها ، حملت حقيبتها ودلفت إلي خارج الفيلا عازمه للذهاب لأخيها .

                           ________________


نظرت له بإنكسار ، أخذت نفسا طويل وزفرته ببطء وأردفت:

- قالت عني كلام مش كويس .

انصت اليها باهتمام متسائلا:

- كلام ايه .

أزدردت ريقها وأردفت بتوتر :

- أأ.أنا..مش ب.بعرف أعوم..وفادي.ساعدني اخرج .من..الميه.


تصلبت ملامحه لذكرها شخص ما ، نهض من مكانه ، رفعت رأسها عفويا ناظره اليه بخوف ، حدجها بملامح جامده قائلا:

- بينك وبينه حاجه .

اجابته بنبره سريعه:

- لأ ، هيا اللي بتقول كده .

زين بجديه : يعني ما فيش حاجه بينكم 

أسرعت في النهوص ووقف قبالته قائله :

- لأ ، مافيش ، هيا لما قالت عليا كده ضربتها .

ابتسم لحركاتها الطفوليه ، قربها اليه قائلا:

-الحمد الله محصلش حاجه وحشه ، ويلا جهزي نفسك علشان هنمشي بكره .

شهقت قائله بحزن بائن :

- يعني الرحله باظت ، ملحقتش أتفسح .

خانتها عبراتها في النزول ، نظر لها بحزن واردف مهدئا اياها:

- طيب خلاص أهدي ، هنقعد يومين ... يومين بس .

مسحت عبراتها بكف يديها كالأطفال قائله : بجد 

اومأ برأسه قائلا بابتسامه : بجد 

اسرعت بإحتضانه وأردفت بسعاده :

- انتي احلي حاجه في حياتي .

ضحك بشده وأردف : وانتي حبيبتي 

اقتربت منه وأردفت : بوسني يازين .

تجمدت ملامحه قائلا بثبات زائف : ليه 

أجابته بابتسامه : ببقي مبسوطه .

بدا عليه التوتر ، فليست بالمره الأولي ، اضطربت انفاسه ودنا منها ، لامس شفتيها ببط ، ازدادت ضربات قلبها تلقائيا ، زاد في قبلته ، وجذبها اليها ، أغمضت عينيها واستسلمت له .

                         ______________


طرقت الباب بهدوء ففتحت لها الداده مرحبه :

- ثريا هانم ، يا اهلا وسهلا .

أجبتها بصوت ضعيف من شده البكاء :

- أزيك يا عزيزه ، فاضل فين .

عزيزه : في المكتب يا هانم 

ثريا مشيره لحقيبتها :

- خدي شنطتي وطلعيها اوضتي يا عزيزه .

عزيزه بطاعه :

- تحت امرك يا ثريا هانم ، انا علي طول بنضفها .

ثريا بهدوء : طول عمرك أصيله يا عزيزه .


أخذت عزيزه حقيبتها للأعلي بينما هي دلفت لمكتب أخيها الذي حدجها باستغراب قائلا:

- ثريا ، تعالي يا حبيبتي .

تقدمت منه بهدوء ، استدار هو حول مكتبه ليقف قبالتها فاردفت بثبات دون مقدمات :

- أنا عايزه أطلق .

اندهش من طلبها ، فهي تزوجت لمن أحبته يوما ، نظر لها ثم امسك يديها وأجلسها معه علي الأريكه قائلا بتساؤل:

- أحكيلي ايه اللي حصل بالظبط .

                     _________________


ابتعد عنها ببط ونظر اليها وأردف بابتسامه عذبه :

- مبسوطه .

اومأت برأسها بمعني نعم ، ابتسم هو اليها ، فأردفت هي بنبره فرحه :

- هروح اقولهم ان احنا هنقعد يومين 

زين بابتسامه : روحي

اسرعت للخارج تتبعها بعينيه حتي خرجت ، وضع يده علي صدره تلقائيا محاوله لضبط انفاسه .


ذهبت سريعا لتخبر الجميع بقراره في قضاء يومين ، فرح الجميع لهذا الخبر وتجهزوا جميعا لتناول العشاء ، اضطرت سلمي لإرتداء ملابس نور فكانت تشبه الأطفال قليلا ، سخروا منها ولكنها لم تبالي بهم ، دلفوا للخارج وجدوا زين بانتظارهم ، نظروا اليه باعجاب شديد ، بينما هي أسرعت اليه وأحتضنته قائله بهمس :

- بحبك 


ازدادت أبتسامته اتساعا ، وأخذهم جميعا الي المطعم الخاص بالفندق ، جلسوا علي الطاوله التي حجزها لهم واردف بابتسامه:

- تحبوا تاكلوا ايه .

سلمي : سي فود 

وافقها الجميع الراي ، وطلب لهم ماكولات متنوعه من السمك 


ساره بتنهيده : الحمد لله الموضوع عدي علي خير 

ملك بضيق : البت مروه دي دمها تقيل ، وعلي طول تغير من نور

نور بتأفف : متفكرونيش بيها 

زين : خلاص الموضوع عدي علي خير 

نور باعجاب : بصراحه معتز ده طلع gentel man قوي.


توترت سلمي من ذكر أسمه ، فهو من آهانته يوما ، وها هو الآن يثبت رجولته معهم ، ندمت علي سوء ظنها وما فعلته يوما معه .

                              ___________


سردت لأخيها ما سمعته فأعتلي وجهه الغضب والأنزعاج ، فقد حذره من قبل ولكنه لم يبالي ، قرر الثأر لأخته ، وجدها تبكي بشده تنهد بضيق قائلا : 

- خلاص يا ثريا ، أنا هعرف أخد حقك .

تعالت شهقاتها الي ما وصلت اليه بعد هذا العمر وتشتت لم أسرتها ، وأيضا بعده عنها فهي ما زالت تحبه .

أحتضنها أخيها من كتفيها قائلا :

- متعيطيش ، ميستاهلش دمعه واحده منك .


أنفجرت أكثر باكيه وقام بتهديئها ولا جدوي ، وعدها بالأنتقام وأن لا تخشي مما هو آتي ، فهي أخته ولن يتركها ، اقنعها بالولوج لغرفتها ترتاح قليلا ، أومأت برأسها ومسحت عبراتها وتنهدت بحسره ذاهبه معه .

                                               ~~


أخبرته الخادمه ان والدته ليست بالمنزل ولا تعرف وجهتها ، اتصل بها ولكن هاتفها مغلق ، هاتف أخته ولكنها لا تعلم شيئا فأردف بحيره :

- هتكون راحت فين ، الداده بتقول كانت معاها شنطه هدوم .

ميرا بصدمه :

- بتقول ايه ، خليك عندك ، أنا جايه وهشوف الموضوع .

أغلقت هاتفها وأخذت تزفر في ضيق ، فهل علمت والدتها بشئ، تمنت ان يكون الموضوع غير ذلك ، فوالدها وعدها بإنهاء تلك المسأله واردفت في نفسها :

- طيب هتكون عرفت أزاي .

                              _________


تحدث مع والده بشأن بقائهم يومين إضافيين ، فتفهم والده ما حدث وأنه سيجد البديل مكانه في المكتب حين عودته ، اغلق هاتفه فوجد ابنته قبالته تقول :

- مساء الخير يا بابا

أجابها بابتسامه مجهده :

- مساء الخير يا مريم ، اقعدي يا حبيبتي

جلست امامه قائله بتعجب :

- أنت كويس يا بابا ، فيه حاجه .

تنهد بقوه قائلا :

- عمتك هتقعد معانا هنا .

أردفت باستغراب : فيه حاجه حصلت 

فاضل بنفاذ صبر :

- بعدين يا مريم ، المهم عايز أقولك زين كلمني وهيقعد فى شرم يومين .

مريم بعدم فهم : هو راح لنور 

فاضل يإيجاز : أيوه وهتمسكي مكانه في الشركه 

أومأت برأسها قائله :

- حاضر يا بابا اللي تشوفه .

فاضل بابتسامه : يلا غيري هدومك علشان تاكلي 

مريم : حاضر 

                                _________


بعد الإنتهاء من طعامهم ، قرروا الذهاب للشاطئ قليلا مما اسعد الجميع ، ما ان وصلوا هم بخلع ثيابه فنظرت له الفتيات باعجاب شديد وأخذوا يتهامسون عليه ، مما ازعجها بشده ، قامت بالأقتراب منه وامسكت يده بتملك قائله بدلع :

- علمني العوم .

ضحك عليها وأمسك يدها قائلا : يلا 

ذهبت معه وسط نظرات الفتيات الحاقده والحاسده عليها ، لم تبالي بهم ، فهي تسعد بقربه منها .


وقفت سلمي قباله البحر رافعه يديها تستقبل هواءه المنعش ، اغمضت عينيها وأبتسمت بشده ، ظل ينطر اليها وهي بهذا الوضع ، فاقترب منها قائلا :

- الجو حلو صح .

أنتبهت لوجوده معها بنفس المكان ، فتابع بعبث :

- شكلك بتحبي البحر زيي 

تنحنحت بخفوت وابتسمت قائله :

- في حد ما بيحبش البحر ، حتي في اسكندريه هو مكاني المفضل .

معتز بابتسامه جذابه :

- أنا كمان بحب البحر قوي 

اومأت براسها واردفت بابتسامه خجله :

- متشكره علي اللي عملته مع نور 

معتز : عادي ، دا واجب عليا 

سلمي بتوتر :

- طيب انا هستأذن بقي ، علشان متأخرش 

معتز بتعجب : بسرعه كده 

سلمي بتوتر اكثر : أنا هنا من زمان ولازم ارجع 

معتز بتردد : مش هشوفك تاني 

أضطربت قليلا من جرأته في الحديث وأجابته بايجاز:

- ان شاء الله ، ثم تركته وذهبت سريعا .

                            ______________


هاتفت ميرا خالها لعله يعرف مكانها ، طمأنها عليها مما اسعدها وجودها بخير ، أغلقت هاتفها بارتياح ، نظر لها مالك قائلا بلهفه:

- قالك ايه ؟

ميرا بارتياح : ماما هناك 

مالك : طيب يلا نروحلها هناك ، ونجيبها 

ميرا زاممه شفتيها :

- واضح ان الموضوع كبير ، وماما هتفضل هناك 

مالك باستغراب : ليه ، حصل حاجه 

أجابته بابتسامه مصطنعه :

- لأ مافيش ، يلا نلبس علشان نروحلها 


أمسكت هاتفها لتخبر والدها بما حدث ولكن هاتفه مغلق ، فبعثت له برساله تخبره فيها عما حدث بايجاز ، القت هاتفها وذهبت لارتداء ملابسها .

                          _______________


ظلت الفتيات يثرثرن كعادتهن قبل النوم ، فقالت ملك :

- شفتي يا نور البنات كانو بيبصوا عليكو ازاي 

هند بهيام : واوو كان قمر قوي ، نفسي اتجوز واحد زيه .


لكزتها بقوه في كتفها فتألمت الأخيره وعنفتها علي ما فعلته .

فقالت نور بتحذير :

- محدش ليه دعوه بزين ، زين بتاعي أنا وبس 


ابتسمت سلمي لحديث هؤلاء الفتيات ، ولما قالته نور ، فجملتها عفويه ولكن في المعني تحمل الكثير ، نظرت لهم وهي تتثاءب قائله :

- قولولي بقي هنام فين يا بنات 

ساره بتعجب : آه صحيح 

نور بلا مبالاه : عادي ، نامي مكاني 

حدجتها باستغراب قائله : وأنتي 

نور لإغاظتهم : هروح عند زين 

ظهر علي وجوههم الحسد فقالت ساره غامزه :

- أيوه ياعم 

نور بتعالي :

- أيه مش جوزي ، وبنام عادي في اوضه واحده 

سلمي بجديه :

- ايوه عادي ، روحي بقي علشان عاوزه أنام 


همت بالخروج وسط نظراته المغتاظه ، كتمت سلمي ضحكاتها ، لما تفعله هؤلاء الفتيات .

                           _____________


وصلت هي وأخيها لفيلا خالها، سألت عن والدتها ، ما ان رأتها ركضت بسرعه نحوها، ضمتها بقوه قائله :

- ليه يا ماما سيبتي البيت .

نظرت لها واردفت بمغري :

- يعني مش عارفه .

طأطات رأسها بأسي ، تقدم مالك واحتضنها بشده قائلا:

- حصل ايه يا ماما ، بابا زعلك.

قالت وهي تمسح وجنتيه :

- لا يا حبيبي ، أنا بس تعبانه وهقعد هنا شويه 

مالك بحزن : وأحنا يا ماما .

ثريا بجديه :

- وأنتوا كمان هتقعدوا معايا ، مش ممكن أسيبكم 

أتسعت ابتسامته قائلا :

- يعني أنا هقعد هنا معاكوا .

تعجبت من سعادته المبالغ فيها وأردفت :

- أنت مبسوط كده ليه .

مالك بهيام :

- أسكتي يا ماما ، أنتي مش عارفه حاجه ، كفايه هشوفها كل يوم .

تفهمت مقصده ثم أمسكته بقوه من اذنه فتألم قائلا :

- خلاص يا ماما بتوجعني 


ظلت ميرا شارده فيما سيحدث بعد ذلك ، فهل قرا والدها رسالتها، تنهدت في ضيق وأردفت في نفسها برجاء:

- ربنا يسترها بعد كده 

                    _________________


دلف خارج المرحاض بعدما اغتسل لاففا خصره بالمنشفه ، وجد من يطرق عليه الباب ، فذهب ليري من ، فتح الباب ، ما ان رأته امامها هكذا ، اسرعت بوضع يديها عفويا علي عينيها .

كانت خجله لرؤيه هكذا ، استغرب منها ، نظر لنفسه فتفهم موقفها ، قام بسحبها للداخل ، فأشاحت هي وجهها ، فقال بثبات:

- ايه مالك 

شاورت بيدها علي المنشفه ، نظر اليها قائلا بلا مبالاه :

- علي أساس كنت لابس وأحنا في البحر 

نور بنبره طفوليه :

- لأ فيه فرق ، في ان دي ممكن تقع .

أبتسم عفويا لتفكيرها فهي مصيبه في حدثها ثم قال:

- طيب هروح ألبس 


دلف داخل المرحاض ، فأبتسمت هي لوجوده معها وجابت ببصرها المكان ، فالمكان لشخص واحد وهذا يعني نومها بجانبه ، ابتسمت تلقائيا ، اتاها صوته من الخلف قائلا :

- فيه حاجه تضحك .


استدارت تجاهه وركضت نحوه ، قامت بلف ذراعيها حول رقبته قائله بفرح :

- انا مبسوطه انك هنا معايا ، ثم تابعت بحزن :

- كان هيحصل حاجه لو كنت تاخدني وتفسحني .


أحس بوغزه في قلبه ، فهي لا تتمني الكثير واحلامها بسيطه ، وهو لا يحققها لها ، نظر لها باسي قائلا :

- خلاص متزعليش مني ، أدينا هنقعد مع بعض شويه .

بادلته الإبتسامه ، وتثائبت وبدا علي عينيها النعاس فأبتسم لها ، قام بحملها الي الفراش ، دثرها جيدا وقبل جبهتها وأردف في نفسه :

- بحبك يا مجنونه .


أستدار حول الفراش لينام بجانبها ، نظر اليها وتنهد بحراره ، شعر بسعاده مطلقه لرؤيتها بجانبه ، أغمض عينيه ثم ذهب في نوم عميق


الفصل الخامس عشر 

(صغيره ولكن...)


أعتلي وجه ملامح الحزن والأسي ، هو المسؤل عن ما بدر منه، لم يتوقع ان تصل به الأمور الا هذا الحد، لعبه صغيره وقع في فخها ودفع هو الثمن ، قرر الانتقام ولكن القدر لم يكن معه، وضع وجهه بين راحتيه في اسي وندم ، حبه لبيته كبير ، أحترامه لزوجته لا حدود له ، ما عليه الأن سوي تصليح بعض الامور ، رآه صديقه بهذه الحاله ، اقترب منه ووضع يده علي كتفه قائلا باستفهام :

- مالك يا منصور ، فيه حاجه مضيقاك 


نظر له بأعين دامعه ، ثم أخذ نفسا طويلا وزفره بقوه قائلا بقله حيله :

- ثريا عرفت ، وسابت البيت .

حدجه باستغراب شديد قائلا :

- عرفت ازاي ؟

أجابه بحيره : مش عارف .

تنهد بغضب ووجه بصره تجاهه قائلا بجديه :

- أنا هطلق الزفته دي ، ورجع مراتي .

كاد ان يرد عليه ولكنه قاطعه قائلا بصرامه :

- لازم نشوف حل يا فايز ، أنا مش هخسر بيتي علشان شغل زي ده .

تفهم حاله صديقه ، وأومأ برأسه قائلا :

- أهدي انت بس ، وكل حاجه وليها حل .

رفع رأسه نحوه قائلا بحسره :

- أنا بحب مراتي قوي ، ومش هخسرها علشان حاجه .

فايز متفهما :

- روح صالحها وقولها انك هتطلق التانيه ، وأن شاء الله نشوف حل كويس .

تنهد بارتياح قائلا :

- أنا هروح دلوقتي ، وأفهمها كل حاجه .


اوما برأسه فذهب الآخر مسرعا لإرجاع زوجته ، تفهم هو حال صديقه فهو يحب زوجته ، فدائما ما يتحدث عنها ، ولكن بسبب لعبه حقيره وقع فيها ستخسره كل شئ وما عليه سوي تصليح ما حدث ...

                      _________________


جالسه مع أخيها علي طاوله الطعام بادي علي وجهها الحزن الشديد، نظر لها بحسره علي ما آلت اليه الأمور ، فهي أخته الوحيده ، انقلبت حياتها في لحظه ، من حياه يملؤها الحب الي البعد والتشتت ، نظر لها بابتسامه جاهد علي رسمها ثم اردف :

- خلاص يا ثريا أخدتي قرارك .

وجهت بصرها نحوه قائله باستغراب شديد :

- عايزني اعمل حاجه تانيه يا فاضل .

فاضل بنبره متعقله :

- لازم وانتي بتاخدي قرارك تحطي ولادك قدامك .

زوت ما بين حاجبيها قائله بعدم فهم :

- قصدك ايه .

تنهد سريعا وتابع بنفس النبره :

- بعد الأب ممكن يأثر علي الولاد يا ثريا 

ابتلعت غصه في حلقها قائله :

- انا أخدت قراري وخلاص 


وقف قباله الباب متهيئا لمقابلتها ، طرق الباب بهدوء ففتحت له الداده قائله بابتسامتها المعهوده :

- أتفضل يا منصور بيه .

أخذ نفسا طويلا وزفره بقوه ثم دلف الي الداخل ،وجدها تتحدث وعلي وجهها ملامح الحزن فتفهما ما هي عليه ، أقترب منهم قائلا بثبات :

- ثريا 


رفعت راسها عفويا تجاه صوته المالوف لها ، زادت ضربات قلبها ونهضت سريعا متجهه نحوه ، تغيرت ملامح وجهها سريعا واصبح الشر يتطاير من عينيها ، رآها أخيها بهذه الحاله فأسرع خلفها، وقفت قبالته قائله بحده :

- جاي هنا ليه 

اجابها بحزن : ثريا ان....

قاطعته قائله بصرامه :

- أنت تطلقني 

تدخل أخيها في المشاده العنيفه بينهم قائلا :

- انا حذرتك قبل كده يا منصور ، واللي خايف منه حصل ، وقولتلك ثريا مش هتسكت 


كاد ان يتحدث فقاطعته بكف يديها قائله بحده :

- تطلقني بهدوء ، وملكش دعوه بيا أنا وولادي .

أعتلت الصدمه علي هيئته ، فهو لن يتحمل ذلك ، نظر لها بخيبه أمل ، ظن انها ستسامحه ولكن حدث ما كان يخشاه ، لا يري غيرها وحبه لها لا يقدر بثمن .


دلف للخارج مطأطأ رأسه في ندم ، أغمض عينيه وقرر ألا يستسلم وما عليه سوي التريث واستمرار محاولاته لرجوعها اليه ترك المكان عازما علي فعل الصواب .


جثت علي ركبتيها تبكي بحسره علي ما وصلت اليه ، لم تشك به يوما ، كان آهلا للثقه وخيانته غير مسموح بها ، دنا أخيها الي مستواها وضمها اليه برفق قائلا :

- معلش يا ثريا ، المواضيع دي ما تتحلش كده ، صمت قليلا ثم تابع بتعقل:

- منصور بيحبك وده أنا متأكد منه، وأكيد في سبب كبير يخليه يعمل كده .

رفعها لتنهض معه قائلا :

- قومي علشان الولاد ميشفوكيش كده .


اومات براسها ونهضت معه ، ابتسم لها وملس علي كتفها قائلا:

- أن شاء الله خير ، ولازم تفكري براحه ، علشان ولادك حتي 

                           ______________


نهض من فراشه ، ودلف الي المرحاض ليغتسل ، خرج بعد قليل وذهب لارتداء ملابسه ، تذكر أتصال صديقه يطمأنه بانهم بخير ، تنهد بارتياح، اكمل ارتداء ملابسه ودلف الي الخارج .

وجد والدته تقابله بابتسامتها المعتاده قائله :

- صباح الخير يا بني .

ابتسم لها بعذوبه قائلا : صباح الخير يا ماما .

أردفت بحنو :

- يلا يا حبيبي علشان تفطر 

اوما برأسه وجلس معها وشرعوا في تناول الطعام .

فاطمه بتساؤل : كلمت ساره ؟

اجابها وهو يلوك الطعام :

- ايوه يا ماما وزين طمني عليهم 

اردفت بفضول :

- هو ايه اللي حصل هناك 

أجابها بايجار : زين مقالش 

أزدرت ريقها وتابعت بفضول أكثر :

- هو متجوز البت الصغيره دي ازاي .

حسام بعدم فهم : ازاي يعني ايه .

فاطمه بتلعثم : يعني ..علاقتهم عامله ازاي..دي قد ساره .

حسام بايجاز : ملناش دعوه يا ماما 

زوت فمها بتهكم ، نظرت له بابتسامه مصطنعه واردفت بتوتر:

- وانت يا حبيبي ، مش ناوي تتجوز انت كمان .

حسام بنفاذ صبر :

- تاني يا ماما السيره دي 

فاطمه بعتاب :

- ايه يا ابني مش عايزه أفرح بيك 

حسام بضيق : قلتلك لسه يا ماما ، أما ألاقيها ، ومتجبليش سيره لبني .

فاطمه بلوم : مالها لبني يا ابني ؟

حسام بنفاذ صبر :

- ملهاش يا ماما ، بس انا مش بحبها ولا شايفها زوجه ليا 

فاطمه بتفهم :

- يمكن لما تتكلموا مع ......

قاطعه بضيق :

- خلاص يا ماما ، مش كفايه الهانم رايحه تقول اني خطيبها .

فاطمه باستغراب : ايه 

حسام بجديه : لو سمحتي يا ماما سيبيني براحتي 

فاطمه بقله حيله : حاضر يا ابني 


امسك كف يدها وقبله ، ابتسمت له بحنان ، استاذن هو لعمله وتركها شارده فيما حدث ...

                         ________________


ظل يزفر في ضيق ، لاحظته أخته فأردفت باستغراب :

- مالك مش علي بعضك كده .

أجابها بضيق :

- ما فيش ، وجه حديثه لأبنه خاله قائلا :

- هيا نور هتيجي امتي يا مريم .

مريم : يمكن بكره 

ميرا بفضول :

- هو حصل ايه علشان زين يروحلها 

مريم بايجاز : معرفش ، لما يجي نبقي نعرف 

زمت شفتيها ثم نظرت لطبقها ، استاذنت مريم لعملها ، فحدجت اخيها بنظرات ناريه قائله :

- ايه يا حيوان ، كل شويه نور . نور 

مالك بلا مبالاه : وفيها ايه .

ميرا بضيق :

- فيها انها مرات زين ، وميصحش تسأل عنها .

مالك بتأفف : اوووف ، انا ماشي سلام 

دلف للخارج ويعلو وجهه الضيق واردف بتأفف:

- مرات زين ..مرات زين ، نور حبيبتي انا ، ومحدش هيتجوزها غيرى .

                            _____________


فتح عينيه ، وسعد لرؤيتها امامه ، وجدها نائمه كالملاك، وضع يده علي وجنتها يتحسسها بلطف ، استشعرت به ، فتحت عينيها وابتسمت عفويا ، بادلها الابتسامه قائلا :

- صباح الخير 

اجابته وهي تتمطع كالأطفال : صباح الخير .

زين بابتسامه عذبه : حابه تعملي ايه النهارده 

نهضت مسرعه واردفت :

- ننزل الميه ، وتعلمني اعوم 

زين بتأفف : تااني ، انتي بتخافي 

نور بدلع :

- عايزه اعوم كويس ، علشان نبقي ننزل سوا الميه .

حدجها باعجاب شديد من حركاتها العفويه وأردف : اوكيه ، بس تسمعي كلامي

نور بسعاده : كلامك انت وبس يا حبيبي .

زين بضحك : مجنونه انتي .

                         ______________


دلفت مكتب أخيها وابدت اعجابها الشديد بذوقه الحديث ، تحسست المقعد بيديها ، ثم جلست عليه باريحيه واردفت :

- هاااا، فعلا قاعده مريحه ، قطع خلوتها دخول السكرتيره قائله بنبره عمليه :

- صباح الخير يا انسه مريم 

مريم بابتسامه : صباح النور ، اسمك ايه 

اجابتها بابتسامه : سمر يا فندم 

مريم بجديه :

- اوكيه يا سمر ، انا اللي همسك الشغل مكان زين ، فعيزاكي تجيبيلي الشغل عادي كأنه موجود .

سمر بنبره عمليه :

- تحت امر حضرتك 

مريم : يلا اتفضلي علي شغلك 


دلفت للخارج فرفعت رأسها بثقه ، واسندت ظهرها علي المقعد الجلدي المريح واردفت :

- أنفع والله .


دلف كعادته لمكتب صديقه ، فزعت من دخوله المفاجئ، حدجته بغضب جلي علي هيئتها واردفت :

- أنت ازاي تدخل كده .

                               ___________


التموا حول مائده الطعام فأردفت سلمي بابتسامه فرحه :

- الجو النهارده حلو قوي 

ساره : تحسوا الهوا نضيف كدا 

زين بتفهم :

- شرم بيهتموا بيها شويه علشان السياحه 

سلمي بتساؤل : هتعملوا ايه النهارده 

نور بحماس : هننزل الميه طبعا 

سلمي : انا حابه اعمل شوبينج ، الحاجات هنا جميله .

نور : نروح البحر الاول وبعدين نعمل شوبينج .


أقبل فادي نحوهم قائلا بابتسامه :

- صباح الخير 

نظرت له بتوتر ، وتابعه زين بأعين متفحصه قائلا :

- صباح الخير 

فادي مشيرا لنفسه : انا فادي 

حدجه بضيق قائلا : نعم 

تنحنح بخفوت ثم اردف بتوتر :

- انا كنت جاي أتأسف لنور علي اللي حصل 

وجه بصره تجاهها فاردفت بتلعثم :

- محصلش..حاجه 

اوما برأسه متفهما: طيب أستأذن انا 


زين بانزعاج : انا مش قولتلك متتكلميش مع حد 

نور بزعل : دا زميلي ولازم ارد عليه 

زين بعصبيه : أخر مره يا نور 

طأطأت رأسها في حزن ، فتدخلت سلمي قائله : 

- محصلش حاجه يازين ، احنا قاعدين يومين خلينا ننبسط ونتفسح .

اوما برأسه علي مضض ، فنظرت لاخيها بمعني ، الا يكبر الموضوع.

                       __________________


: اللي بتعمله ده قله ذوق 

قالتها مريم وهي تنهض من علي مقعدها ، نظر لها بضيق من طريقتها الوقحه معه قائلا:

- دا مكتب زين ، وانا متعود ادخل كده علي طول .

مريم بسخريه : وانت عارف ان زين مش موجود 

حسام بضيق : معنديش خبر انك هتمسكي مكانه

مريم لاويه شفتيها باستهزاء :

- وأديك عرفت ، بعد كده بقي تستأذن 


استشاط غضبا من وقاحتها معه كانها تتعمد ذلك ، دلف للخارج والغضب يعتريه ، تنهدت هي بارتياح قائله :

- كده انا خدت حقي .


تقدم من السكرتيره قائلا بغضب :

- الورق ده يا سمر تدخليه للهانم تمضيه وبعدين تجيبهولي .

سمر بنبره عمليه : تحت امرك مستر حسام 

حسام بجديه :

- لما أتصل بيكي تجيلي فورا علشان لو فيه اي شغل ، هتبقي وسيط علي ما زين يرجع .

اومأت براسها ، ذهبا متجها لمكتبه والغضب ظاهر علي هيئته .

                            ___________


لاحظت ضيقه منذ الصباح ، ابتسمت باستهزاء ، يعلق نفسه بالمستحيل ، نهضت من علي مقعدها ووقف قبالته قائله باستهزاء :

- مالك يا باسل 

نظر لها شزرا قائلا: مالي في ايه 

ساندي ماططه شفتيها : يعني شيفاك متضايق 

باسل باستغراب : وهتضايق ليه 

ساندي بمعني :

- يعني علشان مريم مش معانا النهارده 

تفهم ما ترمي اليه واردف بمغزي :

- وانتي شاغله بالك ليه .

ساندي بتوتر :

- وانا هشغل بالي ليه ، انا بس ملاحظه انك متضايق .

باسل بسخريه :

- احسنلك تخليكي في شغلك ، ومتشغليش بالك بحد .

نظرت له بغضب وأستدارت عائده لمكتبها وجلست عليه بعنف ، بينما حدجها هو بقرف واكمل عمله .

                           ___________


طرقت باب المكتب ودلفت للداخل واردفت بنبره عمليه :

- اتفضلي حضرتك ، امضي علي الورق ده 

مريم باستغراب : اوراق ايه دي 

سمر :

- مستر حسام ادهالي علشان حضرتك تمضيها .

مريم باندهاش : وهو ميجبهاش ليه .

سمر : معرفش ، مستر حسام قالي اوصل اي شغل من حضرته لحضرتك 

تفهمت الموقف ، اومات براسها قائله :

- طيب روحي انتي دلوقت 


زفرت بانزعاج ، فهو لا يريد الاختلاط بها ويقلل من شانها ، وعليها القانه درسا ،  نهضت من علي مقعدها عازمه علي الذهاب اليه .

                       _________________


لم يعد الأمر يحتمل التأجيل ، عليه انهاءه الآن ، دلف الي الشقه التي شهدت اكبر خدعه وقع هو فريستها ، أسرعت هي اليه قائله بلهفه :

- أنا مش مصدقه أخيرا حنيت عليا 

لم يجيبها ، فقط ينظر اليها بملامح جامده ، لاحظت هي هيئته واردفت بحذر :

- ايه يا منصور ، انت تعبان .

أجابها ببرود شديد : 

- انتي طالق 

شهقت مما سمعته للتو ، لم تصدق اذنيها ،واردفت بحزن بالغ:

- ليه يا منصور 

حدجها ببرود واردف بسخريه :

- مش مستعد أخسر مراتي علشانك .

تغيرت تعابير وجهها الي الغضب والحقد واردفت بعصبيه :

- انا مش هسكت ، وانت عارف ممكن اعمل ايه .

ابتسم بسخريه قائلا :

- اللي عندك اعمليه ،سلام

تركها تشتعل غضبا مما فعل ، اعتلي الحقد والكره ملامحها ، تصارعت انفاسها واردفت بتوعد :

- ماشي يامنصور ، هتشوف هعمل ايه .


دلف للخارخ ، احس بحمل ثقيل أنزاح من علي عاتقه وتنفس بارتياح ، وما عليه الان هو استسماح زوجته في العفو عنه ...

                         ________________


طرقت باب مكتبه فسمح للطارق بالدخول ، تفاجا بحضورها ، تقدمت منه قائله :

- ممكن افهم مش عاوز تتعامل معايا ليه 

أجابها بلا مبالاه : مزاجي 

نظرت له بضيق واردفت بحده :

- المفروض دا مكان شغل ولازم تعرف حدودك ، مش بمزاجك هنا 


نظر لها بجمود فهي تتعمد أهانته للمره الثانيه ، نهض من علي مقعده متجها اليها ، توترت هي خيفه ان يفعل شيئا ما ، امسك ذراعها بقوه فتألمت قائله بضيق :

- انت اتجننت.

نهايه الجزء 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه



❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺 




تعليقات

التنقل السريع
    close