رواية كيف أقول لا الفصل الخامس بقلم الكاتبه مريم محمد غريب حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية كيف أقول لا الفصل الخامس بقلم الكاتبه مريم محمد غريب حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
_ محبس ! _
في العيادة النسائية الشهيرة... تجلس"فرح" في قاعة الإنتظار وسط جمع من النسوة، في إنتظار دورها بعد تلك المرآة ذات البطن المرتفع التي على ما يبدو حوت بداخلها جنين في شهره السابع أو الثامن
ها هي تلج أمامها مستندة إلى فتاة بدت في منتصف سن المراهقة بذلك القميص المزركش المفتوح و تقويم الأسنان الذي تضعه و قصة الشعر ( الكيرلي ) الشائعة جدًا هذه الأيام ..
لقد إنتظرت طويلًا، لأكثر من ساعتين، فقط لأنها لم تحجز باكرًا، لكن لا بأس
ستكون التالية، و لا تزال أمامها ساعة إضافية قبل أن تذهب إلى العمل ...
كانت تجلس طوال هذا الوقت تراقب جميع من حولها، و كما حسبت بالضبط كانت الأعين عليها.. ربما لأنها جاءت بمفردها ليس معها مرافق، أو.. ربما لأنها تخفي يديها بهذا الشكل الملفت للنظر !!!
كانت تعرف أنها لا يجب أن تقع في هذا المأزق، و بما أنها ستفعلها قبل أن تلج للطبيبة فلا مانع أن يتم ذلك الآن أمام هؤلاء الفضوليين.. بالطبع، فمن في جنس البشر لا يهوى التلصص و إستقصاء أحوال الغير، حتى لو الغير ليس ذا صلة
بحرص شديد فتحت "فرح" حقيبة يدها و دست كفها الأيمن داخلها، أمسكت يدها فورًا بعلبة ضئيلة مكسوّة بالقطيفة، فتحتها بإصبعي الإبهم و السبابة، ثم إلتقطت ما بها و وضعته ببنصرها الأوسط بسرعة
سحبت يدها في هذه اللحظة و هي تطلق نهدة عميقة، فبزغ المحبس الذهبي اللامع أمام الناظرين، و إرتسمت إبتسامة ساخطة على فمها و هي تعاين النظرات التي تطوقها من كل حدب و صوب.. نظرات إستمرت للحظات ثم إنقطعت فور النداء على الوافدة التالية ...
-آنسة فرح !
أشرأبت "فرح" عنقها للأعلى و نظرت نحو مصدر النداء
إبتسمت لها مساعدة الطبيبة الشابة و هي تقول برقة :
-تفضلي يا آنسة دورك !
إزدردت "فرح" ريقها بتوتر و هي تومئ لها برأسها، ثم قامت واقفة و مشت ناحية غرفة الكشف ..
كانت الطبيبة الأربعينية تجلس هناك، وراء مكتب بسيط مصنوع من الزجاج المقوّى، أمامها حاسوب محمول و بضعة ملفات و حزمة أقلام بسلة صغيرة، و ذلك اللوح الخشبي الصغير الذي حمل إسمها الثلاثي.. "رجاء مفيد رشيد" ...
ما أن رأت الوافدة الجديدة حتى أشرقت عينيها بالإبتسام من خلف عويناتها الزجاجية الأنيقة،و دعاتها حالًا للجلوس ..
-أهلًا أهلًا. أهلًا بك يا عزيزتي. تفضلي إجلسي !
تقدمت "فرح" بهدوء و جلست أمامها منكسة الرأس، ظلت على هذا الوضع بضع لحظات، ثم رفعت وجهها و قالت بصوت غير واثق :
-عمت مساءًا دكتورة !
الطبيبة بإبتسامتها اللطيفة :
-عمت مساءًا يا عزيزتي. ما أسمك ؟
-أنا فرح ! .. قالتها "فرح" و هي تتآمل معنى إسمها مجددًا بسخرية مبطنة
الطبيبة : أهلًا بك فرح.. لعل مجيئك إليّ لسببٍ حميد. ممَ تشكي ؟!
تنحنحت "فرح" بخشونة و قالت بإرتياك و هي تتحاشى النظر في عينيّ الطبيبة المخضرمة :
-لا أشكو من شيء. في الحقيقة أنا بخير.. و لكن حدث معي أمر. و جئت لأقطع الشك باليقين !
عقدت الطبيبة حاجبيها بتركيز قائلة :
-هل أجريت إختبارًا منزليًا أم ذهبتي لمركز تحاليل مباشرةً ؟
فرح بإرتباك أشد :
-لا لا. أنا لست متزوجة دكتورة .. و رفعت كفها الأيمن
-أنا مخطوبة فقط !
الطبيبة بإبتسامة مدركة :
-آه نعم. فهمت. إذن فأنت جئت لإجراء فحوصات ما قبل الزواج. إنظري يا عزيزتي مبدئيًا أود أن تعلمي أي شيء حتى عدم إنتظام دورتك الشهرية قابل للعلاج فلا تقلقي مـ آ ا ..
-لا دكتورة ! .. قاطعتها "فرح" و هي تهز رأسها بشيء من العصبية، ثم قالت بصعوبة و هي تشيح بنظراتها بعيدًا :
-إسمعيني أنا جئت لأجل أمرًا آخر.. أنا و خطيبي قد تطورت علاقتنا بسرعة لم أتوقعها خلال الفترة الأخيرة. و منذ شهر تقريبًا حدث بيننا شيء.. و لست متأكدة من إكتماله !
تلاشى مرح الطبيبة كله في هذه اللحظة، و إكتسبت تعابير وجهها جدية كبيرة كما صوتها تمامًا :
-إمم.. أظن أنني قد فهمتك. أنت هنا لتفحصي عذريتك.. صحيح ؟
صدمتها العبارة بشدة رغم أنها توقعت سماعها، إبتلعت الصدمة و نظرت للطبيبة بشجاعة قائلة :
-أجل.. زفافي إقترب. و أردت أنا و خطيبي أن نتأكد من الأمر حتى يتسنى لنا التصرف على أساسه. فربما أقمنا الزفاف و سافرنا بعيدًا عن أهلنا بنفس الليلة.. إذ كما تعرفين تقاليد و أعراف مجتمعنا ..
و صمتت لتتركها تفهم الصورة بنفسها، إلا أن الأخيرة ما لبثت أن أرتدت قفازاتها المطاطية و هي تقول بلهجة مقتضبة :
-حسنًا تفضلي معي لأفحصك !
إنسحب الدم من وجهها عند ذلك، قسرت قواها المتداعية على التوحد الآن، لا يجب أن تدع مجالًا للتهرب من تلك اللحظة.. اليوم ستعمد إلى إماطة اللثام عن الحقيقة، عن السر الذي أسهد لياليها و قض مضجعها قرابة سبع سنوات
اليوم ربما ينتهي عذابها، أو يزيد و يبقى ملازمًا لها ما تبقى من عمرها !!!
______________________________
للمرة العاشرة حتى الآن، تعاود "غادة" الإتصال بـ"فرح" دون أن تسمع صفير الإنتظار ..
زفرت بيأس و هي تتطلع إلى السيدة "ناهد" قائلة :
-لا يزال هاتفها مغلقًا يا خالتي. فقط لو تخبرينني ماذا حدث بينكما !!
إنهمرت دفعة جديدة من الدموع فوق خديّ "ناهد" و هي ترمق "غادة" بنظرات مقهورة عاجزة عن البوح لها
لتستطرد "غادة" بضيق و هي تمد يدها بمنديل فتمسح دموع السيدة العليلة المسكينة :
-إهدأي. إهدأي أرجوك.. لقد تعبت و أنا أحاول فهم ما يدور تحت سقف هذا البيت. لم أوفّق أبدًا. أنت و إبنتك تآبيان مصارحتي. ألا تثقي بي يا خالتي ؟ عساني أقدم لكما أيّ مساعدة !
كتمت "ناهد" نحيبها الحار و هي تخاطبها بلغة الإشارة، لترد عليها "غادة" بلطف :
-لا أقصد أن أضغط عليكي أو أثقل. أعذريني يا خالتي. أنا أحمل لك و لفرح حبًا جمًا بقلبي. لا أطيق أن أرى كلتاكما تعانين هكذا بينما أقف أنا أراقب بصمت !
و هنا سمعت كلتيهما صوت باب الشقة يُغلق، فوكزت "ناهد" ذراع "غادة" و هي تطلق صيحة متلهفة ...
-حسنًا سأخرج لها حالًا ! .. قالتها "غادة" و هي تربت على يد "ناهد"
ثم قفزت من مكانها و خرجت من الغرفة مهرولة ...
_____________________________
ألقت بسلسلة المفاتيح فوق آريكة الصالون، كانت تمشي كالمنومة مغانطيسيًا صوب غرفتها.. أو لعلها فعلًا تطمح لساعات طويلة تقضيها نائمة
هذا الشيء الذي تشعر به، ذلك الوجع كله لا يسكنه عادة إلا النوم، النوم أو الموت !!!
-فرح !
إرتعدت "فرح" حين سمعت صوت "غادة" آتٍ من خلفها
لم تمهلها لتلتفت إليها حتى، هرعت إليها و وقفت أمامها مجتذبة إياها من كتفيها و هي تهتف بها بحدة :
-أين كنت ؟ لماذا خرجت من بكرة الصباح دون أن تخبري أمك أو تنتظري حضوري مثل كل يوم ؟ أخبريني إلى أين ذهبت ؟ إتصلت بالسيدة تيسير و قالت أنك لم تذهبي إلى العمـ ..
بترت "غادة" عبارتها عندما لاحظت أدمع بعينيّ صديقتها تجاهد حتى لا تسمح لها بالفرار ...
توترت "غادة" فجأة و هي تسألها مجفلة :
-فرح ! ماذا بك يا عزيزتي ؟!!
و هبطت يدها من فوق كتفها لتمسك بكفها، شعرت بمادة صلبة صغيرة في قبضتها، فرفعت كف "فرح"، لتصعقها المفاجآة لمرآى ذلك المحبس الذي ترتديه ...
-بحق الله ! ما هذا الذي ترتدينه ؟؟!!!
فإنفجرت "فرح" في هذه اللحظة و هي ترتمي بين ذراعيها باكية بحرقة شديدة :
-لم أستطع.. لم أستطع أن أفعلها. لست بهذه الشجاعة التي ظننتها يا غادة. أنا جبانة.. أنا جبااانة !
لم تفهم "غادة" منها شيء، و فضلت ألا تضغط عليها في تلك اللحظات بالذات.. كل ما إستطاعت فعله الآن هو مواساتها و السعي إلى تهدئتها فقط.. فقط !!!!!!!!! ................. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الفصل السادس والسابع والثامن من هنا
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇


تعليقات
إرسال تعليق