القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة الشيخ الحكيم وقارورة ماء الوجه

 قصة الشيخ الحكيم وقارورة ماء الوجه 



قصة الشيخ الحكيم وقارورة ماء الوجه 


في مجلس مهيب اعتاد الناس أن يجتمعوا فيه حول شيخ حكيم واسع العلم ورقيق القلب، دخل رجل غريب الملامح، يبدو عليه أثر السفر والتعب، لكنه كان يحمل في عينيه بقايا عزّ لا يسمح أن يُطفأ بسهولة. جلس الرجل حيث انتهى به المجلس، يضمّ في يده قارورة صغيرة لا تفارقه أبدًا.


كان الحاضرون يستمعون بشغف إلى الشيخ، لكن الغريب بقي صامتًا، وكأن عبئًا في صدره يحول بينه وبين الكلام. قطع الشيخ حديثه فجأة، ونظر إليه نظرة طويلة فاحصة، ثم سأله بصوته الهادئ:


— “يا أخي… ألك حاجة نقضيها؟ أم سؤال نجيبك عنه؟”


رفع الغريب رأسه بتردد وقال:

— “لا هذا ولا ذاك. إنما أنا تاجر ضاقت بي الحال، وسمعت عن كرمك ومرؤتك، فجئت لأبيعك هذه القارورة… وأقسمت ألا أبيعها إلا لمن يعرف قدرها.”


ناول الشيخ القارورة، فأخذ يقلّبها بين يديه. ماء صافٍ… لا لون ولا رائحة… لكن الشيخ هزّ رأسه بإعجاب كأنه يرى شيئًا لا يراه أحد غيره.


سأل الشيخ:

— “بكم تبيعها؟”

قال الرجل:

— “مائة دينار… لا تزيد ولا تنقص.”


قال الشيخ لابنه:

— “اذهب إلى أمك وائتني بمائة دينار.”


تعجب الحاضرون… مائة دينار مقابل قارورة ماء؟!

لكن الابن أحضر المال، ودفعه الشيخ للرجل دون نقاش.


نهض الغريب وهو يردد دعوات الشكر، ثم غادر مسرعًا كمن كان يبحث عن طوق نجاة فوجدَه أخيرًا.


انفض المجلس، لكن الفضول لم ينفض من صدر الابن. دخل مخدع أبيه خلسة، فتح القارورة، وذاق الماء… ماء عادي!

فأسرع لوالده غاضبًا:


— “يا حكيم الحكماء! لقد خدعك الرجل… باعك ماء عاديًا بمائة دينار!”


ابتسم الشيخ، ثم قال بهدوء يليق برجل يرى بالقلوب لا بالعيون:


— “يا بني… أنت نظرتَ ببصرك فرأيت ماءً. أمّا أنا فنظرت ببصيرتي فرأيت رجلًا جاء يحمل ماء وجهه في هذه القارورة. لم يطلب، لم يتوسل، لم يذل نفسه، بل جاء يستر حاجته بستار التجارة. كان محتاجًا لمائة دينار فقط… ولو أقسمت ألف مرة أن هذا الثمن قليل في حقه لما حنثت.”


ثم وضع يده على كتف ابنه وقال:

— “يا بني… إذا استطعت أن تفهم حاجة أخيك قبل أن ينطق بها، فافعل. فحفظُ ماء وجهه عبادة لا يدركها إلا أصحاب القلوب النبيلة.”


---


العبرة


كرامة الإنسان أغلى من الذهب، ومن جبر خاطر محتاج سرًا فقد أحيا قلبًا، وربما أحيا نفسه.


قال ﷺ:


> “من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.”

(رواه مسلم)


لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


الامامير الحلوين اللي خلصوا قراءه يدخلوا هيلاقوا جميع الروايات من هنا 👇 ❤️ 👇 






تعليقات

التنقل السريع
    close