رواية الم بدون صوت البارت التامن بقلم خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
![]() |
رواية الم بدون صوت البارت التامن بقلم خديجه السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
يوسف
وصلنا تحت البيت،
طلعت أنا وساره،
سلّمت على مرات عمي.
قالتلي بعتاب وهي بتحاول تخفي ابتسامتها:
__كده يا يوسف؟ تفضل طول المدة دي متجيش!.
قلت وأنا بابتسم باعتذار:
__معلش والله، حضرتك عارفة الدنيا مشاغل،
أول ما لقيت إن شغلي جمبكم جيت على طول.
ضحكت وقالت:
__نورت يا حبيبي، لحظة وأكون حاطه الأكل.
ابتسمت وقعدت في الصالة، وساره دخلت تغيّر هدومها،
رجعت بعد شوية وقعدت قدامي.
بصيتلها وسألتها بهدوء وأنا شايف في عينيها حاجة مخبياها:
__انتي بقى اللي بلغتي؟
اتلبخت، وبصّت في الأرض بتوتر.
ضحكت بخفة وقلت:
__مالك اتوترتي ليه؟ دي حاجة كويسة…
انتي كده ساعدتيها ووقفتي جنبها.
ردّت بصوت حزين:
__آه بس… هي زعلت مني،
وحصلت مشكلة بينا… بس اتصالحنا يعني.
بصّيتلها بهدوء وقلت:
__كويس… المهم إنها بخير.
سكتت لحظة وبصتلي بتردد وقالت:
__بس هي متغيّرة يا يوسف… ضحكتها بقت ناقصها روحها.
كلامها وجعني بطريقة غريبة.
حسّيت كأن كل حرف بيشدني ليها أكتر.
قلت وأنا ببصّ في الفراغ:
__اللي مرت بيه مش سهل…
بس هتقوم، نور قوية.
ساره رفعت حاجبها وقالت بابتسامة خفيفة فيها تساؤل:
__واضح إنك واخد الموضوع على قلبك أوي!
ضحكت بخفة وحاولت أغيّر الاتجاه:
__أنا شغلي كله كده يا ساره،
وقولت ف نفسي
بس يمكن الحالة دي شدّتني شوية أكتر من العادة.
بس الحقيقة؟
أنا كنت عارف إن اللي جوايا اتجاهها
ما بقاش مجرد "حالة" من أول ما شُفت عيونها المليانة وجع.
يوسف
قعدت، وبعد ما خلصنا أكل،
مرات عمي كانت مُصرّة إني أبيت عندهم.
بس حاولت أفهمها بهدوء إني واخد شقة إيجار قريبة،
وإنّي هروح هناك بعد الأكل.
وطبعًا مكنش ينفع أقعد… في النهاية أنا راجل ومش محرم.
مشيت وأنا لسه تفكيري مشغول بيها،
كل ما أحاول أركّز في أي حاجة تانية،
صوتها ونظرتها بيرجعولي.
في الآخر، قررت أتصل بيها…
مش عشان "شغل"، لأ،
كنت محتاج أسمع صوتها،
أطمن عليها، وأعرف إيه الخطة الجاية.
فعلاً اتصلت،
وبعد كام رنه، ردّت.
صوتها…
كان نفس الصوت اللي أول مرة سمعته مليان خوف،
بس المرة دي فيه وجع هادي،
وجمال غريب في الرقة اللي بتتكلم بيها.
قالت بهدوء:
__السلام عليكم.
ردّيت وأنا بحاول أبان طبيعي:
__وعليكم السلام، عامله إيه دلوقتي؟.
طمنتني إنها بخير،
بس بعدها سكتت،
وسكوتها خلاني أحس إن في وجع مستخبي ورا الكلمات.
قولت بخفوت:
__آخر مرة ضربك إمتى؟
سكتت ثواني،
كأن السؤال وجّعها قبل حتى ما ترد.
وبعدين قالت بصوت متكسر خافت:
__امبارح…
حسّيت قلبي شدّ في صدري،
وكأن الكلمة دي خبطتني في وشي.
قولت وأنا بحاول أسيطر على نبرة صوتي:
__امبارح؟!.
ردّت بسرعة، كأنها بتحاول تبرر وجعه:
__هو كان متعصب… ماقصدش يوجعني بالشكل ده،
بس هو لما بيتعصب بيعمل كده من غير ما يفكر.
تنهدت، ماسك الموبايل بإيدي بقوة وأنا بقول بحزم هادي:
__يا نور، مفيش حاجة اسمها ماقصدش…
اللي يمد إيده مرة، هيكررها كل مرة.
سكتت،
وسمعت صوت نفسها المرتبك،
فيه رعشة خفيفة كأنها بتكتم بكاها:
__أنا مش قادرة أسيبه…
ولا قادرة أكمّل كده…
كل حاجة بقت تخوفني، حتى نفسي.
قولت بهدوء، بس جوّاه نار:
__انتي مش لوحدك،
أنا معاك، وهفضل معاكي…
بس لازم نبدأ نتصرف، خطوة بخطوة، فاهماني؟.
ردّت بصوت مهزوز، فيه صدق وضعف في نفس الوقت:
__فاهمة… بس خايفة.
ابتسمت رغم الغضب اللي مالي قلبي وقلت:
__كلنا بنخاف يا نور…
بس أول خطوة هي اللي بتكسر الخوف.
يوسف
لقيتها سكتت، الحروف كأنها خذلتها،
وصوت نفسها بس هو اللي باقي في السماعة.
كملت بهدوء وأنا بحاول أخلي كلامي يطمنها:
__دلوقتي لازم تواجهيه يا نور…
بهداوة، وتكلميه،
وتسأليه هو ليه بيعمل كده؟
قوليله إنك بتحبيه ومش عايزة تبعدي عنه،
بس اللي بيعمله ده بيخليكي تفكّري في البُعد غصب عنك.
سمعتها بتاخد نفس متقطع،
وبعدين قالت بصوت مبحوح كله وجع:
__بس…
سكتت.
الكلمة دي خرجت منها،
بس اللي بعدها ماقدرتش تطلعه.
حسّيت بيها، حسّيت باللي جواها من غير ما تنطق.
قولت بهدوء وأنا متأكد إنها بتسمعني وبتحاول تتماسك:
__أنا عارف…
عارف إنك مش ضامنة رد فعله،
يمكن يتغاشم عليكي، ويمكن يفوق ويرجع لرشده.
بس دي فرصه…
فرصة نحاول فيها يرجع زي م كان..
سكتت لحظة، وسمعت بعدها شهقة خفيفة كأنها بتحاول تكتم بكاها،
قالتلي بصوت مرتعش، بيحاول يخبّي الخوف اللي ماليه:
__حضرتك عايز حاجة تاني؟
اتنهدت، ومكنش فيَّ كلام يتقال أكتر من كده،
فقلت بهدوء:
__سلامتك.
وكأنها كانت مستنيّة الكلمة دي عشان تهرب،
سمعت صوت النفس الملهوف قبل ما الخط يسكت فجأة،
وقفلت.
فضلت باصص ف الشاشة،
وصوتها بيرن ف وداني كأنه لسه بيتردد.
كان فيها رعشة وجع... مش بس خوف.
حسّيت إني كنت قريب أوصل، بس في نفس اللحظة،
هي اختارت تقفل الباب قبل ما أمد إيدي.
__________
نور
قفلت السكة معاه،
بس قلبي كان لسه متعلق ف كلامه، ف نبرته الهادية اللي حاسّه بيا من غير ما أتكلم.
كنت متوترة طول المكالمة، بس في نفس الوقت… مرتاحة.
فضلت أفكر ف اللي قاله…
إن لازم أواجه بابا، وأكلمه بهدوء يمكن يسمعني،
يمكن يرجع زي زمان قبل ما الدنيا تاخده مني.
فعلاً قمت بعد شوية، أخدت نفسي وخرجت أدور عليه.
البيت كان ساكت كأنه نايم،
دورت ف كل الأوض، ملقتهوش.
اتنهدت بخيبة أمل،
دخلت الأوضة، وقعدت على السرير مستنياه.
مكنتش حاسة بالوقت،
عينيا غلبتني من كتر التعب والخوف،
وروحت ف النوم من غير ما أقصد.
صحيت على صوت المفتاح وهو بيلف ف الباب،
وصوت المفصلة وهي بتئن بهدوء.
قلبي بدأ يدق،
كنت مش عارفه هو هيكون رايق… ولا مكشر كعادته.
جريت ع بره وأنا قلبي بيدق جامد، خايفه يتعصب عليا، خايفه يضربني!
لقيته قاعد ع الكنبه وبيشرب سيجارته في سكون غريب.
قولتله بصوت واطي:
__ عايزه أتكلم معاك.
بصلي بطرف عينه وقال ببرود:
__مش ناقص رغي دلوقتي.
رديت وأنا صوتي مخنوق:
__كلمتين بس.
سكت، ففهمت إنه مستني أقول اللي عندي.
قعدت جنبه ع الكنبه وأنا قلبي بيترعش،
كنت حاسه نفسي داخله معركه، بس المره دي مش خايفه زي الأول… يمكن لأن الوجع خلّاني أضعف من الخوف.
قولت بهدوء:
__ أنا زعلانه منك يا بابا.
رفع عينه ناحيتي، النظره اللي فيهم كانت جامده… فيها غضب، بس وراها تعب.
كملت وأنا بحاول أثبت صوتي:
__ زمان كنت بتضحك، وبتقعد معايا، دلوقتي كل كلامك ليا بقى صوت عالي وضرب… ليه؟
__أنا بحبك يا بابا، بس مش قادره أعيش كده.
سكت لحظه، حسّيت الجو بقى تقيل أوي.
رمى السيجاره، وبصلي بنظرة غضب خلتني أبلع ريقي بالعافية.
قبل ما أستوعب، قام بسرعة ومدّ إيده ناحيتي!
اتجمدت، قلبي كان هيخرج من مكانه،
صرخت:
ـ بابا بالله عليك اسمعني!
بس مفيش فايدة…
إيده كانت سبقت كلامي.!!
يتبع
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم


تعليقات
إرسال تعليق