رواية قدر القلوب البارت الثالث 3 بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية قدر القلوب البارت الثالث 3 بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
الليل عدى، والصبح طلع، بس الصداع اللي في دماغ هنية ما راحش. طول الليل وهي بتتقلب في سريرها، تفكر في كلام ياسين، وفيصل، والهدية اللي كان جايبها لها، وفي نظراته اللي كانت واضحة حتى لو ما نطقش بيها. قامت من بدري ونزلت للمطبخ، لقت أمها قاعدة بتقشر بطاطس ووشها مافيهوش أي علامة راحة.
أم هنية: (بدون ما ترفع راسها) ايه شكلك ما نمتيش؟
هنية: (بتنهيدة) لاه يا امه، مافيش نوم.
أم هنية: (بهدوء) خابراكي زين يابتي.... بس تفكيرك في إيه دلوق؟ ياسين؟ ولا فيصل؟
هنية: (بخجل) واه ياأمه… انتي خابره فيصل متقدم لي، وإحنا ما ينفعش نفكر في أي حاجة تانية واصل.... ياسين زى اخوي وعيبقى زوج خيتي وبس...
أم هنية: (بذكاء) عينكي بتقول حديدت تاني يابت بطني... المهم دلوق إنتي رايداه فيصل صوح ؟
هنية: (بصدق) أيوه يا امه… وبعدهالك عاد.. انابس خايفة، خايفة من اللي جاي... وخايفه على خيتي يا امه....
أم هنية: (بثقة) لو على اللي جاي هو بيد الله، بس المهم ما تكونيش واخدة القرار عشان حد تاني.....
هنية: (بهمس) لاه يا امه، مش اكديه… بس أنا رايده حد يكون جنبي صوح، مش مجرد حديدت وخلاص.....فهماني عاد يا امه؟!
قبل ما أمها ترد، الباب خبط، وهنية راحت تفتحه… ولاقت فيصل واقف، ووشه كان جاد.
فيصل: (بهدوء) صباح الخير يا مرات عمي.... م هنية رايد اتحددت وياكي شوي اكديه؟
هنية: (بتوتر) حاضر… خير يا فيصل؟
دخل فيصل وقعد على المصطبة، وهي وقفت قدامه.
فيصل: (بصراحة) بصي أنا مش بحب اللف والدوران، ورايد أسألك سؤال واضح… انتي كنتي بتحبي ياسين اخوي صوح؟ لساتك بتحبيه ولا انقلع من قلبك؟!
هنية: (باندهاش) واه واه..... يا عيب الشوم... ايه اللي إنت بتقولو ديه؟! بقى اكديه يا فيصل وانا اللى قولت انك غيرهم ومش هتعمل فيا اكديه واصل.....
فيصل: (بثقة) اهدي يا هنيه وبعدهالك عاد.... انا بسأل سؤال… لو في قلبك لسه حاجة ليه، قوليها دلوق، قبل ما الأمور تكبر أكتر.... ومتخافيش من حاجه انا هفضل ضهرك وسندك ونصلح الامور بينا بس صارحيني يابت عمي مانتش دريانه بالنار اللى فى اللى قلبي وصدري....
هنية حست قلبها بيدق بسرعة، بس رفعت عينيها وبصت له بثبات.
هنية: (بوضوح) لاه، يا فيصل… عمري ما فكرت فيه بالطريقة دي..... وانت دلوق خطيبي وهو ولد عمي وزي اخوي وهيبقى جوز خيتي وبس اكديه.....
فيصل: (براحة) اكديه زين قوي… عشان أنا راجل ما أرضاش أكون في نص طريق، إما أكون الأول في قلبك، أو ما أكونش خالص....
هنية: (بابتسامة خفيفة) وإنت فين ظلوق يا فيصل؟
فيصل: (بحزم) مخبرش بس ناوي أكون الأول… وناوي أصونك، لو انتي وياي.....مش هيفرقلي حاجه تانيه واصل يا هنيه..
هنية سكتت لحظة، وبعدين ابتسمت، ابتسامة كانت طالعة من القلب.
هنية: (بصوت واثق) وأنا وياك يا فيصل..... ورايده نبدا سوا من اول وجديد....
في اللحظة دي، كان ياسين واقف بعيد، سامع الكلام، وقلبه اتقبض… بس عارف إن اللي حصل، كان لازم يحصل.وهو اللى اختار وخسر
ما فاتش كتير على كلام فيصل وهنية، لسه الدار هادية، وكل حاجة شكلها رايحه في طريقها الصح، لكن دايما في حاجات لازم تلخبط الدنيا… والصوت اللي جمع الكل كان صوت "ناديه"، مرات عمهم، وهي داخلة الدار بطريقة مستفزة، ووشها مليان شماتة.
ناديه: (بصوت عالي) واه واه يا زمان! الدنيا بقت غريبة، الواحد كان نايم وصحي لقى الحكاوي تغيرت، واللي كان بيحب واحدة، بقى عاوز يتجوز أختها!
هنية وفيصل لفوا لها في نفس اللحظة، ووشهم كان متضايق، لكن ناديه ما سكتتش، كملت كلامها وهي بتبص لهنية بعيون كلها تحدي.
ناديه: (بضحكة جانبية) ولا إنتي رايك ايه يا هنية؟ مش كنتي مستنية حد أحسن..... وجالك صوح؟ ولا كنتي رايده تشوفي ياسين بيتعذب؟ ومخططه لاكديه من الاول؟!
أم هنية: (بحدة) واه واه اسكتي يا وليه، مالكيش صالح ببتي واصل! وروحي بوخي سمك ديه فى حته تانيه وهملينا لحالنا عاد...
ناديه: (بخبث) مالياش صالح كيف يا سلفتي؟! وأنا اللي شايفة بيتنا بيتشقلب من فوقه لتحته، وعيال عبد الستار كل واحد فيهم بيحب بت ورايد يتجوز من التانية! هي داي ربايتك لبناتك عاد....
فيصل: (بحزم) لاه..... كفاية اكديه، يا مرات عمي… أنا واخد قراري، وهنية كمان..... واحنا رايدين بعض عن اقتناع..... ومحدش فينا صغير علشان يضرب على يده ويختار حاجه ماهوش رايده عاد...... وبنات عمي راجح مافيش فى تربيتهم ولاحسنهم ولا ادبهم..... واللى بتحددتي عنها داي هتكون مرتي وانا مقبلش بالحديدت الماسخ ديه عليها..... ولولا كنتي مرات عمي كان هيبقى ليا تصرف تانى واصل.....
ناديه: (بابتسامة ساخرة) أيوا ايوا ، ومالو يا سيدي، قال واخدين قراركم قال ، بس ياسين؟ ولا خلاص رميتوه زي اللعبة اللي خلصت؟
هنية: (بهدوء رغم الغضب) ياسين كان واخد قرار، وأنا ماليش صالح بيه… وأنا دلوق ليا حياتي، ومش هسمح لحد يقلبها عليا..... وماهوش صغير ولا القط اكل لسانه علشان يتحددت ويقول رايد ايه ومارايدش ايه....
ناديه: (بصوت عالي)والله عال.... بس ياسين قلبه لساته معاكي، ودي حاجة ما تنكريهاش! بس انتى مش سهله واصل..... رايده تلعبي على الاتنين.. الواد واخوه...
فيصل: (بحدة) مراااات عمي وبعدهالك عاد..... وهو عنده لسان، لو عاوز يقول حاجة، هو يقولها… مش حد يتحددت مكانه..... وخلينا نقغل السيرة ظاي لحد. اهنيه احسن مايحصول حاجه تزعل الكل...
في اللحظة دي، ياسين دخل، وكان ساكت، لكن ملامحه متغيرة، وبص ناديه بنظرة كلها ضيق.
ياسين: (بصوت هادي) كفاية اكديه، يا مرات عمي… اللي حصول حصول، وأنا اللي غلطت من البداية، ما كنتش خابر قلبي رايح فين.... بس دلوق انا فرحان ومرتاح وانا شايف فيصل وهنيه جمب بعضهم....
ناديه: (باندهاش) ايه الحديدت الماسخ ديه.... يعني إنت راضي؟! هتسكت على اللي بيحصول ديه؟!
ياسين: (بإصرار) أيوه، راضي… لأن فيصل أخوي، واللي هياخده يبقى نصيبه، مش غصب ولا ظلم.
ناديه: (بغضب) يا خسارة، كنت فاكراك راجل توقف وتاخد اللي ليك!
ياسين: (بهدوء) الرجولة مش غصب الناس على حاجة مش ليهم فيها نصيب… وهما لبعض، وأنا هشوف طريقي.
ناديه بصت له بغيظ، وبعدين بصت لهنية، وقالت بتهكم:
ناديه: (بخبث) مبروك، يا هنية… ربنا يتمملك على خير.
وراحت خارجة وهي بتتمتم بكلام غير مفهوم، وهنية خدت نفس عميق، لأول مرة تحس إنها بجد مطمنة إن كل حاجة اتحطت في مكانها الصح.
عدى كام يوم بعد اللي حصل، وكل حاجة كانت باينة إنها ماشية في طريقها، بس ناديه ما كانتش من النوع اللي يسكت بسهولة، وكانت دايمًا تدور على طريقة تحط النار في أي حاجة هادية. النهارده، دخلت على أم ياسين وفيصل، ووشها كله غضب، وهي قاصدة توصل للي في دماغها.
ناديه: (بصوت مستفز) واه واه يا بت يا زينب، قومي شوفي عيالك، دول بقوا مسخرة البلد!
(زينب): (بهدوء) يسعد صباحك ياناديه على الصبح.... مالهم عيالي؟ زينه شباب البلد لا عاش ولا كان اللى يخليهم مسخرة.....
ناديه: (بخبث) صباح ايه ومسا ايه يا وليه.... عيالك كانو زمان زينه الشباب...... دلوق ولدك الكبير واقف يتفرج وهو شايف أخوه بياخد اللي كان قلبه معاها، وولدك الصغير فاكر نفسه فارس زمانه وبيضحى لاجل سعاده الاخرين! وفي الاخر العيال هتقع فى راس بعض يا حزينه... قومي شوفي عيالك وحادي عليهم وابعديهم عن بنات راجح دول.....
زينب: (بحزم) لاه يا ناديه.... عيالي رجاله ميتخافش عليهم واصل..... وبنات راجح اسم الله عليهم ادب وعلام وجمال...... وياسين قال كلمته، واللي كان في قلبه سابه، وانتي مالكيش صالح فيه.
ناديه: (بضحكة ساخرة) لاه والله انت مصدقه حديدتك ديه يا حزينه، بقى ياسين ساب اللى فى قلبه؟ ولا إنتي اللي عودتيهم إن كل حاجة تمشي زي ما إنتي رايده؟! طول عمرك بتحبي مرات راجح اكتر مني وتقفي فى صفها دايما.... بس على حساب عيالك؟!
زينب سكتت لحظة، لكنها رفعت عينها لناديه، وعرفت وقتها إن الست دي مش جاية تهدي، دي جاية تولع الدنيا.
زينب: (بحزم) اسمعي يا سلفتي، ولادي رجالة، وياسين عارف الصوح من الغلط، وفيصل واخد حقه بالحلال، ولو في غير اكديه، يبقى ربنا فوق الكل.... واللى رايده ربنا يحوصول عاد ملناش دخل فيه...
ناديه: (بخبث) يا وليه بقى انتي مقتنعة إن ياسين خلاص نسي؟
زينب: (بثقة) وبعدهالك عاد.... نسي ولا ما نسيش، ديه قراره، ولو كان عاوز حاجة، كان قالها، مش حد يتكلم مكانه.
ناديه اتنرفزت، وحست إنها ما قدرتش توصل للي عاوزاه، فقامت من غير ما تنطق، وخرجت وهي بتكلم نفسها.
في نفس الوقت، ياسين كان قاعد على المصطبة برا البيت، ساكت، وبيفكر… هو فعلاً قرر ينسى، لكن جواه حاجة مش مرتاحة، وده اللي خلى فيصل يقعد جنبه ويسأله.
فيصل: (بهدوء) مالك، يا ياسين؟
ياسين: (بتنهيدة) مافيش، بس حاسس إن الدنيا اتغيرت بسرعة.
فيصل: (بجدية) التغيير مش دايمًا وحش، يمكن يكون خير.
ياسين: (بابتسامة خفيفة) يمكن… بس مش عارف، هل أنا كنت صوح لما سبتها؟ ولا كنت جبان؟
فيصل: (بصدق) انت ما كنتش جبان، انت كنت راجل… واختارت الصوح بدل ما تخربها.
ياسين رفع عينه وبص لفيصل، وحس إنه لأول مرة، قلبه بدأ يهدى… والوقت هيمشي، وهياخد كل حاجة معاه.
يتبع
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇


تعليقات
إرسال تعليق