القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وكر الملذات الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون بقلم الكاتبه ياسمين عادل حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

رواية وكر الملذات  الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون بقلم الكاتبه ياسمين عادل حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية وكر الملذات  الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون بقلم الكاتبه ياسمين عادل حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


   _ وقف آمير مدهوشا لحظات معدوده ثم هز رأسه مستنكرا وهو يردف


آمير : أنت بتقول أيه يافارس،  فرح أيه ومين 

فارس بلامبالاه  : فرحي أنا ،  قولت لازم أبلغكوا عشان لو حابين تحضرو

آمير باأبتسامه ساخره من زاوية فمه : نيجي أيه بقي ،  ده أنت خليتها خل ياأخي ..  أنت مستوعب اللي بتعمله

فارس : اه مستوعب ،  أنا مكنتش مستوعب في حياتي قد ما أنا مستوعب دلوقتي

عثمت والنحيب يسيطر علي نبرتها وقد ألقت بثقل جسدها علي المقعد : ليه كده بس ،  ليه ماليش حظ في جوازات عيالي ياربي ليه

آمير بنبره حازمه : الكلام اللي قولته ده تنساه ،  أعقل يافارس وأرجع لوعيك

فارس وقد بدا الغضب يتملكه : أنسي أيه بالضبط ،  عروستي زمانها بتجهز عشان كتب الكتاب ،  لو مش واخد بالك ياآمير فاأنا جاي أعزمكوا مش أخد رأيكوا

آمير بنبره متحديه وهو يشير اليه بسبابته  : هحرمك من كل حاجه ،  هسحب منك سلطة التصرف والتوقيع وسلطة الأوامر.. كل حاجه يافارس 


  _ أقترب منه فارس خطوتين حيث بقيت المسافه بينهم لا تُذكر ثم ضيق عينيه وهتف بحده


فارس : أنا مش قاصر ولا صغير عشان تعمل كده ،  وزي ماليك في الشركه أنا ليا ،  وليا النص كمان يعني ولا أنت ولا عشره معاك يقدروا يعملو ده

آمير وقد تشنجت عضلات وجهه : أنت بتقف في وشي يافارس ،  نسيت أن كل اللي عملته أنا السبب فيه 

فارس : أنت اللي نسيت إن بمجهودي عملت كل حاجه مش بحد تاني ياآمير ..  وإياك تهددني مره تانيه أو تعمل عليا واصي أو كبير 

آمير بنبره مرتفعه وكاد ينقض عليه : كبير غصب عنك

فارس محدقا به بقوه : مش عليا 


   _ وقفت عثمت لتحول بين ولديها اللذان كادا يتعاركان للتو،  ثم صاحت بهم بنبره هادره وهو تقول 


عثمت : بس ،  بس ياولاد مهران ،  علي أخر الزمن هتتخانقوا وتقفوا في وش بعض وأنا عايشه..  هي دي أخرتها ياآمير 

آمير بنبره صادحه : أبنك بيقف في وشي ،  خلاص كبر عليا وبيعلي صوته كمان

فارس مشيرا له بتحذير : قولتلك أنت مش واصي عليا ولا أنت أبويا 

عثمت ضاربه علي صدره بكفها : بس يافارس بس ،  ده أخوك الكبير ومن حقه ينصحك ويوجهك

فارس : ينصحني وأنا أقرر أسمع نصيحته ولا لأ ،  مش يؤمرني ويهددني

آمير مبتعدا بخطواته للخلف : الجوازه دي لو تمت يبقي أنت بتقف في وشي يافارس  ،  وأنا بقي ماليش كبير


    _ أنصرف صاعدا الدرج بخطي واسعه في حين رمقه فارس بحنق ثم خطي بقدمه صوب الباب وهو يردف


فارس : أنا عملت اللي عليا وبلغتكوا ،  عشان محدش يلومني بعد كده


   _ عادت تجلس علي الأريكه ببطئ وكأنها فقدت قدرتها علي الحركه ،  فلقد تلقت اليوم من الصدمات ما يكفي، دفنت رأسها بين راحتي يدها ثم راحت تستجمع عقلها لتعرف ما ستفعله،  في حين أنصرف فارس وعلامات التذمجر تكسو ملامحه


..................................................... 


    _ وقفت أمام المرآه تتأمل هيئتها الجميله تلك ،  گاأميره واليوم هو حفل تتويجها علي عرش قلبه ..  تحسست ثوبها الأبيض الناصع الممزوج بالخيوط الذهبيه المزركشه ويمتد ذيله لعدة سنتيمترات علي الأرض ثم نظرت لتري حذائها الذهبي ذات الكعب المرتفع والمطعم بفصوص لؤلؤيه ..  رفعت بصرها لتأتي ببعض الخصلات المموجه وتتركها علي كتفيها ثم راحت تتأمل التاج الصغير الموضوع علي رأسها ،  وضعت يدها علي عنقها لتهدئ من ثورة نبضات عروقها البارزه ثم أغمضت عينيها لتترك العنان لغريزتها الأنثويه تشرد بما هو آتِ عليها ..  أفيقت علي رائحة عطر مميزه تعرفها بين كل أنواع العطور ،  أجل أنه عطره ..  هذا يعني أنه قد حضر آخيرا وما هي إلا لحظات  ويعلنهم المأذون زوج وزوجه ..  أمسكت بطرف ثوبها ثم أقتربت من الفراش لتجلس علي حافته وقد لوّعها أنتظاره 


   _ أستقبلته عمته بالترحاب والتهليل هو ومن معه ، حيث آتي برفقة المأذون ورفيقه عامر وبعض أصدقائه من الشباب في حين قامت تفيده بتقديم الدعوه لجيرانها وكل معارفهم والتي تربطهم الصله بفارس لحضور حفل الزفاف العائلي ذلك ..   كان المكان خاويا من كل فراشهُ فقط يوجد الأريكه الذهبيه الوثيره للعروسين ومقاعد المدعوين ..  كما قامت تفيده بطلب أحد شركات الديكور المتخصصه لترتيب المنزل لكي يلائم هذه الأحتفاليه الصغيره ،  حيث تم كسو المقاعد بقماش الستان الأحمر المطعم بخيوط فضيه وتجهيز الطاوله التي سيتم عليها عقد القران وكسوها ..  ولم تتناسي شرائط المصابيح الصغيره والمبهجه كثيرة الألوان لتضفي علي المكان جواً أكثر بهجه ،  كما أفترشت الأرض ببساط ذات حُمره ناريه تتناسب مع كسوة المقاعد ...  نظر فارس حوله بأعجاب شديد ثم نظر لعمته ''  تفيده ''  نظرات ممتنه وأقبل عليها يقبل جبينها بحراره 


فارس : أنا مش عارف أقولك أيه ياعمتو ،  أنتي عملتي معايا اللي أمي معملتهوش 

تفيده ممسده علي وجهه بحنو : أخس عليك يابني ،  ده أبني ياحبيبي..  المهم تتبسط 

فارس بأبتسامه واسعه : مبسوط طبعا ،  أنتي قلبتي البيت قاعة أفراح مصغره ..  لحقتي تعملي كل ده أمتي

تفيده بقهقهه خفيفه : الحكايه كلها ساعتين زمن وكل حاجه جهزت


   _ جاب ببصره المكان من حوله ثم أقترب يهتف في آذنيها قائلا


فارس : أمال فين ماسة قلبي ياتوتو

تفيده مشيره بأصبعها : في أوضتها ياحبيبي ،  مكسوفه تطلع من ساعة البنات ما مشيوا

فارس غامزا لها : طب أنا هجيبها وأجي ،  نص ساعه وأجيلك مش هتأخر خالص

تفيده لاكزه كتفه بخفه وهي تقهقه بهدوء : نص ساعه أيه يامزغود ،  دقيقتين مفيش غيرهم 

فارس باأبتسامه واسعه : من عنيا ياتوتو 


   _ تقدم بخطوات متلهفه نحو حجرتها وقام بفتح الباب بعد أن سمحت له بالدخول ،  أغلق الباب في حين كانت عينيه مسلطتين عليها ..  نهضت عن مكانها ثم ألقت عليه نظره قبيل أن تطرق رأسها في حياءٍ منه ..  أقترب منها بهدوء والسعاده تشعل رغبته فيها أكثر ،  تأمل ذلك الثوب الذي بدا له وكأنه مصمم لأجلها فقط ،  كان ذات فتحة دائريه يظهر عظمتي رقبتها وذات أكمام ضيقه طويله تنسال للأسفل ..  أقبل عليها يقبل رأسها بعمق حتي تتخلل رائحة عطرها أنفه وتأسره بها أكثر ،  أبتعد قليلا ليري أثره عليها فرفع رأسها إليه وهو يهمس لها بصوت عازف سحري 


فارس : القمر جسم معتم ،  وبصراحه حرام أشبهك بيه

رغد :............................. 


   _ رأي عيناها الخضراوتين وقد أغرورقت بالدموع ،  بدت له وكأنهما زيتونتين مزينتين بقطرات من المياه ،  قطب جبينه وهو يهتف بتساؤل


فارس : أنتي بتعيطي؟ 

رغد باأبتسامه عذبه :فرحانه ،  ومش مصدقه نفسي 

فارس ماسحا علي وجهها برفق : لا صدقي ياماستي

رغد وقد أعتراها التوتر البالغ : مش هنطلع للناس اللي بره 

فارس وقد برزت أسنانه بأبتسامه واسعه : بتهربي مني يعني ،  هانت ياماستي كلها ساعات و..... 

رغد متنحنحه بحرج  : أحم ،  ايه 

فارس غامزا : هقولك بعدين عشان الحجات دي بتتنظر 


   _ خلل أصابعه بكفها ثم جذبها بهدوء لتسير خلفه ودلف بها للخارج 


المأذون : ياريت ياجماعه نعجل بكتب الكتاب عشان عندي فرحين تانين


  _ جلس فارس وعامر جوار المأذون علي المنضده المكسوه بالستان ثم شرعا في تجهيز البطاقات الشخصيه


فارس جالسا جواره  : أنا جاهز يامولانا ،  ودي البطايق بتاعتي أنا والعروسه

عامر ممسكا ببطاقة هويته : وأنا شاهد يامولانا

المأذون ناظرا حوله : أين وكيل العروس؟ 


   _ بدأت ملامح رغد في العبوس عقب أن تسائل المأذون عن وليها ولكن سرعان ما طمأنتها نظرات فارس الواثقه  حتي قطع ''  راضي ''  هذه اللحظه وهو يهتف


راضي : أنا وكيلها يامولانا والتوكيل معايا


   _ أردف راضي بهذه العباره وهو يدلف لداخل المنزل بخطي بطيئه 


فارس بأبتسامه واسعه : أتأخرت ليه ياراجل ياطيب

راضي جالسا جوار المأذون : الطريق كان زحمه يابني ،  علي العموم مبروك عليكم

المأذون  : وفين الشاهد التاني 

علي ( أحد أقارب فارس)  : أنا هشهد يامولانا 

فارس : منور ياعلي ،  تتردلك في الأفراح ياحبيبي

علي غامزا : وأنا أطول أشهد علي فرحك ياشقيق 

المأذون : علي بركة الله ،  نقول بسم الله الرحمن الرحيم ونبدأ 


....................................................... 


    _ أصابتها الخيبه والقهر عقب أن رأت أبنتها بصحبة هذا الرجل المجهول بالنسبه إليها ،  فلماذا تخفي نفسها عنها إلا إذا كان أمرها به ما يدعو للفرار والهروب ..  هل يعقل أن تكون فلذة كبدها قد وقعت بالخطيئه وتلطخت بالرذائل ولذلك أختفت عن ناظريها ..  يكاد الجنون يتملك من عقلها كلما سحبها تفكيرها لهذه المعتقدات


رتيبه مهونه عليها : يافاطنه مش كده ،  هدي نفسك ياحبيبتي صحتك حرام عليكي

فاطمه وهي تهز رأسها بحسره : ياريتني ما شوفتها ولا عرفت طريقها ،  كان زماني فكراها ميته ولا شوفت اللي شوفته النهارده بعيني 

رتيبه ضاربه كفا بكف : طب ما يمكن في حجات متعرفيهاش ياختي ،  الله أعلم بحالها

فاطمه بنبره ساخره : صح ،  في حجات كتير معرفهاش ،  عشان كده أول ما شافتني خلت الطرطور اللي كان معاها يمشي قوام قبل ما الحقها

رتيبه بتفكير : طب أنتي ناويه علي أيه؟ 

فاطمه بلهجه عنيفه  : هقتلها وأخلص من عارها ،  لو شوفتها هموتها بأيدي

رتيبه بشهقه عاليه : يانصيبتي ،  بتقولي أيه يافاطنه أنتي أتجننتي

فاطمه : أبقي أتجننت لو عملت غير كده


    _ أستمعت راندا لحديثمها أثناء توجهها للمطبخ ،  فدب الذعر داخلها خشية أن يتم تورطها بالأمر خاصة وأنها سبب وجود نور مع آمير ..  فإذا علمت والدتها التي أنفطر فؤادها علي غياب أبنتها فابماذا هي فاعله بها ،  لابد أنها ستضمر لها النيه السوء ..  لذا عليها التصرف علي الفور


راندا : ماأنا مينفعش أسكت ،  علي الأقل هحذر آمير وأقوله يبعدها عن عين أمها..  هو أنا كنت ناقصه مصايب ياربي أوووووف 


................................................... 

المأذون  : بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ،  الف الف مبروك وبالرفاء والبنين


   _ تعالت الزغاريط وتلاحقت التبركات عليهم ،  حيث شرع الجميع بتقديم التهاني إليهم ،  في حين كان فارس مغيبا عن الجميع مسلطا أنظاره علي ملكته ..  ثم أنتقل إليها وبدأ في المزاح معها 


فارس : مبروك عليكي أنا

رغد بقهقهه خفيفه : الله يبارك فيك ياحبيبي

فارس بنبره هامسه : هو بصراحه مبروك عليا مش عليكي


   _ أخرج من جيب سترته علبه حمراء مخمليه ثم فتحها ليبرز بها دبلتين ومحبسا مرصع بالماس ..  أمسك كفها ليضع به خاتمه ثم وضعت هي خاتمها بأصبعه فعلي التصفيق بين الجميع في حين طبع هو قبله حانيه علي ظهر كفها ثم هتف 


فارس : طبعا دي مش الشبكه ،  الشبكه هلبسهالك في بيتنا إن شاء الله 

رغد بملامح راضيه : ربنا يخليك ليا 

فارس غامزا بعينيه : طب أيه ،  مش نروح بقي

رغد بنظرات مرتبكه : لل لا خلينا شويه

فارس بلهجه مداعبه : براااحتك ياماستي ،  كله متأيد علي حسابك

رغد بدء أستحياء :...................... 


........................................................


  _ بعد أن شعرت بالعجز يتملكها ولا تستطيع التصرف فيما حدث ،  صعدت لحجرة أبنها الأكبر متجهمة الملامح عابسة الوجه ..  فقامت بفتح الباب بعنف ثم هتفت


عثمت : أنت أزاي قاعد بارد كده

آمير واقفا قبالتها : عايزاني أعمل أيه بالضبط  

عثمت بحده : أزاي يوصلها قبلك ،  أنت مش قولتلي هتتصرف وتلاقيها ولا أنا اتسندت علي حيطه مايله

آمير بأبتسامه ساخره من زاوية فمه : أبنك لقاها من بدري وكان مدينا كلنا علي قفانا ،  منيمنا يعني..  الحقيقه الغلط مكنش عليه من الأول،  أنتي اللي أتسرعتي وطردتيها وكأنك بتقديمهاله علي طبق من دهب

عثمت وهي تصر علي أسنانها بغيظ : كنت فاكره إني كده هبعدها عنه وأخليه يبطل تفكير فيها ،  مجاش في بالي أنه هيصمم عليها ويدور لحد ما يلاقيها


   _ أولاها ظهره ثم توجه بخطي بطيئه نحو الشرفه لينظر للخارج ،  ثم ألتفت إليها وهتف بنبره ماكره


آمير : تقدري تلحقي الموقف بنفسك

عثمت بنبره متهكمه : أزاي يا...  ياعاقل

آمير ذافرا أنفاسه بحنق : مش وقت كلام زي الدبش

عثمت بلهجه ساخره : ولادي الأتنين خرجوا من طوعي ،  واحد أتجوز وهيخلف من ورايا والتاني بيعزمني ليلة فرحه علي بنت أنا أصلا مش قبلاها

آمير بنفاذ صبر : أقولك تعملي أيه ولا هتفضلي تأنبيني كتير

عثمت بنبره حاده : أتكلم معايا كويس ، وقول اللي عندك

آمير وهو يمط شفتيه للأمام : عادي ،  بلغي عنها

عثمت قاطبه جبينها : أبلغ عنها أزاي؟ 

آمير : بلغي أنها هربت من الدار من قبل ما تكمل المده المستحقه ليها 

عثمت فاغره شفتيها بذهول :........... 

آمير : ساعتها القانون هو اللي هيرجعهالك الدار وأبقي أنقليها ساعتها 

عثمت بنظرات زائغه : أزاي مجاش علي بالي الفكره دي


..................................................... 


    _ فتح باب المنزل لتطل برأسها للداخل وتتأمل عشها الزوجي الجميل ،  كادت تخطو للداخل ولكن سبقتها ذراعي فارس ليحملها عن الأرض ويدلف بها وهو يقبل وجنتيها بحراره ..  ثم أغلق الباب بركله من قدمه وألتفت بها لكي تشاهد منزلها الجديد..  كان الرواق الصغير له مخرج لصالة المنزل الكبيره حيث أفترش المكان بأجود الأثاث العصري والحديث ،  كما لم يتناسي أقتناء بعض التحف الأنيقه لتضفي علي المكان رونقاً يسحر العينين ..  يوجد ثلاث درجات من السلم الرخامي تؤديان للغرف الداخليه والتي تتكون من أربع غرف  في حين كان المطبخ علي الطراز الأمريكي الشهير يتواجد علي اليسار قبل السلم ،  صعد بها هذه الدرجات وصار يمينا ثم أنحني بجسده ليدير المقبض وهو يحملها بآن واحد ،  فطبع علي جبينها قبله أخري ودلف بها للداخل ..  ليزداد أعجابها بغرفة نومها التي أصر علي أنتقاء كل أثاثها بنفسه ..  أنزلها عن ذراعيه ليتركها تتجول بالغرفه في حين ظل واقفا بمكانه يتأملها وهي تجوب الغرفه حتي توقفت أمام منضدة الزينه وتأملت كافة محتواتها ليأتي نحوها عانقاً أياها من ظهرها ثم هتف بنبره سحريه هامسه


فارس : عجبك البيت 

رغد باأبتسامه وهي تتأمله من خلال المرآه : جميل أوي 

فارس مقبلا طرف أذنها : عشان هاتعيشي فيه


    _ أدارها لتكون في مواجهته ثم مسح علي وجهها بظهر أصابعه لتدب قشعريره في أنحاء جسدها وهمس لها


فارس : هقولك علي سر كنت مخبيه لليوم ده ،  من أول مره شوفتك فيها في حفلة رأس السنه اللي عملتها الدار ،  وقلبي أقسم ميحبش غيرك ،  وكأنك قفلتيه وخليتي المفتاح معاكي وحرّمتي حبه لبنات حوا كلهم ماعدا أنتي..  ساعتها بس لقيت النص اللي ناقصني ،  اللي هو أنتي


    _ كانت تقع كلماته علي أذنيها طربا ،  وكأنه زينهما بقرطان لؤلؤيان ليزيد من نور وجهها ،  عانقته بقوة وكأنها ترسل له رساله ضمنيه بالخشيه من فقدانه ،  فستنهار وتسقط من أعلي الهاويه سقوطا لا رجعه به ..  شعر بأرتجافها بين أحضانه فوزع عطايا قبلاته الحاره علي عنقها لتهدأ ثائرتها و............... 


( أشرق الصباح ،  وسكتت شهرذاد عن الكلام الغير مباح) 


~   وكر الملذات  ~


     ( الفصل السابع عشر ) 


  _ جلست علي المقعد المقابل لفراشه وقد شعرت بثقل جسدها وأرهاقه ،  حدقت بنقطه ما بالفارغ ثم عاودت النظر إليه وهي تهتف


عثمت  : وبعدين؟ 

آمير جالسا علي طرف فراشه  : بعدين دي هيحددها القانون مش أحنا

عثمت وقد شعرت بوغزه بصدرها  : بس فارس.....  مش عارفه المصايب دي جيالي منين ياربي 

آمير بعدم أهتمام : لو مش عايزه بلاش،  أنا مش مستفيد ولا هستفيد من كل ده ،  أنا بس عايز أريحك 


   _ أبتسمت أبتسامه ساخره من زاوية فمها ثم هزت رأسها في أستنكار ورمقته بنظرات معاتبه 


عثمت : تريحني !!  لو كان تهمك راحتي صحيح مكنتش عملت كده ،  أنتوا ناوين علي أيه ياولاد مهران ..  عايزين تجبولي جلطه وتموتوني ناقصه عمر ،  متجوز ياآمير من ورايا وكمان هتخلف ..  أتاريك مش بتقعد في القصر طبعا ماأنت ليك بيت تاني 

آمير بتأفف : مش كفايه كده ولا أيه ،  اللي حصل حصل وخلاص

عثمت بنبره منتحبه  : ياخسارة تعبي وتربيتي ليكوا ،  خلتوني زي الأطرش في الزفه

آمير بنظرات حانقه : ولا كأني بتكلم أصلا  ،  أنا هقوم وأسيب الأوضه كلها

عثمت بنبره مرتفعه : أسمع ياآمير ،  تتصرف وتعرفلي عنوان البت دي وأخوك مخبيها فين وإلا مش هيحصلك طيب 

آمير بعدم أهتمام : ماشي


..................................................... 


    _ أستمعت لصوت حفيف الأشجار وزقزقة العصافير الساكنه أعلي الغصون حيث أنه فصل الربيع ،  حيث تخللت الخيوط الشمسيه الستائر الورديه لتضفي علي الحجره ألوانا مبهجه ،  فتحت عينيها وأرتسم ظل السعاده علي وجهها في حين راحت أشعة الشمس تداعب عينيها الزيتونيه ،  تمطعت بجسدها في الهواء ثم ألتفت لتجده غير ساكن بمكانه ..  قطبت جبينها ثم أزاحت عنها الفراش وشرعت بأرتداء ( الروب)  ثم دلفت للخارج تبحث عنه بعينيها حتي أستمعت لصوت صقيق الأطباق يأتي من المطبخ ،  فصارت علي أطراف أناملها لتراقب أفعاله ..  فوجدته يقوم بتحضير وجبة الأفطار ويقوم بأفراغ أنواع الجبن المختلفه في الصحون المسطحه ..  دلفت للداخل بهدوء وكادت تضع يدها علي عينيه إلا أنه ألتفت فجأه وجذبها من معصمها لتسقط مستنده علي صدره ،  فتعمق النظر لعدستيها وهو يردف 


فارس : أنتي عايزه تخضيني يعني ولا أيه

رغد باأبتسامه واسعه  : أه ،  بس غلبتني المره دي 

فارس بقهقهه خفيفه : هابقي أسيبك تغلبيني المره الجايه ..  بس بمزاجي 

رغد مسلطه بصرها علي الأطباق : طب مش هناكل ،  أنا جعانه أوي بصراحه

فارس مبتعدا برأسه للخلف  : بس كده ،  الماسه تأمر والبحار عليه التتفيذ 


  _ أنحني ليحملها حيث عانقته بذراعيها ثم توجه بها للطاوله الخشبيه المتوسطة الحجم التي تتوسط المطبخ ثم سحب أحد المقاعد بقدمه وقام بأجلاسها عليه ثم بدأ بصف الأطباق المصفوفه علي السطح الرخامي إلي الطاوله وجلس جوارها وهو يردف بلهجه مازحه


فارس : الأطباق دي عايزها تلمع

رغد بقهقهه عاليه  : ......... 

فارس مصفقا : ياعيني 

رغد بتنحنح : خلاص سيبني أعرف أكل

فارس واضعا يده أسفل ذقنه مستندا علي الطاوله : خلاص أهو ،  هسكت وأبقي مؤدب


............................................................


  _ وقف أمام المرآه يرتدي سترته ،  ثم شد علي رابطة عنقه ليضبط محلها ..  نظر لهاتفه الموضوع علي سطح منضدة الزينه ثم ألتقطه ليتفحص قائمة المكالمات ..  لم يجدها تاركه له العديد من الأتصالات كعادتها ولكن ما أثار فضوله هو وجود العديد من المكالمات الفائته من تلك المرآه التي سبق وقطع علاقته بها حتي لا يُشتبه به في الوسط 


آمير وهو يمط شفتيه في أستهجان : ودي عايزه أيه علي الصبح،  أكيد مصيبه حصلت 


 _ وضع هاتفه بجيب سترته ثم ألتقط مفاتيحه وكاد يدلف لخارج الحجره إلي أن أستوقفته والدته بدخولها وهي ترمقه بنظرات ساخطه


عثمت : عملت أيه؟ 

آمير قاطبا جبينه : أكيد لسه ملحقتش أعمل أي حاجه من بليل للصبح

عثمت بنبره متردده : هتعرفني علي مراتك أمتي؟ 

آمير رافعا حاجبيه بأندهاش  : أنتي عايزه تتعرفي عليها؟ 

عثمت بنبره متشنجه : مضطره ،  مش هتكون أم حفيدي ولازم أشوفها وأعرف بنت مين ومين أهلها و.... 

آمير : لالالا ،  سيبك من اهلها وبنت مين والهري ده ،  أنتي لما تعرفي شخصها هتحبيها أنا متأكد 

عثمت بنبره متهكمه : يبقي أكيد عيلتها متنسبناش ،  عملت زي أخوك بالضبط والمصيبه أن أنت نفسك كنت عايز البت اللي أتجوزها..  عليه العوض فيكوا ياعيالي 


  _ أنصرفت وهي لاتزال تتمتم بكلماتها الفظه في حين وقف آمير في محله مندهشا من طبع والدته المتقلب والحاد بنفس الآن ،  تنهد بعمق ثم خرج تاركا القصر بأكمله. 


_ أمسك بسماعة هاتفه التي تستخدم بواسطة أشارات البلوتوث ثم وضع هاتفه علي مقعد السياره المجاور له وأنتظر الرد 


آمير بلهجه آمره  : أسمعني ياسعيد  ( الساعي الخاص بمكتبه)  عايز عينك علي بشمهندس عامر مكان ما يروح ،  وتبلغني خطواته أول بأول ..  وطبعا من غير ما هو يحس بأي حاجه  ،  فاهم ياسعيد  ،  سلام


  _ ظغط علي السماعه ثم وضع تركيزه بقيادة سيارته حتي علي رنين هاتفه فنظر إليه مدققا ثم ضغط عليه بتذمجر وألتقط أنفاسه وهتف


آمير : خير يامدام راندا ،  أيه اللي فكرك بيا ياتري؟ 

راندا : كويس أن أسمي لسه علي موبايلك ،  عموما أنا متصله عشان المصلحه

آمير بأقتضاب : مصلحة أيه دي اللي ممكن تكون بيني وبينك

راندا بلهجه خبيثه : تقدر تقول أنها مصلحه تخص نور ،  البنت اللي خدتها من عندي وبعدها قولتلي أنها أختفت ومش لاقيها ..  وأتضح أنها ولا أختفت ولا حاجه

آمير :...... 


   _ ضيق عينيه ثم بدأ يوليها أهتماما أكثر بالأنصات لها ،  أدار المقود ليتجه نحو اليسار ثم هتف بلهجه متعجله


آمير : من غير لف ودوران في الكلام ياريت تجيبي من الأخر وتقولي اللي عندك

راندا بلهجه محتده قليلا : لو حقيقي عايز تعرف ومهتم بالموضوع أنا عامله حفله هنا في بيتي بعد يومين ،  هستناك تكون موجود وطبعا عارف العنوان 

آمير بنفاذ صبر : أنا مش فاضي يامدام راندا ولا لحفلات ولا لغيره

راندا بلهجه غير مباليه : براحتك ،  يبقي متجيش ..  سلام


   _ أغلقت الهاتف وهي علي يقين أنه سيأتي لا محاله ،  فاغير ممكن أن يعلم بأن الأمر يخصها ويتهاون به ..  في حين كان هو تتضارب الأفكار برأسه ويحاول أستنباط السبب وراء طلبها له وما شأن نور بذلك ،  أصرف عن ذهنه هذه الأفكار وقرر تركها بصوره مؤقته حتي يتنهي من أعماله ..


  صف سيارته أمام أحد البنايات الراقيه ثم ترجل عنها وهو يتفحص البنايه بعينيه ،  صفع باب سيارته ثم توجه بخطي ثابته نحو حارس البنايه


آمير : من فضلك ،  كان في مدام ساكنه هنا مع جوزها أسمها هند المنشاوي ياتري موجوده ولا سابت السكن هنا

الحارس وهو يحك رأسه ثم هتف بلكنه صعيديه : هند ،  المنشاوي ..  أني سمعت الأسم ده جبل سابج بس مافكرش يابيه

آمير بلهجه أكثر حكمه : حاول تفتكر لو سمحت ،  أضغط علي دماغك شويه وليك الحلاوه متقلقش

الحارس : أيوه أيوه ،  الحرمه ديي كانت جاعده هي وچوزها الداكتور رمزي ،  بس أتهيجلي أتنجلت للمشتشفي ومعرفشي لسه هناك ولا له

آمير مبتلعا ريقه بصعوبه :  مم مستشفي !!  ليه 

الحارس مشيرا لرأسه : أتچنت بعيد عنيك ،  بعد ما بتها ماتت وعجلها طار منيها حتي چوزها طلجها وعايش فوج مع مرته التانيه

آمير مبتعدا برأسه للخلف بذهول : بنتها !!  طب ودي ماتت أزاي؟ 

الحارس : والله ياسعات البيه ما عندي علم ،  بس بيقولو أهمال أمها..  حتي چوزها رفع جضيه ضدها بعيد عنك وتهمها أنها اللي موتت بته ،  وبعديها مشوفنهاش تاني ،  بس سمعت من الچيران أنها دخلت المشتشفي وأتجنت


    _ أخرج آمير حافظة نقوده الجلديه ثم أمسك ببضع ورقات نقديه ودسها بجيب عبائته ثم أقترب منه وهو يهمس 


آمير : والمستشفي دي فين

الحارس وقد أنفرجت أساريره وهو ينظر لجيب عبائته الذي أكتظ بالنقود : معنديش خبر وربنا يابيه ،  بس أديني يامين ( يومين )  وأچيبلك الخبر 

آمير غامزا بعينيه : ليك مني حلاوه تانيه لو صحصحت وجبتلي الخبر بسرعه  


   _ أخرج الهويه الخاصه به ثم أعطاه أياها وهو يردف 


آمير : ده الكارت بتاعي فيه رقم التليفون ،  كلمني عليه لو وصلت لحاجه ..  ومش محتاج أفكرك متجيبش سيره لحد 

الحارس مشيرا لعينيه : أنت تؤمرني يابيه


   _ أنصرف أمير وأستقل سيارته ليتحرك بها من أمام البنايه ،  وقد تلغم عقله بالكثير من الأسئله والأستفسارات عقب هذه المعلومات الخطيره التي حصل عليها ببضع ورقات ملونه نقديه ..  


آمير في نفسه  : أتجوزت وخلفت كمان ،  وبنتها ماتت من أهمالها، أمال فين الأمومه اللي كلت دماغي بيها ،  وأتجننت ودخلت المستشفي ..  ياتري كل ده كان حساب القدر وبيتصفي ولا أيه ..  هووووف 


......................................................... 


     _ جلسا بغرفة المعيشه يشاهدان التلفاز سويا ،  حيث حرصت رغد علي متابعة أحد الأفلام الأجنبيه التي يحبها فارس ومشاركته في مشاهداتها ..  كانت تجلس مستنده بظهرها علي الأريكه المرنه المريحه ،  تغوص بها من شدة مرونتها في حين كان فارس جالسا بوضع النائم واضعا رأسه علي فخذها ..  بينما راحت تداعب بصيلات ذقنه التي نمت حديثا  ،  قطع جلستهم صوت رنين جرس الباب فنهض فارس عن مكانه وهو يردف


فارس : ده أكيد عامر وعمتي،  بلغوني أنهم جايين يباركولنا 

رغد ناهضه عن مكانها :............... 


   _ أستقلبهم فارس بالترحاب الشديد ثم أصطحبهم لحجرة الجلوس 


تفيده بنبره مازحه : الجواز ظهر علي وشك علي طول يافارس 

فارس متنحنحا : أحم ،  أيه ياعمتي في أيه

عامر : لا دي بتشيل عنك العين بس ياأبو فراس

تفيده مقبله رغد : ربنا يسعدكم ياحبايبي 


     _ كان آمير بحجرة مكتبه يجمع أشيائه أستعدادا للذهاب ولكنه توقف للرد علي هاتفه الذي أُضيئ بأسم الساعي الخاص به ،  فقام بالضغط عليه للرد


آمير : وصلت لأيه؟   ست مين دي اللي معاه ..  طب عرفت إذا كان فارس فوق ولا لأ ..  طب أتصرف وأعرف يابني أدم أمال أنا باعتك ليه ..  سلام


......................................................... 


  _ أمتغض وجهه وعبست ملامحه ،  حتي بدت عينيه قاتمه أكثر من شدة الغضب


عامر لاويا شفتيه بضيق : أنا مكنتش ناوي أبلغك النهارده بس أنت أصريت تعرف 

فارس مصرا علي أسنانه : يعني آمير بدأ يكون ضدي فعلا

تفيده : مالكش حق تقوله خبر زي ده النهارده ياعامر 

فارس بتهكم بالغ : كده كده كنت هعرف ياعمتي ،  وكل ما عرفت بدري كان أفضل 

رغد :...................... 

عامر فاركا أصابع كفه بتوتر : أنت ناوي تعمل أيه ،  أنا رأيي توقف شويه وتستني الحكايه ت....... 

فارس بأصرار : لأ طبعا مش هنعطل الخطه اللي حطينها ،  أنت ناسي إن في خطه زمنيه لازم نلتزم بيها..  والمشروع هيكمل يعني هيكمل مفيش حاجه هتتوقف


  _ نظر فارس بأتجاه رغد ثم أرسل إليها أبتسامه حانيه وهو يردف


فارس : كام يوم وأنزل ،  عشان بفكر أسافر بكره أنا ورغد ،  من حقها شهر عسل يليق بيها

تفيده : طبعا حقها ونص كمان 

عامر ناهضا عن مكانه :  طب أنا هستأذن عشان ورايا مشاوير ،  تحبي تروحي معايا ياتفيده هانم ولا أيه

تفيده : أه هاجي معاك ياعامر 

فارس ناهضا عن مكانه : لسه بدري ياعمتي ،  ما تستني ياعامر شويه

عامر مربتا علي ظهره : يابخت من زار وخفف ياأبو فراس ،  وأنتوا عرسان برده ..  بكره تزهق مني

فارس : طب هنزلكوا تحت وأطلع 

تفيده : لالاياحبيبي خليك مع مراتك

رغد باأبتسامه : لا لاعادي ياعمتو   

فارس بنظرات مستنكره : مش هتأخر عليها ياتوتو


   _ هبط بهما للأسفل حتي أطمئن علي أستقلالهم السياره وذهابهم ثم صعد للأعلي علي الفور،  ليجدها بأنتظاره وعلي قسماتها بعض القلق والضيق ،  فأقترب منها يمسح علي وجنتيها برفق 


فارس : مالك ياماستي

رغد مطرقه رأسها للأسفل : المشاكل هتبدأ تقع علي دماغك بسببي

فارس وهو يهز رأسه : تؤتؤ تؤ  بسببك أيه بس ، أنا وآمير علي طول بنختلف سوا وكل حاجه بتعدي ياحبيبتي  ..  المهم أن ماستي متشغلش بالها بالحجات دي..  متفقين؟ 

رغد مومأه رأسها : متفقين


...................................................... 


آمير : يعني شوفته بعينك...  طب هات العنوان  ،  أخفي أنت من المكان اللي أنت فيه ولا كأنك شوفت حاجه 


    _ أمسك آمير بمذكرته الصغيره وبدأ يدون عليها العنوان الذي أعطاه أياه ..  وما أن أنتهي حتي وجد والدته تختطف منه المذكره وتدقق النظر بذلك العنوان ثم قذفت المذكره بغضب وراحت تغادر الغرفه فأستوقفها آمير وهو يهتف


آمير : ياريت تكوني متأكده من اللي هتعمليه قبل ما تهدي الدنيا 

عثمت بلامبالاه : ملكش دعوه أنت


........................................................ 


    _ كانت تستكين بين ذراعيه تغوص بأعماق النوم حتي فزعت علي صوت قرع علي الباب ..  أعتدلت في جلستها وظلت تحك عينيها ثم سلطت تركيزها علي الشرفه لتجد النهار قد بدأ يبزع والشمس تخرج من مشرقها ،  زادت حدة القرعات مما أصابها بالريبه فضربت علي ذراعه بهدوء لتوقظه من نومه  


رغد : فارس ،  قوم يافارس

فارس بصوت ناعس : أيييه يارغد ، في أيه

رغد وهي تنظر لباب حجرتها بأرتياب : الباب بيخبط قوم أفتحه

فارس محاولا فتح جفنيه : باب أيه ،  لسه بدري مين اللي هييجي دلوقتي

رغد : مش عارفه


   _ نهض عن الفراش وتمطع بجسده في الهواء ثم أمسك بالتيشرت الخاص به وشرع بأرتدائه وهو يدلف للخارج في حين وقفت رغد علي عتبات الدرج تراقبه من بعد ،  فتح فارس باب منزله وهو ممتغض الوجه ليتفاجئ بوجود قوه من الشرطه علي أعتاب منزله،  حملق بهم يجاهد لأستيعاب ما يحدث حتي نطق لسانه أخيرا


فارس بتوجس : خير حضرتك

الشرطي : هنا بيت أنسه رغد حسن

فارس وقد بدا الفزع يتملكه : أيوه،  ده بيت مدام رغد ممكن أفهم في أيه

الشرطي موجها أمر النيابه لبصره : معانا أمر بالقبض عليها 

رغد بشهقه عاليه  :........


~  وكر الملذات  ~


    ( الفصل الثامن عشر )


    _ أصطق فكيها سويا وبدأت ركبتيها تتخبط ببعضهم البعض عقب أن أستمعت لتصريح الشرطي بأنه جاء بأمر من النيابه للقبض عليها ،  في حين بدأ فارس يفقد السيطره علي نفسه وأعصابه ولكنه جاهد كثيرا لتمالكها


فارس متحدثا بهاتفه وقد تشنجت عضلات وجهه : بقولك مراتي يامتر ،  أتصرف فورا وتعالالي علي العنوان اللي أديتهولك 

الشرطي : أحنا مش هنستني المحامي بتاعك ييجي لأنه مش هيغير حاجه،  ده أمر من النيابه ولازم يتنفذ

فارس بلهجه حاده ونبره حانقه :علي الأقل أغير هدومي ومراتي تغير هدومها ،  ولا هتخدوها بقميص النوم مثلا


  _ نظر رجل الشرطه لأتباعه ثم نظر أليه نظره عميقه وهو يردف


الشرطي : ياريت في الأنجاز عشان معندناش وقت 


   _ أدخلهم فارس ثم أغلق باب المنزل وذهبهم ودلف للداخل حيث وجدها تقف علي أعتاب الدرج خلف الستائر ترتجف بشده وجسدها منتفض ، أحاطها بذراعيه ثم توجه بها للداخل وعاونها في تبديل ثيابها ،  حيث أنها كانت بحاله لا يرثي لها..  ترتجف بين يديه ،  فأقترب منها وأحتضن وجهها بين كفيه وهتف 


فارس محتضنا وجهها براحتي يده :ششششش ،  أهدي أنا معاكي ومش هيحصل أي حاجه 

رغد بأنفاس غير منتظمه : اا انا مهربتش ،  والله ما هربت وأنت عارف كل حاجه

فارس : تمام تمام ،  أهدي عشان خاطري وأنا مش هعدي اللي حصل علي خير ،  وحياتي أهدي

رغد :...... 


    _ دلفا للخارج مصطحبا أياها ثم هبطا للأسفل برفقتهم فريق الشرطه ليجد المحامي الخاص به قد آتي للتو وركض نحوه بسرعه


مكرم : بشمهندس ،  في أيه اللي بيحصل أنا مفهمتش حاجه في التليفون

فارس بنبره متوعده : تتصرف وتعرفلي مين مقدم البلاغ ده يأما تعتبر نفسك مستقيل من وظيفتك يامتر..  أنا مراتي متدخلش أقسام 

مكرم محاولا أمتصاص غضبه : طب أهدي يابشمهندس وأنا هعملك كل حاجه

الشرطي مشيرا بيده : ممكن تتفضلي يامدام علي البوكس

فارس وقد دقت عينيه شرارا متطايرا : أنت بتقول أيه ،  مراتي هتيجي معايا في عربيتي وأنا هفضل وراكوا

الشرطي بنفاذ صبر : للأسف مش هينفع

فارس ممسكا برغد ليجعلها خلفه : وأنا قولت اللي عندي ومفيش غيره

الشرطي بنبره محتده ناظرا للمحامي  : فهم اللي مشغلك ياأستاذ أني ممكن ألبسه قضية تعطيل موظف مدني عن أداء وظيفته 

مكرم هامسا لفارس : فارس بيه ،  أنت كده هتعيق المسأله وتعقدها وكويس ان حضرت الظابط متفتهم معانا لحد دلوقتي ،  خليها تركب معاهم وأحنا هنكون وراهم متقلقش أبدا ..  عايزين نخلص وترجع بيتك مع مراتك

فارس ناظرا لرغد :............. 


   _ أستقل فارس سيارته بصحبة المحامي وترك زوجته تستقل سيارة الشرطة مرغما علي ذلك ،  وأثناء الطريق قص عليه كل ما يخص الموضوع حتي يتمكن من التصرف


المحامي  : أنت بتقول أن الحارس بتاع الدار كمان أتطرد ،  كويس جدا كده أحنا معانا شاهد قوي 

فارس ناظرا لهاتفه المسنود علي (تابلوه) السياره : هجيبه حالا


   _ قام بالأتصال علي رفيقه سريعا ليملي عليه دورا هاما سيقوم بفعله 


فارس : أسمع كلامي بس ياعامر مش وقت شرح ،  دلوقتي أحنا طالعين علي القسم  أيوه أيوه  ،  هتجيب راضي وتيجي علي طول ،  متتأخرش 


..........................................................


   _ أمام حجرة رئيس المباحث ،  وقف فارس يهز بقدمه تاره ويضرب الأرضيه بقدمه تاره أخري حتي خرج المحامي وتخلفه رغد بصحبة العسكري الموكل بأصطحابها


المحامي بملامح ممتغضه : أتحولت علي النيابه

عامر محدقا بعينيه : بالسرعه دي ؟ 

المحامي : أنا نفسي مش فاهم سبب السرعه اللي حصل بيها التحويل للنيابه لكن واضح أن الموضوع جاي من فوق شويه

فارس بتوجس : يعني أيه؟ 

المحامي وهو يهز رأسه بأسف : للأسف والدتك هي اللي مقدمه البلاغ بصفتها مديرة دار الرعايه اللي كانت فيها المدام ومتهيألي أستعانت بجهات من فوق كمان

فارس فاغرا شفتيه بعدم تصديق : .......  

عامر ضاربا كف بكف : عثمت هانم !! ؟

راضي بنظرات أسفه : لا حول ولا قوة الا بالله 


   _ نظر إليها ليجد الدموع تنسال منها بصمت وقد تجمعت قطرات الحسره علي طرف ذقنها وحافة شفتيها ،  أقترب منها سريعا وراح يمسح عنها دموعها ويشدد في أعتزاره لها ووعوده بأن الأمر لن يطول كثيرا ،  حتي لو كلفه الأمر أن يوضع مكانها ويزج به خلف أسوار السجون ولكنه سيعمل علي أخراجها والليله من هذا المكان . 


   _ توجهت للنيابه في حين صار هو خلفها بسيارته ،  يحترق قلبه داخل ضلوعه ،  فلماذا تفعل به ذلك ..  أصعبٌ عليها تمني حياه سعيده لأبنها دون أن تكون له عائق ..  ماذا سيفعل الأن ،  فلقد حشرته بالمنتصف بينها وبين زوجته..  فإذا أفاض هو بما يعرفه حتما ستكون المحاكمه من نصيب أمه ..  وإن لم يفعل يكون ذنباً وإثما عظيما بحق العداله وحق زوجته التي لم تذنب شيئا سوي أنها أحبته بصدق وشاء القدر بجمع شتاتهم ،  ذفر أنفاسه بأختتاق شديد وظل يضرب علي المقود بقوه من شدة الغيظ


عامر : فارس أهدي وخلينا نفكر بالعقل

فارس بنبره مرتفعه صادحه : أهدي أزاي ياعامر ،  أمي واقفه في وشي وكأني عدوها ليييييييه  ليييه تعمل كده ..  هتستفيد أيه ،  ليه تحطني في وضع الأختيار بينها وبين مراتي 

راضي وهو يهز رأسه بأسف :....  يابني هتطلع منها أن شاء الله متقلقش

المحامي : مفيش حل غير أعتراف رغد باللي حصل يابشمهندس ،  وفي شاهده كمان ممكن نلجأ ليها ،  رنيم صاحبة رغد واللي شافت كل حاجه بعينها

فارس ناظرا له بمرآة السيارة : هي رغد معترفتش بحاجه؟ 

المحامي وهو يهز رأسه بأنكار : لأ ،  قالت أنها مهربتش بس وفضلت ساكته ومش عايزه تجاوب علي رئيس المباحث مع أني قولتلها كذا مره تتكلم

فارس مطبقا جفنيه بقوه  :............. 


....................................................... 


   _ ضرب علي سطح المكتب بقوه ثم صاح وهو يهتف


آمير : أسمعي كلامي مره ياماما ،  بقولك الموضوع مش صالحك ،  فارس رايح النيابه وراها ومعاه البواب اللي كان بيحرس الدار وهيخليه يشهد معاها وساعتها هتتعك عليكي

عثمت بتأفف : وهو وصل لراضي أزاي 

آمير بصياح وأنفعال : يوووووه  ،  مش وقته كل ده ..  يأما تلحقي تتصرفي يأما ماليش علاقه باللي هيحصل ومتحملنيش المسؤليه


   _ أغلق الهاتف ثم ألقاه علي المكتب وضغط بكفيه علي رأسه وهو يهتف بغيظ 


آمير : كان يوم أسود يوم ما شورت عليكي الشوره المهببه دي ،  كأنك ما صدقتي أووووووف


..................................................... 


    _ بغرفة وكيل النيابه ،  توترت الأوضاع وطالب فارس بالتواجد بالداخل لكي يدلي بشهادته ويشعرها بالطمأنينة والدعم فلقي طلبه الموافقه 


وكيل النيابه : حضرتك واعي للي بتقوله؟ 

فارس بتردد : اه متأكد ،  أمي كانت رافضه جوازي منها عشان كده طردتها ولما أنا حطيتها قدام الأمر الواقع أضطرت تعمل كده عشان تاخدها مني

مكرم بلهجه واثقه  : كده ياحضرت وكيل النيابه كل الأدله والشهود في صالحنا،  وفي دليل تاني غايب عن حضراتكم

وكيل النيابه طارقا بقلمه علي سطح المكتب : أيه هو يامتر؟ 

مكرم بنبره خبيثه : الملف سعتك ،  الملف الخاص بموكلتي معاها هو ودفتر البوسطا ،  لو هي فعلا اللي هربت أزاي قدرت تتخطي الأمن بتاع الدار وتاخد ملفها وكمان دفترها بدون شعور أي حد 

وكيل النيابه حاككا طرف ذقنه : ....... 

مكرم : وكمان في شاهده من جوه الدار نفسها بطلب سماعها ،  رنيم ،  صديقة موكلتي واللي حضرت الواقعه بكل تفاصيلها ،  ممكن تدي أمر بأحضارها أو تبعت قوه لأستجوابها داخل الدار 

وكيل النيابه مشيراً لكاتبه : أكتب عندك ،  أمرنا نحن وكيل نيابة........  بالسماح لخروج قوه من مركز الشرطه لمحل دار الرعايه المتكامله لمجهولي النسب واليتامي ،  وسماع شهادة المدعوه ''   رنيم  '' ويفرج عن المتهمه ،  بضمان محل أقامتها ،  لحين دعوتها مره أخري أمام النيابه ،  وأغلق المحضر في ساعته وتاريخه


 ....................................................   


  _ خرج الجميع خارج البنايه الحكوميه ومازال فارس مطوقا زوجته بذراعه وقد شعر ببعض من الطمأنينة لأنها بحوذته الأن ..  أستقل سيارته عقب أن عاونها بالصعود ثم هاتف عمته وطلب حضورها لمنزله علي الفور. 


   _ ظل يمسد علي شعرها بحنو بالغ ويتأمل سكون حركتها عقب أن غاصت بالنوم ،  دثرها جيدا بالغطاء ثم دلف للخارج بهدوء وحذر شديدين


تفيده : هااا ،  نامت ؟ 

فارس بتنهيده حاره : نامت بالعافيه  بس الحمد لله  

تفيده : مش مصدقه اللي بيحصل ده ،  وصل بأمك الحال للدرجه دي ،  طول عمري عارفاها شديده وطبعها قاسي ..  لكن مش للدرجه دي

فارس مطرقا رأسه للأسفل  : ولا أنا قادر أصدق ،  أنا ورايا مشوار لازم أعمله ياعمتي وعايزك تفضلي جمب رغد..  عارف أني بحملك كتير بس.... 

تفيده بلهجه موبخه : أخس عليك يافارس ،  عيب تقول كده ياحبيبي ده أنتوا زي عيالي وربنا عالم ،  أتوكل علي الله وهي في عنيا

فارس بنظرات مشتغله :................. 


....................................................... 


   _ وقفت أمام خزانة الملابس ترتدي ثيابها ،  وما أن فرغت حتي أغلقت الخزانه وراحت تتأمل هيئتها حتي رأته يدخل إليها 


آمير متأملا ثوبها :........... 

نور عاقده حاجبيها : بتبصلي كده ليه؟ 

آمير حاككا رأسه : بفكر أزاي هعرفك علي ماما ،  متهيألي المقابله دي مش هتكون خاليه من المشاكل

نور بتأفف : متهيألي أنا هكون أم أول حفيد ليها ،  المفروض تعاملني أحسن معامله ..  ولااااا هتبلغ عني زي ما عملت مع مرات أخوك ويمكن تحبسني كمان

آمير ضاربا علي باب الغرفه : يووووه ،  متندمنيش آني حكيتلك حاجه يانور 

نور مشيحه بصرها للجهه الأخري : أنا لو عليا بعد اللي هي عملته مش عايزه أتعرف عليها،  أخاف علي نفسي وعلي أبني 

آمير متعمقا النظر بينها وبين بطنها : محدش يقدر يأذيكي وأنا موجود ،  ولا أنتي ولا أبني 

نور باأبتسامه متواريه :....... 

آمير بخبث : بتضحكي ليه دلوقتي

نور ماسحه علي بطنها برفق : أبدأ ،  أخيرا ربنا حنن قلبك عليا حتي لو كان السبب أبنك ،  هييجي يوم أكيد تعرف فيه قد أيه أنا حبيتك ،  ويمكن تحبني زي ما حبيتك وأكتر 


   _ تركته بمفرده وغادرت الحجره،  لتجعله يتخبط بأفكاره ويتشوش عقله قليلا،  أذا هي تعلم أنه لا يحبها ،  بل مجرد الأرتياح جانبها هو ما يجعله يتشبث بها..  ما هذا الحب اللعين الذي يجعلها تتقبل وجودها جواره لمجرد حبها له ..  بلي لقد قذفت بكبريائها خلف ظهرها وصارت معه بطريقه الذي لا تعلم له نهايه ..  فاعليه التفكير بشأنها مجددا والنظر إليها نظره مختلفه عن ذي قبل . 


......................................................... 


     _ كانت تجلس بحجرتها علي مقعدها الأرجواني المبطن ذات الذراعين المنتفختين ،  مستنده بمرفقها علي أحد الذراعين وواضعه رأسها علي راحة يدها ..  أشغلها التفكير بحل وسطي قبل أن تتعقد الأمور..  فقد عمتها  رغبتها في إبعاد تلك الفتاه عن حياة إبنها ولم تفكر قط بتبعات الأمور وما قد تصل إليه ..  قطع شرودها قرعات الخادمه علي باب الحجره ودلوفها للداخل


عثمت بنبره حاده : أنا مش قولت مش عايزه حد يدخل هنا

رتيبه : معلش ياست هانم في حاجه لازم أبلغك بيها ،  أستاذ فارس لسه واصل القصر حالا ودخل أوضته طوالي

عثمت ناهضه عن مكانها بلهفه : فارس هنا  ،  طب روحي أنتي


    _ لم تنتظر كثيرا حيث توجهت صوب حجرته بسرعه ليزداد خفقان قلبها عندما رأته يلملم ثيابه من الخزانه ويدسها بالحقائب الكبيره ،  أقتربت منه وهي تهتف 


عثمت : فارس ،  بتعمل أيه يابني ورايح فين!؟ 

فارس بعدم أهتمام : بلم هدومي وهسيبلك البيت كله

عثمت بشهقه عاليه : أييييه ،  أيه اللي بتقوله ده يافارس ،  أعقل يابني بلاش جنان 


   _ رمقها بنظرات ساخطه ممزوجه بالعتاب ،  سلط حدقتيه بعينيها لعلها تخجل من فعلتها بحقه وحق زوجته ،  أطرقت عثمت رأسها لأسفل وقالت والضعف يسيطر علي حنجرتها


عثمت : أنا عارفه فين مصلحتك يابني ،  عشان كده عملت كده ..  مكنش قدامي حل تاني

فارس بنبره جهوريه مرتفعه : مصلحتي!  فين مصلحتي فأنك تسجني مراتي ولا ترجعيها الدار تاني ..  إي مصلحه اللي بتكلمي عنها ،  شكلي أيه قدامها وأنا أمي معادياني وبتعمل كل حاجه عشان تهدني..  شكلك أنتي أيه قدامها

عثمت قابضه علي ذراعه : ياحبيبي هجوزك ست ستها ،  واحده معروف مين أهلها وأيه فصلها ،  مش عايزاك تخلف من واحده ز......... 

فارس مشيرا لها بأصبعه وبلهجه محذره هتف : متغلطيش في مراتي لو سمحتي ،  أنا هسيبلك البيت وأقامتي كلها هتكون في بيتي التاني ..  وأبقي بلغي أبنك أنه لو وقف قدام مصلحتي في الشركه رد فعلي هيكون مفاجأة للكل ..  لأني مش هتهاون في مصلحتي 


   _ تركها ودلف للمرحاض الملحق بحجرته لكي يلملم أشيائه الموجوده بالداخل ثم خرج ليلقيها بالحقيبه في حين لم تتراجع هي عن الحديث وظلت خلف أذنيه لعله ينصت لها


عثمت : يابني بلاش اللي بتعمله ده ،  ده أنا أمك 

فارس باأبتسامه متهكمه : علي فكره أنا قولت الحقيقه ،  مكنش ينفع أفضل مكتف أيدي وأنا شايف مراتي بتنهار قدامي بسبب كدبه ،  كفايه قوي سنين عمرها وطفولتها اللي قضتهم سجينه في دار ..  مش هكون أنا والزمن وكمان أمي عليها

عثمت بتوجس : حقيقه!! 

فارس بنبره واثقه : أه الحقيقه ،  وزمان الشرطه بتاخد أقوال رنين ،  البنت اليتيمه اللي عندك في الدار..  أصلها شافت كل حاجه


   _ أغلق حقيبته ثم وضعها أرضا ليجرها خلفه في حين أستقبلت عثمت عباراته وسط حاله من الصدمه أوقفت قدميها عن الحراك. 


........................................................


    _ كانا يجلسان علي مائدة الطعام يتناولون وجبة العشاء ،  فأنتبه آمير لقلة أهتمامها بالطعام وشرودها الزائد في الأونه الاخيره ..  دس لقيمة جبن صغيره في فمها ثم هتف قائلا 


آمير : سرحانه في أيه؟ 

نور وهي تبتلع الطعام : بفكر في السبب اللي عايزاك عشانه الست دي،  وياتري يتعلق بيا أزاي؟ 

آمير بهدوء زائد : مضطر ألبي دعوتها للحفله عشان الفضول هيقتلني 

نور لاويه شفتيها : ربنا يستر ومترجعش في أيدك واحده تانيه

آمير بنظرات من زاوية عينيه :.............. 


   _ علي صوت رنين هاتفه فألتقطه من جواره ودقق النظر بهذا الرقم الغريب ثم قرر الرد عليه ،  لعل الامر هاماً 


آمير  : ألو ...  أيوه أنا مين أنت ؟ 


   _ نهض عن مكانه فجأه ثم توجه لحجرة نومه وهو ما زال واضعا هاتفه علي أذنيه ،  ثم أغلق باب حجرته خلفه وهتف


آمير : أنت لحقت تجيب عنوان المستشفي ،  طب قول بسرعه فين ..  اه...  اه اه عارفها ..  كويس ،  طب دي مواعيد الزياره فيها أيه ؟   خلاص خلاص أنا هتصرف ..  ومش ناسي اللي قولتلك عليه متقلقش 


  _ أغلق هاتفه ثم حدق بنقطة ما بالفراغ وضغط علي أصابع كفه بقوه وقد أتي بمخيلته مشهد لقائه بها بعد هذه السنوات ،  فهل ياتري ما الذي سترويه له ..  أم أن وصوله لها لن يأتي بنتيجه مثمره عقب أن جُنّ عقلها ..  لن تهدأ ثائرته ولن يستطيع أرضاء شغفه إلا بعد حصوله علي أجوبه ترضي جوعه للحقيقه ...........


~ وكر الملذات ~


     ( الفصل التاسع عشر ) 


   _ ظل علي وضعه ذلك برهه من الزمن ،  ثم أنتبه لقيمة الوقت واللحظات التي يهدرها وقام سريعا بالضغط علي هاتفه ليتصل بساعده الأيمن ''  سعيد ''  ثم وضع الهاتف علي أذنيه وظل يهز قدمه بتوتر ثم هتف


آمير :  أيوه يازفت ،  ساعه عشان ترد عليا...  خلاص خلاص المهم تسمعني كويس  ،  عايزك تعرفلي مواعيد الزيارات في مستشفي  '' ......  '' بتاعت الأمراض العقليه والنفسيه 


    _  أغلق هاتفه ثم ألقاه علي الكومود وكاد يدلف خارج الغرفه إلا أن زوجته أستوقفته بدخولها


نور : في أيه ياآمير ،  قومت مره واحده كده ليه؟ 

آمير بثبات : شغل يانور ،  شغل ..  يلا نكمل عشا

نور بأنصياع : ماشي 


...................................................... 


   _ وصل بيته في ساعه متأخره من الليل نظراً لأنه علق بأزدحام المرور ..  فوجد عمته بأنتظاره وقد ظهرت تجاعيد عينيها علي آثر السهر ،  حيث أنها لم تعتاد عليه..  فأصر فارس علي أن تتواجد بمنزله وتبيت به حتي الصباح وقد أعد لها حجره مخصصه لأستقبال الضيوف ،  وبعد أن أطمئن عليها ذهب لزوجته العزيزه لكي يروي ظمأ قلبه برؤياها ..  أطل برأسه من باب الحجره ليجدها ما زالت نائمه ،  فدلف بهدوء وأقترب من الفراش وجلس جوارها ،  فأنتبه لتشنج عضلات وجهها وكأنها تري كابوسا خلف جفنيها المطبقتين ،  ثم سكنت حركتها فجأه وترقرقت عبره من عينيها دون وعي ،  آلمته كثيرا تلك القطره التي تسببت والدته في سقوطها ..  دفن رأسه بين راحتي يده وظل يذفر أنفاسه المختنقه ثم رفع رأسه وأزال تلك القطره بطرف أصابعه ..  فشعرت ببرودة أنامله تسير علي بشرتها ،  فتحت عينيها ببطء ثم ألتفت بجسدها وأحتضنت ساعده ثم قامت بشبك أصابعها بأصابعه وهتفت بحنو 


رغد : مش الحكايه عدت وخلاص ياحبيبي ،  وزمانهم خدوا أقوال رنيم

فارس بنبره مشبعه بالندم : أنا أسف ،  كان لازم أخلي بالي أكتر من كده

رغد مربته علي كفه ،  ثم لامست وجهه بأصابعها الدافئة برفق مما هدئ من ثورته قليلا  :  ''  لو علمتم الغيب لأخترتم الواقع  ''  النبي اللي قال كده 

فارس بتنهيده : عليه أفضل الصلاة والسلام 

رغد بأبتسامه مزيفة : متحملش نفسك أكتر من طاقتها ،  أنت ملكش ذنب في اللي حصل وكفايه عليا أنك جمبي

فارس باأبتسامه لم تصل لعينيه : هتعدي ياماستي ،  ومش هتتكرر تاني أوعدك

رغد : وأنا مصدقاك ،  يلا غير هدومك وتعالي نام عشان خاطري

فارس : حاضر 


........................................................ 


  _ شمس يوم جديد ،  تطل علي الكوكب الأرضي بأشعتها لتبث الأمل بتفاصيل يوميه جديده ..  يوما مليئا بالأحداث ينتظره الكثيرون ،  حيث نهض آمير من نومه المتقطع والغير هادئ علي أمل أن يستطيع زيارة طليقته اليوم ،  في حين أستقبل فارس هذه الأشعه بحيويه وقد أحسن الظن بالله وشعر بالأمل في خلاص زوجته ،  في حين أستيقظت عثمت أو الأحري أنها أفاقت من نوبة شرودها ..  فلم تذق طعم النوم ولم يُطبق جفنها لساعه واحده . 


  _ أستيقظت صباحا يسيطر التوتر علي كل ذره بكيانها وكأنها تنتظر نتيجة فعلتها ،  في هذا الحين هرولت أليها الخادمه لكي تلقي إليها خبر وجود قوه من الشرطه بالأسفل ،  أرتعدت أوصالها وفرت الدماء من عروقها هاربه لتتثلج أطرافها ،  فهرعت وبسرعه نحو هاتفها لكي تتواصل مع أبنها الأكبر لعله يستطيع إنقاذ الأمر بينما بدأت بأرتداء ثيابها لكي تهبط إليهم


.......................................................


    _ بداخل حجرة رئيس النيابه ،  كانت الأدله قد أكتملت وكل ملابسات القضيه أتضحت أمام النيابه ،  حيث وجهت النيابه أتهاما صريحا ل ''  عثمت  ''  بمخالفتها قوانين التضامن الأجتماعي بطردها لأحدي المُقيِمات بالدار دون إبلاغ الأداره المسؤله ..  لم تستطع عثمت إنكار الإتهام الموجه إليها بل أقرته وأعترفت به ،  لعلها علي الأقل تعيد الود بينها وبين إبنها الأصغر الذي خذلته ،  وبعد الانتهاء من التحقيقات ،  فقد قرر رئيس النيابه الأتي


رئيس النيابه طارقا بالقلم علي سطح المكتب : قررنا نحن رئيس النيابه ،الأفراج عن السيده  ''  عثمت الباز ''  بكفاله قدرها 50 ألف جنيه ،  وبناء علي طلب الأداره العامه لحماية دور الرعايه ولجنة حقوق الأنسان ،  تم إيقاف  ''  عثمت الباز  ''  عن أدارتها لدار الرعايه الكامله  وإسناد الأداره لكبير الأخصائيين الأجتماعين لحين ترشيح الوزاره مديرا آخر يكلف بمهام الأداره  ..  وأغلق المحضر في ساعته وتاريخه ،  أمضي هنا يامدام


   _ كانت الحسره قد تمكنت منها ،  بعد رؤيتها لسنوات عمرها التي أهدرتها لخدمة هذه الدار والإعلاء من شأنها فقد سقط كل هذا أرضا ولن يبقي لها سوي ذكري برأسها ..  وهي تلك الذكري الموجعه التي أتت نتيجة حماقة أفعالها وسوء تصرفها  ،  ألتفتت لترمق تلك الفتاه التي أتت بأسمها الذي صنعته بسنوات لمحط الأرض ثم تقدمت بخطوات متعثره متردده للتوقيع علي وثيقة إنهاءها  ،  ثم تركت القلم وغادرت لتجد أبنها منتظرا لها بالخارج


آمير بتلهف : عملتي أيه ياماما ،  طمني ياأستاذ

ربيع بنبره أسفه : للأسف أتوقفت عن عملها ،  لكن أحب أوضح إن دي أقل خساره ممكن عثمت هانم تخسرها ..  لأن البنت دي كان ممكن تطلب تقاضيها ويتم محاكمتها  لكن هما أكتفوا بالدفاع وهدفهم الأول ان البنت متتسجنش

آمير مكورا قبضته بقوه : مش هعديها لفارس علي خير بعد ما وقف في وشك ومعملش أعتبار أنك أمه ،  وأتحداني أنا كمان 

عثمت بلهجه يغمرها الوهن : لأ ياآمير ،  كفايه اللي حصل بينكوا مش هتقطعوا في بعض


    _ دلف فارس ومحاميه ومعه زوجته ،  شامخا بخطواته رافعا رأسه لأعلي ثم رمق أخيه بحده وكاد  ينصرف إلا أنه أستوقفه بصوت منفعل


آمير : دخول أمك للنيابه مش هيعدي بالساهل يافارس

فارس بنبره متحديه : انا مبدأتش ،  انا يدوب حافظت علي مراتي وراعيت الحق، وكنت متأكد أن أمي مش هتتسجن 


( عوده بالوقت للسابق ) 


فارس : متأكد يامكرم ،  يعني مش هيكون فيها سجن

مكرم بنبره واثقه : متأكد جدا ،  الأداره العامة هطالب بأقالتها بعد الدعوه اللي رفعناها والمسأله مش هتتعدي الكفاله

فارس قابضا علي فكيه : أنا مضطر أمشي وراك ،  لأن مفيش مخرج تاني أقدر أدعم بيه موقف رغد


( عوده للوقت الحالي) 


فارس متهكما : يعني برده كان هاممني مصلحة أمي ،  في النهايه أنا أبنها


   _حدجهم بنظرات مزدريه ثم سحب زوجته خلفه لتصاحبه ،  وقف آمير مسطشيطا من تحدي أخيه له ،  يعلم أنه علي صواب ..  ولكن ذلك العناد والتحدي الذي تملكه فجأه بدأ يثير حنقه..  لذا فقد رأي أنه من الجيد إيقافه بمحله حتي لا يتطور معه الأمر 


..................................................... 


   _ بعد أن قضيا ساعات طويله بالنوم أستيقظا سويا وقررا الخروج من المنزل ،  حيث أصر عليها فارس تناول وجبة العشاء بالخارج بأحد المطاعم الشهيره والراقيه ،  لم تجادله بل أستسلمت لرغباته وأنصاعت   له وشرعت بأرتداء ملابسها للخروج بصحبته في ليله لن تنساها . 


  _ بينما علي الجانب الأخر ،  قد أستعد آمير وأرتدي حُلته الرصاصيه الداكنه والتي تحمل شيئا بسيطا من اللمعان ،  ثم أرتدي رابطة عنقه السوداء وتأكد من أكتمال هيئته لحضور حفل تلك السيده التي فرضتها عليه الظروف ،  توجه نحو قصرها بتثاقل شديد ثم أندس حول المدعوين يتابع الجميع بصمت ..  فمنذ زمن لم يحضر مثل هذه الحفلات وخاصة لتلك السيده ،  وعندما كان بشروده غائصا به لمحه شهاب يقف وسط المدعوين فكاد ينفجر غيظا ..  فكيف لها أن تدعوه وهي تعلم مدي شدة العداوة والمنافسه بين أثنتاهم ،  جاهد لكبح غيظه وثورة غضبه ولكنه لم يفلح ،  حيث بدأ الأنفعال يغزو ملامحه


راندا : نورت ال party  بتاعتي ياآمير بيه

آمير ملتفتا نحو الصوت : شكرا ،  أعتقد دعيتيني لسبب معين يخص نور ،  ياريت تقوليه بسرعه لأن وقتي مش ملكي


   _ أشارت راندا بأصبعها لخادمتها التي كانت تقف بأحد الزوايا حتي حضرت لها علي الفور 


فاطمه : أمري ياست هانم

راندا موزعه نظراتها بين فاطمه و آمير : شوفي فين الولد اللي بيوزع المشروبات وهاتي واحد drink لآمير بيه

فاطمه : حاضر 

آمير بنبره مقتضبه : مش عايز ،  بطلت أشرب من فتره

راندا بنظرات خبيثه وهي ترفع حاجبيها بتعجب : بطلت!!  واضح إن نور كانت هديه غاليه أوي وأنا مش حاسه  

آمير وقد أحتدت نبرته : هتقولي عايزه أيه ولا أمشي

راندا مشيره بعينيها : شايف الست اللي كانت واقفه قدامك من دقيقتين دي ،  دي أم نور وبتدور علي بنتها 

آمير محدقا بصره بها : .......... 

راندا محاوله رسم أبتسامه زائفه علي مبسمها : نور اللي أنا أديتهالك من سنه وأنت كدبت عليا وقولتلي أنها هربت وطلعت لسه معاك


   ( عوده بالوقت للسابق ) 


 بعد أن قام آمير بتطليق زوجته أنضم لجماعات رجال الأعمال الذين يتجمعون ليتقامرون ( لعب القمار)  ويشربون ويستمتعون بوقتهم بطريقتهم الخاصه ،  كانت راندا رشيد هي السيده الأعلي صيتا وذياعا بين نساء المجتمع الراقي اللاتي ينضممن لاؤلئك الرجال ،  ولم تأخذ وقتاً طويلا في التعرف علي آمير كأحد الفرائس التي وجدت بها صيدا مغريا لها ..  فهو الأبن الأكبر لأحد عمالقة رجال الأعمال بمصر، كما أنه شاباً في ريعان شبابه وسيم الخُلقّه ذات ملامح شرقيه جذابه وبناء جسدي ضخم ..  لم تكن هي التي تروق له من نوعية النساء ،  فهو لم يجد ضالته بين وجوه الكثيرات سوي هي ..  وصيفتها الخاصه والتي كانت تعمل في قصرها لتنظيم ملابسها وتجهيزها وترتيب مواعيدها ،  فكانت لها ظلاً بكل مكان ..  فوجئت راندا بتلميحات آمير الغير مباشره عن هذه الوصيفه ومعاملته لها معامله خاصه،  فقررت الزج بها لمحيطه ..  بعد أن لغّمت أذنيها بحب ذلك الوسيم لها وأنه يريدها له ولكن أذمته العاطفيه تمنعه عن ذلك ..  شعرت نور بالعاطفه والشفقه تجاهه فبدأت بالتقرب منه عسي أن تساعده للخروج من يأسه ولكن كان هو من يسحبها إليه دون أن تشعر ..  يأتي بها لداخل مجاله ومحيطه حتي تمكن من نيلها ،  فأصبحت له لا لغيره ،  فقد أعتاد علي الأحتفاظ بأملاكه الخاصه بعيدا عن العيون حفاظاً عليها ،  أبت هذا الوضع معه ولكنه كان يقوي علي أخضاعها بحبها له ،  فقد أستخدم حبها سلاحاً حادا ضدها ..  ليجعل منها قطعه لينه طريه سهلة التشكيل ..  والحق أنه نجح بذلك وببراعه .. 


    ( عوده للوقت الحالي ) 


أصابه الذهول والصدمه عندما علم أن تلك السيده هي أم زوجته ،  ولكن ماذا ستفعل تلك الماكره ..  لابد وأنها تضمر السوء داخلها وإلا ما كانت لتناديه إليها ،  هل ستساومه أم تقوم بتهديده ..  فا بكل الأحوال أصبحت عودة نور لوالدتها أمرا لا يقبل النقاش خاصة بعد حملها بطفله الذي لطالما تمناه من الله ،  حدجها بنظرات جاده حازمه بعض الشيء ثم هتف بهدوء


آمير : قولي من الأخر عايزه أيه 

راندا ببرود مثير للأستفزاز : رجع البنت لأمها ،  لأنها من ساعة ما شافتكوا وهي حالفه تقتلها ومش بعيد تقتلك أنت كمان

آمير متمعنا النظر بتلك السيده وهو تخطو صوبهم : مينفعش ،  بقت مراتي وأم أبني ..  أسكتي عشان جايه

فاطمه أتيه من الخلف : أتفضل سعاتك

آمير مدققا النظر لها  :.......    


    كانت تشبه أبنتها كثيرا  ،  بل الأحري أن أبنتها هي التي تشبهها ،  دقق النظر إليها ثم أصرف نظره عنها ونظر للكأس الموضوع بيده ثم هم يرتشف منه بضع قطرات قليله


راندا بملامح جاده : مراتك وأم أبنك كمان!!  ومخبي ليه كل ده

آمير : مكنش جه الوقت المناسب، بس متهيألي قرب الوقت ده وهعلن قدام الكل 

راندا رافعه حاجبيها : أنا أسمي لو جه في أي موضوع أو...... 

آمير مقهقها بصوت مرتفع دوي وسط المحيطين : قولي كده بقي ،  أنتي جايباني عشان خايفه علي نفسك ،  عموما متخافيش عمري ما هفضحك ولا هقول أنك كنتي بتشغلي عندك بنات صغيرين في السن وتزقيهم علي رجال الأعمال عشان المصلحه تمشي ،  ولا هعد عدد ضحاياكي كام ،  واللي مراتي من ضمنهم ..  لو جايباني عشان كده يبقي متقلقيش من ناحيتي ،  بس خلي بالك أن ريحتك فاحت وطلعت يا...  راندا هانم

شهاب بنبره أجشه : هو أنتي معندكيش ضيوف غير آمير بيه بس ولا أيه يامدام راندا 

آمير متجرعا من كأسه : متقلقش ياشهاب بيه ،  مش هاخد منك الجو ..  أنا لسه كنت هستأذن وأمشي عشان مش فاضي ،  وهسيبكوا أنتوا وضيوفكوا براحتكوا..  عن أذنك 


   _ توجه نحو المنضده الصغيره ثم وضع عليها الكأس وذهب بأتجاه باب القصر الرئيسي للأنصراف ،  أستقل سيارته ثم نزع عنه سترته ورابطة عنقه وقد كاد يختنق ..  ثم أمسك بستره أخري مغلفه كانت في المقعد الخلفي من السياره وأزاح عنها غلافها وأرتداها،  ثم أدار المقود لينطلق خارج حدود قصرها.  


   _ بعد وقت ليس بطويل من القياده توقف أمام أحد البوابات وأصدر بوق سيارته لكي ينفتح له الباب الحديدي ثم يمرق للداخل ويصف سيارته..  ترجل عنها ثم وقف أمام البنايه يتأمل اليافطه البيضاء المعلقه ومنقرش عليها أسم المشفي ،  أجل أنه بالمشفي التي تجلس بها طليقته وقد أنتوي الحديث معها ليتعرف علي الحقيقه كامله ..  ولكن كان مجبراً علي لقاء الطبيب المعالج أولا للتعرف علي مدي السوء الذي وصلت إليه الحاله


الطبيب سائرا معه بالرواق المزدان بالرخام الأبيض اللامع : للأسف دي ما بقول لحضرتك ،  من ساعة وصولها مفيش تقدم في حالتها نهائي ..  ورافضه وجود حد في الأوضه بتاعتها حتي 

آمير فاركا يده بتوتر :أنا متأكد أن حواري ده معاها هيكون سبب مؤثر جدا عليها ،  ياريت توافق ومش هتندم

الطبيب بتفكير : أنا مش ممانع ،  بس حاول متزكرش الماضي كتير قدامها لأن مجرد التفكير في حادثة بنتها بتخلي عندها حاله من الهياج غير طبيعيه وبنضطر لأستخدام المهدئات عشان نخليها تهدي 

آمير : متقلقش

الطبيب مشيرا بيده  : ده أوضتها ،  هسيبكوا شويه مع بعض وهمر عليكوا تاني


   _ دلف آمير بحذر للداخل ليجدها جالسه علي فراشها تضم ساقيها لصدرها ومنشغله بالحك في ملابسها حتي أنتبهت لوجوده ..  دققت النظر به فأرتجف جسدها عندما تعرفت عليه وسحبت الملأه البيضاء ودثرت نفسها بها وكأنها تحاول حماية نفسها منه ،  أقترب منها ثم جلس علي المقعد المعدني المجاور لها وتأمل تفاصيل وجهها التي تبدلت للذبلان ،  فعينيها محاطه بهاله سوداء وبشرتها شاحبه مصفره بعض الشئ ،  شعر بأرتجافها فوضع كفه علي ذراعها وضغط عليه برفق وهو يهمس 


آمير : متخافيش ،  أنا آمير ياهند ..  فاكراني  ،  آمير حبيبك 

هند وهي تتراجع للوراء  :...... 

آمير : قولتلك متخافيش مني ،  أنا عمري ماأقدر أذيكي أنتي بالذات ..  أهدي 


   _ ذهب الطبيب لحجرته بعض أن قام بالمرور علي بعض المرضي ثم بدأ يلقي بالأوامر علي أذني الطبيبه المساعده له ،  في هذا الحين هرعت إليه أحدي الممرضات تنطق في رعب  وفزع جلي


الطبيب : فاضل نص ساعه ومعاد الزياره يتقفل ،  عايزك تبلغي الأمن يمر علي....... 

الممرضه دالفه للحجره بسرعه : ألحق يادكتور ألحقنا مصيبه 

الطبيب ناهضا عن مكانه بفزع : في أيه!؟ 

الممرضه بنبره مذعوره : المريضه اللي في الدور التاني سعاتك أوضه 120 سمعنا صوت صويت عندها ولما الأمن جه أكتشفنا أنها أشتبكت مع الزائر اللي بيزروها وهو ضربها يادكتور، ضربها 

الطبيب مهرولا : هي  ليله مش فايته ...........


~  وكر الملذات ~


    ( الفصل العشرون ) 


   _ فعل كل ما بوسعه ويزيد لكي يبث داخلها قليلاً من الطمأنينه حتي يستطيع الحصول علي أجابات مقنعه حول ما ينتوي سؤالها عنه ،  ولكنه لم ينجح البته ،  فقرر عدم إهدار الوقت عبثاً وفتح الحديث معها علي الفور ... 


آمير بنظرات متفحصه : أنتي ساكته ليه ياهند ،  بقولك مراتي حامل مني ..  وأنا سليم ،  أزاي ده حصل 

هند مشيحه بصرها عنه بأنفعال :............ 

آمير ملتقطا أنفاسه بأختناق  : يعني أنا كنت بخلف من الأول بس التحليل نتيجته غلط ..  يعني سيبتيني علي الفاضي 


   _ حاول أستثارة شعورها لكي تتجاوب معه فتطرق بالحديث لمنحدر أخر يخص زوجته 


آمير : بصراحه نور مش مخلياني محتاج أبص بره ،  رغم أن ضلك فضل ملازمني فتره ..  لكن كل حاجه رجعت زي الأول وأحسن ،  لما عرفت أنها حامل في أبني كنت هموت من الفرحه و.... 

هند مقاطعه حديثه ،  وقد بدأت نيران الحقد تتأجج بداخلها : أنت بتسمعني يومياتك أنت ومراتك ليه ،  جاي عايز مني أيه ،  مش كفايه بنتي اللي راحت مني..  جاي تشمت فيا وتقولي ان مراتك حامل

آمير وقد شعر ببعض الأنتصار : أنا مش شمتان ،  أنا جاي أوريكي كل واحد فينا بقي فين ومع مين ،  جاي أبلغك أني مش عاجز

هند بنبره متوتره : عارفه


   _ كانت لهذه الكلمه ذات الحروف الخمس أثرها البالغ في تكوين علامات الأستفهام والتعجب علي وجهه ،  تعرف!!  كيف تعرف وماذا ..  أقترب من فراشها بحذر ثم هتف بنبره هامسه


آمير  : عارفه أيه بالضبط !؟ 

هند بقهقهه ساخره : عارفه 

آمير وقد زاد توتره : هند ركزي معايا ،  هو أيه ده اللي تعرفيه؟ 

هند مسلطه حدقتيها عليه : عارفه إنك مش عاجز 


    _ حدق بها قليلا ثم تنحنح لتحريك الكلمات التي علقت بحلقه ثم هتف بنبره حكيمه مزيفه


آمير : وعرفتي أزاي؟ 


  _ نظرت لباب حجرتها ثم جابت ببصرها المكان وكأنها تتأكد من عدم وجود أحدهم ليتلصص عليهم ثم نظرت إليه وأقتربت لتهمس له


عند : عارفه ،  ماأنت أصلا مش عاجز

آمير مبتلعا ريقه بصعوبه : ........... 

هند مضيفه : اا انا ،  انا اللي خليتهم يبدلو العينات في المعمل ..  ايوه أنا عملت كده ، وخليتهم يغيرو النتيجه 

آمير  وشعور القهر يسيطر عليه : أنتي !!!  طب ليه ..  ليه ياهند

هند بنظرات حاقده : عشان أتجوزو ،  ماهو قالي لو أطلقتي من جوزك هتجوزك ..  كان لازم أبيعك  ،  عشانه ..  أيوه عشانه هو 

آمير فاغرا شفتيه من هول الصدمه  :.......... 

هند وهي ترمش بعينيها وترجع بجسدها للوراء : بس هو باعني ،  أه باعني ..  هو بنتي باعوني وسابوني هنا ..  شوفت بقي ،  أهو باعني زي ما بيعتك  ،  بس أنا كنت بحبه اوي ،  زي ماأنت كنت بتحبني


  _ أقتربت منه مره اخري وقد أرتسمت علي وجهها أبتسامه بلهاء 


هند : بس انا عارفه ،  عارفه أنك بتحبني لسه ..  اه عارفه .. بس هو مبقاش يحبني بعد بنتي ما راحت 


   _ لم يستطع كبح أنفعالاته أكثر من ذلك ،  فنهض عن مكانه بتشنج وجذب خصلاتها بين يده وكاد يقتلعها من جذورها ..  في حين كانت هي تقهقه عاليا كلما زاد من قبضة يده عليها وكأنها أعتادت علي الألم وأصبح جزءاً منها ،  صفعها صفعه قويه وهو يسبها بأقذع الألفاظ ،  فكانت صفعته مدميه لها حيث سالت الدماء من شفتيها علي أثر صفعته ..  آلام السنوات الماضيه وعبئ العجز الذي حمله علي أكتافه ثلاث سنوات مضت أخرجه علي شكل صفعه ..  قامت بغرز أظافرعا بيده وظلت تخدش كفه بيدها حتي تخلصت من قبضته ثم نهضت عن الفراش فجأه وبقوه وأنقضت عليه وكأنها أنثي الأسد المفترسه ..  جاهدت لتشويه وجهه بأظافراها بكل حقد ولكنه نجح بكبح قبضتها والسيطره عليها ،  تعالت أصوات صراخها وصوته الجهوري المنفعل وهو يصرخ بها حتي تسبب في دخول الأمن للحجره لينزعوهم عن بعضهم البعض بأعجوبه 


الطبيب بنبره صارمه :أيه اللي حضرتك عملته ده ياأستاذ ،  أنا أعتقدت أنك هتساعدنا مش تقوم بالتصرفات الهمجيه دي

آمير وقد أستشاط غضبا : أنت مبتشوفش ولا أيه ،  مش شايف عامله فيا أيه ،  دي خلاص فيوزاتها أتحرقت مش أضربت وبس 

الطبيب : كان ممكن تبعت تستعين بالممرضه بتاعتها ،  لكن متتعاملش معاها بالوحشيه دي ..  المره الجايه لو جيت تاني لزيارتها أنا مش هدخلك 

آمير مشيحا بيده وهو ينصرف من أمامه : ياشيخ ،  أنا مش عايز أشوف خلقتها تاني ،  أتقرفت


    _ توجه للخارج وهو ينفض عن سترته بقايا الأتربه التي ألتصقت بها بسبب سقوطه علي الأرضية عندما هاجمته ..  أستقل سيارته مش أنتقل بها بعيدا عن هذا المكان البغيض ،  ظلت كلماتها تترد بأذنيه لا تتركه ..  إذا هو ليس بمريض وتلك كانت خدعتها للتخلص منه ،  ولكن لماذا ،  لم يُجرم بحقها يوما بل أحبها بشده فقط ..  

أطبق جفنيه بقوه وظل يضغط علي المقود ..  أراد أن يبكي يصرخ ولكن الدموع لم تعرف طريقها لعينيه . 


............................................................................. 


   _ قرر فارس السفر بزوجته يومان خارج القاهره لينعما معا بجو أكثر متعه وخصوصيه بعيداً عن كل المحيطين ،  قررا سويا الفرار مش كل مشاكلهم ليومان لايستذكرا بهما سوا وجودهما معا ..  فاأصر فارس علي أعداد حقيبة السفر معها ،  فوقفا أمام الفراش يصفان الملابس داخل الحقيبه الكبيره فتعمد هو الألتصاق بذراعها المكشوف لتعتلي الأبتسامه ثغرها وتبتعد عنه لتحضر باقي ملابسها من الخزانه فتوجه خلفها ..  وقفت تنتقي بعض القطع في حين جاء من خلفها محاوطها خصرها بذراعه وكأنه يحضر شيئا من الخزانه حتي ألتصق بها ،  فألتفتت برأسها أليه لتصطدم شفاها بشفتيه ويقبلها بشغفٍ معهود منه ..  بادلته شوقه لها ثم أبتعدت قليلا وهي تهتف


رغد : كده مش هنخلص النهارده  

فارس وقد أتسعت شفتيه بأبتسامه ساحره : لا مش هنخلص

رغد وقد توهج وجهها أحمرارا : طب متضحكش كده 

فارس مداعبا أنفها بأنفه : ليه هه ،  ليه ليه

رغد بقهقهه صغيره : عشان ضحكتك أسري

فارس بهيام : ياااااالله ،  طب بس بس متكمليش ،  أحسن أنا بدوخ من كتر الكلام الحلو ده

رغد : طب خليني أكمل الشنطه  

فارس غامزا لها : تؤ  ،  أحنا بقي هنعمل حاجه أحسن من الشنطه 

رغد بأستسلام للمساته : .................. 


......................................................................... 


   _ لم يطيق الذهاب إليها  ''  نور  ''  شعر أنه بحاجه للوجود بمفرده ليتعقل الأمور ويهدئ من حالة الهياج العصبي التي أصابته بعد تلك الحقيقه المُرّه ..  فذهب للقصر وصعد غرفته منغلقا علي نفسه حتي الصباح ،  لم يذق الراحه في ليله..  حيث مدد جسده على الأريكه وغلبه النعاس علي هذه الوضعيه حتي الصباح .. 

في هذا الحين كان فارس في طريقه لقضاء عطلة شهر العسل بأحد الأماكن التي أختارها خصيصا لأجلها ،  يدعي هذا المكان ''  بساطه  '' وﻳﻌﺘﺒﺮ  ''  بساطه  ''  ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺷﻬﺮ ﻋﺴﻞ ﻣﻤﻴﺰ، ﻭﺍﺳﻤﻬﺎ " ﺑﺴﺎﻃﺔ " ﻟﺒﺴﺎﻃﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻮ ﺑﺴﻴﻂ ﻭﺧﻼﺏ يخيم عليه سحر الطبيعه ، ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺃﻛﻮﺍﺥ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﺼﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻤﻰ ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻀﻴﻒ ﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﻷﻯ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﻓﻰ عطلة ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻌﺴﻞ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻧﻮﻳﺒﻊ ﻃﺎﺑﺎ،  لم يخبرها بالمكان الذي يصطحبها له بل أصر علي جعل عينيها تتشوق للجمال الطبيعي الذي تراه  ..  

وبعد وصولهم كانت لها مفاجأه بحق ،  حيث أستأجر كوخاً يطل علي البحر ويبعُد عن باقي المساكن السياحيه ،  أمام الكوخ يوجد العديد من الأحواض البيضاء الدائريه التي تصتف فوق بعضها و التي تصب المياه من الآبار مباشرة ..  كانت زُرقه المياه تتعانق مع صفاء السماء وخيوط قرص الشمس الذهبي لتضفي علي المكان جمالاً لا يقاوم ..  كما أنتشرت الأشجار والمزروعات الصغيره حول الكوخ  ،  جابت بعينيها المكان بأكمله حتي شعرت براحه نفسيه تجتاجها ،  أستنشفت رائحة البحر وهي تستمع لصوت أمواجه التي تتضارب علي الشاطئ ذهابا وإيابا ،  مع صوت حفيف الأشجار ثم نظرت له بأعين غير مصدقه وهي تهتف


رغد : أيه المكان ده ،  روعه جدا 

فارس رافعا نظارته الشمسيه عن عينه : مش قولتلك مفاجأه ،  أيه رأيك بقي ..  أنا جيت هنا مره واحده بس ومن ساعتها وأنا قولت تاني مره مش هكون لوحدي

رغد بنظرات منبهره : جميل أوي أوي يافارس

فارس مشيرا بيده للكوخ  : أحنا هنقعد هنا ،  المكان جوه هيعجبك جدا ،  تعالي معايا


  _ أصطحبها للداخل لتري الكوخ ،  حيث كان مكون من طابقين ،  الطابق الأول حجرة الجلوس وحجره للطعام والحمام والمطبخ ،  والطابق العلوي غرفتين للنوم وحمام ملحق بأحد الغرف..  أما عن ''  الروف  ''  كان يحتوي علي طاولتين من الخوص القاتم وعددا من المقاعد ،  وزينت حروف  ''  الروف  ''  بأواني الزرع الفخاريه التي زُرع بها الأزهار البريه بألوانها مما أعطي عطراً طبيعياً للمكان 


رغد : هو أحنا هنقعد هنا قد أيه 

فارس محتضنا أياها من الخلف : زي ماأنتي عايزه ياماستي ،  لو عايزه العمر كله نعيشه هنا معنديش مانع

رغد مستنده برأسها علي صدره : ياريت كان ينفع ،  لكن شغلك في مصر 


   _ نفخ بأنفاسه علي وجهها فأغمضت عينيها وعلي مبسمها أبتسامه واسعه ،  فهتف بنبره هامسه


فارس  : خلاص هقولك علي حاجه ،  مش مشكله كل فتره ناخد يومين تلاته أجازه ونيجي هنا ،  عشان الشغل ميتعطلش

رغد : موافقه ،  وأنا مش طماعه


............................................................................. 


    _ ضرب بيده علي سطح المكتب ثم نهض عنه بأنفعال واضح وألتف حوله ليقف أمام المحامي الخاص به بالشركه ،  رمقه بنظرات مهينه قبيل أن يردف


آمير : أنت أتجننت ولا أيه ياربيع

ربيع وهو يهز كتفه : والله ياأستاذ آمير ده اللي حصل ،  أحنا وقفنا المشروع فعلا لكن أتفاجنا أنه رجع يشتغل تاني وبمعدل أسرع ،  يعني بقي في نبطشيتين عمال يافندم

آمير بنبره محتده : وأنا فين وكلمتي فين ،  أنا قولت مشروع الكومباوند ده هيتوقف وميشتغلش غير بأمر مني


   _ طرق  ''  مكرم  ''  باب الغرفه طرقات خفيفه ثم دلف ليجد آمير في ذروة غضبه ،  فتقدم نحوه بخطوات ثابته ثم هتف 


مكرم : حضرتك طلبتني؟ 

آمير بنظرات حانقه : مديرك فين ؟ 

مكرم : البشمهندس سافر هو ومراته من كام يوم عشان يقضوا  ''  honey moon  ''   عقبال حضرتك

آميره بلهجه حازمه ونبره مرتفعه : ولما الباشا مسافر مين بيدير المشروع وازاي تشتغلوا فيه بعد ما قولت لأ

مكرم بلهجه هادئة نسبيا : المهندس عامر هو اللي بيشرف عليه بموجب التوكيل اللي معاه ،  وكل الأوامر بتوصلنا من المهندس فارس أول بأول

آمير باأبتسامه ساخره من زاوية فمه : طب أسمع بقي ،  المشروع ده مش هتتحرك فيه طوبه واحده تاني من النهارده ،  لأ ..  من دلوقتي وتبلغ مديرك بكده ..  واللي هيفكر يعارض أمري أنا هرفده رفد قاطع ملهوش رجوع

مكرم قابضا علي فكه : هبلغ البشمهندس بالكلام ده ،  ونشوف هو هيقول أيه

آمير بنبره محذره  : ميخصنيش تبلغه  ولا لأ ،  المهم عندي مفيش شغل علي المشروع ده تاني ..  وأتفضل علي مكتبك 


  _ توجه مكرم للخارج وهو يسب ويلعن بسره ،  فماذا هو بفاعل الآن ..  عليه التواصل مع فارس بأسرع وقت ممكن ،  فإن إهدار الوقت ليس من مصلحة الجميع 


.......................................................................... 


    _ كان الغروب قد سيطر علي المكان بألوانه البرتقاليه ذات الحُمره الهادئة في حين كانا يجلسان علي الرمال الناعمه الذهبيه أمام البحر ،  حيث راحت الأمواج تتخبط بقدميهما مع حركة المد والجزر ..  طال الحديث بينهم إلي أن قطع حديثهم رنين هاتف فارس ،  فأخرجه من جيب بنطاله القماشي ثم نظر لشاشته وظغط عليه للرد


فارس : الو  ،  أزيك ياعامر 

عامر بنبره مقتضبه  : الحمد لله يافارس ،  انتوا عاملين ايه؟ 

فارس ناظرا إليها والبسمه علي ثغره : أحنا كويسين الحمد لله ،  أنت مال صوتك؟ 

عامر بتنهيده : آمير  ،  آمير وقف المشروع تاني وهدد مكرم بالرفد 

فارس ذافرا أنفاسه متأففا : وبعدين في الوش ده بقي 


   _ نهض من جوارها وخطي بقدمه عائدا للكوخ ،  ثم هتف بنبره خافته 


فارس : آمير فاكر أنه كده بيلوي دراعي عشان وقفت قدامه ،  بس هو ناسي أن المشروع اللي عايز يتحكم فيه ده أصلا شغال علي أرضي أنا ..  أنا في فدماغي فكره هنفذها بمجرد ما هنزل مصر إن شاء الله ،  الفكره دي آمير اللي أجبرني عليها ومفيش قدامي غيرها

عامر عاقدا حاجبيه : فكرة أيه؟ 

فارس : مضطر أفصل نصيبي عن نصيبه 

عامر  : هه ....... 

......................................................................


      _ هبطا سويا من البنايه في حين كانت هي متأبطه بذراعه تتراقص الفرحه بعينيها ،  فتح لها باب السياره لتستقل المقعد الأمامي ثم ألتف ليأخذ مكانه خلف المقود


آمير ناظراً إليها : أدينا أتجوزنا عند مأذون شرعي زي ما طلبتي

نور باأبتسامه صغيره : ناقص الناس كلها تعرف أني حرم آمير مهران

آمير بلهجه ساخره : تحبي أعمل أعلان في الجرايد والمجلات

نور رافعه حاجبيها : ليه لأ ،  المفروض إني هظهر معاك بعد كده

آمير وهو يمط شفتيه بأعجاب : ليه لأ!؟   زي ما تحبي ..  أنا عن نفسي معنديش مانع

نور ملتقطه أنفاسها بأريحيه  :..... 

آمير ضاغطا علي المكابح : ودلوقتي هاخدك عند ماما عشان تشوفك وتتعرفي عليها

نور مبتلعه ريقها بثبات : ماشي ،  ربنا يستر 


........................................................................ 


   _ كانت تجلس علي فراشها مدثره بغطاء مبطن سميك ملمسه ناعم وثير تغوص فيع أصابع اليد ،  يبدو علي وجهها الأرهاق وقد برزت أثار التجاعيد علي وجهها وأسفل عينيها ..  نظرت لأحدي صورها المعلقه علي الحائط والتي كانت تتكرم بها من وزير التضامن الاجتماعي علي جهودها للنهوض بدار الرعاية المتكاملة  ،  أطبقت علي جفنيها بحسره وأستندت علي ظهر الفراش برأسها لتشعر بدوار قد بدأ يصيبها حديثا علي أثر الضغط المرتفع ..  مدت يدها صوب الكومود ثم سحبت أحد الزجاجات البلاستيكيه الصغيره التي تحوي أقراص طبيه بحجم الحمصه ثم دست أحدهم بفمها وأرتشفت ورائها بعض المياه ،  ليدخل إليها أبنها الأكبر 


آمير : ماما ،  عامله أيه النهارده

عثمت بلهجه ممتغضه : كويسه

آمير مقتربا منها : مش باين ،  وشك عجز 20 سنه زياده ..  ليه كل ده ياست الكل ،  أعتبري أنك أخدتي أجازه من التعب والقرف ده 

عثمت بتنهيده  : كل اللي عملته السنين اللي فاتت راح هدر 

آمير مربتا علي كفها : كله بيتعوض ياحبيبتي  ،  عايزك تلبسي وترجعي قمر زي عادتك عشان مرات أبنك تحت مستنيه تشوفك

عثمت ملتفته برأسها نحوه : أنت جيبتها؟ 

آمير بنظره متوجسه : اه ،  ياريت بعد أذنك تتعاملي كويس و..... 

عثمت بلهجه آمره : أنزلها وأنا هغير هدومي وأحصلك

آمير قابضا علي شفتيه : طيب


    _ حك طرف ذقنه بقلق ثم توجه للخارج في نهضت هي وتوجهت نحو للمرآه تنظر لهيئتها ..  ثم توجهت صوب الخزانه لترتدي ثوبا مكون من بنطال ذات فتحه متسعه ويعلوها ستره قماشيه أرجوانيه من أسفلها كنزه بيضاء ..  جلست أمام المرآه ثم وضعت بعض المستحضرات التجميليه لتفتيح البشره وأزالة التجاعيد ثم مشطت شعرها الأحمر القصير وأنطلقت للأسفل 


نور بتهكم :  يعني أنت جايبني هنا عشان تحرق دمي 

آمير بعدم أهتمام : أنا مقولتش كده ،  أنا قولت لو قالتلك حاجه زعلتك أعتبريها متقالتش ،  وأسكتي عشان هي نازله


   _ نظرت نور لهيئة تلك السيده الوقور التي تظهر الحده في قسماتها في حين تفحصتها عثمت من رأسها وحتي أخمص قدميها ثم أقتربت منها لتسلط التركيز علي وجهها ،  في حين بادرتها نور ومدت يدها لمصافحتها 


نور : أزي حضرتك؟ 


  _ تجاهلت عثمت يدها الممدوده ثم توجهت لأقرب مقعد وجلست عليه وأشارت لها بالجلوس،  عبس وجهها ''  نور  ''  لتلك البدايه الغير مبشره ثم جلست وهي تتأفف بصمت


عثمت : أسمك أيه؟ 

نور : أسمي نور ،  نور حسن الشافعي

عثمت لاويه شفتيها : زي ما توقعت بالظبط ،  أنتي بقي متجوزه أبني من قد أيه؟ 

نور بأرتباك ملحوظ : اا من حوالي ا... 

آمير بلهجه سريعه : من 5 شهور تقريباً 

عثمت شابكه أصابع كفها : وياتري وقعتي أبني أزاي وقابلتيه فين؟ 

آمير مطبقا جفنيه : مامااا ،  نور كانت السكرتيره الخاصه بتاعتي مش أكتر 


  _ نظرت له نور بذهول ثم حاولت التغلب علي ملامح الأندهاش التي غزت وجهها ثم عاودت النظر مره أخري لوالدته التي كانت تتفحص ملامحها ثم هتفت بنبره ماكره 


عثمت : مع أن مش دي الحقيقه لكن هعديها 


   _ حضرت رتيبه مطرقه رأسها لتهتف


رتيبه : تحبوا تشربوا حاجه ياآمير بيه

عثمت :  أعملي عصير فريش ،  عشان مدام نور محتاجه تتغذي كويس ..  شكلها مش مهتميه بصحتها

رتيبه : حاضر ياعثمت هانم ،  عن أذنكوا

آمير حاككا طرف ذقنه : أحنا مش هنطول ياماما ،  يعني ملهوش لزوم العصير 

عثمت ناهضه عن مكانها : لا لازم ،  أنا هجيب حاجه ورجعالكوا تاني

نور وهي ترمقها بنظرات حانقه  : والله أخوك أستريح لما ساب البيت

آمير بنظره حاده : نور ،  خلي بالك من كلامك ومش عاوز تجاوزات

نور مشيحه بصرها للجانب الأخر : شكلها عقربه أصلا

آمير مضيقا عينيه : بتقولي حاجه؟ 

نور بتأفف : بقول عايزه أروح ،  أتخنقت 

آمير راجعا بظهره للخلف مستندا بمرفقه علي ذراع الأريكه : أصبري لما ترجع


   _ دلفت عثمت للمطبخ لتجد ''  رتيبه  ''  تسكب عصير البرتقال الطازج بالكأس الزجاجي المطعم بالذهب ،  فهتفت بلهجه آمره 


عثمت :هاتي لآمير عصير الجوافه بالموز اللي بيحبه

رتيبه : حاضر 


   _ أنصرفت رتيبه لتحضر كأسا أخر تضع به مشروب آمير ،  في حين أخرجت عثمت قنينه زجاجيه صغيره من جيب سترتها ثم قطرت بكأس نور بعض القطرات وخبأت الزجاجه مره أخري


رتيبه : حضرتك هتشربي حاجه؟ 

عثمت  : لأ مش دلوقتي ،  هاتي الصينيه وتعالي ورايا


   _ خرجت عثمت وخلفها رتيبه حامله كؤؤس المشروبات ،  وقفت عثمت أمامهم ثم أشارت بيدها لرتيبه لتضع الصينيه علي المنضده الخشبيه


عثمت : حطيه هنا وروحي أعمليلي قهوه

رتيبه : تحت أمرك ياهانم

عثمت جالسه أمامهما : أتفضلوا أشربوا

آمير ملتقطا كأسه : أكيد دي جوافه بالموز

عثمت باأبتسامه هادئه :....... 

آمير ملتقطا كأس البرتقال : خدي أشربي يانور 


   _ ألتقطت منه الكأس وبدأت ترتشف منه بهدوء ..  لن تنكر أنها كانت بحاجه لسعرات حراريه لتعويض ما فقدته علي أثر القلق والتوتر ،  حتي أنهت أكثر من نصف الكأس في حين كانت عثمت تراقبها بصمت ،  شعرت برغبه شديده في التقيؤ وقد بدأت معدتها بحركه غير طبيعيه وكأنها تنقبض وتنبسط كنبضات القلب ،  تحاملت علي نفسها حتي لا تُظهر ذلك ولكن لم تستطع أكثر من ذلك ..  حتي نهض آمير عن مكانه وأغلق سترته وهو يهتف


آمير : مش يلا يانور 

نور ناهضه عن مكانها ممسكه ببطنها : اا ا ه 

آمير ناظرا لها بتوجس : في أيه ،  مالك ؟ 

نور وهي تعض علي شفتيها من التألم : مش عارفه ،  معدتي فيها حاجه مش طبيعيه  اااه 

آمير ممسكا بها : طب أقعدي أستريحي طيب

نور بصراخ : ااااااه  ،  مش قادره ،  بطني بتتقطع ااااااااه 

آمير

يتبع 



الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الخامس والعشرين من هنا




تعليقات

التنقل السريع
    close