القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وكر الملذات الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الخامس والعشرين بقلم الكاتبه ياسمين عادل حصريه وجديده

رواية وكر الملذات  الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الخامس والعشرين بقلم الكاتبه ياسمين عادل حصريه وجديده 



رواية وكر الملذات  الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الخامس والعشرين بقلم الكاتبه ياسمين عادل حصريه وجديده 


   _ كادت تسقط علي الأرضيه من شدة الألم التي أجتاحتها فجأه ولكنه أمسك بها وأجلسها وسط حاله من الذعر عليها ،  توترت عضلاته وتقلصت تعابير وجهه وهو يردف


آمير : أنا هجيب العربيه قدام الباب وأجي أخدك للمستشفى علي طول 

عثمت بنبره جاده : ملهاش لزوم المستشفي ياآمير ،  ممكن تطلعها أوضتك وأنا هتصل بالدكتور عزت ييجي يشوفها

آمير متفحصا وجهها الشاحب : بس دي شكلها تعبان أوي 

نور وقد بدأت الدموع تتجمع بعينيها : مش قادره ياآمير ،  هموت

عثمت بلهجه بارده : طلعها ياآمير وأنا رايحه أكلم الدكتور


  _ عاونها آمير علي النهوض عن المقعد فأستندت علي ذراعه التي طوقت خصرها ولكن كانت خطواتها متعثره بطيئه ،  فقام بحملها بكل خفه وصعد بها الدرج حيث غرفته ..  أنزلها عن ذراعه ثم فتح لها الباب لتدلف للداخل،  وما أن  رأت المرحاض حتي ركضت إليه وهو تضع كفها علي فمها ..  ذهب آمير خلفها ليجدها تتقيأ فأبتعد قليلا حتي فرغت هي ودلفت للخارج وعلي وجهها علامات الأعياء باديه بشده  


آمير ساندا إياها حتي الفراش  : حاسه براحه؟ 

نور بنبره واهنه ضعيفه : مش أوي ،  معدتي مكركبه كأني كلت حاجه غلط ،  وفي ألم شويه 

آمير : طب أستريحي هنا وأنا هشوف ماما وأجي 


   _ في تلك اللحظه دلفت إليهم عثمت وبصحبتها الطبيب الساكن جوارهما والذي يعتبر صديق العائله ،  حاملا حقيبته الجلديه ومرتديا ملابس المنزل  


عزت : مساء الخير 

آمير منتصبا في وقفته : مساء النور ،  أهلا يادكتور عزت 

عزت باأبتسامه صغيره : أهلا بيك ياآمير ،  تسمحلي شويه أكشف علي المدام

آمير بتردد : اا اه اه ،  أتفضل 


  _ خرج آمير بصحبة والدته للخارج في حين قام الطبيب بالكشف عليها وفحصها جيدا ..  كانت الدقائق تمر عليه كالدهر من الأنتظار ،  فأنه يخشي علي أصابة طفله بأي مكروه..  فهو قرة عينه التي ستضئ حياته يوما ما ،  لاحظت والدته ذلك فأرادت أن تهدئ من روعه قليلاً 


عثمت : أهدا ياآمير مش كده ،  شايفها بتموت يعني!

آمير بأمتغاض  : بعد الشر ياماما ،  ليه بتقولي كده ؟!


  _ دلف الطبيب للخارج وعلي وجهه أبتسامه مبشره فبادره آمير سريعا وهو يقول 


آمير : ها يادكتور ،  مالها 

عزت : متقلقش ياآمير هي بخير الحمد لله ،  شكلها كلت حاجه غلط بس مش أكتر ..  لكن هي دلوقتي كويسه 


  _ مد الطبيب يده بورقه طبيه مدون عليها أسماء بعض الأدويه


عزت : دي شوية مقويات وفيتامينات عشان صحتها وصحة الجنين ،  ياريت تفضل نايمه علي ضهرها وتستريح وممنوع المجهود الكتير

آمير حاككا رأسه : طب المفروض أننا هنمشي علي بيتنا دلوقتي ،  في مشكله من ده؟ 

عزت : يفضل بلاش ،  المدام لازمها راحه ..  وألف مبروك 

عثمت : شوف مراتك وأطمن عليها ياآمير وأنا هوصل الدكتور وأستفسر منه علي شوية حجات

آمير بتلهف : ماشي ياماما ، شكرا يادكتور 


   _ أنصرف آمير للداخل في حين هبطت عثمت برفقة الطبيب للأسفل ثم وقفا بالبهو الفسيح بالقصر ليتحدثا بخفوت 


عزت : أوعي تكوني زودتي النقط عن الحد المسموح بيه ياعثمت هانم

عثمت وهي تهز رأسها نافيه : لأ يادكتور زي ما قولتلي بالضبط ،  تلات نقط 

عزت باأبتسامه : كده يبقي مرادك أتحقق ومرات أبنك تحت عينك ،  خلي بالك من غذاها والمتابعه مع دكتور متخصص 

عثمت باأبتسامه باهته : أكيد ،  شوفت يادكتور 


   ( عوده بالوقت للسابق ) 


   _ هاتفيا 

عزت عاقدا حاجبيه : طب عايزه تعملي كده ليه  ياعثمت هانم

عثمت : لأني عايزاها تفضل قاعده معايا هنا في القصر ،  واضح أن آمير هيرفض لو طلبت ده منه عشان كده عايزاه أمر واقع ويرضي بيه..  وكمان طول ما هي هنا آمير كمان هيكون هنا ومش هيبات بره

عزت : يعني بمعني أصح عايزه ترجعي أبنك يعيش في القصر بس بالأجبار

عثمت : بالظبط ،  المهم طمني النقط دي مفيش منها ضرر علي الجنين

عزت : لالا متقلقيش منها خالص ،  دي مجرد مطهر معوي للمعده هيعملها شوية كركبه في معدتها وأحتمال تقيؤ مش أكتر 

عثمت وقد أنفرج ثغرها برضا : جميل 


  ( عوده للوقت الحالي ) 


   _ ما أن علمت نور بجلوسها المحتوم في هذا القصر حتي فزعت ،  كيف ستكون في نفس المكان بصحبة هذه السيده سليطة اللسان قاسية الطباع ،  حتما ستأكل من جسدها بكلماتها الحاده وأسلوبها الفظ في التعامل 


نور : مستحيل يعني مستحيل ،  أقعد مع مامتك في بيت واحد أنت أتجننت ،  دي تعمل فيا حاجه

آمير بنبره محتده : أنتي أتهبلتي في دماغك ولا أيه ،  هي أمنا الغوله عشان تعملك حاجه !!  دي أمي وجدة أبني ياهانم، بفكرك لو نسيتي


  _ دلفت عثمت للحجره بهذا الحين تعقبها ''  رتيبه  ''  فرسمت علي وجهها أبتسامه مزيفة وهي ترمقها بتفحص


عثمت : أدخلي يارتيبه وقدمي الشوربه للهانم

رتيبه منصاعه لها : حاضر ياهانم

عثمت مشيره بيدها : الدكتور قال لازم تتغذي كويس ،  وبعد كده دي هتكون مهمتي معاكي ،  أشربي الشوربه وهي سخنه عشان تدفي معدتك..  وأنت ياآمير روح هات الدوا اللي قال عليه الدكتور عشان تاخده بعد الأكل

آمير : ماشي 

نور بنظرات متوجسه :............   


..................................................................... 


    _ وقفت ترتب حقيبة السفر وتعدها من أجل العوده للقاهره مره أخري ،  كان وجهها مضيئا باأبتسامه راضيه علي الرغم من رغبتها بالمكوث أكثر بهذا المكان الرائع الذي يدعي  ''  بساطه  ''  وهو بالفعل بساطه  ،  أقترب منها ليطبع قبله حانيه علي وجنتها ثم هتف


فارس : وعد هنرجع تاني وأعوضك عن الأجازه اللي أتقطعت دي

رغد ممسده علي وجهه بظهر أناملها : حبيبي أنا معاك مكان ما تكون ،  المهم تكون جمبي ..  وبعدين شغلك مهم ولازم تهتم بيه هو كمان وأنا مش زعلانه

فارس وقد طوقها بذراعه : حبيبتي ست العاقلين  ياناس

رغد بقهقهه خفيفه : ممكن تجيب بقيت هدومك من الدولاب


   _ وضع قبله علي عنقها وأسفل أذنيها تحديدا فأقشعر بدنها  ،  ثم هتف بنبره أقرب للهمس


فارس : طب خلصي بسرعه عشان خارجين نودع بساطه 

رغد : حاضر ،  حالا هخلص


............................................................................. 


     _ في صباح اليوم التالي ،  وبمجرد وصول فارس لأرض القاهره ،  قام بتوصيل زوجته للمنزل ثم ودعها وتوجه صوب الشركه للحاق بالأمر الذي وقع بسبب توقيف سير المشروع ،  كان وجهه متجهما وخطواته سريعه ..  لم ينتبه للكثير من موظفوا الشركه الذين حاولو تقديم التبريكات لزواجه ،  بل أستقل المصعد وصعد للطابق القابع به حجرته ،  وقبيل أن يدلف لحجرة المكتب مر علي مديرة مكتبه وأشار إليها لتتبعه،  فلحقته حيث كان عامر ومكرم بأنتظارهم بحجرة المكتب الخاصه بفارس


عامر بنبره مهلله :. أهلا ياأبو فراس ،  نورت المكتب ياعريس

فارس باأبتسامه خفيفه : الله يبارك فيك ،  عقبالك ياعامر 

حلا ممسكه ببعض الملفات : دي الملفات اللي حضرتك طلبت مني أعمل بيها حصر 

فارس ملتقطا الملفات منها : كويس جدا ،  دلوقتي أحنا داخلين علي خطوه مهمه جدا ،  تعتبر هي الخطوه الأخطر

مكرم عاقدا حاجبيه : خطوة أيه دي يابشمهندس؟ 

فارس وهو يفرك وجهه بكفيه : بيع نصيبي  ،  أنا قررت أبيع نصيبي في الشركه وهنفتح شركة مستقله ،  والفريق بتاعي هيكون معايا ..  يعني عامر وحلا ومكرم و راضي ..  كلكوا هتكونو معايا

مكرم بوجه مدهوش : هه  ،  طب ما نحاول نشوف حل وسط بينك وبين أستاذ آمير 

فارس وقد آلمه شعور العداء بينه وبين أخيه : أنا بعمل كده عشان أحافظ علي علاقتي باآمير وميحصلش بينا حاجه أكتر من كده ..  عشان مش هينفع نقف في وش بعض ونقطع بعض 

عامر مقوسا فمه : أنت عملت الصح يافارس

حلا : العميل اللي هيشتري جاهز للتعاقد يابشمهندس ،  أكتر من عميل قدموا عروضهم وأنا أخترت العرض الأكبر 

فارس مستندا علي ظهر مقعده : يبقي مش فاضل غير عقد تحويل نصيبي للمالك الجديد ..  عارف أنها هتكون ضربه مش حلوه ..  بس أنا أتجبرت علي كده 


.......................................................................... 


   _  بعد مرور بضع أيام ،  كان فارس بحجرة مكتبه بعد أن أتم التعاقد علي بيع نصيبه في الشركة   ،  لملم بعض الأوراق المنثوره علي سطح المكتب ثم وضعها جانبا وأمر مديرة مكتبه بجمع متعلقاته من حجرة المكتب بينما هو يذهب لأبلاغ آمير ما فعله حتي لا يعلم الأمر من الخارج ..  دلف إليه حجرة مكتبه فوجده قابعا أمام جهاز الحاسوب الشخصي ..  لم يوليه أهتماما عندما رأه بل ظل محدقا بشاشة الحاسوب..  حتي جلس فارس قبالته وقال بنبره جامده


فارس : سيب اللي في أيدك وركز معايا ،  يمكن دي أخر قعده هنقعدها سوا هنا في الشركه 

آمير بنبره ساخره : ليه ،  قررت تتنازلي عن نصيبك ولا هتستقيل 

فارس ببرود : لأ ،  بعت نصيبي في الشركة


   _ حملق به آمير غير مصدقا ما قاله للتو ،  صفع جهاز الحاسوب ثم نهض عن مكانه بأنفعال وألتف حول المكتب ليجلس أمامه ،  حدجه بنظرات محتقنه ثم جز علي أسنانه وهتف


آمير : أنت قولت أيه !! 

فارس شابكا أصابع كفه سويا : زي ما سمعت بالظبط

آمير بنبره هادره وصوت صارم : أنت أكيد أتجننت ،  نصيب أيه اللي بعته يامجنون ..  لبستني مع واحد تاني ودخلت شريك في شركة مهران 

فارس : ده عشان الأخوه اللي بينا ميتدسش عليها ولا نحطها تحت رجلينا عشان الخلاف اللي بينا ..  مكنش ينفع أسيب فرصه اننا نقف في وش بعض 

آمير صارخا به وقد أحمر وجهه : تقوم تلبسني أنا في الحيط ياغبي ،  أقول أيه عليك أكتر من أنك غبي ..  لو عايز تبيع قولي وأنا أشتري مش تحطلي .... 

فارس ناهضا عن مكانه : أنا عملت اللي شوفته صح من وجهة نظري ،  عشان كل واحد يشوف مشاريعه من غير ما التاني يقف فيها

آمير بتحدي : لو بتعمل كده عشان مشروع الكومباوند يبقي بتحلم يافارس ،  مش هسيبك تكمله برده

فارس بلهجه متهكمه : المشروع هيشتغل هيشتغل ،  متنساش أن الأرض اللي عليها المشروع بأسمي يعني ملكش الحق في التحكم ده 

آمير رافعا حاجبيه : ده أنت مدبر ومخطط لكل حاجه بقي 

فارس موليه ظهره  : أنا أسف ياآمير ،  مش هينفع نقف في وش بعض ..  مهما حصل أنت الكبير ياكبير 


    _ تركه وأنصرف في حين ظل آمير واقفا بمكانه لا يصدق ما سمعه للتو ،  أطاح بالقطعه المثلثيه الرخاميه المحفور عليها أسمه أرضا لتسقط نصفين حيث صدح صوت صراخه بالحجره ..  ثم أرتمي علي المقعد ودفن رأسه بين كفيه 


............................................................... 


    _ أرتدت ثوبها الكلاسيكي المكون من حله زرقاء اللون ،  ثم أمسكت بحقيبتها الجلديه الزرقاء وهبطت للأسفل لتجد زوجة أبنها جالسه ترتشف كوبا من الحليب 


عثمت : رتيبه ،  يارتيبه 

رتيبه مهروله إليها  : أيوه ياست هانم

عثمت بلهجه آمره : حضري الغدا لحد ما أجي أنا مش هتأخر ،  لو آمير أتصل وسأل عليا قوليله إني روحت الدار عشان أجيب بقيت حاجتي من هناك 

رتيبه : حاضر 

عثمت ناظره بأتجاه نور : لما تخلصي أبقي ألعبي شوية رياضه ،  أوضة الألعاب الرياضيه جمب المكتب ..  أنا مش عايزاكي تتخني قبل الولاده

نور : أوكي 


   _ تركتها عثمت وتوجهت لسيارتها  التي كان قابعا بها السائق الخاص بها في أنتظارها..  أستقلت المقعد الخلفي ثم توجه بها السائق لمقر الدار ،  وبعد مرور الوقت وصلا أمام مقر الدار..  أرتدت نظارتها الشمسيه البنيه قبيل أن تترجل عن السياره ثم توجهت للحجره التي كانت مخصصه لها ..  تأملت المقعد الجلدي الوثير وسطح المكتب المكتظ بأشياءها المبعثره ثم أطلقت تنهيده حاره وراحت تمسك بأحد الصناديق الخشبيه لتضع به أهم متعلقاتها ..  في هذا الحين دلفت رنيم دون الطرق علي الباب معتقده أن الحجره خاويه


رنيم محدقه : اا اسفه معرفش إن حضرتك هنا

عثمت : تعالي ،  أنتي جايه ليه هنا ؟ 

رنيم مشيره علي سطح المكتب : ميس وداد قالتلي إن الملف بتاعي هنا علي المكتب جيت أخده عشان ماشيه

عثمت بنظرات ساخطه : أنتي تميتي 21 سنه؟ 

رنيم مبتلعه ريقها : ااه ،  تميتهم امبارح 

عثمت مشيره بيدها : تعالي أفتحي التليفزيون ده وهاتي نشرة الأخبار ،  وبعد كده أسحبي ملفك وأخرجي 

رنيم بخطوات ثابته : حاضر 


  _ قامت بفتح التلفاز وأتت بأحدي القنوات الأخباريه ثم توجهت للمكتب لتسحب ملفها وكادت تخرج من الحجره إلا أنها أستمعت لأسم أخترق أذنيها بقوه كما يخترق صوت الرعد بقوته الآذان ..  نظرت نحو شاشة التلفاز ثم حدقت بها وهي تستمع لكلمات الأخباريه وهي تقول 


   ''  هذا وقد أفادت مصادرنا عن قوة الدعم الذي قدمته السيده راندا رشيد أحدي سيدات المجتمع المعروفين  لبناء أكبر صرح طبي لعلاج مرضي الفشل الكلوي ..  وقد شاركها هذا الدعم كلا من.......  '' 


  _ نعم أنها هي ،  قاتلة أبيها وأمها ،  هي تلك السيد  اللعوب التي تسببت بقضاء سنوات طفولتها بهذا المكان ..  هي التي سرقت حياتها والتي أقسمت علي أن تسرق منها سنوات عمرها ،  لقد بات الثأر لأبويها فكره مترسخه بعقلها تأبي النقاش ..  ظلت محدقه لبرهه بصورتها التي لم تغير كثيراً عن زي قبل ،  بينما لاحظت عثمت ذلك وأستنبطت أنه ربما تكون علي معرفه سابقه بتلك السيده ..  فقررت سؤالها مباشرة


عثمت : أنتي تعرفي الست دي؟ 

رنيم بأنتباه : هه ،  لل لا  لا خالص

عثمت مضيقه عينيها : يعني لو تعرفيها وعايزه توصلي ليها ممكن أساعدك

رنيم بنظرات متلهفه : بجد؟ 

عثمت بنصف أبتسامه  من زاوية فمها : يعني تعرفيها؟! 

رنيم مطرقه رأسها لأسفل : مش بالظبط يعني اا اقصد 

عثمت مقاطعه : عموما لو عايزه حاجه أبقي بلغيني ،  الكارت بتاعي هناك أهو خديه وخليه معاكي 

رنيم ممده يدها لألتقاط أحد الكروت : شكرا ،  عن أذنك

عثمت في نفسها  : ياتري تعرفها منين ،  أكيد في سر ورا البنت دي 

................................................................ 


    ( أنضم لحفل أفتتاح أحدي أكبر المشاريع الأستثماريه بمصر عدداً لا يستهان به من رجال الأعمال وزوجاتهم ،  حيث كان علي رأسهم السيد شهاب الرويعي وحرمه والسيد عاصم الرواش وحرمه والسيد آمير مهران وحرمه اللذان ظهرا بزواجهم الحديث ،  وقد كان......  ) 


  _ تلك كانت كلمات الأعلاميه التي كانت تغطي حفل أفتتاح المشروع الأستثماري الأكبر بمصر ،  الجدير بالذكر أن ''  فاطمه  ''  كانت تتابع الحوار وعلي وجهها نظرات الصدمه ،  حيث رأت أبنتها بصحبة ذلك الرجل والذي قيل عنه زوجها ..  لكن أين رأت هذا الوجه لا تدري ،  تزوجت !!  ولكن لماذا لم تصارحها..  لفت أنتباها كلمه أخري  ''  زواجهم الحديث  ''  إي أن طيلة السنه الماضيه لم تكن زوجته ..  إذا أين كانت ،  يكاد عقلها يُجّن ولا تستطيع الحصول علي أجابه ،  ولكنها حصلت علي طرف الخيط الذي ستتمكن من خلاله العثور علي مكانها ،  فزوجها أحد رجال الأعمال المعروفين بالوسط ومن السهل الوصول إليه ..  مرحبا برحلة بحث طويله لن تيأس منها حتي تستطع الوصول لها ........ 

..................................................................... 


~   وكر الملذات  ~


    ( الفصل الثاني والعشرون ) 


     _  كان يقف بحجرة مكتبه الجديد واضعا يديه بجيب بنطاله ،  يطالع المجتمع الخارجي عن طريق النافذه الزجاجيه القاتمه ،  سحب شهيقا عميقاً وكتمه داخله لثوانِ معدوده ثم ذفره علي مهلٍ ..  أستمع لصوت الباب ينغلق فألتفت بجسده ليجد مديرة مكتبه تتقدم بخطواتها الثابته نحوه 


حلا : مستر فارس،  عايزه أعرض عليك فكره ،  بعد الدعايه اللي هتتعمل عن الشركه ليه منزودش قيمة الدعايه دي بشوية خصومات وعروض للعملاء الجدد ،  ده هيخلي ناس كتير تجرب تتعامل معانا    وبالتعامل معانا أكيد مش هيتعاملوا مع غيرنا

فارس وهو يخطو نحو مقعد المكتب الجلدي المريح  : تمام ،  نزلي خصم 15 % ياحلا ،  وزودي الدعايه علي قد ما تقدري

حلا مبتسمه بهدوء : أمرك ،  عن أذنك


   _ توجهت صوب الباب لتجد عامر كاد يدلف للداخل فأفسحت له المجال وتركتهم سويا ،  في حين تفحص عامر المكان لبرهه من الزمن ثم مط شفاهه في اعجاب بيّن ثم أتجه صوبه مباشرة


عامر : مبروك ياأبو فراس 

فارس مترنحا بالمقعد يميناً ويسارا  : الله يبارك فيك ياعامر ،  شكلك عايز تقول حاجه !؟  هات اللي عندك هاته

عامر وهو يفرك جانب وجهه : البنت اللي كانت عايزه تدخل مكتبك ،  مدخلتش بأمر من آمير 

فارس منتصبا في جلسته ،  وقد مد جسد للأمام بأنصات واعي : أمال أيه؟ 

عامر وهو يهز رأسه آسفا : تبع شهاب ،  أتزرعت عند آمير وعندك

فارس مبتسما من زاوية فمه باأستهزاء : كنت متوقع ده ،  بس اللي مش فاهمه ليه آمير يداري عليها

عامر : عشان يجيب أخرها ياأبو فراس 

فارس وقد ظهرت النيه السوء بعينيه : حلو أوي اللعب ،  بصراحه انا بحب اللعبه الحلوه وبشارك فيها كمان  ..  والشاطر هو اللي يضحك وصوته يسمع في الأخر 

عامر غامزا بعينيه : طب ما ترسيني علي ال....  اللعبه ،  يمكن أشارك ..  ولا هتسيبني أتفرج وأشجع

فارس : لالالا ،  هتنزل الملعب متقلقش ،  بس كله بوقته ..  قوينا علي الشر يارب 


...................................................................


   _ وصلت أمام صرح الشركه الكبير والضخم ،  تطلعت إليه بريبه وتوجس ثم أجفلت بصرها وراحت تدس بعض النقود بيد سائق الأجره ونظرت يمينا ويسارا قبيل أن تعبر الطريق ،  وبعد أن عبرته لمحت بعينيها سياره فارهه تنفتح لها الأبواب ثم يترجل عنها صاحبها ويتوجه مباشرة لداخل الشركه وقد أعطي مفاتيح السياره للعامل ليقوم بتنظيفها ،  تأملته جيدا لتتعرف عليه ..  نعم هو الذي رأته بالتلفاز ..  وهو ذلك الرجل الذي كان ضيفا بحفل ربة عملها والذي أحضرت له مشروبا بنفسها ،  وإذا به يكون زوج إبنتها ويقف أمامها دون أن تعلم ..  أبتلعت غصه مريره توقفت في حلقها ثم تقدمت بضع خطوات ليسد عليها الحارس الطريق وهو يردف بنبره خشنه


الحارس : عايزه أيه ياست؟ 

فاطمه بتعلثم  :  آآ..  ا انا كنت عايزه البيه ،  اللي لسه داخل دلوقتي

الحارس قاطبا جبينه : آمير باشا؟ 

الحارس الآخر بأقتضاب : في معاد ياست!؟ 

فاطمه باأرتباك ملحوظ : هه ،  لل لا بس  كنت..... 

الحارس : يبقي مينفعش

فاطمه بلهجه راجيه : طب والنبي يابني تديني عنوانه وأنا هاروحله البيت

الحارس وهو يهز رأسه برفض : للأسف منقدرش نعمل كده ،  أنتي عايزه تقطعي أكل عيشنا ولا أيه؟ 

فاطمه وهي تفرك كفيها بتوتر : طب بيخلص شغل الساعه كام وأنا أجيله ؟ 

الحارس زافرا أنفاسه بضيق : منعرفش ياست ،  ياريت تروحي من هنا مش عايزين مشاكل 

فاطمه بيأس : ماشي يابني 


  _ ألتفتت لتبتعد عن موقع الشركه ثم أخذت تلتفت وتطالعها بأعين يائسه ،  تنهدت بثقلٍ ثم همهمت بخفوت 


فاطمه : أكيد في طريقه تانيه ،  ماأنا لازم أعرف فين بنتي وبتعمل أيه مع الراجل ده..  معقول الست راندا تعرفه كويس ..  طب ماهي ممكن تدلني ،  أنا لازم أسألها،  لأ مينفعش أسألها ..  ماهي شافت صورة بنتي وأكيد عارفه شكلها يعني لو عندها علم بحاجه هتقولي ، يارب نور طريقي 


.................................................................. 


      _ عاد لمنزله بعد يوم عمل طويل مؤرق ،  ممتلئ بالجهد والعناء ..  وما أن فتح بابا منزله حتي أنتابه الذهول ،  بل الأحري أنتابه الأعجاب والأنبهار ..  كانت الأضواء مغلقه ،  وتنير المكان أضواء الشموع الحمراء الموضوعه داخل كؤؤس حراريه ضد الحراره ..  حيث فاحت رائحه عطريه مثيره من لهيب تلك الشموع المعطره ..  كما أشتم رائحة عبيرها تتسلل لأنفه فعلم أنها بالقرب ..  دلف وأغلق الباب خلفه ليزداد أنبهاره عندما وجد باقات الورود الحمراء والبيضاء تزين المكان ،  وقد أفترشت الأرض ببساط ناري أشعل الجو أكثر ..  تقدم بخطواته ليبحث عنها بعينيه ولكن لم يجدها ..  في حين تفاجأ بكفيها الناعمين تحجب عنه الرؤيه وتغطي جفنيه ..  أتسع ثغره باأبتسامه مشتهيه إياها ثم أمسك كفيها وظل يطبع عليهما من القُبل الكثير والكثير ،  قبّل باطن كفها وظهره وحتي مرفقها ،  فقد أغرقها من قبلاته المسروقه ثم أحتضن رأسها بين راحتيه وهو يردف بنبره عازفه


فارس : أنتي أيه بالضبط ؟ 

رغد مستنده برأسها علي رأسه ( ملتصقه بجبينه)  ثم هتفت بهمسات مسموعه : أنا ماستك


   _ أقترب وبدون إنذار يسرق قُبله من شفاها ثم أبتعد وهو يهتف


فارس : تعديتي الماس يارغد ،  تعدتيه بمراحل 


  _ راحت تنزع عنه سترته في حين كان مستسلما لحركاتها التي تؤسره وتوقع به في بئر حبها أكثر وأكثر ، ثم راحت تحل رابطة عنقه بينما راحت عينيه تتفرسان النظر إليها ليرضي جوعه وأشتياقه إليها ..  أبتسمت بعذوبه ثم هتفت


رغد : عملالك النهارده مشاوي ،  عارفه أنك بتحبها

فارس وقد نطقت نظراته بحبه لها :......... 

رغد مطرقه رأسها حياءا : الأكل هيبرد وأنا بصراحه جعانه ،  وكنت مستنياك عشان ماكلش لوحدي

فارس مطوقا خصرها بيمينه : يبقي ناكل عشان خاطر حبيبتي 


   _ أصطحبها حيث مائدة الطعام الصغيره بالمطبخ ليجد أصنافا مصنفه من أنواع الشواء في أنتظار ألتهامها ..  أستنشق رائحة هذه المشاوي التي يعشقها ثم تقدم نحو المائده بشهيه مفتوحه وكأنه حُرم من الطعام لفتره من الزمن 


فارس بنظرات جائعه : بسم الله ......... 


................................................................ 


     _ بعد عدة أيام كان آمير مجتمع ببعض رؤساء الأقسام يناقشون خطة العمل للفتره المقبله ..  فدلفت إليه السكرتيره الخاصه بمكتبه بعد أن قرعت علي الباب بخفه ..  وقفت جانبه ثم أنحنت قليلاً وهمست إليه 


السكرتيره  : في مشكله صغيره بره يافندم 

آمير بنظرات زائغه : أتصرفي فيها لحد ما أخلص ال meeting  

السكرتيره وهي تعض علي شفتيها بحرج : للأسف مش هينفع ،  لازم شخص حضرتك 


   __ طرق آمير بأصابعه علي سطح المكتب ثم نهض مبدياً أعتذاره للجميع حيث برر لهم وجود ثغره طفيفه تستلزم تدخله وسيعود علي الفور ،  خرج آمير من حجرة الأجتماعات وأنضمت إليه السكرتيره الخاصه حيث بدأ يستفسر منها عن تلك المشكله التي تستلزم تدخله شخصيا


آمير :مشكلة أيه أخلصي

السكرتيره بلهجه مرتجفه : أستاذ شهاب موجود في مكتب المهندس فارس ،  ومعاه مهندسين تانين وعايز يغير ديكور المكتب


  _ توقف آمير عن السير فجأه ثم ألتفت لها وقد غزت الصدمه ملامحه ،  رمشت عينيه قليلا ثم أردف بنبره جاده


آمير : يغير الديكور !!  بأي حق وأزاي يدخل الشركه ويطلع لحد فوق من غير الأمن ما يتدخل

السكرتيره وهي تهز كتفيها : الحقيقه مش عارفه ياأستاذ آمير


   _ توجه بخطي سريعه وقد أضطربت نبضاته وأصبحت غير منتظمه ..  يخشي أن ما دار بعقله يكون صحيحا ،  هل يعقل أن يكون هو الشريك الجديد والمالك بالنصف في شركاته ..  ستكون تلك هي الفاجعه بحق ،  أدار المقبض بعنف ثم دلف للحجره وأشار لكل العاملين بالخروج علي الفور حتي أمتثلوا لأوامره ماعدا ساعده الأيمن  شهير ،  في حين وقف شهاب مستقيما شامخاً  ،  وكأنه ينظر إليه متعاليا بنظرات منتصره ..  وقف قبالته ثم رمقه بإستحقار وهو يهتف بخشونه


آمير : أنت بتعمل أيه هنا في شركتي 


   أطلق قهقهه مدويه ثم توقف عنها ونظر له مستنكرا وهو يقول مشيرا بأصابعه


شهاب : قصدك شرك ت نا ،  شركتنا مش شركتك لوحدك 

آمير محاولا كبح أنفعالاته : شركتنا أزاي ،  أنت أتجننت ولا أيه

شهاب مشيرا بيده لشهير : طلع عقود الملكيه والتحويل ياشهير ،  أحسن آمير بيه يفتكرنا نصابين ولا حاجه لاسمح الله


   _ أخرج شهير العقود الموثقه والتي تثبت ملكية نصف الشركه له ''  شهاب  '' ثم مد يده بها ليلتقطها منه آمير بعنف بيّن ثم تفحصها سريعا ليصطدم بواقع سئ للغايه ..  فكان صادقا بحديثه ..  ألقي آمير العقود أرضا بلامبالاه ثم جز علي أسنانه بقوه وهتف من بينها 


آمير : متفرحش باللي خدته عشان هرجعه أضعاف ،  هسيبك تحتفل بأنتصارك شويه لكن مش كتير 


  _ ألتفت منصرفا من الحجره بخطي واسعه في حين هتف شهاب بلهجه مثيره للأستفزاز 


شهاب : طب أستني طيب لما نشرب شربات الشراكه سوا 

شهير بقهقهه شامته : ضربة معلم ياباشا 

شهاب بنبره خبيثه : عايزك تفتح عينك ،  أنا عارف إن آمير مش هيسكت ويسيب الموضوع يعدي بالساهل

شهير : تحت أمرك ياباشا متقلقش خالص 


............................................................... 


   _ بأحد أرقي المطاعم الفاخره المطله علي النيل،  كان جالسا جوار زوجته وينضم إليهم عدداً من العملاء الجدد وزوجاتهم في عشاء ودي لتنمية العلاقات بينهم،  في حين كانت رغد تجلس بعالمها الخاص تطالع النيل بأعين مشتاقه ،  فلقد شعرت بالحنين يسيطر علي حواسها لتلك الجلسات التي كانت تجمعهم علي ضفاف النيل ..  أمسك كفها ثم ضغط بحنو وهو يهتف


فارس : بالعكس ،  أنا متجوز بقالي 3 شهور بس

العميل المقابل له : ماشاء الله عليكم ،  كنت فاكركم متجوزين من فتره أطول من كده 

فارس مبتسما بهدوء : الفترات مش أساس علاقتنا ،  أصلا العمر كله عشانها وليها


  _ أبدت زوجات العملاء أعجابهن الشديد بغزل فارس لزوجته في أغلب الأحيان ..  في حين شعرت رغد بأن عليها قراءة المعوذتين منعاً للحسد الذي قد يصيبهم فجأه،  وأثناء جلستهم الودوده تلك صدح صوت الهاتف ليعلن عن أتصالا وارداً ..  مط شفتيه قليلا ثم ضغط عليه وقال بنبره مقتضبه


فارس : الو

آمير بلهجه منفعله : أنت فين؟ 

فارس : عندي عشا عمل ،  لما اخلص اللي ورايا هكلمك

آمير بلهجه محتده آمره : تجيلي حالا علي القصر ،  مش هستناك كتير 

فارس زافرا أنفاسه بحنق : خير؟ 

آمير وقد باتت نبرته غليظه : مش خير أبدا ،  تعالالي علي هناك


 _ أغلق الهاتف ثم وضعه جانبه في حين لاحظ أنتهاء الأغلب منهم من تناول الطعام وشرع البعض في النهوض للأنصراف


فارس ناهضا عن مكانه : لسه بدري ياجماعه

العميل 1 : كفايه كده اوي وهنشوف بعض كتير الفتره الجايه

فارس مصافحا أياه بحراره : أكيد إن شاء الله 

العميل 2 : سعداء بالتعاون معاك يابشمهندس

فارس مبتسما : أنا أسعد أكيد 


  _ نهضت رغد لمصافحة زوجات العملاء وتوديعهم حتي أنصرف الجميع وتركوهم بمفردهم،  حيث أخذت رغد تتمتم بكلمات غير مفهومه فرمقها فارس بتعجب ثم هتف


فارس : بتقولي أيه 

رغد : صدق الله العظيم ،  كنت بقرأ سورة الفلق ..  ده  أحنا هناخد عين قد كده النهارده

فارس رافعا حاجبيه : أنتي بتقتنعي بالكلام ده

رغد قاطبه جبينها : العين والحسد مذكورين في القرآن 

فارس وهو يحك ظهر يده : ونعم بالله،  أحنا عندنا مشوار مهم لازم نعمله 

رغد عاقده حاجبيها بفضول : مشوار أيه

فارس بتنهيده : القصر ، هنروح القصر

رغد : ............. 


.............................................................. 

  

      _ توجه فارس بصحبة زوجته للقصر بعد دعوة آمير له بالحضور ..  كان الفضول ينتابه بشده حول الأمر الذي جعل آمير يطلب حضوره وما السبب وراء هذه اللهجه التي حدثه بها ..  لا يعرف  ،  كان أصطحابه لزوجته معه لهدف ما برأسه ويريد تحقيقه ..  عبر البوابه الكبيره ثم صف سيارته أمام القصر وأوقف المحرك ثم أستدار بجسده إليها وهو يهتف


فارس : برده مش عايزه تدخلي معايا 

رغد وهي تفرك أصابعها بتوتر : عشان خاطري يافارس متضغطش عليا ،  يمكن عايزك في موضوع مينفعش أسمعه ،  ويمكن مامتك جوه وأكيد هتسمعني كلام ملهوش لزمه 

فارس مطرقا رأسه بأستسلام : اللي يريحك ،  أنا مش هتأخر 

رغد ممسده علي كفه بدفء : .............. 


   _ ترجل عن السياره ثم صعد الدرجات الرخاميه التي تؤدي لباب القصر ،  وبعد عدة لحظات من قرع جرس الباب ..  أنفتح ليدلف منه ،  جاب البهو بنظره باحثا عنه ولكنه لمحها ،  لمح إمرأة غريبه لم يراها من قبل تجلس علي الأريكه بحجرة الجلوس ..  وما إن رأته تحركت من مكانها قاطبه جبينها بإندهاش من عدم معرفة هويته ..  أنطلقت صوبه بخطوات حذره ليبادرها قائلا


فارس : مين حضرتك؟ 

نور متأمله هيئته المنمقه : حضرتك اللي مين!؟ 

فارس باإبتسامه ساخره من زاوية فمه : أنا صاحب البيت اللي حضرتك واقفه فيه دلوقتي

نور فاغره شفتيها : أنت أخو آمير!؟ 


    _ عقد حاجبيه بفضول أكبر عقب أن نطقت أسم أخيه بكل حريه ،  وقبيل أن يبادلها الحديث لمح أخيه يهبط عن الدرج بخطي متعجله وعلي قسماته علامات لا توحي بالخير البته ..  توجه نحوه محمر العينين ينطلق الغضب من عينيه شرارا متطايراً


آمير بسخريه : أهلا يابشمهندس ،  ياللي يوم ما فكرت تكبر أول واحد دوست عليه هو أنا

فارس وقد أتسعت حدقتيه من الصدمه : أيه اللي بتقوله ده ، انا مش فاهم حاجه

آمير مشيرا إليه بسبابته وقد أرتفعت نبرته : متعملش فيها غبي عليا أنا عرفت كل حاجه خلاص

فارس بنبره محتده : أنت متعليش صوتك عليا وتعمل فيها كبير ،  وياإما تتكلم بوضوح ياإما تسيبني أمشي أنا مش فاضي

نور متنحنحه : أحم ،  ياجماعه أنتوا أخوات ميصحش كده

فارس بنبره مرتفعه ولهجه صارمه : ملكيش دعوه ياأسمك أيه أنتي ومتدخليش

آمير جاذبا ياقة سترته : أتكلم مع مراتي كويس 

فارس محدقا بعينيه  : مر.....  مراتك   ده أمتي وأزاي!! 


  _ رمقها فارس بنظرات متفحصه حتي لاحظ حجم بطنها المنتفخ قليلاً..  ثم عاود النظر لأخيه وقد أعترته الدهشه مما سمعه ورآه ..  بينما هبطت عثمت علي الدرج علي أثر صوتهم المرتفع وهي تهتف


عثمت : أيه اللي بيحصل هنا ،  هاااا فااارس 

فارس مشيحا وجهه للجهه الأخري :....... 

عثمت وهي تتقدم بخطواتها إليه : أزيك ياحبيبي وحشتني أوي ،  كل دي غيبه برده

فارس ببرود : أزيك ياماما

عثمت ممسده علي وجهه بحنو : أنا كويسه عشان شوفتك


  _ توجهت عثمت ببصرها نحو آمير ثم هتفت بتساؤل


عثمت : في أيه ياآمير 

آمير بصوت هادر : أبنك بيبعني ،  سلمني لأبن الرويعي تسليم أهالي 

عثمت وهي تشهق بعدم تصديق : أيه اللي بتقوله ده؟ 

فارس عاقدا حاجبيه منزعجا : أيه العبط ده ،  تسليم أيه وبعتك أيه ..  أنا معرفش أنت بتتكلم عن أيه 

آمير وقد تقافذ الشر من عينيه : أزااااي تبيع نصيبك ليه ،  أزاي تعمل معايا كده 


   _ قالها وهو يمسك بياقته ويجذبه بقوه إليه


فارس وهو يدفعه بحده : أنت أتجننت ياآمير،  أوعي أيدك من عليا أنا مبعتش حاجه لشهاب مين قالك الكلام الفارغ ده

آمير خابطا قبضته بكتفه : متلفش وتدور عليا يافارس ،  شهاب وراني العقود كلها..  أنا تعمل معايا كده!؟ 


  _ دفعه فارس بقوه ليرتد للوراء عدة خطوات ثم صاح به  : أنا معملتش كده معملتش

عثمت بلهجه مرتجفه : أنتوا هتمسكوا في بعض وأنا واقفه كمان


   _ تقدم آمير نحوه بتشنج ثم سدد له لكمه قويه أطاحت برأسه للوراء بقوه حتي شعر بدوار بسيط هجم علي رأسه ،  شد علي صدغه وتشنجت قسمات وجهه ثم أنقض عليه ليتم عراك قوي وحاد بينهما في حين حاولت نور مجاهده الفك بينمها هي وعثمت ولكن فشلت بذلك ،  في هذه الأثناء أستمعت رغد لأصوات تكسير وتهشيم وصراخ يأتي من الداخل ،  أنقبض قلبها وشعرت بأرتجافه تسري بأوصالها فقررت الدخول لداخل القصر لتري ماذا هناك وتتفاجأ بهذا الوضع ..  هرعت نحو زوجها تجذبه بقوه نحوها لتساعده علي النهوض عن أخيه حتي نجحت بذلك


رغد بصراخ : فارس مينفعش كده قوووووم أرجوك

فارس وهو يصيح به كالمجنون : أنا لو عايز أبيعك ولا أهدك هعملها ومش هخاف ياآمير 

آمير ناهضا عن الأرضيه وفمه ينزف بالدماء : ده أنا هدمرك ،  همسح أسمك من السوق بأستيكه يافارس ،  هخليك تفلس وبعدها تجيلي تركع وتطلب مني المساعده

فارس وهو ينزح الدماء عن أنفه : لو أنت أخر خلق الله عمري ما هطلب منك المساعده

رغد ممسكه بذراعه : خلاص يافارس أرجوك خلاص

عثمت بلهجه محتده : أنتي أيه اللي جابك هنا ،  أطلعي بره بيتي ياأُس المصايب كلها 

نور مستنكره : وهي مالها دلوقتي ياطنط ،  الموضوع ميخصهاش

عثمت بلهجه محذره : ملكيش أنتي دعوه خالص ،  بدل ما أطردك طرد الكلاب أنتي كمان 

رغد مبتلعه ريقها بحرج : يلا يافارس كفايه كده

عثمت بحده : لأ ،  أطلعي لوحدك عشان ولادي يتصافوا سوا

فارس بنبره حازمه : مش هتصافي مع حد ،  وشيلي مراتي من دماغك ياماما 

آمير بنبره متهكمه : ولا أنا عايز أشوف وشك هنا تاني

نور وهي تشد علي ذراعه : آمير 

آمير بصرامه ونظرات قويه : ملكيش دعوه

عثمت بنبره حزينه : أخس عليك يافارس بقي تخسر أخوك كده عادي

فارس مشيرا بيده : هو السبب ،  وبرده مش أنا اللي بيعت لشهاب ،  ابقي أسأله بدل ما تيجي تتشطر عليا أنا

آمير متقدما نحوه : أحذر في كلامك معايا 

فارس بتحدي : يعني هتعمل أيه يعني

رغد : فااارس ،  مينفعش كده يلا نمشي

عثمت وهي تشد قبضتها علي ساعدها :قولتلك ملكيش دعوه بولادي وسبييهم يتصافوا

رغد بحده : لأ بقي أنا سكتلك كتير ياست أنتي وكل ده عشان خاطر جوزي بس ،  انما بعد كده مش هسمحلك تهينيني تاني


    _ جذب فارس ذراعها ثم توجه للخروج من القصر ..  لم يهتم بهتافات والدته ونداءه لها ولا كلمات آمير المثيره الفظه ..  أستقل سيارته وصار بها بحاله غاضبه لم يصل لها قبل الآن ،  في حين تركت عثمت المكان وصعدت حجرتها وهي تندب حظها ..  فلقد تعادي ابنائها ووقفا ضد بعضهما البعض وكل منهما سيكيد للآخر ويعاديه ..  شعرت برأسها تدور وحرارتها قد أرتفعت ..  أمسكت بشريط الأقراص الصغيره ثم دست أحداهم بفمها وأرتشفت بعض المياه ثم أراحت رأسها علي ذراع المقعد وظلت تفكر


عثمت : لازم أتصرف ،  ولادي هيقفوا قدام بعض وكل ده حصل بسبب حتت جوازه ،  مينفعش يبقي المفتاح في ايدي وأسيبه من غير ما أستخدمه ..  لازم أتصرف بالمعلومه اللي معايا لازم


   _ نهضت عن مكانها ثم توجهت نحو خزانة الملابس ،  أخرجت منها صندوقا صدفيا قديماً وأخذت تعبث بمحتوياته حتي وجدت مذكره صغيره قد أصفرت أوراقها علي أثر السنوات التي مرت عليها،  مدون بها بعض الأرقام التليفونيه ..  أخذت تتفحصها بدقه حتي وجدت مبتغاها ،  نهضت عن مكانها ثم أمسكت هاتفها وضغطت علي الأرقام 

ثم وضعته علي أذنيها 


عثمت : الو  ،  ياتري فاكره صوتي ولا لأ ،  لأ لازم تفتكري ،  أنا واحده من الماضي ...  أرجعي بالذاكره شويه لورا واحد وعشرين سنه ،  أفتكرتيني ولا لسه ..  كويس أنك أفتكرتي ،أحنا لازم نتقابل..  مش عايزه منك حاجه غير أنك تبعدي بنتك عن أبني ..  أيوه بنتك ..  ولادي بيقطعوا في بعض وكلوا بسببها .. لو متصرفتيش هكشف سرك وأفضحك..  هفضحك..


~  وكر الملذات ~


     ( الفصل الثالث والعشرون ) 


   _ كان يقود سيارته بسرعة البرق لا يري ولا يسمع ولا يشعر ،  فقط ثورته هي التي تطغي عليه وتقود تفكيره ..  وصلت رأسه لدرجة الغليان من كثرة الغضب ،  فا أخذ يضرب علي المقود لينفث عن غضبه ولم يدري بزوجته التي كانت تصيح به وهي جالسه جواره ليهدئ من سرعة القياده فقد سيطر عليها الذعر والخوف 


رغد : عاااااااا ،  ابوس ايديك يافارس تبطأ ،  هنموت كده ارجووووووووك ..  ياااافارس فووووق ارجوك


  _ أفاق أخيرا علي أثر هزها لذراعه بقوه وحاول السيطره علي المكابح والتهدئه من سرعة السياره حتي توقف بها جانبا وجاهد ليصل بنفسه لحاله من الهدوء حتي يستطيع بث الطمأنينة بداخلها ..  فأمسك كفها براحتيه وظل يمسد عليه بحنو وهو يردف


فارس : انا اسف ،  خلاص أهدي عشان خاطري 

رغد بشهقات عالية :.......... 

فارس بتنهيده : خلاص يارغد أديني وقفت

رغد وهي تومأ رأسها بأضطراب : حاضر 


   _ أعتدل في جلسته ثم شرع بأدارة المقود مره أخري متجها صوب منزله ..  في هذا الحين كان آمير بحجرة مكتبه يصيح بصوته كالمجنون وهو يتحدث بهاتفه 


آمير : بقولك تتصرف ياغبي ،  لازم أعرف نصيب فارس راح أزاي للزفت ده

ربيع بنفاذ صبر : حاضر ياأستاذ آمير ،  حاضر 


   _ ألقى بالهاتف علي سطح المكتب ثم ضغط علي رأسه بقوه شديده وكأنه يريد إفراغ السم الذي علق بها بشأن أخيه وما ينتوي فعله معه ..  أستدار بجسده ليجد زوجته تجلس على الأريكه القابعه بأحد زوايا الحجره وهي ترمقه بنظرات ذات مغذي ..  ضيق عينيه ثم حدجها بحنق وهو يهتف


آمير : هتفضلي تتفرجي عليا كتير؟! 

نور وهي تلوي شفتيها بإستهزاء : النهارده شوفت ليك وش جديد ،  وش مشفتوش قبل كده ولولا اللي حصل مكنتش هشوفه 

آمير بتأفف : أنا معنديش خلق لمحاضراتك 

نور وهي تنهض عن الاريكه بتثاقل : مش محاضره دي حقيقه ..  الوش اللي شوفته منك النهارده خلاني أخاف علي نفسي وعلي ابني من الايام الجايه


  _ صُدم من عبارتها ثم نظر لها وهو يصب جام تركيزه لها ،  فيبدو أن ما حدث قد أثر عليها بصوره عكسيه ..  بينما أستكملت هي تقول 


نور : متبصليش كده،  انا بقول اللي جوايا ..  لتاني مره محسش بالأمان وانت جمبي ،  اول مره لما عرفت اني حامل وتاني مره النهارده..  انا عارفه من زمان ان روحك في فارس ،  اللي يخليك تقلب عليه بالصوره دي يخليك تقلب علي اي حد تاني ياآمير..  ربنا يستر من اللي جاي 


   _ تحسست بطنها المنتفخه أمامها ثم تركته لتصعد حيث غرفتها ،  بينما ظل هو مسلط النظر عليها حتي أختفت عن أنظاره ..  تنفس بعمق ثم جلس يفكر فيما سيفعله للتأكد من صحة ما قيل 


.............................................................. 


   _ بعد أن وصلا لمنزلهم بسلام ،  بدأ فارس يشعر بالآم متفرقه بأنحاء جسده علي أثر العراك العنيف مع أخيه ..  حتي أن زوجته شعرت به يأن بخفوت ويتحرك بخطي بطيئه وضعيفه ..  فأصطحبته لحجرتهم وهو في حالة أستسلام تام لها ،  جعلته يجلس علي الفراش ثم ركضت تحضر حقيبة الأسعافات الأوليه لتعالج بعض الكدمات التي برزت في وجهه ..  أتت أليه مسرعه ثم جلست علي الأرضيه أمامه وبدأت بوضع قطع الثلج علي وجهه أولا وتمريرها علي الكدمه ثم أفرغت بعض معجون المستحضر الطبي ( مرهم)  ودهنت به وجهه ..  كانت ملامحه خاليه من التعبيرات ..  تقف عبره علي طرف جفنه تأبي السقوط في حين شعرت هي بالضعف يجتاح كيانه ليهد من قوته ،  ضمت كفه ليهدر بصوته صائحا من الألم 


فارس  : ااااه 

رغد وهي تتراجع للوراء : اا اسفه ،  معرفش ان ايدك وجعاك 

فارس وهو ينظر لعظمات يده التي بدت له متورمه زرقاء اللون : محصلش حاجه

رغد بفزع : أنا هربطلك أيدك برباط ضاغط 


   _ لفحت كفه برباط ضاغط طبي ثم لملمت الأشياء المبعثره حولها ثم نهضت تاركه أياها علي منضدة الزينه ..  توجهت نحوه ثم عاونته لنزع  ملابسه وبعد أن أنتهي من ذلك مدد جسده علي الفراش وما زال الحزن مخيماً فوق رأسه ،  كانت تشعر بفؤادها ينفطر آلما من رؤيته هكذا ولا تستطيع مساعدته،  يؤذيها ضميرها أحيانا عندما تشعر أن ما يحدث هو بسبب أقتحامها لحياته ..  فشعر هو بها أيضا وقرر ألقاء الآمه فوق صدرها ..  حيث أستند برأسها فوق صدرها وطوقها بذراعيه وراح يبكي في صمت لتراه بهذه الحاله لأول مره ..  أحتضنت رأسه بقوه ثم راحت تخلل أصابعها بفروة رأسها وتمسح علي وجهه بحنو بالغ ..  


فارس بصوت متحشرج : أنا تعبان ،  مكنتش عايز حاجه من اللي حصلت تحصل ..  كنت راسم حياه تانيه لكن ممشيتش زي ماكنت راسم 

رغد وقد طبعت قُبله علي رأسه  : دنيتنا متخلقتش للراحه 

فارس بلهجه غير راضيه : بس في ناس كتير مرتاحين! 

رغد وهي تقبض علي جفنيها : متهيألك يافارس ،  اللي يشوفنا من بره يقول أننا أسعد زوجين ومفيش اي مشكلة في حياتنا ..  رغم أننا بنعاني أكتر مما يتصوره ،  كل الناس كده ،  مشاكلهم أغلبها مستتره ومتغطيه عشان كده بنحقد علي بعض وكل واحد يشوف غيره مرتاح يفتكر انه أسعد خلق الله ..  ومع ذلك أحنا أحسن من غيرنا ياحبيبي

فارس وقد خانته دموعه لتنهمر بقوه : أخويا بقي عدوي ،  اللي وقفني علي رجلي وحطني علي أول الطريق أصبح مشكله من مشاكلي ..  اللي كان مبيستحملش الهوا يمسني

رغد بنبره نادمه : أنا أسفه

فارس وهو يطيح بدموعه عن وجهه بقوه : انتي مش السبب ،  آمير كان عايزني تحت طوعه وآمره دايما ولما شافني بعمل اللي دماغي وهبتدي أبقي لوحدي معجبوش الوضع ،  حب يحطني تحت سيطرته لكن لأ..  مش هينفع 

رغد وهي تربت علي ذراعه : مش هتنام ،  النهارده كان يوم مرهق جدأ ليك


    _ هز رأسه بهدوء ثم ترك عينيه تنغلق وأنفاسه تسبح علي صدرها في حين كان وجوده ملاصقا لقلبها هو الشعور التعويضي لها ..  تشعر بأن الله يعوض عليها شقاء ما تراه برؤية الحب بعينيه ..  فهو النعمه التي تعوضت بها في دنيا تلغمت بالملذات 


................................................................. 


   _نهض عن نومه بتثاقل وقد شعر بحبات دموعه قد جفت علي وجهه ،  فرك وجهه بحده ثم نظر جواره ليجدها تغط في نوم عميق ..  فمد يده بهدوء نحو الكومود ثم أمسك هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات ووضعه علي أذنه ،  نظر جواره متمعن النظر لوجهها ثم مسد علي رأسها برفق شديد وأعتدل في جلسته عندما جاءه الرد..  فهتف بنبره خشنه غير متوازنه 


فارس : عامر ،  عايزك تعرفلي أزاي نصيبي في الشركه راح لشهاب ..  هاتلي أصل الموضوع ياعامر 

عامر جاحظا عينيه وقد أثرت الصدمه علي حواسه : شهاب مين ونصيب أيه اللي راحله؟ 

فارس بتأفف : بقولك أيه ياعامر ،  ركز الله يرضي عليك ..  دلوقتي شهاب بقي معاه نص الشركه مع آمير..  أنا بقي عايز أعرف أزاي قدر يوصل للنص ده

عامر وهو يحك جبينه بقوه : أكيد أشتري من المالك الجديد ،  ياإما أحنا اللي خدنا علي قفانا والمالك ده أصلا تبعه

فارس بلامبالاه : مش مهم ،  المهم تعرف ازاي ده حصل وبسرعة البرق 

عامر : حاضر ياأبو فراس ،  عندي أنا الحكايه دي 

فارس بنبره متوعده : والله لأخليه يندم


................................................................. 


    _ بعد مرور يومان.. ترأس آمير طاولة الأجتماع بحجرة الأجتماعات حيث أراد الأفصاح عن وجود شريك جديد بالشركه ورأي أن يجمع الأراء حوله وله حتي يكون له الجذر الأكبر بالشركه عن طريق موظفيها ..  ولقد نجح بفعلته تلك بكسب الكثير من رؤساء الأقسام الأداريه والفنيه .. 

في هذه الأثناء ،  كان فارس منشغلا بأستكمال مشروع المدينه السكنيه بجانب أهتمامه بمعرفة كيفية حصول شهاب علي نصيبه بالشركه حتي استطاع عامر الأتيان بالخبر الصحيح


فارس بنبره يسودها البرود وعدم الأهتمام : انت متأكد من الكلام ده  ياعامر

عامر بنبره واثقه : عيب عليك يافارس ،  انا أتأكدت بنفسي إن ابن الأبلسه ده هو اللي زق المشتري عشان ياخد نصيبك بأعلي سعر وبعدها سلمه لشهاب وخد الحسنه بتاعته 


   _ استدار فارس حول المكتب ثم جلس علي المقعد بأريحيه حيث ظهرت علي وجهه تقاسيم ماكره لاتنوي الخير أبدا ..  كما بدأ ثغره يتوسع بإبتسامه تحولت لقهقهه عاليه ،  رمقه عامر بنظرات مستفهمه ثم جلس قبالته مذهولا وهو يهتف


عامر : أنت بتضحك!!   يبقي ناوي علي نيه سودا

فارس وهو ينزح عبراته التي ترقرقت علي أثر الضحك : نيه سودا بس ،  ده أنا كأني كنت مستني الغلطه اللي هتخليني أدمر شهاب وبصراحه جاتلي علي الطبطاب  

عامر وهو يحك طرف ذقنه : وهتعمل أيه؟ 

فارس وهو يتحرك بمقعده يمينا ويسارا : هعمل عمايل سووووده ..  أتفرج عليا 

عامر بضحكه ساخره : طب أبقي بلغني البث المباشر أمتي


............................................................... 


    _ وقفت أمام أحدي ضفتي النيل ،  وعلي مبسمها ابتسامه واسعه ويشع من عينيها فرحة غير معلوم سببها ،  تأملت المكان حولها جيدا وتذكرت كل التفاصيل التي كانت تجمع بينهم في هذا المكان ثم أخرجت هاتفها من الحقيبه وأرسلت له رساله نصيه  ''  أنا في المكان بتاعنا ،  تعالي أقعد معايا '' 

وما أن أستلم رسالتها حتي شعر داخله بحاله من العشق وكأنه مُحب جديد بعالم المُحبين ..  أمسك بحقيبته الجلديه ثم جمع اشيائه علي عجاله وقرر التوجه إليها علي الفور. 

وعندما وصل للمكان المطلوب هبط الدرجات الصخريه المتعرجه ثم جلس جوارها ملاصقا بها ..  لم تنتبه لوقع خطواته بسبب شرودها بعالم آخر هو فقط من فيه ،  وعندما شعرت بوجوده نظرت له بأعين مملوءه بالشوق ثم أستندت برأسها علي صدره ليبادرها بتطويقه لها ..  كانت لحظات معدوده ينعمون بها بعيدا عن زُئف العالم الآخر ،  وبعد العديد من الدقائق قررت رغد كسر حاجز الصمت وهي تردف


رغد : نفسك في أيه يافارس؟ 

فارس مستندا برأسه علي رأسها : كفايه أنك معايا

رغد وقد رفعت رأسها قليلا لتنظر إليه : طب فكر كويس ،  أنت كان نفسك في حاجه تانيه

فارس وهو ينظر لها بنصف عين : امممم  ،  كل أحلامي مرتبطه بيكي ياماستي ..  يعني مفيش أمنيه انتي مش جواها

رغد باأبتسامه عذبه : زي أيه مثلا!؟ 

فارس : زي اننا نخلف كتاكيت صغننين كده شبهك،  تربيهم علي طريقتك أنتي ..  عايزهم ياخدو كل تفاصيلك 

رغد وهي تدقق النظر لعينيه : طب ولو قولتلك حصل؟ 

فارس قاطبا جبينه : هو أيه ده! 

رغد بنبره هامسه لامست أوتار قلبه : أنا حامل


     _ أنتفض من مكانه ثم ظل برهه علي هذا الحال ثم توجه للمياه الراكده ومد يده لها حيث ألتقط بعضا منها وأخذ يمسح علي وجهه ليفيق من ذهوله..  ثم عاد مره أخري ليجلس أسفل قدميها وبعينيه نظره غريبه لن تنساها هي أبدا


فارس بتلهف ونبره مشتاقه : قولي تاني كده عشان مسمعتش 

رغد وهي مطرقه برأسها لأسفل وقد تورد وجهها  : أنا حااامل


   _ كاد قلبه ينفجر فرحاً مما سمع..  لقد كان شعورا لا يقاوم أن تعلم بأن نصفك الأخر أجتمع معك لأنتاج كائن ثالث لعائلتكم الصغيره ..  كائنا سيضفي علي منزلكم البهجه والحب ،  شعر وكأنه ملك الدنيا وما عليها ،  فاليحدث ما يحدث بعد الآن لن يهتم ..  ماذا سيريد أكثر من ذلك ..  يبدو أن القدر أشاء له الفرحه ،  ظل يضحك ببهجه حتي دمعت عيناه ثم أحتضن رأسها بكفه وهو يهتف


فارس : حامل ،  يالله علي ده خبر .. أنا مش مصدق نفسي

رغد ممسده علي كفه الممسك بوجهها : لأ صدق ،  ربنا هيرزقنا بروح أتجمعت مني ومنك 

فارس بقهقهه عاليه :ميكفيش الشكر ليك يارب ،  شكرا يارب شكرا اللهم لك الحمد 


   _ نهض عن مكانه ثم أمسك بذراعيها وجذبها لتقف ثم أشار لها نحو الدرج وهو يردف 


فارس بعجاله : يلا يلا عشان نروح ،  لازم تستريحي الفتره الجايه وانا هشوفلك أكبر دكتور من بكره تتابعي معاه

رغد بقهقهه عاليه : اهدا يافارس أهدا

فارس وقد تعمرت نبرته باللهفه: أهدا أيه بس ،  أنا مش فرحان ده أنا طاير عن الأرض..  أطلعي برررراحه خالص مش مستعجلين 


   _ أصر علي مساندتها وهي تصعد الدرج الصخري حتي وصل بها لسيارته ..  جعلها تستقل مقعدها بهدوء ثم ألتف حول السياره سريعا وجلس جوارها ..  ظل محدقا بها بعض الوقت وما زال تعبير وجهه السعيد كما هو بل ويزيد

رغد بنبره عذبه : روحت فين؟ 

فارس بنبره فرحه : بفكر في لبس البيبي والأوضه اللي هنجهزاله من دلوقتي وسريره ولعبه ..  كل حاجه تخصه

رغد : طب مش لما نعرف ولد ولا بنت الأول

فارس : تؤتؤتؤ ،  ميهمنيش جنسه أيه ،  اللي يهمني أنه منك أنتي


   _ طبع قبله مطوله ببطن كفها وكأنه يحتضن عروقها ،  ثم نظر إليها وكأنه تذكر شيئا 


فارس : تصدقي نسيت خالص الحكايه دي ،  آمير مراته كمان حامل

رغد وهي ترفع حاجبيها بذهول : مراته!  هو متجوز؟ ؟

فارس بإبتسامه ساخره : تصوري،  ومراته حامل برده بس أنا معرفش أمتي وأزاي

رغد وقد تذكرت تلك الفتاه التي رأتها بذلك اليوم : اااه ،  البنت الغريبه اللي كانت موجوده ،  حتي دافعت عني قدام مامتك

فارس وهو يدير محرك السياره : ايوه هي ،  لو مكنش في خلافات كان زمانكوا أصحاب ،  شكلها بنت طيبه

رغد بتنهيده : ربنا قادر يصلح بينكوا الأمور 

فارس لاويا شفتيه : ................. 


........................................................... 


     _ كانت تدبيراته ومخططاته تظهر منذ اليوم الأول ،  وكأنه جاء لتلك الشركه لخرابها والوقوف علي بقاياها ..  لكن كان آمير يصب جام تركيزه وشاغله معه لتفادي إي من هذه المخططات ..  في هذه الأثناء كان فارس قد أحكم خطته ودبرها لكي يحصل علي ما أخذه ذلك المحتال ''  شهاب ''  بأساليبه المنحدره ،  حيث بدأ بتنفيذ مخططه من حيث.... 


زيزي وهي تجلس علي المقعد بشكل متعالي : أهلا وسهلا

فارس بوجه جاد خالي من التعابير : أهلا بيكي ،  أنا جاي أنورلك طريق مش شايفاه من زمان 

زيزي عاقده حاجبيها بعدم فهم : مش فاهمه تقصد أيه يابشمهندس ،  طريق أيه ونور أيه ..  متهيألي أنك واحد من أهم الأعداء لشهاب مش كده !؟ 

فارس وقد فهم ما تلمح إليه : متقلقيش يازيزي هانم،  أنا مش صغير ولا أنتي عيله هضحك عليها عشان أوقع بينها وبين جوزها ..  أنتي أكبر من كده وهتقدري توزني الأمور بنفسك وأنا هرضي بميزانك

زيزي وقد أنتابها الفضول : ياريت تقول بسرعه وإيجاز

فارس بنظرات مغزيه : جوزك بيخونك يازيزي هانم  وبقاله سنين بيعمل ده

زيزي بنظرات متمعنه : بيخوني أنا ؟!  أنت مقدر خطورة كلامك ده؟ 

فارس وقد أرتسم علي ثغره ابتسامة خبيثه : ومعايا الدليل ،  ده غير أنه ناوي يلغيكي ..  يعني ببساطه كل شغلك اللي هو بيديره هتلاقيه قريب أتحول ليه من غير ما تحسي وهو بدأ فعلا 


   _أمسك فارس بحقيبته ثم شرع بإخراج عددا من الأوراق والملفات ووضعها علي المنضده الزجاجيه الموضوعه أمامهم ثم هتف بلهجه خشنه قليلا


فارس : أنا جاي بالإثبات والمستندات ،  دي أخر مناقصات أتعملت بأسم شركتك وبعدها أتحولت لحساب شركة شهاب اللي أنتي متعرفيش عنها حاجه ،  وعندك كمان حسابات الشهور اللي فاتت لو دققتي فيها هتلاحظي السرقه اللي تمت بدون شعورك لملايين الجنيهات وبرده لحساب شركته


   _ كانت زيزي تطالع المستندات بأعين مذهوله غير مصدقه ماتراه ،  فأنها تعلم نوايا زوجها السيئه ولكنها لم تتخيل أن يصل به الأمر للتخطيط لأنهائها ..  لاحظ فارس تأثير كلماته عليها فقرر التزويد من حدة الأمر ،  فإنه يري فيما قدمه غير كافيا ويريد تدعيم الموقف عن طريق أضافة شعور الغيره لديها ..  لذا أخرج مظروف أبيض اللون ثم مده لها وهو يقول


فارس : ودي هديه ليكي ،  عشان تكتشفي باقي حقيقة جوزك


  _ أمسكت المظروف بتردد ثم تفحصت محتوياته لتجد صوراً فوتوغرافية تجمع زوجها بالسيدة اللعوب  ''  راندا رشيد  ''  بأوضاع مُخله تستحي منها العين ،  فرت شفتيها بعدم تصديق ثم وجهت بصرها له وهي تهتف بنبره مشتعله


زيزي وقد تغيرت نبرتها للحده : وأنت بتعمل كل ده ليه وعايز أيه 

فارس : أنا جاي أساعدك وأشيل السحابه من فوق راسك ،  مصلحتنا هتكون واحده 

زيزي مضيقه عينيها : أزاي؟ 

فارس شابكا أصابع كفيه سويا : هترجعي حقك وتديني حقي ولو عايزه تنتقمي منه معنديش مانع

زيزي وقد بدأت رأسها بالتفكير : مش فاهمه عايز توصل لأيه؟. 

فارس : ببساطه كده هتعملي زي ما هو عمل ،  مش جوزك خانك ..  خلاص انتي كمان خونيه 

زيزي وهي تنهض عن مكانها منتفضه : أييييييييه!!!! 


................................................................. 


   _ كانت بغرفتها تقف أمام النافذة وتضع الهاتف علي أذنيها منتظره رد المتصله به ولكن لم يتم الرد..  أبعدت الهاتف عن أذنيها وهي تتأفف متذمره ثم هتفت بنبره منفعله


عثمت : بقي بتتهربي مني ،  طيب والله لأروح لحد عندك يابنت ال....... 


      _ توجهت صوب خزانتها ثم شرعت بأرتداء ملابسها .. كما أصرت علي عدم أصطحابها للسائق الخاص بها وأكتفت بإستقلال سيارة للأجره وأنطلقت بها نحو مسكن تلك السيده

وبعد عدة طرقات علي الباب الرئيسي ل ''  الفيلا  ''  فتحت لها الخادمه ثم رمقتها بنظرات متفحصه وهي تهتف


فاطمه : أؤمري ياهانم

عثمت بلهجه محتده : الهانم بتاعتك موجودة 

فاطمه وهي تهز رأسها : أيوه أقولها مين


   _ دفعتها عثمت بهدوء ثم دلفت وهي تنظر يمينا ويسارا ثم هتفت بنبره ساخره

عثمت : لسه المكان زي ما هو وكأن معداش  واحد وعشرين سنه

فاطمه بلهجه متذمره : حضرتك مين ياهانم!؟ 

عثمت بنظرات متعاليه : روحي للي مشغلاكي وقوليلها عثمت هانم الباز تحت 

راندا بصوت مرتفع : خير ياعثمت جايه ليه ،  جايه تكملي تمثليتك البايخه هنا ولا أيه؟ 


   _ هتفت بكلماتها وهي تهبط علي الدرج فحدجتها الأولي بنظرات محتقره ثم التفتت ل ''  فاطمه ''  وهي تردف 


عثمت : سيبينا لوحدنا 

فاطمه وهي تنظر نحو راندا : حاضر 


   _ وقفت راندا أمامها وهي تنظر لها بإستعلاء ثم عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت بصوت ناعم


راندا : خير 


   _ قبضت عثمت علي ذراعها بقوه ثم جذبتها خلفها نحو أحد الزوايا المبتعده عن المطبخ في حين تلوت الأخيره لتتملص من قبضتها وهي تهتف


راندا بصوت حاد : أنتي أتجننتي ياعثمت ولا أيه؟ 

عثمت بنبره متوعده ونظرات مشبعه بالتهديد : لو ملقتيش صرفه أنا هفضحك وأوديكي في داهيه ..  وهقول أن بنتك عايشه مماتتش في كل مكان وكل حته ،  وأولهم الحيوان اللي شاركك في الجريمه دي 

راندا  وقد طغي الغضب علي وجهها : بنت مين ياوليه ياخرفانه انتي ،  أنا معنديش بنات وأنتي عارفه ده كويس

عثمت وقد أرتسم الخبث علي ملامحها : رغد ،  بنتك اللي أتولدت من 21 سنه! 

راندا وقد ظهر الذهول علي ملامحها  : رغد !! 

............................................ 


~  وكر الملذات  ~


    ( الفصل الرابع والعشرون ) 


   _ فرت الدماء من عروقها وتصلبت عضلات قدميها ولم تعد قادره على التحرك ،  رمشت بعينيها عدة مرات ثم أبتلعت ريقها الذي جف فجأه وجاهدت للنطق علي ما قالته لها  ''  عثمت  ''  حتي قالت بنره متقطعه 


راندا  : ب بن بنتي  ،  21 سنه

عثمت وهي ترفع أحد حاجبيها بإستنكار : مش معقول نسيتي بنتك

راندا وقد توترت قسماتها : أنا بنتي ماتت ،  أيوه ماتت من 21 سنه ..  أنتي أكيد كدابه وجايه ترمي بلاكي أنتي وعيالك عليا

عثمت بنبره هادره : لا مش بكدب ،  بنتك اللي بعتيها مع الشغاله بتاعتك صباح عشان ترميها في النيل لسه عايشه و.... 


  _ لثمت فمها بكف يدها وهي تنظر حولها ثم جذبتها بقوه نحو حجرة الجلوس ..  وما أن دلفن سويا حتي أغلقت الباب جيدا وتوجهت نحوها وقد تملك منها الذعر 


راندا : وطي صوتك مش عايزه فضايح

عثمت وهي تهز رأسها بإزدراء :  لو مش عايزه فضايح يبفي لازم تخلصيني من القرف ده وتبعديها عن أبني 

راندا وهي تهز رأسها بعدم فهم : أنا مش فاهمه حاجه ،  مين دي اللي أبعدها أنتي عايزه تجنينيني ..  أنا ماليش بنات صدقيني 

عثمت وهي تحك جبينها بطرف أناملها : مضطره أرجعلك ذاكرتك من 21 سنه فاتت ..  لما خلفتي البنت من هادي وهو معترفش بيها وكنتي ساعتها علي ذمة جوزك اللي مات بحسرته ..  خوفتي يرجع من سفره يلاقي مراته كانت حامل وخلفت فاضطريتي تبعتي خدامتك مع البنت وأجبرتيها أنها تاخدها عشان ترميها في الميا


     ( عوده بالوقت للسابق ) 


   _ كانت علاقات راندا الغير شرعيه كثيره وغير معدوده ،  حيث كانت تمقت زيجتها بذلك الكهل العجوز وتعيش علي سد حاجتها وأشباع غريزتها الأنثويه عن طريق الحرام ..  وبعد أن تلطخت بالرذيله مع عشيقها  ''  هادي  ''  هلمت بحملها والذي كان قد تعدي الفتره المسموح بها للأجهاض ،  فأضطرت الأحتفاظ بجنينها حتي جاء موعد ولادتها وكان زوجها بأحدي سفرياته للعمل ..  أنجبت طفلتها التي كانت نتاج علاقه غير شرعيه محرمه ثم أبلغته بذلك ليعلن عليها الحرب ويغمرها بالتهديدات والتوعدات ..  فقررت التخلص من الطفله حتي تنجو بنفسها من شر ذلك الرجل عديم الشفقه ،  فأستعانت بصديقتها في هذا الحين  ''  عثمت  ''  لمساعدتها ولكنها رفضت رفضاً قاطعا المشاركه بهذه الجريمه كما قررت قطع علاقتها بتلك الخائنة اللعوب حتي لا تؤذي سمعتها . 


عثمت وقد أصابها الذهول  : أنتي أزاي تعملي كده ،  يعني خونتي جوزك وكمان خلفتي من الحيوان ده ودلوقتي عايزه تموتي روح ملهاش ذنب غير أنك أمها

راندا والدموع تنهمر من عينيها : طب أعمل أيه ياعثمت ،  هادي هيأذيني لو متخلصتش منها وعرفان لو رجع ولقي المصيبه دي هيقتلني 

عثمت وقد تأججت بداخلها النيران : أنا ماليش دعوه تعملي أيه ،  كل اللي عليا أقولك حرام عليكي تقتليها حرام وأنا عمري ما هشارك في العك ده ولا حتي بالرأي 

راندا وقد علت شهقاتها : ياعثمت أنا ...  

عثمت وقد شعرت بالأشمئزاز : بس بس  ،  أحنا ملناش علاقه تاني مع بعض ..  من هنا ورايح متكلمنيش تاني ولا تدخلي بيتي أنتي فاهمه


  _ نظرت عثمت لتلك القطعه الصغيره الملائكيه التي ولدت من رحم تلك السيدة عديمة الرحمه ..  تأملتها بشفقه ثم غادرت الغرفه وهي تلعن بها وبذلك الرجل ،  ولكنها قبيل أن تغادر أستمعت لها تحدث خادمتها بنبره متوعده 


راندا : بقولك هوديكي في داهيه يتصباح وهلبسك إي مصيبه أنتي وجوزك ..  لو منفذتيش اللي قولتلك عليه 

عثمت في نفسها : ربنا يلعنك 


     ( عوده للوقت الحالي ) 


راندا وهي تهتف بنبره مهتزه مرتجفه : بس ،  بب بس صباح قالتلي  اا ان.... 

عثمت : قالتلك أنها موتتها ورمتها في النيل صح !! ؟

راندا وهي تهز رأسها :.... 

عثمت : الحقيقه أن صباح طلع عندها رحمه عنك ..  سلمت الطفله للشرطه وقالت أنها لقيتها وبعدها محاولتش تعرف حاجه تاني عنها ..  وأنا من حظي الأسود لقيتها أتحولت عندي للدار تحت قايمة مجهولي النسب ..  فضلت في الدار 21 سنه ..  خطفت مني أبني وأختارها عليا أنا ..  ابني واقف قدامي وقدام أخوه بسبب بنت جت من الحرام 

راندا وهي تنزح قطرات العرق عن جبينها : وأبنك عرفها ازاي ،  وعلاقته بيها ايه

عثمت وهي تصيح بها بقوه : مراته ،  أتجوزها وبقت مراته..  ياريتني كنت حولتها لأي مكان تاني وبعدتها عني 

راندا بأعين محدقه غير مصدقه: م مرر راته ،  يعني هي متجوزه أبنك 

عثمت بإستهزاء : للأسف ،  أبني انا ،  أبن مهران متجوز بنت واحده زيك

راندا بنبره مرتفعه : أحترمي نفسك وأعرفي أنك في بيتي 

عثمت وقد أشتعلت عينيها جمراً : ليكي عين تتكلمي كمان  

راندا وهي تتحرك بتوتر : أنا معرفش إي حاجه من اللي قولتيها ،  ومعندكيش دليل علي كلامك

عثمت وهي تهز رأسها بسخريه : والله التحاليل مفيش أكتر منها ،  مجرد ما أفضحك وأحكي لبنتك عن كل حاجه هي نفسها هتقاضيكي

راندا وهي تهزها بعنف : مش هتقدري تتكلمي ولا هتفتحي بوءك أنتي سامعه

عثمت وهي تدفعها عنها : وأيه اللي هيمنعني يازبالة الستات

راندا مشيره بيدها وقد ملأت نبرتها بالتوعد : مش أنا اللي همنعك ،  ممكن بإشاره مني أخلي شهاب يدمر عيالك الأتنين مش واحد ..  وأكيد أنتي عارفه انه بقي شريك في شركة مهران 

عثمت وهي تبتلع ريقها بصعوبه : ........ 

راندا : أبعدي عني وملكيش علاقه بيا وأنا هعتبر أني مسمعتش حاجه من كلامك ..  ودلوقتي أطلعي بره بيتي

عثمت بنبره متوعده : خليكي فاكره إني جيتلك لحد عندك 

راندا وهي تغرز أظافرها بساعدها : لو أذيتيها أنا هدمرك ياعثمت ،  وهحسرك علي ولادك

عثمت بأبتسامه من زاوية فمها : أنا مبتهددش


    _ سحبت ساعدها بقوه ثم أنطلقت متجهه خارج ذلك المكان البغيض وقد شعرت ببعض الريبه من تهديدها لها بأذية أبنائها ..  في حين صعدت راندا حجرتها وقد شعرت بجسدها وكأنه قطعه من الثلج..  ظلت تفرك كفيها بقوه وهي تحدث نفسها 


راندا : عايشه !!!  أزاي..  معقوله اللي بيحصل ده ،  وكمان أتجوزت ..  طب أشمعنا ابن عثمت ..  لازم الاقي صباح ،  لازم أوصلها وأعرف كل حاجه لازم 


.................................................................. 


   _ وصل منزله بأحد ساعات الليل المتأخره ..  كان يحمل بيده عُلبه كرتونيه سميكه تحتوي علي حلوي الفراولة المحشوه بصوص الشيكولاته والمكسرات ..  تلك النوعيه من الحلوي التي تعشقها وتتلذذ بأكلها ..  دلف بخطوات حذره وهو يبحث عنها بعينيه حتي أستمع لصوت التلفاز بحجرة المعيشه فتوجه نحوها ليجدها ممده بجسدها علي الأريكه وممسكه ب ''  الريموت   ''  وقد غفت عينيها وهي بأنتظاره ..  فترك العلبه جانباً ثم جلس علي الأرضيه وراح يطلق أنفاسه بوجهها ليوقظها فبدأت بتحريك جفنيها عندما أستشعرت رائحته قد طغت علي المكان ..  أبتسمت قذيل أن تفتح عينيها لتجده مقتربا منها بصوره كبيره..  فتفرست بملامحه وكأنها تحتفظ بها بذهنها في حين هتف بنبره عذبه


فارس : بتبصيلي كده ليه ؟ 

رغد : بحفظ ملامحك عشان أنقلها لأبني

فارس وقد أمتلئت عينيه فرحه : بس أنا عايزه شبهك أنتي

رغد وقد أطبقت بكفها علي يديه حتي لا يتركها : شبهي ولا شبهك مش مهم ،  المهم أن نصه منك ونصه مني

فارس : عشان الكلمتين دول تستحقي الحاجه الحلوه اللي جيبهالك

رغد وهي تعتدل في جلستها ،  ثم هتفت بتلهف : جيبتلي أيه بقي هه 

فارس غامزا لها بعينيه : خمني كده

رغد بأعين متسعه : فراولة بالشيكولاته 

فارس وهو يهز رأسه : ............... 

رغد بمرح : حبيبي ياروس


   _ أمسكت رغد بالعلبه ثم شرعت بفتحها والألتهام منها بشراهه ،  في حين كان يراقبها هو وكأنها لم تأكل منذ زمن فأنتبهت له وهتفت وفمها ممتلئ بالفراوله


رغد بنبره غريبه : بتبصلي كده ليه 

فارس وقد أنفجر من الضحك علي مشهدها ذلك : طب أبلعي الأول بس 


   _ لمح بعض سائل الشيكولاته الذي سال علي جانب فمها فمد أصبعه وأزالها ليتذوقها هو 


فارس : امم ،  لا حلوه 

رغد بمرح : شوفت ،  عشان تعذرني 


  _ نهض عن مكانه وقام بحملها بين ذراعيه وهي تحمل علبة الحلوي في حين ظلت تأكل منها أثناء حمله لها،  فنظر لها ثم داعبها قائلا


فارس : كفايه كده أحسن الواد يسمر 

رغد وهي تلكزه بخفه : الله بقي ،  متبصليش في الأكل أنا دلوقتي أتنين في واحد 

فارس وهو يقهقه : أه اتنين في واحد ،  يعني بقيتي چامبو 


   _ علت ضحكاتهم التي تشاركا بها معاً حتي وصل بها لحجرتهم. 


............................................................... 


      _ وقف أمام مرآته يمشط شعره ثم ترك فرشاة الشعر ونثر بعض قطرات العطر علي كفه وحك يديه سويا ثم مسح بهما علي جانبي عنقه..  نظر في المرآه ليري أنعكاسها وهي تنام هلي الفراش فألتفت إليها متأملا سكونها ثم توجه نحوها وجلس جانبها بهدوء ..  مسد علي بطنها المنتفخه ثم أقترب برأسه ليستمع صوته وهو يتحرك بداخلها فشعرت به ..  فتحت عينيها لتجده علي تلك الوضعيه ليعلو ثغرها أبتسامه واسعه ،  مدت يدها لتمسد علي رأسه بهدوء فأنتصب هو في جلسته ونظر لها قبيل أن يقول 


آمير : عايزه حاجه أجيبهالك وأنا جاي 


   _ أمسكت نور بكفه ثم شبكت أصابعها بأصابعه وهي تضغط عليه ثم أبتسمت وهي تقول : متتأخرش عليا ،  النهارده معاد المتابعه بتاعتي 


  _ مد يده ليجمع خصلات شعرها المبعثره علي الوسادة ثم قال بنبره رخيمه


آمير : حاضر ،  يلا سلام

نور في نفسها : سلام ياكل حياتي 


................................................................... 


   _ وصل آمير بسيارته أمام بوابة الشركه الرئيسية في نفس التوقيت الذي وصل فيه فارس ..  ترجل فارس عن سيارته ثم وقف أمامها واضعا أحدي يديه بجيب بنطاله والأخري يمسك بأحدي الملفات ..  ترجل آمير عن سيارته ثم ذفر أنفاسه في الهواء وتوجه نحوه بنفس اللحظه التي بدأ فيها فارس بالتوجه إليه 


آمير بصلابه : خير إن شاء الله 

فارس ممدا له يده : ده العقد بتاع نصيب شهاب ،  لو عايز ترجع نص الشركه اللي أتاخد مننا بالنصب

آمير رافعا حاجبيها بأستفسار : أزاي وصلت للورق ده ؟ 

فارس بنبره جافه : مش مشكلتك ،  المهم إني قدمت اللي أقدر عليه ..  واللي أتاخد نصب مش هيرجع غير بالنصب والحريه ليك ..  عن أذنك 

آمير ممسكا بمرفقه : فارس ،  مش هتطلع نشرب قهوه سوا؟ 

فارس ممسكا بلجام عواطفه : شكرا مش عايز ،  سلام

آمير  :......... 


..................................................................


    _ كانا يجلسان بأحد المطاعم المشهوره بإعداد المأكولات البحريه ..  حيث أمسك بواحدة من سمك الجمبري وبدأ بتقشيرها لتقع عينه عليها هائمه بالتفكير ..  فدس الطعام بفمه ثم هتف بنبره بارده 


شهاب : راندا ،  مش بتاكلي ليه؟ 

راندا  :......... 

شهاب ملوحا بيده : راندااا

راندا منتبهه له : هه ،  ايوه معاك

شهاب قاطبا جبينه بدهشه : سرحانه في أيه؟ 

راندا بتنهيده قويه : مفيش ،  قولي وصلت لحد فين مع ولاد عثمت

شهاب وهو يهز رأسه بعدم فهم : عثمت مين ! ؟

راندا محاوله السيطره علي نفسها : قصدي ولاد مهران ،  فارس في جديد بخصوصه

شهاب متناولا الطعام : لأ  ،  خدت اللي عايزه وخلاص ،  دلوقتي آمير هو اللي واقف قدامي

راندا وهي تفرك كفيها بتوتر : وناوي علي أيه مع فارس؟ 

شهاب ناظرا لها بجديه : في أيه ياراندا مش مركزه ليه؟  قولتلك خدت اللي عايزه خلاص ماليش علاقه بيه ..  أشمعنا فارس اللي مدققه عليه

راندا محاوله التخلص من استفساراته : لأ عادي بس عايزه أعرف


   _ في هذه الأثناء حضرت زوجة شهاب ''  زيزي  ''  بعد أن أخبرها فارس بمكان زوجها وأن عشيقته برفقته بهذا المكان ،  فتأنقت وذهبت إلي حيث يكونوا ..  أقتربت منهم حيث لم يلاحظ  شهاب وجودها ثم سحبت أحد المقاعد وجلست بصحبتهم وهي تردف بلهجه متهكمه


زيزي : لو نفسك في سمك اوي كده كنت تقولي ياشهاب ،  كنت هخلي الطباخ يعملك أحلي أكلة سمك


   _ توقف الطعام في حلقه حتي كاد يختنق ..  فجاهد لأبتلاعه وقد أصابه حالة من السعال ،  ثم أمسك بكوب الماء وأرتشف قليلا منه ونظر لها بتوجس وهو يهتف


شهاب : أنتي بتعملي أيه هنا ؟ 

راندا قاطبه جبينها : مين دي؟ 

زيزي وهي تحدجها بنظرات مهينه : أنتي اللي مين ،  أنا قاعده في مكاني الطبيعي جمب جوزي ..  أنتي بقي بتعملي أيه هنا 

راندا وهي ترمش بعينيها : جوزك ! 

زيزي بنبره مرتفعه : أه جوزي ،  أيه مكنتيش تعرفي أنه متجوز 

  _ نظر شهاب حوله وقد لاحظ أنتباه البعض لهم فهمس بنبره خافته وهو يجز علي أسنانه بغيظ


شهاب : وطي صوتك أحنا في مطعم كبير ومحترم ،  وبعدين جايه ورايا بتراقبيني ولا ايه

زيزي عاقده ساعديها معا : ولما أنت خايف من الفضايح أيه اللي مقعدك مع واحده سمعتها علي كل لسان 

راندا مشيره لها بأصبعها : أحترمي نفسك ياأسمك أيه أنتي

زيزي وهي تضرب علي الطاوله بقوه : أنا محترمه غصب عن عشره من عينتك يا..... 


   _ بدأت الهمسات تتعالي والهمهمات تظهر بين الزبائن في حين حاول شهاب السيطره علي الموقف ولكنه فشل في ظل ظهور العديد من الصحفيين والمصورين من العديد من القنوات الفضائية والصحف المعروفه فأصبح الموقف أكثر صعوبه ..  في حين جاهدت راندا للخروج من ذلك المكان سريعا ولكن كانت قبضة زيزي هي الأسرع إليها حيث أمسكت بها وظلت تلقي عليها بأقذع الألفاظ وتتهمها بأبشع التهم


زيزي : ياخطافة الرجاله يا.....  ده أنا هفضحك في كل مكان 

شهاب بلهجه منفعله : زيزي كفايه فضايح وهنتكلم في البيت ،  سيبيها تمشي 

أحد الصحفيين : نمكن ياشهاب بيه توضحلنا اللي بيحصل

أحد المصورين : أيوه ياشهاب بيه ياريت تشرح لنا سبب خلافك مع زوجتك 

زيزي بلهجه هادره : الست دي بترسم علي جوزي وعايزه تخطفه مني زي ما هطفت رجاله كتير قبل كده

شهاب وقد أحمرت عينيه بشده :أنتي أتجننتي يازيزي 


  _ نظر حوله ثم هدر بصوته صائحا بلهجه عنيفه


شهاب:  فين الزفت الأمن يطلع ذول بره ،  فيييييين 

  

   _ قام الأمن بإخراج عددا كبيرا من الصحفيين والمصوريين الذين أقتحموا المكان بسهوله واستطاعوا ألتقاط بعض الصور لهما بجانب الأحاديث والمُشدات التي حدثت أمامهم..  بينما خرجت راندا مسرعه وسط الصحفيين للتخلص من براثن تلك السيدة ونجحت بذلك ،  في حين كان شهاب قد وصل لذروة غضبه بعد ما فعلته زوجته


شهاب : لينا بيت نتكلم فيه ،  أمشي قدامي

زيزي بحده : فعلا هنتكلم


   _ خرجا سويا من بوابة المطعم الزجاجيه ثم ألتفت ليستقل سيارتة عقب أن تركته لتستقل سيارتها ،  فدقق بصره بتلك السيارة الأخري التي تقف خلفه ليجد فارس جالساً بسيارته وعلي مبسمه إبتسامه ذات مغزي ،  وكأنه يؤكد شكوكه ويقول له نعم أنا من فعلت ..  كانت إبتسامته كفيله لإشعال النيران بداخل شهاب لينتوي له شراً مفزعاً ..  ثم قاد فارس سيارته ليعبر من جانبه بعد أن رأي نتاج ما فعل وثمرته الناجحه 


شهاب بنبره مرتفعه  : طب والله لأدفعك تمن اللي عملته وأردلك القلم أتنين يافارس 


................................................................... 


      _ بعد مرور يومان علي ماحدث ،  كانت الأوضاع قد تم شحنها بين شهاب وزوجته حتي أنها طالبته بكل ما لديه بأسمها ..  في حين كانت راندا قد قررت الأختفاء قليلا بعد تسرب تلك الفضيحه للصحف والمواقع الأخباريه .. 


  _ وبليلٍ حالك مظلم كان يجلس فارس بحجرة المعيشه يتابع بعض الأعمال خلال حاسوبه الشخصي ،  ليرن هاتفه معلنا عن أتصالاً ما ..  فنظر جانبه علي شاشة الهاتف ليجده عامر ،  ألتقط هاتفه وقام بالضغط عليه وهتف


فارس : أيوه ياعامر ،  أزيك

عامر وهو يلهث بقوه : فارس لازم تمشي من عندك ،  في مصيبه حصلت 

فارس منتصبا في جلسته وقد خفق قلبه بشده : في أيه ياعامر؟ 

عامر بنبره مرتعشه : البوليس لسه سايب الشركه وكانوا جايين يقبضوا عليك

فارس جاحظا عينيه بقوه : عليا أنا ،  ليه!؟ 

عامر بنبره أسفه : آمير ،  آمير نصبلك فخ يافارس ومقدم فيك بلاغ

فارس ناهضا عن مكانه بإنفعال : آمير!!!   أنت بتقول أيه وبلاغ ازاي وعشان أيه 

عامر بنفاذ صبر : في شركة أستيراد متسجله بإسمك ،  مستورده مجمدات ولحوم فاسده 

فارس مبتلعا ريقه بصعوبه :  بتقول أيه !! .........


~  وكر الملذات  ~ 


     ( الفصل الخامس والعشرون ) 


    _ ظل في حركه متوتره منفعله بحجرة الجلوس يفكر فيما سيفعله بهذا الفخ الذي وقع فيه وبيد أخيه ..  كيف له أن يفعل به شيئا كهذا ،  لقد تدمرت كل معاني الأخوة وطغي عليه العدوان ضد أخيه ،  في حين كانت رغد تجلس علي الأريكه عابسة الوجه يبدو عليها الأختناق الشديد بعد ما علمته ..  وإذ بها فجأة تشعر بأرتباك في معدتها وكأنها ستتقيئ فنهضت سريعا وركضت نحو الحمام فأنتبه لها وذهب خلفها بخطي غير مستقيمه ،  ظل خلفها حتي شعر أنها ستسقط أرضا بفعل الدوار الذي أقتحم رأسها ولكنه أسرع الأمساك بها وأجلسها علي حافة حوض الأستحمام الخزفي وجلس أمامها بوضع القرفصاء وهو يمسح علي وجهها


فارس : أنتي كويسه؟ 

رغد وهي تجاهد لتراه جيدا : ايوه ،  سيبك مني المهم أنت

فارس وقد أطرق رأسه بحزن : ربنا مش هيسيبني متقلقيش

رغد وهي تهز ذراعه بخفه : قوم يافارس وأمشي من هنا ،  اهرب لحد ما تلاقي الدليل علي براءتك

فارس وقد ألتوي فمه بسخريه : مينفعش ،  هثبت عليا التهمه أكتر 


   _ أستمعا في هذه اللحظه لصوت قرعات عاليه علي باب المنزل فأنتفضت رغد من مكانها وتشبثت به ..  ظل ترجوه إلا ينصرف ويتركها بمفردها ولكن لا مفر من تدابير القدر 


رغد بلهجه راجيه متوسله : أرجوك متسبنيش ،  أهرب لكن متخليهمش يخدوك مني أرجوك يافارس 


  _ ضمها لضلوعه بقوه ثم همس لها بنبره مطمئنه 


فارس : أهدي ياماسة قلبي ،  انا هتصرف متقلقيش بس لازم دلوقتي أروح معاهم..  يلا مينفعش نفضل هنا 

رغد وقد آلمها فؤادها : .... 


   _ خرجا سويا في حين لم تتركه لخطوه حتي فتحا الباب ووجدا قوه كبيره من رجال الشرطه والعساكر يقتحمون المنزل بصوره عنيفه


الشرطي بحزم : أنت فارس مهران؟

فارس بنبره ثابته يملأها الجمود : أيوه أنا

الشرطي مشيرا لأحد عساكره : خدوه علي تحت 

فارس مشيرا له بيده ليقف مكانه : أنا جاهز وهنزل معاكوا بهدوء ،  محدش يلمسني

الشرطي ملوحا بكفه : سيبوه ينزل لوحده

رغد بعينان تملأها الدموع : فارس ،  متمشيش 

فارس بنظرات عميقه تخللت عقلها : أهدي ،  أهدي يارغد..  خليكي قويه عشان أنا محتاجك

رغد :........... 


    _ هبط علي الدرج بهدوء بدون أن ينبث كلمة واحده ،  فما زال تأثير الصدمة مسيطرا علي كيانه ..  ليس تورطه بقضيه مستعصيه هو الذي يشغله ..  بل فكرة التبليغ عنه بواسطة أخيه هي التي تشغل باله ،  أستقل سيارة الشرطه ثم أنطلقا به حيث مديرية الأمن  .. 


 في هذه الأثناء أسترجعت رغد ما قاله لها ،  أجل فهو بحاجه لمساعدتها أكثر من إي وقت ولكن ماذا يجب عليها أن تفعل في سبيل نجاته من تلك المكيده لا تعلم ..  ولكنها تجزم أن الخطوة الأولي تبدأ من حيث أخيه ،  لذا قررت مقابلته بأسرع وقت ممكن 


............................................................... 


    _ وصلت سيارة الأجرة أمام بوابة القصر الخاص بعائلة مهران ..  حيث ترجلت رغد عن السيارة وطلبت من السائق أنتظارها لحين تخرج ،  ثم دلفت للداخل بسهوله لأن حرس المكان يعلمون من هي منذ أن أتت المرة الأولي بصحبة زوجها ..  قرعت بخفه باب القصر حيث فتحت لها الخادمه ثم طلبت منها مقابلة آمير لأمر ضروري ..  كانت حالة الدهشه هي المسيطره علي آمير عندما علم بوجودها بالقصر في هذه الساعه من الليل وأيضاً تطلب مقابلته شخصياً ،  فهبط لها سريعا وتعقبته زوجته التي لم تقل عنه ذهولاً ..  حيث وجداها تقف علي الباب ويبدو أنها أبت الدخول فتحركت نور بخطي سريعه نحوها لتصل قبيل زوجها ثم أبتسمت في عذوبه وهي تشير إليها لتدخل 


نور : أهلا وسهلا ،  أتفضلي

رغد بملامح جامدة : شكرا مش عايزه ،  أنا هتكلم مع أستاذ آمير وهمشي علي طول

آمير بلهجه مستهجنه : خير يا مدام ..  ولا أقولك يامرات أخويا

نور بنظرات محدقه : آمير 

رغد : مش مهم ،  المهم هو اللي جايه عشانه

نور وهي تجذبها من مرفقها بهدوء : طب أدخلي من فضلك مينفعش تفضلي واقفه بره كده


  _ أنصاعت لها ودخلت بخطي مرتبكه وما زال وجهها متجهما وهي ترمقه بنظرات متعجبه مستفهمه حتي جعلته يتسائل بينه وبين نفسه أكثر حول سبب مجيئها 


آمير : فارس عارف أنك هنا؟ 

رغد وقد أكتفت بنظرات العتاب والآلم :....... 

آمير وقد عجز عن فهم نظراتها : في أيه يارغد!؟ 

رغد وهي تحاول أستجماع كلماتها : أنا مستعده أعمل إي حاجه تقولي عليها مقابل أنك تخرجه من المصيبه اللي وقعته فيها..  فارس مأذاكش في حاجه عشان تعمل معاه كل ده 


   _ كانت تقاسيمه تزداد بها علامات الأستفهام وكأنه لا يفهم إي من كلامها ..  عقد ما بين حاجبيه وهو مازال منصتا لها بوعي بينما كانت نور لا تقل عنه أندهاشاً مما تقوله 


رغد : وحتي لو عايزه يسيبلك البلد كلها انا مستعده أقنعه بس بلاش تعمل فيه كده أرجوك .. انا... 

آمير : رغد ،  أنتي بتتكلمي عن أيه أنا مش فاهمك

رغد ذافره أنفاسها بأختناق شديد : من فضلك بلاش تدعي الجهل بالموضوع

آمير وهو يهز رأسه بقوه رافضاً أتهامها له : صدقيني أنا معرفش أنتي بتكلمي عن أيه أساسا

رغد وقد تحشرجت نبرتها وكادت تصرخ به وهي تردف : كفايه تمثيل عليا أحنا عرفنا أنك أنت اللي دبرت لكل ده وأنت اللي بلغت عنه 

آمير رافعا حاجبيه : بلغت عنه!! 

نور وهي تحول التهدئه من روعها : طب ممكن تهدي وتفهمينا حصل أيه يمكن يكون في حاجه غلط

رغد والدموع تنهمر من عينيها : جوزك لبس أخوه قضية استيراد مجمدات فاسده ،  وفارس دلوقتي زمانه في المديريه

آمير محملقا بها غير مصدق : أيييييه! ؟

نور بملامح غير مصدقه  : لالا آمير ميعملش كده! 

رغد وهي تلوي شفتيها بتهكم : عامل نفسك مش عارف ولا فاهم ،  أنا غلط لما جيت هنا


  _ ألتفتت لتسير خارج القصر ولكنه صار خلفها حتي وقف أمامها ليسد عنها الطريق ثم هتف بها بنبره صادقه 


آمير : أنا معرفش حاجه عن اللي بتقوليها ،  أقسملك إني معملتش حاجه زي دي

رغد بنظرات غير مصدقه : ............. 

آمير بتنهيده : متبصليش كده ،  انا فعلا معرفش حاجه ..  ومش عايزك تقلقي انا هتصرف وأعرف أصل الحكايه وهثبتلك إني معملتش كده 

رغد : عن أذنك

آمير : أستني هوصلك مينفعش تروحي في الوقت ده لوحدك

رغد وهي تهز رأسها بأصرار : لأ ،  التاكس بره مستنيني..  لو فعلا في أيدك حاجه تقدمهاله متتأخرش عنه 


   _ أنصرفت علي عجاله في حين حدجته ''  نور ''  بنظرات متفحصه وكأنها تحاول أستكشاف إن كان كاذباً أو صادقا ..  فنهرها بشده وهو يقول 


آمير : بتبصيلي انتي كمان!!  والله ما أعرف حاجه عن الموضوع..  مستحيل يوصل بيا الشر إني أوقعه في حاجه زي دي..  انا لازم أتصرف بسرعه


   _ صعد حجرته راكضاً ثم أرتدي ثيابه علي عجاله وألتقط هاتفه ومفاتيحه وأنتقل للأسفل متجها خارج القصر ..  في هذه الأثناء كان فارس بحجرة رئيس المباحث العامه للتحقيق معه بشأن تلك الشركه المنسوبة إليه والتي قامت بإستيراد لحوم وأسماك مجمده منتهية الصلاحيه وغير صالحة للاستهلاك الآدمي فقابل فارس هذه الأتهامات بالنفي


مكرم : موكلي ليه أعداء كتير في السوق وممكن يكونوا هما اللي دبروا المكيده دي ليه،  ومفيش شهود حتي يشهدوا أن البشمهندس هو اللي بيدير الشركه

رئيس المباحث  : لأنه مكانش بيروح الشركه حضرتك ،  ده كان بيتابع شغله المشبوه من بعيد لبعيد

فارس : محصلش ،  أنا معرفش اي شئ عن الشركه دي ومش محتاج للشغل المشبوه اللي بتكلم عنه ،  انا ابن مهران السويفي وشغلي كله في المقاولات والأراضي والمدن السكنيه يعني ماليش علاقه ولا بتصدير ولا إستيراد

رئيس المباحث وهو يشير للكاتب : قررنا نحن رئيس مباحث.....  حبس المتهم اربع أيام علي ذمة التحقيقات ،  ومتابعة تحاليل المعمل الجنائي للعينات التي تم التحفظ عليها ..  أمضي هنا 


   _ نظر فارس لمحاميه بحده ثم أمسك القلم بأنفعال وخط به علي المحضر ثم أصطحبه أحد العساكر للخارج لُيصدم

برؤية آمير وقد حضر للتو 


آمير بتلهف : فارس ،  حصل أيه؟ 

فارس مشيرا بسبابته وبنبرة محذره هتف : ملكش علاقه بيا ،  وهعرف أزاي أطلع من هنا وساعتها مش هعمل حساب للدم اللي بيربطنا سوا زي ماأنت معملتش حساب ليه

آمير وهو يهز رأسه بعنف رافضا لحديثه : انا ماليش علاقه باللي حصل ،  والله ماعرف حاجه

فارس بصوت أجش : حلفانك ميلزمنيش ياكبير

آمير وهو يهز ذراعه بعنف : بقولك مش انا ،  ماليش علاقه بالعك اللي حصل ده وهثبتلك كلامي 


   _ جذبه العسكري خلفه في حين كان آمير يتابعه بعيون مقهوره لا يعرف ماذا يفعل ومن اين يبدأ ..  قاطع تفكيره صوت المحامي وهو يقول 


مكرم : أستاذ آمير ،  لو فعلا عايز تساعدنا يبقي لازم توصل اللي قدم البلاغ بأسمك

آمير ملتفتا إليه : بأسمي انا !؟ 

مكرم وهو يومئ رأسه مؤكدا : أيوه البلاغ اللي أتقدم كان بأسمك ورقم بطاقتك كمان والمفروض هيستدعوك قريب عشان ياخدو أقوالك 

آمير وقد أحتل الشك أغوار عقله : بطاقتي!! ؟ 


................................................................ 


     _ لم يمهل آمير لنفسه الفرصه للصباح حيث أستدعي مدير حجرة المراقبه بالشركه للحضور فوراً لمقر الشركه ثم أستبقه لهناك ..  حيث أخذ يفتش بمحتويات المكتب باحثا عن بطاقة هويته أو إي شئ يدل عليها ولكنه لم يجد..  في هذه اللحظه وصل عامر إليه وقد أمتلئ قلبه غيظاً من أفعاله ..  فأقتحم مكتبه بعنف وهدر بصوته قائلا


عامر : أنت هتوقف عمايلك دي أمتي ،  اللي موقفني من ناحيتك صلة الدم اللي بينك وبين فارس مش أكتر 

آمير صائحا به : بقولك ايه انت متعرفش إي حاجه ،  انا اتفاجئت باللي حصل زيي زيكوا

عامر بأستنكار : لا ياشيخ ،  المفروض احط البزازه في بوئي وأصدق كلامك ده..  اصلي عيل صغير هتضحك عليه


   _ في هذه اللحظه حضر المسؤل عن حجرة المراقبه..  حيث وقف أمام آمير وهو يردف بثبات


محي : صباح الخير يافندم ،  أؤمرني

آمير ناهضا عن مقعده : عايز تسجيلات الكاميرات لمكتبي الكام يوم اللي فاتو

محي وهو يهز رأسه موافقا : تحت أمرك

آمير بلهجه آمره : دلوقتي يابشمهندس 


................................................................ 


    _ لم تستطع رغد النوم في ليلتها تلك ،  حيث ظلت قابعه علي الفراش محتنضنه وسادته..  تخشي فقدانه أكثر من إي شئ ..  وما أن ظهر الصباح حتي هاتفت عامر وتوسلت له لكي يحاول إعداد الأمور لمقابلته ..  فقد أشتاقت لرؤياه لمجرد غيابه عنها ساعات الليل ،  فلبي لها عامر رغبتها وأستعان بالمحامين للحصول علي أذن لزيارته حتي سنحن لهم الفرصه 


فارس مهدئا من روعها : أرجوكي تهدي أرجوكي

رغد بلهجه متملك منها الذعر : هتعمل أيه في المصيبه دي ،  هتعمل أيه

فارس :  الحل موجود متقلقيش ،  المهم اني محتاج حلقة وصل بيني وبين مدام زيزي هي اللي هتساعدني

عامر مدققا النظر إليه : مرات شهاب ! 

فارس : ايوه هي ،  طالما انت بتقول ان في حد من الشركه دخل مكتب آمير وهو اللي لعب في حاجته لحد ما وصل للرقم القومي يبقي الحكايه دي وراها شهاب الكلب


   _ فتح العسكري باب الحجره لتمرق منه عثمت وعلي وجهها علامات الفزع باديه بشده ثم نطقت مذعوره


عثمت : ابني ،  مين اللي عمل كده معاك ياحبيبي مين

فارس مشيحا بصره للجهه الأخري : ........ 

عثمت ممسكه بطرف ذقنه وقد وجههت رأسه إليها مره أخري : رد عليا ومتوديش عينك الناحيه التانيه يافارس

فارس بتنهيده محمله بالحزن : شهاب هو اللي ورطني

عثمت : طب وبعدين ياعامر هتعملو أيه!! 

عامر : كل اللي محتاجينه دلوقتي مساعدة زيزي 

رغد بنبره متحمسه : أنا ممكن أروحلها وأتكلم معاها

فارس منتقلا ببصره بينها وبين بطنها : أنتي!؟  لأ..  انا عايزك تخلي بالك من نفسك يارغد ومتشغليش بالك بيا  ،  أنتي محتاجه راحه عشان البيبي

عثمت رامشه بعينيها عدة مرات : بب ب....  ايه!؟ 

عامر بعدم تصديق : بيبي!!  هي أأأ...  

فارس محتضناً كفها بين راحتيه : رغد حامل  ،  في الشهر التالت دلوقتي وداخله علي الرابع

عثمت وقد توقفت العبارات علي حافة لسانها : آآ...  

عامر بتفاؤل : الف الف مبروك يافارس ،  إن شاء الله تقوم بالسلامه ويتربي في عزك

فارس مطبقاً علي جفنيه : يارب


    _ تفحصتها عثمت بنظرات حائره لا تدري ماذا تقول وبما تنطق فقد عجزت الكلمات عن التعبير عما يدور بداخلها..  أتكشف سر رفضها لتلك الزيجه أم تحتفظ بهذا السر لسنوات أخري؟ ..  وماذا إذا كانت هي نسخه مستنسخة من والدتها كيف لها أن ترتضي بزوجه مثلها لأبنها..  تخشي علي المستقبل وما يحمله لهما ،  لاحظ فارس الصمت الذي سيطر علي والدته فبادرها قائلا 


فارس : مش هتباركيلي ياماما ،  انتي كده جايلك حفيدين في السكه

عثمت وهي تجاهد لرسم الأبتسامه علي وجهها : مبروك يابني

فارس مترقبا لرد فعلها : انتي اللي هتروحي لزيزي ياماما

عثمت وقد شعرت بالحماسه : ماشي ياحبيبي ،  قولي عايز أيه وأنا هروح ليها حالاً


................................................................. 


    _ بڨيلا شهاب الرويعي ،  وما أن علمت السيدة زيزي بفعلة زوجها حتي أستشاطت وزادت حرارة رأسها علي أثر الضغط الذي أرتفع عليها فجأه ..  فجلست علي المقعد تحاول أستجماع شتات نفسها ثم تنفست بمعدل منتظم وبعد ذلك هتفت بنبره متريسه


زيزي : أنا هعرف أزاي أخليه يخرجه منها زي ما دخله فيها 

عثمت وهي تستند بمرفقها علي ذراع المقعد : ياريت ،  وفارس بيقولك أنه لسه عند وعده ليكي وهيخلصك من شهاب نهائي

زيزي وقد قبضت علي كفها بحنق : أنا هطلعه مخصوص عشان ينفذ وعده وينتقم لنفسه وليا 

عثمت بنبره راضية : يبقي متفقين 


................................................................ 


    _ هبطت علي درج البنايه التي تقطن بها أحد عيادات الأطباء المتخصصين بأمراض النساء والتوليد ..  كانت خطواتها ثقيله للغايه علي أثر ثقل الحمل ولكنها تحاملت علي نفسها للوصول لسيارة الأجرة التي في أنتظارها ..  أستقلت السياره ثم أمسكت بهاتفها الذي هتف عاليا العديد من المرات ثم ضغطت عليه لتتحدث بوهنٍ وتعب


نور : الو

آمير بلهجه متذمره : يارب تكوني أستريحتي لما نفذتي اللي دماغك 

نور وهي تمسح العرق عن جبينها بأحد المناديل الورقيه : مكنتش قادره أستني ياآمير ،  كنت خايفه لا أولد في السابع ..  حسيت اني تعبانه اوي ولازم دكتور يشوفني

آمير بقلق : وقالك أيه؟ 

نور : قالي ممكن أولد في السابع والبيبي خلاص نموه أكتمل لكن بنسبه كبيره هيكون في التاسع

آمير بهدوء : ياريت تبقي تسمعي كلامي بعد كده وبلاش مكابره ،  مكنش هيحصل حاجه لو كنتي أستنيتي لبليل وأنا هوديكي بنفسي بدل بهدلة التكسيات

نور مستنده بظهرها علي المقعد : مش مشكله ياحبيبي ،  أنا هروح دلوقتي لشقتنا القديمه أجيب منها شوية حجات كنت جيباها للبيبي وأرجع علي البيت

آمير ناهضا عن مقعده : لأ ،  أستنيني هناك وأنا ساعة زمن وأكون عندك ،  هخدك ونروح سوا

نور : ماشي 


    _ ما أن وصلت أسفل العقار حتي ترجلت عن السيارة وتوجهت بثقلٍ للأعلي ..  كانت قد أحضرت بعض الأحتياجات للمولود القادم تختلف مابين ملابس وحفاضات حديثي الولاده وبعض مستحضرات الأستحمام والنظافه ..  فقامت بجمعهم داخل حقيبه واحده كبيره وأسندتها جانبا لتجد باب المنزل يُطرق بهدوء فقامت بجذب الحقيبه خلفها ظناً أنه آمير وقد وصل للتو ،  هتفت وهي تتقدم نحو الباب بصوت عالي


نور : أنت نسيت مفاتيحك ولا أيه ياآمي......... 


    _ توقفت الحروف علي شفتيها وزادت نبضاتها بشكل ملحوظ عندما رأت والدتها تقف أمامها تحدجها بنظرات مستحقره ثم هتفت بتحسر


فاطمه : ازيك يابنتي

نور مبتلعه ريقها الجاف بصعوبه :  م مم ما ....... 

فاطمه وهي تتقدم للداخل : متقوليليش ماما ،  كنتي فين يانور ،  وأيه اللي في بطنك ده ..  حامل يانور!! 

نور  وقد ظهرت قطرات العرق علي جبينها : اا انا  صدقيني اا اصل ..... 

فاطمه وهي تشير لها محذره : شششش ،  متفتحيش بوءك ..  حامل يانور !! ؟ أزاي وأمتي ..  ومين ،  ليه يابنتي تعملي كده فيا ليه .... !؟ 

نور بذعر : والله ا انا...  ا انا....... 


    _ لم تمهلها الفرصه لأستكمال الحديث الذي تري أن لا فائدة منه ،  فقط تقدمت نحوها علي حين غره ثم غرزت ببطنها آله حاده رفيعه لتعلو صرخاتها وهي تمسك ببطنها وقد سقطت علي ظهرها حيث لم تتحمل آلم طعنتها و....... 

.........................

يتبع 


تعليقات

التنقل السريع
    close