القائمة الرئيسية

الصفحات

نوفيلا غيمة عشق الفصل الاول بقلم الكاتبه نورا عبد العزيز حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

 نوفيلا غيمة عشق الفصل الاول بقلم الكاتبه نورا عبد العزيز حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



نوفيلا غيمة عشق الفصل الاول بقلم الكاتبه نورا عبد العزيز حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


«ماذا لو كانت الأميرة الصغيرة هي ولية العهد؟

وريثة كل شيء، وعدوة الجميع.

حين انقلبت الجميع ضدها، ورفعوا سيوفهم في وجهها، لم تجد ملجأ سوى في ظل حارسها الغليظ والمتعجرف، مفرّها الوحيد قلبًا أقسم ألا يعرف الرحمة

رجلٌ جليديٌّ لا يعرف الرحمة، بارد الملامح، يُخفي خلف صمته عاصفة لا تهدأ،

وطفلة عنيدة لا تعرف الخوف، تقتحم جليده كأنها خُلقت لتكسره

كيف يجعل القدرُ صبيةً صاخبة، نقطةَ ضعفٍ لوحشٍ لا يلين؟

ماذا لو تحوّل واجب الحراسة إلى قيدٍ من نوعٍ آخر...؟؟ 

قيدٍ يُشبِه الحب، ويُخيف أكثر من الموت؟»


💜 أنتظروا حكاية الصغيرة "أيــلا" والوحش "أدم"  ♡♕ 💛


الفصل الأول 


داخل قصر "اللؤلؤ" قصر ملكي كبيرًا جدًا ويملك ساحة كبيرة من المساحات الخضراء يزينها نافورة المياه أمام بوابته وصوت مياهها مع زقزقة العصافير الملونة الجميلة يعطوا نغمة صباحية عاذبة تسرق القلوب وتريح الذهن من أى ضغوطات، خرجت الخادمة تحمل فنجان القهوة حتى ولجت به إلى غرفة المكتب وكان صوت رجولى يملأ الغرفة والسيد "أنيس الهوارى" على الشاشة يتحدث عن قيمة اللؤلؤ مع المذيعة قائلًا:-

_ اللؤلؤ يعتبر من أحد أقدم مصادر الجمال والفخامة فى العالم، مش مجرد حجر كريم ، بل يحمل تاريخيًا غنيًا بالأساطير والقصص الرومانسية فاللؤلؤ قطعة مميزة فى عالم المجوهرات والزينة للنساء ودا أحد أهم الأسباب اللى خلتني أهتم باللؤلؤ لأنه شيء نادر جدًا وثمين ....


أغلق "أنيس الهوارى" الرجل العجوز صاحب الخمسة وثمانين عامًا الشاشة بالريموت وأستدار بوجهه الملأ بالتجاعيد وشعر رأسه الأبيض الخفيف مُرتدي عباءة رمادية وفوقها قفطان رجالي أسود اللون بينما يده الضعيفة مُتكأة على العكاز، يتحدث إلى أبنته الشابة ذات الثلاثين عامًا قائلًا:-

_ أحسنتي الصنع يا مريم، لكن فريق العمل عندك مش قد كدة مش مجرد حلقة فى التلفزيون هى اللى هتزود المبيعات للشركة، وأنا بتكلم عن شركة اللؤلؤة الملكية، الشركة رقم واحد فى صناعة المجوهرات


_ متقلقش يا بابا أنا عاملة خطة إعلانية هتكتسح المجال وهتعجب حضرتك جدًا

قالتها "مريم" فتاة ذات البشرة البيضاء وعيني عسلية واسعة بشعرها القصير الأسود الذي يصل لعنقها تصففه على الجانب الأيسر مُرتدية بدلة نسائية زرقاء، نظرت "مريم" إلى الخادمة "مديحة" بوجهها الحاد يحمل غضب ولدت به يشير على خباثتها ومكرها، قالت بنبرة هادئة:-

_ ميرسي يا مديحة 


أخذت فنجان القهوة ثم نظرت إلى والدها الرجل الكبير مغرم باللؤلؤ والمجوهرات مُنذ شبابه، قد أنفي عمره كله فى اللؤلؤ والبحث عن أندر اللؤلؤات وأغلاها، حرك يده اليمني بعكازه الأسود وأعلاه تاج ملكي يملك لؤلؤة سوداء وهى أغلى لؤلؤة قد رآها فى عُمره، تحدث بهدوء شديد قائلًا:-

_ أتمني تعجبني لأن لو فشلتي فيها يا مريم هتبقي فشلتي فى الكرسي اللى أخدتيه مني وبعدها متلومنيش، المهم أفتتاح المتحف جاهز


تأففت من طريقة والدها الحادة فى الحديث وكلما تحدث معها فى العمل أشعرها بالذُل وسيطرته المُفروضة عليها كأنها جارية لديه، أومأت إليه بنعم ثم قالت:-

_ محمود هناك من بدري وأكد على المنهدسين والمصممين بنفسه 


وقف من مكانه بصعوبة بفضل سنه الكبير مُتكئ على عكازه بظهر منحنى قليلًا للأمام ثم قال بتهكم ساخرٍ من كلماتها :-

_ ههه محمود والله ضحكتني، أخوكي اللى أيرادات الشركة نزلت 3% الشهرين دول بسبب سخاءه على مراته المدللة وكأنه نسي أن كل اللى هو فيه وكل اللى معاه دا ملكي أنا وهو ميملكوش حاجة أبدًا بس معلش خليه يصرف براحته بكرة الحساب يجمع


تنحنحت "مريم" بضيق شديد جدًا واضح فى ملامحها رغم أنها تكبح الكثير من الكلام فى جوفها، بسبب معاملة والدها لها هى وأخاها ثم قالت:-

_ أكيد طبعًا وفى الأول وفى الأخر كله ملك حضرتك


ألتف إليها بغلاظة من أبناءه وقال:-

_ ودى أهم حاجة ، أن كله ملكي وأن أنتوا بدوني مالكوش لازمة ولا تملكوا شيء نهائيًا، حتى الهدوم اللى عليكي ملكي يا مريم


تنهدت بضيق ثم قالت:-

_ أكيد عن أذن حضرتك


خرجت من الغرفة وهو خلفها لترى أمامها فتاة جميلة جدًا تملك وجه بريء ونادر كاللؤلؤ بشرتها البيضاء الصافية كصفاء اللؤلؤ العاذب وعينيها الرمادية اللامع كبريق اللؤلؤة التي تسحر العيون لكل من يراها،وشعرها أسود طويل يصل لمنتصف ظهرها حرير تتركه حرًا بلا قيود مُرتدية فستان وردي اللون يصل لأسفل ركبتيها بأكمام وأسفله جوارب سوداء طويلة تصل لأعلى الركبة تخفي أقدامها عن النظر، تشبه أميرات ديزني من جمالها، ركضت الفتاة إلى "أنيس" بحماس وبسمتها المُشرقة تنير وجهها وتقول بحب:-

_ صباح الخير يا جدو 


ضمها إليه بسعادة وبسمة دافئة تنير وجهه مع قبلة تركها كتاج على جبين فتاته الصغيرة:-

_ صباحك ورد وفل يا آيلا


نظرت الفتاة إلى "مريم" وقالت بلطف:-

_ أزيك يا عمتو


رمقتها "مريم" بضيق شديد نابع من حُب "أنيس" القوي لها كالمسحور بها وتفضيله لحفيدته عليهما وهم أطفاله ثم قالت:-

_ كويسة، عن أذنك يا بابا هروح أخلص اللى ورايا قبل الحفلة بتاعت بليل


غادرت القصر مُشمئزة من رؤية "آيلا"، نظر "أنيس" إلى حفيدته الجميلة وهو لا يبالى بهذا الكره لأنه يعرفه جيدًا وقال:-

_ جهزتي اللى اتفقنا عليه


رفعت حاجبها الأيسر إليه ويدها اليمني تحط خصره وهو يضع ذراعه خلف ظهرها بدلل وقالت بفضول يُقتلها من غموض جدها:-

_ هو أنا مش فاهمة سبب أصرار حضرتك على وجودي فى حفلة بليل ولأول مرة حضرتك تشاركني فى حاجة تخص الشغل وخصوصًا أن طول الوقت حضرتك بتدارني عن عيون الكل وخصوصًا المعارف بس أنا كلمت البيوتي سنتر وهيجوا على العصر زى ما حضرتك أمرت بس الفستان...

قالتها "آيلا" بجدية ليقول بحزم وغموض شديد:-

_ الفستان عليا قُلتلك، يلا روحي إنتِ جامعتك ومتتأخريش زى ما أتفقنا ومعاكِ أدم أوعي تسيبيه


أومأت إليه بنعم وفُتح باب القصر بواسطة الخادمة ليدخل "أدم" شاب فى منتصف الثلاثينات كان يعمل ضابط عمليات خاص فى الجيش حتى تقاعد وقرر العمل كحارس شخصي لدى "أنيس الهوارى" بجسد رياضي ممشوق وعضلات صدره وذراعيه واضحة فى بدلته السوداء، عينيه الحادة بسوادها الشديد وشعره الأسود الكثيف من الأعلى وقصير من الجانبين مع بشرته القمحاوية التى تزيد من جديته وحدته، قال بهدوء:-

_ صباح الخير يا أنيس بيه


_ صباح النور يا أدم، يلا خدوها وصلها الجامعة وزى ما أنت عارف، آيلا متغبش عن عينيك لحظة 

أومأ إليه بنعم ثم نظر إلى "آيلا" التى تحولت بسمتها إلى العبوس فور رؤيتها لوجهه الحادة ثم حملت حقيبتها وخرجت أمامه مُتمردة على وجوده معها والحرج الذي تشعر به أمام أصدقائها من وجوده كالظل لها، هز "أنيس" رأسه بالموافقة إلى "أدم" وقال بجدية:-

_ معلش تحملها وهى مع الوقت هتتعود، أنا عارف أنها عنيدة وعنيفة طالعة لجدها لكن آيلا جواها حتة براءة وطيبة ودا اللى مخليني متمسك بوجودك معها، أحميها كويس يا أدم دى أمانة معاكِ مش عاوز أخسرها زى ما خسرت أبوها 


أومأ إليه بنعم وخرج إلى الخارج ليري "آيلا" تقف بجوار السيارة عابسة ومنتظرة أن يفتح لها الباب بغرور وكأنه خادم لها، فتنحنح بهدوء من تمرد هذه الفتاة وغرورها المتغطرس ثم فتح الباب الخلفي لها كي تصعد بالسيارة فى هدوء وكأن الملاك الذي كان بداخلها تبدل حاله الآن، تأفف "أدم" بغيظ من طريقتها وألتف كي يصعد بالسيارة مُنطلقٍ بها....

رمقت "مريم" سيارة "آيلا" وهى تغادر القصر فأتصلت بالهاتف أثناء وقوفها فى الحديقة وقالت:-

_ خلصت اللى بتعمله


سمعت صوت"محمود" أخاها الأكبر ورئيس مجلس الإدارة لشركة الهواري فاشون التابعة إلى شركة اللؤلؤة الملكية الشركة الأم ، تحدث مُجيب عبر الهاتف بصوت خشن قائلًا:-

_ اه فى الطريق طالع على الشركة أهو، عندي ميتينج مهم جدًا 


تحدثت "مريم" بنبرة غليظة وملل شديد:-

_ قال يعني الشركة بتاعتك وخايف عليها، أبوك لسه مسمعني كلامه المعتاد وذله لينا أننا لا نملك شيء ومجرد موظفين عنده


أجابها "محمود" بنبرة ساخرة مع قهقهة بسيطة:-

_ يا ستي خديه على قد عقله، أبوكِ خلاص بيودع وبعدين هو عنده غيرنا يورثه، بكرة يموت ونورث كل حاجة ونبقي أصحاب الملك كله


_ يا خوفي يا محمود، يا خوفي من بكرة مع أبوك ومكره

قالتها "مريم" بحدة صارمة، جلست على المقعد الخشبي فى الحديقة تتحدث فى الهاتف لترى سيارة "عثمان" المحامي تدخل من بوابة القصر فأتسعت عينيها على مصراعيها بدهشة من قدوم المحامي وقالت بتلعثم:-

_ هو أبوك طلب منك تبعتله المحامي؟


_ لا، أشمعنا

قالها بهدوء شديد لتقول "مريم" بفضول يقتلها الآن:-

_ المحامي وصل، أقفل لما أشوف الموضوع دا 


أغلقت معه الخط ووقفت تسير خلف سيارة المحامي بتعجل ..


__________________________ 


داخل الجامعة، جلست "آيلا" فى المدرج بتأفف شديد وشعور الحرج يجتاحها من جلوس "أدم" على المقعد المجاور لها داخل المدرج فى المحاضرة كأنه ظل لها لا يفارقها أبدًا، تأففت "آيلا" من الخنق الذي تشعر به وقالت بهمس فى أذنه:-

_ هو مينفعش تستناني فى العربية يعنى، لازم الإحراج اللى الواحد فيه دا 


_ اه لازم

قالها "أدم" وهو ينظر فى هاتفه بملل ولا يهتم لحديثها مما جعلها تشعر بحرج أكثر وغيظ فضربت قدمه بقدمها غاضبة وهى تقول مرة أخرى:-

_ لما أكلمك تسمعني، ولا ناسي أنك شغال عندي


رفع رأسه للأعلى بكبرياء شديد وغرور لم تراه فى وجه أحد من قبل كأنها هى خادمته ثم حول نظره إليها و قال ببرود شديد:-

_ يمكن تكوني الأميرة المدللة فى القصر لكن أحب أوضح لحضرتك أني بشتغل مع أنيس بيه الهواري مش إنتِ يا أنسة آيلا، يعني مش شغال عندك للعلم بس


كزت على أسنانها من الغيظ ثم وقفت تمر من أمامه مغادرة المحاضرة قبل أن تنتهي فدفعت قدمه بقوة فى مرورها حتى سقط هاتفه أرضًا مما جعل "أدم" يبتسم على أنفعالها ونجاحه فى إغاظتها التى لم تستطيع كبحها، ألتقط الهاتف وغادر المدرج تحت أنظار الجميع، بسمته لم تفارق وجهه بخباثة على أثارته لغضبها، سارت فى الجامعة كالجمر المُلتهب تضرب الأرض بقدميها جاءت صديقتها "نيرة" توقفها أثناء السير فى منتصف الجامعة وقالت:-

_ أي رايحة فين؟ أوعي تقولى المحاضرة خلصت


لم تجيب عليها وكانت غاضبة تحترق من الداخل، متمردة على بروده ورغم مكانتها لكن هو المنتصر دائمًا عليها، ضحكت "نيرة" وهى تقف أمامها ناظرة إلى "أدم" الواقف خلفها مُبتسمًا ويضع يديه فى جيوبه وقالت بهمس:-

_ أحم هو اللى مزعلك كالمعتاد، يا بنتى بطلى تلمضي معاه مش طريقة تحطي نقرك من نقره، ثم يعنى دا بالنسبة ليك راجل عجوز ولا مش واخدة بالك


_ أنا بس أكمل العشرين ووالله لأطرده من الشغل دا، لأن قرفت وحقيقي فكرة أنهم طول الوقت بيعاملوني على أني لسه طفلة بقيت مملة ومرهقة، مش قادرين يقبلوا أو يفهموا أنى خلاص دخلت الجامعة


تنحنحت "نيرة" بهدوء عن حديث صديقتها أثناء سيرهما معًا وقالت بهدوء ساخرة منها:-

_ أيوة فعلا، كبرتي ... دا إنتِ لسه فى أول جامعة يا بنتي، أمال لما تتخرجي وتمسكي إدارة شركة من بتوع جدك هتعملى أي؟


جلست "آيلا" على الأريكة الخشبية الموجودة فى أستراحة الجامعة مُتذمرة وقالت:-

_ إدارة أى؟ أنا عايزة أتخرج عشان أسافر وألف العالم وأتفسح وأعيشي المغامرة بجد، لا عايزة شغل ولا شركة ولا مال ولا أى حاجة من الثروة دى 


ضحكت "نيرة" بسخرية على صديقتها ثم قالت أثناء عقد ذراعيها بأحكام أمام صدرها:-

_ والله أنك هبلة يا آيلا، إنتِ لسه بس متفهمش الفلوس والمكانة بيعملوا أى ؟ دا أنا مستنية اللحظة اللى أتخرج فيها عشان بس أروح الشركة مع بابا ويضرب ليا تعظيم سلام يا بنتي ويقوله المديرة جت والمديرة راحت


وضع النادل العصير أمامهما لتأخذه "آيلا" بحيرة ثم قالت بنبرة عابسة:-

_ أيوة بس إنتِ قُلتي أهو الشركة مع بابا، لكن أنا هروح الشركة مع جدو.. ليه ما هو عنده عمي محمود وعمتي مريم ولاده


_ وإنتِ كمان يا آيلا ليكي نصيب ولا مش واخدة بالك أنك بنت أبنه زيهم بالظبط 

قالتها "نيرة" بمكر شديد لتترك "آيلا" العصير من يدها وهمت بالوقوف من مكانها تستعد للمغادرة بضيق واضح جدًا فى ملامحها لتقف "نيرة" بتعجل مُعتذرة عما قالته:-

_ أستني يا آيلا، أنا آسفة بس حقيقي مش قصدي، أنا عارفة أنك مبتحبيش سيرة باباكي تيجي لكن أنا كان قصدي أوعيكي لأن الزمن دا الواحد بيأكل أخوه عادي 


تنهدت "آيلا" بضيق يحتل ضلوعها وقلبها يخفق بجنون من الغضب والألم تعتصر قلبها الصغير من الماضي الذي ترك أثره بداخلها وتجمعت الدموع فى عينيها الرمادتين تتلألأ ببريقهما الدافئ، أقتربت "نيرة" منها أكثر وقالت بلطف وهى الصديقة الوحيدة إلى "آيلا" وتعرف كما يوجعها الحديث عن والدها المتوفي:-

_ أهدئي يا آيلا، أنا حقيقي أسفة جدًا ليكي 


هزت رأسها بنعم ونظرت فى الهاتف مصطنعة التأخير ثم قالت:-

_ عن أذنك لازم أمشي دلوقت يا نيرة عشان متأخرش على جدو


أومأت إليها بنعم فتركت صديقتها ومرت من جوارها لترى "يزن" ابن عمها "محمود" الشاب المتغطرس المغرور صاحب الـتسعة وعشرون عامًا يقترب منها بكبرياء شديد مُرتدي بنطلون أسود وقميص أسود يفتح زرين من الأعلى يظهر عنقه وصدره صاحب البشرة البيضاء ويضع نظارة شمسية على عينيه يخفى لونهما البني مع لحيته البنية بجسده الممشوق وطويل القامة، كلما مر بمكان لفت أنظار جميع الفتيات بوسامته وكبرياءه، همست "نيرة" فى أذنها بملل:-

_ جه عاشق الغرام


تمتمت "آيلا" بحدة وعينيها ضيقة من الغضب قائلة:-

_ بعينه، أنا مستحيل أحب واحد زي دا 


_ بس هو ولهان فى الأميرة

قالتها "نيرة" وهى تنكز صديقتها فى كتفها بعفوية، وصل "يزن" أمامهما ورفع نظارته الشمسية يكمل أستعراضه فى ساحة الجامعة وقال:-

_ مقولتليش أنكِ جاية الجامعة النهار دا


_ نسيت أخد الأذن منك

قالتها بضيق ومرت من جانبه ليمسك يدها يمنعها من الرحيل قائلًا:-

_ أستني يا آيلا


جذبت يدها بقوة من قبضته وتحدثت بحدة صارمة شبه صارخة به أمام الجميع:-

_ متلمسنيش ولو عندك كلام قوله بلسانك


أقترب خطوة منها ليُصدم بوقوف "أدم" أمامه بالمنتصف بينهما ويخفي "آيلا" خلف جسده العريض حادقًا به بحدة صارمة وبدأت النيران تتطاير فى أعين الأثنين وكلا منهما مُشمئزًا من الأخر فقال "أدم" بحدةٍ مُحذرٍ إياه:-

_ للمرة الكام بلغتك متظهرش قصادها 


دفع ذراع "أدم" بخفة متغطرس بوجوده الدائم كأنه ظل إليها وقال بعنادٍ وبنبرة خشنة:-

_ وأنا فى كل مرة أقولك متتدخلش بينا، إحنا عائلة فى بعضينا


تبسم "أدم" بسخرية ونظر إلى "آيلا" الواقفة فى صمت خلفه ليرى وجهها الغاضب وعينيها ما زالت الدموع مجتمعة بيهما فتنهد بضيق وقال:-

_ وهى رافضة تقابلك أو تلمحك بعينيها فعشان نحافظ على مظهرك الجميل ونخليك بنفس برستيجك الغرورى قصاد بنات الجامعة ومقلش منك، متظهرش قصادها تاني عشان تفضل بنفس الانتباه وتفضل نظرات الإعجاب فى عيون البنات اللى حواليك


كز "يزن" بأسنانه على شفتيه من الغيظ و"أدم" يخبره أنه يعرفه جيدًا ويعرف كما يهتم بالبنات أكثر من أى شيء، ألتف "أدم" إلى "آيلا" بغرور يقتل من يقترب منه وأشار على الطريق بجدية يعزز من قيمتها ويرفع من شأنها أمام الجميع قائلًا:-

_ أتفضلي


ألتفت "آيلا" تغادر غاضبة وكلما رأت "يزن" شعرت بشيء من الخوف والمكر والأشمئزاز........


________________________________

 

[[ قصر اللؤلؤ ]]


تحدث "أنيس" مع المحامي بنبرة هادئة وخافتة مُدركًا أن هناك من يسترق السمع لهما، فليس لديه ثقة بأحد من حوله:-

_ زى ما أتفقنا


_ والورق كله جاهز زى ما حضرتك أمرت ودا نسخة منه

قالها "عثمان" بجدية ليقول "أنيس" بقلق من القادم قائلًا:-

_ لا، خلي النسخة معاك، وزى ما أتفقنا محدش يعرف حاجة وتنفذ كلامي بالحرف 


أومأ إليه بنعم ثم قال بهدوء:-

_ تحت أمرك يا فندم


دلفت "مديحة" تضع القهوة على المكتب ليصمت الإثنين حتى خرجت وأغلقت الباب وراءها فسحبتها "مريم" من ذراعها بسرعة بعيدًا وقالت:-

_ ها سمعتي حاجة؟


_ لا سكتوا أول ما دخلت

قالتها بجدية مما أربك "مريم" وجعلها تنظر حولها بقلق من غموض والدها لتقول بحيرة:-

_ طب ما شوفتيش أى ورق على المكتب أو لمحتي أى حاجة؟


_ لا مفيش ورق خالص

قالتها "مديحة" بهدوء لتضربها "مريم" على ذراعها بهدوء ثم قالت:-

_ ما إنتِ لو بتشوفي شغلك كويس كنتِ عرفتي، واللى 

طلبته منك حصل ولا لسه؟


_ آيلا مرضتيش تفطر الصبح وأكيد مش هغصب عليها لأن على طول هتشك أن فى حاجة فى الأكل 

قالتها "مديحة" بضيق من فشلها فى المطلوب مما جعل "مريم" تفقد أعصابها على الخادمة وقالت:-

_ إنتِ هبلة يا بت، ركزي معايا بدل ما والله أدفنك حية، آيلا لازم أخلص منها لآنها واقفة ليا زى اللقمة فى الزور وأنا بحذرك تنجزي بسرعة 


أومأت إليها بنعم لتدفعها "مريم" بعيدًا بأشمئزاز شديد وكل ما يشغل فكرها الآن هو وجود المحامي مع والدها العجوز، نظرت فى ساعة يدها وكانت الرابعة لتأفف بضيق وغادرت القصر من أجل الأستعداد إلى الحفل مساءٍ.....


_________________________________ 


داخل قاعة اللؤلؤة السوداء الخاصة بالحفلات والمؤتمرات بالشركة، قاعة بساحة كبيرة مليئة بالطاولات والمقاعد الذهبي، يملأها حشد كبير من أكبر رجال الأعمال فى العالم وبدأت عارضات الأزياء تتقدم واحدة تلو الأخرى على المنصة، تعرض كلا منهن فستان مصنوع داخل شركة [ الهوارى فاشون] الشركة الخاصة بالأزياء تحت إدارة "أنيس الهوارى"، كل فستان مرصع بالألماظ واللؤلؤ كما ترتدي كل عارضة طقم من المجوهرات المصنوع فى شركة [ اللؤلؤة الملكية] كان العرض مميز جدًا بأجواءه الهادئة والدخان الباردة المضئ على الجانبين من المنصة حتى أنتهي الحفل وصعد "محمود" الأبن الأكبر إلى المنصة، رجل فى منتصف الخمسين لكن ليس يبدو عليه العمر، يرتدي بدلة زرقاء وقميص أبيض، يصفف شعره الأسود للأعلى ولحيته السوداء الكثيفة ليحمل الميك فى يده وقال:-

_ سيداتي سادتي الحضور بعد أن قدمنا لكم جزءً من عملنا النادر فى البداية يُسعدني أن أشكر هايدى الهواري اللى هى زوجتي طبعًا المصممة الأولي للإبداعات اللى شوفنا من شوية .... أتفضلي يا هايدي


تبسمت زوجته بكبرياء وفخر ثم صعدت المنصة مع تصفيق الجميع لها مُرتدي فستان أزرق اللون كزوجها مرصع بالألماظ الأبيض اللامع من الصدر وضيق جدًا يظهر فتانتها ونحافة جسدها، كعبها العالي يزيد من أنوثتها الجذابة وتصفف شعرها الذهبي على هيئة كعكة على الجانب الأيسر وغرتها الطويل على الجانب الأيمن وتحيط عنقها بعقد على شكل ثعبان مرصع بالألماظ وحلق أذن يكمل أناقتها، ليقدم لها المقدم الذي يحي الحفل باقة من الورد.

كانت "مريم" تقف فى الأسفل جانبًا تتصل بوالدها الذي لم يظهر بعد وحان وقت عرض المتحف على الجمهور وهو من سيفتتحه، لكن والدها لم يجب عليها مُنذ الصباح، حركت أناملها على جبينها بلطف تخفي توترها من غياب والدها وهو ينتظر هذا الحدث مُنذ الإتفاق عليه وبداية العمل به، تقدم الشاب الذي يقدم الحفل وقال:-

_ الآن ضيوفنا الكرام نقدم لكم الملك، أنيس الهواري رئيس مجموعة شركات اللؤلؤة الملكية 


فتح باب القاعة الخشبي على الجانبين ليدخل "أنيس" مُتكئ على عكازه وفى يده الأخر يمسك بيد "يزن" حفيده الأكبر والولد الوحيد لأبنه، كان مُرتديًا بدلة سوداء ويمشي على السجادة الزرقاء ببطيء شديد، تبسم "يزن" بخبث إلى والدته بينما يساند جده ، تبسمت "هايدي" إلى ابنها بفخر أمام الجميع حتى قاطع بسمتها همس "محمود" إليها فى أذنيها:-

_ أي اللى جاب يزن مع أبويا


_ ما أنت ماشي وراء أختك اللى عاملة فيها ذكية وهى أغبي الناس

قالتها "هايدي" بهدوء وبسمتها تنير وجهها مُصطنع السعادة ثم تابعت بذكاء امرأة:-

_ أختك بتفكر أزاى تخلص من آيلا، لكن أنا بفكر أن أبني يقش لأن خلاصها من آيلا معناه أنها هتورث وتتشارك معانا ودا إذا عرفت تعمل دا لأن أبوك مش هيسمح بحاجة زي دى وأنت عارف حمايته لآيلا عاملة أزاى ، لكن لما الولد يقش مفيش بعدها مشاركات


وصل "أنيس" إلى المنصة ثم تركه "يزن" ونزل إلى مقعده فبدأ الحديث قائلًا:-

_ مساء الخير، عشان مطولش عليكم وكمان مطولش على نفسي وأنا راجل عجوز 


ضحك الجميع قليلًا على كلماته ثم قال بنبرة خافتة:-

_ أنا هسيبكم مع محمود ابني يقدملكم المتحف، متحف فيه من أثمن المجوهرات اللى موجودة فى العالم وكمان فيه مجوهرات تاريخية، أفنتُ عمري كله فى تجميع المجوهرات اللى هتشوفوها دلوقت، مجوهرات تتخطي المليارات فى ثمنها ولأول مرة تُعرض على عيون حد غيري


تبسم "محمود" بفخر متكبر بعد أن تولي الأمر بأمر من والده ونظر إلى أخته الحقودة التى تسعي للتفرقة بين والده وبينه بحديثها السم كالحية التي تنشر سمها فى عقل أخاها وتقدم إلى والده ليأخذه من يده وأستداروا معًا ليقص شريط الستان الأحمر ويسقط الستار عن الباب الزجاجي الخاص بالمتحف وكانت اللؤلؤات كلاً منهم فى صندوق زجاجي مُأمن بأشعة الليزر للحماية من السرقة وسار "أنيس" مع ابنه والجميع فى الخلف يسيرون داخل الغرفة التى أطلق عليها متحفٍ للهواري، ودُهش الجميع من شكل المجوهرات ومنهم تاج صُنع لأحد ملوك العالم وقد أستردوا "أنيس" بعد الوفاة حسب العقد الذي باع به التاج، لطالما كان خبيثًا مع عملائه المميزين حتى يسترد لؤلؤاته النادرة، وصل إلى نهاية الغرفة ودُهش الجميع من وجود مقعد من الذهب كمقعد العرش ووقف "أنيس" أمام المقعد ليقول:-

_ دا كرسي عرشي وعُمري اللى أفنته فى الشركة دى، أتفضلوا أرتاحوا


جلس الجميع فى المقاعد المخصصة لهم وأولهم "محمود" وبجواره ابنه وزوجته ثم "مريم"، لم يجلس "أنيس" على المقعد رغم ضعف قدميه وتابع الحديث الذي وقع على الجميع كالقنبلة الذرية:-

_ الحدث المميز دا مش هكمل ولا هيكون أكثر تميزًا غير بولي عهدي، أنا خلاص زى ما بيقولوا على حافة الموت وعمري خلاص خلص بعد ما الدكاترة أكدوا على إصابتي بالكانسر


صُدم الجميع من خبر مرضه وهكذا أولاده، وقف "محمود" من مقعده بصدمة قاتلة ألجمته وهو لا يعلم شيء عن مرض أباه، نظر إلى أخته التى دُهشت هى الآخرى بهذا المرض، نظر "أنيس" إلى أبناءه مُستمع إلى ضجيج الجميع الذي يتهامسون بعد كلماته فى هدوء فقال بجدية:-

_ حتى أولادي ميعرفوش بالمرض لكن مش موضوعنا، أنا موضوعي الحقيقي فى ولي عهدي، ومن موقعي دا ومفاجأتي أنا الكبير بالحدث العظيم دا اللى حبت أنه يكون أخر أعمالى فى مسيرتي العملية بعلن التنحي عن منصبي وعرشي فى اللؤلؤة الملكية لوريثي وولي عهد ..


صمت لدقائق بينما تحولت الصدمة على وجه "محمود" إلى بسمة خافتة ووالده الآن على وشك أعلنه كوريث له وينقل كل الأملاك إليه، تبسم "أنيس" بمكر خبيث بعد أن لمح البسمة الخافتة على وجه أبنه وكأنه ينتظر هذه اللحظة وللحظة مر الماضي بسرعة البرقق أمام عيني "أنيس" وقتل أبنه الأصغر فأشتعلت نيران الفراق والحسرة بداخله وقد بدأ أنتقامه الآن حين أشاح نظره عن ابنه بنظرة أنتصار والأنتقام يحرق الجميع الآن بينما يشير إلى رجل الأمن على الباب ويقول بجدية صارمة:-

_ آيلا محمد الهواري




الفصل الثاني من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه



❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🌹❤️🌺💙






تعليقات

التنقل السريع
    close