رواية قدر القلوب البارت الثاني بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
![]() |
رواية قدر القلوب البارت الثاني بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
بعد ما ناديه خرجت وهي مليانة غيظ، قعدت هنية جنب أمها وهي حاسة إن الأرض بتلف بيها. فيصل لسه واقف، ورجليه متشبثة في الأرض كأنه بيعلن إنه مش هيتراجع.
راجح: (بصوت تقيل) بص يا فيصل يا ولدي، أنا راجل بحكم عقلي قبل قلبي، وهنية بتي، وما يهمنيش غير مصلحتها واصل… إنت مستعد تتحمل مسؤوليتها؟ وتحميها من كلام الناس وتكون ليها ضهر وسند؟!
فيصل: (بثقة) أيوه، يا عمي، مستعد وأكتر من مستعد كمان.... هنيه بت عمي قبل ما تكون مرتي وانا راجل دمي حر مقبلش باى حاجه تقل من حريمي واصل ياعمي....
أم هنية: (بابتسامة صغيرة) عين العقل والله يا ولدي..... سيد الرجاله صوح... المهم دلوق البنية رأيها إيه؟!
هنية: (بتتوتر) أنا…
فيصل: (بيبص لها) اهدي اكديه.... انا مش رايدك تقولي غير اللي في قلبك، يا هنية… لو مش رايداني، قولي، بس لو فيه حتى جزء منك راضي بيا، فأنا مش هسيبك تضيعي مني.
أم هنية: (بهدوء) يا بتي، مافيش إجبار، قوليلنا انتي رايده إيه...... ومتخافيش واصل انا وابوكي معاكي..
هنية سكتت، قلبها عامل زي الطبل، بس وهي تبص في عيون فيصل، شافت حاجة غريبة… أمان،حاجه عمرها ما حستها قبل كده.
هنية: (بصوت هادي) لو إنت فعلاً ناوي تصون قلبي، يبقى أنا موافقة....
الكلام خرج بصعوبة، لكنه خرج… ورجليها كانت تقيلة كأنها خايفة من المجهول.
فيصل: (بابتسامة هادية) صوح اللى حكيتيه دي يا هنيه.... بصي يا بت الناس وقدام ابوكي وامك اهو انتى قولتي كلمتك، وأنا مش هخذلك، يا هنية..... خديها مني كلمه ووعد من راجل حر...
راجح: (متنهّد) راجل صوح يا فيصل.... يبقى خلاص اكديه، لما نرتب أمورنا، نعمل اللازم.
بس قبل ما حد يفرح… الباب خبط جامد، وكل العيون اتلفت عليه.
أم هنية: (بقلق) يا ساتر يارب.... مين اللى جاي في الوقت ديه؟
راجح: (بيقوم يفتح الباب) اكتمي يا وليه... مين؟
صوت من بره: (بحدة) افتح يا عمي، الحق، المصيبة جت علينا! افتح الله لا يسيئك عاد....
الباب اتفتح، وظهر ابن عمهم منصور، ووشه متغير، عرقان ووشه مليان خوف.
منصور: (يلهث) ياسين… ياسين اختفى! و.... عمي..... الحق يا فيصل...
هنية: (بصدمة) بتقول ايه؟ إختفى؟!
فيصل: (بسرعة) بتقول ايه يا واكل ناسك.... اختفى كيف يعني ؟!
منصور: (بتوتر) اهو ديه اللى حوصل.... كان قاعد مع أبوه في الجرن، قال إنه طالع مشوار قصير، ومن ساعتها محدش شافه… والبلد كلها بتدور عليه!
أم هنية: اللهم اجعله خير…يمكن يا ولدي يكون مع صحابه اهنيه ولا اهنيه....
راجح: (بقلق) كلامك صوح يا وليه... هو في حد بعتله تهديد قبل اكديه؟! سالته صحابه انطق ياولد المركوب......
منصور: (بصوت منخفض) حاجه زي اكديه يا عمي...... ابوه بيقول انه مكنش على بعضه وسالنا كل اللى يعرفوه ملقناش ليه اثر، واصل... وإحنا خايفين يكون حد عمل فيه حاجة… ومفيش حد يقدر يتهم حد واصل، بس انت خابر زين … الناس هتبدأ تلوح بإيديها! وخصوصا بعد مايعرفوا فيصل بيعمل ايه اهنيه.... فاهم عليا يا عمي...
هنية حست ببرودة بتجري في عروقها، وهي تبص لفيصل… الحرب بدأت، والليلة لسه طويلة.
راجح بص لمنصور بحدة.
راجح: (بصوت تقيل) واه واه انت اتخبلط بعقلك عاد..... ايه اللى بتقولو ديه يا منصور؟ بعدين حسابك معايا.... المهم دلوق نعرف ياسين راح فين....
فيصل: (بقلق) وأبوي فين دلوق؟
منصور: (بتنهيدة) قاعد في الدوار، الناس حواليه، ووشه مش عاجبني، خايف عليه، يا فيصل، خابر إن اللي حصول مش سهل.
فيصل: (بحزم) طب يلا نروح له.
فيصل لف ناحية هنية وبص لها، كأنه بيطمنها إنه راجع، لكن عينه كانت بتقول كلام تاني.
فيصل: (بهدوء) متشليش هم، يا هنية، كل حاجة هتكون بخير.... اطمني وريحي قلبك...
هنية: (بقلق) بس… انت رايح فين؟
فيصل: (بإصرار) هروح أطمن على أبوي… وياسين أكيد هيظهر.
خرج فيصل ومنصور بسرعة، وراجح بعدهم، وسابوا أم هنية تهدي في بنتها اللي كانت واقفة مضطربة.
أم هنية: (بهدوء) اقعدي يا بتي، متشليش هم، الرجاله راحوا يشوفوا إيه الموضوع.
هنية: (بقلق) أمه، أنا قلبي مش مطمن… كأن في حاجة مش مفهومة!
أم هنية: (بتنهيدة) كل شيء بأمر ربنا… ويا رب الليلة تعدي على خير.
في الدوار، كان الشيخ عبد الستار، والد ياسين وفيصل، قاعد على المصطبة، ووشه مجهد، والرجالة ملمومة حواليه.
عبد الستار: (بصوت تعبان) يا خلق، الولد فين؟ هو ما يروحش بعيد من غير ما يقول لي واصل!
فيصل: (وهو داخل) أبوي، اهدا… أكيد ياسين قريب وراجع.
عبد الستار: (بلهفة) يا فيصل، يا ولدي، أخوك ما يعملهاش! ما يسيبش البلد ويمشي اكديه، لازم في حاجة حوصولت له!
فيصل: (بهدوء) طيب، سألتم حد؟ حد شافه آخر مرة؟
منصور: (بتردد) أخر مرة كان عند الجرن… وبعدها محدش شافه.
عبد الستار: (بحسرة) ياسين كان فرحان، وقال لي إنه جايب هدية لليلة الخطوبة… ما أظنش يسيبها اكديه ويمشي.
فيصل: (بدهشة) هدية؟! لمين؟
عبد الستار: (بابتسامة خفيفة) لأخته اللي ما خلفتهاش أمه… هنية.
سكت فيصل، وهو بيحس بحاجة غريبة في صدره… ياسين كان مجهز هدية لهنية؟ لكن ليه؟
فيصل: (بهدوء) طيب، هنستناه… ومش هنسبق الأحداث.
وفي اللحظة دي، الباب اندفع، ودخل ياسين وهو متغبر وتعبان، والكل لف عليه.
عبد الستار: (بفرحة) ياسين! كنت فين يا ولدي؟!
ياسين: (لاهث) كنت… كنت بجيب حاجة، بس الحمار فلت مني في السكة، واضطريت أرجع مشي.
فيصل: (بحدة) وما كنتش تقدر تبعت حد يطمننا؟!
ياسين: (بابتسامة خفيفة) ما كنتش خابر ان الدنيا هتتقلب اكديه!
الكل بدأ يهدى، والرجالة رجعت تهدي في الشيخ عبد الستار، وفيصل بص لياسين نظرة طويلة قبل ما يتنهد.
فيصل: (بهدوء) المهم إنك بخير… إنما كان لازم تاخد بالك، مش كل مرة تعدي على خير.
ياسين: (بضحكة خفيفة) خابر، خابر… ما تقلقش يا أخوي.... عمر الشقي بقي عاد...
لكن في عينه كان فيه حاجة… حاجة ما حدش فاهمها غيره.
بعد ما ياسين رجع، الدنيا هدِيت، وراجح رجع داره وحكى اللى حصل وطمنهم.... لكن هنية كانت لسه سرحانة، قاعدة قدام أمها وهي مش عارفة إحساسها بالضبط. فيصل قال إنه رايح الدوار عشان يطمن على أبوه، بس عقلها كان شارد مع ياسين… ليه كان بيشتري ليها هدية؟ وازاي كان رايح يخطب أختها الصغيرة وهو لسه بيبص لها كده؟
أم هنية: (بصوت هادي) مالك يا بتي؟ سرحانة ليه؟
هنية: (بتردد) أمه… هو ياسين كان بيحبني قبل اكديه؟
أم هنية: (بدهشة) السؤال مش اكديه..... السؤال هو بتحبيه انتي؟
هنية: (بسرعة) لأ! بس… بس هو كان رايدني وانتى خابره اكديه زين
أم هنية: (بتنهيدة) الله أعلم، يا بتي، الرجالة ما تعرفيش اللي في قلوبهم… بس اللي نعرفه إن ياسين اللي راح يتقدم للصغيرة، مش ليكي.... وانتى دلوق فى حكم المخطوبه لاخوه الكبير فيصل.... ماتوقعيش العيلتين ببعض يابتى وتكسري بخاطر وقلب خيتك وفيصل....
هنية: (بصوت منخفض) أيوه… متقلقيش يا امه انا تربيتك مش اني اللى افكر براجل وانا على كلمه راجل تاني وعلى قولك ياسين خلاص اختار وخطب حنان وانا معملش في خيتي اكديه واصل.... بس هو ليه كان جايب لي هدية؟
أم هنية: (بتفكير) يمكن كأخت… ولا يمكن كان عنده حديدت جواه وما قدرش يقوله..... ومتفكريش كتير بالحكايه داي وخلي الدنيا تعدي على خير...
هنية: (بهمس) حاضر يا امه خلاص… هو راح في سكة، وأنا في سكة، ولازم كل حاجة تبقى واضحة.
في نفس اللحظة، كان ياسين قاعد قدام أبوه في الدوار، ووشه شارد. فيصل كان واقف جنب الباب، سامع الكلام، لكنه ساكت.
عبد الستار: (بصوت تقيل) مالك، يا ولدي؟ مش فرحان بخطوبتك ليه عاد؟ وبعدين يصوح ياولدي تجيب هديه لهنية وخطيبتك لاه....
ياسين: (بهدوء) مين قالك اكديه بس يا ابوي انا فرحان… بس حاسس إني استعجلت.
عبد الستار: (بحدة) يعني إيه استعجلت؟ استعجلت كيف يعني؟!
ياسين: (بضيق) اهدى امال يا ابوي.... انا بس يمكن كنت محتاج أفكر أكتر… يمكن كان لازم أفهم نفسي الأول..... انا خايف اظلم حد وياي ومارايدش علاقتك بعمي تتاثر بسبب استعجالي ديه....
عبد الستار: (بجدية) ياسين، يا ولدي، الراجل لما ياخد خطوة زي دي، ما ينفعش يرجع فيها بسهولة… الصغيرة دلوق مستنياك، وعيلتها كمان..... وانا مسمحلكش واصل تعمل من العيله لعبه علشان مفكرتش زين قبل اكديه انت سامعني؟!
فيصل دخل وقتها، وصوته كان حاد.
فيصل: (بحزم) ياسين… انت بتحب هنية صوح؟ وندمان انك خطبت حنان مش اكديه؟!
ياسين: (بدهشة) ايه؟ إنت بتقول إيه؟!
فيصل: (بنبرة قوية) بسألك، يا ياسين… انت خابر إني ناوي أتقدملها وعملت اكديه فعلا، ولا كان في بالك حاجة تانية؟
ياسين: (بتوتر) أنا… أنا مش خابر انت بتتحددت على ايه يا اخوي.
عبد الستار: (بغضب) واه واه ايه مش خابر داي؟! يا بني، انت كنت داخل على الصغيرة، إزاي مش خابر؟! رد على اخوك زين.....
ياسين: (بصوت مكسور) مخبرش مخبرش.... يمكن قلبي كان مع هنية… بس عقلي خدني في طريق تاني.
فيصل سكت لحظة، وبعدها بص له بحدة.
فيصل: (بهدوء جاف) يبقى خلي قلبك وعقلك يتفقوا، قبل ما تتلعب بمصاير الناس.
وسابهم وخرج، وقلبه تقيل… الأمور كانت معقدة أكتر مما كان متوقع.
يتبع
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇


تعليقات
إرسال تعليق