القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وكر الملذات الفصل الثامن بقلم الكاتبه ياسمين عادل حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية  وكر الملذات الفصل الثامن بقلم الكاتبه ياسمين عادل حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 



رواية  وكر الملذات الفصل الثامن بقلم الكاتبه ياسمين عادل حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


     _ وكأن هاله ضبابيه تكونت أمام حدقتيها حتي رأت أبنها الأكبر يدخل للحجره بصوره هجوميه ويقف أمامها ليسد عنها الرؤيه ويكون بمواجهة أخيه


آمير بنبره جهوريه خشنه : أنت بتقول أيه يافارس؟! 

فارس مستجما قوة عقله وشجاعته : زي ما سمعت ياآمير ،  أنا بحب رغد وهي ....  وهي بتحبني


     _ كور آمير قبضته وضغط عليها بقوه في حين بدت ملامحه تتغير تدريجا ،  تحركت عثمت من مكانها لتقف قبالة أبنها الأصغر ثم أمسكت برسغه وقبضت عليه بقوه وهزته بعنف وهي تهتف


عثمت  : أنت أتجننت يافارس ،  رغد مين دي اللي بتحبها ..  واحده منعرفش بنت مين ولا فين أهلا..  أنت أكيد مش في وعيك

فارس بملامح جامده خاليه من الحياه : أه بحبها ،  ميهمنيش حاجه تانيه ومش ذنبها أنها متعرفش مين أهلها 

آمير بنبره صادحه هادره : يعني أيه ميهمكش يابشمهندس

فارس بنبره واثقه : زي ماأنت مهمكش بالضبط ،  أسمعوني كويس  أنا أخترت الأنسانه اللي هتشاركني حياتي وأختياري مش للمناقشه ومش هغيره ..  كفايه أوي إني كنت هخسرها بجد 

آمير وهو يصّر علي أسنانه بغيظ : وأزاي متقوليش ،  أزاي تخبي عليا وتحطني في موقف زي ده 

عثمت موزعه نظراتها بينهم بعدم فهم : أنتوا الأتنين بتقولو أيه

آمير بنفاذ صبر  : رد عليا أنا مش بكلم نفسي

فارس قاطبا جبينه بملامح آسفه : ما كنتش عايز أكسرك ،  وحتي أنا بعدت عشان أسيبلك الفرصه دي ومكنش أناني ،  بس أظاهر كنت أناني معاها هي ومفكرتش فيها لحظة ما فكرت فيك 

آمير بنظرات مشتعله : وطبعا عرفت اللي حصل

عثمت بنبره مرتفعه أشبه للصراخ  : ما تفهموني أنتوا الأتنين في أيه؟ 

فارس مطرقا رأسه للأسفل : أيوه عرفت

آمير موجها بصره لوالدته : في إني كمان بحبها وكلمتها عشان أتجوزها لكن هي رفضت عشان مش فاضيه

فارس عاقدا حاجبيه وبنبره مستنكره هتف  : آمير ،  من فضلك بلاش إي كلام فيه تجريح

عثمت بنظرات مدهوشه  : ولادي الأتنين خلاص مبقاش عندهم عقل ..  بقي هي دي اللي عايزين تدخلوها عيلة مهران 

فارس مديرا ظهره لها : أيوه هي ،  متبقاش غير شهرين وأقل وهتخرج من الدار وساعتها مش هستني دقيقه واحده عشان أجتمع معاها في مكان واحد

عثمت بلهجه حازمه  : ده علي جثتي الكلام اللي بتقوله ده ،  فااااهم  علي جثتي تتجوز  دي

آمير بلهجه آمره  : أنسي الموضوع ده وشيله من دماغك يافارس ،  سامع


    _ أنصرف آمير سريعا من الحجره بينما باغته أمه بنظراتها الحانقه وخطت بخطواتها نحو باب الحجره ثم ألتفتت نصف ألتفاته وهتفت


عثمت  : أنا هعرفها شغلها بنت الشوارع دي اللي ملهاش أصل ولا فصل

فارس ملتفتا لها بأنفعال : ملكيش دعوه بيها ياماما 

عثمت بأستهجان  : روح لم عقلك يابشمهندس


      _ ضغطت علي زر الأناره لتغلق الأضاءه ثم أغلقا الباب وكأنها تتعمد تركه بمفرده بداخل هذه الأجواء المظلمه كي تساعده علي التفكير..  فتوجه نحو الأريكه وأرتمي عليها ممدا جسده ولكن ليس لأعادة التفكير كما ظنت والدته..  وأنما لأيجاد السُبل الواجب أتباعها لكي يجعل من علاقته بتلك الحبيبه علاقه مقبوله من الجميع فلابد أنه سوف يواجه الكثير من المتاعب في الفتره القادمه ولكن لن يعدل عن قراره في شتّي الأحوال ،  بينما توجهت هي إلي حجرتها وعلامات الأزدراء والتجهم تكسو وجهها..  ألتقطت هاتفها المسنود علي طاولة الزينه  ( التسريحه)  ثم ضغطت عليه ووضعته علي أذنها وظلت تهز قدميها في توتر حتي جائها الرد


عثمت بنبره صارمه  : أسمعي اللي هقولك عليه دلوقتي ونفذيه بالحرف  ،  هتروحي مكتب الخدمه الأجتماعيه تجيبي ملف البنت اللي أسمها رغد كامل بكل اللي يخصها حتي دفترها،  الصبح الاقي ملفها كامل علي مكتبي..  فهمتي 


  _ أغلقت الهاتف ثم قذفته ليرتطم باللوح الزجاجي فيسبب بها شرخا بسيطا ثم هتفت وهي تجز علي أسنانها بغيظ 

عثمت  : أنا بقي هوريكي يابنت ال....   هخفيكي من قدامه ،  مش هسمح تبقي أنتي واحده من عيلة مهران أبدا ،  مش هسمح


........................................................ 


     _ ظل طوال ليله قابعا علي الأريكه يسرق لحظات يغفو بها غفوه صغيره حتي أستطاعت الأضواء الذهبيه أختراق شرفته ومداعبه جفنيه لتوقظه فأستجاب لها بسهوله وبدأ يستجمع تركيزه حتي ينهض عن مكانه ..  في هذه الأثناء كانت عثمت قد أرتدت ثيابها وأنطلقت برفقة سائقها لمقر الدار قبل أن يستيقظ أبنائها..  في حين أرتدي ملابسه سريعا والتي تكونت من قميصا قرمزيا يأخذ شكل الجسم ومعطف أسود اللون وبنطالا أسود  ..  أغلق زر معطفه ثم ألتقط هاتفه ومفاتيحه وأنطلق لحجرة والدته ولكنه لم يجدها..  كما وجد منامتها الشتويه معلقه علي أحدي الشماعات فَعلم أنها قد بدلت ملابسها وخرجت مبكرا..  صر علي أسنانه وقد أستطاع توقع ما قد تفعله بتلك الفتاه ،  صفع الباب بأنفعال ثم هبط الدرج بخطوات راكضه ..  حيث قرر اللحاق بوالدته لمنع إي فعل من أفعالها  


   _ لم يدري كم من الوقت مر عليه قائدا لسيارته بتلك السرعه ،  ولكنه أخيرا وصل أمام البوابه الرئيسية للدار ليجد حارسا لا يعرف هويته وكأنه عامل جديد بالدار..  فتقدم نحوه بعد أن ترجل من سيارته ونظر لهيئته جيدا قبيل أن يردف ب.... 


فارس : أمال فين الحارس اللي كان مكانك هنا؟ 

الحارس : معرفش يابيه 

فارس عاقدا حاجبيه بعدم فهم : يعني أيه ،  كان في واحد هنا مكانك أسمه راضي 

الحارس محركه كتفه : معرفش يابيه

فارس بنبره منفعله  : طب وسع من سكتي ،  أنا فارس مهران أبن مديرة الدار 

الحارس مقوسا فمه : مقدرش أدخلك يابيه ،  ممكن تسيب خبر وأنا أبلغ بيه ست المديره

فارس بقسمات متشنجه ولهجه آمره : بقولك أفتح الزفت ده وبلغ مديرتك إني واقف ،  ومضطرنيش أتغابي عليك ياراجل أنت

الحارس بنبره مستنكره : والله أنا بنفذ الأوامر اللي عندي ومقدرش أدخلك ،  هي مش تكية أبويا ولامؤاخذه


   _ في هذه اللحظه حضرت أحدي العاملات بالدار علي أصوات الشجار بين الحارس وبين فارس ،  ثم هتفت بنبره متسائله


العامله : في أيه اللي بيحصل ده ،  أهلا أهلا يافارس بيه أتفضل 

الحارس قاطبا جبينه بأستهجان : يتفضل فين ،  ست عثمت هتبهدل الدنيا لو..... 

العامله مشيحه بيدها في الهواء : متقلقش ده البشمهندس ،  أبن الست عثمت 

فارس بأنفعال شديد  : فين راضي ياست؟ 

العامله لاويه شفتيها : معرفش ،  كل اللي أعرفه أنه ساب الشغل هنا 

فارس محدقا بها : اييييه!   طب وسعي كده خليني أدخل 


     _ دلف للداخل وهو يجوب المكان بناظريه ثم توجه للمبني الأداري للدار وعبر الرواق الرخامي بخطي سريعه ليسلك منه لحجرة مكتب والدته ..  ما أن أدار المقبض ودخل أليها حتي رأها تجلس علي مقعدها الجلدي وكأنها تنتظره 


عثمت بلهجه جافه : أهلا ،  أتفضل أقعد

فارس بنظرات عميقه  :....... 

عثمت عاقده حاجبيها : بتبصلي كده ليه؟ 

فارس بنبره مستفهمه  : فين راضي ؟! 

عثمت طارقه علي سطح المكتب بأحدي أصبعيها : ساب الشغل

فارس مضيقا عينيه،  وبنبره ساخره هتف : ساب ولا أتطرد

عثمت : متفرقش ،  المهم أنه دفع تمن خيانته لشغله

فارس واقفا أمامها مباشرة : وياتري عملتي فيها أيه ياماما

عثمت باأبتسامه خبيثة : هي كمان مبقاش ليها مكان هنا في الدار ، راحت تدور علي مستقبلها بعيد عن هنا

فارس فاغرا شفتيه بذهول : أنتي بتقولي أيه ،  طردتيها هي كمان !؟ 

عثمت بنبره محتده  : أيوه طردتها ،  خدت ملفها وورقها وغارت في ستين داهيه

فارس ضاربا علي سطح المكتب بعنف  : أزاي تعملي كده أزاي ، ده ضد القانون..  المفروض لما تتم 21 سنه ،  

عثمت ناهضه عن مكانها : لما تتكلم مع أمك تتكلم بأدب ياولد ، ولا خلاص مسكت شركه وأشتغلت وكبرت علي أمك

فارس مشيرا بيده ،  وبنبره تشبه الزئير في قوتها هتف : أنا قولتلك بلاش ياماما ،  بلاش ..  ليه عملتي كده ليه ،  فاكره أني مش هعرف أوصلها بالطريقه دي..  ده بعدكوا كلكوا ،  هدور عليها وأجيبها لو في بطن الأرض

عثمت بنبره ثائره وملامح قاسيه : انا قولت هتبعد عنها يبقي هتبعد  عنها ..  انت أبني وحقي أحميك حتي من نفسك

فارس بنبره مرتفعه حانقه : تحميني من مين ، كنتي تحميني منك الأول 

عثمت بنبره هادره  : أخرس ياقليل الادب ،  الظاهر إني دلعتك زياده عن اللزوم ..  لكن بعد كده هتكون في معامله خاصه معاك يابيه

فارس ضاربا بقبضته علي سطح المكتب : والراجل اللي ملهوش ذنب في حاجه ده وديتيه فين ؟! 

عثمت باأبتسامه ساخره من زاوية فمها : خد جزاء خيانته وأتطرد ،  بعد ما شافوه أمبارح وهو بيدخل المحروسه من باب الدار اللي ورا..  والله أعلم كانت فين 

فارس مشيرا بأصبعه ،  وبلهجه خشنه أردف  : متقوليش عليها كلمه واحده ياماما ،  رغد كانت معايا أمبارح 

عثمت محدقه به بصدمه  : كماااان ! ؟

فارس بنبره متحديه  : هدور عليها وأجييها ولو في بطن الأرض ،  لو وصلت أني ألف علي مصر كلها عشان أوصلها هعمل كده ..  ياريت تتقبلي حقيقة إني مش هيكون ليا زوجه غيرها ،  ولا عيال غير منها هي 


   _ ألقى بكلماته التي كانت تشبه الكارثه علي مسامعها ثم رمقها بنظرات مغتاظه وأنصرف من أمامها وألتقط هاتفه من جيب معطفه وضغط عليه عدة مرات .. 


فارس بلهجه آمره  : عامر ،  هتقلب الدنيا على رغد..  تنزل تطلع تتشقلب ..  المهم توصل ليها

عامر عاقدا حاجبيه بعدم فهم : أنت بتقول أيه يافارس؟ 

فارس مصرا علي أسنانه بحنق : عثمت هانم طردتها من الدار بعد ما واجهتها بالحقيقه أمبارح..  سيبك من الكلام ده ،  أنا هشوف صوره ليها معايا علي التليفون وأبعتهالك وتتحرك بسرعه

عامر محركا رأسه إيجابا : حاضر ،  ابعت الصوره وسيب الباقي عليا 


   _ أغلق هاتفه ثم أستقل سيارته القابعه جوار البوابه الرئيسية وضغط علي المكابح بقوه وسار بطريقه ..  ضغط على هاتفه مره أخرى ثم قام بتشغيل مكبر الصوت وترك الهاتف أمامه حتى جاءه الرد 


فارس وقد سيطر الغضب علي نبرة صوته  : أنت فين ياراضي ؟ 

راضي بنبره ضعيفه يبدو عليها الوهن : في بيتي ياسعات البيه

فارس قابضا علي شفتيه : كويس ،  أنت تاكل وتجهز نفسك ياراجل ياطيب ،  وأستني مني تليفون عشان أبلغك بمواعيد شغلك الجديد!! 

راضي بنبره متلهفه أكثر حيويه : صحيح ياسعات البيه!! 

فارس بلهجه جاده ثابته : طبعا صحيح ،  مش هسيبك بعد ما أتقطع عيشك بسببي وسبب رغد 

راضي بتنهيده تحمل الحزن : ياعيني عليها ،  ياتري راحت فين دلوقتي

فارس مبتلعا ريقه بمراره : هلاقيها ياراضي متقلقش

راضي : الحمد لله أنهم سابولها الدفتر بتاعها علي الاقل تلاقي تصرف في اليومين السود دول

فارس محدقا  : أنت قولت أيه ؟؟  دفترها  

راضي بصفاء نيه : أيوه يافارس بيه ،  أصل..... 

فارس مقاطعا له بتلهف  : معلش ياراضي هقفل معاك عشان بعمل حاجه وهكلمك تاني 


    _ أغلق الهاتف ثم عاود الاتصال بعامر مره أخري ،  وكأن حديث راضي أنار له ضوءا بأحد الأماكن التي يمكن أن تتبعها .. 


فارس بنبره متعجله : عامر ،  شوفلي حد يروح البوسطا بسرعه ،  عايزه يقعد قدام البوسطا 24 ساعه لحد ما رغد تظهر قدامه ،  أكيد هتروح تسحب رصيدها من هناك عشان تعرف تصرف علي نفسها 

عامر ناهضا عن مكانه بعجاله  : أبعت صورتها حالا وأنا هشوف حد ثقه من رجالتنا يخلص الموضوع ده 

فارس مسلطا بصره علي الطريق : هبعتها حالا  


    _ أرسل له أحدي صورها والتي يبرز فيها ملامحها المشرقه جيدا حتي تتبين للمكلف بمهمة البحث عنها. 


........................................................... 


     _ بعد أن أنهت عملها وأعدت كل الوجبات الغذائية التي أُمرت بصنعها ،  جلست علي الطاوله الزجاجيه التي تتوسط المطبخ ثم شردت بذكرياتها مع أبنتها ..  أخرجت أحدي صورها من حافظتها الصغيره ثم أخذت تتأملها ..  فلقد آكلها الحنين لطفلتها الصغيره ،  ورغماً عنها ترقرقت عبره علي وجنتيها وهتفت بصوت متقطع 


فاطمه : ياتري أنتي فين يابنتي ،  ياتري أنتي فين ياحبيبتي وجرالك أيه خلاكي تبعدي عن حضن أمك ياضنايا 


  _ دلفت راندا للمطبخ فرأت تلك الحاله التي عليها خادمتها ،  قطبت جبينها ثم هتفت لنبره متسائلة 


راندا : في أيه يافاطمه ،  وقاعده كده ليه ؟! 

فاطمه نازحه عبراتها سريعا : مفيش ياهانم سلامتك

راندا مضيفة عينيها : لا في ،  وأيه اللي أيدك ده ؟! 

فاطمه ناظره ليدها : دي صورة بنتي ،  متأخذنيش ياست هانم ،  أنا خلصت كل الأكل ووضبت ال..... 

راندا مشيره لها بأصبعها  : خلاص أنا مسألتكيش عن ده ،  أنا بسأل أيه حكاية الصوره دي وبتعيطي ليه؟ 

فاطمه بملامح متحسره : دي صورة بنتي ،  مختفيه عني بقالها يجي سنه 

راندا رامشه بعينيها عدة مرات : أتخطفت يعني ولا حصلها أيه ؟ 

فاطمه ضاربه كفا بكف بكل يأس : معرفش ياهانم ،  النصيبه أني معرفش اي حاجه عنها

راندا ممده يدها أليها  : وريني الصوره دي كده؟ 


   _ ألتقطت منها الصوره ثم تمعنت النظر بها ،  وجدت تلك الملامح مألوفة أليها وكأنها رأتها مسبقا في مكان ما ،  ولكن لا تدري أين ..  حكت جبهتها بأظافرها ثم هتفت 


راندا  : أنا ممكن أبقي أشوفلك إي حد يدور عليها من معارفي ،  هي أسمها أيه؟ 

فاطمه بنبره متلهفه ونظرات زائغه  : نور ،  أسمها نور 

راندا عاقده حاجبيها بتفكير : نور !! 


.......................................................... 


    _ كان جالسا علي مقعده الخشبي المتأرجح ،  يهز بجسده علي المقعد بتوتر جلي ،  حتي فتح عامر الباب بعد أن طرق بخفه فنهض عن مقعده سريعا وتوجه صوبه واللهفه باديه علي قسماته 


فارس  : عملت أيه طمني بسرعه

عامر قابضا علي كفيه بتوتر  : للأسف موصلناش لحاجه 

فارس بنبره مرتفعه غاضبه ونظرات قاسيه : يعني أيه الكلام ده ياعامر ،  أنت أكيد معرفتش تتصرف كويس

عامر وهو يهز رأسه مشيرا بالسلب : أبدا والله مكنش في إي تقصير لكن.... 

فارس وقد بدأ يقفد توازن عقله  : لكن أيه ،  أتكلم 

عامر ذافرا أنفاسه بضيق  : أحنا أتحركنا متأخر شويه ،  أنا خليت الراجل اللي تبعنا دخل لموظف في البوسطا ولقي سكه معاه..  عرف منه أن رغد سحبت رصيدها كامل الساعه 10 الصبح،  يعني قبل ما نروح بساعه ونص 


    _ صرخ صرخه عاليه دوي صوتها في المكان ثم أطاح بجهاز حاسوبه الشخصي المسنود علي سطح المكتب ليسقط أرضا وأخذ يضرب بقبضته علي سطح المكتب بقوه ..  حاول عامر التهدئه من روعه للتخلص من هذه الحاله الاي تملكته ولكن دون جدوى 


عامر : أهدي يافارس ،  لسه قدامنا فرصه نلاقيها 

فارس بنبره صادحه  : ليه ،  فاكر مصر دي أوضه وصاله 

عامر ضاربا علي ذراعه بقوه  : لأ مش أوضه وصاله ،  لكن الأماكن اللي ممكن تكون فيها أماكن محدوده جدا..  متنساش أنها متعرفش حاجه في مصر

فارس ملقيا بحسده علي المقعد  : دي المصيبه ،  أنها متعرفش حاجه في مصر ولا عمرها خرجت من الدار لوحدها ،  ربنا يسامحك ياماما..  لكن لو جرالها حاجه أنا الي مش هسامحك لأخر عمري 

عامر بنبره مشفقه : لا حول ولا قوة الا بالله  ، ربنا ينور طريقنا ويهدينا ليها يارب 

فارس فاركا وجهه بكفي يده :................


....................................................... 


   _ بعد أن قضي ساعات طويله من الليل داخل حجرة المكتب هاربا من منزله..  قرر العوده أخيرا وقد أصابته الخيبه من أول محاوله ولكنه لن ييأس ..  

وصل أمام بوابة القصر فأغلق أضواء سيارته الأماميه والخلفيه ثم ظل قابعا علي مقعده مسلطا بصره أمامه دون أن يتحرك..  حتي أصدر هاتفه رنينا عاليا ،  فقام بالرد عليه


فارس : ألو ،  طيب ياعامر ..  أعمل اللازم ،  حتي لو هتقدم بلاغ قدم وسيبلهم صورتها ،  تمام ..  هقفل معاك دلوقتي عشان داخل القصر، سلام 


   _ أدار سيارته مره أخري ثم تقدم بها وأصدر بوقا مرتفعا حتي قام الحرس بفتح البوابه وعبر خلالها..  في هذا الحين كانت تقف سياره علي مقربه من القصر متابعه لحركاته وكأنها تراقبه ..  أمسك ذلك الشخص القابع داخلها هاتفه الصغير ثم ضغط علي أزراره المهلكه ووضعه علي أذنيه 


شهير بنبره خشنه : أيوه ياشهاب بيه ،  لسه داخل قصرهم حالا سعاتك ..  لالا ميكنش عندك فكر ،  زمان الحكومه في طريقها سعاتك وهسمعك البشاره..  سلام سعاتك 


    _ مرق من باب القصر وسلط أنظاره علي الدرج منتويا الصعود علي الفور ولكن أستوقفه صوت والدته مناديه عليه،  فتوقف عن السير ولكنه لم يستدير لها


عثمت : فارس  ،  كنت فين لحد دلوقتي؟ 

فارس بلهجه مقتضبه : كنت بره

عثمت رافعه حاجبيها بحنق : بره ده اللي هو فين يابشمهندس

فارس بنظرات من زاوية عينيه : أنا مش صغير عشان تحاسبيني 

عثمت متقدمه بخطواتها صوبه : أنت أزاي تكلم مع أمك بالأسلوب ده ياولد 

فارس ملتفتا أليها بأنفعال،  وقد تقلصت عضلات وجهه : أمي !!  أنا كنت مستني أمي تتصرف بقلب أم ..  مش بعقل ست المديره 

آمير بنبره محتقنه : أيه اللي بيحصل بالضبط!؟ 


     ( قالها آمير وهو يهبط عن درجات السلم ،  ثم توجه نحوهم بخطي واثقه) 


عثمت بتهكم واضح  : أخوك بيديني درس 

آمير ذافرا أنفاسه بضيق : أحنا مش أتكلمنا أمبارح عن الموضوع ده يافارس وقولتلك تنساه

فارس بنظرات جاده محدقه  : ياتري لو كانت رغد وافقت علي عرض جوازك منهل كان هيكون ده رأيك بردو ياكبير

آمير قاطبا جبينه : خلصنا يافارس ،  سيبك من الحوار ده والبنت هتخلص المده بتاعتها وتسيب الدار وتشوف حياتها ،  انت مش اخر راجل بالنسبالها

فارس محدقا به  : لأ ،  أنا الأول والأخير ياآمير  ،  علي فكره عثمت هانم الباز طردت رغد من الدار..  لكن ده مش هيمنعني اني أقلب عليها الدنيا وأرجعها ليا تاني وساعتها محدش ليه الحق يوجهني أعمل أيه 

آمير موجها نظراته المشدوهه لوالدته : ماما ،  أنتي طردتيها فعلا! 

عثمت فاركه أصابع كفها بيدها : أيوه ،  طردتها

آمير بنظرات معاتبه  :......... 

فارس بنبره ساخره  : هو ده رد فعلك ،  صحيح وأنا هنتظر منك أيه أصلا..  مجرد واحده جذبتك ليها عشان بس شبه هند 

آمير بنبره مرتفعه وقد بدا عليه الهياج : فاااااارس ،  خلي بالك من كلامك معايا 

فارس بنبره صادحه  : مش هي دي الحقيقه ،  أنت عمرك ما حبيتها..  أنت شوفت فيها الماضي بتاعك وبس ياآمير 

عثمت بصراخ وصوت هادر : بس ،  أنتوا هتتخانقوا وأنا واقفه ياولاد مهران ،  هي دي أخرة تربيتي فيكوا


   _ تبادلا النظرات المحتقنه والمشتعله في حين دق جرس الباب في هذه الساعه المتأخره من الليل ،  فقامت الخادمه ( رتيبه)  بالتوجه نحو باب القصر راكضه علي أثر الطرق المتتالي علي الباب..  فتحته ليزداد شدوها وتتوتر تعابير وجهها ،  فمرق منه أحد الضباط الذين يرتدون زياً رسميا لكي يتفحص الواقفين بتأني ..  توجه نحوهم آمير بخطوات ثابته وهو يهتف بتساؤل


آمير  : خير حضرتك ،  في أيه ؟ 

الضابط بنبره حازمه  : ده بيت البشمهندس فارس مهران

فارس عاقدا حاجبيه بذهول : أيوه أنا ،  في أيه 

الضابط مشيراً بيده : ياريت تتفضل معانا ،  في أمر بأحضارك

عثمت بنبره مستغيثه  : أبني ،  عايزين أبني في أيه 

آمير وقد أكفهرت ملامحه : ياريت تفهمني أيه الحكايه بالضبط ياحضرت الظابط 

الضابط : في بلاغ متقدم فيه بأستخدام أدوات بناء غير مطابقه للمعايير القياسيه

عثمت جاحظه عينيها : أييييييييه ؟! 

آمير رامشا عينيه عدة مرات : مستحيل ،  أكيد في حاجه غلط 

فارس مصرا علي أسنانه بغيظ  : عملها أبن الرويعي ،  ورحمة أبويا لأندمه أبن ال ****** .................

يتبع 


تعليقات

التنقل السريع
    close