القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أنا الطيب الفصل الاول بقلم الكاتبه نرمين قدري حصريه وجديده

رواية أنا الطيب الفصل الاول بقلم الكاتبه نرمين قدري حصريه وجديده 



رواية أنا الطيب الفصل الاول بقلم الكاتبه نرمين قدري حصريه وجديده 


في مطار نيويورك تجلس. فتاه تنظر في ساعة يدها بملل وهي تنتظر النداء الاخير لطائرتها المتجة الي مصر فقد اشتاقت جدااا لتراب بلدها بعد غياب دام عشر أعوام فمنذو وفاة والدتها لم تري بلدها فقد سافرت عند خالها منذو كان عمرها خمسة عشر   

تجلس غزل علي أحدي مقاعد الطائرة وهي تربط حزام الامان استعدادا للأقلاع وهي ترجع بذاكرتها ليوم عزاء والدتها وهي تتذكر كلام جدتها من أباها وكان الكلام قد حفر بداخلها 

بااااااك

تجلس الجده بعد انتهاء مراسم العزاء وهي تنظر لابنها وتقول وهي ترفع حاجبها :

- وبعدين يا سعيد اظن كده انت عملت اللي عليك و زايده استحملتها كام سنة و استحملت مرضها اللي كان مش بيخلص غير أنها اخدت اللي وراك واللي قدامك شوف نفسك بقا كفايا أنها معرفتش تجيلك حتة ولد يمد اسمك 

نظرت لها غزل وقالت :

+ وانا ايه يا نانا منا كمان شايلة أسم بابا ولو سمحتي متتكلميش علي ماما كده هي دلوقتي عند ربنا و ميجوزش عليها غير الرحمة 

تنفست الجده بصوت مسموع وقالت بغضب :

- جري ايه يا بت ابني انتي جاية تعلميني اقول ايه ومقولش ايه انا أقول اللي انا عوزاه 

ثم التفتت الي سعيد الذي كان يلتزم الصمت وقالت بجده :

-بقولك ايه يا سعيد اعمل. حسابك آخر الأسبوع هتجوز مديحة اهي بقالها سنتين مطلقة و معندهاش غير بنت واحده ، وهي من زمان كانت هتموت عليك ، بس انت اللي صممت علي هناء يلا بقا قصره ما علينا 

اكتفي سعيد بهزر راسه بالموافقة فهو كان ضعيف الشخصية جداا أمام والدته وده كان دائما نقطة الخلاف بينه وبين هناء، فكانت ولدته هي الحاكم الناهي في كل شيء يخص حياتهم حتي بعد علمها بمرض هناء صممت أن يرميها في أحدي المستشفيات ويخلص من مسؤوليتها 

وبالفعل بعد اسبوع من وفاه هناء تزوج سعيد من مديحة التي صمتت أن تعمل حفله كبيرة 

دون مراعاة شعور غزل وحزنها علي امها 

أقاموا الحفله في الفيلا دخلت غزل حجرتها وهي تحتضن صورة أمها وتبكي قهرا علي عمر أمها الذي ضاع بين جدران هذه الفيلا في كل مكان ذكري حزينه لامها فقد كان والدها يعاملها أسؤ معاملة وكان دائم الاعتداء عليها بالضرب المبرح بسبب وبدون سبب رغم أن أمها قدمت له كل سبل الراحة الفيلا اصلا كانت لوالد امها وهو أجبرها أن تنازل له عنها هناء كانت من عيلة كبيرة ميسورة الحال و سعيد كان من عيلة صغيرة دخل عليها بكلامه المعسول أحبته وصممت علي الزوج منه رغم اعتراض والديها ولكن هي صممت عليه 

فيأس ولدها من إقناعها و رضخ للأمر الواقع وأهداها هذه الفيلا حتي لا تسكن في مستوي أقل ما هي معتاده عليه ولكنها بعد الزواج اكتشفت شخصية سعيد الحقيقة واكتشفت ضعفه أمام والدته فهو أمامها بدون شخصية وهي من يتحكم في حياتهم ويصدر القرارت

انتهت مراسم الفرح 


انتقلت مديحة للعيش هي وبنتها في الڤيلا معهم وقامت من اول يوم لها بإزالة اي شيء يخص هناء من صور وملابس وكأنها بتقول للجميع أنها هي الآن صاحبت المكان

خرجت غزل من غرفتها علي صوت انتقال الأثاث و صوت تكسير زجاج 

شهقت وهي تري صور امها وجميع اغراضها تلقي علي الأرض 

وصوت مديحة وهو تأمر الخدم بالقاء هذه الأشياء في القمامة 

مسحت غزل دموعها وقالت بقوة مصتنعة:

+ انتي ايه اللي بتعمليه ده؟؟ مين سمحلك تعملي كده !!

التفت لها مديحة وهي تضحك ضحكة صفراء وقالت:

- بتقولي حاجة يا قمر ؟؟

أجابت غزل بنفس الحده :

+اه بقولك انتي مين سمحلك تعملي كده في حاجات امي؟ 

- مش محتاجة حد يسمحلي، علشان انا هنا صاحبت كل ده !

ثم التفت مديحة الي ابنتها وهي تقول لها بابتسامة :

- حبيبت ماما خشي شوفي الأوضة اللي تعجبك علشان تبقي اوضتك

لمعة عيون ريهام اوبتسمت بخبث وذهبت الي حجرة غزل وقالت :

= الله انا حبيت قوي الأوضة دي خلاص انا اخترت خلاص الأوضة دي 

قالت غزل بتعجب!!

بس دي الأوضة بتاعتي !!يعني الفيلا دي كلها مافيش أوضه عجبتك غير دي!

شوفيلك أوضة تانية علشان دي الأوضة بتاعتي 

دخل عليهم سعيد وسمع بعض الحديث تصنعت ريهام البكاء وقالت بصوت مسموع :

=ليه كده يا غزل حرام عليكي انتي بتعيرينا بفقرنا ولا علشان انا ضيفة هنا 

=خلاص يا ماما انا هرجع بيتنا ومش عاوزة حاجة 

قال سعيد يتذمر:

- خير بس يا ريهام مالك ؟

قالت مديحة مسرعة: 

+ مافيش يا سعيد بس من الواضح أن غزل مش حبا وجدنا هنا من أول ما دخلنا وكل ما نعمل حاجة تعلق عليها وكأننا ضيوف عندها مع انك قلت ليا أن ده بيتي هو مش ده بيني برضوا ولا انا غلطانه 

قال سعيد وهو يحاول ارضائها :

+ لا طبعا ده بينك يا حببتي وغزل اكيد ما تقصدتش 

ثم التفت لغزل وقال بحده:

+في ايه يا غزل ؟ ليه مضايقة طنط مديحة بصي بقا طنط مديحة هنا مكان ماما وهي صاحبت البيت ده والكلمة اللي تقول عليها تمشي انتي سامعه 


قالت غزل و الدموع قد ملئت عينيها :

+ اولا يا بابا مافيش حد زي ماما و الڨيلا دي بتاعة ماما

غير أن ربهام سابت كل الاوض اللي في الڨيلا وعاوزة 

الأوضة بتاعني 

قال سعيد بلا مبلاه:

- وايه يعني انا مش فاهم حطي ليها سرير معاكي وناموا سوا اقلها تونسك بليل 

قالت ريهام قاطعة لكلام سعيد :

+بس انا يا عموا مش بحب انام مع حد في نفس الأوضة متعودتش علي كده 

وقالت غزل :

وانا كمان يا بابا حضرتك عارف. ان مش بحب انام مع حد ولا بحب حد يشاركني في حاجتي

ابتسم سعيد ابتسامة مطمئنة لمديحة ثم التفت نحو غزل وقال بحده؛

- خلاص يا غزل متعملكيش دوشه خدي حاجاتك وشوفي في اوضة تانية انا مش هفضل طول الليل احل في مشاكل انا عريس 

قالت غزل بخذلان:

+ يابابا دي اوضتي اللي انا وماما عملنها سوا كل مكان فيها ليه ذكري مع امي ازي عاوزني اسيب الأوضة اللي كبرت فيها واستحالة اسبها

قالت مديحة بغضب :

+ هو في ايه يا غزل ليه مصممة تعملي خلاف من اول يوم ريهام زي اختك وعجبتها الأوضة عمله دوشة ليه يلا اتفضلي انقلي حاجتك في اي اوضة علي بال ما اروح اشوف الخدم لموا الزباله اللي قلتلهم عليها ولا اية

قالت غزل وقد بدأت الدموع تنهمر بشده :

= حاجات أمي مش زباله انا هروح الم حاجات امي واحتفظ بيها 

+ وماله تحتفظي بيها في اوضتك لكن الزباله دي ما شوفهاش برا ويلا اتفضلي علشان ريهام ترتاح وانا كمان عاوزة ارتاح ثم غمزت لسعيد الذي بدورة ابتسم لها 


أنا الطيب وعامل فيها مش طيب

عشان الناس بقت بتدوس على الطيب

ومين كان حس بينا يا دمعي يا قريب

بامثل إني مش طيب عشان انتوا

ديابة ولازم أنتش لقمتي منكوا

وليه يازمن بقى الطيب بيتعيب

-

ضحكت ريهام بصوت مرتفع وقالت بأنتصار:

- ماما انا هغير كل حاجة واعملها علي ذوقي 

قالت الأم وهي تبعث لها قبله عبر الهواء: 

+ براحتك يا روح ماما اوضتك وانتي حره فيها


استسلمت غزل للأمر الواقع و انتقلت الي غرفة أخري وهي تعلم أن القادم ليس بسهل

مرت الأيام ثقال عليها وكل يوم تحاول مديحة أن تثبت نفسها في البيت اكتر وساعدها ضعف شخصية سعيد فقد علمت نقاط ضعفه وبدأت تلعب عليها و تحكمت فيه مثل عرايس المارينوت ولكن ذلك الوضع لم يعجب أمه فقد فقده السيطرة علي ابنها ولكن مديحة انتصرت و حكمت علي سعيد أن يدخل أمة أحدي دار المسنين و هو نفذ كالمغيب 

استسلمت غزل للأمر الواقع وحاولت أن تتعايش ولكن مديحة لم تتركها في حالها 

حاولت بكل الطرق ازعاجها  جاء موعد دخول المدارس استعدت غزل للعام الجديد فاهي بتنجح بتفوق علي مدار السنوات الماضية ولكن ريهام لم يحالفها الحظ بالنجاح وتركت الدراسة بعد رسوبها كذا عام متتالي 

جلست مديجة بجوار سعيد وقالت له بصوت يبدو منزعج :

+ بقولك ايه يا سعيد دلوقتي البت طولت ولا قصرت ملهاش غير بيت جوزها صح لا مش صح  

هز سعيد راسه كالمعتاد 

+ثم أكملت انا بقول كفايا مصاريف علي العلام لحد كده و غزل تاخدها من قصرها و تقعد تساعدني في البيت ، شغل البيت كتير عليا و انا تعبت

نظر لها سعيد ثم قال وهو يحاول أن يقنعها:

-بس يا مديحة غزل شطرة و ماشية في العلام خسارة بصراحة تسيب كل ده 

قالت مديحة بصوت صارم :

+ وانا قلت كفايا يا سعيد يعني كفايا و لو كلامي ما اتنفذش مش قعدالك فيها 

انتفض  سعيد من مكانه فور أن سمع أنها سوف تتركه وقال بترجي :

- لاء لاء خلاص تقعد تساعدك حتي علي الاقل تتعلم حاجة تنفعها انتي عندك بس اوعي تمشي 

ابتسمت مديحة بخبث وقالت: 

+ خلاص خش يلا قولها بدل ماهي تعبه نفسها علي الفاضي من الصبح عماله تكوي و تحضر حاجات المدرسة 


هز سعيد راسه بالموافقة وقام دخل سعيد علي غزل وجدها ترتب حقيبتها استعداد للعام الدراسي الجديد 

قال لها وهو ينظر لحقبيتها:

+بتعملي ايه يا غزل 

قالت غزل وهي تبتسم:

-زي ما حضرتك شايف يا بابا بكرة اول يوم في الدراسة وانا بحضر الشنطة حضرتك متتصورش انا فرحانه اد ايه أن بكره هشوف كل صاحبتي واخيرا المدارس فتحت 

قال سعيد بلجلجة : 

+بس انا شايف أن ملهوش لازمة كل ده 

قالت غزل متعجبة:

-هو ايه اللي ملوش لازمة مش فاهمة !!! 

+ المدرسة انا بقول كفايا لحد كده 

-بردو مش فاهمة معلش ؟

قال سعيد وهو يستعد للخروج :

-طنط مديحة شايفة أن شغل البيت كتير عليها وأن ملهاش لازمة المدرسة واقعدي في البيت علشان تسعديها وكمان تتعلمي شغل المطبخ 

ضحكت غزل ضحكة مصتنعه وقالت :

+بابا انت اكيد بتهزر شغل بيت ايه ومطبخ ايه بقولك بكرة اول يوم دراسة 

جاء صوت من خلفها يقول بحده؛

=وانا قلت لاء خلاص بح مافيش مدارس من هنا ورايح وهتقعدي زي ما أنا وريهام قاعدين 


التفتت غزل لها وقالت بغضب: 

+انتي اكيد بتخرفي مدرسة ايه الي هقعد منها ده شغل جنان بقااا

رفعت مديحة حاجبها وقالت ؛

= وانا هوريلك شغل الجنان علي اصوله وورني يا انا يا انتي

  ثم سحبتها من يدها بقسوة ونزلت بها في القبو  المخصص لحفظ الاشياء القديمة و قامت برميها علي الأرض ثم أغلقت الباب 

ظلت غزل محبوسة اربع ايام بدون طعام  ولا غطاء وكان البرد قارصا نزلت دموعها وشعرت بطعم اليتم  وان فقدان الأم شيء كبير  ظلت تبكي الي أن انهكها البكاء 

ظلت علي هذا الوضع اللي أن استسلمت لكلام مديحة 

مرت الأيام و توفي سعيد فجاءة بدون مقدمات 

وظهر الوجه الأسؤ لمديحه لم تحترم حزنها علي والدها و أخرجت غزل من الڤيلا لتواجه مصيرها بمفردها

عامل قاسي

وجوايا مافيش قسوة

ماليش غير قسوتي عزوة

بتدوا الحق للأقوى

وبتيجوا تمللي ع الطيب


لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع
    close