رواية هى لى الفصل السابع والثامن والاخير بقلم الكاتبه مروه حمدي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية هى لى الفصل السابع والثامن والاخير بقلم الكاتبه مروه حمدي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رفقا بى فأنا لست بخائنة، بين ليلة وضحاها اُختطفت ضحكاتى أمام عيناى، أربعة جدران بارده أصبحت منفاى، شق وحدتى نور بدأ كالحلم ولكنه الكابوس.
جسدها يرتجف، تتمسك بفاطمه بكلتا يديها وبأعين فزعه ترجوها ألا تتركها بينما الأخرى ساهمه بحديثها" سنتركها لمن؟"
بينما الطبيب بمجرد رؤيته لحالها.
_دى حالة انهيار عصبى ، بسرعه امسكوها بالراحه نديها مهدئ.
تلبستها الشياطين عندما سمعت حديثه، مهدئ أى ستنام أى ستسقط بين يديه ولا تعلم أن كانت ستفيق تلك المرة ام لا؟
بدون إرادة منها، ازدادت حركه جسدها صارخه وصدى صوت ضحكاته يتردد بالمكان من حولها.
بهيستريا: فاطمه، متخلهمش ينمونى يا فاطمه، فاطمه متخلهمش يرمونى ليه يا فاطمه..
فاطمه بدموع : أهدى يا ملك أهدى يا حبيبتى.
ملك بنواح واعين متسعه تغشى ان يرخى لها جفن: انتى مش عارفة، هيأذينى يا فاطمه، هيحرقنى تانى يا فاطمه.
مدت يدها لها تريها اياها: هيحرقنى يا فاطمه هو هو واقف هنا ااه انا سمعه صوته حواليا يا فاطمه، انتوا انتووا مش شايفين ولا سامعين، هو عايز كده، ماتسبونيش ليه.
بينما فاطمه بواد اخر منذ أن رأت يد ملك، تسترجع الأحداث الماضية، عندما دلفت برفقة زوجها إلى غرفتها، هى من قامت بتبديل ملابسها ولم يكن هناك أى أثر لاى حروق؟ وعندما استفاقت و عاتبها كرم ووجهت حديثها لها وقع بصرها على يدها بيد سيف ولم يكن بها هذا الاثر، اذا من أين جاء؟
بينما كرم يحاول ان يمسكها دون ان يؤذيها وعيناه اجتمع بها الدمع على حاله شقيقته و سيف تقدم هو الاخر بعدما فشل كرم فى إحكام جسدها وشهقاته ارخت قبضته، وبقلب ملكوم، يمسك يدها للطبيب ينأى بعيناه بعيدا عنها حتى لا يضعف مثل كرم.
"هى عمتو بتبكى من الوجع ال فى ايدها ده يا ماما وعشان كده هتدوها حقنه؟!"
جملة قالها الصغير، تخشب لها جسد الثلاث، وزوجين من الأعين توجهت نظراتهم ليدها والثالثه تابعت يد الطبيب وهى على وشك حقنها بالمهدئ.
"لا، استنى، ماتحقنهاش"
نظر لها الطبيب وكذلك الباقين وكأنها برأسين فتابعت هى وعيناها بعين ملك التى استكان جسدها بعد سماع فاطمه براحه وبصيص أمان تسرب إليها.
الطبيب: افندم، حضرتك بتقولى ايه؟
كرم بعصبية: فى ايه يا فاطمه؟ انتى...
قاطعه سيف: كرم، اصبر...و بتفكير وعينه على يدها وبالأخص على الاثر: ثوانى يا دكتور من فضلك.
كورت فاطمه وجهها بين يديها وبدموع أبت النزول: ملك يا حبيبتى لو مش عايزة الحقنة يبقى لازم تهدئ
ملك: حاضر حاضر، ههدئ بس بس..
وبدموع تقطع لها قلب الواقفين من نبرة الصدق بها.
" أنا خايفة لا مرعوبة اوى اوى منه يا فاطمه:
كرم بحمية أخويه: هو مين ده؟
أشار له سيف بيده بمعنى اصمت...ثم أشار باتجاه زوجته بمعنى...دع الأمر لها...
اخذت فاطمه نفس عال، تنظر لها بداخل عيناها تأكد على حديثها القادم.
"انتى وسط عيلتك وحبايبك محدش هيقدر يقربلك ولا يجى جنبك"
ملك بهمس خافت مسموع: ما انتوا مش شايفينه!
فاطمه تبتلع ريقها تحاول ألا تظهر رعبها وشعورها بأن هناك أنفاس تلفح عنقها بتلك اللحظه، حاولت التماسك قائلة بصدق: بس حاسين بيه..
نظر لها كلا من سيف وكرم والطبيب باستغراب.
ملك بشك: بجد؟
أماءت فاطمه رأسها بتأكيد متابعه: بدليل انه واقف ورايا دلوقت، صح؟
كان سؤال اكثر منه تأكيد.
هزت ملك رأسها بايجاب، ارتعدت له اوصال فاطمه من الداخل ولكنها أبت ان تظهره حتى لا تسوء حالة تلك الفتاة أكثر.
كرم لزوجته وبشك فى حديثها: فاطمه.
حادت عن أعين ملك له سامحه لمعالم وجهها المرتعبة للظهور لزوجها، ليرتد خطوة للوراء بصدمه.
بينما سيف المتابع لهم، توجه بحديثه للطبيب دون ان تتحرك عيناه عن حبيبته.
_اتفضل حضرتك يا دكتور دلوقت ولو حصل اى حاجه، هنجى لحضرتك.
الطبيب بعصبية طفيفة: انتوا المسئولين عن اى تدهور يحصل لحالتها.
بعد خروجه.
سيف لملك: هو مين ده يا ملك ال مخوفك كده؟
نظرت ببطء لسيف ثم لاخاها، وتنقلت نظراتها بينهما والسؤال يتردد بأعينهم بوضوح: من هذا؟
أطرقت برأسها لأسفل بخزى، تشعر بأنها خائنة وهى بالفعل كذلك، فلقد خانت ثقة أخاها سابقا، تعاليم دينها والمبادئ التى زرعتها والدتها بداخلها ضاربة إياها عرض الحائط تحت مسمى واحد" الحب" والذريعة " الوحده" والنتيجه "عذاب" تحياه بمفردها.
لا يفهم الأنثى سوا الأنثى، لذا جلست فاطمه إلى جوارها، تحاوطها بيدها، وبهدوء..
"ما تخافيش يا ملك، محدش هيحكم عليكى، ايا كان ال هتقوليه، المهم نعرف الحكاية عشان نقدر نساعدك"
"طيب قومى بقا من جنبها عشان انا بغير ومحبش حد يقرب من حاجه تخصنى وملك دى بتاعتى"
حديث وصل لاذنها كاملا، جعلها تنتفض من مجلسها كمن لدغها عقرب، اخذت تسمى بسرها وتستعيذ.
وملك شاردة بين اختيارين أصعب من بعضهما، تخبرهم وترى نظرات الخذلان بأعينهم، ام تصمت وتجر لمصير مجهول؟
باستهزاء صدح صوت مؤرقها:
"يالا يا ملوووك يا حبيبتى قوليلهم انا مين، اقولك قوليلهم ده حبيبى ال ق*تلته بايدى"
_بس انا مقتلتكش.
صرخت بها ملك بقهر، ترفع عيناها عن الفراش للهواء، اصطدمت بنظراتهم المرتابة وبنبرة اهدئ وزعت نظراتها بينهم قائلة:
_أنا مقتلتهوش، مقتلتهوش، متصدقهوش.
سيف بحده طفيفة: مش نعرف هو مين الأول؟
استثقلت الرد، فأطرقت برأسها مرة أخرى.
تقدم منها كرم يجلس بمقابلتها، يمسك بيدها وبهدوء: قولى يا ملك وما تخافيش.
ملك: هتزعل منى.
كرم بصدق: عمرى.
سيف بنفاذ صبر: ملك،هو مين؟
"اسامه"
حل الصمت المكان لثوان شارك فيها الجميع نفس السؤال: من أسامه؟
فاطمه بنظرات زائغه فى الارجاء تشعر بسخونه الجو من حولها .
هبطت لمستوى طفلها وبهدوء: انزل تحت السرير يا حبيبى ونام.
احمد: تحت السرير يا ماما؟!
فاطمه: ايوه، عشان ده كلام كبار...وبصدق...ومحدش عارف هيحصل ايه؟ انت نام بس قبل ما تنام.
همست بأذنه: انا مش حفظتك الفاتحه.
أماء الصغير برأسه.
فاطمه: قولها كتير كتير فى سرك، لحد ما تنام وهجبلك حاجه حلوة.
احمد بفرحه أنسته ما يدور حوله: حاضر.
بحيرة نظر كرم لشقيقته: مين اسامه ده يا ملك؟
"لا كده أزعل نسيتني بالسرعه دى يا كرم"
رفعت ملك رأسها بنظره خافته تراه وقد ظهر أمام فراشها عاقد لحاجبيه بتحد سافر ان تتحدث.
عادت تنظر للفراش مرة أخرى و بتنهيده : انت شفته قبل كده مرة يا كرم..
وبخذلان: ويمكن بسبب المرة دى انا هو.
سيف: هو ايه؟
ملك بخزى: قرب منى.
سيف بوجع: قصدك ايه؟
ملك بخفوت: كان بيحبنى.
سيف بحسره: وانتى؟ حبتيه؟
رفعت رأسها له سريعا: كنت فاكرة كده بس لا يا سيف ده مكنش حب ابدا انا معرفتش معنى الحب غير لما.
صمتت بخجل لا تقوى على الاعتراف له الآن وأمام شقيقها.
بينما الرد على إجابتها أتى على هيئة قبضة أحكمت الإمساك بعنقها، تمنع عنها الهواء، حاولت المقاومه بوضع يدها على يداه وقد برزت عيونها قليلا واحمر وجهها.
وصوته يهدر بإنفعال: كنتى فاكرة انك بتحبينى!!! انتى محبتيش غيرى يا ملووووك فاهمه! انتى بتاعتى انا، حية أو ميته بتاعتى انا، حبيبتى انا.
أسرع لها اخاها وسيف فى محاولة لنجدتها من شئ لا يعرفونه.
كرم وقد فشل فى تهدئتها: انا هجيب الدكتور دى بتموت نفسها.
حاول سيف إمساك يدها المحيطه لرقبتها ظنا منه انها تشنق نفسها: ملوك، ما تعمليش كده يا ملوك فى نفسك.
"ابعد عنها"
قالها اسامه بصوت عال لم يستمع له سيف ولكن شعر به عند إهتزاز الاضواء من حولهم ودفعه للخلف بقوه.
وقف كرم بمكانه بزهول مما يحدث.
واحمد تحت الفراش يغمض عينيه يقرأ الفاتحه وقد على صوته قليلا من الخوف بسبب الجلبه من حوله.
فاطمه بسرعه: اخذت تقرا آيات الحفظ والتحصين بصوت عال، قامت بوضع يدها على اذنها حتى لا تستمع لتهديداته وهو يصبها بأذنها.
فتحت أعينها شاعرة بنبرته التهديديه تضعف: أقروا قرآن معايا بسرعه، على صوتك يا أحمد.
شارك كرم زوجته وكذلك ملك بخفوت بعدما تركها وهى تحاول التقاط أنفاسها وكذلك سيف اخذ يتمتم بهدوء وهو يستقيم من مرقده من أثرالسقوط.
ثوانى وانتفضوا بعدها على فتح باب الغرفة بقوه، وكأن ريح عاتية خرجت منه لا دلفت إليه.
ساد الصمت حولهم حتى الهواء أصبح اخف.
فاطمه بتنهيده راحه: الحمدلله مشى.
كرم بعدم فهم: هو مين؟
فاطمه مشيرة باتجاه ملك: اسامه.
كرم بزهول: انتى تعرفيه؟
فاطمه: لا بس حسيت بيه.
كرم: ويطلع ايه ده؟
فاطمه بخوف تنظر حولها: مش عارفة، بس الأكيد انه اللهم احفظنا.
كرم بعصبية: ايه الجنان ده؟
فاطمه: كرم ده كان بيهددنى يا كرم، سمعت صوته فى ودنى اكتر من مرة.
أوشك كرم على التعليق، اوقفته فاطمه بيدها قائلة: انت شايف بنفسك ال حصل لو حاسس انه طبيعى علق.
صمت كرم فما يحدث أمامهم غير طبيعى بالمرة.
بينما سيف الغيرة تأكل قلبه لا يهمه سوى معرفة من هذا ال " أسامه"، وما علاقتها به وإلى اى مدى تقربا؟
سيف بهدوء حذر: ملك، مين أسامه؟
فاطمه تجلس إلى جوارها تبثها بعض الأمن: مبقاش ينفع تخبئ يا ملك، لازم نعرف الحكاية عشان نتصرف ده مش ناوى على خير ابدا لا ليكى..
صمتت فجاءة، نظرت لها ملك بقلق فى انتظار باقى حديثها، فتابعت فاطمه: ولا اى حد انتى بتحبيه ويهمك...بتأكيد أكملت...هو قالى كده من شويه.
اخذت نفس عال فقد حان وقت الإفصاح، ان لم يكن لأجلها، فلأجلهم، حتى وان سقطت من نظرهم فالاهم سلامتهم الان، لا ذنب لهم لتحمل تبعيات خطأها.
كرم: ما تخافيش، قولى، قولى كل ال عندك.
سيف بنبرة تقطر رجاء: اتكلمى يا ملك؟
اغمضت عيناها: هتكلم..
ترنح جسدها بجلستها تشعر بالاعياء أثر الضغط النفسى المارة به.
أمسكت فاطمه برأسها اسندتها على كتفها وحاوطتها بيدها الأخرى.
تمسكت ملك بخصر فاطمه بكلتا يديها متأخذه من صدرها وساده ومن حضنها غطاء بث بجسدها المنتفض دفء أفتقدته منذ رحيل والدتها.
ملك بوجع: ااه يا فاطمه، أنا مكنتش عايزة اكتر من الحضن ده.
تلألات أعين فاطمه بدموع الندم على حال تلك الصغيرة التى تابعت منفصلة عنهم وكأنها تقرأ من كتاب عنوانه " حكايتى مع أسامه" والمطلع
" اللقاء الاول"
اغمضت عينيها شارده بذاك اليوم منذ اربع سنوات.
كان بعد شهر ونص من وفاة بابا وماما وقتها بدأت اتحسن واتقبل فكرة انهم سبونى والفضل فى ده بسبب وجودك معايا يا كرم، مسبتنيش لحظه.
يومها قولتلى افوق لنفسى واشوف حياتى، روحنا نقدم الورق فى الكلية وعشان كليه وجامعه غير كليتك كنا بنلف حوالين نفسنا، روحنا مبنى الإدارة وهناك كان فى شلة شباب واقفين.
كان فى وسطهم شب مدينا ظهره لابس قميص ازرق،انت خبطت براحه على كتفه وقولتله:
كرم: لو سمحت؟
التفت له الشاب باستغراب تحول بعدها إلى ابتسامه صغيرة مجاملة: أفندم.
كرم: فين شئون كليه الحقوق؟
الشاب بابتسامه وعيناه تتنقل بينهما: تقديمات سنه أولى؟
أماء كرم بصمت، بينما ملك ظلت ساكنه.
الشاب: اتفضلوا معايا، المكان بعيد شوية عن هنا.
كرم: مش عايز اتعبك معانا.
الشاب بود: لا تعب ايه انا كده كده كنت رايح هناك، أنا طالب فى سنه تالته وطالع رابعه السنة دى.
قالها وعيناه على ملك متابعا: واسمى اسامه.
كرم: أهلا بيك يا أسامه.
ذاك اليوم لم يتركهما أسامه الا وقد انتهيا من التقديم وعلى باب الجامعه صافحه كرم بود: انا بشكرك يا أسامه جدا.
أسامه واضعا لنظاراته الشمسية: لا تعب ولا حاجه انا بس كنت بقدم خدمة لزميلة.
قالها مشيرا لملك..تابع بعدها...ويمكن بكرة تردهالى.
ابتسم كرم راحلا بعدها بشقيقته لايبصر تلك النظرات المسلطه نحوهما بعدما توارت أسفل غطاءٍ أسود.
"اااااخ، اسامه، افتكرته"
قالها كرم ضاربا أعلى جبهته يقطع سيل ذكريات شقيقته التى تابعت بعد سؤاله.
_وده ماله ومالك، انتى كنتى فى اولى وهو فى رابعه! اتقابلتوا ازاى؟
_فى جنينه الكلية يا كرم.
انا كنت دايما بقعد هناك بعد اى محاضرة لما بيكون فى وقت بينها وبين ال بعدها وفى مرة كنت قاعده بقرا فى كتاب، محستش بال قعد جنبى على الطرف غير لما قال: لسه بدرى على المذاكرة، احنا بنقول يا هادئ فى اول السنة.
بصيت لقيته هو، فى البداية معرفتهوش وكنت لسه هقوم لقيته بيقول.
_انتى مش فاكراني ولا ايه؟
بفضول بصتله وبصراحه برضه مقدرتش افتكره لحد ما هو قال:
_انا أسامه ال كنت معاكم يوم التقديمات.
ملك بتذكر: اه، أنا آسفة مخدتش لبالى.
اسامه: كان واضح عليكى يومها انك تايهه...نظر لملابسها السوداء متابعا...وحزينه.
أماءت رأسها بصمت تنوى الرحيل من أمامه معتذرة بأدب ولكن التقطت فعلتها بسهولة جاذبا أنتباهها له مشتتا عقلها عن نيتها بالذهاب.
_على فكرة دكتور إيهاب ال بتقرى فى كتابه وناحرة نفسك من ساعه بتقرا فيه مش حاسة بأى حاجه حواليكى مش بجيب منه كلمه فى الامتحان.
ملك بصدمه: بجد، بس ده قال...
اسامه بتقليل: يقول ال يقوله هما ورقتين بينزلهم اخر الترم بنجبهم من المكتبه.
أمسك بالكتاب من بين يديها بتقليل...ونلم الليلة والامتحان مش بيخرج براهم.
نظرت له بشك، ابتسم هو عليها متابعا: يابنتى الأكبر منك دفعه يعرف عنك الدكاترة.
بزهو: انا ممكن اقولك نظام كل دكتور هنا وتذاكريله ايه ومن فين بالظبط.
ملك: بجد.
اسامه: طبعا، وبعدين ده اخوكى موصينى عليكى.
ملك بزهول: امتى ده؟
وانا بسلم عليكم وانتوا ماشين بس انتى ماخدتيش بالك.
"اه ا بن ال..اوف استغفر الله العظيم، الكلام ده محصلش"
قالها كرم مقاطعا شقيقته ضاربا كف بالاخر.
سيف بألم: استنى يا كرم...وجهه حديثه لملك قائلا: كملى.
ملك بتنهيده: وقتها انا فعلا كنت تايهه ومش مركزه فمدققتش اوى فى الكلام.
عادت مرة أخرى تسرد عليهم قصتهما.
ملك: يمكن.
أسامه: هو انا ممكن أسألك سؤال.
ملك: اتفضل.
اسامه: انتى ليه لابسة اسود؟
ملك: بابا وماما اتوفوا فى حادثه من اربع شهور.
اسامه بتأثر: ربنا يرحمهم ويغفرلهم.
ومن وقتها اسامه بقيت اقابله كتير وكل مرة يقولى حاجه جديدة خاصة بالكليه وكان دايما يطلب منى اروحله لو احتجت حاجه.
كرم بعصبية يقاطعها للمرة الثالثه: وانا روحت فين؟
سيف فاقدة لأعصابه: ما تسكت بقا يا اخى وتخليها تكمل..نظر لها بغيط قائلا..انطقى وبعدين.
نبرته تلك أسرت القشعريرة بجسد ملك بين يدي فاطمه التى تدخلت فى محاولة لتهدئه الأجواء: فى ايه يا جماعه بالراحه هى هتتكلم اهى.
همست بحنو لملك: كملى يا ملك وبعدين.
ملك: الوقت ده كان كرم اخويا سافر، وأنا واصحابى اتفرقنا وبقت كل وحده فى كليه، وبسبب حالة الحزن ال كنت فيها وبعدى عنهم ما استحملوش وقالوا نكدية ولما بدأت افوق كانوا نسينونى وانا نفسى محستش انهم ينفعوا يبقى اصحابى تانى وبقت علاقتنا سطحية، حياتى بقت فاضية والوحده بتقتلني كل ما ارجع البيت ومالقيش غير الحيطان مستنيانى.
كترت مقابلاتى مع اسامه، وبقيت فعلا لو فى حاجة مش عارفها بستناه يجى و اساله.
فى الوقت ده كنت اتعرفت على بنت معايا فى الكليه اسمها منة.
علاقتى بأسامه فضلت سطحية على الأقل لحد ما فى يوم شاب اتجرأ وضايقنى فى الجنينة ولما زعقت معاه، أهانى وأحرجنى واسامه جه وشافه وضربه وكانت خناقة لولا أن زمايل شهدوا ان الولد التانى غلطان؛ كان زمانه انفصل.
ومن هنا علاقتنا أتغيرت وحده وحده بدأ يملى عليا الفراغ ال فى حياتى واحساس ان فى حد معايا يدافع عنى، كل دى حاجات خلتنى غصب افكر فيه، لحد ما فى يوم اعترف بحبه ليا، كنت طايرة من الفرحه وحسيت انى كمان مياله للإحساس ده.
طبعا منه صحبتى لاحظت، فاضطريت احكيلها، بس ردها زعلنى لما قالت:
_غلط يا ملك.
ملك بتبرير: ما هو هيخطبنى يامنه.
منه: لما يجى يخطبك ابقى اتلكمى معاه ولما يتجوزك ابقى خدى راحتك.
ملك فى محاولة واهية لأقناعها: ماهو معظم بنات الجامعه مرتبطين يا منه.
منه بتعقل: مش كل مالواحد يشوف حاجه يقول اجرب، وال بيحصل ده بين الشباب والبنات غلط واسمه قلة دين وقلة أدب.
ملك بخوف تهمس بصدق لزميلتها: بس كده هو هيبعد وانا هرجع لوحدى تانى.
منه: انا نصحتك وانتى كبيرة كفاية تعرفى مصلحتك.
ملك بتنهيدة: بعدها بكم يوم كنت مضايقة اوى واسامه سألني.
_مالك يا ملووك مين زعلك؟
حكيت ليه كل حاجه.
اسامه: يعنى هى قاطعتك دلوقت..
إماءت بحركه بسيطه من رأسها.
أسامه: ما تشغليش بالك بيها دى بس عشان غيرانه منك.
ومحاولش يصلح بينا، وقالى طول ما انا موجود مش هتحتاجى لحد تانى.
عدت اول سنه وحياتى مقفولة عليه معرفتش اعمل صحاب وهو مسمحليش اجرب.
اتخرج أسامه وانا رحت تانية واتفقنا على الجواز بس اديله فرصة يكون نفسه، وبقا يحوش معايا وادخله فى جمعيات وقدر فى فترة صغيرة يشترى شقه صغيرة، كنت شيفاها حلم بيتحقق قدامى بقيت كل ما احوشله مبلغ اديهوله يعمل فيها حاجه ويوضبها لحد ما جهزت تمام على ذوقى.
" وانتى على كده الشقة دى روحتيها معاه ولا لوحدك عشان تشوفيها؟!"
قالها سيف مقاطعا بغيرة أعمته بينما كرم متابع بصمت هذة المرة وداخله يغلى من الغضب من شقيقته، ينتظر ردها على أحر من الجمر.
ملك تخرج من أحضان فاطمه سريعا مبررة: اقسملك ابدا ما روحتها.
سيف : اومال عرفتى ازاى انه بيعمل ال بتقولى عليه.
ملك بوجع: على التليفون، بيصور ويبعتلى.
فاطمه: وبعدين يا ملك كملى.
فضلنا على الحال ده لحد بداية الترم التانى السنة دى وده اول يوم منه تكلمنى فيه من وقت خناقانا من سنين فاتوا، بتوزع شيكولاته على الزملاء وادتنى انا كمان.
حبيت افتح معاها كلام بحيث نرجع نتكلم تانى زى الاول فسالتها مين العريس.
صدمتني صدمه عمرى.
فاطمة بشك مقاطعه اياها: ليه، قالتلك مين العريس ؟
ملك: أسامه.
سيف بالم على القهرة البادية بملامحها: وعملتى ايه لما قالتلك كده.
ملك : كدبتها وروحت عليه جرى اساله.
ودى كانت أول مرة اروحله فيها شغله.
رنيت عليه.
ملك بدون مقدمات بعد أن أجاب: انزلى حالا.
مرت دقائق هبط لها اسامه وباستغراب: فى حاجه حصلت يا ملك؟
فى هذا الوقت كانت تتفحصه بعينيها حتى رأت المحبس بإصبعه، أشارت عليه وبصوت مرتجف: ايه ده يا أسامه.
اطبق زفرة عاليه دون حديث، أعادت هى سؤالها بصوت اكثر حده.
_ايه الدبلة دى يا اسامه؟
اسامه: انا خطبت يا ملك.
ملك بصدمه وعدم تصديق: ايه؟ خطبت؟!
وبزهول: طاب وانا؟!
اسامه: انتى حبيبتى.
ملك: نعم!! حبيبتك؟ ده ال هو ازاى معلش؟!
اسامه: حبى وعشقي وحياتى، حبيبتى يا ملووك.
ملك بتشتت؛ ولو انا حبيبتك...بصراخ تابعت....اومال صحبه الدبلة دى تبقى ايه؟
اسامه متطلعا حوله: وطى صوتك وانتى بتتكلمى، وبعدين انتى مالك ومالها هى حاجه وانتى حاجه تانية.
عقدت حاجبيها بعدم فهم لحديثه.
ملك: انت تقصد ايه؟ يعنى ايه هى حاجه وانا حاجه؟ ايه تخطب وحده و تحب غيرها؟
اسامه: مش هينفع نتكلم هنا تعالى معايا نروح اى مكان نتكلم فيه بهدوء.
ملك بعصبية: انا مش هروح معاك مكان قبل ما افهم قصدك ايه؟
اسامه بعصبية طفيفة: ايه ال مش مفهوم فى كلامى؟ قولتلك انتى حاجه وهى حاجه؟
ملك بصراخ: يعنى اااايه؟
اسامه بإنفعال: يعنى هى خطيبتى ال هتجوزها واعيش معاها وانا مطمئن وانتى حبيبتى ال بحبها ومقدرش استغنى عنها.
ملك بصدمه: تتجوزها وانت مطمئن؟ وانا؟ ايه؟ مش هتكون مطمئن معايا! بعد كل ال عملته عشانك؟!
أسامه: ماهو كل ال عملتيه هو ال قلقنى يا ملك، بمجرد اخوكى ما سافر وانتى عايشة دور الوحيده، مهدتيلى الطريق ليكى منكرش فى الاول كنت بنوته صغيرة داخله سنه أولى أعجبت بيها قولت اشكلها على ايدى، وكل مرة بتصدينى إعجابى بيكى بيزيد اكتر واكتر لحد ما بقيتى تقربى منى وعرفتك عن قرب، مش هقول حبيتك عشقتك. بالأخص وقوفك جنبى كبرك فى عينى اكتر واكتر وفى نفس الوقت قلقت.
ملك: قلقت؟!
أسامه بصراحه: انتى هشة يا ملك من جوه، افترضى اتجوزنا حصلت ظروف وسافرت زى اخوكى او كنت مضغوط فى شغل وبعيد عنك او مش قادر اقضى معاك وقت واحنا تحت سقف ببت واحد زى مراته، عارفة هيحصل معاكى ايه؟
صمتت تستمع لحديثه ترى كيف ينظر لها وتابع هو بقسوه.
_هتقعى فريسة لاى حد أعجب بجمالك وحجتك جاهزة " الوحده وافتقادك للحب فى حياتك".
ملك : ومنه هى ال مش هتقع فريسة سهلة مش كده.
أسامه بفظاظه: منه لا كلمتنى انا ولا غيرى فى تليفون من وراء اهلها، ولا حوشت فلوس ودخلت جمعيات تساعد شاب يتجوزها كأنها مصدقت.
ملك بدموع: انا لو كلمتك فأنت حفيت عشان توصلنى، ولو على وقفتى جنبك فمعلش هما بنات الأصول كده مالهمش بخت واسمع يا أسامه انا حقيقى غلطت لما خنت ثقة اخويا وكلمتك بس انت عارف ان ولا مرة اتماديت او حتى خرجت معاك بره بوابات الجامعه.
أسامه بهيام: اومال انا بحبك ليه، طيبتك جدعنتك، حلاوتك، الأنثى الضعيفة ال جواكى، أنا بعشقك يا ملووك.
ملك بصراخ: انت اكيد مجنون.
أكملت بوعيد:بس ملحوقه، غلطتى هصلحها وشكرا اوى على الدرس ال اتعلمته منك، فوقنى ورجعنى لعقلى تانى.
همت بالرحيل من امامه، أمسك بساعدها: قصدك ايه؟
نفضت يده عنها: مالكش دعوة بيا وما تلمسنيش تانى فاهم، انت اخترت حياتك وأنا كمان هعيش حياتى ومش هقف عليك والمرة دى صدقنى هختار صح.
تحركت خطوة من أمامه أوقفها بصوته الساخر: لو فاكرة انك هتكونى فى يوم لحد غيرى، يبقى بتحلمى ياملوك انتى بتاعتى، بتاعتى اناوبس، مش شرط اتجوزك المهم انك فى حياتى ليا لوحدى وصدقيني لو فى يوم فكرتى مجرد تفكير فى حد تانى ما تلومى الا نفسك.
هى لى
الفصل الثامن والأخير
"أختبار عشقك من نار، فالبعد هلاك والأقتراب عذاب وبكلا الدربين، رفع القلب راية الإستسلام"
**
بمجرد دلوفها لمنزلها، سمحت لنفسها بالانهيار، سكين تلم وجه لمنتصف قلبها ممن ظنت به سند وأمان للغد.
أعادت حديثه مرة تلو أخرى، لا لؤم عليه، كيف يثق بها بعدما خانت هى ثقه أهلها وتعاليم دينها والمبادئ التى تربت عليها!
لالؤم على أحد سوا نفسها، هى من قللت قدرها لمن لا قدر له.
صوت رسالة أتت إلى هاتفها اخرجتها مما هى فيه تقرأها بعدم تصديق.
"وصلتى بالسلامه يا حبيبتى؟ طمئنينى"
لا، ده اكيد مجنون.
قالتها ملك بهيستريا، قامت بعدها بحظره من جميع وسائل الاتصال.
أتت لها إشعارات كثيرة بمحاولة اتصاله بها، حتى قلت تدريجيا ثم أنتهت.
شعرت براحه نسبيه وانه اخيرا نسى أمرها ذاك المعتوه بالتملك.
وخلال هذا الأسبوع ظلت حبيسة منزلها، تعلق جروحها، تعيد تقويم نفسها من جديد، متعهده لحالها ببدأ حياة أخرى، تكن هى أساسها "ملك"
لاتنتظر شفقة او عطف من أحد ، لا تتسول الحب والأهتمام بل يقدمان لها وهى بمجلسها كاميرة كما أعتادت من والديها سابقا واخاها، هى قوية وستظل وما مر صفعه قوية حتى تنتبه للغد.
عادت من ذاكرتها تنظر لاعين اخاها تتمعن نظراته وقد اختلط الحزن بالخذلان قائلة.
_الاسبوع ال بعده انت جيت من السفر يا كرم وهونت عليا كتير وبعدها..
نظرت لأسامة الصامت إلى حد مخيف: قابلت اسامه وطلب ايدى وقتها ما اترددتش ثانية واحده، واقسمت انى هكون مخلصه ليه حتى بافكارى وانى اعمل من عيلته عيلة كبيرة خاصة بيا.
حاد سيف بعينه من الفراغ لها يتلمس صدقها وقلبه ممزق من الداخل.
فاطمه بعصبية طفيفة: واكيد البجح ده مسبكيش فى حالك؟!
أماءت ملك رأسها بايجاب.
كرم بتحفز: عمل ايه؟
ملك بدموع: كان عدى وقت على خطوبتنا، وانا كنت قاطعه بيه اى وسيلة اتصال، فجاءة جاتني رسايل من اكونت غريب على الفيس، فتحتها، لقيت صور ملعوب فيها ليا واسكرينات من محادثات وهمية.
صكت فاطمه على صدرها بفزع: يا نصيبتى، مين ده ال عمل كده؟
سيف واسامه بعدما نفرت عروق جبهتم من الغضب: اسامه.
_أماءت برأسها بالايجاب وتابعت: بعتلى رسالة بالمكان ال اقابله فيه.
سيف بشك : روحتى؟
ملك بخزى: هددنى لو مجتش هينزلهم فى جروب الدفعه ويبعتهم ليكم.
كرم: وانا فين من ده كله؟
ملك بدموع وجسد مرتجف تعيش تلك اللحظات قائلة: خفت يا كرم.
كرم بعصبية: ده كان عايز رجل يقفله، عشان ميلعبش بيكى الكرة.
سيف بوجع: يوم ما كلمتك وانتى فى الشارع وكنسلتى واتعصبتى لما سألتك رايحه فين؟ صح؟!
أماءت بدموع كإحابة.
سيف بصوت مكسور: كنتى رايحاله؟!
دفنت رأسها بصدر فاطمه وصوت شهقاتها يعلو تدريجيا.
فاطمه بتعقل تربط على ظهرها: اعذروها، فى موقف زى ده اى وحده غيرها دماغها بتقف عن التفكير.
كرم بوجع: هى اعتبرتنى مت مع بابا وماما واتصرفت وعاشت على الأساس ده.
على صوت نواحها متلمسه نبره القهر بصوت أخاها.
سيف فى محاولة للسيطرة على حاله أجلى صوته : كملى وبعدين حصل ايه لما روحتيله؟
اخذت ثوانى تبتلع ريقها، جففت فاطمه دموعها، وأعين كرم وسيف عليها متربصين لاى حركه تصدر عنها.
ملك بصوت مبحوح: اول ما شافني قال.
"يعنى كان اللازم اللفة دى عشان تحنى واشوفك"
_فى ايه يا اسامه؟
_وحشتنى.
_انت مجنون؟
_بيكى.
_انت عايز منى ايه بالظبط؟
_انتى.
_وانا مش عايزاك وخلاص انا اتخطبت وقريب اوى هتجوز.
اسامه جازا على أسنانه: عارف اومال انتى فاكرة انى الصور دى عملتها عشان ابعتهالك.
ملك بريبه: قصدك ايه؟
اسامه: يعنى لو مبعدتيش عنه انا هبعت الصور دى للمحروس واقوله شوف خطيبتك المصون.
ملك: بس دى مفبركة.
أسامه بيرود: حلنى بقا لحد ما يعرفوا، ما انا ناوى ابعت نسخه كمان لاخوكى.
قالها ممسكا بهاتقه يحركه أمامها وصورة حساب اخاها أعلى الشاشة.
ملك بتوسل: انت عايز منى ايه؟ انت مش شفت حياتك،سبنى اشوف حياتى انا كمان.
اسامه بنبره هادئة ولكن حاده: حياتك معايا، واناعايزك معايا لاخر العمر.
ملك تكاد تجذب خصلاتها من أسفل حجابها: انت بنفسك قولت ما انفعكش.
اسامه ببرود صقيعى: مش لازم تكونى معايا بجسمك فى بيت واحد المهم انك ليا، لا ليكى حق تحبى حد غيرى ولا حد يكون ليه عليكى حقوق غيرى.
ملك: ولو قولت لا.
اسامه ببساطه: هبعت الصور.
ملك بتحد واهى: ولو قولتلك أوسع ما فى خيلك اركبه، اخويا هييسامحنى، خطيبى...اتاكات على حروف كلمتها الاخيرة ترى تأثيرها الظاهر على عروقه النافرة...لو صدق، يبقى مش امان وما يلزمنيش، ولو على الدفعه فالناس بتنسى يا أسامه.
اسامه بأعين تلوح بالشر: حلوة النسخه الشرسة منك دى يا روحى، كل يوم بتعجبينى زيادة عن اليوم ال قبله، عارفه لو مكنتيش كلمتينى وبلكتينى زى ما عملتى كده، ولفيت عشان اوصلك، كان زمانك انتى معايا إمبارح مش منه بختار الشبكه.
ملك بإحتقار: انت بنى أدم...
قاطعها قبل ان تكمل: مش عايز غلط، ما تقليش حسابك معايا.
وبوعيد اكمل: صدقينى مش بس مجرد صور اشيرها، أنا مستعد اعمل اى حاجه فى الدنيا اضمن بيها ان محدش يقرب منك غيرى يا ملك هعملها.
ملك بخوف من نبرته وهيئته: انا عملتلك ايه عشان تعمل فيا كده؟
اسامه بصدق: خلتينى احبك، لا اعشقك، واعشق تفاصيلك، كنتى كل حاجه بتمناها الا حاجه واحده، حاجه شاب زيي شاف ولف كتير وعرف بنات كتير ميقدرش ينساها ولا يعديها.
نظر لعيناها متابع: فتحتيلى طريق ليكى، لو كان سورك عالى مكناش قاعدين القعده دى، انتى السبب فى ال احنا فيه ده، انتى السبب فى انى ارتبط بوحده مش بحبها بس لمجرد انها فى يوم كانت صاحبتك فيها حاجه من روحك، بتكمل ال كان ناقص فيكى، وجع قلبى وانا ببصلها وبشوفك انتى قدامى .
التقط اتفاسه متابع بالم: وفى الاخر بتقوليلى عشت حياتى! لا يا ملك انا مش عايش...قالها بتأثر واضح دام لثوانى اختفى بمجرد ظهور تلك اللمعه بعينه المتوعده لها: بس لو سمحتلك تمشى،واثق انك هتعيشى، اى حد هترتبطى بيه هيحبك يا ملك.
بنبرة عاشق حد النخاع تابع:وانتى طيبة اوى يا ملوووك اقل حاجه بتفرحك وتعلقك باللى قدامك زى ما حصل معايا وعشان كده...
اكمل بعصبية تنافر ما كان عليه منذ برهه:±مش هسمحلك تعيشى وانا بتعذب قصادك ، لايمكن انتى بتاعتى حقى انا مش حق حد تانى يا ملك، فهمتى؟
حديثه، صادم ، جاد وحازم ونبرة التهديد واضحه به وكل كلمه تؤكد شيئا واحدً: ان الشخص الجالس أمامها الان مختل من الدرجه الاولى .
صمتت وعقلها وقلبها كلاهما فى حيرة، اذا خالفته سيرسل تلك الأشياء لاخاها وسيف ووقتها لن تستطيع إنكار علاقتها به وبالتالي سيصدقان تلك الصور والمقاطع، وسترى نظرات الخذلان والخزى باعينهم، كما أنه اخبرها صريحه بأنه لن يتوقف ولا تعلم ماذا يخبئ لها، كذلك هى لا تقوى على تنفيذ رغبته كما انها أصبحت تمقته، لا تصدق انها بيوم من الايام كانت تحب هذا الشخص.
مقارنه سريعه قام بها عقلها بينه وبين سيف جعلت قلبها ينزف دما على اى حال اوصلت به نفسها، فأمامها شيطان يوسوس لها بالخروج من الجنة.
أسامه بلهفة ونفاذ صبر: ها قولتى ايه؟
ملك بقوه: قولت ده بعدك يا أسامه مش هسيبه.
اسامه بعصبية: يبقى الملف كله هيكون عندهم.
ملك مغمضة العين بوجع: لو عملت كده يبقى انت ال اخترت؟
اسامه بريبه: قصدك ايه؟
ملك بصدق: انا اهون عليا اموت ولا اشوف نظرة وجع فى عيون اخويا يا اسامه.
اسامه باستهزاء: ماتقوليش كلام انتى مش قده يا ملك، انتى اجبن من انك تعملى كده.
قامت من مجلسها بعنف: لا هعملها يا اسامه ولا انى احط روحى بين ايديك واعيش معاك بالطريقة ال انتى عايزاها، هعملها وارتاح منك للابد ودلوقت يا اسامه.
تحركت للخارج مسرعه بينما تحرك خلفها، ينادي عليها اثناء ركضها.
اسامه: استنى يا مجنونه.
خرجت من المقهى للطريق حيث السيارات المسرعه بالاتجاهين.
وقفت لحظه مترددة فمنذ حادث والديها تغشى السيارات.
كان قد قدم من المقهى ينادي على بعد خطوات
اسامه: وقفى يا ملك انتى اصلا بتخافى من العربيات.
نظرت له بتصميم ارتعبت له اوصاله، اغمضت عيناها متحركه للزحام قبل ان يمسك بها، تحت صرخاته فى محاولته للوصول لها غير منتبه للطريق، عيناه عليها هى فقط.
كانت تمر بسرعه مغمضه العين تتوقع اصطدامها بسيارة او بأخرى فى اى لحظه، وبمجرد وصولها للجانب الاخر دوى صوت ارتطام عالى، بتلقائية تحسست جسدها بيدها، وبحاجب معقود التفت للخلف ، جحظت عيناها رعبا مبصرة لجسد اسامه مسجى على الأرض غارقا بدمائه.
وقفت بمكانها لبعض الوقت كتمثال لا تتحرك واعينها عليه لا تحيد لا تصدق انه مات، أمام عينيها فى محاولة لانقاذها!
"هاتوا حاجه نغطوه بيها لحد ما تيجى الاسعاف تشيله"
كان حديث احد المارة المتجمهرين جعلها تفيق من حالة التيبس التى تملكتها.
نادت بهمس لنفسها وكأنه سيسمعها : ااوسااااامه.
لا رد.
جرت دموعها على وجنتيها تهمس من جديد" اوسااامه"
تجمهر العديد من الناس حوله مانعين عنها رؤيته. مما جعل الدم يسرى بقدمها، فبهدوء انسلت من المكان بعد سماعها لجملة.
" هو فى حد كان معاه! ولا كان بيعدى الطريق"
عادت لمنزلها بسرعه الريح، يكفيها ما سقاها اياه قبل وفاته بلحظات، ولكن هيئته لا تفارقها، نظرة عينيه الدامية وشخوصها أسرى الرعب بجسدها.
فاطمه: فى داهية، نال جزاءه.
كرم: هو تليفونه بصمه ولا كلمه سر؟
ملك: مش متأكده.
سيف بعصبية بعدما فهم على كرم: ازاى يعنى؟ لما بيكون معاكى مفيش مرة فتحه قدامك؟
ملك بنفضه: الاتنين، اصل هو بطبعه حويط وشكاك.
زفرة راحه خرجت منهم، ليفتح الهاتف من جديد ، سيتم مسح إعدادته، والحادث غير مدبر ولا وجود لشبهه جنائية او تحقيقات جادة من المباحث والا كانت ملك اول المتهمين بعد تفريغ الكاميرات.
فالملف اقفل على أنه حادث طريق وما أكد لهم ذلك هو مرور وقت طويل اكثر من أسبوعين.
فاطمه: طيب هو وغار وانتى مالكيش ذنب قضاء وقدر،الرعب ال احنا فيه ده سببه ايه؟
ملك بخوف: اليوم ده صورته مفرفتش خيالى وبالليل وانا سهرانه مش عارفة انام وال حصل بيتكرر قدام عينى كانى لسه عيشاه، سمعت صوت خبط على الباب، اقول مين محدش يرد.
ارجع ابص فى العين السحرية برضه مفيش.
افتكرت اولاد الجيران بيحبوا يعاكسونى، وبكل قلق وخوف ورعب فتحت الباب وبعصبية قولت.
"احترموا نفسكم بقا"
محدش رد، الجو مسكت والوقت متأخر، قولت اكيد نايمين دلوقت؟ اومال مين؟ معقول حد غلط فى الشقه؟
ودخلت الشقة من تانى ، وبعدها بقيت احس انى مش لوحدى فى البيت، وهمس مش مفهوم جوه ودانى لحد ال حصل انهاردة .
قصت لهم ما حدث واوصلها لتلك الحالة التى وجدوها عليها.
صمت الثلاثه وجمعيهم يتجنبون النظر لها، فالعقل بشتات بين الخرافة وما رأته عيناه، كما أن قصة حبها لشخص أخر اعتصرت قلبان بقوه والثالث تغلب عليه الندم تحت وطأة لو كانت بجانبها ما حدث كل هذا؟
قطع صمتهم صوت آذان الفجر، اسامه فى محاولة لجلى صوته والهروب من كل هذا مؤقتا يعيد ترتيب أفكاره.
"أنا هروح اصلى الفجر"
"خدنى معاك"
قالها كرم بثقل يجسم على صدره.
نظر لزوجته: خليكى هنا معاها ما تسبيهاش.
وبعد خروجهم نظرت ملك لفاطمة التى أزارتها بعيناها،.تربط على يدها.
فاطمه: كل حاجه هتبقى كويسة.
ملك: انا مقتلتهوش.
فاطمه وهى تساعدها على الاستلقاء: عمره يا ملك ، انتى مقولتلهوش أجرى ورايا ولا تبت فيا لاخر لحظه.
ملك باعين مرهقه وصوت ناعس: هيسامحونى.
فاطمه بثقه: على قد محبتهم على قد زعلهم منك بس فى الاخر هيصفوا.
وكان بحديثها وضعت ماء بارد على جمر قلبها، فاستكان جسدها بثبات حرمت منه ايام طوال.
تنهدت فاطمه بثقل: يا حول الله يارب، العمل ايه فى النصيبة دى، ده لو كان لسه بنى ادم كان كم بوكس من كرم على قلمين من سيف يبعدوه، بس دلوقت وهو اللهم احفظنا نتصرف فيه ازاى؟ نجيبله ايه ؟ شيخ؟!
صمتت لبرهه تعيد الفكرة براسها: ايوه صح، ماهو مش هينفع معاه غير كده.
أخرجت هاتفها تطلب زوجها، ليصدح صوت بالغرفة.
فاطمه: يووووه ده نساه هنا، استنى لما يجى اقوله؟
نظرت حولها برعب: افترضنا المخفى ده رجع لا مينفعش تاجيل، أنا هرن على سيف من تليفونه هما كده كده مع بعض ويجبوه وهما جاين خلينا نخلص من الرعب ده، انا جتتى اتلبشت.
وضعت الهاتف على اذنها، متمته لنفسها: الواد أحمد مش طالعله صوت ليه؟
هبطت بجسدها لاسفل الفراش، وجدته مستغرق بالنوم ولم يجب سيف على الاتصال.
فاطمه: يا حبيبى يابنى، سحبته برفق وحملته وقبل أن تضعه جوار عمته، فتح الصغير عيناه بنعاس.
احمد: ماما، حمام.
حملته من جديد والهاتف على اذنها معيده الاتصال، نظرت لملك المستغرقه بالنوم.
"يالا بينا قبل عمتك ما تصحى او حاجه تقلقها"
قالتها ناظرة للارجاء حولها .
تمتمت برعب قبل خروجها:ماتردد يا سيف.
_الو.
فاطمه مغلقه الباب خلفها: اخيرا.
_حصل حاجه.
_انا لاقيت الحل.
بينما قبل قليل عندما هبط الاثنين لأسفل بالمصعد، توجه كرم ناحيه اليمين حيث المصلى بالطابق الأرضى، نظر إلى جواره ولم يجد سيف، التف إلى وراه، ابصره يتجه نحو الباب الرئيسى، أوشك على مناداته واخباره بأن المشفى بها مصلى ولكن توقف، فربما هو بحاجه لترتيب أفكاره اولا وبعدها،هو لن يلومه بأى قرارا ياخذه.
بمصلى المشفى جلس كرم يعيد ما قصته شقيقته، يعلم أخطأت وهو ايضا على عاتقه مسئولية كبيرة تجاهها،.شقيقته تحتاج إلى تأهيل نفسى وكذلك زوجته، تلك المرة سيتم الأمر بإشرافه وتحت عيناه، هو يعمل ويكد لأجلهن ان ضعن من بين يديه وانفرط عقد أسرته فلا نفع لعمل او مال.
سجد لله ركعتين شكر على نجاة شقيقته من كارثة.
قام من مجلسه لا يرغب بتركها زقت طويل بالأخص بوجود ذاك الشئ يحوم حولها، لولا رؤيته ما حدث بنفسه ما صدق ولو بعد ١٠٠ عام، يضرب كيف بالاخر لايعلم كيف سيتصرف بهذا الموضوع ويبعده عنها.
بينما عند سيف، كان هائم على وجه وقلبه مشقوق نصفين، شق يشعر بالخيانه وانه غُدر به وشق أخر يشعر بالحزن لأجلها بل ويتألم ايضا ملتمسا لها ألف عذر.
عقب خروجه من المسجد رن هاتفه برقم والدته، بسرعه أجاب.
_ماما..
_بنبرة صوته علمت ان ببكريها خطب ما: ايه يا نور عينى؟ فينك؟ دخلت اصحيك الفجر مش لاقيتك؟
اخرج تنهيده عميقه قائلا: انا مع كرم .
والدته بشك: دلوقت! هو فى حاجه!
بقلق تابعت: هو فى حاجه حصلت معاه او مع ملك؟
بتوتر استأنفت: انتوا اتخانقتوا!
برعب أستنتجت: اوعى تقولها، سبتوا بعض؟
بعويل: ليه يا بنى، دى بنت غلبانه وطيبة وبتحبك يا حبيبى، أنا شفت حبها ليك فى عنيها، صدق امك وصدق قلبها، دى الدنيا جت غليها وخطفت أهلها قدامها وعملت من أهلك اهل، هتلاقى فين وحده زيها؟
ابتسامه صغيرة حزينه رسمت على وجهه قائلا: للدرجه دى يا امى؟ حبيتها؟
والدته: دى بنتى ال مخلفتهاش وحبى ليها من حبها فيك وحبك انت ليها.
اسامه بتنهيده: بحبها يا أمى بحبها، بس.....
والدته بحذر: بس ايه؟
اسامه بوجع: زعلان منها؟
والدته: يابنى الدنيا مش بنبى علطول يوم تزعلك يوم تزعلها، والخناقات دى هى ال بتبين المعدن وحاجه من اتنين يا تزود المحبه بينكم يا تبعدكوا عن بعض طالما مفيش تفاهم.
اسامه: ولو الحاجه دى قديمه !
والدته: ال يفتش فى القديم يتعب طالما القديم مش هياثر على الجديد نرميه وننساه ونشوف بكره وبعدين اقولك مين فى قديمه مغلطش ولو حتى بكلمه يا بنى.
والدته بفراسه: المهم القديم ده مافيش حاجه من الجديد تمحيه ويشفعلها عندك، ولا خلاص ننساها وتشوف حالك وهى تشوف حالها بعيد عنها.
اسامه بغيره: لا طبعا حالها هو حالى، ايه يا ماما ال بتقوليه ده.
تابع بحديث صادق لنفسه قبل والدته: ملك صغيرة، هتطلع على ايدى هعاتبها واعلمها زى بنتى لما تغلط، هقف جنبها ومش هسيبها لحظه لأمها حبيبتى وخطيبتى وبإذن الله مراتى.
بتصميم تابع: والحاجه ال تخوفها انا ال هقفلها...
والدته بارتياح: ربنا يريح قلبك ويقف معاك بكل خطوة.
سيف براحه: عن اذنك يا أمى مش عايز اتأخر على كرم.
والدته بمزاح: كرم برضه.
سيف بابتسامه: ربنا ما يحرمنى منك ابدا.
أغلق معها لفت نظره مكالمه فائته من كرم، عقد حاجبه، أوشك على الاتصال حتى صدح الهاتف من جديد، بسرعه أجاب.
_الو
لفت انتباهه صوت زوجه كرم
بلهفه: حصا حاجه.
_..
_كرم بإستحسان: تمام انا هتصرف.
أغلق معاها، ينظر لباب المسجد خلفه: فعلا هو ده الحل بس ما يمنعش ان انكم محتاجين دكتور نفسى كلكم يا مدام فاطمه..
دخل للمسجد جاب بعينيه حتى وجد ضالته، يجلس يقرأ بكتاب الله.
بسرعه جثى أمامه وكفريق: الحقنا يا شيخ.
الشيخ سعد مصدقا: فى ايه يابنى.
سيف: مافيش وقت، حضرتك اتفضل معايا وانا هقولك كل حاجه فى السكه.
الشيخ: مش افهم الاول
سيف: مفيش وقت حالة حياة او موت والمكان مش بعيد المستشفى ال ورا الجامع.
هيئته وحديثه جعلت الشيخ مسعد يقم من مجلسه بتعب واضح بسبب سنوات عمره، ساعده سيف وامسكه من ساعده: يالا بينا.
الشيخ : بالراحه يابنى.٦
سيف بقلق: مفيش وقت.
تقابل سيف وكرم والشيخ أمام المصعد.
كرم يشير بعينيه لسيف: مين؟
سيف: الشيخ مسعد شيخ الجامع ال ورا وانا حكتله كل حاجه خاصة بملك.
نظر له كرم بلهفه: فى حل نبعده عنها؟
الشيخ بابتسامه مطمئنه: ال مع الله ما بيغرقش يبنى.
صعدوا للطابق وبمجرد دلوفهم للممر استمعوا لصوت فاطمه تصرح تحاول فتح الباب والصغير على يدها بلا جدوى وقد التف عدد من الممرضين والأطباء فى محاولة لكسر الباب، ظنا منهم ان المريضه أغلقت الباب فى محاولة منها للانتحار او وجود شخص يهددها بسبب صريخ فاطمه بعبارة..
"هى لوحدها جوه معاه"
ركض باتجاهها سيف وكرم بقلق ورعب فى نفس الوقت: حصل ايه؟
فاطمه بدموع مرتعبه: الباب مقفول وملك مش طالع ليها صوت بخبط ومش بترد.
كرم بعصبية قارعا على الباب: سبتيها ليه مش قولتلك خليكى معاها.
فاطمه بتبرير: احمد كان عايز يدخل الحمام وهى كانت نايمه.
كرم بصوت عالى: مللك افتحى ملك.
سيف بصراخ: هو الباب ده مالهوش مفتاح.
احد الممرضين: اتكسر فيه واحنا بنحاول نفتحه.
وصل لهم الشيخ مسعد بهدوء قال: وسعوا من على الباب.
اماء سيف لكرم فازاح الاخر الجميع بيده، وضع الشيخ يده على المقبض يتلو بعد آيات الذكر فانفتح الباب امامهم، نظر الجميع لبعضهم البعض بدهشة.
فاطمه تشبثت بحضن صغيرها تدفن رأسه بصدرها تتمتم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
ولكن حل الرعب محل الدهشة لحظه ابصارهم لجسد فاطمه مرفوع عن الفراش وكان احدهم يسمك بها من عنقها.
سيف وكرم برعب: ملك.
بصعوبه حركت رأسها لهم ودموع عيناها تتساقط تباعا وقد اختفى صوتها.
هما بالتحرك لها أوقفهم الشيخ بيده يبعدهم عن محيط الفراش ونظره مثبت على نقطه ما ولسانه لا يتوقف عن ترتيل آيات الذكر وما وصل لهم منها بوضوح ايه الكرسى ال اعادها اكثر من ١١ مرة.
صوت صراخ صعقت له اذانهم، جعل جميع الواقفين ماعدا ملك التى ارتطم جسدها على الفراش بقوة أثر سقوطها، واضعين يدهم على اذانهم.
اقترب منها الشيخ واضعا يده على رأسها تحت اعتراضها الشديد.
امر بعينينه سيف وكرم بالتقدم وأشار لهم برأسه بإحكام إمساكها.
متابعا التلاوة بصوت عالى نسبيا تحت صراخها.
اخذت فاطمه صغيرها وجلست على أحد المقاعد بالخارج بينما وقف طاقم تمريض فى مشاهده ما يحدث بافواه مفتوحه.
احمد بخوف: هى عمتو بتصرخ ليه يا ماما؟
فاطمه وسائر جسدها ينتفض: بتاخد حقنه يا حبيبى.
ظل الشيخ يقرأ حتى هدات حركتها وتوقف الصراخ ليحل محل بكاء مرير تقطع له أنياط القلب وبعد قليل استكان جسدها فأمالت برأسها على ذراع اخاها، فنظر للشيخ حتى يعلم ماذا يفعل.
الشيخ مسعد بابتسامه بعدما صدق..
_ريحها يابنى على السرير ونادى زوجتك.
قدمت فاطمه وقبل دخولها، نظرت لطاقم التمريض أخذه الهاتف من يد احدهم تحت اعتراضه: انا همسح ال أتصور و لو طلعت نفس هحسرك عليه.
مغلقه الباب بعدها بوجهم صارخه: العرض خلص.
لحظات وجلس الثلاث امام الشيخ.
كرم وسيف: طمئنى.
الشيخ بابتسامه: الحمدلله قدرنا نبعده عنها بس الموضوع عشان ينتهى محتاج كم جلسه كمان.
هز الجميع رأسهم بصمت وتابع هو وتخلوا بالكم الأذكار صبح وليل وتقرا بنفسها سورة البقرة كل يوم اول مرة صعبة وممكن تبكى بس وحده وحده معاها وايات الرقيه الشرعيه مع الأذكارومواظبة على الصلاة فى اوقاتها ودايما تنام على وضوء وتغطوا كل مرايات البيت الفترة دى، وما تخلوهاش لوحدها اليومين دول.
فاطمه سريعا: هنام جنبها.
الشيخ بابتسامه: دورك بقا تدورى معاها على اى حاجه خاصة ب ال اسمه اسامه ده وتركزى عشان ممكن وهى مش فى وعيها تدارى حاجه خاصة بالشخص ده.
فاطمه : وبعدين.
الشيخ: تحرقهم بره البيت فى مكان مفتوح وانتوا بتقروا آيات الرقية، كل حاجه حتى اللبس ال كانت لابساه اخر يوم شافته فيه، مفهوم!
اماء الجميع براسهم وقف من مجلسه، اسيبكم ترتاحوا وبكره بإذن الله اجيلها.
اخرج سيف من جزلانه بعض الأوراق النقدية بيد الشيخ الذى إعادها ليده بابتسامه: ايه ده يابنى.
سيف: تعبك يا شيخ.
الشيخ: وهو كلام ربنا هناخد عليه فلوس؟!
وزع نظراته بينهم قائلا بعدما أشار نحوها: داوو مرضاكم بالصدقات.
ابتسم له كرم يهز برأسه يجف دموعه برطف ملابسه وبتمنى: هتبقى كويسه؟
الشيخ: الصعب عدى انتوا اعملوا ال قلت عليه وهتبقى زى الفل، كلام ربنا امان، وذكره حصن، وترتيله سد ودرع.
بعد مرور اربعه اشهر استعادت بهم ملك عافيتها وعادت الحياة لوجهها من جديد بعد تنفيذها لتعليمات الشيخ ومواظبتها على الصلاة والأذكار كذلك مع جلسات العلاج النفسى التى خضعت لها هى وزوجه اخاها مما وطد العلاقات بينهم اكثر.
سيف بالهاتف: ها جاهزين؟
ملك بابتسامه تهمس له: انا وفاطمه بنجهز الحلو وماما مع رنا فى الأوضة حلفت محدش يزوقها غيرها بعد ما شافت مكياجها .
فاطمه تلتصق بسماعه الهاتف: وهو العريس كويس يا استاذ سيف.
ملك: بسم الله، خضتينى....
سيف بضحكه: طيب ومحترم.
فاطمه: الحمدلله مش عايزين اكتر من كده.
ملك: ربنا يتمملها على خير يارب.
فاطمه: يارب يا حبيبتى يارب.
سيف: طب اقفلى بقا داخلين عليكم.
بعد ساعه وبغرفه الاستقبال رفع الجميع ايديهم بقراءة فاتحه رنا على صديقهم الثالث ياسر وقد راقته كثيرا لهيئتها البسيطه ووجها الرائق بعدما اثرته لمحه الحزن بعيناها ونظرتها له بأنه طوق نجاه من شئ لا يعلم وكأنها تصب بقلبه مسئوليتها، فتنهد متوكلا يطلب يدها من كرم بقلب مطمئن.
اثناء انشغال الجميع بالقراءة، نظر سيف لملك بإعجاب على هيئتها برداءها الزهرى، ابتسمت هى على أثرها بخجل، وما جعل وجنتيها تشتعل خجلا، عندما لحق نظرته بغمزة خفيفه من عينه، أخفضت نظرها لاسفل بسرعه تتمتم بسرها معهم:
"الحمدلله "
تمت.
بقلمى مروة حمدى"ميروا ام سراج"
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺


تعليقات
إرسال تعليق