القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية كيف أقول لا الفصل الرابع بقلم الكاتبه مريم محمد غنيم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

رواية كيف أقول لا الفصل الرابع بقلم الكاتبه مريم محمد غنيم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية كيف أقول لا الفصل الرابع بقلم الكاتبه مريم محمد غنيم حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


_ أطلقي سراحي ! _


وقف "چاد" أمام سرير "سيرين" الخاص، و الذي يلائم جسمها الضئيل تمامًا.. إبتسم لها و هو يدفع بطوق الألعاب المعلق فوق رأسها، لترتطم مجموعة الأجراس و الدُمى ببعضها بعض مصدرة الأصوات الموسيقية الجميلة


فتضحك الصغيرة بمرح محبب أجبره على الإنحناء صوب وجهها رائع الجمال ليسرق عدة قبلات مستغلًا عدم تواجد أبيها في الجوار.. إلا أنه يشعر فجأة بتلك القبضة التي أمسكت بياقته من الخلف قبل أن تمس شفتاه إنشًا واحدًا من بشرة الطفلة ...


-ماذا تفعل بإبنتي يا فاسق العائلة ؟!! .. قالها "هاشم" مزمجرًا و هو يجتذب "چاد" بعنف بعيدًا عن سرير إبنته


ضحك "چاد" مغالبًا صدمته السالفة و قال و هو يعدل قميصه الذي تجعد في قبضة إبن عمته الفولاذية :


-و ماذا تراني أفعل لقطعة السكر هذه ؟ كنت سأقبّلها قبل أن تمسك بي و تمنعني في اللحظة الأخيرة !


إحمّر وجه "هاشم" غضبًا و هو يقول مكشرًا عن أسنانه اللامعة :


-من حسن حظك أنني قد أمسكت بك. و إلا لكان تشوّه وجهك الجميل على يديّ. أنت تعرف إن سيرين منطقة محظورة تمامًا چاد حتى على الأقربين


چاد بنعومة : أرجوك هاشم. كف عن أداء دور الرجل الصارم هذا معي. فأنا لست ريان. إلهي كم تغيرت منذ إستلامك لواء العائلة ! .. و نظر إليه بتفحص مكملًا :


-أو. لعل ذوقك في الملابس هو الذي تغير.. بحقك ما هذا الذي ترتديه ؟!!


كان يعاين ما يرتديه بنظرات مشدوهة، فهذه المرة الأولى منذ زمن ليس بالقريب التي يراه فيها داخل تلك الملابس الشبابية المحضة، دائمًا ما كان يفضل الشكل الرسمي و المتمثل في البذلة و ربطة العنق الأنيقة


لكنه اليوم.. بل الآن، كان مختلفًا.. كليًا.. بتلك الكنزة البيضاء الضيقة التي إحتوت جزعه الضخم بتناسق، و هذا السروال الچينز الداكن و الحذاء الرياضي ذي العلامة التجارية الشهيرة.. حتى قصة شعره الفوضوية، ماذا دهاه يا ترى !!!!!!


-لماذا ترمقني هكذا ! .. دمدم "هاشم" بضيق


-ألم تراني أبدًا في ثياب كتلك ؟!!


هز "چاد" رأسه قائلًا :


-الأمر فقط.. إنه قد مر وقت طويل. يا أخي كدت أنسى أنك شابًا و تمتلك تلك البنية اللائقة. فأنت دومًا تخفيها وراء ملابس العمل الخرقاء !


عبس "هاشم" و هو يقول بصوته الآجش :


-آجئت تستقصى شكلي و ملابسي ؟ أرى أن مكوثك بالبيت بلا عمل أو دراسة و إلتصاقك بعماتك و بناتهن جعل تطلعاتك أشبه بأمور النساء !


و إستدار متجهًا صوب خزانته و هو يخلع تلك الكنزة في طريقه، بينما يتمالك "چاد" غضبه من كلمات "هاشم" القاسية و يقول ممتعضًا :


-كفاك سخافة يا هاشم. أنا لا أمكث بالبيت طيلة اليوم و لا ألتصق بعماتي و بناتهن. و لم آتي لأستقصى شكلك أو ثيابك.. بل جئت أحذرك في الحقيقة !


نظر له "هاشم" من فوق كتفه متسائلًا بجمود :


-تحذرني ممَ ؟


حك "چاد" مؤخرة رأسه بأنامله و هو يجيبه بشيء من التردد :


-بصدد نيتك إحضار زوجة عمي مراد و إبنتها إلى هنا !


إلتفت "هاشم" نحوه مرةً أخرى و هو يقول بسخط :


-هل غيّرت رأيك بهذه السرعة ؟ لم أتوقع أن تتراجع عن موقفك قبل الشروع في تنفيذ الوصية. خاصةً بعد الكلام الذي قلته تلك الليلة.. أتعلم أنني كدت أصدقك !


قال "چاد" مسرعًا :


-لا لا. لا تسيئ فهمي. أنا ما زلت عند كلمتي. لابد أن يتم تسليم ميراث العم مراد لزوجته و إبنته


هاشم بصرامة : ذلك و قضية إحضارهما إلى هنا شيئان مفروغ منهما. أنت لم تأت بجديد چاد


لهجته التحذيرية الشديدة دفعت الأخير لأن أن يكون أكثر دبلوماسية في الرد :


-بالفعل الأمر كما تقول. و لكن لديّ إقتراح محايد لو سمحت لي. و أخشى أنك مُجبر على الرضوخ إليّ !


قهقه "هاشم" قائلًا :


-أحقًا ! أنا مُجبر ؟ رباه.. هل تعلم يا چاد ؟ طوال عمري لم يجبرني أحد على أيّ شيء غير أبي. و قبل حداثتي في السن. تنتابني الحماسة الآن لمعرفة ذلك الأمر الإجباري الذي سأرضخ إليه !


چاد بجدية : أنا لا أمزح يا هاشم. إسمعني أنا لا أمانع الوصية و لا أرفض حرف واحد مما ورد فيها. لكن يتحتم عليّ إخبارك أنك لو إشتريت لزوجة عمي و إبنتها بيتًا لتقيما فيه وحدهما ذلك سيكون أفضل من إقامتهما هنا. فأنت لا تعلم شيء أبدًا عن تلك الحرب الدائرة بين أفراد العائلة منذ الإعلان عن تلك الوصية


-تقصد العمة آسيا و إبنها ريان ؟ أيّ ما ستقوله عنهما لا يفاجئني إطلاقًا. أنا أعلم جيدًا علام تنطوي نواياهما


-لقد نسيت چمان أيضًا !


ضيّق "هاشم" عينيه و هو ينظر له مستغربًا، ليستطرد "چاد" مبتسمًا بخفة :


-لا أظنك غافلًا عن خطة العمة آسيا و التي بدورها لاقت استحسانًا لا يوصف عند إبنتها الغالية.. چمان. يا أخي ألا تعلم بأنك العريس المنتظر لخالة إبنتك ؟ چمان مولعة بك حتى قبل أن تتزوج من أختها چنى رحمة الله عليها


عقد "هاشم" حاجبيه و هو يقول منزعجًا :


-و ما علاقة كل هذا بمجيئ زوجة خالي و إبنتها إلى هنا ؟!!


رفع "چاد" حاجبيه قائلًا :


-العلاقة واضحة تمامًا. مجيئ عائلة عمي إلى هنا و خاصةً إبنته الشابة تعني المنافسة. المنافسة عليك أنت بما إن ريان يكن لهما القدر الكافي من الجفاء و الإحتقار. لا أظن أنه سيهتم لأمر إبنة عمي مختلطة العِرق أبدًا !


إبتسم "هاشم" في هذه اللحظة و هو يقول بلهجة ماكرة :


-دعهم يتنافسن. ما الضير في هذا ؟ ألا أستحق أن تتنافس عليّ النسوة ؟ أنا أعزب منذ مدة يا أخي و أتوق كثيرًا للحنان الأنثوي !


فغر "چاد" فاهه و هو يحملق فيه مصدومًا، ليضحك الأخير بقوة، ثم يقول و هو يلتفت إلى الخزانة من جديد :


-لا تقلق يا چاد. ثق أنني في جميع الأحوال مسيطر على كل شيء. مصلحة العائلة عندي في المقام الأول. لن أسمح أبدًا بإخلال العلاقات داخل هذا البيت مهما كانت النتائج !


و حمل بعض الثياب على يديه و إستدار له قائلًا :


-هلا خرجت من جناحي الآن ؟ أود أن أغتسل جيدًا ثم آخذ طفلتي بين أحضاني و أخلد للنوم حتى موعد العشاء !


________________________________


إستمعت "فرح" لكلام "غادة" بذهن شارد و نظرات ساهمة... رغم أن الأخيرة تعرف أنها ربما تخاطب نفسها، مضت قائلة بصوتها الهادئ :


-لقد أقسمت لك أن أمك لم تقول له أيّ شيء يسيئك يا عزيزتي. لم تتحدث معه سوى عما جاء ليخبرها به !


كالمتوقع لم تظهر "فرح" حماسة للرد عليها، فتنهدت "غادة" و هي تحتضنها مودّعة، ثم غادرت في هدوء تاركة إياها مع أفكارها و هواجسها المظلمة ...


لكنها لم تحتمل المزيد، لم تحتمل هذا العذاب أكثر، لقد فاض بها، يجب أن تضع حدًا لتلك المعاناة و إلا فستموت كمدًا !!!!


-يجب أن تقولي لي ماذا حدث !!! .. قالتها "فرح" صارخة و هي تقتحم غرفة أمها على حين غرّة


كان حالتها المزرية تبعث على الشفقة، عيناها الحمروان المنتفختان، و شعرها الرملي المشعث، و شفاهها المنفرجة التي لا تنفك عنها الرعشة ...


حملقت "ناهد" فيها ملء عينيها، بينما تجثو "فرح" أمامها و تجتذب يديها بعنف صائحة :


-قولي لي يا أمي.. أخبريني ماذا حدث في تلك الليلة ؟ أطلقي سراحي. حرريني التفكير سوف يهلكني !!!


إرتعش فم "ناهد" بقوة و هي ترمق إبنتها بنظرات دامعة، و ما لبثت أن أنهمرت الدموع من عينيها بشدة تآسفًا و حسرة، على كل ما سببته لإبنتها الجميلة البريئة من ألم ...


ظلت "فرح" في إنتظار ردها، تستجدي منها الإجابة بنظراتها المتضرعة.. و لما طال الصمت كررت بلهجتها المعذبة :


-أرجوك يا ماما.. أطلقي سراحي. أرجوك !


شعرت "ناهد" بقبضة تعتصر قلبها بقسوة، أفلت من بين شفتيها نشيجًا حارًا، لتجذب يديها من بين يدي إبنتها و تشيح وجهها عنها للجهة الأخرى مسرعة


عندها قامت "فرح" من مكانها بهدوء و ولّت مدبرة من حيث أتت و هي تهمس لنفسها بتصميم ممزوج بدموعها :


-أنا سأكتشف الأمر.. سأكتشفه بنفسي !!! ................ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


يتبع ...




لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



بداية الروايه من هنا



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه




تعليقات

التنقل السريع
    close