رواية وكر الملذات الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر بقلم الكاتبه ياسمين عادل حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
![]() |
رواية وكر الملذات الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر بقلم الكاتبه ياسمين عادل حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
_ مر بذهنها ذكري طرد والدته لها وتهديدها الواضح والصريح إذا ما أقتربت منه ، شعرت بعواطفها الجياشه تنطلق نحوه .. ولكنها تأبي ذلك ، فمصيرها المجهول ينتظرها ولا يجب عليها الأجتماع به تحت إي ظرف .. أفاقت على صوته ونبرته الحانيه وهو يهتف
فارس : ليه بتهربي مني؟
رغد مستجمعه رباطة جأشها : مفيش حاجه بينا عشان أهرب
فارس متقدما نحوها : لأ في
رغد مشيره بيدها ليتوقف : أقف يافارس ، مينفعش.. أحنا مينفعش نجتمع في مكان واحد
فارس بنبره يملأها التحدي : أحنا مننفعش نكون غير مع بعض
رغد بتنهيده مريره : فارس أرجوك
فارس مشيرا للخارج :تعالي معايا ، أحنا لازم نتكلم في مكان تاني غير هنا ، ومتحاوليش ترفضي لأني مصمم
_ وجه فارس بصره نحو ( حسن) ثم قال
فارس : أنا متشكر جدا ياحج
رغد رافعه حاجبيها بأندهاش : هوو.........
حسن باأبتسامه هادئه : ربنا يهديكم يابني
فارس : معلش هي هتسيب الشغل هنا خلاص و...
رغد محدقه به : لأ ، لو هاجي معاك هاجي عشان نتكلم مش عشان هرجعلك
فارس جاذبا أياها بهدوء من مرفقها : هنشوف الحكايه دي بعدين ، عن أذنك ياحج
حسن : في أمان الله يابني
_ جذبها بهدوء حيث أنصاعت لرغبته ، بل الأحري أنها أنصاعت لرغبة قلبها الذي أراد الوجود جواره .. تستمد قواها التي أستُهلكت منها وتحاول أن تستجمع شتات عقلها وترد الروح إلي قلبها . . صعدت لمقعد السياره الأمامي بعد أن فتح لها الباب ثم صعد هو الآخر خلف المقود لينظر لها نظرات عاشقه جائعه للنظر أليها ثم نظر أمامه وقاد سيارته.
.........................................................
_ جلست عثمت بحجرة الجلوس وأخذت تتصفح أحد المجلات النسائيه الشهيره ، تتابع أخبار الموضه والأزياء.. فأختطف بصرها صوره لرغد تأخذ حجم صفحة كامله بالمجله وإعلان مكتوب عنها لأي شخص يجدها أو يتعرف علي شكلها أن يقوم بالأتصال علي الرقم المدون .. دققت النظر في هذا الرقم المدون وتعرفت عليه.. حيث أنه كان أخد أرقام أبنها فارس ، جحظت عينيها ونهضت عن مكانها بتشنج ثم قذفت المجله من يدها وهي تصرخ بنبره هائجه
عثمت : لييييييييه كده يافارس ليييه ، بتعصي أوامري أنا وتجري ورا حتت البت دي ليه .... أنا مينفعش أفضل واقفه كده مينفعش لازم أتصرف
..........................................................
_ توجه بها إلي حيث كانا يجلسون دائما ، ولكن لأول مره يذهب بها لهذا المكان صباحا ، ظلت تنظر لبريق النيل وحركته الساكنة وتسلُط الخيوط الصفراء الذهبيه عليه .. كانت تتلألأ حركته متأثرا بسطوع الشمس علي سطحه ، ظل يشكو إليها من نفسه ويروي لها عذاب قلبه بتلك الأيام الذي أفتقدها فيها، أما هي فظلت صامته تجيبه بعبراتها اللؤلؤيه التي تنسال بصمت وهدوء ، لم يتحمل صمتها ذلك طويلا فصاح بها قائلا
فارس : رغد ، ردي عليا متسيبينيش أكلم نفسي
رغد متأمله قسماته :..............
فارس مبتلعا ريقه : أنا مش هربط حياتي بأمي يارغد ، أفهمي ده.. أنا هتجوزك غصب عن إي حد
رغد بنبره متعجله : مينفعش .. محدش هيوافق وهيفضل الكل واقف في وشنا ، وأنا شبه الغصن العاجز اللي هيتكسر بأقل شد.. معنديش طاقه ولا عندي قوه أواجه وأحارب
فارس بنظرات محتويه : أنا قوتك ، أنا اللي هكون جمبك ومش هسمح لحد أنه يمس طرفك بكلمه
رغد بدموع :...............
_ أمسك كفها وضمه بين راحتي يده ، قبّله بحنو ثم قبض عليه ليبث فيها الطمأنينة والأمان ثم أمسك بخصلتها المتدليه علي كفها ولفها علي أصبعه وهو يقول
فارس : خليكي واثقه أنك طول ماأنتي معايا هتكوني في أمان ، تبتي فيا ومتسيبنيش ياماستي ، من غيرك هكون عاجز .. هسيب نفسي عشان أنهزم ، وهدمرني بالبطئ وكأنه أنتقام مني
رغد مطرقه رأسها للأسفل : مامتك مش هتسيبني في حالي و.......
فارس : أنتي هتكوني مراتي فاهمه يعني أيه ، يعني أنا المسؤل عن حمايتك حتي من نفسي ، ثقي فيا وبعد كده كله يهون
رغد :............
فارس بملامح متسائله : معايا؟
_ أومأت رأسها أيجابا وكأنه الموافقه علي بداية حرب شرسه ، لابد وأن يكون بها خسائر حتي تظهر لذة الأنتصار ... نهضا عن مكانهم وتوجه بها نحو تلك البنايه العتيقه التي كانت تمكث بها لكي تحضر حوائجها منها.. وما أن رأي المكان وتأمله حتي شعر بغصه داخله.. فهي كانت تمكث بهذا المكان لأيام ، فما بالك بأهالي المكان كيف يطيقون الجلوس به .. تحامل علي نفسه وصعد معها درجات السلم المتهالكه والمنكسر بعضها حتي وصلا للطابق الموجود به ( البنسيون) .. خطت بقدمها للداخل لتجد تلك العجوز ( راويه) ترمقهم بنظرات متفحصه ، ثم نهضت عن مكانها بتثاقل وتوجهت صوبهم وهي تمط شفتيها للأمام بتهكم ثم أردفت بنبره ساخره
راويه : وده مين أدلعدي اللي جيباه ده؟
رغد : دد ه ، أنا جايه عشان....
روايه عاقده ساعديها أمام صدرها : أنا مش قولتلك قبل كده ياختي متخرجيش فرده وترجعيلي جوز ، أيه اللي جراه وراكي ده راجل ولا رجل كنبه
فارس بنبره منفعله ، وهو يتقدم بخطواته نحوها : أيه اللي بتقوليه ده ياست ياخرفانه أنتي
رغد ممسكه به : أستني بس يافارس ، أنا هفهمها
راويه واضعه يدها في خصرها : أنا خرفانه ياعرة الرجاله يا.......
_ كاد ينقض عليها ولكن كانت رغد تقف أمامه لتسد عليه الطريق ، فألقي عليها السباب اللاذع والألفاظ الغير مستحيه رداً علي كلماتها ،
فارس مشيرا بأصبعه ، وبنبره متوعده : وديني لأكون قافلك المكان الزباله ده ، أنا هعرفك العره ده هيعمل أيه
رغد بنبره متوسله : فارس أرجوك بلاش فضايح ، أنا هجيب حاجتي ونمشي من هنا
راويه بنبره منفعله : اللي عندك أعمله ياخويا ، انا مبخافش ولامؤاخذه
فارس بلهجه آمره : أدخلي فورا لمي حاجتك من المكان الزباله ده
راويه بلهجه متدنيه : والحساب ياحيلتها مين يدفعه
فارس ممسكا حافظة نقوده : حسابك هتاخديه علي الجزمه القديمه
_ ألقي بعض الورقات النقديه بوجهها ثم أشار لرغد لتدلف لأحضار أشيائها في حين خرج هو ليقف بالخارج ، تأمل المكان حوله بتقزز ثم أمسك هاتفه ونظر له بخبث وهو يردف
فارس : ورحمة أبويا لأوريكي ياوليه يا.......
فارس متحدثا بنبره محتده : أيوه ياعامر ، عايزك تكلم حد من حبايبنا في قسم..... ، في هنا بنسيون بيحصل فيه حجات مخله للأداب وعايزين نكرم صحابه.. لالأ قرصة ودن بس .. خد العنوان
_ لملمت رغد أشيائها بسرعه ثم دلفت للخارج ونظرت لتلك السيده بزاوية عينيها ثم مرقت جوارها بخطي سريعه حتي خرجت ، وجدته يقف علي الباب فأمسك حقيبتها وأشار لها للهبوط عبر الدرج ، أستقلا السياره ثم أنطلق بها ووقف علي حافة الشارع الرئيسي
رغد بنبره متسائله : أحنا هنروح فين ، ومستنين هنا ليه؟
فارس ناظرا أمامه باأهتمام : هوديكي مكان أمين محدش هيعرف يوصلك فيه ، وواقفين عشان نشوف حاجه معينه وبعدين هنمشي
_ بعد أقل من ربع ساعه كانت سيارات الشرطه قد وصلت للمكان وعبرت للداخل ثم توقفت أسفل البنايه القائم بها ذلك البنسيون ثم ترجلت قوات الشرطه وصعدا لأعلي ، أبتسم فارس أبتسامه من زاوية فمه ثم أدار المقود وأنطلق وهو يقول
فارس : درس صغير بس ، عشان بعد كده تمسك لسانها شويه وتبطل ترمي بلاويها علي الناس
رغد محدقه به : هه ه هما هيعملولها أيه؟
فارس ممسكا بكفها : متخافيش ، هيحققوا معاها بخصوص بلاغ صغير أتقدم ، ويأما تطلع براءة يأما ربنا يتولاها
رغد بنظرات خائفه : فارس ، متظلمش حد
فارس مقبلا كفها : حبيبتي أنا مجيتش جمبها ، هي اللي بدأت بلسانها اللي عايز قطعه ، كل الحكايه أنها هتنام علي البورش يومين وتخرج.. أنما أنا عمري ما هأذي حد مأذانيش ، ولا هظلم حد
رغد باأبتسامه : ربنا يحفظك ليا
فارس مطيلا النظر إليها : ويخليكي ليا دايما ياماستي
........................................................
_ وصل فارس بسيارته أمام أحد البنايات الراقية المطله علي النيل ، صف سيارته ثم فتح لها الباب لتترجل من السياره ، ثم ضغط علي ( ريموت السياره) ليغلقها وتوجه للداخل.. وقف بها أمام أحد أبواب البنايه ثم ضغط علي الجرس الخاص به وأنتظر
رغد بنبره مرتجفه قليلا : هو أحنا فين؟
فارس بنظره مطمئنه : متقلقيش وأنا معاكي ياماستي
_ فتحت لهم تلك السيده الهادئة الملامح ثم أبتسمت بهدوء وهي تهتف
تفيده : أهلا وسهلا أهلا
فارس مقبلا رأسها : أزيك ياعمتو ، عامله اي
تفيده مربته علي كتفه : الحمد لله ياحبيبي ، تعالو أدخلو
فارس غامزا بعينيه : دي بقي ماسة قلبي ، رغد
تفيده متأمله ملامحها : ماشاء الله ، زي القمر زي ما وصفتها بالضبط
رغد باأبتسامه خفيفه : أزي حضرتك؟
تفيده ممسده علي شعرها : أنا الحمد لله ، أنتي اللي عامله أيه ياحبيبتي
رغد مطرقه رأسها للأسفل : الحمدلله كويسه
تفيده مشيره بيدها للداخل : أدخلي ياحبيبتي ، أدخلي
_ أغلقت باب المنزل ثم صارت خلفهم حتي جلسا علي الأرائك وجلست قبالتهم وهي تتأمل ملامحها الجميله ، ثم نظرت لفارس وهي تهتف
تفيده : عينيها حلوه أوي ، شبه عينيك بالضبط يافارس وكأنها فوله وأتقسمت أتنين
فارس ممسدا علي رأسها : مش قولتلك دي نصي التاني ياعمتو ، عينيها لون ورقة الشجر الناضجه في أول فصول الربيع
رغد وقد توردت وجنتيها :.........
تفيده بقهقهه خفيفه : خلاص بقي يافارس أنت هتغازلها قدامي وتكسفها ليه؟
فارس واضعا كفه علي شفتيه : سكت أهو ، المهم ياعمتو رغد هتفضل عندك هنا لحد ما أخلص كل أموري وأظبط كل الدنيا وبعد كده هاخدلها بيت لوحدها لما نكتب الكتاب، أنا بصراحه مش هأمن لحد غيرك عليها
تفيده : وماله ياحبيبي بيتها ومطرحها
فارس موجها بصره إليها : رغد ، معاكي بطاقه طبعا؟!
رغد قابضه علي شفتيها : لل لأ ، معايا شهادة ميلاد بس
فارس حاككا طرف ذقنه : مش مشكله ، عامر هياخدك يوديكي السجل المدني تعملي بطاقه وتطلع في يومين
تفيده : وعثمت ؟؟ هتقولها أنك لقيتها؟
فارس بنصف أبتسامه من زاوية فمه : مش هتعرف حاجه لحد يوم كتب الكتاب ، وهفضل أقنعها بأني بدور عليها ومش لاقيها
تفيده باأبتسامه واسعه : صح كده ، ربنا يقويك يابني
فارس : ويخليكي لينا ياتوته
تفيده بقهقهه :..........
........................................................
_ كان يقف آمير أمام المبرد يتجرع المياه من الزجاجه الزجاج واضعا الهاتف علي أذنيه ، أغلق المبرد وظل ممسكا بالزجاجه وأردف متأففا
آمير : ممكن تهدي شويه ياماما ، لما طردتيها كان غلط من الأول.. كان المفروض تفضل تحت عينك وساعتها كنتي هتفضلي مسيطره عليها أكتر ... أهدي طيب ، فارس مش هيسكت غير لما يلاقيها ، عشان كده لازم الاقيها قبله... طيب أنا هتصرف ... خلاص بقي ياماما خلصنا .. سلام
_ أغلق هاتفه وألتفت ليجدها أمامه تنظر له بتمعن
آمير : واقفه كده ليه؟
نور محركه كتفها للأمام : عادي
آمير مارقا من جوارها : شكلك عايزه تقولي حاجه ، قولي أنا سامعك
نور وهي تخطو خلفه : مفيش ، مستنيه تحكيلي علي المشاكل الكتير اللي عندك
آمير ملقيا بجسده علي الأريكه : فارس ، عايز يتجوز
نور رافعه حاجبيها : طب كويس ، أيه المشكله في ده؟
آمير وهو يمط شفتيه للجانب : المشكله أنها بنت من الدار اللي ماما تبقي مديرتها ، و عثمت هانم الباز مش موافقه
نور قاطبه جبينها : يتيمه يعني
آمير مرتشفا المياه من الزجاجه : ياريت ، دي مش معروف أهلها أساسا
نور واضعه كفها علي ذراعه : وفيها أيه ياآمير ، المهم أنهم بيحبوا بعض
آمير ناظرا ليدها، ثم هتف بتعجب : فيها أيه !! يعني لو أنا روحت وحبيت واحده مش معرو.......
_ تشنجت عضلاتها ونهضت عن مكانها بسرعه ثم نظرت له نظرات حانقه وهي تردف بحده
نور : نعم !! أنت أيه وبتاع أيه!! أنت واحد متجوز أنما هو لأ.. أزاي تساوي نفسك بيه وتقولي كده.. أنت فاكر أنك لو عملت كده هسيبك حي
آمير باأبتسامه خبيثه : أمال هتعملي أيه يا... ياشرسه
_ أنحنت عليه بجسدها ثم أمسكت بقميصه وجذبته أليها بعنف ونظرت لعينيه مباشرة وهي تهتف بنبره منفعله
نور : هقتلك ياآمير ، أنا ميتغدرش بيا ولا ينفع أتخان .. ولو في يوم فكرت تعمل كده مش هتردد أني أقتلك
آمير مقتربا بوجهه منها : مبلاش كلام مش هاتبقي قده ياحبيبتي
نور بنبره متحديه : جرب وأنت تشوف رد فعلي ، ساعتها مش هيكون في غالي ولا عزيز
آمير بنظرات خبيثه :....................
_ أنزل نظره علي شفتيها ثم تفرس النظر أليهم برغبه وصعد بعينيه علي وجهها ككل مره أخري وهو يهتف بنبره هامسه
آمير : مش هتقدري ، أنا خايف في يوم تتجنني من كتر حبك ليا
نور : اللي بيحب بيحافظ علي اللي بيحبه ، ولو هتوصل أني أحرم نفسي منك مقابل أنك متروحش لواحده غيري أنا موافقه علي ده .. موتك أهون عليا من عذاب شوفتك في حضن واحده غيري
آمير باأبتسامه من زاوية فمه : المفروض أخاف؟؟
نور بنبره خبيثه : اللي متتوقعش الضربه منه ، ده أكتر واحد يتخاف منه ياآمير
آمير قاطبا جبينه :........................
_ وكأن حروف كلماتها المتوازنه أخذت مسارها الصحيح إلي عقله وقلبه معا ، شعر بصدق تهديدها الصريح له.. كما أوحت نبرتها المتوعده ونظراتها المشتعله أنها ستجرؤ علي هذا الفعل يوما إذا قرر الغدر بها .. حاول أن يبدو طبيعيا للغايه وكأن حديثها لم يحرك كيانه ولو لحجم شعره
.......................................................
_ كان يجلس راضي بمنزله جوار زوجته المريضه حتي جاءه مكالمه تليفونيه من فارس يبلغه بها بالمعاد الذي سيأتي فيه للشركه ليتسلم عمله الجديد ، كما أبلغه بأنه وجد رغد وهي بأحضانه الأن .. أنفرجت أساريره فرحاً لأجل تلك الفتاه ثم أغلق هاتفه وأنتقل للحديث مع زوجته
صباح بنبره ضعيفه : الحمد لله يارب الحمد لله
راضي بنبره سعيده : البت دي ربنا بيحبها عشان كده رزقها بواحد زي البشمهندس فارس بيه
صباح معتدله في جلستها : اااه ، ربك عالم بالناس ياراضي ، وأكيد عالم انها تعبت في حياتها وبعتلها اللي يعوضها
_ تنهد راضي وهو ينظر لزوجته بحزن ثم هتف بنبره مختنقه
راضي : برضو مش عايزه تقوليلي يا صباح بالسر اللي بقاله سنين مستخبي
صباح بعيون مترقبه : وبعدين معاك ياراضي ، أحنا أتكلمنا كتير في الموضوع ده وبرضو مفيش فيك فايده
راضي مشيحاً بصره عنها : خايف ياصباح ، خايف السر الألهي يطلع لاقدر الله ويفضل السر معاكي حتي في قبرك.. ربنا هيحاسبنا علي الحقيقه اللي مخبينها دي
صباح : مقدرش ياراضي ، أنا كده بحميها صدقني
راضي بلهجه ملحه وهو يربت علي كفها المجعد : طب قوليلي أنا مين أهلها وأنا هتصرف
صباح باأنفعال : لأ ياراضي لأ ، مش هقولك ولا هتعرف حاجه.. أنا عايزه أنام ... تصبح علي خير
راضي ضاربا كف بكف : لا حول ولا قوة الا بالله ، أنت الكبير يارب ..........................................
~ وكر الملذات ~
( الفصل الثاني عشر )
_ جلست رغد بصحبة هذه السيده الودوده التي أحبتها منذ الوهله الأولي ، كان شاغل تفيده الأول هو رسم الضحكه علي مبّسمها وبالفعل نجحت بذلك حتي أنهما تحدثا عن فارس كثيراً ، حيث قصت عليها تفيده الكثير من التفاصيل التي لم تكن تعرفها عنه من قبل ، كما رسمت لها شكل حياتها المقبله لكي تبعد عن تفكيرها وساوس الحياه المليئة بالحروب والمواجهات
تفيده بنبره فضوليه : وأنتي بقي مين سماكي رغد ، أصل أسمك غريب شويه علي وداني
رغد وقد أختفت الأبتسامه عن وجهها : مش عارفه ، يمكن اللي لقاني ويمكن اللي عملولي شهادة الميلاد ، بس اللي عرفته أني كنت لابسه هدوم غاليه أوي و شكلها غالي عشان كده سموني رغد، يعني الغنىَ والترف .. عكس حياتي خالص
تفيده مربته علي فخذها : ويمكن يكون أسمك بيعبر عن حياتك اللي جايه، متستعجليش.. أنا متأكده إن حياتك مع فارس بعد الجواز هتكون هي النص الحلو
رغد باأبتسامه واسعه : يارب
........................................................
_ ظل شهاب يجوب الغرفه ذهاباً وإياباً منتظرا أتصال هاتفي من الرجل خاصته ( شهير) ، كان يدور بخلده ألاف الأسئله ، أولهم هو كيفية دخول مواد البناء الغير مطابقه للمواصفات القياسيه لمخزنه ، بالكاد هذه خدعه وتم التدبير لها بعنايه فائقه من هذا المدعو فارس .. أخذ يضرب بكفه علي جبهته وفخذيه ثم توجه للكومود لألتقاط أحد أصابع السجائر الغليظه البنيه القاتمه وأشعلها لينفث بها بطريقه شرسه .. حتي أصدر هاتفه رنينا مهتزا فأطفأ السيجار بالطفايه الجرانيتيه وضغط علي هاتفه بعنف وهتف
شهاب : عملت أيه ياغراب البيت
شهير محركا كتفه بأستنكار : فعلا ياباشا في ناس دخلت المخزن هنا وبدلو المونه الأصليه بغيرها مضروب
شهاب بنبره صادحه خشنه ، حتي إن حنجرته قد تأذت بفعل صوته المرتفع : والبهايم فييييييين ، فين الحرس والرجاله بتوعنا يابهيم
شهير وهو يحك مؤخرة رأسه : والله يسعات الباشا مش عارف أقولك أيه ، الرجاله ... يعني راحت عليهم نومه ولامؤاخذه ، وو و.. وسابو الحراسه
شهاب وقد أرتجفت نبرته من قوتها : يتطردو وملهمش عندي باقي حساب أنت سامع ، وأنت شكلك هتحصلهم جتك البلي مفيش منك فايده
_ أغلق هاتفه وألقاه علي الفراش في حين دلفت إمرأه ذات قوام ممتلئ شيئا ما، تتميز بالقصر في الطول .. حدقتيها متسعتين وذات أهداب خفيفه .. أنفها صغير الحجم وذات شفاه مكتنزه .. نظرت له بثبات وتأملت حالة الهياج التي تصيبه منذ يومان ثم أردفت بلهجه مستنكره
زيزي : في أيه ياشهاب ، بقالك يومين عصبي ومش طايق نفسك
شهاب ذافرا أنفاسه بنفاذ صبر : مفيش حاجه يا زيزي ، شوية مشاكل وهخلص منها قريب
زيزي واضعه يدها في خصرها : ولما هي مجرد شوية مشاكل وهتقدر تخلص منها .. ليه عامل قلق في البيت
شهاب بنظرات مهينه : أعمل قلق زي ماأنا عايز يامدام ، مش أنتي اللي هتقوليلي أعمل أيه ومعملش أيه.. كفايه أوي أني مش بلاقيكي في اي وقت ولا في اي حاجه
زيزي بلهجه غير مباليه : أنت بتعرف تصرف أمورك لوحدك ومش محتاجني ، أنا متأكده من ده
_ ولجت للخارج دون النظر إليه في حين رمقها هو بنظرات ساخطه ، حانقه.. يتساءل في نفسه ما الذي يدعوه لوجود تلك السيده بحياته أكثر من ذلك .. ولكنه حتما يعرف سبب صمته وألتواء لسانه ، فهي تملك ثلث ممتلكاته والتي ترجع أصولها لأبيها ، هذه الخساره المحتومه التي ستنتج إذا قاده تفكيره لتطليقها أو الأفتراق عنها ، ما عليه سوي الأنتظار بعض الوقت حتي يصبح أكثر سلطه وأكثر مالا فيستطيع التخلي عن هذا الثلث الذي تملكه هي.
........................................................
_ غمر ظلام الليل المكان وساد الهدوء ، وصل فارس بسيارته أمام بوابة القصر ، أطفأ أقراص الأضاءه ثم أمسك بهاتفه وعبث به قليلا ثم وضعه علي أذنه منتظرا الرد ، أراح رأسه علي المقعد وأستند بمرفقه علي باب السياره المجاور ثم هتف ب....
فارس : أيوه ياعامر ، عايز في مشوار مهم الصبح.. مش عايز ألفت أنتباه آمير بأني مش هكون في الشركه بكره.. هتاخد رغد لمكتب السجل المدني عشان تعملها بطاقه ، بالضبط كده تشوفلينا حد من أصحابنا هناك يمّشي الحكايه في يومين بالكتير .. وكمان تشتري تليفون وخط جداد وتديهم ليها وأنا هشوف الحساب معاك بعدين... عشان تليفونها سابته لرنيم صاحبتها قبل ما تسيب الدار ... ماشي ياعامر سلام
_ أغلق هاتفه ثم ترجل من السياره ممسكا بمعطفه ومسندا أياه علي ظهره .. صعد الدرجتين اللاتي تؤدين لداخل القصر ثم وضع المفتاح بالباب ليفتحه ولكنه تفاجأ بوالدته تفتح الباب علي مصرعيه مره واحده ، فسحب مفتاحه ومرق للداخل عابسا وجهه دون أن يتفوه لها بكلمه في حين أستوقفته مناديه بأسمه بصوت مرتفع وهي تقول ....
عثمت : أستني هنا ، عايزاك يافارس
فارس موليها ظهره دون أن يلتفت : خير ، مينفعش الصبح لأني عايز أنام؟
عثمت متوجهه نحوه بخطي متشنجه حتي وقفت قبالته : لأ يابشمهندس مينفعش ، أنا لما ربيتك وكبرتك معلمتكش تعصاني .. أنا ربيتك علي طاعة أمك وسماع كلامها
فارس متهكما :وبابا رباني علي الصراحه ، عودني علي حاجه مهمه قوي ، قالي في يوم أن الفرص ملهاش قطع غيار ومينفعش تتعوض.. وان الأنسان بتجيله الفرص دي مره واحده في حياته ، عشان كده اما جاتلي الفرصه دي مسكت فيها ومسبتهاش
عثمت ممسكه بذراعيه وهي تهزه بعنف : رغد مش فرصه يافارس أسمع كلامي ، لسه قدامك الحياه والفرص كتيره يابني
فارس بلهجه عميقه صادقه : مش عايز الفرص الكتيره دي ، أنا عايز رغد وبس
عثمت ضاربه علي صدره بقبضتها الضعيفه : رغد أيه وزفت أيه يابني ، أزاي تخلي واحده زي دي تشيل أسمك وتكون أم ولادك
فارس مقبلا رأسها بحنو : أفهميني ،أنتي مش هيكون ليكي أحفاد من واحده غيرها .. مفيش طفل هيشيل أسمي إلا لو هي أمه ياماما .. تقبلي ده ، لأني هكون أسف جدا لو متقبلتيهوش
_ أطرق رأسه بضيق ثم تركها تقف واجمه في مكانها وصعد لحجرة نومه والحزن يخيم علي قلبه ، فكان يود لو أن والدته تسانده وتقف خلفه وليس أمامه .. كان يتمني منها الترحيب بتلك الزيجه ومباركتها ولكن...... ولكنها لم تفعل .
.........................................................
_ ذات يوم ، في الصباح الباكر ، كان يقف آمير أمام مكتبه يلملم الأوراق المنثوره والمتبعثره علي سطح المكتب ثم جمعها بملف واحد وضعه بحقيبته الجلديه السوداء وأمسك هاتفه وكاد يخرج من الغرفه ولكن أستوقفه دخول فارس للغرفه
فارس بتعابير ثابته : صباح الخير
آمير غالقا زر سترته : صباح النور ، لو جاي بدري عشان موضوع المناقصه خلاص.. المناقصه دي لأبن أيوب بيه
فارس محركا رأسه رافضا لحديثه : لأ مش عشان كده ، أنا جاي أسأل وقفت المشروع بتاع الكومباوند ليه؟
آمير حاككا طرف أنفه بسبابته : في مشاريع تانيه محتاجه الأولويه والشغل عليها أكثر
فارس قابضا علي شفتيه بحنق : المشروع أنا شغال عليه بنفسي ومش ناوي أوقفه دلوقتي ، ياريت متصدرش إي أمر بخصوصه من غير علمي وتحطني في وضع أخر من يعلم
آمير بعدم أهتمام : عايز تكمل كمل ، بس أعمل حسابك مشروع القريه السياحيه علي مكتبك وهو كمان لازم يخلص ، لو هتشتغل الأتنين مع بعض براحتك اللي يهمني أن المشروع ده يخلص ومن غير تأخير
فارس بنبره جافه : طيب ، عن أذنك
آمير مضيقا عينيه : فارس ، أنا مش خصم ولا عدو .. رفضي لموضوع رغد كان عشان مصلحتك.. انا روحت ولا جيت.........
فارس ناظرا له بترقب :.......
آمير بتنهيده مستكملا حديثه : أنا روحت ولا جيت خدت حظي خلاص ، يعني مكنش هيفرق معايا أوي زيك ، أنما أنت ، أنت لسه معشتش يافارس ولا خدت الحظ اللي بجد .. متستعجلش ياأخويا
فارس : متقلقش ياكبير ، أنا مش بندم علي أختياراتي ، أنا بقف في وشها وأواجهها حتي لو نتايجها معجبتنيش ، عن أذنك
_ ترك له الغرفه بأكملها في حين ضم آمير شفتيه ورفعها للأعلي مستنكرا حديثه ثم توجه صوب الخارج أيضا
.........................................................
_ توجه فارس لحجرة مكتبه ثم نزع عنه سترته ووضعها علي ظهر المقعد الجلدي الخاص به ثم جلس بأريحيه علي المقعد وظل يتحرك به يمينا ويسارا وهو يتلمس أسفل ذقنه بظهر أصابعه ، ثم رفع عينيه لتقع علي هاتف المكتب فقام برفع السماعه وتحدث لمديرة مكتبه
فارس بلهجه آمره : تعاليلي حالا
_ دلفت مديرة المكتب '' حلا '' لمكتبه وسارت بخطوات واثقه حتي وصلت قبالته ثم هتفت بنبره عذبه
حلا : أأمر يافندم
فارس ناظرا لشاشة الحاسوب : عايزك تشوفيلي أكبر مركز تجميل وتوصليني بيهم
حلا مومأه رأسها : حاضر يابشمهندس ، إي أوامر تانيه
فارس مشيرا بيده : لا أتفضلي أنتي وبلغيني بكل جديد
حلا بخطوات للخلف : حاضر يافندم ، عن أذنك
_ أغلق الحاسوب ثم أستند بظهره علي المقعد مره أخري وعلي ثغره أبتسامه عذبه برزت أسنانه ، حيث تعهد بأعداد حبيبته لتكون أجمل عروس ، أجل.. فقد أقسم علي تعويض الساعات بل والدقائق التي مرت عليهما دون أن يجتموا .......
.........................................................
_وصل متأخرا وعلي وجهه علامات الأرق باديه بوضوح .. حتي أن حدقتيه حاوطها الأحمرار من كثرة الأنهاك ، فأستلقي علي أقرب أريكه وترك جسده ليرتخي قليلا ، في حين حضرت نور أتيه من المطبخ ممسكة بأحد ثمار الفاكهه وتلوكها في فمها بتلذذ
نور : حبيبي شكلك تعبان أوي
آمير متفحصا هيئتها من أعلي لأسفل : أنتي بتاكلي كتير اليومين دول مش ملاحظه
نور عاقده حاجبيها بأستنكار : أيه اللي بتقوله ده ياآمير ، بدل ما تقولي بألف هنا علي صحتك ياحبيبتي تقولي بتاكلي كتير
آمير مستندا برأسه علي ظهر الأريكه مغمضا عينيه : مش دي الحقيقه ولا أي
نور لاويه شفتيها بأمتغاض : لأ ولا أي ، أنا هحضرلك
بقي حمام سخن كده عشان تفوق
آمير وهو يآن بخفوت : ااه ، ياريت.. حاسس أن عضلات جسمي كلها متربسه
نور باأبتسامه عذبه : حاضر ياروحي
_ دلفت للمرحاض ثم شرعت في ملئ المغطس بالمياه الساخنه حتي تعالي البخار وأنتشر في المكان ، ثم سكبت الكثير من السائل الرغوي ذات الرائحه العطريه الذكيه بالمغطس وتركت فقاقيع الهواء تملئه، ثم دلفت للخارج وتوجهت إلي حيث هو .. جذبته بهدوء بينما أستسلم هو لها دون أي أعتراض ، ساعدته في نزع سترته وقميصه ثم توجهت به وكأنه طفلها نحو المرحاض
آمير : خلاص روحي أنتي
نور ممرره أصبعها علي صدره : طب مش عايزني أعملك مساچ يمكن تستريح
آمير ناظرا لها بزاوية عينيه : لما أخد حمام هتعمليلي ، عشان أكون فوقت
نور باأبتسامه : أنا حطيتلك الفوط والبشكير هنا عشان لما تحتاجهم.. حمام الهنا مقدما
آمير باأبتسامه :............
_ أسترخي داخل المغطس وأستند برأسه علي حافته ، حيث سلط بصره علي السقف وأخذ يدبر بعض الأمور برأسه .. وأولهم هو كيفية الوصول لرغد قبل حصول أخيه عليه ، أخفض بصره للأسفل ثم أخذ يداعب فقاقيع الهواء المنثوره حوله.. وبعد مرور بعض الوقت وبعد أن شعر أنه حصُل علي قدر كافي من الراحه نهض ونفض جسده من قطرات المياه العالقه به ثم غرز أصابعه بخصلات شعره ينزح عنها المياه .. أمسك بالمنشفه القطنيه البيضاء وحاوط بها خصره ثم وقف أمام المرآه وأزال البخار عنها بيده ، قبض عضلات ذراعه لتظهر تقاسيم فتولها ثم تحسس وجنته ليجد أن بصيلات ذقنه نبتت بشكل أثار أستفزازه ، فنظر حوله وظل يبحث عن ماكينة الحلاقه الخاصه به ولكنه لم يجدها ، فأضطر للجلوس بوضع القرفصاء والبحث عنها بالأدراج وهو يذفر أنفاسه بحنق
آمير : أستغفر الله العظيم ، أكيد نور هي اللي غيرت مكانها ، ماهي مينفعش تقعد ساكته كده من غير ما تلعب في كل حاجه تخصني و.........
_ علقت الحروف علي حافة لسانه وتوقف عقله عن العمل للحظات عندما رأي مقياس أختبار للحمل بين المناشف الموضوعه داخل أحد الأدراج ، أبتلع ريقه بتوجس وشعر بحلقه قد جف وبشكل تلقائي ترك ثقل جسده لكي يجلس علي الأرضيه البورسلينيه .. ظل مدققا النظر للمقياس فأستطاع التخمين أن النتيجه إيجابيه ، عادت ذاكرته للخلف قليلا لسنوات مضت من حياته.. فأنقبضت عضلات قلبه وأرتعش صدغه وهو يجز علي أسنانه بقوه ثم كور قبضته وهو ممسكا بذلك المقياس ثم نهض فجأه عن مكانه وخرج من المرحاض بأنفعال شديد وأخذ ينادي بأسمها بصوت هادر يسيطر عليه الغضب
آمير : نوووووووور ، نووووور
نور آتيه إليه مهروله : أيوه جايه ، ثواني
آمير بنبره صادحه : تعاااااااالي
_ دلفت نور للداخل وهي تركض علي أثر صراخه المنفعل فلمحت ذلك المقياس بيده ، تجمدت الدماء في عروقها وفرت الدمويه من وجهها حيث أصبح أكثر شحوبا ، شعرت وكأن أطرافها تثلجت وتسمرت عضلاتها رافضه للحركه ، في حين رفع هو يده مشيرا لها وبنبره مستزئره تخرج من أعماق حنجرته هتف
آمير : أيه ده يامدام !؟
نور وقد توقفت العبارات في حلقها : ااا... دد أأا......
آمير بنبره أكثر حده : أيييييه ده !! بتاع مين الاختبار ده أتكلمي
نور وقد أنتثرت حبات العرق علي جبينها : دده ده بتاعي أنا ، بب بس كنت هه هقولك وو والله
آمير متقدما بخطواته نحوها، وعلي ملامحه نيه صادقه مشبعه بالشر : كنتي أيييه ؟؟ كنتي هتقوليلي أيه وأمتي .. أنا تخونيني يابنت ال **** ده أنا هطلع ****
نور وقد أرتسم علي وجهها الرعب : لالالا ، خونتك أيه ده أبنك والله ، والله ابنك و.... ااااااااه
_ غرز أصابعه في رأسها وجذبها من شعرها بقوه حتي شعرت أن خصلاتها تكاد تُقتلع من جذورها.. فصرخت بتألم وهي تحاول التخلص من قبضته ولكن لم تكن قواها كافيه أمام ثائرته ، فأستكفت بالصراخ وكأنه الحل الوحيد أمامها
نور : اااااه حرام عليك ياآمير ااااااه راسي مش قادره سيبني بقي
آمير جاذبا أياها بعنف : أبن مين ده يا ***** ، مين القرطاس اللي خونتيني معاه ياحقيره
نور والدموع تغرق وجهها : والله ما حصل والله ، والله ما خونتك ده ابنك انت والله ، ارحمني وسيبني شعري هيتقطع في أيدك اااااااه
آمير بنبره صارخه وهو يدفعها لتسقط وترتطم بالأرضيه : مستحيل يكون مني مستحيل ، أنا عقيم مبخلفش ، مش أبني يابنت ال **** يارخيصه
نور والصدمه تخيم علي حواسها : ااا زاي
آمير صائحا بها : بقولك عقييييييييييم ، أنا عقييييييم.......................
~ وكر الملذات ~
( الفصل الثالث عشر )
_ زحفت بجسدها علي الأرضيه وهي مجمدة الملامح لا تستطيع أستيعاب ما يحدث ، كيف لا يستطيع الأنجاب وهي تحمل في أحشائها قطعه من روحه .. كيف ، لابد وأن الأمر به خطأ ، في حين ظل يتقدم بخطواته المتشنجه نحوها وهو يصرخ بها
آمير : أنطقي بقولك ، مين أبوه ياحقيره ميييييين ، ردي عليا بدل ما أقسم بعزة وجلال الله أدفنك حيه ومش هتلاقي اللي يعزيني فيكي ، خونتيني أمتي ومع مين ، بتقرطسيني من أمتي يا ***** وعاملالي فيها الشريفه ومش قادره تعيشي معايا في الحرام وأنتي مقضياها علي قفايا يابنت ال ******
نور وقد سيطر النحيب علي نبرتها وباتت لهجتها متقطعه : والله وو والله مم ما خونتك والله ، والله ده منك اا انت منك والله
_ أنقض عليها گوحش كاسر تدق عينيه بالشر ويصدر بصوته زئيرا مخيفا تقشعر له الأبدان فجذبها من شعرها وصفعها علي وجهها بقوه شديده حتي بدأت الدماء تنزف من أنفها ، فظلت تنهش بأظافرها يده لكي يتركها حتي فلتت منه وركضت نحو الفراش وجذبت الوساده لتخبئ بها بطنها ، فشاغلها الأكبر هو ذلك الطفل الذي بدا للتو في الأنبات بِرَحِمها، فهتف من بين أسنانه وهو يتقدم نحوها
آمير : أنتي فاكره أنك هتحمي إبن الحرام اللي في بطنك مني ، ده أنا هقتله قبل ما أقتلك يا ******
نور بنبره صارخه وهي تقاوم رغبتها بالغثيان : والله والله أبنك ، هخونك أزاي وأمتي وأنت عارف كل خطواتي ومبنزلش من البيت خالص ، والله ابنك والله
أعمل تحاليل وأعملي انا كمان ولو طلعت خاينه أقتلني وأقتل اللي بطني بس والله والله ده ابنك والله
_ جثت علي الأرضيه وهي تبكي بكاءاً حاراً مريرا وكأنه يصدر من أعماقها ، بينما لم تتحرك مشاعره بحجم ذره نحوها ، ظل عقله مغيباً تغطيه هاله سوداء لا يدري ما سيفعله .. ولكن الأولي بالأهتمام بالفعل هو أجراء تحاليل مره أخري ، أغرورقت عينيه وهو يتذكر تلك الذكريات المؤلمه التي مر بها
( عوده بالوقت للسابق)
بأحد مراكز علاج العقم والعجز الجنسي جلس آمير أمام الطبيب وعلي وجهه التقاسيم المكفهره
آمير بنبره مختنقه : يعني أيه الكلام اللي حضرتك بتقوله ده يادكتور
الطبيب بنبره آسفه : للأسف زي ما بقولك ، حضرتك مينفعش تخلف أبداً
آمير بنظرات زائغه، غير مصدقه : مش فاهم
الطبيب ناظرا للتقرير الموضوع أمامه : يعني التحاليل دي بتبين أن مفيش أنتاج طبيعي للحيوانات المنويه عند حضرتك وده بيخلي نسبة الحمل عند المدام تكاد معدومه
آمير مطبقا علي جفنيه :.............
( عوده للوقت الحالي )
_ كان مشهد وجوده بهذا المركز الطبي تتجسد أمامه ، ذكري مؤلمه تأكل عقله كالمرض المزمن الذي لا يستطيع صاحبه التخلص من الآمه ، أفاق من نوبة شروده وهو ينظر لهيئتها المزريه وهي تجلس علي الأرضيه فتوجه نحوها في حين جاهدت هي لتنهض عن مكانها وتحاول الفرار منه ولكن كانت قدميها متصلبتان لا تقويان علي الحركه ، أمسك برسغها بقبضه شديده ثم ألقاها علي الفراش وظل يعبث بأدراج الكومود الخشبيه ، في حين ظلت هي مسلطه بصرها عليه وهي ترتجف منه ومن هيئته المثيره للفزع .. حتي رأته ممسكا بحبل صوفي سميك وشرع في تقيدها
نور بنبره باكيه : اا انت بتعمل أيه ؟ ااااه أيدي
آمير وهو يصرخ بوجهها : أنتي تخرسي خالص فااااهمه ، مش عايز أسمع حتي نفسك مش طايقك
نور وهي تلتقط أنفاسها المتقطعه بصعوبه :........
_ قيد ذراعها جيدا ثم رفعه عاليا ليلجم قيدها أكثر حيث عقد الحبل بذراع الفراش العلوي ، ثم وضع يده علي عنقها وضغط عليه بقوه مما جعل الرؤيه تتشوش لديها وكأنها علي وشك فقدان الوعي وهتف بنبره زئيره بأذنها
آمير : لو كلامك طلع غلط هموتك يانور ، هموتك أنتي واللي خونتيني معاه واللي في بطنك
نور وقد تشوشت رؤيتها للغايه وأستكانت برقبتها للجانب : اا انا.......
_ تركها مكانها ثم توجه لخزانة ملابسه سريعا وأرتدي قطع الثياب التي وقعت بيده دون الأهتمام بما يرتديه ، ثم ألتقط مفتاح منزله ومفتاح الغرفه وهاتفه وأنطلق للخارج ثم أوصد باب الغرفه عليها ... ظل يجوب المكان بناظريه باحثا عن نسخة مفاتيحها لكي يأخذها أيضا حتي وقعت عينه عليها .. ألتقطها وأنصرف بخطي سريعه للأسفل ، أستقل سيارته المصفوفه أمام البنايه ثم توجه بها سريعا.
_ كان عقله وتفكيره ليسا معه ، ظل ممسكا بالمقود بقبضه عنيفه حتي بدت أعصاب يده ترتجف علي أثر تشنجه الزائد ، عادت ذاكرته تستجمع ما حدث بالماضي عندما تركته حبيبته بل وزوجته عند علمها بعدم قدرته علي الأنجاب
( عوده بالوقت للسابق )
منذ ثلاث سنوات.....
هند بملامح جامده خاليه من الرحمه : أنا مش هضحي بحلم الأمومه عشانك ياآمير
آمير وقد بدا الخوف علي وجهه : تقصدي أيه؟
هند مطرقه رأسها للأسفل وهي تفرك كفيها معا : يعني لازم تطلقني ، الدكاتره قالوا مفيش علاج لحالتك وأنا مش هقدر أربط نفسي بيك ، أنا عايزه أكون أم ياآمير
آمير مبتلعا ريقه بصعوبه شديده : ده أخر كلام عندك ياهند
هند مشيحه بصرها عنه : أيوه متأكده
آمير متمعنا النظر لوجهها : متأكده !!!
اللي أنتي عايزاه هيكون ، وورقتك هتوصلك في آقرب وقت يامدام
_ رفض كبريائه الأستمرار معها أو علي الأقل طلب فرصه حتي يجد علاجا وحلاً سريعا لما به.. أنصاع لرغبتها وقام بتطليقها وعاش حياته منفردا منعزلا لفتره طويله ، حتي توفي والده وترك له ولأخيه أمبراطوريه كامله تحتاج لجهوده حتي تنعم بالأستمرار .. فأضطر للخروج من قوقعة يأسه حتي يواجه العالم مره أخري
( عوده للوقت الحالي)
_ ترقرقت العبرات من عينيه وشعر بوغزه تؤلم قلبه ، فمد سبابته ونزح تلك العبرات سريعا وقبض علي شفتيه بقوه لترتجف عضلات وجهه ثم ضرب علي المقود بكفه عدة مرات لينفث عن الكم الهائل من الغضب الذي يحتوي كيانه .
..........................................
_ وصل أمام بوابة قصره وظل يضرب بحده ويصدر بوق سيارته بصوره متواصله حتي تم فتحها ومرق بسرعه البرق للداخل ثم ضغط علي الفرامل بصوره مفاجئه وترجل عن سيارته ليدلف داخل القصر راكضا ، ثم صعد حجرته سريعا ووصد الباب خلفه ثم توجه للخزانه الموجوده داخل دلفة ملابسه وقام بأدخال الرقم السري وفتحها سريعا وأخذ يعبث بكل الملفات والأوراق الموجوده بها حتي وجد ذلك التقرير الذي يؤكد علي عجزه وعدم قدرته علي الأنجاب ، ألقي بجسده علي الأريكه وظل مسلطا بصره لتلك النتيجه التي أودت بحياته لهذا المنحدر ... رفع بصره ليصتدم برؤية أنعكاسه في المرأه فلمح زوجته السابقه ببريق عينيه وكأنها تجسدت بداخلهما أطرق رأسه للأسفل ثم نظر لساعة يده ليجد الساعه غير مناسبه علي الأطلاق للتوجه لأحد مراكز الفحوصات والتحاليل الطبيه ، أطبق جفنه بقوه وأضطر للأنتظار حتي الصباح .
.......................................................
_ بعد أن أشرقت شمس أول فصل الربيع وقد تفتحت الأزهار وملأت المكان أشراقا وتزرعت الأشجار بأوراقها ، دلف فارس لحجرة مكتبه يعقبه '' عامر ، حلا '' ثم هتف بلهجه آمره
فارس : حلا ، عايزك تحددي معاد أجتماع عاجل لمجلس الأداره وأتشاوري مع مديرة مكتب أستاذ آمير عشان تشوفي المواعيد المناسبه ليه
حلا : حاضر يا بشمهندس ، عن أذنك
فارس جالسا علي مقعد مكتبه : عملت أيه ياعامر في موضوع رغد؟
عامر واقفا قبالته، مستندا بجسده علي سطح المكتب : متقلقش كله تمام ، النهارده هروح أستلم البطاقه وأجيبهالك
_ دلفت حلا مره أخري وعلي وجهها علامات الأستفهام ، ثم وقفت في مواجهته بثبات وقالت
حلا : مديرة مكتب مستر آمير بتقول أنه مش جاي النهارده
فارس قاطبا جبينه بأندهاش : مش جاي !! أزاي الكلام ده
عامر رافعا حاجبيه : تفتكر يكون تعبان ولا حاجه
فارس ممسكا هاتفه وقد بدا عليه القلق : تعبان ازاي ، ده كان كويس أوي أمبارح
حلا : حضرتك أحدد موعد للأجتماع ولا أستني
فارس واضعا هاتفه علي أذنيه : لا أستني لما أقولك ، خلصتي موضوع مركز التجميل
حلا مومأه رأسها : كله تم يافندم ، ال make up artist ( خبيرة التجميل ) زمانها في الطريق لرغد هانم
فارس ناظرا لشاشة هاتفه بحنق : شكرا ، تقدري تتفضلي أنتي
عامر بتساؤل : ها ، لسه مردش
فارس بنظرات زائغه : تليفونه مقفول ، ربنا يستر
........................................................
_ ما أن أشرق الصباح حتي توجه آمير لأحد أكبر المراكز المتخصصه لفحوصات العقم والعجز الجنسي ، وقام بأجراء كافة الفحوصات المطلوبه للتأكد من تفاصيل ما حدث منذ ثلاث سنوات
الممرض : حضرتك مضطر تنتظر علي الأقل 3 أيام
آمير بنبره منفعله : انا بقولك عايز نتيجه مستعجله تقولي 3 أيام
الممرض وهو يهز كتفه بلامبالاه : والله المفروض بعد 10 ايام كحد أقصي ، لكن أنا خليتها مستعجل عشان حضرتك ومفيش بأيدي حاجه تانيه
_ ذفر أنفاسه بحنق ثم أمسك هاتفه الذي نفذ شحن بطاريته وضرب عليه بكفه ثم مرق الرواق بخطي سريعه وأنطلق خارج المركز بالكامل .
......................................................
_ كانت تقوم بغسيل الصحون عندما رن جرس الباب فقامت بسحب المنشفه لتجفف يدها ثم تركتها ودلفت خارج المطبخ لتجد '' تفيده '' تسبقها لفتحه ، لتجد فتاتين بمظهر راقي للغايه يرتدين زي موحد مكون من حُله كلاسيكية ( بنطال من اللون الرمادي الفاتح وكنزه قصيره من اللون الأبيض وتعلوها ستره رماديه من نفس لون البنطال) ويمسكن بحقائب مربعه قماشيه متوسطة الحجم
تفيده قاطبه جبينها : مين حضراتكم؟
أحدي الفتيات : أحنا من سنتر '' جمالك '' باعتنا البشمهندس فارس عشان أنسه رغد
رغد باأبتسامه واسعه :................
تفيده بأبتسامه مشيره بيدها : أتفضلوا
أحد الفتيات : حضرتك أنسه رغد؟
رغد مومأه رأسها : أيوه أنا
الفتاه : الف الف مبروك
تفيده بخطي بطيئه : الله يبارك فيكوا يابنانيت ، تعالوا الأوضه بتاعتها من هنا
_ دلفن رباعيتهم للغرفه التي تمكث بها رغد ثم جعلوها تجلس أمام طاولة الزينه ( التسريحه) ثم شرعن في الأتفاق علي تفاصيل ما سيفعلوه
الفتاه 1 : هنغير لون الشعر لدرجه من درجات الكستنائي عشان تمشي مع بشرتها
الفتاه 2 : متهيألي هناخد أفتح درجه عشان تمشي مع لون عنيها
_ رفعت الفتاه رأسها لأعلي لكي تتأمل ملامحها جيدا ثم هتفت
الفتاه 2 : الحاجب هيتشقر مع ماسكات تنضيف وتفتيح وسنفره
الفتاه 1 : عايزه تعملي حاجه معينه قبل ما نشتغل ولا هتسيبلنا نفسك
رغد مسلطه بصرها للمرآه : لا هسيب نفسي
تفيده مربته علي رأسها : أنا هعملكوا حاجه تشربوها
الفتاه 1 : أوكي
.........................................................
_ وقف فارس وعامر علي الطاوله الكبيره بحجرة الأجتماعات حيث أمسك فارس بعصي صغيره يشير بها وأعلي الطاوله يوجد مجسم من الورق المقوي لمشروع أنشاء المدينه السكنيه الحديثه ، أشار بالعصي علي منطقه خاليه جوار أحد المباني وهتف بنبره جاده
فارس : المكان ده مش عايزينه فاضي ، بكره تكلم المهندس وتخليه يعاين الموقع ده ويصمم مركز تجاري
عامر حاككا جبينه : انا تقديري للموقع بيقول أننا لو عملنا هنا مركز هيكون صغير في الحجم
فارس وهو يهز رأسه : بالعكس ، جيب المهندس وخليه يخلص المسأله دي بسرعه
_ دلفت حلا في هذه الأونه ممسكه بأحد الأوراق ثم هتفت قائله
حلا : المحامي جاب التصاريح والتراخيص وقال أنه خلصها يابشمهندس
فارس ملتقطا الملف منها : جميل أوي ، بعد شويه راضي هيعدي عليا دخليه علي طول
حلا : okey
....................................................
_ بعد العديد من الساعات في العمل مع رغد نظرت لهيئتها بالمرآه ليزداد أنبهارها بما صارت عليه ، تأملت ملامحها وكأنها تراها لأول مره ثم نهضت عن مكانها وغرزت أصابعها بخصلاتها المنساله علي كتفها ثم نظرت لهن بأمتنان
رغد : شكرا
الفتاه 1 : الف مبروك ، لسه هنجيلك يوم الفرح ان شاء الله
الفتاه 2 : ربنا يتمم بخير ، نستأذن أحنا
_ دلفن للخارج وتعقبتهم هي حتي باب المنزل ، فتحت الباب ليمرقا للخارج ، بينما لمحت فارس صاعدا الدرج لتصتدم عينيه بها .. وقف بمكانه يتأملها من رأسها وحتي أخمص قدميها ثم تقدم بخطواته نحوها ، أفسحت له المجال ليمرق جوارها ثم أغلقت الباب
فارس بنظرات معجبه :............
رغد وقد توردت وجنتيها خجلا : متبصليش كده
_ مسح علي وجنتيها بظهر أصابعه ثم دقق النظر بعينيها وهو يقول
فارس : ياماسه نادره وسط موج البحر مفقوده
رغد بأستحياء : ماسه نادره !!
فارس باأبتسامه : نادره جدا ومفيش زيها كمان ، بس أيه القمر ده .. أحلويتي بزياده ياماستي
رغد وهي تنظر لعينيه مباشرة : بجد
فارس بنبره هامسه : بجد ، الصبر ده ممل جدا والله
رغد بقهقهه خفيفه :.........
فارس بنظرات ذات مغزي : لالالا بقولك أيه ، متضحكيش كده قدامي، ياأما متلومنيش علي اللي هيحصل
رغد ملثمه فمها بكفها : خلاص أهو
فارس ممسكه بخصله من شعرها : بكره أو بعده عندنا مشوار مهم جدا جدا ، هعدي هنا أخدك ونروح سوا .. ومتنسيش تشغلي تليفونك وخطك عشان أكلمك
رغد : حاضر
فارس بنظره عاشقه :.............
..........................................................
_ كان عليه العوده إليها ليري ما الحاله التي وصلت اليها ، دلف لمنزل ثم ألقي بهاتفه ومفتاحه علي الطاوله ثم توجه لحجرة نومه وفتح بابها الموصد .. نظر لها بدقه ليجد وجهها شاحبا ومازالت فاقده للوعي ، لفت أنتباهه الأثر الذي تركه القيد بيدها فأقترب منها وحل القيد عن ذراعها ثم أرتمي بجسده علي الأريكه المقابله للفراش وظل متفرسا النظر إليها .. لا يستطيع أنكار الراحه التي يشعرها عندما يراها وعندما تكون جواره ولكنه لا يستطيع أن يمرر الموقف بدون تحقيق وتمحيص جيد به حتي يصل لأصوله ، هل يعقل أن تكون قد حملت بداخلها قطعه منه .. لابد وأن القدر يتلاعب به ويضعه بأصعب أختبار قد يمر به ، ذفر أنفاسه بأختناق ثم وضع رأسه بين راحتي يده بعض اللحظات ثم رفع رأسه ونظر لها وهو يهتف
آمير : لو كنتي بتخونيني أو بتلعبي عليا حسابك هيكون عسير يانور ، هخليكي تتمني الموت وبرده مش هطوليه لأنه هيكون أرحم من اللي هعمله فيكي ، أما لو كلامك صحيح ...... معرفش بجد ساعتها ممكن أقدملك أيه.........
~ وكر الملذات ~
( الفصل الرابع عشر )
_ بدأت تفتح جفنيها ببطء لتري خيالا مشوشا للغايه يجلس أمامها ، فعلمت أنه هو .. كانت قد أستمعت لحديثه الذي ألقاه منذ لحظات فجاهدت وتحاملت علي نفسها لكي تنطق وتخرج الحروف من بين شفتاها ، فأردفت بنبره متقطعه
نور : لو و ط طلع ك كلامي صح .. هيك ون هيكون في تصرفات تانيه و و كلام تتاني
آمير مكوراً قبضته وضاغطا عليها بقوه : ............
.......................................................
_ أصبح صباح يوم جديد ، توجه فيه فارس لأصطحاب رغد كما خطط معها بالأمس.. حيث أرتدت رغد فستان ربيعي يليق بأول فصل الربيع من اللون الأخضر الزرعي الممزوج بالدرجه الكمونيه تصل أكمامه لنصف رسغها .. كما أعطي لهيئتها رونقا خاصا و يتماشي مع لون عيناها الخضراء .. كما أصطحب فارس مديرة مكتبه والتي يعتمد عليها في الكثير من الأشياء لتكون عوناً لرغد بالمهمه التي أختارها لها فارس
( بداخل سيرة فارس )
فارس : فهمتي ياحلا
حلا باأبتسامه عذبه : فهمت يابشمهندس
رغد وهي تمط شفتيها بتذمر : طب ماأنا كان ممكن أجيب اللي أنا عوزاه لوحدي ، يعني أنا بفهم برده
فارس ممتصا لحنقها : ماأنا عارف ياحبيبتي ، حلا بس هتعرفك علي المحلات اللي هي بتتعامل معاها
رغد بأنصياع : ماشي
_ توجه بهم فارس لأحد أشهر المراكز التجاريه من أجل رغد ، حيث قاما بالتسوق في العديد من المحال الخاصه بالملابس والأحذيه والحقائب الجلديه .. جاهدت رغد لأختيار أرقي الملابس وأبسطها في الشكل ، كان كل ما يدور برأسها هو كيف أن تجعل من نفسها زوجه تليق بعائلة مهران وبزوجها أيضا ، فستكون هي واجهه له ، وبعد ساعات من التسوق داخل المركز أنهيا كل شئ وقررا العوده للخارج ليجدا فارس في أنتظارهم.. توجه صوبهم ثم حمل عنهم الكثير من الحقائب البلاستيكية ووضعها بمؤخرة السياره ثم تحرك نحوها وهو يردف
فارس بسخريه : اللي قال إن الراجل مينفعش يخرج مع الست وهي بتتسوق ده راجل بيفهم والله
رغد قاطبه جبينها بعدم فهم : مش فاهمه
فارس ناظرا لساعة يده : أنتي عارفه بقالكو قد أيه جوه ، 3 ساعات ونص... ليه!
حلا بنبره مازحه : أحنا كده خلصنا بدري يامستر فارس
فارس محدقا بها بذهول :......
حلا مشيره علي رغد : بس بصراحه الأنسه رغد أذهلتني بزوقها ، زوقها رَفيع جداً
فارس بنظرات عاشقه : طبعا ، أنا واثق من ده
رغد مطرقه رأسها : أنا جيبت فستان عشان كتب الكتاب زي ما قولتلي
فارس فاتحا لها باب السياره : مبروك عليكي ياحبيبتي ، إن شاء الله أنا اللي هجيب فستان الفرح علي زوئي
_ التفت فارس حول السياره ثم أستقلها وبدأ بالتحرك وهو ينظر بمرآة السياره حتي تأكد من صعود حلا.. بينما نظرت له رغد بتمعن قبيل أن تهتف
رغد : بس أنا مش عايزه فرح
فارس موجها حدقتيه المحملقه بها : نعم !!
رغد فاركه كفها بتوتر : ده طلبي ، أنا مش عايزه فرح
فارس عاقدا حاجبيه بأندهاش : وده ليه ؟
رغد : مش عارفه ، حاسه إني مش هكون مبسوطه لو عملنا فرح ، عايزه كتب كتاب وإشهار وبس
حلا مشيره بيدها : سوري يامستر فارس ، ممكن تنزلني هنا
فارس مومأ رأسه : ماشي ياحلا ، أتفضلي
_توقف بسيارته جانبا ثم أنتظرها لتترجل عن السياره ثم ألتفت اليها بجسده ليكون في مواجهتها وأردف بنبره عذبه
فارس : ممكن تقوليلي بصراحه ، أحنا لوحدنا أهو
رغد : والله مفيش سبب معين ، لكن أنا فعلا مش عايزه
فارس حاككا طرف ذقنه : بس.......
رغد ماسحه علي ظهر كفه بحنو : من فضلك تحققلي طلبي
فارس موزعا أنظاره بينها وبين يدها الموضوعه علي يده : أنتي تحلمي وأنا عليا التنفيذ ، ياماسة قلبي
رغد باأبتسامه :.............
...................................................
_ أمام حجرة رئيس النيابة ، كان يقف شهير بصحبة أحد المحامين في حين دلف شهاب ومحاميه الخاص للخارج، وبعد إن أستطاع شهاب بحيلته الخبيثه شراء ضمير أحد العاملين بالمعمل الجنائي لتزييف نتيجة المعمل وتحويلها من مواد غير قابله وغير قياسيه للبناء ، لمواد صالحه وذات جوده عاليه .. عبس وجه شهاب وقطب جبينه وهو ينظر لرجله شهير ثم هتف
شهاب : المره دي وأشترينا المعمل الجنائي ، ياتري غبائك هيوصلنا لأيه المره الجايه
شهير بنبره متذمره : ياشهاب بيه أنا يدوب بنفذ الأوامر وبس
المحامي :شهاب بيه ، الكلام ده مينفعش هنا قدام مكتب رئيس النيابه ، خلينا نمشي من هنا وبعدين نتكلم
_ أمسك شهاب بياقة رجله ثم جذبه إليه بعنف وهو يردف بنبره أجشه
شهاب : الواد ده يتعمل عليه مراقبه 24 ساعه ، عايز تقرير يومي عنه وعن كل اللي بيعمله
شهير بنظرات زائغه وأعين رامشه مرتجفه : اا ا اوامرك ياباشا
شهاب بنبره متوعده : ياأنا ياأنت يابن مهران ، والزمن أهو قدامنا وطويل
.......................................................
_ وقف فارس بصحبة صديقه عامر أمام المصعد الكهربي ثم قام بالضغط عليه لطلبه وأردف
فارس : يعني الموضوع ده يخلص في قد أيه كده
عامر مشيرا على أصابع يده : واحد أتنين تلاته ، بص يافارس قدامك 3 شقق تتفرج عليهم وتختار منهم ، هما جاهزين ومش ناقصهم غير الفرش
فارس وهو يدلف لداخل المصعد : يبقي خلاص ، انا هشوفهم ولو تمام هخليك تتفق علي الشقه اللي هاخدها وتكتب عقدها فوري والفلوس حاضره
عامر مستندا بذراعه علي باب المصعد : هي رغد مش هتضايق لو أنت اللي أخترت الشقه
فارس ضابطا ياقة قميصه وهو ينظر للمرآه الملصقه بالمصعد : بالعكس ، هي نفسها اللي عايزه كده مش عارف ليه ، حتي قررت أنها هتنقي الفرش بس ومش هتروح هي تفرش
_ أنفتح باب المصعد ليدلف كلاهما للخارج ، حيث لمح فارس مديرة مكتب أخيه '' شهيده '' تدلف خارج مكتبه الخاص وبيدها أحد الملفات ، حملقت عينيه وأتسعت حدقتيه فصرخ بها وتوجه صوبها بخطي سريعه وهو يهتف
فارس : أنتي ، رايحه فين وكنتي في مكتبي بتعملي أيه .. وايه الملف اللي في أيدك ده!؟
شهيده مبتلعه ريقها بصعوبه : اا انا كنت....
عامر بنبره حاده : ما تقولي يابنتي أحنا هنسحب منك الكلام بالعافيه ولا أيه
فارس مشيرا أصبعه محذرا لها :لو بتفكري في كدبه والله ما هرحمك
_ في هذه اللحظه جاء آمير من خلفه وقد لاحظ أضطراب بالأوضاع فرغب بالسيطره علي الأمر
آمير : في أيه يافارس؟
فارس بنظرات حاده : مديرة مكتبك خارجه من مكتبي ومعاها الملف ده
آمير ناظرا لها بريبه : أنا اللي قولتلها ، كنت عايز ملف المشروع أشوف أخر التطورات بتاعته
_ خطف فارس الملف من بين أيديها وهو يهتف بلهجه حازمه
فارس : يبقي تبلغني أنا الأول ، وأنا أبعتهولك
_ أنصرف فارس وتبعه عامر وقد بدا عليه عدم تصديق الكذبه التي رواها آمير ، في حين رمقها آمير '' شهيده '' بنظرات ساخطه وأشار لها بأصبعه وهو يردف
آمير : تعالي ورايا ياأنسه
....................................................
_ دلف فارس لغرفة مكتبه بوجه مكفهر وملامح عابسه ، ألقي الملف علي سطح المكتب ثم ظل يجوب بجوار المكتب ذهابا وإيابا يفكر فيما حدث ، فإذا كان آمير هو من أمرها بفعل ذلك لما أعتراها الأرتباك والقلق ، ولماذا لم تفصح له من البدايه لقتل شكوكه ضدها ، لابد وإن الأمر به شيئا أخر
عامر : ما تهدا ياأبو فراس
فارس حاككا طرف ذقنه : الموضوع ده فيه إنهَ ولازم أعرفها ، وأعرف آمير داري عليها ليه
عامر باأبتسامه واثقه : سيبلي الحوار ده ، وأنا هجيبلك أخره
فارس مسلطا بصره عليه :..........
..................................................
_ بداخل مكتب آمير ، جلس واضعا قدما أعلي قدم ثم رمق مديرة مكتبه بنظرات جافه تحمل المكر ثم حك شفته السفلي وهو يهتف
آمير : كنتي واخده الملف ده فين ، وأيه اللي دخلك مكتب البشمهندس
شهيده وقد بدا عليها التوتر بوضوح : اا انا كنت هجيبه لسعاتك يافندم وو وبعدين.....
_ نهض عن جلسته بأنفعال ثم أشار اليها بأصبعه محذرا لها من التمادي بخديعته فأردف بلهجه حازمه
آمير : لو فكرتي مجرد التفكير إني هيخيل عليا الكلمتين دول تبقي غلطانه ، لو مقولتيش الصراحه حالا وعرفتيني الحقيقه أنا هسيبك لفارس وهو يتصرف معاكي .. وتصرفات فارس خارجه عن السيطره وأنا مش مسؤل .. ده غير حسابي أنا معاكي
شهيده وقد تملكها الفزع : أا... انا هحكي لحضرتك ، بب بس تحميني
آمير مضيقا عينيه : أحميكي!! ليه ومن مين؟
شهيده وهي تنظر حولها بتوجس وخيفه : مم من شهاب بيه ، شهاب بيه الرويعي
آمير وقد أتسعت حدقتيه : الله ، هي ديوله وصلت لجوه شركتي كمان!! ده الحساب بقي الدوبل يابن ال ....
....................................................
_ علي ضفة النيل ، حيث أخذ فارس ورغد وضعيتهم المعتاده في الجلوس ، نظر لعينيها بتمعن وتأمل النظر حيث يري أنعكاس وجهه في بريق عينيها ، خلل أصابعه بأصابعها ليصبحا متشابكان ثم هتف بنبره عذبه
فارس ناظرا ليدها : عارفه ليه ربنا خلقلنا فواصل بين صوابع أيدينا ؟
رغد باأبتسامه مشرقه : ليه؟
فارس ضاغطا علي كفها برفق : عشان اللي يملا الفواصل دي صوابع أيد تانيه .. فواصل صوابعك مينفعش تملاها أيد غيري ياماستي
_ أحتضنت كفه بين راحتي يدها ثم أستنشقت شهيقا طويلا علي مهلٍ ثم ذفرته ببطئ وقالت بنبره أقرب للهمس
رغد : أنا ما حبتكش من شويه يافارسي
_ أبتسم أبتسامه عريضه برزت أسنانه ثم نزع أصابعه بخفه وهتف
فارس : أفتحي أيدك الأتنين ، وعدي عليهم
رغد قاطبه جبينها : أعد عليهم؟
فارس مشيرا علي أصابعها : أه عدي واحد أتنين وهكذا
رغد مشيره لأصابع يدها وهي تعد عليهم : واحد أتنين تلاته أربعه خمسه سته سبعه تم........
_ قبض علي كفها لتتوقف عن العد ثم نظر لها بأشتياق وهو يردف
فارس : بس كده ، باقي من الزمن سبع أيام
رغد وهي تهز رأسها بعدم فهم : مش فاهمه!
فارس مقتربا من أذنيها : سبع أيام وتكوني مراتي ، ملكي وبس ومحدش هيقدر يعترض علي ده
رغد بشهقه عاليه : هااااا ، بجد !
فارس وقد ملأ وجهه الحماس : بجد طبعا، أنا يعتبر ظبط كل حاجه علي كده .. بكره الفرش اللي أخترتيه يوصل الشقه وبعده هتتفرش ، يامهون عليا الأيام والساعات يارب
رغد رافعه بصرها للسماء : الحمد لله، الحمد لله
_ لمست طرف وجنته وتحسسته برفق وهي تهتف بنبره دافئه
رغد : أنت أكتر من اي حاجه أتمنيتها ، أنت النعمه بالنسبالي .. كنت بسأل ربنا كتير ليه بيحصل معايا كده، ليه معرفش أهلي ويتحكم عليا أعيش حياه مش أنا اللي أخترتها ولا أتمناها وبعد كده أحبك في الضلمه ومحدش يحس بينا ، وبعدها كل اللي مرينا بيه .. بس عرفت خلاص أن ربنا لما بيحب يعوض عبده بيعوضه بزياده ، حسيت قد أيه هو كبير قوي ... ربنا ميحرمنيش من نعمة وجودك في حياتي أبدا ، عشان من غيرك هتكون سراب
_ قبّل بطن كفها قبله طويله عميقه ، ثم أستنشق رائحة بشرتها المميزه وأخذ يحرك كفها علي وجهه ليجعلها تتلمس وجنته ، وأردف ب....
فارس : لو هنتكلم عن النعم ، فأنتي أكبر نعمه ممكن ربنا يرزقني بيها.. خلاص أكتفيت بيكي ، لأنك الأكتفاء نفسه
.....................................................
_ يوما جديدا ملئ بالأحداث ، أستعد آمير لمغادرة قصره باكراً حيث ذهب لمركز التحاليل الطبية والفحوصات لأستلام نتيجة التحليل الخاص به ، وقف أمام الممرض المسؤل عن تسليم الفحوصات والتوتر يسيطر علي كيانه واللهفه تنهش منه حتي مد له الممرض يده بالنتيجه فألتقطها سريعا ثم هتف
الممرض : أتفضل يافندم
آمير متفحصا النتيجه بتلهف :..... في هنا دكتور يقدر يفهمني النتيجه بتقول أيه بالضبط؟
الممرض : أنا أقدر أقول لحضرتك ، ممكن تديني النتيجه؟
_ التقط منه النتيجه ثم تفحصها بنظرات سريعه ممررا بصره من أعلي لأسفل ، ثم أتسع ثغره وأردف
الممرض : حضرتك سليم مليون في الميا ، ومفيش إي حاجه تمنع الخلفه
آمير مبتلعا ريقه بعدم تصديق : انت قولت اا ايه!؟ أنت متأكد من الكلام ده؟
الممرض : طبعا يافنذم ، تقدر تروح لدكتور متخصص بنفسك وتعرض عليه التحليل
آمير وقد تلاحقت أنفاسه وزادت ضربات قلبه : اا اكيد ، شكرا
_ أنصرف من أمامه بخطوات تائهه مُضِله للطريق لا يعرف إلي أين الذهاب ، تدور برأسه المئات من الأسئله ، فكيف كانت نتيجة تحليله السابق بتلك السوء في حين أنه سليم الأن ، هل تسبب الزمن في معافاته أم أن الأمر مجرد خدعه رُسمت عليه.. لابد من إيجاد كافة الأجابات لأرضاء جوعه للحقيقه
نور بنبره واهنه ضعيفه : طلقني
آمير بنظرات زائغه : أنتي بتقولي أيه! مستحيل ده يحصل
نور وهي تتحامل علي نفسها : هطلقني غصب عنك ، مش هعيش معاك يوم تاني ولا أنا ولا اللي بطني
آمير وقد أصابه الجنون وبدت ملامحه أكثر حده : اللي في بطنك أبني ، وأنا مش هسيب أبني .. لو عايزه تسيبينا أنتي سيبينا ، أنما هو مش هتخلي عنه ده أملي .. ده اللي كنت عايش علي أمل أنه يحصل وأهو حصل
نور بنبره أكثر قسوه وتمرد : مش هتشوفه طول عمرك ، ولا هتتهني بنظره واحده ليه .. ده أبني أنا ، ولوحدي ياآمير..........
~ وكر الملذات ~
( الفصل الخامس عشر )
_ ما كان ليطيق الأنتظار أكثر من ذلك ، فكان عليه الذهاب اليها علي الفور لمواجهتها بما عرف .. فإن أقل حق لها عليه هو تبرئتها من الأتهام الشنيع الذي القاه عليها .. لم يبرر ولم يعطي سببا لما حدث ، فقط أكتفي بأعلانه برائتها وأعترافه بالطفل الذي تحمله في رَحِمها لتفاجئه بقولها ....
نور بنبره واهنه ضعيفه : طلقني
آمير بنظرات زائغه : أنتي بتقولي أيه! مستحيل ده يحصل
نور وهي تتحامل علي نفسها : هطلقني غصب عنك ، مش هعيش معاك يوم تاني ولا أنا ولا اللي بطني
آمير وقد أصابه الجنون وبدت ملامحه أكثر حده : اللي في بطنك أبني ، وأنا مش هسيب أبني .. لو عايزه تسيبينا أنتي سيبينا ، أنما هو مش هتخلي عنه ده أملي .. ده اللي كنت عايش علي أمل أنه يحصل وأهو حصل
نور بنبره أكثر قسوه وتمرد : مش هتشوفه طول عمرك ، ولا هتتهني بنظره واحده ليه .. ده أبني أنا ، ولوحدي ياآمير
_ تنهد وهو مغمضاَ عينيه ثم أقترب منها بهدوء وجلس علي حافة الفراش وهو يهتف
آمير : أنا عارف إني غلطت في حقك ، لكن مكنش بأيدي ياهند صدقيني
_ تحاملت علي نفسها وأدارت وجهها تجاهه لتنظر إليه بإزدراء ثم أردفت بنبره متهكمه
نور : هند!! ودي مين بقي اللي غلط في أسمي بأسمها
آمير مشيحا وجهه للجهه الآخري : أتلغبط
نور : أنا مصممه علي كلامي ، مش عايزه أعيش معاك بعد اللي حصل
آمير ممسكا بكفها : نور ، أرجوكي تقدري موقفي
نور وهي تنزع يدها من كفه : متلمسنيش أنت فاهم ، أنا مش طيقاك مش عايزه أشوفك تاني ول......
_ جذبها بقوه لترتخي بين ذراعيه ثم أطبق علي شفتيها يلتهمها وقد شعرت بثمالة شفتيه ، غمرها بنوبه من العشق لتتناسي الدنيا كلها وتتذكر فقط أنها بين يديه .. تساقطت عبراتها الساخنه من عينيها المغلقتين فشعر بحرارة دموعها علي أصابعه.. أبتعد عنها برفق ثم نزح تلك العبرات وتلمس جبينها ليجد حرارتها مرتفعه وعيناها بدت گجمرتي من نار من شدة الأحمرار .. دب الذعر داخله ثم هز رأسها وأمسك كفها ليحتضنه وهو يردف
آمير : نوررر ، أنتي مولعه كده ليه ، وأيدك متلجه
نور وقد ظهر الضعف في نبرتها : ا انا مش كويسه ياآمير.. ا ن انا
_ أرخي جسدها علي الفراش ثم نهض سريعا نحو خزانة الملابسه ، أنتقي لها أحد الأوشحه الشتويه ذات الحجم الكبير والعريض ثم عاد اليها ليلثم جسدها به ثم حملها بين ذراعيه وصار بها للخارج وقد أنتوي الذهاب بها للمشفي
........................................................
_ سئمت من أتصالاتها المتكرره به في حين إنه لم يجيب علي إي من هذه الأتصالات ، ولكنها أصرت عدم العدول عن ذلك حتي يجيب عليها .. في حين كان يجوب الرواق ذهاباً وإياباً يفرك كفيه في توتر بالغ حتي لمح الطبيب يخرج من الغرفه فتوجه إليه سريعا وهتف بنبره متلهفه
آمير : خير يادكتور طمني
الطبيب : متقلقش حضرتك ، المدام بس عندها ضعف عام ومحتاجه للراحه والغذا الكويس خصوصا عشان الحمل في أول شهوره
آمير رامشا بعينيه وبلهجه متردده هتف : هوو ، الجنين حصله حاجه ، ولا كويس
الطبيب باأبتسامه : لا متقلقش خالص، الجنين بخير الحمد لله .. عن أذنك
_ أغمض عينيه وأطلق تنهيده حاره ثم أُفيق علي أهتزاز هاتفه فمد يده بجيب بنطاله وأمسك الهاتف وهو يذفر أنفاسه بحنق ثم ضغط عليه للرد
آمير : في أيه ياماما ، طالما مردتش يبقي مش فاضي
عثمت بلهجه منفعله : لما أتصل بيك ترد عليا مش تخليني مستنيه جنابك كل ده
آمير مصراً علي أسنانه بغيظ : خير ياماما ، كنتي عايزه مني أيه
عثمت بتساؤل : عملت أيه في موضوع البت اللي ماتتسمي دي
آمير قاطبا جبينه : بت مين !! اه اه لسه مفيش خبر عنها أول ما أعرف حاجه هبلغك
عثمت بلهجه ساخره : ياريت تركز علي الموضوع ده شويه قبل أخوك ما يوصلها
آمير : طيب طيب ، أنا هقفل دلوقتي عشان ورايا شغل سلام
_ أغلق هاتفه ثم أدار المقبض بهدوء ودلف للداخل ، أمسك أحد المقاعد المعدنيه ثم جلس بجانب فراشها ، لم تتجه إليه ببصرها بل ظلت مشيحه وجهها عنه في حين شرع هو بالحديث
آمير : حمدالله علي سلامتك
نور :.........
آمير قابضا علي شفتيه : نور ، أنتي متعرفيش حاجه عني ولا عن حياتي قبل ما أعرفك .. سألتيني كتير بس أنا ولا مره جاوبتك بصراحه ، النهارده أنا مضطر أحكيلك السبب اللي وصلني للشك ده
.....................................................
_ بأحد المقاهي الراقيه التي دوما يجلس بها فارس ، جلس ورفيقه يرتشفان مشروب الشاي الساخن بجانب أحد المقرمشات
فارس : ميهمنيش أنه طلع منها ، اللي يهمني أن شهاب دخل الحبس وبات فيه أربع أيام في الوقت اللي لما كان عايز يوقعني أنا مستنتش في القسم ساعه واحده
عامر واضعا الكوب أعلي الطاوله : أنا عارف إن شهاب مش هيعديها عشان كده عايزك تكون جاهز بأي وقت
فارس بأبتسامه من زاوية فمه : أنا محضرله صاروخ هيطلع من نفوخه ، لو فكر يلعب معايا تاني هنسفه
عامر عاقدا حاجبيه : صاروخ أيه ده
فارس بقهقهه عاليه : مراته .. زيزي هانم
...........................................................
_ بعد أن قص عليها ما مر به منذ سنوات شعرت بالشفقه عليه ولكنها تجاهلت شعورها ذلك وجاهدت لكي تتعامل معه بجفاء ولا تعيره أدني أهتمام .. أستجمع شتات عقله ثم ذفر أنفاسه المحتقنه وأردف
آمير : فكرة الطلاق دي شيليها من دماغك ، أنا مش هسيبك ولا أنتي ولا أبني.. هسيبك تستريحي وأجيلك الصبح ، سلام
_ غادر الغرفه علي الفور وتركها بمفردها لعلها بحاجه قويه للتفكير وتعقل الأمور ، فقد تعمد تركها بعد حديثه وهو علي يقين أنها سوف تفكر بطريقه أكثر عقلانية هذه المره
توجه لأحد العيادات الخاصه بالمشفي لعلاج أمراض الذكوره والعقم ثم طلب حجز عاجل للقاء الطبيب المختص ، وبعد القليل من الوقت سمح له الممرض بالدخول .. لم يطيل آمير في الحديث بل أخرج من سترته ورقتي التحليل الخاصين به وعرضها علي الطبيب مشيراً لأن أحداهما كانت منذ ثلاث سنوات .. تمعن الطبيب في النظر لنتيجتي التحليل ثم لوي فمه في أستنكار وأردف متسائلا
الطبيب : حضرتك متأكد أن التحليلين دول من عينتك أنت
آمير عاقدا حاجبيه : أيوه ، في حاجه مش مظبوطه؟
الطبيب وهو يهز رأسه مستنكرا : مؤكد في حاجه غلط ، أستحاله تكون النتيجتين دول بتوعك أنت.. النتيجه الأولي بتأكد عجزك الكامل عن الأنجاب والتانيه بتأكد أنك مليون في الميه سليم
آمير وقد تسارعت نبضات قلبه : يعني أيه الكلام ده؟!
الطبيب : في نتيجه من دول مش بتاعتك ، ممكن يكون حصل غلط في العينات
آمير عاقدا حاجبيه مضيقا عينيه : غلط في العينات!!
_ سلط آمير بصره علي الأرضيه لتعود ذاكرته للوراء قليلا ، حيث أن زوجته هي التي أحضرت النتيجه وليس هو
( عوده بالوقت للسابق )
آمير بلهجه حازمه : وليه مستنتيش لما أروح أنا وأجيبها بنفسي
هند : لقيتك مشغول في الشغل مع باباك وأنا مش عايزه أستني أكتر من كده
آمير بضيق : كنتي تستني شويه ياهند مكنش هيجري حاجه، أو علي الأقل تاخدي أذني
هند مستنده بكفيها علي صدره : حبيبي أنا وأنت واحد ، وبعدين أنا محبتش أزعجك خصوصا إني عارفه ضغط الشغل اللي عليك الفتره اللي فاتت
آمير ممسدا علي شعرها : ماشي ياهند ، بس ياريت متكرريش تصرفك ده تاني
هند مقبله طرف شفتيه : حاضر ، حجزتلك النهارده بالليل عند الدكتور متنساش تروح
آمير : حاضر
_ أفاق من شروده علي صوت الطبيب وهو يهتف بأسمه قائلا
الطبيب : ياأستاذ ، حضرتك سامعني
آمير باأنتباه : هه ، اه اه .. ، شكرا
_ نهض علي الفور وأمسك بأوراقه ثم دلف للخارج وقد أنتوي داخله الوصول لطليقته السابقه.. عليه تفسير كل الأمور وكيف حدث ذلك ، هل يعقل أن تكون عينته قد تبدلت مع شخص آخر وعلي أثر ذلك الخطأ عاني بحياته لسنوات ، لابد من مسلك يسلكه للوصول لتلك الحقائق
.....................................................
_ في عصر اليوم التالي ، تركت قدح القهوه الصغيره علي الطاوله ثم نهضت عن مكانه وضبطت وضعية سترتها القماشيه ثم توجهت للخارج وهي تهتف
راندا : فاطمه ، ياااافاطمه
_ خرجت من المطبخ وهي تضع حجابها علي رأسها ثم أجابتها قائله
فاطمه : أيوه ياست هانم ، جيت أهو
راندا مشيره بيدها : أسبقيني علي العربيه عقبال ما أجيب تليفوني عشان عايزين نجيب شوية حجات للحفله اللي بحضر لها
فاطمه مومأه رأسها : حاضر ياهانم
.........................................................
_ بالمشفي ، أحضر آمير بعض الملابس ل '' نور '' لكي تبدل ثياب المشفي حيث آذن لها الطبيب بالخروج .. وبعد أن أرتدت ثيابها جلست علي طرف الفراش وأطرقت رأسها وهي تردف بنبره جامده
نور : أنا موافقه أفضل معاك ، بس عندي شروط
آمير جالسا قبالتها، ناظرا لها بثقه : أيه هي ؟
نور بنظرات متحديه : هتعلن جوازنا ويكون رسمي ، وتعترف بأبني قدام كل الناس وأولهم مامتك .. وبعد كده هدور علي ماما وأجيبها تعيش معايا بعد ما تعرف كل حاجه
آمير حاككا طرف ذقنه وعلي ثغره أبتسامه صغيره : وأنا موافق ، أنتي هتكوني أم أبني أو بنتي .. ومن حقك الكل يعرف ده
نور بنظرات غير مصدقه : هه ، يعني أنت موافق !
آمير بنبره ثابته : اه موافق ، وهحقق شرطك في أقرب وقت
_ نهض عن مقعده ثم مد يده لها لكي تمسك بها وأنطلقا لخارج المشفي ، في نفس هذا التوقيت كانت تقف سيارة راندا علي الجهه المقابله للمشفي أمام أحد المحال الكبيره
راندا : أنزلي للمحل ده يافاطمه ، دوري علي أستاذ عبود وقوليله مدام راندا عايزه الطلبات اللي قالتلك عليها
فاطمه : حاضر ياست هانم
_ ترجلت فاطمه عن السياره ثم دلفت للداخل في حين أنتظرتها راندا بسيارتها .. في هذه الأثناء خرج آمير من البوابه الرئيسيه للمشفي متأبطه به نور حتي وصلا لسيارته المصفوفه أمام المشفي ، خرجت فاطمه من المحل ممسكه بالكثير من الحقائب البلاستيكية وتوجهت نحو السياره وأثناء دورانها لمحت أبنتها وهي تستقل سيارة ذلك الرجل ، أرتعدت في مكانها وأبتلعت ريقها الذي جف فجأه علي أثر صدمتها ثم حاولت الركوض وهي ممسكه بتلك الحقائب وتنادي بأسمها .. أنتبهت نور لذلك الصوت المألوف بالنسبه إليها فأدارت وجهها لتلمح أمها وهي تتجه صوبها ، أنتفضت في مكانها ثم أمسكت بذراع آمير المسنود علي المقود وهزته بعنف وهي تهتف بنبره مذعوره
نور : آمير ، أمشي بسرعه من هنا
آمير بذهول : في ايه اللي حصل!
نور : بقولك أمشي بسرعه ، بسررررعه
_ ترجلت راندا من سيارتها وظلت تتابع الموقف في صمت حتي أنتبهت لملامح تلك الفتاه ، والجدير بالذكر أنها تعرفت عليها أيضا وتذكرت هويتها جيدا .. أبتلعت ريقها وأتسعت حدقتيها وهي تقول
راندا : آمير ، نور.. أيوه هي البنت اللي كانت بتشتغل عندي ، يانهار أسود
_ أستطاع آمير الفرار بكل سهوله في حين توقفت فاطمه عن الركوض وحدقت أمامها بصدمه ، أجل لقد رأت أبنتها المفقوده بل الأحري أبنتها الهاربه وهي بصحبة أحد الرجال .. أصابتها الخيبه وأطرقت رأسها للأسفل في خزي ثم عادت لحيث سيارة ربة عملها
راندا بنظرات زائغه : في أيه يافاطمه
فاطمه والحسره تملأ نبرتها : شوفت بنتي ، بس ملحقتهاش
راندا بنظرات مترقبه : طب عرفتي كانت مع مين
فاطمه بأنتباه : هه ، لأ مركزتش .. بس شكله بيه
راندا بأريحيه : طب يلاعشان نمشي وإن شاء الله تلاقيها
_ نظرت فاطمه للجهه الأخري لتجد مشفي كبيره خاصه ، فعلمت بأن أبنتها بالكاد كانت بالداخل ، لم تشعر بالراحه لرؤية أبنتها علي قيد الحياه ، وإنما شعرت بالخيبه والعار .. فهاهي بصحبة رجلاً لا تعرف حتي هويته ، ولكنها حتما ستصل إليها
......................................................
_ في سيارة آمير ، كانت يداها مثلجتان تفر منهما الدماء وجسدها يرتعد كلما تذكرت ما حدث ، فأمسك آمسك كفها وقبض عليه وهو يقول
آمير : ممكن تهدي شويه ، محصلش حاجه لكل ده
نور بنبره مرتجفه : محصلش أزاي ، يارب ما تكون شافتك يارب
آمير : أنتي كده كده كنتي هتدوري عليها عشان تجيبيها تعيش معاكي ، يبقي فين المشكله
نور : المشكله هي إني كنت عايزه انا الاقيها واعرف اتكلم معاها لوحدي مش هي اللي تشوفني معاك
آمير بلهجه غير مباليه : خلاص أهو اللي حصل ، عموما كل حاجه ليها حل متقلقيش
نور مطبقه علي جفنيها بقوه : يارب
......................................................
_ بعد مرور يومان علي ما حدث ، هاتفت عثمت آمير لطلب حضوره بأسرع وقت ، فلقد حدثها فارس وأعلمها أنه سيحضر إليها لأبلاغها آمرا في غاية الأهميه.. شعرت عثمت بأن هذا الأمر ربما يتعلق بتلك الفتاه فرأت أنه من الجيد حضور أخيه الكبير أيضا ، لبي آمير ندائها له وحضر لها وفي جُعبته المفاجأت الأكثر قوه
عثمت بعدم فهم : مش فاهمه عايز تقول أيه ياآمير
آمير موليها ظهره : يعني أنا متجوز وهيكون ليا طفل قريب
_ شهقت عثمت بقوه ثم ألقت بجسدها علي الأريكه وهي لاتزال غائبه بعقلها عما يدور حولها .. وضعت يدها علي صدرها تتحسسه لصعوبة التنفس التي أنتابتها ثم هتفت بصوت متقطع
عثمت : متجوز !! وو و..... طفل
آمير ذافرا أنفاسه علي مهلٍ : أيوه
عثمت رامشه بعينيها : بب بس أنت مكنتش بت.....
آمير وقد أحتقنت ملامحه : التحليل مكنش بتاعي ، ولسه بدور علي هند عشان أكشف باقي المستخبي .. المهم أن من حقك تعرفي إنك هتكوني جده
عثمت بلهجه غير مصدقه : أنا مش مصدقه اللي بسمعه ، أبني الكبير بيعمل كده .. طب أزاي
_ حضر فارس في اللحظه ودلف عليهم حجرة المعيشه ليجد عبارات الأستفهام علي وجوههم جَلّيِه ، في حين رمقه آمير بنظرات متفحصه من رأسه حتى أخمص قدمه مدهوشا من هيئته ، فلقد كان متأنقا للغايه مرتديا حُله سوداء ذات أطار لامع علي ياقة الستره وأسفله قميصا ناصع البياض ذات أزرار وياقه سوداء بجانب رابطة عنق '' الببيون '' السوداء ، كما كان مصففا شعره بطريقه منمقه للغايه .. كل ذلك أثار شكوك آمير أكثر
فارس قاطبا جبينه : مكنتش أعرف أنك هنا ياآمير
آمير بنظرات دقيقه : أنت جاي منين يافارس ولا رايح فين
فارس ضابطا لوضع سترته : رايح فرحي، تحب تيجي معايا
آمير محملقا بعينيه :.......
عثمت فاغره شفتيها : رر ر رايح فين !!
فارس غارزا أصابعه بشعره : فرحي ياماما ، أصلي النهارده هتجوز رغد
عثمت :......
يتبع
الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون من هنا


تعليقات
إرسال تعليق