المشهد الأخير الجزء الثالث بقلم حمدي المغازي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
![]() |
المشهد الأخير الجزء الثالث بقلم حمدي المغازي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
التقرير اللي وصل بعد خمس أيام.. لقيت الدكتور محمود جايبه بنفسه وجاي.. قعد قدامي يومها وقالي…
- إحنا لقينا سم في دم الضحية فعلًا.. بس مش سم عادي زي اللي بنشوفه في حالات التسمم العادية.. ده نوع متطور بيسبب شلل تدريجي للأعصاب، والراجل ده مات بسببه.. وواضح كمان إنه خد كمية كبيرة منه.
- أنت متأكد يادكتور؟.
- سم ازاي؟!.. والسم ده وصله منين؟.. ده ماخرجش من الفيلا.
- مش عارف.. وفي حاجة تانية حضرتك هتلاقيها في التقرير.
- حاجة ايه يا دكتور؟.
- احنا لقينا على جسم الضحية حرف محفور وكان حرف (ر).
- حرف محفور!.. يعني كدة اللي قتله هو نفسه اللي قتل الاتنين التانيين.. بس إزاي؟!.. قدر يوصله إزاي؟.
طلبت عماد وأول ما دخل مكتبي سألته...
- السم وصل لمهران إزاي ياعماد؟.
بص في الأرض قبل ما يقول...
- مش عارف سعادتك.. احنا كنا مأمنينه كويس.
- عماد.. انا عارفك كويس.. وشك بيقول إنك عارف.
- بصراحة يافندم مهران خرج يومها.
- خرج!.. خرج راح فين؟.. وإزاي سيبته يخرج؟!.. انا مش قايلك مايتحركش من الفيلا.
- حاولت والله يا باشا بس هو صمم.. اتعصب وقعد يزعق فاضطريت اسيبه يخرج.
- وراح فين بقى؟
- انا مشيت وراه سعادتك لقيته راح قعد في مطعم.. وبعد ساعة تقريبًا اتمشى بالعربية شوية ودخل كباريه.. قعد جوة ساعتين.. بعدها لف ورجع الفيلا.
- تحققلي مع كل اللي شغالين في المطعم.. والكباريه كمان.. وتعرفلي الراجل ده قابل مين يومها لما خرج.
- أوامر سعادتك.
- ماترجعش غير ومعاك كل اللي طلبته منك يا عماد.
خرج عماد من المكتب وانا قعدت افكر في الحروف اللي بتتكتب على اجسام الضحايا.. جمعت الحروف على بعضها طلع اسم نور.. ماكنتش قادر احدد ده اسم راجل ولا ست، بس لو الإسم ده للقاتل فاكيد هيكون راجل، لأن مستحيل ست تعمل كل ده، لكن لو الحرف ده لست يبقى الموضوع ممكن ياخد منحنى تاني خالص، انتقام مثلًا!.. طلبت زكريا وأول ما شافني ابتسم ابتسامة خبيثة، ولقيته بيقولي...
- اتاكدت ياباشا من برأتي؟.
- قولي يا زكريا، انت تعرف واحد أو واحده بأسم نور؟..
- مش فاكر سعادتك.. ما انا قولت لحضرتك قبل كده بيجيلي من كل شكل ولون، وبعدين ما حصلت جريمة وانا هنا.. يعني المفروض إن سعادتك دلوقتي اتأكدت إني ماليش دعوة بالحكاية دي.
- مش بالسهولة دي يا زكريا.. موضوع الاحلام ده مادخلش عليا، انا متأكد إن في سر في الموضوع وإن انت عارفه.
- طب ياباشا اديني في زنزانتي لحد ما توصل للسر، بس خلي بالك من الباقي، أصل معنى إني رسمتهم يبقى هيموتوا.. أنا احلامي مابتكدبش أبدًا ياباشا.
كان بيبصلي بنظرة كلها تحدي، ووقتها إحساسي إتأكد، زكريا يعرف حاجة عن القاتل ومخبيها، بس كنت متوقع إنكارة من قبل ما أسال، وعشان كدة ماسألتش وندهت للعسكري ياخده للحجز.. بعدها ولعت سيجارة وسندت بضهري على الكرسي وانا قاعد بفكر.. نور.. ياترى ايه حكايتك انت كمان؟!.. بدأت اقرأ في الملفات اللي قدامي، بحاول اركز على أصغر تفصيلة عشان اجمع الخيوط ببعض، بس لسة الموضوع متعقد، لسة مش عارف أي سر اللوح دي؟.. وايه اسم نور اللي لقينا كل حرف فيه على جثة من الجثث؟.
(صوت خبط على الباب)
- أدخل.
- مساء الخير ياباشا.
- عملت ايه يا عماد؟.
- روحت سألت في المطعم قالوا إنه كان قاعد لوحده.. طلب العشا بتاعه اللي متعود يطلبه كل مرة وبعد ما خلص أكل مشي.. في الكباريه بقى يا باشا عرفت إنه كان قاعد مع واحدة من إياهم، بعدها دخل واحد شكله غريب وقعد معاهم شوية، شربوا كاسين.. بس هو كان باين عليه إنه متعصب ومش طايق الشخص اللي قاعد معاه.. وبعد شوية طرده فعلًا وطلبله الجاردات بتوع المكان.. لكن الشخص ده مشي قبل الجاردات ما يوصلوا.
- وماعرفتش مين الواد ده؟.
- ماحدش قدر يشوف ملامحه كويس لإن الإضاءة في المكان كانت ضعيفة.. والكاميرات ماقدرتش تلقطه لإنه كان لابس كاب وواضح إنه كان عارف مكانها.
- طب والبنت اللي كانت قاعدة معاهم؟.
- قالت إنها ماتعرفش الراجل ده.
- هو ده القاتل يا عماد.. هو ده اللي بندور عليه.. حاول توصله بأي شكل.
- للأسف يافندم مافيش أي طريقة نوصله بها.. لما راقبت الكاميرات اللي قدام البار.. لقيت الواد ركب موتوسيكل ماعليهوش نمر.. ولبس الخوذة فوق وشه يعني مستحيل نقدر نوصله.
- تفتكر الواد ده بيقتلهم ليه يا عماد؟.
- لحد دلوقتي اللي واضح إنه بيقتل بدافع الإنتقام.. احنا مالقيناش أي مسروقات في أي مسرح جريمة.. وكمان طريقة القتل مع رسم اللوح بيأكد إنه بينتقم.
- بالظبط.. الإنتقام هو الدافع.. والإنتقام نار مابتتطفيش.. عشان كدة الواد ده هيرجع تاني.. باقية الصور بتقول إنه هيرجع تاني.. بس المرة دي احنا هنكون في انتظاره.. عايزك تحرس الناس دي 24 ساعة.. عينك ماتغفلش عنهم لحظة.. وياريت مايحصلش زي المرة اللي فاتت.
- أوامر معاليك.
- قوم انت نفذ اللي قولتلك عليه.
- هو سعادتك مش هتروح تنام شوية؟.. انت مطبق بقالك يومين.
- انا مش هعرف انام طول ما الواد ده برة يا عماد.. روح انت وماتقلقش انا تمام.
خرج عماد من المكتب، بعدها ولعت سيجارة وفتحت ملف القضية قدامي، كنت بقرأ في الملف وعيني كل شوية تروح على اللوح، وفجأة اكتشفت حاجة مهمة، الخيط اللي بيجمع الضحايا ببعض، التحريات بتقول إن في ضحيتين كانوا شركاء هم واصحاب باقية اللوح، كانوا شركاء في مصانع وشركات من الباطن، بس في اسم شركة من الشركات دي هو اللي وقفت عنده، انا فاكر الاسم ده كويس، الشركة دي اتعمل عليها ضجة من كام سنة واتقال وقتها إن صاحبها راجل فاسد وبيغش في المنتجات، وفي حد قدم مستندات تثبت إدانته، لكن المفاجأة إن صاحب الشركة خرج براءة، الغريبة إن وقت القضية اللي كان متصدر في المشهد شخص واحد بس، لكن التحريات اللي قدامي بتقول إن في شركاء تانيين معاه من الباطن، وكمان الشخص اللي قدم المستندات ضد الشركة عزل من بيته واختفى وماحدش يعرف حاجة عنه، رجعت بضهري فى الكرسي، كده انا مسكت أول خيط هيوصلني للقاتل، احتمال كبير يكون الشخص ده اتعرض لتهديد منهم، فقرر إنه ينتقم، بس كده لسة في حاجتين مهمين اللوحة والاسم اللي كان على الجثث.. ياترى إيه علاقتهم بإنتقامه؟!.. وكمان ليه قتل كوثر رغم إنها مش شريكة معاهم؟!.. اتصلت بعماد وطلبت منه يجمعلي معلومات عن الشخص اللي رفع القضية ضد الشركة.. ويجيبلي كل تفصيلة عنه، بعدها بعت جيبت زكريا من الحجز، ولما قعد قدامي قولتله...
- اخر سؤال هسألهولك، والمرة دي عايزك تجاوبني بصراحة.. وانا اوعدك لو مالكش يد هخرجك منها.
بلع ريقة واتردد شوية قبل ما يقول...
- بص يافندم انا هقول لسعادتك على كل اللي اعرفه.. من فترة جالي واحد واداني صور الناس دي، وقالي ارسم كل واحد من الناس دي بالطريقة اللي انت شوفتها، طبعًا انا استغربت وسألته عن السبب اللي يخليه يرسمهم بالأوضاع دي؟!.. بس هو قالي مااسألش عن حاجة ماتخصنيش.. واداني فلوس كتير أوي.. فساعتها قولت انا مالي ما يمكن واحد دماغه طقة ولا مجنون. انا هاخد الفلوس واهي رزقي ورزق عيالي.. بس والله العظيم ماكنتش اعرف انه ناوي يعمل البلاوي دي كلها، والله لو اعرف يا باشا ماكنت مشيت فرشة على لوحة واحدة فيهم.. ربنا ينتقم منه ويضيعه زي ما ضيعني.
- طب ليه كدبت يا زكريا؟!.. ليه قولت إنك كنت بتحلم وبترسم اللي بتحلم به؟!.
- كنت خايف يا باشا.. ما هو اصل الراجل ده طالما وصلي يبقى اكيد يقدر يوصل لعيالي، فخوفت اتكلم يعمل فيهم حاجة، عشان كدة انا مش طالب من حضرتك غير حاجه واحدة.. احمي عيالي ياباشا.. ده راجل مفتري ولو عرف اني قلت اي حاجة هيقتلهم.
- اطمن يا زكريا، عيالك في أمان، واحنا مش هنتحرك خطوة غير لما نتأكد إن مافيش خطر عليهم، بس اللي عايزه منك دلوقتي إنك تفتكر أي حاجة ممكن تساعدنا، أي تفصيلة صغيرة عن الشخص ده.
بص في الأرض لدقايق وهو بيتمتم قبل ما يرفع راسه ويقول بلهفة.
يتبع..
ياريت لو وصلتوا لحد هنا متنسوش الريأكت وكومنت برأيكم وشير.
وياريت يعني تمنشن لصاحبك خليه يقرأ ويترعب معاك.
ولو مش متابعني ودي أول مرّة تقرأ لي حاجة،دوس متابعة + المفضلة عشان يوصلك كل جديد وخد لفة هتنبسط.
ومتنسوش إني نازل معرض القاهرة الدولي للكتاب بعمل جديد هعلن عن كل حاجة قريب واكيد هستناكم كلكم تنوروني.
حمدي_المغازي_المخوفاتي
العراف
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم


تعليقات
إرسال تعليق