رواية وكر الملذات الفصل التاسع والعاشر بقلم الكاتبه ياسمين عادل حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
![]() |
رواية وكر الملذات الفصل التاسع والعاشر بقلم الكاتبه ياسمين عادل حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
جاهد آمير ليستطيع التحكم في أنفعالاته حتي لا ينساق ورائها فتُحسب عليه .. ألتقط شهيقاً بهدوء ثم ذفره علي مهلٍ وهو يردف
آمير : طب من فضلكم تتفضلوا وأحنا هنحصلكم
عثمت بصوت مختنق ممزوج بالبكاء : أكيد في حاجه غلط ، أبني لايمكن يعمل كده
الضابط بنبره مقتضبه رسميه : لو سمحتم مش عايزين عطله أكتر من كده ، ياريت البشمهندس ييجي معانا من غير شوشره
فارس بملامح جامده : أنا هاجي معاكم
آمير محدقا له : فارس ، أستني نطلب المحامين علي الأقل
فارس رادفا من بين أسنانه بغيظ : كلم عامر خليه يجيلي فوراً ، فورا يا آمير
آمير ضاغطا علي هاتفه عدة مرات : متقلقش ، أنا جاي وراك بالعربيه علي طول .... ألو ، وصلني بالمستشار أيوب بسرعه
عثمت بعبرات ساقطه من بين أهدابها : أبني ، أبني مستحيل يعمل كده
_ صار فارس وسط مجموعه من الضباط حاوطوه من كل جانب حتي وصل للعربه المخصصه بالشرطه حيث صعد وأخذ مكانه بها وظل يضغط علي أصابع يده بغيظ وقد بدا الغضب يكسو قسماته بوضوح .. في حين توجه آمير نحو سيارته وأستقلها علي وجه السرعه وصار بها خلفهم .. ظل يتواصل مع مدير مكتبه لكي يقوم بمهمة مع المحامين المتخصصين حتي يتواجدوا جوار فارس في هذا الوقت كما تواصل مع عامر كما رغب أخيه في ذلك ، حتي يبلغه ما حدث ليذهب له بسرعة البرق
.........................................................
_ جلست متكوره علي ذلك الفراش الحديدي القديم الذي آكل منه الصدأ وعبرت عليه السنين ، حيث تكورت علي نفسها وظلت تسترجع تلك اللحظه المؤلمه التي أُهيِنت بها.. عندما زجّت بها قاسية القلب تلك خارج جدران دار الرعايه ولم تهتم إلي أين ستذهب وكيف ستواجه واقعاً جديدا بمفردها وعالماً لا تفقه به شئ .. تنهدت بحراره ثم سحبت الغطاء الصوفي الشبه هالك ودثرت به ساقيها التي تجمدت من شدة البروده والرطوبه بذلك المكان .
( عوده بالوقت للسابق )
_ وصلت عثمت مبكرا لمقر الدار ثم توجه صوب العنبر الذي تمكث به رغد .. دلفت للداخل بصوره هجوميه منفعله ثم أشارت بأصبعها وهي تنظر لها بتقزز
عثمت : أنتي ، تعالي ورايا
رغد عاقده حاجبيها بعدم فهم : هه ، اا أنا !
عثمت بنبره هادره صدحت في المكان : أيوه أنتي ، مش شايفاني بصالك
رغد وهي تهز رأسها عدة مرات متتاليه بتوتر : حح حاضر حا اا ضر
_ دلفت عثمت للخارج وتبعتها رغد بخطوات مرتبكه مزعوره تكاد تتخبط ركبتيها ببعضهما وهي تفكر فيما حدث لينقلب رأس هذه السيده ضدها .. حتي وصلتا إلي حجرة الأداره التابعه للسيده عثمت .. فدخلت عثمت أولا ثم لحقتها رغد وأغلقت الباب بهدوء وألتفتت لتتفاجئ بها تمسك بتلابيبها وتجذبها لها بعنف
عثمت بلهجه شرسه : أنتي أزاي تجرؤي وتدخلي في أرتباط وعلاقة حب مع أبني !؟
رغد مبتلعه ريقها بصعوبه ، وقد بدأت قطرات العرق تبرز علي جبينها : اا أنا والله.. أنا أصل....
عثمت وهي تهزها بعنف : أنتي ياحتت مفعوصه فاكره أنك لما تخلي أبني يحبك أنا بقي هوافق علي المهزله دي ده في خيالك ياعديمة النسب
_ لمعت عيني رغد وتجمدت أطرافها علي أثر وقع تلك الكلمات علي أذنيها .. فأطرقت رأسها للأسفل في خزي ولم يقوي لسانها الذي توقفت عضلاته علي الحديث ، في حين ظلت عثمت تهزها بقوه ثم هتفت بنبره مخيفه حامله للتهديد
عثمت : ده أنا أدفنك بالحيا ، أقتلك لو فكرتي تيجي مره تانيه جمب حد من عيالي
رغد قابضه علي عينيها ممسكه بلجام دموعها حتي لا تسقط أمام متحجرة القلب تلك :...............
عثمت بلهجه متوعده : لو مبعدتيش عن أبني أنا هنسفك أنتي سامعه ، هدمرك ياعديمة النسب .. مش أخرتها أبن مهران يتجوز واحده محدش عارف هي بنت حلال ولا..... ولا هي أيه بالضبط
رغد مجاهده كي تستطيع الرد :مم من فضلك ، أنا مش هقرب منه تاني.. مش هخليه حتي يشوفني
عثمت بنبره متهكمه وهي تدفعها للخلف باأشمئزاز : أنتي فاكره أني هسيبك كده ، تبقي متعرفيش مين هي عثمت الباز يا... يارغد ، أنتي ملكيش مكان من هنا ورايح في الدار دي ، تاخدي ورقك ودفترك وتحمدي ربنا أني هخرجك من هنا سليمه
رغد بشهقه عاليه ، واضعه كفها أمام : لالالا ، أرجوكي انا... انا انا ماليش حد بره وو ومعرفش حد .. والنبي خليني هنا
عثمت بنظرات متشفيه : مش مشكلتي ، مش كنتي بتخرجي من الدار من ورايا ، يبقي مش هتكملي فيها يوم واحد ولا أنتي ولا اللي كان بيساعدك
رغد بصوت ممزوج بالبكاء : والله هبعد عنه وو ومش هخليه يشوف وشي ، ب س بس سيبيني هنا
عثمت مشيره بيدها : ورقك ودفترك علي المكتب ، تاخديهم وتطلعي من هنا فورا انتي وخردتك ، بدل ما وشرفي أخرجك من هنا من غير اي حاجه... برااااا
( أرتعدت رغد وأنكمش جسدها عقب أن صرخت بها ، فخطت بخطوات متعثره مرتبكه نحو المكتب وألتقطت الملف الخاص بها ودلفت للخارج بسرعه رهيبه )
_ أفيقت من شرودها علي أثر دموعها التي بللت كفيها ، فقامت بنزح دموعها وتدثرت بالغطاء محاوله إيهام نفسها أن النوم سيعرف مجراه لعينيها .
.........................................................
_ كان كل ما يشغل باله ( آمير) ألا يجعل أخيه في ذلك المكان يوما واحدا.. قام بأتصالات عديده وتواصل مع قيادات عاليه بالدوله للتدخل في ذلك
رئيس المباحث : يعني أنت بتنكر التهمه الموحهه ليك
فارس بملامح ممتغضه ووجه مكفهر : أيوه بنكر ، مش دي مواد البناء اللي أتعاقدت عليها شركتنا ولا دي مواصفاتها
أحد المحامين ممدا يده بأحد الأوراق : حضرتك دي نسخه من التعاقد اللي تم بين الشركتين واللي بتثبت المعايير القياسيه لمواد البناء
محامي أخر : ده أكبر أثبات أن البلاغ كاذي وكيدي لموكلي وبنطالب بالأفراج عنه فورا بدون ضمانات
_ طرق أحد العساكر باب حجرة رئيس المباحث ثم دلف وألقى التمام الرسمي ثم هتف بلكنه غريبه
العسكري : سعات المشتشار ايوب بيه الجناوي بره سعتك
ضابط المباحث ناهضا عن مكانه : خليه يدخل بسرعه
أيوب دالفا للداخل بكل هيبه : مساء الخير ياحضرت الظابط ، ولا اقول صباح الخير
الضابط مشيرا بيده : أتفضل أقعد حضرتك ، تحب تشرب أيه ؟
أيوب بلهجه متأنيه : أنا مش جاي عشان اشرب حاجه في نص الليل ، واضح أن البلاغ اللي أتقدم كان من حد واصل وإلا مكنتش هتكون موجود وبتحقق في ساعه زي دي
رئيس المباحث قابضا علي شفتيه : حضرتك أحنا......
أيوب مشيره بيده ليأمره بالصمت : حالا هتفرج عن فارس مهران ولو في اي استجواب يبقي ييجي مره تانيه ، أنما بيات في التخشيبه مش هيحصل ياحضرت الظابط، وده حفاظا علي مركزك ومكانك هنا في القاهره
_ حملقت عينيه عندما أستمع لذلك التهديد المباشر بأذنيه ثم أطرق رأسه وهو ينظر للكاتب القابع جواره.. ثم أردف بنبره ثابته
رئيس المباحث : أكتب عندك ، أمرنا نحن رئيس مباحث قسم...... الأفراج عن فارس مهران بضمان محل أقامته وجاري متابعة التحريات ونتائج المعمل الجنائي.. وأقفل المحضر في ساعته وتاريخه
أيوب ناهضا عن مكانه : أمضي علي المحضر يافارس وحصلني علي بره
_ أمسك فارس بالقلم وخطّ أسمه علي المحضر بتشنج وكأنه يوقع علي وثيقة أتفاق شيطانيه يقسم فيها علي أن يجعل ذلك المدعو شهاب يدفع ثمن فعلته غالياً ، ثم ألقى القلم وخرج من الغرفه متقلص الوجه حتي وجد أخيه والمحامين والمستشار أيوب باأنتظاره
آمير مربتا علي ذراعه بقوه : متقلقش يافارس ، حقك هيرجعلك
فارس بنبره متوعده : ملكش دعوه بالموضوع ده ياآمير.. ده موضوعي وأنا اللي هنهيه زي ما بدأته
أيوب واضعا يده في جيب معطفه الشتوي : أركز يافارس وأحسب خطواتك بهدوء ، مش عايزك تقع مع شهاب في دايره واحده
فارس مكورا قبضته بغيظ : هحسب ياأيوب بيه ، هحسب كويس أوي .. أنا هدفعه تمن دخولي القسم غالي أبن الرويعي
آمير بنبره ممتنه : مش عارف أزاي أشكرك ياسعات المستشار ، حقيقي مش عارف
أيوب بنبره خبيثة : تقدر تقدم شكرك بخدمه ، المناقصه الجايه سيبها عشان أبني عايزها
آمير باأبتسامه باهته : أعتبرني مدخلتهاش أصلا ياسعات المستشار
فارس باأقتضاب : عن أذنكوا
_ توجه للخارج سريعا حيث يبغض وجوده بهذا المكان ثم أمسك هاتفه وضغط عليه ويكاد الغضب يستحوذ علي كل حواسه
فارس : أيوه ياعامر ، لالا متجيش أنا اللي هجيلك.. ايوه خرجت.. المهم في ورانا مصلحه لازم نخلصها... أبن الرويعي لازم يتعلم عليه ... ورحمة أبويا ما هسيبه يفلت منها .. قابلني في الكوفي شوب بتاعنا بعد ساعه
.......................................................
_ أشرقت الشمس في صباح يوم جديد ، حيث أستيقظت رغد من نومها المؤرق وقد أصابها الآلم بعظامها بسبب ذلك الفراش الهالك .. نهضت عن مكانها ثم توجهت لذلك الحوض الصغير الملصق علي الجدران وادارت الصنبور الذي أهلكه الصدأ وبللت وجهها بالمياه ثم توجهت لحقيبتها الصغيره تنتقي منها لباساً تستطيع الخروج به .. ثم دلفت للخارج لتجد تلك العجوز الشمطاء تجلس علي مكتبها الصغير وتنفث في أحد أعقاب السجائر الركيكه والتي أوشكت علي النفاذ .. فتركتها ونظرت لها وتفحصتها بعينيها وهي تردف بنبره متهكمه
راويه : ياصباح الخير ياختي
رغد بتوجس : صباح النور ، أنا هخرج شويه وراجعه وهاخد مفتاح الأوضه معايا
راويه وهي تمط شفتيها بأزدراء : المهم مترجعيش مأنجشه
رغد قاطبه جبينها بعدم فهم : مش فاهمه حضرتك بتقولي اي
راويه ملوحه بيدها بطريقه مثيره للأستفزاز : حضرتي بتقول مش تخرجي من هنا فرده ترجعي جوز .. فهمتي ياختي، اه ده بنسيون محترم وليه سمعته مش كفايه وافقت تفضلي هنا من غير بطاقه
رغد بعدم فهم : ماشي ، عن أذنك
_ أنطلقت رغد من أمامها وهي تقضم بأسنانها علي شفتيها السفلي من الحرج ثم هبطت للأسفل وظلت تتأمل المكان من حولها.. حيث كانت المنطقه القائم فيها ذلك السكن منطقه شعبيه للغايه ، تأملت يافطات المحال المعلقه عسي أن تجد ما يناسبها للعمل به ولكنها لم تجد.. صارت بخطي مرتبكه وكأنها تخشي الناس والمكان المحيط بها حتي وصلت علي حافة الشارع الرئيسي .
............................................................
قضي فارس هذه الليله مع رفيقه عامر بالمقهي حيث كان ذلك المقهي من ذوات الأماكن الراقيه التي تعمل علي مدار 24 ساعه .. ظلا يحيكان ويدبران من الأمور ما يليق بذلك الرجل بعد فعلته تلك ، حتي أنهما شرعا بالتنفيذ أيضا
عامر متجرعا قهوته : كده أتقفلت ياأبو فراس ومش هيلاقي منها مخرج
فارس مطقطقا أصابعه بغيظ : حتي لو لقي مخرج ميهمنيش ، اللي يهمني يتعلم عليه علامه محترمه تليق بجماله
عامر فاركا جبينه : طب و... ورغد
_ خفق قلبه لسماع ذلك الأسم الذي يقع علي أذنيه وكأنه طرباً ولحناً جميلاً .. تنهد بحرقه ثم أطرق رأسه وهو يردف
فارس : أكيد هلاقي حل ، متهيألي هنلجأ لوسائل الإعلام سواء جرايد أو تليفزيون ، وأحتمال كمان السيوشيال ميديا ، مش هرتاح غير لما ترجع تاني ليا
عامر ضاربا علي فخذه : أجمد ياوحش ، هتلاقيها إن شاءالله
_ تثائب عامر ثم تمطع بجسده في الهواء فنظر له فارس شزراً وهو يهتف بتهكم
فارس : قوم نام في بيتكوا ياعامر ، مش ناقصاك
عامر ناهضا عن جلسته : ااااه ياضهري ، ياجسمي ، ياكلي ااااه... قوم روح أنت كمان بقالك يومين منمتش ، سلام
فارس بعدم أهتمام : سلام
..........................................................
_ بداخل أحد محال بيع مستحضرات التجميل والعطور ، وقفت رغد أمام رجلاً مسناً تعرض عليه العمل لديه
حسن : أيوه يابنتي بس حكاية البطاقه دي ااا.....
رغد بلهجه مترجيه : اانا والله مش هجيبلك مشاكل خالص ، أنا بس كنت.. يعني.....
حسن بنظرات ثاقبه : شكلك جديده علي المنطقه
رغد باأبتسامه ساخره : أنا جديده علي الدنيا كلها ، مش المنطقه بس.. لو سمحت ياحج تديني الفرصه دي ولو لقيت حاجه مني وحشه أبقي مشيني ، ربنا يرضي عنك يارب
حسن قابضا علي شفتيه : طيب يابنتي ، هجربك ونشوف
رغد بنبره ممتنه : ربنا يخليك يارب وهكون عند حسن ظنك والله
حسن مشيراً بيده : تقدري تستلمي من دلوقتي لو عايزه
رغد مومأه رأسها بالموافقه : ااه اه موافقه
........................................................
_ أمسك بالمزهريه ثم قذفها بقوه لترتطم بالحائط وتتساقط قطعاً بلوريه صغيره ثم أخذ يصيح بصوت قوي وقد أمتلأت عيناه بالغيظ
شهاب : أزززززززااااي مباتش في القسم أزاي يابهيم
شهير بنبره مرتجفه : وو والله وو الله ياشهاب باشا عملت كل اللي أمرت بيه ، ببب س أخوه كلم ناس أيدها واصله قوي ، خرجوه بعد أقل من ربع ساعه ولاد ال ******
شهاب بنبره حاده هائجه : مش عايز أسمع صوتك ولا أشوف خلقتك لحد ما تجيبلي الخبر اللي يخليني أثق فيك تاني يا ******* ياابن ال *****
_ أغلق هاتفه ثم ألقاه علي المقعد وظل يجوب المكان ذهاباً وإياباً.. في حين وقفت راندا مذهوله من تلك الحاله التي وصل إليها ثم هتفت
راندا : شهاب أهدا شويه مش كده ، لازم تكون أهدا شويه عشان تقدر تفكر
شهاب بنظرات ناريه : ولاد مهران مش هيعلموا عليا ، أكيد أبن الأبلسه هيحضر لحاجه من ورايا عشان يرد الضربه
راندا ذافره أنفاسها بضيق : قولتلك بلاش ياشهاب ودي مش أول ولا أخر مناقصه تخسرها
شهاب مصرا علي أسنانه : مش علي أخر الزمن هخسر قدام عيل زي ده ياراندا ، مش أنا
راندا لاويه شفتيها : أوكي ، أنا هلبس وأروح النادي عشان الجو هنا بقي خنقه ، جدا
شهاب بنظرات مُهينه :.............
.......................................................
_ بعد مرور أيام عديده وقف فارس أمام رئيس النيابة لينظر في آمره بعد وجود دلائل جديده في صالحه..
رئيس النيابه : وجود دليل زي ده في الوقت ده بالذات حظ كويس ليك
فارس بعدم أهتمام : الحمد لله ، الحقيقه دايما بتظهر في وقتها
رئيس النيابه مشيراً لكاتبه : أكتب عندك ، أمرنا نحن رئيس نيابة.... بالأفراج عن فارس مهران بدون ضمانات وتأيد البلاغ كبلاغ كاذب.. وأقفل المحضر علي ذلك
المحامي : مبروك يابشمهندس
فارس بنبره ممتغضه : الله يبارك فيك
_ كانت تقف خلف جزع أحد الأشجار الكبيره مترقبه ذلك المبني الحكومي وتنتظر خروجه بفارغ الصبر ، حتي رأته أخيرا يدلف بصحبة أخيه ورفيقه والمحامين التابعين له .. أطمئن قلبها وشعرت ببعض الراحه حتي أنها ظهرت من خلف الشجره دون أدراك منها وكأنها تود رؤيته جيداً لتروي ظمأ عينيها التي أشتاقت لرؤياه..
شعر بحركة تلك العدسات المسلطه عليه فوجه بصره ناحيتها علي الفور دون تفكير لتقع عينه عليها .. حدقت عيناه بها عندما تأكد من صدق شعوره ثم تجاوز الذين يقفون أمامه وجاهد للوصول ألي الجانب الأخر حيث تكون هي راكضا.. فأنتبهت له أخيراً وركضت علي الفور حتي لا يستطيع الوصول أليها وظلت تركض وهو يلاحقها محاولا الوصول أليها وهو يصرخ بأسمها
فارس : رررررررررررررغد.....
~ وكر الملذات ~
( الفصل العاشر )
_ ظل يركض خلفها بسرعة البرق بينما ركضت هي بكل خفه ورشاقه حتي وصلت لسيارة الأجره التي كانت بأنتظارها .. فأستقلتها وأمرت السائق بالقياده بسرعه في حين وقف هو وأنحني ليستند بكفيه علي ركبتيه وهو يلهث ويلتقط أنفاسه بصعوبه .. ولكن شعر بشيئا من الراحه فلقد علم أنها قريبه منه وتستطيع تدبر أمورها عقب الخروج من الدار .. أطبق جفنيه بتألم ثم نظر خلفه ليعرف مقدار المسافه التي ركضها وبعد ذلك توجه بخطوات ثقيله من حيث جاء ..
بينما كانت هي بسيارة الأجره تحافظ علي توازن عواطفها الجياشه نحوه حتي وصل بها السائق الي حيث أخذها لتدلف داخل المكان الذي تعمل به.
.........................................................
_ بأحد البنايات المطله علي النيل ، كانت تجلس سيده ليست كبيره للغايه علي الأريكه المقابله للتلفاز تتصفح القنوات الفضائيه وإذ بجرس باب منزلها يدق.. نهضت علي الفور وتوجهت نحوه لتدير المقبض وتجد.....
تفيده بملامح مشرقه : هاااا ، فارس
فارس بملامح ذابله : أذيك ياعمتو ، وحشتيني
تفيده محتضناه بقوه : وأنت كمان وحشتني أوي أوي ياحبيبي ، عامل أيه طمني عليك وعلي أخوك
فارس بتنهيده : الحمد لله
تفيده مضيقه عينيها : مالك ياحبيبي ، شكلك في حاجه مش طبيعيه
فارس ممسكا برأسه : مخنوق ، مخنوق وقرفان من كل حاجه
تفيده مربته علي ظهره : طب أهدا ياحبيبي ، تعالي أدخل وأحكيلي كل حاجه
_ جلسا معا وتبادلا الحديث حيث قص عليها فارس كل ما حدث بداية من عشقه لتلك الفتاه وحتي طرد أمه لها .. تقلصت ملامح تفيده وأزدادت حنقا علي تصرفات زوجة أخيها التي تفتقر إلي الرحمه ، جاهدت لتخلص أبن أخيها مما أصابه وحاولت إيجاد السبل التي حتما ستوصله إليها
تفيده : ده حل كويس أوي ياحبيبي ، خصوصا أن أغلب الناس عندها حساب علي مواقع التواصل الأجتماعي وده هيساعدك أكتر
فارس فاركا جبينه : عامر هيبدأ النهارده في الحكايه دي ، كلم كذا جريده وكذا مجله وكمان تواصل مع مواقع معروفه عشان تنشر خبر ومعاه صورتها
تفيده قابضه علي كفه بحنو : متخافش يابني ، هتلاقيها وتعوضها عن كل حاجه أن شاء الله .. بب بس......
فارس موجها بصره لها بتوجس : بس أيه !؟ حتي أنتي ياعمتي هتقوليلي الدار والزفت ونسب و.....
تفيده محركه رأسها سلبا : لالا مش ده قصدي ، بتكلم عن أمك هتعمل أيه معاها
فارس وقد أكفهر وجهه : محدش هيدخل في قراراتي ، أنا هتجوزها يعني هتجوزها واللي عنده حاجه يعملها
تفيده باأبتسامه بشوشه : ربنا يسعدك ياحبيبي يارب
.........................................................
_ دلفت خارج المرحاض وهي ممسكه بمقياس أختبار الحمل ، دققت النظر به لتجد النتيجه إيجابيه ، أشرقت ملامحها وكأن الدم عاد يجري ليورد وجهها ولكن عبست فجأه وحدثت نفسها قائله
نور : هابقي أم ، مش ممكن مش مصدقه ، ببس .... آمير مش لازم يعرف إي حاجه دلوقتي أيوه ، لو عرف دلوقتي هيقولي نزليه وأنا مش عايزه أنزله ، أنا مصدقت ربنا كرمني ب بيبي .. ياااه ياريتك معايا ياماما ، ياريتك معايا
_ أنطلقت نحو طاولة الزينه ( التسريحه) لتلتقط هاتفها ثم ضغطت عليه عدة مرات وأنتظرت الرد
نور : ألو ، آمير أنت فين بقالك أسبوع مش عارفه أتلم عليك خالص
آمير بنبره جاده : أنا لسه خارج من المحكمه يانور ، أظن أنك عارفه اللي أنا فيه ومش محتاج أقدم مبررات
نور موجهه بصرها نحو المقياس : طب أنت هتيجي أمتي ، ياريت متنساش إني.....
آمير بنفاذ صبر : ياريت متنساش إني مراتك وليا حقوق عليك ولازم تكون جمبي ومعايا و.. و.. و.. عارف كل ده ، حاضر يانور حاضر لو فضيت النهارده هابقي أعدي عليكي
نور باأبتسامه راضيه : هاحضر العشا وأستناك بالليل ، هتوحشني
آمير بتنهيده : وأنتي كمان هتوحشيني ، سلام
نور : سلام
_ أغلقت الهاتف ثم وضعته بمكانه وأنطلقت نحو المرحاض مره أخري ، ظلت تبحث بنظرها علي إي مكان آمن لكي تخبئ ذاك المقياس حتي يحين وقته ، فقامت بفتح أحد الأدراج ودسته أسفل المناشف القطنيه ثم أغلقت الدرج وأنصرفت للخارج وعلي وجهها أبتسامه مشرقه.
..........................................................
_ مر اليوم وتلاه يوم ، حتي جاء يوما جديداً ، وقف فارس أمام مرآته يتأكد من أكتمال أناقته ، فاليوم يوماً هاما بالنسبه إليه ، حيث أرتدي حُله من اللون الأسود وأسفلها قميصا من اللون الرمادي الفاتح وترك عنقه دون رابطه ، مشط خصلات شعره ثم ألتقط هاتفه وكاد يدلف للخارج ولكن أستوقفه دخول والدته للحجره
عثمت : صباح الخير
فارس باأقتضاب : صباح النور
عثمت قابضه علي رسغه : هتفضل زعلان مني كتير كده
فارس بنظرات ثابته : عادي ، أكيد ميفرقش معاكي زعلي وإلا مكنتيش زعلتيني من الأول، عموما متفتكريش سكوتي اليومين دول أستسلام ، لأ.. ده صبر مش أكتر
عثمت قاطبه جبينها : تقصد أيه !؟
فارس مقتربا منها بهدوء : يعني دورت وبدور ولسه هدور عليها ، مش هيهدي جفني إلا لما ترجع تاني ليا.. عن أذنك عندي شغل
عثمت بنبره مرتفعه : فارس ، أستني هنا ياولد ، فارس
_ لم يهتم لمنادتها المتكرره له، بل شق طريقه حتي وصل لسيارته وأستقلها ثم قادها متوجها لشركات ( الرويعي )
_ في هذا الحين ، كان شهاب قد أنتهي للتو من أنعقاد أجتماع مجلس إدارة الشركة وتوجه صوب حجرة مكتبه ليُصدم به جالسا علي المقعد المقابل له ، واضعا قدما أعلي قدم
فارس لاويا شفتيه بتهكم : بصراحه السكرتيره بتاعتك متعرفش إي حاجه عن أصول الضيافة ، تصور مطلبتليش فنجان قهوه حتي
شهاب وقد تقلصت عضلات وجهه : تصدق عندك حق ، عندي دي يا... بشمهندس
فارس مشيراً بيده : أتفضل أتفضل ، مكتبك ومطرحك
شهاب ذافراً أنفاسه بأختناق :......
_ جلس علي مقعده ثم ترك الملف الذي كان ممسكا به وصوب بصره إليه بغيظ ثم هتف بنبره مختنقه
شهاب : ياتري أيه سبب زيارتك السعيده
فارس طارقا علي سطح المكتب بأطراف أصابعه : أنت كمان مش هتضايفني
_ تأفف بحنق بالغ ثم رفع سماعة هاتفه وحادث مديرة مكتبه بلهجه آمره
شهاب : هاتي أتنين قهوه ، ساده
فارس حاككا طرف ذقنه : كلك زوق
شهاب بنفاذ صبر : ياريت تخلصني مش فاضيلك
فارس ببرود : مش لما أشرب القهوه
شهاب بنظرات خبيثه : وراك أيه يابن مهران !! ؟
فارس باأبتسامه ماكره : ورايا كل خير ياأبن الرويعي
_ دلف رجله شهير راكضا وقد بدا الذعر علي كل قسماته وهتف بنبره مذعوره
شهير : ألحق يا شهاب باشا ، اا .....
شهاب ناهضا عن مكانه بقلق : في أيه ياشهير؟
شهير ناظرا لفارس ، مبتلعا ريقه بصعوبه : ااا اصل ....
شهاب بنبره صادحه : ما تنطق
شهير مستجمعا شجاعته : في قوه من الشرطه هجمت علي المخازن وو و...
شهاب ملوحا بيده : ما يهجموا ، أحنا في السليم
شهير ضاربا علي جبهته : لأ ياباشا لأ مش في السليم ، دول لقيوا المونه بتاعت البنا مضروبة
شهاب محدقا عينيه : أيييييه !
شهير : زي ما بقولك كده ياباشا ، وأكيد هاييجوا هنا عشان... عشان... لمؤاخذه يعكشوك ( يقبضوا عليك)
_ نظر شهاب صوب فارس فوجد أبتسامه شامته تملأ ثغريه فعلم أنه وراء تلك الفِعله .. نهض فارس عن مكانه ثم أغلق أزرار سترته وهو يهتف بنبره قويه حازمه
فارس : العين بالعين ، والسن بالسن ، والبادي أظلم.. أنا حبيت أجي أشاركك اللحظه اللذيذه دي ، وشكرا علي القهوه.. معلش مبحبش أشربها ساده تبقي تشربها أنت عندي بس... زياده
_ رمقه بنظره أخيره قبيل أن تبرز أسنانه باأبتسامه ماكره ثم رمق رجله البغيض ذاك وأنصرف من أمامهم شامخاً ينظر للسماء ، في حين أشتد غضب شهاب وحنقه أكثر وقرر عدم ترك الأمر يمر مرور الكرام
........................................................
_ لم تهتم راندا بما سرده عليها شهاب بل ظلت ممسكه بتلك الصوره الفوتغرافيه الصغيره تتفرس في هذه الملامح التي تشعر بأنها مألوفه إليها ، وعندما لاحظ شهاب شرودها فأنفجر بها صائحا
شهاب : أنتي ياهانم ، أنا بتكلم معاكي وأنتي مركزه في الهبابه اللي في إيدك دي
راندا حاككه رأسها : أنا متأكده إني شوفت البنت دي بس مش فاكره فين ، بقولك أيه ياشهاب ماتاخد الصوره وتخلي إي حد من صحاب الجرايد ينشرها يمكن نلاقي بنت الست دي
شهاب مستندا بظهره للخلف مطبقا علي جفنيه بغيظ : أنا مش عارف دماغك دي بتشتغل أزاي ، منين بتقولي ملامحها مش غريبه عليكي ومنين عايزاني أدور عليها ، أفرضي طلعت بنت من اللي كانوا شغالين عندك وأنتي ناسيه شكلها هنعمل ايه ساعتها ياهانم
راندا محملقه عينيها : تصدق فعلا ، أزاي مفكرتش بالطريقه دي
شهاب بسخريه : هو أنتي بتفكري أصلا ، أنا رايح لمراتي مش ناقصه هم أكتر من همي
راندا لاويه شفتيها : مراتك !! روح
.........................................................
_ كان مسلطا بصره عليها يتأمل ملامحها جيدا ثم يعاود النظر للجريده مره أخري ، ثم ينظر لها مره أخري بتمعن فلاحظت هي ذلك .. فأردفت بلهجه فضوليه
رغد : في حاجه ياحج حسن؟
حسن باأنتباه : هه ، لأ مفيش يابنتي
حسن محدثا نفسه : سبحان الله ، الخالق الناطق هي اللي في الجرنال ونفس الأسم كمان .. أحسن حاجه أتصل بالرقم اللي مكتوب هنا وأبلغهم أنها بتشتغل عندي ، اه ده أسلم حل
...................................................
_ كان يجلس بمكتب رفيقه عامر يتناقشون حول أستكمال مشروع المدينه السكنيه حتي أصدر هاتفه بعض الأهتزازات فقام بالنظر إلي المتصل وقد أنتابه الفضول فقام بالضغط عليه للرد
فارس : الو
حسن : سلامو عليكوا ، لو سمحت يابني حضرتك اللي منزل أعلان في الجرنال عن بنت مفقوده؟
فارس معتدلا في جلسته منصتا له : أيوه أيوه أنا ، حضرتك تعرف عنها أي حاجه
حسن بنبره متوجسه : طب انت تقربها أيه يابني الأول؟
فارس بتفكير : هه ، ااه انا خطيبها وكنا متخانقين ومن ساعتها أختفت ومعرفش عنها حاجه
حسن :طيب يابني هي بتشتغل عندي في المحل ، لو معاك ورقه وقلم أكتب ورايا
_ ألتقط فارس بسرعه قلما وورقه صغيره دون عليها العنوان الذي أملاه عليه ثم نهض عن مكانه بسرعه وهو يشير لعامر وأنطلقا سويا بخطي سريعه لخارج مقر الشركه ثم أستقلا سيارة فارس معاً
عامر : سوق براحه ياعم فارس ، مش كده
فارس باأنفاس متلاحقه : يارب الراجل ده يصدق وتكون موجوده عنده فعلا
عامر : هنلاقيها أن شاء الله متقلقش أنت بس
_ ماهي إلا ساعه أو أقل من الزمن حتي وصل فارس لهذه المنطقه الشعبيه التي تقطن بها رغد وتعمل فيها أيضا.. صف سيارته جانبا ثم هبط عن سيارته وأغلقها ( بالريموت ) الخاص بها وظل يبحث عن يافطة ذلك المحل حتي وجدها صار خلفه رفيقه ولكنه توقف ليترك له المساحه لكي يتصرف بأسلوبه .. أبتلع ريقه بصعوبة شديده ثم وقف أمامه يتطلع للداخل حتى لمحها تقوم بوضع المنتجات أعلي الأرفف المعلقه علي الحائط ..
أجتاز هو عتبة المحل ووقف يتطلع إليها بشوق جارف حتى أنتبهت له وألتفتت ليقع بصرها عليه ..
رغد بذهول : فف.. ف .......
فارس : رغد ، وحشتيني.....
يتبع
الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر من هنا


تعليقات
إرسال تعليق