القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية في أول طريقي الحلقه 13/14/15/16/17/18/19/20 بقلم الكاتبه شيماء صبحي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج


رواية في أول طريقي الحلقه 13/14/15/16/17/18/19/20 بقلم الكاتبه شيماء صبحي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية في أول طريقي الحلقه 13/14/15/16/17/18/19/20 بقلم الكاتبه شيماء صبحي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


سامح وصل لمدخل القسم، والعسكري معاه بيشاور له على العربية السودا اللي واقفة في الركن.


بص سامح للرقم بسرعة، وحاجبه اتعقد،قرب من العربية وشاف ولدين واحد كبير وواحد صغير. 


الولد الكبير لمح سامح واقف، وشه شاحب وهو بيبص لأخوه… والأصغر بدأ يتوتر ويحرك رجليه بعصبية.


سامح وقف عند الباب وطرق على الإزاز:

أنتم مستنيين مين هنا؟


الأكبر رد بتردد: إحنا… مستنيين بابا.


سامح ابتسم ابتسامة باردة: طب باباك فين دلوقتي؟


الولد سكت، والأصغر عض شفايفه… وسامح حس إنهم بيخبوا حاجة،طلب منهم يفتحوا الباب ووقتها الولد الصغير بدأ يصرخ.


الولد الكبير خاف وبدأ يصرخ على اخوه علشان يهديه ،وفي اللحظة دي اتصرف سامح وفتح الباب بسرعه،ولما شاف ايه اللي مخوف الولد الصغير إتصدم .


(كان الولد الصغير ماسك في إيديه سكينة مليانه دم واخوه باصص عليه برعب ،سامح بص للعسكري وطلب منه يبلغ ظابط زميله بسرعه انه يحضر)


الولد الصغير بدأ ينهار وهو بيقول برعشه:

أنا….قتلت …ماما."


سامح إتصدم من كلامه وحس بخنقة شديده في صدرة، مقدرش يرد قبل ما ياخد السكينه من ايد الولد .


مسك كيس قديم في العربيه واخد السكينه بكل حرص ،وبص لاخوه الكبيره وقال بهدوء :

اخرج من العربيه يا حبيبي،وانا معاه،متقلقش عليه.


الولد سمع كلام سامح ،وهو قرب من الولد الصغير وهو بيحاول يهديه،مسك ايديه وقال:ما تخفش،انا معاك وهساعدك.


الولد بدأ يهدى وسامح لف بسرعه وفتح له الباب،

خرجه بكل هدوء علشان الولد مايخافش وينهار تاني!


 الظابط زميل سامح وصل واتفاجئ من اللي هو شايفه،سامح قرب منه وشرحله اللي الولد قاله،وبهدوء سامح مسك الولد الصغير وزميله اخد الولد الكبير ودخلوا جوه القسم.


_______________________


في مكتب سامح ،كانت شروق ومدام سوسو متابعين اللي حصل من بعيد،وللحظة شروق حست بخفقان في قلبها متجه لسامح واللي عمله.


وفي خلال دقايق سمعوا صوت خطواته بتقرب منهم،رجعوا قعدوا في اماكنهم وسامح دخل وهو بيعتذر عن تاخيره.


شروق بصت له وقالت بقلق:

خير يا فندم،العربيه دي ليها علاقه ب اختي؟


سامح اومأ براسه بالرفض وقال:

_للاسف لا،انا دلوقت هبدأ اشتغل على كل المعلومات اللي عندي واي جديد هبلغكم بيه.


شروق حركت راسها بحزن ومدام سوسو شكرته ومسكت ايد شروق واستأذنت انهم هيمشوا.


سامح بص لشروق بنظرة طويله وظهر على ملامحة ابتسامة هادية بيحاول من خلالها يطمنها.


شروق خرجت مع مدام سوسو ،وسامح انتبه للي حصل من دقايق مع الاطفال.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كتب نمرة العربية اللي كانو فيها الاطفال واكتشف ان صاحب العربية كان مقدم بلاغ من فتره بإختفاء مراته.

وظهرت صورة مراته وواضح عليها انها كبيرة مش صغيره.


 سامح فتح الصورة ولما دقق في ملامحها ،فجأة وقف بخضة،الملامح دي… مش غريبة عليه كأنه شافها قبل كده.


مد ايده على درج المكتب وطلع ملف قديم اخده من قسم الارشيف بالصدفه وهو بيدور على ملف يوصله بالعصابة المجهولة اللي خطفت ليلى..


فتح الملف وخرج منه صوره واتصدم من الشبه الكبير بين الست ام الطفلين والست اللي في الملف التاني.

  

قرا القضيه واكتشف ان الست دي هيا نفسها ام الطفلين و من ٢٠ سنه كانت مختفيه واللي قدم البلاغ كان زوجها ،لكن زوجها الساب.


كانت نفس الملامح تقريباً، بس هنا الزوجه أصغر، وواقف جنبها راجل غريب ملامحه مش مصرية.


سامح كان بيفكر في اللي بيحصل وقرر انه يروح ويحقق مع الاطفال بنفسه وقبل ما يلحق يقوم، تليفونه رن…برقم مجهول.

رد بحذر: أيوه؟


صوت رجولي هادي قال:

لو عايز تعرف فين البنت اللي بتدور عليها… ابعد عن ملف العربية السودا.


الخط اتقطع.


وسامح قعد على الكرسي،وهو مش مصدق اللي بيحصل،معقول خطف ليلى ليه علاقة بالقضية دي؟


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

(في الجبل)


وصل جاسر وليلى عند مكان عربيته واتصدموا ان كل الرجاله اللي ضربهم بالنار اختفوا،وعربيته مكانها لسا محدش قرب منها،ليلى بصت له بصدمه وقالت:


هما راحوا فين.


ضم جاسر عينيه واتكلم هو بيجز على سنانه:

_عند اللي خلقهم.


ليلى بصت على ملامحه وخافت،خرج من العربيه وقرب من عربيته المفتوحه وفضل يدور فيها على موبايله ،ولكن ملقاش حاجه،بس سمع صوت خشن جاي من وراه بيقول:انت صاحب العربيه دي يا ولدي.


جاسر لف بجسمه وشاف راجل كبير ماسك تيلفونه في ايديه وبيقول:

_اكيد بتدور على الهاتف دا.


جاسر قرب منه وقال :

_ايوا انا صاحب العربيه،ودا تليفوني .


الراجل بص على ليلى وقال بتساؤل:

_ إنتي زوجته.

ليلى اتوترت لكن ردت:

_لا.

جاسر اتضايق وقرب من الراجل اخد التيلفون من ايديه وسألة بحدة:

_انت مين؟


الراجل عينيه لفت عليهم لحظة ..وابتسم:

_انا راعي غنم بسيط،شوفت كل اللي حصل هنا بعيني وشوفت العصابه بتهجم عليك وشوفتك وانت زي الاسد بتدافع عن نفسك وعن البنيه.


جاسر ضم حاجبه باستغراب

_:طيب وشوفت ايه تاني.


الراجل رد ببساطة:

_بعد فتره اجت عربيات اخدت كل الناس اللي ماتو ومشيوا،ولما اجت الحكومه انا داريت عن الموضوع وقولت انه كان شباك بين اتنين من القبيله والموضوع انتهى.


جاسر اتصدم من رده وقال: 

_طيب وليه عملت كده.


الراجل ملامحه اتبدلت ورد بصوت مهزوز:

—القبيله بتاعنا في بينها وبين الحكومة مشاكل وعلشان نتفادى شرهم حبيت اقفل الموضوع دا قبل ما يكبر واهل القبيله ملهمش ذنب فيه.


جاسر كان شاكك في رده لكنه قرر يشكره، بس تراجع لما لقى الراجل دا ،بيبص على ليلى بنظرات غريبه،قرب منها ومسك دراعها وقربها من العربيه اللي اخدوها من الجبل وقال بصوت حاد:

_اركبي يلا هنمشي.


ليلى بتردد:مش هتشكرة الاول.

جاسر برفض :لا ويلا قدامي.


ليلى ركبت العربيه وهي مش فاهمه حاجه،جاسر مكنش مرتاح ،ركب العربيه وهو بيبص للراجل دا بشك،ومن غير ما يقول كلمة شغل العربيه ومشيوا.


الراجل كان واقف ونظرته ليهم غريبه كأنه جاي هنا علشان ينفذ مهمه مطلوبه منه ،ولما جاسر اختفى عن عيونه ،فجأة قلبه اتهز وبدأ يجرى بأقصى سرعته بعيد عن العربية .


وفي خلال ثواني معدوده العربيه بتاعة جاسر اتفجرت.


ليلى صرخت وحطت ايديها الاتنين على ودنها وكانت بترتعش من الخضة .


جاسر كان مكانه ثابت متحركش،كانه عارف ان دا هيحصل،مسك التيلفون وبرضوا كان شاكك فيه ،عمل فيه تسجيل خروج من كل حاجه تخصه وبعدها هبده في باب العربيه الموبايل اتكسر،وبعدها حدفه بعيد ،وبص عليها لقاها لسا بتترعش.


ليلى اتكلمت برجفة:

_انت كنت عارف ان دا هيحصل.


حرك راسه بالرفض وهيا رجعت بضهرها على الكرسي وهيا بتحاول تطمن نفسها انها بخير،اما جاسر كان بيبص عليها بنظرات مش مفهومه ،بس كمل سواقه والطريق بدا يظلم وهما الاثنين عقلهم مشغول بالتفكير.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


(بعد وقت)


جاسر كان سايق وهو متضايق،وليلى كانت جمبه هتموت من الرعب،العربيه ادت اشاره ان البنزين فيها بيخلص،جاسر بص حواليه وشاف ان في كشك قريب منهم ،حاول بهدوء انه يوصل قدام الكشك بالراحه وركن قدامه العربية،ومن غير ما يقول كلمة ،نزل وهو بيعدل هدومه وبيحاول مايظهرش انه مصاب.


وصل قدام صاحب الكشك واتكلم:

_مساء الخير ،ممكن علبة سجاير.


صاحب الكشك ابتسم وخرج بسرعة علبة السجاير وقدمها لجاسر بتحية.


جاسر مسك العلبه فتحها وبعدها خرج سيجاره وطلب من صاحب الكشك انه يولعها.


صاحب الكشك ابتسم وولعها وبعدها سكت وهو مركز مع جاسر ومستنيه يحاسبة.


جاسر اخد نفس من السيجاره وخرجه وبعدها بص لصاحب الكشك وشكره،ولسا بيمد ايديه علشان يحاسب ،ظهرت ليلى جمبه وهيا بتكلم صاحب الكشك من غير ما تبص عليه :

_ ممكن ازازة مايه.


جاسر خرج دخان سيجارته وهو بيبص عليها بتركيز،صاحب الكشك قدملها المايه وهيا اخدتها وشربت منها بكل عطش.


جاسر فضل مثبت نظراته عليها،وبعدما خلصت كل الازازه،ابتسمت لصاحب الكشك وشكرته،ولسا هتمشي وقفها صاحب الكشك:

_الحساب يا انسة.


ليلى بصت على جاسر وهيا بتقول:

_مع الاستاذ.


صاحب الكشك بص لجاسر اللي كان حاطت ايديه في جيبه واول ما خرجها اكتشف انها فاضيه ومفيش فلوس.


بدا يقلق،لكن جاسر طمنه وقال:


انا هدفعلك عشر الاف جنيه،بس اخدمني في طلب.


صاحب الكشك عينيه لمعت بطمع وقرب عليه:

_تأمرني ياباشا.


جاسر اخد نفس كبير من سيجارته وخرجه وبعدها بص عليه واتكلم بهدوء :

_عاوز اعمل مكالمه من تيلفونك،وبعد المكالمه عاوز شويه اكل من دا يشبع الانسه.


صاحب الكشك وافق على طلبه وخرج تيلفونه واداه لجاسر وبعدها مسك كيس وبدا يحط فيه من الاكياس اللي قدامه.


جاسر اخد التيلفون وكتب رقم خاص برجالته،اول ما رد عليه واحد منهم ،اتكلم جاسر بصوت هادي:

_العربية اللي معايا خلصت بنزين وانا دلوقت على طريق الاسكندريه الصحرواي،نص ساعه بالكتير والاقيكم عندي.


جاله الرد :

_تمام يا باشا،تحب حضرتك ابلغ راضي لانه كان قلقان على حضرتك وقالنا ان عربيتك عطلت.


جاسر هز راسه بهدوء :

_بلغوه بس أكدوا عليه يفضل مكانه ويخلي باله من المكان ،وانتوا تجولي بسرعه انا مش هستنى كتير،طبعا اللوكيشن ظهر عندكم،نص ساعه وتكونوا عندي وهاتوا معاكم عشر الاف جنية.


قال كلام وقفل المكالمه بعدما سمع الرد،اخد نفس من السيجاره وبعدها كسر التيلفون.


صاحب الكشك لما شاف اللي عملة اتخض ،وقرب منه وهو مش مصدق:

_ ايه اللي عملته دا يا جدع انت ؟كسرت التيلفون ليه؟


جاسر داس بجزمته على التيلفون بكل قوة ، علشان يتاكد انه اتكسر كويس وبعدها رد عليه بكل هدوء،هعوضك،بس متزعجنيش،كلها نص ساعه ورجالتي جايه وهديلك فلوس   تشتري غيره.


صاحب الكشك طمع للمره الثانيه وسكت،ولما بص عليه حس انه بيقول الحقيقه ومش نصاب.


رجع بسرعه جاب الكيس اللي طلبه جاسر واداهوله وبعدها خرج كرسيين من عنده وقال:

_اقعدوا ارتاحوا هنا ياباشا.


جاسر اخد من ايديه الكيس وقال برفض:

_لا هقعد في العربيه، بصله بجديه وكمل:

_عارف انك خايف اني امشي ،بس متقلقش العربيه اللي انا راكب فيها مشطبه بنزين.


الراجل حرك راسه باستسلام وصدقه ، وجاسر مشى من قدامه وقرب من العربيه ولقى ليلى قاعده وساكته.


قرب الكيس منها وقال:

_امسكي…كُلي،علشان تعرفي تكملي الطريق.


ليلى بصت للكيس وسكتت،ومع نظره طويله بينها وبينه ردت عليه:

_انا شايفه ان طريقي معاك مطول،وانت وعدتني انك هترجعني بيتي.


جاسر اتنهد وقال

_:بعد اللي حصل دا،لازم تفضلي معانا شويه.


ردت بضيق:

_بس دا ظلم،وانا مقدرش افضل عايشه في الرعب دا كتير،انا وعدتك اني مش هتكلم ولا هقول اي حاجه لحد ،بس رجعني بيتي ارجوك.


جاسر غمض عينيه بتعب:

_ليلى انا مش هعيد كلامي كتير،ومتخلنيش اتعامل معاكي وحش لاني مش فايقلك.


ليلى زعلت من كلامه،بعدت الكيس عنها وصرخت فيه:

_طيب امسك حاجتك،مابكلش حاجه جايه من فلوس حرام.


قالت كلامها وخرجت من العربيه وهو رفع عينيه لفوق ورمشها بسرعه ونزل وراها،كانت ماشيه في طريقها لصاحب الكشك،ولما وصلت عنده قالت بصوت عالي

_:ممكن تيلفون.


صاحب الكشك بزعل:

_اتكسر للاسف؟

ليلى بصدمه:

_ازااي؟مين اللي كسره؟

جاسر من وراها:

_أنا.


ليلى غمضت عينيها بتعب ولفت بجسمها وبصت له بضيق:

_ودا بقى ذنبه ايه علشان تكسرلة تيلفونه؟

جاسر ببرود:

_علشان عارف انك هتعملي حركه زي دي ،وبعدين متضايقه ليه الراجل مش زعلان وراضي باللي عملته ؟


ليلى إتفاجأت:نعم؟راضي،…ازاي؟


جاسر بص لصاحب الكشك والراجل رد وقال:

_ايوا حصل خير،الباشا طبعا مكانش يقصد يكسره وهو قال هيعوضني.


ليلى ضحكت بسخريه:

_هيعوضك،ههههه حضرتك الراجل دا سارق العربيه اللي احنا راكبينها دي اصلا ،دا يبق مجر..


جاسر شدها عليه بقوة وهمس في ودنها:

_لو عايزه الليله دي تعدي على خير ومتبقيش انتي والراجل الطيب دول اموات ،ارجعي العربيه وكُلي من الكيس اللي هناك احسن لك.


ليلى بلعت ريقها وسكتت وصاحب الكشك قال بتوتر:إيه مم مسروقة؟


جاسر بصلها بغضب وهيا مشيت من قدامه ورجعت للعربيه،وبعدها بص للراجل وابتسم:

_بتهزر معاك،اصلي مجبتلهاش هديه في عيد ميلادها فبتقول كده علشان تضايقني.


الراجل مبقاش قادر يستحمل وهيفقد اعصابه،بس جاسر سيطر على الموقف وقال:

_انا هفضل قاعد معاك هنا،لحدما رجالتي يوصلوا،علشان متبقاش قلقان.


الراجل فقد اعصابه للنهاية، لكنه تماسك وخرج من الكشك قعد على الكرسي اللي قدام جاسر وهو ساكت.


جاسر كان قاعد وساكت لكن عينيه مركزه عليها وهيا قاعده في العربيه زعلانه وضامه ايديها لصدرها،ابتسم بخفه على شكلها ولف وشه الناحيه التانيه ،وغصب عنه بدأ جسمه يستسلم للتعب.


(وفي العربيه)


ليلى كانت قاعده ضامه ايديها الاتنين بضيق،بتبص على الكيس اللي جمبها بجوع ومتردده تقرب منه.


لكن همست بتردد:

_مفيهاش حاجه يعني لو اكلت كيس واحد، انا برضوا جعانه!


مسكت كيس بسكويت وفتحته وقبل ما تاكل منه غمضت عينيها وقالت بحزن:

_يارب سامحني مضطره اكل من فلوس حرام علشان جعانه.


اخدت لقمة بسيطة وكان الاكل مُر في بقها،اتضايقت وقررت متاكلش،وفضلت قاعده مكانها وساكته.


عدى نص ساعه بالظبط ووصلوا رجالة جاسر بعربياتهم الصخمة ،ليلى انتبهت وبصت عليهم وقلبها بيدق،جاسر كان قاعد وهو متماسك ومش ظاهر تعبه لكن كان واضح عليه الارهاق،رجالته قربوا منه بحرص شديد وساعدوه يركب العربيه بآمان ، وبعدها  دفعوا الفلوس لصاحب الكشك اللي كان مبسوط جدا ونسى اللي حصل.


ليلى كانت لسا مكانها قاعده وبتتفرج بصمت،قلبها بيدق وهيا شايفاهم بيتحركوا بالعربيه وناسين وجودها،سألت نفسها بتوتر:معقول قرر يسبني هنا ويمشي؟"


ساعتها قلبها اتقبض، هل خلاص خلصت قصتها معاه هنا؟ ولا لسا القدر مخبي لها حاجة أكبر؟


_________________________


#الحلقة_14

#في_أول_طريقي

#الكاتبة_شيماء_صبحي

وصلت شروق البيت بعدما ودعت مدام سوسو،اول ما دخلت الشقه كان معتز موجود وكان واضح عليه انه فايق.


شروق اتخضت لما شافته: انت بتعمل ايه هنا،إطلع برا بيتي !


معتز قام وقف وقرب منها بخطوات محسوبه:شروق،انا عارف ان اللي عملته دا يخليكي تكرهيني،بس صدقيني مكنتش في وعيي.


مقدرتش تتحكم في دموعها وردت عليه وهيا بتبكي:

انت ماعندكش دم يا معتز،بجد خلتني اسأل نفسي،انا ازاي اتجوزتك؟ انت عمرك ما كنت كدة،ازاي اهون عليك تسيبني  لوحدي وانا في وضع زي دا،دي ليلى يا معتز،اختك الصغيره اللي بتخاف عليها ؟ ايه اللي حصلك بس،ازاي بتتعامل ببرود مع اللي حصلها؟


ضربته في صدره وبرعشه صوت قالت:رد عليا ،ساكت ليه؟


معتز خرج اخيرا عن صمته ورد عليها:علشان ما فيش في ايدي حاجه اعملها يا شروق!انتي ناسيه اني راجل على قد حالي،لا شغلي ولا مكانتي في المجتمع دا تسمحلي اساعدها بأي حاجه.


رجع خطوه لورا وهو بيعلي صوته:ليلى اللي حصلها دا هيا السبب فيه!

تقدري تقوليلي ليه سابت شغلها المحترم في المستشفى وراحت تشتغل كوافيره ،ترجع وش الفجر؟


شروق اتصدمت من كلامه وزعقت فيه:اسكت يا معتز،اسكت،اللي بتقوله دا انا هاعتبره اهانه في حق أختي ،ليلى شغاله شغلانه شريفه،وبعدين انت ناسي انت شغال ايه؟ 

انت حلاق، يعني انتوا الاتنين نفس المجال،والفرق بينك وبينها انك بتشتغل مع الرجاله وهيا مع الستات؟


معتز بسخريه: ايا كان ،انا راجل ؟


شروق مسحت دموعها بجمود وقالت: في الحقيقه ،اللي بتعمله ليلى في شغلها انت نفسك متقدرش عليه ، وعلى الاقل مش بتمد ايديها ليك ولا لاي حد،وبالنسبة بقى انها سابت شغل المستشفى،هي حره تعمل اللي هيا عاوزاه،مش من حقك ابدا تدخل في حياتها وتحكم عليها !


معتز ببرود:اديكي قولتيها مش من حقي اتدخل!!


شروق اخدت نفس وخرجته بحسرة : ايه دخل موضوع شغلها دلوقت في الوضع اللي هيا فيه؟


معتز لمس شعره بضيق:انا بس بعرفك ان اختك مش بريئة و…


شروق قاطعة كلامه بعصبيه:بس اسكت،انت بجد صدمتني فيك،بجد مش طايقه ابص في وشك بعد النهارده؟


معتز ببرود:بطلي انانيه شويه يا شروق،انا مش من حقي خالص اساعدك في اي حاجه غير اني اشتغل واصرف على البيت دا واكفيكي.


شروق اتضايقت من كلامه وقربت منه وبكل قوة ردت:من النهارده،كفي نفسك يا معتز،وبالنسبه للبيت دا،من اليوم دا مايلزمنيش. انا رايحه بيت امي وابويا اقعد فيه،لحدما اختي ترجع لحضني،واعمل حسابك انت هتطلقني يا معتز وكل واحد يروح لحاله.


معتز اتصدم لكن صمم يفضل مكانه وميتحركش.


شروق وقفت ثواني مستنياه يقرب منها ويعتذر منها ويصالحها، لكن اتصدمت انه بايعها.


اتحركت بانهيار لغرفتها تلم هدومها،وهو خرج للبلكونه يشرب سيجاره،شروق بتلم هدومها ودموعها بتنزل بحسره مخلياها مش شايفه قدامها، ذكريات كتير بتشغل تفكيرها،بتخليها تفتكر اليوم اللي قدمت معتز لأهلها واقنعتهم بيه.


وافتكرت كلام والدها:دا شخص بارد القلب يا بنتي ومينفعكيش.


بدات تنهار وهيا سامعه صدى صوتها بيتردد في عقلها وهيا بتدافع عنه:لا يابابا بالعكس معتز دا شخص كويس جدا وانا متأكدة انه هيحافظ عليها وهيسعدني.


والدها ابتسم وباركلها:اللي انتي شايفاه يابنتي،انتي برضوا اللي هتتجوزيه وهتعيشي معاه.


شروق بحزن:بابا عنده حق،انت بارد القلب يا معتز،بابا كان شايف اللي انا ماشفتهوش فيك.


قفلت شنطة هدومها وقربت من درج  معين وخرجت منه فلوس كانت محوشاها،اخدتها وحطتها كويس في الشنطه،وبعدها اخدت صورتها هيا واهلها وخرجت.


الشقه كانت هاديه ومافيش اي حس لمعتز،قلبها كان موجوع وهيا شايفاه بايعها ومش باقي عليها،خرجت من الشقه وهيا ندمانه علي سنين عمرها اللي ضيعتها معاه،على كل مره قالت لنفسها انه هيتغير للاحسن لكنه بيزيد سوء.


خرجت من باب العماره وهيا بتحاول تتماسك،بصت للبلكونه شافته بيبص عليها بهدوء غريب،اتضايقت ومشيت وهيا بتجر شنطتها وراها،لحدما وقفت تاكسي وركبت فيه ومشيت.


______________________________


في الصالون،مدام سوسو وصلت والبنات بيقفلوا المكان،اول ما شافتها نهى قربت منها وهيا بتقول بابتسامه:عاملة ايه يا مدام،اطمنتي على ليلى؟


سوسو اتوترت من سؤال البنت،حاولت تكون على طبيعتها في ردها وقالت:اه ..اه يا حبيبتي ليلى كويسه،بس هيا محتاجه كام يوم ترتاح علشان ترجع احسن من الاول.


نهى ابتسمت وشكرت المدام على إهتمامها،وقربت من باقي زاميلاتها وبلغتهم بكلام المدام،وللحظة خلود تعاطفت مع ليلى لكن لما عرفت انها هتاخد اجازه تاني،اتضايقت اكتر:انا من زمان قولت،ليلى دي عاملة للمدام سحر مخلياها تحبها اكتر مننا!


البنات ضحكوا على كلامها لكنها كانت بتتكلم بجد،هيا مش مصدقه تميز ليلى الغريب وحب المدام ليها بالشكل دا،برغم انها اخر بنت اشتغلت معاهم في الصالون.


البنات خلصوا لبس والمدام لسا مخرجتش من مكتبها،قربت منها نهى تطمن عليها واتفجأت ان المدام مش في المكتب،لكن شنطتها موجوده،وصوت رساله جديده جات على تليفونها ، كان عالي كانه مليان بإشارات مهمه.


البنت كانت هتخرج،بس فضولها اجبرها تقرب من المكتب وتشوف تليفون المدام وتعرف مين صاحب الرساله.


الرساله كانت مرئية وكانت من شخص موكلاه سوسو انه يدور في قضية ليلى ويساعدهم.


البنت قرات اول الكلام واللي كان محتواه:مدام سلوى انا اتحريت بنفسي عن القضيه واللي خطفوا ليلى عصابة مجهولة الهوية ومفيش اي دليل يساعدنا نوصل لاي خيط حاليا.


البنت استغربت الكلام المكتوب،وقتها المدام كانت في الحمام وخرجت،سالت البنت باستغراب:اي دا انتي بتعملي ايه هنا،وبتبصي علي ايه؟


البنت كانت مصدومه ومش عارفه ترد:انا جيت ابلغ حضرتك اننا خلصنا وهنمشي؟


المدام بصت عليها ولاحظت انها مش على بعضها سالتها بجديه:مالك يا نهى وشك شاحب كده ليه؟ردي عليا؟

البنت خافت تقول انها شافت تليفونها،قررت تكدب عليها:شكلي تعبانه شويه يا مدام،انا هروح علشان ارتاح،هو حضرتك هتمشي دلوقت؟


المدام قربت من المكتب اخدت تليفونها وشنطتها وردت عليها بجديه:ايوا ويلا قدامي.


البنت خرجت ووراها سوسو،والبنات كانوا واقفين عند باب الخروج،واول ما شافوا المدام بتقرب عليهم فتحولها الباب،ولما وصلت نهى كانت خايفه انها تقول عن اللي شافته ،لانها مش فاهمه مين ليلى دي اللي مخطوفة؟


______________________________

(على الطريق)


بعدما رجالة جاسر إتحركوا وسابوا ليلى في العربية لوحدها،إستغلت ليلى الفرصة وبدأت تجري بكل قوتها،قلبها خايف ومرعوب وركبها بتخبط في بعض،لكن الامل اللي حست بيه شجعها انها تلاقي حد حقيقي ينقذها من اللي هيا فيه.


وبعد جري كتير ومجهود كبير بذلته ليلى في الظلام،شافت بيت صغير في نص الطريق،وقفت لحظات تراقب البيت بصمت ،لحدما اخدت قرار انها تروح وتستنجد باهله.


وعلى الطريق المقابل،جاسر كان ساند بضهره على الكرسي لسا بيقاوم التعب،فجاه بص جنبه،كان متوقع انه هيلاقيها ،لكنه اتفاجئ انها مش موجودة سأل واحد من رجالته:فين البنت؟


الحارس باستغراب:بنت مين يا باشا؟


جاسر عدل نفسه بخضه غريبه وطلب ان العربيه تقف:ليلى فين؟انتو سيبتوها هناك؟

الراجل باستغراب:حضرتك ماقولتش ان هيا معاك؟

جاسر لاول مره يحس بالخوف ،بص للسواق وبصوت حاد قال:لف وارجع لنفس المكان .


السواق نفذ كلامه ولف بالعربيه وجاسر عدل قعدته وهو بيبص على الطريق بكل عصبيه .


(عند ليلى)

كانت واقفه قدام البيت ولسا متردده تخبط على الباب،خصوصا ان البيت هادى جدا ومافيش اي اضاءه خارجه منه.


اتنهدت بحزن،وخبطت بالراحه،البيت لسا هادي ومفيش صوت،لفت بجسمها علشان تمشي،لكن فجاه الباب اتفتح،وخرج منه راجل مسن ماسك في ايديه عصا ساند عليها ،اتكلم بهدوء:مين؟


ليلى ابتسمت بأمل وهي بتبص عليه وبتقول بصوت متعلثم:اخيرا ،انا تايهه هنا ومحتاجه مساعده.


الراجل دا بص عليها باستغراب:مساعده من مين يا بنتي؟

ليلى بصت حواليها ورجعت كلمته بهدوء :من حضرتك.


الراجل رجع خطوات لورا وكان هيقفل الباب ،لكن ايد ليلى منعته:بتعمل ايه،حضرتك مش هتساعدني.


الراجل مردش عليها وهيا بكت بخوف:طيب انا هنا لوحدي وخايفه؟


الراجل سكت ثواني وبعدين فتح ليها الباب وقال:انتي متاكده انك محتاجه مساعدتي؟

ليلى اتوترت لكنها ردت:ايوا .


الراجل بصلها بنظرات غريبه :طيب ادخلي؟


ليلى دخلت وهيا خايفه من شكل البيت ،الراجل شغل النور وظهر شكل البيت وكان بسيط جدا.


ليلى اطمنت شويه لكن لسا خايفه،الراجل دا سابها من غير اي كلمه ودخل اوضه وقفل على نفسه الباب.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

عدى وقت وليلى واقفه مكانها والراجل في الاوضه لسا مخرجش.


بدات تشك ان ممكن يكون حصل معاه حاجه،قامت بتردد تخبط على الباب،وبعد اول خبطه الباب اتفتح،والراجل اللي كان شكله عجوز فجأة ملامحه صغرت وليلى اتصدمت؟


انت مين؟وفين عموا اللي كان هنا؟


الراجل قرب منها بخطوات غريبة وكان بيمشي كويس عكس ما شافته اول مره ،بصوت هادى مرعب قال :انا عمو؟

ليلى فتحت عيونها بعدم تصديق:مستحيل طبعا؟


الراجل بصلها بشهوانيه ،انتي قولتيلي انك هنا لوحدك؟


ليلى رجعت لورا بصدمه:انا لازم امشي من هنا،مش محتاجه منك حاجه؟


كانت ماشيه لكنه مسكها جامد من ايديها، ليلى بصراخ:سيب ايدي يا حيوان انت؟


الراجل كان شكله مش طبيعي ،ازاي اتحول من راجل عجوز لشاب في دقايق بس؟


ليلى بصراخ:سيب ايدي بقولك ؟


الراجل كان مبسوط بوجودها،سحبها عليه وهو بيهتف:شكلي هقضي معاكي ليلة النهارده،ولا الف ليله وليله.


ليلى بدات تترعش من الخوف،انا بنت،متأذنيش ارجوك؟

الراجل ضحك بصوت عالي:متخافيش يا حبيبتي،انا زي ابوكي ،مش هعمل معاكي اي حاجه،بس تعالي معايا ندخل الاوضه .


ليلى بتسحب ايديها بكل رعب منه وهو ضاغط جامد عليها،بدات تصرخ وهو بيضحك:المنطقه هنا مهجوره وخاليه من السكان،مافيش غير انا وانتي بس يا قمر.


ليلى ببكاء وىصوت مهزوز:مستحيل،اسمحلك،تعمل فيا حاجه.


صوت ضحكته بتعلى وهيا بتبكي بكل خوف.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


جاسر ورجالته وصلوا عند صاحب الكشك.


خرج جاسر من العربية قرب منه واحد من رجالته يسنده ،لكن جاسر رفض بايديه وقال:خليك يا على.


قال كلامه واتجه لصاحب الكشك وساله بحده:فين البنت اللي كانت في العربيه دي.

قال كلامه وهو بيشاور على العربيه الفارغه.

صاحب الكشك بص على العربيه وضم حاجبه:مش عارف ياباشا ،ماخدتش بالي.


جاسر زاد قلقه وبص لرجالته واتكلم بجديه:دوروا عليها في كل مكان ،هيا اكيد راحت هنا ولا هنا ،دورو كويس ولو حد لقاها يبلغني فورا ومتقربوش منها.


رجالته بموافقه :تمام يا باشا.


رجالته اتحركوا يدوروا على ليلى وهو فضل واقف مكانه بيخمن الطريق اللي ممكن تكون مشيت منه،بس قبل اي خطوه ،قرب من العربيه وشاف الباب وهو مفتوح وكيس الاكل لسا موجود ، لفت نظره البسكويت اللي فتحته ومأكلتوش.


بص على الارض وشاف خطوات لرجليها ماشيه من اتجاه معين،جاسر ركز في الخطوات،وقرر يروح يشوفها بنفسه.


وعند ليلى لسا بتقاوم الراجل الغريب دا وهو مصمم انه يدخلها الاوضه،صوت صراخها بيعلى وهيا بتستنجد باي حد ينقذها،لكن مافيش فايده.


جاسر في نفس اللحظه كان مكمل طريقه لحدما شاف بيت صغير من بعيد،اتاكد انها اكيد راحت هناك.

فضل ماشي وقلبه بينبض بسرعه،اول مره يحس الاحساس دا،خايف عليها،وفي نفس الوقت متضايق من اللي حصل.


الراجل كان زهق من صراخ ليلى،حط ايديه على بقها وهو بيتكلم بغيظ:خلاص بق ،صدعتيني!


ليلى:اممممم،امممممم.


الراجل قرر يشيلها ويدخلها الاوضه،وهو لسا بيقرب دراعه من وسطها علشان يشيلها الباب اتفتح بقوة وظهر جاسر.


ليلى لما شافته اتصدمت ،متوقعتش انه يرجع تاني،لكن حست بالآمان في وجودة،  بدات تنهار أكتر وهيا بتحاول تبعد نفسها من تحت ايد الراجل الغريب دا وتهرب.


جاسر عيونه قادت نار،لما شافه ماسكها بالطريقه دي ،محس بنفسه غير وهو بيبعده عنها بكل قوه ونازل فيه ضرب.


ليلى وقعت على الارض منهاره،حضنت رجليها برعشه وهيا بتبص عليه وشايفاه بينقذها من الراجل دا،وبيدافع عنها'


في اللحظه اللي شافته بيضربه ووشه بدا يطلع دم،افتكرت كلام ندى عنه. لما قالت لها انه بيتحول لوحش لما بيغضب.


جاسر كسر عظام الراجل دا،ومسابوش غير لما فقد وعيه،لف بجسمه وشافهها بتترعش من الخوف.


قرب عليها وساعدها تقوم من غير ما يلمس جسمها ،ليلى مكانتش قادره تتحكم في اعصابها،اول ما وقفت قدامه حضنته بخوف.


جاسر للحظة مشاعرة اتلخبطت ،ليلى في حضنه بتبكي وهو ايديه ثابته ومش قادر يلمسها.


سابها تهدى،وبعد وقت بعدها عنه وهو بيسالها:انتي كويسه.


ليلى عيونها كانت مدمعه وهيا بتكلمه:انت،مشيت وسيبتني هنا لوحدي؟


نظرات عينيها كانت قادره تكسر قلبه اتنين،غصب عنه قرب عليها،مكانش حاسس بنفسه،وضمها لصدره جامد وهو بيعتذر منها:انا اسف!


الكلمه طلعت منه وغيرت حجات كتير،ليلى نفسها مكنتش مصدقه،انه بيتعذر منها'


جاسر بعد عنها وهو بيقول بنبرة هادية لاول مرة:انا خطر عليكي يا ليلى وعلى حياتك،انتي بنت كويسه،وانا خايف عليكي مني؟


ليلى مشاعرها اتلغبطت،جواها احساس غريب متجه ليه،قلبها بيدق بقوه،مكنتش مستوعبه،انها اعجبت بيه للدرجادي وهيا مش منتبهه؟


جاسر بص حواليهم ولما شاف رجالته بيقربوا عليهم،بعد عنها وقال بجديه:امشي قدامي.


ليلى بصت عليه بدهشه وهو مشى خطوه وبص عليها،مشاعرها اتلخبطت وقربت منه بكل توتر ومشيت قدامه.


جاسر كان ماشي وراها وهو بيحميها بجسمة،

وصلوا رجالته ولما شافوهم ،جاسر شاورلهم بايده يرجعوا،وفضل هو متابع خطواتها ،وجواه مشاعر اول مره يحس بيها.

_________________________



#الحلقة_15

#في_أول_طريقي

#الكاتبة_شيماء_صبحي


ليلى كانت قاعدة جنب جاسر في العربية، إيديها مشبوكة في بعض، وعينيها معلقة في الطريق الأول… لكن بعد شوية لقت نفسها بتبص له من غير ما تقصد.


هو قاعد بجوارها، ملامحه مركزة وقاسية كعادته، بس في حاجة مختلفة… كأن التعب اللي مر بيه سايب أثر في نظرته، مخليها أقل حدة.


قلبها دق بسرعة، ليه؟ ليه وجوده جنبي مطمني وأنا المفروض أكرهه؟

فضلت تبصله لحظات طويلة، كأنها بتحاول تلاقي إجابة في ملامحه.


لما حس بنظرتها، لف عينه ناحيتها بسرعة.

هي اتلخبطت وراحت منزلة عينيها في الأرض بسرعة، كأنها اتقفشت.


جاسر في اللحظة دي اتفاجئ من نفسه… لأول مرة، وهو شايفها جنبه، حس بحاجة غريبة: أمان.

مش أمان إنه مطمئن عليها… لا، أمان ليه هو شخصيًا. كأن مجرد وجودها جنبه بيهدي صراعه اللي عمره ما هدي.


بعد عينيه وهو تايه في إحساس جديد عليه. مش فاهمه، مش عارف يفسره، بس متأكد إن ليلى غيرت حاجة جواه من غير ما تاخد بالها.


ليلى فضلت ساكتة، بتحاول تشغل نفسها بالمنظر اللي برة العربية، بس عقلها كان بيرجع لنفس السؤال:

“هو ليه بيخليني أحس بالأمان؟ مش المفروض العكس؟”


فضلت تفكر وهو بيفكر وساد الصمت بينهم،لدرجة إن صوت الموتور بقى هو الوحيد اللي مالي الجو.

ليلى رجعت تبص عليه لكن جاسر قطع الصمت فجأة بصوت منخفض، كأنه بيكلم نفسه:  

انتي ليه بتبصيلي كده؟


اتخضت…قلبها وقع من مكانه.

أنا؟! لا… مفيش.


ضحك ضحكة قصيرة، مش سخرية، لكن استغراب من ردها. رجع يبص قدامه تاني، بس عقله كان مشغول بيها.

أول مرة يحس إنه عايز يفهم مشاعر حد، وأول مرة يلاقي نفسه مش قادر يهرب من إحساس مش مفهوم.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بعد وقت وصلوا لفيلا جاسر في إسكندرية.


رجالته فتحولهم الباب،خرج جاسر وبعده ليلى،فضلت ليلى مكانها مش عارفه تعمل ايه لحدما قرب منها وهمس:وصلنا ،يلا اتحركي قدامي.


بدون اعتراض مشيت قدامه ،ودخلت من الباب وهو وراها.


راضي كان في استقبالهم،واتصدم لما شاف ليلى معاه.قرب من جاسر وسأله :حصل ايه ياباشا،وليه ليلى لسا معاك.


جاسر مسكه من ايديه وبعدوا عن ليلى،شرحله اللي حصل على السريع وراضي اتصدم،دا اتجنن على الاخر ياباشا،هي رجالتنا مخلصوش عليه لي؟


جاسر همس بضيق:الرجاله اللي راحوا مسكهم الحيوان،واعتقلهم عنده !


راضي هز راسه بفهم وقال:طيب ياباشا ،انا شايف ان حضرتك ترتاح الاول،وبعدين نشوف حل مع دياب الكلب دا؟


جاسر هز راسه باستسلام مؤقت:دا اللي هيحصل ياراضي،بس الاول،خد الرجاله وارتاحوا،مش عاوز اكتر من اتنين .


راضي باعتراض:لا ياباشا اتنين قليل،وسيادتك تعبان ومش ضامنين ايه اللي ممكن يحصل.


جاسر اتنهد:اسمع الكلام يا راضي ،معنديش طاقة للكلام.


راضي حرك راسه ووافق:خلاص ياباشا تحت امرك .


جاسر سابه ومشى وقرب من ليلى وقال،تعالي معايا"

ليلى كانت متوتره،بس مشيت وراه وهيا ساكته.

جاسر كان ماشي وهو ماسك نفسه بالعافيه،كأنة لأول مره يحس انه مهزوم.


طلعوا على السلالم ،لحدما وصلوا عند اوضه كبيره،جاسر فتحها ودخل وطلب منها تدخل وراه.


ليلى دخلت الاوضه وهيا بتبص عليها باستغراب:اي دي؟


جاسر بص عليها بارهاق واضح :دي الاوضه اللي هتقعدي فيها؟

ليلى ردت بسرعه:لحد امتى؟


جاسر اتنهد وهو بيحط إيده على الباب:

 لحد ما أشوف… الدنيا هتمشي إزاي.


 

بصت حواليها في الأوضة، كانت واسعة بس فاضية من الروح، لونها بارد زي ما يكون مكان مش معمول عشان حد يعيش فيه… بس عشان يبقى سجن شيك.


سكتت ثواني وقالت بتحدي ضعيف:

 وإنت… هتسيبني هنا لوحدي؟


وقف لحظة كأنه بيفكر في إجابة، وبعدين قال بهدوء غريب:

 ايوا… بس أوعى تفتكري إني بسيبك عشان إنتي عايزة الحرية… أنا بس محتاج أرتاح شوية، مش أكتر.”


كلماته دي زودت حيرتها. هو بيتحكم فيها ولا بيتعلق بيها؟ مش قادرة تفهم.


قبل ما يخرج، لف ناحيتها بعينين تعبانة وقال:

 ليلى… متعمليش اي حركة غبيه وتفكري تهربي تاني. المرة دي مش هسامح.


سابها وخرج، والباب اتقفل وراه بهدوء.

ليلى فضلت واقفة مكانها، قلبها رجع يدق بنفس السرعة اللي بدأ بيها وهي في العربية. 


قعدت على طرف السرير، ضامة إيديها على بعض وقالت بصوت واطي كأنها بتكلم نفسها:

 هو إيه اللي حصللي؟ معقول صعب عليا؟ ولا أنا بخدع نفسي؟”


رفعت عينيها تبص في السقف،بتحاول تقنع نفسها إنه عدوها، بس صورته وهو تعبان في العربية، وهو بيبص لها بعين مش قاسية زي كل مرة… كانت أقوى من أي مبرر.


في اللحظة دي، ورا باب تاني في الفيلا…


جاسر دخل أوضه تانيه وهو ماشي بخطوات تقيلة. لأول مرة حاسس إنه مش ماسك زمام نفسه، وليلى بقت موجودة جواه بشكل غريب مش فاهمه.

رمى نفسه على الكرسي، مسك راسه بين إيديه وتمتم بغضب مكتوم:

 أنا بعمل إيه…؟ ليه وجودها بيهديني وأنا المفروض أخاف أضعف؟


مكانش في اجابه واضحه،وعقله وقف عند نقطة واحدة ومش قادر يفكر،جاسر قرر يستريح علشان يقدر يواجه المشاكل اللي حواليه،وبالفعل قام غير هدومه كلها،ولبس بنطلون مريح،وكان عاري الصدر،عضلات جسمة بارزة ،ومكان الجرح فيه دم لكن بسيط.


وقف قدام المرايه وهو بيبص على الجرح وهو متضايق،حسابك كبر اوي يا دياب،اوعدك اني هخليك تتمنى الموت تحت ايدي.


قال كلامه ورجع عند السرير،رمى جسمة بتعب،ولأول مرة ينام من غير ما يفكر في الماضي،عيونه قفلت بسرعه كأنها محتاجه ترتاح من سنين،ملامحه بقت هادية،وجسمة ارتخى بهدوء،لكن قلبه،فضل يدق وبيفكر ليه حاسس بالامان لأول مرة.

_______________________________

(في الأسفل)

راضي جمع كل الرجالة وطلب منهم ياخدوا اجازه يومين،وهو اتحرك وركب عربيته واتجه بيها للفندق اللي متعود يقضي فيه وقت الراحة.


وفي غرفه ندى،كانت نايمة على السرير،وعيونها سرحانه وملامحها حزينه ،وكأنها بتفتكر الحادثة اللي حصلتلها مع الشاب اللي ضحك عليها ووصلها للحالة دي.


 ومع نضرات ندى للسقف بنرجع بالزمن معاها،وبنشوف كل التفاصيل اللي مستخبيه ورا دموعها اللي بتنزل.


"من ٨ شهور"


 في فيلا داخل حي راقي،كانت موجودة ندى ومعاها بنت من الي شغالين في الفيلا،بتساعدها تلبس هدومها علشان هتخرج مع صحابها،ودا الكلام اللي قالته ندى ليها،لكن في الحقيقه هيا خارجه مع الشاب اللي مرتبطة بيه من ورا جاسر.


ندى بحماس:عاوزه اكون جميلة النهاردة،الخروجه دي مش عوزاها تكون عاديه ابدا.


المساعدة ابتسمت:والله يا انسة ندى أنا أشك ان الخروجه دي مع صاحبك،معقول كل الشياكة دي علشان هتقابلي اصحابك البنات.


ندى خجلت من كلامها،لكن خايفه ان حد يعرف وتتكشف،فكذبت عليها:تقصدي ايه ،اني رايحه مع شاب؟


المساعدة اتخضت وتراجعت :استغفر الله يا انسة ندى انا مقلتش كدة.


ندى ضحكت وهيا بتتحرك خطوتين قدام المراية:متقلقيش اول ما اقرر ارتبط انتي اول واحده هقولها،بس اهم حاجه متقوليش لجاسر اني خرجت خالص.


المساعدة هزت راسها وابتسمت،وندى نزلت بكل طاقة،متحمسه انها تقابل حبيبها،وتقضي معاه وقت لطيف.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


لما خرجت من الفيلا علشان تركب العربسة،قابلها جاسر اللي كان مخلص شغل وراجع يرتاح،سالها باستغراب وصوت جاد:على فين؟


ندى اتوترت وخافت منه:لا مافيش انا كنت بفكر اخرج بس خلاص رجعت في كلامي.


جاسر لاحظ توترها وهز راسه:يعني،افهم من كلامك انك داخله جوه تاني.

ندى هزت راسها وهو سابها ومشي وهيا دخلت وراه بسرعه.


المساعده اتصدمت لما شافتها،ندى بصت عليها وشاورتلها متتكلمش،وجاسر طلع على فوق من غير اي كلمة،وهيا قربت من المساعده وقالت:هعمل ايه يا قمر دلوقت،شافني وانا خارجه.


المساعده بصت ليها بشك:فيها ايه يا انسه ندى هو انتي بتعملي حاجة غلط،انتي خارجه  عادي مع صحابك البنات؟


ندى بصت لها وسكتت،وبعد تفكير قالت:عندك حق ايه اللي هيخوفني،بصي انا هطلع،بس شوفيلي بقى طريقه اخرج بيها من غير ماحد يشوفني،علشان رجالته لو شافوني خارجه هيبلغوه على طول وانتي عارفاه لو عرف اني خرجت من غير اذنه هيعمل فيا ايه .


المساعده بصت عليها شويه بتفكير وبعدين قالت:عندى فكره،انا هطلع ابعت رجالته يجيبوا لينا طلبات واحاول اشغل الباقي على ما تخرجي انتي بس حاولي ماتعمليش صوت .


ندى بتوتر:تفتكري محدش هايشوفني؟

المساعده ابتسمت بثقه:متقلقيش،وسيبي الموضوع دا عليا.


قمر قالت كلامها وخرجت ،اتكلمت مع اتنين من رجالة جاسر اللي في الجنينه وطلبت منهم يشتروا طلبات،وبعدين قربت من الرجاله اللي على البوابه وطلبت منهم يساعدوها تشيل ادوات من ورا الفيلا.


وفي الوقت دا مبقاش في حد منهم موجود،ووقتها استغلت ندى الفرصه واخدت عربية من عربيات جاسر القديمة وخرجت بيها من الفيلا بكل هدوء.

_________________________

 

(في الخارج)

ندى بعدت عن الفيلا بمسافه ووقفت بالعربيه،كانت بتبص وراها وعيونها بتقول انها مستينه حد.


وبعد دقايق ظهر شاب من رجالة جاسر ،كان خرج وراها من الفيلا على طول.


كان مبتسم وهو بيقرب منها  ولما شافها اتكلم بحب:وحشتيني جدا،انا كنت حاطت ايدي على قلبي لما شوفت جاسر بيه بيوقفك.


ندى ابتسمت :ايوا متعرفش انا قلبي اترعب ازاي،بس الحمدلله ان المره دي محدش كشفنا،قولي بقى ناوي تخرجني فين.


الشاب ابتسم،وندى نزلت من العربيه وهو ركب مكانها في كرسي القياده،وهي ركبت للكرسي المجاور ليه.


الشاب بص عليها بنظرات صامته وغريبه،لكن ملامحه اتبدلت لابتسامة لما ندى بصت عليه.


ندى عيونها كانت مبتسمة وهي بتبص عليه،كانها بتحاول تحس بالامان وهيا معاه.  


الشاب كانت نظراته فيها حاجه مش مريحه ..كانه بيفكر ازاي هيستغلها المرة دي،وانه داخل العلاقة دي علشان يتسلى بيها وبس.


لما شافها بتبص له ابتسم وقال:المرة دي هنروح مكان جديد،مختلف عن المرة اللي فاتت،اهم حاجة،انتي واثقه فيا.


ندى بحب وحماس:أكيد يا حبيبي،انا لو مش واثقه فيك تفتكر هضحي بكل دا ليه؟


الشاب ابتسم واتحرك بالعربيه ،وفضل طول الطريق ماسك ايديها وبيغازل فيها،لحدما وصلوا عند عماره شكلها غريب.


ندى بتساؤل:إيه المكان دا؟

الشاب قبل ايديها وابتسم،دا المكان اللي هنبدأ فيه قصه حبنا الحقيقية.


ندى استغربت لكنها ابتسمت من تصرفاته معاها.


الشاب نزل وفتح ليها الباب،وقبل ايديها تاني وهمس:عاوزك تثقي فيا،والمرة دي خليني اعمل حاجه علشان افرحك واخليكي مبسوطة.


ندى زاد حماسها وابتسمت والشاب مسك ايدها كويس ودخلوا من باب العماره،ركبوا الاسانسير ووصلوا لدور معين وخرجوا،وقفوا قدام شقة مرقمة ومكتوب عليها 22 .


ندى بصت له وهيا مش فاهمه،الشاب خرج مفتاح من جيبة وفتح باب الشقه وندى اتصدمت.


شافت ورد في كل مكان وبلالين،وصوره كبيره ليها مكتوب عليها انا بحبك.


ندى بصت له وبصدمه قالت :انت بتهزر.

الشاب ابتسم:ايه عجبتك.


ندى حماسها وفرحتها خلاها تحضنة جامد ومتحسش بنفسها:دي تجنن يا ياسر.


الشاب بص عليها وابتسم،مسك ايديها ودخلوا لجوا،وقفل عليهم الباب،سابها واقفه بتتفرج على المفجاة ودخل يجهزلهم عصير.


وبعد دقايق خرج،شايل صينيه في ايديه عليها كاسين عصير قدم ليها كاس وقال وعيونه بتلف يمين وشمال كأنه بيخبي توتره:انا قولت اعمل حاجه بسيطة تفرحك وتكون مختلفة.


ندى بحب:ياسر انت فاجأتي،انا متوقعتش ابدا انك تعملي مفجأة حلوة زي دي.


الشاب مسك ايديها ولامسها بطريقه غريبه  وابتسم:ولسا يا حبيبتي دانا هفجأك،اشربي العصير.


ندى ابتسمت واخدت من ايديه العصير وشربت شويه،بصت عليه وقالت بتساؤل،طيب هو احنا هنفضل هنا كتير،اقصد يعني هنفضل في الشقه دي والباب مقفول علينا كده؟


الشاب ضحك:انتي خايفه مني ولا ايه؟

ندى اتوترت من ضحكته،لكن تماسكه وقالت بخفة:لا خالص،انا بثق فيك جدا،بس خايفه اوي من موضوع اننا نكون لوحدنا في شقة.


الشاب قرب منها ولمس كتفها بطريقه مثيره وهمس في ودنها:متقلقيش ،انا مستحيل اعمل حاجة تضايقك،ندى هزت راسها وجسمها بيرتعش من قربه منها،الشاب فضل مصمم انها تشرب العصير،لحدما خلصته.


ندى قامت ،وبصت حواليها:انا عاوزه اشوف الشقه دي؟هي دي الشقه اللي كلمتني عليها؟


الشاب مسك ايديها وهو بيضحك:ايوا يا حبيبتي ،دي الشقه اللي هنتجوز فيها، تعالى معايا افرجك عليها.


ندى ابتسمت ومشيت معاه وهيا حاسة بخوف لكن بتحاول تطمن نفسها وانه أكيد مش هيأذيها.


الشاب كان بيبص عليها وخايف من اللي هيحصل،لكن جواه احساس مثير انه يجرب معاها حاجة مختلفه.


في نص الطريق الرؤية بدات تختفي وندى حست ان جسمها بيتقل ودماغها مشوشة ،وعيونها بتقفل بالراحة،اتكلمت باستغراب:ايه دا يا ياسر،انا فيا حاجة غلط،مش قادره اتمالك اعصابي.


جاسر ابتسم وهو ماسك ايديها وساندها:لا ماتقلقيش خالص يا روح قلبي،دا بس من المخدر اللي كان في العصير!


ندى اتصدمت وبعدت ايده بخضه:ايه؟مخدر؟


الشاب ملامحة اتبدلت وقرب منها والمرة دي لمس جسمها بجرئه :ماتخافيش،كل الحكاية اننا هنصورك كام صور بكام وضعية وخلاص.


اتخضت من كلامه وجسمها اتشنج:ايه اللي بتقوله دا،انت أكيد بتهزر صح؟رد عليا وقول ان دا هزار؟"


ياسر بص عليها بخوف واضح لكنه زعق فيها:لا،مش بهزر، انا لو معملتش كده،هيقتلوني؟


ندى ردت وهيا دايخة:مين دول اللي هيقتلوك.


ياسر رد بزعل:ناس معندهاش ضمير يا ندى،قلوبهم قاسية ومبيرحموش حد،هيقتلوني لو معملتش اللي هما عاوزينه.


ندى دموعها نزلت بقهر:وانا ذنبي ايه؟انا حبيتك ووثقت فيك،متوقعتش انك تعمل فيا كدة.


ياسر رد بقهر:ذنبك انك اخت جاسر العاشيري ياندى،،هو وامثاله خطر علينا،واحدة في طيبتك،ماينفعش تكون اخت راجل زي دا،إنتي عارفة لو كنتي غريبة عنه،كنتي هتبقى في امان.


ندى مسكت ايديه بتعب واتكلمت برجاء:علشان خاطري يا ياسر،أرجوك متأذنيش.


ياسر بزعل:غصب عني،انا اسف.

قال كلامه وشالها بين ايديه،وهيا مصدومه مش فاهمه هيعمل ايه.


دخلها اوضه من اللي موجودين واللي شافته جابلها صدمة قوية.


مجموعة شباب قاعدين وبيشربوا سجاير،اول ماشافوا ياسر شايل ندى،قاموا واخدوها من ايديه كانها عروسة لعبه مش مجرد انسانة،حطوها على السرير وبصوا ليه وابتسموا.


ندى بصت عليه وهيا حاسه بروحها بتهرب منها،شافته واقف مكانه ساكت وبيولع سيجاره،صرخت باسمه بتستغيث،لكنه متهزش.


شاب قرب منها وهو بيضحك بخبث: متخافيش  احنا مش هنعمل حاجه،،احنا هنعمل حاجات. 


ندى حست إن روحها بتخرج من جسمها، قلبها كان بيخبط في صدرها بشكل يخليها مش سامعة غير دقات الرعب. 


اللحظة دي فهمت إنها وقعت في فخ مش هتعرف تخرج منه بسهولة.


الأوضة اتقفلت عليهم وياسر كان واقف بيصورهم وهما حواليها، وضحكاتهم الخبيثة بتتردد في ودانها كأنها النهاية.

 

آخر حاجة شافتها قبل ما دموعها تغرق عينيها كانت ابتسامة ياسر الباردة، والباب اللي اتقفل عليهم.. بعدها كل حاجة بقت سودة وفقدت وعيها.

 

_________________________




#الفصل_16

#في_أول_طريقي

#الكاتبة_شيماء_صبحي


 الساعه دقت 2 بالليل وندى لسا مرجعتش،راضي الوحيد اللي كان واخد باله ان في عربية مش موجودة ،خرج موبايله واتصل على جاسر علشان يبلغه،لكن جاسر كان مشغول مع المافيا الروسية،وكان بينهم نقاش قوي ومهم.


راضي اتصل عليه تاني لحدما جاسر قفل المكالمه ورد عليه:خير يا راضي.


راضي اتنهد قبل ما يتكلم وقال:في حاجه مهمة لازم ابلغ سيادتك بيها.


جاسر بهدوء:خير؟

راضي باستغراب:في عربية من اللي في الجنينة ناقصه،حضرتك كلفت حد بمهمة؟


جاسر رد :لا؟


راضي استغرب كلامه وفضل يبص على العربيات لحدما سمع صوت جاسر:اقفل دلوقت يا راضي ،هتأكد من حاجه واكلمك تاني.


راضي قفل المكالمة وجاسر خرج من غرفته واتجه لغرفه ندى،اول ما فتح الباب لقى الاوضه فاضيه،بدا يشك فيها وانها اللي خرجت من وراه،اتصل عليها لكن موبايلها غير متاح،نزل بسرعه وهو بيخبط على غرفه الخدم.


قامت بنت منهم وهيا مخضوضه وفتحت الباب.

جاسر بجديه: ندى فين؟


البنت استغربت وهزت راسها:ندى هانم،مش عارفه يا بيه اكيد في اوضتها.


جاسر اتعصب عليها:

مش في اوضتها،هي لو في اوضتها هاجي اسالك ليه؟


البنت اتوترت من شكله واعتذرت:

مش قصدي يا بيه،بس انا مش عارفه هي فين.


جاسر اتنهد بضيق وطلب منها تدخل وتقفل الباب..وبعدها فتح الابلكيشن السري اللي حاطه على موبايلها علشان يراقبها من عليه .


اول ما ظهر مكان الشريحه بتاعها،شك على طول ان فيه حاجه غلط.


اتحرك بسرعه وهو بيقرب من مكان راضي وبيتكلم بجديه:تعالى معايا؟


راضي بتساؤل:خير ياباشا حصل حاجة؟

جاسر ما ردش ،واكتفى انه يمشي هو الاول علشان يخليه يمشي وراه.


جاسر ركب عربيته وهو متضايق بشكل باين، إيده بتخبط على الدركسيون بعصبية، وراضي فتح الباب بسرعة وقعد جنبه.

راضي بحذر: باشا… هو في إيه؟


جاسر بعيونه المركزة على الطريق: اللي خرجت بالعربية دي تبقى ندى،والموبايل بتاعها مقفول… 


أنا كنت مركب برنامج يحدد مكانها علشان لو حصل حاجة، وبيظهرلي دلوقت إنها في منطقة مش من الطبيعي تكون فيها.


راضي اتفاجئ: منطقة إيه؟

جاسر ضغط على البنزين وقال بصرامة: قريبه من مخازن عادل الشربيني اللي اتحرقت السنة اللي فاتت قبل ما يتقتل…


سكتوا الاتنين لحظة، وراضي بدأ يحس إن فيه مصيبة كبيرة حصلت، بس معرفش يتكلم.


جاسر بعصبية: أنا قولت مفيش حد يخرج من الفيلا غير بإذني… إزاي دي خرجت؟


راضي بارتباك:

 انا ما شفتهاش خرجت، يمكن من ورا الخدم.


جاسر ما ردش، بس كان واضح إن غضبه بيزيد، ودماغه شغالة بسرعة.


بعد وقت من القيادة وصلوا عند مكان قريب من النقطة اللي ظاهر فيها التتبع، وقف العربية على جنب ونزل.


فتح الخريطة من تاني، وبدأ يتحرك برجله وسط الشوارع الجانبية الضلمة، وراضي ماشي وراه بقلق.

جاسر فجأة وقف: استنى…

راضي: في إيه؟

جاسر بانفعال مكتوم: النقطة ثابتة… يعني الموبايل بتاعها مش بيتحرك،رفع راسه وهو بيبص على العماره وبيشاور عليها: شكلها هنا.


راضي كان مصدوم من وجود ندى في مكان زي دا،وجاسر فضل يدور بعيونه على العربيات اللي موجوده،لحدما شاف عربيتها،اتأكد فعلا انها فوق،فأمر راضي يتحرك معاه بسرعه ودخلوا مع بعض .


راضي بص علي يافطه متعلقه عند الاسانسير مكتوب عليها ان البرج دا 20 طابق وعدد الشقق 120.


راضي اتكلم بهدوء بعدما قرا المكتوب:العمارة دي فيها 120 شقه ياباشا ،هنعرف ازاي هي فين؟


جاسر اتضايق وكور ايديه بعصبية،الابلكيشن هنا محدد المسافة،هيا تقريبا في الدور الرابع.

راضي فتح الاسانسير وجاسر دخل وهو وراه ،ضغط على ذر الدور الرابع واتحركوا.


في الدور الرابع كان موجود 6 شقق ،اول شقة مرقمة برقم19 وواضح انها شقة سكنية عاديه،والشقة اللي بعدها كانت نفس النظام،فضلوا ماشين وهما بيبصوا على الشقق لحدما وقفوا قدام شقة22 كانت خاليه تماما من اي علامة بتدل ان في حد ساكن فيها.


راضي قرب من الباب علشان يسمع لو في صوت،قبل ما يفتحوا الباب.


بص لجاسر وهو بيقول بهدوء:مافيش اي صوت خارج منها،افتحها؟"


جاسر هز راسه بالاجابة، وراضي خرج من جيبة أله حديدية صغيره فتح بيها الباب بكل سهوله.


جاسر دخل الاول واتصدم من اللي شافه،البلالين وصورة ندى المتعلقه ومكتوب عليها انا بحبك ،راضي اول ما شاف المنظر دا اتصدم ومكنش مصدق واتكلم على طول بتراجع:انا هستناك بره ياباشا.


جاسر بص له وهو لسا مصدوم وهز راسه،وفضل جاسر مكمل مشي في الشقه لحدما وصل قدام اوضة مقفوله،مسك اوكرة الباب وهو حاسس انه في كارثه وراه ،،اخد ثواني يهدي نفسه وبعدها فتح الباب بهدوء، وعينيه وقعت على منظر عمره ما توقع يشوفه.


ندى كانت مرمية على السرير، ملامحها باهتة، جسمها مرهق، وهدومها مش في حالتها الطبيعية.


إزاز مكسور حواليها وريحة خمرة وسجاير مالية الأوضة، والكارثة الأكبر… الورقة اللي موجودة 

جمبها ،قرب منها ومسكها بقسوه وقرا محتواها:

 كان نفسي اقتلها علشان اكسرك بس الفضيحه اقوى من القتل،كده نكون خالصين يا جاسر باشا.


جاسر لاول مرة يحس انه اتهزم، الدم اتحجر في عروقه، وقلبه دق بعنف.

قرب منها بخطوات تقيلة، حط إيده على رقبتها يتأكد إنها لسه عايشة… ولقاها بتتنفس بصعوبة.

غطاها بالملاية بسرعه ، بس عينه مازالت متعلقة بيها، ولسانه بينطق بغضب مكتوم:

ازاي؟ ازاي ده حصل؟”


في اللحظة دي، حس إن الدنيا كلها بتضيق حواليه، مفيش صوت غير دقات قلبه، ومفيش صورة قدام عينيه غير وش ندى.


خرج تيلفونه واتصل على راضي،وبصوت كله قسوة قال:راضي،خد العربيه اللي تحت وارجع انت الفيلا.


راضي حس بقلبه بيتقبض، كأن في حاجة بتنخس جواه. للحظة سكت من غير ما يرد، عينيه راحت ناحية باب الشقة اللي فيها ندى، لكن قبل ما جاسر يعيد كلامه رد بصوت ثابت:

 حاضر يا باشا.


قفل السكة ونزل على السلم بخطوات سريعة،عقله نسى ان في اسانسير ممكن يركب فيه وهيكون اسرع، لكن اللي خلاه يتصرف كده ، صدمته من ان يكون ندى حصل معاها حاجه وحد اذاها..


قلبه كان بيخبط، مش عارف دي غيرة ولا خوف… من زمان وهو شايف في ندى حاجة مختلفة، بس عمره ما فكر يتعدى حدوده معاها. لكن دلوقتي، أول مرة يحس إنه بيتمنى يقدر يحميها…حتى لو من بعيد ..


بعدما خرج من البرج ركب العربيه بتاع ندى لانه معاه نسخه من المفتاح،وفي أقل من دقيقة كان خرج من المنطقه كلها.


وعند جاسر شد نفسه بعزم، وقرب منها وهو بيشيلها، كان نفسه يرميها ويسيبها جزاء اللي عملته، لكن قلبه خان عقله… أول ما لمس ضعفها حس إنه لازم يحميها حتى من نفسه وبرغم كل الغضب اللي حاسس بيه،همس ليها وهو بيقول بهزة وراها غضب مكتوم:

هأجل غضبي لحدما تفوقي .


قال كلامه وخرج بيها من الشقه ،ونزلوا في الاسانسير وخرجوا من العمارة.


ركبها العربية بتاعها، وركب بعدها وداس بنزين بكل قوة، كان سايق لمكان بعيد… بعيد عن عيون أعدائه، وبعيد كمان عن عيون رجالته اللي ماينفعش يشوفوا ضعفه .


كان صوت غليان قلبه عالي،وهو بيبص عليها من خلال المرايه وبيتوعد ليها بالعقاب هيا واللي كان السبب في اللي حصلها.


واما بالنسبة لندى فكانت جسد بلا روح.

كانت حاسة وسامعه كل كلمه قالها جاسر،بس مش قادرة تفتح عينيها وتواجهه،مش عارفه هتقوله ايه ولا هتبص في عينيه تاني ازاي،لكن برضوا هيا متأكدة انه مش هيعدي اللي حصل دا بسهوله،وهدوءة دا وراه بركان بيغلي.


_______________________________


بعد وقت وصلوا قدام شقه في مكان بعيد،خرجها جاسر من العربيه وشالها دخلها جوا البيت،وبعدما حطها على السرير بدا يفوقها بطريقته،وبعد دقايق بس ،ندى فاقت، واول ما شافته قدامها دموعها نزلت بغذاره،كأنها بتعتذر منه عن اللي حصل.


جاسر كان واقف قدامها عيونه حمراء من شدة الغضب،قعد قدامها وملامحه حادة،سألها سؤال هز جسمها من الرعب:

ايه اللي حصل؟


ندى كانت بتاخد نفسها بصعوبه،مكانتش تتمنى ان يحصل فيها كده ولا تشوف نظرته دي ليها دلوقت.


همست بصوت متقطع بسبب بكائها:

مش قادره اتكلم دلوقت.


جاسر سابها وقام،قرب من المطبخ وجاب منه مايه وخرج،قرب منها وهو لسا ساكت،ودا اكتر حاجه رعبت ندى.


قرب منها المايه وسابها تاني وخرج،ندى مسكت الازازه برعشه وبعدها بصت على حالتها،..كانت حاسة كأن في حاجة تقيلة ماسكة قلبها… كل ما تفتكر جزء صغير من اللي حصل، عقلها يرفض يكمل الصورة. كانت عاوزة تنسى، بس جسمها كان فاكر كل حاجة.


قلبها وقع فجأة… إحساس بالقرف من نفسها لف على جسمها، وكأن جلدها مش بتاعها. حاولت تمد إيدها تهدي رعشتها بس الإيد كانت بتبعد عنها كأنها بتخاف تلمسها.


الازازه وقعت من ايديها وبدات تصرخ وهي مش قادره تصدق.


جاسر رجع ليها تاني ولما شاف حالتها طلب منها تسكت وتهدى:اهدى وبلاش صوت عالي…انا مش هقرب منك ولا هكلمك،لحدما تبقى كويسه.


ارتاحت شويه من كلامه،لكن برضوا نظراته ليها خلتها تخاف اكتر،بعد عنها وخرج وهبد وراه الباب وهي حاولت تقوم بصعوبه لحدما دخلت اوضه من اللي موجودين ….ووقتها سابت الملايه تنزل من على جسمها،وبدات تبص على نفسها …

شافت بنت تانية في المراية… ملامحها مألوفة بس مش هي. بنت اتكسرت، بس جوّا عينها نقطة غضب صغيرة… نقطة وجع كانت بتقول إنها مش هتنسى.


اليوم ده،مر عليهم ببطء شديد كأنه قاصد يعاقبهم هما الاتنين،ندى جسمها كان متكسر وجاسر كان غضبة بيزيد كل دقيقه ومش قادر يسيطر عليه.


ندى حاولت تهدى علشان تدافع عن نفسها،خصوصا ان جاسر مش قريب منها كفاية انه يسمعها،او يديلها فرصه زي دي .


 النهار بدا يطلع،ولسا زي ما هما،ندى حاولت تستجمع قوتها وقامت تلبس هدوم من اللي موجوده ،علشان تقدر تواجهه.


وفي نفس الوقت جاسر كان واقف بره عاوز يدخل ويهد الدنيا عليها،لكن بيحاول يسيطر على غضبة.


ندى بعد وقت خرجت،وكانت ماشيه بهدوء،شافته لسا واقف ومكور ايديه،قربت منه لكن وقفت لحظة..رجليها كانت بتتراجع لكن احساس جواها شجعها تتكلم..


قالت بضعف:جاسر،قبل ما تعمل اي حاجه اسمعني الاول.


جاسر اول ما سمع صوتها لف بجسمه ومقدرش يسيطر على اعصابه،بصوت عالي وهمجيه قرب منها وقال

:ايه اللي انا شوفته دا،بتعملي ايه في شقة زي دي ،وليه جسمك كان عري/ان وايه الكدمات دي؟

لسانها نشف… وهي مش عارفة تحكي لأنها أول مرة في حياتها تبقى محتاجة حد يصدقها.


قرب منها وهي بدات تفوق من سرحانها..بصت في عيونه وشافت الرعب الحقيقي..قلبها اتهز.. رجعت لورا برعب لدرجه انها وقعت وبدات تنهار قدامه: أنا… اتضحك عليا. والله العظيم ما كنت عارفة. صدقت كلامه… وطلع كداب.


جاسر سكت لحظة وهو بيسمعها :مين دا؟

ندى خافت تتكلم فصرخ في وشها:انطقييي بدل ما افقد اعصابي عليكي؟

 

ندى برعشه قويه قالت:هو مالوش ذنب،كان متهدد و.

جاسر كسر ازاز الباب اللي وراها من الغضب،ندى حست في اللحظة دي انه هيقتلها بجد.


قالت برعب:يا..ياسر.


جاسر رد:في مليون زفت،هو مين بالظبط وعرفتيه فين؟


ردت بصوت مهزوز:ياسر محمود،اللي شغال معاك! 


عينه اتسعت فجأة، كأن رصاصة جت في قلبه ،

قرب منها وسألها بصوت هادي لكنه مرعب :

عمل فيكي ايه؟


ندى جسمها بدا يترعش ويتهز بقوه،حكتله اللي حصل بصعوبه،،جاسر اتصدم من كلامها ونار قلبه بتزيد اشتعال::وانتي ازاي تروحي معاه،شقه زي دي من الاول.


ندى زحفت على الارض بترجع بخوف وهيا بتهتف:

مكنتش اعرف ،ان كل دا هيحصل.


جاسر من جواه كان بيتقطع:

إزاي؟ إزاي حد من رجالته ،اللي يعتبر مربيهم ،يقرب من اخته ويعمل كده فيها! 


الخيانة دي وجعته أكتر من منظر ندى نفسها

 ،قرب منها مسك دراعها وهيا صرخت من الوجع وكملت كلامها بخوف :هو قالي انه بيحبني وهيطلب ايدي منك والله وانا صدقته،بس هو طلع بيضحك عليا علشان ينتقم منك .


جاسر بيجز على سنانه والنار بتغلي في قلبه:

لييييه ؟لييه يا ندى تعملي فيا كدة؟


ندى سكتت من الالم،بتبص عليه وخلاص روحها بتنسحب من جسمها، بعدما سمع كل كلامها حس الدم بيولع في عروقه، عينه بقت سودة من كتر الغضب، صوته كان بيتهدج وهو بيحاول يمسك نفسه… فجأة ساب دراعها بقوة لدرجة إنها وقعت، وخرج يضرب الباب وراه كأنه بيهرب من نفسه قبل ما يخلص عليها.


____________________________


في الخارح جاسر اتصل براضي،طلب منه يدور على ياسر ويجيبه من تحت طقاطيق الارض،على البيت اللي هو فيه،وقبل ما ينهي المكالمة قال:انا مش عاوز مخلوق يعرف باللي حصل،انت بس اللي هتتصرف،الكلب دا آذاها هو وثلاثة معاه تخليه يعترف عليهم وتجيبهم كلهم عندي ومعاك الاسلحة بتاعي .


راضي اول ما سمع كلامه عينيه اتحولت بغضب ،، وحس قلبه هينفجر،رد بالتاأكيد:متقلقش خالص ياباشا ،تحت أمرك.


جاسر قفل المكالمه وركب عربيته وكان فيها الورقه اللي لقاها جمب ندى،قراها تاني وقدر يعرف مين اللي عمل كده من خلال طريقة الكلام والخط.


اللي عمل كده كان ابن عادل الشربيني اللي جاسر قتله من سنة،جاسر اخد قراره من غير تفكير،وخرج رقم سمير اللي بيكلفه دايما بالمهام الخاصة،وقال:

ايوا يا سمير،قدامك ١٢ساعه بس وتكون مخلص على هيثم ابن عادل الشربيني هو واللي معاه،ومش عاوز تعامل برصاص فاهمني؟


سمير رد بالموافقه:

حاضر ياباشا متقلقش،السكاكين جاهزة معانا.

جاسر قفل المكالمة بضيق وفضل قاعد مكانه مش على بعضه،بيبص على الباب وهو ندمان انه قبل انها تعيش معاه من البدايه.


___________________________

في نص اليوم


وصل راضي وهو معاه عربيه ضخمه فيها ياسر مكتكتف ومعاه الشباب اللي كانو معاه.


جاسر اول ما شافهم نزل من العربيه وقرب من راضي وقال بقسوة:

تفتكر يا راضي انت لو مكاني ،وحد أذى اختك ،هتعمل فيه ايه.


راضي كان غضبان وعروقه ظاهره لاول مرة بوضوح،رد عليه:هدب/حهم واقطعهم حتت وارميهم للكلاب ياباشا.


جاسر هز راسه وقال: 

طيب دخلهم جوا،وانا هجهزها علشان تشوف اللي هيحصل فيهم.


راضي هز راسه واتحرك للعربيه وجاسر دخل وهو بيقرب منها وبيقول:قومي علشان عاملك مفجأة هتعجبك.


ندى اترعبت منه ،قامت معاه بالعافيه وهو قعدها على الكرسي وبعدها راضي دخل وهو مكتف ياسر وبيقربه من جاسر.


ندى اتسعت عينيها بزهول لما شافته،قلبها اتملى غضب،مش مصدقه انه يعمل فيها كده، لكن في نفس الوقت،قلبها اتقبض، وجوده بالشكل دا معناه ان جاسر ناوي يخلص عليه،،بصت عليهم بصدمه وبلعت ريقها،،وجاسر ضربه في رجليه بقسوه وقعه على الارض ركع قدام رجليها،بيبصلها برهبه ،خايف من جاسر واللي هيعمله فيه.


____________________________


راضي شاف نظرتهم لبعض وزاد الغضب في قلبه،

وجاسر بص عليها وقال:انتي عيشتي معايا سنين كتير….طول الوقت كنت بحافظ عليكي وعلى صورتي قدامك،ومش عاوزك ابدا تخافي او تتوتري من طبيعة شغلي ،وفي نفس الوقت،بحميكي وبخاف عليكي من الشعرة،لكن للاسف انتي متستاهليش اي حاجه انا عملتها معاكي،نزلتي بمستواكي لتحت وخليتي عيل كلب زي دا يقدر يضحك عليكي ويأذيكي.


ندى كانت بتبص على ياسر بخوف ،بتحرك عينيها ليه بلوم وكانها بتشرحله انها حظرته من انتقام جاسر قبل ما يعمل فيها حاجه.


راضي دخل باقي الشباب وقفل الباب عليهم،بص عليها بزعل وبعدها حول نظراته لياسر وزاد في قلبه الغضب من اللي عمله.


جاسر بص على راضي وطلب منه يخرج اللي اتفقوا عليه.


ندى بصت على راضي وعيونهم اتقابلت لحظة،اول ما شافته بيسلم جاسر السك..ينه الضخمة ،قلبها اتهز وصرخت برفض:

لا لا يا جاسر اوعى تعمل فيه كده.


جاسر ماسمعش كلامها وقرب من ياسر وهو في عز غضبه وحط السكينه على رقبته.


ياسر قلبه اتحجر مكانه من الرعب،بيبص عليه برعشه وبيبص على ندى برجاء انها تنقذه.


ندى صرخت بكل قوتها:ارجوووك لااا يا جاسر،ما تعملش كده.


ياسر عيط من قهرته واتكلم برجاء:انا اسف يا باشا،انا غلطت،والله ما كان غرضي اذيها بس هيثم باشا ضغط عليا وهددني انه...


جاسر قلبه اتحجر وفي ثانيه كان سحب السكينه على رقبة ياسر بسرعه ،وياسر وقع قدامها ميت قبل ما يكمل كلامه ،والد.م اللي خرج منه غرق المكان في ثواني .

ندى كانت شايفة الدنيا بتميل… صوتها اتحشر في حلقها، وحست كأن روحها بتجري تهرب منها قبل ما عقلها يستوعب اللي حصل.


الشباب اللي كانو معاه ،اول ماشافوا اللي حصل صرخوا بصوت عالي بانهيار،وبداوا يشرحولهم انهم ملهمش ذنب وان ياسر اللي طلب منهم يعملوا كده بمقابل مادي.


 انتبهت ندى لصراخهم وعيونها كانت على ياسر وجسمها بيتهز بسرعه وبتصرخ بانهيار. 


سمعت صوت جاسر بيكلم راضي،رفعت عينيها تبص عليهم واترعبت لما شافت اللي بيعملوه…راضي وجاسر قربوا من الشباب اللي بيترعشوا وبيصرخوا..وخلصوا عليهم بجمود. 


ندى اغمي عليها من اللي شافته،وجاسر وراضي شالوا كل الجثث وحطوها في اكياس زباله ضخمة ،ودخلوهم العربيه وراضي اتحرك بيهم على طريق جبلي علشان يتخلص منهم،واما جاسر فمسح دمهم الزفر من على الارض،ورش منتجات مخصصه انها متسيبش اي أثار لبواقي الدم اللي على الارض.


ولما اتاكد ان الارض نظفت،جاله رساله من سمير انه نفذ المهمة اللي اتكلف بيها وبعتله صوره بعد التنفيذ،جاسر فتح الصوره وكانت عباره عن جثث مرصوصه جمب بعضها

واول واحد كان هيثم اللي فاتح عيونه مصدوم وهو بيتد/بح .


قفل الصوره ورد علي سمير وشكره وبعدها بلغه يتخلص من الجثث ولما يخصلوا يجيب رجالته ويروحو المكان الخاص بالاجتماعات علشان عندهم شغل.


فصل جاسر تيلفونه وبص عليها وهو لسا جواه نار الانتقام،لان قبل ما يحصل فيها كده،كانت هيا السبب الرئيسي في الواقعه.


قرب منها بعدما خلص كل حاجه وشالها،واتحركوا من البيت ورجع بيها الفيلا.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

اول ما وصلوا،جاسر شالها ودخلها اوضتها وقفل وراها الباب،نزل وهو جواه غضب كبير،قلبه بيحرقه بقوة بسبب اللي حصلها،قابل راضي اللي كان وصل 


جاسر ببدرود:عاوز دكتورة تعالجها!


راضي هز راسه وخرج تيلفونه وعمل مكالمه سريعه ورجع تاني لجاسر وقال:هتعمل ايه يا جاسر بعد اللي حصل؟


جاسر رد وهو مخنوق:حاليا،مش هعمل،بس اول ما اخلص اللي ورانا ،هشوف ليها حل.


راضي كان نفسه ينطق ويقوله،انه بيحبها،وممكن يستر عليها ويتجوزها،لكنه عارف ان جاسر هيزيد غضبه ومش هيقبل بحاجة زي دي،وممكن ينفعل اكتر.


سكت راضي وهو بيبص لجاسر بصمت،هو عارف ومقدر انه بيغلي من جواه بسبب اللي حصلها،مهما كان بيظهر انها مش فارقه معاه،بس هو عارف انه حتي لو مش بيحبها،فهو بيحميها وان يحصلها كده وهيا فحمايته مخليه في شدة غضبة،والخيانه اللي اتعرض ليها من رجالته كانت اقوى بكتير.


الدكتورة وصلت بعد وقت،راضي استقبلها وقرب من جاسر وبلغه بوصولها،جاسر سلم على الدكتورة،وطلب منها تمشي وراه.


راضي رجع لشغله وسابهم لوحدهم،والدكتورة وجاسر وصلوا لاوضة ندى،اللي كانت حالتها صعبه ونفسيتها متدمرة.


الدكتورة قبل ما تدخل،جاسر وقفها:استني يا دكتورة،عاوز ابلغك بحالتها الاول.


الدكتورة هزت راسها وبصت له بتركيز،جاسر شرح ليها اللي حصل ،وطلب منها تحدد ايه اللي حصلها بالظبط.


الدكتورة شهقت بعد اللي سمعته: 


انت لازم تبلغ البوليس،لازم حقها يرجعلها.


جاسر سكتها:


انا مش عاوز نصيحه،انا عاوز بس افهم كل اللي اتعرضتله بالظبط.


الدكتورة هزت راسها ودخلت للاوضة،اول ماشافت ندى صعبت عليها،قربت منها وفحصتها ووادتها حقنه علشان تهدى اعصابها.


وبعد وقت من الكشف،الدكتورة خرجت لجاسر وهي مصدومه.


جاسر كان واقف وملامحه صارمة،اول ما شاف الدكتوره اتكلم بجديه:ها يا دكتورة،قوليلي لقيتي ايه؟


الدكتوره نزلت عيونها للارض واتكلمت بحزن،للاسف هيا فقدت عذريتها وكمان المنطقة دي ملتهبه جدا ولازم عناية كويسة علشان ميحصلش مضاعفات،انا اديتلها حقنه علشان تهديها،بس لازم تروح للمستشفى لان حالتها صعبه.


جاسر بضيق:يا دكتورة،انا عاوز اعرف كام شخص قرب منها؟


الدكتوره ردت بصدمه:عيب يا استاذ اللي بتقوله دا؟

جاسر اتضايق من ردها لكنه مردش واكتفى انه يبصلها.


الدكتورة اتكلمت بضيق:اكتر من شخص،حوالي اتنين او تلاته.


جاسر ضم حواجبه وهو بيحاول يهدى،طلب منها تمشي،وتجيلها تاني بكرة وقبل ما تمشي خطوه،قرب منها وقال:اللي شوفتيه دا مايخرجش برا،هديكي مليون جنيه،بس كل يوم تيجي وتتابعي حالتها لحدما تبقى كويسه.


الدكتورة هزت راسها باستغراب وقالت:اولاً،انا مستحيل اطلع اسرار المرضى بره، ثانياً  ليه كل المبلغ دا؟

انا ممكن اجيلها كل يوم عادي بس مش هاخد الفلوس دي؟؟


هز جاسر راسه وابتسم بخفه وقال:اكيد يا دكتورة،بس انا بأكد عليكي،وبالنسبه للفلوس دا حقك،وانا هحتاج ممرضه،مش هوصيكي تجيبي حد يكون امين،وبالنسبة للفلوس انا هتفق معاها.


الدكتورة هزت راسها ومشيت،وهو فضل واقف شويه قدام الاوضه عاوز يدخل لكنه بيكابر،لحدما اخد قرار انه يمشى،لانه هيتعصب وهيتضايق كل ما يشوف حالتها.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

راضي كان واقف في الجنينه بيدخن سيجارته بخنقة وضيق.


جاسر قرب منه وهو بيخرج سيجاره من جيبه وبيدخنها..

راضي بصله بحزن وجاسر كان بارد..


اتكلم بهدوء:حاسس بعد اللي عملته ان ناري لسا مهديتش.

راضي حاول يدافع عنها:كفاية عليها كدة يا جاسر..هي لسا صغيره ..واتضحك عليها.


جاسرخرج الدخان من فمه لفوق ورد:

ميبقاش قلبك حنين كدة يا راضي..هي تستاهل كل اللي هعمله فيها..وانا اكيد مش عايز اسما منك الكلام دا لحدما ناري تهدى.


راضي هز راسه بضيق:

ناوي تعمل ايه؟

جاسر بص في عينه:مش هخليها تشوف النور تاني..عقابها هيبقى السجن..ومش اي سجن، دا سجن جاسر العاشيري..


راضي كان مصدوم من جبروت صديقه..بس التزم الصمت زي كل مره..هو عارف ان جاسر مش هيقبل النقاش..فقرر يسيبه يعمل اللي هو عايزه..لكنه قرر يسأله بحرص:

الدكتورة قالت ايه؟


جاسر وقتها اتشنج..بص لراضي بصدمه وبعدها رد:

تقصد ايه؟

راضي اخد نفسه بصعوبه ورد عليه:

حد فيهم قرب منها؟

جاسر وقتها رد بالموافقه..هو متأكد ان راضي مستحيل يخون سِره..فارتاح انه شاركه اللي حصل .


  راضي حس بخنقة شديدة..مكانش قادر يتنفس..

 

جاسر خلص سيحارته وقال:

روح ارتاح يا راضي..عندنا شغل لسا بكرة.


راضي رمي سيجارته وهز رااسه بتمالك وقال:

تصبح على خير ياباشا.


جاسر :

وانت من اهله.


راضي اتحرك من قدامه ..كان ماشي وهو ماسك نفسه بالعافية… خايف لو شهق بس، يعيط زي طفل اتاخد منه كل اللي بيحبه.

 

وصل لاوضته بسرعه..دخل وقفل الباب وراه..وقتها دموعه نزلت وهو مش مصدق ان كل دا حصلها.. 


اللي وجعة…ان ندى كانت بتحب ياسر..وان لو ياسر كان طلب منها حاجه زي دي في السر مكانتش هترفض..


قلبه وجعه لانه حس انه خسرها للابد…


قام غير هدومه ولبس هدوم رياضيه..وبعد ساعه بالظبط لما الجو بقى هادي..خرج وهو مليان غضب..دخل للصالة الرياضيه..بدأ يلعب بوكسينج بكل قوته.


ايديه وجعته لكنه محسش بيها..وجع قلبه كان مغطي عليها..


فضل مكمل ضرب لحدما حس ان رجالتهم سمعوا صوته وبيقربوا عليه..ساب كل حاجه وخرج بسرعه من الصاله..وبسريه تامه كان رجع اوضته.


وقف قدام المرايه وهو بينهج ..جسمه كله كان عرقان مايه..وشعره المبلول كان مغطي على عينه..لكن لما بص في المراية ..شاف كسرته اللي باينه في عينيه..اخد نفس ودخل ياخد شاور وهو بيحاول يوقف تفكير فيها..


والمايه نازله على جسمة ..كان بيحاول ينسى ..بس نظرتها ليه معلقه في راسه، كان متاكد انها كرهته بعد اللي حصل..

___________________________



#الحلقة_17

#في_أول_طريقي

#الكاتبة_شيماء_صبحي


بعد تذكر ندى كل اللي حصل معاها في خلال ٨شهور ،بدات تحس انها تعبت من الحياة،وانها لحد دلوقت مافيش حاجه حصلت تخليها عايزه تعيش،لا عيله ولا اخ ولا حتى حبيب يعوضها ويهون عليها..


كانت شايفه ان واحده زيها،ماتستحقش ان حد يحبها،

وكل الاتهامات متوجهه ليها هيا بس،العيوب منها هي،وانها السبب الرئيسي في تدمير حياتها.


الباب اتفتح فجاة وندى اتخضت،بصت على الباب وهي مستغربه:

مين؟

صوت هادي ومليان حنية اتكلم:

انا ليلى يا ندى..!


ندى لما سمعت صوتها قلبها دق بعنف،وسألت نفسها باستغراب:

ليه كل مره احس بضعف ،بتظهر ليلى؟


ليلى قربت منها وشغلت النور واتكلمت بهدوء:

اخوكي حظرني اني ما اخرجش من الاوضه بس انا مش جيلي نوم،بصت على ندى وسالتها بإستغراب:انتي لسا صاحية ليه؟.


ندى حركت راسها بهدوء،حاولت تبتسم لكن عيونها فضحوها انها حزينه ،ليلى حست انها مش كويسه،قربت منها وقالت:

مالك يا ندى انتي كويسه.


ندى هزت راسها برفض وقالت:

لا،ومش هكون يا ليلى ،مش هيحصل!


ليلى طبطبت عليها واتكلمت بحنيه:

ماتقوليش كده يا ندى،انتي هتخفي وهتبقي زي الفل.


ندى غمضت عينها وحركت راسها برفض:

لا يا ليلى،انا مش هخف،لاني كل ما هخف هيعمل فيا كده تاني،دا بيكرهني،ومش عاوزني عايشة ،ياريته كان قتلني معاه كان زماني ارتحت.


ليلى حضنتها بقوه وردت بهدوء :صدقيني يا ندى ،جاسر اخوكي جواه حنية بعيده تماما عن قسوته،انا شوفتها بعيني.


ندى استغربت كلامها وبعدت عنها وقالت بكسرة:

ليلى انتي متعرفيش حاجة..جاسر مش حنين؟


 


ليلى سرحت لثواني وبعدين ردت:

ليه بتقولي كدة؟


ندى دموعها نزلت وبدأت تتكلم..

اللي حصلي كان صعب يا ليلى..لدرجة محدش يستوعبها..

اتنهدت وبدأت تحكي ل ليلى كل اللي حصل.


ليلى  بعدما سمعت القصة شهقت بصدمة كبيرة..

:دا رعب؟ازاي يعمل فيكي كدة ؟


ليلى لمست ايديها واتكلمت..

:علشان كدة انا مش مصدقة انك بتقولي عليه حنين؟حاسر قلبه حاحد وعمره ما حن!!


ليلى ردت بتوتر:

بصي انا مش هقدر اقول انها حنية،لكن بالنسبة لواحد زي اخوكي دا،اقدر اقول اه،وكويس اصلا ان حاجه زي دي موجوده جواه…انا شوفتها بعيني.


ندى مسكت ايديها وقالت بخوف عليها: 

ليلى،انا خايفة دي تكون خدعه منه ..وانا مش هسمحلة يأذيكي،انتي لازم تمشي بسرعه من هنا ،جاسر اخويا مافيش في قلبه رحمه ،هو مش شخص تفضلي معاه في نفس المكان،جاسر هو الشر نفسه.


ليلى اترعبت..هي اكيد عندها حق..

،سألت نفسها،، بعد اللي حكتهولي عن اللي عمله فيها وفي الحادثة اللي حصلت معاها،هو فعلا خطر،بس انا شوفت فيه حاجه غريبة ومختلفه،ممكن تخرج منه حنية ،وهدوء،هو بس عاوز اللي يكتشف كل حاجه بنفسه.


ندى بصت على ملامحها وسألتها:انتي مش على طبيعتك خالص،قوليلي صح كنتي فين معاه وليه مرجعتيش بيتك ورجعتي تاني هنا؟


ليلى اتوترت من سؤالها:

هنكون فين ياعني ؟..اكيد في مغامرة فيها ضرب نار،ما انا وقعت في طريق ناس لبش، واهو الحمدلله ربنا عداها على خير.


ندى ضحكت غصب عنها وليلى ابتسمت.

:انتي ماتعرفيهوش بقالك كتير،بس حاساكي فهمتي حاجات انا معرفتش افهمها خلال كل السنين اللي عيشتها معاه.


ليلى هزت راسها وجاوبتها:

 بصي انا مش هجاملة..بس انا شوفت معاه انه شخص كويس ،مش طول الوقت شرير،يعني بدا يكتشف ان الحنيه والسماح موجودين جواه وانه يخرجهم للي حواليه عادي،مش جريمة.


نهت كلامها بابتسامه وكملت ،انتي متخيله يا ندى،انه اعتذر مني؟


ندى اتصدمت وهيا مش مصدقه اللي بتسمعه!


ردت عليها وقالت :الي بتقوليه دا غريب اوي يا ليلى،جاسر اخويا،عمره ما اعتذر من حد،ولا حتى بيظهر اي مشاعر بيحس بيها ،انتي متخيله ان بابا لما كان بيقابله مكانش بيمد ايديه حتى يسلم عليه.


ليلى استغربت كلامها وهمست :

ايه السبب اللي يخليه يعمل كده؟


 ندى سرحت للحظة،مكانتش فاهمه هيا كمان ايه السبب؟ليه جاسر اخوها اتزرعت فيه كل القسوة دي؟


ليلى لمست ايديها وندى اتفزعت.

بابتسامه خفيفه قربت منها وقالت:

انا متاكده ان كل حاجه بينكم هتتصلح وتكون كويسه،بس لازم تكوني عارفه ان اخوكي خطر فعلا،عالم المافيا دا مش بينتهى بسهوله ويا اما بقى بالموت او بالسجن.


ندى بنظرة حزينه حركت راسها وقالت:دي اكتر حاجه بترعبني ،خصوصا اني اوقات بخاف عليه،مهما كان فانا برضوا ماليش غيره في الدنيا،كنت أتمنى يكون أحسن من كده،لكن مافيش في ايدي حاجه اعملها.


ليلى مسكت ايديها وطبطبت عليها بهدوء وقالت:انا ممكن اطلب منه اننا نخرج بكرا على البحر بما اننا في اسكندريه،علشان تغيري جو.


قالت كلامها وابتسمت وبعدين كملت :


انا شكلي مطولة معاكم شويه،فهحاول استغلهم بقى واقضي وقت معاكي.


ندى سكتت وسألتها باستغراب:

عندك ثقة غريبة يا ليلى،هو انتي اعجبتي بجاسر ولا ايه..لدرجه انك مصدقه انه هيوافق بحاجه زي دي؟


ليلى اتصدمت من سؤالها وردت فورا:

لا خالص يا ندى انا مش طيقاه اصلا،انا بس بحاول اهون على نفسي وعليكي ،وحكايه انه هيوافق دي،احنا هنضغط عليه لحدما يزهق ويوافق.


ندى ابتسمت وحضنتها وبعدين قامت ومسكت ايديها وقالت،ساعديني اقعد على الكرسي،وخلينا دلوقت نخرج في الجنينه شويه نشم هوا.


ليلى هزت راسها وقامت،لكنها سألتها بتوتر:

تفتكري ان لو حد شافنا دلوقت وقاله وهو اصلا مهددني ماخرجش،هيعمل فينا ايه.


ندى بضحكه حزينه:سيبيها لله يا ليلى هي كده موته ولا أكتر.


ليلى ضحكت وهزت راسها وقامت ،ساعدت ندى تقعد على الكرسي المتحرك وبعدها عدلت هدومها وخرجوا مع بعض بكل هدوء.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

 

في الجنينة


الهوا  البارد بيلمس وشوشهم وبيطير شعر ندى وطرحه ليلى، وريحة البحر كانت واضحة رغم إن المكان محاط بسور عالي . 


ندى أخدت نفس عميق وقالت بصوت مكسور:

من زمان ماحستش إني بتنفس براحة كدة.


ليلى ابتسمت وحطت إيدها على كتفها:

غمضي عنيكي يا ندى،وافتكري إنك لسه عايشة واتنفسي.


ندى ابتسمت وغمضت عينيها وبدات تستنشق الهواء بكل هدوء واستمتاع،وليلى متابعاها ومبتسمه.


هدوء الليل مع صوت البحر من بعيد كان كفيل يهديهم شويه ويحسسهم براحه.


ليلي كان عندها فضول انها تشوف البحر في الوقت دا،لكن الفيلا مقفوله ومستحيل يخرجوا وخصوصا ان اكيد رجالة جاسر واقفين بره.


ندى اتحركت بالكرسي لحدما وصلت عند مفتاح نافورات المايه اللي في الجنينه وبصت على ليلى اللي مغمضه عينيها وسرحانه ..


ضحكت بخباثه وفي ثانيه كانت نافورات المايه اللي في الجنينه اشتغلت كلها وبدات تغرق ليلى،اللي اتفزعت وهيا مش مصدقه اللي بيحصل.


بصت على ندى اللي بتضحك وقربت منها بسرعه وشدت الكرسي وحطته تحت النافوره وغرقتها هيا كمان ،وهما بيضحكوا بكل استمتاع وصوتهم بدا يعلى وهما مش حاسيين.


كان بيتابعهم من خلال الزجاج بتاع غرفته ،جاسر ،

كان واقف ووشه مافيهوش أي تعبير، لكن عينيه مترقبة ومشدودة، بيتابع ضحكة ليلى وصوت ندى العالي اللي عمره ما سمعه بالشكل ده.


شد سيجارته من على الكومودينو، لكن قبل ما يولعها، لقى نفسه واقف ثابت… مش قادر يبعد عينه عنهم.


همس لنفسه ببرود:

 إزاي لسه عايشة وبتضحكي كده يا ندى… بعد اللي عملتيه فيا؟


حرك عينيه وبص على ليلى اللي مبلولة ميه وبتضحك من قلبها، عض شفايفه وهو بيكتم حاجة جواه مش فاهمها.


ليلى وندى كانوا في عالم تاني مبسوطين وبيلعبوا كأنهم أطفال ومش فارق معاهم معاقبة اهلهم ليهم.


جاسر كان عاوز ينزل ويعاقبهم ،لكن اللي شافهم بيعملوه خلاه ثابت ومش قادر يتحرك،خصوصا حركات ليلى المضحكه مع ندى اللي لاول مره يشوفها بالسعاده دي من وقت كبير.


ندى بضحك وهيا بتحاول تاخد نفسها بصعوبه:

خلاص كفايه كده يا ليلى،مش قادره .


ليلى وقفت وهيا بتاخد نفسها هيا كمان واتجهت عند مفتاح النافورات وقفلته،ورجعت تاني لـ ندى وقالت:

اكيد طبعا انتي عندك لبس فوق لان بعد اللي حصل دا هاخد برد لو  مغيرتش هدومي.


ندى عضت شفايفها واتكلمت:

انا عندي لبس وكتير كمان،بس كله قصير ومش هيناسبك؟


ليلى شهقت :

بتهزري؟؟ اكيد طبعا انا مش هلبس المسخره دي؟


ندى رفعت حاجبها بصدمة وليلى انتبهت ليها واعتذرت:

مش قصدي اقول كده ،بس هيا فعلا متنفعش..مافيش حاجه محتشمه خالص.


ندى حركت راسها بالرفض وليلى بدات تترعش من البرد،وندى اتكلمت بسرعه:طيب خلينا ندخل علشان شكلك وانتي بتترعشي كده بيضحك.


ليلى مسكت الكرسي وزقته ودخلوا لجوا الفيلا،ندى في اللحظة دي كانت بتفكر هتساعد ليلى ازاي،وهتجيب ليها لبس واسع ومحتشم منين،، لحدما وصلوا للاوضه،ندى طلبت من ليلى تساعدها تغير هدومها .


بدات ليلى تختار ليها هدوم مريحه،وبدات تساعدها تلبسها،وبعدما انتهت بصت ليها بحزن وقالت:

هنعمل ايه يا ندى انا جسمي بيترعش،ومش هعرف انام كده؟


ندى حطت ايديها على راسها وهيا بتفكر ،وفي وقت قصير ردت عليها بسرعه:


لقيتها،انتي تروحي تتسحبي بهدوء لاوضه جاسر وتاخدي من عنده لبس،هو كدة كدة مقاسه كبير يعني التيشرت بتاعه هيبقى عليكي كاش مايوه،تاخديلك بيچامه وخلاص.


ليلى بصت لندى بصدمة:

انتي مجنونة؟! أنا لو روحت أوضته اصلا أفتش وآخد منها حاجة؟ ممكن يقتلني!


ندى حاولت تمسك ضحكتها وقالت:

هو تلاقيه نايم اصلا ومش هيحس بحاجه… ادخلي انتي بس بهدوء وهو مش هيحس،خدي أول تيشرت كبير ييجي في وشكك واطلعي.


ليلى عضت شفايفها وهي بتتردد:

هو لو مسكني هتدفني معايا انا بقولك اهو!


ندى قربت منها وقالت بجدية:

 لو معملتيش كده هتضري تبلسي من هدومي ووقتها برضوا هتموتي من البرد ومتنسيش انه ممكن يدخل اوضتك في اي وقت ويشوفك كده.


ليلى اتصدمت وندى كملت :

 هو نايم فوق… أنا حاسه إنه في سابع نومه واكيد تعب من المشوار الكبير دا.


ليلى حست إن بردها بيزيد، جسمها بدأ يرتعش أكتر، حطت إيديها على دراع ندى وقالت:

طيب هروح بس ادعيلي يا ندى… أنا داخلة على موت حقيقي.


ندى بصت لها بعين فيها خوف وأمل مع بعض:

والله مش هيحصل حاجة… بس انتي خلي بالك.


ليلى خرجت بهدوء من الأوضة، صوت خطواتها كان بيترن في طرقة الفيلا الكبيرة وهي ماشية على أطراف صوابعها. الجو كان ساكت ودا كان مخليها مطمنه شويه.


وصلت قدام باب أوضة جاسر… إيدها كانت بترتعش وهي بتحاول تفتح الباب ببطء. الباب فتح معاها بهدوء… النور كان طافي بس ريحة سيجارته لسه موجودة في الجو.


ليلى بصت على سريره لقته نايم ومتغطي ومديها ضهره.

مشيت بهدوء وكانت بتبص على محتوايات الاوضة ،لفت نظرها باب بعيد قررت تروح تشوفه .


ومع كل خطوه كانت بتحط ايديها على قلبها،لحدما وصلت عند الباب وفتحته بهدوء وهيا مغمضه عينيها،

دخلت وهيا بتدعي انها تخرج بسلام،بصت على الاوضه ولقت انها مليانه هدوم.


قربت منها وبدات تفتش فيهم بهدوء لحدما لقت اخيرا هدوم تنفع انها تلبسها،مسكتها كويس في ايديها وخرجت من الباب.


جاسر كان لسا مديلها ضهره ،ولما حس انها بتقرب من الباب لف بجسمه في اتجاهها،لما شافته كانت هتعيط من التوتر لكنها تماسكت،قربت بهدوء تمشي وهو كان قاصد يعمل حركات توترها،وليلى خلاص قلبها هيقع من مكانه،


قرر فجاه انه يقوم،ولما حست بيه وقفت مكانها مش بتتحرك،جاسر اتجه للحمام وهيا مش عارفه تعمل ايه،لحدما انتبهت ان دي فرصه كويسه انها تهرب،وقبل ما تفتح الباب سمعت صوت بنت من الخدم بتخبط وبتنادي عليه.


(جاسر باشا،ممكن ادخل)


اتخضت ليلى وجريت بكل قوتها واستخبت جمب السرير.


وجاسر خرج من الحمام وهو بيرد على الخدامه:

ادخلي؟


البنت دخلت وهيا شايله في ايديها صينيه عليها عصير فريش،وحطته على السرير،وقبل ما تقول اي كلمه زياده،جاسر بص عليها وشاورلها تخرج،وبعدها حول نظره على مكان ليلى ولما اتاكد انها موجوده،مشى في اتجاها بكل برود.


ليلى غطت وشها بهدومه وهو وقف قدامها،مد ايديه شال الهدوم من على وشها وفضل واقف يبص عليها بثبات.


ليلى فتحت عينيها ولما شافته، اتجمدت في مكانها، قلبها كان هيطلع من مكانه، وشها أحمر من الخجل والخوف..واتكلمت:

أنا… أنا كنت… بس هدومي… أنا كنت هاخد تيشيرت علشان..


جاسر نزل لمستواها وعيونه لسا مثبته عليها،قرب منها اكتر وليلى من صدمتها غمضت عينيها،وهو مد ايديه اخد حاجه من وراها وقام وقعد على السرير.


وثواني وقام تاني ومشى.


ليلى فتحت عينيها ولما لقته مش موجود اتشجعت وأخدت خطوة وقامت عشان تهرب.


لكن أول ما استدارت فجأة خبطت في صدره من غير ما تاخد بالها!


شهقت بعنف، جسمها كان هيتهاوى على الأرض من المفاجأة… بس إيده مسكتها بسرعة، شدها ناحيته بقوة، لحد ما لقت نفسها واقعة جوه حضنه.


قرب وشه من ودنها بصوت هامس مليان ثقل:

انا مش حظرتك ماتخرجيش من اوضتك؟


ليلى اتجمدت وعينيها كانت مقفولة وأنفاسها بتتهز، مش قادرة تفكر ولا تقول كلمة.


جاسر فضل سايبها لحظة في حضنه، كأنه بيستمتع برعبها، وبعدين فجأة سابها فاتحركت خطوة لورا، وإيده لسه سايبه أثر سخونته على دراعها.


فضل مركز معاها بنظراته وهي متوتره مش قادره ترد،لحدما اتشجعت وقالت:انا….


مكملتش كلامها و لقته رجع قعد على السرير بهدوء، مسك السيجارة وحطها في بوقه من غير ما يبص لها، وقال ببرود:

ارجعي اوضتك واقفلي الباب وراكي.


ليلى هزت راسها و طلعت من الأوضة  بسرعه، كانت تايهة بين خوف ورجفة وخجل… 


قلبها كان هيولع من اللي حصل،ولما قفلت الباب بصت علي ايديها واتصدمت ان الهدوم اللي عملت كل دا علشانها ،نسيت تاخدها ..


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


ليلى جريت بسرعه ودخلت اوضة ندى، وقفلت وراها الباب كأنها مطاردة، قلبها بيدق وصوت نفسها باين.


ندى بصتلها بقلق:

إيه ده؟! وشك احمر كده ليه ..هو في حاجة حصلت،وفين الهدوم؟


ليلى حاولت تخفي ارتباكها: 

لا مفيش…انا بس كنت خايفة ليكون صحى.

ندى نبهتها تاني بسؤالها:

ايوا يا ليلى،بس هي فين الهدوم اللي جبتيها.


ليلى بصت على ايديها وقالت:ما هو ..اصل..نسيت اخدها من الخضة.


ندى قعدت قدامها وضيقت عينيها وهي بتراقبها:

جسمك بيرتعش، ووشك عامل زي الطماطم قوليلي بس حصل ايه وانا مش هقول لحد.


ليلى فتحت الدولاب وخرجت ليها لبس من بتاع ندى،وقربت من الباب قفلته كويسه وقالت:رجعت في كلامي وقررت البس من هدومك وانام معاكي هنا.

 

ندى ابتسمت بخبث وقالت:

شكلك لقيتي جاسر صاحي؟


ليلى شهقت بسرعة:

إيه؟! لا طبعا إنتي بتقولي إيه؟!


ندى رفعت حواجبها:

وفيها ايه ياعني ،هو كان صاحي… صح؟


ليلى سكتت لحظة، ابتلعت ريقها وحاولت تغير الموضوع:

يلا ننام بقى، الجو برد وأنا مش قادرة أقف.


ندى هزت راسها،وليلى دخلت غيرت هدومها ونشرتها علي الباب بعشوائيه ورجعت لندى وقالت:بكره الصبح هرجع اوضتي وكأن محصلش حاجه.


ندى ضحكت وردت :

 طيب نامي…انا برضوا كنت عاوزاكي تفضلي معايا.


ليلى نامت وغطت نفسها بسرعه،ووشها كله كان باللون الاحمر،وندى كانت مغمضه نص عين وهيا حاسه ان في حاجه حصلت ،بس اكيد مش حاجه وحشه،فاخيرا استسلمت ونامت.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

 

في اوضه جاسر ،كان قاعد على طرف السرير، بيولع سيجارة، وعينيه مركزة على الهدوم بتاعته اللي كانت ليلى ماسكاها قبل ما تخرج . وابتسامة خفيفة جدًا ظهرت على وشه لأول مرة، وكأن في حاجة غريبة بدأت تتحرك جواه وهو مش واخد باله.


قرب بهدوء ومسك الهدوم،وقرر انه يروح بنفسه ويوديها ليها،…خرج من أوضته بخطوات هادية لحد ما وقف قدام أوضة ليلى.


وقف لحظة…وعينه على الباب، وصدره بيطلع وينزل ببطء. حس لأول مرة إنه متردد يدخل،ومتردد يواجه.


مد إيده وخبط خبطة خفيفة.

سكت شويه… مافيش صوت.


خبط مرة تانية أقوى شوية..ولما ملقاش رد نده عليها بهدوء:ليلى…


برضوا مافيش أي رد.


حاجبه اتعقد، وبهدوء حرك المقبض وفتح الباب.

دخل وهو بيبص حوالين الأوضة… كانت فاضية. السرير متغطى زي ما هو، مافيش أي أثر ليها.


شد نَفَسه وهو بيرجع خطوتين لورا.

لمح بعينه إن نور أوضة ندى من تحت الباب منور. لحظتها فهم انها معاها…


وقف ساكت قدام طرقة الفيلا الكبيرة، ونظرة عينه اتغيرت، بقت أهدى من غضبه المعتاد.

وبدل ما يدخل عليهم أو يواجههم، لف ورجع بخطوات تقيلة على أوضته.


دخل وقفل الباب وراه، رمى الهدوم على الكرسي، وقعد على طرف السرير.

بص للهدوم تاني… وابتسامة صغيرة جداً طلعت من غير ما يحس، كأنه لأول مرة يقرر يسيبهم على راحتهم.

_________________



#الحلقة_18

#في_أول_طريقي

#الكاتبة_شيماء_صبحي


في القاهره وبالتحديد داخل قسم شرطة الأزبكية.


دخل سامح لمكتبه وفي ايديه اوراق تخص العصابه اللي خطفت ليلى،قعد على الكرسي بهدوء وخرج تيلفونه واتصل على رقم شروق.


دقايق وسمع صوت شروق،اتكلم وهو مبتسم:

صباح الخير يا مدام شروق،حابب افرحك وابلغك اننا قدرنا نلاقي دليل على مكان العصابه اللي خطفت ليلى.


شروق كانت في الوقت دا نايمه على السرير،لما سمعت كلامه قامت بسرعه واتكلمت بفرحه:

بجد والله؟


سامح ابتسم بخفه ورد عليها:

 انا قولت ابلغك قبل ما اتحرك انا والقوات علشان نجيبها.


شروق ردت بلهفه:

طيب وهي طلعت فين ،وهي كويسة ولا لأ؟ 


سامح أخد نفس واتكلم:

في منطقة كينج مريوط في اسكندريه،الردار اللي على الطريق هو اللي عرفنا مكانها، بعد مقارنة العربيات اللي موجوده ببعض، وطلعوا مطابقين .


شروق اتحركت من مكانها وخرجت بره الغرفه وقالت:

طيب انا عارفه ان اللي هطلبه صعب بس انا محتاجه اجي معاكم.


سامح سكت لحظة وهو بيبص في الأوراق قدامه، وبصوته جاد قال:

مش هينفع يا مدام شروق. الموضوع خطير لدرجة إن أي غلطه بسيطة ممكن تودي ليلى في داهية. 


شروق حست بقلق بيجري في صدرها، وصوتها اهتز:

بس يا فندم…أنا مش هقدر أقعد بستنى من غير ما أعمل حاجة.

أنا أعرف شوارع الإسكندرية كويس… ممكن أكون مفيدة.


سامح شال عينينه من الورق ورد:

انا فاهم إن قلبك معاها، وده طبيعي. بس أنا مش هعرضك للخطر.  


شروق كانت على وشك البكاء، بس شدت نفسها وقالت بصوت قاطع:لو سمحت خليني احضر؟


 سامح سكت لحظات، صوته لما رجع كان ثابت وواضح:

مدام شروق، أنا مقدر كلامك وكل كلمة بتقوليها… بس وجودك معانا مش هيكون في مصلحتها.

إحنا داخلين على وكر عصابة مسلحة، ومجرد خطوة غلط ممكن تضيع كل حاجة.


شروق نزلت راسها في الأرض وبعدت الموبايل لحظة ورجعته، دموعها نازلة وهي بتحاول تكتم صوتها، فقال سامح بنبرة أهدى، فيها حزم وطمأنينة في نفس الوقت:

  اسمعيني… أنا أوعدك، مش هسيب أختك غير وهي في حضنك.

ليلى هترجعلك، وده وعد ظابط قبل ما يكون وعد بني آدم.


هديت وقالت بصوت مبحوح:

ربنا يستر طريقكم يا فندم.


سامح رد بهدوء:آمين. خليكي معايا على تواصل، وهكلمك أول ما نوصل لحاجه.

شروق هتفت بهدوء:حاضر.


قفل الخط، ووقف بثبات وهو بياخد نفس عميق، بعدين خرج من المكتب بخطوات سريعة، قرب من الفريق بتاعه ووجه ليهم اشاره انهم يتحركوا.


وفي اللحظة دي كانت المهمه بدات.

__________________________

في فيلا جاسر.


صحيت ندى قبل ليلى،حاولت تقوم لكنها فشلت،سمعت صوت جاي من برا فقررت تصحي ليلى.


:ليلى،قومي شوفي ايه اللي بيحصل.


ليلى فتحت عينيها ببطء ،قامت بهدوء وهيا بتبص حواليها وبتحاول تفتكر ايه اللي حصل.


لما شافت لبسها اتخضت وقامت بسرعه دخلت الحمام،مسكت هدومها اللي نشفت نوعا ما ولبسها بسرعه.


ندى كانت قاعده ساكته،ولما قربت منها ليلى حاولت تقوم.


ليلى قربت منها واتكلمت بهدوء:

استني خليكي مكانك وانا هخرج بسرعه اشوف ايه اللي بيحصل .


ندى وافقت وليلى خرجت من الاوضة بهدوء.

 

كان الخدم بينظفوا البيت،وجاسر كان قاعد في نص الفيلا على كرسي عالي وواحد من الخدم بيلمع ليه حذائه،ليلى كانت مرقباه وساكته،

بتسأل نفسها:هو ايه اللي بيحصل.


جاسر قام بعد وقت قصير عدل هدومه وخرج من الفيلا،وباقي الخدم كانوا بيتحركوا بسرعه علشان يخلصوا شغلهم.


ليلى رجعت لندى وبلغتها ان مافيش حاجه غير ان الخدم بينظفوا الفيلا،وجاسر كان موجود وخرج.


ندى هزت راسها وقامت قعدت:

طيب يا ليلى ساعديني اقعد على الكرسي،عاوزه ادخل الحمام.


ليلى ماترددتش لحظة انها تساعدها،قربت الكرسي من السرير وساعدت ندى تقعد وبعدها دخلتها الحمام.


وقت ما ندى كانت لوحدها جوه الحمام،قررت ليلى تروح تبص من الشباك وتشوف جاسر رايح فين.


كان واقف بيتكلم مع راضي،ودقايق وكانوا ركبوا عربيه فخمه جدا،وسابوا حراس مكانهم.


ليلى كانت مركزه معاهم،بتفكر هو رايح فين ،

سمعت صوت ندى بتنادي عليها،اتحركت بسرعه عندها وساعدتها لحدما خرجتها من الحمام.


ندى بتساؤل:

ها هنعمل ايه؟


ليلى سكتت لحظة وردت:

في ايه؟


ندى ابتسمت وقربت من دولابها وحاولت تفتحه وهيا قاعده،اتكلمت :

انتي نسيتي وعدك ليا امبارح انك هتخلي جاسر يخرجنا للبحر.


ليلى هزت راسها ووافقت:

لا منستش بس اخوكي مش موجود دلوقت ،هقولة ازاي.


ندى هزت راسها بضحكة:

مافيش مشكله ،لما يرجع .


ليلى هزت راسها وكانت متوتره جدا من مقابلته.


لكنها حاولت ما تظهرش اي رد فعل خصوصا قدام ندى لانها بتفهم غلط .

______________________________


في مقر سري تحت الارض.


كان موجود مجموعه كبيره من المافيا الروسيه وكانوا مجتمعين كلهم على مكتب كبير،والإضاءه حواليهم كانت هاديه كأنهم قاصدين ان ملامحهم متظهرش بوضوح….


كان موجود دياب الهنيدي والمساعد بتاعه،و5 أشخاص أجانب وفي منتصف الطاولة كان قاعد الرئيس بتاعهم(چاك) كان واضح عليه الشر لكن مداريه بوسامته وهدوئه الغريب في جلسته…


كانوا كلهم ساكتين ومن الواضح انهم مش هيتكلمو غير بوجود شخص مهم.


بعد وقت الباب اتفتح ودخل جاسر ومعاه راضي للمقر،او ما شافوه رجال المافيا قاموا وقفوا،لكن دياب اتعصب وكانه مش مصدق انه لسا عايش وكمان موجود معاهم هنا حاليا.


جاسر كان فاهم نيه دياب لما شافه فقرب من الكرسي الخاص بيه وقعد،وراضي قعد في الكرسي المجاور ليه.


الرئيس بتاعهم اتكلم بترحيب قوي:

حمدلله على سلامتك جاسر باشا.


رد جاسر بهدوء:

الله يسلمك يا چاك، ممكن ندخل في الموضوع على طول!!


الرئيس بص على باقي زمايله وهزوا راسهم مع بعض،وثواني واتكلم الرئيس بجدية:

اكيد انت مستغرب دياب هنا ليه،ودياب اكيد مستغرب انت هنا ليه.


جاسر هز راسه وبص على دياب ببرود،وبعد ثواني من نظراتهم لبعض،كمل الرئيس كلامه.


في الحقيقه اننا لاحظنا ان الفتره دي في مشاكل كتير بينكم،ودا سبب توتر كبير في الإمبراطورية الخاصه بينا ،فاحنا قررنا نستبعد واحد فيكم من الرئاسه ،انا عارف يا جاسر باشا انك رئيس لامبراطوريتك الخاصه،لكن انت برضوا مرتبط لسا باسمنا ووجود اي خطأ بيصدر منك بيأثر علينا بشكل كبير.


جاسر كان بيسمعه باهتمام وهز راسه ،

والرئيس كمل كلامه وقال:

 احنا قررنا اننا نسلم كل واحد فيكم مهمه كبيرة واللي هيقضي المهمه بدون اخطاء هو اللي هيكمل معانا.


ديابقاطع الرئيس وهو بيسألة:

واللي هيخسر في مهمته.


الرئيس بص عليهم بجديه ورد:

هنخلص عليه وهننهي امبراطوريته بالكامل.


دياب بلع ريقه واتوتر،لكن جاسر ماتهزش نهائي

لكنه رد باستغراب:

بس مش شايفين ان دي حاجه تافهه..انا مش مبتدأ.


الرئيس بص في عين جاسر وسكت..لكن باقي الاعضاء تناقشوا وبعدها واحد منهم رد:

جاسر عنده حق..بس المهمة المره دي صعبة شوية واكيد محتاجية خبراتكم!!


الرئيس فضل مركز مع جاسر ولما شاف انه سكت طلب منهم ينسحبوا وهو هيبلغ كل واحد فيهم بالمهمه.


دياب قام وخرج لكن جاسر فضل مكانه،بيبصلهم بثبات والرئيس ابتسم وقال:

انا معنديش اي شك خالص ان انت اللي هتكسبه،بس حبيت انها تكون فرصه كويسه تخلص فيها عليه من غير ما تحط تنفسك في مشاكل، لانك لو كنت قتلته بدون سبب يقنع الناس الكبيره كنت هتحط نفسك في موقف وحش جدا.


جاسر قام وقف كأنه كان مستني انه يسمع الكلام دا،سلم عليهم وقال:

شكرا ليك يا چاك…هستنى اتصالك


الرئيس ابتسم وقال:

خلي بالك على نفسك ،انت مهم جدا بالنسبه لينا ومتأكدين ان عمرك ما هتخذلنا.


جاسر ابتسم ابتسامه خفيفه،وخرج ووراه راضي،اللي اول ما ركبوا عربيتهم كان متحمس جدا للي سمعه.

______________________________


جاسر كان بيفكر في كلام چاك،وعجبه جدا اللي عمله،لكنه فجأه ضم عينيه بهدوء وقال بهمس:

برغم ان كلامهم عجبني بس انا مش هسيب دياب عايش لحد انهاء المهمه.


راضي استغرب وسأله بفضول:

وانت ناوي تعمل ايه ؟"


جاسر شاورله يتحرك وبعدها قال:

هخلص منه،بس مش بايدي انا!!


راضي بص في عينيه وقدر يفهم اللي جاسر يقصده بكلامه،ف زود سرعته واتحركوا وجاسر كان عقله لسا مشغول.


__________________________

في بيت مدام سوسو.

كانت قاعده بتفطر لوحدها كالعاده وفجاة تليفونها رن.

بصت عليه بهدوء،ولما قرات الأسم قامت بسرعه وردت.


سوسو:صباح الخير يا شروق،في اخبار جديده عن ليلى.


شروق ردت بفرحه:ايوا الحمدلله،الظابط سامح لسا قافل معايا من شويه،قالي انهم لاقوا عربيات مطابقه للعربيات اللي خطفت ليلى،وكان موقعها في اسكندريه.


سوسو ابتسمت بفرحه ودعت من قلبها:ربنا يطمنها عليها يارب.


شروق اتكلمت بتساؤل وقالت:هو انا ممكن اجيلك دلوقت،عاوزه اتكلم معاكي ضروري،لحدما الظابط سامح يتصل  ويطمني على ليلى.


سوسو رحبت جدا بكلامها وردت:طبعا طبعا يا حبيبتي ،تنوري دا بيتك.

ابتسمت شروق:شكرا جدا ليكي يا مدام  سوسو،انا هقوم دلوقت اغير هدومي واجيلك على طول،بس انتي ابعتيلي العنوان في رساله.


سوسو:حاضر يا حبيبتي.


شروق قفلت المكالمه وسوسو فضلت قاعده مكانها ساكته،بتبص على البيت الفاضي والاكل اللي مجهزاه لشخص واحد،عيونها فجأة دمعت ،مكنتش مستوعبه ان اخيرا حد هيزورها بعد كل السنين دي.


__________________________

في عربية دياب والمساعد بتاعه،كان قاعد على الكرسي بغرور وبيتكلم:انا مش قادر اصدق ،ابو تسع ارواح دا مش راضي يموت ليه.


المساعد كان هيضحك من الكلمه لكنه مسك ضحكته بالعافيه.

اتكلم دياب تاني وقال:لازم اخلص منه،قبل ما يفوز عليا ويكسب رضاهم،انا اللي تعبت لحدما وصلت للمستوى دا،وبفضلي انا اسمه بقى مسمع.


المساعد هز راسه بيوافقه على كلامه،ف حب انه يسخن دياب اكتر وقال:من وقت ما فضيتوا الشراكه مع بعض ياباشا وهو شايف نفسه وواكل منك الجو.


دياب عيونه قادت نار لما المساعد قال كلمته،المساعد اتخض،لكن دياب حاول يهدى ولكنه مقدرش وزعق فيه:تقصد ايه،بكلامك دا؟


المساعد رد بخوف:لا مش قصدي يا باشا.


دياب برغم غروره وتكبره،الا انه جبان لابعد حدود،مش قادر ينكر انه لما شاف جاسر والمساعد بتاعه داخلين،قلبه اتهز وحس برعب شديد،وكان بيحاول من خلال كلامه انه يخرج جزء من عصبيته الشديده.


خرج تيلفونه وفضل يقلب فيه بسرعه،لحدما وقف عند صوره معينه وبعتها لرقم مجهول وكتب فيها:عاوز كل المعلومات عن الست اللي في الصوره دي ،من اول ما اتولدت لحد النهاردة.


سكت ثواني وفجاه جاله الرد:اوامرك.


دياب بص على الشباك وهو لسا متعصب،ومن تعبيرات وشه بيوضح ان دياب وجاسر كانوا شركاء زمان… 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


في الفيلا عند ندى وليلى، كانوا مستنيين جاسر يرجع علشان يطلبوا منه يخرجوا، وبرغم إن الموضوع صعب وأكيد جاسر هيرفض، إلا إنهم رفضوا يستسلموا.


ليلى كانت قاعدة على الكرسي قدام الشباك، عينيها متعلقة على الطريق اللي قدام الفيلا، مع كل صوت عربية كانت تفتكره رجع.

ندى كانت ساكته، بتلعب في صوابع إيديها بتوتر، وقالت بنبرة فيها أمل ضعيف:

 يا ترى هيوافق يا ليلى؟


ليلى بصت لها بنظرة فيها قلق وابتسامة خفيفة:

 يمكن… يمكن لو شاف إننا مش بنفكر نهرب، يوافق.


ندى ضحكت ضحكة قصيرة:

وإنتي مصدقة إن جاسر ممكن يسيبنا نخرج كده ببساطة؟


ليلى هزت كتفها وقالت بهدوء:

معرفش، بس لازم نحاول، يمكن وجودي معاه بقى بيأثر فيه بطريقة مش واخد باله منها.


ندى بصتلها باستغراب:

بتتكلمي كأنك فاهمة طبعه!

ليلى ردت وهي بتبص بعيد:

  يمكن فهمته أكتر من نفسي يا ندى.


صوت العربية بره قطع كلامهم، الاتنين اتخضوا، ليلى قربت من الشباك بتركيز وشافت جاسر نازل من العربية ومعاه راضي، وشكله تعبان بس ملامحه فيها هدوء غريب.


ندى قالت بسرعة:

دي فرصتنا، انزلي واتكلمي معاه دلوقت.


ليلى خدت نفس عميق، وحركت راسها،وخرجت من الغرفه وندى جهزت نفسها واتحركت هي كمان وراها بالكرسي.


وبمجرد ما دخل الفيلا وقابلت عيونه، حست إن كل الجرأة اللي كانت مجهزاها راحت، بس غصب عنها قررت تتكلم.


اتقدمت خطوتين وقالت بصوت ثابت قد ما قدرت: أنا كنت عاوزه أطلب منك طلب بسيط.


جاسر رفع حاجبه بنظرة فيها حذر وسخرية خفيفة:

بسيط؟ من وجهة نظرك ولا من وجهة نظري؟


ليلى حاولت تبتسم بخفة وقالت:

 عاوزين نخرج… أنا وندى… نتمشى شوية على البحر.


ضحك بخفة وهو بيقلب ساعته:

البحر؟

سكت شويه وبعدين رفع عينه عليها وقال:  

أنتي نسيتي إنك مخطوفة هنا؟


قالها بنبرة فيها مزيج من التهكم والسيطرة، لكن عيونه كان فيها حاجة تانية… حاجة ليلى مقدرتش تحددها.


ردت ليلى بهدوء غريب خلاه يركز معاها أكتر:

  لا، ما نسيتش… بس لو أنا فعلا مخطوفة زي ما بتقول، يبقى المفروض ما أطلبش منك إذن أخرج، صح؟


جاسر وقف لحظة ساكت، وكأنه بيفكر في الجملة دي، عيونه ركزت عليها بثبات، وبعدها قال بصوت واطي:

 عارفة إنك شجاعة زيادة عن اللزوم يا ليلى.


ندى اتدخلت بسرعة وقالت برجاء:

  هو مش طلب كبير يا جاسر… نخرج نص ساعة بس،وهنرجع تاني .


جاسر لف نظره بينها وبين ليلى، وبعدين قال بنبرة غامضة:

 طيب… بس بشرط.


ليلى قربت خطوة وقالت:

  شرط إيه؟


ابتسم ابتسامة فيها غموض وقال:

  لو حصل أي تصرف مش عاجبني… مش البحر   اللي هيغرقكم.. شاور على نفسه وكمل: انا.


ندى اتجمدت مكانها، لكن ليلى رفعت راسها بثبات وقالت: موافقة.


جاسر بص عليها ثواني طويلة، كأنه بيحاول يفهم هي ليه مصرة كده، وبعدها لف ناحية راضي وقال:جهز العربية.


ليلى ردت برفض:لا مش مستاهله عربيه،البحر شكله مش بعيد،احنا هنتمشي احسن.


جاسر هز راسه وقال:يبقى راضي هيجي معاكو.


ليلى برفض:لا حابين نكون لوحدنا ..او!!

سكتت وجاسر فضل مركز معاها،وهي خجلت جدا منه.


فا حس بسعاده غريبه جواه،كانه فهم انها عايزاه هو.


جاسر اتكلم:خلاص روح انت يا راضي كمل شغلك،وانا هروح معاهم ،علشان لو واحده فيهم عملت تصرف واحد غلط،اعرف اتصرف معاها.


ندى بصت لليلى بدهشة،مش مستوعبه انه وافق بالسرعه دي،وليلى كانت بتحاول تمنع ابتسامتها من الظهور، بس جواها حاجة كانت بتتغير… مش عارفة إذا كان خوف ولا رغبة غريبة إنها تشوف وشه وهو مش في دور المجرم.


 

_____________________



#الحلقة_19

#في_أول_طريقي

#الكاتبة_شيماء_صبحي


جاسر بص عليها ثواني طويلة، كأنه بيحاول يفهم هي ليه مصرة كده، وبعدها لف ناحية راضي وقال:

جهز العربية"


ليلى اتكلمت بسرعه وهي بتقرب خطوة:

لا مش مستاهله عربيه،البحر شكله مش بعيد،احنا هنتمشي احسن.


جاسر هز راسه وقال:

يبقى راضي هيجي معاكو.


ليلى برفض:

لا حابين نكون لوحدنا ..او!! سكتت وجاسر فضل مركز معاها،وهي خجلت جدا منه.


فا حس بسعاده غريبه جواه،كأنه فهم انها عايزاه هو.


جاسر اتكلم:

خلاص روح انت يا راضي كمل شغلك،وانا هروح معاهم ،علشان لو واحده فيهم عملت تصرف واحد غلط،اعرف اتصرف معاها.


ندى بصت لليلى بدهشة،مش مستوعبه انه وافق بالسرعه دي،وليلى كانت بتحاول تمنع ابتسامتها من الظهور، بس جواها حاجة كانت بتتغير… مش عارفة إذا كان خوف ولا رغبة غريبة إنها تشوف وشه وهو مش في دور المجرم.


 راضي مشي وسابهم وقبل ما يخرج خطف نظره سريعه على ندى،اللي كانت هاديه كالعاده.


وبعد دقايق نزلوا سوا من الفيلا، والجو كان دافي والنسيم جاي من ناحية البحر.


ندى كانت بتضحك بخفة وهي مش مصدقه انها اخيرا هتشوف البحر بعد كل الوقت دا،وليلى ماسكه الكرسي وبتزقه في طريقهم للبحر، 

كانت كل شوية تبص على جاسر اللي ماشي وراهم بخطوات ثابتة، عيونه عليهم بس مفيهاش نفس القسوة المعتادة.


الطريق كان هادي، أصوات الموج بدأت تبان، وليلى أول ما شافت البحر، وقفت مكانها كأنها نسيت الدنيا كلها.

قالت بصوت خافت:

  ياااه،دانا نسيت البحر شكله عامل إزاي.


ندى ابتسمت على كلامها، لكن جاسر بص ليهم وقال بنبرة فيها جدية بسيطة:

  نص ساعة، وهنرجع.


ليلى ما علقتش، خلعت الحذاء ومشت حافية على الرمل. إحساس البرد الخفيف تحت رجليها، رجعها لحياة كانت علي وشك تنساها.


جاسر وقف يتفرج عليها من بعيد، وهي بتحاول تساعد ندى تقرب للمية، وافتكر ذكرى حلوة ليه وهو صغير… قبل ما الحياة تغيره بالشكل دا.


ندى اول ما لمست المايه بإيديها حست بسعادة كبيرة،وفجاه بصت على اخوها،خطفت نظره سريعه مليانه حزن ،بتتمني من قلبها انه يسامحها ويبدأو صفحه جديده مع بعض.


ليلى لما شافته ساكت قربت منه واتكلمت بخفه:

مش حابب تجرب.


 هز راسه بالرفض وهو بيبعد عنها وبيولع سيجارة :

كفاية عليا اراقبكم.


ليلى رجعت تبص له، وقالت بصوت مليان دفء:

يمكن لو قربت منه،يعجبك.


هو بص لها،وقال ببرود:

البحر غدار… وأنا مش بحب الغدر.


ردت بسرعة، من غير ما تفكر:

مش في كل الحالات،هو بيكون غدار لما بننزله في الوقت الغلط،يعني لما بيكون غضبان وموجه عالي،بيدمر اي حاجه بتلمسه،لكن في وقت ما يكون هادي،بيسمحلنا نقرب منه وكمان بيخلينا نستمتع بيه .


كلامها لمس فيه حاجة مدفونة، فضل ساكت يبصلها وهيا رجعت قربت من ندى..وسابته واقف يبص عليهم من بعيد وهو مش فاهم ليه لحد دلوقت سايبها معاهم بتأثر عليه كده.


ندى كانت مستمتعة بالموج اللي بيغسل أطرافها، وليلى وقفت جمبها بتبص على البحر من الداخل،وفجاه حست بوجوده وراهم،نظراته مليانه تردد كبير،انه يحافظ على ثباته او يكسره وينزل معاهم.


قبل ما يتحرك خطوه ،صوت تيلفونه رن،  

 جاسر طلع الموبايل، لمح اسم راضي على الشاشة، بس بعد لحظة التردد ، نظر للبحر وليهم…ورد بهدوء .


راضي اتكلم بسرعه وجاسر لما سمع كلامه ملامح وشه اتبدلت للغضب.


اتكلم بهمس:

اتصرف واجهزوا كل حاجه هتخلص النهاردة.

قال كلمته بصرامه وقفل المكالمة وهو عينيه لسا عليهم.


الموج كان بيقرب منهم، وندى ضحكت وهي بتبلل أطراف إيديها من تاني، وليلى بصت لها وقالت بخفة:

الموج مخليني احس اني حرة مش مخطوفة؟


ندى ضحكت وليلى قربت اكتر منها وهزرت معاها،ضحكتهم كانت بسيطة، لكن دخلت في ودان جاسر بشكل غريب…


بص ليهم، حس بحاجة بتضايقه، حاجة مش فاهمها.


مد خطوة ناحية البحر، كأنه هيجرب يشاركهم اللحظة، بس أول ما الموج لمس طرف جزمته…

وقف.


اتجمد في مكانه، وشه اتغير، ملامحه شدت، وصدره طلع ونزل بسرعة كأنه بيحارب نفسه.

حس إن اللحظة دي مش بتاعته…وإنه مينفعش يعيشها.


لف فجأة وقال بصوت حاد:

كده خلاص…يلا هنرجع.


ليلى اتفاجئت وقالت بسرعة:

لييه؟احنا مكملناش عشر دقايق؟


رد من غير ما يبصلها،وصوته كان مليان عصبية  شديدة:

قولت هنرجع ومش عاوز اسمع صوت واحده فيكم !


الهدوء اللي كان على البحر اختفى، والجو بقى تقيل كأن الموج نفسه حالة اتبدل.

ندى اتلبخت وقالت بهدوء:

ماشي يا جاسر، زي ما تحب.


ليلى بصت له بثبات لحظة، كانت عايزة تفهم هو اتعصب ليه، بس تراجعت لما شافت نظرته.

محدش اتكلم، وكلهم اتحركوا في صمت ناحية الفيلا.


جاسر كان ماشي قدامهم، صوته الداخلي بيجلده:

أنا إيه اللي كنت ناوي أعمله؟ أضحك؟ وأشارك؟ أنا مش زيهم… مش زيهم أبداً.


____________________________


شروق كانت وصلت قدام شقه مدام سوسو وخبطت على الباب بخفه،انتظرت ثواني والباب اتفتح.


اول ما شافتها المدام سلمت عليها بحماس.


شروق لما حضنتها حست براحه،دخلوا الاثنين مع بعض وقعدوا في الصالون.


وقبل ما شروق تتكلم او تنطق بحرف،قامت سوسو بسرعه ودخلت المطبخ ورجعت وهيا شايله صينيه كبيره مليانه باكل خفيف وحلويات وفاكهه.


شروق شكرتها وكانت مبسوطه باستقبالها،وسوسو كانت بتبص عليها بفضول،عاوزه تسمع هي عاوزاها في ايه.


شروق اخدت نفسها بهدوء وبصوت هادي لكنه حزين اتكلمت:

في الحقيقه انا ملقتش اي حد اعرفه ممكن اتكلم معاه في حاجه زي دي،كانت ليلى اللي بتسمعني ،بس الظروف مسمحتش المره دي،فملقتش غيرك اروحله.


سوسو مسكت ايديها وطبطبت عليها وقالت بحنيه:كل حاجه هترجع احسن من الاول،،قوليلي انتي بس مالك .


شروق دموعها نزلت غصب عنها وقالت:قلبي محروق يا مدام سوسو،اللي حصل الفتره دي مش سهل عليا خالص،لا وكمان معتز طلع واطي اووي،مكنتش متخيله انه هيعمل فيا كده واني اهون عليه بالشكل دا.


سوسو ضمت حاجبها بزعل وشروق بدات تحكيلها عن اللي حصل،وبعدما شرحت كل الحوار،سوسو اتكلمت بعصبيه:الحيوان،هو فاكر ان ملكيش حد يقفله ولا ايه؟


شروق قربت عليها وحضنتها بزعل،وسوسو في الوقت دا كانت مصدومه،اول مره حد يحضنها بالشكل دا من فتره كبيرة.

 

شروق كانت بتبكي بقهر،وسوسو بدات تطبطب عليها بحنيه،وبعد ما هديت شويه بعدت عنها وسالتها بفضول:

هو انتي عايشه هنا لوحدك ولا ايه؟


سوسو سكتت لحظة وبعدها قالت:

ايوا ،بعدما جوزي الله يرحمه توفى وانا عايشه هنا لوحدي!!


شروق زعلت علشانها وسالتها:

طيب بناتك فين،انا كنت سمعت قبل كدة من ليلى انك مخلفه بنتين زي القمر.


سوسوعيونها دمعت لما جابت سيرة بناتها،اخدت نفس طويل وقالت:

فعلا انا كان عندي اجمل بنتين في الدنيا،بس هي الحياة كده يا بنتي.

شروق ضمت حاجبها بزعل:

ايه اللي حصلهم.


سوسو:هما كويسين الحمدلله،بس متجوزين وعايشين برة مصر،وانتي بقى فاهمه الدنيا،تلاهي،وهما مشغولين بأطفالهم وبحياتهم.


شروق مسكت ايديها بحزن وقالت:انا اسفه مكنتش اعرف،بس المفروض برضوا انهم يتواصلوا معاكي ويجوا يشوفوكي.


سوسو ضحكت ومسحت دموعها وقالت:انا مش زعلانه منك،وهما انا عارفه انهم مضغوطين،فمش حابه اضغط عليهم اكتر…


شروق ضمت حواجبها وردت:طيب انتي ليه مكونتيش صداقات ،على الاقل يكونوا ونس ليكي!


سوسو ردت بنبره هاديه لكنها عميقه:أنا بقيت بخاف أفتح قلبي لحد، كل مرة بعمل كده قلبي بيتكسر.


اتنهدت وكملت:عموما سيبك مني ،انا فرحانه انك جيتي ،انا مكنتش هنزل النهارده الصالون،ف فرصه حلوه انك هنا علشان تونسيني.


شروق ابتسمت وهزت راسها،وسوسو بدات تقدم ليها الاكل وكانوا مبسوطين بقعدتهم مع بعض،كانهم يعرضوا بعض من سنين .


______________________________

في الفيلا.


وصل جاسر و وراه ندى وليلى ماسكه الكرسي وبتساعدها، الحراس اللي كانوا مشيوا بأمر من جاسر رجعوا تاني أماكنهم، ملامحهم كانت جامدة كأنهم تماثيل.


راضي كان واقف عند المدخل، أول ما شاف جاسر وقف مستقيم، لكن عينه غصب عنه راحت على ندى.

النظرة كانت سريعة، بس مش خافية.


ندى ما لحقتش تلاحظ، لكن ليلى شافت كل حاجة.

عينيها اتحركت بين الاتنين، واخدت بالها ان ندى مش واخده بالها من نظرات راضي ليها،اللي واضح انها مش مفهومه،نظرة ممكن تعمل مصيبة لو اتفهمت غلط.


جاسر قرب بخطوات سريعة، صوته كان حاد وهو بيقول: كله جاهز؟


راضي بلع ريقه ورد بسرعة:

جاهز يا باشا. 

راضي كان صوته مهزوز شوية وهو بيرد.


جاسر ما انتبهش لتوتره، كان باين عليه الإرهاق والتفكير.

وقف قدامه وقال بنبرة حاسمة:

 عاوز شوية حراس ينتشروا حوالين الفيلا ويكونوا فايقين مش عاوز اي غلطه.

راضي:

حاضر يا باشا.

جاسر بنظرة حادة:

 خلي بالكم،وأي حركة غريبة تبلغني فورًا،تمام.


راضي هز راسه ومشي بسرعة وهو متوتر، وجاسر وقف مكانه ثواني، عينه راحت ناحية ليلى وندى.

قال بصوت غليظ: 

انتوا الاتنين تعالوا معايا.


ليلى وندى تبادلوا نظرة قصيرة، وبعدها اتحركوا وراه.


خطواتهم في الممر كانت تقيلة، وليلى حاسة بدقات قلبها بتزيد كل ما تقرب منه.

ما كانتش عارفة هو ناوي على إيه، بس إحساس غريب كان محاوطها.


وصلوا عند أوضة ندى، جاسر نادى على واحدة من الخدم وقال بصوت واضح:

خديها وساعديها ترتاح.


البنت قربت من ندى، اللي كان باين عليها علامات التعب، ومشيت بيها.


أما ليلى، ففضلت واقفة مكانها.


جاسر التفت ليها وقال بنبرة هادية لكنها تقيلة:

 تعالى ورايا يا ليلى.


هزت راسها ومشيت وراه لحد ما دخلوا مكتب كبير، جدرانه غامقة، والإضاءة خافتة.


جاسر قفل  الباب وراه بهدوء، وبص لها من غير ما يتكلم.

هي حست بتوتر غريب، مش عارفة هو ناوي على إيه.


قطع الصمت وقال بصوت واطي لكنه حاد:

انا فكرت كويس… واخدت قرار يخصك.


ليلى باستغراب ،،ردت:

قرار؟


جاسر بجديه صارمة: 

انا قررت انك هترجعي بيتك،وجودك هنا بقى خطر علينا.


اتسعت عينيها من المفاجأة وقالت بسرعة:

انت بتتكلم بجد؟

جاسر بهدوء :

أيوه، بس في شرط.


ليلى سكتت،وقلبها كان بيدق بسرعة، بصت له نظرة سريعه وقالت بحذر:

شرط ايه؟


ابتسم ابتسامة خفيفة لكنها كانت أقرب للقسوة، وقال:

انا لازم أضمن إنك مش هتعمليلي مشاكل… ولا هتفتحي بقك بكلمة واحدة عن اللي شوفتيه هنا!.


استغربت وردت بقلق:

وايه اللي هيضمنلك حاجه زي دي؟  


اتكأ على مكتبه، وقال ببساطة مرعبة: 

همسح ذاكرتك.


الهواء اتحبس في صدرها، وبصت له بعدم تصديق: 

إيه؟"


جاسر ببرود:

 زي ما سمعتي، عندي دكتور يقدر يعمل دا، يغيب كل حاجة من دماغك وكأن مفيش حاجة حصلت!


ليلى بصدمه وصوت عالي:

  انت مجنون؟!

جاسر مسك اعصابه من الغضب لكنه رد: 

بالعكس… انا حذر.


خطت خطوة ناحية المكتب وهي بتتكلم بعصبية:

يعني بعداللي عملته فيا دا كله ،مش مكفيك؟


جاسر : 

ذكرياتك عني وعن اللي عيشتيه هنا لازم تتنسى،وبعدين دا مش قرار دا أمر.


 

ليلى وشها احمر من الغضب،قربت منه ورفعت ايديها ليه بتحذير:

مش هسمحلك تعمل اللي بتقوله دا،انت لو فاكرني ضعيفة تبقى غلطان!


جاسر بص لايديها بسخريه وهي كانت هتخرج لولا ايديه اللي مسكتها:

انا لسا مخلصتش كلامي؟


ليلى كانت هتبكي من اللي قاله،لكنها مسكت اعصابها وبصتله بحزن :

انت ليه بتعمل كدة؟ ليه بتأذي كل اللي حواليك بالشكل دا؟  


جاسر كان بيسمع كلامها وساكت،ليلى من قهرتها بكت ووقتها جاسر حس باحساس غريب،اول مره يحس ان قلبه اتحرك،صعبت عليه لما شاف دموعها،والغريب انه حس بوجع في قلبه.


ليلى مكنتش قادره تهدى،كل تفكيرها ازاي تمشي من المكان دا،وتنسى كل اللي حصل،لكن بإرادتها.. مش هتسمحله يعمل اللي بيقوله !!


جاسر ساب ايديها وبعد خطوه عنها،وليلى قربت من كرسي من اللي موجودين وقعدت عليه وحطت ايديها الاتنين على وشها وصوت عياطها كان بيزيد.


جاسر كان واقف مصدوم ،عاوز يقرب منها لكن رجليه مش قادره تتحرك،فضل ثابت مكانه يبص عليها، لحدما هديت ومسحت كل دموعها وقربت منه تاني.


ركزت على ملامحه الحاده واتكلمت:

انا مش هقدر اعمل حاجه زي دي،انا حياتي مش لعبه في ايدك،كان ممكن نتفق على اي حاجه تانيه،لكن حاجه زي دي مش هسمحلك تعملها.


جاسر رفع حاجبه وسكت،وليلى كملت كلامها وكانت مخنوفه وهي بتتكلم :

انا زهقت من وجودي هنا،ارجوك رجعني لحياتي من غير ما تأذيني أكتر من كده.


جاسر سكت،ملامحه اتبدلت للحظة كأنه اتوجع ،بس بسرعه رجعت ملامحه الحادة وقال ببرود: 

 خايفه؟ متقلقيش مش هتحسي بحاجة!!!


 اتصدمت ليلى من رده،اللي وجع قلبها واتأكدت انه مش هيتغير ..كلامه خلاها بقت مصره انها تخرج من المكان دا مهما كان الثمن.


جاسر قرب منها خطوة، عيونه مسابتهاش لحظة، وبعد سكون طويل قال بصوت واطي بس حاد:

أنا بطلت أثق في أي حد، وانتي أكتر واحدة بتثبتيلي إن عندي حق…سكت ثانية، كأنه بيحارب فكرة جواه قبل ما يكمل بنفس البرود: 

علشان كده… ما تتوقعيش إني هصدق دموعك أو كلامك العبيط ده.

 

الليلة دي الدكتور هييجي… واللي حصل هينتهي من غير وجع دماغ.

قالها وهو بيحاول يقنع نفسه إن القرار ده صح، رغم إن حاجة جواه كانت بتصرخ توقفه.


فضل باصص عليها مستني يشوفها بتمنعه وبتتحداه لكن سكوتها وجعه أكتر من أي كلمة ،وخلاه متمسك أكتر بالقرار اللي اخده.

__________________________




#الحلقة_20

#في_أول_طريقي

#الكاتبة_شيماء_صبحي

بعد صمت طال بينهم ،بيمد جاسرإيده للتليفون اللي على المكتب، وبيتصل على واحد من رجالته.

صوته كان هادي،لكنه مليان بغضب مكتوم:

تعالى مكتبي حالا.

 الشخص اللي معاه على التيلفون رد بالإحابه وجاسر نهى المكالمه من غير ما يبص على التليفون.

ليلى فضلت تبص عليه بصمت ،مكانتش قادره تتكلم ،اكتفت انها تبص عليه وهي ساكته.


بعد ثواني معدوده ،الباب اتفتح والراجل دخل بهدوء.

جاسر طلب منها تخرج وتقف برا،ليلى نفذت كلامه من غير ما تنطق بحرف وخرجت لكن قبل ما تقفل الباب ،بصت عليه نظرة واحدة بس ،رمقته بيها قبل ما تختفي من قدام عينيه….نظرة كلها كره وضياع.

جاسر فضل ثابت، الباب اتقفل وهو بص علي الراجل اللي قدامه وقال:

رجعها اوضتها،واقفل عليها بالمفتاح ، اولرما اديك اللشارة افتحلها الباب تاني.

الراجل هز راسه وجاسر شاورله يخرج وقبل ما يتحرك الراجل جاسر قاله:

اطلب منها تنفذ كلامك من غير ما تلمسها،انت فاهم؟


الراجل باحترام:

حاضر يا باشا،تحت أمرك .

جاسر شاورله يكمل طريقه ويخرج،ولما الراجل قفل الباب جاسر ظهر على ملامح وشه البرود كالعاده،سحب نفس عميق، وبدأ يخلع الجاكيت ،وملامح الانزعاج من الالم اللي كان حاسس بيه ظهرت فجأة على ملامحه، لما شاف الدم ناشف بس أثره باين.

الجرح اللي في دراعه،كان بيحرقه، بس الوجع الحقيقي كان في مكان تاني…،، موجود في قلبه اللي رافض انه يسمعه.

راح ناحية المراية،وقف قدامها يشوف نفسه اللي بقت شبه غريبة عليه.

عيونه حمرا، وتعبان، بس ملامحه لسه ماسكة في القوة…

زي جبل واقف في وش الريح، حتى لو بيتفتت من جوه.

همس لنفسه وهو بيلبس الجاكيت تاني:

 الضعف مش اختياري… ولا الندم..انا جاسر العاشيري،قائد الرايه الحمرا اللي مافيش اي حاجه تهزه ولا تأثر عليه.

(في الحقيقة مهما حاول يقنع نفسه إنه حجر، كان عارف إن الحجر ده اتشقق من جوه لما بص في عيونها)


لف جاسر وشه ناحية المكتب، مد إيده وشال الولاعة، شغلها وولع سيجارة وهو بيبص لنقطة فاضية في الهوا، وصوته طالع بنغمة هادية بس فيها وجع مكبوت:

 كلهم بيغلطوا لما يفتكروني حجر… الحجر بيتكسر، وأنا لا.

سحب نفس دخان طويل، وبعدها طفى السيجارة في الطفاية بقوة، وكأنه بيطفي غضبه معاها.

راح ناحية الشباك، بص لتحت يشوف رجالته اللي بيتحركوا كعادتهم بنظام، بس هو حاسس إن النظام ده بدأ يتهز، وإن الخطر أصبح محاوطة من كل الإتجاهات!

مسك التليفون باختناق، واتصل براضي.

جاسر: انت فين؟”

راضي: تحت يا باشا، كنت بدي الرجاله الاوامر.”

جاسر: تمام، خلص بسرعه وتعالى لي، عايزك في كلمتين.”

راضي بتردد بسيط: حاضر يا باشا.

قفل جاسرالتليفون، وفضل ساكت… عيونه رايحة ناحية الباب اللي خرجت منه ليلى.

السكوت اللي كان مالي الأوضة بقى خانق.

حاول يطرد صورتها من دماغه وهي بتبصله النظرة الأخيرة دي…نظرة كلها كره، بس جواها وجع كبير.

بعد وقت مش كبير دق الباب بخفة، فاستدار جاسر وقال بحدة: ادخل.”

دخل راضي، وهو واقف مستقيم اتكلم: 

أوامرك يا باشا؟

جاسر بصله لحظة طويلة وقال بنغمة غريبة، فيها هدوء مصطنع:

 عايز أعرف هما وصلوا لفين، ودياب ورجالته بيتحركوا منين.

راضي: الفريق لسا ماتحركش ولكن دياب انا هتابعهم حالا وهبلغك.

جاسر بصله بتركيز، كأنه بيراجع قراره ،بعد صمت ثواني اتكلم :

انا عاوز اعرف توانا اخت دياب فين دلوقت!!

جاسر سكت لثواني وخرج تيلفونه من جيبه وبعد ما قلب فيه شويه بص لجاسر وقال:

هنا في الاسكندريه،في حي سموحه.

جاسر هز راسه وراضي ساله بفضول:

هو انت بتفكر في اللي انا بفكر فيه ولا إيه؟"

جاسر بصله وهز راسه وبهمس قال:تقريبا."

راضي قرب منه وهو بيساله تاني:

طيب انا محتاج اتكلم معاك بصفتي صاحبك قبل ما اكون مساعدك.

جاسر سمحله يتكلم وراضي اتنهد وقال:

انا شايف ان عرض چاك احسن بكتير،لو نفذت اللي في دماغك هتحط العين عليك واحنا مش ناقصين مشاكل.

جاسر ابتسم بخفه ورد عليه:

وانت فاكر اني هروح اقولهم ان انا اللي عملت كده،انا ماليش علاقه،اخت وقتلت اخوها علشان هو كلب ويستاهل.

راضي رد بجنون:

طيب ازااي؟

جاسر بصله بنص عين : 

في طرق كتير ليها تخلص عليه من غير ما تعرف هي السبب.

راضي نابع كلامه بزهول وجاسر كمل:

هتسمه من غير ما تاخد بالها،هي غبيه وانا لو اقنعتها اني بحبها ودخلت عليها بحوار ،هتنفذلي كل اللي انا عاوزه.


راضي للحظة خاف،لان لو خطتهم فشلت ودياب عرف الاتفاق ممكن يردها لجاسر في ندى.


اتكلم بحذر وقال:

طيب يا جاسر انت واثق من قرارك!

جاسر بسخريه:انت خايف ولا ايه،اجمد كده؟


راضي كان متردد،،جواه  خوف كبيرعلى ندى،مش مستعد يضحى بيها،رد على جاسر وقال:

ماشي يا جاسر،اللي انت عاوزه،تحب اكلمها ولا تروحلها انت بنفسك.


جاسر:لا عاوزه اعملهالها مفجأة،هاتلي عنوانها بالظبط وانا هروحلها بكره.

راضي هز راسه،وقال:

تمام يا جاسر تحت امرك،محتاج مني اي حاجه تانيه؟

جاسر هز راسه بلأ وراضي خرج من المكتب بهدوء .

 ___________________________

عند ليلي

الحارس طلب منها تدخل الاوضه بكل هدوء ،ليلى سمعت كلامه ودخلت ،بعد دقايق سمعت صوت قفل الباب من بره،اتصدمت ووقفت مكانها ثواني مش قادرة تستوعب.

عنيها بتلف في الأوضة وللحظة افتكرت اول مره حبسها فيها،،لما كانت ولاول مره تحس بالرعب الحقيقي،عيونها دمعت برهبه .

قربت من السرير وقعدت عليه ببطء، دقات قلبها كانت سريعة جدا كأنها بتجري بدالها.

حطت إيديها على وشها وقالت بصوت مخنوق:

 أنا لحد إمتى هفضل كده؟ ساكته ومش قادره انقذ نفسي،لحد إمتى هو اللي يقرر وأنا اللي أنفذ كلامه؟

قامت وبدأت تلف في الأوضة، دماغها مش ساكتة، بتفكر في كل اللي شافته منه النهارده…

في عيونه وهو بيبصلها، في طريقته اللي فيها وجع متغلف بغرور.

في حاجة فيه بتشدها، وحاجة تانية بتوجعها.

قامت راحت ناحية الشباك، حاولت تفتحه لكن لقت الحديد مقفول عليه من بره.

ضربت بإيدها عليه بعصبية، وبصوت عالي قالت:

افتح الباب! مش هسمحلك تحبسني تاني!

مافيش رد، غير صوت الهوا اللي بيخبط في الزجاج.

قعدت على الأرض، ضهرها على الحيطة، وعنيها اتغرقت دموع.

قالت لنفسها وهي بتهمس:

 انا لازم اهرب من هنا،كنت بخاف منه ليه؟انا مش ضعيفه!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الوقت كان بيعدى بسرعه،القمر ظهر في السماء،بيدل ان النهار خلص ودا وقت الليل..

كانت ليلى نايمه من تعبها من العياط،قامت بخضه من بعد ما حلمت حلم وحش،،بصت حواليها بزعر، وقامت بسرعه قربت من الباب،مسكت الاوكره وغمضت عينها، معتقده انها هتلاقيه مقفول لكن الصدمه،ان الباب اتفتح.

ليلى فضلت تبص علي الباب بصدمه، قالت بهمس:هو نسي يقفله؟ ولا دي لعبة جديدة منه؟


التردد كان باين عليها،لكن بعد لحظة ،اخدت نفس وبعدها راقبة الطرقه،الهدوء اللي كان في المكان زاد خوفها بدل ما يطمنها .

اتحركت بالراحه  لطريق السلم،وقلبها بيدق بعنف،صوت انفاسها كان واضح من الرعب،وخطوات رجليها كانت بتتحرك بصوت خافت.


في نفس اللحظة كان سامح ورجالته وظباط من قسم شرطة العامرية،كانوا في طريقهم لكينج مريوط،هدفهم كان اخر مكان وقفت فيه العربيات المجهوله.


في الفيلا،ليلى كانت مستغربه الهدوء الغريب،كانت شاكه ان دا هدوء ما قبل العاصفه،وان اكيد في حاجه مستخبيه.


بس بعد وقت قررت تتجاهل افكارها،واتحركت في اتجاه بوابة الفيلا،وقبل ما تخرج فجأة اصوات رجاله جاسر كانوا جايين في طريقها،من الخضه استخبت ورا شجره من اللي في الجنينه.


الرجاله كانوا بيتكلموا مع بعض،وبيتفقوا على تبادل الدوريه ،وفي وقت انشغالهم قررت ليلى تتجرأ وتتسحب وتعدي من وراهم،علشان تقدر تخرج من الڤيلا.

ومع اول محاوله،اتراجعت بسبب الخوف،لكن في تاني مرة قدرت ليلى تتسحب وتخرج من بوابة الفيلا المفتوحه وتختفى من قدامهم بسرعه…ولحدما بعدت عنهم بدأت تجري بسرعه شديدة في الطريق المعاكس ليهم،مش مصدقه انها فعلا قدرت تهرب منه ،من غير ما تلاقيه قدامها وبيمنعها زي كل مرة.

_________________________

في نفس اللحظة كان سامح ومعاه فريق من الشرطة اللي في المنطقة ، قريبين من خط الڤيلل،وهما سايقين فجأة النور اتقطع،والجو حواليهم بقى ضلمة ،اتضروا يشغلوا كشافات العربيه.

العربيات كانت ماشية بسرعة متوسطة، لكن فجأة ظهرت قدامهم بنت من وسط الظلمة بتجري بسرعه… السواق صرخ وهو بيحاول يفرمل لكنه داس بنزين بالغلط،وخبط البنت،سامح اتدخل بسرعه وفرمل العربيه مكانه قبل ما كان يدوسها.

السواق كان مصدوم لكن باقي القوة نزلوا بسرعه علشان يطمنوا على البنت..

سامح قرب منها وقلبه بيخبط في بعضه، البنت كانت فقدت وعيها تمام وهدومها من الاصتدام اتخربشت واتقطع منها اجزاء  والدم ظهر علي هدومها بوضوح .

سامح  كان متوتر جدا من الللي حصل،لكنه بسرعه عدل جسمها علشان يشوفها،و لحسن حظه ان الكهرباء رجعت من تاني،وشافها بوضوح،،واول ما بص علي ملامحها اتصدم!!

قال بصوت واضح من قوة الصدمه:ليلى؟

اتنفس بارتباك وقال بسرعة للي معاه:بسرعة! خلونا ناخدها للمستشفى ،دي هي! دي البنت اللي بندور عليها!

رجال الشرطة اتحركوا بخطوات سريعة، وساعدوه يدخل ليلى في العربيه.


سامح بص علي ظباط قسم العامرية واتكلم بجديه:انا هاخدها على المستشفى،بس اكيد العصابه موجوده هنا،اقلبوا المكان حته حته،لازم نمسكهم ،مش لازم يفلتوا من ايدينا.

الظباط اتحركوا بعد رمي التحيه العسكريه،وسامح ركب بسرعه العربيه و قعد جنبها، متردد يقرب منها، مش مصدق انه لقاها وإنها فعلا قدامه.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كان في صوت جواه بيقول له إنها مش ممكن تكون خرجت من المكان دا بسهولة،…بس دلوقتي، وهو شايفها، كل اللي كان عايزه إنها تكون بخير.

بعد نص ساعة، كانوا في مستشفى كينج مريوط.

ليلى اتنقلت لغرفة الطوارئ، والدكاترة بدأوا فحوصهم.

سامح واقف ورا الإزاز، عينه متعلقة بيها، والقلق بيأكل فيه.

الدكاتره قدروا يعالجوا الجروح السطحيه اللي في جسمها،وحاولوا يفوقوها لكن مفقاتش كانها مش عاوزه تصحى،،الدكتور طلب نقلها لقسم الاشاعه ضروري،لانه شك ان يكون عندها كسر داخلي في المخ!

وبالفعل نقلوا ليلى فورا تعمل اشاعه مقطعيه للمخ،وبعد وقت كانت ليلى انهت كل الفحصوات المطلوبه ورجعت تاني لغرفه الطوارئ،وهي مازات فاقدة الوعي.

(الوقت كان بيعدي والساعه اصبحت الثانية منتصف الليل)

الممرضة دخلت الغرفه بعد وقت وقالت للطبيب المسؤول:

 يا دكتور، الأشعة جاهزة.

الطبيب طلع الملف بسرعة، وبعد ما بص عليه، ملامحه اتبدلت ،قرب من خزنه الادويه وخرج منها حقنه معينه وحقنها في دراع ليلى،وبعدها طلب من الممرضه تفضل معاها تتابع حالتها لحدما تفوق.


وبعدما انتهى،خرج ل سامح.. علشان يطمنه وقال:

 الحادثة كانت قوية، ودا سبب عندها ارتجاج في المخ أثر على مركز الذاكرة، ممكن تكون فقدت ذاكرتها مؤقتا.

سامح بصله بدهشة: يعني مش هتفتكر أي حاجة؟

الطبيب بهدوء:

في الغالب لأ، بس دي حاجة مؤقتة، ومع الوقت ممكن تفتكر كل حاجة واحده واحده ،اهم حاجه انها تحاول متضغطش على نفسها نهائي وتحافظ على هدوئها .

سامح رجع ببصره ناحية الإزاز،وشافها وهي لسا نايمه واتكلم:طيب هي هتفوق امتى.


الطبيب بص في ساعته ورد: بالكتير ساعتين،هي جسمها محتاج يهدى بعد الخبطه القويه..  

سامح هز راسه والطبيب سابه ومشى يكمل شغله..

الممرضه اللي كانت مع ليلى الغرفه بصت على سامح من خلال الزجاج،وبعدها خرجت له وقالت:احنا عالجنا كل جروحها الخارجيه،بس الافضل ان حضرتك تجيب ليها هدوم بدل هدومها اللي اتقطعت،علشان لما افوق تلاقي حاجه تلبسها.

سامح هز ااسه والممرضه بصت له بصة اعجاب وبعدها دخلت تاني غرفه ليلى.


سامح كان بيبص على ليلى منوخلال الزجاج وهو محتار،يتصل على شروق يبلغها باللي حصل،ولا يصبر ويروح هو يتصرف ويجيب ليها لبس.

بعد وقت سامح خد قراره،واتحرك خارج المستشفى،لكنه وقف مكانه حراس قدام الغرفه بتاعها.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في فيلا جاسر وصلوا باقي الفريق،اول ما شافوا اسم صاحب الفيلا رنوا الجرس،دقايق وبنت من الخدم فتحت الباب.

اتكلم القائد بتاعهم وقال:انا المقدم رفعت الاباصيري،معايا اذن بتفتيش المكان.


البنت لما شافتهم اتخضت لكنها حافظت على ثباتها،اتكلمت قبل ما تتحرك للداخل:اتفضلوا.

دخل الفريق،وانتشروا في المكان،واستغربوا ان المكان فاضي،وبعد تفتيش رجعوا للبنت واتكلم الظابط:هو مافيش حد عايش هنا.

البنت ردت بهدوء:لا يا باشا،اصحاب الفيلا مسافرين.

الظابط هز راسه وسالها تاني:انتي عايشه هنا؟

البنت ردت بتوتر:لا يا باشا،انا شغاله هنا بس،وعايشه في بيتنا.

الظابط بص علي المكان بصه اخيرا وبعدها طلب من رجالته يخرجوا وبص عليها وقال:طيب خلي بالك على نفسك.

 البنت هزت راسها وقفلت وراهم الباب وهي متوتره،قربت منها زميلتها وهي بتسالها بخضه:في ايه؟مين دول؟

البنت سالتها بعصبيه:انتي كنتي فين؟

زميلتها ردت :انا كنت في الحمام،بس مين دول.

البنت بلعت ريقها :دول بيقلولو بوليس،دخلوا فتشوا المكان ولما ملاقوش حد مشيوا؟

زميلتها هزت راسها وقربت مسكت ايدها وقالت:تفتكري بيدوروا على ايه؟

البنت ردت بضيق.مع فش يا منه معرفش.


البنت رفعت حاجبها من اسبوبها ،بس طنشت واتكلمت بتوتر:طيب يلا خلينا نمشي،مفضلش غيري انا وانتي هنا،وانتي عارفه اني بخاف من الفيلا دي !!

البنت هزت راسها وقالت:طيب ،هي المدام مقالتش ليه اخدنا الاجازه المفجأة دي؟

زميلتها بتفكير:لا مقالتش،بس اللي سمعته،ان جاسر باشا صاحب الفيلا ،هو اللي طلب منها تعمل كده قبل ما يمشي هو ورجالته من هنا.


البنت ردت بتفهم:ااه ،طيب يلا نمشي بسرعه ،انا بخاف برضوا من المكان دا.

البنتين مشيوا مع بعض،اخدوا شنطهم،وبعدها خرجوا وقفلوا الفيلا بالمفتاح،وبعدها مشيوا علشان يروحوا.

_______________________

سامح كان وصل  لمحل ملابس حريمي كان لسا فاتح،دخل وهو بيبص على المكان بتركيز،قربت منه البنت اللي شغاله في المكان وسالته.تحب اساعد حضرتك؟

سامح انتبه ليها وهز راسه:عاوز هدوم لبنت في نفس جسمك كده.

البنت استغربت كلامه،لكنها هزت راسها وقربت من صف ملابس وبدات تعرض عليه موديلات مختلفه،لحدما جابت سوت حريمي واسعه،وقالت،دي شيك جدا في اللبس ومناسبه لكل الاوزان.


سامح عجبته السوت،هز راسه ليها بالموافقة وقال:خلاص هاخدها،بكام؟

البنت قالتله السعر وهو خرج فلوس من محفظته وحاسبها،وبعدها اخد منها السوت وخرج من المحل،ركب عربيته واتحرك من تاني للمستشفى.

__________________________

في المستشفى،كانت ليلى لسا نايمه،والممرضة كانت لفت دماغها بقطن وشاش مكان الجرح،وكانت حواليها بتتابع حالتها.

عدى وقت لحدما وصل سامح،وفي نفس اللحظة دي ليلى كانت بدأت تفوق..

اول ما قرب من الغرفه ،شافها وهي صاحيه،كانت عيونها تايهة مش فاهمة هي فين ولا تبقى  مين.

 قرب من الازاز وهو بيبص عليها وهمس لنفسه:كده القضيه اتعقدت يا ليلى!! في اللحظة دي، الموبايل بتاعه رن.

ظابط من الفريق بيتكلم بصوت جاد من الطرف التاني:

سامح باشا ، مفيش اي  أثر لوجود العصابة دي ، فتشنا الفيلات اللي موجوده ،فيلا فيلا،كلهم مقفولين واصحابهم مش موجودين،والباقي فيهم عائلات وبعدما دورنا موصلناش لحالجه.

والفيلات البعيده المنطقة كلها كانت فاضية كأن محدش عاش فيها من سنين.

سامح سكت، عينه لسه على ليلى، وبعدين قال بحسم:

 خلاص،ماشي يا رفعت باشا متشكر جدا لسيادتك.

رفعت ابتسم وشكره بس ساله بفضول : طمني على البنت، عاملة ايه ؟


سامح بص عليها ورد: البنت مش هتقدر تساعدنا دلوقتى ،حصلها ارتجاج في المخ اثر على مركز الذاكره وحصلها فقدان ذاكره مؤقت.

رفعت رد بصدمة :كده القضيه اتعقدت خالص ياباشا.


سامح بضيق:فعلا ،عموما احنا هنرجع تاني القاهره وهبقى ازور سيادتك في يوم تاني ونشرب القهوه مع بعض.

الظابط رد عليه بهدوء:ماشي يا باشا في رعاية الله.

سامح قفل الموبايل، واتنهد، وبص ل ليلى مرة أخيرة قبل ما يدخل أوضتها.

وقف عند بابها ثواني،وشه مليان مشاعر متلخبطة بين الراحة إنه لقاها… والمرارة إنه فقد الخيط الوحيد اللي كان ممكن يوصله للعصابه دي.

دخل بهدوء، وبصوت واطي قال:

 أنا الرائد سامح، متخافيش… انتي دلوقتي في أمان.

هي بصتله بعينين فيها براءة غريبة… وسألته بهمس:  أنا… مين؟

سامح حس إن قلبه اتقبض،ورغم كل اللي شافه في شغله، بس اللحظة دي كسرت فيه حاجه،مش قادر يتخيل رد فعل اختها لما تشوف حالتها.


اخد نفس ورد عليها:إنتي ليلى جابر من القاهره،كنتي مخطوفه هنا في الاسكندريه والحمدلله لقيناكي وانتي دلوقتي بخير.

ليلى سرحت لما سمعت كلامه،بتحاول تفتكر اللي حصل،لكنها فجاه صرخت من الوجع، ومدت إيديها على راسها وهي بتنهج..الدكتور لما سمع صوتها من بره جري بسرعه ناحيتها والممرضة حاولت تهديها.

أما سامح، فكان واقف في مكانه، مش قادر يتحرك،

صوته طلع بهدوء لكنه كان متأثر جدًا:

 اهدي يا ليلى، خلاص… انتي في امان. محدش هيقربلك تاني..

الدكتور قالها نفس الكلام:اهدي !!

عيونها كانت تايهة، كانها بتدورعلى حاجة تعرفها،بس مش فكراها..كل ما تحاول تفتكر، الألم بيزيد، والدموع تنزل أكتر.

قالت بصوت مبحوح، زي طفلة ضايعة: أنا… مش فاكرة حاجة… حتى اسمي غريب عليا.

الدكتور رد عليها:للاسف انتي بعد الحادثة حصل عندك ارتجاج في المخ ،اثر على منطقة الذاكرة ،وحصلك فقدان ذاكرة مؤقت.


همست بصدمة واستغراب:اييه،فقدت الذاكرة،وكمان عملت حادثة؟ 

بصت لسامح وسالته:هو انا كنت مخطوفه ولا عملت حادثة.

في اللحظة دي سامح قرب منها، وهو بيحاول يطمنها.

انتي كنتي مخطوفه من عصابه مجهولة،وانا الظابط المسؤل عن قضيتك،ولما كنا في طريقنا للمكان اللي فيه العصابه اللي خطفتك،فجأة ظهرتي من نص الطريق وانتي بتجري بسرعه،وخبطناكي بالعربيه.

ليلى دمعت وهي مش فاهمه ليه جواها الحزن الشديد دا..غمضت عينيها بتحاول تفتكر تاني كل اللي حصل،لكن الوجع كان شديد..

سامح لاحظ انها بتضغط على نفسها فقال: مش لازم تفتكري حاجة دلوقتي، خدي وقتك…وكل حاجة هترجع في وقتها.

بصت له، والارتباك لسه مالي ملامحها،سكتت ثواني، قبل ما تقول بصوت واطي:

 شكراً ليك إنك ساعدتني يا حضرت الظابط… بس هو أنا كنت فين بالظبط؟ وليه حاسة إني كنت بخاف اوي؟

الكلمة دي صدمت سامح ،حس إن اللي قدامه مش مجرد ضحية،دي بنت اتحرمت من أمانها،ومن نفسها كمان.

قرب منها وقال بجديه صادقة:

 متقلقيش يا ليلى… أنا هعرف كنتي فين، وهعرف مين اللي خطفوكي وليه،،مش هسيب حقك !

ليلى كانت سامعه كلامه بس مش قادره تنطق،هو كمل كلامه: المهم دلوقت اننا لازم نرجع القاهره،اختك هتموت من القلق عليكي.


ليلى بصت في عيونه بغرابه وقالت :اختي؟

سامح حرك راسه وسكت،لف للدكتور واتكلم،هي ينفع تخرج من المستشفى يا دكتور.


الدكتور هز راسه ورد:اه طبعا،انا بس هكتبلها علاج تمشي عليه،وبعدها هكتبلها اذن خروج.

سامح:شكرا يا دكتور،تعبتك نعانا.

الدكتور ابتسم:الشكر لله يا فندم.

 خرج دفتر رشتات من الدرج وكتبلها العلاج وبعدها كتبلها اذن خروج،وقبل ما يخرج،طلب من الممرضه تساعدهم وتهتم بالمريضه لحدما تخرج.


الممرضه ابتسمت بموافقه وقربت من سامح وهمست:حضرتك جبت الهدوم.


سامح هز راسه ومد ايديه بالكيس اللي كان ماسكه،وبعدها خرج،والممرضه قربت من الزجاج وشدت الستاره ،وبدات تساعد ليلى انها تلبس هدومها،وبعدما خلصوا،فتحت الستاره تاني ،وشاورت لسامح انها خلصت.

سامح قرب منهم وكان مجهز مبلغ للمرضه،اول ما قرب منها اداهولها،وبعدها قرب من ليلى وقال:هتقدري تتحركي دلوقت؟

ليلي حركت رجليها بوجع وبعدها قالت :هحاول.


سامح فضل ثابت مكانه وهي بدات تقوم بمساعده الممرضه،لحدما وقفت واتحركت بهدوء،سامح شاور لرجالته انهم هيتحركوا.

وبعدما خرجوا من المستشفى،ركبت ليلى العربيه،وسامح قرر انه هيسوق بنفسه ،وفريقه ركب عربيتهم واتحركوا كلهم للقاهره.

ليلى في الوقت دا  كانت تاييه مش فاهمه هي رايحه لفين،وسامح كان سرحان في طريقه،مش فاهم ليه اتأثر بالشكل دا..

_________________________

وهما في الطريق.

موبايل سامح رن..بص علي الاسم واتفاجئ ان شروق بتتصل عليه..بص على الساعه كانت ٥ صباحا..

فضل ثابت لثواني وبعدها رد..:الو؟

شروق اتكلمت بفرحه غريبه وقالت:قولي يا سامح باشا،انت لقيت اختي؟ صح؟

سامح بص على ليلي اللي كانت نايمه من التعب،ورجع بص علي اسمها على التيلفون وقال باستغراب:بتقولي ايه؟

شروق ملامحها هديت :بقول حضرتك لقيت اختي ؟وان انا قلبي مش بيكدب عليا؟

سامح هز راسه وقال بابتسامه :ايوا،الحمدلله لقيناها.

شروق فجأة صوتها اختفى،وسامح قلق،لكنه ابتسم لما سمع صوتها جاي من بعيد بتبكي وهي بتشكر ربناا وبتهمس:كنت عارفه انك مش هتخذلني…

سامح:الو،مدام شرووق؟

شروق مسكت الفون وردت:انا اسفه،اتفضل سمعاك.

سامح،ابتسم وكمل كلامه:احنا دلوقتي في طريقنا للقاهره،قدامنا بالظبط ساعه،ليلى هتكون معانا في القسم،لازم نخلص شويه اوراق وبعدها تقدري تاخديها وتروحوا.


شروق ردت بسعاده:شكراا،شكرا من قلبي يا فندم على كل حاجه..هو ابتسم وهي كملت:خلاص حاضر انا هستناكم في القسم.

قالت كلامها وقفلت المكالمه ورجعت سجدت على الارض من تاني وهي بتهمس بفرحه كبيره:

الحمدلله رب العالمين…اشكرك يارب.

_______________________

يتبع

لسا الاحداث ناار❤️‍🔥❤️‍

 اعرف توقعاتكم؟



بداية الروايه من هنا




لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه





تعليقات

التنقل السريع
    close