القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية قيود تنتظر الغفران البارت الخامس والسادس والسابع بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

رواية قيود تنتظر الغفران البارت الخامس والسادس والسابع بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية قيود تنتظر الغفران البارت الخامس والسادس والسابع بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


في السوق، هاجر راحت تشتري خضار.

ست كبيرة وقفت جنبها وقالت بصوت عالي:الله يبارك فيكم يا بتي… الجواز بدا يبان عليكم.... ايوا اكديه عيشوا حياتكم الدنيا مابتوقفش على حد واصل... 


هاجر اتخضت: تقصدي ايه ياخاله مفهماش منك حاجه واصل.... 


الست الكبيره: الناس كلها بتقول إنك وقفت جنب جوزك في الغيط… ربنا يديم المحبة..... اكديه لازم الست تتصرف مع جوزها... 


هاجر وشها احمر، قلبها دق بسرعة.

 محبة ايه؟! أنا ما…


الست ما كملتش تسمع، راحت تضحك مع اللي حواليها.


هاجر رجعت الدار وقلبها مشغول: لو يوسف سمع الحديت ديه… ممكن يبعد تاني... ولا يتعصب عليا..... يارب عديها على خير.. 


حسين كان في السوق برضه، وسمع كلام الستات.

وشه اتلون غضب: لاه… اكديه الدنيا بتقلب عكس اللي أنا رايده...... لازم حياه يوسف تبوظ والناس كلها تنقلب ضده ومحدش يقدره ولا يحترمه.... 


في الليل، استناه عند الساقية.


حسين: مساء الخير يا يوسف… اسمعني شوي رايد اقولك على حاجه ضروري... 


يوسف ضيق عينيه:خير يا حسين على المسا عايز إيه عاد؟


حسين: أنا جاي أنصحك… الناس بدأت تتكلم.... وقولت لازم تعرف الناس بتقول ايه فى ضهرك يا ولد عمي.... انت فى الاول وفى الاخر اخوي ومتحملش عليك كلمه واصل.... 


يوسف: تتكلم في إيه كمان؟ وانت تنصحني ههههه والله ضحكتني.. 


حسين: بيقولوا إن مراتك بدأت تحبك… وإنك نسيت سلمى. الناس لسانها طويل يا ابن عمي… بكرة ينسوا مرتك اللي ماتت، ويقولوا يوسف غدر بذكراها واتجوز أختها وعاش معاها كأن ما كانش في حب قبل اكديه...... او يمكن يكون كانت عينه على اختها من الاول علشان اكديه مصدق يتجوزها بعد ما ماتت مرته.... 


يوسف عض شفايفه، قلبه نزل لتحت.

سابه حسين ومشي وهو مبتسم بخبث.

من الليلة دي، يوسف رجع يسكت أكتر.

هاجر لاحظت إنه بطل يبصلها زي الأول، بطل يسألها عن سليم أو وليد بنفس الاهتمام.


في يوم، هاجر جمعت شجاعتها، راحتله وهو قاعد في الغيط.


هاجر:صباح الخير يا يوسف.... 


يوسف بيقاطعها: خير جايه ليه؟


هاجر بحزن: إنت اتغيرت اكديه ليه… إيه اللي حوصول؟


حسين: مفيش حاجة حوصولت ومتغيرتش ولا حاجه.... هو ديه اللى جابك على الصبح اهنيه.. 


هاجر: لاه يا يوسف… في حاجة.... وانا متوكده من اكديه كمان... 


يوسف بصلها بعصبية: وبعدهالك عاد.... بقولك مفيش، ما تخلنيش اعيد الحديت كذا مره......انا كلمتي بتتقال مره واحده بس وتتسمع ويترد عليها بنعم وحاضر سامعه؟! يلا غوري من اهنيه ومتجيش الغيط تاني واصل... برجع البيت مش بطير ولا ههرب... 


هاجر اتألمت، دموعها كانت هتفر من عينيها: واه واه هي حصلت تتحدت وايا اكديه..... أنا وقفت جنبك قدام الناس… ليه بتصدني دلوك؟ بقى ديه جزاتي يا يوسف... 


يوسف صرخ: ايوا جزاتك علشان انا مطلبتش منك تقفى جمبي واصل....وعلشان ما يتقالش إني نسيت مراتي! وكانت عيني منك من الاول.... امشي دلوك يا هاجر الله لا يسيئك يا بنت الناس قبل ما حد ياخد باله ولا يمسع الحديت ديه.... روحي على الدار.. 


هاجر اتجمدت، قلبها وقع: انت تنسى سلمى؟! كانت عينيك مني؟! مين قال اكديه؟ انت سيد الرجاله يا يوسف والعيبه ما تطلعش منك واصل وانا خابره زين انت كيف كنت بتحب سلمى اختي ومستحيل تنساها اكديه.... 


يوسف: الناس… ولسانهم أطول من السيف..... وكلامهم زي النار بيجري بسرعه وبيحرق..... 


هاجر سكتت لحظة، وبعدين قالت بهدوء:

 يبقى تسيبني أتحمل معاك، مش تجرحني....هى سمعتي اللى اتكلموا فيها كمان... 


الكلام دخل قلب يوسف، لكنه مش قادر يعترف بده.

قام وخرج من الغيط سايبها واقفة.


الليل جه. سليم صحى بيعيط، حرارة جسمه زادت تاني.يوسف أول ما سمع صوتها جري،هاجر وقفت جمبه، من غير كلام، تحط فوطة مبلولة على راس سليم... إيدها لمست إيده غصب عنها.


يوسف بص لهاجر وقال بصوت واطي جدا:

 ما تهملنيش لحالي يا هاجر..... انا ما صدقت الاقي الدفا والحنان فى الدار ديه بعد سلمى..... 


هاجر اتلخبطت… قلبها يدق، عينيها غرقت بالدموع: مش هسيبك يا يوسف لو حطوا الف سكينه وسكينه على رقبتي مش ههملك انت والعيال دول واصل.... انتو اللى مليتو عليا دنيتي بعد ما راحت سلمى... 


يوسف خرج للحوش آخر الليل، رفع عينه للسماء.

– يا رب… أنا تايه. قلبي رايح ناحيتها، بس ضميري بيرجعني. ساعدني ألاقي الطريق.


وهاجر من جوة الأوضة، سامعة همسته من غير ما يقصد.

قلبها رجف، وعرفت إنهم الاتنين واقعين في نفس الحيرة.


يوسف حس بيها رفع عينه لها: ليه عملتي اكديه؟ الناس هيفضلوا يتكلموا أكتر دلوك....وانا مش هتحمل كلمه عفشه عليكي واصل.... 


هاجر بابتسامة حزينة: خليهم يتكلموا… أهم حاجة إنك تفضل رافع راسك.... والناس معندهاش حاجه غير اكديه تعملها متغشلش بالك عاد بيهم.... لاني انا كمان مابتحملش عليك حاجه واصل..... 


يوسف سكت شوية، وبعدين قال كلمة طلعت منه غصب عنه: إنتي أقوى مما كنت متصور..... مكنتش متخليك اكديه.... انا بشوف فيكي حاجات جديده فى كل مره... 


هاجر قلبها خفق: وأنا عمري ما كنت متصورة إني أقف معاك بالشكل ديه..... مش لوحدك اللى بتتفاجا بيا انا بتفاجا بنفسي.... بس مخبراش ايه اللى بيحوصول معاي بس اشوفك فى ازمه ولا مشكله بلاقي حالي واقفه جمبك وبدافع عنك.... 


وبعدين تتوتر وتحاول تداري دا وتقول: احم تصبح على خير كفاياني سهر اكديه... 


وتجري على اوضتها ويوسف يبص على خيلها بابتسامه ويبص للنجوم ويقول فى نفسه: شكلها داي بدايه جديده بس ياترى صوح ولا لاه...... يارب ساعدني..


✨ البارت السادس


النهار طلع، وهاجر بتكنس قدام البيت.

سليم ووليد قاعدين يلعبوا بالتراب.

يوسف راجع من الغيط، وشه مليان تراب، لكن عينيه راحت على المنظر…

هاجر، شعرها سايب خصلة على خدها، وضحكة صغيرة وهي بتنادي على العيال.


قلبه دق....

يوسف لنفسه: إيه اللي بيوحصول ديه؟! مش معقول أكون…لاه لاه اهقل اكديه يا يوسف ومتخربش الدنيا عاد.... 


هاجر شافت إيده متعورة من الفاس.

جريت تجيب شاش وزيت.


هاجر بلهفه: واه واه يا حزني يا حزني.... يوسف هات يدك اكديه اشوفها.. 


يوسف: مالك يا وليه عاد.... سيبيها… جرح صغير مش مستاهل كل ديه... 


هاجر: كل ديه وصغير يا يوسف.... لاه، ما ينفعش ولازم اشوفو واطهره كمان.... وبعدهالك عاد هات يدك بقى وكفاياك عناد.... 


مسكت إيده غصب عنه، قعدت تنظف الجرح.

يوسف كان سايبها، لكنه حاسس إن لمسها بيولع النار في قلبه.


يوسف: همممم إنتي ليه بتتعبي نفسك اكديه؟ قولتلك بسيطه ومش مستاهله عاد.... 


هاجر ابتسمت بخجل: ديه مش تعب... مش ديه الطبيعي يا يوسف… ان مراتك تعالجك؟


الكلمة نزلت زي السهم في صدره.

يوسف اتجمد، وسحب إيده بسرعة: خلاص كفاية اكديه… شكرا تسلم يدك.... 


هاجر قلبها وجعها، لكن حاولت تخفيه.


---


مكيدة حسين الجديدة


في الناحية التانية،حسين راح للعمدة وقال:

بص يا حضره جناب العمدة.....انا جاي بشهاده حق وضميري ميسمحش اسكت اكتر من اكديه..... يوسف بقى مشغول بمراته الجديدة… وسايب الغيط. ديه حتى النار اللي ولعت من يومين كانت بسببه.... وانا جيت اقولك الغيط ديه رزق ناس كتير لو باظ من فين هيجيبي ياكلوا وكمان هو بيهدد الارواح بسبب الاهمال.... بقولك حوصلت حريقه فى الحوش اللى جمب غيطه وكان هو السبب... 


العمدة بص له بريبة: انت بتتكلم كلام كبير يا حسين..... معاك دليل على الكلام ديه... يوسف ماسك الارض من زمن الزمن عمره ما اهمل ولا عمل حاجه زي اكديه واصل... 


حسين: الناس كلها شاهده وشافت النار وهي طالعه من غيط يوسف وحرقه الحوش...... أنا بقولك اللي الناس كلها شايفاه..... واللى يمليه عليا ضميري وفى الاخر الامر امرك يا عمدتنا..... 


العمدة قرر يراقب يوسف بنفسه.

في يوم، يوسف شغال في الغيط.

العمدة جه فجأة، ومعاه حسين.


العمدة: صباح الخير يا يوسف، أنا سامع حديت مش عجبني عنك..... ليه اكديه عاد وايه اللى حوصول داي اول مره تيجي شكوى منك وبالحجم ديه..... 


يوسف وقف، ماسح عرقه: صباح النور يا عمدة.... انست وشرفت... حديت ايه ديه عاد..... خير يا عمدة؟


العمدة: الناس بتشكى وبيقولوا إنك مهمل في الغيط… وإنك بقت مشغول بحاجات تانية...... وان المحصول اقل من كل سنه وناس كتير عايشهم اتقطع بسبب الموضوع ديه... 


يوسف قلبه ولع: محصولش يا جناب العمدة... أنا واقف من الفجر اهنيه، ومش سايب شغلي..... والمحصول طلع زي كل سنه وكمان فى زياده والعمال زادو والكل متراضي وعال العال.... يا جناب العمدة الارض والغيط ديه دول اكل عيشي وشغلتي عمرك شفتني مقصر فيهم واصل... 


حسين اتدخل بخبث: بس يا يوسف… النار اللي ولعت كانت من غيطك وبسببك ولو كانوا الناس ملحقوش الحوش وطفوا النار كان زمان اللى جوا ماتت..... انت بتهدد حياة ارواح يا يوسف ديه مش اهمال؟! 


يوسف مسك الفاس بقوة، كأنه عايز يضربه، لكن مسك نفسه: اتقي الله يا حسين… إنت خابر زين إني بريء..... واني مليش صالح بالحريقه داي والنار مطلعتش من غيطي..... انت ايه يا اخي السم والحقد بيجروا فى دمك... 


العمدة حاول يهدي الموضوع:

واه واه هتتعاركوا قدامي اياك منك له.... يا ولاد العم، ما ينفعش النزاع ديه يكبر. يوسف، خلي بالك… الناس عينها عليك.... مش هقولك اكديه تاني.... 


يوسف رجع بيته، متضايق ومخنوق.

لقته داخل مهموم، قعدت جنبه.


هاجر بحنيه: في ايه مالك؟ ايه اللى حوصول معكر مزاجك اكديه؟! 


يوسف: حسين مش سايبني… حتى العمدة شك فيا.... مخبرش الجدع ديه رايد مني ايه بس ليه بيعمل فيا اكديه..... 


هاجر مدت إيدها على كتفه: حسين ديه طول عمره حقود وعينه على اللى في ايد غيره.... انا رايداك ما تخافش… أنا جنبك.... ومصدقاك ومستعده اطلع واروح للعمده ديه واحكيله على كل حاجه.... 


يوسف اتلفت لها، عينه في عينها.

لحظة صمت طويلة.

وليد دخل يجري فجأة وضحك، قطع اللحظة.

يوسف قام بسرعة، كأنه هرب من مشاعره.... 


النهار طالع هاجر خارجة على السوق تجيب شوية طلبات للبيت.

لبست عباية سودا، غطت راسها، واخدت وليد معاها.

يوسف كان في الغيط، سايب شليم مع أمه.


حسين واقف من بعيد، عينه متربصة.

قال في سره: النهارده هفضحهم… قدام البلد كلها...... وهتبقى داي الضربه القاضيه ليكم انتو الاتنين..... 


 حسين قدامها في الطريق: يسعد صباحك يابت عمي...... إزيك يا هاجر؟


هاجر شدت وليد وقالت ببرود: هملني لحالي يا ابن الناس.... مريداش مشاكل ومصايب تيجيني من تحت راسك السم ديه.... 


حسين: واه واه...انا سم يابت عمي هو  إنتي فاكرة ان نفسه فيكي؟ يوسف خدك غصب عنك… وأنا لسه شايلك في قلبي..... بس مش رايد يسيبك ليا.... ولا رايد يعاملك بما يرضي الله وانتى ايه اللى جبرك على اكديه بس..... 


الناس بدأت تلمح من بعيد، وقفت تبص.

هاجر وشها احمر: واه واه يا وقعتك المربره....انت اتخبلط فى عقلك عاد يا واكل ناسك..... إنت ازاى تقول اكديه! أنا مرات يوسف..... سامع؟! 


حسين ضحك بصوت عالي: واه.... مرات يوسف؟! ولا أسيرة عنده؟ دا حتى الخدمات بيتعاملوا احسن من اكديه..... صدقيني يا بت عمي انا اللى شاريكي وبحبك وانتى فى قلبي وعمري ما هزعلك واصل..... 

مد إيده فجأة، مسك إيدها بالعافية.

هاجر صرخت: يالهوووي عليك..... انت اتخبلط فى عقلك على الاخر... اوعى اكديه سيبنييي!


هاجر بتحاول تفلت، دموعها نازلة من القهر.


وليد يصرخ: اوعى اكديه..... بعد عنا وهملنا لحالنل..... سيب ايد أمييي!


فجأة، صوت يوسف جه من بعيد وهو بيجري: واه هي حصلت يا حسين..... تمد يدك على مراتي ياولد المركوب.... سيبها يا حسين! والا والله هطلع بروحك واقطعك حتت وارميك لكلاب الشوارع ياكلب.... 


يوسف مسك حسين من صدره ورماه على الأرض.


الناس واقفة، نصهم مصدق حسين، نصهم مصدق يوسف.


حسين قام، عمل نفسه مظلوم:

انا مش هرد عليك ياولد عمي ولو عايز تعمل فيا اكتر من اكديه مش هفتح خشمي بحرف..... أنا عاذرك…بس أنا ما عملتش حاجة واصل! هي اللي كانت واقفة مستنياني..... ولما شفتنى نادت عليا وانا روحت اشوفها بحسن نيه وحصول اللى حوصول ديه..... 


صرخة عالية خرجت من هاجر: واه واه يا عيب الشوم عليك.... كذاب! هو اللي مسك إيدي غصب! والله يا يوسف صدقني... 


يوسف بص في عيون الناس، عينيه مولعة:

بصو بقى يا خلق علشان الكلام يبقى على مرئ ومسمع الكل والحاضر يعلم الغايب.... أنا يوسف… عمري ما هسمح لحد يعيب في مراتي. اللي يقول كلمة عليها…انا خصيمه..... ويطلع ويوريني نفسه دلوك او يقفل خشمه وميفتحوش تاني واصل.... سامع؟! 


العمدة جه بنفسه، قال بحزم:

واه واه.....بس  الموضوع ديه مش هيعدي بالساهل اكديه. يوسف، تعالى الديوان العشيه وهات معاك مرتك وانت كمان يا حسين..... خلونا نحلها اكديه ونشوف مين اللى عنده حق وياخده.


رجعوا البيت، هاجر قاعدة تبكي، إيديها بترتعش: يا وقعتك المطينه بطين يا هاجر.... أنا… أنا خلاص اتفضحت قدام البلد!الله لا يسامحك يا بعيد..... اللهى لا تكسب ولا تربح.... 


يوسف قرب منها، صوته هادي: واه وبعدهالك ياوليه كفاياكي نواح عاد وندب… الناس بتصدق اللي هي عايزاه وبس..... بس أنا مصدقك يا هاجر ووعد راجل حر مني حقك هجبهولك تحت رجليكي..... 


هاجر بصت له بدموع: صوح.....صوح يا يوسف إنت فعلا مصدقني؟ ولا بتعمل اكديه علشان اسسمي على اسمك وسمعتك بتيجي ويايا فى الحديت ديه.... 


يوسف:واه بعد المده اللى عاشرتيني فيها داي.....تصدقي انى اعمل اكديه.... قسما بالله، أنا واثق فيكي..... وبدافع وحكيت ومصدقك انتى لانى خابرك زين يا هاجر انتى متعمليش اكديه واصل...... 


لمست قلبها الكلمة، حست إن الدنيا كلها وقفت.


الليل جه، الديوان مليان رجالة البلد.

العمدة قاعد في النص، حسين واقف ووشه عامل نفسه برئ.

يوسف دخل، وهاجر وراه عشان تقول الحقيقة.


العمدة:

 يا جماعة، إحنا عايزين الحق وبس. يا حسين، قول اللى حوصول في السوق بالظبط....  


حسين:حاضر يا جناب العمدة أنا… كنت ماشي في السوق، هاجر شافتني وقربت، وأنا حاولت أبعد. لكن الناس شافوا هى كيف مسكتنى وفضلت تقول كلام ملهوش عازه وعيب عليها تقوله والله داى مرت اخوي فى الاول وفى الاخر تحترم اكديه حتى..... 


هاجر صرخت: الله يلعنك يا بعيد.... كذاب! هو اللي مسكني غصب عنى وفضل يقول انه بيحبنى وحديت ماسخ اكديه ولما صديته عمل اكديه...... 


العمدة بص ليوسف: إنت شايف إيه يا يوسف؟ هاجر تعملها ولا لا.... 


يوسف بص حوالين القاعة كلها: أنا شايف إن اللي يمد إيده على مراتي، كأنه مد إيده عليا. واللي يصدقه يبقى خصيمي...... انا مرتي هاجر اشرف من الشرف ومحدش يقدر يجيب سيرتها بالعفش واصل..... والا حسابه هيكون معي انا.... 


الرجالة اتأثروا بكلامه، بعضهم هز راسه.

لكن في همس لسه موجود.


العمدة ختم الجلسة: بصو يا جماعه اكده.... الموضوع مش محسوم… بس يا حسين، إياك تكررها. ويا يوسف، خليك حذر.


رجعوا البيت، الطريق مظلم.

هاجر ماشية جنبه، عينيها لسه مليانة دموع.

يوسف وقف، بص لها وقال: إنتي خابره إيه اللي وجعني ومش مخلينى طايق حالي اكديه..... 


هاجر:  خابره.... انى حطيتك فى موقف وحش قدام الخلق كلها بسببي صوح؟


يوسف: لاه مش صوح......انا اكتر حاجه مضايقتنى إنك انتي اللى اتفضحتي بسببي.


هاجر بصت له، قلبها بيدق بسرعة: مش مهم أنا… المهم إنك صدقتني ودي عندي بالدنيا كلها...... 


وقفوا ثواني في نص الطريق، نظرات طويلة… لكن خطوات الناس اللي وراهم خلتهم يبعدوا بسرعة.


✨ البارت السابع

البيت هادي بعد دوشة الديوان.

هاجر قاعدة في الأوضة، عينيها مليانة دموع وهي بتفكر في اللي حصل.

يوسف واقف في الطرقة، مش عارف يدخل ولا يسيبها.


بعد لحظات، دخل بهدوء.

يوسف بصوت هادي: هاجر…ممكن ادخل... انتي زينه؟! 


بصت له بخوف:ايوا... الناس كلها بتبصلي دلوك كأني عاملة مصيبة.... انا ازاى هوري وشي للناس.... ولا انت ازاى هتشوف مشاغلك بعد اكديه وتمشي وانت رافع راسك.... 


يوسف قعد جمبها: ملكيش صالح بالناس عاد. أنا مصدقك..... واللى يرفع عينه فيكي ولا يفتح خشمه بحرف عليكي هطلع روحو بيدي..... 


كلمة "مصدقك" نزلت عليها زي الميه الباردة على نار.

ابتسمت ابتسامة صغيرة، لكنها مخنوقة.


الصبح بدري، هاجر بتعمل عيش في الفرن.

يوسف دخل يشوفها، لقاها عرقانة، بتلف العجين.

قال لها وهو بيضحك بخفة لأول مرة من شهور:


يوسف: واه واه إنتي بتعرفي تخبزي زي سلمى...... كانت بتبقى اكديه بس تعجن وتخبز... 


هاجر وشها اتقفل فجأة، نزلت عينيها:

متقارنش يا يوسف… أنا عمري ما هبقى زيها..... 


يوسف حس بالذنب. قرب وقال: آسف… أنا ما قصدتش أوجعك. إنتي هاجر… ليكي طبعك، ليكي قلبك...... انا بس قولت بحس نيه علشان اخوات اكيد فيكم من بعض يعني.... 


هاجر رفعت عينيها بتردد، ولقت صدق غريب في نظرته.

ولأول مرة، ابتسمت ابتسامة حقيقية.


وليد دخل يجري: ابوووووي! تعال العب معايا! الله يخليك يا ابوي اتوحشتك.... 


يوسف قعد يلعب معاه بالعصاية والكرة.

هاجر وقفت تتفرج من بعيد، وقلبها بيرقص فرح.

شافت صورة "الأب" اللي كانت نفسها تشوفها زمان، لقيتها دلوقتي في يوسف.

بعد ما خلص اللعب، يوسف رجع لقاها واقفة.


يوسف: مالك يا وليه.... بتبصي عليا اكديه ليه؟ خلصتي خبيز شكلك اكديه.... 


هاجر بخجل: ايه... ولا حاجة… بس شكلك… مختلف.... يعنى... يلا علشان نفطر.. 


يوسف باستغراب: واه واه استني اهنيه....مش بتحددت وياكي... شكلي مختلف إزاي يعني؟


هاجر بخجل ونزلت عيونها: يعنى شكلك راجل بيت..... بتلعب مع العيال وانا بخبز.. حسيت اننا عيله اكديه... 


يوسف حس إن الكلمة دخلت قلبه زي سهم… لكنه حب السهم ده.


في الناحية التانية، حسين مولع من جوه.

قعد مع واحد من رجالة السوق وقال له:

 أنا رايد أخلص من يوسف بأي طريقة.... مخبرش ليه بيفلت كل مره اكديه.... 


صاحبه: وبعدهالك عاد يا صحبي.... كفاياك عاد... انت ليه حاقد اكديه على ولد عمك... وبعدين انت رايد تعمل إيه يعني؟


حسين بشر: انت مخبرش انا بكره يوسف قد ايه.... ومش هرتاح غير لما اخرب حياته.... انما انا ف هولع النار تاني… بس المرة دي مش في الغيط. المرة دي في قلب بيته... لما نشوف هيفلت منها ازاى...... 


الليل ساكن، هاجر قاعدة تخيط هدوم وليد.

يوسف راجع من الغيط، تعبان، ريحته عرق وتراب.

بمجرد ما دخل، شافها قاعدة تحت الفانوس، شعرها سايب شوية من الطرحة.

اتسمر مكانه لحظة.


قال بهدوء: واه إنتي لسه صاحية يا هاجر؟ ليه اكديه انتى محتاجه راحه علشان العيال... ومتتعبيش نفسك


هاجر: ايوا.... بخلص الهدوم عشان الولاد... لا مفيش تعب ولا حاجه العيال زي النسمه على قلبي... 


يوسف: لا كنتي نمتي احسن وسبتي الهدوم داي  للصبح.


هاجر: واه ازاى بس..... اسيب الهدوم للصبح وأسيبهم يروحوا المدرسة بلبس مقطوع؟ تيجي ازاى داي.... واهو بتسلى كمان عقبال انت ما تيجي بالسلامه على البيت... 


يوسف ابتسم ابتسامة صغيرة من قلبه.

لأول مرة، حس إن البيت ليه طعم.


الصبح يوسف خرج بدري على الغيط.

هاجر قاعدة تحضر الفطار للولاد.

حد خبط على الباب، وليد جري يفتحه.

لقى واحد واقف، إداه ظرف وقال له:

 إدي ديه لأبوك.


وليد دخل الظرف، حطه على الطبليه.


هاجر استغربت: إيه ديه يا وليد؟


وليد: مخبرش يا امه واحد جه وادهولي وقالي اديه لابوي..... هعدي عليه فى الغيط وانا رايحه للمدرسه ادهولو.... 


هاجر: لاه يا حبيبي خليه اهنيه وانا لما يجي ابوك هديهولو..... يلا خلص وكل علشان متتاخرش على المدرسه.... 


بالليل، يوسف رجع، لقى الظرف.

فتح الرسالة، قلبه وقع.

مكتوب:

"يا حسين… انا مقدراش أعيش من غيرك. يوسف عمره ما هيعوضك. نفسي تبقى ليا وأبقى ليك."


الكلمات نازلة عليه زي السم.

وشه احمر، إيده رجت.

هاجر دخلت الأوضة في نفس اللحظة، شافت وشه متغير.


هاجر بقلق: يا ساتر يارب..... في ايه مالك؟


يوسف بعصبيه: مخبراش يعني.... الرسالة دي إيه؟


مد الورقة قدامها.

هاجر خدت الورقة، قرأت… جمدت في مكانها.


هاجر بدموع: يالهوي يالهوي ياواقعه مربره..... ديه… ديه مش خطي! والله العظيم مش خطي!


يوسف بص في عينيها بعنف: يا سلام وإنتي عايزة تقنعيني بإيه؟ الرسالة دي جت اهنيه إزاي؟ وايه المكتوب فيها ديه.... 


هاجر وقفت تبكي: والله العظيم وقسما بالله أنا مظلومة يا يوسف! دي خطة حسين. أنا عمري ما…


يوسف يقاطعها: خطه من حسين؟؟؟؟؟ بس الورقة بخط ست يا هانم! والناس كلها هتصدق.....هقولهم ايه عاد وانا في يدي ورقه فيها الحديت الماسخ ديه... 


هاجر صوتها اتعالى: وانا ماليش صالح بالناس يا يوسف..... إنت مصدقني ولا لاه؟ ديه اللى بيفرق معايا.... 


يوسف صرخ: مخبرش مخبرش! بس الموضوع ديه مش هيعدي اكديه انتى سامعه..... 


البيت اتقلب، الولاد صحيوا من صوتهم.

سليم بكى، وليد جري يحضن أمه.


وليد: ابوي متزعقش فى امه اكديه… أمي بريئة! عمو حسين الشرير هو اللى بيضايقها انا شفته وزعقت فيه.... امه زينه معملتش حاجه واصل.... متخلهاش تمشي زي ماما سلمى سيبها ويانا يا ابوي...... 


يوسف مسك راسه، قاعد على الأرض، صوته واطي: ياربي ياربي ديه لو اختبار ساعدني فيه.... أنا تايه… مش قادر أفرق بين الحق والكذب..... يارب دلني على الحق وقوي قلبي عليه.... 


هاجر وقفت قدامه، دموعها سايحة: انا هقولك الحق فين...... بص في عيني، يا يوسف. إنت أكتر واحد خابر هاجر وعرفها زين. تفتكر أبيعك اكديه؟


يوسف رفع راسه، شاف العيون اللي مليانة صدق.

فضل ساكت لحظة طويلة.


يوسف بتردد: …لو كنتي بتكذبي، يبقى أنا انتهيت. ولو كنتي صادقة، يبقى أنا أكتر راجل ظالم في الدنيا..... 


هاجر قربت خطوة، مدت إيدها على كتفه:

 صدقني يا يوسف… أنا ليك، ليك إنت بس... انا ماليش غيرك انت والعيال والبيت ديه... 


يوسف بعد لحظة صمت، رمى الورقة في النار.


يوسف: ولو كان في لسه في قلبي شك… أنا اللي هولعه. من النهاردة، مش هسمع للناس. أنا هسمعلك إنتي بس.... انا خابرك زين انتى متعملهاش واصل..... انتى بنت عمى واللى مربيها على يدي وواثق منيها... 


هاجر شهقت من المفاجأة، الدموع بقت فرحة.


هاجر: يعني… يعني.... إنت مصدقني صوح؟


يوسف: ايوا مصدقك… ودي آخر مرة أشك فيكي...... سامحيني يا هاجر.... 


قرب منها أكتر، صوته بيوصل همس: لو عشت بعد النهاردة… يبقى قلبي هيبقى ليكي.... وملكك يا.. يا مرتي...... 


هاجر قلبها اتنفض، أول مرة تسمع منه كلمة زي دي.

ولأول مرة، حست إنها مش مجرد "زوجة غصب"، لكنها ست ليها مكان في قلبه.


لكن حسين كان واقف من بعيد، 

لما شاف يوسف ولع الورقة، ضحك بغضب: وبعدهالك عاد يا يوسف...... انت اكديه بيتحصن بيها… لاه، المرة الجاي مش هتكون ورقه.... هيكون دم و انت اللى اخترت اكديه....

يتبع 



بداية الرواية من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه





تعليقات

التنقل السريع
    close